فهرس الفهـارس و الأثبات

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
652 يوسف الشامي
هو يوسف أفندي الحلبي الشهير بالشامي له ثبت أرويه عن شيخنا البدر عبد الله السكري وأملى علي بلفظه أنه يرويه عن الشيخ سعيد الحلبي عن الشيخ محمد مكي القلعي الحلبي عنه ولست على تمام اليقين من أن هذا غير الذي قبله
يوسف العجمي
انظر ريحان القلوب
يوسف النبهاني
انظر هادي المريد له
653 يوسف الشباسي الضرير المصري
هو الإمام العلامة الحافظ المسند يروي عاليا عن الشهاب أحمد الصباغ الاسكندري والشهاب أحمد الملوي وعمر الطحلاوي والسيد البليدي والمدابغي والجوهري والدمنهوري وسالم النفراوي ولكن عمدته في الرواية الصباغ يروي عنه كل ما في ثبته وللمترجم ثبت يعرف ب الأسانيد المرضية للعلوم النافعة الشرعية في نحو كراسة ذكر فيه أسانيد الكتب المتداولة للعلوم المعروفة ورأيت في إجازة المسند الشهاب أحمد منة الله المصري لمفتي مراكش أبي عثمان سعيد أجيمي أن المترجم أملى ثبته هذا على تلميذه الشيخ البهي من حفظه قال وكان يحفظ معظم كتب الأيمة اه ولا أستحضر وفاته ولا أزيد من هذا في ترجمته
نروي الثبت المذكور عن المعمر الشيخ عبد البر بن أحمد منة الله العميري المصري مناولة وإجازة عن أبيه عن الشمس محمد بن أحمد البهي الطندتائي عنه ح وعن الشمس محمد بن سليمان المكي عن القاوقجي عن البهي عن يوسف المذكور ح وأرويه عاليا عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1151
المصري عن البهي عاليا عن الشباسي عن الصباغ فبيني وبين الصباغ بالسند الأخير وسائط ثلاثة وهذا أعلى ما يمكن لكبار شيوخنا وأروي حزب النووي عن الشيخ أبي الخير ابن عابدين الدمشقي عن الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي دفين دمشق عن الشمس محمد البهي المرشدي عن يوسف المترجم عن الصباغ بأسانيده
يوسف فكيهات
انظر إجازة من حرف الألف
يونس بن مغيث
انظر ابن مغيث من حرف الميم
654 يونس المصري
هو يونس بن أحمد الكفراوي الشافعي نزيل دمشق ومدرس الحديث بها وأعجوبة الدهر في قوة الحافظة وطلاقة العبارة ولد سنة 1029 وأخذ عن أهل بلده ثم رحل لمصر فأخذ عن الشوبري والأجهوري واللقاني والميموني والقليوني والشبراملسي والبابلي والمزاحي وابن المرابط الدلائي وغيرهم ثم رحل إلى دمشق عام 1070 وأخذ عن أبي المواهب الحنبلي ومحمد البلباني الصالحي وأبي الفلاح عبد الحي العمادي الصالحي وغيرهم وولي تدريس الحديث بجامع بني أمية
وله ثبت في ذكر شيوخه ومروياته موجود بالخزانة التيمورية بمصر منه نسخة بخط الشمس محمد بن البرهان إبراهيم الدكدكجي ضمن مجموعة في مصطلح الحديث تحت عدد 49 نرويه عن شيخنا السكري عن الوجيه الكزبري عن الشهاب العطار عن محمد بن عبد الرحمن الغزي عنه وأرويه بأسانيدنا إلى ابن عقيلة عن إلياس الكوراني عنه مات يونس المذكور سنة 1120
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1152
655 اليازغي
هو الإمام العلامة الحافظ أبو محمد عبد الكريم ابن علي بن عمر بن أبي بكر ابن إدريس الزهني نسبة إلى بني زهنة من قبيلة بني يازغة المعروف باليازغي قدم جده منها لفاس وولد المترجم بها كان مفرطا في السمن بحيث كان الناس يتعجبون من قوة حفظه وسرعة إدراكه لفرطه في السمن وهو أحد من انتهت إليهم رياسة العلم بفاس أواخر القرن الثاني عشر عن أبي حفص الفاسي وجسوس وطبقتهما له حاشية على الزرقاني على المختصر كان شيخ الجماعة بفاس أبو عبد الله ابن عبد الرحمن السجلماسي يقرر بها في درسه ويعتمدها كما للمشرفي في الحسام وله أيضا حاشية على المحلى استخرجها من طرره تلميذه ابن منصور وله فهرسة تعرض فيها لترجمة شيخه في الطريقة مولاي أحمد الصقلي وغيره نسبها له صاحب سلوة الأنفاس لما ترجمه وكانت وفاته بفاس سنة 1199
نروي ما له من طريق الشيخ الطاهر المشرفي عن الشيخ الطيب ابن كيران عنه ح وعن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري الرباطي عن أبيه عن أبي محمد التهامي المكناسي عن ابن كيران عن المترجم وقد وقفت على إجازة له بتاريخ 1194 كتبها لأبي محمد عبد السلام بن الشيخ سيدي المعطي ابن صالح الشرقي البجعدي دفين فاس وهي عامة أسند له فيها البخاري ومسلم عن شيخه جسوس وأبي العباس الورزازي الأول عن الحريشي بأسانيده والثاني عن التاج القلعي بأسانيده وهي معروفة
656 اليافي
هو العلامة أبو العباس أحمد بن علي الشريف الأزهري اليافي تلميذ الشهاب أحمد الجوهري الكبير له ثبت موجود بالخط في المكتبة
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1153
التيمورية ضمن مجموعة في المجاميع تحت عدد 250 انظر ص 286 منه وليس لي به اتصال ولا أعلم ما فيه
657 اليبوركي
هو العلامة محمد بن عمر صلى الله عليه وسلم بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ولي الله سيدي يبورك ابن الحسين الهشتوكي الأسغركيسي فخذ من هشتوكة إحدى قبائل سوس يروي عن شيخه الأستاذ الحضيكي عامة وعن جماعة من تلاميذه كابن عمه المحدث الصوفي اللغوي محمد بن الحسن وعبد العزيز الترختي ومحمد بن محمد يحيي الشبي الحامدي والتاودي ابن سودة أجازه هؤلاء الخمسة إجازة عامة وثالثهم باستدعاء شيخه الحضيكي لنفسه وله ولجماعة معه
لليبوركي المذكور فهرسة في نحو خمس كراريس لخص في أولها فهرسة شيخه الحضيكي أتى بجلها ثم ترجم لمن ذكر وترجم أيضا لولي الله سيدي محمد بن أحمد التسكاتي الهلالي ومحمد بن محمد الولاتي الترموتي وعبد الله ابن الحاج أحمد الترختي وأحمد بن عبد الله الهوزيري وغيرهم وكلهم أجازوه أيضا وختم بترجمة الشيخة الصالحة المعمرة الفقيهة نفيسة زمانها وربيعة أوانها من بلغ صيتها الآفاق العالمة السالكة فاطمة بنت محمد الهلالية من وعل الآخذة عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر وغيره وكان الشيخ المعطي بن صالح يرسل من أبي الجعد إلى سوس يطلب دعاءها توفيت سنة 1207 وبها ختم المذكور فهرسه
وقد وقفت له على ذيل آخر للفهرس المذكور وترجم فيه لشيخه عبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يبورك بن الحسين الهشتوكي الأسغركيسي
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1154
من الآخذين عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر وأصحابه ونقل عنه أنه دخل على شيخه ابن ناصر وعنده خليفته الحسين بن شرحبيل ورجل آخر لم يعرفه حاد البصر ساكت لا يتكلم فلما خرج من عنده قال له السيد الحسين المذكور هل تدري من الرجل الذي لا يتكلم عند الشيخ قال لا قال هو رئيس الجان المسمى بشمهروش يقرأ عليه الشيخ وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وترجم فيه أيضا للعلامة الزكي الصالح محمد الجلالي بن أحمد ابن المختار السباعي تلميذ الحضيكي لقيه بمراكش وذكر أنه قيل استظهر القاموس حفظا وترجم فيه أيضا لأبي المحاسن يوسف بن محمد الناصري قال كانا أي المذكور والحضيكي كفرسي رهان في الولاية والصلاح وإن كان الحضيكي زاد على الناصري بالحفظ فالناصري زاد عليه بالحسب وترجم أيضا للعابد الناسك أحمد بن سعيد الواغزاني المعمر فوق المائة قال لقي أبا العباس ابن ناصر وتلميذه الشرحبيلي وغيرهما وذكر انه التقى مع شمهروش عند شيخه ابن ناصر رآه عنده ساكتا لا يتكلم وإن شيخه ابن ناصر كان يقرأ عليه وترجم أيضا لمجيزه عامة العارف عمر بن عبد العزيز الجرسيفي وكمل الذيل المذكور سنة 1212 لم أجد الآن اتصالا باليبوركي المذكور وإنما أتصل ببعض مشايخه الذي ترجم لهم حسبما يعلمه متتبع هذا الفهرس بالتدقيق
658 اليوسي
المتوفى عام 1102 وما في عجائب الآثار للجبرتي من أنه مات عام 1111 غلط هو عالم المغرب ونادرته وصاعقته في سعة
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1155
الملكة وفصاحة القلم واللسان مع الزعامة والإقدام والصدع بما يتراءى له وكثرة التصنيف على طريق بعد العهد بمثله وهو الكلام المرسل الخالي عن النقل إلا ما لا بد منه أبو علي الحسن بن مسعود بن محمد بن علي بن يوسف بن داوود ابن يدراسن اليوسي البوحديوي من آيت بوحدوا هكذا لأبي التوفيق الدمنتي فهرسته ولغيره بعد داود ابن حدوا ابن أويس المعروف باليوسي اليدراسني ومن العجيب أن المترجم له في محاضراته لما ذكر أنه ابن مسعود بن محمد بن علي بن يوسف قال وهو أبو القبيلة وهو عجيب فإن جده يوسف هذا رابع الآباء ومع قربه من زمنه تفرعت منه خلائق فإن قبيلته اليوم وقبله كبيرة كثيرة جدا من أعظم قبائل المغرب وكونه من آيت يوسي القبيلة البربرية هو الذي صرح به المترجم عن نفسه في كتابه المحاضرات وهو الموجود في التواريخ والفهارس ورأيت عصريه ونده القاضي التجموعتي أشعر في كتابه المسمى خلع الأطمار البوسية عن الأسطار اليوسية بأن المترجم من آيت كايس وهم فخذ من آيت يوسي أهل كيكو والمترجم يشعر في رسالته الكبرى للسلطان أبي الأملاك المولى إسماعيل بأنه من أهل النسب والله أعلم
جال المترجم في بلاد المغرب حاضرة وبادية لأجل طلب العلم وخصوصا بالصحراء وبلاد البربر وسوس وبلاد الساحل وأخذ عن أعلام فصل أخذه عنهم تلميذه الهشتوكي في قرى العجلان وإن لم يذكر ذلك هو في فهرسته على أنه لم يكملها نعم يروي عامة عن أبي عبد الله ابن ناصر الدرعي وشيخه ابن سعيد المرغتي السوسي ومحمد بن محمد بن أبي بكر الدلائي المعروف بالمرابط وأبي السعود عبد القادر الفاسي وعمدته في طريق القوم الأول هؤلاء الذين أجازوه آخر عمره فإجازة الثاني له مؤرخة سنة 1083 والثالث سنة 1079 والرابع سنة 1081 وذلك قبل موته بنحو عشرين سنة وهذا إهمال غريب يصدق قول تلميذه الشيخ المسناوي فيه لم يكن
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1156
له كبير اعتناء بالرواية وإنما كان الغالب عليه الدراية اه من إجازة له ومن العجيب أن من معتمديه أحمد بن سعيد المكيلدي وهو من الآخذين عن أبي سالم العياشي المجازين منه
ولليوسي فهرسة ملأها علما وتطاولا بعد العهد بمثله وكان يريد إخراجها في جزء كبير ولكن لم يكملها والذي تم منها في نحو خمس كراريس قال في أولها إنه رتبها على مقدمة تشتمل على فوائد وخمسة فصول الفصل الأول في ذكر أشياخه في التعلم مع الإلمام بشيء من الفوائد الواقعة معهم الثاني في ذكر الأشياخ في الدين ولو بطريق التبرك الثالث في ذكر شيء مما ألهم الله في آية أو حديث أو شعر أو كلام من فهم على طريق الإشارات الرابع في ذكر شيء مما خوطبت أو خاطبت به من نثر أو نظم الخامس في جمع الفوائد الملقوطة من أي نوع كان قال في نشر المثاني وهي فهرسة جيدة وقد أشار فيها إلى علوم كثيرة وفوائد غزيرة اه
وإني أتعجب منه لما حج لم لم يستجز أحدا بمصر والحجاز والمغرب الأوسط مع جلوسه بمصر نحو أربعة أشهر ووجود كثير من أقطاب العلم والرواية إذ ذاك بتلك الديار كالعجيمي والبصري والنخلي في الحجاز وأحمد ابن عبد الغني المعروف بابن البنا الدمياطي والشمس البقري والعجمي والخرشي ومحمد بن منصور الاطفيحي وعبد الحي الشرنبلالي وشاهين الأرمناوي في مصر وهؤلاء كل أو جل أقرانه الذين رحلوا قبله وبعده أخذوا عنهم خصوصا العجيمي والخرشي وهو إهمال كبير منه ولعله لم يجد من
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1157
يملا عينه هناك
وقد كان المترجم نافرا من عصرية المنلا إبراهيم الكوراني منفرا مما كان يراه شاذا فيه كالكلام في مسألة الكسب حسبما وقفت على رسالة بخط أبي علي اليوسي كتبها للقادرين بفاس في ذلك لكن الشذوذ الفكري عن المتعارف في بعض المسائل لا يوجب الغض من كرامة الرجل وعلمه المستفيض الذي طبق الأرض إذ ذاك فأبو سالم العياشي والتجموعتي ورفقاؤهما من الفاسيين كانو أسعد حظا بالكوراني وأفطن لبعد مداركه من المترجم
وقد وجدت الأديب الجيلالي الاسحاقي ذكر في رحلته الحجازية قال أخبرني بعض أصحابنا أنه سمع شيخنا أبا علي الحسن بن مسعود اليوسي بعد ما رجع من حجته يقول ما بقي بالبلاد المشرقية من تشد له الرحال في طلب العلم اه ثم وجدت في رحلة ولد أبي علي اليوسي وهو أبو عبد الله محمد المرافق له في حجته تلك ما نصه ما كنا نسمعه قبل مشاهدتنا وحضورنا هذه البلدة من إفشاء العلم والحث عليه وكثرة العلماء وتعاطي الفنون ومداولتها لم نر شيئا من ذلك إما لدثوره وانقراضه بموت أهله وإما من مجازفة المارين بهذه البلاد وهذرهم وافتخارهم بذلك بكونهم لقوا أهل العلم والصلاح وقد قيل حدث عن البحر ولا حرج وحدث عن مصر ولا حرج اه ولعل اليوسي وولده ما عرفا إلا من أتى إليهما فلم يقصدا أحدا لذلك عميت عنهم مقامات رجال ذلك الدور وهذا شأن الكثير من أهل المغرب إلى الآن وحتى الآن استقر في طباعهم الاكتفاء بالقليل الذي عندهم كما أني لم أر مستجيزا من اليوسي في ذلك الدور إلا ما ندر كالخرشي فقد ذكر ولد المترجم في رحلة أبيه الحجازية وهي عندي بخطه أنه استجاز من والده كما ذكر أن بطرابلس استجاز من المترجم الفقيه الشمس محمد بن
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1158
أحمد بن محمد الملقب المكنى لنفسه ولاخوانه من أهل طرابلس ولأبي الحسن علي النوري الصفاقسي فأجاز لهم نظما قال فيه
أجزت لكم في كل ما قد رويته === وما قلت قبل من نظام ومن نثر
كذا الرفقاء الماجدون تعمهم === إجازتنا من قاطنين بذا المصر
كذا الماجد النحرير عين سفاقس === أبو الحسن النوري ذو المجد والفخر
وحدثتكم في ذلكم عن شيوخنا === ذوي العلم والعرفان والفضل والقدر
ومن شاء يستقصي ففهرسة لنا === تضيء لهم كالنجم في الطالع الزهر
على شرطها المعتاد في كل دورة === من الفهم والتحصيل والصدق في الذكر
اه ومما يستغرب أن شيخ كثير من شيوخنا المغاربة الفقيه المعمر الصوفي أبا حفص عمر بن الطالب ابن سودة حدث في مصر بحديث الأولية عن شيخه الأزمي عن التاودي ابن سودة عن ابن المبارك عن اليوسي عن الزرقاني شارح المختصر وقد ساق هذه السلسلة الابياري في حاشيته على مقدمة القسطلاني معتمدا عليها مع أن اليوسي إنما دخل مصر بعد موت الزرقاني الذي مات سنة 1099 وخروج اليوسي من فاس بقصد الحج كان بتاريخ يوم السبت 14 جمادي الثانية عام أحد ومائة وألف 1101 كما في رحلة ولده الذي كان مصاحبا له فكيف يأخذ عنه ويسمع منه حديث الأولية وابن المبارك اللمطي لم ير اليوسي وإنما دخل من الصحراء إلى المغرب سنة عشر ومائة وألف 1110 فلو ساقها من طريق تو عن ابن عبد السلام بناني عن العجيمي أو الكوراني كان أسلم وأوثق
ومن نمط هذا ما وقع في الشرح الصغير للبرهان إبراهيم بن علي اللقاني المالكي المصري على جوهرته لدى قوله فيها في الشطر الثاني من البيت الثالث وقد حلا الدين عن التوحيد أخبرني بعض أصحابنا الموثوق بهم أنه أخذ عني
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1159
نسخة جلا الخ زاد البرهان الباجوري في حواشيه على الجوهرة ومراده ببعض الأصحاب الشيخ اليوسي كما وجد في بعض الهوامش بمصر الصحيحة اه منه وهذا أغرب من كل غريب فإن اللقاني مات عام 1041 قبل مولد اليوسي بسنة وقبل أن يصعد اليوسي للمشرق بستين سنة فكيف يلقاه ويصحح عنه فهذه غفلة أوجبها الثقة بالطرر وعدم استحضار أعصار الرجال ووفياتهم وتواريخ تنقلاتهم
نروي ما لأبي علي اليوسي المذكور من طريق ابن عبد السلام بناني وأحمد الهشتوكي عنه ح ومن طريق الغربي الرباطي عن أبي الحسن علي العكاري وغيره عنه ح وبأسانيدنا إلى ابن الطيب الشركي عن عمته الزهراء بنت محمد الشركية زوجة أبي علي اليوسي عنه ونتصل به في الطريقة الناصرية عاليا عن عبد الهادي العواد عن الشيخ السنوسي عن محمد بن أبي جدين الريفي عن أبيه عنه وهذا أعلى ما يمكن الآن
غريبة وقع في نسخة ظفرت بها من نشر المثاني عتيقة عليها طرر وإلحاقات بخط من يعتمد من القادريين في ترجمة الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي بن طاهر السجلماسي قال الإمام أبو علي الحسن اليوسي في فهرسته لما ذكر أخذه عن أبي بكر بن علي التطافي شيخ اليوسي وكان أي التطافي رحمه الله ما يذكر أمير المؤمنين مولانا أحمد الذهبي المنصور بالله إلا ذكره بإنكار ثم يقول كذا أي لعنه الله قال الشيخ اليوسي ولعله ورث ذلك من شيخه الإمام العارف بالله أبي محمد عبد الله بن علي بن طاهر فإنه كان له قدم في الزهد راسخ اه وهذه غريبة كبرى وطامة عظمى فإن نسخ فهرسة اليوسي التي بيدي وهي نحو العشرة ليس فيها شيء من ذلك وإنما فيها في ترجمة التطافي المذكور وكان رحمه الله ما يذكر الذهب
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1160
إلا ذكره بإنكار ثم يقول لعنه الله وكأنه ورث ذلك من شيخه الإمام العارف أبي محمد عبد الله بن علي فإنه كان له قدم راسخ في الزاهد اه ومن نسخة بخط ابن أخي اليوسي سعيد بن محمد بن مسعود نقلت أتم نسخها من خط عمه مؤلفها سنة أربع ومائة وألف 1104 فلعن التطافي للذهب المعدن المعروف لافتتان الناس به واشتغالهم به عن الله لا للسلطان المنصور السعدي المعروف بالذهبي قطعا ويؤيد ذلك وصفه لشيخ شيخه بالزهد وكأن أحد الحاسدين للمنصور ولدولته بعد انقراضهم دس على اليوسي ما قرأ القادري واعتمده وإلا فالمنصور من أعظم المفاخر بين ملوك المغرب ودولته من خير الدول فلعنة الله على الكاذبين ولما رأيت هذه الفاضحة المخزية أردت التنبيه عليها في هذا الموطن ليتعلم الناس التثبت والتروي ويرجعوا لما قرره الأيمة من شرط المقابلة في الكتب التي ينقل منها بصيغة الجزم وأن تكون المقابلة على أصول مروية لئلا يكون الناقل عرضة للاغترار بالمدلسين والمزورين وما أكثرهم في كل زمان خصوصا زماننا هذا فإن الناس اليوم تهافتوا على نقل جميع ما يكتبه جميع الكتبة من غير تفريق بين ما يصح نقله وصدوره من قائلة المنسوب له أم لا والله أعلم
والمترجم له ممن أفردت ترجمته بالتأليف وهو جدير بذلك لتمام مشاركته وسعة تبحره وطلاقة قلمه وقوة قلبه وشجاعته وفي ترجمته من نشر المثاني وهو ممن يستحق أن يوضع في ترجمته مجلدات اه
وكتابه المحاضرات عجيب في بابه غريب في ترتيبه وأسلوبه وكأنه في ترجمة نفسه ألفه بسبب ما كان وقع بينه وبين أبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي رحمهم الله لما افتتح التفسير بالقرويين والكتاب المذكور كاف في معرفة مقدار تصرفه وسيلان قلمه الزاخر وأود لو وفق للتصنيف في التفسير أو لو وضع شرحا على الموطأ أو أحد الصحيحين ولكن بكل أسف إنه وغيره غالبا يؤلفون بحسب البضاعة النافقة في زمانهم لا على حسب
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1161
مقدرتهم ومعلوماتهم وقد قال شيخ الجامع الأزهر علامة مصر أبو علي حسن العطار في إجازته لأبي حامد الدمنتي لما كان لكل زمان رجال ولكل حادثة مقال اقتضت الحكمة الإلهية أن يقوم في كل عصر من يدون لأهل ذلك العصر على شاكلة عقولهم ويقرب إليهم كلام من تقدم على قدر قرائحهم وفهومهم طلبا للتسهيل وروما للتحصيل الخ كلامه وأرى أن الناس لو بقوا في مجراهم لانقطع العلم من العالم الإسلامي فإن التدوين والنشر يجب أن يكونا على حسب حاجة الأمة وملكة الناشر والمدون ومع ذلك يراعى حالة العصر وقوابل أهله في الجملة وإلا فالنافع هو الذي يجب أن يؤثر بالاهتبال والحكم لله العلي المتعال وانظر كتاب العلم من شرح الإحياء لدى حله ونقده لكلام المترجم في تحريم السيوطي الاشتغال بعلم المنطق
659 ابن يس
هو الفقيه المسند الصوفي أبو عبد الله محمد بن العباس ابن الحسن بن محمد بن يس الجزولي السوسي محتدا الفاسي دارا ومولدا له ثبت نفيس في سلاسل الطرق سماه المواهب القدوسية في أسانيد بعض المشايخ الصوفية مع بعض المصنفات البهية والمسلسلات النبوية ذكر فيه روايته للطريقة القادرية عن الشيخ التاودي وعثمان بن محمد القادري البغدادي كلاهما عن السمان والعارف العيدروس وروايته لطريقة الخلوتية عن عبد الله الشرقاوي لقيه بمصر سنة 1211 وكتب له الإجازة بها وعثمان القادري كلاهما عن الحفني والنقشبندية عن محمد الأمين بن جعفر الصوصي قاطن أولاد عميرة بالرتب وعثمان القادري كلاهما عن الأمير الكبير وزاد الأخير بالأخذ عن الحافظ مرتضى الزبيدي والوزانية عن عثمان القادري وأبي الحسن علي بن أحمد الوزاني والتاودي ابن سودة الأخير عن مولاي الطيب والثاني عن أبيه عن جده بسنده والناصرية عن عثمان القادري وأبي يعقوب يوسف بن محمد الناصري وعمه عبد الله بن عبد السلام بن يس
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1162
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
المراكشي الدار والقرار حسب أخذ الأول عن الثاني وأخذ الثاني وعمه لها عن أبي العباس ابن ناصر والبقالية عن عثمان القادري عن عبد الرحمن بن محمد الزياني عن عبد الوهاب بن الشيخ الأموي المكناسي عن سيدي عبد السلام بن الحاج البقال عن والده سيدي الحاج المفضل عن والده علي الحاج بسنده وطريقة سيدي أحمد الحبيب عن الأمين بن جعفر الصوصي عن مولاي الفضيل بن علي العلوي عن الهلالي عن صاحبها والصادقية عن الأمين ابن جعفر المذكور عن محمد بن عبد الهادي الرتبي الصادقي عن العباس الدرعي البسكري السكتاوي عن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الصادق صاحب الطريقة وطريقة سيدي محمد بن منصور الجلولي صاحب جزيرة البسابس ببلاد الغرب من المغرب أخذها عن عثمان القادري عن أبي حامد العربي بن عبد الله معن عن أبيه بسنده وطريقة إبراهيم التازي عن عثمان القادري عن أبي يعقوب الناصري عن عمه بأسانيده والأوراد السبعة عن عثمان القادري عن محمد بن محمد بوراس المعسكري عن محمود الكردي عن الحفني بسنده
وعقد الباب الثاني لذكر إسناد دلائل الخيرات فأسنده عن عمه عن أبي العباس ابن ناصر عن أبيه عن المرغتي ح وعن شيخه عثمان القادري عن الحفني ومرتضى الزبيدي وأخذه ابن يس المذكور عن التاودي والمسبعات العشر عن التاودي وعثمان القادري كلاهما عن محمود الكردي عن الخضر والدور الأعلى عن عثمان القادري عن الكردي عن الحفني بسنده وحزب النووي عن القادري عن ابن الحسن بناني وكتب زروق عن محمود الرباطي عن الحفني
ثم عقد الباب الثالث لبعض المسلسلات فأسند حديث الأولية بشرطه عن عثمان القادري والأمين الصوصي الأول عن عبد الرحمن الحبيب اللمطي عن الهلالي والثاني عن مولاي الفضيل العلوي عن الهلالي وكذلك الحديث
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1163
المسلسل بالمشابكة والمصافحة وحديث الضيافة على الأسودين والحديث المسلسل بالسؤال عن الاسم وتوابعه ومناولة السبحة
ثم ختم بنص إجازات مشايخه عبد الله الشرقاوي المصري له وهي خاصة بالطريقة الخلوتية بتاريخ 1211 وعثمان بن محمد الهزاري البغدادي لقبه بفاس وأجازه إجازة عامة مطلقة والأمين بن جعفر الصوصي وهي عامة وبخصوص الطريقة النقشبندية عن شيخه الحاج الطيب التازي عن جده لأمه عبد الوهاب التازي وهي بتاريخ 1221 وأبو الحسن علي محمود الرباطي وبه ختم
ولم أقف قط على من أجرى ذكر ابن يس المذكور ولا عده في عدد العلماء أو الصوفية وهذا نهاية الإهمال نعم عمه من أشياخ الشيخ التاودي ابن سودة وإن لم يترجمه في فهرسته فقد عده منهم أبو الربيع الحوات في الروضة المقصودة قائلا ومنهم الشيخ الصالح البركة المسن الرحال الجوال أبو محمد الحاج عبد الله بن عبد السلام بن يس ينتسب رهطه للإمام الصالح عبد الله بن يس المصمودي الجزولي المجاهد المذكور في دولة المرابطين من اللمتون وهو المدفون في محلة المواسين من مراكش كان صاحب الترجمة شيخا حسن الأخلاق متمسكا بالسنة في عامة أفعاله على الإطلاق حج مرارا وزار ولقي جماعة من الأشياخ وناهيك بأبي حامد العربي التلمساني وكان صاحب الترجمة أخذ أولا عن أبي عبد الله محمد بن الفقيه المصمودي وبعده عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر رأيت الشيخ يعني التاودي أسند عنه في بعض الإجازات دلائل الخيرات والحزب الكبير وبردة المديح وكانت وفاته سنة 1185 بثغر رباط الفتح بعد أن كان يتردد بالسكنى بينه وبين مراكش وفاس لما ألقى عصا التسيار وجعل المغرب دار القرار اه باختصار فاستفدنا منه أن المترجم سينه مكسورة
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1164
وما ذكره من أن عبد الله بن يس مدفون بمراكش ليس بصحيح بل هو مدفون بكريفلة من بلاد زعير ذكره البكري في مسالكه وغيره من المتقدمين والمتأخرين آخرهم الزياني في ترجماته وعليه الآن بها قبة ومسجد وخزين ماء يروي ألوف الخلق وذلك بقية آثار المرابطين بالمغرب وقد وقفت على هذه الآثار وتكلمت عليها في رحلتنا الدرنية وعبد الله بن يس دفين مراكش هو دغوغي من بني دغوغ أخ لعبد الخالق بن يس دفين بلاد الوداية الآن بالقرب من مراكش وممن جزم بذلك من المتأخرين الأديب الرحال أبو عبد الله محمد الأمين الشنكيطي دفين مراكش في كتابه الطريفة والتالدة قائلا إنه المشار إليه في ترجمة محمد بن محمد الجزولي من التشوف قائلا أخذ عنه أبو محمد عبد الله بن يس فقيه المصامدة الآن وذكر بعد ذلك أن عبد الله ين يس صاحب المرابطين هو الذي مات شهيدا مع الأمير أبي بكر اللمتوني في برغواطة وذلك قبل بناء مراكش قال وعلى مقامه اليوم قبة ببلاد الشاوية وهي برغواطة في القديم وكثير من الناس يعتقدونه هو عبد الله بن يس الذي بالمواسين اه
قلت كريفلة التي بها قبر عبد الله بن يس المصمودي تعد اليوم من بلاد زعير وكانت في القديم يصل إليها حكم برغواطة وتعد من بلادهم ولا يعلم لعم صاحب الترجمة عبد الله ترجمة ولا مدفن بالرباط وآله بقيت منهم بقية بمراكش إلى ما قرب عهده منا وقفت على بعض آثارهم العلمية هناك والله أعلم
660 ابن يعقوب
هو الأديب الكاتب المؤرخ المعتني الضابط أبو عبد الله محمد بن محمد بن يعقوب الأيسي المراكشي من أدباء الدولة السعدية المنصورية ذكره الشيخ أبو العباس أحمد بابا في كفاية المحتاج وأثنى عليه وقال لم ألق بالمغرب أثبت ولا أصدق ولا أعرف بطرق العلم منه اه قال التمنارتي في الفوائد الجمة وقوله في ابن يعقوب هذا جموع عن
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1165
شهادة العيان فإن ابن يعقوب لم يبلغ شسع نعل الأيمة الذين كانوا يأخذون عنه أي بابا كأبي الحسن ابن عمران وأبي عبد الله الرجراجي وأبي العباس ابن القاضي وابن أبي النعيم وأضرابهم اه قلت كأن التمنارتي ما فهم مراد بابا فإن مدحه وإطراءه ابن يعقوب من جهة علم تراجم الرجال وأخبارهم ووفياتهم لا من جهة علم الفقه والمعقول الذي كان هولاء أيمته عند التمنارتي فاقهم للمترجم له فهرسة حافلة نرويها بالسند إلى أبي العباس ابن القاضي عنه وقد تدبجا
661 ابن يعيش
هو الشيخ الحاج أبو الحسن طارق بن موسى بن يعيش المخزومي أروي فهرسته بالسند إلى أبي بكر ابن خير عنه إجازة كتب بها إليه من بلنسية
563 اليانع الجني
في أسانيد الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني الحنفي هو ثبت لطيف لا أحلى منه في أثبات المتأخرين في جزء صغير مطبوع بالهند مؤلفه الشاب المحدث البارع العلامة أبو عبد الله محمد يحيى المدعو بالمحسن الترهتي الفريني الهندي ووجدت بخط مجيزنا أبي الحسن علي بن أحمد بن موسى الجزائري على هامش قطف الثمر في حق محمد يحيى المذكور نقلا عن شيخنا أبي الحسن علي بن ظاهر الوتري أنه توفي بالمدينة المنورة في أوائل العشرة الأخيرة من القرن المنصرم بحرق أنوار جذب عرضت له رحمه الله لم يطق حملها قال عالجت تسكينه فأعياني أمره وقوي حاله إلى أن كانت به منيته وهو في حدود الثلاثين من عمره اه
وقد اشتمل الثبت المذكور على إسناد الموطأ والكتب الستة فقط ولكن ذيل هذه الأسانيد بكتابة مفيدة عن رجال هذه الكتب ومنزلتها بين كتب
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1166
الإسلام وتراجم رجال السند وختمه بتراجم لطيفة للشيخ عبد الغني ووالده وسلفه ومشيخته بالهند والحجاز وخصوصا آل ولي الله الدهلوي نجوم السنة في الهند وفي حق الثبت المذكور أنشد شيخنا عبد الجليل برادة لنفسه
أيا طالبا علم الحديث مسلسلا === وبالسند العالي المعنعن قد عني
عليك إذا ما رمت تظفر بالمنى === وتجني ثمار العلم باليانع الجني
وبالجملة فإن الثبت المذكور هو أحلى أثبات المتأخرين وأوثقها سياقا وأعذبها موردا وأفصحها كتابة وأفيدها في الضبط ولا أعجب من إنشاء مؤلفه بالعربي مع أنه عجمي اللسان والنسب ولله في خلقه عجب نروي ما فيه عن الوالد وغيره عن الشيخ عبد الغني وقد سبق تفصيل اتصالاتنا به في حرف العين انظر عبد الغني
حرف الهمزة الممدودة

662 آلي
هو آلي أفندي الرومي القسطنطيني صاحب الثبت المشهور في الروم نرويه عن الشيخ نصر الله الخطيب عن عمر الفزي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عن أبيه عبد الله عن عمه لأمه أحمد سويد البغدادي عنه وقد أجرى ذكر الثبت المذكور المرادي في ترجمة عبد الله السويدي المذكور من تاريخه سلك الدرر
خاتمة
وهنا انتهى ما قصدت جمعه وأملت نفعه من كتاب ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات قائلا ولا أحتشم وأدعو إلى النزال كل بطل في العلم اعلم أن كتابا كهذا لا يقوم
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1167
بمثله إلا من أيد بالتوفيق والاسعاد وركب في التقاط درره الأغوار والأنجاد وتغرب فيه وارتكب الطرق البعاد وتفرغ لجمع أصوله في عصر الشباب وحرارته وساعده العمر بامتداده وكفايته وتربع في دوائر الحرص وإمارته نعم وإن كنت أستصغر ما ترى من هذه الكراريس العديدة وأستقلها فلعمري إنها لكثيرة وأما الاستيعاب فأمر لا يفي به طول الأعمار ويحول مانعا دونه العجز والبوار وكان يخطر بالبال أن يكون أدون من هذا المقدار حجما وأنقص جرما مراعاة لهمم أهل العصر ورغبات النفوس في كل مصر ولكن هذا ما كتب أن يكون قدمته لأجده ذخرا يوم المنون وأسأل الله أن لا يحرمنا ثواب التعب فيه ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه وأن يجعله خالصا لوجهه وسببا للاتصال بمصطفاه ونبيه مجيزا به وبكل ما صح لي أو سيصح من المرويات والمؤلفات أولادي محمد عبد الأحد وعبد الرءوف وأبو بكر وعبد الرحمن وعبد الكبير أصلح المولى أحوالهم ووفقهم لاتباع أثر أسلافهم وأطلب الله أن يجعل هذه الصناعة أكبر علومهم وأكثر شواغلهم وهمومهم إجازة عامة مطلقة تامة ولأولادهم وأحفادهم وكذا أجزت بمثل ذلك لابن خالتنا وعمنا الشريف الكاتب النبيه أبي حفص عمر بن ولي الله أبي علي مولاي الحسن بن عمر الكتاني ولمحبنا بهجة تونس ونادرتها مفتي المالكية بها العلامة الأستاذ الشيخ سيدي بلحسن بن مفتي المالكية بها أيضا الأستاذ الكبير الشيخ سيدي محمد النجار الشريف المالكي ولنجليه الكريمين أبي عبد الله سيدي محمد الهادي وأبي عبد الله سيدي محمد الصادق وكذا أجزت بمثل ذلك لحفيده أبي عبد الله سيدي محمد الطاهر ابن أخيه سيدي محمد وكذا أجزت بمثل ذلك لصفينا في الله الفقيه المحدث العالم العامل الرحال أبي حفص عمر بن حمدان المحرسي المدني المدرس بالحرم المكي الآن ولمحبنا باشا سلا العلامة الفاضل الأديب المفضال أبي عبد الله محمد بن الباشا الحاج الطيب الصبيحي السلوي وأنجاله ولأبناء خلنا وخلاصة أهل ودنا بهجة مكناسة الزيتون ومؤرخها وأديبها ونقيب الأشراف
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1168
العلويين بها مولاي عبد الرحمن بن زيدان العلوي الإسماعيلي وهم السادة الأماجد مولاي المصطفى ومولاي المهدي ومولاي الطيب ومولاي سلمة ومولاي الحسن أثمر الله غرسهم وزكى بالتقوى روحهم ونفسهم آمين ولذي الفكرة الوقادة والاستعداد والإجادة أبي عبد الله محمد بن محبنا الفقيه الصوفي القاضي السيد أبي بكر التطواني السلوي وأقول منبها لهم ومرشدا إلى قول أبي سالم العياشي بعد سياقه في فهرسته لاسناد نحو السبعة عشر فهرسا وهذه الفهارس المتقدمة تجمع غالبا ما وجد من كتب الأمة المشرفة فمن اتصل سنده بها اتصل بحبل الكتب الإسلامية على اختلاف أنواعها اه وإلى قول أبي الحسن علي النوري الصفاقصي في فهرسته بعد أن أحال علي فهاريس عشرة فالغالب لا تجد كتابا للمتقدمين ولا للمتأخرين في جميع العلوم إلا ولنا به اتصال إلى مؤلفه إما بسماع أو بقراءة كله أو بعضه أو لحضورنا لمن يقرؤه كذلك أو بإجازة خاصة أو عامة أو بكتابة اه وإلى قول الحافظ الشوكاني في ثبته بعد أن ذكر أسانيده لنحو اثني عشر ثبتا قال وبالجملة فهذه الأسانيد التي أشرنا إليها قد اشتملت على أسانيد كتب الإسلام في جميع الفنون اه قلت فليت شعري ماذا يقول من اتصل سنده بهذه الفهارس الاثني عشرة مائة كلها ووصل حبله بهؤلاء الأعلام مؤلفيها
قد رشحوك لأمر لو فطنت له === فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
متمثلا بما أنشده البدر القرافي في آخر إجازة له وقفت عليها بأبي الجعد
بثثتك ما قد حزته وجمعته === وجدت بما أبديته ووصلته
فكن حافظا هذا لمقدار حقه === وكن داعيا لي فوق ما قد طلبته
وخاتمة الحسنى لغاية مطلبي === وإني لأرجو الله ما قد طلبته
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1169
وأقول متمثلا أيضا
بالله يا آخذا عني إجازة ما === أروي من الكتب في شتى الإجازات
سل لي خواتم أعمال تيسر لي === إجازة الحشر في يوم المجازات
وأنشدني إجازة شيخنا البدر عبد الله السكري بداره من دمشق عن مسند الدنيا عبد الرحمن الكزبري الدمشقي عن أبيه عن جده أنا أبو المواهب الحنبلي الدمشقي عن أبيه قال أنبأنا الميداني عن الطيبي عن أبي البقاء كمال الدين ابن حمزة أنبأنا أبو العباس ابن عبد الهادي أنا الصلاح ابن أبي عمر أنا الفخر ابن البخاري أنبأنا القاسم بن أحمد الأندلسي من لفظه لنفسه
يا ناظرا فيما عمدت لجمعه === اعذر فإن أخا البصيرة يعذر
واعلم بأن المرء لو بلغ المدى === في العمر لاقى الموت وهو مقصر
فإذا ظفرت بزلة فافتح لها === باب التجاوز فالتجاوز أجدر
ومن المحال بأن ترى أحدا حوى === كنه الكمال وذا هو المتعذر
فالنقص في كنه الطبيعة كامن === فبنو الطبيعة نقصهم لا ينكر
وبسندنا إلى السلفي عن أبي منصور أحمد التميمي لنفسه
على جل أصحاب الحديث سلامي === أفديهم روحي معا وكلامي
وددت لو أني عندهم متمنطق === بحمل غواشيهم كمثل غلام
وكانت مدة الاشتغال بكتابي فهرس الفهارس هذا الذي جعلته ذيلا على طبقات الحفاظ للحافظين السيوطي وابن ناصر من زمانهما إلى زماننا هذا نحو شهر وقد انتهى والحمد لله وكفى ظهر يوم الثلاثاء متم شوال الأبرك عام 1342 بفاس حرسها الله ثم أعدت الألتفات إليه فاشتغلت به
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1170
وانقطعت له نحو السنة أزيد وأنقص أقدم وأؤخر وأستدرك وأصحح وألحق فتم تحريرا وتهذيبا وتصحيحا على حسب الطاقة في 8 شوال 1344 بقلم جامعه المستغفر خادم الحديث والاسناد والأنساب محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الحسني الإدريسي تاب عليه مولاه آمين قائلا سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1171
تقريظات
تقريض علامة الديار المصرية ونادرة الأقطار الشرقية مفتي الديار المصرية سابقا الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي أطال الله بقاءه
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الذي رفع قدر من اختاره لإقامة دينه القويم ووصل من انقطع لبابه بأن وفقه لأكتساب العلوم بالسند المتين ليحفظه من عبث العابثين وليكون الدين بذلك مصونا من الدخيل وميسورا لمن ارتاده من العلماء الأعلام وأجازهم على هذا العمل الحسن بأن رفعهم أعلى منازل العاملين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد القائل نضر الله أمرءا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها وعلى آله الأبرار وصحابته الأخيار
أما بعد فقد اطلعت على الكتاب المسمى ب ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات الذي ألفه حافظ العصر ومحدثه وإمام التاريخ وفلسفته العلامة الأكبر الشهير والدراكة الأوحد النحرير الشيخ عبد الحي الكتاني ابن شمس الآفاق الشيخ عبد الكبير الحسني الإدريسي الكتاني الفاسي فوجدته جامعا لأسانيده المتصلة بأثبات أهل هذا الشان ذاكرا ترجمة من له في السنة تأليف من أهل القرن الثامن إلى الآن فهو ذيل لكتابي الحافظين السيوطي وابن ناصر المسمى كل منهما بطبقات الحفاظ والمحدثين كمل به المؤلف نقصا طالما تشوفت النفوس لإكماله وأحيا به ذكر جماعة من العلماء وملأ فراغا طالما تطلعت الأنظار إلى ملئه فهو لعمري من الأعمال النافعة التي لأعلى الدرجات رافعة واشتغال بأشرف الطاعات
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1172
إذا طلب العلم من أعظم العبادات فجزى الله مؤلفه على هذا الصنع الجميل أحسن الجزاء وأدام النفع به وحفظه من الأسواء بجاه من هو للأنبياء ختام صلى الله عليه وسلم رجب الفرد سنة 1347
مفتي الديار المصرية سابقا محمد بخيت المطيعي
الحنفي غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين آمين
2
وكتب شيخ الجماعة بالرباط العلامة الدراكة الأكبر صاحب التآليف العديدة التي قاربت المائة أبو عبد الله محمد المكي البطاوري حفظه الله
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
الحمد لله الذي اختص من شاء من خواصه بما شاء من مزايا اختصاصه صلى الله عليه وسلم على سيدنا ونبينا ومولانا محمد جامع الكمالات والفضائل ووسيلة الوسائل وعلى آله الكرام وصحابته الأعلام
أما بعد فقد أسعد الدهر بالاطلاع على هذا الكتاب بل العجب العجاب الآخذ بمجامع القلوب والألباب ألا وهو فهرس الفهارس وزينة المكاتب والمدارس وأنس المجالس والمجالس فطالعت منه جمع الجوامع وهمع الهوامع كيف وراقم وشيه فخر الزمان وفرد الأوان من تعطر بطيب نشره كل حي الجوهر الفرد الشيخ أبو السعود مولانا عبد الحي ابن الشيخ الكبير بل البدر المنير بل الكنز والاكسير من ليس له في العصر ثاني مولانا الشيخ عبد الكبير الحسني الإدريسي الكتاني أمد الله الوجود بمددهم وبركاتهم آمين وماذا عسى أقول في ذلك الكتاب الذي تحار في وصفه أقلام الكتاب
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1173
أمولاي غاضت فكرتي وتبلدت === طباعي فلا شعر لدي ولا نثر
بل أقول
هو الكتاب الذي عز في العصر نظيره فسار مسير الروح في الكون مسيره
كتاب له في عالم العلم رتبة === تفوق وتعلو من يروم لحافيا
فسامح إذا ما لم ترقك عبارة === وإن أشكلت يوما فخذها كما هيا
وتلخيص ما دندنت بالقول حوله === إذا قمت بالباقي فلا زلت باقيا
بجاه سر الوجود وقبلة السجود صلى الله عليه وسلم كتبه الفقير إلى مولاه العلي المكي بن محمد بن علي كان الله له خير ولي
3
تقريض من ألف هذا الكتاب لأجله وبطلبه وهو العلامة النحرير المشارك المحدث سليل المجد الشيخ محمد حبيب الله الجكني الشكيطي نزيل مصر الآن
الحمد لله الذي جعل اتصال الأسانيد من خصائص هذه الأمة كما أخرجه الحاكم في أول مستدركه فكان ذلك حفظا للشريعة وللأمة رحمة صلى الله عليه وسلم على سيد المرسلين سيدنا محمد الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه نجوم الاسناد وأدلة أنواع الهدى والمعارف والإرشاد وعلى تابعيهم من أيمة القرآن والحديث السائرين إلى تحرير أسانيد العلوم السير الحثيث
أما بعد فقد اطلعت على الجزء الأول من كتاب فهرس الفهارس
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1174
والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات لعلامة الزمان ومسند العصر والأوان من خصه الله تعالى بمعرفة طرق الحديث وتراجم الرجال أبي الاسعاد وأبي الاقبال الأسناد السيد عبد الحي ابن الاستاذ السيد الشهير أبي المكارم السيد عبد الكبير الكتاني الفاسي رحمه الله وجعل الجنة مثوانا ومثواه
وحيث أني قد كنت من أسباب هذا التأليف المفيد وما اجتمع فيه من فرائد الفرائد والنقل الحميد رغبة في تكثير طرق الاسناد لتبقى سلسلته متصلة في سائر البلاد وقد كنت جمعت في هذا الغرض معجما جامعا مع الاختصار لاتصالاتنا بأثبات العلماء الكبار ولما حصل لي العلم بأن هذا الأستاذ المذكور ضاعف الله لي وله أكمل الأجور هو جذيل هذا الفن المطلع على دقائقه المتحلي في الحقيقة بشوارده وحقائقه طلبت منه نحو هذا التأليف قصدا للإحاطة بما من ذلك أمكن فقام بذلك جزاه الله تعالى عليه بسعادة الدارين وإتمام المتن فناسب ذلك تقريظي له بعدما أرسله إلي من فاس واشتهر أني من أسبابه بين أفاضل الناس قلت في تقريظه انه لعجب عجاب وبحر خضم عباب فكم أفاد من جلب فائدة كانت قبله معضلة وكم أجاد في إزالة إشكال مسألة كانت مشكلة وكم أظهر من أثبات كانت قبله كالغامض لم يطلع على اتصال الأسانيد بها إلا من هو في بحور المعارف خائض فلله دره من إمام همام ومسند مطلع على ما لم يكن لمعاصريه به إلمام لا زالت أعلام مجده بالمعارف منشورة وفضائله بين أفاضل الناس مدونة مشهورة وقد سمحت القريحة القريحة والطبيعة الجامدة الجريحة بتقريظ هذا الثبت العظيم بهذه الأبيات الوافرية وإن لم تستوف بيان فوائده وهباته الخاتمية وهي
لعبد الحي أسندت المعالي === باسناد تسلسل في الأصول
أصول في المكارم لا تضاهى === لنسبتها إلى شرف الرسول
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1175
صلاة الله دائمة عليه === تعم الآل كالصحب العدول
فعبد الحي كان كمثل بحر === خضم إذ تدقن بالسيول
فأبدى فهرس الاثبات در === نفيسا إذ تأسس بالنقول
فحز نهج الشريعة منه صرفا === ولا تخش الملامة من عذول
به ظهرت مهارة خير شهم === إمام في الحديث وفي الأصول
وفي كل العلوم له رسوخ === تراثا من أوائله الفحول
فأبدى بالذكاء وحسن حفظ === لأرباب المعارف والعقول
من الأثبات أشتاتا وكانت === لطول العهد دارسة الطلول
وبالجملة فهو كتاب لم يتقدم له نظير لا زال مؤلفه حرسه الله تعالى بعنايته على نحو هذا السير يسير حتى ينتفع بمؤلفاته أهل العلم في سائر البلاد ويعم نفعها كل من هو أهل لحمل العلم من العباد قاله بلسانه وكتبه بقلمه وبنانه أسير ذنوبه المتشبث دائما بعيوبه خادم نشر العلم بالحرمين الشريفين
محمد حبيب الله بن الشيخ سيدي عبد الله بن مايابا الجكني نسبا الشنكيطي إقليما المدني مهاجرا نزيل مصر القاهرة حالا في غرة شوال سنة 1347
4
وقال علامة الديار التونسية ومفتي المالكية بها الأستاذ الشيخ سيدي بلحسن النجار الشريف في مكتوب له ما نصه
كتاب فهرس الفهارس وهو جمع الجوامع أو همع الهوامع أو سمه بما شئت فإنه لم يؤلف مثله فيما علمت في الإسلام ولا أن أحدا جمع ما جمعت
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1176
ولا استوعب ما استوعبت ولا اعتنى عنايتك ولا اهتدى هدايتك فشكرا لك شكرا وهناك الله بما أولاك وأثابك على ما ألهمك وأولاك اه من خطه حفظه الله
5
وقال الأستاذ الكاتب الكبير أحمد زكي باشا في مكتوب خاطب به المؤلف
بأي بنان أسطر لك آيات الشكر وبأي لسان أترنم أمامك بعواطف البشر وأنت قد أدخلت على قلبي سرورا لا يعادله سرور انك ترشدنا إلى أعلام الإسلام في زمان الانحطاط أي منذ القرن الثامن إلى الآن وأقول الانحطاط بكل أسف ولوعة ولكن الحق أبلج والمريض إذا عرف داءه وشكاه للعارف ما به كان جديرا بأن يعود إلى الرحمة والعافية ففي هذه الحقبة التي تدهورت فيها الأمة الإسلامية في درجات التدلي والسقوط كان الله قد بعث فيها رجالا اختارهم للاحتفاظ بتقاليد أجدادنا المجيدة ولكنها بقيت في الخبايا والحنايا والزوايا إلى أن اختارك الله لإخراجها للناس ليكون بها التمهيد إلى استئناف العمل وإلى الاستمرار فيما كان عليه المسلمون من الاهمام بالدنيا وشئونها والسياسة وصروفها والاستعمار وأسبابه بجانب الاحتكاك بالدين والتحلي بمكارم الأخلاق فأنت يرجع لك الفضل في إرشادنا إلى ما تقدم به أجدادنا الأقربون في هذا السبيل فشكر الله لك هذا الصنيع باختصار
6
وقال بهجة مكناسة الزيتون ومؤرخها وأديبها ونقيب أشرافها أبو زيد مولاي عبد الرحمن بن زيدان العلوي الإسماعيلي في تقريظه
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1177
إنكم قمتم بأمر جليل وشأن يعجز عنه الكثير والقليل وسرتم والناس نيام وخلدتم ذكرا يبقى على صفحات الأيام إلى يوم القيامة ونفعتم عشاق العلم والدراية نفعا لا تطوى له في جميع الأقطار راية ولقد رأينا والحمد لله من عظيم اطلاعكم وجسيم اضطلاعكم وسعة حفظكم وطول باعكم في العلوم الحديثية ما أنسانا ذكر من مضى وغير ممن برعوا في تلك العلوم كالبخاري وابن حجر الخ
7
وقال العلامة الجهبذ المشارك المطلع نادرة صقعه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الرافعي نزيل الجديدة حفظه الله من كتاب له طويل الذيل
ازددت بما طالعت وتدبرت بمقامكم علما على علم وكان لي ذلك برهانا على ما قدمته من وصفكم وما أنا واصفكم به وإن جناب مجدكم جبل الرواية وعلم الدراية ورأس التحصيل والمحقق في الاجمال والتفصيل والمتنبه لما نام عنه غير واحد من النقاد والمهتم بالفحص عما يعلي شأن الإسلام بين العباد والذاب عن حمى السنة الطاهرة بسيوف التحقيق الباترة والمفني شبابه في إعادة تاريخ رجال الرجال وأيمة النقد الذين تفتخر بهم كل الأجيال مثل ابن عدي والدارقطني وعبد الغني المقدسي وابن عساكر وأبي موسي المديني وابن عبد البر وابن حزم وابن بشكوال والمنذري والدمياطي والمزي والذهبي والعلائي وابن حجر والسخاوي والسيوطي وأبي الفيض الزبيدي فلعمري لقد أحييت مجدهم وأسميت ذكرهم وأعدت ذكراهم ومثلت لنا تجسيما وتشخيصا تحقيقاتهم بفنون الرواية في تحقيقاتك واحتوائهم حتى على شاذ ذلك وفاذه في استحواذك وإحاطتك ولقد خدمت بفهرس الفهارس السنة المظهرة أولا وخدمت بها ثانيا رطنك المغربي خدمة صادقة بما أوضحت من تراجم كثير من أعلام المغرب وحفاظ الآثار وأصحاب
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1178
الفهارس والتصانيف النافعة في السنة وعلومها وما كان لهم من الاتصال والارتباط بعلماء المشرق وأخذ هؤلاء عن هؤلاء وهؤلاء عن هؤلاء فطوفت المغاربة مننا لا تنساها لك ويجب على كل منصف أن لا ينساها أو يتناساها باختصار
8
وكتب قاضي الجديدة العلامة المشارك النحرير صاحب التآليف العديدة والرسائل المفيدة النادرة أبو العباس السيد أحمد سكيرج حفظه الله
أقف أمامكم معربا عما خامرني من السرور بمطالعتي لكتابكم فهرس الفهارس وهو بهجة المجالس الذي يبتهج بمطالعته كل عالم وعارف ومنخرج من سائر المدارس فهو الأم التي إليها كل مؤلف في رجال الأسانيد يضم واني لمعجب به وطروب وقد صادف مني موضعا لم يبق لي التفاتا إلى البحث عن غيره في الموضوع الذي قام فيه بالواجب وكنت حريصا على الظفر بأسامي بعض الفهارس فضلا عن الوقوف عليها فقرت العين بما وقفت عليه وكنت أظن أني اشتملت خزانتي على نفائس الكتب التي من جملتها بعض الفهارس التي كنت أظن أنها لا توجد عند غيري فإذا بها نقطة من كتابكم هذا ولم تدع كبيرة ولا صغيرة إلا أحصيتها فيه فلم يمكني إلا أن أبادر بركعتي الشكر لله بالدعاء لكم بطول الحياة للنفع والانتفاع ولم أعتمد على قول من أنكر تينك الركعتين فإن قلبي اطمأن بالعمل بهما في حقكم ولكم من الله الجزاء الأوفى فقد جئتم في هذا العصر بما لم يجيء به غيركم وهي الكرامة التي ينبغي أن تعد من الكرامات الخارقة للعادات على أن هذا الكتاب إنما هو كعنوان لما لديكم من المعارف وإلا فإن معارفكم واسعة وكتبكم كلها نافعة فواها ثم واها لأبناء قطرنا الذين لم يغرفوا فيه من بحركم الطامي ويعترفوا لكم بما اعترف به لكم غيرهم من ذوي الفضل وأيم الله لقد خجلت عندما طالعت هذا الكتاب وبين يدي
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1179
تأليفي المسمى ب قدم الرسوخ فيما لمؤلفه من الشيوخ وكدت أن أمزق ما كتبته وصغر بين عيني ما فيه رسمته واستقللته ولكن حمدت الله الذي أحيا بكم هذا الفن والتزمت بأن أنقل عنكم فيما أحتاج عليه مما لم أكن نقلته من قبل وأنسب لكم ما أنقله ولكم الفضل في ذلك ولولا أن التأليف ابن الروح لأدخلت كتابي في خبر كان اكتفاء بما كتبتم فلله أبوكم لا بد من يجفوكم الخ
9
وكتب شيخ المؤرخين بالعدوتين وزعيمهم الكاتب البحاثة الأثري المعتني الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي الدكالي السلوي كتابكم فهرس الفهارس أعجز أهل عصرنا ووقفوا أمامه حيارى باهتين فتبارك الله رب العالمين
10
وكتب العلامة المفتي الناسك الأديب شيخ مدرسة بو عنيفر بأولاد أبي السباع أبو عبد الله محمد بن العلامة الزاهد الصالح أبي محمد عبد المعطي السباعي حفظه الله
الحمد لله وبه أثق وعليه أتوكل وما توفيقي إلا به وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه
أما بعد فمن محمد بن عبد المعطي السباعي إلى ذكاء الآفاق وحافظها ومحدثها ومسندها على الإطلاق الشيخ الشهير القدوة النحرير سيد ناديه وثمال عافيه أبي الاسعاد مولانا عبد الحي ابن الشيخ مولانا عبد الكبير الكتاني سلام ورحمة الله وبركاته ما سبح في البحر السمك وسبح في السماء الملك فانا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو فموجبه أنا لا زلنا على عهدتنا ولا نزال عليه بحول ربنا ولا زائد سوى تذكاركم والاشتياق
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1180
لجميل أخباركم لا حرمنا الله من الاجتماع السلامي بكم على أحسن ما يرتجى
وقد وافانا كتاباك الرائقان العجيبان فهرس الفهارس والتراتيب الإدارية فشكرناك وبما يجمل ذكرناك ودعونا لك بالفلاح والنجاح والصلاح وأن يصلح أنجالكم البررة وأن يبقي بيتكم بيت العلم والعمل يقتفي التالي الأول إلى يوم الدين آمين آمين آمين
وإني مررت على كثير من كتاب فهرس الفهارس واستحسنته غاية ولا بأس بالاقتراح عليك لما تعلمه منا من الصفاء غيبة وبين يديك فكنت أرجو أن تبلغ الأسانيد إلى أهل السنة الستة وتعطي للقلم عنانه في المترجمين مما قيل فيهم أو قالوه إذ المقال ينبغي فيه بسط الكلام ونعلم أنك راعيت الشغف بالاختصار كما هو عادة الاخيار والأحبار
وقد قلت هذه القصيدة فيكم وفيه على سبيل التقريظ له ولعلكم تستحسنونها لما فيها من الاستعارات ولوائح الإشارات وانسجام العبارات فنسأل منكم قبولها وبينوا لنا منكم نزولها
ركبت لتحصيل المعاني شوامسا === فأبرزت للعشاق خودا عرائسا
ولم تأل جهدا في اقتناص صيودها === وطرزت بالديباج منها الملابسا
ودأبك بث العلم في كل بلدة === تقرب للأذهان منها الطوامسا
وغصت بفكر صائب منك أبحرا === ونافست فيه أنفسا ونفائسا
فصرت على رغم الحسود مقدما === وجاءت لك الأقوام تسعى نواكسا
مهدي مزايا جمة قد حويتها === وأعجزت ركانا لها والفوارسا
فهذا كتاب جامع بلغ المدى === كمالا فهاكه رفيقا مؤانسا
فواها له وما أحسن صنعه === تراجمه تحكي عقودا ترامسا
ولم لا وراويه الهمام الذي غدا === هو التاج والأقوام أضحت قلانسا
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1181
فأحييت عبد الحي آثار سنة === بها قد محوت ضدها والدسائسا
ولا زلت شمس الكون ندبا تفيدنا === بحق يزيح الترهات البسابسا
ودام لك الإسعاد واليمن والهنا === وباعدك المولى الكريم المناحسا
عبد ربه وأسير كسبه محمد بن عبد المعطي السباعي تيب عليهما آمين
11
وكتب النابغة الأديب البارع الكاتب المنشيء الشاعر المطبوع قاضي قصبة بن أحمد أبو العباس أحمد بن أبي شعيب الآزموري بعد الحمدلة والصلاة
فذ الحفاظ الجلة الشافي ببلسم الحديث كل علة الشيخ الكبير العلم الشهير من أظهره الله تعالى في العصر آية لا ينكرها إلا أعشى ذو عماية سليل الرسول وسيف العلم المسلول الحافظ المحدث المفسر المؤرخ جماعة الفنون والآثار وفخر هذه الديار شيخنا سيدي محمد عبد الحي أحيا الله بكم العلوم وأظهر الله بكم تلك الآثار الغابرة والرسوم وسلام كريم عليكم من المتمسك بحبلكم الذاكر لفضلكم عبيدكم الفقير أحمد ابن أبي شعيب الآزموري
أما بعد فقد اتصلت بي هديتكم السنية وهي الجزء الأول من إحدى مشيخاتكم التي طبعت وألحقت الأحفاد بالأجداد حقيقة وأحيت من ميت الاسناد تلك الطريقة فجزاكم الله خيرا عن الاعتناء بالفن الغريب الصعب سلوكه حتى على النجيب وأبقى فضلكم الذي لا ينكره المكابر ولا يجهله إلا خاسر فإنكم الشمس المضيئة في هذا العصر وخصوصا على هذا المصر الذي أعليتم شأنه بعالي إسنادكم وظاهر إمدادكم وأقر عينكم بالانجال الكرام الأشراف العظام
ولا تسألوا يا سيدنا عن فرحنا بتلك الهدية السنية والتحفة البهية التي أفادتنا كثيرا وعلمتنا علما كبيرا وترجمت لنا خافيا وشهيرا بفوائد
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1182
لا تكون إلا منكم ولا تصدر إلا عنكم وقد أنشأت أبياتا استحييت من تقصيري أن تقدم لكم وإذا علمتم ما عليه الحال من شغل البال عذرتم الخديم وذلك شأن العظيم وعيد سيدنا سعيد لا زالت السعادة تبسم لكم في كل عيد ونسألكم الدعاء الصالح لنا ولأهلنا ولجميع المسلمين والسلام على حضرتكم الكريمة ورحمة الله في 9 ذي الحجة عام 1347
هب لي اليراعة كي أخط مرادي === من شكر سيدنا أبي الإسعاد
الواقف العمر النفيس لخدمة التأليف والإقراء والإسناد
والجامع الفذ الذي آثاره === تركت له ما شاء من حساد
الحافظ الفرد المواصل ليله === بنهاره في حرفة الافراد
سيق الحديث له فكون آية === في جمعه بذكائه الوقاد
سار الوفود حديثهم أخباره === وأتى بذاك جماعة الوراد
ويراعه السيال أكبر شأنه === فمداده كم جال بالأمداد
وصلت إلي هدية من فيضه === صلتي بها عيد من الأعياد
مجموعة السند التي إيجادها === من معجزات العلم في الإيجاد
ما شئت من ناس ومن كتب ومن === طرق تدل على الهدى برشاد
موصولة السند العلي المنتقى === مبنية الآساس بالأطواد
حشر الرجال بها فكل لابس === تعريفه من مختف أبو باد
بمسلسلات عاليات القدر قد === لحقت بها الأحفاد بالأجداد
مولاي عذر العي فاقبل مدحة === قلت ففضلك غالب تعدادي
يكفي تذكري المقال لشاعر === زيدت ثلاثته على إنشادي
--------------------------------------
جزء 2 - صفحة 1183
يا من رأى حساده استحقاقه === للحظ فاستدعى هوى الحساد
كم من يد بيضاء قد أوليتها === تثني إليك عنان كل وداد
شكر الإله صنائعا أسديتها === سلكت مع الأرواح في الأجساد
أحمد الآزموري
ونشرت مجلة الزهراء الغراء المصرية في عددها 4 مجلد 5 تاريخ شوال 1347 ما نصه
المطبعة الجديدة في فاس 453 ص للعالم المحدث الشيخ محمد عبد الحي الإدريسي الكتاني شهرة ذائعة بالمغرب الأقصى والمشرق أحرزها بطول باعه في علوم الحديث وكثرة رحلاته في سبيل روايته وقد طلب منه العلامة الشيخ عبد الله بن مايابا الجكني الشنكيطي المقيم بمكة أن يجيزه بمروياته ويبيح له التحديث عنه بمسنداته ومجموعاته مقترحا عليه أن تكون الإجازة مشتملة على ما اتصل به من الفهارس والأثبات فما كان من السيد الكتاني إلا أن جمع كتابا نافعا مستوفى كل الاستيفاء في هذا الموضوع سماه ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات فجاء كما وصفه قاموسا عاما لتراجم المؤلفين في الحديث من القرن الثامن إلى الآن وذيلا على طبقات الحفاظ والمحدثين للحافظين ابن ناصر والسيوطي التي وقفا فيها على أواسط القرن التاسع
وبين أيدينا الآن الجزء الأول من هذا الفهرس وفيه تراجم عدد كبير من رجال الحديث والرواية في العصور القريبة من حجازيين وأندلسيين ومصريين وشاميين ويمنيين وهنديين وسنديين وترك وفرس وعراقيين وتونسيين وقيروانيين وجزائريين وتلمسانيين وفاسيين ومراكشيين وسودانيين وغيرهم ممن روى كتبهم أو اتصل إسناده في الحديث بهم أو أجازوه كتابة أو مشافهة وهذا الجزء مطبوع طبعا حسنا على ورق جيد.
 
أعلى