موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ


[font=&quot]وصاحب سلوة الأنفاس (69)… إلخ.[/font]
[font=&quot]فمع كونها رجع صدى فإنها قدمت إضافتين هما: القاضي والمفسر. أما القاضي فمبلغ القول فيه أن القضاء منصب تسلسل وتوالى في هذه الأسرة منذ افتتحه ذؤابتهم هذا، وأما المفسر فنعت أكسبه إياه تفسيره كتاب الله العزيز كما سيأتي.[/font]
[font=&quot]ولما بدأ المعاصرون حملة إحياء التراث والبحث في رجالاته، لم يلتفت أحد إلى آل عبد الجبار التفاتة تفصيلية تناسب أهداف الحملة، إلا ما جاء من إشارات مقتضبة من لدن الأستاذ البحاثة عبد القادر زمامة الذي ركم في مقال له ( 70) كل معلوماته عنهم، فتحدث عن المترجم حديثا مزدانا بآيات الإعجاب والإكبار. ولم يزد الأستاذ الجليل محمد حجي على قوله فيه : " عالم مشارك متوسع في علوم القرآن والحديث ثم ذكر في إيجاز شديد أهم إنجازاته العلمية (71).[/font]
[font=&quot]وقد أدرك أبناؤه وحفدته حقيقته وقدره مما جعلهم يستحضرون ذكراه العطرة كلما ظهر ما يبعثها من مكامنها فهذا ولده محمد يرثيه بقصيدة جمع فيها خصاله الحميدة، وما تركه موته من فراغ هائل في حياة أبنائه، يقول :[/font]

[font=&quot]سواه معين في الأمور العظيمـــة؟ ![/font]
[font=&quot]حواها، ولو سارت بها العيس كلــت[/font]
[font=&quot]كريم إذا لاقيته بالمـــــــودة (72)[/font]

[font=&quot]لقد كان عونا للأنام فهل لنــــــــا[/font]
[font=&quot]غرائب علم، ثم حلم، وحكمــــــة[/font]
[font=&quot]يسرك مظلوما، ويرضيك ظالمـا[/font]

[font=&quot]وهذا حفيده الأديب الأريب محمد بن أحمد ابن عبد الجبار يعرج على تجديد رثائه بعدما ختم المرشد المعين لابن عاشر، فينوه بجلالة منزلته، ويومئ إلى أثر الفعال على الحياة الثقافية بفجيج، يقول :[/font]
[font=&quot]ولله يوم تم فيه ابن عاشـــــــر وذلك من أولى جمادنا سابـــــــــع[/font]
[font=&quot]بمسجد شيخ شيخه وإمامـــــه ومن هو لأشتات المكارم جامــــع[/font]
[font=&quot]إمام همام عالم ومـــــــؤدب ومن هو في أعلى المعالي يطالـع[/font]
[font=&quot]وذلك تاج العارفين بربهــــم تجده مقامات اليقين يراجــــــــــع[/font]
[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](69) سلوة الأنفاس ( عن عبد القادر زمامة : الفجيجيون ص 123.).[/font]
[font=&quot](70)- أنظر الهامش رقم 39.[/font]
[font=&quot](71)- الحركة الفكرية – ج 2 ص 511.[/font]
[font=&quot](72)- القصيدة ضمن مجموع خطي خاص ( انظرها عند ترجمته)[/font]
[font=&quot]إمام به بحر المعارف مشرق لذا كل سالك إليه يســـــــــــــارع[/font]
[font=&quot]أقام من العلوم ما كان واهيـا أزاح ظلام الجهل، للغي مانـــــــع[/font]
[font=&quot]إمام به قد زاد فج فجيجنــــا محاسن وهو كان قبل يخــــــــادع[/font]
[font=&quot]عليك من الرحمان وابل رحمة يفيض على مغناك، والفضل واســع (73)[/font]
[font=&quot]وهذا حفيد آخر ، هو الفقيه المتصوف عبد العزيز بن محمد بن أحمد يثني عليه في نونيته التي مدح فيها المتصوفين الذين أسماهم: الرجال العارفين بربهم، فقال في جده:[/font]
[font=&quot]فعنصرنا بحر زخير معظــم لديه علوم من مواهـــب ربنــــــا[/font]
[font=&quot]ثم وبعد هذا البيت توالت أخرى تحمل صفات : القطب والشهم المغيث بسرعة ، والنقي التقي، … غير عاد معاند، لا تعد ولا تحصى غرائب علمه (74).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ونرخي الستار على هذه السلسلة من التحليات النثرية والشعرية، بأبيات وجدت بين بعض متعلقاته، ولا ندري قائلها :[/font]
[font=&quot]عبد له فوق المعالي رتبــــــــــــة وله المماجد والفخار الأفخـــــــــــــــر[/font]
[font=&quot]وله الحقائق والطرائق في الهدى وله المعارف كالكواكب تزهــــــــــــر[/font]
[font=&quot]وله الفضائل والمكارم والنــــدى وله المناقب في المحافل تنشـــــــــــر[/font]
[font=&quot]وله التقدم والتعالي في العــــــلا بدر الدجى، شمس الضحى، بل أنـــور[/font]
[font=&quot]قطع العلوم مع العقول فأصبحت أطوارها من دونه تتحيـــــــــــــــــــر[/font]
[font=&quot]ما في علاه مقالة لمخالــــــــف فمسائل الإجماع فيه تسطــــــــــر (75)[/font]
[font=&quot]آثـــــــــــــــاره :[/font]
[font=&quot]لاشك أن للإمام عبد الجبار مصنفات عديدة توازي ما بذل من جهد وقوة للعلم، وتتلاءم وعطاءه الفكري الذي لم ينقطع حبله حتى مشت رواحله، وبلغ من الكبر عتيا. وما يؤكد هذا أن الذي وصلنا من إنتاجه لم يؤلفه إلا في أخريات عمره. فهل يعقل ألا ينغمر في الكتابة إلا بعد سنه السبعين؟ ![/font]

[font=&quot]--------------------[/font]
[font=&quot](73)- فجيج تاريخ وثائق ومعالم ص 121.[/font]
[font=&quot](74)- القصيدة ( مخطوطة خاصة).[/font]
[font=&quot](75)- القصيدة مخطوطة خاصة ( على ظهر الصفحة الأولى من كتاب الفصيح لثعلب).[/font]
[font=&quot]ومهما يكن الجواب، فالذي أعلمه أن له مؤلفات ضائعة، وأخرى لا نعرف منها إلا اسمها أو نقولا زهيدة منها، وثالثة لم يصلنا منها إلا أضابير وأوراق متفرقة، ورابعة بلغتنا سابغة كاملة، ودونك تفصيل ما نعرفه.[/font]
[font=&quot]عنــوانه وأجــزاؤه :[/font]
[font=&quot]هذا الكتاب اختصار لتفسير العلامة الفاضل محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي الأندلسي، المتوفى عام (671 هـ) (76) وهو مطبوع متداول تحت عنوانه المعروف:[/font]
[font=&quot]الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان (77).[/font]
[font=&quot]ولم يزد عبد الجبار في اختيار اسم لتأليفه على العنوان الأم إلا كلمة مختصر، فجاء كما تقول الوثيقة التالية :[/font]
[font=&quot]" وكان فيما يكتب – رحمه الله تعالى ورضي عنه ونفعنا به – على كل سفر من أسفاره، بدأ بالأول فقال:[/font]
[font=&quot]السفر الأول من مختصر جامع أحكام القرآن المبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان .. هكذا إلى آخرهم" بيد أن قابصة ممن نقلوا عنه آثروا أن يطلقوا عليه اختصارا: تفسير سيدي عبد الجبار.[/font]
[font=&quot]ويبقى المعول عليه لتحديد عدد أجزائه ثلاثة نصوص: أولها للرحالة الهشتوكي المتوفى سنة (1127هـ) قال وهو يستعرض بعض ما كان بخزانته من نفائس المخطوطات وأعلاقها: " من جملتها اختصار تفسير القرطبي لجدهم سيدي عبد الجبار، في اثني عشر مجلدا متوسطة، فيها- والله أعلم- سبعة أجزاء بخط يده الكريمة (78) وثانيها لابن ناصر : " وأوقفونا – أي أعقاب المترجم – على تفسيره من اثني عشر جزءا من الكبير قال في أوله : إنه اختصر القرطبي (79) وآخرها لأحد الفقهاء المولعين بالمطالعة سطره بعد ما فرغ من نقل ما يسره الله عليه : " انتهى من تفسير الإمام الأعظم، الجامع الأفخم، أبو محمد سيدي عبد الجبار بن أحمد بن موسى بن أبي[/font]
[font=&quot]--------------------[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] (76)- أنظر الأعلام ج 5 ص 322. مع المصادر المحال عليها في الهامش رقم 1 الخانة الثالثة .[/font]
[font=&quot](77)- سنعتمد في هذه الدراسة على طبعة دار الكتب العلمية- الطبعة الأولى 1988.[/font]
[font=&quot](78)- أنظر كتابنا واحة فجيج تاريخ وأعلام 1/159.[/font]
[font=&quot](79)- الرحلة الكبرى – ص 67.[/font]
[font=&quot]بكر الشريف الحسني الفجيجي ثم الوتدغيري – رضي الله عنه ونفعنا بعلومه-. وهو تفسير عديم المثال، كثير الفائدة، جعله اثني عشر سفرا، وقد وقفت على جل تلك الأسفار عند حفدته بخط يده، ومازالت إلى الآن، وهو عام واحد وخمسين ومائتين وألف (80).[/font]
[font=&quot]ومما تجدر ملاحظته بعد الذي قدمنا أن هذا التفسير حرر في أحجام مختلفة أي أنه لقي استجابة وقبولا فكثرت نسخه، وتعدد الناقلون والآخذون، وتداولوه إلى أواسط القرن الثالث عشر، مما يجعل الأمل يركض خلفه في خفة الواعد بتدبير أمره، وإثارته من مكامنه.[/font]
[font=&quot]ولا أقدر – في غيبة الكتاب – على تحديد دقيق لجزئيات تلك الأجزاء، وكل ما هو مستنبط من بعض الوثائق والتقاييد أنها تطول حينا وتقصر حينا، فالجزء الأول – مثلا – يبدأ من سورة الفاتحة إلى قوله تعالى في سورة المائدة : "(( فإن يخرجوا منها فإنا داخلون)) (81) ثم يشرع في الجزء الثاني ويقف به عند قوله تعالى من سورة الأعراف : (( يسألونك عن الساعة أيان مرساها))(82) وهكذا إلى آخره (83).[/font]
[font=&quot]تاريــخ تأليفــه :[/font]
[font=&quot]لن يقف ضياع الكتاب عقبة في طريق الاقتراب من تاريخ تأليفه، ما دمنا قادرين عليه استنادا إلى ما هو مبثوث في بقيته من إشارات:[/font]
[font=&quot]- ففي ترحمه على شيخه إبراهيم التازي حجة على أنه ألف بعد وفاته عام (866هـ).[/font]
[font=&quot]- وفي إشارته إلى لقاء تم بينه وبين شيخه بتاجورا عام (869 هـ) دليل يؤخر تأليفه إلى ما بعد ذلك العام.[/font]
[font=&quot]- وبتفتيشنا فيما حلاه به تلميذه الوادي آشي سنة (895 هـ) لا نجد أثرا لصفة ( مفسر)، مما ينهض برهانا على أن هذا التأليف لم يظهر إلى الوجود قبل تلك السنة.[/font]
[font=&quot]- إسرافه في الاعتماد على حياة الحيوان للدميري يوحي بأنه كان خارجا لتوه من اختصاره، وأن معلومات الكتاب لا تزال عالقة بذهنه، ومعلوم أنه فرغ من اختصاره[/font]
[font=&quot]-------------------[/font]
[font=&quot](80)- مجموع خطي (خاص).[/font]
[font=&quot](81)- سورة المائدة ، الآية : 24 وهي آخر الحزب الحادي عشر.[/font]
[font=&quot](82)- سورة الأعراف، الآية 187.[/font]
[font=&quot](83)- وثيقة خطية ( خاصة ).[/font]

[font=&quot]عام (894 هـ).[/font]
[font=&quot]- في آخر كلامه عن متأخري موثقي الأندلس دعا بعودة هذا الفردوس المفقود للإسلام. ولا شك أنه كان يومئ إلى سقوط غرناطة سنة (897 هـ)، ولعل في هذا دليلا على أن هذا الكتاب ألف في نهايات القرن التاسع الهجري.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مكانتــه وشهرتــه :[/font]
[font=&quot]لا يخفى ما للقرطبي وتفسيره من أهمية بالغة، ومنزلة رفيعة، وفضل واسع على كثير من التفاسير وأعلامه، شهد به جم غفير من النبهاء الألباء كالكتبي والذهبي وابن خلدون وابن فرحون … وعليه يتبين لنا أن اختيار عبد الجبار لاختصاره دون غيره إنما أتى من جهة قيمته التي نوهوا بها. إلا أن هذا المختصر لم يتقاصر رتبة عن الأصل، فهو مثله كان موضع ثناء وتقدير من لدن العلماء المغاربة، فرأينا من قبل كيف وصفه أحدهم بأنه عديم المثال، كثير الفائدة، وقال فيه ابن ناصر : " … فوجدناه يزيد عليه – أي على الأصل – زيادة مستحسنة، وفوائد مستغربة، يطرزها بعبارات رقيقة ويوسمها بجواهره" (84).[/font]
[font=&quot]ويتحدث الأستاذ البحاثة، عبد القادر زمامة عنه حديثا نديا يزكي رأي سلفه، ويزيده توهجا حيث يقول : " …. ومعلومات الشيخ عبد الجبار متنوعة وعميقة، حسب النماذج الخطية التي رأيناها مباشرة من تفسيره للقرآن الكريم الذي كتب في اثني عشر سفرا، تدلنا على أنه كان واسع الاطلاع، ولا سيما في اللغة والتصوف والتفسير والفقه، وبسبب هذا التفسير ذاع صيت الشيخ عبد الجبار خلال القرن العاشر .. ويظهر أنه كان متداولا عند الخواص من العلماء إلى العهود الأخيرة. لأن الإشارة إليه، والنقل عنه مشاهدان في كثير من الكناشات (85).[/font]
[font=&quot]وإذا كان هذا الباحث قد رأى نقولا منه في كثير من الكناشات ككناشة أبي عبد الله محمد ابن فقيرة المكناسي (86) فإني شاهدته مصدرا معتمدا لدى كثير من المؤلفين الفجيجيين كأحمد بن أبي بكر السكوني في شرحه تنبيه الأنام ودلائل الخيرات، وأحمد[/font]
[font=&quot]----------------[/font]
[font=&quot](84)- الرحلة الكبرى – ص 67.[/font]
[font=&quot](85)- مجلة البحث العلمي 20 – 21 ص 124.[/font]
[font=&quot](86)- أنظره في الإتحاف ج 4 ص 262 ( مولاي عبد الرحمن بن زيدان – مطابع إديال –ط2/1990)[/font]
[font=&quot]ابن أبي القاسم الفجيجي في شرح بائيته ومحمد بن أحمد الصديق البرزوزي في لقط الفوائد … الخ.[/font]
[font=&quot]وكأني بالأستاذ المحقق محمد حجي يلخص هذه المكانة السامية في إشارته المكثفة الدالة التي تعتبره أهم تفسير في عصره (87) ومن معاني تلكم الشهادة أن هذا المختصر علا كعبه على سائر التفاسير التي ولدت في أيامه.[/font]
[font=&quot]منهجـــــــــــــه :[/font]
[font=&quot]ألمع القرطبي في مقدمة تفسيره إلى الخطوات المنهجية التي اتبعها، ويفرض المنطق على المترجم أن يحذو حذوه في مقدمته التي لم يصلنا منها إلا نتف لم تذكر من ذلك شيئا، مما سيدفعنا إلى تعقبها واستخراجها من المتن المتبقي ثم إفراغهــــــــــا فــــي الملاحظات التالية :[/font]
[font=&quot]* اعتماده على الأصل من جهة وتفسيري ابن عطية (88) والبيضاوي (89) من جهة ثانية جعله يختزل الإشارة إليهم بالرموز، فاستعمل (ش) الشارح القرطبي، و(ع) لابن عطية، و(ب) للبيضاوي.[/font]
[font=&quot]* يفصل بين الأصل وإضافته هو بالصيغة المشهورة عندهم (قلت)، ذلك بصورة مطردة حرصا منه على تمييز ما عنده عما عندهم.[/font]
[font=&quot]* يذكر معنى الآية بلفظ القرطبي نادرا، وبتصرف ينحو إلى الاختصار غالبا.[/font]
[font=&quot]* غالبا ما ينهي مداخلاته بقوله : ( والله أعلم).[/font]
[font=&quot]* يربط بين الآيات بعد الفراغ من تفسيرها بعبارة : ( تمت بحمد الله ويتلوها الآية …)[/font]
[font=&quot]* لا يغفل الآيات التي اعتبرها الأصل تكرارا بل يفسرها اعتمادا على ابن عطية والبيضاوي بصفة خاصة.[/font]
[font=&quot]* يتميز هذا التفسير بحسن الترتيب والتبويب، فيتدرج من شرح المعنى إلى اللغة والقراءات والإعراب، وهذا ما لا نجده في الأصل.[/font]
[font=&quot]----------------[/font]
[font=&quot](87)- الحركة الفكرية 1/141.[/font]
[font=&quot](88) يسمى : المحرر الوجيز في كتاب الله العزيز، وترجمته في ابن بشكوال – الصلة- القسم الثاني ص 386- الضبي: بغية الملتمس ص 389.[/font]
[font=&quot](89) القصد إلى تفسيره ( أنوار التنزيل وأسرار التأويل) وترجمته في الإعلام –5/110.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]* تتأرجح تدخلاته بين الإطناب والاقتضاب، والطول والقصر، والتعقيب والتراخي.[/font]
[font=&quot]* ينقل من مصادره باللفظ تارة وبالمعنى تارة وبهما معا تارة أخرى.[/font]
[font=&quot]* يغلب عليه – كسلفه – التفسير بالمأثور.[/font]
[font=&quot]* يدعم شروحاته باستشهادات من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والعلماء والشعر والأخبار …[/font]
[font=&quot]* يتصرف في الأحكام الفقهية حذفا واختصارا وزيادة ونادرا ما يحتفظ عليها كما هي في الأصل.[/font]
[font=&quot]* هذا ما استطعنا رصده فيما يتعلق بالطريقة المنهجية التي سار عليها في كتابه المتميز – علاوة على منهجه – بمادته وأساليبه وأدواته وملامحه ومصادره.. والمتميز بغزارة معلوماته وقدرته على تشكيل صورة صاحبه العلمية مثلما سنتبين الآن من إضافاته واستدراكاته.[/font]
[font=&quot]آراؤه ومواقفـــه من خلال تفسيره :[/font]
[font=&quot]رأيـه في صدقة التطوع :[/font]
[font=&quot]هذا الرأي سجله الهشتوكي في رحلته، ولم نظفر به فيما عندنا من أوراق، وإيراده دليل – يضاف إلى ما قبله – على شهرة هذا التفسير، إذ جرى النظر فيه مجرى التقاليد المحمودة، لم يله عنها أي رحالة أو زائر حط عصا تسياره بفجيج، والنص بتمامه : " وزرنا صالحي فجيج وعلماءها ، السيد عبد الجبار وأولاده وأصحابه، ودخلنا إلى خزانتهم العظيمة، وتبركنا بها، ورأينا فيها كتبا غريبة ، غير أنها لعدم من يعتني بها للاندثار قريبة، من جملتها: اختصار تفسير القرطبي لجدهم سيدي عبد الجبار في اثني عشر مجلدا متوسطة، فيها – والله أعلم – سبعة أجزاء بخط يده الكريمة. وفي بعض الأجزاء من هذا التفسير، أن صدقة التطوع لا تحرم على آله- صلى الله عليه وسلم- مطلقا، كانوا مضطرين إليها أم لا. وإذا قوبل هذا بقول خليل في مبحث الخصائص، وحرمة الصدقتين عليه وعلى آله كان في المسألة قولان (90).[/font]
[font=&quot]---------------------[/font]
[font=&quot](90)- هداية الملك العلام إلى بين الله الحرام ص 102.[/font]
[font=&quot]فانظر إلى الهشتوكي كيف اعترف ضمنيا بأن رأي الإمام جديد لم يخالط سمعه من قبل ![/font]
[font=&quot]رأيه في إظهار صدقة الفرض ( الزكاة) :[/font]
[font=&quot]قوله تعالى : إن تبدوا الصدقات فنعما هي (91).[/font]
[font=&quot]" الجمهور على أن الآية في صدقة التطوع لأن الإخفاء فيها أفضل … (ع) يشبه في زمننا أن يحسن التستر بصدقة الفرض، فقد كثر المانع لها، وصار إخراجها عرضة للرياء (92) قلت ( أي عبد الجبار) : " لا رياء في إظهارها لأنها من شعائر الإسلام التي علم إظهارها من الدين ضرورة، وقرينة الصلاة التي شدد الشارع على تاركها في الجماعة، حتى هم بحرق بيوت المتخلفين عن حضورها في الجماعة، مع ما في إخفائها في زمن التاركين لها من الإغراء على تركها، والذريعة إلى إماتتها، والإعانة على الإهانة بمنصبها. وأيضا فقد يكون إظهارها من أهل الخير داعية إلى انقياد التاركين لها إلى إخراجها؛ فإن النفوس مجبولة على الـتأسي بمن يقتدى به. والله أعلم".[/font]
[font=&quot]ليست هذه الإضافة استطرادا، ولا فائدة زائدة، ولا تتميما لها، لأن الغرض المبحوث عنه لم يحصل بما أورده القرطبي ، ولا ابن عطية، ولذا كان لابد من رأي شخصي، رأي مستمد من الواقع المعيش، رأي أشبه بفتوى في نازلة فجيجية.. وها هو أمامنا ينثر ومضاته على ظلماء ذلك الواقع المحلي الذي انحسرت فيه فريضة الزكاة انحسارا تحدث عنه الفقهاء والأدباء (93) ها هو أمامنا رأيا مسنودا بحجة شرعية، وقياس حسن، إنه رأي أصيل مستقل جاء يرفل في لغة سلسلة بليغة ومبلغة.[/font]
[font=&quot]رأيه في إعجاز القرآن :[/font]
[font=&quot]تشعبت الآراء في إعجاز القرآن بين قائلين بالصرفة ( إبراهيم النظام المتوفى 231 هـ) ومنكرين له جملة وتفصيلا ( ابن الراوندي المتوفى 293 هـ) ومقتنعين بإعجازه لذاته ولأنه كلام الله ( بندار الفارسي)، ومتمسكين بكونه معجزا بنظمه وتأليفه. وهذا[/font]
[font=&quot]------------------[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] (91)- سورة البقرة / الآية : 271[/font]
[font=&quot](92) – الجامع لأحكام القرآن : 3/215 – 216.[/font]
[font=&quot](93)- منهم الفقيه الأديب الشاعر عبد الرحمان السكوني في قصيدته التائية التي يحلل فيها المجتمع[/font]
[font=&quot]الفجيجي من منظوره[/font]
[font=&quot]رأي الجمهور، والمختار لدى القرطبي وعبد الجبار.[/font]
[font=&quot]قال القرطبي في باب؛ ذكر نكت من إعجاز القرآن (94):[/font]
[font=&quot]" ووجوه إعجاز القرآن الكريم عشرة، منها : النظم البديع المخالف لكل نظم معهود … قلت ( أي عبد الجبار) وفي الشفا للقاضي عياض أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ: " فاصدع بما تومر " (95) فسجد وقال : سجدت لفصاحته قال : وسمع الأصمعي كلام جارية ، فقال لها : قاتلك الله، ما أفصحك ! فقالت : أو بعد هذا فصاحة ؟! بعد قوله تعالى: وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، الآية (96) فجمع بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين، وهذا نوع من إعجازه (97) قال القرطبي: وذكر النظام والقدرية وجها آخر، وهو أن الإعجاز وقع بالمنع عن معارضته، والصرفة عن التحدي بمثله … قلت : وإلى فساد القول بالصرفة أشار أبو القاسم – رحمه الله – في عقيلته (98) بقوله :[/font]
[font=&quot]من قال صرفتهم مع حث نصرتهم وفر الدواعي فلم يستنصر النصــرا[/font]
[font=&quot]وكذا، لم يرد أن يعد ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات ، وبما لم يقع أنه سيقع ثم وقع على وفق خبره من الإعجاز، وإليه أشار بقوله:[/font]
[font=&quot]ومن يقل بعلوم الغيب معجــــــزة فلم تر أعينه عينا ولا أثـــــــــــــــرا[/font]
[font=&quot]إن الغيوب بإذن الله جاريــــــــــة مدى الزمان على سبل جرت ســورا[/font]
[font=&quot]وكذلك رد قول من يقول : كلفوا أن يأتوا بكلامه القديم فعجزوا. وأشار إليه بقوله:[/font]
[font=&quot]ومن يقل بكلام الله طالبهــــــــــم لم يحل في العلم لا وردا ولا صـدرا[/font]
[font=&quot]ما لا يطاق ففي تعيين كلفتــــــــه وجائز وقوعه عضلة البصــــــــــرا[/font]
[font=&quot]ثم أشار إلى ما عليه أهل السنة، وعلماء الأمة، من أن الإعجاز وقع بنظمه العجيب، وأسلوبه الغريب، فقال :[/font]
[font=&quot]لله در الذي تأليـــف معجـــــــزه والانتصار له قد أوضح الغــــــررا[/font]
[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](94)- الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 50-56.[/font]
[font=&quot](95)- سورة الحجر الآية 94.[/font]
[font=&quot](96)- سورة القصص الآية 6 وتمامها: " فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين" .[/font]
[font=&quot](97)- قارن بما في كتاب الشفاج 1 ص 262-263 ( دار الكتب العلمية بيروت).[/font]
[font=&quot](98)- عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد لناظم حرز الأماني ( أنظر التعليق رقم10 ).[/font]


[font=&quot]انتهــــى " .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]تتيح لنا هذه الشواهد أن نتأمل كيف عزف عبد الجبار عن استحضار آراء المشارقة الذين فرضوا أنفسهم كحقيقة واقعية تؤكدها مسيرة الرأي والاستشهاد عبر تاريخ الكتابة والمناظرة … وكيف تبنى رأي عياض وعززه برأي الشاطبي مؤكدا بذلك ارتباطه الأوثق بثقافة جهته، ومعرفا بآراء المغاربة في القضية.[/font]
[font=&quot]إننا ونحن نتدبر هذه النصوص لنشعر بضيق صدره بمذهب الصرفة حتى لقد عده فسادا تجب محاربته، قبل أن يجمع كل رأيه في تلكم العبارة المكتنزة الدالة : إن الإعجاز وقع بنظمه العجيب وأسلوبه الغريب. ويكرر أشباهها غير ما مرة في المختصر.[/font]
[font=&quot]رأيــــــه في الميـــزان :[/font]
[font=&quot]قوله تعالى : ونضع الموازين القسط ….(99).[/font]
[font=&quot]" قيل: إنه يدل بظاهره على أن لكل مكلف ميزانا … ويمكن أن يكون الميزان واحدا جاء بلفظ الجمع قلت: ولعله باعتبار الموزونات جمع ، والله أعلم (ش) وما قاله مجاهد وقتادة والضحاك من أن ذكر الميزان جاء مثلا ، ولا ثم ميزان وإنما هو العدل مردود بالذي صحت به الأخبار، وعليه السواد الأعظم من أن الميزان ثابت حقيقة لا مجازا (100). قلت : ولا حامل على المجاز مع صحة الحمل على الحقيقة، وكثرة القائلين بها. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]ولئن كان هذا الرأي يمشي في ركاب القرطبي ويحاذيه، فإنه مستقل عن موقف أستاذه قاسم العقباني، وكان اتصاله به أوثق وادعى إلى التأثر الذي تلبس به ابن مرزوق الحفيد، وهما معا أنكرا حقيقة الوزن الواقع في القرآن الكريم (101).[/font]
[font=&quot]* موقفه من الفئة المتخلفة من الصحابة عن أمر الفئتين المتناحرتين:[/font]

[font=&quot]-----------------[/font]
[font=&quot](99)- سورة الأنبياء – الآية 47.[/font]
[font=&quot](100)- الجامع لأحكام القرآن : 11/194-195.[/font]
[font=&quot](101)- أشار إلى هذا الموقف أحدهم على هامش المختصر الأيمن ، فكتب ما يلي : أنظر قول الشيخ ابن مرزوق وصاحبه سيدي قاسم العقباني في إنكار حقيقة الوزن الواقع في آي من القرآن، ونصه ( ولم يورد النص).[/font]

[font=&quot]هذا الموقف سجله في معرض تفسيره قول الله تعالى : (( وإن طائفتان من المومنين اقتتلوا ….(102) قلت: الفئة المتخلفة من الصحابة عن أمر الفئتين المقتتلين منهم غير ملومة عن تخلفها لطلبها السلامة بفرارها من الفتن، وعاتبها معاوية، وقبل علي منها عذرها. وهذه الفئة هي كالفرقة التي لم تنه عن الاصطياد المنهي عنه يوم السبت من بني إسرائيل، ولم تعد كفعل العادين ، فقيل : هلكت مع العادين، وهو الذي عليه عتاب معاوية سعدا وأصحابه، وقيل: نجت مع الناجية، وهو قول الجمهور، وعليه يأتي قبول علي – رضي الله عنه – ما اعتذر به المتخلفون له كسعد وابن عمرو وابن مسلمة من الصحابة – رضي الله عن الجميع – والله أعلم .[/font]
[font=&quot]استنباطاتـــه :[/font]
[font=&quot]ونكتفي بهذه المجموعة التي اخترناها مثالا لآرائه النبيهة ومواقفه السديدة لننتقل إلى استنباطاته من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وأقوال الصحابة والخلفاء والعلماء وأفعالهم…[/font]
[font=&quot]النمــوذج الأول :[/font]
[font=&quot]" … فممن قال الجد أب وحجب به الاخوة أبو بكر الصديق ولم يخالفه أحد من الصحابة في ذلك أيام حياته قلت : فيكون إجماعا سكوتيا … (103).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]النمـوذج الثانـي :[/font]
[font=&quot]قوله تعالى : (( ولا تقتلوا أنفسكم …)) (104).[/font]
[font=&quot]" … واحتج بها عمرو بن العاص حين ترك الغسل بالماء البارد وهو جنب في غزوة ذات السلاسل خوفا على نفسه منه، وقرره النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه أبو داود. قلت : وفي فعل عمرو بن العاص دليل لمن يقول من الأصوليين يجوز اجتهاد غير النبي في حياته - صلى الله عليه وسلم – والله أعلم (105).[/font]
[font=&quot]النمــوذج الثالث :[/font]
[font=&quot]"… قلت/ وفي قوله – صلى الله عليه وسلم -: أردنا أمرا وأراد الله غيره،[/font]
[font=&quot]-------------------[/font]
[font=&quot](102)- سورة الحجرات – الآية 9.[/font]
[font=&quot](103)- المنتخب من تفسير الإمام عبد الجبار ورقة 54/ب.[/font]
[font=&quot](104)- سورة النساء – الآية 29.[/font]
[font=&quot](105)- المنتخب - 74 ب[/font]
[font=&quot]جواز الاجتهاد للنبي عليه السلام، والمختار عند محققي الأصوليين جوازه ووقوعه، وهو مختار الآمدي وابن الحاجب، وفيه رفع الحكم به قبل العمل، وهو جائز أيضا، والله أعلم. (ش) وقيل : إن في هذا الحكم المردود نزل : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه (106) روي عن الحسن أن امرأة أتت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت: إن زوجي لطم وجهي ، فقال : بينكما القصاص، فأنزل الله تعالى : (( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه، قلت: وعلى ما ذكره الحسن يكون فيه دليل لمن يقول من الشافعية بمنع الاجتهاد في حقه- صلى الله عليه وسلم – والله أعلم (106).[/font]
[font=&quot]وهكذا أخذت استنباطاته تسترسل ويتسع نطاقها على عدة مستويات منبئة بمقاصد جليلة، كاشفة عن جودة في الفهم، وعمق في الإدراك، واستقلالية في الرأي، وتصرف في العلوم، ومشاركة في الاجتهاد، وستتضح أكثر فأكثر مع ما سيتعاقب من مداخلاته.[/font]
[font=&quot]موازناته بين الآراء :[/font]
[font=&quot]وكان يوازن بين الآراء المختلفة، ثم يحاول التوفيق بينها، أو ترجيح صالحها، بعد عرضها على محك الشرع مستلهما ما في الكتاب والسنة من برهان. ومتوسلا بأقوال العلماء الراسخين، والشواهد على ذلك كثيرة في تفسيره منها:[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى: (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)) (107) : ظاهر الآية ثبوت التفضيل بين الرسل … وما خرجته الأئمة الثقات من صحاح الأحاديث يقتضي عدم الجواز، وقد صح عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : لا تخيروا بين الأنبياء ولا تفضلوا بين أنبياء الله … واختلفوا في وجه الجمع بينهما فذهب قوم إلى أن الأحاديث وردت قبل نزول الآية، وقبل أن يعلم هو أنه سيد ولد آدم؛ لأن القرآن على هذا ناسخ للمنع من التفضيل، وقيد ابن قتيبة سيادته الخاصة به – صلى الله عليه وسلم – بيوم القيامة … وأراد بقوله : لا تخيروني على موسى، طريق التواضع… وقيل : إنما نهى عن ذلك لئلا يتخذ ذريعة إلى الجدال المؤدي إلى قلة احترام منصبهم العلي … (ش) وأحسن منه قول من قال : إن المنع من التفضيل راجع إلى النبوءة نفسها؛ لأنها[/font]
[font=&quot]-------------------[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] (106)- نفســـه – 77 ب[/font]
[font=&quot](107)- سورة البقرة – الآية 251.[/font]
[font=&quot]حقيقة واحدة لا تفاضل فيها، وإنما التفاضل في الأحوال والخصائص والكرامات والألطاف الإلهية قلت: والمعارف الربانية التي لا نهاية لها، ففي ذلك وقع التفاضل بين الأنبياء ، منهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات، وما أشار إليه الشيخ مثله للقاضي عياض في الشفا. والله سبحانه أعلم. وقال تعالى: (( ولقد فضلنا بعض النبيئين على بعض ))، وقال: فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل … قلت: وقوله : واصبر كما صبر أولو العزم.. يقتضي المغايرة بين المشبه والمشبه به لامتناع تشبيه الشيء بنفسه، وإنما أمر بالتأسي بهم في الصبر على البلايا والمحن لتقدم زمانهم وامتحانهم بذلك، وإن كان أفضلهم عند الله ، وأقربهم منه منزلة، وأكرمهم سيادة ، وأعمهم شفاعة، وأولهم قرعا لباب الجنة، وأزكاهم عند مليك مقتدر – صلى الله عليه وسلم -. (ع): القرآن يقتضي التفضيل وذلك في الجملة دون تعيين مفضول، وعلى هذا الأحاديث، كقوله –صلى الله عليه وسلم- : أنا أكرم ولد آدم على ربي، وقال : أنا سيد ولد آدم ، ولم يعين. وقال : لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى. فإذا كان هذا التوقيف لمحمد – صلى الله عليه وسلم – فغيره أحرى. قلت : قول الشيخ ما اخترناه أولى، وعضده بذكر الآيات التي تدل على تفضيل بعض الأنبياء على بعض (108) لم يتوارد مع اختيار القاضي على محل حتى يمكن الترجيح بين الاختيارين، بل ذكر أن تأويل ما اخبر به تعالى من تفضيل بعض الرسل على بعض راجع إلى الأحوال والخصائص والكرامات، وما ذكره النبي – صلى الله عليه وسلم – من النهي عن تفضيل بعضهم على بعض راجع إلى ماهية النبوة وحقيقتها، وتأويل القاضي صرف النهي في الأحاديث إلى تعيين المفضول، وإنما فيها دليل على جواز التفضيل بينهم في الزائد على الماهية والحقيقة من الأحوال وغيرها، وليس شيء، مما عضد به الشيخ اختياره ما فيه ذكر تعيين الفاضل والمفضول معا حتى يقوى دليله بما ذكره. والله أعلم.(ش) وكذلك القول في الصحابة – رضوان الله عليهم أجمعين – اشتركوا في الصحبة، وتباينوا في الفضائل .. قلت : وتفاوت منازل الصحابة بعد اشتراكهم في مزية الصحبة معلوم من الدين ضرورة، وقد أجمعوا على إمامة أبي بكر وأنه ما زال بعين الرضى والرضوان، وأنه أفضل الصحابة[/font]
[font=&quot]----------------[/font]
[font=&quot](108)- أنظر الآيات الأخرى التي عضد بها الشيخ القرطبي رأيه في جامعه : 3/172.[/font]
[font=&quot]كلهم، ثم عمر بعده، ثم تعارضت الظنون في عثمان وعلي، ثم بقية العشرة ثم أهل بيعة الرضوان ثم أهل بدر، وهذا مما لا اختلاف فيه.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : يقص الحق ، وهو خير الفاصلين (109).[/font]
[font=&quot]" أي يقص القصص الحق، وهي قراءة نافع وابن كثير وعاصم ومجاهد والأعرج وابن عباس، والباقون: يقض الحق، بالضاد المعجمة قلت : القراءتان موافقتان المصحف، الأولى تحقيقا والثانية تقديرا، ويقوي الثانية أن قبلها : إن الحكم إلا لله وبعدها: وهو خير الفاصلين . والفصل : القضاء.[/font]
[font=&quot]تلك بعض مظاهر الاختلاف في الرأي مما يمكن استشفافه من موازناته وهي مستشرية في ألفاف تفسيره حيث تتسق جميعها في رؤية ذكية تخضع للتريث والمراجعة لتمثل أحد أرقى أجنحة الأصالة والجدة في فكره.[/font]
[font=&quot]استدراكاته وانتقاداته :[/font]
[font=&quot]وتمثل أحد المظاهر الراقية الأخرى في أصالة تفكيره، لأنها تفتح الباب لظهور شخصيته العلمية، وتنقل إلى القارئ مقاصد الأصل ومقاصد الفرع مبينة – بعد حوار هادئ معلل – أصوبهما وأسرعهما لحوقا بعقله ثم تدع له فرصة الاختيار. وقد أتت هذه[/font]
[font=&quot]النقديات في أشكال متنوعة نميزها من خلال هذه العينات:[/font]
[font=&quot]*أ* ما جاء منها في شكل تساؤل :[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( وأخذ برأس أخيه يجره إليه (110).[/font]
[font=&quot]" وللعلماء في أخذ موسى برأس أخيه أربعة تأويلات : الأول : أن ذلك كان متعارفا عندهم … الثاني : أن ذلك إنما كان ليسر إليه نزول الألواح عليه: لأنها نزلت عليه في هذه المناجاة وأراد أن يخفيها على بني إسرائيل. قلت : فيقال على هذا التأويل: ما الحكمة في إرادة موسى إخفاء الألواح على بني إسرائيل قبل التوراة؟ والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه)) (111)[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]-----------------[/font]
[font=&quot](109)- سورة الأنعام – الآية 58.[/font]
[font=&quot](110)- سورة الأعراف – الآية 150.[/font]
[font=&quot](111)- نفس السورة – الآية 58.[/font]

[font=&quot]" قال القاضي عياض : قد يجمع بين هذا بأن يقال اختص بعث نوح لأهل الأرض- كما قال في الحديث- كافة كنبينا عليه السلام …" (112) قلت : كيف يصح حمل بعث نوح على العموم وهو من خصائص بعث نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – كما صح في الحديث. والله أعلم؟ ![/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين(113) .[/font]
[font=&quot]" … وقيل : إن الدود كان يتناول بدنه، فصبر حتى تناولت دودة لسانه، وأخرى قلبه، فقال : مسني الضر، لاشتغاله عن ذكر الله، ابن العربي : وما أحسن هذا لو كان له سند ! قلت : وكيف يحسن هذا مع أن إصابة سويداء القلب فيه ذهاب النفس عادة؟ ! والله اعلم ![/font]
[font=&quot]ما أبلغه من سؤال إنكاري ! إني لألمس فيه فصاحة تفوق فصاحة ألف اعتراض ![/font]
[font=&quot]* ب* التصويبات المعللة[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( الحق من ربك فلا تكونن من الممترين )) (114)[/font]
[font=&quot]أي من الشاكين، يقال : امترى فلان، إذا اعترضه اليقين مرة والشك أخرى فدافع إحداهما بالأخرى، ومنه المراء: لأن كل واحد يشك في قول الآخر. قلت : قوله إذا اعترضه اليقين مرة والشك أخرى ليس بجيد لأن حقيقة الشك تردد العقل بين أمرين ترددا متساوي الطرفين لا أحدهما يقين والآخر شك، كما يظهر من عبارته، لأن اليقين جزم فلا يكون جزءا للشك. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( فلا تخشوهم واخشوني … )) (115).[/font]
[font=&quot]" الخشية : الطمأنينة في القلب تبعث على التقوى، والخوف فزع القلب تخف له الأعضاء، وبالخفة سمي خوفا، قلت: الخفة من الثلاثي المضعف، والخوف من الثلاثي[/font]
[font=&quot]--------------------[/font]
[font=&quot](112)- الجامع لأحكام القرآن 7/148.[/font]
[font=&quot](113)- سورة الأنبياء – الآية :[/font]
[font=&quot](114)- سورة البقرة – الآية 147.[/font]
[font=&quot](115)- سورة البقرة – الآية 150[/font]


[font=&quot]الأجوف ، فلا يحسن أخذ إحدى المادتين من الأخرى، والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( إذ قال له ربه أسلم …)) (116)[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]" … من آمن بالله، فقد استسلم وانقاد : وليس كل من أسلم آمن لأنه قد يظهر خلاف ما أبطن خوفا من السيف، خلافا للقدرية والخوارج فقالوا بترادفهما؛ لقوله تعالى: (( إن الدين عند الله الإسلام)) قلت: لا دليل فيه لأن التقدير، لا دين مرضي عند الله سوى الإسلام الشرعي، وهو التوحيد والتدين بالشرع، أما العري عن الإيمان بالله فليس بنافع لقوله تعالى : (( قالت الأعراب آمنا …)) ، الآية، فأخبر تعالى بأن ليس كل من اسلم مؤمنا.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه … (117).[/font]
[font=&quot]" … ويقرأ بالنصب من غير تنوين هنا وفي إبراهيم : لا بيع فيه ولا خلال، وفي الطور لا لغو فيه ولا تأثيم..فلا مع الاسم المنفي بمنزلة اسم واحد، قلت: وهو مركب تركيبة خمسة عشر، وهو مذهب سيبويه (ش): مبتدأ ( أي بيع) والخبر: فيه ، ثم إن شئت جعلته صفة ليوم. قلت: ولا يمكن غيرها، ولم يعربه العكبري إلا صفة. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يوتون الناس نقيرا (118).[/font]
[font=&quot]" … فإذا حرف ينصب الفعل إذا اعتمد عليه، وقد يلغى في مواضع، وليس نونها تنوينا، وقد ألغيت هنا لدخول الفاء العاطفة عليها … وزعم الفراء أن نونها نون تنوين وتكتب بالألف، وعند المبرد تكتب بالنون لأنها مثل لدن وأن، ولا يدخل التنوين في الحروف، حتى قال المبرد: أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذا بالألف. قلت : وهذا في غير المصحف، وأما في المصحف فأجمعوا على كتبه بالألفـ ولعل ذلك الذي حمل الفراء على كتبه في الأدب بالألف، وهو الصواب، والله أعلم؛ لأن معنى الواقع في المصحف هو معنى الواقع في كلام العرب، ولا أدري أقوى وأولى من كتبة المصحف الكريم. والله يعلم المفسد من المصلح .[/font]
[font=&quot]--------------------[/font]
[font=&quot](116)- نفس السورة – الآية 131.[/font]
[font=&quot](117)- سورة البقرة – الآية 252.[/font]
[font=&quot](118)- سورة النساء – الآية 50.[/font]
[font=&quot]ونذر باقي التدخلات المقتضبة تناشد من يبعثها من مرقدها، لننصرف إلى صنف آخر يتميز بطول نفسه، وينهض – أكثر من سابقه – دليلا على شخصية صاحبنا العلمية التي برزت من خلال سمات متنوعة منها: تعميق مبدأ الاختلاف، والملاحظات الدقيقة النبيهة، والتعليلات الطريفة الذكية، وإطالة الجدل والتحليل، والاحتكام إلى البرهان والحجة، واستحضار الشواهد المبينة، والمصطلحات الدقيقة الدالة، واحترام الأمانة العلمية، والتماس العذر للمنقود على انحراف في فهم أو خطأ في تفسير، وتبرير هفواته أو صرفها إلى وجوه جائزة… وهلم جرا إلى ما سنحاول تأكيده في هذه الأمثلة:[/font]
[font=&quot]النقـــد المفســــر:[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما )) (119).[/font]
[font=&quot]" والذي أقول: إنه قد جاءت فيها – أي في الكبائر – أحاديث كثيرة صحاح وحسان لم يقصد بها الحصر، ولكن بعضها أكبر من بعض بالنسبة إلى ما يكثر ضرره، فالشرك أكبر ذلك كله …." ثم ذكر القرطبي اليأس والقنوط والأمن من مكر الله، والقتل فاللواط، فالزنى. والخمر، وترك الصلاة والأذان، وشهادة الزور، ثم قال : إلى غير ذلك مما هو بين الضرر… فهذا يربط لك هذا الباب ويضبطه. والله أعلم. قلت: وقد أجاد (ش) وأحسن في توجيه ما رتبه من الكبائر وتفاوت مراتبها على تفاوت مفاسدها ، وإن كان لم يستوعب عدد جميع ما نصوا عليه ، ولا ذكر ضابطا كليا يرجع إليه، سوى ما ذكر لترتيب أوجهها؛ لأنه بقي من الكبائر أبعاض لم يبين كيفية ترتيبها بينها وبين ما رتب، ولا كيفية ترتيبها بينها على الوجه الذي ذكره. وقد ضبطها أبو المعالي بقوله : كل جريمة تؤذن بقلة اكتراث مرتكبها بالدين ورقة الديانة، فدخل في ذلك ما ذكره (ش) وما لم يذكره. ومما لم يذكره: السرقة لأنها سبب في قطع جارحة كانت ثمينة حيث كانت أمينة، فلما خانت هانت. ومنه الغصب للوعيد الوارد فيه لعظم ضرره في الوجود. ومنه القذف بالزنى واللواط للوعيد فيه وخسة شناعته ورداءته حتى عد من الموبقات. ومنه النميمة لقوله –صلى الله عليه وسلم -: لا يدخل الجنة نمام. ومنه الغيبة للوعيد الوارد[/font]
[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](119)- سورة النساء – الآية 31.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]فيها، ولما فيها من هتك الأعراض المصونة شرعا؛ لقوله – صلى الله عليه وسلم - : ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام. ومنه اليمين الفاجرة لما جاء من إيجاب الله لصاحبها النار وتحريمه إياه الجنة. ومنه قطيعة الرحم؛ لقوله تعالى : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض.. الآية، وقوله – صلى الله عليه وسلم – لا يدخل الجنة قاطع رحم…[/font]
[font=&quot]وعلى هذا النحو الرشيد السديد من التعليل والاحتجاج مضى عبد الجبار يذكر : أكل مال اليتيم .. والكذب على رسول الله متعمدا .. وضرب المسلم بغير حق.. وسب الصحابة.. وكتمان الشهادة .. والرشوة .. والقيادة .. والدياثة .. والسحر.. والمحاربة.. وأكل الربا.. ثم قال : قلت : وهذه المعدودات كلها تؤذن بقلة اكتراث مرتكبها بالدين ورقة الديانة، فهي داخلة في ذلك الضابط الكلي فينبغي أن يبين (ش) مراتبها في الفساد والضرر، ويذكر وجه تفاوتها في الكبر بالنسبة والإضافة كما فعل فيما ذكر. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) (120).[/font]
[font=&quot]اختلف الناس في جواز تكليف ما لا يطاق في الأحكام التي هي في الدنيا، بعد اتفاقهم على أنه ليس واقعا في الشرع، وأن هذه الآية آذنت بعدمه، قال أبو الحسن الأشعري وجماعة من المتكلمين: تكليف ما لا يطاق جائز عقلا، ولا يخرم ذلك شيئا من عقائد الشرع … واختلف القائلون بجوازه، هل وقع في رسالة محمد – صلى الله عليه وسلم – أو لا؟ فقالت فرقة : وقعت في نازلة أبي لهب؛ لأنه كلفه بالإيمان بجملة الشريعة ، ومن جملتها أنه لا يؤمن؛ لأنه حكم عليه بتب اليدين وصلي النار، وذلك مؤذن بأنه لا يؤمن، فقد كلفه بأن يؤمن بأنه لا يؤمن. وقالت فرقة: لم يقع قط. وقد حكي الإجماع على ذلك ..[/font]
[font=&quot]ترى ما الذي أضافه المترجم في هذه المسألة ؟[/font]
[font=&quot]يقول مستعملا تعبيرهم المشهور، قلت : في نقل الشيخ هذه المسألة قلق لأنه حكى أولا الخلاف في جوازه، والاتفاق على عدم وقوعه ، ثم قال في أثناء كلامه: وعلى جوازه ففي وقوعه في الشريعة خلاف. وأقول : وتنقيح مناط المسألة أن الخلاف[/font]
[font=&quot]--------------------[/font]
[font=&quot](120)- سورة البقرة – الآية 286.[/font]
[font=&quot]واقع في الجواز وفي الوقوع. أما الجواز فقيل: جائز مطلقا. ومنعه الشيخ أبو حامد الغزالي، وابن دقيق العيد، وأكثر المعتزلة مطلقا، ومنع معتزلة بغداد والآمدي المحال لذاته، ومنع إمام الحرمين كونه مطلوبا لا ورود صيغة الطلب. وهذا الخلاف كله مقيد بما ليس ممتنعا بالتعلق بالعلم بعدم وقوعه، فإنه وقع التكليف به اتفاقا لأنه تعالى كلف الثقلين بالإيمان مع علمه بأن أكثرهم لا يؤمنون، وهذا تحرير القول في الجواز. وأما الوقوع، فقيل: واقع مطلقا، وقيل: لا مطلقا، حكاه الإمام في الشامل عن الجمهور. القول الثالث : التفصيل بين الممتنع لذاته كقلب الحجر ذهبا مع بقاء الحجرية فيمتنع، والممتنع لغيره وهو الممتنع عادة كالمشي على الماء، والصعود إلى السماء، فيجوز . والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (وعلمناه صنعة لبوس لكم ليحصنكم من بأسكم …)) (121).[/font]
[font=&quot]هذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب، وهو قول أهل العقول والألباب، لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شرع للضعفاء. هذا قول القرطبي، ولنصغ إلى عبد الجبار كيف سيرد عليه بهدوئه وأدبه المعهودين.[/font]
[font=&quot]قلت : وما نسبه الشيخ للجهلة الأغبياء هو أحد المذاهب الثلاثة للعلماء من أهل السنة، وفي جمع الجوامع لابن السبكي – رحمه الله - : ورجح قوم التوكل وآخرون الاكتساب والثالث الاختلاف باختلاف الناس، وهو المختار، ومن ثم قيل: إرادتك التجريد مع داعية الأسباب شهوة خفية، وسلوك الأسباب مع داعية التجريد انحطاط عن الذروة العلية قال العراقي : فمن رجح التوكل قال : هو حال النبي – صلى الله عليه وسلم- وحال أهل الصفة، ومن رجح الاكتساب اعتمد على ما في البخاري أنه – صلى الله عليه وسلم – قال : ما أكل أحد طعاما قط أطيب مما كسبت يده .. وفيه مرفوعا أن داود – عليه السلام – كان لا يأكل إلا من عمل يده . قال بعضهم : التوكل حاله والكسب سنته، فمن ضعف عن حاله فليسلك سنته .. إلى آخر ما نقل في المعنى من جمع الجوامع.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( إن الدين عند الله الإسلام )) (122).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]-------------------[/font]
[font=&quot](121)- سورة الأنبياء – الآية 79.[/font]
[font=&quot](122)- سورة آل عمران – الآية 19.[/font]



[font=&quot]" … والأصل في مسمى الإيمان والإسلام التغاير كما في حديث جبريل، وقد يترادفان كما هو في حديث وفد عبد القيس، وقد يتداخلان بحيث إذا أطلق أحدهما أريد به مسماه ومسمى الآخر كما في هذه الآية لدخول التصديق والأعمال فيها، ومنه قوله – عليه السلام – الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان، أخرجه ابن ماجة.[/font]
[font=&quot]وإليك ما عقب به الإمام عبد الجبار على كلام القرطبي:[/font]
[font=&quot]قلت: الأصل تغايرهما كما في حديث جبريل لما سأل النبي- صلى الله عليه وسلم – عن الإيمان فقال له : أن تؤمن بالله … الحديث، وسأله عن الإسلام فقال: أن تعبد الله، وفي رواية أن تشهد ألا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة … إلى آخره . والسؤال في هذا الحديث إنما هو عن الحقيقة؛ لقوله في السؤال : ما الإسلام؟ لأن السؤال بما لا يكون إلا عن الحقيقة، فيتعين ما أجابه به من قوله: أن تشهد … إلى آخره أن يكون حدا لأن المقول في جواب ما إنما هو حد، ولا يقال قول جبريل له – صلى الله عليه وسلم-: صدقت، يمنع أن يكون حدا، لأن الحد لا يقبل التصديق، لأنه يقال: إنما لا يقبل التصديق إذا قصد به التعريف، وإما إن قصد به أن الذات محكوم عليها بالحيوانية الناطقية، فهي دعوى وخبر فيقبل التصديق. ولعل جبريل – عليه السلام – راعى هذا المعنى، أو يكون قوله : صدقت سلمت، والحد يقبل التسليم. وحاصله أن حقيقتي الإيمان والإسلام متغايرتان لأن الإيمان اسم للتصديق القلبي، والإسلام اسم لفعل الأركان الخمس ( كذا) فتباينا لغة كما ذكره (ش) عن الجمهور. وأما قوله: وقد يترادفان كما في حديث وفد عبد القيس، فلا دليل فيه على الترادف، لأن حقيقة الترادف اتحاد المعنى دون اللفظ كالإنسان والبشر، وإنما حديث الوفد من باب الحقيقة والمجاز، كما أشار إليه الأبي في شرحه لمسلم. إن إطلاق النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث الوفد الإيمان على الإسلام توسع؛ فهو إذا من باب الحقيقة والمجاز لا من باب المترادف، اللهم إن أطلق الترادف على المجاز مجازا فهو بعيد. والله أعلم. وأما حقيقتهما شرعا: فالإيمان التصديق بالقلب مع النطق بالشهادتين من القادر، وهل النطق شطر؟ وحكي عن أكثر السلف، أو شرط؟ وهو قول المتكلمين، والإسلام أعمال الجوارح كما فسره النبي – صلى الله عليه وسلم – ولكن لا يعتد به إلا مع الإيمان، ولم يختلفوا فيه. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء…)) (123).[/font]
[font=&quot]" (ش): نزلت في رحمان اليمامة، والأسود العنسي، وسجاح زوج مسيلمة، كلهم تنبأ وزعم أنه أوحي إليه … ومن هذا النمط من أعرض عن الفقه والسنن وما كان عليه السلف فيقول: وقع في خاطري كذا فيحكم به ويزعم أن ذلك لصفاء قلبه: وخلوه عن الأغيار، فتتجلى له العلوم الإلهية، والحقائق الربانية، فيقف بزعمه على أسرار الكليات وأحكام الجزئيات ، فيستغني بذلك عن أحكام الشرعيات، ويزعم أن الأحكام الشرعية إنما يحكم بها على العامة الأغبياء، وأما الأولياء وأهل الخصوص، فلا يحتاجون إلى تلك النصوص، ومن عوار كلامهم: استفت قلبك وإن أفتاك المفتون، ومما استدلوا به على فاسد رأيهم ما روي عن الخضر أنه استغنى بما تجلى له من تلك العلوم عما عند موسى، وهذا القول زندقة وكفر يقتل صاحبه ولا يستتاب لما فيه من إثبات النبوة بعد نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم -.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويأتي عبد الجبار ليقدم بعض الإضاءات حول هذا النص، قلت: وهذا الذي يقع في القلوب يسمى إلهاما وليس عند كافة أهل العلم بحجة، واحتج به بعض المتوغلة من الصوفية وبعض الجبرية ورأوه حجة كالوحي، وتعلقوا بقوله تعالى : (( فألهمها فجورها وتقواها))، وبقوله عليه السلام: اتقوا فراسة المومن فإنه ينظر بنور الله، وبقوله – صلى الله عليه وسلم - : الإثم ما حاك في قلبك فدعه وإن أفتاك الناس وأفتوك . قال العراقي: ولا حجة في شيء من ذلك لأنه ليس المراد الإيقاع في القلب بلا دليل، بل الهداية إلى الحق بالدليل كما قال علي – رضي الله عنه – إلا أن يؤتي الله عبدا فهما في كتابه، والله يعلم المفسد من المصلح، ويعلمه أهل الحق بأدلة الشرع العزيز إذ لا حكم دون الشريعة. انتهى.[/font]

[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](123)- سورة الأنعام – الآية 94.[/font]



[font=&quot]نعم، انتهى، ولكن استدراكاته وانتقاداته لم تنفد. إنها هنا تؤذن بتوقد ذكائه، وسعة حافظته، وفصاحة لسانه وانسياب يراعه،بحثا عن حقيقة بديلة ينبري لها فيجليها بالتأويل، والتحليل النقدي، واستشارة المصادر … وأحسن نتيجة ترتبت عن كل هذا هي تزايد ثقتنا في تفسيره حتى غدونا نتأسف لعدم بلورة جهده الجبار المشكور في تفسير خاص به بدل اللجوء إلى الاختصار![/font]
[font=&quot]وهناك تدخلات نقدية أخرى تتدفق تدفقا سريعا ثم تقدم نفسها في شكل نتيجة أو خلاصة غير مؤيدة ببرهان، ولا مطعمة بنقاش وقد تكون عصارة رأي عالم محقق. أو حصيلة مذهب متبع ومنها :[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( ولا تبطلوا أعمالكم)) (124) أي ثواب أعمالكم بالمعاصي، قاله الحسن … وفيه إشارة إلى أن الكبائر تحبط الطاعات والمعاصي تخرج عن الإيمان. قلت: وهذه الإشارة تخالف ما عليه أهل السنة من أن الذنوب لا يكفر بها أحد من المسلمين. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد)) (125) عكرمة هو باب من أبواب جهنم عليه من الخزنة أربع مائة ألف سود. قلت : ومثل هذا لا يقال بالرأي.[/font]
[font=&quot]ولهذه الإشارة – على اقتضابها- دور مهم في تبيان طريقته في التفسير، وموقفه من بعض الأقاويل التي يستاف منها روائح الإسرائيليات لكنه لم يلتزم بها في سائر المختصر.[/font]
[font=&quot]* " … فمعاصي الأنبياء مغفورة، ولكن قد يجري تمحيص زجرا عن المعاودة. قلت : مذهب المحققين كالشهرستاني والقاضي أن الأنبياء معصومون من الكبائر إجماعا ومن الصغائر تحقيقا، ولو سهوا. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* " … وسكوته – أي هارون عليه السلام – عن بني إسرائيل خوفا أن يتحاربوا ويتفرقوا. قلت: بل سكوت هارون خوفا على نفسه لا خوفا من المحاربة والتفرق. والله أعلم… إلخ.[/font]
[font=&quot]--------------------[/font]
[font=&quot](124)- سورة محمد – الآية 34.[/font]
[font=&quot](125)- سورة المؤمنون – الآية 78[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]النقـــد السلوكــي :[/font]
[font=&quot]وهذا النوع من النقد يكشف عن باطن الإمام عبد الجبار، إنه إحدى واجهاته المضيئة في الدين والدنيا، ومحمود الآداب والشمائل، تدلك على انشداده المكين إلى المنبع الصافي. والمنهل العذب الرائق: القرآن الكريم والسنة المطهرة، وتسعى إلى إقامة البرهان على اشتداده ضد أهل الأهواء والبدع، بل وتدعوك إلى التأسي به، ومحاسبة نفسك قبل أن تقول قولا أو تفعل فعلا، فإن أخطأت أو سهوت قال : أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم، وهاك البينة بإيجاز.[/font]
[font=&quot]* (ش)، قال علماؤنا – رحمة الله عليهم – وفي فعل عثمان-رضي الله عنه- (أي تحريق المصاحف حين جمع القرآن) رد على الحلولية والحشوية القائلين بقدم الحروف والأصوات … وأن العبد إذا قرأ كلام الله تعالى فعل كلاما لله قديما، وكذلك إذا نحت حروفا من الآجر والخشب… إلى آخر ما حرره القرطبي في الرد عليهم (126).[/font]
[font=&quot]وبوقاره المعهود استل المترجم قلمه وخط ما يلي :[/font]
[font=&quot]قلت : قد أطال الشيخ مع هؤلاء الكلام والاحتجاج في شيء لا طائل تحته، بل تمجه الأسماع، وتنفر منه الطباع، وتقطع بمجانة قائله لأول وهلة العقول والنقول والإجماع، وتجل الأوراق و الأنقاس والأقلام أن يسطر ما بها عاقل في كتاب، أو يمضمض فاه بذكرها أو يفحمهم بجواب، بل يضرب الذكر صفحا عن مخاطبة الحمقى، ويعرض ازدراء عن نقض غزل الخرقا، والله يدعو إلى دار السلام، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.[/font]
[font=&quot]وكأني بعبد الجبار يعاتب القرطبي لإحيائه مثل هذه الانحرافات الكلامية، ويدعو العلماء إلى إبقائها تحت أرماسها لئلا يتلطخ بها الفكر الإسلامي إن أعطيت لها فرص الظهور ![/font]
[font=&quot]* (ش)، وقيل: كل الأنبياء أو لو العزم إلا يونس بن متى، ألا ترى أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى أن يكون مثله لخفة وعجلة ظهرت عليه حين ولى مغاضبا لقومه؛ فابتلاه الله بثلاث: سلط عليه العمالقة حتى أغاروا على أهله وماله، وسلط الذئب[/font]
[font=&quot]-----------------[/font]
[font=&quot](126) – انظر تفاصيل ذلك في جامع أحكام القرآن : 1/41-40.[/font]
[font=&quot]على ولده فأكله، وسلط عليه الحوت فابتلعه ، قاله أبو القاسم الحكيم.[/font]
[font=&quot]وهذا الكلام - أيضا - تبرأ منه عبد الجبار لسبب يذكره في تعليقه[/font]
[font=&quot]قلت: وفي هذا القول من المغمز ما يتحاماه الجنان، ويتحاشاه اللسان، كيف؟ ! وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب . والإجماع على أن درجة الأنبياء كلهم أرفع درجات سائر الناس، ثم التفضيل الوارد بينهم إنما هو فيما زاد على ذلك من المقامات والتخصيصات، قال تعالى : (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات)). وهذا لا غبار عليه، وانظر الشفا للقاضي عياض في قصة يونس تجد ما فيه للنفوس مقنع. وللأوهام مقمع . والله أعلم .[/font]
[font=&quot]وفي جهات أخرى من مختصره نجده يلتمس العذر لصاحب الأصل فيما يراه انحرافا عن القصد، أو خطأ صراحا كما نجده يترفق في العتاب أو يتساءل عن سر الوهم تساؤلا رقيقا من ذلك:[/font]
[font=&quot]* (ش) قوله تعالى : (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريئة )) (127).[/font]
[font=&quot]وقد استدل بقراءة الهمز من فضل بني آدم على الملائكة.[/font]
[font=&quot]ولما كان كلام الشارح في نظر عبد الجبار فارغا من أي محتوى يوجهه إليه ، لم يجد أمامه إلا أن يعقب بما يلي : قلت: ولعل الاستدلال بقراءة الهمزة على التفضيل المذكور تصحيف من الناسخ (128) أو وهم من المؤلف- رحمه الله – كما تقدم عن القاضي في قوله : والبريئة جميع الخلائق لأن الله تعالى برأهم أي خلقهم ، والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه … )) (129).[/font]
[font=&quot]"… ابن مسعود: الكبائر ما نهى الله عنه في هذه السورة ( أي النساء) إلى رأس ثلاث وستين آية (130) لقوله : إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه … الآية . قلت:[/font]
[font=&quot]------------------[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] (127)- سورة البينة – الآية 7.[/font]
[font=&quot](128)- ليس ذلك تصحيفا من الناسخ بل هو ثابت في الأصل المطبوع ( جامع ..ج 20/98) .[/font]
[font=&quot](129)- سورة النساء – الآية 31.[/font]
[font=&quot](130)- في الأصل المطبوع : " الكبائر ما نهى الله عنه في هذه السورة إلى ثلاث وثلاثين آية"- (الجامع: 5/31).[/font]


[font=&quot]ولعل هذا تصحيف من الكتاب لأن : إن تجتنبوا هي راس الثلاثين في العد المدني الآخر. وبه عدد المصاحف المغربية. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]ويلتحق بهذا المجال السلوكي تواضعه الجم الذي تحس به من خلال كلامه، وأمانته العلمية الدقيقة التي تتجلى في إسناد كل منقول إلى أعيانه ومصادره، وتنبيه من يتغافل عن ذلك وإقرار فضل السبق لمن هو أهله مثلما فعل مع أحد ردود البيضاوي ، فقال: قلت: وما رد به (ب) هذا القول سبقه إليه الزجاج فيما حكاه عنه النحاس ونصه: قال النحاس: سمعت الزجاج يقول، وقد ذكر له قول الأخفش والكسائي أن الصابون معطوف على الضمير في الذين هادوا، وهذا خطأ من وجهين، أحدهما أن المضمور المرفوع يقبح العطف عليه حتى يؤكد، والثاني أن المعطوف شريك المعطوف عليه، فيصير المعنى أن الصابون قد دخلوا في اليهودية. والله أعلم (131).[/font]
[font=&quot]ومن ملاحظاته السلوكية الدقيقة أنه استقبح من سلفه ابن عطية إيراد كلمة (أسود) ليزن بها كلمة ( أحمد) وذلك في معرض قوله تعالى : (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)) (132) ونصه : " وأحمد فعل سمي به، ويحتمل أن يكون أفعل كأسود. قلت : والأولى للقاضي أن يمثل بأفضل وأحسن، والله أعلم. فلا فض فوك يا شيخنا عبد الجبار! ورحمك الله رحمة واسعة. ولم يقبل منه عبارته في قوله تعالى : ((… غير أولي الإربة من الرجال)) (133) وهي : " ولا همة ينتبه بها إلى أمر النساء" لأنه وجدها غير دقيقة في التعبير عن المعنى فالهمة قد تنبعث وتحيا، ولذلك اقترح تغييرها قلت : وأقرب من هذا أن يقال: من لا أرب له في النساء.[/font]
[font=&quot]بل إنه رفض من القرطبي كلمة واحدة استعملها في غير موضعها، وهاك بيانها:[/font]
[font=&quot]قوله تعالى : (( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم))(134).[/font]
[font=&quot]-------------------[/font]
[font=&quot](131)- هذا التعليق جاء عند قوله تعالى : (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابون : المائدة – الآية 71 ) ونص البيضاوي: ولا يجوز عطفه على محل إن واسمها لأنه مشروط بالفراغ من الخبر إذ لو عطف عليه قبله لكان الخبر خبر المبتدأ وخبر إن معا فيجتمع عليه عاملان، ولا على الضمير في هادوا لعدم التأكيد والفصل ولأنه يوجب كون الصابون هودا" .[/font]
[font=&quot](132)- سورة الصف – الآية 6.[/font]
[font=&quot](133)- سورة النور – الآية: 31.[/font]
[font=&quot](134)- سورة آل عمران – الآية 89.[/font]

[font=&quot](ش): وهو عندي في اليهود لن تقبل توبتهم مشكل مع قوله: وهو الذي يقبل التوبة.[/font]
[font=&quot]قلت: وفي تعبيره بالإشكال غلط إذ لا إشكال في القرآن العظيم المنزل بلسان عربي مبين، فكل ما ظهر من التعارض كالآيتين أمكن جمعه بحسن التأويل والتدبر. أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا أي يتأملون معانيه، ويتبصرون ما فيه ويستحيل عن كلام مولانا التناقض واختلاف معانيه، بل كل ما فيه إما محكم متقن وإما متشابه مؤول، والآيتان من قبيل ما يقبل بالتأويل، وقد أول: لن تقبل توبتهم كما ذكره (ش) بأن المعنى لن تقبل توبتهم عند الموت واستحسنه النحاس،قلت : فهو عنده من قبيل تقييد المطلق …[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن تمام سلوكه القويم، وتشبثه بالهدي المستقيم، تنديده بالتطرف في فهم الشرع، وتشنيعه على المتشددين في توجيه أحكامه، ودعوته للأخذ بالرخص الشرعية ما أمكن، ومما يتجلى فيه ذلك انتقاده للماوردي الذي يقول إن المراد بقوله تعالى : ((وآتاهم تقواهم )) (135) هو ترك الرخص والأخذ بالعرائم.[/font]
[font=&quot]قلت: وفي الرخص الشرعية الرفق بالضعفاء، والتوسعة في الدين، وما جعل عليكم في الدين من حرج، وفيما يجري على الألسنة من أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. والله أعلم.[/font]
[font=&quot]ولما قال داود في مسألة المسح على الخفين: إن المراد بالطهارة هو الطاهرة من النجاسة فقط (136) احتج عليه بمقولة بالغة في الصراحة ونصها قلت : وهذا غلو في الدين بما لا سلف له فيه ![/font]
[font=&quot]إن انتقاداته السلوكية هذه لتكشف عن سريرة نقية طاهرة، وشخصية علمية متواضعة أمينة ورعة معتدلة، وتلك صفات منحته قوة التعايش مع مجتمع جاف غليظ، وقوة الـتأثير فيه حتى غدا الجميع رهن طاعته وإشارته.[/font]

[font=&quot]-----------------[/font]
[font=&quot](135) - سورة محمد – الآية : 18.[/font]
[font=&quot](136) - الجامع لأحكام … ج 6/68.[/font]


[font=&quot]ثقافتـــه من خلال المختصر :[/font]
[font=&quot]نستطيع أن ندرك حجم ثقافته من مجموع مداخلاته واستدراكاته وانتقاداته وإضافاته السابقة، وتكاد – جميعها – تقول لنا إنه هضم سائر المعارف وبرع فيها، غير أن الاستشهادات الإضافية قد تلعب دور المؤكد في هذا المقام، وتفصح عن ثقافة المترجم تمام الإفصاح لا سيما إن استظلت بأفنان حسن التبويب لمختلف الحقول المعرفية ، التي – وإن لم نقدر على الإحاطة به بشكل شمولي – لا يفوتنا منها ما يبلغنا المقصد والهدف.[/font]
[font=&quot]* علـــوم القـــرآن :[/font]
[font=&quot]ويندرج تحتها فروع عديدة منها القراءات التي هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف، أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما (137) وقد كانت تدخلات عبد الجبار معقودة بما كان يورده القرطبي الذي أولى للقراءات رعاية بالغة الأمر الذي ساهم في تنوعها بين زيادة قارئ أغفله، أو تفسير قراءة مبهمة أو توجيه قراءة شاذة، أو انتقاد من رفضها، أو اختيار قراءة دون أخرى… الخ… مما يعضد-بحق- حلية المقرئ التي خلعها عليه تلميذه الوادي آشي ويبين أنه كان علما شامخا في علم القراءات بصفة خاصة، ويمكن أن نختبر صدق ذلك بالاحتكام إلى المختصر الحافل بالشواهد، نذكر:[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( أرأيت الذي يكذب بالدين )) (138).[/font]
[font=&quot]قلت : والكل على اصله في همزة أرأيت الثانية وما ذكره (ش) عن الزجاج من إثباتها ولا تحذف، خلاف مذهب أهل الأداء، وما عليه شيوخ حرز الأماني من حذفها مطلقا للكسائي حيثما وقعت. وقد علمنا من قبل أنه كان أحد شيوخ حرز الأماني وبها كان يقرأ ويقرئ وهو مذهبنا في القراءة.[/font]
[font=&quot]* وبنا الآن إلى إقامة الشواهد على ملحقات أخرى من علوم القرآن كمعرفة أسباب النزول. والمناسبات بين الآيات، والفواصل ورؤوس الآي، وعلم المتشابه،[/font]
[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](137) البرهان في علوم القرآن : 1/318 ( للزركشي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار الفكر – بيروت –ط3/1980).[/font]
[font=&quot](138)- سورة الماعون – الآية : 1.[/font]

 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]والمكي والمدني …. ففي كل سورة صدى يعكسها، وأمارة توضحها، منها:[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( فويل للمصلين )) (139).[/font]
[font=&quot]قلت : والوقف على هذه الآية لا يمتنع على مذهب من يرى جوازه على رؤوس الآي، وإن قبح هنا لقطع الموصوف عن صفته، التي لا يتم المعنى إلا بها، وقد[/font]
[font=&quot]كان أبو عمرو بن العلاء يعتمد الوقف عليها فيما أظنه. والله أعلم (140).[/font]
[font=&quot]* سورة المطففين مكية في قول ابن مسعود والضحاك وقال الحسن وعكرمة مدنية، قال مقاتل: هي أول سورة نزلت بالمدينة، الكلبي وجابر بن زيد نزلت بين مكة والمدينة، قلت : وذكر أبو عمرو الداني الحافظ أنها نزلت بالمدينة أول ما قدمها النبي – صلى الله عليه وسلم – وأن أهلها كانوا أخبث الناس كيلا فلما نزلت أحسنوا الكيل ذكره في كتابه الذي وضعه في عدد آي القرآن …[/font]
[font=&quot]الفقـــــه وأصولــه :[/font]
[font=&quot]الفقه في الاصطلاح هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، وقيل هو الإصابة والوقوف على المعنى الخفي الذي يتعلق به الحكم وهو علم مستنبط بالرأي والاجتهاد، ويحتاج فيه إلى النظر والتأمل، ولهذا لا يجوز أن يسمى الله تعالى فقيها لأنه لا يخفى عليه شيء (141) أما أصول الفقه فهو: العلم بالقواعد التي يتوصل بها إلى الفقه (142) ومعنى هذا أن الأصولي يوجد القواعد الكلية التي يسترشد بها الفقيه تلافيا للزلل.[/font]
[font=&quot]وبما أننا عرفنا من خلال ما سبق من الاستدراكات ثقافة عبد الجبار الفقهية فلن نطيل بجلب الشواهد إلا الوقوف على رأيه في البيعة ثم البرهنة على إحاطته الشاملة بالمذاهب الفقهية رغم كونه مالكيا حتى النخاع .[/font]
[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](139)- سورة الماعون – الآية 4.[/font]
[font=&quot](140)- قال الزركشي : " جميع ما في القرآن من الذين والذي يجوز فيه الوصل بما قبله نعتا له، والقطع على أنه خبر مبتدأ ، إلا في سبعة مواضع فإن الابتداء بها هو المعين" ولم يذكر من بينها هذه الآية ( أنظره ج1 ص 357: قاعدة في الذي والذين في القرآن).[/font]
[font=&quot](141)- التعريفات للشريف الجرجاني : 168 ( علي بن محمد الجرجاني- ضبطه وفهرسه محمد عبد الحكيم القاضي - دار الكتاب المصري، واللبناني ط1/1991).[/font]
[font=&quot](142)- نفســــه : 28.[/font]
[font=&quot]* مسألــة : وتجب مبايعة من عقد له أهل الحل والربط الإمامة ولو واحدا على ما تقدم على السمع والطاعة، على إقامة الكتاب والسنة(ش) : ومن تأبى لعذر عذر. قلت: أنظر ما هذا العذر الذي يباح له معه الـتأبي؟ ! قال : ولغير عذر قهر. قلت:[/font]
[font=&quot]عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل (143)، وإذا بويع لخليفتين فالخلافة للأول، لقوله – صلى الله عليه وسلم – إذا بويع للخليفتين فاقتلوا الأخير منهما …[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( ولا تنكحوا المشركات حتى يومن)) (144).[/font]
[font=&quot]واختلفوا في نكاح إماء أهل الكتاب، فمنع مالك وأصحابه، لأن أشهب قال في كتاب محمد : من اسلم وتحته أمة كتابية لا يفرق بينهما . قلت: يشهد لقول من يقول إن نكاح الأمة الكتابية جائز. وهو مذهب الحنفية.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين (145).[/font]
[font=&quot]واختلفوا في المراد بضمير فمتعوهن من النساء، فعن ابن عباس وابن عمر وعطاء والشافعي واحمد وغيرهم: المتعة واجبة للمطلقات قبل البناء والفرض، ومندوبة في حق غيرهن. قلت : أما الشافعي فجار على أصله في أن المشترك يحمل على معنييه حقيقة، وأما غيره ممن قال بقوله فيحمل عليهما مجازا. والله أعلم(146).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]* قوله تعالى : (( ووضعنا عنك وزرك )) (147).[/font]
[font=&quot]أي حططنا عنك ذنبك، ومثله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وقيل ما كان منه – صلى الله عليه وسلم- قبل النبوة.[/font]
[font=&quot]قلت : قال ابن برهان: وهذا أنزه المذاهب، قلت: وهو مذهب القاضي عياض، والشهرستاني، وأبو إسحاق الأسفراني .[/font]


[font=&quot]------------------[/font]
[font=&quot](143)- هذا حديث شريف، أنظر تخريجاته في : موسوعة أطراف الحديث ج5 432-433.[/font]
[font=&quot](144)- سورة البقرة- الآية : 219.[/font]
[font=&quot](145)- نفس السورة – الآية 234.[/font]
[font=&quot](146)- المختصر – ورقة 39/ب.[/font]
[font=&quot](147)- سورة الشرح – الآية2.[/font]


[font=&quot]علــوم الحديـــث :[/font]
[font=&quot]ويمكن استثمار إضافاته في هذا المجال في تقييم ثقافته الحديثية، وإلى أي حد يستحق لقب المحدث الذي حلاه به بعض من ترجموا له، ولكن أي أمثلة ستتخذهـا أنموذجا لتبيان ذلك؟ وهي كثيرة متشعبة تعنى كل فئة منها بظاهرة حديثية معينة تتآزر فتفرز لنا رجلا محدثا ضليعا دان له الحديث رواية ودراية، فكان لا يتتعتع في تحديد مواطنه، ولا يعسر عليه الاستشهاد به فيما يخدم رأيا أو قضية مثلما سنلاحظ فيما يلي :[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي)) (148).[/font]
[font=&quot]" … وأما الاشتراط في الحج فقال مالك: لا ينفع أن يشترط إذا حصر بمرض أو عدو أن يحل، وقاله الثوري والنعمان وصفته أن يقول : لبيك اللهم لبيك بكذا، ومحلي حيث حبستني. وقال أحمد وابن راهويه وأبو ثور له شرطه، وقاله غير واحد من الصحابة والتابعين محتجين بحديث ضباعة بنت الزبير ابن عبد المطلب لما أتت النبي – صلى الله عليه وسلم – وقالت : يا رسول الله، إني أردت الحج أأشترط؟ قال : نعم ، قالت: فكيف أقول ؟ قال: قولي لبيك اللهم لبيك ومحلي حيث حبستني من الأرض أخرجه أبو داود والدارقطني. الشافعي: لو ثبت حديث ضباعة لم أعده (ش) وصححه البستي وابن المنذر… هذا إسناد صحيح. قلت: وأظن البخاري خرجه فإذا صدق ظني فكيف أغفله (ش)؟[/font]
[font=&quot]لقد صدق ظنك يا أبا محمد، كما كان يصدق في كثير من الحالات المشابهة، فقد أخرجه البخاري في كتاب النكاح في باب الأكفاء في الدين (149). ووجاهة استداركه هذا آتية من كون البخاري أصح كتب الحديث. ولمثل هذا في مختصره أشباه ونظائر تنطق بكونه محدثا من الطراز العالي.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ


[font=&quot]-----------------[/font]
[font=&quot](148)- سورة البقرة – الآية 195.[/font]
[font=&quot](149)- ونص الحديث في صحيح البخاري : " عن عائشة قالت : دخل رسول الله –صلى الله عليه وسلم – على ضباعة بنت الزبير، فقال لها : لعلك أردت الحج، قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال: لها : حجي واشترطي، قولي : اللهم محلي حيث حبستني، وكانت تحت المقداد بن الأسود". ج7 – ص9.[/font]


[font=&quot]علـــــــوم اللغـــــــة :[/font]
[font=&quot]ولما كان المفسر لا ينقاد له التحليل والـتأويل إلا إذا كان متضلعا بعلوم الغاية والآلة، ماهرا في اللغة وأسرارها، والنحو وتقديراته ، والبلاغة واستغراقاتها، والمعنى وتقاليبه، والأدب وتجلياته، لما كان الأمر كذلك سنحاول استبانة منزلة الإمام وعطاءاته في تلك المضامير عسى أن تتكامل أمامنا صورته العلمية فتتحرك الهمم لإحياء تراثه ونفض غبار الإجحاف الذي جلله.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( ولهم فيها من كل الثمرات)) ( سورة محمد-الآية : 16).[/font]
[font=&quot]من زائدة للتأكيد، ومغفرة من ربهم أي: لذنوبهم[/font]
[font=&quot]قلت: زيادة من في الكلام الموجب ليس بمذهب البصريين : سيبويه وغيره [أما] الأخفش فقد أجازه، وعليه حمل [ش] من هاهنا، والأولى ما حمله عليه أبو البقاء و[ب] من كون كل الثمرات خبر مبتدإ محذوف تقديره صنف ونحوه، أي : ولهم فيها من كل الثمرات صنف. ومغفرة معطوف على ذلك المبتدأ المقدر، والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه)) ( سورة الحج – الآية : 63).[/font]
[font=&quot]أن تقع : مفعول له أي : كراهة أن تقع. ويجوز أن يكون في موضع جر، أي : من أن تقع.[/font]
[font=&quot]قلت: الأول مذهب البصريين، والثاني مذهب الكوفيين، ويجوز أن يكون أن تقع منصوبا على بدل الاشتمال من السماء ، أي : ويمسك وقوع السماء.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى: (( وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم …. )) ( سورة البقرة – الآية : 13)[/font]
[font=&quot]الأصل في خلوا أن يتعدى بالباء لكن لما ضمن هنا معنى ذهبوا وانصرفوا عدى بإلى. وقيل إلى بمعنى مع وفيه ضعف وقيل بمعنى الباء، وأباه الخليل وسيبويه.[/font]
[font=&quot]قلت: إنما أبياه لأنه مذهب كوفي.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم …)) ( سورة النساء – الآية : 65).[/font]
[font=&quot]ولو حرف يدل على امتناع الشيء لامتناع غيره.[/font]
[font=&quot]قلت: والأحسن أن يقال : حرف يقتضي امتناع ما يليه واستلزامه لتاليه، والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( إنكم إذا لخاسرون)) ( سورة الأعراف – الآية : 89).[/font]
[font=&quot]إذا هنا متوسطة بين اسم إن وخبرها، وهي حرف لجواب.[/font]
[font=&quot]قلت: دائما عند الشلوبين وغالبا عند الفارسي، والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله …)) ( سورة المائدة – الآية : 62).[/font]
[font=&quot]وأصل مثوبة. مفعولة فألقيت حركة الواو على الثاء، فالتقى واوان ساكنان فحذف أحدهما.[/font]
[font=&quot]قلت: حذف الأول على أصل الأخفش، والثاني على أصل سيبويه في إعلال هذا الوزن، والله أعلم.[/font]
[font=&quot]* قوله تعالى : (( والذين تبوأوا الدار والإيمان … ( سورة الحشر – الآية:9).[/font]
[font=&quot]والمعنى: والذين تبوأوا الدار من قبل المهاجرين ، واعتقدوا الإيمان وأخلصوه، لأن الإيمان ليس بمكان يتبوأ، ومنه: فأجمعوا كيدكم وشركاءكم، قاله أبو علي وذكره الزمخشري وغيره.[/font]
[font=&quot]قلت: يعني: هو من باب علفتها تبنا وماء باردا (150)، وقولهم: رأيته متقلدا سيفا ورمحا، والله أعلم.[/font]
 
أعلى