موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع
إنضم
23 يونيو 2011
المشاركات
2,069
النقاط
38
الإقامة
مصر
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري
الجنس
أخ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب وبارك جهودكم وجعلها ثقيلة فى ميزان حسناتكم
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] ولعلنا وقد عرفنا مكانة هذا الوالد الأدبية ، نقدر ماكان له من يد في تربية ولده وحسن تنشئته على طلب العلم منذ صغره ، فبعدما حفظ القرآن وشدا طرفاً من أوليات المعارف في بلده أصيلا على ما يظهر، توجه إلى قرطبة وهو ابن ثماني عشرة سنة، فقد ذكر ابن الفرضي أنه توفي عن 62 سنة، ودخوله لقرطبة كما علمنا كان سنة 342، فيكون عمره حينئذ 18 عاما تقريباً . فتفقه فيها بشيخها اللؤلؤي وأبي ابراهيم وسمع أحمد بن حزم وإبن المشاط والقاضي بن السليم وإبن الأحمر وأبان بن عيسى بن دينار الأصغر ونظائرهم ، وهو بعد شاب يافع كما سبق عن إبن عائذ ، ولم يقتصر في الأخذ على علماء قرطبة فتوجه إلى وادي الحجارة وأخذ عن إبن مسرة الحجاري ، وإلى بجانة فأخذ بها عن إبن فحلون كما في المدارك ، وربما أخذ عن غير هؤلاء بغير هذه المدن من بلاد الأندلس . [/font]
[font=&quot] وظن أن والده الأديب انما وجهه هذه الوجهة الفقهية لما كان يراه للفقهاء وعلماء الشرع بالأندلس من مكانة سامية عند الناس وذوي الأمر ، وقد صدق حدسه فأدرك ولده بعد ذلك من شفوف المنزلة وعلو القدر ما لم يعهد إلا لكبارالعلماء في ذلك العهد.[/font]
[font=&quot] وبعد تقصيه في طلب العلم بالأندلس ، رحل إلى المشرق سنة إحدى و خمسين أو إثنين وخمسين ، فلقي شيوخ إفريقية كأبي العباس الإبياني التونسي، و أبي العرب التميمي ، و علي بن مسرور ،وعبد الله بن ابي زيد القيرواني وكتب عنه إبن ابي زيد بعض ما أخذه عن شيوخه الأندلسيين ، وهي أول ما بدا من تصدره وناهيك بها .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ولقي بمصر القاضي أبا الطاهر البغدادي ، وإبن رشيق وحمزة الحافظ ، وأبا إسحاق بن شعبان ومحمد بن عبد الله بن زكرياء النيسابوري ، وأبا أحمد إبن المفسر وغيرهم . [/font]
[font=&quot] وحج سنة ثلاث وخمسين فلقي بمكة أبا زيد المروزي ، سمع منه البخاري ، وأبا بكر ألاجري ، وبالمدينة قاضيها أبا مروان المالكي . [/font]
[font=&quot] وسار إلى العراق فلقي بها الأبهري رئيس المالكية ، وأخذ عنه الأبهري أيضاً و- سمع من الدارقطني ، أيضا ، وقد حدث عنه كثيراً في كتابه في الرواة عن مالك . وسمع بها كذلك من أحمد بن يوسف بن خلاد وأبي علي الصواف وأبي بكر الشافعي وغير واحد من تلك الطبقة وممن يليها ببغداد وبالكوفة وبالبصرة و واسط . وإضطرب بالمشرق مدة طويلة وأكثر الجمع والرواية .قال إبن الحذاء : أقام بالمشرق نحو ثلاثة عشر عاما .سمع ببغداد عرضته الثانية في البخاري من المروزي وسمعه أيضاً من أبي أحمد الجرجاني ، وهما شيخاه في البخاري وعليهما يعتمد .[/font]
[font=&quot] هذه جماعة من شيوخه ذكرهم القاضي عياض وغيره . ونرى أن فيهم من الأكابر من أخذ عنه وتدبج وإياه ، مما يدل على جلالة قدره وأنه في رحلته العلمية كان بمثابة من يأخذ ويعطي لاستكمال تحصيله وسعة روايته .[/font]
[font=&quot] وقد أخذ عنه الجماء الغفير ، منهم أبو عمران الفاسي وإبن الحذاء والمهلب وأخوه محمد وعيسى بن سعادة وأبو المطرف الأنصاري و- هشام بن أكدر أبو محمد الطليطلي وعلي بن أحمد وغيرهم ، و أثنى عليه المشيخة الثناء العاطر ، قال إبن الحداء : لم ألق مثله في عمله . قرطبة فلما وصل إلى المرية مات الحكم فانعكس أمل الأصلي ، وبقية حائراً لا لا يدري ما يفعل . وعبارة الخبر فيها غموض ، فإنها لم تفصح باستدعاء الحكم له ، ولكنه مفهوم من السياق ، ويظهر أنه أبطأ في تلبية الدعوة لأن الحكم سمع به من مدة طويلة كما جاء في رواية هذا الخبر ، وهو لم يسرع في العودة إلى الأندلس .والحكم لا يغيب عنه خبر صاحبنا وأبوه إبراهيم وراقة ، وهو يراه كل يوم في مكتبته التي كانت تأخذ من وقته حصة مهمة . والأب مشوق إلى ابنه لا أحب إليه من أن يعود إلى بلده بالحالة التي تسر قلبه وتقر عينه فيلقى من تقدير الحكم وإقبال الناس عليه ما هو أهل له . على أننا لا نجزم بأنه لما عاد كان والده ما يزال حيا ، فالمصادر التي نرجع إليها في ترجمته تسكت عن هذا ومثله ، ونحن انما نفرض ونقدر ما يحتمل أن يكون ولا يبعد وقوعه. وعلى كل حال فقد سار صاحبنا إلى قرطبة ونشر بها عمله فطار ذكره وعرف مكانه وشرق به فقهاؤها وتضايقوا منه ، فغضوا من قدره وتحاملو عليه حتى ندم على رجوعه وهم بلانصراف إلى المشرق ، فعلم المنصور بن ابي عامر بحاله وهو الذي تولى أمر الدولة بعد وفاة الحكم ، فقربه ونوه به ، وأجرى عليه من الرزق ما كفاه .ثم ارتقى شأنه بتقليد ه الشورى ، وأخذ الناس عنه ، وأدرك جاها بإقبال إبن ابي عامر عليه وتعظيمه له .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قال أبو إسحاق الشيرازي : وممن إنتهى إليه هذا الأمر من المالكية بلاندلس أبو محمد الأصلي ، يعني رياسة العلم وقال إبن عفيف رحل وتفقه على علم عظيم ، وقدم الأندلس و- لا نظير له فيها في الفهم والنبل . [/font]
[font=&quot] وقال الضبي في البغية : ((أكثر الجمع والرواية ورجع إلى الأندلس فساد في ذلك ولم يكن ينافسه إلا القاضي إبن زرب ، فنشأت بينه وبين أصحابه مشاحنة ، اثارتها المنافسة وعلو كعب الأصلي في العلم فأراد إبن ابي عامر صلاح حالهم بتفريقهم فقلد الأصلي قضاء سرقسطة ، فدارت بينه وبين واليها مناقشة في في أمور أنكرها عليه الأصلي ، فحلف الوالي أن لا يلي معه ، فصرفه إبن ابي عامر عن القضاء صرفاً جميلاً أراه حاجته إليه بالحضرة ، فأقام على حاله الأولى رأساً في أهل الشورى بقرطبة لا سيما بعد وفاة قضيدها إبن زرب فإنه استكملت رياسته ، حتى صار بالاندلس نظير إبن أبي زيد بالقيروان وعلى هديه .[/font]
[font=&quot] ويذكرون أنه كانت في خلقه زعارة ، أي : شراسة تخرجه أوقات الغيظ عن الاعتدال ، وأنه أبلغ عن القاضي إبن زرب رحمه الله يوماً كلاماً عرض به فيه فساءه ذلك وحرك من ضجره ما شق صدره غضباً وتمثل :[/font]
[font=&quot]لبستم ثياب الخز لما كفيتم ومن قبل ما تدرون من فتــــح القــرى [/font]
[font=&quot]وقوفاً بأطراف الفجاج وخيلنا تساقى كؤوس الموت تدعون بالقنا [/font]
[font=&quot]فلما أكلتم قتلنا بسلاحنــــا تحدث مكفي بعيـــــب الذي كفـــى[/font]
[font=&quot] و يحكى أنه ناظر ابن أبي زيد يوما في مسألة، فاحمر وجهه واحتد مِزاجه، فقال له ابن أبي زيد: قال بخلاف قولك فلان، فقال: لو قالها فلان ما صدقته أو لكان خطأ أو نحو هذا الكلام مما أسرف فيه، و علا بفرط حرجه فانتدب له البرادعي و تولاه ووجد للمقال سبيلا و أنكر عليه كل من حضر، و لكن البرادعي هو الذي تولى ذلك بفرط حرج منه أيضا. فخرج الأصيلي. فكان ذلك سبب مقاطعته مجلس ابن أبي زيد، فيقال: إن ابن أبي زيد قال للبرادعي: لقد حرَمتنا فوائد الشيخ بإسرافك في الرد عليه. و من هذا النحو ما ذكره بعضهم أنه هنأه بالشورى حين تقلدها، فقال: لعن الله الشورى إن لم أرفعها، و لعنني إن رفعتني.[/font]
[font=&quot] و مع ذلك فإنه كان في فتواه غير متشدد و لا متعصب، و أحضره ابن أبي عامر في جملة ا لفقهاء فاستشارهم في أرض موقوفة على بعض كنائس أهل الذمة أراد شراءها فمنعه جماعة الفقهاء منها، غير الأصيلي وحده، فإنه أفتاه بجوازه، واحتج لذلك فرجع ابن صاعد منهم إلى قوله.[/font]

[font=&quot] وأفتى لابن عامر أيضا بجواز الصلاة في العمّارية و هي مركبة كالهودج، كان يلزم الركوب فيها في أسفاره، و إباحة ذلك في الفريضة دون النزول بالأرض إذ كانت صلاته إيماءً، للوَجع الذي كان أصاب قدميه من علّة النّقْرِس، و هي إحدى روايَتَيْ ابن القاسم عن مالك في المدونة و لم يرَ غيره هذه الفتيا و منع ذلك حتى يباشر الأرض.[/font]
[font=&quot] و كان يخطئ القول بنبوة مريم أم عيسى عليهما السلام و يقول: هي صديقة. و كان ينكر الغُلُو في كرامات الأولياء، و يثبت منها ما صح سنده أو كان بدعاء الصالحين.[/font]
[font=&quot] و وقعت له في هذه المسألة حكاية مع القبري، فإن هذا كان لتعلقه بالعلوم النظرية قد تعصب عليه الفقهاء و أهل الحديث، و لا سيما ابن عون الله شيخ المحدثين و تلميذه أبو عمر الطلمنكي، و جرت بينه و بينهم قصص و مجاوبات في مسألة الكرامات، و كان القبري يذهب فيها مذهب شيخه ابن أبي زيد في إنكار الغلو فيها، وكان أولئك يجوّزونها و يتسعون في في رواية أشياء كثيرة منها، فلما تفاقم الأمر بينهم تدخل ابن أبي عامر فتدارك المسألة بتسيير جماعة من الطائفتين عن الأندلس إلى أرض العدوة فيهم القبْري فأقام بها مدة أخذ عنه فيها جماعة، ثم تراجع خفية إلى الأندلس. فورد قرطبة متسترا و رمى بنفسه على الأصيلي، و كان من حزبه، ففزع الأصيلي لذلك لسطوة ابن أبي عامر فوبخه القبري و قال له: افعل ما بدا لك، فأنا متوكل على الله. فأعلم الأصيلي ابن عامر، و أنه لم يشعر به، حتى ورد عليه فعفا ابن أبي عامر عنه.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]و كان الأصيلي أيضا يعمل بالمزارعة على الثلث والربع، ويرى ذلك ولا يقول بمنعها في المذاهب. ويقول : هي ألين مسائلنا وأضعفها. وحجته حديث معاملة النبي صلى الله عليه وسلم أهل خيبر، فإنه صلى الله عليه وسلم عاملهم على أن يزرعوها ويعملوا فيها، ولهم شطر ما يخرج منها وما حكي عن عمر وجماعة من أهل المدينة في ذلك.[/font]
[font=&quot] فهذه مسائل مما كان الأصيلي يفتي به ويذهب إليه، وهي تدل على تساهله وفهمه لروح الشريعة السمحة، فيما يمكن فيه التساهل، وإن كان في مسألة كرامات الأولياء قد أخذ بالاحتياط وراعى الأصل الذي انبنت عليه الدعوة الإسلامية من تصحيح العقيدة وعدم شوبها بما يؤدي إلى الانحلال. إلا أنه في بعض الأحيان كان يأخذ بالعزيمة كباقي فقهاء عصره، ولا يترخص مثلما وقع منه في قضية المسجد الذي بناه ابن أبي عامر في مدينته الزاهرة بطرف قرطبة الشرقي، وأراد التجميع فيه، فمنعه الفقهاء من ذلك، ذهابا منهم إلى عدم تعدد الجمعة في المصر الواحد، وكان أصبغ الفقيه ممن وقف في ذلك موقفا شديدا فألزمه ابن أبي عامر بالصلاة فيه والخطبة فامتنع، فسخط عليه وأسقطه من الفتوى والقضاء كما سخط على آخرين وعاملهم بنفس المعاملة إلا الأصيلي وابن المكوي وابن الصفار وبعض الفقهاء الآخرين فإنه تغافل عنهم وإن كانوا ممن أفتى بالمنع.[/font]
[font=&quot] وفي رواية أخرى أنهم كانوا يصلون معه في هذا المسجد بإمامة ابن العطار الذي انفرد بالإفتاء له بالجواز، ثم يعيدون الصلاة في بيوتهم مجانبة لحقد ابن أبي عامرعليهم. وإن صح هذا فنرى أن الأصيلي رجع عن رأيه في المنع، وهو الأوفق به وبسلوكه.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وألف الأصيلي كتابا في اختلاف مالك والشافعي وأبي حنيفة، سماه كتاب "الدلائل على أمهات المسائل"، وهو أكبر كتبه وأشهرها لم يقصر فيه عن حجة واجتهاد، وعلى حسب ما في "كتاب الديباج" فإنه وضعه على الموطإ للإمام مالك، وقال ابن الفرضي : وقد حفضت عليه فيه أشياء وقف عليها أصحابنا وعرفوها. ولعل ذلك كان من أخذه أخذ العراقيين من أصحاب مالك على ما ألمع إليه الضبي في البغية. وعلى كتابه هذا اقتصر جل من ترجموه، ولكن القاضي عياضا ذكر له أيضا كتبا أخرى منها "نوادر حديثة" في خمسة أجزاء، وكتاب سماه "الانتصار"، و"رسالة الرد على ما شذ فيه الأندلسيون"، وقد تكون في هذه المسألة التي حفظها عليه من أشار لهم ابن الفرضي، و"رسالة المواعد المنتجزة من الله تعالى في كتابه لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين"، وهذه الرسالة ذكرها ابن خير في فهرسته ورواها بسنده إلى الأصيلي.[/font]
[font=&quot] ومما يذكر في أعماله العلمية روايته لصحيح البخاري عن أبي زيد المروزي عن الفربري عن البخاري، وهي رواية حظيت بعناية كبيرة من العلماء وحفاظ البخاري، ويجد المرء أثرها فيما كتب على "الجامع الصحيح" من شروح وحواش إذ يقع التنبيه على اختلاف نسخة ورواياته في بعض الكلمات والأسماء والتراجم بحسب ما رواه النقلة والحفاظ عن مؤلفه، فلا تخلو تلك الشروح والحواشي من الإشارة إلى الأصيلي وما جاء في روايته من ذلك، وهو أمر يدل على تقدير العلماء والمحدثين له واعتمادهم عليه لتثبته وحفظه وضبطه. وبذلك عد من رواة البخاري الأولين الموثقين.[/font]
[font=&quot] وقد كان ممن رواه عنه في الأندلس تلميذه وصهره المهلب بن أبي صفرة، وأخوه محمد والمهلب من شراح البخاري كما هو معلوم... قال أبو الأصبغ ابن سهل القاضي عنهما : كان أبو القاسم وأبو محمد من كبار أصحاب الأصيلي، وبأبي القاسم حيا كتاب البخاري بالأندلس لأنه قرئ عليه تفقها أيام حياته، وشرحه واختصره، وله في البخاري اختصار مشهور سماه كتاب "النصيح في اختصار الصحيح"، وعلق عليه تعليقا في شرحه مفيدا. وما دام السياق سياق روايته وحديثه، فإننا نذكر في خاتمة ترجمته حديثا من روايته في رحلته التي بلغ بها إلى حضر موت كما يفيده الخبر على حسب ما جاء في المدارك عن أبي الحسن القابسي قال : قال لنا حمزة بن محمد الكناني حين دخلت عليه أنا وأبو موسى عيسى بن سعاد وأبو محمد الأصيلي ووفقناه نازلا في الدرج، درج مسجد يقال : إنه مسجد ابن لهيعة في حضر موت : من هؤلاء؟ فقيل له : قوم مغاربة. فوقف فسلمنا عليه، ثم رجع فنظر في وجوهنا وقال: ما رأى إلا خيرا. حدثونا عن محمد بن كثير عن سفيان الثوري عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "احذروا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله" وتلا : (إن في ذلك لآيات للمتوسمين).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]هذا ويبقى الأصيلي على ما عهد منه من نشاط في نشر العلم والقيام بمهامه الدينية إلى سنة 392، فتوفي في ذي الحجة منها ليلة الخميس، لإحدى عشرة ليلة بقيت من الشهر آخر السنة، ودفن يوم الخميس عند صلاة العصر بمقبرة الرصافة بقرطبة، وصلى عليه القاضي أحمد بن عبد الله. قال ابن القرضي وهو ابن ثمان وستين سنة فيما بلغني.[/font]
[font=&quot] وقال عياض في المدارك : وكان جمعه مشهودا، وجهزه المظفر بن أبي عامر على عادته للفقهاء. وبعث إلى ابنه أكفانا له وحنوطا من عنده، رعاية لمكانه من أبيه المنصور فقبل ابنه كرامته. وجهز أباه فيما كان أعده لنفسه. [/font]
[font=&quot] وكان أراد أن يدفنه ليلا ولا يعلم بجنازته، فرده عن ذلك صهره ابن أبي صفرة، وأوصى أن يدفن في خمسة أثواب، وكان آخر ما سمع منه لما احتضر : "اللهم إنك قد وعدت بالجزاء عند كل مصيبة، ولا مصيبة علي أعظم من نفسي، فأحسن جزائي عنها يا أرحم الراحمين". ثم خفت... وهي كلمة حكيمة ومؤثرة.[/font]
[font=&quot]وكان قد أعد قبره لنفسه، يقف عليه ويتعظ به... وكان كثيرا ما يتخوف من سنة أربعمائة، وما يجري فيها من الفتن فذكر يوماً شأنها في مجلسه ودعا الله تعالى أن يتوفاه قبلها ، وابنه محمدا ، وسأل من حضر التامين ، وأن ابنه محمدا حاضر كراه ، ففعل من حضر ذلك ، وأجيب دعاؤه ، فتوفي عما قريب كما ذكرنا . وتوفي ابنه بعده بأعوام رحمه الله .[/font]
[font=&quot]قال عياض : وكانت سنة أربعمائة ، فكان فيها من الفتن وخراب الأندلس ما كان .[/font]
[font=&quot]محمد بن عبد الله بن تومرت البربري المصمودي الهرغي[/font]
[font=&quot]ابن تومرت الشيخ الإمام , الفقيه الأصولي الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت البربري المصمودي الهرغي , الخارج بالمغرب , المدعي أنه علوي حسني , وأنه الإمام المعصوم المهدي , وأنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن صفوان بن جابر بن يحيى بن رباح بن يسار بن العباس بن محمد بن الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب . [/font]
[font=&quot]رحل من السوس الأقصى شابا إلى المشرق , فحج وتفقه , وحصل أطرافا من العلم , وكان أمارا بالمعروف , نهاء عن المنكر , قوي النفس , زعرا شجاعا , مهيبا قوالا بالحق , عمالا على الملك , غاويا في الرياسة والظهور , ذا هيبة ووقار , وجلالة ومعاملة وتأله , انتفع به خلق , واهتدوا في الجملة , وملكوا المدائن , وقهروا الملوك . [/font]
[font=&quot]أخذ عن إلكيا الهراسي , وأبي حامد الغزالي , وأبي بكر الطرطوشي , وجاور سنة . [/font]
[font=&quot]وكان لهجا بعلم الكلام , خائضا في مزال الأقدام , ألف عقيدة لقبها بالمرشدة , فيها توحيد وخير بانحراف فحمل عليها أتباعه , وسماهم الموحدين , ونبز من خالف المرشدة بالتجسيم , وأباح دمه , نعوذ بالله من الغي والهوى . [/font]
[font=&quot]وكان خشن العيش , فقيرا , قانعا باليسير , مقتصرا على زي الفقر , لا لذة له في مأكل ولا منكح , ولا مال , ولا في شيء غير رياسة الأمر , حتى لقي الله تعالى . [/font]
[font=&quot]لكنه دخل - والله - في الدماء لنيل الرياسة المردية . [/font]
[font=&quot]وكان ذا عصا وركوة ودفاس , غرامه في إزالة المنكر , والصدع بالحق , وكان يتبسم إلى من لقيه . [/font]
[font=&quot]وله فصاحة في العربية والبربرية , وكان يؤذى ويضرب ويصبر , أوذي بمكة , فراح إلى مصر , وبالغ في الإنكار , فطردوه , وآذوه , وكان إذا خاف من البطش به خلط وتباله . [/font]
[font=&quot]ثم سكن الثغر مدة , ثم ركب البحر إلى المغرب , وقد رأى أنه شرب ماء البحر مرتين , وأخذ ينكر في المركب على الناس , وألزمهم بالصلاة , فآذوه , فقدم المهدية وعليها ابن باديس , فنزل بمسجد معلق , فمتى رأى منكرا أو خمرا , كسر وبدد , فالتف عليه جماعة واشتغلوا عليه , فطلبه ابن باديس , فلما رأى حاله , وسمع كلامه , سأله الدعاء , فقال : أصلحك الله لرعيتك . [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وسار إلى بجاية , فبقي ينكر كعادته , فنفي , فذهب إلى قرية ملالة , فوقع بها بعبد المؤمن الذي تسلطن , وكان أمرد , عاقلا , فقال : يا شاب , ما اسمك ؟ قال : عب المؤمن , قال : الله أكبر , أنت طلبتي , فأين مقصدك ؟ قال : طلب العلم , قال : قد وجدت العلم والشرف , اصحبني , ونظر في حليته , فوافقت ما عنده مما قيل : إنه اطلع على كتاب الجفر فالله أعلم , فقال : ممن أنت ؟ قال من كومية فربط الشاب , وشوقه إلى أمور عشقها , وأفضى إليه بسره , وكان في صحبته الفقيه عبد الله الونشريسي , وكان جميلا نحويا , فاتفقا على أن يخفي علمه وفصاحته , ويتظاهر بالجهل واللكن مدة , ثم يجعل إظهار نفسه معجزة , ففعل ذلك ثم عمد إلى ستة من أجلاد أتباعه , وسار بهم إلى مراكش , وهي لابن تاشفين , فأخذوا في الإنكار , فخوفوا الملك منهم , وكانوا بمسجد خراب , فأحضرهم الملك , فكلموه فيما وقع فيه من سب الملك , فقال : ما نقل من الوقيعة فيه , فقد قلته , هل من ورائه أقوال , وأنتم تطرونه وهو مغرور بكم , فيا قاضي , هل بلغك أن الخمر تباع جهارا , وتمشي الخنازير في الأسواق , وتؤخذ أموال اليتامى ؟ فذرفت عينا الملك وأطرق , وفهم الدهاة طمع ابن تومرت في الملك , فنصح مالك بن وهيب الفيلسوف سلطانه , وقال : إني خائف عليك من هذا , فاسجنه وأصحابه , وأنفق عليهم مؤنتهم , وإلا أنفقت عليهم خزائنك , فوافقه , فقال الوزير : يقبح بالملك أن يبكي من وعظه , ثم يسيء إليه في مجلس , وأن يظهر خوفك , وأنت سلطان : من رجل فقير , فأخذته نخوة , وصرفه , وسأله الدعاء . [/font]
[font=&quot]وسار ابن تومرت إلى أغمات , فنزلوا على الفقيه عبد الحق المصمودي , فأكرمهم , فاستشاروه , فقال : هنا لا يحميكم هذا الموضع , فعليكم بتينمل فهي يوم عنا , وهو أحصن الأماكن , فأقيموا به برهة كي ينسى ذكركم . فتجدد لابن تومرت بهذا الاسم ذكر لما عنده , فلما رآهم أهل الجبل على تلك الصورة , علموا أنهم طلبة علم , فأنزلوهم , وأقبلوا عليهم , ثم تسامع به أهل الجبل , فتسارعوا إليهم , فكان ابن تومرت من رأى فيه جلادة , عرض عليه ما في نفسه , فإن أسرع إليه , أضافه إلى خواصه , وإن سكت , أعرض عنه , وكان كهولهم ينهون شبانهم ويحذرونهم وطالت المدة , ثم كثر أتباعه من جبال درن وهو جبل الثلج , وطريقه وعر ضيق . [/font]
[font=&quot]قال اليسع في " تاريخه " : لا أعلم مكانا أحصن من تينملل لأنها بين جبلين , ولا يصل إليهما إلا الفارس , وربما نزل عن فرسه في أماكن صعبة , وفي مواضع يعبر على خشبة , فإذا أزيلت الخشبة , انقطع الدرب , وهي مسافة يوم , فشرع أتباعه يغيرون ويقتلون , وكثروا وقووا , ثم غدر بأهل تينملل الذين آووه , وأمر خواصه , فوضعوا فيهم السيف , فقال له الفقيه الإفريقي أحد العشرة من خواصه : ما هذا ؟ ! قوم أكرمونا وأنزلونا نقتلهم !! فقال لأصحابه : هذا شك في عصمتي , فاقتلوه , فقتل . [/font]
[font=&quot]قال اليسع : وكل ما أذكره من حال المصامدة , فقد شاهدته , أو أخذته متواترا , وكان في وصيته إلى قومه إذا ظفروا بمرابط أو تلمساني أن يحرقوه . [/font]
[font=&quot]فلما كان عام تسعة عشر وخمس مائة , خرج يوما , فقال : تعلمون أن البشير - يريد الونشريسي - رجل أمي , ولا يثبت على دابة , فقد جعله الله مبشرا لكم , مطلعا على أسراركم , وهو آية لكم , قد حفظ القرآن , وتعلم الركوب , وقال : اقرأ , فقرأ الختمة في أربعة أيام , وركب حصانا وساقه , فبهتوا , وعدوها آية لغباوتهم , فقام خطيبا , وتلا : لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وتلا : مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ فهذا البشير مطلع على الأنفس , ملهم , ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في هذه الأمة محدثين وإن عمر منهم " وقد صحبنا أقوام أطلعه الله على سرهم , ولا بد من النظر في أمرهم , وتيمم العدل فيهم , ثم نودي في جبال المصامدة : من كان مطيعا للإمام , فليأت , فأقبلوا يهرعون , فكانوا يعرضون على البشير , فيخرج قوما على يمينه , ويعدهم من أهل الجنة , وقوما على يساره , فيقول : هؤلاء شاكون في الأمر , وكان يؤتى بالرجل منهم , فيقول : هذا تائب ردوه على اليمين تاب البارحة , فيعترف بما قال , واتفقت له فيهم عجائب , حتى كان يطلق أهل اليسار , وهم يعلمون أن مآلهم إلى القتل , فلا يفر منهم أحد , إذا تجمع منهم عدة , قتلهم قراباتهم حتى يقتل الأخ أخاه . [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قال : فالذي صح عندي أنهم قتل منهم سبعون ألفا على هذه الصفة , ويسمونه التمييز , فلما كمل التمييز , وجه جموعه مع البشير نحو أغمات , فالتقاهم المرابطون , فهزمهم المرابطون , وثبت خلق من المصامدة , فقتلوا , وجرح عمر الهنتاتي عدة جراحات , فحمل على أعناقهم مثخنا , فقال لهم البشير : إنه لا يموت حتى تفتح البلاد , ثم بعد مدة , فتح عينيه , وسلم , فلما أتوا , عزاهم ابن تومرت , وقال : يوم بيوم , وكذلك حرب الرسل . [/font]
[font=&quot]وقال عبد الواحد المراكشي سمع ابن تومرت ببغداد من المبارك بن الطيوري , وأخذ الأصول عن الشاشي , ونفاه من الإسكندرية أميرها , فبلغني أنه استمر ينكر في المركب , فالقوه , فأقام نصف يوم يعوم , فأنزلوا من أطلعه , واحترموه , فنزل ببجاية , فدرس ووعظ , وأقبلوا عليه , فخاف صاحبها , وأخرجه , وكان بارعا في خط الرمل . [/font]
[font=&quot]وقيل : وقع بالجفر , وصادف عبد المؤمن , ثم لقيهما عبد الواحد الشرقي , فساروا إلى أقصى المغرب . [/font]
[font=&quot]وقيل : لقي عبد المؤمن يؤدب بأرض متيجة , ورأى عبد المؤمن أنه يأكل مع الملك على بن تاشفين , وأنه زاد على أكله , ثم اختطف منه الصحفة , فقال له العابر : لا ينبغي أن تكون هذه الرؤيا لك , بل لمن يثور على أمير المسلمين إلى أن يغلب على بلاده . [/font]
[font=&quot]وكان ابن تومرت طويل الصمت , دائم الانقباض , له هيبة في النفوس , قيل له مرة : فلان مسجون , فأتى الحبس , فابتدر السجانون يتمسحون به , فنادى : فلان , فأجابه , فقال : اخرج , فخرج والسجانون باهتون , فذهب به , وكان لا يتعذر عليه أمر , وانفصل عن تلمسان وقد استحوذ على قلوب كبرائها , فأتى فاس , وأخذ في الأمر بالمعروف . [/font]
[font=&quot]قال : وكان جل ما يدعو إليه الاعتقاد على رأي الأشعري , وكان أهل الغرب ينافرون هذه العلوم , فجمع متولي فاس الفقهاء , وناظروه , فظهر , ووجد جوا خاليا , وقوما لا يدرون الكلام , فأشاروا على الأمير بإخراجه , فسار إلى مراكش , فبعثوا بخبره إلى ابن تاشفين , فجمع له الفقهاء , فناظره ابن وهيب الفيلسوف , فاستشعر ذكاءه وقوة نفسه , فأشار على ابن تاشفين بقتله , وقال : إن وقع إلى المصامدة , قوي شره , فخاف الله فيه , فقال : فاحبسه , قال : كيف أحبس مسلما لم يتعين لنا عليه حق ؟ بل يسافر , فذهب ونزل بتينملل , ومنه ظهر , وبه دفن , فبث في المصامدة العلم , ودعاهم إلى الأمر بالمعروف , واستمالهم , وأخذ يشوق إلى المهدي , ويروي أحاديث فيه , فلما توثق منهم قال : أنا هو , وأنا محمد بن عبد الله , وساق نسبا له إلى علي , فبايعوه , وألف لهم كتاب " أعز ما يطلب " , ووافق المعتزلة في شيء , والأشعرية في شيء , وكان فيه تشيع ورتب أصحابه , فمنهم العشرة , فهم أول من لباه , ثم الخمسين , وكان يسميهم المؤمنين , ويقول : ما في الأرض من يؤمن إيمانكم , وأنتم العصابة الذين عنى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : لا يزال أهل الغرب ظاهرين وأنتم تفتحون الروم, وتقتلون الدجال , ومنكم الذي يؤم بعيسى وحدثهم بجزئيات. [/font]
[font=&quot]اتفق وقوع أكثرها , فعظمت فتنة القوم به حتى قتلوا أبناءهم وإخوتهم لقسوتهم وغلظ طباعهم , وإقدامهم على الدماء , فبعث جيشا , وقال : اقصدوا هؤلاء المارقين المبدلين الدين , فادعوهم إلى إماتة المنكر وإزالة البدع , والإقرار بالمهدي المعصوم , فإن أجابوا , فإن إخوانكم , وإلا فالسنة قد أباحت لكم قتالهم , فسار بهم عبد المؤمن يقصد مراكش , فالتقاه الزبير بن أمير المسلمين , فكلموهم بالدعوة , فردوا أقبح رد , ثم انهزمت المصامدة , وقتل منهم ملحمة , فلما بلغ الخبر ابن تومرت . [/font]
[font=&quot]قال : أنجى عبدالمومن ؟ قيل : نعم , قال : لم يفقد أحد , وهون عليهم , وقال : قتلاكم شهداء . [/font]
[font=&quot]قال الأمير عزيز في " أخبار القيروان " : سمى ابن تومرت أصحابه بالموحدين , ومن خالفه بالمجسمين , واشتهر سنة خمس عشرة , وبايعته هرغة على أنه المهدي , فقصده الملثمون , فكسروا الملثمين , وحازوا الغنائم , ووثقت نفوسهم , وأتتهم أمداد القبائل , ووحدت هنتاتة , وهي من أقوى القبائل . [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم قال عزيز : لهم تودد وأدب وبشاشة , ويلبسون الثياب القصيرة الرخيصة , ولا يخلون يوما من طراد ومثاقفة ونضال , وكان في القبائل مفسدون , فطلب ابن تومرت مشايخ القبائل ووعظهم , وقال : لا يصلح دينكم إلا بالنهي عن المنكر , فابحثوا عن كل مفسد , فانهوه , فإن لم ينته , فاكتبوا إلي أسماءهم , ففعلوا , ثم هدد ثانيا , فأخذ ما تكرر من الأسماء , فأفردها , ثم جمع القبائل , وحضهم على أن لا يغيب منهم أحد , ودفع تلك الأسماء إلى البسير , فتأملها , ثم عرضهم رجلا رجلا , فمن وجد اسمه , رده إلى الشمال , ومن لم يجده , بعثه. [/font]
[font=&quot]على اليمين , ثم أمر بتكتيف أهل الشمال , وقال لقراباتهم : هؤلاء أشقياء من أهل النار , فلتقتل كل قبيلة أشقياءها , فقتلوهم , فكانت واقعة عجيبة , وقال : بهذا الفعل صح دينكم , وقوي أمركم . [/font]
[font=&quot]وأهل العشرة هم : عبد المؤمن , والهزرجي , وعمر بن يحيى الهنتاتي , وعبد الله البشير , وعبد الواحد الزواوي طير الجنة , وعبد الله بن أبي بكر , وعمر بن أرناق , وواسنار أبو محمد , وإبراهيم بن جامع , وآخر . [/font]
[font=&quot]وفي أول سنة أربع وعشرين ; جهز عشرين ألف مقاتل عليهم البشير , وعبد المؤمن بعد أمور يطول شرحها , فالتقى الجمعان , واستحر القتل بالموحدين , وقتل البشير , ودام الحرب إلى الليل , فصلى بهم عبد المؤمن صلاة الخوف , ثم تحيز بمن بقي إلى بستان يعرف بالبحيرة , فراح منهم تحت السيف ثلاثة عشر ألفا , وكان ابن تومرت مريضا , فأوصى باتباع عبد المؤمن , وعقد له , ولقبه أمير المؤمنين , وقال : هو الذي يفتح البلاد , فاعضدوه بأنفسكم وأموالكم , ثم مات في آخر سنة أربع وعشرين وخمس مائة . [/font]
[font=&quot]قال اليسع بن حزم : سمى ابن تومرت المرابطين بالمجسمين , وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى عما لا يجب وصفه بما يجب له , مع ترك خوضهم عما تقصر العقول عن فهمه . [/font]
[font=&quot]إلى أن قال : فكفرهم ابن تومرت لجهلهم العرض والجوهر , وأن من لم يعرف ذلك , لم يعرف المخلوق من الخالق , وبأن من لم يهاجر. [/font]
[font=&quot]إليه , ويقاتل معه , فإنه حلال الدم والحريم , وذكر أن غضبه لله وقيامه حسبة . [/font]
[font=&quot]قال ابن خلكان : قبره بالجبل معظم , مات كهلا , وكان أسمر ربعة , عظيم الهامة , حديد النظر مهيبا , وآثاره تغني عن أخباره , قدم في الثرى , وهامة في الثريا , ونفس ترى إراقة ماء الحياة دون إراقة ماء المحيا , أغفل المرابطون ربطه وحله , حتى دب دبيب الفلق في الغسق , وكان قوته من غزل أخته رغيفا بزيت , أو قليل سمن , لم ينتقل عن ذلك حين كرت عليه الدنيا , رأى أصحابه يوما , وقد مالت نفوسهم إلى كثرة ما غنموه , فأمر بإحراق جميعه , وقال : من أراد الدنيا , فهذا له عندي , ومن كان يبغي الآخرة , فجزاؤه عند الله , وكان يتمثل كثيرا : تجـرد مـن الدنيـا فإنـك إنمـا [/font]

[font=&quot]خرجـت إلـى الـدنيـا وأنـت مجـرد [/font]
[font=&quot]ولم يفتتح شيئا من المدائن , وإنما قرر القواعد , ومهد , وبغته الموت , وافتتح بعده البلاد عبد المؤمن . [/font]
[font=&quot]وقد بلغني - فيما يقال - : أن ابن تومرت أخفى رجالا في قبور دوارس , وجاء في جماعة ليريهم آية , يعني فصاح : أيها الموتى أجيبوا , فأجابوه : أنت المهدي المعصوم , وأنت وأنت , ثم إنه خاف من انتشار الحيلة , فخسف فوقهم القبور فماتوا . [/font]
[font=&quot]وبكل حال , فالرجل من فحول العالم , رام أمرا , فتم له , وربط. [/font]
[font=&quot]البربر بادعاء العصمة , وأقدم على الدماء إقدام الخوارج , ووجد ما قدم . [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قال الحافظ منصور بن العمادية في " تاريخ الثغر " أملى علي نسبه فلان , وفي ذلك نظر من حيث إن محمد بن الحسن لم يعقب . [/font]
[font=&quot]ولابن تومرت :[/font]
[font=&quot] دعنـي ففـي النفس أشـيـاء مخبـأة [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لألبســن بهــا درعـا وجلبابـا [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واللـه لـو ظفـرت نفسـي ببغيتهـا [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ما كنت عن ضرب أعناق الورى آبى [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حـتى أطهـر ثـوب الـدين عن دنس [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأوجـب الحـق للسـادات إيجابـا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الشيخ مولاي أبي الشتاء الخمار[/font]
[font=&quot] أصل الشيخ سيدي أبي الشتاء :[/font]
[font=&quot]إن المؤلفين الذين تعرضوا لذكر الشيخ مولاي أبي الشتاء في مؤلفاتهم أو ترجموا له، يجعلونه على سبيل الظن " شاويا" " يقال أن اسمه محمد بن موسى وأنه شاوي النسب(2)" إلا أن الكاتب الفرنسي ليفس بروفونصال والذي أخذ معلوماته عن ممتع الأسماع وعن بعض الروايات المحلية. قال بعد أن جاء بتعريف ابن الفاسي بأن القبيلة التي ينتمي إليها الشيخ أبو الشتاء هي " قبيلة بني يعلى بالشاوية" (3) دون أن يذكر موقعها ولا من أي فرع هو في القبيلة.[/font]
[font=&quot]ونسب الشيخ سيدي أبي الشتاء في إحدى المخطوطات بزاويته إلى بني هلال هكذا: " محمد بن موسى الهلالي شهر بشتواني"(4) وفي هذا التعريف نسبتين الأولى كونه منسوب لبني هلال- وهذا التعريف يتفق التعريف الأول لأن قبائل الشاوية كما ذكره ابن خلدون عرب من ولد حسان بن أبي سعيد الصبيحي من سويد إحدى قبائل بني مالك بن زغبة الهلاليين، دخلوا إلى المغرب على عهد السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني.[/font]
[font=&quot]والتعريف الآخر كونه شهر " بالشتواني " أيضا فيه نسبة فإما أن يكون نسب إلى كراماته والتي منها لقبه أبو الشتاء، وهذا هو القول الغالب والراجح. وإما أن يكون نسب إلى مكان يدعى إلى شتوان، وقد وقفت على قرية خارج تلمسان بستة كلمترات تدعى بشتوان. كما أنه يوجد بالمغرب بناحية مدينة تطوان ضريح سيدي احمد شتوان ويحمل المنتسب إليه لقب شتواني وهو منتسب إلى البيت الإدريسي. ولا أعلم بوجود علاقة بين أبي الشتاء وهذا. إلا أن يكون الشيخ مولاي أبي الشتاء ينتسب إلى شتوان التي خارج تلمسان جاء جده منها برفقة عرب الشاوية على العهد المريني.[/font]
[font=&quot]2- المناقب ص: 159ممتع الأسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع ص: 117.[/font]
[font=&quot]سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس ج 1 ص: 145.[/font]
[font=&quot]3- الأرشيف البربري: ج 2 ص: 251.[/font]
[font=&quot]4- مخطوطة لزاوية مولاي بوشتى بيد شريف سيدي احمد بن ادريس الصافي.[/font]
[font=&quot]والتابث هو أن اسم الشيخ مولاي أبي الشتاء الحقيقي هو محمد بن موسى، ولقب بالشاوي قيل أن والده سيدي موسى استوطن هذه القبيلة بعد أن كان راجعا من فاس حيث كان يدرس بجامعها القرويين. فمر على قبيلة الشاوية في طريقه إلى بلاده، وطلب منه السكان أن يبقى معهم ليعلمهم أمور دينه وليحكم بينهم في النزاعات ويتبركوا به، ففضل البقاء معهم وتزوج منهم، واستقر بفخدة العلاليش من قبيلة اولاد سعيد التي بناحية سطات ولا يزال ضريحه إلى الآن محل زيارة واحترام وتقدير، ورزق سيدي موسى بأولاده الثلاث: عمرو ومحمد والقاسم.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وذهب ابنه محمد إلى فاس ليدرس بها، والتقى بالشيوخ وكان إذا سئل عن قبيلته ونسبه يجيب بأنه شاوي، فصار له لقبا. ويرقى نسب الشيخ مولاي أبي الشتاء الخمار سيدي محمد ابن موسى من خلال هذه الزاوية وهو قول ضعيف الولي الشهير والقطب الكبير الشريف العلمي سيدي احمد الركائبي صاحب بلاد الساقية الحمراء، والمدفون بالقرب من سمارة، وهو جد الشرفاء من الرقيبات. وأغلب المؤرخين متفقون على أن سيدي احمد الركائبي من ذرية المولى عبد السلام بن بشيش أهمهم: العلامة محمد بن القاسم بن زاكور صاحب الاستشفا من الألم في التلذذ بمآثر صاحب العلم(1 )، وعلي بن احمد بن قاسم مصباح صاحب أرجوزة من نسب مولاي عبد السلام وأشراف العلم(2)، والأستاذ عبد العزيز بن عبد في مقاله" مغربية الصحراء في أطوار التاريخ" (3)، فصاحب كتاب " الساقية الحمراء ووادي الذهب" (4)، كما جاء هذا النسب في الموسوعة المغربية(5).[/font]
[font=&quot]1- الاستشفا من الآلام بالتلذذ بمآثر صاحب العلم . مخطوطة.[/font]
[font=&quot]2- أرجوزة في نسب مولاي عبد السلام بن بشيش. مخطوطة.[/font]
[font=&quot]3- مجلة الصحراء المغرب عدد 56ص: 5.[/font]
[font=&quot]4- الساقية الحمراء ووادي الذهب الجزء الأول ص: 115.[/font]
[font=&quot]5- الموسوعة المغربية- معلمة الصحراء ملحق واحد. ص: .144[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ومعلوم بأن الشرفاء تفرقوا في البقاء على عهد الفتان موسى بن أبي العافية المكناسي الصنهاجي. فمنهم من ذهب إلى الصحراء ومنهم من ذهب إلى أعالي الجبال ومنهم من فضل العبور للأندلس وغير ذلك وقد ذكر السيوطي: " أنه خرج من فاس سبع مائة رجل من الشرفاء الفارين إلى جبال غمارة، وإثني عشر رحيل إلى جبال تادلة وسبعة رحال إلى فيكيك وأربعة إلى سجلماسة( تافلالت) وعشرة إلى سوس الأقصى، وأربعة رجل إلى دكالة وأربعة إلى تامسنا ( بين الرباط وسطات) وسبعة إلى وطاط وسبعة إلى واد عزة وثمانية إلى الساقية الحمراء، وعشر رحال إلى الأندلس(6).القول الثابت والراجح في نسب الشيخ أبي الشتاء هو كونه ينتسب إلى جد قبيلة اولاد سعيد أحفاد سيدي اسعيد جد شرفاء تامسنة(1) " الشاوية" وسيدي اسعيد هذا هو ابن محمد بن داود بن عمر ابن محمد بن عبد الرحمان الشريف بن علي الملقب بيعلى والذي منه أخذوا لقبهم بني يعلى. وهو دفين حومة الطالعة بفاس ابن إسحاق دفين حومة مصمودة بفاس أيضا ابن مولاي احمد دفين روضة الأشراف الأدارسة بجراوة بفاس أيضا ابن الإمام محمد ابن الإمام المولى ادريس الثاني مؤسس فاس ابن الإمام ادريس الأول قطب زرهون. وكان سيدي عبد الرحمان الشريف على عهد الثائر موسى بن أبي العافية فارا بالأندلس ثم استقر بفجيج ثم انتقل إلى فاس. وخلف سبعة أولاد وهم عيسى وعبد الله منصور، محمد احمد عبد الرحيم وكثير ومن هؤلاء الفروع انحدر الشرفاء الودغيريون بكل فروعهم بما فيهم الحموميون والجماليون البدراويون والخليفيون وأولاد الفشوش وشرفاء اولاد سعيد وغيرهم ومن سيدي محمد ابن عبد الرحمان انحدر سيدي اسعيد جد سيدي موسى والد الشيخ مولاي أبي الشتاء الخمار. وسيدي موسى مدفون بقبيلة اولاد سعيد فخدة العلاليش بالقرب من سوق الجمعة فوكو.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]6- سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول ص: 36.[/font]
[font=&quot]1- المصابيح البشرية في أبناء خير البرية ص: 147-146.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقبره عليه ضريح يقصده الزوار من المنطقة وقد ذكر ليفي بروفنصال(2) نقلا عن ابن الفاسي أن سيدي أبا الشتاء ينتمي إلى الشاوية وإلى عائلة بني يعلى وبني يعلى هؤلاء هم الشرفاء بقبيلة اولاد سعيد والمنحدرين من سيدي يعلى والي سيدي عبد الرحمان الشريف جد الشرفاء الودغيريين الحسنيين وقد أشار إلى شرف الشيخ أبي الشتاء من المؤلفين الجدد الفرنسي ليفي بروفنصال(1). والإسباني أورياطي(2) الذين قالا بأنه شريف علمي ينتسب إلى مولاي عبد السلام بن بشيش كما ذكر نسب الشيخ أبي الشتاء وشرفه العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد القادر بن سودة في إحدى مؤلفاته.[/font]
[font=&quot]وهناك أقوال أخرى في نسب مولاي أبي الشتاء أهمها كونه من عائلة سيدي احمد بن موسى السملالي، مع العلم بأنه ليس هناك قول فاصل في نسب سيدي احمد بن موسى السملالي فهناك من يقول أنه من أبناء الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن الصبط، كالحضيكي(3) والمختار السوسي(4) وهناك من يقول بأن سملالة من أبناء المولى أبي القاسم ادريس حفيد المولى عبد الله بن ادريس الثاني باني فاس وهو قول البكري(5)، وهناك قول آخر يجعلهم من الشرفاء السليمانيين التلمسانيين أهل عين الحوت.[/font]
[font=&quot]وجعل الكاتب بول باسكون سيدي احمد بن موسى السوسي من أصل علمي قدمت أسرته من جبل العلم ببني عروس إلى السوس(6).[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]2- الأرشيف البربري ج 2 ص: 251.[/font]
[font=&quot]1- الأرشيف البربري ج 2 ص: 256.[/font]
[font=&quot] 2محاضرات حول الطرق الدينية بجبالة وطوائف الشرفاء والزاوية والأضرحة ص: 10.[/font]
[font=&quot]3- المناقب ص: 4.[/font]
[font=&quot]4- م إلى قديما وحديثا ص:[/font]
[font=&quot]5- تاريخ البكري ص: .163[/font]
[font=&quot]6- بيتيي تانييغ ص: 58.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وهناك من يجعل الشيخ مولاي أبي الشتاء من عائلة سيدي احمد بن موسى دون ذكر نسبته، وقد يثبت هذا القول إلا أنني وجدت أن من يحمل أحمد بن موسى من الأولياء والذين هم أدارسة الكثير أهمهم سيدي احمد بن موسى الإدريسي صاحب زاوية كرزاز بتوات والذي عاش في نفس الفترة التي عاشها الشيخ سيدي أبو الشتاء، فقد أخبرني الشيخ الفقيه سيدي محمد حسوني بن شيخ الزاوية الكرزازية بواد الساورة أن دهم سيدي احمد بن موسى قدم من الجنوب المغربي وأنه علمي ادريسي النسب.[/font]
[font=&quot]وقوله هذا جعلني أشك بوجود علاقة نسب بين ولي كرزاز بالجزائر وولي المغرب صاحب فشتالة، مع العلم بأن هناك خبر إلا أنه ضعيف يقول بأن الشيخ أبا الشتاء قدم من توات وبالضبط من زاوية كرزاز(1).[/font]
[font=&quot]زيادة على هذا فإنه كان بتلمسان بجبل بن ورنيد في مدشر بني ادريس ولي فقيه وعالم، وكان تلميذا للعلامة سيدي احمد بن الحاج وهو الشريف سيدي احمد بن موسى الادريسي " تبعد الخمسين وتسع مائة للهجرة" (2) أي في نفس التاريخ أبي الشتاء وقد يكون هذا هو المقصود به مع العلم أن سيدي احمد الصافي الادريسي بمنطقة بني صاف التي كانت تابعة بولاية تلمسان، وكذا وجود بعض أحفاده بقرية العلوية القريبة من تلمسان هذه قرائن توحي بوجود رابطة بين هذا الفرع الشريف والله أعلم.[/font]
[font=&quot]إن سبب الاختلاف الحاصل في نسب مولاي أبي الشتاء راجع إلى كون أهم شيوخ تصوف القدماء لم يكونوا يعيرون أي اهتمام لشرف النسب، فلا المولى عبد السلام ولا الشاذلي ولا الجزولي ركزوا في أحوالهم على الشرف والاهتمام به.[/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]1- رواه لي الشريف سيدي عبد الوهاب بلغزواني القاسمي الصافي.[/font]
[font=&quot]2- البستان في ذكر أولياء تلمسان ص:[/font]
[font=&quot]زيادة على أن الشرف كان في تلك العصور قليل الأهمية نظرا لأن الأسرة المالكة كانت من أصول بربرية فلم تكن تعبر شرفاء عناية ولم تكن تعين لهم ظهائر التوقير والاحترام.فقضية الشرف لم تظهر إلا في عهد الوطاسي وزادت على عهد السعديين يعدون من الشرفاء. ثم إن سلسلات أصول الشرفاء في المغرب دخل عليها التغييروأصابها الغموض والاختلاط نظرا للفتن التي كانت تحيط به من مرة لأخرى، ثم الجهل الذي كان ينتشر في المناطق التي كان يوجد بها هؤلاء الشرفاء مما يحول بينهم وبين حفظ أنسابهم وتقييدها، لذلك لم تسلم أية أسرة شريفة بالمغرب من الذم والتشكيك في صحة نسبتها إلى الرسول(ص). حتى الأسر الشهيرة منها بل لم يفلت من ذلك التشكيك حتى مولاي ادريس الثاني نفسه الذي حاول العباسيون التشكيك في صحة نسبه بإيعازهم إلى ابن الأغلب(1) خليفتهم على تونس في أن يزرع خبر عدم صحة انتسابه إلى النبي(ص). كما تعرض لذلك التشكيك الإمام الشاذلي(2).[/font]
[font=&quot]الألقاب التي اشتهر بها الشيخ أبو الشتاء الخمار:[/font]
[font=&quot]لقد اشتهر الشيخ مولاي أبو الشتاء الخمار بهذا الاسم والذي ما هو في الحقيقة إلا لب أطلق عليه فغلب على اسمه حتى اشتهر به، وجعل أغلب الناس يعتقدون أنه اسمه. وهذا اللقب تميز به الشيخ أبو الشتاء عن باقي الأعلام الربية، لأنه أول من حمله من العرب القدماء والمحدثين. وقد أطلق عليه إثر كرامة حدثت له عندما كان ضيفا على صاحبه الشريف سيدي عبد الرحمان بن ريسون بزاويته بتازروت من جبل العلم بقبيلة بني عروس. فقد جاء في المناقب(1) أن الشيخ أبا الشتاء كان عند صاحبه الشريف سيدي عبد الرحمان بن ريسون لما أصاب الناس الجفاف فأتوا الشريف سيدي عبد الرحمان(2) يستمطرونه بدعائه لهم وكان فيهم مجاب الدعوة، فقال له: " اذهبوا ألى محمد ابن موسى وكان ذلك هو اسم الشيخ أبي الشتاء وأمسكوا(3) بتلابيبه ولا تطلقوا منه حتى يستمطر لكم " ففعلوا ما أمرهم به ذلك الشريف واستمطر الشيخ سيدي محمد له فسقاهم الله غيثا نافعا من حينهم، فأطلقوا عليه لقب أبو الشتاء أي صاحب الشتاء، وكانت تلك عادة المغاربة يكنون كل واحد بما اشتهر به من علامة أو فعل أو غيره.[/font]
[font=&quot]وهناك خبر آخر يقول بأن البلاد أصابها جفاف مفرط فقصد سكان الجبل سيدي عبد الله بن حسون الخالدي السلاسي ولي قبيلة سلاس وسيدها. وسألوه أن يستسقي لهم الله فدلهم على سيدي محمد بن موسى، وكان لا يزال حديث عهده بجبل آمركو من قبيلة فشتالة. فذهبوا إليه، وسقاهم الله على يديه.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بمدينة فاس ج1 ص:145.[/font]
[font=&quot]2- المناقب ص: 159.[/font]
[font=&quot]3- مرآة المحاسن بأخبار الشيخ أبي المحاسن ص: 232.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]وهناك خبر آخر شبيه بهذا يقول بأن سيدي عبد الله بن حسون الخالدي أخبر السلطان الأكحل ملك فاس بكون الشيخ محمد بن موسى نزيل آمركو بفشتالة مجاب الدعوة فلعل الله يمطر عباده على يديه. فأرسل السلطان في طلب الشيخ محمد ابن موسى، فلم يجب دعوة السلطان معبر عن ذلك بانشغاله بعبادة ربه، فرحل السلطان بنفسه نحو قبيلة فشتالة فالتقى به الشيخ محمد بن موسى على ضفة نهر سبو وطلب منه السلطان أن يصلي بهم صلاة الاستسقاء، ويطلب الله ليرحم عباده، ففعل الشيخ ما أمر به، ورفع يديه إلى السماء قائلا: " اللهم إن السلطان الأصغر يسألك أنت السلطان الأكبر المطر لعبادك".[/font]
[font=&quot]فما أكمل دعاءه حتى تلبدت السماء بالغيوم ونزلت مطرا منهمرا والسلطان لم يكد يدخل فاس.[/font]
[font=&quot]ولا يزال إلى اىن المكان الذي التقى فيه الشيخ سيدي أبو الشتاء بالسلطان الأكحل يحمل اسم" الحجرة الشريفة" وهو على ضفة نهر سبو بين اشراكة واولاد جامع. وهو شاهد على وقوع هذه الكرامة بذلك المكان. وقد عم خبر الكرامة المغرب حتى عرف الشيخ سيدي محمد بن موسى بلقب أبو الشتاء.[/font]
[font=&quot]وتقول الأخبار أن الشيخ أبا الشتاء لما رجع إلى فشتالة أرسل إلى الشيخ عبد الله بن حسون أنه لم يكن عليه أن يفضح سر ولايته إلى السلطان، والجفاف كان عقابا من الله لأمته التي حادت عن النهج المستقيم. وقال له أن " إن عصفورين لا يسعهما عش واحد ولا بد لأحدهما أن يغادر". فأجابه الشيخ عبد الله بن حسون: " إنك ضيف علينا ونحن أصحاب البلاد فنحن نغادر وأنتم تبقون". وخرج الشيخ بن حسون من بلاده متتبعا ورغة إلى أن توقف على شاطئ البحر بالمكان المدفون به الآن بمدينة سلا حيث بنى هناك زاوية له واجتمع عليه الاتباع والمريدون من تلك البلاد. وعاش بقية حياته هناك…[/font]
[font=&quot]إن الخبر الأخير الذي يفيد بأن الشيخ أبا الشتاء اتصل بالسلطان الأكحل عند سبو خبر قريب جدا من الصحة، لأنه ثيت في تاريخ الدولة السعدية أنه كان هناك سلطان يلقب بالسلطان الأكحل وهو السلطان أبو عبد الله محمد المتوكل على الله بن أبي محمد عبد الله الغالب بالله السعدي. وفترة حكمه كانت بين 981 هـ و 983 هـ، وكان ملكا بفاس بينما كان آباؤه ملوكا بمراكش، مما يجعل قولة الشيخ بن حسون لأبي الشتاء: " أنت ضيف علينا" تكون شاهدة على حداثة نزول الشيخ أبي الشتاء بفشتالة.[/font]
[font=&quot]وقد يقول قائل لماذا لم يدون المؤرخون لقاء الشيخ أبي الشتاء الخمار للسلطان المتوكل كما فعلوا عندما دونوا خبر لقاء والده بالشيخ أحمد بن موسى السملالي(2). أو بالشريف سيدي علال الحاج البقال الأغصاوي الحسني(3). نقول لأن فترة امتوكل كانت مليئة بالفتن، ولم يكن قد أحرز في حكمه على المصداقية الكاملة، لأن العلماء والعامة كانوا مع عميه الذين كانا يطالبانه بالملك الذي كان من حقهما. فكيف يدونان أخباره وهم لا يعترفون بملكه ولا بايعوه عن طيب خاطر كما يجب أن تكون البيعة الشرعية. ثم إن فترة حكم هذا السلطان كانت فترة قصيرة لم تتعدى ثلاثة سنوات، وهي فترة لم تعرف من الأحداث إلا الفتن والقلاقل.[/font]
[font=&quot]أما عن الشطر الثاني من لقب الشيخ سيد أبي الشتاء وهو كلمة " الخمار" فإن له علاقة باللقب الأول وأطلق عليه لنفس السبب الأول أي كونه كان سببا في حصول المطر وكونه بلل الناس بالمطر بعد أن كاد يهلكهك الله بالجفاف، وسكان الجزء الشمالي من المغرب يقولون: " مخمر للرجل المبلل بالماء، والخمار للمبلل والفعل هو بلل". وهناك مثل جبلي من المنطقة يقول: " للي يدخل للواد يخمر رجليه(1)".[/font]
[font=&quot] 2- الاستقصا لأخبار دول المغرب الإقصى ج 5 ص: 58.[/font]
[font=&quot] 3- دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن 10ص: 40.[/font]
[font=&quot] 1- الأرشيف الربربري ج 2 ص: 252.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]أي من دخل الواد فسوف يبلل رجليه. ويقولون لمن بلله المطر " خمرته الشتاء".[/font]
[font=&quot]وهذه اللهجة قريبة جدا من لغة العرب القدماء، والذين جاء على لسان أحدهم في التلبية:[/font]
[font=&quot]" لبيك يا معطي الامر **** لبيك عن بني النمر[/font]
[font=&quot]جئناك في العام الزمر **** نأمل غيثا ينهمر[/font]
[font=&quot]يطرق بالسيل المر"(2).[/font]
[font=&quot]والسيل الخمر هو المطر المنبت للشجر الكثيف.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهناك خبر آخر يجعل سبب هذا اللقب هو أن الشيخ سيدي أبي الشتاء كان مرة بزيارة ضريح الشيخ مولاي عبد السلام بن بشيش وبينما هو نائم يوما في الضريح إذ رأى وكأنه يتوضأ عند العين التي هناك، إذ جاءه مولاي عبد السلام من الوراء وألقى به في العين، فقال له سيدي أبي الشتاء: " ماذا فعلت بي يا شيخ لقد خمرت ثيابي؟!" فقال له الولي: " اذهب فأنت الخمار المخمر العامر المعمر." (3 ) ولما أفاق الشيخ سيدي أبو الشتاء وجد نفسه في حالة جذب فترك جبل العلم وخرج يصيح أنا الخمار أنا الخمار، فاشتهر لذلك بهذا اللقب أيضا. ومن ثم أصبح الشيخ سيد أبو الشتاء الخمار ولي المطر بالمغرب يقصده الناسمن كل حدب وصوب أيام الجفاف للاستقصاء، وفي الخريف من كل عام تتبعه وفود تضم من مائتين إلى ثلاثمائة شخص نحو زاوية الشيخ مولاي أبي الشتاء من كل أنحاء المنطقة الشمالية وحتى من الغرب والشرق والداخل كذلك وقبائل من الأطلس جادة في الوصول إلى ضريح الشيخ التماسا وطلبا لبركته وحتى يكون العام الفلاحي المقبل عاما جيدا بسقوط الأمطار في وقتها.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]2- الحياة العربية من الشعر الجاهلي: ص: 402-401.[/font]
[font=&quot]3- رواية الشرفاء الصافيين. الأرشيف البربري ج 2 ص: 252.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ومن أشهر القبائل التي لا تزال تحافظ على هذه العادة على سبيل المثال لا الحصر قبائل عرب أنكاد وبني يزناسن وبني كيل ومرنيسة وتسول وغياثة وصنهاجة وبني مطير وبني سادن وآيت يوسي وأيت سغروشتن وزيان وزمور وكروان وحياينة ومهاية وشراكة وزرهون وقبائل الغرب وشراردة وبني مزكلدة ومصمودة وبني ورياكل وبني مستارة ومن أقصى الشمال قبيلة بني حسان وغيرهم من القبائل المغربية.[/font]
[font=&quot]وقد وصف مولييراس كيف تتجه وفود القبائل إلى زاوية مولاي أبي الشتاء في كلامه على قبيلة بني زروال وفي كلامه على زيارة الأولياء بالمغرب. فقال في حديثه عن القبيلة الأولى: " محمد بن الطيب استقبل استقبالا حسنا من طرف هؤلاء الشباب ولم يبق إلا ثلاثة أيام بالقليعة، وعلم أن وعدة ستساق لضريح مولاي أبي الشتاء الخمار، فذهب مع جملة من الطلبة." (1 ).[/font]
[font=&quot]وقال في حديثه عن زيارة الأولياء: " أن في فصل الخريف تتجه وفود مكونة من مائتين إلى ثلاثمائة شخص إلى أهم أضرحة الأولياء بالمغرب. منهم من يتجه إلى ضريح المولى عبد السلام بجبل العالم ومنهم من يتخذ ضريح الشيخ المولى أبي الشتاء الخمار بفشتالة… ومنهم من يقصد ضريح سيدي علي بن داود بمرنيسة(1)" ومن خلال هذه الفقرة بأكملها يتضح أن الكلام كان على قبيلة صنهاجة الواقعة قرب مرنيسة بناحية تازة.[/font]
[font=&quot]وتظل قبيلتي اولاد عيسى بناحية فاس وقبيلة بني حسان بناحية تطوان أهم القبائل التي لا تزال تحافظ أكثر على هذه العادة القديمة، والتي تشهد على حدوث كرامات الشيخ سيدي أبي الشتاء وتشهد على علاقة لقبه بهاته الكرامات.[/font]
[font=&quot]دراسة الشيخ أبي الشتاء وشيوخه:[/font]
[font=&quot]4- مرآة المحاسن بأخبار الشيخ أبي المحاسن ص:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ثم اتصل الشيخ سيدي أبو الشتاء بالشريف العلامة سيدي علي الحاج البقال الحسني ثم الافماوي ببلاده الحرايق، فبقي عنده أكثر من ثلاث سنوات أخذ عنه فيها الحديث وعلومه وكان لسيدي علي سند في الحديث(5)، كما أخذ ع[/font]
[font=&quot]عند دخول الشيخ مولاي أبي الشتاء إلى فاس اتصل بالشيخ الحافظ علي احماموش(3 ) فبقي معه خمسة سنوات حفظ عليه فيهما القرآن بقراءاته السبع الشهيرة وأجاز له فيها ثم دله على الفقيه أبي البقاء عبد الوارث الياصولتي(4)، وكان ساكنا بفاس إذ ذاك، فصحبه وأخذ عنه رسالة ابن أبي زيد في الفقه والمباحث الأصلية ورائية الشريشي في التصوف، والمعاملات، وكان أبو البقاء الياصولتي قد أخذ عن أبي النجا سالم الروداني الشاوي والشيخ أبي عبد الله السهلي الصغير، والشيخ عبد الله الغزواني وعليه كان اعتماده في التصوف.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]1- مجلة صحراء المغرب ص: 72-71.[/font]
[font=&quot]2- شكك الإمام شمس الدين الذهبي في نسب الإمام الشاذلي في كتابه.[/font]
[font=&quot]3- ممتع الأسماع في أخبار الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع ص:[/font]
[font=&quot]نه أيضا الطريقة الزروقية. وبعد إجازة سيدي علال الحاج بأبي الشتاء في الحديث ورجع الشيخ أبو الشتاء إلى فاس فاستقر بخلوته المعروفة الآن بجارة قيس قبالة الدرب الطويل(1). ومن أخذ عنه أيضا في هذه الفترة الشيخ أبو محمد عبد الله الغزواني صاحب القصور دفين مراكش. وبعد ذلك ذهب الشيخ أبو الشتاء لأداء مناسك الحج وبقي هناك عدة سنوات التقى فيها بشيوخ عصره هناك. ثم رجع إلى فاس ومنها اتجه إلى الشمال حيث استقر[/font]

[font=&quot]جهاد الشيخ[/font]
[font=&quot]كتبهامولاي بوشتى ، في 16 يوليو 2007 الساعة: 22:03 م[/font]
[font=&quot]ظهور الجهاد بظهور البرتغاليين على شواطئ المغرب:[/font]
[font=&quot]في أواخر العهد الوطاسي استولى البرتغاليون على سبتة وأصيلا وطنجة وعلى بعض المدن بالشواطئ الجنوبية. فنشأت على إثر ذلك حرب مقدسة بناحية طنجة أولا، ومنذ احتلال المدينة على إثر وصول دعاة الجهاد من الداخل، بعد ظهور تعاليم الجزولي.[/font]
[font=&quot]فقد عاش الجزولي آخر العهد الوطاسي فرأى انتكاسة العالم الإسلامي أمام الغزو الصليبي خاصة بلاد المغرب الأقصى فدفعته همته، وتعاليم طريقته الشاذلية إلى رفع سيف الجهاد في وجه أعداء الملة وجعل هذا العمل أول هدف لطريقته، بل جعله فرض عين على كل مغربي قادر عليه. وحمل مسؤولية تلك الانتكاسة للفقهاء والقادة الذين عجزا عن الدفاع عن ثغور الإسلام.وذهب الجزولي يخطط لإصلاح ديني وسياسي في نفس الوقت وبدأ عمله بآسفي ولما علم واليها بنواياه أخرجه منها، فاتجه الجزولي إلى آفوغال ببلاد سوس وأسس هناك زاويته، ومنها كان يبث أفكاره الإصلاحية، ويحرض الناس على الجهاد . ومن أقوال الإمام الجزولي في الجهاد قوله: " إن دولتنا دولة المجتهدين المجاهدين في سبيل الله المقاتلين لأعداء الله"(1) واستجابت له عامة الشعب ودهاؤهم حتى كثر أتباعه، وأنشأت زوايا والرباطات في كل أنحاء البلاد فتخوفت السلطان ومن صار على نهجه من الفقهاء، فدسوا له السم فتخلصا منه. وحمل عبء الجهاد بعده تلامذته.[/font]
[font=&quot]وكان من نتائج حملة الجزولي الإصلاحية ظهور الأشراف السعديين بسوس بلاد الجزولي ووعقل أفكاره فقد اجتمع سكان سوس على السلطان محمد القائم بأمر الله على أن يجاهد فيهم العدو الذي أصبح يتهدد بلادهم جهد أن تمكن من التغور الشمالية وذهبت هيبة الملك من النفوس فقبل بيتهم وخاض بهم حملة الجهاد بالجنوب إلى أن تمكن من إنشاء دولته وكان من ابن هذا الملك المجاهد واعترافا منه بجميل أفضال الجزولي على المجاهدين أن دفن والده(1) القائم عند ضريح الجزولي، ثم نقل رفاتهما إلى مراكش ودفنهما بالقرب من بعضهما.[/font]
[font=&quot]ومن أشهر الفقهاء الذين أنجبتهم حركة الجزولي والذين أخبروا لمحاربة العدو وجهاده باللسان والسنان أبو محمد عبد(2) الله بن محمد الهبطي الصنهاجي من صنهاجة طنجة وكان يجوب المداشر والقرى يحث الناس على الجهاد وأبو عبد الله محمد القصري المعروف(3) بسقين والذي قتله النصارى عند ضريح مولاي أبو سلهام، والشيخ أبو الحسن علي بن عثمان (4) الشاوي وهو من أصحاب الشيخ الغزواني وأصحاب الشيخ أبي الشتاء وقد قتل في إحدى الغزوات خارج أصيلا سنة 1533، والشيخ أبو الحسن علي بن مصباح الحسني(5) والد صاحب دوحة الناشر، وقد كان علاقة بأولاد البقال بالحرائق وأولاد ابن ريسون بتازروت بقبيلة بني عروس وكل العائلتين عرفا بالجهاد، وقد أسر علي بن مصباح مرة بطنجة من طرف البرتغاليين.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن أشهر الزوايا التي رفعت راية الجهاد في وجه عبدة الصليب زاوية أولاد المصباح الزناتيين(6) وزواياهم بالغرب وناحية القصر الكبير أكثر من أن تحصى عددا وأشهرها زاوية سيدي الحسن المصباحي(7) بالدعداعة من بلاد طليق وهو والد المجاهد عيسى ابن الحسن الذي استشهد في معركة وادي امراح عند طنجة سنة 1574 هـ وقد اشتهر أولاد المصباحي من دون سائر زوايا الغرب والمغرب الشمالي بالجهاد حتى قيل في تحريك همتهم للجهاد:[/font]
[font=&quot] [/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- الاستقصا ج 5 ص: 15.[/font]
[font=&quot]2- دوحة الناشر ص: 7.[/font]
[font=&quot]3- الاستقصا ج 4 ص: 111. الدوحة ص: 58.[/font]
[font=&quot]4- الاستقصا ج 4 ص: 111. مدن وقبائل المغرب – البيضاء والشاوية ج 1ص: 155.[/font]
[font=&quot]5- الاستقصا ج 4 ص: 111.[/font]
[font=&quot]6- مدن وقبائل المغرب طنجة ونواحيها ج 7 ص: 315. من مدن وقبائل المغرب العربي ص: 212.[/font]
[font=&quot]7- دوحة الناشر ص: 85.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]يا أولاد (1) المصباح يا أهل السربة البيضاء أي يا أولاد المصباح يا أصحاب السرية أو الكتبية البيضاء!؟[/font]
[font=&quot]- جهاد الشيخ أبي الشتاء قبل معركة وادي المخازن:[/font]
[font=&quot]ومن بين المجاهدين الذين اشتهروا على ذلك العهد وينتمون إلى مدرسة الجزولي الإصلاحية والجهادية الشيخ أبو الشتاء الخمار أحمد بن موسى الادريسي ثم الشاوي فقد كان متداول أمره يشارك في حملات المتطوعين الذين ينطلقون من فاس في اتجاه الثغور الشمالية لنجدة إخوانهم هناك ورديد الكفار عنهم.[/font]
[font=&quot]وقد صحب الشيخ أبو الشتاء الشيخ المجاهد علي بن عثمان الشاوي وشهد معه معركة الحدمر خارج أصيلا والتي دارت سنة(2) 940 هـ- 1533 بين الملتحين بقيادة المجاهد عبد الواحد ابن طلحة العروسي والبرتغاليين واستشهد إثرها علي بن عثمان. وبعد هذه المعركة ذهب الشيخ أبو الشتاء إلى بني عروس والي زاوية المجاهدين الريسونيين بتازروت عند صاحبه الشريف سيدي عبد الرحمان بن ريسون، وكان يشارك معهم في الحملات الجهادية التي كان يقوم بها الريسونيون ضد البرتغاليين وفي هذه الفترة كان استقرار الشيخ أبي الشتاء بقبيلة بني حسان المجاورة لبني عروس، حيث بنى هناك زاويته ورباطه واللذين لا يزالان إلى الآن يشهدان على استقراره بهذه المنطقة لممارسة الجهاد وذلك لقرب هذه المنطقة من سبتة وطنجة وأصيلا وكان يجتمع عليه المتطوعة من القبائل المجاورة وباقي المناطق المغربية فكان يخرج بهم لمقاتلة العدو مباغتته ووقع مرة في الأسر فأخذ إلى سبتة فمكث بها سنوات(1) أسيرا وكان النصارى يكرمونه ويأتونه بما يأكل ولا يكلفونه عملا، ولما أطلق صراحه خرج من سبتة، ودخل طنجة وبنى زاويته بقصبتها وكان يدرس بها.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- مدن وقبائل المغرب العربي ص: 212.[/font]
[font=&quot]2- دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر ص: 35.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويبث في نفوس طلبته روح التمرد على البرتغاليين وروح الجهاد. فشاع خبره وأخرجه البرتغاليون من المدينة، فبنى خارجها على هضبة شرف العقاب المسماة الآن بالشرف لشروفها على طنجة وناحية القصر الصغير بنى هناك زاويتان ورباطان فاجتمع عليه المتطوعة والتلاميذ من كل مكان وفي هذه الفترة التقى به صاحبه سيدي علي بن داود المرنيسي.[/font]
[font=&quot]ومن رباطه هذا قاد الشيخ أبو الشتاء متطوعة في معركة شرف العقاب، والتي شارك فيها متطوعة من الغرب وكل أنحاء المغرب وكان أن قتل فيها سيدي عيسى بن الحسن المصباحي وهناك مصباحي آخر استشهد بهذه المعركة ودفن بشرف العقاب وبقي الشيخ أبو الشتاء بالشرف عدة سنوات ثم رجع إلى فاس ومنها اتجه إلى الجنوب للجهاد هناك واستقر خارج آسفي التي كانت بيد البرتغاليين حيث بنى هناك رباطه الذي لا يزال إلى الآن يحمل اسمه برأس بدوزة. ثم رجع الشيخ أبو الشتاء إلى فاس وعزم على بناء زاويته بفشتالة والاستقرار بها ومنها كان الشيخ أبو الشتاء يشن حملاته الجهادية على الأعداء بالشمال فقد كان يجتمع على المتطوعة من فاس ونواحيها وبلاد الغرب والهبط، فكان يعلمهم فنون القتال من مبارزة وركوب الخيل وضرب بالنبال وغيره طيلة فصل الربيع. وعند حلول الصيف كان يتجه بأصحابه إلى المكان ويؤكد اشتهار الشيخ أبو الشتاء بالجهاد ودخوله طنجة وسبتة المؤرخ ايرنست لوغو فيقول: إنه من المؤكد أن الشيخ أبا الشتاء دخل طنجة حيث يوجد فعلا وإلى الآن بالركن الشمالي الغربي من القصبة يسار محل الشرطة رقم 2 مزارة تحمل اسم زاوية مولاي بوشتى ومختمل أو بالقرب من هناك كان مولاي أبي الشتاء يسكن في الوقت الذي كان يستقر فيه بطنجة… إن وجود هذه الشخصية بطنجة كأسير للبرتغاليين أو ضيفا عليهم، والتي ترتبط جدا بأولاد البقال يدفع إلى الظن بكون أولاد البقال أنفسهم شاركوا في الجهاد ضد طنجة ( البرتغال)…[/font]
[font=&quot]وفي فصل آخر من مؤلفه قال: .." إن وجود خلوة الشيخ أبي الشتاء بالقصبة تؤكد مرور الشيخ بطنجة…" (1)[/font]
[font=&quot]ويقول هذا المؤلف: بأن الشيخ أبا الشتاء وصاحبه سيدي علي ابن داود كلفا بالتفاوض مع البرتغال لصالح الملك زيدان وقال بأن ذلك يفسر وجوده بطنجة وسبتة ومن الممكن قد اصطحب معه سيدي علي بن داود وسيدي محمد الحاج البقال وقال بأن هذا ما يفسر وجوده مزارتين واحدة لذكرى مولاي بوشتى بالقصبة والآخر لسيدي علي بن داود في مكان كان به محلا للبرتغاليين وهذا ما يضفي الضوء على التكريم العجيب الذي يلقاه وإلى الآن صاحب طنجة سيدي محمد الحاج الذي يحمل نفس الاسم وجده تلميذ مولاي أبي الشتاء .[/font]
[font=&quot]إن هذا الكلام في بعض الأخطاء في التاريخ وذلك أن الشيخ أبا الشتاء لم يعش إلى عند حكم السلطان زيدان بن احمد المنصور إنما توفي في حياة والده وكان دخوله سبتة وطنجة على عهد عبد الله الغالب بالله أو على الأصح على عهد ابنه محمد المتوكل على الله وآخر دخول للشيخ أبي الشتاء لطنجة كان قبل معركة وادي المخازن بقليل.[/font]
[font=&quot]ولعل المفاوضة التي كانت على عهد أبي الشتاء والتي كلفه بها سكان طنجة والسلطان هي محاولة رد البرتغال عن حرب المسلمين ومساعدة القائد وبقيت قبائل المغرب المشهورة بالفروسية وحب الجهاد من عرب وبربر تعترف بسلطة الشيخ أبي الشتاء عليها ختى بعد وفاته خصوصا قبائل الغرب وقبائل الهبط وناحية فاس وقد ذكر صاحب: صور من التاريخ الديني المغربي…(1) بأن أكبر شيخ الطرق الصوفية الحربية بالمغرب هو مولاي أبي الشتاء الخمار الذي يوجد ضريحه بآمركو من بلاد فشتالة، وأن اسمه هو الذي يذكر دائما ومعه سيدي بوعبيد الشرقي صاحب أبي الجعد.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- مرآة المحاسن بأخبار الشيخ أبي المحاسن ص: 238.[/font]
[font=&quot]1- مدن وقبائل طنجة ونواحيها ج 7 ص: 332-315.[/font]
[font=&quot]وذكر الدرويش التلمساني أن بناحية فاس شيخ الفرسان هو مولاي أبي الشتاء الخمار.[/font]
[font=&quot]وإلى عهد قريب وبالضبط في عهد الثورة الجزائرية وعلى عهد الأمير عبد القادر كان أصحابه من قبائل اولاد عامر والعرب المجاورين للحدود المغربية الجزائرية يأتون إلى زاوية أبي الشتاء الخمار وللتدريب على أساليب الفروسية واستخدام أنواع الأسلحة القديمة والجديدة بالنسبة لذلك الوقت خصوصا وأن الزاوية كانت مقر السوق الأسبوعي يوم الجمعة لبيع البارود والأسلحة كما كانت تباع فيه أجود الخيول العربية التي كان يأتي بها أصحابها لزيارة الولي من القبائل العربية المجاورة للزاوية وكان ذلك السوق الأسبوعي يقام يوم الجمعة. وقد نبغت من عائلات الشرفاء الصافيين أحفاد أبي الشتاء الخمار في التدريب على الفروسية عائلة بن احمد وعائلة بن الشيخ وكانت للعائلة الثانية الأسبقية.[/font]
[font=&quot]وقد كان الشيخ جد هذه العائلة فارسا يضرب المثل بشجاعته وفروسيته في كل المغرب الشمالي والشرقي وإليه كانت تأتي وفود قبائل الشراقة من الحدود الجزائرية للتدرب على الفروسية ومن تم استقت لقبه " الشيح" وبقت تلك خاصية حتى لأبنائه من بعده خصوصا.[/font]
[font=&quot]- بعض من اشتهر بالجهاد وكانوا متأثرين بالشيخ أبي الشتاء:[/font]
[font=&quot]وقد تخرج من مدرسة أبي الشتاء الجهادية عديد من المجاهدين الذين كانت لهم مواقف شهد لهم بها التاريخ مع العدو الغاشم- وأهمهم أولاد المصباح- وأولاد البقال وأيت سغروشتن أسود الأطلس وحماته ويكفي عن الإطالة وعن الافتخار المجاهد الولي الشريف سيدي محمد الحاج البقال الأغصاوي الحسني الذي شب منذ نعومة أظفاره بين يدي أبي الشتاء فنال من بحر جوده وغرف من منهل علومه واقتدى بجليل أعماله وعمل عن أبي الشتاء كرهه للأعداء فبرز لهم بالمرصاد ولم يسكت مع من سكت من علماء البلاد والذين أغلبهم أيدوا السلطان وأفتوا بجواز إعطاء الثغور الإسلامية للعدو مقابل مساعدته على محاربة إخوانهم المسلمين لم يسكت الأغصاوي وأطلقها صيحة وسط المغرب صيحة عبرت عن جدارة التصوف المغربي وأصالته ووطنيته وإسلاميته وفعاليته صيحة أطاحت برأس ذلك السلطان الغاشم بعد أن حاول إسكات تلك الصيحة بقتل صاحبها لقد صاح الأغصاوي وقد كان من أعز أصدقاء السلطان: مخلصا إياه بلهجة نابية وجريئة خالية من كل تقديم ولا تزويق أما بعد: ما كتب لك به أخي علي في شأني بعضه حق وبعضه كذب بأي موجب قلعت محلتك من سلا وأثبت مهرولا لهتك حرمة الإسلام؟ أتعين لك نفع في عبادة الأوثان والأصنام؟ أم اتخذت إلها ثانيا حتى نصرت دين الأوثان؟ والله ما تبدل ديني؟ قال سيدنا رسول الله(ص): معظم الدين النصيحة لكن لكن الإيمان لك أنت والذين على عهدك ولا عهد لك. والحمد لله الذي قلب قلبي عن صحبتك. فقد أراد بي خيرا. والله لا سعيت في وصالك أبدا لأن وصالك بعد من الله فالموجود كله يخاطبني باللغة الصريحة بسبب خطتك فلا تطمع في وصالي أبدا… والموت محيط بكل أحد وقنطرة بين دار الفنا ودار البقا فإن لقيت الله وهو راض عني لا أبالي بما ألقى قبل الله. ولا خوف ممن يقتل ولا يغفر. فإن كنت أنت تقتل والله يغفر فلا فائدة في قتلك. والموت سبيل مسلوك للمالك والمملوك فأنا اليوم وأنت غدا وعند ربكم تختصمون فكيف يا مخذول تسلم النصارى دمرهم الله حصون المسلمين ومعاقل الدين!… والآن وقد سولت لك نفسك أن تسمع علوم من لا أخلاق له ويبيع آخرته بدنياه، ويرى القرب منك أعظم من القرب من الله. ورأيت أنت أن الخلق ليس لهم خالق بل أنت خالقهم وليس غيرك غافر فإنك أحطت بجميع الخلق وأرواحهم بيدك لا فإن استطعت أن تقبض أرواحهم فافعل ما تريد فكيف يا مسكين انطمست بصيرتك على منهاج الحق وتحملت سريرتك مالا يطاق من الخبث؟ لو كان الخير فيك لعكس الله بصرك إلى بصيرتك ولاتخذت من العلماء لصحبة أهل الورع الذين يقتدي بهم دنيا وأخرى. وتحسنت سيرتك وعلا مقامك. ومن هو ملازم كخدمتك ومحمد بن علي ( يعني نفسه) حر لله ما كان وما يكون فليس لك عليه سبيل فلله الحجة البالغة. ولا حاجة لي بمخالطتك البتة ومن أسر سريرة البسة الله ردءها وهل جل الأخيار قد ماتوا بالسيف وأنا ملحق بهم".[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وأناخ السلطان برأس صاحبه المجاهد، وعلقها على باب المحروق بفاس وبقيت هناك شهورا إلى أن كتب الله لها أن تدفن في زاويته بالطالعة الصغرى بالدرب الذي يحمل الآن اسمه تخليدا له.[/font]
[font=&quot]ومن المجاهدين المغاربة الذين كانت لبطولات الشيخ أبي الشتاء وقدم باعه في الجهاد الأثر الكبير في أظهارهم: الشيخ المجاهد أبو عبد الله محمد بن احمد المالكي(1) الزياني المعروف بالعياشي المنتسب إلى أولاد زيان من قبيلة بني مالك بالغرب وفخدة أولاد الزيان هي المعروفة الآن بأولاد خليفة. وكانت قبيلة العياشي تتبع روحيا وجهاديا للشيخ أبي الشتاء فنشأ في جوحبه وكان يزور ضريحه مرات مع والده ووفد قبيلته، ويسمع عن قصص الشيخ أبي الشتاء في جهادهفكبرت في نفسه فكرة الجهاد ولما التحق بالشيخ عبد الله بن حسون الخالدي السلاسي صاحب أبي الشتاء والذي كان قد استقر بسلا لاحظ فيه ذلك الشيخ علامات الرجولة والفروسية فتشجعه على الجهاد وأرسله إليه.[/font]
[font=&quot]وبعد تألق نجم العياشي واستيلائه على بعض الثغور التي كانت بيد العدو واحتلاله بعض المدن الشمالية كفاس وسلا والقصر والمعمورة ، كان لا ينسى زيارة ضريح الشيخ أبي الشتاء والتبرك به بل كان يخصص له نصيبا كبيرا من غنائمه وقد اغتاله بعض الخونة بقبيلته وكانوا من قبيلة الخلوط التي بناحية القصر الكبير، وكان قتله يسمى عين القصاب وكان ذلك 1051 هـ وقد أوصى(2 ) المجاهد العياشي بأن يدفن بزاوية الشيخ أبي الشتاء بفشتالة، فدفنت رأسه هناك كما أوصى أما عن جثته فهناك اختلاف في مكانها وكان لسيدي محمد العياشي ولد اسمه عبد الله(1) وكان علامة فقيها نظم أرجوزة في أهل بدر وتوسل بهم إلى الله طالبا منه الانتقام ممن اتفقوا على اغتيال والده.[/font]
[font=&quot] [/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- الاستقصا من أخبار دول المغرب الأقصى ج 6 ق 2 ص: 64.[/font]
[font=&quot]2- مؤرخا الشرفاء ص: 251.[/font]
[font=&quot]1- الاستقصا ج 2-6 ص: 93-92.[/font]
[font=&quot]وقد كان فارسا جمع قبائل الغرب لما أراد أهل زاوية الدلاء الاستيلاء على الغرب والتقى بهم في معركة بوادي الطين، وقد سن عبد الله بن سيدي محمد العياشي سنة لا يزال عليها أهل الغرب المجاورين لمولاي أبو سلهام وهي زيارتهم لوالده سيدي محمد العياشي بزاوية الشيخ أبي الشتاء ثم العروج على ضريح الشيخ أبي الشتاء ولا تزال هذه عادتهم إلى اللآن.[/font]
[font=&quot]إن جهاد الشيخ أبي الشتاء لم يكن شيئا جديدا بالنسبة لعصر كان يعاني فيه المغرب من اعتداء الكفار وكان فيه الأمر بيد العلماء والصوفيه والزوايا والذين كانوا كلهم متفقين على المقاومة إلى آخر رمق منهم أو النصر وطرد العدو إلى غير رجعة. إلا أن الشيئ الذي امتاز به الشيخ الشيخ أبو الشتاء هي جمعه بين الجهاد وتدريسه للعلوم ولطريقته دون أن يخل بأي واحد من الأمرين بل تفوق كل التفوق وفي الأمرين معا. وقد كان جهاده صفحة لامعة مشرقة في تاريخ المغربي وكفاحه الطويل . قل من توقف عند تلك الصفحة وأعطاها حقها ولم يبقى من ذكراها إلا تلك الروابط التي تنتشر هنا وهناك بين الثغور المغربية والمنسوبة إلى الشيخ أبي الشتاء والدرع السعدي(2 ) الذي لا يزال صامدا وشامخا على أنه فيما مضى كان على ظهر رجل فارس وعالم في نفس الوقت رجل جمع ما بين ما هو روحي وما هو واقعي حتى ألقاب العامة التي أطلقوها على الشيخ أبي الشتاء في ذلك الوقت اعترافا منهم له ببطولاته والتي منها شيخ الخيالة يطلقها الناس عليه وإلى الآن وينطونها ببرودة غير معهودة ودون أن يعرفوا لماذا كان ذلك اللقب وماذا يخفي وراءه من تاريخ بطولي يستحق كل العناية والتقدير.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]2- يوجد درع الشيخ أبي الشتاء بيد أحفاده الصافيين في زاويته الكبرى بفشتالة وكان معه[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]سبقه وقربوس سرجه.[/font]
[font=&quot]الـخاتـمـة[/font]
[font=&quot]فخلاصة القول أن التصوف المغربي تصوف سني معتدل لم يساير التصوف الإسلامي بالشرق الذي كان في أغلبه تصوفا جامدا ومغاليا ومنحرفا عن الدين فالتصوف المغربي قام على نشر الإسلام وصد هجوم أعداء الدين من الصليبيين إلى جانب كونه كان له دور أساسي في ترشيح السلطان الاحق بالملك اتباعا للشرع ووقاية من الفتنة، فالتصوف المغربي هو الذي أدخل الإسلام وركزه في مالي والسنغال والنيجر وكل أفريقيا السوداء، واصله إلى أندونيسيا والفلبين عن طريق التجار المسلمين ذوي الطريقة الشاذلية المغربية الأصول عكس التصوف الشرقي الذي كان قبوعا في التكايا والمساجد وليس للمراقع وجهرا بألفاظ خارجة عن الشرع في ظاهرها كانت في غالب الأحيان ما تؤدي بأصحابها إلى القتل وشغلها بعض المعتدلين وحولوه إلى تدجيل وشعودة ولا ننكر أن التصوف المغربي عرف هو أيضا مرحلة من الجمود إلا أنه عرفها في فترة متأخرة ، وبعد ظهور دعاة التصوف والمشعوذين، وكان من أشهر هذا النوع من التصوف طائفة العكاكزة أو اليوسفية(1 ). وعيساوة وحماشة…[/font]
[font=&quot]وكان الشيخ مولاي أبو الشتاء نموذج الصوفي المعتدل والسني في هذه الفترة المشعة من تاريخ التصوف المغربي.[/font]
[font=&quot]وهناك شيء آخر كان له أثر كبير في طبع المجتمع المغربي وكان للتصوف الفضل في إبرازه، هو الزاوية تلك الخلية أو المؤسسة التي كانت عبارة عن مدرسة وحصن للدفاع عن الدين وإعطاء المجاهدين، كما كانت معقلا للثوار فإننا نجد أن دورها يختلف عن دور مثيلثها في الشرق.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
 
أعلى