موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]خاتمة[/font]
[font=&quot]إن المستشرق ليفي بروفنسال قد ساهم بقسط وافر في عملية نشر التراث التاريخي والأدبي لبلاد المغرب الإسلامي. ومع ذلك، فقد جاء ما نشره مشوهاً نظراً لعدم قيامه بتحقيق هذا التراث تحقيقاً علمياً، والذي من دونه لا يمكن الاستفادة من كتب التراث. ولذلك كله، وجب علينا إعادة النظر في ما نشره المستشرقون، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بإعادة تحقيق هذه المصادر تحقيقاً علمياً.[/font]


[font=&quot]([1]) إ. ليفي بروفنسال، مؤرخو الشرفاء، تعريب عبد القادر الخلادي، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط، 1397 هـ/ 1977 م، ص. 9.[/font]
[font=&quot]([2]) نجيب العقيقي، المستشرقون، دار المعارف، القاهرة، ط. 4، 1980، ج 1، ص. 10.[/font]
[font=&quot]([3]) ليفي بروفنسال، المرجع السابق، ص. 10.[/font]
[font=&quot]([4]) المرجع نفسه.[/font]
[font=&quot]([5]) نجيب العقيقي، المرجع السابق، ص. 293.[/font]
[font=&quot]([6]) المرجع نفسه.[/font]
[font=&quot]([7]) المرجع نفسه.[/font]
[font=&quot]([8]) ليفي بروفنسال، المرجع السابق، ص. 14.[/font]
[font=&quot]([9]) محمد المنوني، المصادر العربية لتاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 1404 هـ/ 1983 م، ج. 1، ص. 102.[/font]
[font=&quot]([10]) المرجع نفسه، ص. 77.[/font]
[font=&quot]([11]) المرجع نفسه، ص. 78.[/font]
[font=&quot]([12]) المرجع نفسه، ص. 42.[/font]
[font=&quot]([13]) المرجع نفسه، ص. 92.[/font]
[font=&quot]([14]) المرجع نفسه، ص. 99.[/font]
[font=&quot]([15]) المرجع نفسه، ص. 31.[/font]
[font=&quot]([16]) عبد الله بن بلقين، كتاب التبيان، تحقيق وتعليق أمين توفيق الطيبي، منشورات عكاظ، الرباط، 1995، ص. 25.[/font]
[font=&quot]([17]) ناصر الدين سعيدوني، من التراث التاريخي والجغرافي للمغرب الإسلامي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط. 1، 1999، صص. 63 -64.[/font]
[font=&quot]([18]) محمد المنوني، المرجع السابق، ج 1، ص. 59.[/font]
[font=&quot]([19]) المرجع نفسه، صص. 66 - 67.[/font]
[font=&quot]([20]) ك. بويكا، المصادر التاريخية العربية في الأندلس، نقله إلى العربية نايف أبو كرم، منشورات دار علاء الدين، دمشق، ط. 1، 1999، صص. 103 - 104.[/font]
[font=&quot]([21]) محمد ماهر حمادة، المصادر العربية والمعرَّبة، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. 6، 1407 هـ/ 1987 م، ص. 259.[/font]
[font=&quot]([22]) حسين مؤنس، موسوعة تاريخ الأندلس، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط. 1، 1416 هـ/ 1996م، ج 2، ص. 383.[/font]
[font=&quot]([23]) نجيب العقيقي، المرجع السابق، صص. 294 - 300؛ ليفي بروفنسال، المرجع السابق، صص. 12-14.[/font]
[font=&quot]([24]) محمد المنوني، المرجع السابق، ج 1، ص. 68.[/font]
[font=&quot]([25]) مجهول، مفاخر البربر، المخطوط د 1020، الخزانة العامة بالرباط.[/font]
[font=&quot]([26]) مجهول، مفاخر البربر، المخطوط ك 1275، الخزانة العامة بالرباط.[/font]
[font=&quot]([27]) مجهول، مفاخر البربر، تحقيق عبد القادر بوباية، رسالة ماجستير، معهد التاريخ، جامعة وهران، 1996، صص. 22-25.[/font]
[font=&quot]([28]) لسان الدين بن الخطيب، تاريخ إسبانيا الإسلامية أو كتاب "أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام"، تحقيق وتعليق إ. ليفي بروفنسال، دار المكشوف، بيروت، ط. 2، 1956.[/font]
[font=&quot]معلمة ضريح سيدي عزوز تحيا من جديد ( نشر )[/font]
[font=&quot]كتبهاعبد الكريم بنانــي ، في 27 مارس 2008 الساعة: 11:20 ص[/font]
[font=&quot]إعداد : عبد الكريم بنانـــي ، خريج دار الحديث الحسنية بالرباط[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] حين بدأت البحث في نوادر تراث مدينة تازة وبالأخص التراث الفكري،كنت دائما أُدهش بالمعطيات التي أقع عليها والمعلومات التي أُفاد بها ، لأن الواقع يصور هذه المدينة في بعدها الفكري والثقافي والحضاري بشكل يسيء للمنحى التاريخي، فالمسار التاريخي يحكي بعدا حضاريا واجتماعيا متفردا ، فالنفحة الروحية ظلت على مر تاريخ هذه المدينة سمة أساسية تغذي الساكنة بالمبادئ الأخلاقية الطيّبة ، وتنسج بين الساكنة علاقات اجتماعية كلها تعاون وتراحم .[/font]
[font=&quot]فمدينة تازة تمتاز على غيرها من المدن المغربية بكونها عرفت على مر تاريخها الحضاري والاجتماعي والإنساني انسجاما واقعيا ومعرفيا بين فئات المجتمع المختلفة ، وبين الأولياء الذين قطنوا هذه المدينة أو زاروها وتزودوا بالمعارف العلمية ونهلوا من هدي الصالحين بها ، وكونوا بذلك حلقة أساسية مهمة من تاريخ تازة الفكري.[/font]
[font=&quot]وبمرور الأزمان، غادر هؤلاء الأولياء حياة الناس وبقيت أضرحتهم تؤسس لعرف محلي يلتمس فيه الناس الفجوة والحظوة والزيارة ، فاعتاد أهل تـازة ( والعادة عند العارفين عرف ) أن يترددوا على أضرحة الأولياء المجاورة لهم باعتبارها فضاءات ذات أبعاد متعددة ووظائف متنوعــة ، مقتدين في ذلك بنهج المسلمين الأوائل في دَرجهم على زيارة قبور الصدّيقين والشهداء والصالحين ، اعترافا بمكانتهم ، وعرفانا بجميل عطاءاتهم .[/font]
[font=&quot]ولكون هذه الأضرحة - تأسيسا على واقع الأمر- مكانا مقدّسا تحرص الأمة على حسن هندستها وزخرفتها بما يليق لصاحبها من كرامة ومنّـة في بسط المفاهيم الروحية والرقي بالجانب التربوي للناس، ويأتي ضريح سيدي عزوز ليؤكد كل هذه المفاهيم، ويحقق كل هذه الغايات ، فعرف التازيين يتضمن تأريخا شفهيا لمكانة هذا الولي الصالح ولمكانة الضريح أيضا.[/font]
[font=&quot]يقع ضريح سيدي عزوز بقلب تازة العليا، المدينة العتيقة التي شهدت أسوارها حقبا تاريخية مهمة من تاريخ تازة العريق، تتوسطه قبة عالية مزخرف سقفها الخشبي بزخرفة بديعة، وقد بنيت هذه القبة العظيمة بعناية فائقة تؤكد مكانة هذا الولي في نفوس وقلوب التازيين والتي لا يعقل أن يبنيها سكان تازة الأقدمون لشخص ليست له مكانة عظيمة أو منزلة رفيعة بينهم، فسيدي عزوز ولي صالح معروف بكراماته حتى سماه أكثر من باحث بـ ( مول البلاد ) وقد قال في حقه الوزير الإسحاقي الذي زار تازة أثناء رحلة الحج في العام 1143 هـ - وهو التأريخ الوحيد الذي عثرت عليه – يقول " وزرنا بتازة من أولياءها الصالحين المشهورين سيدي محمد بن يجبش وسيدي عزوز والسيد علي بن بري التسولي النسب التازي الدار".[/font]
[font=&quot]ولهذه المكانة التي حظي بها الرجل شدّت إليه الرحال من بقاع البلاد المغربية وشد اهتمام عدد من الباحثين والمفكرين الذين تحدثوا عن بركاته وكراماته، كما صار للضريح موسمٌ يُعقد به كل سنة للترحم على الروح الطاهرة لجلالة الملك الحسن الثاني والدعاء لأمير المؤمنين بالصلاح والترحم على روح هذا الولي.[/font]
[font=&quot]ويتقرر خلال هذا الموسم الديني إخراج السلك القرآنية من طرف فقهاء الإقليم ، وهذا الأمر له دلالات وأبعاد ، تتمثل في الحب والتقدير الذي تكنه طبقة الفقهاء والعلماء لهذا الولي الصالح الذي صار توسطه للمجتمع التازي من الأفكار الأخلاقية والدعائم الاجتماعية التي تلازم الناس في حياتهم اليومية .[/font]
[font=&quot]لكن هذا الضريح ، أو هذه المعلمة التاريخية تعرضت لحريق جاء على أخضره ويابسه ، فجرد الضريح من معانيه البديعية التي قام عليها حبّ أهل تازة ، فتآكل الدربوز والسقف الخشبي المزخرف والنقوش الملونة التي كانت تضفي حلة البهاء والجمالية للضريح ، وهذا الحدث – العارض- أحدث شرخا عميقا في النفوس ، فالأضرحة الكبرى هي أماكن للتقوى ولتعميق الإيمان والدين وقراءة القرآن وأما ضريح سيدي عزوز فيمتاز إضافة إلى ما ذكر بالتجربة الروحية التي لا غنى لأهل تازة عنها والتي جعلت لهذه المدينة إشعاعا واسعا في هذا المجال.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهذه المعطيات كلّها شكلت حافزا لإعادة الضريح إلى وضعه السابق وإخراجه من أزمته الوقتية وإعادة تشكيل هندسته من جديد ، فالضريح يعرف حاليا إصلاحات جذرية ابتدأت في الثالث من دجنبر 2007 ،وهو حدث لا يمكن أن ندع الفرصة تمر حتى نشدّ على أيدِ كل من ساهم في إعادة هذه المعلمة وبعث إحيائها من جديد ، وإعطائها المكانة التي تليق بصاحب المقام .[/font]
[font=&quot]والحمد لله رب العالمين[/font]
[font=&quot]من أعلام شمال المغرب ـ القاضي سيدي مبارك بن القاضي مولاي محمد العربي الخمالي[/font]
[font=&quot]كتبهاالخمال الخمالي ، في 1 أغسطس 2011 الساعة: 13:42 م[/font]
[font=&quot]هو القاضي سيدي مبارك بن القاضي مولاي محمد العربي بن القاضي أبي العباس مولاي محمد الطالب الخمالي العمراني الإدريسي الحسني ، ولد سنة 1279 هجرية الموافق لسنة 1863 ، بقرية الخماملة في قبيلة الخلط ببني عمران بمنطقة ريصانة وهو سليل أسرة الشرفاء الخماملة العمرانيين ، التي اشتهرت بالعلم و النسب و تواتر علماءها وأعلامها في القيام بخطة قضاء قبيلة الخلط و الطليق و بني كرفط وغيرها من قبائل الهبط ، بعد تولية جدهم القاضي مولاي عبد الله الخمالي الشهير بالرصاع بظهير المولى أحمد المنصور الذهبي ، عقب معركة وادي المخازن الشهيرة التي شارك فيها إلى جانب مولاي محمد ابن ريسون .[/font]
[font=&quot]حيث يقول المؤرخ الدكتور عبد الله المرابط الترغي في ترجمته لأسرة الخمال في موسوعة معلمة المغرب ( …تنتسب عائلة الخمال إلى الشرفاء العمرانيين فيصلون بنسبهم إلى عمران حفيد عبد الله بن المولى إدريس الأزهر حيث تجتمع فروع الشرفاء العمرانيين جميعا ، كانوا يسمون قديما بالرصاع حسبما وقفت عليه في تقييد شجرة أنسابهم ، ولقبوا فيما بعد بالخمال و اشتهروا به و في حديثه عن فرع الخلط يقول ( فرع قبيلة الخلط بأولاد عمران قرب القصر الكبير ومنهم الوجهاء و العلماء، تسلسل فيهم قضاء قبيلة الخلط و الطليق قرابة القرن ونصف القرن ) معلمة المغرب ص 3813 حرف الخاء ـ الجزء الثاني عشر(1) [/font]
[font=&quot]وقد اشتهر الخماملة بالعلم و الخيار و المروءة و النسب الشريف حيث قال الشيخ سيدي عبد السلام بن علي بن ريسون الولي الصالح والقطب الرباني الواضح في الثناء عليهم ( في علمنا ويقيننا أن دار أولاد الخمالي في قبيلة الخلوط دار علم ومروءة وخيار ونسب فنعرف العالم العلامة القاضي سيدي التهامي بن الطيب القاضي ونعرف ولده الفقيه العلامة سيدي محمد بن التهامي المذكور المشهور بالقضاء في وطنه الخير الفاضل المفضل في قومه كما نعرف أخاه سيدي الخصال بن التهامي العادل النبيه العالم الذكي وأنهم لا زالوا في خدمة العلم والقيام بوظائفه وتعليم أولادهم وهذا دأبهم سلاف عن خلاف ولنا اتصال بمعرفتهم ومحبتهم ومحبة أسلافهم مع الأسلاف فالله يبقي فيهم نور العلم والقيام بوظائفه إلى يوم الدين ويحميهم من شر أهل الشر والجهل ويبسط عليهم نعمته آمين، يهمنا ما يهمهم ويسرنا ما يسرهم فالله خير حفظا وهو أرحم الراحمين وكتب عبد ربه عبد السلام بن علي بن ريسون ). (2) [/font]
[font=&quot]كما وصفهم الشاعر محمد الفاطمي الصقلي في رحلته المسماة بالنفحة الشمالية العاطرة الأنفاس في الرحلة الخمالية لزيارة قطب فاس التي ترجم فيها للشريف سيدي محمد الخمالي العمراني الطنجي حيث قال ( …ثم توجه من الغد إلى قبيلة بنى عمه الأشراف سلالة المنعوت في سورة الأعراف وهي قبيلة وافرة فيها سادات وجوهوهم كالبدور الساحرة منهم صلحاء وأعلام فيهم مصابيح الإسلام، قد اشتهروا بالصلاح والديانة والشجاعة والجود،وكيف لا وهم أبناء سيد الوجود. ) (3)[/font]
[font=&quot]حفظ سيدي مبارك القرآن على يد الإمام العدل العالم العارف سيدي عبد الله الخصال الخمالي العمراني بقرية الخماملة وختمه وهو في الثامنة من عمره ، كما أخذ عن والده العلامة مولاي محمد العربي الخمالي وعن عمه القاضي سيدي محمد بن التهامي الخمالي فحفظ المتون و الحديث و أخذ علوم التصوف ، كما أخذ دروس التفسير وشروح الاجرومية و العاصمية وعلم القراءات عن ثلة من فقهاء القصر الكبير وعلماءها ، قبل أن ينتقل إلى فاس للدراسة بالقرويين ، حيث مكث بها مدة مقيما بدار الخماملة بالمدرسة المصباحية ، صحبة أخيه العلامة مولاي محمد بن محمد العربي الخمالي ، كما أخذ على الشيخ مولاي محمد بلعربي بن محمد الهاشمي الدرقاوي المدغري وكان له به اتصال كما تدل على ذلك رسالة كان بعث بها الشيخ المذكور لسيدي مبارك إبان مقامه بفاس سنة 1298 هجرية يشجعه فيها على طلب العلم.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد نبغ سيدي مبارك في العلوم الشرعية و بلغ فيها شؤاً كبيراً ، فأثنى عليه المولى الحسن الأول في رسالة إلى والده يصفه فيها بالفقيه العالم وهو لم يتجاوز بعد العشرين من عمره لما بلغه عنه من تفوقه و اجتهاده و تميزه عن أقرانه.[/font]
[font=&quot]ـ في توليه قضاء قبيلتي الخلط و الطليق[/font]
[font=&quot]تولى سيدي مبارك الخمالي القضاء نائبا عن قاضي العرائش عبد السلام بن الغربي الساحلي ، بمقتضى ظهير المولى الحسن الأول في 8 من ذي القعدة عام 1301 هجرية ، حيث جاء فيه[/font]
[font=&quot]( الحمد لله وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه [/font]
[font=&quot]الطابع الشريف وبداخله الحسن بن محمد وفقه الله ، [/font]
[font=&quot]أقررنا بحول الله وقوته وشامل يمنه ومنته ماسكه الفقيه السيد مبارك ابن العربي الخمال الخلطي على النيابة في خطة القضاء بقبيلتي الخلط والطليق عن الفقيه القاضي بالعرائش السيد عبد السلام بن الغربي الساحلي ، فعليه أن يسلك في ذلك نهج من تقدم من أسلافه و يتصف بجميل أوصافه و أن يدور مع الحق حيث دار ولا يراقب إلا الله الواحد القهار ، وأن يشاور المنوب عنه المذكور فيما يعرض له من الأمور ، والله ولي التوفيق و الهادي إلى سواء الطريق والسلام في 8 قعدة عام 1301 .) (4) [/font]
[font=&quot]وصدر بشأنه ووالده مولاي محمد العربي الخمالي ظهيرين بالتوقير و الاحترام ، من القائد أحمد بن التهامي العرائشي في سنة 1302 هجرية وسنة 1305 هجرية .[/font]
[font=&quot]ويتبين من الوثائق الخاصة بهذه الفترة ، أن قضاء الخلط و الطليق ألحق لفترة بقاضي العرائش ، وهذا يعزى في تقديرنا لمرض القاضي مولاي محمد العربي الخمالي الذي أعجزه عن تولى خطة قبائل الخلط و الطليق لفترة ، لذلك عندما ولي سيدي مبارك القضاء على القبيلتين المذكورتين جاء على سبيل النيابة عن قاضي العرائش ، إلا أن ذلك لن يستمر طويلا بعد التدخلات المتكررة لقاضي العرائش في مجال قضاء سيدي مبارك الخمالي ، خاصة بمسألة قسمة التركات التي خصها المولى الحسن الأول برسالة إلى قاضي العرائش يعلمه بموجبها بالكف عن التدخل في أحكام القاضي مبارك الخمالي ، وإسناد النيابة الشرعية في قضاء القبيلتين إليه مباشرة ، حيث جاء فيها[/font]
[font=&quot](الفقيه الارضى القاضي بمحروس ثغر العرائش السيد عبد السلام الساحلي سددك الله وسلام عليك ورحمة الله وبعد ، فقد بلغ لعلمنا الشريف أن النائب عنا في الأحكام الشرعية بقبيلتي الخلط و الطليق ، منعته من ما أقررناه عليه من الاستبداد بما يفيء الله به من أجر قسم التركات بالقبيلتين المذكورتين ، حيث لا إحباس له على القيام بالخطة كما كان على ذلك محمد رحمه الله ..) و المقصود هنا القاضي سيدي محمد بن التهامي الخمالي رحمه الله . (5) [/font]
[font=&quot]وبلهجة شديدة يقول المولى الحسن الأول مخاطبا قاضي العرائش ( …وأفضى بك الحال إلى أن أخرته عن الخطة رأسا وعليه إن صح ذلك فما كان ينبغي لك و حتى إن كان بموجب كان عليك أن تطلع علمنا الشريف به ، وعلى كل حال فهو مقر على أجرة قسم التركات إعانة له على الخطة وإذا قرأت كتابنا هذا رده إليه يتمسك به والسلام في 23 رجب عام 1303 هجرية ) (6) [/font]
[font=&quot]وهذا ما ستؤكده رسالة أخرى من المولى الحسن الأول إلى ناظر أحباس القصر الكبير ، يسمي فيها سيدي مبارك الخمالي بقاضي الخلط مؤرخة ب 26 رجب الفرد عام 1303 .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وبالتالي أصبح قضاء الخلط و الطليق مرة أخرى مستقلا عن قضاء العرائش ، سيعود بموجبها سيدي مبارك إلى مدينة القصر الكبير حيث مركز قاضي الخلط ، بعد أن مارس الخطة بدوار الخماملة نائبا عن قاضي العرائش عند توليته سنة 1301 هجرية .[/font]
[font=&quot]وقد استمرت هذه المرحلة من تولي سيدي مبارك الخمالي لقضاء الخلط و الطليق بمدينة القصر الكبير إلى سنة 1131 هجرية ، أي إلى سنة وفاة المولى الحسن الأول . [/font]
[font=&quot]حيث أن مجلس قضاء قبيلتي الخلط و الطليق ، كان ينعقد كل يوم أحد ، وهو يوم السوق الأسبوعي الذي يجتمع به أهالي مداشر ودواوير القبيلتين للتسوق وهذا الأمر لازال ساريا إلى اليوم وكذلك لتقديم شكاواهم ودعاويهم للقاضي ، وقد أشار المستشرق ميشو بلير الذي كان مقيما بمدينة القصر الكبير إلى هذا الامر عند حديثه عن قضاة المدينة في كتابه عن القصر الكبير ـ الأرشيف المغربي[/font]
[font=&quot]ثم أقر المولى عبد العزيز سيدي مبارك الخمالي قاضيا على قبيلتي الخلط و الطليق ، بمقتضى ظهيره الصادر في فاتح رجب الفرد عام 1312 هجرية وقد جاء فيه ( يعلم من شريف كتابنا هذا أعز الله أمره وجعل في الصالحات طيه ونشره أننا بحول الله وقوته ولينا ماسكه الطالب مبارك الخمالي الخلطي خطة القضاء في قبيلتي الخلط و الطليق وأسندنا إليه النظر في الدعاوى الشرعية والقيام بشرائطها المرعية على أن لا يخرج في حكم من أحكامه عن الراجح و المشهور وما به العمل المأثور وعليه بتقوى الله ومراقبته في التحفظ على الأحكام و التثبت في الرسوم ومراعاة الحق في الفصل بين الخصوم بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يسعه التغاضي عما ورد في ضل ذلك من الوعيد الدائم وعلى الواقف عليه من ولاة أمرنا الشريف أن يعمله ويعمل به ولا يتعداه والسلام …) (7) [/font]
[font=&quot]لكن هذه الفترة كذلك لم تمر دون نشوء نزاع حول مجال الاختصاص مع قاضي القصر الكبير ، وهذا ما تشير إليه رسالة المولى عبد العزيز المؤرخة في 21 ربيع الثاني عام 1313 ، حيث جاء فيها ( الفقيه الارضى قاضي قبيلة الخلط و الطليق السيد مبارك الخمالي سددك الله وسلام عليك ورحمة الله وبعد ، فقد أجاب قاضي القصر عن شكايتك بأنك لازلت تخوض التي من شأنه الخوض فيها الآيلة لأهل المدينة ، وقد أجيب بأن العمل على ما تقدم له ولك أمرنا الشريف من اقتصار كل منكما في الأحكام الشرعية على ما هو مولى عليه ، فأنت على القبيلة وهو على المدينة ، وكذلك عدول كل منكما يلزمون الإشهاد في خصوص ايالة قاضيهم لتحسم مادة النزاع بينكما و السلام ) (8) [/font]
[font=&quot]وهذا يعود كذلك في رأينا إلى أن عدداً من ساكنة المدينة كانوا من قبيلة الخلط ، بل إن عددا من أحياء المدينة اليوم هي من الدواوير السابقة التي تعتبر ضمن مجال القبيلة المذكورة ، كأولاد حميد و دوار الحلوفي و الزكاكرة و دوار حسيسن و الكشاشرة و أولاد سدرة من أحواز مدينة القصر الكبير .[/font]
[font=&quot]وللإشارة فقط ، فمجال قبيلتي الخلط و الطليق الشاسع غالبا ما كان محط أنظار قضاة القصر الكبير والعرائش ، باعتبارهما حاضرتي المنطقة ، وباعتبار أن ساكنة الخلط غالبا ما كانوا مصدر إزعاج للسلطة نتيجة لهجوماتهم المتكررة على المدينتين ولخصوماتهم مع الأهالي (9) ، كما أن قواد و بشوات المدينتين كذلك كثيراً ما بسطوا نطاق سلطتهم إلى القبيلتين المذكورتين ، وهو ما كان يثير حفيظة قواد القبيلة وشكاواهم للسلطان بشأن ذلك وهذا ما سنراه عند الحديث عن فترة تولي سيدي مبارك مهمة قيادة القبيلتين ، عدا أن بعض قواد القبيلة الأقوياء كالباشا الملالي الرميقي كان يتخذ من القصر الكبير مقراً لإقامته ، وكثيرا ما جمع تحت يده سلطة إدارة المدينة و القبيلة .[/font]
[font=&quot]يتبع…[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]الخمالي بدرالدين[/FONT]
[FONT=&quot]أنظر بعض المراجع[/FONT]
[FONT=&quot](1) ـ موسوعة معلمة المغرب ـ الجزء الثاني عشر ـ حرف الخاء ـ أسرة الخمال ـ القاضي مبارك بن محمد العربي بن طالب الخمالي ـ ص 3813ـ3818 [/FONT]
[FONT=&quot](2)ـ أبطال صنعوا التاريخ ، علي الريسوني المحامي ـ تطوان ـ 1975[/FONT]
[FONT=&quot](3) ـ مخطوطة النفحة الشمالية بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية وهي محفوظة تحت عدد 5467 ـ الرباط [/FONT]
[FONT=&quot](4) ـ أصل الظهير مخطوط في ملكية الأستاذ محمد سعيد الخمالي.[/FONT]
[FONT=&quot](5) ـ هو القاضي الأشهر والبركة الأنور الفقيه العلامة و الدراكة الفهامة سيدي محمد بن القاضي سيدي التهامي بن القاضي الطيب الخمالي العمراني ، من أعلام الخماملة ومشاهيرهم ، تولى قضاء الخلط و الطليق بظهير المولى عبد الرحمن بن هشام بعد وفاة والده مولاي التهامي بن الطيب سنة 1269 هجرية ، كما تولى قضاء بني كرفط وأهل سريف بمقتضى ظهير المولى محمد بن عبد الرحمن ، وورد بشأنه عدة رسائل من قائد مدينة العرائش علي بن محمد إلى قواد القبائل المذكورة يذكرهم بقدره وشأنه وعلى إلزام أهل الجبل من بني كرفط وأهل سريف بالتقاضي عنده و النزول عند أحكامه كما صدر بشأنه وأخيه العالم سيدي عبد الله الخصال عدة ظهائر بالتوقير و الاحترام ومنها ظهائر المولى الحسن الأول[/FONT]
[FONT=&quot]ذكره سيدي عبد السلام بن ريسون بالقاضي الخير الفاضل المفضل في قومه كما هو وارد في الشهادة التي تضمنها ظهير المولى الحسن الأول .[/FONT]
[FONT=&quot]ترجم له الدكتور عبد الله المرابط الترغي في معلمة المغرب ص 3816 ـ الجزء الثاني عشر ـ حرف الخاء ، كما أن هناك ترجمة وافية له في كتاب النجم الوضاء في مشاهير من تولى من الخماملة خطة العدالة و القضاء ـ لا زال مخطوطا ـ الأستاذ بدرالدين الخمالي العمراني[/FONT]
[FONT=&quot](6)ـ مجموعة ظهائر الاسرة الخمالية ـ جائزة الحسن الثاني للمخطوطات ـ 1998 ـ الأستاذ محمد سعيد الخمالي [/FONT]
[FONT=&quot](7) ـ أصل الظهير مخطوط في ملكية الأستاذ محمد سعيد الخمالي.[/FONT]
[FONT=&quot](8) ـ أصل الرسالة مخطوط في ملكية الاستاذ محمد سعيد الخمالي.[/FONT]
[FONT=&quot](9)ـ الشتيت و النثير من أخبار القصر الكبير ـ الأستاذ محمد عبد الرحمن بن خليفة ـ منشورات جمعية البحث التاريخي و الاجتماعي بمدينة القصر الكبير ، مركز إعلاميات آيت الرموش ـ ط 1998[/FONT]
[FONT=&quot](10)ـ تاريخ تطوان لمحمد داود ـ المجلد الحادي عشر ، مطبعة الخليج العربي ، تطوان ط 2009 ـ منشورات جمعية تطاون أسمير[/FONT]
[FONT=&quot](11) ـ أصيلا وأعلام ـ الجزء الثالث الأستاذ عبد الرحيم الجباري، الطبعة الثالثة 2007[/FONT]
[FONT=&quot](12) [/FONT]El Qçar El Kebir = Une ville de province au Maroc septentrional, par MM. E, Michaux-Bellaire et G. Salmon
Les fonctions de cultes et le qaddi - pages 46 ; 47 ; 48- Archives marocaines Vol II fasc. 2-1905[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من علماء تازة النجباء :أبو عبد الله محمد بن شعيب المجاصي كان حيّا سنة ( 743 هـ )[/FONT]
[FONT=&quot]كتبهاعبد الكريم بنانــي ، في 3 نوفمبر 2010 الساعة: 13:02 م[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]أبو عبد الله محمد بن شعيب المجاصي كان حيّا سنة ( 743 هـ )[/font]
[font=&quot]صاحب " شرح درر اللوامع " (ج1)[/font]
[font=&quot] إعداد ك عبد الكريم بنانــــــي[/font]
[font=&quot] أنجبت مدينة تازة على مر تاريخها الطويل علماء وفقهاء وأدباء، ازدانت بهم رحاب العلم ونوّروا بمعارفهم الفقهية والفكرية والأدبية مجالس وحلقات العلم بجميع أرجاء المعمور .[/font]
[font=&quot] من هؤلاء من اختار تازة لتكون موطنا للنشأة وموطنا للرحلة وموطنا للعودة ، ومنهم من اختار الخروج إلى مدينة فاس (نظرا للعلاقة التي جمعت بين المدينتين خاصة في العصر المريني ) لتكون بلدة الانطلاقة نظرا لوجود جامع القرويين الذي كان يشكل الحلقة الأولى في شهرة العلماء وذيوع صيتهم بالداخل والخارج .[/font]
[font=&quot] وضمن هذه الفئة الأخيرة ينتمي محمد بن شعيب بن عبد الواحد بن الحجاج المجاصي ، وقد ضبط صاحبنا اسمه بنفسه في كتابه " شرح الدرر اللوامع " ، حيث قال : محمد بن الشيخ المرحوم أبي يوسف الحجاج المجاصي اليصليتي ، وبظهر الورقة الأولى من النسخة نفسها ما نصه : " محمد بن شعيب بن عبد الواحد بن الحجاج المجاصي " ، وهذه الترجمة نفسها ذكرها غير واحد من الدارسين [1] .[/font]
[font=&quot]ينتسب هذا العالم إلى أسرة " المجاصيين " تنحدر من إحدى قرى " مكاصة " بالكاف ، وفوقه ثلاث نقط ، كما هي مضبوطة عند الحسن الوزان في كتابه " وصف إفريقيا " [2]، إلا أن المؤلف كتبها ( المجاصي ) بالجيم ، على الأصل اللغوي . أما " مكاصة " اليوم فهي ليست سوى قبيلة صغيرة على الضفة اليمنى لواد بوحلو ، الرافد الجنوبي لنهر إيناون[3] ، وقد قال الحسن الوزان : " جبل مكاصة مغطى بالنبات لا ينبت فيه سوى قليل من القمح ، لكن يكثر فيه الزيت ، وينسج جميع السكان الأقمشة ، ويضم أربعين قرية كبيرة ومزدهرة "[4] .[/font]
[font=&quot]كما أن المجاصي ينتسب إلى بني يصليتن ، فهو " اليصليتي " ، وهذه الكلمة ضبطها المجاصي بالصاد ، ويظهر أنها حرفت فيما بعد ، فهي عند أحمد بابا في نيل الابتهاج " يسيتن " [5] ، وإليها ينتسب محمد بن احمد بن عبد الرحمن اليستني ، شيخ المنجور ومفتي فاس ، ولقد أفادنا التنبكتي حين قال : " يسيتن " بربر من أعمال دبدو [6] ، ودبدو مدينة قديمة أسسها الأفارقة على منحدر جبل شاهق ، يسكنها فرع من شعب زناتة ، يجلب إليها القمح من تازا ، واستعملها بنو مرين كأحد قلاعهم ، وأهلها كرماء ، وتبعد عن مدينة تازا بنحو 80 ميلا[7].[/font]
[font=&quot]كما ضبط الحسن الوزان هذه الكلمة بـ : " يستيتن " وقد وصف هذه المنطقة الجبلية بقوله : " وفي سفح الجبل – جبل يستيتن – بساتين تنتج كثيرا من العنب والتمر والخوخ ، وفي منحدرات الجبل مناجم حديد تصنع منه صفائح الخيول والسيوف وحلي النساء "[8] .فالكلمة وقع تحويرها إلى ما سلف ، كغيرها من أسماء القبائل ، مثل " صماتة " - التي ينسب إليها الفقيه الصماتي - يقال لها اليوم " سماتة " بالسين ، وهكذا .[/font]
[font=&quot]وتحلية لهذا العالم وتكريما له ، لقب بألقاب علمية وأدبية ، أهمها " الأستاذ " ، وكما هو معلوم لا يلقب بهذا الوصف إلا من بلغ درجة الأستاذية في فن من فنون العلم ، حيث يكون متصدرا للإقراء أو الإفتاء أو غير ذلك ، وقد حلاه بهذا الوصف أبو عبد الله المقري [9] .[/font]
[font=&quot]كما يلقب بالعالم والنحوي واللغوي والشيخ والأديب والمقرئ ، وغيرها مما يتحلى به كل عالم برزت شخصيته العلمية والأدبية والروحية [10].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد عاش رحمه الله بمدينة تازة ، قبل أن يغادرها إلى مدينة فاس، كما صرح بذلك في مقدمة كتابه " شرح الدرر اللوامع " إذ قال : " وكان – يقصد شيخه ابن بري التازي – بقريتنا ومصلاه معنا برباط مدينة تازا كلأها الله " [11] .[/font]
[font=&quot]وقد وصف هذه المدينة وأهلها الحسن الوزان فقال : " تحتل هذه المدينة الدرجة الثالثة – يعني في عصره ، وهو القرن 10 هـ - في المملكة ، من حيث المكانة والحضارة ، ففيها جامع أكبر من جامع فاس ، وثلاث مدارس وحمامات ، وأسواق منتظمة كأسواق فاس ، وسكانها شجعان ، كرماء من بينهم كثير من العلماء والأخيار، ومن عادة ملوك فاس أنهم يقتطعون هذه المدينة لثاني أبنائهم ، ومن الواجب - والحق يقال - أن تكون حاضرة المملكة لطيب هوائها صيفا وشتاء ، وكان ملوك بني مرين يقيمون بها الصيف كله "[12].[/font]
[font=&quot] أما شيوخه في العلم ، فالأكيد أن الحركة الثقافية والعلمية التي كانت سائدة بتازة وفاس في عصره كانت رافدا لينهل من علماء المكان الذي عاش بينهم والمقصود بهم ، علماء النحو واللغة والقراءات ، ومنهم ، نذكر :[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1 - الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسن التازي الرباطي ، شهر بابن بري ، والرباطي نسبة إلى رباط تازة ، وهو من التسول من فخذ بني لنت ، استوطن مدينة تازا وبها أخذ عن علمائها مثل الشيخ أبي الربيع سليمان بن محمد بن علي بن حمدون الشريشي ( ت : 709 هـ ) وغيره .[/font]
[font=&quot]أخذ عنه المجاصي نظمه الشهير " الدرر اللوامع " [13] بمدينة تازا ، صرح هو بذلك في مقدمة كتابه " شرح الدرر اللوامع " ، قال : " .. وبعد قراءتها على مؤلفها سماعا منه لدي ّ ، ورواية وتفهما لمعانيها ، وكتب لي بذلك كله ، وسألته عنها حرفا حرفاً ، وترددت إليه مرارا في ما أشكل علي ّمنها ، بقريتنا ومصلاه معنا برباط مدينة تازا " [14] .[/font]
[font=&quot]2 - الشيخ المقرئ المحدث أبو عبد الله المالقي ، كان بمدينة تازا ، أخذ عنه وأجازه ، كما ذكر ذلك في كتابه " شرح الدرر " قال : " قرأت عليه لنافع عرضتين : ختمة لورش وختمة لقالون ، مستظهرا لذلك ، وكتب لي بذلك إجازة " ، وقد عقد فصلا خاصا لشيوخه [15] .[/font]
[font=&quot]3 - أبو عبد الله محمد بن الحسن بن أحمد بن أبي بكر التسولي اللنتي ، قرأ عليه وأجازه ، ذكره في الفصل المذكور ، قال : " قرأت عليه ختمة من طريق أبي العباس أحمد بن يزيد الحلواني ، وكتب لي بذلك إجازة " .[/font]
[font=&quot]4 - الشيخ المقرئ الأستاذ الفقيه المحدث الورع ، أبو الحسن علي أبي الربيع سليمان القرطبي ، مقرئ فاس ( ت : 730 هـ ) ، وهذه الأوصاف المذكورة من تحلية الترجم له لشيخه في الفصل المذكور .[/font]
[font=&quot]5 - أبو العباس أحمد بن عبد الرحيم بن تميم بن سعيد المجاصي ، شهر بالمكناسي ، من شيوخ فاس ، وبها أخذ عنه القراءات السبع ، كما صرح بذلك في الفصل المذكور .[/font]
[font=&quot]6 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد العزيز السلمي المخزومي ، قرأ عليه الأرجوزة المسماة " تهذيب المنافع " وغيرها وأجازه ، كما أفاد ذلك في الفصل المذكور . [/font]
[font=&quot]7 - أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن بادس الغابري ، قرأ عليه بالسبع من سورة الأنبياء إلى الناس ، وسمع منه أرجوزة علي بن عبد الغني الحصري ، الشهيرة بالحصرية ، وأجازه ، سطر ذلك في الفصل المذكور .[/font]
[font=&quot]هؤلاء هم الشيوخ الذين صرح بذكرهم وحلاهم بأحسن الأوصاف ، كما ذكر أن كثيرا من شيوخه غفل عن ذكرهم ، وعلل سبب ذلك بقوله : " وقد أغفلت كثيرا من الشيوخ ممن قرأنا عليهم حتى حال بيننا وبينهم الدهر ، ولم يمكن الرجوع إليهم تفريطا منا وجهلا بالرواية ، ولكن الكفاية فيما ذكرنا ، مع التوفيق "[16] .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وهذا العالم وإن لم يعرف بالقدر الكافي بين سكان مدينة تازة والنواحي فإن عددا من الباحثين المعاصرين أجادوا في التعريف والثناء على علمه ، لتظل مكانة هذا العالم راسخة في أذهان هؤلاء وفي كتبهم ومؤلفاتهم ، وسنسعى إلى خدمة ذلك بالوقوف على ما سطروه في هذا المجال ، لنفض الغبار عن ما أنجبته مجاصة من العلماء ، وعن جهودهم في خدمة الفقه والأدب واللغة .[/FONT]
[FONT=&quot]وما التوفيق إلا من عند الله ،والحمد لله رب العالمين .[/FONT]
[FONT=&quot]للتواصل :[/FONT]
e-mail :karim_fes_taza@yahoo.com
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot][1] - ينظر مثلا : القراء والقراءات بالمغرب : 44 ، للأستاذ سعيد أعراب ، ط . دارالغرب ، ط . 1 سنة : 1990، و قراءة الإمام نافع عند المغاربة : 4 / 1431 ، 1443 للدكتور عبد الهادي حميتو .[/FONT]
[FONT=&quot][2] - ج : 1 / 357 ، ترجمة الدكتور محمد حجي والأستاذ محمد الأخضر ، ط .دار الغرب ، [/FONT]
[FONT=&quot] ط . 2 سنة : 1983 .[/FONT]
[FONT=&quot][3] - ذكر الأستاذ محمد الأمراني أن " مجاصة " إحدى قبائل تازة الواقعة بأهل بودريس ، وقد [/FONT]
[FONT=&quot] انتسب إليها كثير من الفقهاء والمقرئين منهم : صاحب النوازل محمد بن الحسن المغراوي [/FONT]
[FONT=&quot] والفقيه خلف الله المجاصي ، وسواهما . ابن بري التازي : 27 . ط . وزارة الأوقاف بالمغرب . [/FONT]
[FONT=&quot][4] - وصف إفريقيا : 1 / 357 .مرجع سابق .[/FONT]
[FONT=&quot][5] - نيل الابتهاج : 596 ، ط . طرابلس ليبيا سنة : 1989 .[/FONT]
[FONT=&quot][6] - نفسه.[/FONT]
[FONT=&quot][7] - ينظر : وصف إفريقيا : 1 / 351 للحسن الوزان .مرجع سابق.[/FONT]
[FONT=&quot][8] - وصف إفريقيا : 1 / 359 .[/FONT]
[FONT=&quot][9] - نفح الطيب : 5 / 253 ، مرجع سابق .[/FONT]
[FONT=&quot][10] - ينظر : ابن بري التازي : 91 ، تأليف الأستاذ محمد الأمراني ، ط . وزارة الأوقاف بالمغرب .[/FONT]
[FONT=&quot] ، وكتاب أزهار الرياض : 5 / 74 ، بهامش الكتاب والتحلية للمحققين .[/FONT]
[FONT=&quot][11] 11 - اللوحة رقم : 1 من شرح الدرر اللوامع بحث جهود أبي عبد الله المجاصي في خدمة علوم القرآن تحقيق نموذجين من إسهاماته[/FONT]
[FONT=&quot]رجز غريب القرآن وشرح الدرر اللوامع " د.عبد اللطيف الميموني ، مرقونة بدار الحديث الحسنية .ص 30 .[/FONT]
[FONT=&quot][12] - وصف إفريقيا : 1 / 354 .[/FONT]
[FONT=&quot][13] - أفرده بالدراسة غير واحد ، ويرجع في التفصيل إلى أطروحة الدكتور عبد الهادي حميتو :[/FONT]
[FONT=&quot] 4 / 1406 ، فإنه عقد فصلا خاصا بعنوان : " أبو الحسن بن بري عميد الاتجاه " الرسمي " في قراءة نافع بالمدرسة المغربية وامتدادات مدرسته الأثرية من خلال أرجوزة " الدرراللوامع " وما قام عليها من نشاط علمي " فليراجع ، لأنه أغنى عن التكرار ، وينظر أيضا : ابن بري التازي إمام القراء المغاربة : 54 ، وما بعدها ، للأستاذ الأمراني رحمه الله .[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [14] 14- اللوحة : 1 من النسخة المصورة عن نسخة الأستاذ الأمراني التازي ، التي رمزها في" م " ، كما جاء في بحث جهود أبي عبد الله المجاصي في خدمة علوم القرآن تحقيق نموذجين من إسهاماته رجز غريب القرآن وشرح الدرر اللوامع " د.عبد اللطيف الميموني ،.ج2/218 .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot][15] - اللوحة : 20 ، 21 من نسخة " م " . المرجع السابق من التحقيق.[/font]
[font=&quot][16] - اللوحة : 22ب ، من النسخة " م " .المرجع السابق .[/font]
[font=&quot]تحدثنا قبل عن نسب محمد بن شعيب المجاصي ، وكيف أنه نشأ في تازة (قبيلة مجاصة ) ثم انتقل إلى مدينة فاس ليدرس عن شيوخها إضافة إلى علماء تازة كابن بري الذي أخذ عنه وتتلمذ على يديه ، كما صرح بذلك في مقدمة "شرح الدرر اللوامع " .[/font]
[font=&quot]وقبل أن نتحدث عن جهوده في خدمة علوم القرآن من خلال تأليفه لكتابين في هذا العلم هما : رجز غريب القرآن وشرح الدرر اللوامع ، واللذان اعتنى بتحقيقهما الدكتور عبد اللطيف الميموني في أطروحة له مرقونة بدار الحديث الحسنية بالرباط ، وبإشراف الدكتورين محمد الرواندي وعبد الرزاق هرماس .[/font]
[font=&quot]نقف في هذا الجزء للحديث عن الحياة السياسية والاجتماعية في العصر الذي عاشه محمد بن شعيب المجاصي ، هذه الحقبة التي اخترناها مهمة في تاريخ تازة وفي تاريخ المغرب ، لأنها الفترة التي كان الحكم فيها لبني مرين خلال المائة الثامنة ، والمتتبع لتاريخ تازة عموما يقف على ما شيده بنو مرين بالمدينة وما تميزت به تازة في هذا العهد ، ويكفي الاستدلال على حبهم للمدينة أنهم كانوا يقتطعونها لثاني أبنائهم بعد فاس ، وأنهم كانوا أول من أبدع في توسعة المسجد الأعظم بالمدينة (مفخرة تازة )، حيث أتموا شطره الثاني ، فأضافوا فيه ست بلاطات وقبة مشرفة على المحراب وزيّنوه بثريا فريدة أمر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني بتعليقها سنة 694هـ .[/font]
[font=&quot]وبالرجوع إلى الحالة السياسية في هذا العصر ، نجد أن بنو مرين الذين قاموا على أنقاض دولة الموحدين ابتداء من سنة 613 هـ ، اتخدوا من مدينة فاس عاصمة " إدارية وعلمية لهم ، و أسسوا المدينة البيضاء المعروفة بفاس الجديد" .[/font]
[font=&quot]وكان آخر ملوك المرينيين عثمان بن أحمد بن أبي سالم ، بويع يوم الثلاثاء الموفى ثلاثين لجمادى الأخيرة من عام ( 800 هـ ) ، وقد ملك المغرب على أحسن حالة من العدل وإقامة الشرع .[/font]
[font=&quot]وهذا التقارب الجغرافي والمحور الاستراتيجي ، جعلهم يهتمون بالمدن المجاورة خاصة التي كانت تشهد حركة فكرية وعلمية ، وهو ما كانت تعرفه تازة تلك الفترة وأسهم فيه علماء نجباء أمثال المجاصي وغيره .[/font]
[font=&quot]أما الجانب الاجتماعي لهذه الفترة فكانت متميزة ، فقد شهدت فاس وتازة تشييد ساحات كبيرة لألعاب الفروسية واستعراض الجيوش في المناسبات : " ويروي بعض المؤرخين أن هذا العرف الاجتماعي كان في الأندلس ، ثم انتقل إلى المغرب واشتهر في ضاحية فاس وناحية تازا " .[/font]
[font=&quot]وكذلك إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بالطريقة التي تليق بالمقام النبوي ،" وكان أول من أحيا هذه الذكرى قاضي سبتة ، أبو العباس اللخمي السبتي ( ت : 633 هـ ) ، وذكر بعض المؤرخين أن سبب ذلك اتباع المسيحيين في لإقامة النيروز والمهرجان وميلاد المسيح عليه السلام ، ففكر في أمر يشغل الناس عن هذه البدع ويقضي على هذا المنكر ، ولو بأمر مباح ، فوقع في نفسه أن ينبه أهل زمنه على الاعتناء بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ،وقد احتفل المرينيون بهذا المولد ، وبدأ أيام عبد الحق فأقام ليلة المولد بفاس . "[/font]
[font=&quot]فاعتبر يوم ( 12 ) ربيع الأول يوم عيد ديني ، تعطل فيه الأعمال ، فتقام الأفراح وتزين المرافق بالأضواء ، ويُتجمل بأحسن الثياب ، إظهارا للبهجة والسرور والفرحة والحبور ، وكانت المساجد والكتاتيب القرآنية تحتفل بهذه المناسبة ، من أول يوم ربيع الأول إلى يوم ( 12 ) منه ، وهو يوم المولد النبوي ، وطيلة هذه الأيام تردد الصلوات والأذكار والابتهالات والموشحات الأندلسية ، وهذه العادات جارية إلى اليوم ، ولاسيما في مناطق غمارة .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وكان موقف المجاصي من كل ما يدور في عصره هو تطبيقه واحتكامه للمذهب المالكي السائد آنذاك ، مما يؤكد أنه تأثر بالسائد في عصره ،ولأنه يتعذر الوقوف على ما ميّز فكره بهذا الخصوص ، ظهر ذلك جليا في تآليفه من خلال استنتاج مالكيته ودوده عن أعراف ومبادئ المذهب ، يقول د. الميموني " كان المجاصي مالكي المذهب ، وكان يستشهد لفتاوى الإمام مالك – رحمه الله – في مواطن كثيرة ، كما يذكر الأحكام الفقهية وفق التي استقاها من أعيان المذهب المالكي "[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا يؤكد ما ذكرنا آنفا .[/FONT]
[FONT=&quot]—–[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]———-[/FONT]
[FONT=&quot]عبد الكريم بناني[/FONT]
e-mail :karim_fes_taza@yahoo.com
[FONT=&quot]الهوامش[/FONT]
[FONT=&quot]- روضة النسرين في دولة بني مرين : 19 ، لإسماعيل ابن الأحمر ، تحقيق : عبد الوهاب بن منصور ، ط . 2 – 1991 .[/FONT]
[FONT=&quot]- نفسه : 51 .[/FONT]
[FONT=&quot]- ورقات عن الحضارة المغربية .الأستاذ المنوني : 43 ، وأزهار الرياض : 1 / 205 ، 2 / 316 .مطبوع بهامش ابن بري التازي .الأستاذ محمد المنوني .ط.وزارة الأوقاف بالمغرب .[/FONT]
[FONT=&quot]- المنوني في الورقات : 266 .[/FONT]
[FONT=&quot]- يقصد بهذه الكلمة " المهرجان " العنصرة حيث يحتفل بذكرى عيد ميلاد النبي يحيى عليه [/FONT]
[FONT=&quot]السلام ، ويصادف يوم : 24 يونيه [ الورقات : 282 ] .[/FONT]
[FONT=&quot]ينظر بحث جهود أبي عبد الله المجاصي في خدمة علوم القرآن .د.عبد اللطيف الميموني 1/18-20 بتصرف .[/FONT]
[FONT=&quot]- يراجع للتوسع : الطابع الخاص للحضارة المغربية في العصر الوسيط " مجلة كلية الآداب [/FONT]
[FONT=&quot]والعلوم الإنسانية : جامعة محمد الخامس ، العددان : 3 ، 4 مزدوج ، سنة : 1978 . [/FONT]
[FONT=&quot]والمولديات في الأدب المغربي : دعوة الحق ، ص : 62 ، 65 ، السنة : 11 ، عام : [/FONT]
[FONT=&quot]1968 . [/FONT]
[FONT=&quot]بحث جهود أبي عبد الله المجاصي في خدمة علوم القرآن .د.عبد اللطيف الميموني 1/20 .[/FONT]
[FONT=&quot]من نوادر التراث التازي : نوازل محمد بن الحسن المجاصي[/FONT]
[FONT=&quot]كتبهاعبد الكريم بنانــي ، في 14 يناير 2008 الساعة: 14:32 م[/FONT]
[FONT=&quot]إن الحديث عن هذه المدينة وعمّا تزخر به من تراث يستدعي التريث والتأني والصبر في استخراج مكنونات هذا التراث سواء تعلق الأمر بمخطوطات أو بأمور أخرى ترتبط بجوانب علمية وثقافية .[/FONT]
[FONT=&quot]وقد وجدت نفسي – حينما وضعت يدي على نوازل محمد بن الحسن المجاصي – أعجبُُُُُُ بهذا التراث الفقهي الذي يضطلع بتوضيح الثروة الفقهية التي وصل إليها فقهاء مدينة تازة ونواحيها ، فهي المدينة التي شهدت كراسي علمية أنار ضيائها عدد من العلماء والفقهاء سواء الذين ازدانوا بالمدينة أو الذين نزلوا بها فاستوطنوها .[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولعل هذا المخطوط " نوازل المجاصي " خير شاهد على الفكر الفقهي المعرفي الذي ميز فقهاء تازة ، حيث أن هذه النوازل لم تتعامل مع الفقه على أنه علم قد نضج واحترق ، وبالتالي تبقى عملية الاجترار والتقليد وإضافة ما هو كائن إلى ما هو موجود ، بل بالعكس ، فقد تميزت نوازل هذا الفقيه المغراوي بكونها أصّلت لمسائل اجتهادية وبحثت في مسائل خلافية وأثارت قضايا علمية وأحاطت بجوانب مقاصدية ، وهي بذلك قد حدّدت المفهوم الرصين لمعنى النوازل ، حتى شهد لها بذلك جهابذة العلم وأتبثوا ذلك في مؤلفاتهم ، من هؤلاء الإمام العارف بالله تعالى أبي محمد عبد القادر بن عباس يوسف الفاسي ، الذي كتب على أول صفحة من هذا المخطوط ما نصه : " هذه كراريس مشتملة على نوازل وعدّة مسائل ممّا صدرت به الفتيا عن الفقيه المرتضى قاض الحضرة ومفتيها أبي عبد الله محمد بن الحسن المغراوي المجاصي به شُهِر أنار الله بصيرته …" .[/font]
[font=&quot]فصاحب هذه النوازل ينسب إلى قبيلة مجاصة ، إحدى قبائل تازة الواقعة باهل بودريس ، وقد انتسب إليها كثير من الفقهاء والمقرئين ، منهم هذا الفقيه المغراوي نزيل مكناس والمتوفى عام 1103 هـ/ 1691 م ، وقد اشتهر بالتفوق في الفتاوى والنوازل الفقهية وبعض المعارف الفكرية ، يقول ذ. امحمد الأمراني في كتاب " ابن بري التازي ص 28" : " وقد اشتهر – أي محمد بن الحسن – بالتفوق في الفتاوى والنوازل الفقهية ، ألف كتاب نوازل المجاصي التي قرضها عبد المالك التاجموعتي قاضي سجلماسة ، وقد أثبث نص هذا التقريض سيدي عبد الله كنون في كتابه القيم " النبوغ المغربي ج 2 /ص 541 " .[/font]
[font=&quot]فهذه النوازل ليست فتاوى تحكى عمن سبق ، بل هي قضايا تؤسس لوقائع تحدث فعلا ففيها إعمال فكر وتتبع وتدقيق فالنوازل صنعة لا يحسنها كل فقيه فلا بد فيها من الدربة والممارسة ومراعاة أعراف البلد الذي يفتي فيه هذا فضلا عن تحكيم نوازل الفرائض والنكاح والطلاق والأيمان وهو ما يصدق فعلا على نوازل محمد بن الحسن ، ذلك انه لم يقتصر فيها على مسائل العبادات كالصلاة والصيام والزكاة … بل جاءت شاملة للعبادات والمعاملات وإن كانت لم تْميَّز عن بعضها بأبواب وفصول ، فنجد نوازل النكاح مع نوازل تخص شرط الفقيه ونوازل الشهادات متبوعة بأخرى للحيازة والشفعة وهكذا …، وهذا يجسّد تميز هذه النوازل في أنها ترتبط بوقائع حدثت فعلا في المجتمع التازي وبعضها يشكل أعرافا وعادات خاصة بمنطقة مغراوة ونواحيها .[/font]
[font=&quot]تبتدئ هذه النوازل بعد البسملة والتصلية بخط جامعها :" الحمد لله الذي قيض لدينه أعلاما يرجع إليهم في المسائل وهداة يكون المعول عليهم عند عروض حادثات النوازل ، نحمده سبحانه على ما امتن به من قيام قواعد الدين وحفظ شرعه المطهر عن شبهات الغالين وتحريف المبطلين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد خير من جاءنا بالهدى وعلى آله وأصحابه الذين ورثوا علمه لمن استن بهديهم واقتدى وبعد ، فإن أولى ما تتعلق به الهمم العوالي وتجد في طريق تحصيله الأيام والليالي وتقطع مسافة العمر فيه ولا تبالي إتقان علوم الأحكام الشرعية وتحصيل مهماتها الفرعية " .[/font]
[font=&quot]ولم يكتف جامع هذه النوازل بالتقديم لها على عادة النساخ والمقرظين بل اجتهد في وصف صاحبها بما يليق بعلمه وبلاغته وفهمه ، فيقول : …ومن ذلك ما أبداه الحافظ العلامة المشارك فارس ميدان الفهوم والمدارك الفقيه المحدث الجهبذ النقاد ذو الفكر الثاقب والذهن الوقاد ، الخطيب البليغ ، البارع المصيب ، الآخذ من كل فن من العلوم بأوفر نصيب ….قاضي القضاة أبو عبد الله سيدي محمد المجاصي " .[/font]
[font=&quot]كما أن هذا التقديم لم يخل من إشارات بليغة إلى أهمية هذه النوازل في الثروة المعرفية نظرا لما اشتملت عليه من " فوائد فائقة ودقائق رائقة " حيث نبه فيها صاحبها " على مغفلات وحل بها مقفلات جاء بها مبينا لما به الفتوى بالغا في تحقيقها الغاية القصوى " .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وبذلك صارت هذه النوازل من التراث الغالي والنفيس الذي ينبغي أن يعتنى به ، وأن يقدم للتعريف به في محاضرات وندوات تُجلي الغموض عن خبايا الفكر المعرفي لعلماء وفقهاء تازة وتوضّح الصورة الحقيقة لمجموعة من المفاهيم الثقافية والفقهية على وجه الخصوص وتعطي بذلك المثال على الطريقة التي يمكن من خلالها قراءة هذا التراث دون الجهل بمكانته .[/font]
[font=&quot]من تاريخ التصوف المغربي: الزاوية التوزينية بالريف الشرقي[/font]

[font=&quot]تعرف الزاوية التوزينية بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة بني توزين، الواقعة بالريف الشرقي، ويقال أيضاً بني توجين، بالجيم بدل الزاي. وتعد هذه القبيلة من جملة قبائل البربر الزناتية التي استوطنت بلاد الريف([2]). أما رهط البيت الذي تنسب إليه الزاوية فيعرف بأولاد المقري، الذين نزلوا في قبيلة بني توزين حوالي القرن 10 ﻫ/ 16 م، حسب بعض التقديرات. ويعرف أولاد المقري بأنهم من «... بيت قديم في العلم وتجويد القرآن والقيام على تلاوته مع الدين المتين»، حسب قول سليمان الحوات. ولعل أكثرهم شهرة في هذا المجال في العصور المتأخرة هو الشيخ أبو عبد الله امحمد بن علي التوزيني، المتوفى سنة 1151 ﻫ/ 1738 م، وكان التصوف هو الباب الذي قاده إلى عالم الشهرة. فهل لتصوفه ميزة، هي التي كانت وراء شهرته؟[/font]
[font=&quot]طالع أيضا بأقطاب[/font]
[font=&quot]إشكالية التصوف في الخطاب السلفي المعاصر[/font]
[font=&quot]معالم من تاريخ التصوف بالمغرب[/font]
[font=&quot]خصائص التصوف[/font]
[font=&quot]الطريقة الشاذلية[/font]
[font=&quot]أقام معرضه في القاهرة متأثرا بـ«الأجواء الصوفية» السويسرية[/font]
[font=&quot]امحمد بن علي التوزيني: وتصوف الفقهاء [/font]
[font=&quot]من المتفق عليه، أن أبا عبد الله امحمد بن علي التوزيني، دخل عالم التصوف على يد الشيخ أبي العباس أحمد الخليفة ابن محمد بن ناصر الدرعي، شيخ زاوية تمجروت في درعة، ورئيس الطائفة الناصرية، وأنه بلغ مقاماً عالياً في الطريقة الناصرية. وفي هذا الصدد كتب سليمان الحوات: «أخذ أبو عبد الله محمد (فتحا) ابن علي... التوزيني... نفع الله به عن الشيخ الكامل الولي السني الواصل أبي العباس أحمد بن الإمام الأعظم والولي العارف الأفخم أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي (...)، واهتدى بهديه في اتباع السنة قولاً وفعلاً. والتبري من الدعوة، وانتفع به بأتم وجوه الانتفاع حتى كان من كبار وكلائه في تلقين الأوراد...»([6]).[/font]
[font=&quot]بل لقد شهد له المقربون من شيخ الزاوية الناصرية في تمجروت، بأنه كان من كبار أولئك الوكلاء، على نحو الشهادة التي أوردها الشيخ التاودي ابن سودة المري الفاسي، نقلاً عن أبي محمد عبد الله بن الحسين ابن ناصر عن والده، أنه قال: «لم يكن في أصحاب الشيخ سيدي أحمد ابن ناصر أكبر من سيدي امحمد التوزاني والشرحبيل»([7]). واعترف له الشرحبيل نفسه بالتقدم([8])، كما عبر عن ذلك سليمان الحوات، في تعليق له على كلمة لابن شرحبيل قال فيها مخاطباً رفيقه التوزيني:«هي لكم يا أولاد المقري خالدة تالدة لا يَنْزَعها منكم إلا ظالم، وهذا بإذن الله ورسوله»([9]). [/font]
[font=&quot]كما يفهم من سيرته، أن الشيخ امحمد التوزيني كان من أشد أتباع أحمد الخليفة ابن ناصر التزاماً بأصول الطريقة الناصرية، إن لم نقل إن هذا الاهتمام هو السبب في المكانة التي حظي بها. وهكذا كتب سليمان الحوات، على لسان شيخه التاودي ابن سودة، «أن صاحب الترجمة كان متمسكاً بالسنة مجانباً للبدعة»([10])، في حياته الروحية عموماً، وتصوفه على الخصوص، اقتداء بشيوخه، ما في ذلك أدنى شك. [/font]
[font=&quot]ويظهر هذا الاقتداء كذلك في اعتماده في نوافله على قراءة القرآن، من جهة، والإكثار من الصلاة، من جهة أخرى، على غرار الناصريين الأوائل، حتى أن سليمان الحوات، عندما تحدث عن تمسك الشيخ التوزيني بالسنة ومجانبته للبدعة، أردف ذلك بقوله: «(...) كثير الصلاة والتلاوة»([11]). وذكر أبو محمد عبد الله بن حسين ابن ناصر (ت. 1090 ﻫ/ 1680 م) من جهته، أن هذا الرجل كانت عادته «... إذا قال المؤذن "الله أكبر" قرأ كذا وعشرين حزباً»([12])، بل نقل الحوات عن عبد الله بن حسين ابن ناصر نفسه أن الشيخ امحمد التوزيني «كان يقرأ ختمة بين المغرب والعشاء، وأنه كان ربما أوتر بختمة»([13]). [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي نفس الإطار، كان الشيخ امحمد بن علي التوزيني يفضل الذكر القلبي على الجهر، ويعتمد إيتاء الورد منفرداً، اقتداء، كذلك بشيوخه في الطريقة الناصرية. إن لم نقل إنه كان أكثر من شيوخه تشدداً في هذا الأمر. ونسجل هذه الإضافة استناداً إلى رواية للشيخ التاودي ابن سودة، قال فيها: «(...) خرج لزيارته أصحابنا، مولاي أحمد الصقلي، والشريف سيدي محمد بن الطاهر بن عبد الوهاب العلمي (...) والفقيه سيدي علي الجابري، وغيرهم، فلقوه وتبركوا به. وخرج عليهم مرة، وهم يذكرون جماعة فنهاهم، وقال: ليذكر كل واحد ربه في نفسه، ورأى الأول بدعة»([14]). وهذا يعني أن امحمد بن علي التوزيني قد عمر أوقاته وأوقات من التف حوله بالذكر القلبي، من جهة، وبالعلم والتعلم، من جهة أخرى، قياساً على سلوك شيوخه، إيماناً منه، مثلهم، ولا شك، بأن التصوف أو علوم الحقيقة لا تغني عن علوم الشريعة. ومن ثَمّ، كان طبيعياً أن يغيب الشطح، وأن يغيب الجذب، وتغيب البهللة، وما شاكل هذا وذاك، عن تراث الشيخ المذكور. [/font]
[font=&quot]والمهم في الأمر أنه كان ناصري الطريقة، ومن المتشددين في التمسك بأهداب الناصرية الأم، التي رسم معالمها، الشيخ امحمد بن ناصر، الذي تنسب إليه هذه الطريقة. وقد أبان عن هذا الموقف عندما وقف إلى جانب شيخه، أحمد الخليفة بن محمد ابن ناصر، ومن أخذ برأيهما في التصدي "لنَزعات التجديد" التي ظهرت على سلوك وتصوف بعض رفاقهم في الطائفة الناصرية، وهو الجدال الذي ظهر فيه الشيخ امحمد بن علي التوزيني ناصرياً أكثر من ناصريي تمجروت أنفسهم. لكن ما قصة هذا الجدال؟ [/font]
[font=&quot]لقد ظهر، ضمن الطائفة الناصرية، منذ أيام أحمد الخليفة، العهد الذي بلغت فيه الطريقة الناصرية أوج إشعاعها، ظهر تيار، نحا رجاله منحا جديداً في ناصريتهم، أكثر تحرراً من قيود طريقتهم الأم، وأكثر قرباً من تيار الحضرة، وأهل الأحوال. وقد سمينا طريقتهم بـ"الناصرية الجديدة"، تمييزاً لها عن الناصرية القديمة أو الأصلية([15]). وكان أهم ما أخذ به الناصريون الجدد استعمال الحضرة، واعتماد السماع، وغير ذلك من الأساليب الروحانية في التربية الصوفية، كما صار الاهتمام لديهم بالخوارق والكرامات والبركات ملحوظاً أكثر من العناية بالعلم والتعليم، وقس على ذلك من الأساليب والسلوكات الصوفية التي جعلت لكثير من شيوخ الزاوية الناصرية خداماً ومحبين ينشدون حضور حلقات الجذبة، وينشدون الاستفادة من الخارقة، أكثر من أي شيء آخر. [/font]
[font=&quot]وقد بلغ نفوذ هذا التيار في أيام أحمد الخليفة ابن محمد بن ناصر نفسه ( ت. 1129 ﻫ/ 1717 م)، مستوى هدد بشكل قوي وحدة الطريقة الناصرية وأصالتها، وجعل الطائفة الناصرية طائفتين، وليس واحدة. [/font]
[font=&quot]ولكن ذلك لم يمنع أحمد الخليفة من محاولة التصدي لحركة "التمرد"([16])، يساعده في ذلك أنصار "الناصرية القديمة". وقد كان الشيخ أبو عبد الله امحمد بن علي التوزيني، على رأس المناصرين له. ولا نقول ذلك، اعتباراً لما عرف عنه من التزام بمبادئ الناصرية الأم، كما رأينا، وحسب، ولكن للدور الذي قام به في مناهضة الناصرية الجديدة في المغرب عموماً، وفي منطقة المغرب الشرقي، على حد سواء. [/font]
[font=&quot]وفي هذا الصدد بالذات، وقفنا في الخزانة العامة بالرباط على مجموعة من الرسائل، ذات الصلة القوية بالموضوع، كان بعث بها الشيخ أحمد الخليفة ابن ناصر، إلى أتباعه في المغرب الشرقي([17]). وقد أمر في إحداها: الشيخ بوعزة بن عمار ورفيقه امحمد بن علي التوزيني بالرحيل «(...) إلى تازة، وتسكنا بدارنا لحرز بيضة طريقة الأشياخ من نشر السنة وطي البدعة...» وفي نفس الوقت بعث الشيخ نفسه رسالة أخرى إلى ناصريي تازة يحذرهم ممن «(...) يزعم أنهم نائبون عنا في تلقين الأوراد...، ومن زعم ذلك فلا تصدقوه، ومن أراد الانخراط في سلكنا الاتصال بحلبنا سيدي بوعزة بن عمار، هو نائبنا في ذلك، وبيده إذننا» وفي رسالة أخرى بعث بها الشيخ أبو علي الحسين بن شرحبيل البوسعيدي بتاريخ 1129 ﻫ، إلى الناصريين النازلين بالدار الناصرية في تازة، جدد لهم فيها تحذيراته مما سماه «(...) ترهات وزخاريف وأراجيف... الغاويين (كذا)». وقد سمى فيها أحدهم «(...) بالدمناتي، وسمى صاحبه بالصنهاجي»([18]). [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويفهم من هذه الرسائل والوصايا أن الطائفة الناصرية في تازة وما حواليها قد انقسمت على نفسها بين أنصار الناصرية الأم، وأتباع ما سميناه بالناصرية الجديدة. كما يفهم منها أن الشيخ امحمد بن علي التوزيني كان من كبار أنصار "التيار القديم" في الطائفة الناصرية. وقد أهله هذا الموقف ليصبح وكيلاً لناصريي تمجروت في تلقين الأوراد. خلفاً للشيخ بوعزة بن عمار، عقب وفاة هذا الأخير، بتعيين رسمي من أحمد الخليفة بن ناصر، عام 1128 ﻫ/ 1715 م([19]). كما أهله هذا الوضع ليصبح مقدماً للزاوية الناصرية بتازة، ومقدماً لشيوخ تمجروت على رأس الطائفة الناصرية في تازة وبني زولت وبني خليفة وغياثة وصنهاجة([20]). [/font]
[font=&quot]وكان امحمد بن علي التوزيني في مستوى المهمة التي أنيطت به، ولا سيما فيما يتعلق بالصراع مع الناصريين الجدد. بل لقد بلغ في انتقاده لمن خالفه مستوى الطعن في صلاحهم. ولدينا، على ذلك، مثل يهم حملة التشهير التي شنها ضد أبي عبد الله محمد بن أبي زيان القندوسي (ت. 1145 ﻫ/ 1733 م)، شيخ زاوية القنادسة، الواقعة على مسيرة يوم جنوب فجيج، وكان هذا الأخير واحداً من زعماء تيار الناصرية الجديدة، ودخل في جدال عنيف مع الشيخ أحمد الخليفة([21]). ومن أهم ما يذكر في هذا الصدد أن ابن زيان «... ابتلى بالطعن من أصحاب سيدي أحمد بن ناصر... وأكثر في ذلك... محمد التوزاني، صاحبه، ساكن دشرة بتازة، وصاحب سكنى بجبل غياثة»([22]). وقد كانا يقولان: «... إن الشيخ سيدي محمد بن أبي زيان ضل وضل من تبعه»([23]). [/font]
[font=&quot]وفي نفس الإطار، ألف الشيخ امحمد بن علي التوزاني رسالة على شكل وصية وجهها إلى رفاقه في الطائفة الناصرية وسائر الناصريين، يدعوهم فيها إلى التمسك بطريقتهم القائمة على اتباع السنة وترك البدعة والابتعاد عن «(...) الدجاجيل المنسوبين لهذه الطريقة المطهرة الناصرية»، ملحاً على أخذ الأوراد عمن له الإذن في التلقين من شيوخ تمجروت دون غيرهم([24]). [/font]
[font=&quot]وإذا علمنا هذا كله، فهمنا المقصود من كلام سليمان الحوات، الذي قال فيه: «... اختصت الطائفة التوزينية منهم (الناصريين)، نسبة إلى الشيخ الصالح أبي عبد الله محمد بن علي التوزاني، بأن لا يجلس أحد للمشيخة والتلقين إلا بعد وفاة الشيخ وعهده بالوصية له، فلا يتعدد الشيخ عندهم»([25]). [/font]
[font=&quot]وقد ظل الشيخ التوزيني المذكور وفياً للناصرية الأم، ووفياً لعهده مع شيوخ زاوية تمجروت إلى أن توفي «... عام 1151 ﻫ/ 1739 م، بمدينة تازة، وضريحه، يقول سليمان الحوات، بها معلوم زاوية عظمى ومزارة كبرى»([26]). [/font]

[font=&quot]اختيار الخليفة لضمان تماسك الطائفة [/font]
[font=&quot]انسجاماً مع مبدأ الوصية، التي تمنع تعدد الشيوخ في الطائفة التوزينية - الناصرية، «(...) عهد أبو عبد الله محمد بن علي التوزيني (ثم التازي) بالخلافة عنه لولد أخيه الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن علي التوزيني، المتوفى سنة 1164 ﻫ/ 1751 م»([27]). وقد ورد في بعض الأخبار أن روضة هذا الشيخ تقع بموطن الأسرة التوزينية في بني توزين بالريف الشرقي ([28])، مما يعني أنه دفن هناك، وليس في تازة. لكن هل يفيد هذا في القول بأنه كان يقيم في بلدته؟ [/font]
[font=&quot]لا يبعد ذلك، سيما وأن التوزينيين كانت لهم في بلدهم، قبل هذا العهد بكثير، زاوية ناصرية أيضاً، وكانت تنسب، بدورها، إلى الشيخ محمد ابن ناصر الدرعي([29])، مثل ما كان عليه الحال في تازة، أي أنها تأسست هناك، ولا شك، قبل انتقال الشيخ أبي عبد الله امحمد بن علي التوزيني إلى تازة. ومما لا ريب فيه أن الشيخ أبا عبد الله امحمد التوزيني كان أحد شيوخ الدار الناصرية في بني توزين، وإلا لما انتدبه شيخه أحمد الخليفة للمهمة المذكورة في تازة. ويمكن أن ندفع بهذا المعطى إلى أبعد من ذلك، لنفترض بأن أبا عبد الله التوزيني، لما رحل إلى تازة، ترك أحداً من أفراد عائلته من المتصوفة طبعاً، على رأس "دار محمد ابن ناصر" ببني توزين، قد يكن أخاه، أبا العباس أحمد بن علي، لكونه كان رجلاً من أهل الصلاح([30])، ثم لما توفي هذا الأخير خلفه ابنه أبو محمد عبد الله، على رأس الدار الناصرية ببني توزين، قبل أن يعهد إليه العم بالخلافة عنه. [/font]
[font=&quot]وإذا اعتبرنا تعيين أبي العباس لولده أبي محمد عبد الله شيخاً في الدار الناصرية ببني توزين أمراً عادياً، لمكانته الصوفية، وبحكم رابطة الأبوة، فإن للصلات العائلية دورها القوي أيضاً في تعيينه من قبل عمه خليفة عنه. ولا أقصد هنا رابطة العمومة، كما قد يتبادر إلى الذهن، ولكن رابطة المصاهرة، لأنه كان صهراً لعمه، أي زوج ابنته. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]بل يفهم من الأسلوب الذي روى به سليمان الحوات كيفية انتقال العهد من العم إلى ابن الأخ، وكان الأمر متفقاً عليه بين هذا العم وأخيه، حيث قال «(...) توفي امحمد بن علي التوزيني سنة 1151 ﻫ/ 1738 م بمدينة تازة (...) وكان عهد بالخلافة عنه لولد أخيه الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن علي التوزيني المتوفى سنة 1164 ﻫ/ 1751 م، ثم بعد وفاته يقوم مقامه في الخلافة ولده الشيخ الأستاذ أبو عبد الله محمد بن عبد الله...»([31]). [/FONT]
[FONT=&quot]ومهما يكن من أمر، فإن خلافة "الشيخ" عبد الله التوزيني، لم تعمر كثيراً([32])، كما أن المعلومات تعوزنا للحديث عن اهتماماته وتراثه. لكن يمكن القول بكل اطمئنان إنه لم يكن يقل شأناً عن غيره من شيوخ الزاوية التوزينية. ويكفي للدلالة على علو مقامه اعتراف الحوات له بالمشيخة، من جهة، كما رأينا، واعتراف عمه له بالتفوق، عندما عهد إليه بالخلافة، من جهة أخرى. [/FONT]
[FONT=&quot]أما أهم ما ينبغي تسجيله عنه هو نجاحه في نقل الخلافة من أبيه وعمه إلى حفيديهما، كما أوصياه بذلك، مما يفيد سهره على أن يكون هذا الابن في مستوى الخلافة. [/FONT]

[FONT=&quot]خلافة الحفيد ونجاح التجربة [/FONT]
[FONT=&quot]نقصد بالحفيد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي التوزيني، المتوفى عام 1193 ﻫ/ 1780 م([33]). حلاه سليمان الحوات بتحلية متميزة، هي "الشيخ الأستاذ([34])، التي تفيد، بدون شك، أنه بلغ رتبة الأستاذية في علوم الظاهر، ومقام المشيخة في علوم الباطن. أما المقربون منه من المتصوفة([35])، ومن أهل المنطقة، فقد نعتوه باسم خاص، هو: سيدي محمد بوجدين، إشارة منهم إلى صلته الخاصة بجديه: الشيخ المقدم امحمد بن علي التوزيني دفين تازة، وهو والد أمه، والشيخ أحمد بن علي التوزيني دفين بني توزين، وهو والد أبيه، باعتبارهما كانا من الصلحاء الكبار في الأسرة([36]). [/FONT]
[FONT=&quot]وكان جورج دراك [/FONT]G. Drague[FONT=&quot] قد تعرض لذكر بوجدين، المتوفى عام 1193 ﻫ/ 1780 م، ونقل رواية تفيد أنه أخذ عن الشيخ أحمد الخليفة ابن ناصر الدرعي([37])، المتوفى عام 1129ﻫ/ 1717 م. وهذا أمر وارد، إذا افترضنا أنه أدركه، ولقيه، وأخذ عنه، في حياة جده الشيخ أبي عبد الله امحمد التوزاني التازي، المتوفى عام 1151 ﻫ، أو في حياة والده أبي محمد عبد الله التوزيني المتوفى عام 1161 ﻫ، لأن هذا الأمر ممكن، باعتبار أن أحمد الخليفة تولى المشيخة في تمجروت عام 1085 ﻫ/ 1974 م، أي قبل وفاة جد وأبي بوجدين بكثير. [/FONT]
[FONT=&quot]أما حسن اﻟﻔﮕﻴﮕﻲ فقد ذكر أن بوجدين أخذ في زاوية تمجروت أيام خلافة الشيخ أبي يعقوب يوسف بن (محمد الكبير) ([38]) بن محمد ابن ناصر الدرعي، الممتدة بين 1157 ﻫ/1744 م وعام 1197 ﻫ/ 1783 م، مستنداً في ترجيح رأيه على رسالة بعث بها شيخ تمجروت إلى أتباعه في الريف الشرقي، يخبرهم فيها أنه عين محمد بوجدين خليفة عنه في المنطقة([39]). لكن هذه الحجة، ورغم أهميتها، لا تفيد أن بوجدين كان من تلامذة الشيخ يوسف الناصري. وإن كنا لا نستبعد أن يكون جدد العهد معه. [/FONT]
[FONT=&quot]إنما الثابت أن بوجدين تربى على يد أهله، وأنه بفضل تلك التربية صار مؤهلاً للمشيخة، خلفاً لجده، ثم والده، الأمر الذي جعل شيخ تمجروت يبارك ويزكي استخلافه، ويعلن توليته وكيلاً عنه في تلقين الأوراد الناصرية، كما يفهم من الرسالة المشار إليها، التي جاء فيها: «ليعلم الواقف عليه ومن انتهى أمره إليه من جميع الإخوان والفقراء والطلبة والأحبة وجميع الأعيان من بني توزين وغيرهم من النواحي، حاضرة وعموداً، عموماً وخصوصاً، داخلاً وخارجاً، أننا ولينا في الله سيدي محمد بوجدين، يذكر الناس، ويعظ الجاهل، ويلقن الأوراد من أحب، فقد أذنا في ذلك إذناً عاماً، لكونه معدن الأسرار وقلبه سالم من الأقذار، وألبسناه ملابس البها، حتى يذكر بلساننا، وينظر بعيننا، له ما لنا وعليه ما علينا، يجب له من التعظيم والاحترام والتوقير ما يجب لنا، فدمه دمنا ولحمه لحمنا، فمن تعرض في شيء أو آذاه فلا يخافن إلا نفسه، فالعاقبة نصب عينيه، والأشياخ في أثره، فقد وليناه مكان سيدي علي...»([40]). [/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد ظل الشيخ محمد بوجدين على رأس الزاوية التوزينية ببني توزين([41])، وربما على رأس الطائفة الناصرية في الريف الشرقي، من سنة 1164 ﻫ إلى أن توفي عام 1193 ﻫ، ودفن في القرية التي صارت تعرف باسمه، أي قرية بوجدين في بني توزين([42]). وكان أهم ما تميز به زمن مشيخته ارتقاء الزاوية التوزينية إلى مصاف الزوايا الكبرى من حيث النفوذ والشعبية، ولا سيما في بني توزين وما والاها من جهات الريف([43]). ولعل ذلك ما سبب في شهرة أهلها وفي حصول المتاعب لهم ولزاويتهم. [/font]
[font=&quot]ترك أبو عبد الله محمد بوجدين، بعد وفاته عام 1193 ﻫ، المشيخة لأخيه أبي علي الحسن، بعهد منه لذلك([44])، كما ترك وراءه زاوية أصبحت شهيرة. ولم يطل الأمر بعد وفاته حتى تعرضت لنكبتين عنيفتين، ولم تكن النكبة المزدوجة نتيجة صراع خاص بين المخزن وشيوخ الزاوية التوزينية، كما لم تكن مجرد رد فعل إزاء تنامي نفوذ الشيخ محمد بوجدين بالذات، فحسب([45])، بقدر ما جاءت في خضم نزاع طويل ومرير بين المخزن ومؤسسة الزوايا في المغرب. وقد ارتبطت النكبة بمخلفات المجاعة الكبرى التي ضربت المغرب في الفترة بين 1190و1197 ﻫ/ 1776 و1782 م، في وقت كانت السلطة تطالب بمستحقات الخزينة، وترى في تململ القبائل فوضى وعصياناً([46]). ومن ثَمّ، نشط أسلوب الحركة([47])، وتحركت المحلات السلطانية في اتجاهات مختلفة للحد من الفتن([48]).[/font]
[font=&quot]لقد وجه السلطان سيدي محمد بن عبد الله تهماً واضحة إلى شيوخ الزوايا، مثل حمايتهم لمن تتابعهم الدولة في التزامات مالية، وحمايتهم للفارين من عدالة المخزن([49]). بل لم يقف الأمر عند هذا الاتهام، وإنما تعداه إلى الحركة التي استهدفت كبريات الزوايا في المغرب، زمنئذ، مثل الزاوية الشرقاوية في أبي الجعد، ودار الضمانة في وزان، والزاوية الناصرية في تمجروت، وزاوية بوجدين التوزينية في الريف الشرقي. وقد روى الضعيف الحملة التي استهدفت زاوية بوجدين، في خضم حديثه عن وجود الجيوش الحاركة في شراكة والحياينة وبني زروال في عام 1202ﻫ/ 1787 م، فقال: «وفي هذه الحركة (...) بعث جيوشه (السلطان سيدي محمد بن عبد الله) مع القائد العباس السفياني لناحية قبائل الريف بقصد زاوية بني توزين المنسوبة للشيخ سيدي محمد بن ناصر الدرعي... وبعد ذلك أمنهم»([50]). [/font]
[font=&quot]وإذا كانت المصادر لا تخبرنا عن المكان الذي رحلت إليه أسرة بوجدين، يفهم من بعض الإشارات أن شيخ الزاوية زمن النكبة، أبا الحسن علي بوجدين، شقيق محمد بوجدين، كان يوجد في دار له بالحضرة الإدريسية([51]). [/font]
[font=&quot]ويبدو أن مقام أبي الحسن التوزيني وأهله، في فاس، امتد إلى ما بعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله. كما يبدو أن سياسة السلطان مولاي سليمان الهادفة إلى الاستفادة من خدمات الزوايا في بداية عهده إبان صراعه مع إخوته حول العرش، كان لها أثرها في عودة التوزينيين إلى زاويتهم([52]). بل يفهم من بعض الوثائق أن مولاي سليمان أنعم على الشيخ التوزيني بهبة ذات بال، لما وفد عليه بفاس في شوال 1212 ﻫ/ مارس - أبريل 1798 م، حيث «... أعطاه خمسمائة ريال وخمسين شقة كتاناً وأربعين طرفاً من الملف، وأمره أن يبني داره بفاس»([53]). [/font]
[font=&quot]غير أن موقف المولى سليمان من الصوفية، سرعان ما تبدل، بعد توحيده للبلاد، وقد تمثل الموقف الجديد في تقنين نشاط الزوايا ليكون في خدمة الشرع، وسياسة المخزن. وقد نجح في ذلك أيما نجاح. لكن المولى سليمان لم يوفر لسياسته "الجديدة" شروطاً اقتصادية مواكبة لها، ولا الوسائل العسكرية الكافية لإنجازها، وزادت التهديدات الإمبريالية، واضطرار السلطان، بسببها، إلى نهج ما يعرف بسياسة العزلة، ثم توالي سنوات من القحوط والمساغب والأوبئة بين 1233 و1236 ﻫ/ 1817 و1820 م، من متاعب السلطان([54]). [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عاد بنو جدين إلى الظهور على مسرح الأحداث من جديد، زمن مولاي الحسن الأول، ظهروا «... بصفتهم مقدمي الأسرة، يتمتعون باعتبار السلطان، ولهم نفوذ ديني وسياسي بالريف الشرقي، نعرف منهم أحمد بوجدين (قبل 1301 ﻫ/ 1783 م)، والمختار بن محمد بوجدين (بين 1301 ﻫ/ 1883 م، و1307 ﻫ/ 1891 م) وابنه محمد (1308-1309)، ومحمد بن أحمد بوجدين...» ([55]). ويبدو أن مولاي الحسن الأول قد وجد في هؤلاء المقدمين أعواناً مناسبين لخدمة سياسة المخزن في القبيلة التوزينية خصوصاً والريف الشرقي بشكل عام. [/font]
[font=&quot]تعمدنا استعمال كلمة التوزينية، والتوزاني بالياء، في هذا المقال، بدل التوزانية والتوزاني بالألف لأن القياس يصح بالياء، على نحو قول سليمان الحوات، مؤداه: «التوزاني بألف بعد الزاي عوضاً عن إحدى ياء النسب عند حذفها، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وفتحت الزاي لمناسبة الألف، وهذه النسبة هي الجارية على الألسن، والقياس أن يقال التوزيني». راجع: سليمان الحوات، الروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة، دراسة وتحقيق عبد العزيز تيلاني، رسالة لنيل د.د.ع، في التاريخ، 1414 ﻫ/ 1991م، مرقونة، خزانة كلية الآداب بالرباط، ص. 437). [/font]
[font=&quot]([2]) راجع عن هذه المعطيات في: المصدر نفسه. وقد أورد أحد الباحثين إشارة مفيدة، لها علاقة بالنسب الزناتي لبني توزين، عندما رأى: «أن الزحف المريني صادف مساندة تامة من طرف سكان منطقة الريف الشرقية، خاصة قبيلة بني توزين، وأن أول نصر حققوه ضد الموحدين كان بمقربة من واد النكور»، راجع: (عبد الرحمن الطيبي، المجتمع بمنطقة الريف قبل الحماية، رسالة جامعية في التاريخ، 1993، مرقونة، خزانة كلية الأداب، الرباط، صص. 58-59). [/font]
[font=&quot]وقد شكلت قبيلة بني توزين، مع جبال كبدانة وقلعية وتمسمان، ما يعرف بالريف الشرقي. راجع: (المرجع نفسه، ص. 25). وتتكون بني توزين، حالياً، من خمس فرق، وهي: أغربيين وأيت تاسفت وبني بلعيز وبني عكي وبني تعبان، وهي كلها تابعة لإقليم الناضور. راجع: (محمد بن عزوز حكيم، معلمة المغرب، مج 5، ص. 1517 "مادة بني توزين"). [/font]
[font=&quot]([3]) الروضة المقصودة، المصدر السابق، ص. 437. [/font]
[font=&quot]([4]) راجع: حسن اﻟﻔﮕﻴﮕﻲ، معلمة المغرب، مج 5، ص. 1636 "مادة بوجدين"[/font]
[font=&quot]أحمد الوارث[/font]
[font=&quot]مولاي العربي الدرقاوي[/font]

[font=&quot]هو أبو عبد الله سيدي محمد العربي بن أحمد الدرقاوي الزروالي، الشريف الحسني، ينتمي لجده العارف سيدي محمد بن يوسف، من ذرية أبي العباس سيدي أحمد بن المولى إدريس الأنوار بن مولانا إدريس الأكبر. ولد مولاي العربي أوائل النصف الثاني عشر بقرية عبد الله من قبيلة بني زروال. نشأ بها و تعلم القراءة و حفظ القرآن الكريم، و عندما صححه و أتقنه بالروايات السبع، اشتغل بطلب العلم فرحل لمدينة فاس و أقام بها مدة قرأ خلالها على أكابر علماء وقتها ما قدر الله له من العلوم[/font]

[font=&quot]كان في تلك الفترات أيام الطلب مثابرا على مجاهدة نفسه و حملها على العبادة من صيام و قيام و تلاوة وذكر مع فطمها عن المخالفات، حتى أنه كما يحكى هم مرة بمعصية فخرج في جسده قروح كثرة فاستغفر الله تعالى فذهبت في الحين فضلا من الله عز و جل. [/font]
[font=&quot]في أثناء ذلك تاقت نفسه لطلب شيخ مربي، فجعل يبحث عنه حتى أنه ختم ستين ختمة من القرآن الكريم بضريح مولانا إدريس بفاس، مع خشوع و تضرع لله. فأجاب الله دعوته وجمعه بضالته سيدي علي الجمل. كان عمدته و شيخه، لما اتصل به و علم صدقه و تحقق حسن ظنه لقنه الأوراد، ثم لقنه الاسم الأعظم (الله) من غير عدد، ثم صحبه بقية عمره و فني في محبته. [/font]
[font=&quot]لما توفي شيخه استقل بالمشيخة و الإرشاد و التربية و ورث سر شيخه، فقام على ساق الجد، فأحيى الطريق و كون شيوخا كان لهم الأثر العظيم في نشر الطريق، حتى خلف نحو أربعين ألف تلميذ كلهم متأهلون للدلالة على الله تعالى . [/font]
[font=&quot]أما طريقته التي كان يدعو إليها هي تعلم لوازم الدين الضرورية من غير غلو و تعمق، ثم القيام بالمفروض و بما تأكد من السنة، و لزوم الصمت و الإقلال من الأكل و المخالطة، والزهد في الدنيا مع المثابرة على ذكر الله و الانقطاع التام إليه. ورسائل مولاي العربي نافعة و فيها فوائد غزيرة تتعلق بالطريق والعبودية. [/font]
[font=&quot]توفي رضي الله عنه سنة 1239 هـ بعدما عاش نحوا من ثمانين سنة، و ذلك بزاويته حيط ليلة أو كدية ليلة ثم نقل لزاويته القديمة ببوبريح و بها دفن[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مولاي المختار بصير[/font]

[font=&quot]نبذة عن حياة العلامة سيدي محمد المختار بصير رحمه الله[/font]
[font=&quot]طالع أيضا بأقطاب[/font]
[font=&quot]تجمع في الدار البيضاء رفضا لهدم كنيسة ارثوذكسية[/font]
[font=&quot]النسخة الـ11 للمهرجان الوطني للأغنية الدينية بالدار البيضاء يومي 18 و19 غشت المقبل[/font]
[font=&quot]هو العلامة الأديب النحوي اللغوي الفقيه الورع الصوفي الشريف سيدي مولاي المختار بصير بن الشيخ سيدي إبراهيم البصير الموذني الرقيبي رحمهم الله، ازداد سنة 1938م بزاوية والده الشيخ سيدي إبراهيم البصير الدرقاوية، ببني اعياط إقليم أزيلال، توفي والده وله من العمر سبع سنوات، تعلم مبادئ القراءة والكتابة بمدرسة زاوية والده على يد كل من الفقهاء سيدي الحسن أبرييم رحمه الله، وعلى يد الفقيه العلامة سيدي احماد السوسي الهشتوكي رحمه الله . [/font]
[font=&quot]يذكر أنه ساح مع والده وهو طفل صغير السياحة الصوفية على الدواب في قبائل تادلة وبني عمير والشاوية وورديغة التي تدوم الشهور الطوال، كما يذكر أن أباه كان يراقب تربيته عن كتب حيث كان يراقب حضوره للصلوات الخمس مع الجماعة .وكان والدهم الشيخ سيدي إبراهيم البصير رحمه الله يوقظهم في الصباح الباكر ويسوقهم إلى المسجد لحضور صلاة الصبح وحضور مجلس الذكر الذي يعقد في الزاوية كل صباح قبل شروق الشمس. [/font]
[font=&quot]وبعد ذلك أرسله والده الشيخ سيدي إبراهيم البصير رحمه الله إلى مدينة الدار البيضاء وله من العمر ست سنوات لدى الفقيه العالم سيدي عبد السلام العامري رحمه الله الذي كان وقتئذ يدرس بفرع زاوية والده بالدار البيضاء بدرب اليهودي سابقا حي الداخلة حاليا. [/font]
[font=&quot]بعد وفاة والده سنة 1945م انتقل سيدي محمد المختار بصير إلى مدينة مراكش فأتم حفظ القرآن الكريم ودراسة العلم الشريف، فدرس هنا أعواما على يد كل من العلماء: الشيخ الجليل سيدي بوجمعة الهواري بزاوية حي الرميلة، والعلامة الفقيه الأديب المؤرخ الوطني سيدي محمد المختار السوسي الذي كان صاحبنا يواظب على دروسه الجامعة النافعة بمساجد مراكش وخاصة بمسجد باب دكالة وجامعة ابن يوسف، وهكذا درس هنا الأجرومية والألفية والزواوي ولامية الأفعال والبلاغة والأدب والفقه والتفسير والحديث .وتأثر غاية بالشيخ سيدي محمد المختار السوسي رحمه الله حيث أخذ من علمه وأدبه، وكان دائما يحكي لنا عنه الشيء الكثير. [/font]
[font=&quot]وبعدما بدأت الحماية الفرنسية تضيق الخناق سنة 1951م على جامعة ابن يوسف وعلى الفقهاء الذين كانوا يعلمون في المدارس و الرباطات الخاصة، غادر العلامة سيدي محمد المختار السوسي مراكش إلى الدار البيضاء فالتحق به صاحبنا سيدي محمد المختار بصير لإتمام بغيته ونصيبه من العلم على يده إلى أن لاحقته أيدي الاستعمار من جديد سنة 1952م فنفته وتفرقت جموع الطلبة من حوله. [/font]
[font=&quot]يقول صاحبنا عن نفسه في هذه الفترة: "هنا حاولت أن أعود إلى مراكش من جديد، فلم أجد لذلك سبيلا نظرا للظروف المادية والسياسية فاضطررت إلى أن أبحث عن عمل، فاشتغلت في كثير من المهن اليدوية ورغم ذلك كنت لا أعاشر إلا طلبة العلم إلى أن من الله على الأمة بالاستقلال" . [/font]
[font=&quot]بعد هذه الفترة رجع سيدي محمد المختار بصير رحمه الله إلى زاوية والده الشيخ سيدي إبراهيم البصير الدرقاوية ببني اعياط ليخدم خلف والده الأول الشيخ سيدي عبد الله بصير ويعينه على أمور الزاوية، فأقام معه مدة سنتين يخدمه، ثم انخرط في سلك التعليم وأصبح معلما سنة 1957م، وعمل بعدة مدن مغربية كبني ملال والفقيه بن صالح والدارالبيضاء إلى سنة 1962م، حيث اجتاز امتحانات الباكلوريا في هذه السنة وأصبح مدرسا في التعليم الثانوي، كما أبت همته العالية إلا أن تواصل التحصيل والدراسة فحصل على الإجازة في الشريعة من جامعة القرويين في فاس سنة 1976م، و هنا في فاس درس على كل من العالم سيدي جواد الصقلي، والشيخ عبد الله الداودي وأخيه العلامة عبد الكريم الداودي والعلامة الخرشفي والعالمة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ رحمهم الله، وبعد هذا الوقت أصبح مدرسا بمركز تكوين المعلمين لتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية بالدار البيضاء، كما درس بالمعهد الإسلامي الذي أنشئ بالبيضاء سنة 1971م إلى أن تقاعد سنة 1997م، عين خطيبا بالدار البيضاء سنة 1983م من قبل رابطة علماء المغرب التي كان عضوا في مكتبها، كما أنه كان عضوا بالمجلس العلمي للدار البيضاء. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عرف سيدي محمد المختار بصير بتمسكه بالدين والدفاع عنه في جميع المحافل وعرف بورعه الشديد وإحسانه الكثير مع قلة ذات اليد وبدعوته الوسطية المحبوبة الناجحة، وكان يكثر من زيارة الفقراء وإجابة دعواتهم لإدخال السرور عليهم، كما عرف في الأوساط الخاصة والعامة بوطنيته الصادقة. ساح في العالم وخاصة في البلاد الأوربية والشرق أوسطية، وكان في كل سياحته مثالا للعالم الناسك الذي يعلم ويحدث ويعظ، وكان من الناجحين في مجال الدعوة إلى الله.كما أنه حج واعتمر عدة مرات. [/font]
[font=&quot]وفي جميع أطوار حياته ظل رحمه الله متمسكا راعيا لأمور زاوية والده سيدي إبراهيم البصير الدرقاوية يساعد إخوانه الذين استخلفوا كشيوخ للزاوية يزورهم المرة تلو المرة غير مالٍّ من كثرة الذهاب والإياب،يدرس ويعظ وينصح ويوجه في كل الأوقات ويجيب عن أسئلة وفتاوى المريدين،كما أنه كان يساعد الفقراء واليتامى المتجردين بالزاوية وله معهم ذكريات جميلة .يقوم بكل هذا رحمه الله رغم كثرة مهامه العلمية بالدار البيضاء، فكان يتنقل بين المدرسة والمعهد والمسجد والجمعيات الخيرية التي ترعى النشء، كما أنه يجيب دعوات الناس ولا يميز بين فقيرهم وغنيهم. [/font]
[font=&quot]وعندما يجمعه الله بأبناء العائلة يعجبه كثيرا أن يسردوا عليه الكتب في مختلف العلوم الإسلامية، وكنا نستأنس بتصحيحاته النحوية واللغوية، وفي صباح يوم الجمعة الذي توفي فيه طلب من الأخ الشيخ مولاي إسماعيل – الخليفة الحالي للزاوية – وأنا بجانبه، أن يسرد عليه شرح الحكمة العطائية التي يقول فيها سيدي ابن عطاء الله رحمه الله :" لاتترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور وما ذلك على الله بعزيز ". [/font]
[font=&quot]وللإشارة فإن العلامة سيدي محمد المختار بصير رحمه الله كان ملتزم بأوراد في طريق التصوف، وهي الأوراد المعروفة في الطريقة الدرقاوية، كما أن الشيخ مولاي محمد المصطفى بصير رحمه الله الذي توفي قبله بأيام معدودة أوعز إليه الأخذ والتجديد عن الشيخ سيدي عبد الحميد الصوفي - شيخ زاوية بيكودين رحمه الله – الذي التزم بأوراده، وكانت السبحة لا تفارق يده في الصباح والمساء. وكان يحضر مجالس الفقراء ويزينها بدروسه. [/font]
[font=&quot]ومن كرامات هذا الرجل العلامة سيدي محمد المختار بصير أنه أذن بتسجيل هذه النبذة من حياته وأشياء أخرى في آخر ليلة من حياته وهو في أتم نشاطه، وقال لي بعد إتمام الإملاء: "أسأل المولى عز وجل أن يختم علينا بالحسنى والزيادة"، ووافق يوم وفاته يوم الجمعة 4شوال 1427هـ الموافق لـ 28- 10- 2006 م، وبالضبط على الساعة الثامنة والنصف مساء،رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته آمين.[/font]
[font=&quot]الطريقة البصيرية - الدكتور عبد المغيث بصير[/font]
[font=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/font]
[font=&quot]السيدة عائشة الجيشتيمي.. العالمة المصلحة[/font]
[font=&quot]هي عائشة الجيشتيمي بنت الحاج أحمد بن عبد الرحمن الجيشتيمي، وزوجة الرجل الصالح الفقيه سيدي عمر الأكضييي من دار علم وإرشاد.[/font]
[font=&quot]يقول العلامة المختار السوسي في شأنها: ".. وعائشة هذه ممن ضرب في المعارف بسهم، وإن كان الذي أعلى شأنها وأعلى كعبها، هو صلاح ومواعظ وإرشاد نافع تعمر به أوقاتها.."[/font]
[font=&quot]لقد كانت هذه السيدة الفاضلة كبيرة المقام وعالية الشأن في قبيلتها (إملن)، فبعد أن نهلت من المعارف والعلوم الشيء الكثير سواء من الينابيع العربية أو "الشلحية"( وهي لهجة أهل سوس في جنوب بلاد المغرب)، أصبحت تعلم الدين، وعقائد التوحيد، لكل الوافدات عليها من بنات قبيلتها، وأيضا كانت تخرج إلى القبائل المجاورة، رافعة علم النصح والإرشاد، وقد شهد لها كل جيران قبيلتها أنها فريدة من نوعها، فهي العالمة المصلحة، العابدة الزاهدة..[/font]
 
أعلى