كنا في الحلقة الماضية قد تكلمنا عن مخرج النون ومخرج حرف الراء بنوعيها الراء المفخمة والراء المرققة واليوم نتكلم على ثلاثة أحرف تخرج من المكان نفسه وهي حروف الطاء والدال والتاء هذه الحروف الثلاثة تخرج من طرف اللسان ومن اللحم الذي نبتت به الأسنان العليا يعني من لحم اللثة ، عنده يقرع طرف اللسان تلك المنطقة ولكن شكل مؤخرة اللسان يختلف بين نطقنا للطاء لأنها حرف مستعل مطبق مفخم وبين نطقنا للتاء والدال لأنهما حرفان مستفلان منفتحان فنلاحظ من خلال اللوحة التعليمية موضع طرف اللسان عند نطقه للطاء والدال والتاء وشكل مؤخرة اللسان عند نطقنا للطاء لاحظوا اللوحة التي عن اليمين تبين لنا شكل اللسان عند نطق حرف الطاء سواء المكان الملون باللون الأزرق الغامق الذي عنده يقرع طرف اللسان لحم اللثة العليا وأما مؤخرة اللسان لاحظوا أنها مستعلية إلى أعلى لأن الطاء مستعلية مطبقة بينما في اللوحة التي على الجهة اليسرى نلاحظ أن اللسان يقرع المنطقة نفسها منطقة الطاء من مقدمة اللسان ولكن مؤخرة اللسان شكلها مختلف ففيها استفالة إلى الأسفل لأن التاء والدال كما أسلفت حرفان منفتحان مستفلان وليس فيهما استعلاء ولا إطباق وسنتكلم عن صفات الحروف في المستقبل بشكل مفصل هذا ما يتعلق بالطاء والتاء والدال ،
ننتقل إلى ثلاثة أحرف أخرى وهي أحرف الصفير الصاد والسين والزاي هذه الأحرف الثلاثة عندما ننطقها نضع طرف لساننا يعني رأس اللسان عند الصفحة الداخلية للثنايا السفلى للسنين الكبيرين اللذين في مقدمة الفم هنا نضع رأس اللسان وكذلك الأسنان العليا لها مشاركة بحيث أن الصوت وهو خارج يصطدم بها فيؤدي كل هذا المكان إلى حدوث صوت معين هو صوت الصاد وصوت السين والزاي نلاحظ على اللوحة التي على اليمين شكل اللسان عند نطقنا بالصاد وهي حرف مفخم ولاحظوا بأن مؤخرة اللسان مستعلية بخلاف الصورة التي في يسار اللوحة التي تبين مخرج السين والزاي ونلاحظ بأن مؤخرة اللسان غير مستعلية لأن السين والزاي حرفان منفتحان مستفلان المنطقة الزرقاء اللون من اللسان الغامقة تمثل المنطقة التي يقرع فيها رأس اللسان ومنتهى طرفه منطقة الأسنان السفلى ولا شك أن للأسنان العليا مشاركة في إخراج الصوت بدون تلامس يعني لا يلامس اللسان الأسنان العليا ، اللسان لا يلامس المنطقة العليا وإنما كما تلاحظون على اللوحة يكون قريباً منها جداً وفي بعض الكتب صور لمخرج الصاد والسين والزاي وقد ذهب رأس اللسان إلى منطقة الثنايا العليا وهذا خطأ شديد وانتبهوا له إن رأيتموه في بعض الكتب فليس صحيحاً وهو وهم خلاف الواقع والتجربة كل الناس ما أحد ينطق السين من الأسنان العليا وإنما ننطقها جميعا نضع رأس لساننا عند الصفحة الداخلية للأسنان السفلى كما أسلفت ،
وهنا طالما أننا نتكلم عن حروف الصفير أريد أن أنبه على أمر شائع جداً بين كثير ممن يقرأ القرآن وهو استعمال الشفتين عند نطق حرف الصاد خاصة فنجد الواحد عند الصاد تجده يضم ويزم شفتيه إلى الأمام لا أدري لماذا وهذا موجود وبعض الناس يظنه من حسن التلاوة وينبه عليه ويتعمده ويعتبره هو الصواب في نطق الصاد وقد سألت أحدهم مرة فقال لي من أجل الصفير الذي في الصاد فقلت له وهل تفتيني أيضاً أليس في صفير في السين لماذا لا تقول ( أسْ ) أليس في حرف الزاي صفير لماذا تقول ( أزْ ) فأنت لا تفعل هذا إلا في الصاد فهذه حجة غير صحيحة ولو كانت الشفتان مخرجاً للصاد لذكرها علماءنا في كتبهم ولم يفعل ذلك أحد منهم لا الخليل بن أحمد ولا سيبويه ولا من بعدهم ولا ابن السرَّاج وابن الجني وابن الجزري ولا أحد من الأئمة الذين تكلموا على مخارج ذكروا أن للشفتين عملاً في إخراج حرف الصاد فخلاصة الكلام هكذا تنطق الصاد ، الحروف الأخيرة اللسانية الثلاثة الظاء والذال والثاء وهي ما يسميه العلماء الأحرف اللثوية وتسمى اللثوية لخروجها من قرب اللثة ، واللثة هي اللحم النابت حول الأسنان وليس من اللثة نفسها كما قد يتوهم البعض ، الظاء والذال والثاء تخرج من منتهى طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا نضع طرف لساننا على طرف أسناننا العليا ، الثنيتان اللتان في مقدمة الفم ، أظْ ، أثْ ، أذْ العرب تسمي الشيء بما جاوره وليس من الضروري أن يكون قولهم الأحرف اللثوية أنها تخرج من اللثة فالظاء والذال والثاء من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا فإدخال طرف اللسان إلى الداخل خطأ وإخراجه إلى الخارج زيادة عن اللزوم أيضاً بعض إخواننا عندما يقرأون ( أظْ ) ربع لسانه طالع إلى الخارج وهذا خطأ .
كانت القبائل العربية بعضها يتكيء على حافة لسانه اليمنى وبعض القبائل يتكيء عند نطق الضاد على حافة لسانه اليسرى وبعضهم كان يخرجها بتوزيع الضغط توزيعاً عادلا بين الحافتين وهذا الذي أميل إليه وأن تفعلوه أيضاً لماذا نخرجها من اليمين أو اليسار نخرجها من الحافتين معاً بالنسبة للضاد الساكنة لما نقول ( إِضْ ) يلتصق اللسان على الغار الأعلى فينحبس الهواء خلفه فبهذا الانحباس يحدث ضغط تحت تأثير هذا الضغط يندفع اللسان إلى الأمام قليلاً مليمترات بسيطة يندفع اللسان إلى أن يصل منتهى رأس اللسان إلى منطقة التقاء اللحم بالأسنان ولا يزيد لأننا لو زدنا واستمر اللسان في الخروج لوصل إلى هنا إلى أطراف الأسنان العليا وهي منطقة حرف الظاء لذلك نجد في العاميات خلطاً أحياناً بين الضاد والظاء فالضاد حرف من حافة اللسان اليمنى واليسرى والظاء حرف من منتهى رأس اللسان مع أطراف الثنايا العليا فالمخرج مختلف مخرج الضاد
إذاً هذا بالنسبة لحرف الضاد سواء كان ساكناً أو متحركاً وفي الكتب أن هذا الحرف قد انفردت به اللغة العربية لذلك يقولون لغة الضاد أما حرف اللام فإنه يخرج من منطقة أدنى حافة اللسان إلى منتهاها من اليمين وأدناها إلى منتهاها من اليسار هذه المنطقة هي منطقة اللام ومنطقة حافتي اللسان هي منطقة الضاد عند النطق اللام لا تلامس شيئاً بل تكون بعيدة لذلك الهواء خارج من هنا من القصبة الهوائية إلى الفم فلما يصل الهواء إلى الفم وينطق الأنسان اللام الساكنة ( ألْ ) يجد الهواء أمامه هذه المنطقة مقفولة فينحرف بعض الصوت عن يمين اللسان عن يمين الحافة وبعضه عن يسار الحافة ثم يتابع الهواء طريقه إلى الخارج هذا هو مكان اللام .
نلاحظ أن حافة اللسان هي التي تقرع منطقة اللام ، فاللام تخرج من أدنى حافتي اللسان إلى منتهى طرفه ، فحافتي اللسان تقرع غار الحنك الأعلى وهذه هي منطقة اللام ، هكذا نكون قد بينا الحرفين اللذين يخرجان من حافة اللسان سواء ذلك من منطقة أقصى الحافة إلى منتهاها أو من منطقة منتهاها إلى رأس اللسان وبحول الله وقوته نتابع في الحلقة القادمة كلامنا عن حروف اللسان التي تلي حرف الضاد واللام .
في الحلقة الماضية كنا قد تحدثنا عن حرفين جميلين من الحروف العربية وهما حرف الضاد الذي يخرج من حافة اللسان اليمنى أو اليسرى أو كلاهما معاً وبينا ذلك مشروحاً مستوفاً باللوحات التعليمية كذلك انتقلنا إلى مخرج اللام وبينا كيف أنه من أدنى حافة اللسان إلى منتهى الحافة يعني إلى رأس اللسان من الطرفين وبينَّا بياناً شافياً كيف يكون نطق هذا الحرف .
اليوم نشرع في بيان مخرج النون هذا الحرف الذي يخرج من طرف اللسان وما يحاذيه من اللثة ، اللثة يعني اللحم النابت حول الأسنان وهو في مقدم الحنك كنا قد شرحنا قبل أن نبدأ في مخارج الحروف الحنك الأعلى وبينا أجزاءه ففي آخره من الوراء كان هناك اللهاة ثم بعدها الحنك الرخو وهو المنطقة اللحمية أو الحنك اللحمي ثم الحنك الصلب وهو الحنك العظمي ثم بعد ذلك مقدم الحنك ثم بعد ذلك اللثة ، اللحم النابت حول الأسنان عندما يقرع طرف اللسان منطقة اللثة يخرج حرف النون هكذا ( أنْ ) فبعد أن يقرع طرف اللسان ما يحاذيه من اللثة من غار الحنك الأعلى ينقفل كل هذا المكان ولا يعود يمر من هذا المكان ولا ذرة صوت فيتحول الصوت عن طريق التجويف الأنفي وهو ما يسمى بالخيشوم فيخرج الصوت عن طريق فتحتي الأنف ، إذاً حرف النون يتألف من جزأين رئيسين الجزء الأول طرف اللسان يقرع ما يحاذيه من غار الحنك الأعلى بعد هذا القرع ينحبس الصوت في هذا المكان ويتحول المجرى عن طريق الخيشوم مجموع هذين العملين يشكل حرف النون ، ولاحظوا بأن الجزء اللساني بعد أن نقرع مخرج النون لا يمر منه أي صوت إن أردتم التأكد فسدوا الأنف فتجدون بأن الصوت لا يمر عن طريق الفم إذاً بهذا الانحباس يظهر لنا مكان النون عن طريق اللوحة التعليمية ، اللوحة التعليمية التي تبين لنا مخرج النون وكيف أنه من طرف اللسان وما يحاذيه من اللثة وكذلك مرور الصوت من الخيشوم لاحظوا على اللوحة أن مخرج النون من طرف اللسان مع ما يحاذيه من اللثة السهم يشير إلى منطقة طرف اللسان التي تقرع منطقة اللثة من غار الحنك والمنطقة الزرقاء هي الزرقاء الغامقة اللون هي منطقة التصادم لاحظوا بأن الخيشوم مفتوح وقد لون باللون الأزرق الفاتح فالهواء الخارج من الصدر أو من الرئة عندما يجد الطريق أمامه عن طريق الفم قد انسد يتحول الصوت عن طريق الخيشوم ثم يخرج عن طريق فتحتي الأنف لاحظوا شكل اللسان ( أَنْ ) سواء طولنا الغنة أو قصرناها هكذا نرى أن بهذه اللوحة رأينا مخرج النون ،
الآن ننتقل إلى الحرف الذي يلي حرف النون وهو حرف الراء ، حرف الراء أيضاً يخرج من طرف اللسان مع اللثة التي تحاذيه من أعلى ولكن شكل اللسان يختلف وضعه عن وضع حرف النون عند نطقنا لحرف الراء يتقعر اللسان ويصير في وسط اللسان تقعر فالذي يصطدم بغار الحنك هي المنطقة اليمنى واليسرى ويبقى في الوسط فجوة فتحة صغيرة بسيطة يمر منها جزء الصوت أي أن الانحباس عند نطق الراء ليس انحباساً كاملاً كانحباس النون وليس جرياناً كاملاً كجريان حرف الشين أو الصاد نستطيع عن طريق اللوحة التعليمية التي أمامنا أن نتبين مخرج حرف الراء على اللوحة وكيف أنه يخرج من المنطقة التي ذكرتها لكم إذاً نرى على الشاشة مخرج الراء والسهم يشير إلى طرف اللسان مع ما يحاذيه من اللثة لاحظوا بأن الخيشوم قد لون باللون الأحمر أي أنه لا يمر من صوت كما قد كان يمر في النون ولاحظوا أن المنطقة الزرقاء الغامقة اللون هي التي تشير إلى المنطقة التي يقرع فيها طرف اللسان ما يحاذيه من اللثة ولكن الفجوة التي حدثتكم عنها لا تستطيع الصورة أن تعبر عنها أيضاً أريد أن أنبهكم على شيء ، الراء العربية إما أن تكون مفخمة ( را ) وإما أن تكون مرققة ( ري ) فهل شكل اللسان واحد عند نطق هاتين الراءين الحقيقة أن المنطقة التي يقرع فيها مخرج الراء اللثة واحد ولكن مؤخر اللسان يختلف شكله من الراء المفخمة إلى الراء المرققة إذ إن أقصى اللسان عند نطق الراء المفخمة يتصعد إلى جهة الحنك نستطيع عن طريق اللوحة التعليمية أن نتبين الفرق في شكل اللسان بين نطقنا لراء مفخمة وبين نطقنا لراء مرققة فإن ذلك يختلف كما نرى على الشاشة ، اللوحة التي على يمين الشاشة تبين لنا مخرج الراء المفخمة واللوحة التي على يسار الشاشة تبين مخرج الراء المرققة لاحظوا بأن مؤخرة اللسان في الراء المفخمة قد تصعدت إلى الحنك بينما مؤخرته في الراء المرققة ما زالت مستفلة إلى أسفل اللسان مع أن المنطقة التي يقرع فيها طرف اللسان اللثة واحدة وهي المنطقة الزرقاء اللون الغامقة ، ( أرْ ، را ) هكذا يكون النطق حسب اللوحة اليمنى ، ( الرِّيح ، الرِّبا ) هكذا يكون النطق حسب اللوحة اليسرى إذاً بهذا نكون قد تبينا مخرج الراء وكيف الفرق بين نطقنا لراء المفخمة والراء المرققة .
هنا سوف تتكلم اللجنة التي قامت على ضبط مصحف مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة سوف يتكلمون على وضع واو صغيرة بعد هاء الضمير للمفرد الغائب المذكر أو ياء صغيرة ذلك يختلف باختلاف حركتها فإن هاء الضمير في اللغة العربية إما أن تكون مضمومة كقولنا ( إنهُ و ) أو تكون مكسورة كقولنا ( بهِ ے ) فإن كانت هاء الضمير مضمومة وواقعة بين حرفين متحركين فإن العرب مدوا صوتها وطولوه حتى ينشأ من ذلك واو لفظية في حال الوصل مثلاً يقولون ( إنهُ و على رجعهِ ے لقادر ) ، ( إنهُ و ) فينطقون واواً كاملة غير الضم يعني يطولون الضمة حتى ينشأ منها واو ولكن هذا في الصوت فقط أما في الكتابة فلا يكتبون واواً فلذلك علماءنا جزاهم الله خيراً من أجل أن يكون نطقنا للمصحف الشريف نطقاً صحيحاً وضعوا لنا واواً صغيرة بعد الهاء المضمومة بمعنى انتبه أيها القاريء عليك أن تمد صوتك هنا إلى أن يتولد معك واو لفظية وهذا في حال الوصل أما إذا وقفنا فنقف بالهاء الساكنة فنقول ( إنهْ ) ولا نقول ( إنهُو على رجعهِ ے ) لا نفعل ذلك إذا وقفنا نقف ( إنهْ ) ، ( على رجعهْ ) ، نقف بالسكون كما كانت العرب تفعل فإنهم كانوا يقفون بالسكون إذاً التعبير على الصلة اللفظية لهاء الضمير قالت اللجنة ( وإلحاق واو صغيرة بعد هاء ضمير الغائب إذا كانت مضمومة الهاء يدل على صلة هذه الهاء بواو لفظية في حال الوصل وإلحاق ياء صغيرة مردودة إلى الخلف بعد هاء الضمير المذكور إذا كانت مكسورة - يعني إذا كانت الهاء مكسورة – يدل على صلتها في حال الوصل أيضاً أعود فأقول في حال الوقف تسقط – وتكون هذه الصلة بنوعيها ، يعني سواء كانت واوية أو يائية هذا معنى بنوعيها من قبيل المد الطبيعي إذا لم يكن بعدها همزٌ فتمد بمقدار حركتين نحو قوله تعالى ( إن ربهُ و كان بهِ ے بصيراً ) نلاحظ كيف كتبت ربه انظروا بعد الهاء تجدون واواً صغيرة ( بهِ ے ) انظروا بعد الهاء تجدون هاء صغيرة مردودة إلى الخلف هذا إن لم يكن بعد الهاء همزة أما إن كان بعد الهاء همزة قطع فانظروا ماذا قالت اللجنة ( وتكون كالمد المنفصل إذا كان بعدها همزٌ فتوضع عليها علامة المد وتمد بمقدار أربع حركات أو خمس ، يعني تعامل معاملة المد المنفصل كما يعامل المنفصل
أيها الأخوة ما زلنا نتابع الحديث عن صفات الحروف التي لا ضد لها واليوم قد نختم الحديث على هذا الموضوع اليوم نتناول من صفات الحروف صفة ذكرها علماءنا لحرف واحد في اللغة العربية وهو حرف الضاد وهذه الصفة هي صفة الاستطالة ، ما معنى هذه الاستطالة لما نقول ( إضْ ) أرجوا أن تنتبهوا لأن حرف الضاد فيه شيء من الدقة لا أقول صعوبة من الدقة وتنفرد به اللغة العربية فأرجو الأنتباه لما نقول ( أَضْ ) جربوا هكذا ( أَضْ ) ما الذي يحدث داخل الفم الذي يحدث هو أن الضاد مكان اتكائها وضغطها هو هاتين المنطقتين حافتي اللسان اليمنى واليسرى ولكن أيضاً بقية أطراف اللسان تشارك لكن ليس عليها اتكاء وضغط ، الاتكاء والضغط هو على هاتين المنطقتين مع كون المنطقة كلها قد انقفلت هكذا بعد أن يقرع اللسان بحافتيه ما يوازيه من غار الحنك وينقفل المخرج تماماً ينشأ خلف اللسان ضغط هذا الضغط الهواء المضغوط يجعل اللسان يتقدم قليلاً إلى مقدمة الفم ، هذا الهواء الناتج هنا الضغط يجعل اللسان يتقدم قليلاً إلى مقدمة الفم يعني ملمترات بسيطة هذا الجريان للسان يصاحبه جريان للصوت ، جريان الصوت كما نعلم سميناه الرخاوة ، جريان صوت الحرف هو رخاوة بينما جريان المخرج أثناء نطق الحرف هذا الأمر اسمه استطالة لا يوجد حرف في اللغة العربية عند نطقه المخرج يتحرك هكذا إلا هذا الحرف هذه الحركة سماها علماءنا الاستطالة من المؤخرة إلى المقدمة قليلاً تحت تأثير الهواء المضغوط خلف اللسان إذاً صار عندي أمران صوت يجري ولسان يجري ، جريان الصوت اسمه رخاوة مثل ( أفْ ، أّحْ ، أشْ ) هذه الحروف الرخوة متساوية في الرخاوة وجريان اللسان في المخرج هذا استطالة أمر انفرد به حرف الضاد وهو في الساكن أوضح منه في المتحرك ، أرجو أن تنتبهوا إلى هذا دائماً صفات الحروف تكون واضحة أكثر في الحرف الساكن ويكون وضوحها أقل في الحرف المتحرك يعني لما نقول هنا في استطالة ولكن استطالة لا تكاد تلحظ مثل ( ضَ ضَرَبَ ، ضِ ، ضيزى ) لكن لما نقول مثلاً ( فاضرب لهم ) هذا الصوت صوت الضاد صوت خفي لذلك بعض إخواننا من المبتدئين لا يسمعونه فيظنون الأمر فراغ صوتي فيجعل أحدهم بين الضاد الساكنة والضاد المتحركة فراغاً صوتياً ليس الأمر كذلك ليس في الضاد فراغ صوتي وإنما هو امتداد لصوتها لكن هذا الصوت ضعيف ، فالصوت يجري واللسان يتقدم قليلاً إلى الأمام هذه هي صفة الاستطالة التي نستطيع أن نراها من خلال اللوحة التعليمية التالية التي تبين لنا تعريف الاستطالة ومنظر الحنك عند النطق بها .
الاستطالة : هي اندفاع اللسان في مؤخرة الفم إلى مقدمته حتى يلامس رأس اللسان أصول الثنيتين العليين ، وذلك تحت تأثير الهواء المضغوط خلف اللسان ، الصورة التي أمامكم تبين المربعات الخضراء تبين منطقة الضغط والاتكاء في حرف الضاد والمنطقة الصفراء تبين المنطقة التي لها مشاركة في اقفال المخرج ولكن لا ضغط عليها ، الضغط على المنطقتين في المربعات اللاتي لون باللون الأخضر اللسان يندفع من الوراء قليلاً إلى الأمام قليلاً إلى أن يصل رأسه إلى أصول الثنيتين العليين يعني مكان التقاء اللحم بالأسنان من الداخل إذا زاد الأمر وتقدم اللسان إلى الأمام كثيراً ووصل رأسه إلى أطراف الأسنان العليا هذا مخرج الظاء لذلك نرى في كثير من العاميات الخلط بين مخرج الضاد يقولون حرف الظاد ويقولون ( ظَرَبَ ) أو ( والظالمين ) فهذا لا يصح وسببه المبالغة في إخراج اللسان إلى أن يصل رأسه إلى أطراف الثنايا العليا ليس إلى أطراف الثنايا وإنما إلى منبت الثنايا إلى التقاء اللحم بالأسنان من الداخل فقط ، هذا بالنسبة لصفة الاستطالة ، بقي عندنا الصفة الأخيرة وهي صفة الغنة ، الغنة : هي صوت يخرج من التجويف الأنفي الذي خلقه الله تعالى خلف الأنف وفوق غار الحنك الأعلى هذا غار الحنك الأعلى فوقه خلق الله عز وجل تجويفاً من الخلف ينتهي إلى الحلق ومن الأمام ينتهي إلى الفتحتين الأنفيتين وفيه غضاريف وتجاعيد له وظائف تنفسية وبالإضافة لذلك يمكن للأنسان أن يخرج منه صوتاً كالرنين ، هذا الصوت هذا الرنين الأنفي كانت العرب تخرجه مع حرفين لا ثالث لهما ، هما الميم والنون ، ( أَمْ ، أَنْ ) لو سددنا الأنف وقلنا ( أنْ ) نجد بأن الصوت قد اختل هذا دليل على أن الغنة جزء حرف النون وجزء حرف الميم مهما كان وضع النون ووضع الميم سواء كانت متحركة أو ساكنة أو كانت مظهرة أو مدغمة أو مخفاة لا تفارقها الغنة أبداً فهي صفة من صفاتها من صفة الميم والنون الذاتية ولكنها تختلف بالطول والقصر بحسب الإظهار والإدغام والإخفاء مما سيأتي معنا بإذن الله تعالى في الأبحاث القادمة ، إذاً الغنة صفة من صفات النون والميم ولكنها تمتاز عن بقية الصفات بأن لها مخرجاً مستقلاً الصفات الأخرى ليس لها مخارج من أين يخرج الإطباق من أين تخرج القلقلة وإنما هي وصف للصوت أما الغنة فصفة لها مكان تخرج منه وهي جزء النون وجزء الميم كما أسلفت من خلال اللوحة التعليمية نرى كيف أن الغنة جزء النون وجزء الميم فنرى على الشاشة اللوحة التي على اليمين كيف أن طرف اللسان يقرع مخرج النون عند المنطقة الزرقاء وأن الخيشوم الذي لون باللون الأزرق وفيه أسهم تدل على خروج الصوت من خلاله بعد أن قرع طرف اللسان مخرج النون الأسهم تدل على خروج الصوت من فتحتي الأنف مقارناً لحرف الغنة والكلام نفسه يقال عن اللوحة التي على يسار الشاشة والتي تبين انطباق الشفتين عند المنطقة الزرقاء فإذا انطبقت الشفتين تحول طريق خروج الصوت إلى هذا التجويف الأنفي عبر فتحتي الأنف وكانت الغنة في كلا الحالتين صفة للميم والنون كما نرى التعريف ، الغنة : صوت يجري في مخرج الخيشوم وتكون تابعة للنون والميم هذه هي صفات الحروف التي لا ضد لها وإن أحيانا الله تعالى في المستقبل سنتكلم عن الصفات التي تنشأ حال تجاورالحروف الذي تكلمنا عنه في الماضي من الصفات المتقابلة والتي لا ضد لها صفات للحرف بغض النظر عن ما جاوره من حروف ولكن عند التجاور تنشأ أحكام جديدة كما تكلمنا اليوم على ( أردتم ، حصدتم ، راودته ) هذا الحكم نشأ بسبب التجاور ، ما هي الأحكام التي تنشأ بسبب التجاور سنتكلم عليها في الحلقات القادمة .