موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]أحمد بن محمد العشماوي, كتاب السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهله [/FONT]
[FONT=&quot]معلمة المغرب ، ج1 (ص 275 – 277)، بقلم محمد حجي ، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر (نشر مطابع سلا 1410 / 1989)[/FONT]
[FONT=&quot]حجة الصوفية سيدى أبو الحسن الشاذلى[/FONT]
[FONT=&quot]هو الإمام وحجة الصوفية والمتفرد فى زمنه بالمعارف السنية سيدى تقى الدين أبو الحسن على بن عبد الله الذى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين السبط رضى الله عنهم جميعا، وهو صاحب الطريقة الشاذلية بشارتها الصفراء التى ترمز إلى علوم الأسماء الإلهية.[/FONT]

[FONT=&quot]ولد سنة 593هـ بقرية غمارة بالمغرب, وتوفى سنة 656هـ أى عاش 63 عاما.[/FONT]
[FONT=&quot]اشتغل بعلوم الشريعة حتى أتقنها وصار يُناظر عليه مع كونه ضريرا ، ثم انتهج التصوف واجتهد فيه حتى ظهر صلاحه وخيره ، ثم قدم الإسكندرية وظهرت طريقته الشاذلية وتتلمذ على يد شيخه الشيخ عبد السلام بن بشيش ، وممن أخذ عنه الشيخ العز بن عبد السلام.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن أقواله :[/FONT]
[FONT=&quot]ما ولى الله وليا الا وضع حبه فى قلبى قبل أن يوليه ، ولا رفض عبدًا الا وألقى الله بغضه فى قلبى قبل أن يرفضه. [/FONT]
[FONT=&quot]وقال عنه سيدى ابن دقيق العيد : ما رأيت أعرف بالله منه ومع ذلك آذوه هو وجماعته وأخرجوهم من المغرب وكتبوا إلى نائب الإسكندرية أنه يقدم عليكم مغربى قد أخرجناه من ديارنا فاحذروه، فدخل الإسكندرية وآذوه حتى ظهرت له كرامات أوجبت الاعتقاد فيه.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال عنه سيدى عبد الوهاب الشعرانى حاكيا عن الشيخ تاج الدين بن عطاء الله أن سيدى الشيخ أبا الحسن الشاذلى كان يقول: لا يكمل عالم فى مقام العلم حتى يبتلى بأربع: [/FONT]
[FONT=&quot]شماتة الأعداء **** وملامة الأصدقاء[/FONT]
[FONT=&quot]وطعن الجهال **** وحسد العلماء [/FONT]
[FONT=&quot]وقال عنه الشيخ العارف بالله سيدى مكين الدين الأسمر:[/FONT]
[FONT=&quot]حضرت فى المنصورة فى خيمة فيها الشيخ الإمام مفتى الأنام عز الدين بن عبد السلام والشيخ مجد الدين على بن وهب القشيرى المدرس والشيخ محيى الدين بن سراقة والشيخ مجد الدين الأخيمى والشيخ أبو الحسن الشاذلى ورسالة القشيرى تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ أبو الحسن صامت الى أن فرغ كلامهم، فقال: يا سيدى نريد أن نسمع منك، فقال: أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم، فقالوا لابد أن نسمع منك، قال فسكت الشيخ ساعة ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الجليلة فقام الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد من الله.[/FONT]
[FONT=&quot]وقيل عنه: من أراد أن يستجاب له فليأت الى الشيخ الشاذلى.[/FONT]
[FONT=&quot]ومما قاله الرحالة ابن بطوطة فى رحلته:[/FONT]
[FONT=&quot]أخبرنى الشيخ ياقوت العرش عن شيخه الشيخ أبى العباس المرسى رضى الله عنهم أن أبا الحسن الشاذلى [/FONT]t[FONT=&quot] كان يحج كل سنة فلما كان فى آخر سنة خرج فيها قال لخادمه اصطحب فأسا وقفة وحنوطا، فقال له الخادم: ولماذا ياسيدى؟ فقال: فى حميثرا سوف ترى، وحميثرا بصعيد مصر بالقرب من (أسوان) فلما بلغ حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن الشاذلى وصلى ركعتين وفى آخر سجدة من صلاته انتقل إلى جوار ربه ودفن هناك .[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن المشهور أنه لما دفن بحميثرا وغُسل من مائها عذب الماء بعد أن كان ملحا وكثر حتى صار يكفى الركب اذا نزل عليه ولم يكن قبل ذلك يكفى.[/font]
[font=&quot]معجزات للا تعز تسملالت[/font]
[font=&quot]كان دلك الزمن الغابر زمن الاولياء والصالحين وزمن الايمان والعمل ب النية ولشفاء من الامراض بالدعاوى الربانية وكان يتقون بصلاحة الاولياء وهنا ساحكى قصة سمعتها من جدتى رحمها الله قالت لى ان سدى خلد ويحى من اكرسيف وسيدى بوسى من انسس ارادوا ان يمتحنو جواز صلاحية لال تعز تسملالت فجاؤا راكبين على اسدين شرسين فدقوا على باب للا تعز وقالو لها يا للا تعز اعطينا الله ابرك فيك حبالا لنربط بها جوادينا ورجعت الى الدار واتت برزمت التعابين الكبيرة وقالت خدوا يا اخوانى ما يكفيكم من الحبال وابطو بها جيادكم وساتيكم بالعشاء ان شاء الله حينها عرف الرجلان ان المرءاة دات شان عضيم فانصرفوا الى حال سبيلهم[/font]
[font=&quot]الصوفي الزجال:[/font]
[font=&quot]سيدي محمد البهلول، عزري العلوة، شامخ القدر، مول الراكوبة، مولى عشر قبب، الشيخ البهلولي، المهبول...تسميات متعددة والمسمى واحد. وكل تسمية لها دلالاتها وسياقها الذي توظف فيه. فحين نريد تعيينه لا يرد اسمه محمد (فتحا) البهلول إلا مقرونا بـ"سيدي".[/font]
[font=&quot]ولما نبغي تمييزه عن باقي ضمان العلوة وصلحائها، التي يقال عنها: إن العلوة كل حجرة بصالح أو ولي، يسمى بـ"العزري" والمقصود هنا فحل الأولياء والصالحين فيها وعمادها الأساس. وعندما نود إبراز مكانته عند الله، يطلق عليه "شامخ القدر". وكلما أريد تعيين مقامه وعلو مكانته حتى وهو ميت سمي "مول الراكوبة"، والمقصود هنا الفضاء الذي دفن فيه والذي "يرقب" كل الفضاءات المحيطة به، حيث يرى من مكان بعيد، بالإصافة إلى إيحاءات أخرى تتضمنها هذه الصفة.[/font]
[font=&quot]وعندما يقاس ضريحه بأضرحة غيره من أولياء العلوة وصلحا المغرب قاطبة، ينعت بـ"مولى عشر قبب" حيث قبب أبنائه وبعض أحفاده، ويهودي أسلم على يديه. وكل ولي صالح. وإذا ما تم الاستشهاد بكلامه ورباعياته وعروبياته، كانت الإشارة إليه بالقول: قال "الشيخ"، وكان لا شيخ إلا هو. وإذا ما أريد الإخبار عن كراماته ومناقبه ذكر بلفظ "المهبول"، وهي قلب لبائه ميما ولامه باء. لتحمل بدلالات الشخص المختلف عن الناس، الشخص الذي يوجد في حالة وجد، أو الذي يرى ويتكلم بما لا يرى وما لا يتكلم به كل الناس...[/font]
[font=&quot]إن تعدد هذه الأسماء ومدلولاتها والسياقات التي توظف فيها يشي، بكيفية واضحة، إلى تميز صاحبها عن بقية الناس، ونتبين، حين نعمل على النظر في هذه الأسماء وحقولها الدلالية، أن بإمكاننا التمييز بين ثلاثة حقول: إن إضافة لفظ سيدي يشير إلى نسبه الشريف. ومن باقي الصفات نتبين إلى أنه ولي صالح. أما صفة الشيخ فدالة على كونه "شاعرا زجالا".[/font]
[font=&quot]ينطق الولي الصالح (الصوفي) بكلام لا يمكن أن ينطق به أي شخص، لما يتميز به من تعبيرات دقيقة صائبة عن الإنسان والعلاقات بين الناس من جهة، ومن جهة ثانية عن علاقة الإنسان بالله.[/font]
[font=&quot]الحضور المتواصل:[/font]
[font=&quot]قليلة هي الشخصيات في تاريخ المغرب التي خصت بهذه الحظوة والمكانة، فسيدي محمد البهلول صار رمزا مغربيا اسمه في مختلف المناسبات الشعبية حيث يكون الاحتفال ويكون الفرح: في الأعراس وفي الساحة العمومية وفي الأسواق الشعبية حيث يجتمع الناس في "الحلاقي" لسرقة لحظات من المتعة. وساعدت وسائل الإعلام من جعل اسمه يتكرر باستمرار في الأغاني الشعبية في الداخل والخارج. ولقد جعل هذا اسمه حاضرا، بشكل متواصل، يسمعه كل المغاربة لكن لا يعرف دلالاته الحقيقية سوى أبناء المنطقة (امزاب – الشاوية – الدار البيضاء ونواحيها).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أما الاسم فهو "عزري العلوة" وأما "الأغنية" التي فيها اسمه فهي معروفة تحت عنوان "العلوة". كيف يتحول صوفي زجال إلى موضوع أغنية؟ إنها ليست أغنية مثل باقي الأغاني. إنها "الساكن" وهو نوع من أنواع الأداء الشعبي الذي يتصل فيه الغناء بالموسيقى بـ "الحضرة": الرقص الفردي أو الجماعي المرتبط بـ "الحال" أو الشجن العميق. في الساكن يتم مدح "الولي" (عرزي العلوة) والتقرب إليه بذكر مناقبه والتوسل إليه بدفع مضار أو جلب منافع لما له من مكانة عند الله الذي يستجيب لدعائه.[/font]
[font=&quot]أذكر أنه، في الحلاقي التي كانت تقام في اشطيبة بالدار البيضاء (وفي كل مكان) في التينيات والسبعينيات، لم يكن يشرع المغنون وعبيدات الرمى في أداء "وجيباتهم" إلا "بالعلوة" تيمنا وتفاؤلا بـ "عزري العلوة" وبها يجلبون الزبائن:[/font]
[font=&quot]بسم الله باش بديت على النبي صليت[/font]
[font=&quot]أماتو صليوا عليه قد البحر وما فيه[/font]
[font=&quot]بغايت نمجد "القبة" نذكر عزري العلوة[/font]
[font=&quot]جيتي في راكوبة باقي فيك النوبة[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]كما أنه في الأعراس، في المنطقة، كانوا يفتتحون بها ويختتمون. ومؤخرا في إحدى زيارتي لمسقط قال لي الباحث السوسيولوجي عبد الفتاح الزين "سأسمعك العلوة في عمان" وكذلك كان.[/font]
[font=&quot]"ساكن العلوة" يمكن أن يؤديه أي مغن محترف إذا كان يحفظ الكلام يتضمنه هذا الساكن. كان قلة جدا من يتقنون أداءه موسيقى وكلمات. لكن كل المطربين الشعبيين وشبه العصريين، في المغرب أو في العالم العربي، يؤدون "العلوة" تحت الطلب أحيانا أو لإضفاء جو خاص على المجلس الذي تقدم فيه. هذه الحالة التي صار بموجبها سيدي محمد البهلول اسما يتردد في مختلف المناسبات لم تتأت لكل الأولياء والصالحين. ولعل البحث في هذه الظاهرة لا يمكن إلا أن يدفع في اتجاه التفكير في المغرب الشعبي وتاريخه الخاص.[/font]
[font=&quot]لقد ظل "عزري" يتردد من خلال "العلوة" كنغمة موسيقية لها صيتها وموقعها في الغناء الشعبي المغربي. لكل لا احد يعرف من هو عزري العلوة ؟ ولا متى عاش ؟[/font]
[font=&quot]1-ديوان الشيخ:[/font]
[font=&quot]من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب. إنه محاولة لملمة شتات الذاكرة الشعبية، ونزع غبار النسيان عن شخصية تاريخية لها موقع متميز في تاريخ المغرب.[/font]
[font=&quot]بذل المصطفى أوزاع مجهودا طيبا في الرجوع إلى المصادر التاريخية، واعتماد الوثائق المخطوطة لتشكيل صورة موضوعية عن سيدي محمد البهلول وعن عصره وثقافته. كما أنه قام بالعمل نفسه في تدوين أقوال الشيخ الزجلية من رباعيات وعروبيات وهو يلتقي بشيوخ العلوة وأبناء سيدي محمد البهلول جامعا من أفواههم محفوظاتهم من أقوال الشيخ وأخباره. وهو بذلك مساهمة ذات قيمة كبيرة في تسليط الضوء على علم هام من أعلام التصوف بالمغرب من جهة، ومن جهة ثانية يقدم لنا تجربة شعرية متميزة لشاعر زجال قل أمثاله في المغرب. ويمكن اعتبار سيدي محمد البهلول ثاني شاعر بعد سيدي عبد الرحمان المجذوب من حيث القيمة الرمزية والفنية. ولعل اشتراكهما في الصفة الغالبة على كل منهما: المجذوب والبهلول لها أكثر من دلالة في الوشائح التي تصل أحدهما بالآخر. إن هذين الشاعرين كان لهما أكبر الأثر في الوجدان الشعبي المغربي، وبقي كلامهما شائعا بين الألسنة ترددها في المناسبات المختلفة ويتسرب جزء منها في الأغاني والأهازيج والأمثال المغربية.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لم يترك سيدي محمد البهلول طريقة صوفية لها شيوخ ومريدون، كما نجد مع العديد من الطرق الصوفية بالمغرب. ولكنه ترك كلاما مكمولا، له بعد شعري يتميز بعمق جماليته صيغة وتركيبا وقوة دلالية في التعبير عن الإنسان والعلاقات بين الناس. وهو في هذا الكلام الكامل المكمول يجسد ممارسته الصوفية ورؤيته عن ذاته في تفاعلها مع الواقع في مختلف تجلياته.[/font]
[font=&quot]تعرفت على سيدي محمد البهلول وأنا جد صغير. كان موسمه السنوي في فصل الصيف جزءا أساسيا من عطلتنا المدرسية التي كنا نقضي شطرا هاما منها في البادية. كنت أحفظ الغاني التي تقال في الثناء عليه. وبعد أن تفتحت على إدراك تميز كلامه، صرت اتتبع كل من يحفظ كلامه ودونت ذلك في أوراق ما زلت احتفظ بها، وكان في نيتي دائما، القيام بصنعة لديوانه الشعري، وتقديم دراسة عنه. وتعددت الاهتمامات وتشعبت، وظل الحلم يراودني، وأنا أتمنى إفراغ فسحة من الزمان للعودة إليه، إلى جاءني خبر إعداد المصطفى وزاع لأطروحة عن سيدي محمد البهلول مع جمع نصوصه الشعرية.[/font]
[font=&quot]كان سروري عظيما. لقد أنجز الحلم وجعله حقيقة. واتصلت بالأستاذ المشرف محمد بلاجي مخبرا إياه أنه إذا كان الأساتذة يتهربون من مناقشة الرسائل والأطروحات عادة، فإنني أقترح نفسي للمشاركة في مناقشة أطروحة المصطفى وزاع. فلبى مشكورا، وسررت كثيرا عندما اطلعت عليها. وحرصت على طبع العمل ، وبقي اتصالي بالباحث لإخراجه لما يمكن أن يقدمه من خدمات جليلة للثقافة المغربية والعربية على السواء. وكان تفهم الأستاذ عبد الكبير العلوي الإسماعيلي ودعم وزارة الثقافة أساسيا في ترجمة هذا العمل، ونقله من الذاكرة الجماعية التي ظلت تتناقله عدة قرون إلى المخطوط (الأطروحة) الذي بذل الباحث فيه جهدا مضاعفا في جمعه وتنقيحه، وجعله قابلا للقراءة، ويسرنا اليوم أن نقدمه الآن للقارئ المغربي والعربي وللأجيال القادمة لترى فيه كلاما لا يشبه الكلام، ونصا غنيا وموحيا، عميقا وجميلا ومحملا بكل المواصفات التي تجعله نصا يستفز الإبداع، ويحمل على البحث. [/font]
[font=&quot]تقديم الكلام المكمول [/font]
[font=&quot]الدكتور سعيد يقطين[/font]
[font=&quot]ترجمة الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن عبد الصمد كنون رحمه الله[/font]
[font=&quot]هو العلامة الفقيه الناسك سيدي عبد الحفيظ ابن الشيخ العلامة المفتي عبد الصمد بن التهامي كنون الذي ورد مع أسرته من فاس على مدينة طنجة إبان الحرب العالمية الأولى بنية الهجرة إلى المدينة المنورة .. ولكن أرادت مشيئة الله أن تكون هذه الأسرة منارة للعلم في مدينة البوغاز .. ولد سيدي عبد الحفيظ في أواخر جمادى الأولى عام 1321 هجرية وعندما هاجرت أسرته من فاس إلى مدينة طنجة كان لا يزل في الثانية عشر من عمره .. درس على والده وعمه سيدي محمد وعلى شيوخ طنجة إلى أن استوى على كرسي العلوم الشرعية بكافة فنونها مدرسا في كل من الجامع الكبير والمسجد الجديد ومسجد الجبل والزاوية التيجانية ومارس العدالة زمنا ثم عزف عنها وعن كل وظائف الدولة ليختار التدريس في المعهد الديني عند تأسيسه سنة 1943 فتخرج عليه أفواج من الطلبة طيلة أربعين عاما كما اختار خطبة الجمعة فكانت خطبه نارا على الاستعمار بعملائه وخونته فلما ضاقت به إدارة الاستعمار سنة 1953 بتاريخ النصارى عزلته من الخطابة فلبث كذلك إلى أن استقل المغرب عسكريا ليعود الشيخ ثانية إلى مهمته الدعوية والإرشادية .. من أهم مؤلفاته حاشيته على سنن الإمام ابن ماجه في تسعة أجزاء وقد طبع مؤخرا، شرح همزية الإمام البوصيري في أربعة أجزاء، خاتمة الشمائل الترمذية، عقد الدرر في شرح منظومة العلامة المساوي في النصائح والمواعظ، نصيحة الإخوان في التحذير من الدخول في طريق متصوفة هذا الزمان، السر الباهر في مولد النبي الطاهر، ديوان للنصائح والمواعظ وأعاجيب الزمان، نصيحة المسلمين في الحظ على ترك موالاة أعداء الله والتشبه بالمجرمين، الابتهاج بذكر أحاديث الإسراء والمعراج، قصائد سنية في مدح خير البرية، نزهة العشاق في الصلاة والسلام على رسول الملك الخلاق، محاضرات في الفقه الإسلامي والتفسير والحديث، .. توفي رحمه الله في 10 من ذي القعدة عام 1416 هجرية الموافق لفاتح أبريل سنة 1996 بتاريخ النصارى ودفن بمقبرة المجاهدين بطنجة المحروسة.[/font]
[font=&quot]شيخ الشاذلية العارف بالله سيدي الشيخ مصطفى عبد السلام الفيلالي[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] [[/FONT]align=center[FONT=&quot]]مصطفى عبد السلام الفيلالي[/FONT]
[FONT=&quot]إنّه العارف بالله الدالّ على الله بالله شريف النسب صاحب الفضيلة المرتقي إلى أعلى مراتب التقوى صاحب الفراسة النيّرة صاحب الأخلاق الحميدة والرزانة الجليلة ذو الأخلاق العلية الّتي تدلّ على نسبه الشريف المتصل بالحضرة النبويّة صلّى الله عليه وسلّم الجامع لعلم الشريعة والحقيقة هادئ الطبع المتسامح الصفوح عن العذال والمنتقدين صاحب الباع الطويل في الأخذ بيد العباد إلى معرفة الله [/FONT]
[FONT=&quot]ولد الشيخ رضي الله عنه من أبوين قريبين وهما من ذريّة مولانا القطب الغوث البركة العظمى والملاذ الأضحى الفرد الشامخ مولانا وسيّدنا أبي الحسن سيّدي على الشريف قدّس الله سرّه وعمّه بعفوه ورضاه وهو جدّ الأشراف العلويّين الحسنيّين في المملكة المغربيّة والمتّصل نسبه بسيّدنا الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه وسيّدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم [/FONT]
[FONT=&quot]ولد الشيخ رضي الله عنه عام1307 هـ الموافق 1889 م في قصر صوصو في المملكة المغربيّة وتربّى في قصبة سيّدي ملوك في الريصاني أرفود و كانت تسمّى تلك المنطقة قديمـا سجلماسة وسمّيت تفيلالت وإليها ينسب الشيخ رضي الله عنه والآن تسمّى عمالة الرشيديّة وكان بداية طلبه للعلم في السادسة من عمره و ذلك بتلاوة وحفظ ما تيسّر من القرآن الكريم و قد أخبر عن ذلك بنفسه رضي الله عنه [/FONT]
[FONT=&quot]و في حدود عام 1315 هـ الموافق لـ 1897 م شدّت العائلة الرحال لأداء فريضة الحجّ و بعد أداء المناسك آثرت الإقامة بالمدينة المنوّرة بنور المصطفى صلّى الله عليه وسلّم و هنالك تابع الشيخ رضي الله عنه تحصيله العلمي ّثمّ توفي والده و تركه في حضانة أمّه بين اخوته و لمّا بلغ أشدّه توجّه إلى مصر وبلاد الشام و طالت إقامته في بيت المقدس و لمّا بلغه الخبر عن الطريقة العلويّة وعن شيخها سيّدنا و مولانا أحمد بن مصطفى بن عليوة العلوي رضي الله عنه أثر قراءته أحد كتبه ولمّا اجتمع بحضرة الأستاذ العلوي رضي الله عنه في بيت المقدس تتلّمذ على يديه ولم يتمّ مقصوده من الطريق إلاّ بعد قدومه زائرا إلى مستغانم في بلاد الجزائر فمكث بها أيّاما وانتفع بصحبة شيخه أعظم النفع ثمّ رجع إلى بيت المقدس وجدّ في خدمة الطريقة وأثناء سياحة الشيخ العلوي رضي الله عنه إلى بلاد الشام دمشق أخذ الشيخ محمّد الهاشمـي منه العهد والذكر الخاص و نفّعه الله على يديه نفعا كبيرا و قد أذن الشيخ العلوي بإعطاء الورد العام والذكر الخاصّ وإدخال الخلوة لكلّ من سيّدي الشيخ مصطفى عبد السلام الفيلالـي في فلسطين و الأردن وسيّدي الشيخ محمّد الهاشمي في بلاد الشام دمشق [/FONT]
[FONT=&quot]إنّه ممّا تقدّم ما من شكّ بأنّه برز إلى عالم الوجود نجم جديد أعنى الشيخ مصطفى الفيلالي ليأخذ مكانه ويؤدّي وظيفته المدديّة المتعلّقة بالصلاح والدعوة إلى الله في هذه الأمّة فهو بمثابة المنقذ الهادي الآخذ بيد العبد إلى معرفة الله سبحانه وتعالى [/FONT]
[FONT=&quot]إنّ الله قد حكم على العباد بالموت و هو رحيل كامل للإنسان من دار الدنيا إلى سعة الآخرة و هذه سنّة الله في كونه جرت فلا بدلا فلا بدّ لكلّ نفس أن تشرب من هذا الكأس عاجلا أم آجلا يقول الله عزّ وجلّ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفس بما كسبت وهم لا يظلمون البقرة آية281كلّ نفس ذائقة الموت وإنّما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور آل عمران آية185 حيث إنّ الخلود لله سبحانه وتعالى [/FONT]
[FONT=&quot]ففي يوم مشهود انتقل رضي الله عنه إلى الرفيق الأعلى وكان في المستشفى الإسلاميّ بعمّان وذلك يوم05/11/1986 م اليوم الخامس من شهر كانون ثاني لعام ألف وتسعمائة وست وثمانين ميلاديّة عن عمر يناهز ألـ 100مائة عام بالتقويم الهجري عمر مبارك مفعم بالبرّ و التقوى تغمّده الله بواسع رحمته ورضوانه و ضريحه في مقبرة سحاب القريبة من عمّان وقد شيّع جثمانه الطاهر بعد صلاة العصر من جامع العرب في مدينة الزرقاء فإلى رحمة الله الواسعة إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض اللّهمّ ارحمه وأكرم نزله وارض عنه وارض عنّا ببركته و احشرنا معه تحت لواء سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين يقول الله عزّ وجلّ ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الّذين أمنوا وكانوا يتّقون يونس آية62 63 فلا خوف عليهم في المستقبل ولا هم يحزنون على ما تشمله كلّ الظروف و هل الظروف غير الماضي الّذي كان مستقبلا قبل المرور به ؟وهل الحاضر سوى المستقبل قبل وصوله ؟وهل المستقبل سوى ما يأتي بعد الحاضر ؟فكلّها أوعية لما يقع فيها و ما أطلق عليه وصف الماضي أو الحاضر أو المستقبل إلاّ بسبب تغيّر الأحوال وتتابع الأمور و الحكم في ذلك لله وحده فهو الفعّال لما يريد يقول الله تعالى إن الحكم إلاّ لله الأنعام آية57 اللّهمّ اجعلنا من الّذين نورّت أبصارهم وبصائرهم فأنت المقصد و أنت الرجاء بك نصول و بك نجول و لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير [/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إنّ من سنّة الله في كونهما أفل نجم إلاّ وأخلف الله بدلا منه يمشي على أثره ويهتدي بخطاه حتّى يرث الله الأرض ومن عليها و حتّى يتحقّق ما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهّرة يقول الله عزّ وجلّ من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا الكهف آية17 اللّهمّ ارحم شيخنا مصطفى الفيلالي وورثة سرّه القائمين على آثاره وأحبابه ومريديه يا أكرم الأكرمين يا الله يا ربّ العالمين [/font]
[font=&quot]أخلاقه وحكمته وبعد نظره وتواضعه وبساطته [/font]
[font=&quot]إنّ من خلقه الكريم أنّه ما كان يتعقّب أحدا من تلاميذه بل كان يكتفي بما يظهر من أقوالهم وأفعالهم الظاهرة ويترك باطنهم المحجوب إلى علاّم الغيوب و لم يكن من الّذين يحكمون على الأمور لمجرّد الاعتماد على الفراسة مع أنّ له منها أوفر حظّ لكنّه كان لا يوافق على جعل الحكم يستند إلى الفراسة أو لنظرة ثاقبة بل يعتمد على المنهج الشرعيّ المنقول عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم و على سنّة السلف الصالح رضوان الله عليهم لأنّ الاعتماد على الفراسة وتحليلاتها قد يوقع في شباك مصائد هوى النفس إذ لعلّها تصوّر السراب بحرا وهكذا تكون الأحكام معتمدة على الأوهام و هنا يكون الحكم فاسدا لا وزن له لأنّه وهم نتج عن وهم و قد كان رضي الله عنه يقارع الحجّة بالحجّة لا يعرف التراجع والاضطراب مهما كانت الأمور فغيرته على كرامة الدين وحفظ مكانته في القلوب كبيرة جدّا و حرصه على أداء الأمانة في إظهار محاسن الدين ونفي الشكوك المصطنعة و كان ذلك الدفاع بلا حدود مهما كلّفه الأمر و هذا من صدقه وإخلاصه في محبّة الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم [/font]
[font=&quot]لقد كان رضي الله يتمتّع بشفافيّة عزّ نظيرها أثمرت قدرة فائقة لديه في استنباط واستخراج ما يدهش من المعاني القيّمة الّتي لا يتنبّه أكثر النّاس لها مع شدّة وضوحها و من ذلك على سبيل المثال ما تحدّث عنه حول قوله تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها الأنعام آية160 فقال رضي الله عنه إذا تأمّل القارئ أو السامع لهذه الآية الشريفة يجد بأنّ الله تعالى يقول من جاء بالحسنة ولم يقلمن عمل الحسنة وذلك لأنّ الإنسان في كثير من الأحيان يعمل صالحا فيستحقّ عليه الحسنات وذلك بفضل الله تعالى لكن هذا الإنسان يضيّع حسناته كما ورد في الحديث النبويّ الشريف عندما سأل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أصحابه رضوان الله عليهم عن المفلس بقوله تدرون من المفلس ؟قالوا المفلس منّا من لا درهم له ولا متاع قال المفلس من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة يأتي وقد شتم عرض هذا و قذف هذا و أكل مال هذا فيقعد فيقتصّ هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثمّ طرح في النّار رواه الإمام أحمد في مسنده فهذا النوع من النّاس لم يحافظ على حسناته بل خسرها من سوء أعماله يقول الله تعالى لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى البقرة آية264 فهذه الملاحظة وأمثالها كثيرة وفيه الكثير من الحكم والاستغراق في المعاني ولكن ضمن إطار موازين السلف الصالح من الصحابة الكرام وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم وعنّا بصحبتهم آميـــــن [/font]
[font=&quot]لقد كان رضي الله عنه لا يلتفت إلى كبر سنّ أو صغر سنّ من يتعامل معه أخذا و عطاء و كثيرا ما كان يردّد كلّنا صغار في حالة التعليم وكان يكره الانغلاق الفكري ّأو التشنّج أو التنطّع أو تحميل الأمور ما لا تحتمل أو العناد لمجرّد المعاندة بل كان يختار الأيسر والممكن ما دام لا يخالف الدين و ما دام الأمر يتعلّق بالآخرة [/font]
[font=&quot]لقد دعي رضي الله عنه مع الإخوان لحضور مولد نبويّ شريف بدار أحد الإخوان من أهل الشأن في الزرقاء و عندما وصل رضي الله عنه مع الإخوان إلى تلك الدار و كان يوجد جمع كبير في الانتظار و كان هنالك ثلاثة مقاعد من الإسمنت في البستان لا تكفي لجلوس الجميع فما كان منه إلاّ أن أمر الإخوان أن اجلسوا على الأرض فجلس الجميع على الأرض وهو رضي الله عنه منهم تواضعا لله وتربية وكسرا للنفوس و كان ذلك على مرأى الجميع ممّا ترك دهشة عظيمة عند الحاضرين و في هذا قمّة الأخلاق والبساطة والتواضع [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إنّه أثناء زيارة بعض الإخوان له في منزله كان يقول إنّه ليشمّ رائحة كلام المتكلّم و يعرق الصادق من الكاذب وكان رضي الله عنه أيضا يقول إنّه لمّا تصفى عنده النظرة فإنّه ينظر إلى نصف الإنسان الأعلى ويكشف الله له حتّى يرى كيف يجري الدمّ في عروقه إنّ في هذا كلّه قمّة الفراسة وبعد نظره رضي الله عنه وأرضاه وجعل جنّات الفردوس الأعلى مثواه [/font]
[font=&quot]أقواله الشاملة في القرآن الكريم [/font]
[font=&quot]لقد كان رضي الله عالما كبيرا في القرآن الكريم تلاوة و تفسيرا و أسباب نزول والوقف الصحيح فقد كان عالما باختلاف المعنى عند اختلاف الوقف و هذا ليس من الأمور المزاجيّة بل يتأتّى عن دراية وأناة باختلاف المعنى بسبب اختلاف موضع الوقف دون أن يتحدّث عن وجوه الإعراب المختلفة بل كان يؤثر إعطاء الخلاصة باللهجة المحكمة الدارجة بين النّاس لأنّ غايته إيصال المعنى للسامعين و مع ذلك كانت تظهر منه بعض اللفتات بين حين وآخر و أكثر ما كان يترنّم به ويتواجد له إعراب كلمة التوحيد وهي لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله وباب كان وأخواتها وبعد الإعراب تجد بأنّه يلفت الحاضرين إلى الإشارات الّتي ينبغي أن تلفت النظر من حيث الرفع لمقام قائلها وعلوّ اسمه في مقام الحريّة والصفاء كما أنّها تنصب قامته في مقام العبوديّة إلى آخر ما هنالك من إشارات ومعاني موزونة بميزان الكتاب والسنّة و بذلك ينشّط حوافز الهمّة لدى السامعين ليبعد عنهم آفة الملل أو الكسل و من تلميحاته ارفع تاءك وانصب تاء غيرك [/font]
[font=&quot]يقول رضي الله عنه في قول الله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله النحل آية53 النعم كثيرة ولا تعدّ ولا تحصى و إن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها إنّ الله لغفور رحيم النحل آيـــة18 لكن الغفلة الّتي يقع فيها أكثر النّاس هي اشتغالهم بالنعمة عن المنعم حتّى كان أكثرهم من شدّة اشتغاله بالنعمة ينسى شكر المنعم عليه بل وأشدّ من ذلك أنّ بعضهم يرى الفضل للذي أوصلها إليه ويغفل عن منشئها ومقدّرها ومرسل الحامل لها فيتعلّق بالعبد وينسى الرب فإذا شكرت فاشكر الله واحمده على ما تفضّل به عليك ولا تنسى الاحترام والثناء على من اختاره الله دون سواه لأن يوصل إليك ما قسمه إليك فمن لم يشكر النّاس لم يشكر الله لكن التوجّه الحقيقيّ بالشكر والحمد إنّما يكون للمعطي حقيقة وهو الله ثمّ إنّ النعمة ينبغي أن تنظر إليها بأنّها محض فضل من الله وما أعطاك إيّاها لأنّك تستحقّها في مقابل شيء منك إليه ولكن تجلّى عليك بكرمه تجلّى عليك بإنعامه وفضله حتّى العبادة فهو الّذي هداك إليها وأعانك فهي هديّة منه إليك والنفع منه إليك والقبول منه وحده فلا يقدر أحدا أن ينفع نفسه بنفسه فالكلّ مفتقر إليه وكما قال أحدهم أيست من نفع نفسي بنفسي فكيف أرجوه لغيري وسألت الله لغيري وكيف لا أرجوه لنفسي فسبحان المسخّر لكلّ شيء يقول الله تعالى ألم تروا أنّ الله سخّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض لقمان آيـة20 فالنعمة حافز الشكر و بالشكر تزيد من الله النعم يقول الله تعالى وإذ تأذن ربّكم لئن شكرتم لأزيدنّكم إبراهيم آية7 وعلى الشكر ثواب والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وبلا حدود كما ورد في الحديث النبويّ وهكذا نجد الربح المستمّر وكلّ الفضل منه بمحض الفضل والعناية لنا الربح ومنه رأس المال ومنه الربح فله الحمد والشكر على ما علمنا وما لم نعلم [/font]
[font=&quot]زوايــــاه [/font]
[font=&quot]زاويته الكائنة في الرملة و المقدّم فيها الشيخ مصطفى الفيلالي نفسه رضي الله عنه وأرضاه [/font]
[font=&quot]زاويته الكائنة في القدس الشريف والمقدّم فيها العارف بالله الحاج صدّيق نجل سيّدي أحمد الفيلالي رضي الله عنهم أجمعين [/font]
[font=&quot]زاويته في عاقر و المقدّم فيها الشيخ أحمد بن علي بن حسين بن عيسى رضي الله عنه [/font]
[font=&quot]زاويته في حاضرة يافا و الّذي يدير شؤونها العارفان بالله الجليلان أبو إسماعيل الملقّب بالزقزوق وشقيقه الحاج خليل شبيب رضي الله عنهما [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]زاويته الكائنة في غزّة و المقدّم فيها الشيخ مصباح الزهري رضي الله عنه [/font]
[font=&quot]زاويته في جبل المكبّر في القدس عند عرب السواحرة و المقدّم فيها الشيخ مصطفى الفيلالي نفسه رضي الله عنه [/font]
[font=&quot]زاويته في مدينة عمّان والمقدّم فيها الشيخ مصطفى الفيلالي نفسه رضي الله عنه وأرضاه حيث رحل إلى مدينة عمّان عام1953 م [/font]
[font=&quot]زاويته في مدينة الزرقاء وهي شرق جامع العرب والمقدّم فيها الشيخ مصطفى الفيلالي نفسه رضي الله عنه و قد تمّ تشيدها بعد عام1967 م وتمّ كذلك تشيد منزلا له بجوارها و لا زالت قائمة للآن والحمد لله والمقدّم فيها حاليّا ابنه الشيخ محمد مصطفى الفيلالي رضي الله عن الجميع [/font]
[font=&quot]زاويته في مدينة معان و المقدّم فيها الشيخ شحاده الطبيري أبو شاهر رضي الله عنه و لازالت قائمة للآن والحمد لله [/font]
[font=&quot]زاويته في كفر يوبا بمحافظة اربد والمقدّم فيها الشيخ الحاج أحمد حسن شحاده ردايده رضي الله عنه ولا زالت قائمة للآن والحمد لله [/font]
[font=&quot]زاويته في مدينة الكويت والمقدّم فيها الشيخ خليل حمدان رضي الله عنه وهي غير قائمة حاليا [/font]
[font=&quot]كتــــبه [/font]
[font=&quot]إنّ كتبه هم تلاميذه ومريدوه وكما قال سيّدنا أبو العبّاس المرسي رضي الله عنه عندما سئل عن كتبه قال كتبي أصحابي[/font]
[font=&quot]المصدر : أحباب الشيخ أحمد العلوي[/font]

[font=&quot]أحمد بن حدو الطنجي ، باشا فجيج : 1904 ـ 1956 [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]مـدخـل لا بـد مـنــــه [/FONT]

[FONT=&quot]فجيج في عهد الاستعمار... موضوع خصب ثري يغري بالبحث والمتابعة ، سيما وأنه لا يزال كالروض الأنف ، لم تصوح اخضراره أقلام الدارسين والمهتمين بعد ، ولم تقاربه بالقدر الذي يضيء جوانبه المعتمة ، رغم أنه ينتمي إلى التاريخ القريب ، فكم مرة طاف بأسماعنا أن المجتمع الفجيجي عاش تابعا مسلوب الإرادة منذ توقيع عقد قصف زناقة عام : 1903 م ، والذي لا نغلوحين نعتبره البداية الفعلية للحماية. وكيف لا والسلطة الفرنسية في بني ونيف هي صاحبة الكلمة النافذة ، والراعية الحقيقية لمصالح فجيج ، وأن أعيان جماعات القصورـ بلا استثناء ـ سارعوا عبر المراسلات إلى إعلان ولائهم وإعجابهم بالمدنية الفرنسية ، بل إن أفرادا من ذوي المكانة تعاملوا جهارا مع الحامي الجديد ، وعرضوا خدماتهم .... ؟؟ وكم مرة ترحم أمامنا شيوخنا المعمرون على أسماء أعلام تفاعلوا مع الاستعمار سلبا أو إيجابا ، من أمثال الباشا أحمد بن حدو الطنجي ، والباشا الثاني محمد بن فرج .. وكودان شيخ قصر المعيز وذؤابتهم .. وحمو مْحمد رجل زناقة الشهير.. ومولاي أحمد بن معلي الودغيري ... وكم مرة حكوا لنا عن مغامرات التهريب ، ومعاكسات المستعمر، ومشاكل واجب الخدمة ، ودفع فروض الترتيب ، وحكوا لنا عن هجرتهم المبكرة إلى الغرب والجزائر وحتى فرنسا... وقرأنا عن باريال الحاكم الألمعي الأول لفجيج .. وعن كوبّو الذي أسلم وسمّى نفسه محمد الهادي ، وتزوج في زناكة وترك بها ذرية .. وعن محمد بن عبد الله بن العابد الزناكي الذي قتل في الحرب العالمية الأولى ، وعن أول مقهى ، وأول ماخور .. وهلم جرا إلى ما يمس صميم تفاصيل الحياة اليومية الفجيجية ، التي كان آخرها تلك المجازر المرعبة التي أظلمت لها سماء فجيج غداة الاستقلال مباشرة ، وحصدت في طريقها الشائك طفلا بريئا وامرأة مسكينة ، وهي إلى الآن لا تزال من المحرمات والطابوهات المسكوت عنها ، مع أننا رأينا من كشف المستور من سوءات مثيلاتها في سوس وربما غيرسوس .[/FONT]
[FONT=&quot]لقد تعمدت أن أثير هذه الأحداث وأخصها بالذكر ، حتى ألفت الانتباه إلى أن الوقت قد حان لكتابة تاريخنا المعاصر، ونفتح ملفه على مصراعيه ، قبل أن يصبح خارج التغطية بموت شهوده الذين لا زالت ذواكرهم تستوعب تفاصيل مدهشة ومستفزة تتقلص هوامشها مع موت كل واحد منهم . وكل هذا وغيره من الموضوعات المثيرة ستظهر قريبا إن شاء الله في كتاب مثير حول الاستعمار ومحاولاته في تحديث المجتمع الفجيجي .. ولْنفتتح الآن برجل خبر فجيج وغاص في خضمها السياسي أزيد من نصف قرن : والقصد إلى الباشا أحمد بن حـدو الطنجـي .. رحم الله تلك الأبدان ، وأسكن أرواحهم في فسيح الجنان !![/FONT]
[FONT=&quot]ملامح من سيرة حياته :[/FONT]
[FONT=&quot]لم نجد أحدا ممن ترجمه إلا (كوفيون/ [/FONT]Gouvion[FONT=&quot] ) في كتابه : أعيان المغرب الأقصى 1 ، الذي ضمّنه صورته وإشارات مفيدة عن جذوره أبا وأما ، فقد سماه : بنحدو أحمد بن محمد بن حدو ، وذكر أنه سليل أسرة مخزنية بامتياز، بذلت حياتها لخدمته بتفان وإخلاص . أمه "لالاّ خديجة بنت لالاّ فطّوم" من ذرية الولي الصالح سيدي عبد السلام بن مشيش دفين جبل العلم الذي مات شهيدا عام 622 هـ . أما أبوه سيدي محمد بن الحاج حدّو فأصله من قبيلة جروان . كان يعمل بمدينة مكناس قبل استقراره بطنجة . لا نعلم كثيرا عن نشأته وحياته العلمية الأولى ، وكل ما ألمع إليه كوفيون أنه تخرج من جامع سيدي عبد السلام التوزاني ، فقيها ذا معرفة أهلته للعمل كاتبا لأبيه. وفيما يتعلق بتاريخ ميلاده فإن [ كوفيون] جعله عام : 1881م ، وتمسكت التقاريرالفرنسية بعام : 1882 ، ووجدنا في تقرير محرر بالعربية أنه ولد عام : 1883 م ، وكلها تواريخ متقاربة لا تطرح إشكالا ذا بال .[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لا نملك أي معلومات عن تفاصيل حياته خلال هذه الفترة الطنجوية ، وفي المقابل نعرف كما يعرف [ كوفيون ] أنه نزل بفجيج عام : 1904 م ، ليعمل كاتبا مساعدا للقواد والعمال المتعاقبين بدءا من محمد المجبود [ 1904 ـ 1908 م ] وانتهاء بأحمد بن عبد السلام السعيدي [ 1908 ـ 1911 م ] وكانت هذه الفترة مرحلة تدريب نظري وعملي أتقن خلالها الباشا العمل الإداري ، وتمرس بدقائقه ، وتطور أداؤه بشكل لافت لنظر الحكام ، وأظهر كفاءات ومؤهلات عالية قادته في نفس السنة إلى قيادة شؤون فجيج نائبا للعامل المذكوربكتاب مؤرخ بـ : 26 / 6/ 1911 م ... وطبقا لمقتضيات الرسالة الشريفة الصادرة في تاريخ : 4 / 7 / 1914 م ، تم تعيينه بصفة رسمية ممثلا لجلالة السلطان باسم باشا قصور فجيج ، وهو المنصب الذي شغله حتى بزوغ فجر الاستقلال .. وبهذه الصفة كان يجدد ولاءه للسلطان في المناسبات الدينية كما فعل في عيد الأضحى عام 19172 ، وعيد المولد النبوي الشريف ...[/font]
[font=&quot]وفي ذات السياق نذكر أنه في عام 1936 قدم طلبا للسلطات الاستعمارية يبدي فيه رغبته الملحة في الانتقال إلى مدينة وجدة خلفا للباشا المتوفى آنذاك ، إلا أنها لم تسعفه ، رغم تزكية الحاكم المحلي ودعمه ، بعد التذكير بصفاته المثالية وخدماته المخلصة 3.[/font]
[font=&quot]غداة الاستقلال عمل تحت إمرة الباشا الجديد الشيخ محمد فرج رئيسا للجمعية الاحتياطية والخيرية لفترة وجيزة جدا ، إذ ما لبث أن رفع إليه استقالته بتاريخ : 2 / 3/ 1956 م ؛ ليعتزل الحياة السياسية والإدارية بعد اثنين وخمسين عاما من العمل المتواصل ، منها أربعة وأربعون عاما تحت نظام الحماية الفرنسية .[/font]
[font=&quot]تزوج الباشا ـ رحمه الله ـ مرتين بفجيج : كانت زوجته الأولى من قصر العبيدات ، وله معها بنت واحدة ، ولم يعمرزواجهما طويلا . أما الثانية فهي : "لالاّ حـدّة بنت أحمد بن عمرو" الودغيرية ، سليلة أسرة شريفة تنحدرمن الشيخ عبد الرحمن الورتدغيري . وهذه الزوجة هي رفيقة دربه وأم أولاده البالغين عشرة .[/font]
[font=&quot]أوصافه في التقارير الفرنسية والمغربية :[/font]
[font=&quot]كان الباشا ـ حسب بعض التقارير الفرنسية ـ يتمتع بطبيعة فطرية نقية ، فيها الكثير من رقة الإحساس ، والفطانة ، والميل نحو الخير ، وحب الصلاح والإصلاح .. مما جعله يحظى باحترام أهل فجيج ميلهم الطبيعي إلى المعارضة ، وتشبعهم بروح النقد .. كما حظي بتقدير جماعات القصور ، وقد استطاع بذكائه ورجاحة عقله ، وقدرته الملحوظة على الحجاج والإقناع ، وميله إلى المسالمة ، أن يتجنب مواجهة المعارضين ، و يدبر الأمور المسندة إليه بنجاح ، رغم المواقف العدائية التي كان يحملها البعض ضده ، ممن كانوا يتطلعون إلى الامتيازات والسلطة ، ويعتبرون ذلك حقا من حقوقهم .. وقد كانت هذه الصفات إضافة إلى خدماته المخلصة من أهم الأسباب التي جعلته يحظى بتقدير السلطتين المغربية والفرنسية ، فأنعم عليه السلطان بأوسمة وامتيازات منها : الوسام العلوي الشريف من الرتبة الخامسة عام 1917 م ، ومما جاء في حيثياته ، أنه : " مستعمل مخزني جيد صالح ... بذل جهده في خدمة دولته الشريفة ، وبمعرفة الوطن ( يقصد فجيج ) الذي هو فيه منذ زمان طويل ، أعان غاية الإعانة الحكام في إعادة ترتيب البلاد التي كانت مخزنية إلا اسمية فقط ( أي بالاسم فقط ) ، فهو مستاهل بالإنعام .. " وفي الثلاثينات حصل على تشريف آخرهو : وسام الشرف من درجة فارس .. إلا أن أول وسام أُنعم به عليه يعود إلى عام 1915 ، كما يتبين من رسالة المندوب المخزني العالي بوجدة محمد بن عبد الواحد : « جناب المحب العزيز المحترم ، السيد الكماندار باريال دامت سعادته ، وبعد إهداء أزكى السلام ، المشفوع بمزيد الاحترام ، والسؤال عن أحوالكم السامية ، وأحوال عائلتكم المحترمة . نرجو الله أن يكون الجميع بخيرفي نعمة شاملة ، وأن يكون إيابك من الجبل مع عائلتكم المحترمة بدوام السلامة والعافية . هذا وقد وصلنا من الحضرة الشريفة الظهير الشريف المتضمن للإنعام على العامل المحب السيد أحمد بن حدّ بالوسام العلوي . وها نحن قد وجّهناه له صحبته ، مع ترجمته ، جعله الله مباركا سعيدا عليه . ولا شك أنك تفرح له بهذا الوسام الشريف كفرحنا نحن ؛ حيث كان بطلب منك ، وعلى يديْك . نرجو الله النجاح في جميع الأعمال ، وأن يبارك في عمر مولانا المنصور بالله ، ويجازي رجال الدولة الحامية الفخيمة أمثالكم خيرا . ودمتم في أرغد عيش...4 “[/font]
[font=&quot]وتصفه الكتابات الفرنسية بأنه شخصية ممتازة ، ودود ، ذو طبع هادئ .. تعاطف معه باريال بلا حدود ، ودفع دائما في اتجاه تحسين وضعيته المادية التي كان يشهد بأنها متواضعة جدا ، ولم تكن تفي بكل حاجياته أحيانا . وله في ذلك شهادات ورسائل إلى المسؤول الأعلى بوجدة ، نقتطف منها النموذج التالي ، الذي يقربنا منوضعه المادي :[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وصل إلى فجيج أواخر 1904م ، بصفة سكرتير للعامل السابق ، وقد مضى له هنا 22 عاما .. في عام 1907 أو 1908 عيّن خليفة للعامل سي أحمد السعيدي ، باشا مدينة مكناس حاليا .. تزوج بفجيج ويعول أسرة كبيرة ـ كما يقول ـ لا مدخول له إلا راتبه البالغ 900 فرنك شهريا ، وحوالي 200 فرنك من حقوق السوق الشهرية .. وضعيته عادية جدا ، وهو عار من الامتيازات التي يحظى بها الباشوات أمثاله من أراض زراعية مجانية .. وأمله في تحسينها أمل مشروع بالتمام .. لإنه شخص ممتاز ، ذو طبع وديع ، كيس ، دمث بشوش .. وظيفته في بلد ذي أعراف بربرية لا تساعده على تطبيق الأحكام بالكيفية الموكولة إليه ، وأعتقد أن طموحه المتواضع ملائم للاستقرار هنا حيث كوّن أحفادا ، وقضى زمنا طويلا ، وخاصة إن قررت السلطات تحسين وضعيته .. ولا بد أن أشير إلى أن هذا الممثل المحلي لجلالة السلطان من حقه أن يتقاضى ما يتقاضى عدد من الموظفين ، مع أنهم أقل منه مستوى ، من الناحية الاجتماعية ... 5[/font]
[font=&quot]ورغم أن وضعية الباشا قد تحسنت كثيرا عما كانت عليه ، إلا أن باريال لم يقتنع بذلك ، بل كان يريد له مستوى من العيش أرفع ، فتدخل مرة أخرى مذكرا بأخلاقه ، ومستحضرا نفس المعطيات السابقة تقريبا ، يقول :[/font]
[font=&quot]" سي أحمد بن حدّو، موظف متواضع ، محترم ، مثقف ، أصله من طنجة ، دخل في خدمة المخزن بفجيج منذ ثلاثة وعشرين عاما . في يونيو طبقت زيادة عشرين في المائة على أجور كل رجال الإدارات ، وهو منهم ، مما جعل راتبه يرتفع من 800 فرنك إلى 960 فرنكا ، أضيف إليه علاوة التمثيل ، وحقوق السوق ، فصار راتبه حاليا حوالي 1350 فرنكا في الشهر .[/font]
[font=&quot]تحت كفالة سي أحمد بن حدّو عشرة أولاد ( أكبرهم يبلغ سبعة عشر عاما ) . لا موارد له خارج راتبه الأصلي ، بحيث لا يمتلك ثروة شخصية ، ولا موردا إضافيا كما هي الحال لدى كثيرغيره من باشوات المغرب ( أراض مجانية للحرث ـ هبات من محاصيل الأرض .. إلخ )[/font]
[font=&quot]ونظرا للصعوبات المعيشية الحالية ، ألتمس منكم أن تطلبوا من السلطات العليا تمتيعه عاجلا بامتيازات تجعله في وضع مريح نفسيا ، وتمكنه من عيش لائق بالباشوات.[/font]
[font=&quot]وباشا فجيج هو الموظف الوحيد في الدائرة الذي له راتب من إدارة الشؤون الشريفة6 .[/font]
[font=&quot]كان الباشا يتقاضى ـ بصفته خليفة العامل السعيدي ـ دورو حسنيا في اليوم ، ثم ارتفع راتبه مع فجر الحماية إلى خمسة آلاف وأربعين فرنكا في السنة ، بواقع 420 فرنكا شهريا7 ، واستقر في حوالي 1500 فرنك في الشهر منذ عام 1926م .[/font]
[font=&quot]كان الباشا أحمد بن حدّو شديد الاعتزاز بنفسه ، لا يرضى لنفسه الإهانة ، ولا يقبلها من أحد ، ولا لأحد ، حتى أصبح فيه ذلك ظاهرة ملازمة ، توسعت إلى رفضه إهانة الإدارة من غير تخصيص ، تستتبعه الغلظة والقساوة تجاه المخالفين ، طلبا لاستتباب الأمن ، والسير الأمثل للحكم .. ولم يتردد في نشر عيونه الثاقبة في المدينة ، يجمعون المعلومات ، ويحصون الأخبار، وأمامنا عدة حوادث تؤكد ذلك ، منها حادثة لم يسجلها ، حتى أشفى غليل قلمه بمقدمة طويلة ، نقل فيها للحاكم خبر أهل فجيج ، الذين يستبطن موقفهم مؤاخذة الباشا بهذا الإخلاص المفرط لصالح الحماية ، وعدم تساهله مع أهله ورحمه . ونصها :[/font]
[font=&quot]" أنهي إلى علمكم خبر أهل فجيج ، أنهم يتكلمون بلسانهم الطويل من غير موجب في جميع المتوظفين ، وذاك استهزاء بحكّامهم ، وعدم أشغالهم . يا ليته لو وقع الظلم على أحد منهم واشتكى يحقّ له ذلك ، ولكن أهل فجيج غير محكومين ، إنما الحاكم عليهم في الحقيقة هو المحكوم في الظاهر ؛ وذلك بأن السجن بيدهم ، والتسريح بيدهم .. فكيف لا يتكلّمون في المتوظفين . وهذا الأمر الواقع في فجيج ليس كائنا في جميع الإيالة الشريفة ، حتى في غموق البرابر .. يسجنون و يسرحون ويخطئون الناس كيف يشاؤون ، فكيف لا يتكلمون في حكامهم ويهينونهم .. إنما جميع من يقع عليه الظلم يحق له أن يشتكي ، وذلك واجب في حقه ، والواجب على الحاكم أن يحكم بالعدل في حكمه، ولا يصغي لكلام المرجفين ؛ ليترقّى الناس ، وتزول الخشانة منهم وينتفعون " ثم تأتي قضيته : " وها هي قضية وقعت نعلمكم بها ، وذلك أن رجلا من زناكة اسمه " حمّو ابشي" كان يتكلّم في حانوت المسمّى " بودّو زايد" وصار يتكلم إلى أن قال في كلامه : " ماشي هذا أحمد بن حدّو الذي قبض خمسين دورو في دعوة "عبد الرحمان بن مرزوق"ولما سمعت ذلك ، بعثت إلى صاحب الحانوت المذكور ، ومعه شاهدان ... شهدوا لحضرتنا أنه قال ذلك حقا وصدقا . وها أنا أودعته السجن شهرا كاملا . وها أنا أعلمكم أنني لن أصبر في إهانة المخزن ، بل الظلم لا يكون والحكم لابدّ منه .. 8[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومع هذه الصرامة فإنه ـ رحمه الله ـ لم يكن يحمل ضغينة ضد أحد ، بل إن مواقفه وهو يمارس عمله الحكومي ، كانت تتميز بالقوة الرحيمة ، والحزم الناعم ، يكسرهما أحيانا شفقته الزائدة على المساكين و المغبونين ، حتى لا يتوانى في إظهارها أمام الحاكم ، والتماس الأعذار لهم على ظلمهم ، ومن الأدلة التي يمكن استحضارها في هذا المقام خطاب توسل واستعطاف لباريال ، وقد حكم بشهريْن حبسا نافذا على " أحمد بن شعايب " و" الشادلي " الحمامييْن ، يقول : " .. في شأن المسجونين... ولا يخفى على سيادتكم أن حالهما ضعيف ، وقد ضاعا بالجوع ، والداعي لهما إلى سرقة النعجة هو الجوع ." 9[/font]
[font=&quot]وقد عن لنا أن نسأل عن سيرته عددا من شيوخ البلدة الذين خالطوه أو جايلوه أو قابلوه ، فكاد الإجماع ينعقد بينهم على سلامة طويته ، وحسن سمته ، وإخلاصه قي عمله ، والبعد عن الإساءة إلى الغير ، بل إن منهم من قال إنه " كان درويشا من أولياء الله ، تيجاني الطريقة ، يتردد على حلقاتهم ، ويكثر من إطعامهم بحكم المجاورة والمحبة المنعقدة ."[/font]
[font=&quot]رحم الله تلك الأبدان وأسكن أرواحهم في الجنان !! فجيج : محمد بنعلي ـ العربي هلالي[/font]
[font=&quot]1 أعيان المغرب الأقصى ، ص ....... ( باللغة الفرنسية )[/font]
[font=&quot]2 كناش 1 ـ 16/09/1917[/font]
[font=&quot]3 رسالة عدد 1377 ـ 13/06/1936[/font]
[font=&quot]4 مراسلة : 11/10/1915[/font]
[font=&quot]5 مذكرة 725 ـ 22/04/1926 و 1178 ـ 01/07/1926[/font]
[font=&quot]6 رسالة عدد 1401 ـ 07/07/1927[/font]
[font=&quot]7 رسالة المفوض السامي لباريال عدد 1391 ـ 04/06/1912[/font]
[font=&quot]8 مراسلة 19ـ 14/09/1927[/font]
[font=&quot]9 رسالة الباشا ـ عدد 69 ـ 26/03/1915[/font]
[font=&quot]الأولياء الرجراجيون[/font]
[font=&quot]الأولياء الرجراجيون : ينسبون إلى رجراجة، وهي من قبائل مصامدة السهل ، كانت مضاربها تغطي منطقة واسعة تمتد على ضفتي واد تانسيفت بين بلاد دكالة وحاحا وتشاطئ المحيط بمرفأ ورباط كوز، وتتوغل بأعماق بلاد شيشاوة ومتوجة، وعند قدوم العرب الهلالية زمن الموحدين، تراجعت رجراجة إلى جبل الحديد، وقد وصفه الحسن الوزان بأنه كثير العيون والغابات، وسكانه "فقراء فضلاء أتقياء"، وبقمته يتحنت "عدد كبير من النساك ويقتاتون الفواكه والماء" (73).[/font]
[font=&quot]وتعد قبائل رجراجة أشرف قبائل المصامدة ، فاسمها يعني" البركة "(74)، وهي مذ عرفت لم تدنس إيمانها بكفـر، وكانت أسبق القبائل المصمودية إلى اعتناق الإسـلام، وعبر العصور، أبلت بلاء حسنا في نشر الإسلام وترسيخه، وفي الجهاد ضد الملل الضالة، وضد الصليبين الإيبيريين؛ وقد أنجبت الكثير من العلماء المجاهدين، فاقوا غيرهم في بناء الزوايا والرباطات بجهات مختلفة من المغرب، ومنها بآسفي زاوية سيدي بوعلي الرجراجي الودناسي، التي خربها البرتغاليون عند دخولهم هذه المدينة (75)؛ ومن الأولياء الرجراجيين المنبثين بربوع آسفي وعبدة نذكر:[/font]
[font=&quot]2.2.1 سيدي عبد الرحمان مول البيبان : هو أبو زيد عبد الرحمان بن إبراهيم الرجراجي (76) ، المشهور"بمول البيبان "، أي صاحب الأبواب، بسبب وقوع ضريحه بمحاذاة أسوار المدينة العتيقة باسفي ، وإشرافه على ستة من أبوابها، اثنان منها يعرفان "بباب الشعبة"، والأربعة الباقية تعرف"بباب الأقواس".[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويعد سيدي عبد الرحمان من أكبر أولياء آسفي، وتذكر الروايات أنه حضر احتلال البرتغاليين لهذا الثغر، وأنه كان واحدا من المجاهدين الأشاوس، الذين ناوشوه وقاوموا وجوده(77) .[/font]
[font=&quot]2.2.2.سيدي سعيد بوغنبور: هو سعيد بن عبد القادر الرجراجي العبدي(78)، وهو من ذرية أبي بكر أشماس، دفين الزاوية القرمودية الرجراجية بالشياظمة(79)، عاش في القرن الحادي عشر(80)، وتذكر بعض المراجع بأنه لقب "ببوغنبور" لكثرة حياءه، فقد كان لا يرفع كسائه عن وجهه(81)، ويظهر أن هذه العادة كانت شائعة بين عدد من الصوفية والنساك، فهذا الجد الرابع لسيدي أحمد مؤسس الطريقة التيجانية، المدعو محمد بن سالم التيجاني، الذي كان يحسب من بين الشيوخ الأولياء(82)،" كان إذا خرج من داره للمسجد يتبرقع، فلا يرى أحد وجهه إلا إذا دخل المسجد ثم إذا رجع ستر وجهه حتى يدخل خلوته "، وقد سئل أحمد التيجاني عن السر في ذلك،" فأجاب بما يفيد أنه بلغ مرتبة الولاية، ومن بلغها يصير كل من رأى وجهه لا يقدر على مفارقته طرفة عين ، وإن فارقه وانحجب عنه مات لحينه"(83) .[/font]
[font=&quot]درس سيدي سعيد بو غنبور بفاس، وبعد ذلك قصد مراكش فلازم الشيخ الولي مولاي ابراهيم الأمغاري، وبعده لازم الشيخ الولي سيدي عبد الجليل بزاويته بتالمست(84)، وقد وصفه الكانوني "بالعلم المنير"، وزاد على ذلك بقوله أنه كان "من أكابر الرجال فضلا ودينا وصلاحا ونفعا للناس"(85). يوجد ضريح سيدي سعيد بأولاد سلمان، قرب سبت جزولة من بادية مدينة أسفي .[/font]
[font=&quot]2.2.3 سيدي أبو البركات: هو سيدي محمد بن عبد الله المعروف بسيدي أبو البركات (86)، من حـفـدة الولي سيدي واسمين، الذي يمجد بلقب "سلطان رجراجة "(87)، قدم إلى عبدة من بلاد سوس، واستقر بديار أولاد زيد من البحاترة الشمالية، ويعتقد انه تزوج هناك وخلف ذرية، هي التي تعرف حتى الآن بأولاد سيدي أبو البركات(88)، ومن أشهر أعلامهم حفيده عمر بن العربي الرجراجي، نائب قاضي آسفي بفرقة أولاد زيد "حوالي سنة 1286 "/1869 (89) .[/font]
[font=&quot]2.2.4 سيدي بوشتة : هو سيدي أبو الشتا بن عبد الرحمان البطريـشـي(90)، وهو كسابقه من حفدة سـيدي واسمين دفين الشياظمة(91)، عاش في القرن الحادي عشـر الهجري (92)؛ غادر زاويتهم برجراجة "مغاضبا لقرابته"(93)، ونزل بالساحل شمال آسفي، وانقطع عن الناس في خلوة وعبادة حتى مات. ويوجد ضريحه "على مرتفع ساحلي في غاية الجمال "على بعد خمسة وعشرين كيلومتر من آسفي، وكان الساهرون عليه يملكون حتى وقت قريب وثائق وظهائر توقير، لكن معظمها ضاع، وضاعت معها الكثير من الحقائق والإفادات التاريخية (94).[/font]
[font=&quot]2.2.5 لا لة فاطنة امحمد :هي فاطنة بنت محمد التاهروية الرجراجية، وهي من ذرية الولي سعيد بن التاهرية الرجراجي (95)، جاءت إلى عبدة من بلاد حاحا وبصحبتها أسد، وهو يرقد إلى جوار ضريحها في محل مسقوف، يقال له "بيت الأسد" (96)، بربع أولاد زيد، من البحاترة الشمالية .[/font]
[font=&quot]2.2.6 لالة زينب الكوابلية : هي من أصل رجراجي(97)، ويذكر الصبيحي أنها من " أقدم الصالحات بالبلد"(98)، ويعتقد أنها عاشت في القرن الحادي عشر الهجري يوجد ضريحها "بسوق الغزل" بالمدينة العتيقة من آسفي.[/font]
[font=&quot]2.2.7 سيدي كرارة : هو أبو الحسن بن حسين كرارة الرجراجي ، يذكر الكانوني أنه حضر حصار البرتغاليين لآسفي(99)[/font]
[font=&quot]المستشرقون وكتابة التاريخ الإسلامي[/font]
[font=&quot]إ. ليفي بروفنسال نموذجاً[/font]
[font=&quot]الدكتور عبد القادر بوباية[/font]
[font=&quot]أستاذ محاضر في تاريخ المغرب الإسلامي[/font]
[font=&quot]قسم التاريخ - جامعة وهران[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مقدمة[/font]
[font=&quot]يرجع تاريخ الاستشراق في بعض البلدان الأوربية إلى القرن الثالث عشر الميلادي. وربما كانت هناك محاولات فردية قبل ذلك، غير أن المصادر التي بين أيدينا لا تلقي الضوء الكافي على الموضوع، ويكاد المؤرخون يجمعون على أن الاستشراق قد انتشر في أوربا بصفة جدية بعد »الإصلاح الديني«. إن السبب الرئيس لظهور الاستشراق سبب ديني بالدرجة الأولى. فقد تركت الحروب الصليبية في نفوس الأوربيين ما تركت من آثار مُرّة وعميقة. وجاءت حركة الإصلاح الديني المسيحي، فشعر المسيحيون بحاجات ضاغطة لإعادة النظر في شروح كتبهم الدينية. ومن هنا اتجهوا إلى الدراسات العربية الإسلامية، لأنها كانت ضرورية لفهم هذه الشروح على أساس التطورات الجديدة؛ كما أن رغبة المسيحيين في التبشير بدينهم بين المسلمين جعلهم يقبلون على الاستشراق ليتسنى لهم تجهيز المبشرين، وإرسالهم إلى العالم الإسلامي. ولذلك قام الاستشراق في أول أمره على أكتاف المبشرين والرهبان.[/font]
[font=&quot]ومما لا شك فيه أن المستشرقين، بغض النظر عن كل الانتقادات الموضوعية الموجهة إليهم، قد أدَّوا دوراً كبيراً في إحياء عدد هام من كتب التراث الإسلامي، وبالتالي حفظوها من الضياع. وبذلك وفروا للمهتمين بدراسة هذه الكتب المادة الأولية التي تسمح لهم بإنجاز بحوثهم ودراساتهم.[/font]
[font=&quot]لقد كان للمستشرقين دور هام في نشر التراث التاريخي والأدبي لبلاد الغرب الإسلامي، ومن هؤلاء المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال الذي نشر عدداً كبيراً من المصادر التاريخية والأدبية الهامة المتعلقة بهذا الجزء من العالم الإسلامي. وسأعمل من خلال هذه المقالة على التعريف به، وإبراز دوره في عملية إحياء تراث الغرب الإسلامي، إضافة إلى تبيان النقائص والأخطاء الواردة في طيات الكتب التي نشرها.[/font]
[font=&quot]التعريف بشخصية إ. ليفي بروفنسال[/font]
[font=&quot]ولد إيفارست ليفي بروفنسال بالجزائر العاصمة سنة 1894 م، وتلقى تعليمه الثانوي بمدينة قسنطينة، ثم عاد إلى العاصمة والتحق بكلية الآداب التي تعرّف فيها إلى الأستاذ جيروم كَرْكُوبينو الذي حبّب إليه علم التاريخ ودراسة الآثار والنقوش، والأستاذ روني باصي الذي شجعه على التعمق في دراسة اللغة العربية والاعتناء بالببليوغرافية العربية، وبخاصة المخطوطات. وقد نال شهادة الليسانس في سنة 1913 م([1]).[/font]
[font=&quot]اشترك في الحرب العالمية الأولى، وجرح في معركة الدردنيل، فنقل إلى مصر ومنها إلى فرنسا، فالمغرب الأقصى حيث عيّن ضابطاً في الشؤون الإسلامية. وفي سنة 1919 م، انتدبه الماريشال ليوطي للعمل في معهد الدراسات العليا المغربية بالرباط؛ كما عين أستاذاً بنفس المعهد سنة 1920 م، ثم مديراً له فيما بين عامي 1925 و1935 م. وفي تلك الأثناء تقدم برسالة لنيل شهادة دكتوراه موضوعها "مؤرخو الشرفاء"، وتتمتها "نصوص الأوارغة العربية"، وهي عبارة عن بحث مخصص للغة جبالة القاطنة شمالي المغرب([2])، وكان ذلك في سنة 1922 م بالجزائر العاصمة. [/font]
[font=&quot]إن موضوع الرسالة والأبحاث التي انكبّ عليها لإنجاز هذا العمل هي التي أكسبته حنكة التقصي والنقد والتحليل، والتدرب على تقدير محتوى المخطوطات العربية([3]). وعلى أثر ذلك، وجهته وزارة التعليم الفرنسية إلى مكتبة الإسكوريال سنة 1923 م، وكلفته بوضع قائمة ما بها من مخطوطات، والتي تعود في معظمها إلى خزانة السلطان زيدان التي كان قد استولى عليها الإسبان في عرض البحر، فمكنه عمله هذا من الاتصال بعدد كبير من المستشرقين الإسبان، ومعرفة ما نشروه من دراسات، إضافة إلى العثور على مخطوطات قيِّمة تتعلق بتاريخ العدوتين الأدبي والاجتماعي. وبفضل هذه المهمة، شاهد أيضاً ما تزخر به بلاد الأندلس من آثار الحضارة الإسلامية. ومنذ تلك الزيارة أخذ يتردد على هذه البلاد، ويتجول في مختلف مناطقها، ويواصل عملية البحث والتنقيب عن محتويات خزائنها([4]).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]في سنة 1927 م، انتدبته كلية الآداب الجزائرية أستاذاً لتدريس تاريخ العرب والحضارة الإسلامية، فقسم وقته بين الرباط والجزائر، ثم بينها وبين معهد الدراسات الإسلامية في السوربون (باريس) حيث كان يدرّس تاريخ العرب وكتاباتهم. وفي سنة 1935 م، استعفي من مهمة إدارة معهد الرباط؛ فتفرّغ للتدريس والتأليف. وفي سنة 1938 م، وجّهت له جامعة القاهرة دعوة لزيارتها، وعين أستاذاً زائراً بها؛ كما عينته إدارة الجامعة في اللجنة المكلفة بتحقيق كتاب "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" لابن بسام الشنتريني([5]).[/font]
[font=&quot]وفي سنة 1939، جُنِّد في القيادة العليا لشمالي أفريقيا، وفي السنة الموالية أحالته حكومة فيشي إلى المعاش. وفور انتهاء الحرب العالمية الثانية، ألحقه وزير التربية الفرنسية بديوانه؛ كما عُين في نفس السنة، أي عام 1945 م، أستاذاً للعربية والحضارة الإسلامية بجامعة باريس، ووكيلاً لمعهد الدراسات السامية في الجامعة نفسها، مع العلم أنه كان حتى عام 1939 م مديراً للطبعة الفرنسية لدائرة المعارف الإسلامية([6])؛ كما أنشأ مجلة "أرابيكا"للدراسات العربية سنة 1945 م.[/font]
[font=&quot]نال ليفي بروفنسال مقابل جهوده في العمل الاستشراقي أوسمة رفيعة؛ كما عين في عضوية جمعيات عديدة، منها المجمع الإسباني والجمعية الملكية الآسيوية البريطانية؛ كما كان يعتبر المرجع الأول لتاريخ الأندلس في الغرب.[/font]
[font=&quot]لقد كانت حياة ليفي بروفنسال كلها حركة دائبة منتجة، ورحلات متواصلة للتنقيب والتحقيق، أو للنشر والتأليف، أو للتدريس والتوجيه، أو للمشاركة في الندوات العلمية والمؤتمرات الاستشراقية([7]). وكانت وفاته في غشت من سنة 1956 م([8]).[/font]
[font=&quot]آثار ليفي بروفنسال ومؤلفاته[/font]
[font=&quot]® الكتب التي أشرف على تحقيقها ونشرها أو شارك في تصحيحها:[/font]
[font=&quot]1 - "المسند الصحيح الحسن في مآثر مولانا الحسن" لابن مرزوق الخطيب. ويتناول سيرة السلطان أبي الحسن المريني([9]). ونشر في باريس عام 1925 م.[/font]
[font=&quot]2 - "الجامع الصحيح" لأبي عبد الله البخاري عن نسخة بخط أبي عمران موسى بن سعادة الأندلسي الذي وضعه في مرسية سنة 492 هـ، ونشر بمطبعة قوثنر سنة 1927 م.[/font]
[font=&quot]3 - "آداب الحسبة" لأبي عبد الله محمد السقطي المالقي بمساعدة كولان، ونشر في باريس سنة 1931 م.[/font]
[font=&quot]4 - "نبذ تاريخية في أخبار البربر في القرون الوسطى"، منتخبة من كتاب "مفاخر البربر" لمؤلف مجهول، ونشر بالرباط سنة 1934 م.[/font]
[font=&quot]5 - كتاب "صلة الصلة" - القسم الأخير - لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي، نزيل غرناطة، والتي ذيّل بها على كتاب "الصلة" لابن بشكوال، وأضاف لها مجموعة ضخمة من تراجم الأندلسيين والطارئين عليها من الغرباء، ونشر عام 1938 م بالرباط([10]).[/font]
[font=&quot]6 - "صفة جزيرة الأندلس في العصور الوسطى" عن كتاب "الروض المعطار في خبر الأقطار" لابن عبد المنعم الحميري المتوفَّى عام 726 هـ/ 1326 م، وهو يذكر فيه المدن والقرى وما إليها في قارات الدنيا المعروفة في عصره([11]). ويعتبر ليفي بروفنسال أول من عثر عليه، ونشر عام 1939 م بمكتبة ليدن.[/font]
[font=&quot]7 - سبع وثلاثون رسالة موحدية رسمية، وقد نشرها في الرباط عام 1941 م تحت عنوان "مجموعة رسائل موحدية من إنشاء كتاب الدولة المؤمنية"، وهي موزعة كما يلي: ثلاث وعشرون رسالة صادرة عن عبد المؤمن، وثلاث رسائل عن يوسف ابنه، وتسعة عن يعقوب المنصور، واثنتان عن محمد الناصر، نشرها مترجمة إلى الفرنسية في باريس سنة 1942 م([12]).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]8 - كتاب "المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا" لمؤلفه علي بن عبد الله النباهي المالقي، وهو يتألف من بابين: أولهما في ولاية القضاء وما يتعلق بها، بينما يتناول الباب الثاني سير مجموعة من القضاة. ويتضمن الكتاب بضعة ومئة ترجمة تتعلق بقضاة من الأندلس وبلاد المغرب وغيرها. وقد نشر هذا الكتاب في دار الكاتب المصري سنة 1948 م([13]).[/font]
[font=&quot]9 - كتاب "أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام" لمحمد بن عبد الله بن سعيد السلماني الغرناطي المعروف بلسان الدين بن الخطيب الذي رتبه على ثلاثة أقسام. وقد نشر ليفي بروفنسال القسم الثاني منه، ويتعلق بدول الأندلس الإسلامية مع موجز لتاريخ دول إسبانيا المسيحية، سنة 1934 م بالرباط([14]).[/font]
[font=&quot]10 - كتاب "آداب الحسبة" لابن عبدون. وقد نشره تحت عنوان »إشبيلية المسلمة في مطلع القرن 12 م« في المجلة الأسيوية، ثم منفرداً سنة 1934 م.[/font]
[font=&quot]11 - مذكرات عبد الله آخر ملوك بني زيري بغرناطة، واسمه الكامل: "التبيان عن الحادثة الكائنة بدولة بني زيري في غرناطة". وقد دونها آخر ملوك الطوائف بغرناطة، وهو عبد الله بن بلقين بن باديس الصنهاجي الذي اعتلى عرش غرناطة من عام 469 هـ/ 1077 م إلى عام 483 هـ/ 1090 م، وهو تاريخ عزله عن ملكه، ونفيه إلى مدينة أغمات حيث توفي([15]).[/font]
[font=&quot]نشر ليفي بروفنسال قطعاً من المخطوط في مجلة "الأندلس" (العدد 3، صص. 265 - 344) سنة 1935 م مع ترجمة فرنسية وبعض الهوامش. وفي عام 1955 م نشر النص العربي، وأضاف إليه مقطوعات أخرى عثر عليها فيما بعد في مدينة القاهرة([16]).[/font]
[font=&quot]12 - "أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين" مع نبذ من "مختصر كتاب الأنساب في معرفة الأصحاب" المعروف بـ"المقتبس"لمؤلفه أبي بكر علي الصنهاجي المكنى بالبيدق. وقد نشره ليفي بروفنسال في باريس عام 1928 م([17]).[/font]
[font=&quot]13 - كتاب "نسب قريش" لعبد الله بن مصعب بن الزبير، وقد نشره في مصر عام 1958 م بدار المعارف.[/font]
[font=&quot]14 - "جمهرة أنساب العرب" لمؤلفه علي بن أحمد بن سعيد القرطبي الشهير بابن حزم، وقد نشره عام 1948 م بمصر (دار المعارف).[/font]
[font=&quot]15 - كتاب "رايات المبرّزين وغايات المميّزين" لابن سعيد المغربي، وقد انتقاه المؤلف من كتاب له باسم "المغرب في شعراء المغرب"، وصنفه في قسمين: الأول في شعراء الأندلس وما إليها، والثاني في شعراء العدوة([18]). وقد نشره إيميليو قارثيا قوميث عام 1942 م في مدريد. [/font]
[font=&quot]16 - "البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب" لمؤلفه ابن عذاري، وهو أحمد بن محمد المراكشي. وقد أعاد ليفي بروفنسال وكولان نشر الجزء الأول "تاريخ إفريقية من الفتح الإسلامي إلى القرن الرابع الهجري" في ليدن سنة 1948 م، ونشر الجزء الثاني "تاريخ الأندلس من الفتح إلى القرن الرابع الهجري" سنة 1951 م. أما الجزء الثالث، فقد طبع في باريس بعنوان "تاريخ الأندلس من حين انقراض الدولة الأموية إلى آخر ملوك الطوائف" سنة 1930 م بتحقيق ليفي بروفنسال الذي أضاف إليه قطعة موضوعية مبتورة الطرفين ومجهولة المؤلف([19]).[/font]
[font=&quot]17 - وصف الأندلس لمؤلفه أبي بكر أحمد بن موسى الرازي الذي يعتبر أول من وضع وصفاً جغرافياً لشبه جزيرة إيبيريا. وبذلك يعتبر مؤسس علم الجغرافيا في إسبانيا الإسلامية (ولد سنة 274 هـ، وتوفي سنة 344 هـ).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]استطاع ليفي بروفنسال أن يتحقق من غالبية مواد النسخة الأصلية الواردة في الكتب الجغرافية التي صنفها الكتاب العرب بعد القرب العاشر الميلادي؛ كما نجح في إعادة بناء النسخة الأصلية، وقام بترجمتها إلى اللغة الفرنسية، وذلك في مجلة "الأندلس" سنة 1953 م([20]).[/font]
[font=&quot]18 - كتاب "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" لأبي علي بن بسّام الشنتريني المتوفى سنة 542 هـ والذي خصّص كتابه لأدباء عصره، حيث لم يذكر إلا من أدركه بنفسه أو أدركه بعض معاصريه. ويعتبر كتابه أوفى مرجع لمعرفة حياة أدباء الأندلس في تلك الفترة، فضلاً عما احتواه الكتاب من أخبار تاريخية نقلها عن مؤرخ الأندلس ابن حيان. وقد شارك ليفي بروفنسال ضمن لجنة الترجمة والتأليف التي شكلتها جامعة فؤاد الأول بالقاهرة في نشر الأجزاء الثلاثة من هذا المصدر الهام، وذلك بداية من 1939 م([21]).[/font]
[font=&quot]19 - كما نشر المستشرق الفرنسي نصوصاً مقتبسة من كتاب "المقتبس" لابن حيان في مجلة "أرابيكا" مع ترجمة فرنسية لها، وذلك في الجزء الأول الصادر عام 1954 م([22]).[/font]
[font=&quot]® الكتب التي ألفها أو أعاد نشرها:[/font]
[font=&quot]1 - "مؤرخو الشرفاء"، وهو عبارة عن دراسة للأدب التاريخي والسير في المغرب الأقصى من القرن السادس عشر إلى القرن العشرين. وتقع هذه الدراسة في 470 صفحة، ونشرها في باريس سنة 1922 م.[/font]
[font=&quot]2 - إعادة نشر كتاب "تاريخ المسلمين في إسبانيا" الذي ألفه رينهارت دوزي مع تنقيح وترتيب معلومات الأجزاء الثلاثة التي يتكون منها الكتاب، وذلك في عام 1932 م بليدن.[/font]
[font=&quot]3 - "إسبانيا المسلمة في القرن العاشر الميلادي" (272 صفحة، القاهرة، 1938 م).[/font]
[font=&quot]4 - "الحضارة العربية في إسبانيا" (205 صفحة، القاهرة، 1938 م).[/font]
[font=&quot]5 - "تاريخ إسبانيا الإسلامية" (الجزء الأول، من الفتح إلى سقوط الخلافة، القاهرة، 1944 م).[/font]
[font=&quot]6 - "تاريخ إسبانيا الإسلامية" (الجزء الثاني، الخلافة الأموية في قرطبة، باريس، 1950 م).[/font]
[font=&quot]7 - "خلافة قرطبة: المؤسسات والحياة الاجتماعية والدينية والثقافية" (نشره مجمع التاريخ الملكي، مدريد، 1950 م).[/font]
[font=&quot]8 - "محاضرات عن إسبانيا الإسلامية" ألقاها في كلية الآداب في سنتي 1947-1948 م، القاهرة، 1951 م.[/font]
[font=&quot]9 - "تاريخ إسبانيا الإسلامية" (الجزء الثالث).[/font]
[font=&quot]10 - "الإسلام في المغرب والأندلس: دراسات في تاريخ العصر الوسيط" (باريس، 1948).[/font]
[font=&quot]11 - »سياسة عبد الرحمن الناصر الأفريقية«، مجلة "الأندلس" (ج 9، 1946 م).[/font]
[font=&quot]فهارس المخطوطات:[/font]
[font=&quot]1 - "فهرس المخطوطات العربية" المحفوظة بالخزانة العامة (الرباط): القسم الأول ووصف فيه 455 مخطوط، باريس 1921 م.[/font]
[font=&quot]2 - "التقويم التاريخي لمطبوعات فاس" بمساعدة الأستاذ محمد بن شنب، الجزائر، 1922 م.[/font]
[font=&quot]3 - "المخطوطات العربية في مكتبة الإسكوريال"، الجزء الثالث، ويتعلق بكتب الفقه والجغرافيا والتاريخ في 330 صفحة، باريس 1927 م.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويضاف إلى كل ما سبق ذكره، ما نشره الأستاذ ليفي بروفنسال من النقد والتعريف في المجلة "الإفريقية"، ومجلات "هسبريس" و"أرابيكا"، وما نشره من المقالات في "دائرة المعارف الإسلامية"، وفي المجلات المختلفة، والتي تتعلق بالتاريخ السياسي والأدبي والاجتماعي.[/font]
[font=&quot]يعتبر ليفي بروفنسال من أكثر المستشرقين اهتماماً بالتراث الأدبي والتاريخي لبلاد الغرب الإسلامي، وبخاصة بلاد الأندلس. ومن خلال ما قام بنشره وتحقيقه من مصادر تاريخية وجغرافية وأدبية، وما قام بتأليفه من كتب ودراسات مسّت التاريخ الأندلسي خاصة، والمغربي عامة، يتبيَّن مدى الجهد الذي قام به في سبيل إخراج المصادر التاريخية الهامة المتعلقة بهذا الجزء من العالم الإسلامي إلى الوجود.[/font]
[font=&quot]إن إلقاء نظرة على المصادر التي نشرها وحققها المستشرق الفرنسي تبين تلك الأهمية. فكتاب "البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب" لابن عذاري الماركشي يعتبر من أهم مصادر تاريخ الغرب الإسلامي، لما يتضمنه من معلومات ذات قيمة تاريخية كبيرة أغلبها مقتبس من مصنفات عبثت بها أيادي الدهر، ولم تصل إلينا مثل كتاب الرقيق القيرواني والوراق وغيرهما. ولهذا السبب جاء الكتاب حافلاً بمعلومات تاريخية وجغرافية قيمة ينفرد بها عن غيره من المؤرخين، والشيء نفسه يمكن قوله بخصوص كتاب لسان الدين بن الخطيب الموسوم بـ"أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام" والذي هو عبارة عن تاريخ عام للأندلس من الفتح الإسلامي حتى عصر المؤلف، أي حتى القرن الثامن الهجري. وقد أضاف إليه ابن الخطيب جزءاً مختصراً لتاريخ الممالك المسيحية مثل قشتالة وأرغون والبرتغال. وبذلك فهو يعتبر أول تاريخ شامل لبلاد الأندلس([23]).[/font]
[font=&quot]نفس القول ينطبق على الجزء الكبير الذي انتخبه من كتاب "مفاخر البربر" الذي يورد صاحبه المجهول معلومات ينفرد بها عن أي مصدر آخر معروف، فيستمدها من تحرياته الخاصة، أو من كتب ضائعة يثبت شذرات منها([24]).[/font]
[font=&quot]كما أن كتاب "وصف الأندلس" لأحمد الرازي يكتسي أهمية خاصة. ذلك بأن هذا المؤلف يعتبر أول وصف جغرافي لشبه جزيرة إيبيريا، ولذلك يعتمد عليه كل الجغرافيين الذين جاءوا بعده مثل الحميري وأبي عبيد البكري وغيرهم.[/font]
[font=&quot]ويعتبر كتاب "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" الذي شارك ليفي بروفنسال ضمن لجنة الترجمة والنشر في تحقيق أجزاء منه، موسوعة أدبية وتاريخية تضمنت تراث القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، وهي الفترة العلمية المزدهرة التي جمعت بين عصري الخلافة الأموية وعصر ملوك الطوائف. ولما كان ابن بسام الشنتريني - مؤلفها - أديباً وليس مؤرخاً، فقد اعتمد في الجزء التاريخي من كتابه على ما كتبه المؤرخ الأندلسي العظيم ابن حيان في كتاب "المتين" الذي يعتبر في عداد المصادر التاريخية الهامة المفقودة. وبذلك، فقد حفظ لنا ابن بسام الكثير من هذا الكتاب الضائع. [/font]
[font=&quot]هذا بإيجاز ما يمكن قوله بشأن المصادر التاريخية التي »حققها« ليفي بروفنسال مع إبداء تحفظ على مفهوم كلمة »تحقيق« عند هذا المستشرق. فهي ليست التحقيق العلمي الذي يتطلب خطوات معينة من دونها يصبح العمل مجرد نشر فقط، وهذا ما سأحاول إثباته من خلال عنصر لاحق في هذا البحث.[/font]
[font=&quot]أفادنا ليفي بروفنسال أيضاً من خلال الفهارس التي وضعها لمكتبات هامة مثل الخزانة العامة بالرباط، ومكتبة الإسكوريال بمدريد حيث جرد فيها أسماء المصادر الموجودة، وهو الأمر الذي يسهل مهمة الباحث؛ إذ يوفر عليه مشقة البحث عنها في الخزائن المنتشرة هنا وهناك. وبالرجوع إلى هذه الفهارس، يمكنه التوجه مباشرة إلى مراكز وجود هذه المظان، وبالتالي الاطلاع على أمهات المصادر المتعلقة بتاريخ المغرب والأندلس.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]منهج ليفي بروفنسال في التحقيق: [/font]
[font=&quot]بهدف التعريف بمنهج المستشرق الفرنسي في مجال التحقيق، سأورد نموذجين لأعماله. يتعلق الأول بالجزء الذي نشره من كتاب "مفاخر البربر"؛ أما الثاني، فيخص كتاب "أعمال الأعلام".[/font]
[font=&quot]¯ "مفاخر البربر": قام الأستاذ ليفي بروفنسال بنشر جزء كبير من كتاب "مفاخر البربر" لمؤلف مجهول - كان بقيد الحياة عام 712 هـ - تحت عنوان "نبذ تاريخية في أخبار البربر في القرون الوسطى"، وصدر الكتاب عن المطبعة الجديدة بالرباط سنة 1352 هـ/ 1934 م، وتقع نشرة المستشرق الفرنسي في مئة صفحة: اثنتان وثمانون صفحة منها تتضمن النبذ التاريخية المختارة من المخطوط؛ أما بقية النشرة (أي 19 صفحة)، فتتضمن الفهارس. ويتألف ما نشره بروفنسال من المحاور التالية:[/font]
[font=&quot]- مقدمة مؤلّف "مفاخر البربر" (ص. 1-2)؛[/font]
[font=&quot]- ذكر أخبار المنصور بن أبي عامر مع البربر (صص. 3-37)؛[/font]
[font=&quot]- ذكر بعض أخبار زيري بن عطية المغراوي وابنه المعز (صص. 37-42)؛[/font]
[font=&quot]- ذكر ثوار المغرب ورؤسائه وبعض ملوكه (صص. 43-60)؛[/font]
[font=&quot]- ذكر الفقهاء والأعلام من البربر (صص. 60-78)؛[/font]
[font=&quot]- ذكر البربر بجزيرة الأندلس (صص. 78 - 80)؛[/font]
[font=&quot]- ذكر ولاة لمتونة بالأندلس (صص. 81-82).[/font]
[font=&quot]أما بقية النشرة، فتشتمل على الفهارس العامة.[/font]
[font=&quot]من خلال مقارنة ما نشره الأستاذ ليفي بروفنسال بالمخطوط الموجود بالخزانة العامة (الرباط)، يتبين أنه لم ينشره كاملاً، إذ أغفل الكثير من الفصول والأبواب التي تكتسي أهمية بالغة، لأنها تمس جوانب هامة من تاريخ البربر. ومما لم ينشره المستشرق الفرنسي:[/font]
[font=&quot]1.قصيدة شرف الدين البوصيري المتعلقة بمدح الشيخ أبي مدين شعيب، والكثير من شيوخ الصوفية في بلاد المغرب والمشرق، وتتألف من تسعة وخمسين بيتاً، ويقول في مطلعها:[/font]


[font=&quot]قفا بي على الجرعاء من جانب الغرب[/font]

[font=&quot]ففيه حبيب لي يهيم به القلب[/font]

[font=&quot]قريب إلى سرّي بعيد مرامه[/font]

[font=&quot]جنيت به وجداً على البعد والقرب[/font]

[font=&quot]إذا ما هبّت النكباء في ترب داره[/font]

[font=&quot]تعطّرت الأكوان من ذلك الترب[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وتستغرق هذه القصيدة الورقات من 101 إلى 104 من المخطوط ك 1275.[/FONT]
[FONT=&quot]2.فصل في ذكر سبق البربر وفخرهم والحدود الجغرافية لبلاد المغرب، وتستغرق الورقات من 104 إلى 107.[/FONT]
[FONT=&quot]3.يتوقف المستشرق الفرنسي في ما نشره عند الورقة 107 من المخطوط. وبذلك فهو يبتر المؤلَّف من اثنتي عشر ورقة. وتحتوي هذه الأوراق على معلومات قيمة تتعلق بأنساب البربر، والأحاديث النبوية التي تبرز فخرهم ومكانتهم العالية، وأخبار فتح عقبة بن نافع لبلاد المغرب، وبنائه لمدينة القيروان، وأخبار الأدارسة بعد وفاة إدريس الأكبر، وأخبار نسب بني عبد المؤمن، وحكام الدولة الموحدية، والأحاديث المتعلقة بالمهدي الذي بشر به الرسول [/FONT]r[FONT=&quot]، وأبرز من تلقّب به.[/FONT]
[FONT=&quot]ما يلاحظ أيضاً على نشرة ليفي بروفنسال، إضافة إلى ما ذكر سابقاً، أنه لم يقارن المخطوط الذي نشر جزءاً منه([25])بالمجموع الثاني الذي كان موجوداً بالخزانة الكتانية بفاس قبل أن ينقل إلى الخزانة العامة بالرباط([26])؛ كما أنه نشر هذا الجزء دون دراسة وتحقيق، حيث لا يوجد أي هامش في كتاب "نبذ تاريخية في أخبار البربر في القرون الوسطى". ولذلك جاءت هذه النشرة مليئة بالأخطاء، ومنها على سبيل المثال:[/FONT]
[FONT=&quot]أ - الأخطاء الإملائية واللغوية:[/FONT]
[FONT=&quot]- لظهور الطاغية هناك عن أهله (ص. 12)، وفي المخطوط: »لظهور الطاغية هناك على أهله« (ورقة 64 من النسخة ك 1275).[/FONT]
[FONT=&quot]- أباحها على الاقتطاع (ص. 14)، وفي المخطوط: »وأباحها على ما افتتحاه« (ورقة 65).[/FONT]
[FONT=&quot]- وأنه متى نكث بالذمة منه بريء (ص. 14)، وفي المخطوط: »وإنه متى نكث فالذمة منه بريئة« (ورقة 65).[/FONT]
[FONT=&quot]- ثاب له في غزوهم رأي قدر (ص. 15)، وفي المخطوط: »ثاب له في غزوهم رأياً« (ورقة 65).[/FONT]
[FONT=&quot]- فإن انكسرت، أطبقوا عليك؛ فعسى تخلصك (ص. 18)، وفي المخطوط: »فعسر تخلصك« (ورقة 65).[/FONT]
[FONT=&quot]- فلما دخل لمودعه (ص. 18)، وفي المخطوط: »فلما دخل ليودعه« (ورقة 68).[/FONT]
[FONT=&quot]- لتسد به ثغور الأندلس (ص. 13)، وفي المخطوط: »لتشد به ثغور الأندلس« (ورقة 65).[/FONT]
[FONT=&quot]- بأحد الحسنيين (ص. 13)، وفي المخطوط: »بإحدى الحسنيين« (ورقة 65)([27]).[/FONT]
[FONT=&quot]ب - الأخطاء العلمية:[/FONT]
[FONT=&quot]- أحمد عند ليفي (ص. 5)، وفي المخطوط: »أحمد بن أبي بكر« (الورقة 60).[/FONT]
[FONT=&quot]- ملتفة بالأندلس (ص. 7)، وفي المخطوط: »ملتفة بالأندلسي، وهو جعفر بن علي بن حمدون الأندلسي« (الورقة 61).[/FONT]
[FONT=&quot]- الوزير يحيى التجيبـي (ص. 9)، وفي المخطوط: »الوزير يحيى بن محمد بن هاشم التجيبـي« (الورقة 62).[/FONT]
[FONT=&quot]- بزار بن معد (ص. 15)، وفي المخطوط: »نزار بن معد« (الورقة 66).[/FONT]
[FONT=&quot]هذه بعض الأخطاء التي أحصيتها بعد مقارنة ثمان عشرة صفحة من الكتاب الذي نشره ليفي بروفنسال، وما يقابلها في المخطوط "ك 1275" (عشر ورقات فقط).[/FONT]
[FONT=&quot]¯ كتاب "أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام"([28]): الذي ألفه لسان الدين بن الخطيب، وقام ليفي بروفنسال بتحقيقه والتعليق عليه. ولكننا بتصفحه لا نلاحظ فيه لا تحقيقاً ولا تعليقاً، وإنما مجرد نشر لكتاب، إذ يكتفي المستشرق الفرنسي في المقدمة بذكر من وصف هذا الكتاب أو نشر جزءاً منه مثل ما فعل كل من المستشرقين كوديرا ف. وفانيان إ. وملشور أنطونيا، ثم يورد نبذة موجزة جدّاً عن مؤلف الكتاب لا تزيد عن عشرين سطراً. وفي نهاية المقدمة، يذكر النسخة التي اعتمد عليها في عمله، وهي النسخة الموجودة بمكتبة جامع القرويين بفاس؛ كما يذكر النسخ الأخرى لهذا الكتاب، والموجودة بالجزائر وتونس ومدريد (المقدمة كلها تحتوي على خمس صفحات)، ثم ينتقل مباشرة إلى متن المخطوط، ويقتصر في عمله أيضاً على نشر ما جاء في النسخة التي اعتمد عليها دون تحقيق للأعلام البشرية والجغرافية وما أكثرها، حيث لا نجد في الكتاب كله - ويحتوي على 338 صفحة - إلا اثنين وثلاثين هامشاً، أغلبها عبارة عن الإحالات إلى المصادر التي يوجد فيها نفس الكلام، ويتعلق الأمر خاصة بالأبيات الشعرية الموجودة في الكتاب.[/FONT]
 
أعلى