موسوعة التراجم المغربية

[ابن عامر الشامي]

​

​

​

1- الأستاذ ييبورك بن عبد الله بن يعقوب :​

​

وجد بخطه أن ولادته كانت قبل ولادة اخته زينب المولودة 12-3- 1027هجرية,​

قال فيه الحضيكي : ييبورك بن عبد الله بن يعقوب السملالي, كان رضي الله عنه فقيها عالما زكيا نقيا صوفيا مدرسا, له تئاليف على حداثة سنه ومجاهدات وعبادات وقناعة وزهد وورع ودؤوب على ذلك, حتى توفي رحمه الله ليلة الاثنين الثالث والعشرين من جمادى الاولى سنة 1058 هجرية.​

وقال عنه في الوفيات: صاحبنا واخونا في الله ومحبنا ومصادقنا سيدي ييبورك فقيه ذكي مدرس مشهود صلاحه وزهده وقناعته, جلس مجلس أبيه بعد المصاب به.​

ومن مؤلفاته: شرحه لصغرى السنوسي. مختصره. شرح عقيدة سعيد بن عبد المنعم الحاحي. شرح على مؤلف لإبن ناصر مشهور. شرح نفيس على لامية الأفعال به يقرأ ببعض المدارس. شرحا المجرادية الكبير والصغير. شرح المبنيات الفلالية للرسموكي. شرح فرائض المختصر. مختصر السمهودي. زبدة المستطرف مختصر منه. مختصر شرحين على عقيدة مهدي الموحدين. مؤلف في اخبار الشيخ سيدي أحمد اوموسى. ءاداب المتعلم مختصر من عمدة الطلبة. شرح منظومة في المنطق لعبد الرحمن بن عمروا البعقيلي. كما توجد في الفتاوي البرجية فتاوى له كثيرة تبرهن على أنه مع صغر سنه يخوض في مخاضات القارحين.​

وهذا كله يدل على أن الرجل رجل نشاط، ممن له مشاركة تامة, فقد جال قلمه كما ترى في علوم مختلفة الفنون وكأنه ابن ليون الأندلسي الذي ذكر عنه الولوع في الفنون.​

فاحدى وثلاثون سنة التي عاشها خلدت له ما لم تخلده عقود كثيرة للمعمرين الكسالى. وهو ممن تخرجوا بأبيه في كل جهة. ثم إن عقبه انقطع لأنه ما خلف إلا ولدا وبنتا لم يمتد منهما نسل في الذكور ولا في الإنات رحمه الله. وقد ذفن إزاء قبر والده في تازموت. وذكر أن ولده هذا كان عالما حسنا وجد بخطه فوائد منها ماهو أذبي وتاريخي ومنها ماهو راجع لقواعد العلوم. وقد كان تزوج من عند الامزوغاريين لأن بين اليعقوبيين والأمزوغاريين سلفا وخلفا مصاهرات متسلسلة.​

​

2- محمد -فتحا- بن عبد الله بن يعقوب :​

​

ولد 28-01- 1036 هجرية, أخذ عن أبيه واخيه ييبورك قال فيه الحضيكي: محمد بن عبد الله بن يعقوب السملالي كان رضي الله عنه رجلا صالحا خيرا دينا فقيها عالما عاملا مسكينا متواضعا. عكف على التدريس أيام حياته وانتفع الناس به كثيرا. وجلس مجلس اخيه سيدي ييبورك. ورأى الناس له بركة عظيمة وله رضي الله عنه حكايات كثيرة واجتهادات حتى توفي رحمه الله, وذفن بتربة أبيه بتازموت في شهر رجب عام 1082 هجرية.​

يقال ان مولاي رشيد العلوي ولاه قضاء الجماعة في جزولة وفوض له أن يولي وأن يعزل ما شاء. ثم لم يلبت أن توفي. وقد خلف من الذكور ستة: أحمد ومحمدا وعبد الله وعليا وابراهيم وعبد الله وأم الثلاثة الأخرين حواء بنت محمد بن داوود من تانوت بوجان وهي مدفونة في تربة سميت حواء بنت يحيا الصالحة المشهورة اليوم نواحي ادوز. فرينة الأستاذ ابراهيم اليعقوبي الآتي ويقام عليها موسم عام للنساء كل سنة.​

​

3- سيدي أحمد بن عبد الله بن يعقوب :​

​

أخذ ايضا عن ابيه. قال فيه في بشارة الزائرين: ومنهم العلامة سيدي أحمد بن عبد الله بن يعقوب, كان وليا كبيرا سالكا طريقة أبيه في العلم والدين وله تئاليف من الطب والتنجيم واختصارات.​

وقال عنه في الطبقات: أحمد بن عبد الله بن يعقوب كان رضي الله عنه رجلا صالحا فقيها يرى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه. وله تئاليف منها شرح الصغرى للسنوسي وشرح الجرومية وشرح أبي مقرع ومختصر التشوف وغير ذلك...​

توفي رحمه الله في 4-11-1093 هجرية، ولم يخلف إلا بنتا تزوجها العلامة ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن يعقوب وقد انقطع نسله من الذكور.​

 

[ابن عامر الشامي]

​

​

​

4- ابراهيم بن عبد الله بن يعقوب :​

​

قال عنه في بشارة الزائرين : ومنهم الشيخ العالم سيدي ابراهيم بن عبد الله كان رحمه الله وليا كبيرا. ​

هذا ما قاله الكرامي وتوفي رحمه الله في رجب 1099 هجرية. ولم يذكر له ذكر في محل ءاخر.​

​

هؤلاء الأربعة من أولاد الشيخ من حظوا بنيل تراث والدهم العلمي واما الأخرون الثلاثة المذكورون آنفا فقد حرموا من ذلك وحرموا أيضا أن يمر بهم قلم المؤرخيين.​

​

العباسي السملالي​

​

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ​

​

[frame="13 98"] ​

عباس هذا الذي نسبت إليه عقبة العباس غير معروف،والمعروف أنه إنتقل إلى تومانار من بسيط تازروالت،وهناك من يسمى العباسيين في قبيلة ماسكينة(masgina).والعباسيين السملاليين يرفعون نسبهم إلى إبن زرب قاضي قرطبة وربما يكون الأمرصدقا إن كان أبائهم هاجروا من الأندلس فتقلبت بهم المنازل في المغرب حتى أووا إلى سوس.والدواوير العباسية بسملالة منها إغير نايت عباس،إكر نايت عباس،تدلي نايت عباس،إغالن نايت عباس،كما لا ننسى إخوان العباسيين أهل تيزي إيموشيون الصواغون للحلي.وقد برز من هذه المنطقة السملالية العديد العديد من الفقهاء والادباء والقضاة.​

[/frame]​

​

من بينهم:​

سيدي محمد بن الطيب التيزي ايموشوني:​

نشأ في قرية لا تعرف إلا الصياغة،فكلهم صواغون يصوغون الحلي على أنواعها من الفضة والذهب وصنعتهم مشهورة،وعلى أحد صناعهم إعتمد الملوك في تحلية بعض ما يهيئونه للهدايا.وقد كان المعلم الطيب والد المترجم من حذاق الصناع في ذلك.ولكنه مع ذلك ممتلىء بحب القراءة والعلم فمال بولده إلى ذلك.فبعد أن حفظ القرءان في مسجد القرية ألحقه بمدرسة الشيخ سيدي الطاهر بن محمد في تانكرت فلم ينشب أن برز بين اقرانه فعوض أن يكون صواغا للحلي صار صواغا للقوافي،وقد رزقه الله اخلاقا لطيفةنوصبرا جميلا. قيل عنه عندليب روض أريض رخيم الصوت طيب الغناء سكت ما سكت فلما غنى اصاخ لغنائه كل طيرتسنم فنا.حداه سواق من صروف الدهر حتى إنقطع عن المدرسة غلى أهله مرغما وكانوا أسرة شبه فقيرة وكان لابد أن يقوم بنصيبه من السعي من بين افراد الاسرة،فكان حينا من الدهر من بين عملة ترصيف الطرق،يؤدي خدمة الأيام التي تلزمه وتلزم افراد اسرته على حساب ما إرتأت إليه الحكومة،فأنهك ذلك جسده الرقيق النحيف وألح عليه حادث مباغث في صيف1345هجرية فالتحق بالقبر بعد مرض قليل.فسقط ذلك الاديب شهيد الميداننفذهب مبكيا على شبابه وعلى شمائله التي كأنها فتور العيون الدعج من الحسان.​

​

سيدي محمد بن المحفوظ التيزي ايموشوني:​

فقيه من أهل قرية تيزي ايموشيون التي قلنا إنهم إخوان العباسيين.أخد عن العلامة محمد بن عبد الله أقاريض الصوابي وعن غيره.وهو فقيه وسط.وكان يحضر حينا في مركز انزي لفصل القضايا وقراءة الرسوم وقسم التركات.​

​

 

[ابن عامر الشامي]

​

سيدي سعيد بن عبد الله بن ابراهيم العباسي:​

قال فيه التوماناري صاحب الفوائد الجمة:شيخنا الفقيه المحصل المحقق الباحث القاضي العدل أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن ابراهيم السملالي العباسي تفقه بالشيخيين القاضي الهوزالي وأبو عبد الله التلمساني،ولى قضاء الجماعة بعد وفاتهما.فحمدت سيرته وبانت فضيلته,واستفاض عدله ورفقه وورعه,لم يأخد من بيت المال مدة ولايته شيئا.وكان مكتفيا,وجرى على نهج من مضى من المشايخ في أحكامهم وسجلاتهم,بحاثا عن مشهور الاقوال وما به العمل مطالعا لغريف الفتاوي.​

توفي رحمه الله شهيدا بالطاعون ليلة إحدى وعشرين من ذي القعدة سنة سبع والف ودفن بباب الخميس بتارودانت وهو على قضائها.​

​

محمد بن سعيد بن عبد الله العباسي:​

إبن من قبله وكان قاضي الأمير علي بودميعة قال فيه الحضيكي:محمد بن سعيد بن عبد الله بن ابراهيم السملالي العباسي الفقيه العالم العامل المتفنن المحقق الجامع بين الحقيقة والشريعة،له رضي الله عنه تئاليف منها نظم لإبن هاشم نظما عجيبا،وله فتاو وغير ذلك وكان رجلا صالحا من الأولياء المتقين وعباد الله الصالحين.​

إن في المجموعة البرجية وفي المجموعة السميحية كثيرا من فتاويه وهو من المتخرجين بالشيخ سيدي عبد الله بن يعقوب.​

توفي رحمه الله وقت صلاة الجمعة الثامن عشر من صفر سنة اربع وسبعين والف.​

​

سعيد بن محمد العباسي السملالي:​

ولد من قبله نشأ في بحبوحة إليغ في أدب جم،وبين أدباء مفوهين كوالده ومحمد أومحاولو وأحمد بن محمد التاغاتيني.ورأى كيف ينبغ النبغاء ويجيد البلغاء.فلا غروا إن جاء بين شعراء عصره مع صغر سنه إذذاك سباقا إلى الغايات في ميادين الشعر العالي.خصوصا حين درج من حجر علامة أديب,جمع تليده إلى طريفه فتلألأ نجما تاقبا.​

​

سيدي علي بن محمد العباسي السملالي:​

فقيه جليل ورث من علوم اهله وسمعتهم العلمية,فأفتى وقضى وقصده الناس في كل ما يقصدون به الفقهاء،وهو إن لم يكن مجليا كوالده لم يكن سكيتا، له ءاثار في النوازل شتى.توفي رحمه الله بعد1074هجرية بسنين لا ندري قدرها.​

​

سيدي محمدـ فتحاـ بن محمد العباسي السملالي:​

اخو من قبله فقيه نوازلي كعبه أعلى من كعبه على أخيه في الميادين العلمية،وله نوازل ومحررات فقهية وتحقيقات علمية وقد جادب معاصريه في كل ذلك حبالا متينة ما شاء الله.​

توفي رحمه الله بعد1112هجرية.​

​

محمد بن محمدـ فتحاـ بن محمد بن سعيد:​

إبن من قبله وحفيد ذلك القاضي الامام،كانت له مقامات محمودة في ميادين أهله العلمية،أخد في سوس ثم فاس.قال فيه الحضيكي صاحب بشارة الزائرين بعد ذكر ولده احمد:منهم والده الفقيه القاضي سيدي محمدبن محمد فتحا بن محمد بن سعيد ادركناه وزرناه،توفي رحمه الله في داره بتومانار ظهر الاربعاء التاسع من شوال سنة أربعة واربعين وماءة والف ودفن بين الظهر والعصر من يوم الخميس بتربة الشيخ سيدي أحمد بن موسى وصلى عليه نحو الف رجل.​

 

[ابن عامر الشامي]

​

أحمد بن محمد بن محمد فتحا بن محمد بن سعيد العباسي:​

العلامة الجليل والامام الكبير المفتي القاضي صاحب المجموعة في النوازل المطبوعة بفاس التي أثنى عليها العلامة غبن الحسن بناني يوم رءاها.وهي وحدها باجوبتها المتعددة في علوم متعددة تدل على مكانة الرجل في التحصيل والمشاركة فزاد على ذلك بهمته العليا وبرحلته إلى الأخذ في نواحي سوس وفي مراكش ما زاده شرفا إلى شرف.​

كان في عصره أحمدان عظيمان احمد الصوابي المتوفي1149هجرية ثم أحمد العباسي المتوفي 1152هجرية.فلا ريب ان القلوب الجزولية تهتز لمصيبتها وقبره بين قبور ءال العباسيين غزاء مشهد الشيخ سيدي احمد بن موسى معروفة.​

​

[caution]وهذا اخي القارىء مجرد نقطة من بحر للعباسيين السملاليين وهناك من بعضهم من يفصل انسابهم,وكالعادة نقبل بما وجد ونسعى إلى المزيد من المعلومات.وتحية للعباسيين اينما وجدوا​

​

ترجمه الامام العلامه المحدث سيدى محمد ابراهيم عبد الباعث الكتانى حفظه الله​

بسم الله الرحمن الرحيم ​

​

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد المختار واله الاطهار واصحابه الاخيار​

​

احبابى فى الله واحبابى فى سيدنا رسول الله صل الله عليه واله وصحبه وسلم هذه ترجمه قصيره من حيث الكلمات كثيره النفع والنفحات وهى لآحد ائمه اهل السنه وعلم من اعلام الامه ​

​

هو الامام العلامه الاصولى المحدث سيدى محمد ابراهيم بن عبد الباعث بن احمد بن غنيم الحسينى نسبا وشرفا الكتانى طريقه الشاذلى مشربا السكندرى مولدا ودارا حفظه الله​

​

ينتهى نسبه الى سيد الشهداء مولانا الامام السبط الحسين عليه السلام بن امير المؤمنين سيدنا الامام على رضى الله عنه ​

​

وقد ولد شيخنا حفظه الله ( بثغر الاسكندريه ) فى ( يوم الإثنين الأول من شهر يوليو سنة ست وأربعين وتسع مائة وألف ميلادية ) ​

​

وكان يوم ولادته يوم خير وبركه فهو سليل بيت من اهل الشرف والعلم والاخلاق فوالده هو العلامه الفقيه سيدى ابراهيم بن عبد الباعث بن احمد غنيم الشاذلى طريقه رضى الله عنه ​

​

وقد قال سيدى محمد عبد الباعث فى معرض تعريفه بنفسه وترجمته لوالده وشيخه الاول ما نصه ( ​

أما والدي فقد كان عالما نابغا وفقيها ذا دراية ، واسع الاطلاع في شتى علوم الشريعة منقولها ومعقولها ، كما كان شاعرا مطبوعا ومحاضرا موهوبا ، ذا مشرب عرفاني وخلق رباني ، جميل الطلعة مشرق المحيا ، من رآه بديهة هابه ومن خالطه عشرة أحبه ، يصدق عليه قول رسول الله –صلى الله تعالى عليه وآله وسلم – ( خيار عباد الله الذين إذا رُؤوا ذكِرَ الله ... ) الحديث ، رواه أحمد وابن أبي شيبة والطبراني في الكبير وابن أبي الدنيا بطرق .​

وضريحه بمسجده بالإسكندرية مشهور ومعروف ، يؤمه القاصي والداني ، وفي العزم أن أفرده بترجمة واسعة يَسَّرَ اللهُ إخراجها )​

 

[ابن عامر الشامي]

​

​

​

​

​

وقد ترجم لوالدته رحمها الله فقال ( وأما والدتي فقد كانت متنسكة متعبدة كثيرة الذكر طويلة الصمت ، دائمة العكوف على تلاوة القرآن والانشغال بالصلاة على رسول الله – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم – بكاءة من خشية الله ، وقافة عند حدوده ، لا تنتهك في مجلسها الحرمات ولا تثنى فيه الفلتات ، ذات زهادة في زهرة الدنيا ، تعامل والدي معاملة المريد الصادق لشيخه من حسن السمع والطاعة وصدق الخدمة وحفظ الحرمة ، فلا ترفع صوتها عليه ولا تكلفه من مؤونة الحياة ما يبهظه ، توفي وهو عنها راضٍ ، فجزاهما الله من أبوين كريمين ، ورحمهما كما ربياني صغيرًا . ) ​

​

​

فهو حفظه الله سليل بيت من اهل العلم والعرفان ووالداه كانا رحمهم الله من اهل التواضع والاخلاق الكريمه والذهاده فى الدنيا والقرب من الله ومحبه رسوله صلى الله عليه واله وسلم ومحبه ال بيته والائمه الصالحين من الكمل العارفين​

​

( تحصيل الشيخ للعلوم ) ومفاده من ترجمه الشيخ لنفسه . فقال حفظه الله​

​

( لم يقدر الله لي الالتحاق بالكليات الأزهرية وإنما تعلمت في المدارس النظامية والتي أفدت منها مبادئ العلوم الأولية بجانب علوم أخرى لم تكن محط رحلي ولا موضع اهتمامي فحمدت الله على ذلك ، فوجدت في بابه عوضا عن كل فائت ، ومن غفلة الكثيرين إعظام الشأن في جانب تأهيل الخلق وعدم الاهتبال بما دلت عليه الشواهد من تأهيل الحق ، وفي هذا المعنى يقول الشيخ أبو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني في إحدى حكمه ( علم آدم الأسماء كلها ولم يدخل مدارس التعليم إنباء منه سبحانه عند افتتاح الدورة الآدمية أن عطاءاته العظمى لا تتوقف إلا على التأهيل الأزلي لا على ما اشترطه الخلق ) ​

​

ثم استطرد قائلا حفظه الله ​

​

-------------( ولا تعتقد أن كلامنا هذا دعوة إلى إهمال الأسباب ، وإنما هو تأكيد لواقع مسلّم لا سبيل إلى مصادرته ، ونذكر هنا نشأة أسلافنا الذين تخرج على دراسة كتبهم والنظر في آثارهم كلُّ طالب درس بجامعاتنا الإسلامية في المشرق والمغرب . )​

​

( ويذكر هنا وصيه والده له فيقول -----( ولقد قال لي والدي - رحمه الله – سيسعى إليك العلم وسوف تعان على تحصيله وطلبه ، وقد حقق الله – وله الحمد والمنة – بشارته فأينعت فينا غروسه وتبدت منا عروسه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) ​

--------------------------( ولست أبالــــي مع ذلك إذا رضيت عني كرام عشيرتي )------------------------------​

​

ثم يذكر حفظه الله ما حباه الله به وما فعلته السيده والدته رحمها الله فى صغره فيروى قصه جميله ان دلت تدل على اخلاص المعامله مع الله فى كل الاحوال وحسن الاعتقاد فى جنابه الشريف سبحانه وتعالى وعظيم التوكل عليه , فيشير حفظه الله الى ذلك بقوله ​

​

( نعم لقد كانت السابقة في تحقيق هذا الفضل لصنيع قدمته والدتي – رحمها الله – وهو أنها كانت لا يعيش لها الذكور من أولادها فقامت بشراء نسخة من صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري – رحمه الله – وأوقفتها باسمي على المشاركين في ختم الصحيح الجامع في أشهر رجب وشعبان ورمضان من كل عام فوهب الله لها من لدنه هذا العبد الفقير إلى نواله منة منه سبحانه ، فنشأت بناشئة الفضل محبا للعلم ، ساعيا إلى تحصيله ، عاكفا على تلقيه وأخذه من أربابه منذ نعومة أظفاري ، فلم يكن يشغلني ما يشغل الأطفال في الصغر حتى في مرحلة دراستي كان الهم والاهتمام بالعلوم الشرعية فلزمت مجالس والدي – رحمه الله – ملقيا الرسن في بابه والصماخ إلى عذب خطابه ، وكان – رحمه الله – لا يضن عليّ بما ندُر من الكتب وعزّ من الأمهات التي وجدت فيها بغية الطالب وبلغة القاصد ، فكان رحمه الله عمدتي من بعد الله ورسوله في ترسم سبيل القصد في تحصيل العلوم الشرعية .​

وقد خاطبني رحمه الله تعالى وأنا في إحدى سنيّ الطلب بقوله نظمًا :​

​

أقر الله عيني يـا مـحمــــدا بتـوفيق لشخصك في الأنام​

ودمت بصحةٍ دنيـا و دينًـــا يحـالفك النجاح بلا انصرام​

ولا زلت المقدم في البـرايا بحب الله والهــادي التهامي​

​

ولقد دفعني والدي إلى إلقاء خطبة الجمعة في عدة مساجد وأنا ابن ست عشرة سنة ، وكنت شديد العناية بكل ما يصقل أدائي في هذا الدور العظيم الذي أنيط بي وأنا في هذه السن المبكرة​

​

​

(ذكر وفاه والد شيخنا حفظه الله وذكر اسماء بعض الشيوخ الكمل ممن اخذ عنهم شيخنا بعد ذلك )​

 

[ابن عامر الشامي]

​

( قال حفظه الله )​

​

ثم توفي والدي - رحمه الله تعالى – سنة سبعين وتسع مائة وألف عن ثلاث وسبعين سنة ، فتركت وفاته في نفسي أثرا أيقظ مني فواتر الهمم في طلب الحديث بعد أن حفظت القرآن حالة صغري على يد زوج أختي الشيخ / حنفي محمود والشيخ / محمد الشافعي رحمهما الله تعالى .​

فيسر الله لي الاتصال في ذلك الوقت وأنا ابن أربع وعشرين سنة بشيوخ الرواية والإسناد من آل الصديق وفي مقدمتهم السيد/ عبد الله الصديق الغماري رحمه الله والذي كان ينزل في بيتي مدة إقامته بالإسكندرية وأخويه السيد/ عبد العزيز والسيد/ عبد الحي .​

واتصلت أيضا بالسيد/ إبراهيم الكتاني والسيد/ عبد الرحمن الكتاني والسيد/ محمد المنتصر الكتاني وغيرهم من سادة البيت الكتاني .​

كما أخذت عن الشيخ/ محمد الحافظ التيجاني بالقاهرة بزاويته بالمغربلين ، والشيخ/ صالح الجعفري وغيرهم .​

​

( ذكر بعض مؤلفات شيخنا حفظه الله وما قاله بنصه ) ​

​

​

مؤلفاتي​

أنا قليل البضاعة في التأليف وذلك لأنني لا أحب أن أطرق بابًا قد طرقه غيري ولكثرة الدروس التي أقوم بإلقائها بمساجد الإسكندرية في كل أيام الأسبوع.​

ففي يوم السبت أقوم بشرح أحاديث صحيح الإمام مسلم بمسجد شرق المدينة وفي يوم الأحد أُدَرِّسُ السيرة بمسجد نور الإسلام ، وفي يوم الإثنين أشرح أحاديث صحيح الإمام البخاري بمسجد الميناء الشرقية ، وفي يوم الثلاثاء أقوم بتدريس التصوف بمسجد النبي دانيال ، وفي يوم الأربعاء أقوم بتفسير القرآن بمسجد بدر ، وفي يوم الخميس أقوم بشرح الشمائل بمسجد والدي رحمه الله تعالى.​

أما ما طبع من المؤلفات فكتاب صححت فيه مفهوم الافتراق في هذه الأمة بعنوان ( إبراء الذمة بتحقيق القول حول افتراق الأمة ) وكتاب ( نقل الأعضاء بين الحِلِّيَة والحرمة ) ، والجزء الأول من كتاب ( رد المتشابهات إلى المحكمات في جانب خاتم النبوات صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) يسَّر الله إخراج الجزء الثاني .​

والعزم على الاشتغال بعدة تآليف حول القدر والقرآن والخصائص بتناول جديد كما هو منهجي في التعامل مع الأبواب المطروقة والذي يشتمل على التصحيح ورد الشبهات وحل المعضلات وإزالة المشكلات وتفنيد الأباطيل والافتراءات مما تدعو إليه حاجة العصر .​

​

​

وختاما أسأل الله جلت نعمته أن يجعل في ما يقدر من القدر المحتوم الذي لا يرد أن يطيل عمري في عافية وأن يحقق لي آمالي فيما أرجوه من نشر هذا العلم الشريف وأن ينفع به المسلمين وأن يرزقني صدق الوجهة فيما طلبت وحسن القصد فيما أديت وأن يحسن لي العقبى فيما سألت إنه وليّ ذلك والقادر عليه .​

وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وسلم​

​

 

[ابن عامر الشامي]

وهذه ترجمه قصيره لشيخنا الكتانى حفظه الله وهى من لفظه ولم نتصرف فى شئ منها الا فى وضع بعض العناوين والاشاره اليها و المقدمه وهى موجوده بموقع الشيخ حفظه الله وايضا بموقع الشيخ ( على جمعه ) غفر الله له​

​

عُقبة بن نافع الفهري... فاتح المغرب​

​

ذ/ رشيد العفاقي​

​

عُقبة بن نافع الفهري هو أحد القادة الذين نشروا الإسلام والعربية بالمنطقة التي تعرف اليوم بالمغرب العربي الكبير، واسمه الكامل هو: عُقْبَةُ بْن نَافِعِ بن عَبْدِ قَيْسِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الظَّرِبِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ فِهْرِ. وُلِدَ قبل وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنة واحدة[1]، أي في عام 10 للهجرة/موافق 731هـ. فهو –إذن- تابعيٌّ جليل، أدرك عددا من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.​

​

تربطه بعمرو بن العاص صلة قرابة، فقد كانا ابنيْ خالة. وتذكر مصادر أخرى أن عقبة «هو ابن أخي العاص بن وائل السهمي لأمه»[2]. هبط مع أهله إلى مصر وسكنوا زُقاق القناديل بالقاهرة، وكانت دارهم تعرف بدار الفهريين. الأخبار الأولى التي نلقاها في المصادر التاريخية تتحدث عن عقبة بن نافع تُخبرنا بأنه كان في جُند عمرو بن العاص لما فتح مصر عام 20هـ[3]. ثم بدأ يقوم ببعض الدوريات الاستطلاعية إلى أرض النُّوبَة، ثم بعد قليل تمكّن عقبة من فتح زوِيلَة وبَرْقَة ولم يرجع إلى مصر حتى أسلم أهلهما كلهم. وبعد أن فتح عمرو بن العاص مدينة طرابلس، غزا عُقبة بن نافع الفهري إفريقية سنة 41هـ، لكنه لم يفتحها. وفي السنوات التالية فتح لُوَاتَة، ومَزَاتَة، وغدامس، وبعض كُوَرِ السُّودان، ووَدّان، وعامّة بلاد البربر. ولمّا وُلي مُعاوية ابن أبي سفيان الخلافة وجّه عقبة بن نافع الفهري إلى إفريقية غازيا في عشرة آلاف من المسلمين، فافتتحها، واختطّ قيروانها[4].​

​

وقد امتدت ولاية عقبة بن نافع الأولى على إفريقية من عام 50هـ إلى 54هـ، وفيها بنى مدينة القيروان، وقد كان موضعها غَيْضَة ذات طَرْفَاء وشجر لا يُرَام من السباع والحيات والعقارب القتّالة. يذكر ابن الأثير أن عُقبة بن نافع «ركب بالناس إلى موضع القيروان اليوم، وكان غيْضة كثيرة الأشجار مأوى الوُحُوش والحيّات، فأمر بقطع ذلك وإحراقه، واختطَّ المدينة، وأمر الناس بالبنيان»[5].​

​

 

[ابن عامر الشامي]

كان اختطاط القيروان عام 51هـ، وبها أقام عقبة بن نافع فيما تلاه من أعوام، وأبرز أعماله بالقيروان بناء المسجد الجامع، وما لبثت جموع المؤمنين أن قصدته من كل حَدَبٍ وصَوْبٍ، فَعُمِّر بذِكْر الله تعالى، وشرع حُفَّاظ القرآن يُعَلِّمون الناس الكتاب العزيز، وهكذا شرح الله قلوب أبناء البلد الأصليين للإسلام. أما تاريخ بنائه، فيقول ابن الأبار: «وأوَّلُ من بنى هذا الجامع الأشرف عُقبة بن نافع الفهري، وهو الذي اختط مدينة القيروان في سنة ثلاث وخمسين من الهجرة»[6].​

​

ويذكر المؤرخون أنه بعد أن افتتح عقبة بن نافع الفهري أفريقية سنة 50هـ، واختطَّ القيروان، أقام بها ثلاث سنين، «وفي سنة 55هـ عَزل معاوية بن أبي سفيان عقبةَ بن نافع عن أفريقية فكانت ولايته عليها أربعة أعوام»[7]. ثم يُقَدِّرُ الله –عزّ وجلّ- أن يرجع عُقبة بن نافع إلى استئناف فتوحاته مُولًّى على المغرب مِنْ قِبَلِ يزيد بن معاوية سنة 62هـ. يذكر ابن خلدون أنه في سنة اثنتين وستين بُعث عقبة بن نافع إلى افريقية،... ثم خرج إلى غزو بعض القبائل البربرية المرتدة[8]. وقد امتدت ولاية عُقبة بن نافع الثانية على أفريقية من عام 62هـ إلى 63هـ. في ولايته الثانية توجّه عقبة بن نافع بجيوشه نحو المغرب، ولما جاوز مدينة تاهرت، واقترب من حُدود المغرب الأقصى الشرقية، اجتمعت عليه جيوش الروم، فخرج عُقبة إلى قتالهم، وقبل أن يمضي إلى المعركة قام في الناس خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:​

​

"أيها الناس: إن أشرافكم وخياركم الذين رضي الله عنهم وأنزل إليهم كتابه، بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على من كفر بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرافكم والسابقون منكم للبيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين بجنته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة، وإنما بايعتم رب العالمين وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلا طلبا لرضاه وإعزازا لدينه، فأبشروا فكلما كثر العدو كان أخزى لهم وأذل إن شاء الله، وربكم -عزّ وجلّ- لا يسلمكم، فالْقَوْهُم بقلوب صادقة، فإن الله جعلكم بأسه الذي لا يُردّ عن القوم المجرمين، فقاتلوا عدوكم على بركة الله وعونه"[9].​

​

وفي هذه الولاية الثانية دخل عقبة بن نافع مدينة طنجة، يقول المالكي في «رياض النفوس»: إن عُقبة بعدما تسلّم الولاية الثانية خرج من القيروان وانطلق بجيش كثيف نحو الغرب، ففتح حصونا ومدنا عديدة، وتقدّم إلى المغرب الأقصى حتى نزل طنجة، ثم رحل إلى السوس الأقصى يريد البحر المحيط، فانتهى إليه وأقحم فرسه فيه، وقال قولته المشهورة: «اللهم اشْهد أنّي قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل مَن كفر بك، حتى لا يُعْبَد أحد مِن دونك»[10]. كما نصّ على دخوله المغرب ابن عَذَارِي فيما نقله عن ابن عبد البر، قال: «فتح عُقبة عامّة بلاد البربر إلى أن بلغ طنجة، وجال هنالك لا يقاتله أحد»[11].​

​

والأنباء التي يُورِدها الإخباريون عن دخول عقبة بن نافع المغرب قليلة، لكن يستفاد منها أنه عمل جُهدا طيبا في نشر الإسلام، لاسيما بطنجة عاصمة المغرب القديم، وأنه لما قرّر القفول إلى القيروان ترك في أهل المغرب بعض أصحابه يعلمونهم القرآن والإسلام: منهم شاكر صاحب الرباط وغيره. كما يُذكر في بعض كتب التاريخ أن عقبة بن نافع الفهري بنى مسجداً على وادي نفيس جنوبيّ المغرب. وقد ظلّ هذا المسجد معروفا باسم "مسجد عقبة" إلى اليوم. قال البكري في «المسالك والممالك»: «وصل عقبة إلى مدينة نفيس وفتحها وبنى فيها مسجده المعروف إلى الآن»[12]. ولا شك أن عُقبة وصل إلى وادي نفيس سنة ثلاث وستين من الهجرة تاريخ رجوعه إلى المغرب الأوسط واستشهاده بعد أن أرسل كُسيلة -ملك أَوْرَبَة وَالبَرَانِس من البربر- جماعة اعترضت سبيله في تهوذا، وقتلوه في ثلاثمائة من كبار الصحابة والتابعين، و"استشهدوا كُلّهم بمقربة من تهوذة، في سنة ثلاث وستين. وقبره هُناك يُتبرّك به إلى اليوم"[13]. وقد دُفِنَ مع عُقبة بن نافع عدد من الصحابة، «وبُنيت قرية عند أضرحتهم سُمِّيّت بسيدي عُقبة، وبُنيَ على ضريحه مسجد تُقام فيه صلاة الجمعة إلى الآن»[14].​

​

لقد انتقل عُقبة بن نافع إلى جِوَار رَبِّهِ بعد أن جاهد في سبيل الله، وقد عرضت المصنفات التاريخية صُوَراً من بُطولاته في مضمار الفتوحات الإسلامية، وخُلاصة ما يذكره مترجِموه أنّه «كان من خِيار الوُلاة والأمراء، مُستجاب الدّعوة»[15].​

​

​

​

[1] ابن عذاري، البيان المغرب 1/19.​

​

[2] الذهبي، سير أعلام النبلاء 3/532.​

​

[3] البيان المغرب 1/8 ؛ سير أعلام النبلاء 3/532.​

​

[4] فتوح البلدان للبلاذري 1/280 ؛ تاريخ ابن خلدون 2/128-129 ؛ البداية والنهاية لابن كثير 7/112 ؛ البيان المغرب 1/15.​

​

[5] أسد الغابة لابن الأثير 4/57-58.​

​

[6] ابن الأبار، الحلة السيراء 1/164.​

​

[7] البيان المغرب 1/36.​

​

[8] تاريخ ابن خلدون 4/185-186.​

​

[9] معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان 1/48-49 . ​

​

[10] رياض النفوس 1/39​

​

[11] البيان المغرب 1/38​

 

[ابن عامر الشامي]

​

[12] المسالك والممالك 2/256​

​

[13] الحلة السيراء 2/323​

​

[14] الراشدي، القول الأوسط في أخبار من حلّ بالمغرب الأوسط، ص.78​

​

[15] البيان المغرب 1/20-21​

​

​

الجانب التربوي في فكر إبراهيم بن عبد الجبار( مفيدة اللبيب نموذجا​

​

​

​

محمد بوزيــان بنعلــي​

​

​

​

إبراهيم بن عبد الجبار الفجيجي ، الذي سنتحدث عن الجانب التربوي في فكره ، لايوجد قبره في روضة والده مع أخويه أحمــــــد ومْحمد ؛ لأن الوفاة أدركته بعيدا عن وطنه وأهله ، لقد مات ـ رحمه الله ـ في مدينة "جني " بدولة مالي حاليا ، السودان الغربي ـ سابقا ـ ( سنة 954 هـ /1547م ) اختار أن تكون له منفى ، بسبب مقتل شيخه وصديقه الحميم العلامة القاضي عبد الحق السكوني ـ رحمه الله ـ . ورب ضارة نافعة ، فلقد قضى فيها حوالي ثلاثين سنة من العطاء الفكري والأدبي والتربوي ، يجب على أحفاده أن يبحثوا عن تفاصيل ذلك ولو بالسفر إلى عين المكان ، لأن من شأن ذلك أن يكشف لحظات و محطات مضيئة جدا في مسيرة حياته الجديدة هناك ، والتي لانعرف منها شيئا على الإطلاق . ولن أدخل في استغراقات حياته بفجيج وفاس وتلمسان ومصر والمشرق ... ، فهي معروفة فيما طبع من الأدبيات المحلية ، ولكن لابد من الإشارة إلى أنه من علماء وأدباء القرنين التاسع والعاشر الهجري ، ترك وراءه مؤلفات وقصائد شعرية مفيدة وممتعة ، يشتمل عدد منها على معطيات تربوية هادفة بانية ، سعى إلى ترسيخها في أذهان طلبة العلم ، وناشدي المعرفة عامة ، وبين أبناء المجتمع الفجيجي خاصة ، إلا أننا سنركز على نموذج واحد ، هو : مفيدة اللبيب وعمل الطبيب للحبيب ، وهي منظومة في الفقه ، ومحمود الآداب ، تبلغ 817 بيتا ، ( فرغ من كتابتها بتاريخ 10شعبان 900هـ / الموافق ليوم الثلاثاء 5 ماي1495م ) وتعتبر من أروع وأجود ما نظمه المغاربة في هذا الميدان ، حتى إن جزءها المتعلق بالأخلاق والشمائل ليضاهي أرجوزة ذات الأمثال لأبي العتاهية .​

​

فالذي يقرأ هذه المنظومةالفقهية ، سيكتشف فيها أبياتا تتضمن عددا وافرا من القيما الإنسانية النبيلة، والمبادئ التربوية الراقية ، حيث نجده يؤكد أن طالب العلم لا تحصل له المنفعة إلا إذا اتخذ شيخا يتعلّم على يديه ، وفي ذلك يقول :​

​

والشيخ ، نعْـم مـوضـحُ السبيــل يحمـي من البدعة والتضليـــل​

​

مـن لا لــه شيخ فعمــن يــــــرث ومـن بــه يـعبـــأ أو يكتــــرث​

​

يــتـيـه فـي مهــامــه الجهــالــــة مـمـتـطـيـا مـطــيـة الـجـهـالـة​

​

فالشيخ أو المربي والمعلم ، هو صمام الأمان للتلميذ والمريد ، يبين له الطريق الأقوم ، والسبيل المستقيم ، ويحفظه من السقوط والانحراف ، و التطرف والتمييع ، وهذا الرأي يؤكد عليه المربون القدامى كثيرا ، وفيه نصيب كبير من الصحة ، نشهد آثارها فيما يصلنا من بعض الشباب من أصداء التطرف والتمييع على حد سواء ، لأنهم لم يأخذوا العلم من منابعه الصافية ، فإما أنهم تأثروا بما فهموه من الكتب فزاغوا وانحرفوا ؛ لأن فهمهم خرج عن جادة الصواب والحق ، وإما أنهم لم يأخذوا عن مربين متنورين ملتزمين ،؛ ولعله لذلك وجدنا إبراهيم بن عبد الجبار يضع نصب عينيه مجموعة من مواصفات ، ينبغي أن تتوافر في الشيخ أو المربي حتى ينجح في أداء رسالته ، ويكون نعْم القدوةُ المتبعة ، وبالتالي يستحق أن يسمى شيخا ، ومن هذه المواصفات :​

​

*1* أن يكون ذا قدم راسخة في علوم الشريعة ، ـ خاصة ـ لأنها أشرف العلوم وأجلها ، وما يتصل بها من علوم أخرى كاللغة والبيان وسائر العلوم النافعة ، يقول :​

​

وخيــره علــم الشريعـة و مــــا لــه بــه تعلق من كــل مـــــــا​

​

فاطلبــه حيث كان، ثم اعمل بـه وكــن مجـــلا لجميـــع أهلـــه​

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]فعلم الشريعة هو الذي يحدد هويتك الحقيقية ، وعلاقتك بالله سبحانه تمر ـ حتمـا ـ عبرعلم الشريعة ، ولو في حدود تعلم ما يسميه الفقهاء : بالضروري من علوم الدين ، وإذا أردت الاستزادة فيه، وفي العلوم الأخرى التي تخدمه ، فعليك ـ كما يقول إبراهيم ـ بشيخ عالم ، تحمل منه المعرفة الصافية النقية الصحيحة ، وفي نفس الوقت يهديك إلى طرق التطبيق وآلياته ، ويريك الوسائل الكفيلة بالعمل بما علمت ،لأن العبرة ليست في حشو الأذهان بالمعلومات والنصوص، ولكن العبرة بالتنفيذ والتطبيق .[/font]
[font=&quot]*2* أن يكــون مالكـي المذهب ، فإن لم يجد ، فعالما من أهل السلف الملتزمين بالكتاب والسنة ، وفي ذلك يقول :[/font]
[font=&quot]والفقــه في الدين على نهـج السلف كمالك ، ومن تــلا من الخلـــف[/font]
[font=&quot]ونحن نعلم ـ جميعا ـ لماذا يركز إبراهيم على مالك دون غيره من أصحاب المذاهب الأخرى ، لأننا ببساطة مالكيوالمذهب ، وكأني بإبراهيم يخاف على الأجيال من الوقوع في محذور الابتداع والتخليط والابتعاد عن السنة الصحيحة ، إن هم حاولوا الأخذ من مختلف المذاهب، والجمع بينها دون علم راسخ ، ومعرفة مؤهلة ، لا يحملها إلا القليل من جهابذة العلم وفطناء الأحلام . أما التلميذ والعامي فعليه بتطبيق الحكمة السائرة : من قلّد عالما ، لقي الله سالمــا . ويعني بقوله من تلاه من الخلف ، علماء المذهب المالكي بصفة خاصة ، وما أكثرالنابغين منهم !![/font]
[font=&quot]*3* أن يكون هذا الشيخ أو المعلم صاحب طريقة سلسة في التدريس ، سهلة في التبليغ ، حتى يوصل أفكاره واضحة مفهومة غير مشوشة ، وصحيحة دقيقة لا وهم فيها ولا تخليط ، حتى لا تأتي النتائج عكسية ، يقول :[/font]
[font=&quot]وكــل من جــاءك للتعليــــــــــــــم فابــذل له جهــدك في التفهيــــــــم[/font]
[font=&quot]ولعل أكبر الأسباب المنفرة من التربية والتعليم ، أن يكون المربي ذا أسلوب معقد في التدريس ، أو تكون معلوماته سطحية ضحلة لا تستجيب لنهم الطالب ، ولا تساعده على توسيع مداركه . والمربي الناجح هو من يجمع بين المعرفة والأسلوب الكفيل بتبليغها بيسر إلى ذهن تلامذته ، وكما قال "بيفون " " الأسلوب هو الرجل " .[/font]
[font=&quot]*4* أن يكون صادقا في خدمة العلم ، مخلصا في أداء رسالته ، نزيها مع طلابــه ، أمينـا ، ذا ضميــر حي يقـظ ، لا يخدعهم ولا يغرر بهم بالكذب ، ونشر الأوهام ، حتى يوحي لهم زورا و بهتانا أنه غزير العلم ، يفيض بالمعرفة ، وهوـ في الواقع ـ خاوي الوفاض ، خالي الذهن ، وماذا عليه لوقال فيما لا يعلم : " لا أعلم ولا أدري " فقد كان يقولها كبار العلماء ، وجهابذة العقلاء ، منهم الإمام مالك بن أنس ـ رضي الله عنــــه ـ : حمل إليه ذات مرة من العراق خالد بن خداش أربعين مسألة في الفقه ، أجاب على ثمان منها فقط ، وترك اثنتين وثلاثين مسألة دون جواب ، فلما رأى مالك الدهشة والحيرة في وجه خالد ، وكأنه يستغرب من إمام المدينة أن يقول لا أدري في اثنين وثلاثين سؤالا، قال له بكل تواضع وصراحة : ارجع إلى أهل العراق ، وقل لهم : هذا ما أجاب به مالك .... يقول إبراهيم :[/font]
[font=&quot]ومــا جهلتــه ، فقـل معتصمــــــــا فيــه بــلا أدري ، وسـل مستفهمــــــــا[/font]
[font=&quot]إذ فرْضك السـؤال عمـا تجهــــــــل لقـولـه عـز و جــــل : " فاســـــألــوا"[/font]
[font=&quot]والتـزم الصـدْق ، فــــــإن الكــــذب إثــم يشــيـر مـن إلـيــــــه نـــســبــــــــا[/font]
[font=&quot]ويشير بقوله : " فاسألوا " إلى قوله تعالى في سورة النحل : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " . وقديما قال الشاعر ، ولعله أبو نواس :[/font]
[font=&quot]فـقــل لـمــن يـدعـي فـي الـعـلـم فلسفــة حفظْــت شيْــئــا ، وغابت عنـك أشيـــاء[/font]
[font=&quot]ومن حكمهم الرائدة التي تنبه فاقدي المروءة العلمية ، وتشنع على أدعياء العلم ادعاءهم قول شاعر:[/font]
[font=&quot]إذا فاض عــلم المــــرء قــل ادعـــــاؤه وإن قــل يـومــا علمـه ضـل وادعــــــى[/font]
[font=&quot]كـذا الغصـن من حـمل الثمار تنــالــــه وإن قــلّ من حـمـل الثـمــار ترفعـــــــــا[/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]فالعالم متواضع والمتعالم مغرور ، وإبراهيم يحذر بهذه الأبيات من الغرور العلمي ، لأنه يؤدي إلى السفه والتجني على الناس ، ولذلك بدأ بنفسه فأعطى النموذج الحسن ، والمثال الطيب المحتذى ، حين طبق هذا المبدأ الرفيع في كتاباته ، حتى إنه في قصيدته الرائعة روضة السلوان ، التي تحدث النقاد عن عذوبة ألفاظها، وسلاسة أسلوبها ، يتهم نفسه بالتقصير ـ حيث لا تقصير ـ ، وتمنى لو لم ينظُمْـها ـ أصلا ـ ، ولكنه تواضع كبراء العلم ، ووجهاء الآداب، يقول :[/font]
[font=&quot]فقلت ، وليتـي لم يقـولـوا ، ولم أقــــــــل وإذ قـلـت و اسـتـهدفـت ، نفسي أدافع[/font]
[font=&quot]فأغـضواعلى ماكان ، واعفوا ، وسامحوا وإن كــان خـرق ، فليداركـه راقـــــــع[/font]
[font=&quot]بل وكرر ذلك في هذه الأ رجوزة ـ التي معنا ـ بأوضح مما سبق ، حيث نسب نفسه للجهل ، وهو العالم الفذ النبيه ، فقال :[/font]
[font=&quot]فـــإن بــدا الخــلــل مني جهــــــــــلا أو غلــطا ، لـم أنْــف كـونـي أهــــــــلا[/font]
[font=&quot]فلـتـلـمـس عـذرا ، فـكـم عذر جـــــلي ولْـتُـغْــض عـن جـهـد المُـقـل الخـجـــل[/font]
[font=&quot]تلك هي الشروط الأربعة التي ينبغي أن تتوافر في الشيخ أوالمعلم ، فإذا توافرت فعلى التلميذ أن يخصه بالاحترام ، وأن يعض على ملازمته بالنواجذ ، أن يكون عليه ضنينا بخيلا ، وألا يفرط فيه بسوء سلوك أوعدم تقدير . أماإذا لم يوجد ، فعلى التلميذ أن يشتد في البحث عنه ، فهوالضمان ، وهو صمام الأمان العلمي والروحي والمادي في الحياة ، يقول :[/font]
[font=&quot]فاشــدد على الشيـخ يد الضنـيــــن واطلبـه ، واقصــده ، ولو بالصـيــــــــن[/font]
[font=&quot]وفيما يتعلق بعلاقة الآباء بالأبناء ، نرى إبراهيم يحث الآباء على أن يعاملوا أبناءهم برحمة وإشفاق وحلم ، وأن يحسنوا تأديبهم وتعليمهم ، ويحذرهم من الدعاء عليهم بشر ولو أساؤوا أوأخطأوا ، وهو ما نفعله ـ جميعا للأسف تجاه أبنائنا ـ ففي كل يوم دعوةُُ أو دعوات غيرُ صالحات ، ندعو الله ألا تصيبهم .... يقول إبراهيم :[/font]
[font=&quot]ولا بــدعــوة عـلى مـن معـــكــــــا مــن ولــد يسي ء ، أو أهــــل لـــكــــــــــا[/font]
[font=&quot]وأحســـن التـــأديــب ، والتعليــمـا لـهـم ، عليهــم مشـفـقـــــا ، حـلـيـــــمـــــا[/font]
[font=&quot]ويتوجه قبل ذلك إلى الأبناء ، فيذكرهم بواجباتهم تجاه الوالديْن ، وهي واجبات حددها القرآن والسنة ، وما على من بعدهما سوى فضل التذكير ، يقول إبراهيم موجها خطابه واضحا لكل ابن وبنت :[/font]
[font=&quot]وبـــرّ والـديــك .. لا تعـصــهــمـــــا في غـيـر مـنـكــر .. ولا تـنـهـرهـــمـــــــــا[/font]
[font=&quot]ولا تـقـل : أفّ ..بــل اخـفـض لهـمـا لـطـفـا جنـاح الذل .. وارفـق بــهـمــــــــــــا[/font]
[font=&quot]ثم ينتقل إلى كيفية معاملة ذوي الأرحام ، و الأخ الأكبر في العائلة ، فيقول :[/font]
[font=&quot]وصــلْ ذوي الأرحــام بالمـراحمـــة وبـالـمـــواســـاة .. مــع المـســاهــمــــــــــة[/font]
[font=&quot]وبالــمعــاضــدة .. و الـمــعــاطــفـــة والـعون، ، فـيما لـم يكــن مــخــالفـــــــــــة[/font]
[font=&quot]واعـلــم بـأن لـكبـيـر الإخــــــــــــــوة عـلى الـصـغـيـر حقّ ذي الأبــــــــــــــــــــوة[/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]إن هذه الأرجوزة تربوية توجيهية اجتماعية بالدرجة الأولى ، وجهها إبراهيم إلى مكونات مجتمعه الذي كانت تتجاذبه الأهواء والانزلاقات ، لتكون لهم نبراسا يستضيئون به في حياتهم ، فهي دستور أخلاقي متكامل مصدره الأول : القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، لم يغادر فيها خلقا نبيلا حث عليه الشرع الكريم إلا دعا إليه ، ولا خلقا مذموما إلا حذر منه، و نفّر عنه ... بل إنها تضعنا أمام قاموس أخلاقي متكامل لايخضع لمكان معين ، ولا لزمان معين ، فهو صالح لكل المسلمين ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، مادام في أرض الإسلام خارجون عن هديه القويم ، وصراطه المستقيم . فحتى الخوض في الجدال العقيم الضار نهى عنه ، والجدال الوحيد الذي رخص فيه هــو كما تقول المنظومة :[/font]
[font=&quot]ولا تـــجــادل أحـــــــدا ، إلا إذا تنفـي ضـلالا عـن هــدى ، فحـبـــذا[/font]
[font=&quot]إن كنــت أهلا ، أو فــدع للعــلمـا فهم حمــاة الديــن مــن جميـــع مــا[/font]
[font=&quot]وها هنا تأكيد على أن الجدال الخصيب المنتج له أهله وخاصتــه ، هم العلماء الذين يملكون أدواته ، ويعرفون منعرجاته ومنحدراته ،أما الذي يجادل بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ، فمن السهل أن يسقط في التطرف المؤدي إلى التكفير ، وكأني بإبراهيم يتحدث عن هذا العصر الحافل بالمكفرين بغير حق ، وما أحوجنا إلى أن نردد الآن مع هذا المربي اللوذعي الأريب قوله ، وأن نتدبره :[/font]
[font=&quot]ولا تـكـفـر مسلــمــا بـذنـــــــــب إلا إذا اســتــحـل أعـمـى الـقـــلـــب[/font]
[font=&quot]ولـعـنُـه كـقـتــلـه تــعـمــــــــــــدا فـلـيـخـش مـا اللـــه بــه تــعـــــوذا[/font]
[font=&quot]ولا تـعـيــره بـمـا قــد فـــعـــــــلا واحــذر ، يــعــافـى منه ، ثم تبتلى[/font]
[font=&quot]ولا تــقــل : هـذا مـن أهــل الجـنة ولا مــن أهــل النـار ، دار المحـنة[/font]
[font=&quot]إلا لـمـــن أخـبــر عنه المصطفى فاحكــم لــه بكـل مـا قد وصــفـــــــا[/font]
[font=&quot]إن هذا الالتزام الدقيق ماهو في الواقع إلا غراس العقيدة الأشعرية التي تتبع ولا تبتدع ، و ثمرة تربية والده الإمام عبد الجبار الذي ترك لنا في تفسيره ومضات تربوية ، أضاءت الطريق لإبراهيم ، فسار فيه مهتديا ، هاديا غيره ، بهذه الأرجوزة البديعة في بابها ، والتي رفع فيها شعار الالتزام بهدي الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهو ما يفهم من قوله :[/font]
[font=&quot]واجعـل شـعـارك اتـبـاع السنــــة والاقــتدا بهــديــه و سـيرتــــه[/font]
[font=&quot]وكــُل مــا أحـدثــه أهـل البــــــــدع من قـول أو فعـل ، فحد عنه و دع[/font]
[font=&quot]ولا تـخــض بقولهـم في المنـطـــــق ولا الكــلام ، احـذر مــن الـتــزندق[/font]
[font=&quot]فكــل مـن خــاض ومـن تعـمـــقــــا قــطــع عــمــره ، ومـــا تحقــقــــا[/font]
[font=&quot]وينتقل من الترهيب إلى الترغيب في الذي هو خير للمسلم في حياتــه الدنيا وفي الآخـرة ،ألا وهو الاجتهاد في قراءة القرآن وفهمــه ، وتدبره ، والعمــل بما جاء فيه ، والوقوف عند نواهيه وزواجره ، ومن يوفقه الله إلى ذلك ، فهو المفلح البين فلاحُه ، الرابحُ في تجارته مع الله سبحانه ، استمع إليه يقول :[/font]
[font=&quot]وادْأبْ عـــلى تــلاوة القــــــــــــرآن بفهــم مــا يبــدو من المعـــانــــــي[/font]
[font=&quot]مــجــودا لحفظــه و لفظـــــــــــــــــه مـعـتــبــرا ، مـتــعــظــا بــوعـــظه[/font]
[font=&quot]مــؤتــمـــرا بــكل مــا بــه أُمــــــــــــر مـنـزجــرا ، عــن كـل مـا عنه زجر[/font]
[font=&quot]مـتـصـفـا بمقتضـــى المــتــــــــــــــــلو مـن فـرح أو حــزن أو ســلــــــــــو[/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]ويرتفع بعد هذا إلى علاقة المسلم بأخيه المسلم ، فيرشدنا إلى السبل الكفيلة بتحقيق مجتمع مسلم متآخ متكافل ، متحد ، متكتل كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، فبدأ بالدعوة إلى خلق عظيم يكاد يختفي من مجتمعنا المعاصر الذي طحنته المدنية ، وعصرته المادية المقيتة ، ولوثه التنافس البغيض الذي لا ينجر عنه إلا الحسد والبغضاء ، والفرقة والاختلاف ، إن هذا الخلق العظيم هو : حسن الظن بالمسلمين جميعا ؛ فإذا أحسنت الظن بكل مسلم عشت هادئ البال ، مرتاح الضمير ، طاهر القلب ، فوقرت كبيرهم ، ونظرت إلى صغيرهم بعين الإشفاق والمودة ، وكنت للمخطئين ناصحا رقيقا صريحا ، وللمنحرفين هاديا أمينا ، فالمؤمنون في آخر المطاف إخوة في الله ، لايجمعهم إلا الاعتصام بحبل الله المتين ، يقول ـ رحمه الله ـ :[/font]
[font=&quot]وأحســن الظــن بــكـل مـســلـــم وسـدّ عــن نـفـسـك بــاب الـتهــــم[/font]
[font=&quot]والمـؤمنــون إخــوة ، فـوقـــــــــر كبـيـرهـم ، و للـصـغـيـر فـانْـظــــر[/font]
[font=&quot]بعيــن الإشــفــاق ، وبالـمــحـبــــة ولجمـيـعـهـم ... وبــالــمــــــــــودة[/font]
[font=&quot]وابــذل مــن النصـح لهـم صـريحه فالـديـن ـ قال المصطفى ـ النصيحـة[/font]
[font=&quot]وارْع لهــم مـن الحقــوق مـا أتــى كــأنْ تســلــم ، وأن تشــمــتــــــــــا[/font]
[font=&quot]وهكذا يسترسل في انسيابية عجيبة ، متتبعا مختلف خصال الخير والنفع والصلاح ، سيطول علينا استقصاؤها ، لأنها في الحقيقة تحتاج إلى دراسة متأنية ، واسعة ، وهي تستحق ذلك فعلا ، لاسيما في هذا الزمان الذي تراجعت أخلاق القرآن في مجتمع القرآن ، والضروري المفترض : أن نسير بإيمان صلب ، وعقيدة راسخة ، وراء رسولنا العظيم ، لا نزيغ ولا ننحرف عن الخط المستقيم الذي خطه ، ودشن لنا السير فيه ، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ قرآنا يمشي على الأرض .[/font]
[font=&quot]ولئن فاتنا استيعاب كل الجوانب التربوية الهادفة ، في مفيدة اللبيب ، فلن يفوتنا أن نختم هذه المداخلة المتواضعة بأبيات تضاف إلى ما سبق ، عسى أن تكون الصورة أوضح ، والفكرة أوسع ، يقول :[/font]
[font=&quot]والكــبر والعجب ، مع الفحش اتق وخالق الناس بحسـن الخـــلـــــــق[/font]
[font=&quot]والصــبر ، والحـيـاء ، والتـــواضع وبالمــداراة ، ووصــل الـقاطـــــــع[/font]
[font=&quot]ولا تقـــارض أحــدا بـمـــــكـــــــــــر ولا خــديــعـتة ، ولا بــغــــــــــــــدر[/font]
[font=&quot]ولا خـيـانـة ، ومـن لك اعـتــــــــــذرْ فاقبـــل لــه العذر ، وسامحْهُ ، وذرْ[/font]
[font=&quot]ثـم ارْض بالكفـاف ، واترك الطمـــع في الـخـلق ، واجمع بين زهد وورع[/font]
[font=&quot]وإن تخاطــبْ جاهـــلا فـــقـل ســـلامْ كـمــا إليـه أرشــد البــر الســـــــــلام[/font]
[font=&quot]ويشيــر في هذا البيت إلى قوله تعالى من سورة الفرقان : " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامــا ." فمن أراد أن يدخل في عباد الرحمــن ، فالمفيدة مرشدة نافعة ، ودليل واضح المعالم ، وقبـلها ، وقبل كل شيء : الالتزام بالكتاب والسنة ، ففيهما مقنع لمن يطلب المبادئ ، ويلتمس القناعات . وتبقى المفيدة إبداعا أدبيا راقيا ، يجمع بين سمو الأخلاق ، ومحمود والشمائل ، وروعة الفن بسلاسة تعابيرها ، وعذوبة ألفاظها . رحم اللــه تلك الأبدان ، وأسكن أرواحهم فـــــي الجنــان !! والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .[/font]
[font=&quot] [/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[FONT=&quot]فضيلة الشيخ الحافظ الحجة العلامة السيد [/FONT]
[FONT=&quot]أبي الفضل عبد الله بن الصديق الغماري [/FONT]
[FONT=&quot]رضي الله عنه [/[/FONT]align[FONT=&quot]][/FONT]
[FONT=&quot][[/FONT]align=justify[FONT=&quot]]وهو الحافظ الحجة حافظ الشريعة الإسلامية شيخ شيوخنا [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ السيد أبو الفضل عبد الله ابن العلاَّمة أبي عبد الله شمس الدين محمد ابن الولي الكبير سيدي محمد الصديق ابن سيدي أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن الغماري الطنجي بن محمد بن عبد المؤمن بن علي ابن الحسن بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبدالله بن عيسى بن سعيد بن مسعود بن الفضيل ابن علي بن عمر بن العربي علال بن موسى ابن أحمد بن داود ابن مولانا إدريس ابن مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن سيدنا الحسن ابن الإمام علي رضي الله عنهم جميعا.[/FONT]
[FONT=&quot]وُلد رحمه الله تعالى في ءاخر يوم من جمادى الآخرة سنة 1328هـ - 1910م بثغر طنجة. [/FONT]
[FONT=&quot]نشأ في رعاية والده رحمه الله فحفظ القرءان الكريم برواية ورش، ثم حفص، ثم شرع في حفظ بعض المتون فحفظ معظم منظومة الخراز المسماة "مورد الظمآن" وجملة كبيرة من الألفيّة، والأربعين نووية، والآجرومية، وقطعة من بلوغ المرام، ومن مختصر الشيخ خليل. [/FONT]
[FONT=&quot]ثم قرأ شرح الأزهري على الآجرومية على أخيه أبي الفيض، وحلّ قبل ذلك عباراتها حلا موجزًا على خاله السيد أحمد بن عبد الحفيظ بن عجيبة. [/FONT]
[FONT=&quot]ثم سافر إلى فاس بأمر والده لطلب العلم في جامعة القرويين فقرأ شرح الألفيّة للمكودي على الشيخ الشريف الحبيب المهاجي، وشرح المكودي أيضًا مع حاشية ابن الحاج على الشيخ محمد ابن الحاج ابن المحشي، وحضر شرح ابن عقيل وحاشية السجاعي على الشيخ محمد الحاج ابن عم المذكور ءانفًا.[/FONT]
[FONT=&quot]وحضر في أوّل شرح الخرشي على مختصر خليل على الشيخ الحبيب المهاجي، وكتاب الجنايات وما إليها على الشيخ أحمد القادري، وباب البيوع وما يتبعه على الشيخ محمد الصنهاجي، وأبوابًا أُخر على الشيخ محمد بن الحاج السابق ذكره والعلاّمة أحمد بن الجيلاني، وقطعة من المختصر شرح الزرقاني على العلاّمة عبد الله الفضيلي، ومن باب الإجارة إلى ءاخر المختصر شرح الشيخ الدردير على عبدالرَّحمن بن القرشي. [/FONT]
[FONT=&quot]وحضر فرائض المختصر شرح الخرشي، وحاشية أحمد بن الخيّاط على الفقيه أبي الشتاء الصنهاجي. [/FONT]
[FONT=&quot]وحضر شرح البخاري للقسطلاني على الشيخ محمد ابن الحاج بجامع مولاي إدريس، وحضر على الشيخ الحسين العراقي بجامع عبد الرَّحمن المليلي، وحضر على العلامة عبد الحيّ الكتّاني حاشية الشنواني على ابن أبي جمرة في جامع القرويين. [/FONT]
[FONT=&quot]وحضر جمع الجوامع شرح المحلي من أوّله إلى كتاب السُّنّة على الشيخ الحسين العراقي، والمقدّمات منه على العلاّمة عبد الله الفضيلي، وقطعة كبيرة منه على الشيخ العباس بناني، كما حضر عليه المقولات العشر، والتوحيد لابن عاشر. [/FONT]
[FONT=&quot]وحضر رسالة الوضع على الشيخ عبد الله الفضيلي، وشرح القويسني على السلم على الشيخ الحبيب المهاجي. [/FONT]
[FONT=&quot]وفي أثناء إقامته في فاس اجتمع بالسيد محمد ابن جعفر الكتّاني، وأجازه السيد مهدي العزوزي الذي يروي عن السيد مرتضى الزبيدي المتوفى سنة 1205هـ بواسطتين. [/FONT]
[FONT=&quot]و رجع إلى طنجة بعد أن كرع وتضلّع وصار مقدّمًا على جميع أقرانه فدرّس بالزاوية الصديقيّة الآجرومية ورسالة القيرواني، وكان يحضر دروس والده في صحيح البخاري، والأشباه والنظائر النحويّة للسيوطي، ومغني اللبيب مع مراجعة شرح الدماميني وحواشي الأمير والدسوقي وعبد الهادي نجا الأبياري وغير ذلك. [/FONT]
[FONT=&quot]وفي أثناء ذلك كتب أوّل مصنفاته وهو شرح موسع على الآجرومية سمّاه شقيقه الحافظ أبو الفيض "تشييد المباني لتوضيح ما حوته المقدمة الآجرومية من الحقائق والمعاني".[/FONT]

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]وفي أواخر شهر شعبان سنة 1349هـ _1930م سافر إلى مصر والتحق بالأزهر المعمور فحضر شرح الملوي على السلم وحاشية الصبّان على الشيخ عبد القادر الزنتاني الطرابلسي، وحضر جمع الجوامع بشرح المحلي من باب القياس إلى ءاخره على العلاّمة محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي، والرسالة السمرقنديّة في ءاداب البحث والمناظرة عليه. [/font]
[font=&quot]وحضر شرح الاسنوي على منهاج الأصول للبيضاوي على الشيخ حامد جاد، وتهذيب السعد بشرح الخبيصي في المنطق على الشيخ محمود إمام عبد الرَّحمن المنصوري الحنفي، وسمع منه الحديث المسلسل بالأولية. [/font]
[font=&quot]ثم اتجه للفقه الشافعي تنفيذًا لأوامر والده فحضر في المنهج للشيخ زكريا على الشيخ محمد عزّت، وقرأ شرح الخطيب على أبي شجاع على الشيخ عبد المجيد الشرقاوي، وحضر دروس الشيخ محمد بخيت المطيعي في التفسير والهداية في الفقه الحنفي، وفي حاشيته على شرح الاسنوي على منهاج الأصول وأجازه إجازة عامة. [/font]
[font=&quot]وحضر على الشيخ محمد السمالوطي في سنن الترمذي وأجازه إجازة عامة كما أجازه جماعة ءاخرون. [/font]
[font=&quot]وفي سنة 1350هـ _ 1931م تقدّم لامتحان العالمية (عالمية الغرباء) والامتحان في اثني عشر فنًّا فنجح وحصل على عالمية الغرباء ثم حصل على عالمية الأزهر. [/font]
[font=&quot]درّس جمع الجوامع بشرح المحلي، وشرح الملوي على السلم، وسلم الوصول إلى علم الأصول لابن أبي حجاب، والجوهر المكنون في البلاغة للأخضري، وشرح المكودي على الألفيّة، وتفسير النسفي، والأحكام للآمدي، والخبيصي على تهذيب السعد في المنطق، وتفسير البيضاوي. [/font]
[font=&quot]شيوخه وهم :[/font]
[font=&quot]1- والده السيد محمد بن الصديق رحمه الله تعالى. [/font]
[font=&quot]2-أخوه الحافظ العلاّمة أبو الفيض أحمد. [/font]
[font=&quot]3-العلاّمة الشيخ محمد بن الحاج السلمي. [/font]
[font=&quot]4-العلاّمة الشيخ القاضي العبّاس بن أبي بكر بناني. [/font]
[font=&quot]5-العلاّمة المحقق السيّد أحمد بن الجيلاني الأمغاري. [/font]
[font=&quot]6-الشيخ فتح الله البناني الرباطي. [/font]
[font=&quot]7-العلاّمة الشيخ الراضي السناني الشهير بالحمش. [/font]
[font=&quot]8-العلاّمة أبو الشتاء بن الحسن الصنهاجي. [/font]
[font=&quot]9-العلاّمة الشيخ محمد الصنهاجي أخو السابق. [/font]
[font=&quot]10-العلاّمة السيد أحمد بن الطيب القادري. [/font]
[font=&quot]11-العلاّمة عبد الله الفضيلي. [/font]
[font=&quot]12-العلاّمة السيد عبد الرَّحمن بن القرشي العلوي. [/font]
[font=&quot]13-الشريف الحبيب المهاجي. [/font]
[font=&quot]14-المحدث عبد الحي الكتاني. [/font]
[font=&quot]15-العلاّمة القاضي الحسين العراقي. [/font]
[font=&quot]16-العلاّمة السيد محمد المكّي بن محمد البطاوري. [/font]
[font=&quot]17-السيد المهدي بن العربي بن الهاشمي الزرهوني. [/font]
[font=&quot]18-الملك إدريس بن محمد المهدي ابن العلاّمة محمد ابن علي السنوسي الشريف الحسني. [/font]
[font=&quot]19-القاضي المسند الكبير عبد الحفيظ بن محمد بن عبد الكبير الفاسي الفهري. [/font]
[font=&quot]20-العلاّمة الأثري الصوفي أبو القاسم بن مسعود الدبّاغ. [/font]
[font=&quot]21-العلاّمة المحدّث السيّد محمد بن إدريس القادري الحسني الفاسي. [/font]
[font=&quot]تونس: [/font]
[font=&quot]1- شيخ جامع الزيتونة الشيخ طاهر بن عاشور التونسي المالكي. [/font]
[font=&quot]مصر: [/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]1- الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي. [/font]
[font=&quot]2- مسند العصر الشيخ أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ابن رافع الحسيني الطهطاوي. [/font]
[font=&quot]3- الشيخ محمد إمام بن برهان الدين إبراهيم الشهير بالسقّا الشافعي. [/font]
[font=&quot]4- الشيخ محمد بن إبراهيم الحميدي السمالوطي المالكي. [/font]
[font=&quot]5- الشيخ محمد بن محمد بن خليفة الأزهري الشافعي. [/font]
[font=&quot]6- الشيخ أحمد بن محمد بن محمد الدلبشاني الموصلي القاهري. [/font]
[font=&quot]7- السيد بهاء الدين أبو النصر بن أبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي. [/font]
[font=&quot]8- الشيخ محمد الخضر بن حسين التونسي. [/font]
[font=&quot]9- أبو الوفاء خليل بن بدر بن مصطفى الخالدي الحنفي. [/font]
[font=&quot]10- العلاّمة الشيخ محمد دويدار الكفراوي التلاوي الشافعي. [/font]
[font=&quot]11- الشيخ طه بن يوسف الشعبيني الشافعي. [/font]
[font=&quot]12- الشيخ عبد المجيد بن إبراهيم بن محمد اللبّان. [/font]
[font=&quot]13- عبد الواسع بن يحيى الصنعاني اليمني. [/font]
[font=&quot]14- الأستاذ عويض بن نصر الخزاعي المكّي. [/font]
[font=&quot]15- الشيخ محسن بن ناصر باحربه اليمني الحضرمي الشافعي. [/font]
[font=&quot]16- الشيخ عبد الغني طموم الحنفي. [/font]
[font=&quot]17- الشيخ محمد بن إبراهيم الببلاوي المالكي. [/font]
[font=&quot]18- الشيخ محمد بن عبد اللطيف خضير الدمياطي الشافعي. [/font]
[font=&quot]19- محمد بن محمد زبارة الصنعاني الحسني. [/font]
[font=&quot]20- الشيخ محمود بن عبد الرَّحمن المنصوري الحنفي الأزهري. [/font]
[font=&quot]21- الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري. [/font]
[font=&quot]22- الشيخ محمد بن حسنين بن محمد مخلوف العدوي المالكي. [/font]
[font=&quot]23- الشيخ عبد المجيد الشرقاوي. [/font]
[font=&quot]24- الشيخ محمد عزت. [/font]
[font=&quot]الحجاز: [/font]
[font=&quot]1- الشيخ المحدث عمر حمدان المحرسي. [/font]
[font=&quot]2- الشيخ المحدث عبد القادر بن توفيق الشلبي الطرابلسي. [/font]
[font=&quot]3- الشيخ المعمّر محمد المرزوقي بن عبد الرَّحمن أبو الحسين المكّي الحنفي. [/font]
[font=&quot]4- الشيخ صالح بن الفضل التونسي ثم المدني الحنفي. [/font]
[font=&quot]5- العلاّمة عبد الباقي بن ملاّ علي بن ملاّ محمد معين اللكنوي الأنصاري المدني الحنفي. [/font]
[font=&quot]الشام: [/font]
[font=&quot]1- الشيخ محمد سعيد بن أحمد الفرا الدمشقي الحنفي. [/font]
[font=&quot]2- العلاّمة الورع بدر الدين بن يوسف الحسني الدمشقي الشافعي شيخ دار الحديث بدمشق. [/font]
[font=&quot]3- الأستاذ الشيخ عبد الجليل بن سليم الذرا الدمشقي. [/font]
[font=&quot]4- الشيخ محمد راغب بن محمود الطبّاخ الحلبي الحنفي. [/font]
[font=&quot]5- الشيخ يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الشافعي البيروتي. [/font]
[font=&quot]6- الشيخ عطاء بن إبراهيم بن ياسين الكسم الدمشقي الحنفي. [/font]
[font=&quot]شيوخه من النساء: [/font]
[font=&quot]1- أم البنين ءامنة بنت عبد الجليل بن سليم الذرا الدمشقيّة. [/font]
[font=&quot]=====[/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]مؤلفاته[/font]
[font=&quot]ألّف العديد من المصنّفات نذكر منها: [/font]
[font=&quot]1- الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي - ط. [/font]
[font=&quot]2- تخريج أحاديث لمع أبي إسحاق الشيرازي في الأصول -ط. [/font]
[font=&quot]3- عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام في ءاخر الزمان - ط. [/font]
[font=&quot]4- الردّ المحكم المتين على كتاب القول المبين - ط. [/font]
[font=&quot]5- إتحاف الأذكياء بجواز التوسّل بسيد الأنبياء - ط. [/font]
[font=&quot]6- الأربعون حديثًا الغمارية في شكر النعم - ط. [/font]
[font=&quot]7- الأربعون حديثًا الصديقيّة في مسائل اجتماعية - ط. [/font]
[font=&quot]8- الاستقصاء لأدلّة تحريم الاستمناء - ط. [/font]
[font=&quot]9- سمير الصالحين في 3 أجزاء - ط. [/font]
[font=&quot]10- حسن البيان في ليلة النصف من شعبان - ط. [/font]
[font=&quot]11- فضائل القرءان - ط. [/font]
[font=&quot]12- تشييد المباني لما حوته الآجرومية من المعاني - خ. [/font]
[font=&quot]13-فضائل رمضان وزكاة الفطر - ط. [/font]
[font=&quot]14- مصباح الزجاجة في صلاة الحاجة - ط. [/font]
[font=&quot]15- قصص الأنبياء - طبع منه قصّة ءادم وإدريس وداود وسليمان. [/font]
[font=&quot]16- قرّة العين بأدلّة إرسال النبيّ إلى الثقلين - ط. [/font]
[font=&quot]17- جواهر البيان في تناسب سور القرءان - ط. [/font]
[font=&quot]18- نهاية الآمال في شرح وتصحيح حديث عرض الأعمال - ط. [/font]
[font=&quot]19- الحجج البيّنات في إثبات الكرامات - ط. [/font]
[font=&quot]20- واضح البرهان على تحريم الخمر في القرءان - ط. [/font]
[font=&quot]21- دلالة القرءان المبين على أن النبيّ أفضل العالمين - ط. [/font]
[font=&quot]22- النفحة الإلهية في الصلاة على خير البريّة - ط. [/font]
[font=&quot]23- شرح الإرشاد في فقه المالكية - ط. [/font]
[font=&quot]24- إعلام النبيل بجواز التقبيل - ط. [/font]
[font=&quot]25- الفتح المبين بشرح الكنز الثمين - ط. [/font]
[font=&quot]26- القول المسموع في بيان الهجر المشروع - ط. [/font]
[font=&quot]27- الصبح السافر في تحرير صلاة المسافر - ط. [/font]
[font=&quot]28- الرأي القويم في وجوب إتمام المسافر خلف المقيم - ط. [/font]
[font=&quot]29- خواطر دينيّة - في ثلاث مجلدات - طُبع الأول فقط. [/font]
[font=&quot]30- تفسير القرءان الكريم - لم يتم. [/font]
[font=&quot]31- إتقان الصنعة في بيان معنى البدعة - ط. [/font]
[font=&quot]32- توضيح البيان لوصول ثواب القرءان - ط. [/font]
[font=&quot]33- التحقيق الباهر في معنى الإيمان بالله واليوم الآخر - ط. [/font]
[font=&quot]34- تنوير البصيرة ببيان علامات الساعة الكبيرة - ط. [/font]
[font=&quot]35- الغرائب والوحدان في الحديث الشريف - ط. [/font]
[font=&quot]36- التنصل والانفصال من فضيحة الإشكال - ط. [/font]
[font=&quot]37- كيف تشكر النعمة - ط. [/font]
[font=&quot]38- كيف تكون محدّثًا - خ. [/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]39- الإعلام بأن التصوُّف من شريعة الإسلام - ط. [/font]
[font=&quot]40- ذوق الحلاوة بامتناع نسخ التلاوة - ط. [/font]
[font=&quot]41- حسن التفهُّم والدرك لمسألة الترك - ط. [/font]
[font=&quot]42- الأدلة الراجحة على فرضية قراءة الفاتحة - ط. [/font]
[font=&quot]43- أجوبة هامة في الطب - ط. [/font]
[font=&quot]44- إزالة الالتباس عمّا أخطأ فيه كثير من الناس - ط. [/font]
[font=&quot]45- إتحاف النبلاء بفضل الشهادة وأنواع الشهداء - ط. [/font]
[font=&quot]46- المهدي المنتظر - ط. [/font]
[font=&quot]47- الإحسان في تعقيب الإتقان في علوم القرءان - ط. [/font]
[font=&quot]48- تمام المنة ببيان الخصال الموجبة للجنّة - ط. [/font]
[font=&quot]49- كمال الإيمان في التداوي بالقرءان - ط. [/font]
[font=&quot]50- استمداد العون في بيان كفر فرعون - ط. [/font]
[font=&quot]51- تنبيه الأواه إلى فوائد الصلاة. [/font]
[font=&quot]52- أولياء وكرامات. [/font]
[font=&quot]53- توجيه العناية بتعريف الحديث رواية ودراية - ط. [/font]
[font=&quot]54- غنية الماجد بحجية خبر الواحد -ط. [/font]
[font=&quot]55- سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق، ترجمة ذاتية - طُبع. [/font]
[font=&quot]56- مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر وهو الكتاب الذي بين أيدينا. [/font]
[font=&quot]57- القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع -ط. [/font]
[font=&quot]58- جزء فيه الرد على الألباني وبيان بعض تدليسه وخيانته، وقد طُبع حديثًا باسم "إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي في الرد على الألباني الوبي". [/font]
[font=&quot]59- إرشاد الجاهل الغوي إلى وجوب اعتقاد أن ءادم نبي - ط. [/font]
[font=&quot]وله تحقيقات على عدة كتب أخرى منها: المقاصد الحسنة للسخاوي، وتنزيه الشريعة لابن عراق، والبحر الزخّار في مذاهب علماء الأمصار، والإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي، وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ، وقام بإخراج عشرات الأجزاء الحديثيّة والكتب من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات. [/font]
[font=&quot]وفاته :[/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله سنة 1413هـ - 1993م بطنجة ودفن فيها قرب والده.[/font]
[font=&quot]سيدي حمزة القادري البودشيشي محيي علوم التصوف وناشر قيم الاسلم في العالم[/font]
[font=&quot]ازداد الشيخ سيدي حمزة بن العباس بن المختار القادري بودشيش سنة 1341 هـ / 1922م بقرية مداغ من إقليم بركان شرق المغرب الأقصى حيث مقر زاوية سلفه الشرفاء القادريين البودشيشيين. [/font]
[font=&quot]أتقن سيدي حمزة حفظ كتاب الله وأنهى دراسته بالسلك الأول من التكوين العلمي، و لم يتجاوز عمره 14 سنة. ثم أخذ في تلقي العلوم الشرعية بزاوية سلفه، قبل أن يشد الرحال إلى مدينة وجدة لاستكمال التكوين، فانتظم في المعهد الإسلامي، التابع يومئذ لنظام جامعة القرويين. [/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[font=&quot]وفي سنة 1940 عاد سيدي حمزة إلى الزاوية لمزيد النهل من علوم اللغة العربية و الشريعة الإسلامية تحت إشراف وتوجيه العلامة المحقق سيدي محمد الكبداني. [/font]
[font=&quot]ويشاء القادر الحكيم سبحانه أن يشرع كل من سيدي حمزة و والده، حوالي سنة 1944، في سلوك طريق السير إلى الله بكل حزم وعزم. على يد "وليهما المرشد " الشيخ سيدي أبي مدين بن المنور القادري البودشيشي. [/font]
[font=&quot]وكان الشيخ أبو مدين في حياته يوصي والد سيدي حمزة به خيرا ويصرح بتقدمه في درجات المعرفة وحقائق اليقين. ثم شاء الله أن يستخلف الشيخ أبو مدين سيدي العباس بن المختار على القيام بمهمة الإرشاد في هذه الطريقة الصوفية القادرية. وقبيل انتقل هذا المرشد إلى جوار ربه، ترك وصيته التي أشهد عليها كبار الطريقة إلى سيدي حمزةالذي كان مؤهلا كامل التأهيل ليكون نعم الخلف لخير السلف في الدلالة على طريق الله، وتحبيب الله إلى العباد، وتحبيب العباد إلى الله. [/font]
[font=&quot]تقلد الشيخ سيدي حمزة منذ سنة 1972 مهمة الإرشاد في الطريقة القادريةالبودشيشية، فجدد أذكارها ونظم سيرها مما زاد في إحيائها وتنشيطها، فتوسعت دائرتها، وكثر معتنقوها في العديد من الأمكنة المغربية. ثم ازدادت إشعاعا خارج القطرالمغربي. ويلاحظ أنها أصبحت في وقته مقصودة من قبل صنف الشباب خاصة والمتعطشين إلىالمعرفة عامة، وأنها أضحت تستقبل ثلة من المتخصصين في شتى مناحي العلوم الإسلامية و الإنسانية و التجريبية الدقيقة، ومن المثقفين على اختلاف مشاربهم ولغاتهم[/font]

 

[ابن عامر الشامي]

[FONT=&quot]العارف بالله المجاهد عبدالسلام ياسين[/FONT]
[FONT=&quot][[/FONT]align=center[FONT=&quot]]المسار الحركي للأستاذ المرشد عبد السلام ياسين [/FONT]


[FONT=&quot]نشرت جريدة التجديد في حلقات حوارا مع الدكتور عبد العلي مجذوب يحكي فيه تفاصيل المسار الدعوي للأستاذ المرشد عبد السلام ياسين، نعيد نشره لأهميته. وفيما يلي نص الحوار كاملا.[/FONT]

[FONT=&quot]الجزء الأول[/FONT]
[FONT=&quot]س : الأستاذ عبد العلي مجذوب هل يمكن أن تحدثنا عن البدايات الأولى للأستاذ عبد السلام ياسين ؟[/FONT]
[FONT=&quot]ج : ولد الأستاذ عبد السلام ياسين بمراكش سنة 1347هـ(1928م)، من أب بربري ينتسب إلى أسرة عريقة من الأشراف الأدارسة تُدعى "آيت بهي"، أصلهم من سوس من منطقة تُسمى" أولوز. وممن اشتهروا من العائلة "عبد الله ولد بهي"، الذي يُروى أنه كانت له الرياسة على اثنتي عشرة قبيلة، وقد قتل في عهد السلطان العلوي محمد بن عبد الرحمن بتهمة السعي لتأسيس دولة في الجنوب. وقد عاشت هذه هذه العائلة، بعد مقتل ولد بهي، تحت وطأة القمع والتضييق والملاحقات. وكان والد الأستاذ ياسين، واسمه محمد بن عبد السلام، معدودا في فرسان قبيلته "آيت زلطن"، فبلغه ذات يوم أن القائد يريد به شرا فغادر بلدته "حاحة"، وبعد زمان استقر بمراكش عاملا بسيطا ببلدية المدينة، وتزوج على كبر بإحدى بنات عمومته، فرزقا ابنهما الوحيد عبد السلام. وقد عرف ياسين الطفل خطواته التعليمية الأولى في مدرسة بحي الرميلة كان أسسها العلامة محمد المختار السوسي، رحمه الله، وكان فيها أساتذة يمتازون بروح وطنية عالية وغيرة على اللغة العربية والعلوم الشرعية، (ذكر أسماء بعضهم السيد علي سقراط، وهو ممن صاحبوا عبد السلام ياسين منذ الصغر، في مذكرات غير منشورة كتبها عن سيرة الأستاذ ياسين). ولا يزال الأستاذ ياسين يذكر فضل هؤلاء الأساتذة عليه، ويذكر أنهم كانوا من أوقد فيه حب العربية والإسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد امتاز الطفل عبد السلام في هذه المرحلة بنبوغ كبير، حسب ما يحكي علي سقراط، وكان سريع الحفظ والاستيعاب؛ فقد حفظ القرآن الكريم وأتقن أصول اللغة العربية وكان يقرض الشعر وهو ابن الثانية عشرة. وقد كان لي لقاء مع العلامة اللغوي أحمد الشرقاوي إقبال، رحمه الله، وكان صديقا للأستاذ عبد السلام ياسين، فقال لي : كان عبد السلام ياسين ناثرا أكثر منه شاعرا، فقد كنت أشْعُره أي أغلبه في الشعر، قالها وهو يضحك، وقد كانت بين الرجلين في أيام الشباب مراسلات وإخوانيات بالاصطلاح الأدبي.[/FONT]
[FONT=&quot]س : وهل استمر على نفس الوتيرة في تعليمه الثانوي ؟ أم أن هذه المرحلة عرفت جديدا في حياته ؟[/FONT]
[FONT=&quot]ج : ما ميز هذه المرحلة هو نبوغه في التحصيل الدراسي، فقد التحق بمعهد ابن يوسف، وكانت العادة أن يمتحن التلاميذ قبل الدخول لتحديد مستوياتهم، واستطاع عبد السلام ياسين، بعد هذا الامتحان، أن يربح ثلاث سنوات ويلتحق مباشرة بالمرحلة الثانوية. وفي سنة (1947)، وبعد حوالي أربع سنوات في المعهد الديني، التحق الشاب عبد السلام، وعمره تسع عشرة سنة، بمدرسة تكوين المعلمين بالرباط، وتخرّج منها، بعد سنة، محتلا المرتبة الثالثة. وكان الطالب عبد السلام قبلها صاحب المرتبة الأولى في قسمه، إلا أنه في السنة التي قضاها بقسم التكوين كان منصرفا إلى تعلم اللغات مما أحدث تغييرا في هذه القاعدة . وفي هذه السنة توفي أبوه، رحمه الله، فانتقل الشاب ياسين مع والدته إلى مدينة الجديدة حيث عُين معلما بالابتدائي. وقد توفيت والدته، رحمها الله، في بيت وحيدها الأستاذ ياسين بسلا سنة 1987.[/FONT]