موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وذلك يدل على اهمال المتأخرين لأدبائهم، وساعدهم في ذلك ما كان قد فشا فيهم من التحاسد و التباغض وصل حد الاطماس. لذلك فان معرفته تتأتى من أرجوزته الشمقمقية ( سنتحدث عنها لاحقاً أما نسبه فحميري من سلالة بني معقل من بني كهلان بن سبأ أخي حمير وأما أصله فتواتي من توات قرب زناتة، وهي قبيلة تملكها عرب الصحراء الحمييرين الذي وفدوا المغرب بعد الفتح على الارجح. واما داره فكانت عدوة فاس التي حوت معلمة التاريخ وأول جامعة في العالم بأسره "جامع القرويين" الذي بنته فاطمة الفهرية نفعها الله به. كان والده من ندماء السلطان، وكان أديبا ظريفا خفيف الروح، لطيف الحس، صاحب نوادر و ملح،وكاد شديد الصمم،ثم زال سمعه كلية، ومن رهافة حسه انه كان يفهم ما يقال له بقراءة الشفتين. وكان من آثار السلطان به أن كناه بأبي الشمقمق تشبيها له بالشاعر الكوفي الماجن المعروف بابي الشمقمق، فلزمته هذه الكنية حتى انسحبت على ابنه .. ولما مات الوالد انقطع الولد عن مجالس السلطان ووقف في طريق الوصول اليه وزير كان يحسده.[/font]
[font=&quot]فكان ان ارتقى من الارض تلة فنادى باعلى صوته[/font]
[font=&quot]يا سيدي سبط النبي *** أبو الشمقمق أبي[/font]
[font=&quot]فعرفه السلطان ثم قربه إلى هنا ينسدل الستار عن حياة الشاعر فلا نعرف عنه اكثر..[/font]
[font=&quot]القصيدة الشمقمقية [/font]
[font=&quot]مَهْلًا عَلَى رِسْلِكَ حَادِي الْأَيْنُقِ ** وَلَا تُكَلِّفْهَا بِمَا لَمْ تُطِق[/font]
[font=&quot]فطالما كلفتها وسُقْتَها ** سَوْقَ فتًى من حالها لم يُشفِق[/font]
[font=&quot]ولم تزل ترمي بها يَدُ النوى ** بكل فَجّ وفَلَاةٍسَمْلَق[/font]
[font=&quot]وما ائْتَلَتْ تَذْرَعُ كل فَدْفَدٍ ** أَذرعُها وكل قاع قَرِق[/font]
[font=&quot]وكلَّ أبطحَ وأجزعَ وجَزْ ** عٍ وصرِيمَة وكل أبْرَق[/font]
[font=&quot]مجاهلٌ تَحارُ فِيهِنَّ الْقَطَا ** لا دمنةٌ لا رسمُ دارٍ قد بقي[/font]
[font=&quot]ليس بها غيرُ السَّوَافِي والحَوَا *صِبِ الحَرَاجِيجِ وَكُلِّ زِحْلِق[/font]
[font=&quot]القصيدة الشمقمقية هي من أعظم آثار ابن الونان، وهي ديوان أدبه، ونموذج شاعريته،ومثال نظمه،ولكثير من الادباء إعجاب بها يجاوز حد ما تستحق،وهي على روي القاف، وعدد أبياتها 275 ، وتنقسم بحسب الاغراض الشعرية الى ثمانية أقسام:[/font]
[font=&quot]-النسب بذكر رحيل الاحبة،ووصف الابل التي تحملوا عليها،والبيد التي تعسفوها،ولوم الحادي على جده في السير ليل نهار حتى اضر بالابل......[/font]
[font=&quot]التغزل بصفات محبوبته،وماهي عليه من فنون المحاسن وضروب المفاتن.[/font]

[font=&quot]الحماسة والفخر[/font]
[font=&quot]- مخاطبة الحسود[/font]
[font=&quot]الحكم و الامثال و الوصايا.[/font]
[font=&quot]مدح الشعر.[/font]

[font=&quot]مدح السلطان.[/font]
[font=&quot]مدح الارجوزة،حيث تحدى الشعراء ان ياتوا بمثلها..[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أما قيمتها الادبية:[/font]
[font=&quot]يتفاوت فيها الطبع بين الحسن و القبح، ففيها ما يسمو بها الى درجة ابي نواس، وفيها ما يسفل بها الى درجة "الالفيات". وغالب ذلك يوجد في القسم الاول الذي يصف فيه البيد و القفار،والنباتات والاشجار وغير ذلك،وفي القسم الثاني [/font]
[font=&quot]الذي يذكر فيه الحكم و الامثال و الوصايا.[/font]
[font=&quot]أما الاول فلانه حشر فيه من الالفاظ الغريبة والكلمات الحوشية مما يتعلق بوصف تلك الامور المشار اليها، ما جعله كانه من متون اللغة. وأما القسم الثاني فانه أراد أن يسلك في ضرب الامثال طريقة ابن دريد في "مقصورته" من الاشارة الى مواردها، والتزم ذلم التزاما كليا،حتى غاب فيها على القارئ انباء ذلك فصار احوج الى شيخ بجانبه يفسر له، ان لم نقل بحاجة الى ابن الونان نفسه ليشرح أرجوزته.[/font]
[font=&quot]وعلى الجملة،فانها ارجوزة ظريفة جامعة لكثير من فنون الادب و أخبارالعرب،وهي على عالمية صاحبها أدل منها على شاعريته. ولمكانتها عند الادباء،فقد عارضها ابن عمر الرباطي من ادباء القرن الثالث عشر،واعتنى بشرحها جماعة منهم : العلامة ابو عبد الله الناصري في شرح حافل العلامة ابو حامد البطاوري العلامة عبد الله كنون الحسني دفين طنجة في اعذب شرح مختصر... وغيرهم . الذي يبدو من القصيدة و الله اعلم انه كتبها بعد ان ظفر بمقام السلطان لينفس عن نفسه و ليبكت بعدوه الذي فشل في صده عن لقاء السلطان. وان الشعر الذي كان قد كتبه في السلطان مادحا، كتبه يتقصد به لقاءه، وعلى هذا يكون قد كتبه من زمن بعيد عن زمن لقائه، ولم يمنعه من ذلك قلة شعره، فهو يعلم ان السلطان محمد بن عبد الله كان اعلم اهل زمانه بالعربية، حتى كتب فيها مصنفا بدأه في شرح المغني، ولعله نفسه المصنف الذي انهاه السلطان مولاي حفيظ الموسوم ب "السبك العجيب"وهو يعلم ايضا ان السلطان سينقد عليه قيمة شعره، فلم يقدم له هذه الارجوزة: لانه جمعت الغث و السمين. والذي يبدوا ايضا انه كتبها في نفس واحد ولم يجلس لتنقيحها، وهذا طبعه، فقد كان من المكثيرين، سيال القلم، غير ان افضل ما ولنا من آثاره نظم رصين لمسائل ابن خميس، وهو احسن الانظام. وخلاصة القول انه خلال استقرائنا للارجوزة الشمقمقية يتبين لنا تشفي ابن الونان في الحسود و تلظيه منه، حتى لا يكاد ينساه في جل قصيدته، فكان استقصاؤه في ذكر المرادفات التي هي بمعنى واحد انما كان لاظهار مخزونه اللغوي، وسعة اطلاعه على تاريخ العرب وايامه.[/font]

[font=&quot]وهل الاديب الا الذي اغترف من القاموس و اطلع على اخبار العرب و ايامهم؟[/font]
[font=&quot]"وهذا جهد المقل فيما ظنناه والله اعلم نحتسب بها عند الله افادتكم بنهج الرواية،علها تكون لنا و لكم عونا في اكتساب المنهج الادبي الصرف الخالي من كل شائبة.[/font]
[font=&quot]النص قطعة من بحر الرجز،يغلب عليه الكثير من الزحافات، استهل بمصدر قصد به الامر،وذلك لارادة مقام العلو وحقيقة الاستعلاء. استعمل النص الكثير من المفردات الغريبة، وتكرار المفردات التي تؤدي المعنى الواحد ظاهرة جدا، وردت في النص صور بلاغية كالاستعارة و ما يشبه الاستعارة كل الابيات وردت فيها سلاسة في النطق الا البيت الخامس، ومنعه من ذلك ذكر كلام متنافر الوحدات،وكذالك شطر الكلمة لاخراجها من الضرب الى صدر عجز البيت.[/font]
[font=&quot]أبلغ عبارة وردت في النص هي :"ولم تزل ترمي بها يد النوى"[/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot]أسهل بيت على النطق هو:" مجاهل تحار فيهن القطا......." [/font]
[font=&quot]يبدو من المطلع ان الشاعر حينما بدا الكتابة كان قلبه ممتلئا بالغيظ، فما صدق ان حمل القلم حتى افرغ جام غضبه على الورق، لذلك اتى باكثر من ست هنات"اي سقطات" في مطلعه قصيدته وهي كما يلي: قال: "مهلا على رسلك" وهو تكرار دون موجب التأكيد، لان قولنا مهلا ليس فيه استعلاء ليضطر الى تأكيده.. وانما [/font]
[font=&quot]هو محض استعاء للانتباء الى ما نريد توضيحه.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قال: "حادي الاينق": حادي اخفى حركتها[/font]
[font=&quot]من الظهور لغير علة الا علت النظم، وكان الاولى ان ينتقي ما يصلح من [/font]
[font=&quot]اللفظ لتجاوز ذلك. و"الاينق" عبر بوزن القلة على الكثرة، وذلك مخالف [/font]
[font=&quot]لتسوية البلاغة.[/font]
[font=&quot]قال: "ولا تكلفها" جاء بالواو لغير عطف ولا استئناف، وارادت الوزن فقط تفيد ضعف الشاعر .[/font]
[font=&quot]قال : "بما لم تطق" جاء ب"الباء" لارادة التعدية، وفعل "كلف يتعدى بنفسه بحيث لا يحتاج الى حرف يتعدى به، فكان مجيئ الباء حشو لا فائدة منه. "لم تطق" هو يريد النهي لا النفي، ومقتضى النهي ان يقول: "لا تطق" لانه نهي على ما هو مفعول في الحاضر.اما قول "لم" فيدل على القلب للماضي. وهذا ايضا حط من قد المطلع عند شاعرنا.[/font]
[font=&quot]وغير هذا كثير. البيت الثاني و الثالث أديا معنى واحد فلو استغنى بواحد منهما عن الاخر بحيث يقتبس من احدهما للاخر لكفاه ذلك. ابتداء من البيت الرابع تكلف الشاعر سرد مفردات لغوية سرعا يشبه ان يكون تعريفيا بحيث يخيل اليك انه بصدد سرد قاموس منظوم، وذلك خرج به عن حد الشاعرية فصار مجرد نظم. ولكن في ذلك تعبير عن ان الشاعر كان عالما باللغة متضلعا فيها.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]التهامي الوزاني تحولات مثقف مغربي في النصف الأول من القرن العشرين[/font]
[font=&quot]إبراهيم الخطيب[/font]
[font=&quot]في سنة 1950، طلب السيد حسن المصمودي من التهامي الوزاني (1903-1972) كتابة مقال، لا يتعدى صفحتين، يلخص حياته في مجملها وذلك بغية نشره في مجلة المعرفة التي كان يصدرها في تطوان. نُشر المقال بعنوان «التهامي الوزاني بقلم التهامي الوزاني» (عدد24- مارس1950)، وفيه تطرق الكاتب إلى التقلبات التي عرفتها حياته، إلى أن قال: «وكنت أظن أن الزمان سيوجهني توجيها صوفيا، ثم رأيته يحوّلني تحويلا سياسيا، إلى أن استقر اليوم في توجيهي توجيها أدبيا».[/font]
[font=&quot]1[/font]
[font=&quot]سأحاول في هذه المقالة تأمل تحولات أحد المثقفين المغاربة في تطوان إبان النصف الأول من القرن الذي ودعناه، مع تشخيص العوامل التي أعتقد أنها كانت السبب في حدوث تلك التحولات والتي كانت نتيجة تجارب مفصلية. يتعلق الأمر برجل ذي جذور اجتماعية بالغة العمق، لكونه ينتمي إلى طبقة الخاصة الذين كان عليهم، مع تغير السياق الاجتماعي والسياسي، أن يعيدوا تأويل أدوارهم بمقتضى المهام التي أناطتها بهم التقلبات التاريخية. إنه بالأحرى مثقف عضوي، مندمج في طبقته، لكنه متمرد على بعض مصائرها.[/font]
[font=&quot]لقد كانت المجتمعات الإسلامية، في حال مواجهتها لأزمة، تلجأ غالبا إلى استفتاء رأي الخاصة. ومن المؤكد أن الحواضر ضمت طائفة هامة من هؤلاء، الأمر الذي أهلهم للقيام بدور نافذ في صياغة مصير المجتمع الذي كانوا يوجدون به. وغير خاف أن الدين، خاصة في المجتمعات التقليدية، كان عنصرا بالغ الفعالية في تحديد الفروق الاجتماعية وصياغتها. فالشرفاء كانوا يحظون بالتقدير بسبب شرف أنسابهم أو بالنظر إلى امتلاكهم المفترض للبركة والكرامة. وقد كان الناس، وخاصة العامة، يتوجهون إليهم لحل نزاعاتهم أو للتوسط في هذه النزاعات. ولم يكن السلاطين المغاربة، رغم شجرة أنسابهم، يترددون في دعوة الشرفاء للقيام بوساطات في بعض القضايا المستعصية على الحل.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وتتوفر الطوائف الدينية والزوايا وكذا شيوخهما على نفوذ اجتماعي كبير. وكانت أهمية هاتين المؤسستين قائمة على السلطة الأخلاقية للشيخ وعلى وجود آلاف المريدين المنتشرين سواء في بنية الدولة ودواليبها أو في الهرم الاجتماعي. لكن الملاحظ أن نفوذهم لم يكن مقتصرا على المجال الديني، بل كان الشيوخ الصوفيون يقومون بدور الحكم في حل بعض النزاعات، كما كانت زواياهم ملاجئ آمنة لمن كان يتعرض لملاحقة ظالمة. ومع نهاية القرن التاسع عشر، كان لبعض الزوايا تأثير كبير على الحياة السياسية إلى درجة أن شيوخها كانوا يتدخلون علانية في النزاعات التي كانت تحدث داخل السلطة، الأمر الذي أثار حفيظة بعض المسؤولين السياسيين. وعندما استقرت الزاوية الوزانية بضواحي تطوان في أواسط القرن التاسع عشر، بعد تعرضها للبطش، كان ذلك إيذانا بزوالها وانتقال إشعاعها إلى طريقة أخرى. هكذا كان ظهور محمد الحراق خطيبا في أحد مساجد المدينة، وتأسيسه الطريقة الحراقية، وتحسينه صورة الممارسة الطرقية لدى النخبة من العلماء أو لدى الخاصة، بمثابة تأويل جديد للتصوف الدرقاوي. لقد كان الشيخ محمد الحراق عالما وشاعرا، لكن تصوفه لم يحل بينه وبين توثيق علاقات «الزاوية الحراقية » بالسلطة وكبار الرسميين. إن ذلك هو ما جعل الزاوية تتغلغل في المجتع التطواني، بل مهد لها كي تستقل بمواقفها عن بقية الزوايا الدرقاوية، خاصة أثناء فتنة فاس (1820- 1822)، حيث رفض محمد الحراق التوقيع على بيعة مولاي إبراهيم، وأعلن ولاءه المطلق لمولاي سليمان باعتباره سلطة شرعية .[/font]
[font=&quot]2[/font]
[font=&quot]اقتحمت الحداثة المجتمع المغربي على شكل موجات متتالية وصادمة، حيث جاءت أولى هذه الموجات بتأثير بعض الهزائم العسكرية في القرن التاسع عشر (1844،1860)، وجاء غيرها بتأثير البعثات والمبادلات التجارية، وكذا عبر الإصلاحات التي اقترحتها القوى الأجنبية منذ أواسط القرن المذكور. إلا أن أكثر هذه الموجات صدمة وتغلغلا واكتساحا هي تلك التي ارتبطت وتزامنت مع فرض نظام الحماية سنة 1912.[/font]
[font=&quot]لكن إذا كان أثر الصدمات مزلزلا في البداية، فإنه سرعان ما شرع يتسرب بصورة تدريجية وعميقة بحيث لم يعد يمس المظاهر فحسب، وإنما العقليات و المقاربات كذلك. ويبدو لي أن ذروة تأثير الحداثة إنما انعكست في شكل شعور لدى الخاصة (أي من نسميهم اليوم مثقفين) بأن مجتمعهم أصبح هشا في مواجهة التطورات، وأن مفاهيمه غدت عتيقة ويجب تأويلها بسرعة حسب معطيات الأوضاع المستجدة. بعبارة أخرى: إن المثقف يجب أن يغدو حذرا إزاء ثقافته، كما أن عليه أن ينظر إلى نفسه ومجتمعه نظرة الآخر، أي ذلك الكائن الذي يتشكل بمعزل عنه، لكنه عاجز عن عدم الاحتكاك به.[/font]
[font=&quot]لم يكف المغاربة، منذ بدء عهد الحماية، عن البحث عن تعبير مطابق للمرحلة التاريخية التي كانوا يعيشونها بصورة غامضة، وإن كانوا يشعرون بقوة أن مراجعهم لم تعد تجديهم نفعا. وكان المثقفون الذين يعبرون عن مشاغلهم بواسطة الكتابة يدركون أن وصفهم لمجتمعاتهم ازداد تعقدا وصعوبة، لأن عوامل كثيرة مما كان يعتري تلك المجتمعات كان يتعلق بإعادة صياغة هويتها في سياق تطور محتمل، كما كانوا يشعرون بأن عليهم الابتعاد بشكل كاف عن ماضيهم والنظر إليه عن كثب. إن هذه الوضعية المعقدة لم تكن لتدرك المثقفين حينا، لذا لم يكن التفكير في إشكالية المسافة الفاصلة بين الهوية والتاريخ ليستحوذ على اهتمامهم إلا في فترة متأخرة من عهد الحماية.[/font]
[font=&quot]3[/font]
[font=&quot]وُلد التهامي الوزاني في مستهل القرن العشرين، ونشأ في كنف أسرة فقيرة، وأحضان امرأتين أميتين هما أمه وجدته لأبيه، ومنزل صودرت أرضه من أملاك المقدم النقسيس وقـُدّمت من طرف المخزن هبة لأشراف وزان. كان ينتمي، من حيث النسب العقدي، إلى زاوية عتيدة، لكنه اختار لنفسه مسارا آخر سلكه كمتصوف مبتدئ بعد أن نبذ مواصلة تعليمه إلى منتهاه، متحديا بذلك الأوفاق الاجتماعية السائدة. وبما أن الظاهرة الدينية لم تكن في ذلك الوقت تعاني من انقسام حاد بين المعتقد السلفي والمعتقد الشعبي، فإنه سيكون علينا أن نلاحظ باندهاش أن التطور العقلي، المؤدي إلى استبصار تعقيدات الواقع، بدأ في أحضان الزوايا، سواء في ذلك زوايا العامة (الزاوية الحراقية) أو زوايا الأعيان (الزاوية الريسونية).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لقد عاش في بيئة ذات إواليات عتيقة، تمارس إسلاما بسيطا وعميقا، لكنه متشبع ببقايا خرافية. هكذا كانت أمه تعلق على عنقه تمائم لا تحصى، وكان هو بدوره يصطنع لنفسه تمائم أخرى مثل التميمة التي اصطنعها -خفية- من شعر لحية الفقيه الذي كان يدرسه القرآن. لكن هذا الجو المشبع بالخرافة، لم يكن يخلو من عنف رمزي. كان المسيد مدرسة لتعلم القرآن، لكن هذا التعليم كان يتحدى المبادئ التربوية، إذ كان التلميذ مطالبا بحفظ الكتاب المقدس دون أن يتعلم كيف يفهمه. وبما أن التهامي الوزاني كان حريصا على تعلم القراءة، فقد استعان بتلميذ أكبر منه سنا ليعلمه الأبجدية: هكذا تعلم الحروف مثلما حفظ القرآن بواسطة رغبة داخلية لا علاقة لها بالمناهج المتبعة، رغبة هي أشبه ما يكون بالتنوير الصوفي.[/font]
[font=&quot]لم تنج نشأته أيضا من تقلبات التاريخ. فبعد عشر سنوات من ميلاده دخل الإسبان إلى تطوان بمقتضى اتفاقية الحماية، الأمر الذي أحدث ذعرا كبيرا في وسطه العائلي. لقد كانت أسرته مشبعة بالروح الأندلسية، فكانت تتذكر حرب تطوان سنة 1860 كنكبة مشابهة لسقوط غرناطة سنة 1492، خاصة وأن الشعور العام حينئذ كان شعورا دينيا بالأساس بحيث أن سكان تطوان شعروا بأنفسهم كمسلمين مستهدفين في عقيدتهم حينما رأوا جيوش المسيحيين تتوغل في مدينتهم، فعرتهم خشية من أن يكون نظام الحياة الجديد حائلا بينهم وبين ممارسة شعائرهم. ومع أن جدة التهامي الوزاني كادت تفقد صوابها من جراء ما حدث، إلا أنها، فيما كانت تلاحظ بأسف هروب عائلات بأكملها أو هجرتها إلى طنجة وشفشاون، فضلت أن يستمر بيتها على ما هو عليه ، حريصة على أن يتابع حفيدها حياته العادية. في هذه الظروف قرأ التهامي الوزاني مقامات الحريري، التي بدت له أشبه بطلاسم، كما قرأ حكايات "السندباد"، التي مكنته من اجتراح الهروب من الواقع إلى الحلم. في نفس هذه الفترة أيضا سمع من جدته أزلية سلفه مولاي العربي الوزاني الذي خرج في أوائل القرن التاسع عشر من وزان للاستقرار في ضواحي تطوان ، وكيف قاوم احتلال الإسبان لتلك المدينة مقاومة بطولية .[/font]
[font=&quot]ابتداء من سنة 1918، أخذت آمال المغاربة في الانعتاق من نير الأجنبي تولّي وجهها شطر المشرق الذي كانت أصداء انهيار الخلافة العثمانية فيه تصل إلى تطوان عبر بعض الصحف أو عبر بعض المثقفين المغاربة الذين زاروا مصر أو أقاموا فيها ردحا من الزمن على هيئة كارثة جديدة، أو تبخر حلم. ورغم أن الآثار السيكولوجية لهذه التطورات كانت وخيمة على نفسية سكان تطوان، إلا أنها مكنتهم من النظر إلى أوضاعهم بصورة موضوعية، بحيث شعروا بأن الواقع أبعد من مطامحهم، وأن عليهم أن يتدبروا علاقتهم بالوضع الجديد من زاوية السعي إلى اقتناص فرص الإصلاح الممكنة في إطار نظام الحماية، دون التوقف، مع ذلك، عن توقع غد أفضل.[/font]
[font=&quot]4[/font]
[font=&quot]التحق التهامي الوزاني بالزاوية الحراقية سنة 1919 بسبب خاصيتها الشعبية التي تجافي معتقدات النخبة. كان عمره إذ ذاك ستة عشر عاما، وكان نظام الحماية قد أصبح ساري المفعول منذ سبع سنوات فلم يعد للتهامي الوزاني من خيار آخر، وهو المنتمي إلى أسرة صوفية ، سوى وضع مصيره بين يدي الشيخ المربي، فهو وحده الذاكرة المتبقية من المجتمع الذي تتعرض أسسه لهزات عنيفة. هكذا توثقت صِلاته بالشيخ ادريس الحراق (1875-1934) الذي لقنه الورد، ومكنه من الخلوة في علية الزاوية، وأمره بلبس الشاشية والعمامة وتعليق السبحة وحمل العصا، وحذره من ارتياد المساجد التي يدرس فيها الفقهاء المناهضون للزاوية الحراقية. إثر ذلك، غدا التهامي الوزاني مرافقا له في كافة تنقلاته. وكانت شكاوى سكان أحواز تطوان من عسف العسكريين الإسبان وتسلطهم على ممتلكاتهم تصل إلى الشيخ دون انقطاع، فكان لا يكف عن التدخل لرفع الحيف عنهم. لكن التهامي الوزاني لم يلبث أن لاحظ أن الشيخ كان يمالئ أولئك العسكريين أحيانا، بل لا يستنكف من تلقي هداياهم مقابل الصمت عن تصرفاتهم الشنيعة. عند هذا الحد أخذ وعي الفتى في التبلور كمساءلة للواقع: لقد كان كل شيء يجري كما لو أن شيخه، حين محاولته فهم وضعه، جعل من ذاته شيئا خارج التاريخ ، مستعيدا أشكال الوعي التي تم تجاوزها بفعل تسارع الأحداث. وبما أن الوجود الأجنبي هو الذي يطرح عناصر النقاش على الهوية، فإن ثمة إغراء قويا للقول بأنه هو الذي يحاول إبقاءها حية على نحو مصطنع.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]على أن ما أذكى حس المساءلة لدى التهامي الوزاني حيال تصرفات شيخه، وحيال موقف الزاوية الحراقية السلبي من معارف السلف، هو ابتعاد صديقه الحميم امحمد بنونة (1900-1965) عن سلوك جادة التصوف التي ارتآها لنفسه واضطراره، انصياعا لضغوط أبيه وشقيقه الأكبر، إلى إتمام الدراسة في فاس حيث تتبلور معالم سلفية جديدة لا تخلو من مسحة سياسية قوامها كراهية المحتل. لقد كان هذا الحدث صدمة بالنسبة للتهامي الوزاني، لكن ليس هناك ما يدل على تغير موقفه، نتيجة لذلك، من الممارسة الصوفية ومن معتقد ولاية الشيخ، وإن كان رأيه في عصمته قد عراه بعض الاهتزاز. مع ذلك هناك احتمال للقول بأن تحوله لم يكن إذ ذاك إلا في حالة كمون، وأنه لن يبرز على السطح إلا عندما بدأ بعض رواد التيار الوطني في تطوان، وهم أعيان وسلفيون، يعملون على إحداث مؤسسات تعليمية حرة فانضم إليهم ودعم مسعاهم رغم تحفظ شيخه. وحينما دعوا إلى تنظيم استقبال حافل لشكيب أرسلان، صديق الحاج عبد السلام بنونة (1888-1935)، لم يتردد التهامي الوزاني في قبول رئاسة اللجنة المنظمة، وهو ما يدل، فيما يبدو، على أن مساهمته في بلورة حس وطني لم تكن وليدة هذين الحدثين، وإنما كان الحدثان تتويجا لها. فهل بالإمكان الاعتقاد، حسب عبد الكريم غلاب، بأن الرجل «استطاع أن يجمع بين الزاوية والحركة الوطنية» في تصور واحد؟ أم أن وطنيته كانت صوفية، وأن تصوفه لم يحل بينه وبين معاينة الواقع كما هو؟ أم أن صورة سلفه المقاوم مولاي العربي الوزاني كانت ما تزال متوهجة في ذاكرته؟.[/font]
[font=&quot]5[/font]
[font=&quot]في فترة مبكرة من حياته، تعرّف التهامي الوزاني على فتى يدعى (شعيب). لم يكن (شعيب)، رغم فقره وأصوله الشعبية، غافلا عن الأخطار المحدقة بالمغرب، وكان يتطلع إلى الجهاد في صف العثمانيين في حالة ما إذا جاءوا لإنقاذ بلاده، رغم أن نفوذ هؤلاء، في غيبة عنه، كان آخذا في التلاشي. تتوثق الروابط بين التهامي الوزاني و(شعيب)، وتتأجج في نفسيهما الأحاسيس التي تتلخص في الخطر المحدق ووجوب مقاومته. لكنهما يستفيقان ذات يوم على استحالة القيام بذلك، ثم يفقد كلاهما أثر الآخر. غير أن التهامي الوزاني لن يلبث أن يعلم أن صديقه، بسبب ضيق ذات اليد، انخرط في الجيش الإسباني، وأنه غدا بإمكانه أن يفتك بإخوانه المجاهدين فيما إذا دعت الضرورة إلى ذلك. ولن يتذكر التهامي الوزاني (شعيب) إلا عندما وجد نفسه، في شهر يوليوز 1936، وجـها لـوجه أمـام نائب الأمور الوطنية خوان بيكبيدير( 1888-1957). ألم يكن إذ ذاك، وهو في حضرة المسؤول الإسباني، الوجه الآخر لذلك الفتى الأمي المغلوب على أمره؟.[/font]
[font=&quot]لقد كان الوعي بالأحداث يراوح مكانه، وفي نفس الوقت كان هنالك حرص على اكتشاف المنطق الكامن وراءها. يتعلق الأمر بوعي يتشكل على هيئة مواجهة حذرة، لكنه يتأرجح مع ذلك بين عتاقة ذاكرة مجتمع، وحداثة صيرورة قاهرة: وعي يستبطن أن المعركة كانت سريعة، وأن الهزيمة استقرت في النفوس، لذا لابد من وضع معايير أخرى لحساب الخسائر. لم تكن السياسة في ذلك الوقت معروفة في تطوان كالتزام معنوي وممارسة فاعلة ومنظمة، كما أن المشاعر التي كانت مهيمنة حيال الوجود الأجنبي كانت، كما أسلفنا، مشاعر يسيطر عليها الملمح الديني، ومن هنا تعاطف الناس مع محنة الخلافة في تركيا. في هذا الإطار لعب الحاج عبد السلام بنونة دورا هاما في تعريف الخاصة بالسياسة والعمل السياسي، وذلك نظرا لاطلاعه الواسع، وتنوع دوائر اتصالاته وعلاقاته الشخصية، وتردده على مدريد، وخاصة في عشرينات القرن الماضي، حيث عرف شبه الجزيرة الإيبيرية غليانا كبيرا عبّر عن نفسه في احتدام النقاش بين الأحزاب حول النظامين الملكي والجمهوري. لكن الرجل كان أيضا على اتصال بالرعيل الأول من وطنيي فاس، حيث كان تردده على العاصمة العلمية لتفقد أحوال شقيقه امحمد، الذي كان يتابع دراساته بجامع القرويين، وسيلة للاطلاع على تصوراتهم للمستقبل، وتنظيماتهم، وخططهم الرامية إلى بث الوعي السياسي ومناهضة التدين الطائفي. ألا يدفعنا هذا إلى الظن بأن تبرعم المشاعر السياسية لدى التهامي الوزاني حدث في كنف علاقته بآل بنونة وصداقته «التاريخية» لهم، وأن ظهور حزب الإصلاح الوطني، في أواسط الثلاثينات، إنما عمل على تأطير هذه المشاعر على نحو معقلن، وتوجيهها صوب أهداف وطنية مناسبة للأوضاع الراهنة في ذلك الوقت؟. لكن يتعين علينا مع ذلك أن نشير إلى أن وطنية التهامي الوزاني لم تكن حزبية بالمعنى الضيق، كما أن حزبيته لم تكن تجد نفسها في عقيدة محددة وثابتة، بل في ملتقى عقائد متقاطعة، تتداخل فيها المواقف بالعلاقات الشخصية، والمنافع بالولاءات الناتجة عنها. لذا كانت نظرته إلى السياسة نظرة تأملية تميل إلى تنسيب الآراء، وتنأى عن الحسم، وتحاكم الأوضاع بمقتضى حتمية التطورات.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]في سنة 1929، وفي دروس ليلية، بادر التهامي الوزاني إلى تعلم اللغة الإسبانية التي أتقن التحدث بها وكتابتها والترجمة عنها، كما جعل منها وسيلة للاطلاع على الصحافة الصادرة في إسبانيا، وعلى المؤلفات الإسبانية التي تهتم بتاريخ المغرب وأوضاعه الراهنة. لقد مكنه ذلك أيضا من الاختلاط برجال السلطة الإسبان، بما في ذلك العسكريين الذين شاءت الصدف أن تتوثق علاقته بأحدهم، وهو القبطان كريستوبال دي لورا إي كاسطانييدا (1896-1936)، حيث اقترح عليه، سنة 1931، الانخراط في أحد «الألواج» الماسونية، فلم يتردد في القيام بذلك ظنا منه أن هذه المحافل منتديات للنقاش والانفتاح على ذوي النفوذ في إدارة الدولة الحامية. لم يكن هذا الحدث عابرا في حياة التهامي الوزاني، بل يعتقد البعض أنه شكل بداية القطيعة مع الشيخ ادريس الحراق، كما أن عواقبه كادت أن تكون وخيمة عليه وذلك حينما عمد النظام الفرانكوي إلى شن حرب شعواء على الحركة الماسونية في إسبانيا وفي منطقة الحماية بغاية استئصالها، وسعى إلى تشريد المنخرطين فيها أو مصادرة أملاكهم أو إعدامهم دون تمييز.[/font]
[font=&quot]6[/font]
[font=&quot]في هذا السياق غدا من الواضح أن النهوض الاجتماعي والثقافي يقتضي مواجهة الهوية، وتأويل مقومات الماضي، وإعطاء الذات حقها في أخذ الكلمة. معنى ذلك أن الخاصة كان لابد أن تغادر وضعها الانتظاري، ولغتها المتكلسة، بحثا عن خطاب جديد في شبكة الخطابات الممكنة. في هذا الوقت بالذات يُدعى التهامي الوزاني للقاء نائب الأمور الوطنية بيكبيدير الذي لم يكن طارئا على الحياة السياسية في تطوان بل متمرسا بتقلباتها منذ أواسط العقد الثاني من القرن الماضي: فعقب تخرجه من الأكاديمية العسكرية برتبة قبطان، حل بتطوان سنة 1915 حيث تعلم اللغة العربية الفصحى والدارجة المغربية. وفي سنة 1916 عُين ملحقا بديوان المقيم العام الإسباني إلى غاية سنة 1924. إثر ذلك كلف بمصلحة الاستخبارات بنيابة الأمور الوطنية التي ظل على رأسها إلى سنة 1930، حيث عين مستشارا للنائب السياسي قبل أن يغدو خليفة له سنة 1933. وعندما وقع الانقلاب الذي أطاح بالنظام الجمهوري في إسبانيا، عمد بيكبيدير إلى أخذ زمام المبادرة، فاستولى على نيابة الأمور الوطنية التي أقره فرانكو عليها، قبل أن يعينه مقيما عاما على منطقة الحماية في 30 مارس 1937.[/font]
[font=&quot]كان هذا الأخير يقيم إذ ذاك، بصورة مؤقتة، في الأوطيل ناثيونال بتطوان عقب انقلاب فرانكو على الشرعية الجمهورية واندلاع الحرب الأهلية، وكان قد رسم سياسة تهدئة لمنطقة الحماية تتميز بالحث على الانفتاح، وتدعو إلى حياة سياسية قوامها تعدد الأحزاب وتنوع المنابر والصحف. ذهب التهامي الوزاني للقاء بيكبيدير فوجده لا يزال مخلدا إلى النوم فأيقظه. رآه وهو ينهض من سريره، ويدخل الحمام، ثم لاحظ أنه لم يلبث إلا وقتا وجيزا حتى اغتسل وحلق لحيته وصفف شعره ثم دعاه إلى طاولته حيث أخذا يتحدثان عن مستقبل المنطقة وحاضرها. وفيما كانا يتناولان الفطور، اقترح بيكبيدير على التهامي الوزاني إصدار صحيفة «في أقرب وقت» مقابل تعهدات بتقديم مساعدات شهرية من نيابة الأمور الوطنية ( قدرها ألف بسيطة) ومن المجلس البلدي (وقدرها 250 بسيطة)، فقبل هذا الأخير ذلك بعد استشارة أصدقائه الوطنيين الذين لم يتحمسوا في بادئ الأمر، واتهموه بالتسرع والمغامرة، لكنهم لم يلبثوا أن تراجعوا عن موقفهم فيما بعد.[/font]
[font=&quot]لم يكن ذلك أول لقاء جمع بين الرجلين، بل سبق لهما أن التقيا من قبل في مناسبات عدة إلى درجة أن التهامي الوزاني « تعوّد على حفاوة استقبال» الضابط الإسباني له، كما تعود على « حديثه الحافل بالوعود والأماني ». من هنا سجل تفاصيل هذا اللقاء في كتابه المخطوط بين صديقين(1955) الذي يتضمن بعض ذكرياته السياسية والشخصية بدقة مثيرة للانتباه. معنى ذلك أنه كان يدرك بعمق أهمية الحدث، ليس بالنسبة للحركة الوطنية، وإنما بالنسبة له هو شخصيا. هناك دلالات واضحة تؤكد أن إصداره لصحيفة الريف كان بمثابة بنية جديدة لطاقته كمثـقف، أدت إلى خروج الكاتب من شرنقة المتصوف و قوقعة السياسي الذي يباشر معالجة المواقف المبدئية. لقد كانت هناك رقابة على الخطاب المطالب بالاستقلال، والخبر المرتبط بأخبار الحرب الأهلية، ثم الحرب العالمية الثانية بسبب انحياز حركة فرانكو لدول المحور، لكن الرجل وجد، وراء ذلك وفي خضمه، مجالا رحبا لممارسة الكتابة. وفيما انكفأ أصدقاؤه السلفيون خلف محاذير اجتراح الأخطاء، وتشبث الوطنيون برؤيتهم المتراوحة للتطورات، استطاع هو أن يعرض تاريخه الشخصي على مجهر المستقبل، مكتشفا في مرآته تعقيدات التخلق التي شكلت وجدانه المتـفتح وجرأته التي لا تعرف التراجع.[/font]
[font=&quot]7[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]صدر العدد الأول من الريف في شهر غشت 1936 كصحيفة «مستقلة» أو «حرة» كما وصفها التهامي الوزاني في إحدى مقالاته، وتواصل صدورها 19 عاما، بحيث شكلت فضاءا مركزيا للدفاع عن قضايا منطقة الحماية الإسبانية على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، كما كانت مجالا مفتوحا للكتابة التاريخية والسردية والتأملية. ويمكن القول بأن السنوات الممتدة من 1940 إلى 1952 عرفت تحولا نوعيا في كتابة التهامي الوزاني حيث انتقل من معالجة المقالة إلى تأليف الكتب التي قام بنشر بعضها على صفحات الريف وذلك بدءا من تاريخ المغرب (1940) ومرورا بـالزاوية (1942)، وفوق الصهوات(1943)، ووصولا إلى «سليل الثقلين (1950) والباقة النضرة (1952)، وهي في الغالب نصوص تتراوح أجناسها بين التاريخ والسيرة الذاتية والرواية والخطاب التأملي.[/font]
[font=&quot]لم يكن التاريخ، كمعرفة، مجالا غائبا عن اهتمامات التهامي الوزاني. ويمكن القول بأن عمله الصحفي، واتساع فضاء الكتابة أمامه، وانخراطه كرجل سياسة في مضمار الفعل، كل ذلك كان حافزا له على تأمل تاريخ بلاده بحثا عن نقاط القوة ومكامن الضعف. لقد كان التاريخ، في جانب منه على الأقل، مدىً من الأحداث يرتبط بذاكرته الدينية والوطنية، كما كان معرفة تروم تبرير التحولات المتعاقبة، والبحث عن منطق لها، ومقاربتها من زوايا نظر متعددة. هكذا ألـّف التهامي الوزاني كتابه تاريخ المغرب الذي كرس جزءه الثالث لفترة الحماية، معتمدا فيه على الوثائق الإدارية الاستعمارية، وعلى الصحف والمراجع الإسبانية، وكذا على الروايات الشفوية، وهو ما لم يكن أمرا مألوفا في الكتابة التاريخية في ذلك الوقت. لكن التاريخ، في تصوره، لم يكن فقط مجموعة وقائع بحاجة إلى تحليل، بل كان أيضا سرودا يتناقلها الرواة، وتتداولها الألسنة دون تمحيص: من هنا حرص، منذ نعومة أظفاره، على الإصغاء لما كانت ترويه جدته عن مصائر أسلافه، ومغامراتهم وبطولاتهم، وما ينسب إليهم من خوارق وكرامات تشذ عن المألوف. في هذا الصدد، يعتبر كتاب فوق الصهوات حصيلة مرويات تراكمت في ذاكرته على مدى سنوات إلى أن عمد إلى صياغتها على هيئة سيرة «شعبية» يتجاور فيها التاريخ والسرد الملحمي. وشكـّل الأدب مركز اهتماماته الثقافية.[/font]
[font=&quot]لقد لاحظ جاك بيرك بأن السيرة الذاتية كانت شكلا نادرا في الثقافة الكتابية بالمغرب، واعتـبر الزاوية نتاج جرأة ومكابدة لإبراز أن الكاتب في خضم تاريخ قائم على نسيان أنوات الأفراد. إن الكتاب هو أيضا محاولة من الكاتب لرؤية حياته كنظام بقدر ما يبين فرديتها، بقدر ما يجعل المجتمع والتاريخ جزأين لا يتجزءان منها. وعندما شرع التهـامي الوزاني في كتابة سليل الثقلينسنة 1949، عمد إلى استيحاء ذاكرة قراءاته لكتاب ألف ليلة وليلة، جاعلا من هذا التراث الكوني منطلقا لصياغة رواية تجري أحداثها قبل آلاف السنين، وسط أرخبيل سندبادي، بين بشر أقرب إلى الملائكة، وأبالسة حريصين على تدمير القيم الجديدة. ويعتبر كتاب الباقة النضرة كتابا تأمليا، يسعى إلى بلورة أسس «إسلام بسيط»، تنويري، قابل للإصلاح، وغير متطرف في مقاربة التطورات الاجتماعية والسياسية التي أخذت تكتسح العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.[/font]
[font=&quot]8[/font]
[font=&quot]هكذا كانت الكتابة، وهي تـنفتح على الماضي والحاضر، أشبه برهان أنثروبولوجي: فإذا كان الوضع برمته مثبطا لعزيمة العديد من المثقفين، فإن التهامي الوزاني، بسبب حرصه الشديد على تأويل دور سلالته تأويلا جديدا وتوفر تاريخه الشخصي على فرص قاهرة دفعته إلى ممارسة الكتابة، كان أكثرهم شعورا بالحرية إزاء تدوين كل ما يعن له. صحيح أن هناك فترات في حياته لم يكن أكثر من مسجل وقائع الجدل الدائر بين الوطنيين وسلطات الحماية، لكن هنالك أيضا لحظات غيرها كان يبدو فيها ميالا إلى الاستئثار بحريته إلى حد الرغبة في التخلي عن انتمائه الحزبي الذي كان يعتبره « أقسى العبوديات»: كان يريد الغوص في ذاكرة السلالة حيث يجد مجالا رحبا لتأمل علاقته الخاصة بجذوره وأسلافه، كما كان يقتنص فرصا للتعبير بقوة عن إحساسه بسيولة التاريخ وأهمية التورط في إشكال الصيرورة بحثا عن دور مناسب. معنى ذلك أن الكاتب كان يدرك أن الحداثة لا يكمن مصدرها فيما هو مدون في الكتب العالمة، ولا فيما هو شفوي، وإنما في كتابة تخومية تعتمد منطق تآلف الحقيقة والخرافة، وترى في ذلك حلا لإشكالية انفصال ثقافة الخاصة عن ثقافة العامة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]تلك هي تحولات التهامي الوزاني إبان النصف الأول من القرن العشرين: لقد كان تصوفه بمثابة سعي إلى تمتين جذوره العائلية، كما كان تمردا على المد السلفي الذي كان آخذا في التحول إلى عقيدة دوغمائية. أما ممارسته للسياسة، فكانت عملية انتماء إلى تيار تاريخي وجد في ديناميته تعبيرا عن طموحه في العثور على دور مناسب يستوعب جذوره وتمرده. فيما كان انكبابه على الكتابة اكتشافا لذاتيته ولطاقته كمثقف مندمج ومنفصل، قادر على أن يكون في المركز وفي الهامش، في دائرة الفعل ونقد الفعل. مثقف بالمعنى الذي أعطاه إدوارد سعيد لهذه الكلمة في كتابه عن المثقفين والسلطة: «شخص يتعذر توقع ما سينجزه في الحياة العامة، ومن المستحيل تقليص كيانه إلى شعار معين، أو إلى تيار حزبي، أو مذهب فكري قار وثابت». لقد كانت رؤيته إيجابية حتى إلى السلبيات: رؤية متسامحة، تضع ثقتها في تيار الزمن المسترسل الذي جرى صوغه تحت ضغط التطورات، لكنها تعتبر نفسها مسؤولة عن وضع الوعي في مستوى تاريخه.[/FONT]
[FONT=&quot]مراجع:[/FONT]
[FONT=&quot] مجلة المعرفة، عدد 24- مارس 1950.[/FONT]
[FONT=&quot] التهامي الوزاني،الزاوي،مكتب النشر، 1942 .[/FONT]
[FONT=&quot] التهامي الوزاني،بين صديقين(مخطوط)، 1955.[/FONT]
[FONT=&quot] عبد الكريم غلاب،الماهدون الخالدون، كتاب العلم، 1991 .[/FONT]
[FONT=&quot] التهامي الوزاني، «أماني معسولة» الريف 12/10/1936[/FONT]
[FONT=&quot] التهامي الوزاني،قدم في الدنيا وأخرى في الآخرة، (مخطوط)، 1965.[/FONT]
[FONT=&quot] التهامي الوزاني: التصوف، الكتابة والتاريخ، (ندوة)، اتحاد كتاب المغرب، 1988.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]Abdelmajid Benjelloun, Approche du colonialisme espagnol et du mouvement nationaliste marocain dans l’ex–Maroc Khalifien. Edition Okad, 1988
[FONT=&quot] [/FONT]Edward Said, Des intellectuels et du Pouvoir, Paris, Seuil, 1996
[FONT=&quot] [/FONT]Jacques Berque, Maghreb, Histoire et Société, 1974[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ترجمة مجدد الطريقة الشيخية الشاذلية سيدي بوعمامة[/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT]
[FONT=&quot]اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين[/FONT]
[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ترجمة مجدد الطريقة الشيخية الشاذلية سيدي بوعمامة [/font]

[font=&quot]هوالعارف بالله تعالى، والدال عليه، قطب زمانه، وفريد أوانه، المجاهد البطل العلامة، صاحب الكرامات والمكاشفات الكثيرة، سيدي الشيخ محمد أبوعمامة البوشيخي الصديقي بن سيدي العربي بن سيدي الشيخ بن سيدي الحرمة بن سيدي محمد بن سيدي ابراهيم بن سيدي التاج بن شيخ الطريقة وشمس الحقيقة سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد رحمهم الله . إزداد حوالي1840م في واحة فجيج بالمغرب. قرأ القران الكريم صغيرا والعلوم الشرعية في الزوايا على مجموعة من الشيوخ نخص بالذكر منهم والده الفقيه الصالح، سيدي العربي بن الشيخ، وفي وسط عرف بالفضل والدين والصلاح، نشأ سيدي أبوعمامة نشأة عربية إسلامية كان لثورات أولاد سيدي الشيخ ضد الاحتلال كبير الأثر في نفسية الشيخ، وغرست فيه رغبة الجهاد، إتصل بكل أبناء عمومته أولاد سيدي الشيخ وأحبابهم من القبائل (اولاد سيدي أحمد المجدوب، المهاية، العمور، الشعانبة، الأغواط .....). جمع الصفوف ووحد الكلمة استعدادا لخوض المعركة. [/font]
[font=&quot]تربى الشيخ سيدي بوعمامة وترعرع على يد مقدم سيدي الشيخ،سيدي محمد بن عبد الرحمان، وهو الذي أشار عليه بالذهاب الى مغرار التحتاني جنوب ولاية النعامة الجزائر، حيث أسس زاويته حوالي 1875م، إحياء لطريقة الجد سيدي الشيخ في بلدة مغرار، حاول الشيخ أن يوحد كلمة أولاد سيدي الشيخ بعد أن تفرقت كلمتهم عقودا طوالا، وقد عمل بكل جد وإخلاص إحياء الطريقة الشيخية وإعطائها روح جديدة، بعد أن كادت تنمحي بسبب الصراع بين طوائف أولاد سيدي الشيخ حول الزعامة والأمور الدنيوية، وبنى هناك زاوية بمساعدة سكان البلدة، وأعلن أنه مرتبط دائما بالطريقة الشيخية، أي أنه لم يبدع طريقة جديدة، كما لم يعلن انفصاله عنها، أي أنه لم ينشئ طريقة خاصة بل هي بوعمامية شيخية متفتحة لكل المسلمين بدون تحفظ ولاتميز [/font]
[font=&quot]وقد التف حوله المريدون من مختلف القبائل، واكتسب سمعة حسنة بينها بالجزائر والمغرب، لتواضعه وتقواه ولأخلاقه المثالية فقد ذكربعض من عرفه أنه لم يؤثر عنه منذ أن بلغ أشده أنه ضحك القهقهة، ولم يكن ضحكه الا تبسما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عنه أنه مد رجله في جماعة، وحتى في أيام شيخوخته، ولم يصح أنه أخر وقت الصلاة . [/font]
[font=&quot]كانت مجالسه روضة من رياض الجنة، حافلة بالعلم والذكر الجماعي خاصة دور سيدي الشيخ لاإله إلا الله، والتذكير والتناصح، لا يذكر أحدا من البشر بسوء حيا كان أو ميتا، كانت مجالسه كلها دعوة الى الله عز وجل وإلى طريقة أسلافه وتهاطلت عليه الوفود من كل جهت تحمل معها الهدايا والزيارات، إبتغاء البركة، وتجديد الطريقة، فإتسعت الصلات وتوثقت مع مختلف الطوائف، وكان الشيخ أنذاك لا يتوانى عن زيارة جده وشيخه سيدي الشيخ، المتواجد ضريحه ببلدة البيض الجزائر إلى أن إنتقلت إليه المشيخة بعد أن وقع له الفتح الكبير . [/font]
[font=&quot]ما يحكى: أن الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد : سيدي الشيخ كانت لديه ياقوتة وهي عبارة عن شيء يشبه كرة متوسطة توارثها مشائخ الطريقة. [/font]
[font=&quot]أوصى بها لإبنه سيدي الحاج أبوحفص ثم إنتقلت بعد موته إلى أخيه سيدي الحاج عبد الحاكم ثم لإبنه سيدي بحوص الحاج ثم لإبن عمه سيدي بن الدين الذي أعادها إلى مكانها قبيل موته أي داخل ضريح سيدي الشيخ قائلا: لا أحد يقدر على مسها أو حملها لأن عندها الإسم صاحبها لم يظهر بعد : وتذكر الرواية أن عددا كبيرا من أولياء الله تمنوا أن تكون من نصيبهم، تعبدوا الله وترددوا على : قبة سيدي الشيخ : دون أن يحصلوا على مبتغاهم، إلى أن ظهر الشيخ بوعمامة، الذي كان يتردد هو بدوره على : قبة جده : إلى أن قيل له ذات مرة أنت صاحب الياقوتة، أنت صاحب المنزولة، وهي الآن عند شيخنا سيدي الحاج حمزة بوعمامة.[/font]
[font=&quot]العلامة الإمام المجاهد السيد محمد المكي الكتاني ..رئيس رابطة علماء سورية[/font]
[font=&quot]من أعلام التجديد... العلامة الإمام المجاهد السيد محمد المكي الكتاني ..رئيس رابطة علماء سورية[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]ولد السيد محمد المكي بن الإمام محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الإدريسي الحسني (عام 1894م/1312ه ) [/font]
[font=&quot]وينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهم.حيث نشأ في بيت علم وسيادة وكرم وكان محاطا بالعناية الإلهية التي ألبسته لباس التقوى ومحبة العلم والعلماء منذ نعومة أظفاره.‏ [/font]
[font=&quot]هاجر للمدينة المنورة بمعية والده الإمام محمد بن جعفر الكتاني قصد المجاورة الشريفة, مرورا بمصر الأزهر حيث أقاموا مدة اغتنمها السيد المكي بالدرس على يد كبار علماء الأزهر, وفي الحجاز تابع تلقي علومه على يد كبار علمائه.‏ [/font]
[font=&quot]وفي خضم الحرب العالمية الأولى رحل مع والده إلى دمشق الشام حيث تابع تلقي علومه على يد كبار علمائها وعلى رأسهم المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين البيباني الحسني والشيخ أمين سويد والشيخ توفيق الأيوبي وغيرهم.‏ [/font]
[font=&quot]ومع تعدد الرحلات والهجرات والدروس واللقاءات مع كبار علماء البلاد الإسلامية في المغرب ومصر والحجاز والشام بهمة عالية ودأب لا مثيل لهما أصبح السيد المكي علماً من أعلام العلم والجهاد في الفقه والحديث والأصول والنحو والبيان مما أهله لتبوؤ منصب مفتي المالكية في سورية, واستمر بدروسه ونشاطه العلمي والإصلاحي في منازله ومساجد دمشق كالأموي و الشيخ محي الدين والسنجقدار ومازي وغيرها من المساجد السورية, حيث كان يركز على عنصر الشباب المسلم ويوجههم الوجهة الدينية الصحيحة حيث أسس لهذا الغرض عددا من الجمعيات والمنتديات الفكرية بهدف الإصلاح الديني ومكافحة قوى الاستعمار حيث أصبح منزله قبلة للمواطنين المناضلين والعلماء والمثقفين المخلصين واستطاع بإخلاصه وتفانيه في خدمة القضايا الدينية والوطنية أن يعزز مكانة العلماء ويزيد من تأثيرهم الفكري الإصلاحي والاجتماعي والسياسي, مما جعله محط أنظار زعماء الأحزاب والقوى السياسية إذ إن أغلبهم كان يطلب دعمه ورضاه لما يتمتع به من نفوذ في الأوساط الوطنية والشعبية. هذا وقد ساهم مساهمة فعالة في الجهاد ضد القوات الفرنسية الغازية داعيا إلى الجهاد ومساهما فيه مع إخوانه من الزعماء الوطنيين أمثال الشيخ محمد الأشمر والشيخ حسن الخراط وغيرهم من زعماء الثورة السوريين .كما ساهم رحمه الله بإنشاء فرقة فدائية فلسطينية اسماها شباب فلسطين من بعض تلاميذه واتباعه الذين تكاثروا في بلاد الشام من فلسطينيين وسوريين وأردنيين وذلك بالتنسيق مع المجاهد الحاج أمين الحسيني والحاج فرحان السعدي ومنذ عام 1936م وقد قاموا بأعمال جريئة ضد القوات البريطانية والصهيونية في فلسطين المحتلة واستمر ذلك لسنوات عدة, وكان مدركاً إدراكاً تاماً لخطورة الهجمة الصهيونية على حياة ومستقبل الأمة العربية والإسلامية مما دعاه لمضاعفة دعمه للمجاهدين في فلسطين مادياً ومعنوياً.‏ [/font]
[font=&quot]وبعد استقلال سورية ساهم بتأسيس رابطة العلماء التي اختير فيها نائباً للرئيس لفترة ثم رئيساً لها إلى أن انتقل للرفيق الأعلى عام 1973م ,هذه الرابطة التي كانت تضم في عضويتها خيرة العلماء العاملين بسورية, وكان مجلس شيوخ الرابطة يضم كلاً من فضيلة العلامة الشيخ أبوالخير الميداني رئيساً وفضيلة العلامة الشيخ إبراهيم الغلاييني وفضيلة العلامة الشيخ حسن حبنكة وفضيلة العلامة الشيخ محمد صالح فرفور وفضيلة العلامة الشيخ أحمد كفتارو المفتي العام وفضيلة العلامة الشيخ سعيد البرهاني وفضيلة العلامة الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت وفضيلة العلامة الشيخ عبد الكريم الرفاعي وفضيلة الشيخ عبد الرحمن الزعبي وفضيلة الشيخ عبد الرؤوف أبوطوق وفضيلة الشيخ محمد بلنكو مفتي حلب وأغلبية مفتي وعلماء المحافظات السورية وغيرهم كثير, فكانت من أهم التجمعات الدينية والفكرية تأثيرا في مجريات الأحداث الاجتماعية والسياسية خصوصاً على الانتخابات النيابية السورية , وكان له دور بارز في الحياة السياسية السورية بعد الاستقلال وحتى أوائل الستينات من هذا القرن, إذ كان الرؤساء والوزراء والزعماء عموماً يطلبون دعمه ورضاه .‏ [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وعلى الرغم من انشغاله في مشاكل المشرق والعمل لما فيه مصلحة العرب والمسلمين فيه فلم يحل ذلك بينه وبين اهتمامه بقضايا المغرب العربي, فقد كانت داره ملتقى المجاهدين والثوار والزعماء والطلاب المغاربة على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية. مما دفعه لتأسيس جبهة تحرير المغرب العربي لدعم جهاد إخوانه المغاربة ولتقديم العون المادي والسياسي والأدبي للمجاهدين المغاربة.‏ [/font]
[font=&quot]هذا وكان منزله ولا يزال بيت المغاربة في المشرق طلبة علم وزائرين وقد أكد هذا المعنى جلالة الملك الحسن الثاني بقوله له (إنني اعتبركم السفير الدائم للمغرب في المشرق) وذلك خلال زيارة فضيلته للمغرب بدعوة من الملك الحسن الثاني عام 1962م.‏ [/font]
[font=&quot]- دعا لتأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وكان عضوا مؤسساً بمجلسها التأسيسي‏ [/font]
[font=&quot]- زار عدداً من ملوك ورؤساء وعلماء الدول العربية والإسلامية على رأس وفود رابطة العلماء ناصحاً ومرشداً مهنئاً ومعزياً‏ [/font]
[font=&quot]- حث علماء المغرب على تأسيس رابطة للعلماء فيها ولم يغادر المغرب حتى جمع أغلب علمائه تحت رايتها إثر مؤتمر عقدوه بمدينة فاس بمشاركته التوفيقية والفعالة.‏ [/font]
[font=&quot]وبعد عودته من المغرب تفرغ للعمل العلمي والدعوة إلى الله تعالى فقط, ولم يقعده مرضه عن المساهمة المادية والوجدانية في معركة العرب الكبرى حرب رمضان المجيدة التي كانت يوماً أسود في تاريخ الدولة الصهيونية الغاصبة, فقد قام رحمه الله قبيل الحرب باستضافة كبار ضباط وأفراد الفرقة المغربية التي ساهمت بالحرب وزودهم بإرشاداته ودعواته لهم ولأشقائهم السوريين بالنصر ثم قام بزيارة الجرحى من الضباط والجنود السوريين والمغاربة الذين سطروا بدمائهم أسطع صفحات العرب في التاريخ الحديث وقدم لهم الهدايا, وبعد هذه المعركة المجيدة بأسابيع عدة انتقل إلى الرفيق الأعلى عام 1973, حيث شيعته الجماهير المؤمنة بما يقارب النصف مليون مشيع يتقدمهم كبار العلماء و الزعماء والوزراء والسفراء والوجهاء وبقيت المآذن السورية والمغربية تبث القرآن الكريم ذلك اليوم على روحه الطاهرة وأقيمت مجالس العزاء والتأبين في كل من دمشق والرباط وجدة والمدينة المنورة وقد خلف رحمه الله سبعة من الأبناء الذكور وعددا لا يحصى من التلاميذ والاتباع يتقدمهم كبار علماء بلاد الشام ومصر والحجاز والمغرب العربي, ومن أنجاله الكرام فضيلة الشيخ فاتح, وفضيلة الشيخ تاج الدين, والأستاذ عمر, والمهندس محمد خالد, والباحث الدكتور عبد القادر صاحب كتاب صفوة الأحاديث النبوية وأستاذ الدراسات الإسلامية العليا ورئيس مجلس الأمناء بمركز الدراسات العربية والإسلامية والدكتور عبد الله والمهندس محمد علي ولكل من أنجاله الكرام اهتماماته الوطنية والعربية والإسلامية ونشاطاته العلمية والفكرية والاجتماعية إضافة لأعماله ومشاغله الخاصة.‏[/font]
[font=&quot]العنوان : الوارحماني السملالي[/font]
[font=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/font]
[font=&quot][[/font]frame="13 98[font=&quot]"][/font]
[font=&quot]كما تعلمون اخواني فاداوسملال منبع للعلم و العلماء حيث ما ان ندخل دوارا فيها الا ووجدناه يزخر بالعديد من الاسر العلمية والفقهاء والعلماء والمشايخ.وسنقف انشاء الله على بعض من هذه الاسر كي نتعرف عنها[/font]
[font=&quot][/[/font]frame[font=&quot]][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أيت وارحمان وأنمر واسيف قطعة واحدة,غنية عن التعريف بالنسبة لسملالة وبما أن الأذان كان شعار أولئك المعلمين، فأينما وصلته أرجلهم، ولامسته أيديهم؛ جللته ألسنتهم بكلمة الله العليا: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، فكانت صخرة قرية: أنامز وأسيف من سملالة أول ما تشرف هناك بتلك الكلمة بادئ بدء في جبال جزولة فلو كان أسلاف هذه الأمة ممن تنسيهم الآثار الأعيان، ويتأخرون عن المقاصد بالوقوف مع الأنصاب؛ لكانت هذه الصخرة مكللة بالياقوت والجوهر، ومُجللة بالسندس والحرير، ولكن أنى يكون مِمَّن عرفوا تلك الكلمة العليا حق المعرفة، من يلتفتون إلى الأحجار، وإن كانت ذات تاريخ مثل هذه الصخرة، بعد ما خاطب الفاروق الحجر الأسود بِما خاطبه به يوم استلمه: «إنك لا تنفع ولا تضر»، وبعد أن استأصل الشجرة التي كانت تَحتها بيعة الرضوان، فاستأصل بذلك ما عسى أن يكون باقيا في نفوس من لَم ينسوا بعد (ذات أنواط).[/font]
[font=&quot],ويقال أن فيهم من هم إخوان أهل إكضي الشرفاء أولاد سيدي الحاج بلقاسم,فمسجد أنامر واسيف يعد من بين أقدم المساجد بالمنطقة وأنجب العديد من الفقهاء البارزين من بينهم:[/font]
[font=&quot]سيدي أحمد بن عبد الرحمن:[/font]

[font=&quot]هو أحمد بن عبد الرحمن بن إسمعيل السملالي من أنامر واسيف كان رضي الله عنه رجلا صالحا مباركا توفي رخمه الله في رمضان سنةسبع وسبعين وألف ببلده.هكذا قال فيه الحضيكي وقبره لا يزال مشهورا تحت القرية.[/font]
[font=&quot]سيدي الحسن بن محمد-فتحا-:[/font]
[font=&quot]فقيه كان يتولى قسم التركات ويحرر الرسوم,يقصد لذلك لعدالته ولشهرته,لعله توفي قبل 1250هجرية والغالب أنه أخذ عن الأدوزيين,هذا ما عندنا له.[/font]
[font=&quot]سيدي محمدبن الحسن:[/font]
[font=&quot]ولد من قبله أكبر إخوته وأمه دونهم من أنزي,يصف بالتقوى والمسكنة وأنه لا يزال مطرفا لا يرفع رأسه,وأنه صالح يعتقد فلذلك ولعلمه طارت له شهرة في قبيلته.توفي رحمه الله أواخر القرن الثالث عشر.[/font]
[font=&quot]سيدي عبد الله بن محمد-فتحا-بن محمد:[/font]
[font=&quot]حفيد المذكور قبله,طالب إلتحق بعدما حفظ القرءان بالمدرسة الاليغية ثم بمدرسة أيمور عند الاستاد أحمد بن صالح ثم رجع الى الاليغية ولكنه مع ذلك كله سكيت بين أقرانه,كان يشارط في المساجد وقد قال أنه أحد الذين صلوا على الشيخ الالغي وأنه رأى دموع الاستاذ سيدي علي بن عبد الله بللت كفنه لما حذاه.[/font]
[font=&quot]محمد بن براهيم بن الحسن:[/font]
[font=&quot]علامة جليل كبير القدر,جوال في النوازل في عصره,أخد عن العلامة العربي الادوزي وعن سيدي محمد بن براهيم التامانرتي الإفراني,وحين إكتفى من الأخذ تصدر للتحكيم في النوازل وللإفتاء في المدارس التي كان يلم بها.فمن المدارس التي كان فيها مدرسة قبيلته ابو مروان بقي فيها 18 سنة,ومدرسة إداوشقرا في إفران وكان فيها أولا.[/font]
[font=&quot]سيدي أحمد الورحماني:[/font]
[font=&quot]أخذ القرءان عن الأستاذ سيدي الحاج عبلا التومانارتي وقد كان هذا الأستاذ أبطأ في مسجد أنامر واسيف مسقط رأس المترجم أزيد من عشرين سنة.حتى جمع مالا حج به,ثم إنقطع في مدرسة إكضي ماشاء الله ثم إنتقل الى مسجد سيدي الحاج براهيم في إغير نيت عباس فشارط فيه عزبا طوال عمره الى أن توفي بعد1365هجرية.نعود الى المترجم ثم إلتحق بالمدرسة الاليغية حيث ربض إلى أن قضى غرضه,وقد كان له شفوف هناك بين أقرانه أكثر من عشر سنين,له هناك حكايات وغرائب وعجائب.وبعدما فارق المدرسة نحو1336هجرية إلتحق ببلده فتزوج ثم شارط في مسجد قريتهووحببت إليه التجارة فكان لا يغيب عن جمعة سملالة وخميس أيت وافقا وأحد تاهالا,وكان يترك الحرث للتجارة.ثم بعد 1352هجرية حين الإحتلال إستدعي مرغما ليحضر في المحكمة بأنزي لقلة الفقهاء فأسلس لا عن رضى منه,ثم أصابته في ذلك فارعة فسجن ما شاء الله هناك فلقى عنتا عظيما,ثم سرح فانكمش على نفسه إلى أن توفي.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [[/font]warning[font=&quot]][/font]
[font=&quot]بما أننا لم نذكر جل الفقهاء في هذا الدوار,ومع علمنا أنه هناك مشجر لهم فصلت فيه أنسابهم,يبقى الإجتهاد لأهل الدوار بأن يفيذونا أكثر وتحية لأهل أنامر واسيف.[/font]
[font=&quot][/[/font]warning[font=&quot]][/font]
[font=&quot]المصدر:المعسول وسوس العالمة[/font]
[font=&quot]سيدى الشيخ عبد الله المراكشى[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العارف بالله تعالى سيدى الشيخ عبد الله المراكشى وهو من مشائخ التصوف المعروفين بالمغرب الاقصى له زاوية بمدينة مراكش تعرف باسمه حتى الان،قدم رضى الله عنه من المغرب الاقصى بصحبة مريديه وأتباعه قاصدا الحج لبيت الله الحرام، فلما وصل الى مدينة الخمس في ليبيا إشتدّ به المرض فأقعده وكان ذلك (بوادى تلّة ) فأمر الركب بمواصلت المسير لبيت الله الحرام، ومكث الشيخ بهذه البلدة مدة طويلة، وقام على خدمته الشيخ الفقيه الصالح عبد القادر بن طالب حتى وفاته والذى صادف يوم الوقوف بعرفة. [/font]
[font=&quot]وكان رضى الله عنه قد اوصى إبنه قبل رحيله مع ركب الحجاج بأن يسأل عنه بعرفات من يكون على يمينه بالصلاة هذا اليوم فالتفت فوجد الشيخ عبد القادر بن طالب رضى الله عنه فسأله عن والده فقال له قبل قليل أتممت مراسم دفنه بالمكان الذى تركته فيه وهو وادى تلّة غرب مدينة الخمس على شاطىء البحر. وكان أهل هذا البلد يزورونه كثيرا ويتبركون به. [/font]
[font=&quot]وذات يوم إشتكوا له تخوفهم من قطاع الطرق فقال لهم ادفنونى هناك على شط البحر وأنا ضامن لكم فما خرجوا عليها قط. ويذكرون عنه رضى الله عنه انّ العقرب وجميع ذوات السموم اذا دخلت روضته يبست. وتعمر ضريحه الان الزاوية البرهانية بالاذكار وتلاوة القرأن ودروس الفقه وعلوم التصوف من علوم مشائخنا أهل الله الصالحين ورضى الله عن ساداتنا أهل البيت وجعلنا الله من المقتفين لاثرهم الشريف وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم . [/font]
[font=&quot]ختاما أدعو أهل هذا المنتدى المبارك لإنشاء بوابة خاصة للتعريف بالعارفين بالله وكراماتهم وزهدهم حتى نتعلم ونستفيد من تجاربهم القيمة الرفيعة جعنا الله وجميع المسلمين على طريقهم يا رب العالمين[/font]

[font=&quot]موقع الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية[/font]
[font=&quot]خربوشة[/font]
[font=&quot]من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة[/font]
[font=&quot] غير مفحوصة[/font]
[font=&quot]الشيخة حويدة الغياثية المعروفة بخربوشة, الشاعرة والمغنية الشعبية المغربية التي عاشت نهاية القرن19 في إقليم عبدة, وخلفت رصيدا من الأشعار يشكل حتى اليوم رافدا هاما لتراث "العيطة" بمختلف ألوانه. وتوثق هذه السيرة لملحمة صمود أسطوري لامرأة عادية تشحذ كبرياءها وتجهر بصوتها شعرا فاضحا لطغيان واستبداد أحد "قياد" ما يسمى بعهد "السيبة", الذي نكل بأهلها وقبيلتها. خربوشة.. ولكريدة وزروالة… زينة الشيخات وشهيدة عبدة ودكالة … ماتوا اللي قتلوها وبقات هي حية …في عيوطها تتوالى[/font]
[font=&quot]شيخة شعبية مغربية[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شيخة مغربية من منطقة عبدة[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]القايد عيسى بن عمر : يعتبر القائد عيسى بن عمر ، من كبار قواد المغرب، حتى عده أحد الأجانب العارفين بخبايا المخزن، " أكثر القواد الجهويين أهمية في الإمبراطورية الشريفة ".أبصر النور بثمرة، إحدى فخذات قبيلة البحاترة، سنة 1842 ،وعلى الرغم من أن عيسى بن عمر لم يتجاوز في تعليمه الطور الأول من الكتاب، ، فإنه أبان في شبابه عن كثير من المناقب والكفاءات، جعلت شقيقه القائد محمد بن عمر يؤثره عن غيره من بنيه وأهله ، ويعتمده خليفة له، فأظهر تفوقا في كل المهام السياسية والعسكرية، التي أناطه بها، مما أكسبه صيتا حسنا واعتبارا وازنا بدار المخزن، يسرت عليه خلافة أخيه بعد موته سنة1879. وقد تميز القائد عيسى بن عمر عن سلفيه، عمه وأخيه المذكورين، بأنه أدى وظيفة القيادة في ظرف دقيق وخطير من تاريخ المغرب، بفعل التكالب الأجنبي، للنيل من مقدرات المغرب وسيادته، وقد نجح القائد عيسى إلى حد كبير في استثمارها في الارتقاء والتوسع بنفوذه ، ولم يقف تألقه عند هذه الحدود ، بل تعداها لما هو أسمى وأعظم عندما اختاره المولى عبد الحفيظ (1908-1912) وزيرا لخارجية المغرب فور مبايعته سلطانا للجهاد والإنقاذ. وقد لا نبالغ إذا ما أقررنا بأن جانبا غير يسير من تفوق القائد عيسى بن عمر، وصعود نجمه بدار المخزن، وما تبع ذلك من توسع في النفوذ والسطوة، يرجع إلى ما استفاده من ثورة أولاد زيد ، فعوض أن تعصف به وبقيادته، فإنها أربحته مزيدا من النجاح والقوة والتألق والغنى، ومنحته فترة أخرى من القايدية، كانت أطول وأزهى من سابقاتها وقد تمخضت ثورة أولاد زيد عن ظروف صعبة ومعقدة، تشابكت فيها الأسباب العامة بالخاصة، لتفرخ فتنة قبلية هوجاء، استغرقت أكثر من أربعة أشهر. وإذا انتقلنا إلى قبيلة البحاترة، إيالة القائد عيسى بن عمر وفرعها أولاد زيد، لاستقصاء مدى الضرر الجبائي الذي أصاب مقدراتها الاقتصادية، نجد :[/font]
[font=&quot]أ- أن أولاد زيد مثيري ثورة 1895مكانوا بكل القرائن، أكثر سكان إيالة البحاترة تضررا وتذمرا من بطش القواصم الطبيعية، ومن الاعتصار الضريبي المخزني، فقد كانوا أفقر سكان عبدة طرا، فأرضهم صخرية لا تترك إلا بقعا محدودة تصلح للاستزراع ، وحتى نشاط تربية الماشية الذي كانوا يركزون عليه ، كانوا يجدون فيه عنتا ومشقة ومزاحمة، من جراء ضرر تلاحق سنوات الجفاف والجراد ، وتخصيص قسم كبير من المسارح لعذيرات المخزن وهويراته ، التي كانت تنتشر بربعهم، وأكثر من ذلك أن القائد عيسى كان بحكم العرف يحوز لنفسه أفضل المراعي بأولاد زيد وبغيرها من أراضي إيالته، أسوة بباقي قواد عصره، الذين كانوا مثله في إيالاتهم أكبر ملاكي الأراضي الزراعية والماشية؛ ومع تناقص المسارح وازدياد الثقل الجبائي وما ترتب عنه من ضنك في المعيشة ، لم يجد معه قسم من أولاد زيد، سوى الهروب خارج ديارهم عـشـية سـنة 1895، التي تؤرخ لانتفاضتهم، حتى سمي عامها "بعام الهربة"، في حين أعلن الباقي عصيانهم على المخزن وممثله عيسى بن عمر، متمثلين قول شاعرتهم احويدة :[/font]
[font=&quot]ابغيت السيبة اريد العصيان[/font]
[font=&quot]ما ابغيت احكام لا الاحكام[/font]
[font=&quot]من دابه ثمانية أيام بعد ثمان أيام من الآن[/font]
[font=&quot]على السي عيسى الثمري. على السي عيسى الثمري - قائد القبيلة -[/font]
[font=&quot]فاهتدى بدهائه وحكمته إلى ركوب سياسة تجمع بين المرونة والاحتراس، فعمل على تجريدهم من سلطتهم ، و منحها لغيرهم من القبائل الأكثر وفاء له . غير أنها لم تنجح في تليين فخدة أولاد زيد النازعة إلى التمرد، فتنادى أولاد زيد بالعصيان والتحرر، وزادهم حماسا قول شاعرتهم حويدة :[/font]
[font=&quot]"أنا عبدة لعبدة ولسي عيسى لا نوضا نوضا حتى لبوكشور نوضا نوضا حتى دار السي قدور[/font]
[font=&quot]وحتى يتيسر علينا متابعة تطورات ثورة أولاد زيد والإحاطة بأهم وقائعها، ارتأينا حصر مجريات أحداثها ووقائعها في خمسة أطوار كبرى.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الطور الأول: يبتدئ من 5 يوليوز إلى 15 يوليوز 1895، وفيها جرب عيسى بن عمر بقوة خيارين، بعد جسه لقوة الثوار وتقديره المسبق لعواقب وتبعات فعلتهم، وذلك بسلوك طريقين بطلب الصلح والإلحاح عليه، مع الضرب على مضاربهم بقوة وشراسة ، وذلك باعتماد تكتيك الأرض المحروقة، في محاولة منه لاحتواء الثورة وسحقها قبل أن يتسع خرقها[/font]
[font=&quot]- الطور الثاني: يبتدئ من 16 يوليوز إلى 26غشت، وفيه ركب الثوار خطة ذكية، بانتقال زعماءهم وأهليهم إلى أسفي وناحيتها، حتى يتمنعوا عن يد بطش القائد عيسى ، ويعملوا فيها على تقوية صفوفهم بالتزود بالسلاح وكسب مزيد من الأنصار والمشايعين، وللتقرب من عامل آسفي، غريم القائد، وكسب تأييده ووساطته لدى المخزن المركزي في إزاحته[/font]
[font=&quot]- الطور الثالث : يبتدئ من 26 غشت إلى 7 نونبر، وفيه طالب القائد عيسى السلطان بتمكينه من عدة شروط لوجستية لضمان سحق ثورة أولاد زيد، كما نجح في حمل السلطان على إقحام عامل آسفي طرفا في حرب أولاد زيد.[/font]
[font=&quot]- الطور الرابع : يبتدئ من 7 نونبر إلى 9 منه ، وفيه دارت الدائرة على ثوار أولاد زيد، بعد أن تمالئ عليهم القائد عيسى والعامل بنهيمة ، وأصلاهم جندهما بسعير نيران المدافع والبنادق من كل إتجاه، من خارج أسوار مدينة أسفي، ومن داخلها.[/font]
[font=&quot]- الطور الخامس: ويبتدئ من 9 نونبر إلى 12 نونبر، وفيه كانت وقعة الرفسة الرهيبة.[/font]
[font=&quot]1- بعد أن أيقن ثوار أولاد زيد بهزيمتهم، وفشل ثورتهم في بلوغ مرادها، استسلموا وتنادوا للصلح، فدعا حمزة بنهيـمة زعمائهم إلى عقد مجلس صلح "بالمخزن الكبير للتاجر…خورخي …الاصبنيولي بالرباط "[/font]
[font=&quot]2- حل القائد عيسى بمقر الاجتماع وفي نيته تصفية رؤؤس الفتنة وإعدامهم ، وأوصى بذلك مرافقيه من أصحابه؛ وهذا ما حدث بالفعل، وعجل بفض المجلس في حالة من الرعب والفوضى . و تعقب القائد عيسى بمعية أصحابه ما بقى من زعماء أولاد زيد، وحتى المستحرمين منهم بضريح الشيخ أبي محمد صالح، دخلوا عليهم، و" قتلوا منهم في جانب الضريح".[/font]
[font=&quot]3- وبمجرد تسرب نبأ المذبحة، وشيوع أخبار "بأن عامل آسفي غدر به ومات"، وأن القائد عيسى يريد شرا بأهل آسفي، روع الناس وتسارعوا في سباق مجنون إلى "باب الرباط"، لدخول المدينة والاحتماء بأسوارها، لكن عامل آسفي، وخوفا من تسرب أصحاب عيسى بن عمر إلى المدينة، أمر بإقفال الباب المذكور ، في وقت كان فيه الرصاص والكور ينطلق من فوق الباب والأسـوار، في اتجاه كل قروي، سواء داخل أزقة المدينة أو خارج أسوارها، ووقع ازدحام شديد على باب الرباط الموصد، "لم يعهد مثله قط"، وصعد الناس بعضهم فوق بعض، "حتى كان الناس على أربع طبقات"، فمات خلق كثير من الرفس والسحق والاختناق، "أقل ما قيل في عددهم مائة وسبعون رجلا".[/font]
[font=&quot]اختطاف خربوشة وإعدامها:[/font]
[font=&quot]يمكن القول أن جانبا كبيرا من بسالة ثوار أولاد زيد، واستماتتهم في حرب عيسى بن عمر، يعود إلى ما كان يهز مشاعرهم من تحريض وتحميس، مصدره شاعرتهم الشيخة حويدة الغياثية العبدية، والتي يظهر من بعض ما يتداول من أوصافها، أنها كانت غير ذات جمال، فهي"خربوشة" و"كريدة"، ولعل هذه الدمامة كانت ترفع عنها الحرج في مخالطة الرجال، ولذلك كانت في حماة ثورة بني قومها، تجلس إلى مقاتلي أولاد زيد ليلا، حين يخلدون للراحة بعد عودتهم من معارك الكر والفر، فتنشدهم قصائد (عيوط)، كلها " تحميس لهم وتحريض على متابعتهم القيام (الحرب) ضد السي عيسى"، تحثهم فيها على الصبر والثبات والمبادأة في الهجوم والطعان، في نفس الآن كانت تكيل للقائد هجوا قاسيا وبذيئا، ولم يكن نظم الشيخة حويدة وغناءها يبقى حبيس رواة أولاد زيد وصدى مرابطهم، بل كانت تشيع قصائدها وتنتشر بين قبائل عبدة بل تتسرب حتى إلى قبائل الجوار، فكان الناس يرددونها "فرادى وجماعات"، مما أعطى لـهـذه الثورة دعما معنويا كبيرا، قلما ظفرت به فتن قبيلة أخرى، وجعل منها ملحمة شعبية، تنطق في حكم بعض الباحثين، بكثير من الدلالات والقيم والآمال. فبعدما سحق القائد عيسى ثورة أولاد زيد، هربت حويدة عند أخوالها بأولاد سعيد في الشاوية، فأرسل القائد في طلبها، لكن قائد أولاد سعيد، المدعو أبو بكر بن بوزيد، رفض تسليمها له، وأعلم السلطان بخبرها، فأمره بنقلها إلى دار المخزن، وصادف يوم تنفيذ الأمر السلطاني وجود جماعة من أصحاب القائد عيسى بمجلس ابن بوزيد، يبدو أنهم جاءوا لتجديد طلب تسليمها، وحين خرجت الشيخة المطلوبة رفقة مخزني قاصدة دار المخزن، لحق بها أفراد جماعة القائد عيسى، "فرافقوهما مسافة، فلما انفصلت الطريق عمدوا إلى مركوب المرأة، وساقوه لغير طريق المحلة السعيدة، وحالوا بينها وبين المخزني، وأعلمهم بأنه متوجه للمحلة السعيدة، وأراهم الكتاب الذي بيده فلم يلتفتوا إليه...ولم يقدر على مقاومتهم لأن عددهم اثنا عشر فارسا"، وعند وصولها إلى عيسى بن عمر، زج بها فـي سجن قصبته، ويفصح بعض محفوظ آخر قصائدها أنها كانت تقاسي تعذيبا، ويذكر الصبيحي أن القائد عيسى حبسها "مدة مديدة"، وخلالها كان يحضرها بين وقت وآخر، للسخرية منها بمرآى من بطانته، "فيركبها ناقة، ويأمرها أن تغني، وهو في وسط إخوانه، الغناء الذي كانت تغنيه لأولاد زيد"، وبعد أن أشفى غله منها بإهانتها "قتلها"، رغم استرحامها له. وتذهب الرواية الشعبية مذهبا آخر في تناول نهاية الشيخة احويدة، فتذكر أنها ما تركت بابا يمكن الولوج منه إلى قلب القائد عيسى بن عمر إلا طرقته، طلبا لصفحه ورحمته: - فمرة استعطفته بواحدة من أعز بناته ، قائلة :[/font]
[font=&quot]آ السعدية طلبي بوك علي[/font]
[font=&quot]إلى اوتيت يسامح لي[/font]
[font=&quot]واخا قتلني واخا خلاني[/font]
[font=&quot]مندوز بلادي راني زيدية .[/font]
[font=&quot]على كلمة خرجت البلاد[/font]
[font=&quot]واخرجت لحكام[/font]
[font=&quot]لا سلامة ليك آ اليام[/font]
[font=&quot]- ومرة أخرى استرحمته بأولياء الله الصالحين ، قائلة :[/font]
[font=&quot]نسألك بالمعاشي سيدي سعيد مول الزيتونة[/font]
[font=&quot]والرتناني سيدي احسين جاء بين الويدان[/font]
[font=&quot]والغليمي سيدي احمد العطفة يا ابن عباد[/font]
[font=&quot]والقدميري سيدي عمر مولى حمرية[/font]
[font=&quot]والتجاني سيدي احمد مول الوظيفة .[/font]
[font=&quot]- وفي مرة ثالثة مدحته مكفرة عن ما صدر منها من هجو لاذع لشخصه وبهاء سلطته، قائلة :[/font]
[font=&quot]القبيلة على ايديك[/font]
[font=&quot]قالو ازهات الله يزهيها[/font]
[font=&quot]الخزانة قالو رشات[/font]
[font=&quot]القايد يجددها[/font]
[font=&quot]البرادة قالو خوات[/font]
[font=&quot]فاتح يعمرها .[/font]
[font=&quot]وتذهب الرواية الشعبية إلى القول بأن استرحام احويدة فعل فعله المنشود في قلب القائد، فاستمهل النظر في أمرها، ولما طلبها من سجانها المدعو "الشايب"، أجابه هذا الأخير بأنه فتك بها بعدما أغاضه هجوها لسيده وقائده، ومن شدة غضبه على فعلة سجانه وحسرته المريرة على احويدة، أمر القائد بأن يجلد "حتى يعجز عن الكلام"، انتقاما واقتصاصا منه.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ترجمة الشيخ أبي حسين سيدي أحمد بن عبد السلام الطنجي رحمه الله[/font]
[font=&quot]هو الفقيه سيدي أحمد بن عبد السلام أبو حسين الطنجي، أصل قبيلته من بني توزن، وهي قبيلة مشهورة بالريف المغربي . دخل سلفه إلى طنجة في جملة المجاهدين الريفيين الذين استرجعوا مدينة البوغاز عروس الشمال : طنجة الفيحاء، من يد الدولة الانجليزية عام 1095 هجرية على عهد ولاية السلطان المولى اسماعيل العلوي . ولد بطنجة عام 1311 هجرية وحين وصل إلى سن التمييز التحق بالزاوية التيجانية بوادي أحرضان ثم درس بالجامع الكبير على الشريف الفقيه سيدي محمد بن الصديق الغماري صحيح الإمام البخاري والمختصر الخليلي بالخرشي والزرقاني، وعلى العلامة سيدي عبد الله بن إدريس السنوسي شمائل الترمذي وعلى الفقيه العلامة سيدي أحمد الرهوني الشفا للقاضي عياض بشرح ابن سلطان وعلى الفقيه العلامة سيدي الحاج محمد الحوزي المشهور بالرقيوق الألفية بالمكودي والموضح وعلى الفقيه العلامة سيدي محمد بن محمد بن عبد القادر بن سودة الخلاصة بالأشموني .. ثم غادر طنجة إلى فاس عام 1326 فدرس بجامع القرويين على الشريف الفقيه سيدي محمد فتحا ابن قاسم القادري جمع الجوامع بالمحلي وعلى الفقيه القاضي سيدي عبد العزيز بناني السلم ببناني وعلى أخيه الفقيه سيدي عبد السلام بناني لامية الأفعال ببحرق الصغير وعلى الفقيه القاضي سيدي عبد الرحمن ابن القرشي الإمامي كتاب السيرة النبوية للحلبي وعلى الشريف الفقيه الصوفي سيدي أحمد بن الخياط والشريف الفقيه سيدي أحمد بن الجيلالي والفقيه القاضي سيدي الفاطمي الشرادي والفقيه مولاي عبد الله الفضيلي والشريف الميقاتي سيدي محمد فتحا العلمي وعلى الفقيه العلامة سيدي أبي شعيب الدكالي صحيح الإمام البخاري، ثم رجع إلى طنجة عام 1311 هجرية فعين رئيسا للجمعية الخيرية الإسلامية بطنجة وهي أول جمعية خيرية أسست بالمغرب وذلك إبان الحرب العالمية العظمى عام 1332 هجرية سنة 1914 بتاريخ النصارى، ثم عضوا بالمجلس التشريعي الدولي بطنجة عام 1344 هجرية، ثم ولي وظيفة خليفة أول للمندوب السلطاني بطنجة عام 1350 ثم أعفي منها عام 1360 هجرية، ثم عين مديرا للمعهد الديني بالجامع الكبير بطنجة عام 1375 هجرية ، ثم أعفي من ذلك المنصب عام 1376 هجرية . أسلم الروح لباريها في 27 ربيع النبوي الأنور عام 1386 هجرية ودفن بضريح سيدي محمد الحاج بوعراقية بطنجة رحم الله الجميع .[/font]
[font=&quot]ترجمة مولاي عبد الله بن علي بن طاهر[/font]
[font=&quot]السيد عبد الله كان من أولياء الله الصالحين واالكمل العارفين والأقطاب الواصلين إماما عالما نحريرا محررا مشاركا محدثا، أستاذا قارئا عارفا بالأصول والفروع وطرق الحديث والمسانيد وصحيحها ومعتلها، إماما في التفسير واللغة والتصريف والمنطق والبيان، أية في الحفظ، وبالجملة كان فريد عصره وياقوت مصره، أخذ عن الإمام النظار سيدي محمد بن قاسم القصار، والشيخ المنجور، والشيخ ابن عبد الجبار الفجيجي وأقرانهم، وأخذ عنه خلق كثير كأبي حامد السيد العربي الفاسي، وسيدي أحمد بن علي السوسي البوسعيدي، والشيخ أبي بكر التطافي وأبي علي السوسي وسيدي محمد بن سعيد السوسي ناظم المقنع، وغيرهم ممن لايحصى، وكان كثير الرؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قيل أنه كان يراه كل ليلة، وربما كان يراه يقظة، وكان قائما مع الحق لايراعي فيه أحدا، وكان يغمى عليه غالبا عند رؤية اليهود، ومن مناقبه الشهيرة أنه كان مرة صحبة بعض قوافل سجلماسة إذ خرج عليهم قطاع أيت يوسي، فالتجأ الناس إليه لما يعلمون من ولايته فحذرهم وأنذرهم فلم ينتهوا، فأغتاظ وحصلت فيه حالة ربانية وكانوا بقرب جبل، فاتكأ بيده على صخرة فلانت ودخلت يده إلى المرفق وقال: إيت جبل بإذن الله فتضعضع الجبل وأنشق وتساقطت حجارته فاعتذروا و تابوا فأشار إلى الجبل فكف ولم يزل به أثر ذلك إلى الآن وكذا محل يده يقصده ذوو العاهات والأسقام ، وقد توفي رضي الله عنه بمدغرة سنة أربع وأربعين وألف، ودفن هناك وقبره مزارة عظيمة وعليه جلالة شهيرة، وقد خلف رضي الله عنه ثلاثة أولاد هم السيد عبد الهادي والسيد علي والسيد محمد.[/font]
[font=&quot]عن كتاب الدرر البهية والجواهر النبوية تأليف مولاي إدريس الفضيلي[/font]
[font=&quot]العنوان : نسب مولاي مسعود اگوسال الجد الاعلا للگوساليين[/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الإمام عبد الجبار بن أحمد الفجيجي، مؤسس الصرح الثقافي بفجيج ( حوالي 812 – 918 = 1409 / 1512 م )[/font]
[font=&quot]محمد بوزيان بنعلي[/font]
[font=&quot]بســــــــم الله الرحــمــــــــن الرحيــــــــــــم[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]المقدمــــــــــة[/font]

[font=&quot](( وكم عالم كبير، وولي شهير في القطر المغربي أهمل التعريف به المغاربة المتقدمون منهم والمتأخرون حتى التحق عند المتأخرين بمن جهل حاله وزمانه)).[/font]
[font=&quot][ عبد السلام القادري ][/font]
[font=&quot]تقع فجيج (فكيك) الحاضر في الجنوب الشرقي من المملكة المغربية، وباعتبار اللحظة التي تعالجها هاته الدراسة، فإنها كانت تقع شمال المغرب الشرقي، أي : المنطقة الممتدة بين وجدة وفجيج، أي : إلى حد خط العرض الشمالي[32]، وبالجنوب ما وراء ذلك من الصحراء إلى بلاد السودان الغربي.[/font]
[font=&quot]ولقد كانت فجيج منذ القديم الغابر مؤهلة بعوامل متنوعة لتلعب دورا حضاريا مبكرا وفاعلا، إذ عرفت استقرارا بشريا منذ ما قبل التاريخ كما تؤكده النقوش والكتابات ( كدية الحيثمة وصخرة حمو هكو شيطا) وكانت معبرا للقوافل الصحراوية، وملتقى طرق متعددة الاتجاهات، ومحطة استراحة وتزود للحجاج، وموطنا لسلالات بشرية شتى من أمازيغ وعرب، ومشارقة، وأفارقة، وأندلسيين… وتبعا لذلك مسرحا لتيارات ومذاهب كثيرة: وثنية ويهودية ومسيحية ، وصفرية وإباضية وشيعية وسنية…[/font]
[font=&quot]ومن شأن هذه المعطيات الخصبة أن تشكل مرجعية تمنحنا فرصة افتراض حركة فكرية سابقة لما ستتناوله الدراسة، وإثارة مجموعة من الأسئلة حول ثقافة الفجيجيين الأمازيغ؟ والخوارج؟… والشرفاء النازحين؟ ولا شك أنهم نزحوا بحمولتهم الفكرية والروحية، وما كان لهم أن يستوطنوا لو لم يجدوا في الواحة هوامش واسعة ظليلة من الأمن والسكينة والعلم. فإن لم يكن بها علم – وهو احتمال لا نطمئن إليه- فمن المنتظر من وصولهم أن يكون إيذانا بانطلاقة ثقافية يكون لها ما بعدها.[/font]
[font=&quot]أما بعد ما بعدها فهو الذي ستقدمه هاته الدراسة وشيكا، إذ لا يمكن – قطعا – لأي ثقافة أن تتفجر هكذا دفعة واحدة ودون ممهدات ومقدمات توطئ أكناف استوائها واستقرارها وتنوعها… فزاوية بني عبد الجبار العلمية – مثلا – مرحلة في تاريخ الثقافة بفجيج وليست بداية ولا يمكن أن تكون.[/font]
[font=&quot]فقد تحدثت المصادر عن عالم فجيجي كان بارزا مبرزا في علوم الكيمياء، عاش في عهد الموحدين بل في كنفهم، وألف كتابا أهداه إلى سلطانهم، إنه: أبو حامد محمد الفجيجي نزيل فاس، وعنوان مصنفه: مفيد العوائد في خير الفوائد، ألفه باسم السلطان يوسف بن يعقوب، بعد عام 500 هـ/1107م ومفتتحه: الحمد لله الذي أطلع شمس العرفان من مشارق البدور(1) ولا يزال مخطوطا ببطر سبورغ في روسيا(2) .[/font]
[font=&quot]ولا شك في أن هذا العالم يمثل بدوره نقطة مضيئة في مرحلة نجهل بدايتها ونعلم أن أثرها استمر في المستقبل الثقافي بقرونه المتلاحقة حتى اللحظات الأولى من الاستعمار.[/font]
[font=&quot]وتمدنا المصادر فينة بعد أخرى ببعض الشذرات التي تعزز اتصال حلقات هذا المسار ونضوجه وتأثيره، فعبد الرحمن بن عبد الله الفكيكي، كان معاصرا للإمام عبد الجبار وبنيه رحل إلى المشرق، ونزل دمشق، صار من أهلها، وقرأ على شيخ الإسلام، صاحب التآليف العديدة المفيدة بدر الدين الغزي المتوفى عام 984 هـ / 1576 م(3) . قرأ عليه الجرومية في النحو وغيرها، وذكر أنه مات مطعونا سنة ثلاثين وتسعمائــة- رحمه الله تعالى – (4).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وأولاد يفرح كانوا من الأسر الفجيجية العريقة، دخلوا الأندلس، ثم تحولوا عنها لما سقطت غرناطة ( عام 897 هـ/ 1492م)، فاستوطنوا حومة رأس الجمان من فاس[/font]
[font=&quot]القرويين، وهم الذين تزعموا ثورة عام : 1085 هـ/ 1674م، ضد المولى إسماعيل، فلما فتحت فاس هربوا لبعض الجبال، فظفر بهم وقتلهم (5) ولك أن تدور حول هذا الحدث وتتساءل : متى خرج هؤلاء من فجيج؟ ولماذا؟ وما كان دورهم بالأندلس؟ ومن يستطيع أن يقود الثورات غير الطبقة المثقفة الواعية بالمشاكل السياسية وأبعادها؟ ![/font]
[font=&quot]-----------------[/font]
[font=&quot](1)- إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ج4 ص 531 ( إسماعيل باشا البغدادي-دار الفكر-بيروت1990 ).[/font]
[font=&quot](2)- تاريخ الأدب العربي – ج 5 ص 126( كارل بروكلمان – ط 1995).[/font]
[font=&quot](3)- معجم المؤلفين – ج 3 ص 674 ( عمر رضا كحالة – مؤسسة الرسالة – ط1/1993).[/font]
[font=&quot](4)- نجم الدين الغزي: الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة – ج 1 ص 232 – ترجمة 463.[/font]
[font=&quot](5)- القادري : نشر المثاني : ج 2- ص 216.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ونذر الحديث عن هذه الشواهد التوثيقية لننوه في كثير من الشعور بالاعتزاز، ونشد بحرارة على يد المكاسب الثقافية التي عادت بها فجيج على عدد من المراكز التي غدت علمية بفضل هجرات رجالاتها الأفذاذ، فنسجل على سبل المثال أن مدينة مليانة استفادت في شخص رائد مدرستها الصوفية الشيخ العالم أحمد بن يوسف الراشدي (تـ927/1521م)، الذي نزح إليها أحد أجداده. وإلى لكتاوة الواقعة على ضفاف وادي درعة جنوبي زاكورة، انتقل أحد شرفاء فجيج العلماء، والقصد إلى الشيخ محمد بن أحمد أدفال، فأنشأ بها مركزا علميا غذاه أولاده وأحفاده من بعده، كان من ألمعهم أحمد بن محمد أدفال الصوفي المؤلف صاحب المكتبة الشهيرة ( تـ 1023 هـ / 1614م) ولم تنقطع الصلات العلمية بين فجيج ولكتاوة حتى ما بعد العصر السعدي (6).. والزاوية العياشية ( الحمزاوية) الذائع صيت فقهائها وعلمائها وأدبائها وخزانتها. ما كان لذكرها أن يعلو صهوات الركبان لو لم تجد عليها فجيج بأحد أوائلها (7).[/font]
[font=&quot]وإلى هذا وذاك تحتضن كتب التراجم والطبقات - على تقصيرها المشين – من العينات التي تمثل الجهود الفردية ما يكشف عن الحجم الحقيقي المسكوت عنه لهذه الواحة العالمة الأديبة المتصوفة، فالشيخ محمد بن عبد الجبار بن ميمون بن هارون المسعودي الفجيجي كانت له زاوية في وطنه المعروف بحدوش من تاسالة، بني مسجدا على عين، وبيتا للفقراء المريدين ينفق عليهم ويمونهم، وكان فقيها ماهرا في الشعر، توفي – رحمه الله – عام : ( 950 هـ / 1543) (8)، وأحمد الفجيجي التازي، فقيه متخصص، في القراءات وعلوم القرآن تصدر للإقراء في تازة فجاءه الطلبة من كل فج[/font]
[font=&quot]عميق، وتوفي بعد عام( 1023 هـ/ 1614م).. والولي العالم سيدي عبد الحق الفجيجي الذي ترك وراءه في بجاية أمة من المريدين (9) .. ويوسف بن عيسى الفجيجي توجه إلى المشرق ولم ندر أين كانت وفاته (10).. ويوسف بن أحمد الفجيجي دفين خارج[/font]
[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](6)- محمد حجي : ص 469-470 من أعمال ندوة المغرب الشرقي بين الماضي والحاضر 1986.[/font]
[font=&quot](7)- الثغر الباسم : ص 3 ( م خ ع : كـ 304).[/font]
[font=&quot](8)- ابن مريم : البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان – ص 287-288.[/font]
[font=&quot](9)- الحسين بن محمد الورثيلاني: الرحلة الورثيلانية: ص 20-21 ( دار الكتاب العربي – بيروت – ط2/1974 .[/font]
[font=&quot](10)- ابن عسكر الحسني : دوحرة الناشر – ص 3.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] [/font]
[font=&quot]صفرو .. وإسماعيل بن عبد الرحمن الفجيجي الأغواطي.. وأبو عبد الله محمد الهاشمي الفجيجي التطواني .. والشيخ محمد بن محمد المراكشي الفجيجي.. وهلم جرا إلى ما يعترضك في بعض الأصول والمصادر (11).[/font]
[font=&quot]ولعل القرائن المحجوبة عنا في مختلف المنازل، والمكتبات الوطنية، ودور الأرشيف والوثائق، أوسع بكثير من هذه البضاعة المتنوعة التي عرضتها أمام باصرتك وبصيرتك، أو أحلتك عليها، عسى أن تنهض عندك – كما نهضت عندي – تجسيما بارزا لتشعب التأثير الفجيجي وامتداده إلى عدد معتبر من الحواضر العلمية، ودليلا فصيحا على صلاتها الثقافية الضاربة في كل اتجاه. فكم عود اخضر بماء ثقافتها ! وكم زوبعة فكرية ثارت بمعاهدها ! وكم طالب طارئ قضى نحبه فيها ! … ولا تعتبرني – بعد هذا – جانحا إلى شطط إن قلت مجاهرا: إن الظاهرة الثقافية أصيلة في المجتمع الفجيجي متجذرة في شرايينه.[/font]
[font=&quot]ومما يؤكد صحة هذا الحكم، ويفصح عن عمق ارتباط الفجيجي بالعلم والثقافة، واستمرار اعتماد جهات متعددة على عطاءاته، هذه الوفرة من أرباب العلم والفكر الذين تشتتوا تحت سماوة الواحة، ووجدوا فيها تربة خصبة تصلح لإنشاء المعاهد والتدريس والتصنيف كصلاحها لغرس النخيل والأشجار، فكانت كما أنشد الشيخ سيدي محمد بن ناصر الدرعي لما زار أولاد سيدي عبد الجبار وخزانة كتبهم وضريح جدهم، ( طويل) :[/font]
[font=&quot]أثار تسر النفس حسنا ومنظـرا ![/font]

[font=&quot]ديار عليها من بشاشة أهلهـــــــــــا[/font]
[font=&quot]وتلك بهجة اسندها الشاعر ضمنا إلى بني عبد الجبار، واعتبرهم أقوى الفاعلين في المشهد الثقافي الذي ستلاحق في هذا المضمار بعض أطواره وجزئياته من خلال ما[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](11)- راجع كتابنا : واحة فكيك – تاريخ وأعلام – ص147-150.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]سأقدمه من تراجم متفاوتة الطول والقصر لمشاهير أظلهم قصر واحد، هو قصر المعيز الذي حافظ على تألقه حتى آخر اللحظات . ولا يعني ذلك – بتاتا – أن القصور الستة الأخرى أقعدها مناخ ثقافي بارد، ولكنه يعني أن هؤلاء كان لهم فضل لا ينكر في تنشيط الحركة الثقافية.. وتعميمها.. واستمرار تقدمها.. وصاحب الفضل الكبير هو الإمام عبد الجبار كما سترى. ثم إني أريد لهذا الكتاب أن يعيد إلى أهلنا بشاشة ابن ناصر، وإلى ديارنا آثار المنظر الثقافي الجميل ![/font]
[font=&quot]ثم إني أريد من هذا الكتاب أن يكون استفزازا مشروعا لهمم خالفة، واستنفارا لجهود هائمة، فكنت أحض نفسي عليه في خلواتي وجلواتي، بل ووضعت له في خاطري عنوانا غير الذي ستلقاه على وجه الغلاف، وكنت أستشرف ما سيحصل إن خرج إلينا بعنوان : الذهب الإبريز في أعلام قصر المعيز، فأتخيل جهودا تتراص وتتدافع للبحث والتنقيب عن مشاهير كل قصر .. قصر، جهودا يحدوها: اقتلوا من لا غيرة له، إلى بيع رابح غير عابسة ولا منكرة، فما أنشب أن أفتح عيني على عناوين فارهة من أمثال : تجديد العلاقة بمشاهير زناقة.. وكشف الخبير عن أعيان الوداغير … وتشييد الأركان بأعلام أولاد سليمان .. وإنباء السماكين برجالات الحمامين … وهكذا.. وربما ضحكت بيني وبين نفسي، وتنهدت كالمتعب متوهما أننا فرغنا بعد لأي من هذا الفتح المبين فتح تدوين تاريخ رجالات فجيج الأكرمين.[/font]
 
أعلى