موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- معطيات الحضارة المغربية ج 1ص: 147. تنسب هذه الطائفة لسيدي احمد بن يوسف[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الملياني وتسمى أيضا بشراقة.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فزاوية مولاي أبي الشتاء كانت بعد وفاته ملجأ للثوار التجأ إليها غير ما مرة ثائر أو مجاهد ذكر التاريخ لنا أشهرهم وهو الشيخ المأمون ابن أحمد المنصور الذهبي السعدي وولي عهده الذي ثار على والده " وفر إلى زاوية الشيخ الصالح أبي الشتاء من بلاد فشتالة قرب نهر ورغة… فتلاحق به من جيش رماته اليكشارية ومتفرقة الفتن وطلائع الشؤم والمحن جمع عظيم، وعدد من كثرته لا يريم فبادرت حينئذ بتجهيز جوذر باشا من غير اغفال في 500 صبائحية ومعه القائد مؤمن بن ملوك في 500 فارس ثم أردفناه ببعوث أخرى تأججت عليه وتناثلت عليه تناهز الألف ورماة بابا زيدان حفظه الله فأحذقت به كل جهة وملكوا عليه الفجاج والثنايا…" (1).[/font]
[font=&quot]في هذه الفتنة دمر أحمد المنصور جزء من زاوية الشيخ أبي الشتاء وهو الجزء الذي كان ابنه محتمليا به كما أحرق زروع الزاوية وأشجارها والتي كانت كبيرة العدد والمساحة بل من أكبر أراضي الأحباس بالمغرب في ذلك الوقت(2).[/font]
[font=&quot]ويظهر لي أن هذه المعركة هي التي تفسر لنا كثرة القبور حول زاوية مولاي أبي الشتاء وانتشارها هنا وهناك بشكل مبعثر وكثير. كما التجأ إلى زاوية الشيخ أبي الشتاء كذلك من الثوار الأمير زيدان(3 ) بن أحمد المنصور… وقد أصلح أحمد المنصور زاوية الشيخ أبي الشتاء بعد انقضاء الفتنة وجدد بناء الضريح.[/font]
[font=&quot]كما أن هذا الملجأ كان في بعض الأحيان موقرا وحرما آمنا لمن دخله من الثوار، كما وقع ذلك وبعض قرنين من الزمان بعد ثورة المامون، وذلك على عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي حيث ثارت قبيلة اشراكة بناحية فاس فغزاهم السلطان سنة إحدى ومائتين وألف للهجرة ونهبهم وشردهم فلجأوا إلى ضريح الشيخ أبي الشتاء بفشتالة فعفى عنهم(4).[/font]
[font=&quot]1- الاستقصا لأخبار دول الأقصى ج 5 ص: 177. فاس وباديتها ج 1 ص: 149.[/font]
[font=&quot]2- فاس وباديتها ج 2 ص: 44.[/font]
[font=&quot]3- فاس وباديتها ج 2 ص: 440.[/font]
[font=&quot]4- الاستقصا بأخبار دول المغرب الأقصى ج 7ص:[/font]
[font=&quot]ولا تزال الآن بالزاوية ثلة بها مقبرة تدعى مقابر الشراقة لعلهم كانوا نازلين بها . وعلى عهد الاستعمار الفرنسي وفي أول عهده سنة 1910م التجأ إلى زاوية الشيخ أبي الشتاء وحمل درويش ويدخل الكيف وادعى أنه ابن السلطان مولاي الحسن الأول، وأبان عن كرهه للاستعمار، فبايعه الشرفاء الصافيون والقبائل الجبلية المجاورة على الجهاد، ومقاومة الاستعمار وجمعوا العدة وهجموا على الثكنة العسكرية التي كانت بقرية أبا محمد. وقتلوا من بها من فرنسيين وطردوا الباقي إلى ما وراء نهر سبو واستطاعوا أن يطهروا المنطقة المحيطة بسبو من الفرنسيين لفترة قصيرة، إلى أن جاءت القوات الفرنسية بقوة وعتاد مهول وقامت الحرب من يونيو إلى غشت لسنة 1912 وكان الفرنسيون بقيادة الجنرال كورد والكولونيل لوببن ونهبوا المدفع قبال الزاوية بالتلة المسماة الآن بعين تامزيمت وأبان الشرفاء الصافيون عن شجاعة وبسالة لا مثيل لها وكانوابقيادة ذلك الثائر والمسمى عندهم بمولاي محمد بن مولاي الحسن والملقب بوحمارة وكان حامل اللواء الحربي الشريف مولاي احمد بن عبد الوهاب الخضري الصافي وكان صغير السن، فبعد أن أحرق الفرنسيون المداشر المجاورة للزاوية، وحطموا ضريح الولي المجاهد أبو عبد الله سيدي محمد العياشي كما حطموا جزءا من ضريح الشيخ أبي الشتاء وفر الثائر إلى الشمال، وفر معه بعض من رفاقه ومنهم من كان من الصافيين والتجأ الشرفاء الصافيون إلى أصحابهم العلويين والياصولتيين ببني زروال والتي لم يكن قد دخلها الاستعمار بعد، ودارت هذه الأحداث على عهد النقيب الشريف سيدي ادريس بن ادريس القاسمي الصافي. وأعطي الأمان للشرفاء الصافيين فعادوا إلى زاويتهم وأعادوا ترميمها وإصلاحها في ربيع الأول سنة 1031هـ الموافق 13 فبراير 1913م كما كان للصافيين دور فعال ومشاركة مهمة في معركة البيبان والتي دارت على تلة البيبان قرب ورغة بين الفرنسيين والجبليين والتي كان الانتصار فيها لهؤلاء الأخيرين، ولا زالت النساء من الشرفاء الصافيين تتغنى بهذه المعركة وتشيد ببطولات آبائهن فيها وتذكر هول المعرك وفداحة خسائر العدو.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم إن التصوف المغربي اشتهر أيضا وتميز باهتمامه بالشرفاء من آل البيت النبوي الطاهر، بل عليه كان اعتماده في أغلب الأحيان، لذا كان أغلب شيوخه وأهم زواياه وطرقه تنتسب إلى الرسول(ص) فالزاوية الدرقاوية والزاوية البقالية والزاوية الوزانية والحراقية… وكذلك نموذج زاوية أبي الشتاء والتي كان شيخها ينتسب إلى الأشراف الأدارسة من أحفاد الإمام محمد بن ادريس الثاني صاحب فاس من ذرية الرسول(ص)، وقد اعتنى الصافيون أحفاد أبي الشتاء من ابنته ونسبهم الشريف واحتفظوا بهذا الانتساب طوال أجيال عديدة حتى عرفهم الناس بانتسابهم إلى النبي وأثبتوه له، إلا من بعض الحسدة وضعاف العقول الذين يرون في الانتساب إلى الرسول تأخر وشعوذة وشيء باطل والطعن في الأنساب من سلاح هؤلاء، وما أوهنه من سلاح والمعلوم والجاري به العمل أن المثبت مقدم على النافي شرعا وعادة. والصافيون بالمغرب أو بالجزائر حافظون لنسبهم ومثبتون له ومشهورون به تحترمهم لذلك الخاصة والعامة، ثم إن القاعدة الفقهية تقول أن النسب يستحق بما يستحق به الأملاك من الحيازة فمن كان أجداده متمسكين بنسب حائزين له ومشهورين به يجب الثبات عليه أحب أم كره ويكفي أهل هذه الزاوية افتخارا ما اشتهر عنهم وعن أسلافهم من الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله.[/font]
[font=&quot]فمنذ تأسيس الدولة العلوية الشريفة والشرفاء الصافيون مجندون في خدمة هذه الدولة والجهاد في سبيل نصرتها كما كانت زاويتهم مركزا مهما لمقاومة كل من يحاول خدش كرامة هذه الدولة أو يحاول المس بسلامتها وهكذا وقف الصافيون وقفة شهد لهم بها التاريخ على عهد المولى الرشيد وذلك لما كان هذا السلطان يحاول القضاء على نفوذ الزاوية الدلائية وثورة المتطوعين عندها اجتمع الشرفاء الصافيون وجمعوا العدة والمتطوعين من القبائل التي كانت خاضعة لنفوذ زاويتهم ووقفوا إلى جانب السلطان المولى الرشيد إلى أن كان النصر حليفه(1078هـ - 1668م – 1979م).[/font]
[font=&quot]فموقفهم ضد الاستعمار الفرنسي كان واضحا منذ أول القرن من دخوله ولا يطغى ما قاساه الشرفاء الصافيون من الذل والهوان والعذاب في سبيل الحفاظ على وطنيتهم وبيعتهم لأصحاب هذا العرش المجيد. وكانت أحلك هذه الفترات تلك التي كانت بعد قيام الحركة الوطنية وزاوية الشرفاء الصافيين تتزعم هذه الحركة بقبيلة فشتالة- وكان نقيب الشرفاء وقتئذ الشريف سيدي أبو الشتاء بن الحاج أحمد العلوي الصافي.[/font]
[font=&quot]أصدرت أيام الجمعة في سنة 1944 م. بينما الشرفاء يتأهبون للدخول إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، إذ هم يفاجئون بالاستعمار الفرنسي في شخص قائده محمد بن العربي الخروبي الفشتالي وأعوانه من كلاب الاستعمار والخونة فمنعوا الشرفاء من أداء الصلاة بالعنف ووضعوا القيود في أعناقهم واحدا بعد آخر وأخذوهم إلى قلعة سلاس حيث كانت المحكمة الفرنسية والسجن هناك طبقت عليهم جميع أنواع العذاب من ضرب وتجويع وكي بالنار ونقل الحجارة حوكموا بستة أشهر سجنا مع الأعمال الشاقة.[/font]
[font=&quot]وكان ممن سجن من الشرفاء الصافيين الشريف سيدي أبي الشتاء الفقيه بن مولاي احمد عبد الوهاب والشريف سيدي الخمار بن عبد الوهاب والشريف سيدي الهاشمي بن سيدي ابن الشتاء فراجي والشريف السيد عبد بن عبد ومولاي احمد الطاهر والسي عبد السلام بن السي الخمار بن الشيخ والسي الخمار بن عبد السلام وكان من الشرفاء من نفي أو استطاع الفرار وكتبت له الوفاة خارج بلاده ومنهم الشريف السي محمد بن الحاج الوافي الذي توفي بقبيلة ابني حسن ودفن هناك وابنه الشريف سيدي مولاي احمد الذي توفي مسموما من طرف أحد أعوان الاستعمار وتوفي بالرباط ودفن بمقبرة الشهداء والشريف السي عبد الوهاب بن حمان وولده السي محمد عبد الوهاب الذي توفي بفاس ودفن بمقبرة باب الفتوح، والشريف مولاي احمد بن الطاهر ومولاي علي بن محمد بن الحاج وغيرهم كثير ممن نفي من الشرفاء في سبيل نصرة العرش العلوي المجيد.[/font]
[font=&quot]وقد جاء القائد[/font]
[font=&quot]طريقة الشيخ مولاي أبي الشتاء الخمار: [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]تعتبر طريقة الشيخ أبي الشتاء الخمار جزولية شاذلية تلقاها عن الغزواني بالعهد والصحبة في مراكش وقيل بقبيلتهما الشاوية(1).[/font]
[font=&quot]وكان الشيخ أبو الشتاء قد حصل على علم الظاهر وحصل له الجذب وأراد الحصول على العلم الباطني فكان لزاما عليه أن يصحب شيخا عارفا بالمسالك الموصلة إلى الله وكان ذلك شرطا على كل مريد سالك، حتى قيل " من لم يكن له شيخ فالشيطان شيخه" (2). وقال أبو علي الثقفي " لو أن رجلا جمع العلوم كلها وصاحب طوائف الناس لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ أو إمام أو مؤدب ناصح" (3).[/font]
[font=&quot]وجاء في النظم:[/font]
[font=&quot]يصحب شيخا عارفا بالمسالك يقيه في طريقه المهالــك[/font]
[font=&quot] يــذكــــره الله إذا رآه ويوصل العبد إلى مولاه(4)[/font]
[font=&quot]وكان شيخ التربية وقطب الصوفية على ذلك العهد الشيخ أبو محمد عبد الله الغزواني فاتصل به الشيخ أبو الشتاء وأخذ عنه سند طريقة الجازولية" فعينه ومكنه" (5) وأدرك أبا الشتاء الجذب فهام علىوجهه إلى أن استقر بفاس".[/font]
[font=&quot]وقد ذكر المؤرخون " أن صحبة أبي الشتاء للغزواني لم تطل" (6). مع إثباتهم اتصاله به[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ج 8 ص: 192.[/font]
[font=&quot]2- مختصر الدر الثمين والمورد المعين على منظومة المرشد المعين ص: 272.[/font]
[font=&quot]3- نفس المرجع السابق ونفس الصفحة.[/font]
[font=&quot]4- نفس المرجع السابق ونفس الصفحة.[/font]
[font=&quot]5- مرآة المحاسن بأخبار الشيخ أبي المحاسن ص:[/font]
[font=&quot]6- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس لمن أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس. ج 1ص: 145. ممتع[/font]
[font=&quot]الأسماع لأخبار الجزولي والأتباع وما لهما من الأتباع ص: 73.[/font]
[font=&quot]وأخذه عنه وذلك " أن الشيخ أبا الشتاء سئل مرة عن شيخه فقال عندي الغزواني" (1).[/font]
[font=&quot]وإذا ما درسنا مراحل تلقي الشيخ أبي الشتاء للطريقة نجد أنه بدأ مجذوبا ثم سالكا مع الجذب ثم غلب عليه حال الجذب حتى قيل أنه كان " ساقط التكليف" " ومن كبار أهل الأحوال الربانية والجذب ودوام الغيبة" (2) . والجذب مكرمة من الله لنخبه من كبار أوليائه يخصهم بها ويميزهم بها عن غيرهم من أوليائه الذين تقربوا غليه بالسلوك أي بالتدريب والتهذيب. وقد قال في ذلك أبو العباس المرسي مسن شيوخ الشاذلية: الناس على قسمين: قوم وصلوا بكرامة الله إلى طاعة الله . وقوم وصلوا بطاعة الله إلى كرامة الله. فالحال الأول حال المجاذيب. والحال الثاني حال السالكين.(3).[/font]
[font=&quot]والشيخ أبو الشتاء تقدم لديه الجذب على السلوك ثم غلبت عليه حال الجذب حتى أصبح من كبار أهل أحوال الربانية والجذب، وهذه أسمى مراتب التصوف إذ فضل السلوك بعد الجذب كما قال صاحب بداية الخوارق وصاحب بداية السلوك في قوله:[/font]
[font=&quot]وأفصل الرجال دون ريب من سلك الطريق بعد الجذب(4)[/font]
[font=&quot]وكان الشيخ أبو الشتاء يفهم في العلوم كلها من ظاهر وباطن وحصوله على علم الباطن يدل على إحاطته بعلم الظاهر لأنه لا يتأتى لأحد علم الباطن دون أن يعرف علم الظاهر وذلك ما قاله الإمام مالك عندما سئل عن علم الباطن فقال: " علم الباطن لا يعرف إلا من عرف علم الظاهر وعمل به" (5).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]1- ممتع الأسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع ص: 73.[/font]
[font=&quot]2- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس لمن أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس. ج 1ص: 145.[/font]
[font=&quot]3- النسق الالي والنفس العالي شرح ونصيحة أبي العباس الهلالي ص: 30.[/font]
[font=&quot]4- نفس المرجع ص: 30.[/font]
[font=&quot]5- تحرير المناط والمسالك في أن التصوف بالمعنى المصطلح عليه الآن كان زمن الإمام مالك ص: 29[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]سند الشيخ أبي الشتاء في الطريقة الجزولية الشاذلية:[/font]
[font=&quot]إن سند الشيخ أبي الشتاء في هذه الطريقة يعتبر من أصح الأسانيد وأثبتها للالتقائه بشيخها أبي محمد الغزواني، وأخذه عنه مباشرة. وقد جاء السند بعدة طرق أهمها هذه: " الشيخ محمد بن موسى الهلالي الشهير بالشتواني شيخه ومولاه ووسيلته إلى الله القطب الجامع البحرين بحر السلوك وبحر الجذب الرباني سيدي عبد الله الغزواني عن شيخه ومولاه ووسيلته إلى الله عبد العزيز التباع عن سيدي محمد الجزولي عن سيدي عبد الله أمغار عن أبي عثمان الصرتاني عن عبد الرحمان الرجراجي عن أبي الفضل الهندي عن عنوس البدوي عن الإمام القرافي عن المغربي عن أبي الحسن الشاذلي عن مولاي عبد السلام بن بشيش عن عبد الرحمان المدني عن الشامي عن الشبلي عن الجنيد عن عبد الله القطان عن أبي الوفاء عن حبيب العجمي عن أبي الحسن البصري عن الحسن السبط عن الإمام علي عن الرسول صلى الله عليه وسلم(1).[/font]
[font=&quot]وقد نقل المؤلف لفي بروفنصال سند الشيخ أبي الشتاء في الطريقة الجزولية عن مخطوطة في زاوية فشتالة، وقال بأن هذه السلسلة كانت منقوشة على رخامة بالزاوية، وتحطمت عند ضرب المدفع لضريح الشيخ أبي الشتاء، وهذه السلسلة كالأولى إلا أنها عند عبد الرحمان المدني تجعل شيخه ثقيل الفكر عن الشيخ فخر الدين عن نور الدين عن تاج الدين عن شمس الدين عن زين الدين الاترويني عن ابراهيم البصري عن أبو القاسم المرواني عن سعيد عن سعد عن فتح السعود عن جابر عن الحسن عن علي كرم الله عن الرسول(صلعم)(2).[/font]
[font=&quot]وقد زاد بروفنصال بأن هذا السند يتفق تماما وسند الطريقة الوزانية الطيبة وشيخها سيدي عبد الله بن ابراهيم الوزاني ( ت سنة 1296هـ- 1879م).[/font]
[font=&quot]1- مخطوطة بخزانة الزاوية. انظر الملحق.[/font]
[font=&quot]2- الأرشيف البربري الجزء الثاني ص: 257.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكذلك ذكر الكتاني والحضيكي والشيخ العربي الفاسي والمهدي الفاسي والافراني وصاحب التحفة… أن الشيخ أبا الشتاء قد اتصل بالغزواني وأخذ عنه وذكروا سنده إلى التباع تلميذ الجازولي.[/font]
[font=&quot]كما أخذ الشيخ أبي الشتاء الطريقة الزروقية عن سيدي علال الحاج البقال الحسني إلا أن اعتماده كان على الغزواني. وفي رواية الشرفاء البقاليين لسند طريقتهم ذكروا أخذ الشيخ أبي الشتاء عن سيدي علال الحاج، وقد ذكر العلامة أبو عبد الله محمد بن العباس بنيس هذا السند فقال:" أما الطريقة البقالية المعروفة لساداتنا أولاد البقال وهي الاستغفار… (إلخ) (أورادها )" فقال:" فقد أخذت هذه الأوراد تلقينا وإجازة عن سيدي عثمان القادري عن سيدي عبد السلام الحاج البقال عن والده عن سيدي الحاج المفضل عن والده عن جده عن سيدي أبي الشتاء عن سيدي علي الحاج البقال الحسني دفين الحرائق عن الهبطي عن الغزواني عن التباع إلى الخ أشياخه(1). وهذا السند صحيح إلا أنه لم يكن سند طريقة سيدي علال الحاج، التي لم تكن جزولية، وإنما كانت زروقية، أخذها سيديعلال الحاج عن الإمام أبو عبد الله محمد الخروبي السفاقسي الجزائري الذي كان شيخ الطريقة الزروقية على ذلك العهد(2).[/font]
[font=&quot]- طريقة الشيخ مولاي أبي الشتاء الخمار: [/font]
[font=&quot]تعتبر طريقة الشيخ أبي الشتاء الخمار جزولية شاذلية تلقاها عن الغزواني بالعهد والصحبة في مراكش وقيل بقبيلتهما الشاوية(1).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان الشيخ أبو الشتاء قد حصل على علم الظاهر وحصل له الجذب وأراد الحصول على العلم الباطني فكان لزاما عليه أن يصحب شيخا عارفا بالمسالك الموصلة إلى الله وكان ذلك شرطا على كل مريد سالك، حتى قيل " من لم يكن له شيخ فالشيطان شيخه" (2). وقال أبو علي الثقفي " لو أن رجلا جمع العلوم كلها وصاحب طوائف الناس لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ أو إمام أو مؤدب ناصح" (3).[/font]
[font=&quot]وجاء في النظم:[/font]
[font=&quot]يصحب شيخا عارفا بالمسالك يقيه في طريقه المهالــك[/font]
[font=&quot] يــذكــــره الله إذا رآه ويوصل العبد إلى مولاه(4)[/font]
[font=&quot]وكان شيخ التربية وقطب الصوفية على ذلك العهد الشيخ أبو محمد عبد الله الغزواني فاتصل به الشيخ أبو الشتاء وأخذ عنه سند طريقة الجازولية" فعينه ومكنه" (5) وأدرك أبا الشتاء الجذب فهام علىوجهه إلى أن استقر بفاس".[/font]
[font=&quot]وقد ذكر المؤرخون " أن صحبة أبي الشتاء للغزواني لم تطل" (6). مع إثباتهم اتصاله به[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ج 8 ص: 192.[/font]
[font=&quot]2- مختصر الدر الثمين والمورد المعين على منظومة المرشد المعين ص: 272.[/font]
[font=&quot]3- نفس المرجع السابق ونفس الصفحة.[/font]
[font=&quot]4- نفس المرجع السابق ونفس الصفحة.[/font]
[font=&quot]5- مرآة المحاسن بأخبار الشيخ أبي المحاسن ص:[/font]
[font=&quot]6- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس لمن أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس. ج 1ص: 145. ممتع[/font]
[font=&quot]الأسماع لأخبار الجزولي والأتباع وما لهما من الأتباع ص: 73.[/font]
[font=&quot]وأخذه عنه وذلك " أن الشيخ أبا الشتاء سئلمرة عن شيخه فقال عندي الغزواني" (1).[/font]
[font=&quot]وإذا ما درسنا مراحل تلقي الشيخ أبي الشتاء للطريقة نجد أنه بدأ مجذوبا ثم سالكا مع الجذب ثم غلب عليه حال الجذب حتى قيل أنه كان " ساقط التكليف" " ومن كبار أهل الأحوال الربانية والجذب ودوام الغيبة" (2) . والجذب مكرمة من الله لنخبه من كبار أوليائه يخصهم بها ويميزهم بها عن غيرهم من أوليائه الذين تقربوا غليه بالسلوك أي بالتدريب والتهذيب. وقد قال في ذلك أبو العباس المرسي مسن شيوخ الشاذلية: الناس على قسمين: قوم وصلوا بكرامة الله إلى طاعة الله . وقوم وصلوا بطاعة الله إلى كرامة الله. فالحال الأول حال المجاذيب. والحال الثاني حال السالكين.(3).[/font]
[font=&quot]والشيخ أبو الشتاء تقدم لديه الجذب على السلوك ثم غلبت عليه حال الجذب حتى أصبح من كبار أهل أحوال الربانية والجذب، وهذه أسمى مراتب التصوف إذ فضل السلوك بعد الجذب كما قال صاحب بداية الخوارق وصاحب بداية السلوك في قوله:[/font]
[font=&quot]وأفصل الرجال دون ريب من سلك الطريق بعد الجذب(4)[/font]
[font=&quot]وكان الشيخ أبو الشتاء يفهم في العلوم كلها من ظاهر وباطن وحصوله على علم الباطن يدل على إحاطته بعلم الظاهر لأنه لا يتأتى لأحد علم الباطن دون أن يعرف علم الظاهر وذلك ما قاله الإمام مالك عندما سئل عن علم الباطن فقال: " علم الباطن لا يعرف إلا من عرف علم الظاهر وعمل به" (5).[/font]
[font=&quot] 1- ممتع الأسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع ص: 73.[/font]
[font=&quot]2- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس لمن أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس. ج 1ص: 145.[/font]
[font=&quot]3- النسق الالي والنفس العالي شرح ونصيحة أبي العباس الهلالي ص: 30.[/font]
[font=&quot]4- نفس المرجع ص: 30.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]5- تحرير المناط والمسالك في أن التصوف بالمعنى المصطلح عليه الآن كان زمن الإمام مالك ص: 29[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]سند الشيخ أبي الشتاء في الطريقة الجزولية الشاذلية:[/font]
[font=&quot]إن سند الشيخ أبي الشتاء في هذه الطريقة يعتبر من أصح الأسانيد وأثبتها للالتقائه بشيخها أبي محمد الغزواني، وأخذه عنه مباشرة. وقد جاء السند بعدة طرق أهمها هذه: " الشيخ محمد بن موسى الهلالي الشهير بالشتواني شيخه ومولاه ووسيلته إلى الله القطب الجامع البحرين بحر السلوك وبحر الجذب الرباني سيدي عبد الله الغزواني عن شيخه ومولاه ووسيلته إلى الله عبد العزيز التباع عن سيدي محمد الجزولي عن سيدي عبد الله أمغار عن أبي عثمان الصرتاني عن عبد الرحمان الرجراجي عن أبي الفضل الهندي عن عنوس البدوي عن الإمام القرافي عن المغربي عن أبي الحسن الشاذلي عن مولاي عبد السلام بن بشيش عن عبد الرحمان المدني عن الشامي عن الشبلي عن الجنيد عن عبد الله القطان عن أبي الوفاء عن حبيب العجمي عن أبي الحسن البصري عن الحسن السبط عن الإمام علي عن الرسول صلى الله عليه وسلم(1).[/font]
[font=&quot]وقد نقل المؤلف لفي بروفنصال سند الشيخ أبي الشتاء في الطريقة الجزولية عن مخطوطة في زاوية فشتالة، وقال بأن هذه السلسلة كانت منقوشة على رخامة بالزاوية، وتحطمت عند ضرب المدفع لضريح الشيخ أبي الشتاء، وهذه السلسلة كالأولى إلا أنها عند عبد الرحمان المدني تجعل شيخه ثقيل الفكر عن الشيخ فخر الدين عن نور الدين عن تاج الدين عن شمس الدين عن زين الدين الاترويني عن ابراهيم البصري عن أبو القاسم المرواني عن سعيد عن سعد عن فتح السعود عن جابر عن الحسن عن علي كرم الله عن الرسول(صلعم)(2).[/font]
[font=&quot]وقد زاد بروفنصال بأن هذا السند يتفق تماما وسند الطريقة الوزانية الطيبة وشيخها سيدي عبد الله بن ابراهيم الوزاني ( ت سنة 1296هـ- 1879م).[/font]
[font=&quot]1- مخطوطة بخزانة الزاوية. انظر الملحق.[/font]
[font=&quot]2- الأرشيف البربري الجزء الثاني ص: 257.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكذلك ذكر الكتاني والحضيكي والشيخ العربي الفاسي والمهدي الفاسي والافراني وصاحب التحفة… أن الشيخ أبا الشتاء قد اتصل بالغزواني وأخذ عنه وذكروا سنده إلى التباع تلميذ الجازولي.[/font]
[font=&quot]كما أخذ الشيخ أبي الشتاء الطريقة الزروقية عن سيدي علال الحاج البقال الحسني إلا أن اعتماده كان على الغزواني. وفي رواية الشرفاء البقاليين لسند طريقتهم ذكروا أخذ الشيخ أبي الشتاء عن سيدي علال الحاج، وقد ذكر العلامة أبو عبد الله محمد بن العباس بنيس هذا السند فقال:" أما الطريقة البقالية المعروفة لساداتنا أولاد البقال وهي الاستغفار… (إلخ) (أورادها )" فقال:" فقد أخذت هذه الأوراد تلقينا وإجازة عن سيدي عثمان القادري عن سيدي عبد السلام الحاج البقال عن والده عن سيدي الحاج المفضل عن والده عن جده عن سيدي أبي الشتاء عن سيدي علي الحاج البقال الحسني دفين الحرائق عن الهبطي عن الغزواني عن التباع إلى الخ أشياخه(1). وهذا السند صحيح إلا أنه لم يكن سند طريقة سيدي علال الحاج، التي لم تكن جزولية، وإنما كانت زروقية، أخذها سيديعلال الحاج عن الإمام أبو عبد الله محمد الخروبي السفاقسي الجزائري الذي كان شيخ الطريقة الزروقية على ذلك العهد(2).[/font]
[font=&quot]وفاة الشيخ أبي الشتاء وعقبه وأمور الزاوية من بعده:[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]توفي الشيخ مولاي أبي الشتاء الخمار سيدي محمد بن موسى الشاوي الإدريسي ضحى يوم الأربعاء حادي عشر شوال عام سبعة وتسعين وتسع مائة للهجرة(2) الموافق عشرون من نونبر 1588م أو العاشر من نونبر 1589م(3). وقد قام بغسله صاحبه الفقيه سيدي محمد الحاج البقال وقام بالصلاة على جنازته الفقيه أبو سالم ابراهيم الجناتي، ودفن بزاويته المعروفة بفشتالة(4). وتاريخ وفاته ومكان دفنه متفق عليه.[/font]
[font=&quot]5- درة الحجال في أسماء مشاهير الرجال ج 3ص: 256.[/font]
[font=&quot]1- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس ممن أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس ج 1 ص: 146.[/font]
[font=&quot]2- نفس المرجع السابق ج 1 ص: 146.[/font]
[font=&quot]3- مدن وقبائل المغرب ج [/font]vii[font=&quot] ص: 334 طنجة ونواحيها الأرشيف البربري ج 2 ص: 258.[/font]
[font=&quot]4- سلوة الأنفاس في من أقبر من العلماء… ج 1 ص: 146. ج 2 ص: 42.[/font]
[font=&quot]وتنسب للشيخ أبي الشتاء كرامة تتعلق بدفنه وهي أنه بعد وفاته، دفنه أصحاب قبيلته الفشتاليون بزاويته هناك وكانت للشيخ أبي الشيخ زاوية أخرى بزغيرة في قبيلة بني مزكلدة والتي كان سكانها يعظمونه ويحترمونه، فلما لغهم خبر وفاته ودفنه بفشتالة، أعدوا العدة من الرجال والسلاح ليلا وفاجؤوا الفشاتلة ونبشوا قبر الولي وأخذوا جثته وقيل وجدوها كما هي لم تتغير بعد وذهبوا بها إلى زغيرة حيث دفنوها بزاويته هناك، ولما علم الفشتاليون بالخبر استعدوا لمهاجمةالمزكلديين وباغثوهم وأخرجوا جثة الولي وكان كأنه نائم، وأرجعوها إلى مكانها بزاوية فشتالة، ولما علم المزكلديون بذلك أرادوا جمع العدة واسترداد الجثة، فرأى كبارهم وشيوخهم مناما الشيخ أبا الشتاء يقول لهم: أنه بزغيرة كما هو بفشتالة، ومن أراد الزيارة تبركا به فعليه بزيارته بفشتالة، ومن أراد الزيارة للنزهة فعليه بزاويته بزغيرة(1). ولما حكى المزكلديون ما رأوه وجدوا بأن شيوخ الفشاتلة نفسهم رأوا مثل ذلك المنام.(2). ومن ذلك الحين والزاويتين تحضيان باحترام واسع من طرف السكان المحليين وجيرانهم إلا أن العداوة بين الفشاتلة والمزكلديين لم يمحها ذلك المنام ولا الزمان.[/font]
[font=&quot]وهناك أضرحة وقبور أخرى بالمغرب تنسب للشيخ مولاي أبي الشتاء أهمها ضريحين بقبيلة بني زروال الجبلية، واحد شمالها بمدشر بني يدر قرب وادي تاسرافت(3). من فرقة بومعان. والضريح الثاني بمدشر تازغدرة(4). ويقول سكان القبيلة بأن الأول قبر سيدي موسى بن محمد الشاوي المكنى بأبي الشتاء، وأنه مدفون به.[/font]
[font=&quot]1- فرقة من بني مزكلدة سها سكنى للشيخ أبي الشتاء وزاويته وعدة أراضي فلاحية وحدائق أشجار[/font]
[font=&quot]البرتقال والذي يعتبر أحسن أنواع البرتقال بالمغرب على الإطلاق وكلها كانت ملكا للشيخ أبي الشتاء[/font]
[font=&quot]ورثها عنه أحفاده الشرفاء الصافيون ولهم ظهائر سلطانية تقر تصرفهم بهذه الأملاك.[/font]
[font=&quot]2- الأرشيف البربري ج 2ص: 255. المغرب المجهول ج 2ص: 12.[/font]
[font=&quot]3- الأرشيف البربري ج 2ص: 255.[/font]
[font=&quot]4- قبيلة بني زروال ص: .76[/font]
[font=&quot]والثاني ضريح سيدي محمد بن موسى الذي يعد عند أهل المنطقة ولدا للشيخ أبي الشتاء وقد احتفظ الصافيون بخبر زواج الشيخ سيدي أبي الشتاء بابنه الزرقي ويذكرون أنها كانت حاملا لما قال لها الشيخ ألا تطل من نافذة بيتها مهما كان الأمر بالغا وكان غائبا عندما كانت حفلة عرس بالمدشر وموكب العروس مار من أمام الدار فأطلت زوجة الشيخ من النافذة، فاجتمع عليها الحائط وعصرها حتى سقط منها الجنين وتوفيت على إثر الحادث وكان الحمل ذكرا ميتا إلا أن سكان المنطقة أصروا أن يسموا ذلك المسقوط موسى على جده وكنوه بأبي الشتاء تيمنا بوالده وبنوا على قبره ضريحا. أما القبر الذي بتزغدرة فهو زاوية فقط لمولاي أبي الشتاء كان يمر بها بعض المرات وقد اعتاد المغاربة أن يسموا أماكن الأولياء ويجعلونها في مرتبة قبورهم ويتبركون بها وهكذا اشتهر من هؤلاء الأولياء الذين لهم قبرين أو أكثر زيادة على الشيخ أبي الشتاء " الشيخ أبو جدين الذي ينسب له قبر بتازة، وهو مدفون بالريف عند قبيلة بني توزين. وكذلك الشيخ عبد الله بن حسون السلاسي الذي له قبر في سلا، كما ينسب له قبر بقبيلته سلاس بجبالة".[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لم يترك مولاي أبي الشتاء الخمار ولدا ذكرا ولم يخلف إلا بنتا تدعى لالا عائشة والملقبة بالغزوانية نسبة إلى شيخ والدها أبي محمد عبد الله محمد الغزواني وقد تركها والدها لم تبلغ الزواج بعد وبعذ ذلك عقد عليها عمها الشريف سيدي أبو القاسم بابن عمها وابن أخيه الشريف سيدي أبو حفص احمد الملقب بالصافي ابن أبي العباس الحاج عمرو الحسني. ولا يزال بيد الشرفاء الصافيين أحفاد أبي الشتاء عقد نكاح جدهم سيدي احمد الصافي بابنة عمه لالا عائشة الغزوانية ويرجع تاريخه إلى سنة 1011هـ وقد حضر العقد وأمضاه قاضي فشتالة في ذلك الوقت الفقيه العلمة الشريف أبو القاسم بن احمد الغول الفشتالي. ومما جاء في العقد أن سيدي أبي القاسم يشترط على ابن أخيه أن يسكن زوجته وابنة عمه في دار والدها وأن يتولى أمور الزاوية مكان الشيخ أبي الشتاء والدها وفي ذلك شهادة منه لابن أخيه بكفائته وانتقال أمور الزاوية إلى فرع الضافي وذريته.[/font]
[font=&quot]وقد أعقبت لالا عائشة من ابن عمها الصافي على ما يتضح خمسة ذكور وذلك هو القول الراجح وهم الخضر والخطيب وعلال والغزواني الفرع الخامس من الشرفاء الصافيين وهو فرع سيدي أبي القاسم وترك ولدا اسمه الطاهر.[/font]
[font=&quot]وقد أثبت انتساب الشرفاء الصافيين بفشتالة لسيدي الصافي ولأبي الشتاء هذا العقد(عقد الزواج) (1).وهناك ظهير للسلطان المولى اسماعيل(2) ينسبهم للصافي ويعطيهم حق التصرف في زاوية جدهم بفشتالة وزواياها وأوقافه بباقي مناطق المغرب أينما كانت وتعينت وأقدم نقيب لشرفاء الصافيين الشريف سيدي الطيب العليوي الصافي عينه المولى اسماعيل ثم ابنه سيدي محمد بن الطيب، وقد صار باقي السلاطين على نهج مولاي اسماعيل إلى أن كان عهد المغفور له محمد الخامس الذي عين الشريف المرحوم سيدي الخمار بن عبد الوهاب الخضيري الصافي نقيبا على شرفاء الصافيين وعلى عهد السلطان الإمام مولانا الحسن الثاني نصره الله الذي عين على الصافيين ابن عمهم الشريف مولاي محمد بن محمد بن عبد الوهاب الخضري الصافي بظهير يعتبر أحدث ظهير يقر ويثبت الشرف للصافيين ويعترف لهم بالنسبة لأبي الشتاء.[/font]
[font=&quot]أما عن سيدي احمد الصافي فإنه كان عالما فقيها أخذ طريقة عمه أبي الشتاء عن سيدي محمد الحاج البقال وعن سيدي ابراهيم الجناتي، ودرس في القرويين بفاس وكان محل سكناه على ما يظهر بالطالعة الصغرى في المكان المسمى سويقة بن صافي، ولا تزال هناك دار تسمى " دار سيدي الصافي" وكانت ملكيتها بيد الشيخ المقدم التازي سعود . [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- مخطوطة عقد الزواج على رق الغزالي موجودة بضريح الشيخ أبي الشتاء بفشتالة.[/font]
[font=&quot]2- ملحق رقم 2 ظهير احمد الذهبي بن السلطان مولاي اسماعيل.[/font]
[font=&quot]وكان سيدي احمد الصافي إلى جانب علمه وتصوفه مجاهدا ومكانه بسلا على شاطئ البحر لا يزال يدل على مشاركته في الجهاد في تلك الناحية.[/font]
[font=&quot]والمعروف أن قبر سيدي الصافي لا يوجد مع عمه أبي الشتاء وزوجته لالا عائشة وقد وقفت بالجزائر من قرب من مدينة بني صاف على ضريح سيدي احمد الصافي الإدريسي الذي يقال أنه قدم من المغرب وأصله من شرفاء الساقيهالحمراء ومن ذرية المولاي ادريس الثاني، صاحب فاس. وله بالجزائر ذرية كثيرة في مدينة بني صاف ويحملون لقب بني صافي، وقد تزوج سيدي احمد الصافي بالجزائر من ابنة أحد ولاة الترك على المنطقة وهو القائد احمد بن خليفة ومن زواجه هذا خلف أولاده ابراهيم المدفون بتيغنيف ومحمد المدفون بها أيضا والصافي. فأما ابراهيم فلم يعقب أما محمد فهو جد الشرفاء اولاد سيدي محمد الصافي المدعوون بالصوافي والموجودون بولاية معسكر وعمدتهم الإمام الفقيه الشيخ الصوافي الحاج بن عامر إمام مسجد الحشم. وقد قال لي نظما في مدح سيدي احمد الصافي صاحب بني صاف تناقله أجدادهم ويوضح علاقة الصوافيين أصحاب معسكر بالشرفاء بني صاف:[/font]
[font=&quot]يا صافي الارياش عول يانا لنيلي يهديك الله روح خاطر بالعنوان[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]تدي ذا القرطاس للشرفا ولي لي عيد سلامي ليهم جميع الاخوان[/font]
[font=&quot] معنايا لترايتاه ما جبت تالــي غي لليتباع للجود والاحسـان[/font]
[font=&quot] معنايا لترايتاه ما جبت تالي عمر وطن بني صاف غير لفلان وفلان[/font]
[font=&quot]أما الشرفاء أولاد الصافي بابن صاف فأغلبهم بقرية سيدي الصافي بالقرب من ضريح جده سيدي احمد والذي يوجد معه في ضريحه قبر ولده سيدي الصافي، وعمدتهم الشريف سيدي الحاج حمو بن صافي الساكن بني صاف، وقد تفرع عن عائلة بني صاف يوجد بالعلوية قرب سيدي العبد اللي بولاية تلمسان، ووقع ذلك التفرع على عهد الترك ويقام لأجداد الصافيين الثلاثة:[/font]
[font=&quot]سيدي ابراهيم وسيدي محمد وسيدي الصافي وأبيهم سيدي احمد الصافي مواسم كل سنة فيأتونهم الزوار بالهدايا زيارة وتبركا لشرف انتسابهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من كل أنحاء الجزائر خاصة من ولاية عين تموشنت وولاية تلمسان وولاية معسكر. بل أن هناك العديد ممن يسمى " بالصافي" تيمنا بهذا الفرع الشريف.[/font]
[font=&quot]علو همة قرائنا في الرحلة في طلب القراءات: أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الفاسي نمودجا[/font]
[font=&quot]عبد الهادي حميت وميثاق الرابطة : 23 - 04 – 2010[/font]
[font=&quot]كانت الرحلة إلى الأندلس من لدن المغاربة في طلب القراءات وتحقيق الروايات أمرا معهودا، أمسى على عهد ازدهار العلوم في الفردوس المفقود من مظاهر علو الهمة في الطلب، والسعي إلى اقتعاد مناصب المشيخة والإمامة في الدين، ثم لم يلبث اتجاه الرحلة أن تحول إلى المشرق، لاسيما والرحلة في اتجاهه كانت تنتهي بالقارئ المغربي إلى الجمع بين الحسنيين، أي بين أداء الفريضة ومناسك الحج، والأخذ عن مشيخة القراءة والعلم المتصدرين لهذا الغرض بالحرمين الشريفين.[/font]
[font=&quot]غير أن كثيرا من فحول طلبة العلم ممن لم يتمكنوا من ارتياد هذه الآفاق في الطلب، كانوا يتحرَّون عوضا عنها التجوال في بعض المناطق المغربية التي كانت تتألق فيها من حين إلى آخر مدارس في الإقراء قوية تستقطب إليها الطلاب من الآفاق، وربما رأى الطالب البعيد الهمة أنه في حاجة إلى أن يستقصي في الطلب، فلا يترك شيخا مذكورا في جهة من المغرب إلا شد الرحال إليه، حتى أناخ بساحته مهما كانت مرتبته في العلم والفهم. وهذا نموذج من نماذج كثيرة من قرائنا المشاهير نقف معه هنا لنرى كيف جمع في رحلة الطلب بين الجهات المغربية.[/font]
[font=&quot]ولد الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن العربي بن أبي المحاسن يوسف بن محمد بن عبد الرحمن الفاسي لقبا ودارا ومنشئاً في حدود عام 1130 ه في عهد المولى إسماعيل بن المولى علي الشريف العلوي، ونشأ بفاس، فحفظ القرآن حفظا بليغا وهو يافع، وظهر عليه من علامات الحذق والنبوغ ما جعل والده يعتني بعرضه على شيوخ العلم والقراءات بفاس، وكان البيت الذي ولد فيه من أحفل بيوتات فاس بالعلم والعلماء. وقد أشار السلطان المولى سليمان بن المولى محمد بن عبد الله العلوي إليه، وإلى نشأته في فهرسته التي سماها ب"عناية أولي المجد" فقال: "نشأ في حجر أبيه على أحسن إنبات، وجميل الصفات... ثم شرع في مقدمات العلم بالأخذ في مبادئه حفظا للمتون المتداولة بحسب كل فن... والفتح الرباني يسير به في الفهم، مسيرة شهر في يوم". (عناية أولي المجد: 71).[/font]
[font=&quot]وكان أهم ما ظهر فيه نبوغه علم القراءات، فأقبل على أخذ الروايات على أعلام مدينة فاس المرموقين، ولزم فيها شيخ الجماعة أبا زيد عبد الرحمن بن إدريس بن محمد الشريف المنجرة (ت 1176 ه) صاحب السند العالي فيها الذي يروي القراءات عن أبيه أبي العلاء إدريس من طرقه المغربية والمشرقية .[/font]
[font=&quot]ولما بلغ مبلغ الشباب، وأدرك أنه استولى في القراءات على الأمد بحفظ رواياتها ومتونها والأخذ عن مشيخة بلده أَخْذَ حفظٍ وتفقهٍ واستيعاب، حملته همته العالية على طلب المزيد، فكانت رحلته الأولى إلى بلاد "لمطة" بشرق المغرب وبلاد سجلماسة، لما اشتهر به قراؤها من الطريقة المشهورة في إتقان التجويد، والعناية بمخارج الحروف والصفات، وكانت قد ازدهرت فيها مدرسة الشيخ أبي البركات أحمد الحبيب بن محمد اللمطي السجلماسي ( 1165 ه) وأخيه صالح الذي خلفه في مدرسته، وتلميذه الذائع الصيت: أبي العباس أحمد بن عبد العزيز بن الرشيد الهلالي السجلماسي (ت 1175 ه) صاحب كتاب "عَرْف الند في أحكام حرف المد"، الذي يقول عنه تلميذه الإمام الحضيكي في ترجمته: "كان رضي الله عنه فريد عصره، وأعلم أهل زمانه، وأتقاهم وأزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الآخرة. وكان رضي الله عنه أخذ علوم الشريعة والحقيقة عن جماعة من المشايخ جمة من أهل المغرب وأهل المشرق، أعلام الحرمين ومصر وغيرهم". (طبقات الحضيكي: 1/116).[/font]
[font=&quot]رحل إليه أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الفاسي، فكان أشهر شيوخه وأبلغهم أثرا فيه، فأخذ عنه ما عنده من علوم وروايات، واستجازه فيما له من كتب ومصنفات فأجازه، وكان ألمع تلامذته المشتهرين بصحبته. ولما قضى نُهمته من رحلته السجلماسية عاد إلى مسقط رأسه فاس، لكنه عاوده الحنين مرة أخرى إلى الرحلة، فلم يلبث أن يمَّم وجهه شطر شمال المغرب، حيث كانت علوم الرواية مزدهرة على طريقة "أهل جبالة" التي يذكرها أهل المغرب بالبراعة في الدراسات القرآنية، ويعتبرونها إحدى الجهات الأربع المشهورة بذلك، وهي التي يرمزون إليها برمز "مسجد"، فيقولون: الميم: مسفيوة، والسين: سوس، والجيم: جبالة، والدال: دكالة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهكذا أتيح لابن عبد السلام أن يعزِّز طرقه الفاسية والسجلماسية بطرق أهل جبالة، وأن يتعرف على مدرسة "الحَطّ" الجبلية، وهي التي تعنى بمعرفة عدد ألفاظ القرآن والنظائر منها مما يعبر عنه بمصطلح "جر السطر".[/font]
[font=&quot]ثم عاد الشيخ ابن عبد السلام إلى فاس فالتفّ عليه الطلاب، ورحلوا إليه من الآفاق، ولكنه أراد المزيد من التحقيق لهذا العلم، والاغتراف من مَعين المدرسة السوسية، ومعرفة أساليبها وطريقتها في "الجمع والإرداف"، فلم يلبث أن قرّر شدّ الرحال إليها في رحلته الثالثة، فرحل مرة أخرى من فاس، وتنقل في جهات سوس حتى ألقى عصا التسيار في مدرسة "آيت صْواب" بسوس، وهناك تصدّر مرة أخرى للتدريس، وأقبل على التأليف وإتمام ما كان قد ابتدأه من شروح وحواش على كنز المعاني في شرح الشاطبية للجعبري وغير ذلك.[/font]
[font=&quot]ولما قام السلطان محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي ببناء مدينة الصويرة سنة 1178 ه، ورغب في عمارتها، جلب إليها القبائل وانتدب العلماء للتدريس فيها، فكان الشيخ ابن عبد السلام ممن وقع الاختيار عليه لهذه المهمة، فشد الرحال إليها مستجيبا للرغبة السلطانية، واستكمالا لرحلة الطلب التي كانت همته لا تقف بها عند حد، فلم يزل قائما بالتدريس بها إلى وفاة السلطان سنة 1204 ه حيث رجع إلى فاس، ودرّس القراءات بها، فأصبح شيخ الجماعة، إلى أن توفي سنة 1214 ه تغمده الله برحمته.[/font]
[font=&quot]سطع نجم شيخ الجماعة محمد بن عبد السلام الفاسي في عهد السلطان المولى محمد بن عبد الله، وكانت للسلطان عناية بالغة به، ولذلك وقع اختياره عليه ليتحفه ويتحف به جوهرة الجنوب الجميلة وعروس البحر الساحلية مدينة الصويرة، التي كان السلطان قد تأنق في بنيانها واهتم بعمارتها والرغبة في استجلاب أهل العلم إليها، فكان انتداب شيخ الجماعة في القراءات في عصره إليها مظهرا من مظاهر هذه العناية السلطانية، كما كان من بركات هذا الانتداب تزويد هذه الجهة بأعظم مقرئي زمنه شأنا، وأرسخهم في علوم القراءة قدما، وأعلاهم فيها سندا.[/font]
[font=&quot]ويكفي في إدراك أهميته أن أسانيد أهل تلك الجهة كلها صارت تنتهي إليه، ثم تتصل منه بعمود السند المغربي المنحدر عبر سلسلة أسانيد المشيخة الفاسية من طريق أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي والشيخ أبي عبد الله بن غازي.[/font]
[font=&quot]وقد أدرك طلاب هذا الشأن ما للشيخ ابن عبد السلام الفاسي من علو شأو في علوم القراءات، فنفروا إليه خفافا وثقالا، شيبا وشبابا، يغتنمون وجوده في مدرسته بمدينة الصويرة ابتداء من عام 1195 ه، وكان لقائد الصويرة من جهة السلطان عبد الملك بن بيهي الحاحي عناية به. وفي هذا القائد يقول العلامة الصديقي في كتابه "إيقاظ السريرة في تاريخ مدينة الصويرة" 1/34: "وكان القائد عبد الملك بن بيهي أستاذا في القراءات، لا يغفل عن قراءة الحزب مع الطلبة أينما كان".[/font]
[font=&quot]فسرعان ما اندمج الشيخ ابن عبد السلام في هيئة التدريس فالتف عليه كبار الحفاظ يعرضون عليه القراءات السبع، ويدرسون متن الشاطبية بشرح كنز المعاني للإمام الجعبري. وكان في هذه الأثناء يؤلف شرحه النفيس عليها "إتحاف الأخ الأود المتداني بمحاذي حرز الأماني ووجه التهاني"، وهو في مجلدين كبيرين فرغ منه بعد ذلك في حدود 12006 ه. (القراء والقراءات بالمغرب لسعيد أعراب: 143 145).[/font]
[font=&quot]وكان من ألمع تلامذته ممن أخذوا عنه من أهل سوس وهو بالصويرة ممن شدوا الرحال إليه بها سيدي أحمد أشتوك، وقد أشار إليه في كتابه "إبراز الضمير من أسرار التصدير" بقوله: "وممن أخذ عني بها الصويرة صاحبي الطالب النجيب الألمعي الأريب، ذو اللسان القؤول، والقلب العقول: أبو العباس سيدي أحمد بن عبد الله الشتوكي الباهي رحمه الله"، قال: "قرأ علي في هذه المرة القرآن العظيم بالقراءات السبع التي تضمَّنها كتاب "حرز الأماني" عرضا باستظهار في عدة ختمات، فختمه علي ست ختمات متوالية في حدود سنة خمس وتسعين بتقديم المثناة ومائة وألف لمَّا كنتُ حالا بالثغر المذكور، ثم لما عدتُ إليه في العام الثاني بعد المائتين والألف وجدته هناك، فجدّد قراءته علي، فختمه أيضا سبع ختمات أُخَر متوالية عرضا باستظهار، بمضمّن الكتاب المذكور للسبعة المشهورين أئمة الأمصار رحمهم الله تعالى". وقد فرغ من شرح أرجوزته المسمى "إبراز الضمير" بالصويرة سنة 1202 ه.[/font]
[font=&quot]وقد أشار الشيخ إلى أن هذا الطالب النجيب هو الذي حمله على تأليف هذا الكتاب رجزا وشرحا فقال في أول الرجز:[/font]
[font=&quot]لقَّنتُه وجوهَ حرزِنا على تمامها وليس ذا عند الملا[/font]
[font=&quot]لأنه قد شاع الاقتصار في بعضها على الذي يُختار[/font]
[font=&quot]فقال: إن بيَّنتَ لي مصَدَّرا من غيره في النظم كان أجدرا[/font]
[font=&quot]كما أنه ألَّف في مدينة الصويرة رسالته في الوقف الانتظاري والاضطراري، وهي رسالة كانت جوابا على سؤال وجه إليه في مدينة الصويرة. (القراء والقراءات بالمغرب لأعراب: 149).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي أثناء تصدر الشيخ محمد بن عبد السلام بمدينة الصويرة حول عام 1195 هـ ورد عليه من نجباء شيوخ بلاد الشياظمة من أبناء بعض زوايا رجراجة أبو محمد عبد الله بن علي السكياطي الرجراجي صاحب المدرسة الشهيرة بزاوية سكياط بالشياظمة على نحو ستين كلم شمال الصويرة.[/font]
[font=&quot]ويظهر أن السكياطي قد صحب الشيخ ابن عبد السلام مدة تصدره بالصويرة ثم التحق به إلى فاس حين عودته إليها كما تقدم، وكان السكياطي قد تصدر للإقراء واشتهر في جهته في زاويته، غير أن هذا التصدر والشهرة لم يحولا دون انقطاعه إلى الشيخ ابن عبد السلام لطلب المزيد من الحذق والرسوخ والحصول منه على العالي من الأسانيد مما يعتبر جديدا على هذه الجهة. ومن الطريف أن الشيخ السكياطي في دراسته على ابن عبد السلام كان قد اصطحب معه أحد رفقائه ممن كانوا يقرأون عليه، وهو الشيخ محمد التهامي بن مبارك الاوبيري الحمري، فكان صغر سن الاوبيري لا يمنعه من حضور مجالس الدرس والأخذ فيما يأخذ فيه الكبار، فكان ذلك سببا في علو سنده ومساواته في الأخذ عن ابن عبد السلام لشيخه ورفيقه السكياطي، كما كانا معا من شيوخ الشيخ سيدي محمد الزوين صاحب المدرسة الشهيرة بالقراءات بالحوز المراكشي.[/font]
[font=&quot]وقد خص الاوبيري صاحبه السكياطي بترجمة موسعة في كتاب ألفه للتعريف به سماه "إتحاف الخل المواطي بمناقب الإمام السكياطي"، فأثنى عليه فيه ثناء عريضا، وذكر رحلتهما في الطلب وما أخذا فيها عن الشيخ ابن عبد السلام، وفي ذلك يقول في كتابه الإتحاف متحدثا عن شيوخهما: "ومنهم شيخنا الذي ألقت إليه البلاغة قلائدها، من تقصر عن مداه في السمو الكواكب، وتنقطع للرحلة إليه أعناق النجائب، العالم العلامة الهمام، أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد السلام، وكان ـرحمه الله ـ عارفا باللغة، ضابطا لألفاظها، وقد ضرب فيها بعطن، وانقادت إليه صعابها بلا رسن. وكنت أسرد عليه ـرحمه الله ـ قصيدة ابن المرحَّل في اللغة فيقول في بعض المواضع: هذه اللفظة ليست في القاموس، وقد فاق أهل زمانه في اللغة والتصريف والقراءة والعربية". ثم قال الاوبيري بعد إفاضة في ذكر مؤلفاته: "قرأنا عليه ـ يعني نفسه وصاحبه السكياطي ـ الشاطبية بشرح الجعبري قراءة تحقيق وتدقيق إلى ياءات الإضافة، وقرأنا عليه دالية ابن المبارك في تسهيل الهمز لحمزة وهشام، وقرأنا عليه الكتاب العزيز ختمتين: واحدة قراءة معه، وأخرى سماعا لقراءته مع أحدنا أيضا". (الإتحاف: لوحة 22).[/font]
[font=&quot]وهكذا استكمل السكياطي والاوبيري على الشيخ ابن عبد السلام عرضهما للقراءات، ثم انقلبا إلى جهتهما بعد إتمام دراستهما بالقرويين بفاس، وقد تصدّرا للتدريس، أما الاوبيري ففي المدرسة البوسونية ببلاد أحمر قرب "الشماعية"، وأما السكياطي ففي بلده "زاوية سكياط".[/font]
[font=&quot]ومما زاد في شهرتهما في البلاد ما لقياه من عناية السلطان بهما، مما جعلهما مقصدا لطلاب هذا الشأن لمدى أزيد من أربعين سنة، فكان لهما الفضل في إنعاش علوم القراءة في هذه الجهة، بل أمسى كل منهما حلقة بارزة في المحور العام للسند القرائي المغربي بسبب قراءة الشيخ سيدي محمد الزوين الحوزي عليهما، واستمرار مدرسته إلى يومنا في العناية بالقراءات كما سوف نعود إلى بيانه في حلقة لاحقة بعون الله. [/font]

[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font=&quot]إطلالة على ملامح من شخصية العلامة الولي الصالح القطب الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رضي الله عنه[/font]
[font=&quot]للباحث الأستاذ مقدم الطريقة الشيخية بمدينة فاس السيد أحمد المهاجر[/font]
[font=&quot]هو البركة العالم الفقيه المحدث الصوفي الولي الصالح القطب الغوث الأديب مفتي الديار المغربية، محيي الدين شيخ الطريقة وامام أهل الحقيقة الشيخ المجاهد سيدي عبد القادر ابن محمد بن سليمان بن أبي سماحة، المكنى "أبا محمد " المعروف ب "السماحي" الشهير عند الخاصة والعامة ب" سيدي الشيخ" رضي الله عنه[/font]
[font=&quot] نسبــــه[/font]
[font=&quot]يرتفع نسبه رضي الله عنه من جهة أبيه إلى الدوحة الصديقية والأرومة العتيقية؛ من نسل الصحابي الجليل سيدي عبد الرحمن بن شيخ الصحابة وسيد المؤمنين، ثاني اثنين وخليفة رسول رب العالمين، سيدنا أبي بكر الصديق التيمي القرشي رضي الله عنه الذي يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجد السادس: ( مرة بن كعب). قال ابن الوردي في الانتساب إلى هذا البيت العريق الحسيب[/font]
[font=&quot]غير أني أحمد الله علــــــــــى * ** أن نسبي بأبي بكر اتصل[/font]
[font=&quot]ومن جهة أمه يرتفع نسبه إلى الدوحة النبوية الشريفة، إذ والدته هي السيدة[/font]
[font=&quot]شفايرية بنت الشريف سيدي علي بن سعيد من الشرفاء الوداغير الأدارسة. ذكر نسبته هذه إلى البيت النبوي الشريف الأستاذ الشيخ أبو بكر حمزة في[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
Un Soufi Sidi Cheikh[FONT=&quot],الجزء الأول من الكتاب[/FONT]
Les Grandes familles du Maroc[FONT=&quot],وصاحب كتاب[/FONT]
[FONT=&quot]وأبي محلي في "المهراس"، حيث أشار إلى أنه من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها[/FONT]
[FONT=&quot] وأثبت ذلك الشاعر بقوله[/FONT]
[FONT=&quot]وأمه لآل البيت تنسب *** نجل سعيدهم علي إذ تحسب[/FONT]
[FONT=&quot]والدليل على ثبوت الشرف من جهة الأم ما أخرجه الجلال السيوطي في جامعه من أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع قول شاعر الجاهلية[/FONT]
[FONT=&quot]بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد[/FONT]
[FONT=&quot]قال :" قاتل الله شاعرهم ابن أخت القوم منهم[/FONT]
[FONT=&quot]والمفتى به في مذهب المالكية بثبوت الشرف ولو من جهة الأم، وهو الذي أفتى به شيخ الحنفية الشيخ حسن الشرنبلالي، أورد هذا الشيخ العلامة إبراهيم العبيدي المالكي في كتابه :" عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق،) وقال: وهو لنا دليل في شرف الولد لأمه[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] مولده ونشأته ورحلاته في طلب العلم[/FONT]
[FONT=&quot]ولد الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رضي الله عنه بالشلالة الظهرانية عام940 هجرية،. ظهرت عليه الكرامات وخوارق العادات منذ ولادته يحكى مرة أن الشيخ سيدي أحمد بن يوسف الملياني رحمه الله نظر ذات يوم إلى تلميذه أنذاك سيدي سليمان بن بوسماحة وقال له :" سيخرج منك نور ويخرج من هذا النور نور آخر يملأ الدنيا كلها." فكان النور الأول هو والده الولي الصالح سيدي محمد بن سليمان، أما النور الذي ملأ الدنيا كلها هو صاحب الترجمة رحمه الله. أنظر كتاب الطريقة الشيخية في ميزان السنة لمؤلفها الأستاذ أحمد بن عثمان حاكمي حفظه الله[/FONT]
[FONT=&quot] ، كما اشتهر بتوقد الذكاء، وحضور البديهة، وحدة الخاطر منذ طفولته، إذ بدا عليه منذ ذلك الحين ميل كبير نحو الدراسات الإسلامية ونبوغ خاص في علوم الشريعة، ولقي تشجيعات كبيرة في هذا الاتجاه من طرف عدة شيوخ محليين. وحفظ القرآن الكريم واستظهره صغيرا على يد والده الفقيه العلامة الولي الصالح سيدي محمد بن سليمان بن أبي سماحة، وتتلمذ على الشيخ العلامة سيدي عبد الجبار من قصر الشلالة، وانتفع بجده العلامة العارف بالله الشيخ سيدي سليمان بن أبي سماحة، كما صحب والده إلى شيخه العلامة سيدي محمد بن عبد الجبار بفجيج، وهناك أخذ عن أخواله الشرفاء الوداغير حيث ولج زاوية بني العز السكونية النيرة، ونشأ بها طالب علم إلى أن تخرج منها على يد عميدها الفقيه العلامة الأديب الصوفي الشيخ سيدي عبد الرحمن بن أبي بكر السكوني الودغيري في معقول العلم ومنقوله. ثم جال في عدة مناطق من صحراء المغرب الكبير آنذاك كعين ماضي وكورارة وتوات وسجلماسة، فأخذ عن الفقيه النحوي الأديب الشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن مشرف الراشدي، والعلامة الشيخ أبي القاسم ين محمد بن عبد الجبار، والإمام العلامة الأديب الشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن بهلول فقيه ناحية زواوة ووليها وإمام وقته في العلم والصلاح، وكذلك عن الشيخ الفقيه المعروف بالبودخيلي وغيرهم، ثم رحل إلى فاس حاضرة المغرب العلمية فأخذ عن علمائها وخاصة النجم اللامع الشيخ سيدي عبد القادر بن علي بن أبي المحاسن يوسف الفاسي[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] رحلاته في طلب التصوف واتصاله بالقطب المربي[/FONT]
[FONT=&quot]بعد أن تضلع الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رضي الله عنه في اللغة وآدابها، وأتقن علوم الشريعة برمتها، تشوق إلى علم التصوف، فخرج في طلب القطب ليجوب على نطاق أوسع أرجاء المغرب الكبير ويعمق دراسته الصوفية على يد عدة شيوخ بأشهر الزوايا في عصره، فأخذ أولا عن عمه الولي الصالح الشيخ أبي العباس سيدي أحمد المجدوب المعروف ب(الحمياني)،ثم عن الشيخ أبي العباس أحمد بن موسى السملالي، والشيخ موسى بن حسن الكرزازي، وبتلمسان أخذ عن الشيخ العارف بالله الحاج بن عامر الشهير بالشريف التلمساني الملقب بالعبد الوادي دفين باب كشوط. وبعيدا من هناك أخذ عن الشيخ العارف بالله المحقق الحاج أبي القاسم الجراري، وبغرب المغرب أخذ عن الشيخ العارف بالله المحقق كذلك أبي الحسن علي بن إبراهيم المشهور ببسط تادلة من بلاد فشتالة[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ثم أشاروا عليه بوجود شيخ العصر وقطب الزمان بالمكان المعروف ب(قصر السهلي)على ضفة وادي كير وهو العارف بالله الشيخ القطب المربي الشهير أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الرحمن السهلي الجرجري رضي الله عنه ومريد القطب الشيخ أبي العباس سيدي أحمد بن يوسف الراشدي الملياني وأحد مذابيحه السبعة المشهورين ووارث سره. قال عنه صاحب ( جواهر السماط): "الشيخ الولي الجليل النفاع الظاهر الحال القوي السلوك أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن دفين بلاد السهل بكير.."، فأخذ عنه ولزمه بالطاعة والخدمة، وأبان عن صدق تام في محبته، وإخلاص كامل في العمل وفق توجيهاته، تجلى ذلك بجلاء في تفوقه على جميع أقرانه في كل الاختبارات التي اختبره بها طيلة مدة مكوثه معه. اتخذ رضي الله عنه الخلوة وتعبد بإذن من هذا الشيخ الفحل الجليل في كثير من الجهات، فكانت له في كل ربوة عالية خلوة، وفي كل واد من القفار متعبدة وبركة جارية سرا وعلانية، إذ تعبد على طول ضفتي الوادي الغربي ووادي الناموس، وعلى القمم في القسم الأوسط من جبال الأطلس الصحراوي كجبل كسال وبونكتة وعنتر...وفي جبال لمناطق أخرى قرب مقابر مهجورة وفي مغارات وكهوف تحت الأرض. وفي هذا السياق ذكر له ابن مرزوق تسعة وتسعين خلوة على عدد أسماء الله الحسنى، وذكر له [/FONT]Octave Depont[FONT=&quot] و [/FONT]Xavier Coppolani[FONT=&quot] في كتاب " [/FONT]Les confréries religieuses musulmanes[FONT=&quot] " مائة خلوة. وذكر له الأستاذ الشيخ أبو بكر حمزة في كتابه المذكور وصاحب كتاب: [/FONT]Les grandes familles du Maroc[FONT=&quot] مائة وعشرة خلوة، ووافقهما على ذلك الشاعر الزجال محمد بلخير المعروف ب: " مادح سيدي الشيخ " في أشعاره الشعبية حيث قال في إحدى قصائد ديوانه المخصص لهذا الغرض[/FONT]
[FONT=&quot]مولى عشر ميات روحانيــــة *** والخلوات ميا وعشرة زايـــــد[/FONT]
[FONT=&quot]مولى البركة الظاهرة وخفيـــة *** خبرني لله واش نعـــــــود[/FONT]
[FONT=&quot]وقال في قصيدة أخرى[/FONT]
[FONT=&quot]عبدت مائة والعشـــــــرة *** خلوات والفضايل بانـــــــو[/FONT]
[FONT=&quot]من عاش بالفضل والقـــدرة *** والواصلين هاك يكونـــــــوا[/FONT]
[FONT=&quot]وذكرت له بعض الروايات الشفوية مائة وأحد عشرة خلوة، وقيل أن ذلك يطابق عدد الأولياء النائمين بفجيج . وذكر له الشاعر الزجال مصطفى الزيادي أكثر من ذلك فقال[/FONT]
[FONT=&quot]أعبد سيدي كم من خلـــوات *** خلاها له قاعدة تفكيـــــــر[/FONT]
[FONT=&quot]لميا والعشرة بلا تنعــــات *** زيادة والغير لا تحكيــــــــر[/FONT]
[FONT=&quot]ويؤثر عنه رضي الله عنه كما أورد ذلك الأستاذ الباحث المقدم عبد الله طواهرية في كتابيه: " الحضرة " و " تذكرة الخلان " وكما يستقى أيضا من بعض الروايات الشفوية أنه حددها هو نفسه في مائة وواحدة فقال: " عبدت في ميات خلوة وخلوة زايدة وما حصلت على الفايدة حتى عطيت المايدة " وهو ما يفيد أنها أكثر من مائة كما أورد ذلك عنه العلامة السكوني في " المناقب" حيث قال رضي الله عنه: " ما دخل أحد مائة خلوة وأزيد يتعبد فيها منذ زمان أويس القرني إلى زماننا هذا سواي". وتراوحت المدد الزمنية التي رابط خلالها على العبادة في الخلوات كما جاء عن الأستاذ أبي بكر حمزة ما بين خمسة أيام وخمسة أشهر وخمس سنوات. وحسب " المناقب " و " الشعر الشعبي" و "الرواية الشفوية" أنها تراوحت كذلك ما بين عشرة أيام وستين يوما وسبع سنين[/FONT]
[FONT=&quot]وفي آخر عهده بهذا الشيخ الرباني تمكن من الانفراد مرة أخرى بالتفوق في آخر امتحان وذلك أنه لما تخرج على يديه رفقة من كان معه من الأشياخ رحلوا جميعا عنه إلا الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد فإنه آثر البقاء معه للمزيد من الخدمة وقوفا عند حدود الأدب معه ومراعاة لحقه عليه، فبقي معه مدة إلى أن أعاد عليه البشارة مرة أخرى بأنه وارث سره والقطب من بعده، وأذن له في الرحيل إلى فجيج والتصدر للتربية هناك بعد وفاته فقال له قولته المشهورة[/FONT]
[FONT=&quot]ليا أنت بغيت العفس والدفس..... . واقشيع الزنــــادي[/FONT]
[FONT=&quot]******* أقعد معايا في بــــلادي[/FONT]
[FONT=&quot]وليا أنت بغيت العز والكنـز.......وركوب لعيـــــــادي[/FONT]
[FONT=&quot]********* سير لفجيج غــــادي[/FONT]
[FONT=&quot] إستقراره بفجيج وتأسيسه الزوايا هناك وتصدره للتربية[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]غادر الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد قصر السهلي وهو يحمل بشارة شيخ الطريقة على هدي السلسلة الشاذلية متوجها إلى الجنوب الشرقي المغربي، فاستقر أولا بالمغرار التحتاني غير بعيد من العين الصفراء، ثم تركها و مر بالمشرية، ثم عين ماضي، ثم تاسلا بتوات ففجيج التي كانت آنذاك مركزا للإشعاع العلمي والصوفي نظرا لما كانت تزخر به من الرخاء الاقتصادي، فأخذ استقراره بها لأنه كان قد اتخذ لنفسه في بستان الشرفاء الجمالين (أولاد معلى) خلوته سماها "العباد[/font]
[font=&quot]"تيمنا بعباد الشيخ القطب سيدي أبي مدين الغوث دفين تلمسان وهو أحد شيوخ سلسلته وأحد أوتاد المغرب. وفي هذه المنطقة المطلة على قصر زناكة آن أوان ظهوره حيث أسس أول زاوية له سماها باسم خلوته المذكورة "العباد" وكان ذلك بعد وفاة شيخه وعمدته في الطريق الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمان السهلي رضي الله عنه بسنة 968ه. ولما تكاثرت عليه وفود المريدين من ساكنة قصور فجيج ومن الأعراب البدو الذين كان لأوائلهم انتماء طرقي لجده الشيخ سيدي سلمان بن أبي سماحة في زمانه، اضطر إلى تأسيس زاوية ثانية في الفضاء الواسع الشامل شرق الحمامين لمنطقة أجدل سماها(سهلي) تبركا بشيخه المذكور وذلك في أواخر القرن العاشر الهجري. وظل رضي الله عنه يرأس الزاوية(العباد) وفرعها بأجدل والتي أصبح لها في ذلك الوقت إشعاع علمي وصوفي كبير أدى لما يقرب من قرن من الزمن إلى خفوت صوت الزوايا هناك[/font]
[font=&quot]وقد ساعد على ذلك ازدهارها ما كانت تزخر به من موارد عيش عريضة، إذا كان لها ثمانون جنانا، وستون خروبة ماء، وثمانية عشر ناقة خاصة للتموين، وطاحونتان مائيتان على ساقية تزدارت وفرقة من الخيول، وفرقة من العبيد، وممتلكات أخرى في بعض الواحات كبساتين بني ونيف. كما كانت له رضي الله عنه فتوح في كل أرض من الصحاري بحيث كانت تأتيه القبائل التي تخدمه في كل عام وفي المناسبات بالهدايا والأعطيات من الأموال والأكباش والنوق والحبوب والتمور والزبدة والعسل. هذا بالإضافة إلى سهمه في الغنائم أثناء جهاده ضد المحتل الإسباني، وكذا الامتيازات المادية والمعنوية التي أنعم بها عليه ملوك الدولة السعدية كظهائر التوقير والاحترام التي أسقطت عنه كل التكاليف وحول بموجبها بعض ما كان يدفعه أهل المنطقة إليه عوضا عن خزينة الدولة. كل ذلك أنشأ منه زاوية كافية، بل أكبر زاوية في المنطقة وأحد أغنى مراكز التصوف في المغرب، الأمر الذي أهلها لاستقطاب كل القبائل العابرين للسبيل، وبالتالي افتتاح فروع أخرى لها في الجنوب والشمال وفي الداخل وعلى السواحل في المدن والقرى على السواء. ومن هذه الزوايا ما هو قائم إلى اليوم كزاويته بفاس، وتحديدا بالمدينة البيضاء أو العليا وهي ما يعرف اليوم بفاس الجديد، وزاويته بالجامع الكبير بطنجة، وهي الآن في حوزة التيجانيين، وزاويته قرب الجديدة، وتحديدا بمولاي أبي شعيب الرداد، وزاويته بناحية ورزازات، وزاويته التي تحمل إلى اليوم اسمه، وتسمى بها إحدى جماعات دائرة القصيبة بعمالة بني ملال، وهي "زاوية الشيخ"، وزاويته بمراكش بحومة سيدي محمد بن صالح، وغيرها في الأقطار المغاربية[/font]
[font=&quot]أدوار الزاوية الشيخية خلال العهد السعدي في الميادين الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعي [/font]
[font=&quot]كان للزاوية الشيخية على عهد السعديين نشاط جد مكثف وخاصة على عهد الملوك الثلاثة : المولى عبد الملك والمولى أحمد المنصور والمولى زيدان، فنظرا لما عرف عن مؤسسها الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد من علم غزير، ونظرا للأعداد الهائلة أيضا من الطلبة والزوار الوافدين عليها من مختلف الجهات، فقد رتب لها مجالس من كل فن، إذ أنه كان يقرئ أربعة عشر فنا من فنون العلم الظاهر. ومما يدل دلالة قاطعة على بلوغه الغاية القصوى في الإحاطة بعلوم الشريعة برمتها إلى حد التمكن من الاجتهاد، ويشهد كذلك شهادة دامغة على أنه كان أعلم أهل زمانه على الإطلاق اختياره من قبل سلطان المغرب المولى زيدان لتولي الإفتاء حيث طلب منه استصدار الفتاوى في القضايا الشائكة، ومن ذلك على سبيل المثال نص الفتوى التي أصدرها في ربيع الثاني من عام 1016 هجرية الموافق 1607 ميلادية [/font]
[font=&quot] الجانب الصوفي: كانت للشيخ رضي الله عنه كذلك مكانة جد عالية، بل متفردة في علم التصوف، إذ كانت له اليد الطولى في طريقة التربية من تلقين الذكر وإلباس الخرقة وترقية المريدين، واليد البيضاء في العلوم اللدنية وأخبار الصوفية. ومما لا يدع مجالا للشك في تضلعه في هذا المضمار بيانه لطريقة الجماعة في ذلك كله بالدليل والبرهان، وانتقاده للمتطفلين على الميدان في الرسالة الجوابية التي بعث بها إلى السلطان السعدي مولاي زيدان والتي جاء فيها: "....وطريقة أهل الجماعة في ذلك أن يصافح الشيخ ثم يأخذ الفقير يخلو به ويعلمه سورة الطريق وما يترتب عليها ...ثم يغتسل وينوي أنه خرج عما كان فيه من سوء أعماله وأقواله ...ثم يضع يده اليمنى فوق رأسه أنه شريك في التوبة لاستوائهما في أمر الله تعالى ... قالوا، ويغمض عينيه ويسكت ساعة لتجتمع همته لقوله عليه السلام: " طوبى لمن جعل همه هما واحدا" ثم يتعوذ ويبسمل ويقول استغفر الله العظيم ثلاثا، ثم يقول بعد الثالثة وأتوب إليه، ويسأله التوبة والتوفيق لما يحبه ويرضاه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول الحمد لله رب العالمين. ويتبعه المريد في ذلك كله حتى يصرفه الشيخ، وإذا شاء ذكره مشايخه وإسناده. قالوا كذلك يفعل في تلقينه الذكر ولبس الخرقة، ثم يؤمر أن يلتزم التقوى والطاعة واجتناب المخالفة والبحث عما فيه رضاء الله تعالى تصريحا وتلويحا ... وأما الأوائل من القوم لم تكن لهم فيها رتبة في المشيخة ... وإنما كانت الصحبة واللقاء فكان الأدنى إذا لقي الأعلى استفاد منه ... ثم جاء بعد قوم حرفوا الأمور وخبطوا خبط عشواء في متراكم الظلام فضلوا وأضلوا نسأل الله السلامة [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقصيدتاه " الياقوتة" و"الحضرة"، أو ما يسمى أيضا بالياقوتتين الكبرى والصغرى إلى جانب رسالته هذه تشهد بعلو كعبه في العلم والتصوف إذ ضمن كلا منهما ما يعين المريد ويرد الشارد، وأسس فيها من علم الرشاد ما يضيء به الطريق لأهل السداد، ويكبح به عناد الحساد. وفي الياقوتة يقول[/font]
[font=&quot]حفظت علوما لم تسعها سمـــــاؤها***ولم يبلغ انتهاءها أهل الإشــارة[/font]
[font=&quot]فعمت وخصت في الأنام منارهـــــا***ومن حضرة القهار جل استمــدت[/font]
[font=&quot]سرى سريانا سرنا في السرائـــــر***ولم يدركن بالأفهام المعــــــدة[/font]
[font=&quot]فليس سوانا بعدنا بمعبـــــــــر***عن الحضرة العليا بأحلى عبـــارة[/font]
[font=&quot]وفي هذا المعنى قال عنه مريده الشيخ أبو العباس أحمد بن بودي في تائيته التي رثاه بها والمسماة ب: "روضة الأحزان[/font]
[font=&quot]فحاز مقاما هو أعلى المقامات *** بقطب وغوث قل أمير الولايــة[/font]
[font=&quot]ولي وقطب عالم ومحــدث *** فقيه وغوث قل رئيس الفراسة[/font]
[font=&quot]وقال عنه آخر[/font]
[font=&quot]رأيت شيوخا من شعوب كثيرة *** فلم أر مثل شيخي عبد القـــادر[/font]
[font=&quot]وحلاه الحاج سالم بن علي الشنطيط في الرسالة التي بعث بها إليه من تونس في أمر الجهاد، ب: "الشامل الكامل الزاهد الورع الناصح قطب الزمان وشمس المغرب وسلطان الأولياء " ووصفه آخر في تقييد ب: " الشيخ الأجل القطب الأكمل تاج الأصفياء وسلطان الأولياء وإمام أهل التمكين[/font]
[font=&quot]بهذه المكانة العلمية والصوفية المتميزة طار ذكره في الآفاق وذاع صيته في مشرق المغرب وغربه وفي السودان ومصر والشام والحجاز. ومكنته هذه الشهرة من الاتصال بالملوك والوزراء وأصحاب المكانة المرموقة، فأخذ عليه ملوك المغرب السعديون في عصره: السلطان مولاي أحمد المنصور وابنه السلطان مولاي زيدان وربما السلطان مولاي عبد الملك قبلهما. وأشار إليه الأشياخ من كل جهة فتحززت زاويته بكوكبة من العلماء والفقهاء والأدباء الذين وردوا للتدريس بها ، وانحشرت على أبوابها الأعداد الهائلة من الزوار والمريدين و طلاب السر والطريقة والمجاهدة الذين جاؤوا للأخذ عنه والتماس البركة والدعاء الصالح، فكان له مريدون من كل الأصقاع من فجيج والمناطق المجاورة ومن فاس ومراكش وتلمسان ومنطقة سوس... والسودان وتونس وطرابلس الغرب و السواحل. وكان له مريدون كذلك حتى من الأتراك في الجزائر والإسبان المسلمين الذين كانوا يمدونه بالأخبار عن الكفار أثناء الجهاد ومن خارج إفريقيا في مصر والشام والحجاز[/font]
[font=&quot]الجانب الأدبي: اهتمت الزاوية الشيخية إلى جانب تلقينها لعلوم الشريعة وعلم التصوف بتدريس علوم اللغة وآدابها. وإن قصيدة الشيخ التائية المعروفة(الياقوتة) والشهيرة ب(السلسلة) إلى جانب قصيدته(الحضرة) وكلاهما من البحر الطويل لتدلان دلالة قاطعة على طول باعه في مجال النظم وبراعته في هذا الفن من الفنون الأدبية. كما أن رسالته في التصوف إلى السلطان زيدان التي هي واحدة من مجموعة من رسائله الضائعة لا تدع هي الأخرى مجالا للشك في أنه كان يجيد فن النثر إجادة تامة، ولا أجد ما أعبر به على هذه الرسالة أحسن من هذه العبارة التي علق بها عليها شكلا ومضمونا الأستاذ الباحث محمد بن علي بوزيان حيث يقول : ورسالته إلى الأمير زيدان تكشف عن رسوخ معرفته وإحاطته بأفانين القول وأساليب البيان[/font]
[font=&quot]الحقل الاجتماعي: لقد كانت عناية الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رضي الله تعالى عنه بطبقة المحتاجين من الفقراء و المعوزين و اليتامى و الأرامل و أبناء السبيل و المظلومين عناية خاصة، إذ جعل الاهتمام بحالهم الهدف الأساسي الأول من تأسيس زاويته الى جانب التلقين والتربية بوصفه شيخ فجيج كما نعت بذلك، أي الأب الروحي لأهل المنطقة. فقد وفر في زاويته من المئونة والزاد اللباس والمأوى ما خفف به من حدة بؤس و حرمان ومعاناة أفراد و أسر هذه الطبقة[/font]
[font=&quot]قال ابن بودي في الروضة[/font]
[font=&quot]فما لليتامى من ملاذ بعيــــده******وما للناس من ملجإ كالعصابــــة[/font]
[font=&quot]ومن للسائلين مجيبا دعاءهـــم******وللفقراء من يقوم بحاجــــــة[/font]
[font=&quot]ومن للأرامل وإطعام جائــــع******لباس عراة بعد شيخ الزعامــــة[/font]
[font=&quot]لحجاج بيت الله يأتي تبسمــــا******ويظهر بشره وعند السقايـــــة[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]هذا إضافة إلى روح التضامن والتكافل الاجتماعي التي عمل على إشاعتها بين أهل المنطقة من خلال فرض غرامات مالية ذات طابع زجري على المخالفين وتوزيعها على الفقراء. وعلى سبيل المثال لا الحصر، الغرامة التي وقعها على جناحي قصر بني شريمن على إثر صراع احتدم بينهما والتي تقدر قيمتها بمائة وخمسين دينارا ذهبا ثم وزعها على ضعفاء القصر[/font]
[font=&quot]ومن وجوه سعيه أيضا في الدفاع عن المظلومين وإنصافهم انتقاله إلى الجهات والقصور البعيدة المختلفة لرد ما غصب من الأموال والمنقولات والحض على صيانة أموال اليتامى ونصح المعتدي وزجره ورد الديون والرهون التي لم يتمكن مستحقوها من استيفائها، هذا بالإضافة إلى حث الحكام على التحلي بالنزاهة والعدل أثناء الفصل في المنازعات. يقول تلميذه القاضي الأجل محمد بن عبد الله الجراري[/font]
[font=&quot]شغفت بحب الشيخ عبد القــــادر***** فأذهلني عن القضاء في الخصومة[/font]
[font=&quot]يشير إلي بالقضاء غير مـــــرة*****ويأمرني بالفصل بين الخليقــــة[/font]
[font=&quot]فاستطاع بتأثيره الروحي أن يحمي القيم والمقدسات الدينية، وأن يحق الحق ويبسط العدل في وسط كانت تسوده الفوضى والغلبة للقوي، إذ أصبح الحكم في كل النزاعات مهما كانت أسبابها. ولعل أبرز النزاعات التي كان يتدخل دائما لفضها تلك التي كانت تنشب بين أهل فجيج حول مسألة الماء. يقول رضي الله عنه في خطاب ألقاه على أهل فجيج بخصوص هذه القضية :"...ياأهل فجيج مالكم تتقاتلون في كل يوم ولا تنتهوا، وتقتلون بعضكم بعضا من غير شريعة ولا حق، فلا يحل لكم هذا، فانتهوا عن فعلكم هذا،إن انتهيتم نأتكم بساقية كبيرة لا تحتاجون إلى كراء الماء ولا من يربطها منكم في الليل ولا في النهار " .ولأجل ذلك نعت رضي الله عنه بقاضي الصحراء لكونه نجح إلى حد كبير في حماية القصور في الصحاري من مخاطر الأعراب اعتمادا فقط على الوعظ والإرشاد والكلمة الطيبة. قال ابن بودي في الروضة[/font]
[font=&quot]ومن لي بإصلاح قبائل فتنــــة*****إذا أضرمت نار لقتل السفاهـة[/font]
[font=&quot]ومن يأمر الأعراب ثم الأعاجــم***** بإصلاح ذات البين عن شأن فتنة[/font]
[font=&quot]الحقل السياسي[/font]
[font=&quot]أمام المد الكبير والصيت العظيم لزاوية الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد اضطر أهل الرياسة والسلطان إلى الاستفادة من نفوذه فرامه السلطان مولاي زيدان في الملمات العظام حيث استنجد به في الحرب التي دارت بينه وبين أخيه محمد الشيخ بعد انهزام جيشه وإشرافه على الوقوع في الأسر، فكان تدخله رضي الله عنه سببا لنجاته من الهلاك. وقصده مرة أخرى لتثبيت دعائم ملكه فوقف إلى جانبه ضدا على ثورة ابن أبي محلي، وقدم له البيعة، وأمر أهل المنطقة بمبايعته في فجيج لما زاره بهان ففعلوا صبيحة يوم عيد الفطر من عام 1017هـ. التجأ السلطان زيدان إلى الزاوية الشيخية بوصفها الركيزة الأساسية المعتمد عليها من لدن الدولة السعدية اقتناعا منه بقوة نفوذها، وتأسيا بصنيع والده السلطان أحمد المنصور الذي أصبغ عليها إلى جانب باقي الزوايا الصبغة التمثيلية وشد عضدها بفجيج حتى أصبح نفوذها متوغلا إلى تخوم توات وتيكورارين جنوبا وسجلماسة غربا والأغواط شرقا وبني يزناسن شمالا، وهي بهذا النفوذ كانت تقوم بدور تأمين هذه المنطقة البعيدة من العاصمة مراكش المتاخمة في حدودها مع الأتراك.[/font]
[font=&quot]كما حاولت طبقة الدجاجلة الأخرى الاستفادة من نفوذه في شخص زعيمها ابن أبي محلي الذي كان قد شاع في المغرب كله خبر هروبه من المشاركة في الجهاد في معركة وادي المخازن، كما كان أيضا قد شاع نبأ طرده من زاوية الشيخ محمد بن مبارك الزعري على إثر افتضاح أمره فيما يخص انتحال التصوف وزعم الانتساب إلى البيت العباسي وادعاء المهدوية طمعا في الوصول إلى السلطة. بهذه الصورة المشوهة حل ابن أبي محلي بالشلالة حيث كان يتواجد الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد مبعوثا إليه كما زعم من سجلماسة من طرف الشيخ أبي القاسم بن محمد بن عبد الجبار، وكان ذلك سنة 1008هـ، وهو موعد مرض السلطان أحمد المنصور واقتراب وفاته، مما يفيد أنه كان يتسابق مع الزمن للعثور على زاوية كبيرة تأويه وطريقة صوفية قوية يستغل نفوذها ونفوذ صاحبها لتحقيق مشروعه السياسي المتمثل في اغتصاب الملك بعد وفاة المنصور.إلا أن الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد بالإضافة إلى علمه بحالته هذه كوشف بدسيسته وخبث طويته، بل وبسوء عاقبته، فقطع عليه الطريق، وذلك بأن " رفض مصاهرته " اعتراضا على ادعائه المهدوية و خروجه على طاعة السلطان السعدي مولاي زيدان. ولما أيقن بن أبي محلي بأنه لا سبيل إلى تحقيق طموحه السياسي على حساب زاوية الشيخ و نفوذه لما رأى من وقوف هذا إلى جانب السلطان ناصبه العداء جهرا وتفوه بأول فرية في حقه رضي الله عنه وذلك بأن ادعى مصاهرته والإقامة معه في داره وأنه حاول تسميمه مدشنا بذلك مسلسلا من الإختلاقات والأكاذيب في محاولة خجولة يائسة لصرف وجوه الناس عنه و جلبهم إلى صفه بهدف دعم ثورته ضد السلطان زيدان، هذه الثورة التي ناله فيها من قول الشيخ رضي الله عنه في الياقوتة[/font]
[font=&quot]ومن ينسب إلينا غير مقولنــا ***** يصبه بحول الله أكبر عــــلة[/font]
[font=&quot]وموت على خلاف دين محمـد ***** ويبتليه المولى بفقر وقلــــة[/font]
[font=&quot]و بطش و شدة انتقام وذلــة ***** ويردعه ردعا سريع الإجابـــة[/font]
[font=&quot]بلعن الإله باء من رام نسبــنا *****عنادا إلى فعل نكير و بدعــــة[/font]
[font=&quot]كذاك الذي يرمي كريم جنابــنا ***** وينسب قدرنا لأقبح سيــــرة[/font]
[font=&quot]حيث أصيب في نحره بأول رصاصة أطلقت في معركة كليز فأردته قتيلا، و قطع رأسه، ونهبت محلته، وفرت جموعه، وعلق رأسه مع عشرة من أصحابه على سور بمدينة مراكش لمدة (تزيد) اثنى عشر سنة[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]خروجه من فجيج وتأسيسه زاوية الأبيض واستمراره في الجهاد ضد الأسبان إلى حين استشهاده[/font]
[font=&quot]أمام عدم انصياع أهل فجيج لحكم الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد بخصوص مسألة الماء، وأمام العقلية المتحجرة للأعراب البدو وتعصب الفقهاء إلى الظاهر وعدائهم الأعمى والسافر لأهل التصوف، ونظرا لإدراكه أيضا بأن نهاية الدولة السعدية قد قربت، وأن المنطقة ستكون عاجلا أم آجلا منطقة احتكاك وصراع، فقد آثر الابتعاد من فجيج إلى الحدود الشرقية، وقيل أنه كان ينوي الذهاب للعيش بعيدا في مكة المكرمة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه في اليوم الرابع من فراقه فجيج فأشار عليه بالذهاب إلى الأبيض " الجزائر" وتأسيس زاويته هناك ومواصلة الجهاد، وأثناء طريقه مر على وادي الناموس وتلمسان ليستقر أخيرا بالحاسي الأبيض حيث أسس زاوية كبيرة وبنى أول قصر وهو القصر الغربي من القصور الستة المتواجدة هناك على بقعة أرضية تنازل له عنها شريف مغربي من ذرية الولي الصالح سيدي عبد القادر الجيلالي يدعى سيدي بودخيل وذلك في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي عشر الهجري، واستمر رضي الله عنه في القيام بشؤون هذه الزاوية والتي كان لها هي الأخرى على غرار باقي زواياه بفجيج وغيره باع طويل في تلقين العلوم ونشر الطريقة الشيخية في أوساط القبائل من مختلف الجهات، وبموازاة مع ذلك استمر كعادته في التصدي إلى المحتل الإسباني في عدة مناطق من الداخل والساحل كوهران ومليلية ومطغرة وتحديدا بتبحريت على الساحل الشمالي للمغرب وغيرها من الجهات، إذ رابط على الجهاد على فرسه المعروفة ب: (الشهباء) لمدة تزيد على عشرين سنة. وإبان الحروب والقلاقل التي نشبت بين أبناء المنصور حول السلطة، كان ينتقل في منطقة جبال القصور بين وادي الناموس والشلالة الظهرانية متخذا من تلك المنطقة قاعدة متقدمة لشن هجماته الجهادية ضد الإسبان. يقول ابن بودي في " روضة الأحزان[/font]
[font=&quot]نهاره صائم وليله قائم *** يجاهد في الكفار في كل ساعة[/font]
[font=&quot]وفي إحدى هذه الحمالات العسكرية التي قادته إلى وهران وانتصر فيها كعادته على الاسبان، رجع متحاملا بخمس جراحات أصيب بها في جهات مختلفة من جسده من جراء ضربات سيوف وطلقات نارية، وبقي مدة أسبوع وإحدى زوجاته تتولى تمريضه بعد أن أمرها بكتمان أمر تلك الجروح إلى أن توفي شهيدا في شرق قرية ستيتن. وحدد العياشي في (ماء الموائد) المكان بإنه في وسط الطريق بين كراكدة وأربا حيث توجد مزارة له " الجزائر". وكان ذلك يوم الجمعة الثاني من شهر جمادى الأولى من عام 1025ه عن سن تناهز خمسا وثمانين سنة، وصلى عليه صهره ونقل إلى الأبيض ودفن في اليوم الرابع هنا بوصية منه. وإلى يومنا هذا يعرف رضي الله عنه " بذي الروضتين " إذ له هذا القبر الذي بالفرعة المتوسطة داخل القصر الشرقي بالأبيض،وقبر آخر ظهر فيه جثمانه الشريف الطاهر في كرامة مشهورة بمقر زاويته شمال شرق الحمامين بمنطقة أجدل بفجيج، والحكاية على وضع القبرين وإنشاء الروضتين مشهورة ذكرها مريده العلامة الشريف سيدي أحمد بن محمد بن اعمر الفجيجي الذي رثاه بقصائد منها (العينية) (والقافية) الأولى من البحر الطويل والثانية من المتقارب، وقبراه معا بالأبيض وفجيج لهما حرمة عالية ومهابة ظاهرة وهمة كافية، وعليهما توقير الصالحين، وتعظيم العارفين، يزورهما الشريف والوضيع، يلجأ إليهما في جميع الأوقات وتقضى ببركتهما جميع الحاجات[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ـ آثــــــاره[/font]
[font=&quot]خلف الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رضي الله عنه في فن الشعر قصيدتين من البحر الطويل إحداهما تسمى(الياقوتة) أو(السلسلة) وهي من المطولات التائية إذ يصل عدد أبياتها إلى مائة وثمانية وسبعين بيتا، وأخرى تسمى (الحضرة) وعدد أبياتها أربعة وعشرون وكلاهما في موضوع التصوف بالإضافة إلى قصائد ونتف شعرية في نفس الموضوع[/font]
[font=&quot]وفي النثر خلف رسالة جوابية في التصوف أيضا بعث بها إلى السلطان السعدي زيدان وهي إحدى رسائله الضائعة بالإضافة إلى أقوال وحكم. كما تنسب له بعض المؤلفات إلا أنها لازالت مفقودة[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]كان الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رضي الله عنه ينتمي إلى الجيل الشاب المجدد بالشمال الإفريقي آنذاك الذي خلده التاريخ من خلال الدور الريادي الذي اضطلعت به طريقته الصوفية المعروفة (بالشيخية) في ترسيخ الإسلام الحق وطرد المحتل الإسباني من المغرب، وخدمة المشروعية. ولم يتوقف هذا الدور بعد وفاته بل استمر على يد أنجاله منهم خليفته الولي الصالح سيدي الحاج أبوحفص و الولي الصالح سيدي عبد الحاكم و خاصة الولي الصالح القطب المجاهد البطل الشيخ أبي عمامة سيدي محمد بن العربي البوشيخي رضي الله عنه الذي كرس حياته للجهاد ضد المحتل الفرنسي وطرده من المناطق الشرقية للمغرب[/font]
[font=&quot]ويحمل سيدي عبد القادربن محمد لقبه الشهير سيدي الشيخ الذي أصبح اسمه الشائع حتى أن حفدته تسمى بأولاد سيدي الشيخ ويعود سبب حمله لهذا الاسم الى كرامة شهيرة متواترة مفادها،أن امراة تلميذة للشيخ سقط ابنها ذات يوم في جب فنادت بأعلى صوتها:"يا القادر يا عبد القادر...." فاذا بشيخين يحملان معا اسم عبد القادر هبا لانقاذ الطفل أما شيخ المرأة فقد أعد يده من الأسفل قبل أن يسقط في الماء، وأما الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني فسارع لإمساكه من الأعلى، ولما لاحظ هذا الشيخ أن الطفل مستقر في يد شيخ آخر علم أنه يشاركه في الإسم، فتوجه له بالقول:" ميز إسمك عن إسمي يا شيخ." علما منه أنه لا يستطيع القيام بإغاثة من هذا القبيل إلا شيخ كامل، فأجابه سيدي عبد القادر بن محمد:" هو ذاك يا شيخ من الآن فصاعدا سأحمل إسم الشيخ الذي شرفتني به." وهكذا تمت له الشهرة بهذا اللقب على حساب إسمه الحقيقي عبد القادر[/font]
[font=&quot]من خلال هذه الكرامة نفهم أقوال الشيخ إذ يقول في الياقوتة مبينا حضوره في الشدائد وكذا قولته المتواترة :[/font]
[font=&quot]" اخديمي انجيه طاير، وعبدي انجيه غاير، وولدي انجيه ساير." [/font]
[font=&quot]وفي ختام هذه الترجمة المباركة نعترف بعجزنا الكبير عن الإحاطة بالتعريف ولو ببعض جوانب الشخصية العظيمة لشيخنا وقدوتنا الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رضي الله عنه، ولعل ما يعوضنا عن ذلك ويسلينا أيضا قول العلامة أحمد بن أبي بكر السكوني في[/font]
[font=&quot]تقوية إيمان المحبين والمصدقين. عن بسطه وأوصافه و مزاياه[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ومن أوصافه رضي الله عنه ونفعنا به وبسيرته وما كان عليه من الأخلاق الحميدة كان رضي الله عنه تائبا ورعا زاهدا صابرا، صادقا حسن القصد، راضيا عن الله ورسله موحدا، عارفا، مداوم على الذكر، مفوضا ذا حياء حزينا يحب العلماء والشرفاء وأهل الدين، يتلقاهم بالإكرام والمحبة والبشاشة، ويتلقى القاطعين بالدعاء والإكرام والموعظة، حامدا لمولاه، خشعا راجيا، محسنا ظنه في مولاه، ذا أنس ذا رأفة ذا سخاوة، سخاوته تضرب بها الأمثال مداوما على الأعمال الصالحة، ذا خلوة ذا إيثار، متفكرا في أمور مولاه، ذا همة عالية، منعزلا عن الناس غالبا، ملازما للجوع، مداوما على الصوم، قليل النوم، وفي مثله يقول القائل[/font]
[font=&quot]علم الشوق مقلتي سهر الليل ****** فصارت في غير نوم تراك[/font]
[font=&quot]قنوعا بما قسم الله له، مؤدبا سهل الملتقى، ذا خلق حسن، ناصحا لله ولرسوله ولعامة المسلمين آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، ذا هيبة في النفوس موافقا للسنة، وكان رضي الله عنه أكثر كلامه لوائح، دون تصريح، أعجوبة زمانه ونخبة عصره وأوانه، ذا قبض ذا بسط، صاحب تمكين، أهان نفسه بالطاعة بل يتلذذ بها، وليس له حظ في الشهوات البطنية[/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه لا يتكلم في المسجد بكلام الدنيا، مهما أراد أن يكلم أحدا في أمر الدنيا خرج معه من المسجد فحينئذ يكلمه، وكان رضي الله عنه ممتثلا للأوامر، مجتنبا للصغائر فضلا عن الكبائر [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان رضي الله عنه يحمل الأذى ممن آذاه ويتلقاه بالغفران والإحسان، ويكف الأذى عن الأقارب والأباعد والإخوان تاركا للدنيا ومحبتها، وأتته على رغم أنفها، ومال عن الركوب إليها[/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه يقدم الفقراء والغرباء على الأغنياء في المحبة والإنبساط، وكان جميل الصفات شريف الأخلاق، وكامل الأدب كثير التواضع دائم البشر، وافر العقل، وكان رضي الله عنه نافذ التصريف، مجاب الدعوة، ظاهر الكرامات، كثير الهيبة، وقد إنتهت إليه رئاسة هذا الشأن في زمانه، قد فتح الله عليه بمواهب قلبية، وأسرار ربانية إستفادها بالتوجه والعمل، وإرتقى فيها إلى غاية ما يؤمل، وإشتهر ذكره في الآفاق، وقصده الزوار من كل فج، وظهرت إمارات قربه من الله، وتلقاه الناس بالتبجيل والإحترام والرجوع إلى قوله والمصير إلى حكمه، ورمى بالأموال من كل جهة، وهرع إليه أهل السلوك من كل فج عميق، وأشار إليه الأشياخ من جميع الجهات، وأصبح الغرب يفتخر بنسبته إليه، والشرق يود لو إحتوت جهاته عليه، وبلاد " الأبيض" يرقص طربا لحلوله فيه [/font]
[font=&quot]تالله لو لاحظه الشيخ الهواري لما قال في أهل المغرب مقالته، ولو جالسه الشيخ أبو مدين الغوث لقرت عينه به، لأجل أنه من ولادته " كذا " ، ولو أدركه الشيخ أحمد بن يوسف الملياني لفرح به لكونه من أحفاده، ولو تكاتب مع الشيخ زروق لعلم أن له حظا في العلوم من كتابته، ولو لازمه الشيخ الشبلي لتيقن أنه تمكن في ولايته، ولو غزا مع الشيخ الجنيد لتبينت له شجاعته، ولو تعبد مع الشيخ أويس القرني لشهد له بالصبر وعدم القلق في خلواته، ولو مشى بين يدي الشيخ إبن مشيش لأفصح للناس بعلو منزلته وجلالته، ولو رأى كرمه وسخاءه الشيخ أبو العباس المرسي لدل الناس إليه لزيارته والتبرك به، ولو جلس في حلقة الشيخ أبي الحسن الشاذلي لقربه إليه بالبرور والمحبة ومعانقته، ولو إلتقى مع الشيخ أبي يعزى لبان له وظهر ما كتب على رأس قنته ، بل هو الذي قال في مثله القائل[/font]
[font=&quot]حلف الزمان ليأتين بمثله ******* حنثت يمينك يا زمان فكفر[/font]
[font=&quot]بالله لقد أحي طريق السلف، وزين جميع الخلف، فلو سمع به الشيخ القشيري لم يقل ذهب أهل التحقيق ولا نوه بدروس معالم الطريق، ولو رآه الشيخ إبن أدهم لعده من أقرانه، ولو باشره الشيخ بشر لبشر به أهل زمانه، ولو تصافح مع الشيخ الفضيل لشهد له بفضله، ولو تكلم مع الشيخ الثعالبي لعلم أنه على النهاية في الإتباع، من قوله وفعله، ولو عاصره الشيخ السري السقطي لحض الناس على إسراع السرى إليه، ولو عرضت أحواله على الشيخ أبي يزيد لزاد في الثناء عليه، معارف الشيخ معروف تنشق من عرفه، ولطائف الشيخ ذي النون تشتمل من شمائل لطفه، موارد وإراداته صافيات المنهل، ومنازل منزلاته كل ربع منها آهل، وشاهد مشاهداته مشهورة الدلائل، فبدايته نهاية، ونهايته تقصر عنها الغية، ولو تتبعت مناقبه لأطلت ولو طولت في ذلك لتطولت ولكن وصفت منها ما وسع عقلي ونزرا مما أحاط بصري ونقلي، وأنى لي بدرك معاليه.والإحاطة بوصف مقامه، لكن طلوع الشمس من المشرق وغروبها من المغرب لا . يفتقران الى دليل، والماء البارد والسخون يميز بينهما كل عاقل[/font]
[font=&quot]تحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا حاكمي مصطفى غفر الله له[/font]

[font=&quot]وفاة الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رحمه الله[/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله شهيدا عن 85 سنة إثر جروح أصيب بها في معركة ضد الإسبان بناحية وهران"طلقات نارية، وضربات سيوف." ورجع متحملا بجروحه تلك إلى منزله، وأوصى أن لا يكشف أمره إلى حين وفاته، فلما توفي أخبرت زوجته التي كانت تتولى تمريضه بسبب موته، ثم إن الذين تولوا غسله أخبروا بالجروح التي وجدوها بجسده، ولا يحتج هنا بالقول أن الشهيد لا يغسل، لأنه لم يمت في أرض المعركة أولا، إذ كان بين إصابته وموته أكثر من أسبوع. ولما أحس بقرب أجله بعث في طلب أولاده وكانوا في أماكن متفرقة بعيدة، فاجتمعوا في أقصر مدة وأوصاهم بتقوى الله عز وجل وملازمة السنة، والتناصح والقيام بأمر الزاوية وإسعاف ذوي الحاجات... وكانت وفاته رحمه الله يوم الجمعة الثاني من ربيع الأول سنة 1025 هـ - 1616م. ونقل بناء على وصيته للأبيض (الجزائر) حيث دفن يوم الرابع من نفس الشهر يومه الأحد، وصلى عليه تلميذه وصهره سيدي محمد عبد الله الجراري بوصية منه كذلك. وضريحه بالأبيض مشهور جدا يزار ويقام عليه موسم سنوي يجتمع فيه مقاديم وفقراء وأحباب الشيخ رحمه الله. وله ضريح آخر رمزي بمدينة فجيج (المغرب) وهو مزار معلوم. ورثاه تلميذه الفقيه العلامة أبو العباس إبن فودي بقصيدة مطولة 117 بيتا، سماها " روضة الأحزان، ومهجة قلوب الإخوان، لتعلم كيف قتل قطب الزمان، شيخنا وقدوتنا نجل أبي داوود سليمان."[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ورثاه كذلك العلامة الشيخ السكوني صاحب المناقب.[/font]
[font=&quot]ترك الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد مشيخة الطريقة الشيخية لابنه الولي الصالح الشهير سيدي الحاج أبوحفص بوصية مكتوبة[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]"بعض ألقاب سيدي عبد القادر بن محمد": [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]سيدي الشيخ، الشيخ السماحي، ابن أبي سماحة، المير، السلطان، بوعمامة، القرمامي، مولفرعة، دباب الداهشين، مول سبعة أقباب، رحلة البيضاء، إمام الصوفية، فارس المشالي، الغوث الرباني، مول الشهبة، ابن الدين... [/font]
[font=&quot]اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين[/font]
[font=&quot]اثبات الكرامات ، الحكمة من الكرامات [/font]
[font=&quot]الفرق بين الكرامة والإستدراج ـ موقف الصحابة من الكرامات[/font]
[font=&quot]كثر تساؤل الناس في هذا الزمان عن الكرامات ؛ هل هي ثابتة في الشرع ؟ هل لها دليل من الكتاب والسنة ؟ ما هي الحكمة من إِجرائها على يد الأولياء والمتقين ؟ .. إِلخ. وبما أن موجات الإِلحاد والمادية، وتيارات التشكيك والتضليل قد كثرت في هذا الوقت، فأثرت في عقول كثير من أبنائنا، وأضلَّت العديد من مثقفينا، وحملتهم على الوقوف من الكرامات موقف المنكر الجاحد، أو الشاكِّ المتردِّد، أو المستغرب المتعجب نتيجة لضعف إِيمانهم بالله وقدرته وقلة تصديقهم بأوليائه وأحبابه.[/font]
[font=&quot]فلا يسعنا إِلا أن نعالج هذا الموضوع إِظهاراً للحق، ونصرة لشريعة الله تعالى.[/font]
[font=&quot]إِثبات الكرامات:[/font]
[font=&quot]لقد ثبتت كرامات الأولياء في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي آثار الصحابة رضوان الله عليهم، ومَنْ بعدهم إِلى يومنا هذا، وأقرها جمهور العلماءِ من أهل السنة والجماعة، من الفقهاء والمحدِّثين والأصوليين ومشايخ الصوفية، وتصانيفُهم ناطقة بذلك، كما ثبتت كذلك بالمشاهدة العيانية في مختلف العصور الإِسلامية. فهي ثابتة بالتواتر في المعنى، وإِن كانت التفاصيل آحاداً ؛ ولم ينكرها إِلا أهل البدع والانحراف ممن ضعف إِيمانهم بالله تعالى وبصفاته وأفعاله [قال العلامة اليافعي رحمه الله تعالى: (والناس في إِنكار الكرامات مختلفون، فمنهم من ينكر كرامات الأولياء مطلقاً، وهؤلاء أهل مذهب معروف، عن التوفيق مصروف. ومنهم من يكذب بكرامات أولياء زمانه ويصدق بكرامات الأولياء الذين ليسوا في زمانه كمعروف الكرخي والإِمام الجنيد وسهل التستري وأشباههم رضي الله عنهم، فهؤلاء كما قال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: والله ما هي إِلا إِسرائيلية، صدقوا بموسى وكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم لأنهم أدركوا زمنه. ومنهم من يصدق بأن لله تعالى أولياء لهم كرامات ولكن لا يصدق بأحد معيَّنٍ من أهل زمانه). روض الرياحين، للإِمام اليافعي ص18].[/font]

[font=&quot]الدليل عليها من كتاب الله تعالى:[/font]
[font=&quot]1ـ قصة أصحاب الكهف وبقائهم في النوم أحياء سالمين عن الآفات مدة ثلاثمائة وتسع سنين، وأنه تعالى كان يحفظهم من حر الشمس: {وتَرى الشمسَ إذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عنْ كهفِهِم ذاتَ اليمينِ وإذا غَرَبَتْ تقرِضُهُم ذاتَ الشمالِ} [الكهف: 17]. إِلى أن قال: {وتحسَبُهُم أيقاظاَ وهُمْ رُقودٌ ونُقلِّبُهُم ذات اليمين وذات الشمال وكلْبُهُم باسِطٌ ذراعيهِ بالوصيدِ} [الكهف: 18]. إِلى أن قال: {ولَبِثوا في كَهْفِهِم ثلاثمئةٍ سنين وازدادوا تسعاً} [الكهف: 25] [قال الإِمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره الكبير عند قصة أصحاب الكهف: (احتج أصحابنا الصوفية بهذه الآية على صحة القول بالكرامات وهو استدلال ظاهر، فنقول: الذي يدل على جواز كرامات الأولياء القرآن والأخبار والآثار والمعقول..) انظره مفصلاً في التفسير الكبير للعلامة فخر الدين الرازي ج5 ص682].[/font]
 
أعلى