هناك أبيات تحرك المشاعر..
ولقد هزتني القصيدة الوعظية التي وعظ بها سابق البربري الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز.. وهي طويلة وإليك ثلاثة أبيات منها هي حسبك: والعلم يجلي العمى عن قلب صاحبه** كما يجلي سواد الظلمة القمر والذكر فيه حياة للقلوب كما ** يحيي البلاد إذا ماماتت المطر لا ينفع الذكر قلبا قاسيا أبدا ** وهل يلين لقول الواعظ الحجر
التجمع ينتج التفريقا ...
إن العاقل يقتصر في أعوانه بحسب حاجته إليهم .
فلن يخلو الاستكثار من تنافرٍ يقع به الخلل، أو اتفاقٍ يستأكل به العمل ،
وليكن أعوانك وفق أعمالك ، فإنه :
أنظم للشمل ، وأجمع للعمل ، وأبلغ في الاجتهاد ، وأبعث على النصح .
وفي هذا الزمان مهما أمكن للعاقل أن يقل من المعارف ، واجتلاب من يسمى أخاً ؛ فليفعل ،
وليعلم أنه قد أقل من الأعداء ،
وكلما استكثر منهم ، فقد استكثر من الأعداء ...
عبد الغني النابلسي : وأمّـر ما لاقيتُ مِنْ أَلـَمِ النَّوى *** قـُرْبُ الحَبِيبِ وما إليه وصـول كالعِيس في البيّداء يقتلها الظـَّما *** والمـَاء فوق ظُهُورهـا مَحْمُـول
وانشد شطر البيت الأول :
وَمِنْ الْعَجَائِبِ وَالْعَجَائِبُ جَمَّة
لكل أمرء نصيب من النقض ، ومقدار من الذنوب ؛ وإنما يتفاضل الناس بكثرة المحاسن وقلة المساوى .
فأما الاشتمال على جميع المحاسن ، والسلامة من جميع المساوئ دقيقها وجليلها ، وظاهرها وخفيها، فهذا لا يعرف.
قال النابغة:
ولسْتَ بِمُسْـتَبْق أخـا لا تَلُمـّه *** على شَعَثٍ أيُّ الرِّجـال المُهَـذَّبُ
(أي الرجال المهذب!)
يضرب مثلاً للرجل يعرف بالإصابة في الأمور، وتكون منه السقطة ،
والبيت معناه : من لم تصلحه وتقومه فلست بمستبقيه ولا راغبٍ فيه.
و(اللم ) الجمع لما تفرق من أخلاقه وفسد .
إذا ما بدت من صاحب لك زلة *** فكن أنت محتالاً لزلتـه عذراً
أحب الفتى ينفي الفواحشَ سمعُه *** كأن به عن كل فاحشة وقرا
سليم دواعي الصدر لا باسط أذى *** ولا مانع خيراً ، ولا قائل هجرا
ليس البليّـة ُ في أيامنا عجبـاً *** بل السلامةُ فيها أعجبُ العَجَبِ
لَيْسَ الجَمَـال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنـَا *** إنَّ الجَمَال جمال العِلـمِ والأدَب
ليس اليتيم الذي قد مات والده *** إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلـْمِ والأَدَب