ابن عامر الشامي
وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
- إنضم
- 20 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 10,237
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المملكة المغربية
- احفظ من كتاب الله
- بين الدفتين
- احب القراءة برواية
- رواية حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- سعود الشريم
- الجنس
- اخ
فهرس الفهـارس و الأثبات
ومعجم المعاجم والمسلسلات
عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني
أول كتاب من نوعه في التعريف بفهارس شيوخ الحديث وأثباتها، وأشهر مؤلفات محمد عبد الحي الكتاني، وبه يعرف فيقال: (صاحب فهرس الفهارس) جعله كالذيل لكتابي الحافظين ابن ناصر والسيوطي، المسمى كل منهما (طبقات الحفاظ والمحدثين) مع الاستدراك عليهما في بعض التراجم.
ويضم الكتاب (1200) ثَبَتٍ من أثبات أهل المشرق والمغرب. رتبها على حروف المعجم، اقتداء بالإمام البخاري.
تحقيق
د. إحسان عباس
دار الغرب الإسلامي
بيروت - لبنان
الطبعة الثانية 1402ﻫ - 1982م
جزء 1 - صفحة 49
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم
الحمد لله وكفى, وسلام على عباده الذين اصطفى, أما بعد:
فإن العلامة النحرير الماجد, المدرس الدراكة الشهير, صاحب التآليف النافعة, والأبحاث الرائقة, الذائعة, الشيخ محمد حبيب الله بن العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن مايابا الجكني نسبا, الشنقيطي بلدا, المكي هجرة, كتب إليَّ حفظه الله من بلد أم القرى مكة المعظمة:
هو النفس الصعاد من كبد حرى == إلى أن أرى أم القرى مرة أخرى
وما عذر مطروح بمكة رحله == على غير بوس لا يجوع ولا يعرى
يسافر عنها يبتغي بدلا بها == وربك لا عذرا وربك لا عذرا
بتاريخ منتصف الحرام من سنة 1342ﻫ كتاباً وصلني أواخر رمضان من سنته, يرغب إلي فيه أن أجيزه بمروياتي, وأبيح له التحديث عني بمسنداتي ومجموعاتي, مقترحا علي أن تكون الإجازة مشتملة على ما اتصلت به من الفهارس والاثبات, اختصارا وتسهيلا على الرواة, فصادف مني هذا الاقتراح قبولا, رغبة مني في إملاء ما تحصل لدي منه, وجمع شتات
------------------------------
جزء 1 - صفحة 50
ما تفرق في المجاميع والبلاد والشيوخ, شكرا للنعمة به.
فقد كنت أول تعاطي لهاته الصناعة _وإن كنت قليل البضاعة_ نهما لأجلها, حريصا لالتقاط دررها, فرحلت لأقاصي البلدان, وشاسع الأطراف والسكان, من حجاز, ومصر, وشام, وتونس, والجزائر, وبلاد المغرب الأقصى, حواضره وبواديه, وكاتبت أهل الجهات البعيدة, كالعراق, واليمن, والهند, واصطنبول, وصحراء أفريقية وشنجيط, وغيره, رغبة في الاستكثار, فحصل لي من ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد من أهل جيلنا وأقراننا. وعرفت من العالي والنازل ما صلت به على كل قرين مناضل وميزت الفرق بين المشرقي والمغربي عند الاشتباه وحفظت الولادة والوفاة والنسبة مع انتباه وجمعت من كتب ذلك وأوراقه ما لا يصدق به الأغمار بعظيم الرغبة وواسع البذل وعزيز الوقت الذي يضن ببعضه قليل التبصر والاعتبار وخدمني التوفيق والسعد في ذلك أكبر الخدمات وأنالني الحظ بوافر القسمات حتى إني لما لقيت مسند الشرق ورحالته ولا ثاني الشيخ أبا الخير أحمد بن عثمان العطار المكي الهندي في مكة المكرمة سنة 1323 جثا بين يدي منصفا وقال لي شاركتني في تراجم المشارقة أهل بلادي وأسانيدهم ومعرفة خطوطهم وأخبارهم ولم أشاركك في أخبار أهل بلادك ولا لي اطلاع على تراجمهم وآثارهم وكان الرجل المذكور والله بحرا متلاطم الأمواج في علم الرجال واسع الدراية عزيز النظير لم أر له نظيرا فيمن رأيت أو سمعت به في عصرنا مشرقا ومغربا والذي أراه كان يقرب منه في العناية وضبط الكثير من أدوات الرواية صديقنا الأستاذ الكبير الشيخ محمد المكي بن مصطفى بن عزور التونسي دفين الآستانة فقد اعتنى أيضا وجمع وقيد وكاتب وكتب وأشبع ولو كان وفق للاعتناء بهذا الشأن وتتبعه من صغره لم يكن له فيه أيضا نظير في أثره وخبره وعلى كل حال فقد كان مسند تونس وراويتها وجماعها ونادرتها رحمهما الله رحمة واسعة وأسدل على قبريهما سدال الرحمة والكرامة السابغة النافعة
------------------------------
جزء 1 - صفحة 51
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم == بعد الممات جمال الكتب والسير
قال أبو بكر ابن الأنباري وقد ذكر الخليل بن أحمد في مجلسه
ما مات من كان مذكورا روايته == قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وعاش قوم ولم تذكر مآثرهم == فمات ذكرهم والقوم أحياء
وها أنا عجلت في هذه العجالة بذكر أسانيدي واتصالاتي بنحو الاثني عشر مائة ثبت من أثبات أهل المشرق والمغرب مرتبا لها على حروف المعجم اقتداء بإمام الإسلام وشيخه البخاري صاحب الصحيح فإنه أول من رتب أسماء الرواة والأعلام على الحروف كما للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه الرد الوافر فأذكر في كل حرف اسم المفهرس تحت أول حرف من اسمه إن كانت شهرته باسمه أكثر وإن كان لثبته اسم خصوصي يعرف به ذكرته في حرف أول اسم الفهرس وإن كان الثبت لا يعرف باسم خاص بل بعنوان عمومي كفهرس أو مشيخة أو معجم أو مسلسلات ذكرته تحت أول حرف اسمه العام وإن كان صاحب الفهرس عرف بأبيه أو جده أو لقبه أو نسبته مثلا ذكرته في حرف أول اسمه أو نسبته أو اسم أبيه أو جده المشهور به كابن عبد البر تجده في حرف العين مثلا وابن حجر تجده في حرف الحاء لا في حرف الألف وإن كان اسمه أحمد بن علي بن حجر وكالسيوطي والسخاوي تجدهما في حرف السين والشعراني والشوكاني تجدهما في حرف الشين تسهيلا على من لا يستحضر اسمه ويريد الكشف عن ثبته واسناده وإن ذكرت الثبت في حرف اسم صاحبه أو لقبه أعدت ذكره في أول حرف ثبته إن كان له اسم مع إيضاح محل الإحالة لذكره مفصلا كل ذلك تسهيلا للمطالع والبحاث المراجع وذكرت غالبا وفيات أصحاب الفهارس وولادتهم ونتفا من تحلياتهم وأعمالهم من حيث الصناعة الحديثية وثناء الناس عليهم بها لا غيرها غالبا وربما حصلت مدار روايته
------------------------------
جزء 1 - صفحة 52
وربما وصفت جرم الفهرس ومحله وذكرت غريبة منه أو أكثر وربما نبهت على ما فيه من غلط وتصحيف كل ذلك حرصا على الإفادة وما عسى أن يقع من المطالع موقع الإجادة
وقد جاء هذا المؤلف بحمد الله وحسن عونه حاويا لتراجم أعلام المغاربة والمشارقة بين مكيين ومدنيين ومصريين وشاميين وهنديين وبغداديين ويمنيين وتركيين وتونسيين وجزائريين ومغاربة فاسيين ومراكشيين ومكناسيين وسلويين ورباطيين وسوسيين وبجعديين ودمناتيين وتطوانيين وصويريين ووزانيين بحيث يجد أهل كل بلد تراجم أعلامهم فيه وما دونوا في الحديث البيان الشافي فيه وقد قصدت به أيضا التذييل والاستدراك على طبقات الحفاظ للحافظين ابن ناصر والسيوطي لأني ترجمت فيه غالب من جاء بعدهم في الإسلام ممن يصح أن يطلق عليه اسم الحافظ أو خدم الحديث والسنة خدمة تذكر ولا تكفر سيما وإن كان له فيها من التصانيف والآثار ما يستحق التدوين والاعتبار وكان اسمه كثير الروجان عند الرواة والمسندين وله ذكر في فهارس وأسانيد المتأخرين مع ذكر اتصالنا به وربط سلسلتنا بمصنفاته ولو لم يكن له ثبت يعرف به
وإذا اقتضى الحال ذكر شيء من علوم الرواية وفوائد أهلها لم أنجل به بل سقته ليستفاد والله الهادي إلى طريق الرشاد وأقول هنا كقول الإمام النووي صدر شرحه على مسلم ولا ينبغي للناظر في هذا الشرح أن يسأم من شيء من ذلك فوائد الصناعة الحديثية يجده مبسوطا واضحا فإني إنما أقصد بذلك إن شاء الله الإيضاح والتيسير والنصيحة لمطالعه وإعانته وإغناءه عن مراجعة غيره في بابه وهذا مقصود الشروح فمن استطال شيئا من هذا وشبهه فهو بعيد عن الإتقان مباعد للفلاح في هذا الشأن فليعز نفسه لسوء حاله وليرجع عما ارتكبه من قبيح فعاله ولا ينبغي لطالب التحقيق والتنقيح والاتقان والتدقيق أن يلتفت إلى كراهة أو سآمة ذوي البطالة وأصحاب
------------------------------
جزء 1 - صفحة 53
الغباوة والمهانة والملالة بل يفرح بما يجده من العلم مبسوطا وما يصادفه من القواعد والمشكلات واضحا مضبوطا ويحمد الله على تيسيره ويدعو لجامعه الساعي في تنقيحه وإيضاحه وتقريره وفقنا الله الكريم لمعالي الأمور وجنبنا بفضله جميع أنواع الشرور وجمع بيننا وبين أحبابنا في دار الحبور والسرور
وبما تطلع عليه من ارتباط أسانيد المغاربة بالمشارقة وتعويل الآخرين على الأولين في ميدان المكافحة والمسابقة وتصدير المشارقة عند رواياتهم بأيمة المغرب وتطاول أعلام المغرب وافتخارهم بالأخذ عن فطاحلة المشرق تعلم ما كان بين المسلمين قديما من سني الاتصالات ووافر الروابط وكبير الصلات وجعل لكل تقليد جيده بعد الحج والزيارة بواسع الرواية والتعزز بعز الإجازة أفخر المقاصد وأبهجها وأوسع المتاجر وأربحها مما يبرهن لك عن مقدار تقدمهم وارتقائهم وكبير عزهم وعظيم استغنائهم فلما انحلت روابطهم وتشتت جامعتهم ونسوا أو تناسوا دينهم ودنياهم أفل نجمهم وكسفت شمسهم سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ونطلب الله أن يحيي ما مات ويخلف علينا ما فات
وهنا أسوق لك نص استدعاء الشيخ محمد حبيب الله ليكون الجواب مطابقا وليأتي الكلام متناسقا
بسم الله الرحمن الرحيم إنه السلام التام وغاية التحية الطيبة بالدوام من عبد الله محمد حبيب الله بن الشيخ سيدي عبد الله بن ما يابا الجكني نسبا الشنكيطي إقليما المدني مهاجرا المكي وطنا خادم تدريس العلم بالمسجد الحرام تقبل الله أعماله إلى العالم العلامة المحدث الأثري الحافظ الحجة الناقد ذي المآثر العديدة والتآليف النافعة المفيدة الشيخ عبد الحي الكتاني جمعنا الله وإياه في دار التهاني والأماني أوجبه انه لما كان العلم من بين ذويه أعظم رابطة وقد تعارفت بالسيد السند سيدي محمد بن سيدي جعفر الكتاني ابن عمكم الشهير وانتفعت به وأخذت منه إجازات عديدة دعاني ذلك إلى محبة جميع هذه العائلة الكريمة ولما كنت واسطة عقدها في الاسناد وسائر
------------------------------
جزء 1 - صفحة 54
العلوم التي عليها في الديانة الاعتماد أحببت أن أستجيزكم بالمراسلة وأبين صورة طلبي لهذه الإجازة فهي أني أحب أن أجمع ثبتا متصلا بجميع الاثبات المعروفة في الدنيا على طريق الاختصار أحب الإعانة من جنابكم بإجازة لي منكم جامعة لما في حفظكم مما اتصلت به أسانيدكم من الاثبات المعبر عنها عند المغاربة بالفهارس فإني رأيت رسالتكم في البسملة المطبوعة بالأميرية وقد ذكر معها اسماء بعض مصنفاتكم الحسان ومن جملتها ثبت لكم ولا شك أنه يكون جامعا لكثير من مرادي فأحب أن ترسلوا لي نسخة منه عليها خطكم الشريف بإجازتكم لي بجميع ما اشتملت فهرستكم المعبر عنها بالثبت وأخصر من ذلك أن تكتبوا لي إجازة صورتها ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان عن مؤلفه وقد أجزتكم بجميع ما اشتمل عليه حتى تجمعوا لي ما أمكنكم من أثبات العلماء القدماء والمتأخرين وإن تداخلت فلا ضرر بذلك التكرار فإني أريد به الإعانة على هذا المقصد الشريف وأحب أن تكون لكم فيه معونة وقد أرسلت من مكة لسيدي محمد بن سيدي جعفر فكتب لي اتصال اسناده بنحو خمس وخمسين ثبتا وقد جمعت أنا قبله نحو السبعين فجميع ما أفادني فيه زيادة نحو سبعة أثبات وقد فرحت بها جدا ونفعتني في مرادي غاية سواء المكرر مع ما عندي وغيره ونحو هذا أو أزيد أرجوه منكم هكذا ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن مؤلفه وقد أجزتكم بما فيه وثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان مؤلفه بجميع ما فيه وقد أجزتكم بذلك كله وهكذا إلى أن تأتوا على ما أمكنكم من الاثبات ولا شك أنكم جامعون لأسانيد المشارقة والمغاربة وترسلوا لي هذه الإجازة النافعة ولم أطلبها من غيركم لحسن ظني بكم في هذا المعنى وغيره وبالأسف إن لم أقابلكم قط لأن زمن أخي الشيخ محمد الخضر بفاس كنت أنا بمراكش ومنه انتقلت للمدينة المنورة وتأخرت بطنجة أشهرا قلائل عنها لكن قد قال القائل
إنا على التنائي والتفرق == لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
------------------------------
جزء 1 - صفحة 55
ومعجم المعاجم والمسلسلات
عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني
أول كتاب من نوعه في التعريف بفهارس شيوخ الحديث وأثباتها، وأشهر مؤلفات محمد عبد الحي الكتاني، وبه يعرف فيقال: (صاحب فهرس الفهارس) جعله كالذيل لكتابي الحافظين ابن ناصر والسيوطي، المسمى كل منهما (طبقات الحفاظ والمحدثين) مع الاستدراك عليهما في بعض التراجم.
ويضم الكتاب (1200) ثَبَتٍ من أثبات أهل المشرق والمغرب. رتبها على حروف المعجم، اقتداء بالإمام البخاري.
تحقيق
د. إحسان عباس
دار الغرب الإسلامي
بيروت - لبنان
الطبعة الثانية 1402ﻫ - 1982م
جزء 1 - صفحة 49
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم
الحمد لله وكفى, وسلام على عباده الذين اصطفى, أما بعد:
فإن العلامة النحرير الماجد, المدرس الدراكة الشهير, صاحب التآليف النافعة, والأبحاث الرائقة, الذائعة, الشيخ محمد حبيب الله بن العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن مايابا الجكني نسبا, الشنقيطي بلدا, المكي هجرة, كتب إليَّ حفظه الله من بلد أم القرى مكة المعظمة:
هو النفس الصعاد من كبد حرى == إلى أن أرى أم القرى مرة أخرى
وما عذر مطروح بمكة رحله == على غير بوس لا يجوع ولا يعرى
يسافر عنها يبتغي بدلا بها == وربك لا عذرا وربك لا عذرا
بتاريخ منتصف الحرام من سنة 1342ﻫ كتاباً وصلني أواخر رمضان من سنته, يرغب إلي فيه أن أجيزه بمروياتي, وأبيح له التحديث عني بمسنداتي ومجموعاتي, مقترحا علي أن تكون الإجازة مشتملة على ما اتصلت به من الفهارس والاثبات, اختصارا وتسهيلا على الرواة, فصادف مني هذا الاقتراح قبولا, رغبة مني في إملاء ما تحصل لدي منه, وجمع شتات
------------------------------
جزء 1 - صفحة 50
ما تفرق في المجاميع والبلاد والشيوخ, شكرا للنعمة به.
فقد كنت أول تعاطي لهاته الصناعة _وإن كنت قليل البضاعة_ نهما لأجلها, حريصا لالتقاط دررها, فرحلت لأقاصي البلدان, وشاسع الأطراف والسكان, من حجاز, ومصر, وشام, وتونس, والجزائر, وبلاد المغرب الأقصى, حواضره وبواديه, وكاتبت أهل الجهات البعيدة, كالعراق, واليمن, والهند, واصطنبول, وصحراء أفريقية وشنجيط, وغيره, رغبة في الاستكثار, فحصل لي من ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد من أهل جيلنا وأقراننا. وعرفت من العالي والنازل ما صلت به على كل قرين مناضل وميزت الفرق بين المشرقي والمغربي عند الاشتباه وحفظت الولادة والوفاة والنسبة مع انتباه وجمعت من كتب ذلك وأوراقه ما لا يصدق به الأغمار بعظيم الرغبة وواسع البذل وعزيز الوقت الذي يضن ببعضه قليل التبصر والاعتبار وخدمني التوفيق والسعد في ذلك أكبر الخدمات وأنالني الحظ بوافر القسمات حتى إني لما لقيت مسند الشرق ورحالته ولا ثاني الشيخ أبا الخير أحمد بن عثمان العطار المكي الهندي في مكة المكرمة سنة 1323 جثا بين يدي منصفا وقال لي شاركتني في تراجم المشارقة أهل بلادي وأسانيدهم ومعرفة خطوطهم وأخبارهم ولم أشاركك في أخبار أهل بلادك ولا لي اطلاع على تراجمهم وآثارهم وكان الرجل المذكور والله بحرا متلاطم الأمواج في علم الرجال واسع الدراية عزيز النظير لم أر له نظيرا فيمن رأيت أو سمعت به في عصرنا مشرقا ومغربا والذي أراه كان يقرب منه في العناية وضبط الكثير من أدوات الرواية صديقنا الأستاذ الكبير الشيخ محمد المكي بن مصطفى بن عزور التونسي دفين الآستانة فقد اعتنى أيضا وجمع وقيد وكاتب وكتب وأشبع ولو كان وفق للاعتناء بهذا الشأن وتتبعه من صغره لم يكن له فيه أيضا نظير في أثره وخبره وعلى كل حال فقد كان مسند تونس وراويتها وجماعها ونادرتها رحمهما الله رحمة واسعة وأسدل على قبريهما سدال الرحمة والكرامة السابغة النافعة
------------------------------
جزء 1 - صفحة 51
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم == بعد الممات جمال الكتب والسير
قال أبو بكر ابن الأنباري وقد ذكر الخليل بن أحمد في مجلسه
ما مات من كان مذكورا روايته == قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وعاش قوم ولم تذكر مآثرهم == فمات ذكرهم والقوم أحياء
وها أنا عجلت في هذه العجالة بذكر أسانيدي واتصالاتي بنحو الاثني عشر مائة ثبت من أثبات أهل المشرق والمغرب مرتبا لها على حروف المعجم اقتداء بإمام الإسلام وشيخه البخاري صاحب الصحيح فإنه أول من رتب أسماء الرواة والأعلام على الحروف كما للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه الرد الوافر فأذكر في كل حرف اسم المفهرس تحت أول حرف من اسمه إن كانت شهرته باسمه أكثر وإن كان لثبته اسم خصوصي يعرف به ذكرته في حرف أول اسم الفهرس وإن كان الثبت لا يعرف باسم خاص بل بعنوان عمومي كفهرس أو مشيخة أو معجم أو مسلسلات ذكرته تحت أول حرف اسمه العام وإن كان صاحب الفهرس عرف بأبيه أو جده أو لقبه أو نسبته مثلا ذكرته في حرف أول اسمه أو نسبته أو اسم أبيه أو جده المشهور به كابن عبد البر تجده في حرف العين مثلا وابن حجر تجده في حرف الحاء لا في حرف الألف وإن كان اسمه أحمد بن علي بن حجر وكالسيوطي والسخاوي تجدهما في حرف السين والشعراني والشوكاني تجدهما في حرف الشين تسهيلا على من لا يستحضر اسمه ويريد الكشف عن ثبته واسناده وإن ذكرت الثبت في حرف اسم صاحبه أو لقبه أعدت ذكره في أول حرف ثبته إن كان له اسم مع إيضاح محل الإحالة لذكره مفصلا كل ذلك تسهيلا للمطالع والبحاث المراجع وذكرت غالبا وفيات أصحاب الفهارس وولادتهم ونتفا من تحلياتهم وأعمالهم من حيث الصناعة الحديثية وثناء الناس عليهم بها لا غيرها غالبا وربما حصلت مدار روايته
------------------------------
جزء 1 - صفحة 52
وربما وصفت جرم الفهرس ومحله وذكرت غريبة منه أو أكثر وربما نبهت على ما فيه من غلط وتصحيف كل ذلك حرصا على الإفادة وما عسى أن يقع من المطالع موقع الإجادة
وقد جاء هذا المؤلف بحمد الله وحسن عونه حاويا لتراجم أعلام المغاربة والمشارقة بين مكيين ومدنيين ومصريين وشاميين وهنديين وبغداديين ويمنيين وتركيين وتونسيين وجزائريين ومغاربة فاسيين ومراكشيين ومكناسيين وسلويين ورباطيين وسوسيين وبجعديين ودمناتيين وتطوانيين وصويريين ووزانيين بحيث يجد أهل كل بلد تراجم أعلامهم فيه وما دونوا في الحديث البيان الشافي فيه وقد قصدت به أيضا التذييل والاستدراك على طبقات الحفاظ للحافظين ابن ناصر والسيوطي لأني ترجمت فيه غالب من جاء بعدهم في الإسلام ممن يصح أن يطلق عليه اسم الحافظ أو خدم الحديث والسنة خدمة تذكر ولا تكفر سيما وإن كان له فيها من التصانيف والآثار ما يستحق التدوين والاعتبار وكان اسمه كثير الروجان عند الرواة والمسندين وله ذكر في فهارس وأسانيد المتأخرين مع ذكر اتصالنا به وربط سلسلتنا بمصنفاته ولو لم يكن له ثبت يعرف به
وإذا اقتضى الحال ذكر شيء من علوم الرواية وفوائد أهلها لم أنجل به بل سقته ليستفاد والله الهادي إلى طريق الرشاد وأقول هنا كقول الإمام النووي صدر شرحه على مسلم ولا ينبغي للناظر في هذا الشرح أن يسأم من شيء من ذلك فوائد الصناعة الحديثية يجده مبسوطا واضحا فإني إنما أقصد بذلك إن شاء الله الإيضاح والتيسير والنصيحة لمطالعه وإعانته وإغناءه عن مراجعة غيره في بابه وهذا مقصود الشروح فمن استطال شيئا من هذا وشبهه فهو بعيد عن الإتقان مباعد للفلاح في هذا الشأن فليعز نفسه لسوء حاله وليرجع عما ارتكبه من قبيح فعاله ولا ينبغي لطالب التحقيق والتنقيح والاتقان والتدقيق أن يلتفت إلى كراهة أو سآمة ذوي البطالة وأصحاب
------------------------------
جزء 1 - صفحة 53
الغباوة والمهانة والملالة بل يفرح بما يجده من العلم مبسوطا وما يصادفه من القواعد والمشكلات واضحا مضبوطا ويحمد الله على تيسيره ويدعو لجامعه الساعي في تنقيحه وإيضاحه وتقريره وفقنا الله الكريم لمعالي الأمور وجنبنا بفضله جميع أنواع الشرور وجمع بيننا وبين أحبابنا في دار الحبور والسرور
وبما تطلع عليه من ارتباط أسانيد المغاربة بالمشارقة وتعويل الآخرين على الأولين في ميدان المكافحة والمسابقة وتصدير المشارقة عند رواياتهم بأيمة المغرب وتطاول أعلام المغرب وافتخارهم بالأخذ عن فطاحلة المشرق تعلم ما كان بين المسلمين قديما من سني الاتصالات ووافر الروابط وكبير الصلات وجعل لكل تقليد جيده بعد الحج والزيارة بواسع الرواية والتعزز بعز الإجازة أفخر المقاصد وأبهجها وأوسع المتاجر وأربحها مما يبرهن لك عن مقدار تقدمهم وارتقائهم وكبير عزهم وعظيم استغنائهم فلما انحلت روابطهم وتشتت جامعتهم ونسوا أو تناسوا دينهم ودنياهم أفل نجمهم وكسفت شمسهم سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ونطلب الله أن يحيي ما مات ويخلف علينا ما فات
وهنا أسوق لك نص استدعاء الشيخ محمد حبيب الله ليكون الجواب مطابقا وليأتي الكلام متناسقا
بسم الله الرحمن الرحيم إنه السلام التام وغاية التحية الطيبة بالدوام من عبد الله محمد حبيب الله بن الشيخ سيدي عبد الله بن ما يابا الجكني نسبا الشنكيطي إقليما المدني مهاجرا المكي وطنا خادم تدريس العلم بالمسجد الحرام تقبل الله أعماله إلى العالم العلامة المحدث الأثري الحافظ الحجة الناقد ذي المآثر العديدة والتآليف النافعة المفيدة الشيخ عبد الحي الكتاني جمعنا الله وإياه في دار التهاني والأماني أوجبه انه لما كان العلم من بين ذويه أعظم رابطة وقد تعارفت بالسيد السند سيدي محمد بن سيدي جعفر الكتاني ابن عمكم الشهير وانتفعت به وأخذت منه إجازات عديدة دعاني ذلك إلى محبة جميع هذه العائلة الكريمة ولما كنت واسطة عقدها في الاسناد وسائر
------------------------------
جزء 1 - صفحة 54
العلوم التي عليها في الديانة الاعتماد أحببت أن أستجيزكم بالمراسلة وأبين صورة طلبي لهذه الإجازة فهي أني أحب أن أجمع ثبتا متصلا بجميع الاثبات المعروفة في الدنيا على طريق الاختصار أحب الإعانة من جنابكم بإجازة لي منكم جامعة لما في حفظكم مما اتصلت به أسانيدكم من الاثبات المعبر عنها عند المغاربة بالفهارس فإني رأيت رسالتكم في البسملة المطبوعة بالأميرية وقد ذكر معها اسماء بعض مصنفاتكم الحسان ومن جملتها ثبت لكم ولا شك أنه يكون جامعا لكثير من مرادي فأحب أن ترسلوا لي نسخة منه عليها خطكم الشريف بإجازتكم لي بجميع ما اشتملت فهرستكم المعبر عنها بالثبت وأخصر من ذلك أن تكتبوا لي إجازة صورتها ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان عن مؤلفه وقد أجزتكم بجميع ما اشتمل عليه حتى تجمعوا لي ما أمكنكم من أثبات العلماء القدماء والمتأخرين وإن تداخلت فلا ضرر بذلك التكرار فإني أريد به الإعانة على هذا المقصد الشريف وأحب أن تكون لكم فيه معونة وقد أرسلت من مكة لسيدي محمد بن سيدي جعفر فكتب لي اتصال اسناده بنحو خمس وخمسين ثبتا وقد جمعت أنا قبله نحو السبعين فجميع ما أفادني فيه زيادة نحو سبعة أثبات وقد فرحت بها جدا ونفعتني في مرادي غاية سواء المكرر مع ما عندي وغيره ونحو هذا أو أزيد أرجوه منكم هكذا ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن مؤلفه وقد أجزتكم بما فيه وثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان مؤلفه بجميع ما فيه وقد أجزتكم بذلك كله وهكذا إلى أن تأتوا على ما أمكنكم من الاثبات ولا شك أنكم جامعون لأسانيد المشارقة والمغاربة وترسلوا لي هذه الإجازة النافعة ولم أطلبها من غيركم لحسن ظني بكم في هذا المعنى وغيره وبالأسف إن لم أقابلكم قط لأن زمن أخي الشيخ محمد الخضر بفاس كنت أنا بمراكش ومنه انتقلت للمدينة المنورة وتأخرت بطنجة أشهرا قلائل عنها لكن قد قال القائل
إنا على التنائي والتفرق == لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
------------------------------
جزء 1 - صفحة 55
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع