موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]والغاية من ورد الرسالة هو برز معانات الطالب السوسي في الحواضر ،رحمه الله.[/font]
[font=&quot]16_محمد (فتحا) بن ابراهيم :[/font]
[font=&quot]أحد أولئك الأولاد ، اتقن القراءات وألم بمعلومات عن والده لا بأس بها وكان يعلم القراءات في المساجد حياته إلى أن توفي رحمه الله سنة 1327 هجرية.[/font]
[font=&quot]وقد أدى فريضة حجه ، وقد أتجر بمال أخيه أحمد فتعدى لص على متجره فقتلته القبيلة بعدما غرمته ما لصه.[/font]
[font=&quot]17_ أحمد بن إبراهيم : [/font]
[font=&quot]هو ثالث أولئك الإخوة ، وياقوتتهم بل ياقوتة العلماء كلهم بسوس اخذ عن العربي الأدوزي ثم استتم بفاس فتزوج قبل 1260 هجرية ، فصار عالم زاويتهم المحترمة ،الذي ملأ الجهة علما طافحا حتى لا يكاد يعلى عليه.[/font]
[font=&quot]قال فيه المؤرخ الإكراري : ومنهم الفقيه النوازلي البياني المنطقي الأصولي أبو العباس سيدي أحمد بن ابراهيم السملالي كان رحمه الله عالما عاملا صالحا كاملا تقيا كبيرا صوفيا شهيرا ، فقيها دينا خيرا ناسكا بينا.[/font]
[font=&quot]عليه كانت تدور أحكام سوس وبالحق الصميم يسوس لا معارض حق لفتواه ولا مقارع لفحواه.[/font]
[font=&quot]كان نساخ للكتب الطوال ،وكان أعجوبة الزمان في التوفيق على ملازمة الأوراد ، واغتنام أنواع القربات والأذكار حاضرا وباد ،وكان مبسوط الرزق فقلما تخلوا داره من أطايب الطعام ونزول الأجلة الكرام.[/font]
[font=&quot]له رحمه الله خزانة كتب نهبها قائد العسكر بتزنيت اسمه ابن دحان.ولما أتى السلطان مولاي الحسن لسوس كان معه صاحب الترجمة إلى أن وصل إلى وادي نون فرجع إلى أن حل بتزنيت فبات سيدي أحمد في القبة بعد أن صلى العشاء والتراويح فنام نوما كان فيه موته ،وذلك في رمضان 1303 هجرية.[/font]
[font=&quot]18_ محمد بن أحمد بن ابراهيم :[/font]
[font=&quot]لأحمد بن ابراهيم ثلاثة أولاد من العلماء أكبرهم محمد حفظ القرءان ثم تزوج ثم توجه لإستمام معلوماته في المعارف ، فجاور مراكش ما شاء الله حتى حصل ، فرجع فقام بشؤون والده وكان يشبه والده حتى أن كثيرين ليغلطون في التمييز بينهما.[/font]
[font=&quot]له قدم راسخ في التوجه إلى الله إلى أن توفي رحمه الله سنة 1340 هجرية.[/font]
[font=&quot]19_ الحسن بن احمد بن ابراهيم :[/font]
[font=&quot]الثاني من الإخوة ولد نحو 1270 هجرية ،زاول حفظ القرءان فلم يتيسر له إتقانه كما ينبغي فانقطع عنه ماشاء الله ، ثم أرسله والده إلى أدوز فأخذ شيئا عن ابن العربي الأذوزي ، ثم بعثه إلى فاس فبقى هناك إثني عشر عاما فحصل تحصيلا تاما ، ولم يرجع إلا بعد وفاة والده الذي كان له خير خلف.توفي رحمه الله سنة1346 هجرية.[/font]
[font=&quot]20_ إدريس بن الحسن بن أحمد بن ابراهيم :[/font]
[font=&quot]ولد نحو 1320 هجرية ،أخذ القراءن عن الأستاذ البشير بن أحمد بن عبد الله الساحلي في مسجد أيت تاويجانت ، ثم افتتح العلوم عن الأستاذ المؤرخ الإيكراري في مدرسة أيت بوياسين الأخصاصية.[/font]
[font=&quot]شارط في بعض المساجد ثم إنخرط في سلك العدول سنة 1330 هجرية ، إلى أن كان نائب القاضي في الساحل وهو الذي نقل عنه الكثير من أخبار هذه الأسرة.[/font]
[font=&quot]21_ الطاهر بن أحمد بن ابراهيم :[/font]
[font=&quot]أخذ القرءان عن الأستاذ محمد بن الحسين الكيوضي البعمراني في مسجد الأسرة ، وقد كانت الأسرة تشارط دائما أستاذا خاصا في مسجدها هذا لأولادها ، ثم افتتح العلوم عند سيدي مسعود في بونعمان ، وهما فقط شيخاه ومعلوماته متسعة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]كان كأهله يجول في النوازل ولا يشارط ولا يعلم ، كان في المدرسة يخدم أستاذه سيدي محمد بن مسعود خدمة خاصة وكان أمينه الوحيد والمكلف بجميع شؤونه ، فيحكي عنه كثيرا حيث قال : كنا إذا خرجنا لجمع السمن ،لا يكاد يجتمع له قدر معلوم إلا بعث به لبعض الناس ، فلا نصل المدرسة إلا بقليل منه يوم تتم الدورة ، وقد يخاصمنا لماذا أبقينا ما نبقيه منه ، ونحن نبقيه عمدا لنعتمد عليه في المدرسة.[/FONT]

[FONT=&quot]هؤلاء ما تيسر لنا ذكرهم من هذا الدوار ومن هذه الأسرة المباركة ، التي لا تزال فيها بقايا من خير وبركة.[/FONT]
[FONT=&quot]بهذا إخواني القراء اترككم في رعاية الله وحفظه ، في انتظار ردودكم .[/FONT]
[FONT=&quot]وتحية خاصة من [/FONT]lanbase[FONT=&quot] إلى الأزوروزريين اينما تواجدوا[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]أحمد بن موسى بن داود أبو الصلاح العروسى[/FONT]
[FONT=&quot] من طرف أحمد سالم داهي في الإثنين 21 ديسمبر 2009, 11:40 [/FONT]am
[FONT=&quot].[/FONT]

[FONT=&quot]أسرة العروسي والتي قدمت لمشيخة الازهر الشريف ثلاث مشايخ ترجع في جذورها القريبة لقرية منيل العروس أشمون منوفية وتبدأ رحلة هذه الأسرة مع العلم بالشيخ أحمد بن موسى بن داود أبو الصلاح العروسى الشافعي الأزهرى وترتيبه الحادي عشر في قائمة شيوخ الأزهر الشريف وقد عرف الشيخ أحمد بالعروسى نسبة إلى بلدة منية عروس منيل العروس اليوم والتي ولد بها سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف هجرية، وظل بها حتى شب عن الطوق، وتعلم القراءة والكتابة في كتاتيبها المتعددة ثم رحل إلى القاهرة ليلتحق بالجامع الازهر وقد ترجم الجبرتي للشيخ أحمد فقال كان رقيق الطباع مليح الأوضاع ،لطيفا مهذبا فيه عفة وديانة، ودقة وأمانة ثم تناول بالتفصيل تاريخ حياته منذ حضوره إلى القاهرة فتكلم عن أساتذته من العلماء والفقهاء من المصريين والأتراك والمعاهد والمدارس التي تعلم بها والتي ولى التدريس فيها فهو يقول وقدم الأزهر فسمع على الشيخ أحمد الملوى الصحيح الحديث الشريف ب المشهد الحسيني وعلى الشيخ الشبراوى الصحيح والبيضاوى والجلالين كما تتلمذ في المدرسة الأشرافية على يد الشيخ شمس الحنفى وقد أنشأ المدرسة الأشرافية السلطان الأشراف برسباي فيما بين السيوفية وقيسارية العنبر تقع الآن بشارع المعز لدين الله وناصية السكة الجديدة وقد أقيمت بها الجمعة سنة 827 هجرية كما تفقه على كل من الشيخ الشبراوى و العزيزى والحنفى والشيخ قايتباى الأطغيجى وغيرهم وتلقى جملة فنون عن الشيخ الصعيدى ولازمه السنين العديدة حتى أنه أصبح معيدا لدروسه في جامع مرزة ببولاق وقد أنشأ هذا الجامع الأمير مصطفى جوربجى ميرزة سنة 1120ويتكون من صحن مفروش بالرخام تحيط به من جهاته الأربعة أربعة إيوانات لتدريس المذاهب السنية الأربعة وكان الشيخ الصعيدى يجلس لتدريس المذهب الشافعى في إيوان الشافعية بهذا الجامع، وهو إيوان القبلة في نفس الوقتكما يذكر الجبرتى أنه لازم والده الشيخ حسن الجبرتي وأخذ عنه وقرأ عليه في الرياضيات كتبا كثيرة في الجبر والمقابلة، فقد كان حسن الجبرتى من علماء الفلك المشهورين في العصر العثمانى وقد صنع كثيرا من المزاول والاسطرلابات وإلى جانب انقطاعه للدرس والتحصيل في مختلف العلوم والفنون وملازمته لكبار الخلفاء والفقهاء في عصره، فقد دفعه ورعه وتقواه إلى التردد على أولياء الله الصالحين من المتصوفين وملازمتهم في أوقات فراغه فقد ذكر علي باشا مباركواجتمع بعد ذلك على ولى عصره الشيخ أحمد العريان فأحبه ولازمه واعتنى به الشيخ وزوجه إحدى بنات وبشره بأنه سيسود ويكون شيخا على الجامع الأزهر فظهر ذلك بعد وفاة الشيخ العريان بمد وكان لما وصل إليه الشيخ أحمد من علم وفضل وسماحة الخلق أثره في اختيار رجال الدين والفقهاء له ليكون شيخا للجامع الأزهر. ووظيفة (مشيخة) الأزهر، نظام استحدث في أوائل العصر العثماني وإن كنا لم نوفق إلى العثور على أسماء العلماء الذين تولوا مشيخة الأزهر قبل أواخر القرن الحادى عشر الهجرى لنقص الوقائع والمراجع وقد تولى الشيخ أحمد العروسى مشيخة الأزهر سنة 1192هجرية بعد وفاة شيخها السابق الشيخ أحمد عبد المنعم الدمنهوري ويصف لنا الجبرتى كيفية اختيار الشيخ أحمد العروسى لمشيخة الأزهر فيقول لما توفى الشيخ أحمد الدمنهورى شيخ الجامع وأختلفوا في تولية الشيخ فوقعت الإشارة عاليه أى الشيخ أحمد العروسى اجتمعوا بمقام الإمام الشافعي رضى الله عنه واختاورا أحمد العروسى للمشيخة فصار شيخ الأزهر على الإطلاق ورئيسه بالاتفاق يدرس ويعيد ويملى ويفيد وقد قام وهو في مشيخة الازهر بتأليف مجموعة من الكتب الدينية لعل أهمها (شرح على نظم التنوير في إسقاط التدبير) و (حاشية على الملوى على السمرقندية)وكان الشيخ أحمد جريئا مقداما شارك في كثير من أحداث البلاد التي عاصرته بقصد تخفيف الوطأة على مواطنيه فقد كان له فضل لا ينسى في وضع حد للفتن والفوضى التي حدثت بين المماليك بزعامة إبراهيم بك ومراد بك في الصعيد، وأمراء العثمانيين في وجه بحري رشيد و البحيرة والقاهرة لاغتصاب السلطة، حتى كادت الحياة أن تتعطل في مدينة القاهرة ويصف لنا الجبرتي هذه الحالة فيقول: " وأفسدوا في الأرض فتعطل السير برا وبحرا ولو بالخفارة حتى أن الإنسان أصبح يخاف أن يذهب من المدينة إلى بولاق أو خارج باب النصر. ومن كل ذلك حصل وقف الحال وضيق المعاش سيما في مدينة مصر وانقطعت الطرق وأمتنعت السبل، وعدم الأمن، وأنقطعت الأرزاق المجلوبة إلى المدينة فافتضى رأى الشيخ أحمد العروسى أن يجتمع مع المشايخ ويركبوا إلى الباشا وتكلموا معه في شأن هذا الحال ويسترسل الجبرتى في سرد تفاصيل هذه الأحداث المؤسفة التي وقعت للبلاد حتى ينتهى إلى رأى الشيخ أحمد العروسى الحاسم في كيفية معالجة هذه الفتن فيقول: وجاء فرمان من السلطان ومضمونه الحث والتشديد على محاربة الأمراء القبلية (أى المماليك) وطردهم وأبعدهم فلما فرغوا من قراءته تكلم الشيخ أحمد وقال: " وما المانع لكم من الخروج. وقد ضاق الحال بالناس ولا يقدر أحد أن يصل إلى بحر النيل، وقربة الماء بأثنى عشر نصف فضة، وحضرة إسماعيل بك عبدى مشتغل ببناء المتاريس، وهذه ليست طريقة المصريين في الحروب بل طريقتهم المصادمة وانفصال الحرب في ساعة إما غالبين أو مغلوبين وأما هذا الحال فأنه يستدعى طولا وذلك يقتض الخراب ". وقد أخذ الباشا برأى الشيخ أحمد وقضى على الفتن والاضطرابات ونجت القاهرة من كارثة محققة كادت تودى بأهلها لولا تدخل شيخ أزهرها الشيخ العروسى ولما توفي الشيخ أحمد العرسي شيخ الزهر دفن بجامع الشيخ العروسى أو العريان مسجل برقم (600) بباب الشعرية (1208هجرية /1793م)وتولى ابنه مشيخة الأزهروهو الشيخ محمد العروسى وكان ترتيبه الرابع عشر في قائمة مشايخ الأزهر توفى سنة 1245 هجرية. أما الشيخ مصطفي العروسى فكان الشيخ العشرين للأزهر و كأبيه وجده إلى عام 1287هجرية ولقد أبطل الشيخ العروسى كثيرا من البدع كالشحاذة بالقرآن .[/FONT]
[FONT=&quot].وعزم على إدخال الامتحانات بالأزهر فجأه العزل عن المنصب فنفذها خلفه. يتبع قيد تكملة الخطط التوفيقية[/FONT]



 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]الشيخ عبد علي بن جمعه العروسي الحويزي[/FONT]
[FONT=&quot] من طرف [/FONT]Mohammed Shaikh Ali[FONT=&quot] في الإثنين 22 نوفمبر 2010, 11:13 [/FONT]am
[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]نشأ وأكمل دراساته البدائيه في قصبة الحويزه التابعه الى مدينة الاهواز[/FONT]
[FONT=&quot]في ايران. ثم هاجر الى شيراز لطلب العلم وكان من معاصريه العلامه المجلسي[/FONT]
[FONT=&quot]والحرّ العاملي ومن اشهر تلاميذه السيد نعمة الله الجزائري والشيخ عبدالله صالح البحراني.[/FONT]
[FONT=&quot]اشتهر بتفسيره المعروف ب نور الثقلين. ترجم له الشيخ الحرّ العاملي بقوله الشيخ الجليل[/FONT]
[FONT=&quot]عبد علي بن جمعه العروسي كان عالما، فاضلا، فقيها،ثقة، ورعا،[/FONT]
[FONT=&quot]شاعرا،أديبا، جامعاَ للعلوم والفنون، معاصراً،له كتاب نور الثقلين[/FONT]
[FONT=&quot]في تفسير للقرآن الكريم، اربع مجلدات احسن فيها واجاد، نقل[/FONT]
[FONT=&quot]فيه آحاديث النبي والائمه عليهم السلام في تفسير الايات[/FONT]
[FONT=&quot]من اكثر كتب الحديث، ولم ينقل فيه عن غيرهم، وقد رأيته[/FONT]
[FONT=&quot]بخطه واستكتبته منه، وله شرح لامية العجم، وله شرح[/FONT]
[FONT=&quot]شواهد المغني ايضاً. كما ترجم له كبار العلماء واثنوا عليه مثل[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبدالله افندي، الشيخ اغا بزرك الطهراني، السيد شهاب[/FONT]
[FONT=&quot]الدين المرعشي، العلامه السيد الطباطبائي وآخرين.توفي سنة[/FONT]
[FONT=&quot]١١١٢ه، وله احفاد متواجدون في الحويزه والبصره ويعرفون[/FONT]
[FONT=&quot]ب بيت الشيخ علي لكنهم انقطعوا عن ابناء عمومتهم بني العروس[/FONT]
[FONT=&quot]بسبب الضروف القاسيه التي عانا منها بني العروس في الازمان[/FONT]
[FONT=&quot]الغابره ونسأل الله ان يجمع الشمل.[[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مولاي احمد الطاهري السباعي الإدريسي الحسني[/FONT]
[FONT=&quot]لقد كان من بين العلماء الذين أثروا تأثيرا واضحا على الحياة العلمية في منطقة توات عالم ظهر في أواخر الثلاثينيات فحمل مشعل العلم الذي كاد ينطفئ وأوصله إلى أجيال بعده سارت على نهجه ونهج أسلافه وهذا العالم يعرف في المنطقة بالشيخ مولاي احمد الطاهري السباعي الإدريسي الحسني[/FONT]
[FONT=&quot][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/FONT]alt[FONT=&quot]="" />[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]- مولده ونسبه:[/FONT]
[FONT=&quot]قال الشيخ مولاي عبد الله وهو أخو الشيخ مولاي احمد ومدرسه: ولد أخي النبيل والغطريف الأصيل بالقرية المعروفة بأولاد عبد المولى من نواحي بوجمادة، في محافظة مراكش عام خمس وعشرين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية 1325هـ بعد استقرار والده في قرية أولاد عبد المولى وكان أبوه مولاي عبد المعطي شيخ عصره وفريد دهره آنذاك .[/FONT]
[FONT=&quot]أما نسب الشيخ فيعود إلى الشرفاء الأدارسة السباعيين، وهو احمد المعروف بالطاهر بن عبد المعطي بن احمد بن محمد بن عبد المعطي بن علي بن إبراهيم بن يحي بن محمد بن عبد المولى بن عبد الرحمن الغازي بن عمرو بن أعمر بن مولانا عامر المكنى بابي السباع بن حريز بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إدريس بن محمد بن يوسف بن زيد بن عبد المنعم بن عبد الواسع بن عبد الدائم بن عمر بن سعيد بن عبد الرحمن بن سالم بن عزوز بن عبد الكريم بن خالد بن سعيد بن عبد الله بن زيد بن رحمون بن زكرياء بن عامر بن محمد بن عبد الحميد بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس بن إدريس الأكبر مؤسس الدولة الإدريسية في المغرب الأقصى بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه وأمه فاطمة الزهراء بنت سيد الأولين والآخرين، وهكذا ساق هذا العمود الشريف والعقد النفيس غير واحد من العلماء الأخيار العاملين الأبرار، كالشيخ سيدي محمد المجلسي والإمام المؤرخ الكبير الواعية الشهير الذي انتقلت إليه رياسة التاريخ بلا نكير العلامة أبي زيد بن خلدون، وإمام المحدثين الحافظ السيوطي والعشماوي .[/FONT]
[FONT=&quot]أما ابن خلدون فقد ذكر السباعيين في تاريخه الصغير، والسيوطي في تأليفه شجرة الأنساب والعشماوي في مؤلفه المنفرد في ذكر الشرفاء .[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ونسب الشيخ يعود إلى الأدارسة الذين أسسوا الدولة في المغرب الأقصى ويعود تأسيسها إلى إدريس الأكبر القادم من المدينة المنورة بعد اضطهاد العباسيين لهم فكان ممن نجا من أهله فقصد بلاد المغرب وأسس الدولة عام اثنان وسبعون ومائة 172هـ وتوسع بفتوحاته إلى تلمسان أين كانت قبيلتي مغراوة وبني يفرن .[/font]
[font=&quot]البــــرهــان[/font]
[font=&quot]ســـبب كنيتـــه[/font]
[font=&quot]وسبب الكنية السباعية هي أن عامر الهامل عندما ذاع صيته واشتهر بين الناس، أرادت قبيلة البرابيش أن تختبر ولايته فأرسلت إليه وفداً من الفرسان حوالي تسعة وتسعين فرحب بهم وأبدى لهم الكثير من البشاشة والإكرام، وقدم لهم الطعام فلم يرضوا بذلك وقالوا لقد قصرت في ضيافتنا ولم تقدرنا حق قدرنا فلما تبين له قصدهم وعرف مرادهم صاح بأعلى صوته "يا ميمون"، فأحاطت بهم السباع من كل جانب وصارت تناوشهم حتى لاذوا به وتلقوا بأذياله وصاروا يتضرعون أن يكف عنهم سباعه فرجعت عنهم السباع فتابوا بعد وأقروا بولايته .[/font]

[font=&quot]- نشأتـه التعليمية: [/font]
[font=&quot]لقد كان الشيخ بعد بروزه لعلم الوجود في حضانة أمه، وكفالة أبيه إلى خمس سنين من عمره ثم توفي والده (رحمه الله) وبعد ذلك تولاه أخوه مولاي عبد الله بن عبد المعطي، الذي كان علامة وباحثا وعلى درجة كبيرة من العلم حتى أصبح سيد العلماء في مراكش وأحوازها .[/font]
[font=&quot]فبعدما تولاه أخوه رباه على أحسن تربية وأنشأه بالأخلاق الكاملة الزكية فلما رأى فيه علامة النجابة وتوسم فيه الفطانة والحذاقة واللبابة، ابتدأ له تعليم القران الكريم فيما يقرب السبع من السنين وفي العشر من عمره حفظه حفظ إتقان وتوجه لطلب العلم، وقبلمجاوزته الرابعة عشر من العمر تحصل على جملة من فنون العلم بتحقيق ويقين، تفقه في مذهب الإمام مالك بالخصوص، فتمكن فيه بالفروع وأدلتها القاطعة من القياسية والنصوص، فكان له فيه الباع الطويل والمقام العالي الجليل، وهكذا شأنه في جميع أنواع العلوم فكان نحويا بليغا، منطقيا، أصوليا، مفسرا، محدثا، حسابيا، فرضيا، فقيها، ذا علم بالقراءات، وبالجملة فهو بحر ذاخر ولا زال في طلب العلم يخطو خطى بجد واجتهاد حتى انتهى لمقام الإفادة والاستفادة، ولما كان بذي المكانة والمقام تاقت نفسه للسلوك إلى الملك العلام بطريق السادة الصوفية الأعلام فأخذ الطريقة القادرية على أخيه الشيخ الإمام فلقنه إياها وأجازه فيها بالإذن التام وهذه الطريقة خالية من البدع والخرافات والمنكرات والشطحات لا كما يصورها البعض .[/font]
[font=&quot]أما عن ذكر شيوخه فهم متواترين ابتداء من أخيه الشيخ مولاي عبد الله الذي كان يعرف بسيد غالب العلماء في المغرب،وهو يعرف من نفسه التفوق على غيره ويدرك من علماء تلك الناحية أنهم دونه بمراحل فكان يشيد بنفسه تحدثا بنعم الله عليه وكان القضاةوالمُفتون هناك يتحامونه، وإذا حضر ألقوا إليه الزمام وأجلسوه في صدر المجلس تفرغ للتدريس والإشراف على مدرسة والده بعد أخيه، حيث شهدت المدرسة في عهده ازدهاراً واسعاً ونشاط علمي كبير .[/font]
[font=&quot]فكما ذكرنا أخذ الشيخ (رحمه الله) العلم عن أخيه الشيخ مولاي عبد الله عن أبيه مولاي عبد المعطي عن احمد بن مبارك الرسموكي عن محمد بن محمد الهلالي، عن الشيخ سيد احمد بن محمد الميموني، عن الشيح سيدي محمد بن يحي، عن الشيح احمد الضحيكي عن الشيح احمد الصوابي عن الشيح سيدي احمد بن محمد بن ناصر الدرعي، عن الشيخ سيدي احمد السكوتي، عن سيدي إبراهيم بن حسان الكودي الكوزاني عن الشيخ سيدي عبد الله الأهواز، عن الشيخ سيدي احمد محمد بن احمد النهرواني، عن والده أبو الفتوح الطاووس عن الشيخ بابا موسى الهواري عن الشيخ بن شاد يخت الفارسي الفرعاني، عن الشيخ أبي لقمان يحيىبن عمار بن مقيل بن شاهان بن معمر الختلاني، عن الشيخ سيدي محمد بن يوسف البربري عن الشيخ يزيد بن محمد بن إسماعيل البخاري عن الشيخ المكي بن إبراهيم عن الشيخ يزيد بن عبيد الله عن الشيخ مسلمة بن الأكوع رضي الله عنه، عن عين الرحمة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه هي السلسلة الطاهرة التي اغترف منها الشيخ علومه وسقي منها وسيظل سقيها إلى حيث شاء الله .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]- خروجه من المغرب الأقصى إلى توات:[/FONT]
[FONT=&quot]ولما تجاوز الثلاثين من عمره غادر المغرب الأقصى وسبب ذلك قيل أن نجمه قد تألق في السياسة وحزب الاستقلال بالمغرب، وصارت كلمته مسموعة في وسط الشعب فطاردته أيادي الاحتلال الفرنسي، فكانت أول محطاته شنقيط بموريتانيا وهناك من يرى بان خروجه من المغرب لم يكن بسبب مطاردة الاستعمار له وإنما لنشر العلم وتقع شنقيط شمال الصحراء الموريتانية، وهي تذخر بالعلم والعلماء وأقام بها حوالي عامين مع أقاربه السباعيين وتصدر في المنطقة للتعليم والتدريس فتخرج على يديه علماء جهابذة نقاد .[/FONT]
[FONT=&quot]وكان أول من قابله عند نزوله شنقيط الشاعر الموريتاني محمد سالم بن أبوه اليعقوبي، الذي رحب بمقدمه بأبيات من الشعر فرد عليه الشيخ بأبيات مثلها وكذلك المنطقة بها العديد من السباعيين أصول الشيخ، ويقول تلميذه الشيخ الحاج أمحمد الكنتي أن الشيخكان يتسمى باسم مخالف لاسمه الأصلي في كل منطقة يدخلها، واتخذ عدة أسماء ففي موريتانيا تسمى باسم أخيه "محمد الصغير" وهو أخوه الأكبر وتسمى في الجزائر باسم مولاي احمد وهو اسم احد إخوته كذلك وذلك بتعمده إخفاء اسمه الحقيقي، وهذا ما يعطي دليل أقوى لسبب خروجه من المغرب وهو مطاردة العدو الفرنسي له ولان المنطقة المغربية كانت كلها تئن تحت وطأة الإستدمار الفرنسي. [/FONT]
[FONT=&quot]ونلاحظ أن الشيخ تكلف عناء السفر الطويل الشاق والذي كان عن طريق القوافل والإبل وعبور الصحاري الجرداء القاحلة لهدف واحد هو تعلم العلم وتعليمه وهذا يعبر عن إرادته وعزيمته القوية حيث يعتبر من العلماء المعاصرين الرحالة في وقت كانت فيهالطـرق البرية صعبة السلوك من تواجد قطاع الطرق والاستعمار الذي استولى على المنطقة، فقد قطع مسافات تقدر بآلاف الكيلومترات، أما محطته الثانية في هذه الرحلة كانت أرض (تمبكتو) بمالي الآن ، تقع في الطريق المار بين الجزائر باماكو عاصمة مالي والتقى بعلماء أجلاء في هذه المنطقة وتراجعوا بينه في مسائل عديدة ونكت غريبة فأخجلهم شانه، وألجمهم بما انطوى عليه ذهنه وفي النهاية لما فاز عليهم فوزا عظيما وجه لحضرتهم مختبرا لهم مرتجلا بتقريظ من الشعر في مسالة نحوية فاستعصى حلها على الجميع بعد ذالك بين غموضها وإشكالها لبراعته في العلوم. [/FONT]
[FONT=&quot]وفي السادس والخمسين والثلاثمائة والآلف من الهجرة خرج الشيح من أرض (تمبكتو) فارتفق بجماعة منها متوجهين إلى توات وكان ذالك في شهر ربيع الأول وهذا حسب رواية مترجمه وتلميذه سيد الحبيب بن عبد الرحمان في الكتاب الذي ألفه الشيخ مولاي أحمد كتاب الدر المنظوم في شرح مقدمة بن أجروم حيت يرى أن دخول الشيخ توات كان عام 1356هـ . [/FONT]
[FONT=&quot][[/FONT]b[FONT=&quot]] أما الشيخ محمد باي بلْعالم وهو تلميذه كذلك، يرى أن دخوله لم يكن في عام 1356هـ ، بل كان عام 1363هـ سنة 1944م والملاحظ أن كلا التاريخين يشوبهما الخطأ لأنهما لم يعتمدا الحجة والأدلة القاطعة لتدعيم رأييهما ويدل هذا على أن المنطقة لم تكن تهتم بالعلم والتاريخ بل كانت تعيش في الجهل وظلماته وانتهى المطاف بالشيخ إلى منطقة توات فكان أول ما دخل إلى منطقة رقان ثم منها إلى سالي وهكذا دأب السلف الصالح في الترحال والبحث ونشر العلم فكان الواحد منهم يسافر ألاف الأميال بحثا عن حديث واحد فقد جاهدوا أنفسهم في سبيل العلم ونشره وفازوا بالهداية[/FONT]
[FONT=&quot]ـــــــــــــــــــ[/FONT]
[FONT=&quot]نقلا عن موقع المدرسة الطاهرية[/FONT]

[FONT=&quot]سيرة سيدى عبدالرحيم القنائى [/FONT]

[FONT=&quot]ولد عبد الرحيم القنائى فى مدينة ترغاى بإقليم سبتة فى المغرب الأقصى سنة 521 هجرية وقد نشأ هناك وترعرع، فقد أمضى طفولته فى تحصيل العلم فى جامع ترغاى الكبير على يد والده كما تتلمذ على كبار العلماء فلم يكد يصل الثامنة من عمره حتى كان قد حفظ القرآن الكريم وجوده تلاوة وفهما، وتوفى والده فى الثامنة عشرة من عمره. وكان رضى الله عنه يحب والده حبا عميقا ويرى فيه المثل الأعلى والقدوة الحسنة، لذلك فقد تأثرت صحته وساءت حالته النفسية بسبب وفاته فمرض مرضا شديدا حتى أصبح شفاؤه ميئوسا منه ، مما جعل والدته العربية تفكر فى إرساله إلى أخواله فى دمشق. وفعلا رحل عبد الرحيم إلى دمشق حيث التقى هناك بأخواله وأهل والدته الذين أكرموا وفادته وسهلوا له مهمة الاتصال بكبار العلماء والفقهاء هناك. وقد أمضى فى دمشق سنتين نهل فيهما من علوم المشارقة كما تفقه فى علوم المغاربة، ثم شده الحنين إلى العودة إلى مسقط رأسه فشد رحاله إلى ترغاى حيث أهله وعشيرته وكان قد بلغ فى ذلك الوقت العشرين من عمره.[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد كان لامتزاج الثقافتين الشرقية والغربية أثرهما فى نفس عبد الرحيم فقد خلقت منه شخصية مصقولة متكاملة رغم حداثة سنه، فقد دعى ابن العشرين ليحضر حلقات الدرس فى الجامع لا كتلميذ بل كمدرس، حل محل والده، فامتلأ المسجد حتى لم يعد فيه مكان لقادم، إذ لم يقتصر الأمر على أهل ترغاى بل وعلى أهالى منطقة سبتة كلها الذين أتوا ليروا ابن شيخهم الذى وفد إليهم من دمشق وليستمعوا إلى المعلم الذى جمع بين ثقافتى المغرب والمشرق وليروا أثر ذلك مع ابن العشرين. وقد أمضى عبد الرحيم خمس سنوات فى ترغاى يقوم بمهمة الوعظ والإرشاد عن واجبات المسلم نحو ربه ومجتمعه بأسلوب ساحر أخّاذ أبكى المستمعين تأثرا وإعجابا. على أن أحداث المشرق فى ذلك الوقت من تكتل قوى الاستعمار الأوروبى المقنع تحت اسم الصليب، للهجوم على بلاد المشرق واستعمارها كانت تشد تفكيره بقوة إلى المشرق حيث كان يرى وجوب تكتل كل قوى المفكرين من المسلمين لحماية الدول الإسلامية وتعبئ كل القوى المادية والمعنوية لحمايتها من التفكك والضعف والانحلال الذى أوشك أن يصيبها. وفى تلك الأثناء توفيت والدته، الأمر الذى جعله بالإضافة إلى الأسباب السابقة، أن يفكر فى الرحيل إلى المشرق، فرحل من ترغاى ميمنا وجهه شطر الحجاز لتأدية فريضة الحج، وفى طريقه مر بمدينة الإسكندرية والقاهرة فتركا فى نفسه أثرا لم تمحه رحلته المقدسة إلى البلاد الحجازية. وبقى فى البلاد الحجازية تسع سنوات قضاها متنقلا بين مكة والمدينة ينهل من علم وفضل فقهائها وعلمائها تارة وعابدا معتكفا بالبيت الحرام أو بمسجد المدينة تارة أخرى أو متنقلا يسعى فى مناكبها للاتجار فى بعض المحاصيل سعيا وراء كسب الرزق حتى يستطيع التفرغ للعبادة والعلم دون أن يمد يده للاستجداء أو أن يكون عالة على أحد. حتى إذا كان موسم الحج العاشر، التقى بمكة بأحد الشيوخ الأتقياء الورعين القادمين من مدينة قوص عاصمة صعيد مصر فى ذلك الوقت وهو الشيخ مجد الدين القشيرى، ودار بينهما حديث فتعارف فألفه وأصر بعدها القشيرى على أن يصحبه شيخنا عبد الرحيم إلى مصر وإلى قوص وقنا بالذات حيث أن مجتمعها متعطش إلى علم وفضل أمثاله من أولياء الله الصالحين.[/font]
[font=&quot]وهنا يقول السيوطى: وما زال الشيخ يحاوره ويدلل على حججه وعلى أن عبد الرحيم ليس له ما يربطه بمكة والمدينة أحد أو شئ، وأن واجبه الإسلامي يدعوه إلى الإقامة فى قوص أو قنا ليرفع راية الإسلام وليعلم المسلمين أصول دينهم وليجعل منهم دعاة للحق وجنودا لدين الله. وأخيرا وافق عبد الرحيم على الرحيل إلى مصر فجاء بصحبة الشيخ مجد الدين القشيرى الذى كان يعمل حينئذ إماما بالمسجد العمرى بقوص وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه وكان ذلك فى عهد الخليفة العاضد بالله آخر خلفاء الدولة الفاطمية، ولكن عبد الرحيم لم يرغب البقاء فى قوص وفضل الانتقال لمدينة قنا تنفيذا لرؤى عديدة أخذت تلح عليه فى الذهاب إلى قنا والإقامة بها ولأن قوص ليست فى حاجة شديدة إليه فقد كانت وقتها غاصة بالعلماء والفقهاء وكبار المفكرين من أهل الدنيا والدين.[/font]
[font=&quot]وبعد أن أمضى عبد الرحيم ثلاثة أيام بقوص رحل إلى قنا حيث التقى بالشيخ القرشى أحد أوليائها الصالحين فانعقدت أواصر الألفة بينهما وتحابا وتزاملا فى الله. وقد ساعد جو قنا الهادئ الشيخ عبد الرحيم على حياة التأمل فأمضى عامين كاملين يتعبد ويدرس ويختلى بنفسه ليتعرف على خباياها ولا يقطع عليه هذا الاختلاء وذاك التعبد إلا خروجه للتجارة التى يعتمد عليها فى معاشه، فقد كان رحمه الله قد اتخذ لنفسه منهاجا لا يحيد عنه طوال حياته، وهو العمل بيده حتى يكسب قوته. وقد درت عليه التجارة فى قنا ربحا وفيرا ساعدته على الإنفاق على فقراء الطلاب والراغبين فى العلم وغير القادرين من أبناء المسلمين. وقد كانت لسيدى عبد الرحيم مدرسته الصوفية الخاصة التى تسمح للطرق الصوفية الأخرى بالأخذ منها من غير الخروج على طرقها، إذ كان يقول: إن الدين الإسلامى، دين علم وإخلاص، فمن ترك واحدة فقد ضل الطريق. وقد أفاض فى شرح نظريته هذه فى كتاباته إذ كان يهتم- رضى الله عنه - دائما بالحديث عن العلم، إيمانا منه بأن العلم دعوة سماوية ومتممة للعمل. وقد ترك الشيخ عبد الرحيم الكثير من المؤلفات منها تفسير القرآن الكريم ورسالة فى الزواج وكتاب الأصفياء وغيرها كثير. ولما تولى الأيوبيون مقاليد الأمور فى مصر، عملت جاهدة على القضاء على المذهب الشيعى السائد فى عهد الدولة الفاطمية ونشرت المذهب السنى وكانت وسيلتها فى ذلك تولية شئون البلاد وحكمها لأصحاب المذهب السنى وخاصة المذهب الشافعى، مذهب الأيوبيين الخاص فقد أصدر الملك العزيز بالله ابن صلاح الدين الأيوبى قرارا بتعيين الشيخ عبد الرحيم شيخا لمدينة قنا ومنذ ذلك التاريخ أصبح شيخنا يعرف بالقنائى. وقد تزوج الشيخ عبد الرحيم بابنة الشيخ القشيرى وبعد وفاتها تزوج ثلاثة أخريات أنجب منهن تسعة عشر ولدا وبنتا. واستقر الشيخ عبد الرحيم القنائى بقنا يلى شياختها وكان مركزه زاوية بجانب ضريحه الحالى يجتمع فيها بالوافدين عليه من كل مكان، واستمر كذلك حتى توفى سنة 592 هجرية بعد أن عاش 72 عاما. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أما مدينة قنا التى عاش فيها شيخنا الفاضل رضوان الله عليه، فهى مدينة مصرية قديمة اسمها المصرى القديم (شابت) وفى العصر البطلمى عرفت باسم (كنابوليس) وفى العصر القبطى باسم (كونا) ومنها الاسم العربى (قونة) الذى حرف إلى (قنى أو قنا). وجاء فى معجم البلدان، قنا مدينة لطيفة بصعيد مصر بينها وبين قوص يوم واحد وتنسب إليها كورة قنا. ويقول ابن دقماق، قنا بلدة فى ضفة النيل الشرقية مرتفعة البنيان بها مارستان - مستشفى- وحمامان وربط، وهى الدور التى يتعبد فيها الصوفية وخرج من هذه المدينة جماعة من العلماء الرؤساء وأرباب المقامات والمكاشفات، ولعله يقصد من بينهم الشيخ عبد الرحيم القنائى. وقد أعطانا الرحالة ابن جبير وصفا شاملا عن مدينة قنا فيقول: إنها من مدن الصعيد المشهورة كانت بيضاء أنيقة ذات مبان مشيدة، وكانت مبانيها بالآجر واللبن وأكثرها مكون من طابقين ولما أصبحت المدينة عاصمة للمحافظة فى القرن التاسع عشر بنيت بها القصور لذوى الجاه والثروة والأشراف وكثرت أسواقها وازدحمت الحوانيت بأنواع البضائع الثمينة وكان بها كثير من أرباب الحرف ولكل طائفة شيخ، وكان بها نحو اثنتى عشرة وكالة لاستقبال التجار الأجانب والوافدين عليها. ويقول على مبارك فى خططه: وبمدينة قنا قطعة أرض تقرب مساحتها من الفدان تؤخذ منها طينة طفلية تصنع منها الأوانى الفخارية التى تشتهر بها المدينة، وعلى الرغم من الأخذ من هذا الفدان فإن مساحته لا تنقص، وتعليل ذلك سهل ميسور، ذلك أن مياه الفيضان ترسب فيه كمية من الطمى تعادل تقريبا ما يؤخذ منه، كما أنه قريب من مصرف قنا الذى تتجمع فيه مياه السيول من جبال البحر الأحمر، وتقوم هذه السيول كذلك بترسيب كمية من طينة طفلية فى الفدان المذكور قبل تجمعها فى المصرف. وكان يوجد بقنا طريق يوصل إلى القصير يمر أولا بين الجبل والساحل متجها إلى الجنوب حتى يصل إلى بئر عنبر شرقى قفط ثم يستقيم إلى جهة الشرق حتى يصل إلى القصير.[/font]
[font=&quot]وصف المسجد.[/font]
[font=&quot]أما مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى الملحق به ضريحه الموجود حاليا فيرجع إلى النصف الأول عن القرن العشرين، إلا أنه حل محل الزاوية التى بناها الشيخ فى حياته والتى كان يتعبد بها ويستقبل فيها زواره ومريديه. ويتكون المسجد الحالى من صحن مربع مغطى بسقف به (شخشيخة) تعلو قبة صغيرة ضحلة. ويحيط بالصحن أربعة إيوانات عميقة متعامدة، أكبرها إيوان القبلة ويقع فى الجهة الشرقية من المسجد ويتقدم كل إيوان عمودان كل منهما مكون من عمودين ملتصقين، ويعلو العمودين ثلاثة عقود تكون واجهة الإيوان. والمدخل الرئيسى للمسجد يقع فى الجهة الجنوبية وهو مرتفع إذ يصعد إليه بست درجات وتتقدمه مظلة ذات أعمدة، وفى الركن الجنوبى الشرقى للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالى يوجد الضريح، وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على رقبة تقوم على دلايات قصيرة فى أركان المربع. وخلف الإيوان الغربى توجد دورة المياه.[/font]

[font=&quot]الولي السائح عامر الهامل الملقب بأبي السباع[/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font=&quot]الحمد للَّه القديم فلا أول لوجوده، الدائم الكريم فلا آخر لبقائه ولا نهاية لجوده، الملك حقًا فلا تدرك العقول حقيقة كنهه، أحمده على ما أولى من نعمه، وأصلي على رسوله محمد سيد العرب والعجم، المبعوث إلى جميع الأمم، وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى ومصابيح الظُّلم، صلى الله عليه وسلم، وشرّف وكرّم وعظّم.[/font]
[font=&quot]وبعد: فهذه نبذة من ترجمة الولي الشريف عامر أبي السباع، يقول العلامة سدات ابن الشيخ المصطف : هذا ما تيسر لي تقييده من ذاكرتي ومما عثرت عليه في الكتب من أخبار وأحوال وتاريخ الولي الشريف عامر أبي السباع ومن الحكايات المتواترة عن كراماته الخارقة للعادة في حياته وبعد وفاته، التـي أخذت الكثير منها عمن اجتمعت به من علماء مدينة فاس المغربية وعن العلماء من ذريته وغيرهم ممن أثق بروايته من أهل العلم والصلاح وأهل التاريخ ولاشك أن ما تطرقت إليه من ترجمتـي هذه له من علم التاريخ الذي قيل فيه إنه عمر آخر للناظرين فيه زيادة على أعمارهم أو مع أعمارهم قال أبو الحسن بن الحسين: قالوا لولا تقييد العلماء خواطرهم بالاخبار وكتبهم للآثار لبطل أول العلم وضاع آخره إذ كان كل علم من الأخبار يستخرج وكل حكمة منها تستنبط والفكر منها تشتار والفصاحة منها تستفاد وأصحاب القياس عليها يبنون وأهل المقالات بها يحتجون ومعرفة الناس منها توخذ وأمثال الحكماء فيها توجد ومكارم الأخلاق ومعاليها منها تقتبس وآداب سياسة الملوك منها تلتمس انتهى كلامه. وهو علم يستمتع بسماعه العالم ويستعذب موقعه الأحمق والعاقل يانس مكانه وينزع إليه الخاصي والعامي ويميل إلى روايته العربي والعجمي ويتجمل به في كل مشهد. ويحتاج إليه في كل محفل. فلا يصبر على علمه ويتقن ما فيه من إيراده وإصداره إلا إنسان قد تجرد للعلم وفهم معناه وذاق حلاوة ثمرته فإن علم النسب والأخبار من علوم الملوك وذوي الأخطار تسمو إليهما النفوس الشريفة،ولا ياباهما إلا العقول السخيفة. قال عبيد الله بن محمد بن عائشة القرشي: الأخبار تصلح للدين والدنيااهـ وقال عبد الله بن المقفع: ثم انظر الأخبار الرائعة فَتَحَفَّظْ منها فإن من شأن الإنسان الحرص على الاخبار ولا سيما ما يرتاح له الناس اهـ وقال الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: ليس ينبغي للقرشي ولا للرجل أن يستغرق شيئا من العلم إلا الأخبار اهـ ومجمل القول في الأخبار لا سيما أخبار الأولياء والعلماء والصلحاء الشرفاء وغيرهم ان في قصص أخبارهم عبرا يعتبر بها أولوا الألباب. قال الله تبارك وتعالى مخبرا عن قصة يوسف وإخوته {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب} وقال جل من قائل في كتابه العزيز {كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق} وقال الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة: أجموا هذه القلوب التمسوا لها طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان انتهى. انظر الجزء الأول من كتاب معجم الأدباء تأليف ياقوت الحموي.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]وأحوال الولي الشريف عامر أبي السباع في التصوف والكرامات سأذكر منها ما أذكر للتبرك بنشر مناقبه الحسان قال الولي العالم العلامة صاحب التصانيف المفيدة الشيخ الصوفي المربي الرباني الشيخ محمد بن محمد العيدي الأبييري في كتابه شفاء المريد:[/font]
[font=&quot]* وَعِنْدَ ذِكْرِ الصَّالِحِينَ الْبَرَكَهْ ... تَنْزِلُ وَالْغَيْرُ بِضِدٍّ اتْرُكَــهْ *[/font]

[font=&quot]وللتنصح وللحصول على ملكة التجارب بالوقوف على تصريف المالك في ملكه بالخوارق الدالة على قدرة الله تعالى قال الإمام الغزالي في الكتاب السابع من ربع العبادات من كتاب إحياء علوم الدين ما نصه: ينبغي لكل مسلم طالب للفضل والخيرات أن يلتمس البركات والنفحات واستجابة الدعوات ونزول الرحمات في حضرات الأولياء ومجالسهم وجمعهم أحياء وأمواتا وعند قبورهم وحال ذكرهم وعند كثرة الجموع في زيارتهم وعند مذاكرة فضلهم ونشر مناقبهم اهـ انتهى الغرض من كلامه. وذكرت ما ذكرت من تاريخه لأنال به ما فيه من الفضل والخير لي في الدنيا وفي الآخرة ولمن وقف عليه وقرأه وانتفع به فجهل تاريخه وتاريخ أضرابه من العلماء الاولياء الشرفاء والصالحين لا ينبغي لمثلي ولا لغيري من الفقهاء وأصحاب الهمم السامية بل يستقبح على أهل الفضل والمعرفة لأن تاريخ العلماء والأولياء والصلحاء فيه إحياء ذكرهم وأخذ الحكمة والموعظة من سيرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أرخ مومنا فكأنما أحياه» أورده الشيخ مصطفى التركي في كشف الظنون وقال الشيخ جار الله المكي في كتابه تحقيق الصفا في تراجم بني الوفا ما نصه: قد ورد في الآثار عن سيد البشر أنه قال «من أرخ مومنا فكأنما أحياه وقرأ تاريخه وزاره ومن زاره استوجب رضوان الله وحق على المزور أن يكرم زائره» انتهى.[/font]
[font=&quot]-------------[/font]
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:76. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]أقول: الولي الشريف أبو السباع هو عامر بن أحريز الملقب بالهامل المكنى بأبي السباع الإدريسي الحسني أبو الشرفاء أولاد أبي السباع ولد في القرن الهجري الثامن بمدينة فاس المغربية التـي أول من اختطها جده إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر في أواخر القرن الهجري الثاني وأوائل القرن الثالث واتخذها عاصمة للدولة الإدريسية التـي اعتلى عرش الملك فيها بعد موته ابنه مـحمـد بن إدريس الأصغر جد الشريف الولي عامر أبي السباع الأعلى ودفن الشريف عامر أبو السباع بأعلى جبل (إضوضان مدن) بسوس من بلاد المغرب الأقصى. قال صاحب المعسول ج15 صفحة 265 ما نصه: عامر الملقب بأبي السباع دفين جبل (إضوضان مدن) بسوس وهو من أهل القرن الثامن الهجري على ما يظهر انتهى المراد من كلامه. ومـمــا يشـير إلى أنـه مــن أهـل القـرن الثامن الهجري ذكر الحافظ السيوطي له ولعمود نسبه في كتاب شجرات الأنساب فالسيوطي من اهل القرن التاسع الهجري. [/font]
[font=&quot]وقد نشأ الولي الشريف عامر أبو السباع في دار والده وتربى فيها أحسن تربية وتعلم الحروف الهجائية والقراءة والكتابة والقرآن العظيم ومبادئ علم التوحيد والفقه المالكي في بيت أبيه في مدينة فاس من أسرته الأدارسة ولما بلغ الحلم فضل العزلة عن جميع الناس والبعد من المدن للتبتل لعبادة الله تعالى في الخلوة ولم يطب له الثواء إلا في الانحاء البدوية.[/font]
[font=&quot]قلت: اختار ذلك لأن أهل البدو أقرب للخير وأيسر للخلوة وأقرب للعزلة من اهل الحضر لأن الغالب في أحوال أهل البدو فطرتهم الأولى التـي تقبل ما يرد عليها وما ينطبع فيها من خير أو شر وبقدر ما سبق إليها من أحد الخلقين تبتعد عن الآخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» اهـ فمن سبقت إلى نفسه عوائد الخير حصل على ملكته وابتعد عن الشر وأما أهل الحضر فإنهم أقرب إلى الشر بكثير من أهل البداوة وذلك لانكبابهم على الملاذ وعوائد السرف الموجودة بكثرة عندهم وإقبالهم على الدنيا والإدمان على أنواع شهواتهم التـي منها تلوثت أنفسهم وتكاثفت الريون والطخاء على قلوبهم فاتصفوا وعرفوا بمذمومات الخلق وكثرة الشر فذهب حياؤهم فكثر فيهم القذع وفي أقوالهم الفحشاء في المجالس بحضرة آبائهم وكبرائهم وتظاهروا بأعمال الفسق وارتكاب البدع لأنه لا يصدهم وازع الحشمة والدين لما ذهبوا إليه من عوائد السوء في التظاهر بالفواحش قولا وعملا. وأما أهل البدو وإن كانوا منكبين على الدنيا فإنهم في المقدار الضروري لا في السرف في الترف ولا في شيء من أسباب الشهوات واللذات ودواعيها لقلتها في البادية فعوائدهم على ما يحصل فيهم من مذمومات الخلق بالنسبة إلى أهل الحضر أقل بكثير فهم أقرب إلى الفطرة وأبعد عما ينطبع في النفس من سيء العوائد المذمومة فتبين مما ذكرنا أن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر والله يحب المتقين. ومن أجل ما ذكرت اختار الولي الشريف عامر أبو السباع العزلة في البدو عن السكنى في الحضر واقتدى بما فعل جده محمد صلى الله عليه وسلم من الذهاب من داره بمكة إلى الخلاء والتحنث في غار حراء بأعلى جبل خارج مكة في عزلة عن الناس حتى نزل عليه الوحي وأرسله الله تعالى إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا فقد ذهب الولي الشريف عامر من دار أبيه بفاس مسقط رأسه على رسم السياحة كسائح من السائحين في البلاد ليعتبر ببقية آثار الأولين ويسلك طريق أهل العزلة عن الناس فقد ورد في الأثر عن السادات ممن غبر قول عيسى بن مريم الدنيا محل مثلة ومنزل نقلة فكونوا فيها سياحين واعتبروا ببقية الأولين اهـ وقال قس بن ساعدة الإيادي الذي حكم له النبي صلى الله عليه وسلم بالفصاحة وبأنه يبعث أمة وحده: أبلغ العظات السير في الفلوات والنظر إلى محل الأموات اهـ وقد مدح الشعراء الخلفاء والملوك والأمراء بالسير في البلاد والتطواف بين السهل والوادي قال أحد الأدباء يمدح المعتصم بالله الخليفة العباسي:[/font]
[font=&quot]* تَنَاوَلْتَ أَطْرَافَ الْبِلاَدِ بِقُدْرَةٍ ... كَأَنَّكَ فِيهَا تَبْتَغِي أَثَرَ الْخَضِرْ *[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكانت السياحة والعزلة والفرار من سكنى المدن والتعبد في الخلوة من فعل وعمل الكثير من الصالحين والأولياء من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقت الولي الشريف عامر أبي السباع ومن بعده إلى الآن فقد اختار لنفسه العزلة عن الناس وعدم السكنى في المدن وعبادة الله في الخلوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو ذر الغفاري رضي الله عنه واسمه جندب بن جنادة فقد خرج من المدينة المنورة في عهد خلافة عثمان بن عفان ونزل بالربذة بفتح الراء والباء الموحدة التحتانية وهي قرية من قرى المدينة المنورة على مسافة ثلاثة أيام منها فأقام بها يعبد الله في انفراد حتى توفي سنة 32 هجرية ودفن بها. وفي سنة 319 هجرية خربت قرية الربذة بسبب اتصال الحروب بين أهلها وبين ضرية ثم استأمن أهل ضرية إلى القرامطة فاستنجدوا بهم عليهم فارتحل عن الربذة أهلها فخربت وكانت أحسن منزل في طريق مكة كذا قاله شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي المتوفى سنة 626 هجرية في باب الراء والباء في المجلد الثالث من كتابه معجم البلدان ومن الأولياء العارفين الذين دخلوا الخلوة لعبادة الله نحو أربعة عشر عاما الشيخ الجزولي. كذا قاله الشيخ محمد المهدي بن أحمد بن علي بن يوسف الفاسي في كتابه مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات اهـ. [/font]

[font=&quot]-------------[/font]
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:78. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]والولي الشريف عامر أبو السباع من الأولياء العارفين بالله السائحين وهم الذين يمشون في الأرض للاعتبار برؤية آثار القرون الماضية ومن هلك من الأمم السالفة وذلك لأن الولي العارف الشريف عامر أبا السباع لما علم أن الأرض تزهو وتفتخر بذكر الله عليها وهو من أهل الإيثار والسعي في حق الغير أي أن المعمور من الأرض لا يخلو من ذاكر لله فيه من عامة الناس ورأى أن المفاوز المهلكة المهملة البعيدة من العمران لا يكون فيها ذاكر لله من البشر فلزم السياحة واختارها في البيد التـي لا يطرقها إلا هو ومن قبله ومن بعده من أمثاله من الأولياء العارفين بالله وسكن بطون الأودية وتارة قمم الجبال وتارة بطون الشعاب من البلاد التـي لا يعبد الله فيها. هذا وبدأ الولي الشريف عامر أبو السباع سياحته بالتنقل من مدينة فاس مسقط رأسه على رسم السياحة والعزلة في الخلوة ليلا يشغله شاغل عن النوافل وغيرها من عبادة الله تعالى وتابع أسفاره وتفرده حتى نزل مدينة تلمسان المغربية فأقام بها برهة من الزمن يتعلم العلم على علمائها ويخصص أياما وليالي لصلاة النوافل وتلاوة القرآن في الخلاء وللصيام تطوعا ولكنه لم يطب له الثواء بتلسمان. قال العلامة الفقيه المفتـي الشريف سيدي عبد الله بن عبد المعطي الإدريسي الحسني السباعي في كتابه الدفاع وقطع النزاع عن نسب الشرفاء أبناء أبي السباع في الفصل الخامس في التعريف بأبي السباع ما لفظه: أما مولانا عامر فقد خرج من مدينة فاس مسقط رأسه ومنبت شجرة جدوده سائحا كما هو عادة أهل الله يعبد الله في الخلوات ويتحنث في الفلوات لكي ترتفع له عند الله بذلك المقامات إلى أن وصل إلى تلمسان فلبث فيها مدة انتهى الغرض من كلامه. [/font]
[font=&quot]قلت: ثم ارتحل ولي الله الشريف عامر من تلمسان في سياحته متوجها صوب مدينة توات من بلاد الجزائر حتى وصل إليها ولبث بها وبضواحيها نحو عامين يتعلم علم الكلام والفقه المالكي وقواعده وعلم الأصول وعلم تجويد كتاب الله القرآن العزيز على علمائها وفي آخر مدة سكناه بتوات ونواحيها أخذ أوراد القادرية عن الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد التواتي ولقنه الصالح الشيخ سالم أبو اعلام البعض من علم سر الحرف. ثم بعد ذلك جدد أخذ أوراد الطريقة القادرية الصوفية عن شيخه أبي عمران الجراري نسبة إلى قبيلة من قبائل بلاد المغرب. وحدثني من أثق به من أشياخ الطريقة التجانية بفاس وأستاذي في النحو واللغة محمد الامين بن يحيى السباعي بأن أبا عمران شيخ الولي الشريف عامر أبي السباع أخذ الطريقة القادرية عن شيخه أبي صالح وأبو صالح أخذ عن أبي مدين التلمساني وأبو مدين التلمساني عن ابن حازم وابن حازم عن علي بن أبي حامد الغزالي وعلي بن أبي حامد الغزالي عن أبي طالب المكي وأبو طالب المكي عن أبي يحيى الغزالي وأبو يحيى الغزالي عن أبي المعالي وأبو المعالي عن أبي القاسم الحتيم وأبو القاسم الحتيم عن خالد الصحراوي وخالد الصحراوي عن معروف الكرخي ومعروف الكرخي عن داود الهادي وداود الهادي عن أبي القاسم وأبو القاسم عن الحسن بن علي بن أبي طالب والحسن السبط عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انتهى. وقرأت مثل هذا السند حرفا بحرف ونقلته من خط الشريف محمد الإمام بن سيد امبارك بن الشيخ المختار السباعي يرجع تاريخه إلى اليوم الثامن عشر من ربيع الثاني عام ألف وثلاثمائة وخمسة وثمانين من الهجرة النبوية. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولقب الولي الشريف عامر بالهامل لإهماله السكنى والإقامة في المدن وإهماله حب الرياسة ومواظبته على الزهد في جميع حطام الدنيا ودوام تنقله في الفيافي وانقطاعه لعبادة الله في الخلوات ومن ذلك التاريخ عرف بعامر الهامل واعترف العامة والخاصة بصلاحه وبركته. [/font]
[font=&quot]هذا ملخص ما سمعته ووعيته وجمعته من علماء فاس عن اشتقاق هذا اللقب وذكر هذا اللقب في الأشعار وفي المنظومات والأراجيز قال الفقيه الشريف أحمد محمود المعروف بحمود ابن عمر (بن اعرير) السباعي في شرح ديباجة منظومته في أحكام التركة ما نصه: سبب تسمية عامر بأبي السباع أنه بعد خروج الأدارسة من إمارة المغرب الأقصى لما ساح عامر في الأرض يعبد الله في الفيافي وقد كره العمارة فصار لقبه عامر الهامل إلى أن قدم إلى أرض البرابيش قبيلة من العرب. إلى أن قال: نظم بعض الناس قدما خبر سياحته من أولها إلى أن أتاه وفد البرابيش وقصته معهم وسبب كنيته بأبي السباع قال:[/font]
[font=&quot]دُونَكَ مَا قَدْ نَقَلُوا مِنْ خَبَرِ ... أَبِي السِّبَاعِ عَامِرِ الْمُشْتَهِرِ[/font]
[font=&quot]خَرَجَ مِنْ فَاسَ لِتِلْمِسَانَا ... فَعَبَدَ اللهَ بِهَا زَمَانَا[/font]
[font=&quot]وَلَمْ تَطِبْ لَهُ كَرِيمَ الذَّاتِ ... خَرَجَ مِنْهَا قَاصِداً لاِتْوَاتِ[/font]
[font=&quot]أَقَامَ فِيهَا سَنَتَيْنِ فَخَرَجْ ... لِقَصْدِهِ لِلْوَادِ دَفْعًا لِلْحَرَجْ[/font]
[font=&quot]وقال أحد العلماء ناظما أسماء آباء السيد الفتى السخي المضياف الشريف حبيبنا أحمد سالم ابن عبد الودود السباعي يتوسل بهم إلىالله تعالى لقضاء حاجته:[/font]
[font=&quot]وَسَيِّدُ السَّادَاتِ ذَاكَ عَامِرُ ... مَنْ قَلْبُهُ بِاللهِ دَوْمًا عَامِرُ[/font]
[font=&quot]ذَاكَ الْمُكَنَّى بِأَبِي السِّبَاعِ ... الْحَسَنُ الأَخْلاَقِ وَالطِّبَاعِ[/font]
[font=&quot]لَقَبُهُ أَيْضًا أَتَى بِالْهَامِلِ ... الْفَاضِلِ الْكَامِلِ وَابْنِ الْكَامِلِ[/font]
[font=&quot]وقال محمد الامين بن اخليفه في قصيدة له يرثي بها الشريف محمد الأمين بن محمد عبد الله ابن عبد الودود السباعي والد الفتى الظريف الكريم العفيف الشريف أحمد سالم ابن عبد الودود السباعي:[/font]
[font=&quot]إِلَى عَامِرِ السَّامِي الْمُكَنَّى بِهَامِلٍ ... تَنَاهَى الْعُلَى إِذْ كَانَ لِلشُّرَفَا جَدَّا[/font]
[font=&quot]وفي قصيدة طويلة لأحمدو بن ابراهيم الحسني يمدح بها الشرفاء أولاد أبي السباع قال بعد أن عدد بطونها وأفخاذها:[/font]
[font=&quot]وَكُلُّ جَمِيعِ الْقَوْمِ أَبْنَاءُ عَامِرٍ ... هُوَ الْهَامِلُ الْمَشْهُورُ إِنْ كُنْتَ عَازِيَا[/font]

[font=&quot]-------------[/font]
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:81. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]قلت: قوله: يكنى ثانيا بالهامل وقول الآخر: إلى عامر السامي المكنى بهامل إلخ فيه تسامح منهما فالهامل لقب لا كنية لأن اللقب ضابطه عند علماء اللغة والنحو هو كل ما أشعر برفعة المسمى أو ضعته كزين العابدين وأنف الناقة فزين العابدين لقب لعلي بن الحسين بن علي كرم الله وجهه بمدحه بزين عبادته وأنف الناقة لقب مشعر بالذم وضابط الكنية عندهم كل مركب إضافي في أوله أب أو أم مثل أبي بكر وأبي قحافة وأم كلثوم وأم الحويرث قال: [/font]
[font=&quot]وَكُنْيَةٌ لِلأَبِ أَوْ لِلأُمِّ ... وَلَقَبٌ بِالْمَدْحِ أَوْ بِالذَّمِّ[/font]

[font=&quot]وضابط الاسم عندهم ما عداهما وهو الغالب مثل عمرو وزيد. ولفظة الهامل ليس في أولها أب ولا أم وعليه فهي لقب لقبت به الناس الولي الشريف عامر يشعر بمدحه بإهماله الاشتغال بالدنيا وجمع الأموال وإهمال السكنى في المنازل من الدور الجميلة والقصور المنيفة بين أهله وذويه ليفرغ لعبادة الله رب العالمين عملا منه بقوله تعالى {وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} وعمل الولي الشريف عامر هذا بإهمال الدنيا والزهد في حطام المال مدح عند أهل التصوف. وحكم اللقب أن يؤخر عن الاسم الذي صاحبه قال محمد بن مالك الطائي نسبا الجياني مولدا الأندلسي إقليما الدمشقي دارا ومدفنا في كتابه الخلاصة في علم النحو والصرف ما نصه:[/font]
[font=&quot]وَاسْمًا أَتَى وَكُنْيَةً وَلَقَبَا... وَأَخِّرَنْ ذَا إِنْ سِوَاهُ صَحِبَا[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]يعني ابن مالك أن اللقب يجب تأخيره عما يصاحبه من اسم فإذا صحب اللقب الاسم وجب تقديم الاسم وتأخير اللقب أما إذا صحب اللقب الكنية فيجب تقديم الكنية وتأخير اللقب وهذا هو اختيار محمد بن مالك ومن وافقه وأما مذهب الجمهور إذا اجتمع اللقب والكنية فهو جواز تقديم الكنية على اللقب وجواز تقديم اللقب على الكنية بدليل اتفاق النحويين على جواز تقديم الكنية على الاسم واتفاقهم أيضا على جواز تقديم الاسم على الكنية ومن شواهد تقديم الكنية على الاسم قول الشاعر الاعرابي في رجزه:[/font]
[font=&quot]* أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ ... مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلاَ دَبَرْ *[/font]
[font=&quot]* فَاغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فَجَرْ *[/font]

[font=&quot]فأبو حفص كنية عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقدم الشاعر هنا الكنية التـي هي أبو حفص على الاسم الذي هو عمر لجواز ذلك في لغة العرب.[/font]
[font=&quot]هذا وإذا كانوا يجوزون تقديم الكنية على الاسم مع أن الاسم يجب عند الاكثر كما قدمنا تقديمه على اللقب فإنهم يجوزون تقديم الكنية على اللقب من باب أولى فيجوز أن تقول: هذا أبو حفص الفاروق كما يجوز أن تقول هذا الفاروق أبو حفص. والحفص في اللغة الأسد وكني عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك إيماء إلى جراءته وشجاعته وقيل كني بحفصة ابنته أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم والأول أشهر وسبب إنشاء هذا الرجز أن أعرابيا كان قد وفد على أمير المومنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثاني وأحد العشرة المبشرين بالجنة فقال له إني على ناقة دبراء عجفاء نقباء وطلب منه أن يعطيه من بيت مال المسلمين ناقة سليمة قوية يرتحلها إلى مقصده فأبى عمر بن الخطاب ذلك وقال له ما أرى بناقتك من نقب ولا دبر فأنشأ الأعرابي يقول: أقسم بالله أبو حفص عمر الخ والنقب رقة أخفاف البعير حتى ينبثق منها الدم فيصعب عليه السير والدبر بفتح الدال والباء الجرح الذي يكون في ظهر الجمل بسبب حمل الأثقال عليه يقال بعير أنقب وناقة نقباء وبعير أدبر وناقة دبراء. وقوله فجر يعني أنه كذب ومال عن الصدق انتهى. انظر شرح محمد محيي الدين المصري على أوضح المسالك وغيره من شروح ألفية ابن مالك. ومن شواهد تقديم الاسم على الكنية قول الشاعر:[/font]
[font=&quot]وَمَا اهْتَزَّ عَرْشُ اللهِ مِنْ أَجْلِ هَالِكٍ ... سَمِعْنَا بِهِ إِلاَّ لِسَعْدٍ أَبِي عَمْرِو[/font]

[font=&quot]فقدم الشاعر العربي الاسم وهو سعد على الكنية وهي قوله أبي عمرو لجواز ذلك عند العرب وهذا البيت من الطويل وقد نسبه الكثير من النحاة مثل ابن هشام الأنصاري وغيره إلى حسان بن ثابت الأنصاري الصحابي شاعر النبي صلى الله عليه وسلم ولكنا طالعنا ديوان حسان المطبوع ولم نجد هذا البيت فيه. وقد أورد هذا البيت مع بعض تغيير فيه أبو عمر يوسف بن عبد البر المالكي في كتابه الاستيعاب في أسماء الأصحاب في ترجمة سعد بن معاذ الأنصاري سيد الأوس ونسبه إلى رجل من الأنصار ولكنه لم يعينه وعلى كل فالبيت في رثاء سعد بن معاذ الأنصاري الصحابي رضي الله عنه انتهى. [/font]
[font=&quot]هذا ولمحمد بن مالك آراء في النحو قد خالفت مذهب الجمهور منها قوله في الخلاصة:[/font]
[font=&quot]كَذَاكَ خِلْتَنِيهِ وَاتِّصَالاَ ... أَخْتَارُ غَيْرِي اخْتَارَ الاِنْفِصَالاَ[/font]

[font=&quot]هذا والحق أن من غير القياس تقديم اللقب على الاسم مع أنه ورد في قول الشاعر العربي أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم الخزرجي الأنصاري الصحابي الذي شهد بدرا والمشاهد كلها وهو ممن نزلت فيه آية الظهار في الإسلام:[/font]
[font=&quot]أَنَا ابْنُ مُزَيْقِيَا عَمْرٌو وَجَدِّي ... أَبُوهُ مُنْذِرٌ مَاءُ السَّمَاءِ[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]فجمع في بيته هذا بين اللقب الذي هو مزيقيا بضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء وكسر القاف لقب لعمرو بن مالك من ملوك اليمن وهو جد الأنصار ولقبته الناس بمزيقيا مدحا له لأنه كان يمزق كل يوم حلة فيخلعها على أصحابه ورواية النحاة لهذا البيت تدل على أن قوله: أبوه منذر لا تتفق مع نسب أوس بن الصامت رضي الله عنه لأنه ليس من آبائه من اسمه المنذر ورواية اللغوي محمد بن منظور صاحب اللسان وطائفة من علماء الرواة الاثبات هي أبوه عامر وهي الموافقة لنسب مزيقيا عمرو ومن العلماء من صحح رواية النحاة على أن المنذر في نسب مزيقيا من جهة أمه وذلك أن عامرا تزوج ببنت عمرو بن المنذر ماء السماء فولدت له عمرا بن عامر مزيقيا وسمته عامرا باسم أبيها فيكون المراد بقوله جدي هو مزيقيا نفسه الذي ذكره ولا يكون المراد بقوله أبوه أبا أمه وقد مشى على هذا التفسير خالد الازهري في شرحه لألفية محمد بن مالك المسمى بالتصريح ففسر رواية النحاة بقوله ومنذر من أجداده لأمه. ثم قال وأراد أوس بذلك أنه كريم الطرفين نسيب الجهتين انتهى. انظر شرح الأستاذ محمد محيي الدين المصري على توضيح ابن هشام وغيره من شروح الألفية. [/font]

[font=&quot]-------------[/font]
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:84. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]هذا ولنرجع إلى ما نحن بصدده من ترجمة الولي الشريف عامر أبي السباع، فأقول: ثم سافر الولي الشريف عامر من توات ونواحيها مواصلا سياحته ومر ببلدة البرابيش وتوجه منها قاصدا بلاد سوس الأقصى حتى نزل بالوادي منها وبنى بموضع يقال له (تزك السباع) بكاف معقودة ببلدة (امريبيط) واتخذ تلك البناية مقرا لخلوته التـي يتعبد فيها ومكث داخلا في خلوته هذه أكثر من عشر سنوات ثم خرج منها لينتفع الناس به فأخذ في تربية المريدين وهدى الله على يده الكثير من العصاة والفساق والجهلة ثم شاع في الناس ذكره وظهرت له كرامات خارقة للعادة حارت فيها أذهان العلماء وغيرهم من الثقاة وكان رحمه الله واقفا عند حدود الله تعالى متبعا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين لا يرضى لأحد من أتباعه بالحيف عنها وكان من النوع من أولياء الله السياحين في الأرض الذين قال فيهم أهل الوصول من أهل التصوف: السياحون في الأرض في مقام يقال له المخدع لا يعلمه القطب ولا يطلع على مقامهم وشيخ هذا المقام هو الخضر عليه السلام وهؤلاء لا ينقصون عن العدد المحدود لهم إلى أن يختموا بخليفة الله المهدي المنتظر آخر ولي من هذه الأمة انتهى. انظر كتاب الفوز والنجاة تأليف محمد السيد التجاني وغيره من أمهات كتب التصوف المعتمدة وقد حدثني غير واحد ممن أثق به من علماء الصوفية وعلماء وفقهاء فاس أن الولي الشريف عامر أبا السباع كان من أشهر رجال القوم المعروفين بالسياحين الذين ذكرنا مقامهم عند أهل التصوف ومن اشهر كراماته الشهيرة ومناقبه الفخمة كرامته التـي ظهرت على يده وهو في خلوته يوم استضافته وفد البرابيش إحدى قبائل العرب من بني حسان فذبح شاة من غنمه وطهى لحمها وقدمه إليهم كقرى لهم وقال لهم ألا تاكلون فقال له قوم من ذلك الوفد يجب عليك أن تذبح لكل فرد منا شاة لأنك تعلم أن شاة واحدة لا تغني شيئا عن ضيافتنا وهدده أولئـك السفهاء الجهلة بالفتك به إذا لم يفعل لهم ما أمروه به من ذبح شاة لكل واحد منهم فقال لهم كلوا هذا اللحم الحنيذ الطيب السمين يبارك الله لكم فيه فامتنعوا عن أكله ولم يقبلوا منه غير ذبح شاة لكل واحد مع قلة غنمه وعدم حاجتهم إلى ذبح هذا العدد الكبير من رؤوس الغنم فصمت عنهم رافضا مطلبهم ثم تنفس الصعداء وقال (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) بما شاء من جنوده وذهب عنهم إلى تل مرتفع رملي بالقرب من بناية خلوته وصلى ركعتين ودعا الله منيبا إليه أن يدافع عنه القوم الظالمين فبينما هو يبتهل إلى الله فإذا بليوث من السباع المفترسة مقبلة نحوه حتى وقفت تحت يديه تتمسح بثيابه فذهب بها إلى وفد البرابيش فلما رأوه والسباع تمشي خلفه صب الله في قلوب رجال ذلك الوفد الرعب والذعر خوفا من أن يرسل عليهم السباع فتفترسهم فبادروا يهرعون إليه يكررون يا أبا السباع إنا لائذون بك فاكفنا بأس افتراس سباعك فإننا من هذا الوقت من شيعتك وتلاميذك وأتباعك نحن وقبيلتنا ما بقي منا أحد على وجه الأرض وتحت طاعتك فالتفت إلى السباع وقال انصرفي فانصرفت من حينها فدعاه القوم وغيرهم بأبي السباع وعرف في تلك البلاد وغيرها من نواحي المغرب الاقصى بأبي السباع وشاع في الناس خبر كرامته هذه ومن ذلك التاريخ أذعنت له الجبابرة واتقته اللصوص وهابه أصحاب الشوكة من كل الناس وخضعوا لأمره وكثر أتباعه وهذا هو اشتقاق تكنيته بأبي السباع كما حققته من حكايات وروايات نقلها العلماء في مؤلفاتهم نقلا متواترا تواترا معنويا يفيد علم اليقين بصحتها وذكرها الشعراء والفقهاء في منظوماتهم. فقد ذكر الفقيه المفتـي الشريف سيدي عبد الله بن عبد المعطي السباعي قصة كرامة الولي الشريف عامر أبي السباع مع البرابيش وعقد لها فصلا في كتابه الدفاع وقطع النزاع عن نسب الشرفاء أبناء أبي السباع قال: أما سبب تكنية جدنا مولاي عامر الأكبر الماجد الأغر بأبي السباع فهو أنه لما اشتهر أمره في خلوته التـي كان فيها بعد ظهور كراماته وطار صيته وسمعت بذلك القبائل وجاءوا إليه أفواجا فتحققوا أمره وعرفوا فضله فعظموه وأجلوا قدره فصاروا يخدمونه ويهدون إليه نفائس ذخائرهم فسمعت قبيلة البرابيش بشأن القبائل معه فوجهوا إليه تسعة وتسعين رجلا وقالوا لهم ضيقوا عليه وامتحنوه فإن أبدى لكم برهانا على صلاحه وولايته فكونوا كغيركم أو أكثر معه وإلا فاقبضوا عليه فلما جاؤوه سألوه الضيافة فرحب بهم وأنزلهم وذبح شاة من صريمة كانت عنده وصنع لهم طعاما وقربه إليهم فنظروا إليه وقالوا له: لقد قصرت في ضيافتنا ولم تقدرنا والآن لا بد أن تذبح لكل واحد منا شاة وإلا فتكنا بك فراودهم على الأكل مما قدم إليهم وأن فيه كفاية لهم بعون الله وبركته فامتنعوا وأغلظوا عليه القول فلما علم مقصودهم نادى بأعلى صوته يا ميمون فحضر سبع هائل ثم نادى كذلك فحضر آخر وكلما نادى حضر سبع إلى أن بلغت السباع عدد القوم اهـ وفي رواية استحالت الغنم سباعا بإذن الله. ثم أمر مولانا عامر السباع أن تهر ولا تضر فصار القوم يلوذون به ويقولون يا أبا السباع كف عنا سباعك ونحن تائبون إلى الله ووضعوا أسلحتهم أمامه ثم أمر السباع فتفرقت وذهبت فكني من حينها بأبي السباع ثم قال وسئل الأستاذ العلامة المقرئ النسابة أبو العباس مولاي أحمد بن الفضيل السباعي عما ذا يعني الشريف عامر أبو السباع بندائه يا ميمون فقال هو القطب في ذلك الزمان في بلاد السودان وكلما ناداه رمى له سبعا انتهى المراد من كلامه. وقال الفقيه الشريف أحمد محمود المعروف بحمود بن عمر الملقب اعريره السباعي في أول شرح منظومته في أحكام التركة عند قوله:[/font]
[font=&quot]قَالَ الْمُسَمَّى أَحْمَدٌ مَحْمُودُ ... وَلَقَبًا لَهُ غَدَا حَمُّودُ[/font]
[font=&quot]مِنْ نَسْلِ عَامِرٍ أَبِي السِّبَاعِ ... مَنْ هُوَ لِلشَّرَفِ ذُو ارْتِفَاعِ[/font]
[font=&quot]مِنْ نَسْلِ إِدْرِيسَ بِنَقْلِ الرَّاوِي .................... الخ [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ما نصه: سبب تسمية عامر بأبي السباع أنه بعد خروج الأدارسة من إمارة المغرب الأقصى ساح عامر في الأرض يعبد الله في الفيافي وقد كره أرض العمارة فصار لقبه عامر الهامل إلى أن قدم إلى أرض البرابيش قبيلة من العرب (وهي في هذا التاريخ عام 1374هـ في أزواد) وسمع بقدومه أميرهم فقال له من لقيه إنه ذو كرامات كثيرة ليست لغيره فبعث وفدا كبيرا وقال لهم ضيقوا عليه فإن ظهرت لكم منه كرامة فارجعوا إلي لأمضي إليه بهدية وأتبرك به وأطلب منه القرب وإن لم يكن كذلك فأتوني به أسيرا فقد أضل كثيرا من الناس وعدد الوفد في أشهر الأقوال تسعون فألموا به واستضافوه فدفع لهم طعاما وقال كلوه يكفيكم إن شاء الله فغضبوا عليه وأغلظوا عليه الكلام وقالوا لا بد أن تذبح لكل واحد منا شاة فارتفع من بين أيديهم وطلع تلا مرتفعا هناك ونادى يا ميمون فأحاطت به السباع فصارت تناهشهم حتى تعلقوا بظهر الولي عامر يطلبون به النجاة من السباع فأشار للسباع فرجعت عنهم وذهبوا من عنده وقدموا على أميرهم فقصوا عليه خبره معهم فذهب إليه الأمير بهدية جزيلة وقدم عليه وطلب منه المقاربة والمصاهرة فقبل منه المصاهرة وصاهره ببنته انتهى المراد من كلامه. [/font]

[font=&quot]-------------[/font]
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:88. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]وقد نظم بعضهم خبر سياحة الولي الشريف عامر وقصة وفد البرابيش معه وسبب تكنيته بأبي السباع قال:[/font]
[font=&quot]دُونَكَ مَا قَدْ نَقَلُوا مِنْ خَبَرِ ... أَبِي السِّبَاعِ عَامِرِ الْمُشْتَهِرِ[/font]
[font=&quot]خَرَجَ مِنْ فَاسَ لِتِلْمِسَانَا ... فَعَبَدَ اللهَ بِهَا زَمَانَا[/font]
[font=&quot]وَلَمْ تَطِبْ لَهُ كَرِيمَ الذَّاتِ ... خَرَجَ مِنْهَا قَاصِداً لاِتْوَاتِ[/font]
[font=&quot]أَقَامَ فِيهَا سَنَتَيْنِ فَخَرَجْ ... لِقَصْدِهِ لِلْوَادِ دَفْعًا لِلْحَرَجْ[/font]
[font=&quot]أَقَامَ فِيهِ أَمَدَ التَّعْمِيرِ ... مُشْتَغِلاً بِطَاعَةِ الْقَدِيرِ[/font]
[font=&quot]فَبَيْنَمَا هُوَ هُنَاكَ يَعْبُدُ ... أَتَاهُ وَفْدٌ ظَالِمٌ مُعَانِدُ[/font]
[font=&quot]مِنَ الْبَرَابِيشِ فَقَدَّمَ الطَّعَامْ ... إِلَيْهِمُ فَامْتَنَعُوا مِنْهُ اللِّئَامْ[/font]
[font=&quot]فَكَلَّفُوهُ جُمْلَةُ الظُّلاَّمِ ... مَا لاَ يُطِيقُهُ مِنَ الطَّعَامِ[/font]
[font=&quot]فَطَلَعَ الْوَلِيُّ تَلاًّ مُرْتَفِعْ ... وَقَالَ يَا مَيْمُونُ حِينَمَا طَلَعْ[/font]
[font=&quot]فَجَاءَتِ السِّبَاعُ بِالنَّفِيرِ ... مَيْمُونُهَا كَشَرَرِ السَّعِيرِ[/font]
[font=&quot]مِنْ فَزَعٍ تَعَلَّقُوا بِظَهْرِهِ ... فَاسْتَنْجَدُوهُ الأَمْنَ مِنْ شَرَرِهِ[/font]
[font=&quot]فَقَالَ لاَ تَضُرِّي لِلسِّبَاعِ ... مِنْ أَجْلِ ذَا يُدْعَى أَبَا السِّبَاعِ[/font]
[font=&quot]وقال القاضي عبد الله بن محمذن ولد حامد ولد محمذن ولد محنض بابه الديماني من قصيدة طويلة له تسمى الزينبية:[/font]
[font=&quot]وَقَدْ طَابَ أَصْلُ الْهَامِلِ الْقَرْمِ عَامِرٍ ... وَمَنْ طَابَ مِنْهُ الأَصْلُ فَالْفَرْعُ طَيِّبُ[/font]
[font=&quot]وَكُنْيَةُ هَذَا بِالسِّبَاعِ شَهِيرَةٌ ... وَقَدْ أَفْصَحَ الْكُتَّابُ عَنْهَا وَأَعْرَبُوا[/font]
[font=&quot]يُوَافِيهِ أَضْيَافٌ أَرَادُوا اخْتِبَارَهُ ... فَيُبْدِي لَهُمْ بِشْرًا بِهِمْ وَيُرَحِّبُ[/font]
[font=&quot]وَيَذْبَحُ شَاةً فِي قِرَى عَدِّ تِسْعَةٍ ... وَتِسْعِينَ ضَيْفًا وَالطَّعَامَ يُقَرِّبُ[/font]
[font=&quot]فَيُبْدُونَ إِغْلاَظًا فَيَدْعُو سِبَاعَهُ ... فَيَحْضُرُ مِنْهَا مَا بِهِ الضَّيْفُ يُرْعَبُ[/font]
[font=&quot]فَيَطْلُبُ كَفَّ الأُسْدِ عَنْهُمْ ضُيُوفُهُ ... وَمَنْ كَانَ مَوْلاَهُ لَهُ لَيْسَ يُغْلَبُ[/font]
[font=&quot]وفي ذلك أيضا يقول الراجز:[/font]
[font=&quot]وَعَامِرٌ ذَا سَارَ فِي حَالِ الصِّغَرْ ... جَرَّا عِبَادَةِ الْعَلِي حَتَّى بَهَرْ[/font]
[font=&quot]لِذَاكَ قَدْ لَقَّبَهُ بِالْهَامِلِ ... أَهْلُ بِلاَدِهِ وَإِذْ لِلْعَامِلِ[/font]
[font=&quot]علَى الْبَرَابِشِ أَتَتْ أَخْبَارُهُ ... بِأَنْهُ قُطْبٌ سَطَعَتْ أَنْوَارُهُ[/font]
[font=&quot]أَخُو كَرَامَاتٍ عَلَى سِوَاهُ ... تَعَذَّرَتْ فَمَا لَهُ أَشْبَاهُ[/font]
[font=&quot]حِينَئِذٍ أَرْسَلَ ذَا وَفْدًا إِلَيْهْ ... وَقَالَ إِنْ جِئْتُمْ فَضَيِّقُوا عَلَيْهْ[/font]
[font=&quot]إِنْ لَمْ تَرَوْا كَرَامَةً تُبَرْهِنُ ... عَنْهُ وَإِنْ رَأَيْتُمُوهَا فَانْثَنُوا[/font]
[font=&quot]وَلاَ تُصِيبُوهُ بِسُوءٍ وَدَعُوا ... عَلِّي بِإِتْيَانٍ لَهُ أَنْتَفِعُ[/font]
[font=&quot]أَوْلاَ فَجِـيئُونِي بِهِ أَسِيرَا ... فَقَدْ أَضَلَّ جَمَّنَا الْغَفِيرَا[/font]
[font=&quot]وَعَدَدُ الْوَفْدِ عَلَى الْمَـشْهُورِ ... تِسْعُونَ شَخْصًا قَدْ سَعَتْ فيِ الْجُورِ[/font]
[font=&quot]وَقِيلَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ عَدَدْ ... ذَا الْوَفْدِ وَالدِّفَاعُ لِي فِي ذَا سَنَدْ[/font]
[font=&quot]فَجَاءَ ذَاكَ الْوَفْدُ فَاسْتَضَافَا ... مُعَجِّزًا ذَا الصَّالِحَ الْمِضْيَافَا[/font]
[font=&quot]فَهَيَّأَ الطَّعَامَ ثُمَّ قَالاَ ... كُلُوا سَيَكْفِيكُمْ وَلَوْ قُلاَلاَ[/font]
[font=&quot]فَغَضِبُوا وَكَلَّفُوا بِذَبْحِ ... شَاةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ ذَا الصَّفْحِ[/font]
[font=&quot]فَارْتَفَعَ الْوَلِيُّ ثُمَّ طَلَعَا ... تَلاًّ هُنَاكَ عَالِيًا فَصَدَعَا[/font]
[font=&quot]مُنَادِيًا يَقُولُ يَا مَيْمُونُ ... فَجَاءَهُ أَسْرَعَ مَا يَكُونُ[/font]
[font=&quot]جُنْدُ السِّبَاعِ وَعَلَيْهِمْ صَالاَ ... لِيَجْذِبَ الثِّيَابَ وَالأَوْصَالاَ[/font]
[font=&quot]بِظَهْرِ عَامِرٍ إِذًا تَعَلَّقُوا ... وَسَأَلُوهُ كَفَّهَا إِذْ فَرِقُوا[/font]
[font=&quot]فَعِنْدَ ذَا أَشَارَ ذَا الْمُطَاعُ ... إِلَى السِّبَاعِ فَمَضَى السِّبَاعُ[/font]
[font=&quot]فَصَارَ ذُو السِّبَاعِ بَعْدُ لَقَبَا ... لَهُ وَبِاللَّهِ الْعَدُوَّ غَلَبَا[/font]
[font=&quot]وَأَخْبَرَ الْوَفْدُ الأَمِيرَ عَنْهُ ... بِكُلِّ مَا قَدْ شَاهَدُوهُ مِنْهُ[/font]
[font=&quot]فَسَارَ نَحْوَهُ وَأَهْدَى مَالاَ ... جَمًّا لَهُ وَطَلَبَ اتِّصَالاَ[/font]
[font=&quot]بِهِ فَكَانَ صِهْرَهُ وَهْوَ عَلَى ... بِنْتٍ لَهُ عَلَتْ بِهِ كُلَّ الْعَلاَ[/font]
[font=&quot]فَهِيَ أُمُّ ابْنَيْهِ عِمْرَانَ الْعَلِي ... وَأُعْمُرٍ بِذَا فَخَارُهَا جَلِي[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقال محمد الامين بن اخليفه في قصيدة له نظم فيها آباء وأجداد الفتى الكريم السخي الشريف أحمد سالم ابن عبد الودود السباعي الإدريسي الحسني :[/font]
[font=&quot]إِلَى عَامِرِ السَّامِي الْمُكَنَّى بِهَامِلٍ ... تَنَاهَى الْعُلَى إِذْ كَانَ لِلشُّرَفَا جَدَّا[/font]
[font=&quot]وَتُنْمَى لَهُ هَذِي السِّبَاعُ كَرَامَةً ... إِذَا رَامَهُ الأَعْدَا تَكُونُ لَهُ جُنْدَا[/font]
[font=&quot]وقال الشيخ سيد محمد بن الشيخ سيدي الأبييري في مناسبة ميلاد الشريف محمد الامين بن محمد الحسن بن سيدي عال السباعي في أبيات ذكر فيها بعض أجداده وبعض مناقبهم وبعض كراماتهم الخارقة للعادة:[/font]
[font=&quot]مِنْ جَعْفَرٍ وَعَلِيٍّ أَصْلُ عُنْصُرِهِ ... مُقَابَلَ الطَّرَفَيْنِ الأَشْرَفَيْنِ مَعَا[/font]
[font=&quot]وَجَدُّهُ مِنْ عَلِيٍّ نَجْلُهُ حَسَنٌ ... مِنْ بَضْعَةِ الْمُصْطَفَى خَيْرِ النِّسَا جُمَعَا[/font]
[font=&quot]وَجَدُّهُ مِنْهُ إِدْرِيسٌ لِطَاعَتِهِ ... دَعَا فَلَبَّاهُ أَهْلُ الْغَرْبِ حِينَ دَعَا[/font]
[font=&quot]كَذَا الَّذِي لَمْ يَدَعْ فِي أَرْضِ خَلْوَتِهِ ... إِلاَّ أَتَى طَائِعاً لَيْثاً وَلاَ سَبُعَا[/font]
[font=&quot]مِنْ جَعْفَرٍ جَدُّهُ مَنْ جُودُهُ مَثَلٌ ... وَسَائِرُ الأَسْخِيَا كَانُوا لَهُ تَبَعَا[/font]
[font=&quot]-------------[/font]
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:92. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]هذا وبعد وقوع هذه الكرامة للولي الشريف عامر أبي السباع رجع إلى الانقطاع عن لقاء الناس وواظب على عبادة الله تعالى ثم شاع في الناس خبر كرامته هذه الخارقة للعادة فأقبلت عليه الناس تتوافد عليه من كل ناحية من أنحاء ربوع المغرب الأقصى وكثر تلاميذه وأتباعه وأنصاره ثم وفد عليه أمير البرابيش في جماعة من قومه وقدم له هدايا جزيلة وعرض عليه ابنته ليتزوج بها رجاء منه أن ينال هو وقبيلته بمصاهرته حظوة وعزا واحتراما عنده وعند تلاميذه وعند غيرهم من الناس فاستشار الولي الشريف عامر شيخه في مقرإ القرآن وفي قواعد الفقه المالكي وفي التصوف أبا عمران الجراري والجراري نسبة إلى جرار كشداد اسم قبيلة من قبائل العرب بالسوس الأقصى كما قاله الفقيه أحمد بابا التنبكتـي في كتابه تطريز الديباج استشاره في شأن التزويج بالمرأة البربوشية فقال له تزوج بهذه البربوشية فإني أرى لك خيرا وولدا صالحا منها فتزوج الولي الشريف عامر بها ثم أنجبت له ولدين وثلاث بنات وهم: اعْمُر وعمران ورقية وعائشة ومسعودة. ثم تزوج بعدها بامرأة من قبيلة السماليل إحدى قبائل جزولة وولدت له ابنه محمد النومر. وفي آخر عمره ساح في الأرض مرة ثالثة وفي سياحته هذه نزل على قمة جبل شاهق في غاية الارتفاع يسمى (إضوضان مدن) واتخذ منه مقرا لخلوته وانقطع عن الناس لعبادة ربه واستمر في دخول خلوته هذه سنة وسبعة أشهر ثم توافدت عليه تلاميذه وأتباعه بل والناس المجاورة لبلدة جبله للنيل من بركاته وفيوضاته الروحية ثم خرج من خلوته لينتفع به فطفق يعلم العلوم الشرعية لطلاب العلم وتربية تلاميذه من أهل التصوف وانتفع به خلق كثير وكان يبذل أمواله الطائلة للعلماء والمعوزين وانتشر ذكره في الآفاق وظهرت له الخوارق التـي حارت عقول الناس في أمرها واستقام أمره على هذه الحال من تربية الأرواح وإرشاد الناس إلى هدي محمد صلى الله عليه وسلم فأشرقت للناس بوارق بركته وظهرت لهم معالم أنوار أسراره وشاهدوا ما حصل عليه تلاميذه وأشياعه من العلوم الشرعية النافعة وإصلاح القلوب فتزاحم الناس على الدخول في طريقته الصوفية وكثر طلاب العلم في مدرسته الأهلية فحييت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الناحية من بلاد المغرب الأقصى وامحت به أمية العباد وقد حدثني من أثق به من علماء الصوفية بمسجد مدينة فاس أن الولي الشريف عامرا قد اجتمع عنده من المريدين المتصوفين وطلاب العلم وأصحاب الحاجات والعلماء والفقراء والعفاة والمسنتين ثلاثة عشر ألفا ومائة وعشرا فنالوا منه كلهم خيرا على قدر مراتبهم وأغراضهم وأنه رحمه الله تعالى كان مشهورا بالسخاء وإكرام العلماء وأهل الفضل وحدثني أستاذي محمد الامين بن يحيى السباعي وغيره من اهل فاس أن الولي الشريف عامر أبا السباع كان يشاور العلماء ويستفتيهم ويناقش معهم غوامض المسائل الفقهية وغريب ومتشابه القرآن حتى تنحل المشاكل التـي تجري للناس في أيامه وأنه كان من أجلة أئمة الصوفية وكان واسع الاطلاع خبيرا بما تعلم وبما فتح الله تعالى عليه به من مشاهد ومقامات وأحوال القوم. ويشهد له بذلك من عاصره ومن لقيه ومن درس تاريخ حياته وكان يكثر الثناء على أرباب التصوف ويذب بلسانه عنهم ويؤول كلامهم في شطحاتهم وينشد قول القائل:[/font]
[font=&quot]* إِذَا تَغَلْغَلَ فِكْرُ الْمَرْءِ فِي طَرَفٍ ... مِنْ بَحْرِهِ غَرِقَتْ فِيهِ خَوَاطِرُهُ *[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان ذات يوم يحدث جلاسه ببعض مناقب شيخه في التصوف فأكثر في الثناء عليه فقال له أحد الفقهاء هذا الذي ذكرت لنا عن شيخك من الخصال الحميدة الدنيوية والدينية والكرامات الخارقة للعادة أيمكن أن يجتمع في غير نبي مرسل فأجابه قائلا هذا الذي حدثتكم به قليل مما شاهدته وقليل مما أعتقده في شيخي وليس بمستحيل على الله أن يوتي لعبد من عباده وولي من أوليائه ما أعطى لنبي من أنبيائه غير الرسالة وما يتعلق بها مما خص الله به أنبياءه المرسلين. هذا ولم يزل الولي الشريف عامر أبو السباع معتكفا مكبا على التعبد على مذهب الإمـام مـالك بن أنس رحمه الله وعلى عقيدة أهل السنة المحمدية من السلف الصالح وعلى طريق أهل الحق والصفاء من اهل العلم والتصوف على طريق القطب الشريف سيدي عبد القادر الجيلاني البغدادي إلى أن توفاه الله تعالى بعد ان عاش ما يزيد على السبعين من العمر كما قال أبو عبد الله محمد الفاسي ثم دفن في مكان مصلاه من خلوته الأخيرة التـي كان يتعبد بها بأعلى جبل شاهق يقال له جبل (إضوضان مدن) بسوس من بلاد المغرب الاقصى كذا قاله صاحب المعسول وغيره ممن حدثني عنه من ذريته ومن علماء فاس ثم شهر ضريحه أولاده البررة وتلاميذه ببناية من الحجارة. ومن اليوم الذي دفن فيه بذلك الموضع والناس من أهل المغرب يتواردون على قبره لزيارته والتماس البركة منه ثم اتخذ أهل المغرب قبره مزارا معهودا إلى الآن وذلك لكثرة ما شاهدوا وجربوا من استجابة الدعاء عند قبره وفائدة التوسل به إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم وشفاء مرضاهم. ومما زاد الناس في كثرة الزيارة لقبره ودوام أسفارهم إليه من كل فج ما يحكى عن الكثير من زواره من أنهم إذا جـاءوا إلى قبره يسوقون الهدي لذبحه عند قبره تعظيما له فإذا وصلوا إلى أسفل الجبل الذي يوجد ضريحه بأعلاه يقول صاحب الهدي لهديه من الغنم أو من الإبل ولهداياه من الجماد الصامت الموعد بيني وبينك رأس قبر سيدنا ومولانا الشريف الولي عامر الهامل أبي السباع ويدع الهدي والهدايا بأسفل الجبل ويشتغل بالصعود مع جدد صعبة وعرة معوجة كثيرة العثرات في الجبل يتوصل بها سالكوها إلى قبر الشريف عامر وعندما يصل إلى سطح قمة الجبل ويقف عند رأس الولي الشريف عامر يجد الهدي واقفا عند رأس القبر والهدايا مبثوثة حول الضريح اهـ وهذه كرامة ظهرت للولي الشريف عامر أبي السباع بعد موته شاهدها الزوار وغيرهم والزوار لقبره يصعب عليهم بل يستحيل حمل الهدي والهدايا في مرتقاهم وفي تسلقهم لذلك الجبل الشاهق وهم لا يحبون ذبح ذبائحهم إلا عند قبر الشريف عامر الذي يقيلون ويبيتون عنده ولا يمكن عندهم ترك الهدايا الجزيلة التـي تكون مالا طائلا إلا عند قبره لأنهم يتخذونها هدايا منهم له لا لغيره وغيرهم من الناس يرى صعود الهدايا من الجماد والهدي من البهائم بدون سلم وبدون مشرف من الناس على عملية التسلق والصعود مسألة خارقة للعادة من كرامات أولياء الله تعالى الكمل. وبعد ظهور هذه الكرامة للولي الشريف عامر بعد موته تعاظم وقوي اعتقاد الناس في فائدة بركته. هكذا جمعته مما جمعت من الحكايات المتواترة التـي أخذتها عمن أثق به من علماء وصلحاء ذرية الولي الشريف عامر وغيرهم ممن اجتمعت به من علماء مسجد فاس العتيق ويقويها كلام الفقيه المفتـي الشريف عبد الله بن عبد المعطي السباعي في كتابه الدفاع وقطع النزاع قال في قصة كرامة الولي الشريف عامر جده ما لفظه: تجرد للسياحة فجاء لبلاده بعقيلته واتخذ خلوة على رأس جبل شاهق ولازم العبادة إلى أن أجاب دعوة ربه وصار إلى عفوه وشامل رحمته ودفن في محل خلوته وذاك المحل يسمى (إضوضان مدن) ومعناه بالعربية أصابع الناس وقد بني عليه وشهر ضريحه وصار مزارا للناس يزدحمون على مشاهدته والتبرك بتربته وقد ظهر على تربته من البركة والكرامة ما كان يعهد في حياته. ويشتغلون بالصعود فإذا وصلوا الضريح وجدوا الهدي واقفا أمامهم والله أعلم بحقيقة الحال ولا ينكر هذا من كرامات الأولياء. انتهى المراد من كلامه.[/font]
[font=&quot]قلت: وقد كان لقبيلة الشرفاء أبناء أبي السباع عدة مزارات شهيرة[/font]
[font=&quot]يقصدها الناس من جميع الأنحاء ومعظمها في المغرب كضريح الجد الجامع لهذه القبيلة الولي السائح عامر الهامل المكنى أبا السباع وهو عند (إضوضان مدن) وكأضرحة اعمر وعمران والنومر وهؤلاء في (لكْصابِ) وأضرحة أبناء أبي السباع السبعة في وادي الساقية الحمراء، يقول المختار بن حامدن:[/font]
[font=&quot]* بِضَجِيعِ ضَاضٍ مِدِّنٍ وَابْنَيْهِ فِي ... لِكْصَابِ وَالأَبْنَاءِ فِي الْحَمْرَاءِ *[/font]
[font=&quot]وقال العالم الجليل محمدن بن محمد عبدالله التندغي:[/font]
[font=&quot]أعْمُرْ وَعُمْرَانُ لَدَى لِكْصَابَا ... قَدْ دُفِنَا وَإِنْ تَخِي انْتِسَابَا[/font]
[font=&quot]لأُمِّ ذَيْنِ فَالْهِلاَلِيَةُ لِلْـ ... ـبَرَابِشِ الْغُرِّ انْتِسَابُهَا نُقِلْ[/font]
[font=&quot]أَخُوهُمَا النُّومُرُ لَيْسَ بِشَقِيقْ ... وَنَسْلُهُ بِالْغَرْبِ كُلُّهُ عَرِيقْ[/font]
[font=&quot]وَالأُمُّ سِمْلاَلِيَةٌ غَرَّاءُ ... تَوَاتَرَتْ بِذَلِكَ الأَنْبَاءُ[/font]
[font=&quot]وَالْجَامِعُ الْكُلَّ بِلاَ نِزَاعِ ... عَامِرٌ الْهَامِلُ ذُو السِّبَاعِ[/font]
[font=&quot]مَسْقَطُ رَأْسِهِ بِمِصْرِ فَاسَ كَانْ ... وَشَرُفَتْ بِالْقَبْرِ مِنْهُ (إِضُضَانْ[/font]
[font=&quot]مِدِّنْ) وَتِي بِاللَّهْجَةِ الشِّلْحِيَّةِ ... أَصَابِعُ النَّاسِ بِدُونِ مِرْيَةِ[/font]
[font=&quot]وَزُرْ لَدَى السَّاقِيَّةِ الْحَمْرَاءِ ... أَبْنَاءَهُ السَّبْعَةَ لِلْحَوْجَاءِ[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]-------------[/font]
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:94. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]وهذه المزارات لها شهرة واسعة ويقصدها الناس من جميع الأنحاء وخاصة أبناء أبي السباع الذين يفدون إليها فرادى وجماعات في كل وقت يتوسلون ببركتها وينشدون الأشعار ومن أمثلة ذلك نورد هنا قصائد أنشدها بعض الزائرين السباعيين لهذه المزارات وهي على سبيل المثال لا الحصر:[/font]
[font=&quot]1-قصيدة لمولاي البشير بن محمد علي بن شاش بن البخاري بن مسكه بن سيدي عبد الله بن الحاج امحمد بن الحاج أحمد...[/font]
[font=&quot]2-قصيدتان للسيد أحمد شرف الدين السباعي مندوب وزارة التربية بالجنوب (المملكة المغربية)[/font]
[font=&quot]يقول مولاي البشير بمناسبة زيارته لضريح الولي عامر الهامل المكنى أبا السباع تحت عنوان: (رحلة ود ورعاية)[/font]
[font=&quot]خَلِيلَيَّ هَيَّا شَمِّرَا وَتَقَدَّمَا ... إِلَى عَامِرٍ نَأْتِي ضَرِيحَ مَنُ الْهِمَا[/font]
[font=&quot]أَبُونَا الْمُكَنَّى بِالسِّبَاعِ الَّذِي ثَوَى ... هُنَا رَاضِيًا مَرْضِيَّ عَيْشٍ مُنَعَّمَا[/font]
[font=&quot]وَمَنْ صَانَهُ مَوْلَى الْبَرِيَّةِ مِنْ هَوَى ... نَعِيمٍ يَرَاهُ زَائِلاً عَنْهُ أَحْجَمَا[/font]
[font=&quot]بِذِي حِجَّةٍ مِنْ فَاتِحٍ نَحْوَ (ضَاضِنٍ ... مِدِنْ) أَدْلَجَ الأَحْفَادُ مِنْ مَعْشَرٍ سَمَا[/font]
[font=&quot]وَقَدْ شَمَّرُوا عَنْ سَاعِدِ الْجِدِّ شَطْرَ مَنْ ... نَمَاهُمْ فَزَارُوا الْجَدَّ ذَاكَ الْمُعَظَّمَا[/font]
[font=&quot]إِلَى قَبْرِهِ يَسَّابَقُونَ لِقِمَّةٍ ... لِكَيْ يَصِلُوا عَهْدًا تَلِيدًا تَقَدَّمَا[/font]
[font=&quot]مُرُورًا بِسَفْحٍ قَدْ كَسَتْهُ بِحُلَّةٍ ... رَيَاحِينُ أَزْهَارٍ إِذَا غَيْثُهَا هَمَى[/font]
[font=&quot]وَأَشْجَارُ طِيبٍ عَابِقٍ ثَمَّ زَهْرُهَا ... تَزِيدُ ابْتِهَاجاً مَنْ رَأَى وَتَنَعَّمَا[/font]
[font=&quot]يَهُبُّ نَسِيمٌ لِلطَّبِيعَةِ مِنْ صَبًا ... يُغَذِّي نُفُوساً ثُمَّ يُنْعِشُ نُوَّمَا[/font]
[font=&quot]وَزَوْرَتُنَا فِيهَا ارْتِيَاحُ نُفُوسِنَا ... وَوِجْدَانُ أَلْبَابٍ يَزِيدُ تَفَهُّمَا[/font]
[font=&quot]إَلَى قِمَّةٍ فِيهَا السَّعَادَةُ نَرْتَقِي ... بِهَا مَسْجِدٌ قَدْ شَادَهُ مَنْ تَقَدَّمَا[/font]
[font=&quot]وَأَمَّ الضَّرِيحَ الْكُلُّ ثَمَّ تَبَرُّكاً ... وَمُسْتَفْتِحًا بِالذِّكْرِ كَيْ يَتَرَحَّمَا[/font]
[font=&quot]بِكُلِّ خُشُوعٍ حَوْلَهُ وَتَأَثُّرٍ ... بِذَاكَ الْفِنَا يَعْلُو الدُّعَاءُ تَرَنُّمَا[/font]
[font=&quot]وَقَدْ خَتَمَتْ فِي مُصْحَفٍ بِتَمَامِهِ ... لَهُ فِئَةُ الْحُفَّاظِ مَعْ مَنْ تَعَلَّمَا[/font]
[font=&quot]وَقَدْ وَدَّعُوا ذَاكَ الضَّرِيحَ لِيَرْجِعُوا ... لأَهْلِهِمُ وَالْبِشْرَ كُلٌّ تَوَسَّمَا[/font]
[font=&quot]أَلاَ أَيُّهَا الزُّوَّارُ قَدْ نِلْتُمُ الْمُنَى ... بِزَوْرِكُمُ ذَاكَ الضَّرِيحَ الْمُكَرَّمَا[/font]
[font=&quot]وَلَمْ يَثْنِكُمْ عَنْ عَزْمِكُمْ أَيُّ شَامِتٍ ... وَلاَ حَاسِدٍ بِالْمَكْرِ يَهْدِمُ سُلَّمَا[/font]
[font=&quot]فَبِالرِّفْقِ فِي الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ فَلَمْ يَكُنْ ... لِيَنْدَمَ ذُو رِفْقٍ وَلَيْسَ مُذَمَّمَا[/font]
[font=&quot]وَلَيْسَ يَسُودُ الْقَوْمَ مَنْ فَازَ بِالْغِنَى ... وَلاَ عَائِلٌ لَمْ يَحْوِ فِي الْكَفِّ دِرْهَمَا[/font]
[font=&quot]وَلَكِنْ سَرَاةُ الْقَوْمِ حَقًّا أَئِمَّةٌ ... إذَا الْتَزَمُوا خُلْقًا لَدَى النَّفْسِ قَيِّمَا[/font]
[font=&quot]وللشريف السباعي أحمد شرف الدين تحت عنوان: ذكرى وأمجاد:[/font]
[font=&quot]سَبِيلُ الْهُدَى بِالْعَالَمِينَ جَدِيرُ ... وَغَيْرُ الْهُدَى لَوْ يَعْلَمُونَ يَضِيرُ[/font]
[font=&quot]وَبَيْنَ الْهُدَى وَالْغَيِّ بَعْضُ تَشَابُهٍ ... فُؤَادُ اللَّبِيبِ النَّدْبِ فِيهِ خَبِيرُ[/font]
[font=&quot]وَنُورُ الْهُدَى بَيْنَ الْمَسَالِكِ وَاضِحٌ ... فَلَيْسَ لِغَيْرِ الْحَقِّ فِيهِ مَسِيرُ[/font]
[font=&quot]رَحَلْتُمْ بَنِي قَوْمِي لِخَيْرِ مَبَرَّةٍ ... وَهَدْيُ السَّمَا لِلْمُتَّقِينَ كَثِيرُ[/font]
[font=&quot]رَحَلْتُمْ إِلَى أَرْضِ الْجُدُودِ تَبَرُّكًا ... مَوَاكِبُكُمْ لِلْمَكْرُمَاتِ تَسِيرُ[/font]
[font=&quot]تَلَوْتُمْ كِتَابَ اللهِ خَيْرَ تِلاَوَةٍ ... وَغَيْرُ كِتَابِ اللهِ لَيْسَ يُجِيرُ[/font]
[font=&quot]وَمَدْحُ رَسُولِ اللهِ مَا انْفَكَّ رَائِقًا ... رَوَائِعُهُ لِلْمُحْسِنِينَ تُشِيرُ[/font]
[font=&quot]هُنَا الْفَضْلُ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُيَسَّرٌ ... هُنَا السَّعْدُ وَالأَمْجَادُ كَيْفَ تَصِيرُ[/font]
[font=&quot]نَعَمْ هِيَ لِلْمَجْدِ التَّلِيدِ تَحِيَّةٌ ... نَعَمْ هِيَ سَعْيٌ بِالرَّجَاءِ مُنِيرُ[/font]
[font=&quot]نَعَمْ هِيَ ذِكْرَى لِلْجِهَادِ نُقِيمُهَا ... نَعَمْ هِي يَوْمٌ بِالرَّخَاءِ بَشِيرُ[/font]
[font=&quot]بَنُو الْعُرْبِ مِنْ آلِ السِّبَاعِ شَجَاعَةً ... يُرَدِّدُهَا عَبْرَ الزَّمَانِ قَدِيرُ[/font]
[font=&quot]بَنُو الْعُرْبِ مِنْ كُلِّ الْقَبَائِلِ هَاهُنَا ... نُسُورٌ إِلَى قَلْبِ الْعُدَاةِ تَطِيرُ[/font]
[font=&quot]هُمُ الرُّعْبُ فِي نَفْسِ الطُّغَاةِ أَزِيزُهَا ... هُمُ الْمَوْجُ لاَ يَنْفَكُّ مِنْهُ هَدِيرُ[/font]
[font=&quot]هُمُ الْجُنْدُ لِلأَقْصَى بِكُلِّ بَسَالَةٍ ... يُعَزِّزُهُمْ يَوْمَ اللِّقَاءِ نَصِيرُ[/font]
[font=&quot]هُمُ الْبَدْرُ فِي كُلِّ الدَّيَاجِرِ نُورُهُ ... وَكُلُّهُمُ بِالطَّيِّبَاتِ بَصِيرُ[/font]
[font=&quot]فَسَلْ عَنْهُمُ الأَيَّامَ يَوْمَ جِهَادِهِمْ ... وَسَلْ عَنْهُمُ الأَوْطَانَ وَهْيَ تَثُورُ[/font]
[font=&quot]بَنِي وَطَنِي غَدْرُ الْمُجِيرِ مُصِيبَةٌ ... وَغَدْرُ الْعِدَا شَرٌّ كَذَاكَ خَطِيرُ[/font]
[font=&quot]لَقَدْ هَضَمُوا حَقَّ الإِخَاءِ صَرَاحَةً ... وَظُلْمُهُمُ لِلأَقْرَبِينَ نَذِيرُ[/font]
[font=&quot]وَقَدْ جَنَّدُوا لِلشَّرِّ كُلَّ جُهُودِهِمْ ... فَلَيْسَ لَهُمْ فِي الأَرْذَلِينَ نَظِيرُ[/font]
[font=&quot]وَمَا عَلِمُوا أَنَّ الدِّيَارَ مَنِيعَةٌ ... وَمَا عَلِمُوا أَنَّ الْوُصُولَ عَسِيرُ[/font]
[font=&quot]فَسُحْقًا لَهُمْ مِنْ مَارِقِينَ تَنَكَّرُوا ... وَسُحْقًا لَهُمْ حَبْلُ الأَثِيمِ قَصِيرُ[/font]
[font=&quot]وَقُلْ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّنَا ... جُنُودُ جِهَادٍ لَيْسَ فِيهِ نَكِيرُ[/font]
[font=&quot]فَلَيْسَ لَنَا إِلاَّ الْكِفَاحَ وَسِيلَةٌ ... وَلَيْسَ إِلَى غَيْرِ الْجِهَادِ نَسِيرُ[/font]
[font=&quot]وَوَحْدَتُنَا رَغْمَ الْعُدَاةِ مَكِينَةٌ ... وَوِحْدَتُنَا رَغْمَ الْجُحُودِ مَصِيرُ[/font]
[font=&quot]فَفِي الشَّعْبِ عَزْمٌ فيِ الصُّمُودِ مُوَطَّدٌ ... وَفِي الْعَرْشِ عَزْمٌ لاَ يُقَاسُ كَبِيرُ[/font]
[font=&quot]وقال الشريف أحمد شرف الدين مندوب وزارة التربية بالجنوب السباعي يحيي مواكب آل أبي السباع عند زيارتها لقبور أجدادها: أبناء أبي السباع السبعة بناحية السمارة في الساقية الحمراء بتاريخ: 3/12/1982[/font]
[font=&quot]مَرْحَى بِيَوْمِ تَجَمُّعٍ وَلِقَاءِ ... وَبِيَوْمِ آلِ الْبَيْتِ فِي الصَّحْرَاءِ[/font]
[font=&quot]يَوْمٌ بِهِ تَمَّ انْتِظَامُ قَلاَئِدٍ ... مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ لأْلاَءِ[/font]
[font=&quot]يَوْمٌ بِهِ كُلُّ الْوُجُوهِ تَهَلَّلَتْ ... عِنْدَ اللِّقَاءِ بِسَائِرِ الأَرْجَاءِ[/font]
[font=&quot]وَاسْتَبْشَرَتْ كُلُّ النُّفُوسِ مَحَبَّةً ... بِزِيَارَةِ الأَجْدَادِ وَالأَبْنَاءِ[/font]
[font=&quot]وَتَرَنَّمَتْ لِجَلاَلِهِ كُلُّ الْوَرَى ... وَازَّيَّنَتْ بِالْفَضْلِ وَالنَّعْمَاءِ[/font]
[font=&quot]يَا حُسْنَ مَا فَازَتْ بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ ... يَا طِيبَ مَا حَازَتْ مِنَ الإِرْوَاءِ[/font]
[font=&quot]يَوْمٌ بِهِ تَمَّ اجْتِمَاعُ أَحِبَّةٍ ... وَعَلَى النَّدَى جُبِلُوا وَكُلِّ سَخَاءِ[/font]
[font=&quot]فُطِرُوا عَلَى حُبِّ الْجِهَادِ وَهَذِهِ ... آيَاتُهُ تَبْدُو بِكُلِّ جَلاَءِ[/font]
[font=&quot]فِي السَّاقِيَ الْحَمْرَا تَزُورُ جُدُودَهَا ... سَبْعًا هُمُ لِلْمَجْدِ وَالإِرْضَاءِ[/font]
[font=&quot]سَبْعُ الْمَثَانِي فِي السَّمَاءِ تَحُفُّهُمْ ... سَبْعُ الْمَثَانِي فِي دُنَا الأَحْيَاءِ[/font]
[font=&quot]طُوبَى لآِلِ أَبِي السِّبَاعِ وَمَنْ بِهِمْ ... زَانَ الإِلَهُ مَجَالِسَ الشُّرَفَاءِ[/font]
[font=&quot]بِبُنَاةِ مَجْدٍ فِي الزَّمَانِ مُخَلَّدٍ ... وَحُمَاةِ عَهْدٍ طَابَ فِيهِ ثَنَائِي[/font]
[font=&quot]كَمْ جَاهَدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ... تِلْكَ الْفَضَائِلُ شِيمَةُ الآبَاءِ[/font]
[font=&quot]كَانُوا عَلَى مَرِّ السِّنِينَ أَعِزَّةً ... أَقْدَارُهُمْ فِي النَّهْرِ فِي الْجَوْزَاءِ[/font]
[font=&quot]يَتَسَابَقُونَ إِلَى الْمَعَالِي جُمْلَةً ... كَتَسَابُقِ الأَنْدَا إِلَى الأَنْدَاءِ[/font]
[font=&quot]مَرْحَى فَهَذِي بُيُوتُكُمْ وَدِيَارُكُمْ ... آلَ الرَّسُولِ دُعَاءَكُمْ بِسَخَاءِ[/font]
[font=&quot]لِمَلِيكِنَا الْحَسَنِ الْعَظِيمِ وَآلِهِ ... وَلِوِحْدَةِ الأَوْطَانِ وَالأَنْحَاءِ[/font]
[font=&quot]وَلِشَعْبِهِ وَجُيُوشِهِ وَجِهَادِهِ ... وَلِنَجْلِهِ ذِي الْهِمَّةِ الْقَعْسَاءِ[/font]
[font=&quot]وَوَلِيِّهِ بِعُيُونِنَا وَرِجَالِهِ ... وَوَلِيِّهِ بِسَمَارَةِ الْفَيْحَاءِ[/font]
[font=&quot]وَلِكُلِّ جُزْءٍ فِي الْبِلاَدِ جَمِيعِهَا ... بِجِبَالِهَا وَبِطاَحِهَا الْخَضْرَاءِ[/font]
[font=&quot]تَحْيَى مَوَدَّتُنَا وَوِحْدَةُ شَعْبِنَا ... وَكِفَاحُنَا لِلسِّلْمِ وَالإِنْمَاءِ[/font]
[font=&quot]وَلْيَهْنَإِ الْوَطَنُ الْكَرِيمُ فَهَذِهِ ... كُلُّ الْقَبَائِلِ جُنَّةُ الصَّحْرَاءِ[/font]
[font=&quot]وَالْوَيْلُ لِلأَعْدَا لِكُلِّ مُجَاحِدٍ ... وَلْيَخْسَ كُلُّ مُنَافِقٍ مَشَّاءِ[/font]
[font=&quot]-------------[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:99. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]وأما سوق الهدي إلى القبور سواء كانت للاولياء أو للصالحين أو للعلماء أو لغيرهم من أصحاب القبور فحرام على المشهور من مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى قال في المدونة ما نصه: سوق الهدي لغير مكة من الضلال اهـ ومن نذر هديا يذبحه أو ينحره عند قبر ولي أو صالح أو عالم فلا يلزمه ذلك النذر لأنه نذر لغير الله وذلك حرام والحرام لا تلزم تأديته قال الشيخ خليـــل بن إسحاق المالكي في مختصره عاطفا على ما لا يلزم الناذر فيه شيء.. (أو هدي لغير مكة). قال شارحه عبد الباقي الزرقاني عند هذا النص ما لفظه: فلا يلزمه شيء لا بعثه لمن عينه له ولا ذكاته بموضع الهدي كما في الشرح الكبير ونحوه لابن عرفة اهـ وقال محشيه البناني: أي يمتنع بعثه إلى القبر هذا هو المشهور ومذهب المدونة قال في التوضيح لأن بعثه إليه شبيه بسوق الهدي لغير مكة اهـ وقال الشيخ التراد بن العباس الشريف الإدريسي الحسني المتوفى سنة 1946 ميلادية في منظومة له طويلة سماها تصفية الطريق:[/font]
[font=&quot]* وَلاَ تَسُقْ إِلَيْهِمَا لِلذَّبْحِ ... شَاةً وَغَيْــرَهَا فَهَاكَ نُصْحِي *[/font]
[font=&quot]* حَرَّمَ ذَا أَئِمَّةٌ كَالنَّوَوِي ... وَالأَكْلُ مِنْهُ عَنْهُ مَنْعُهُ رُوِي *[/font]

[font=&quot]ومقابل المشهور قول لمالك في الموازية وبه قال أشهب لأن إطعام المساكين طاعة ومن نذر أن يطيع الله فيما أباح فليطعه اهـ. وأما من وهب ثوبا أو دراهم أو طعاما أو غير ذلك من أنواع المال لقبر ولي أو صالح أو عالم أو غيرهم وطرحه عند ذلك القبر فإنه فعل بدعة لم أقف على نص فيها يبيح فعلها. [/font]
[font=&quot]قلت: والبدع هي الأمور التـي أحدثتها الناس في الدين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» اهـ والبدع كلها ضلالة إن لم تقع داخلة تحت دليل شرعي أي إن لم يتناولها دليل شرعي وقد قسم ابن عبد السلام وغيره البدعة إلى أحكام الشرع الخمسة ومعرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشرع فأي حكم دخلت فيه فهي منه وهذه أمثلتها فمن البدع التـي تناولها دليل شرعي للوجوب: تدوين القرآن في المصحف والحديث النبوي حين خيف عليهما الضياع لأن التبليغ لمن بعدنا واجب علينا إجماعا وإهماله حرام علينا إجماعا وهو لا يمكن إلا بالتدوين في الكتب وكذلك تدوين الفقه وتعلم علم النحو واللغة اللذين يفهم القرآن بهما وتعرف السنة بهما أيضا. ومن البدع التـي تناولها دليل الندب إحداث الاجتماع لصلاة التراويح وبناء المدارس والزوايا لعبادة الله تعالى واتخاذ الأئمة والقضاة وولاة الأمور المراكب النفيسة والثياب العلية واحتجاب الملوك خلاف ما كان عليه علماء الصحابة وأمراؤهم بسبب أن المقاصد والمصالح الشرعية لا تحصل إلا بعظمة الولاة في نفوس الناس وأول من فعل هذه البدعة معاوية بن أبي سفيان في خلافة عمر بن الخطاب. ومن البدع المندوبة أيضا وضع التآليف في العلوم الشرعية. ومن البدع التـي تناولها دليل الإباحة: المصافحة بعد الصلاة واتخاذ المناخل للدقيق لتليين العيش ففي الأثر أول شيء أحدثته الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخاذ المناخل لأن تليين العيش من المباحات فوسائله مباحة. ومن البدع التـي تناولها دليل الكراهة تخصيص الأيام الفاضلة وغيرها بنوع من العبادات ففي صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تخصيص يوم الجمعة بصيام أو ليلته بقيام وكالزيادة في المندوبات على المحدود كما ورد في التسبيح عقب الفريضة ثلاثا وثلاثين فيفعل هو مائة وكالزيادة على الصاع في زكاة الفطر فإنها سوء أدب مع الشارع. ومن البدع التـي تناولها دليل تحريم اعتناق مذهب القدرية القائلين بنفي القدر الذي هو تعلق علم الله تعالى في سابق أزله أي قدمه بوجود جميع الكائنات وكأخذ المكوس وكالمحدثات من المظالم وكالمحدثات المنافية لقواعد الشريعة كتقديم الجهال على العلماء وتولية المناصب الشرعية من لا يصلح لها الخ وأما البدع التـي لم يتناولها دليل من أدلة أحكام الشرع الخمسة فإنها باقية على أصلها وهو الكراهة قال القاضي أبو عبد الله المقري: قاعدة الأصل في البدعة الكراهة إلا إذا تناولتها قاعدة غيرها من الأحكام من غير معارض يرد إلى الأصل فلتلحق بالمتناول إن اتحد وبأقوى المتناولين إن تعدد. انظر كتاب الدليل الماهر الناصح على المجاز الواضح تأليف محمد يحيى بن محمد المختار الداودي الولاتي وغيره من كتب القواعد كالمنجوري والسجلماسي. هذا وهبة الأموال لقبور الأموات لا تدخل تحت دليل إباحة بل هي داخلة تحت دليل حرمة لما فيها من فساد المال المجمع على حرمته لأن الميت ليست له ذمة تملك المال وتمنعه من الضياع والفساد لأنه لو كان يملك شيئا لملك ماله وعصمة زوجته وعليه فلا يجوز لأحد أن يطرح ماله عرضة للتلف والفساد عند قبور الأموات على وجه الهبة لميت والهبة لغير معين يملك باطلة مع أن صاحب ذلك المال الذي وهبه لغير معين يملك لا نصيب له من الثواب لأنه تسبب للمال في الضياع والفساد وذلك حرام قال العلامة الولي المربي الشيخ التراد بن العباس في منظومته تصفية الطريق ما نصه:[/font]
[font=&quot]* وَرَمْيُ الاَمْوَالِ لَدَى الْقَبْرِ بِلاَ ... تَعْيِينِ مَالِكٍ لَهُ مِنَ الْبَلاَ * [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[FONT=&quot]وقال عبد الرحمن الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة ما نصه: يشترط في الموهوب له أن يكون أهلا للتملك اهـ ومما يدل على أن هبة الأموال لقبور الاموات باطلة كونها هبة غير تامة لفقدها بعض أركان الهبة كالقبول والحيازة ومن يكون أهلا للتملك وذلك لأن الميت لم يصدر منه قبول ولا رفض ولا حيازة لكل ما وهب له من المال. قال الدردير مسبوكا بنص خليل ما نصه: وحيز الشيء الموهوب لتتم الهبة أي تحصل الحيازة عن الواهب التـي هي شرط في تمامها اهـ وقال عبد الباقي الزرقاني ممزوجا بكلام خليل في المختصر ما نصه: بطلت الهبة إن تأخر حوزها اهـ وفي حاشية الدسوقي مثل ما قال الحطاب وعبد الباقي. وقال عبد الرحمن الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة ما نصه: يشترط في تمام الهبة القبض والحيازة فإن عدم القبض فإنها لا تلزم وإن كانت صحيحة اهـ وأركان الهبة عند المالكية أربعة نص عليها الحطاب في شرحه وعبد الباقي الزرقاني والدسوقي في حاشيته على شرح الدردير لمختصر خليل ونص كلامه: اعلم أن أركان الهبة أربعة: الموهوب له والركن الثاني هو الشيء الموهوب والركن الثالث هو الواهب والركن الرابع هو الصيغة اهـ والموهوب له هو الركن الرابع عند الحطاب. وقال في الذخيرة: الركن الرابع هو السبب الناقل. وفي الجواهر هو الصيغة وهي الإيجاب والقبول الدال على التمليك بغير عوض أو ما يقوم مقامها اهـ وقال بن شاس: الركن الأول السبب الناقل للملك وهي صيغة الإيجاب والقبول الدال على التمليك بغير عوض أو ما يقوم مقامها في الدلالة على تمليك من قول أو فعل اهـ وقال ابن عرفة الصيغة ما دل على التمليك اهـ والحائز هو الموهوب له قاله الحطاب وغيره وقال في المدونة في كتاب الهبة ما نصه: ولا يقضى بالحيازة إلا بمعاينة بينة لحوزه في حبس أو رهن أو هبة أو صدقة ولو أقر المعطي في صحته أن المعطى قد حاز وقبض وشهدت عليه بإقراره بينة ثم مات لم يقض بذلك إن أنكر ورثته حتى تعاين البينة الحوز اهـ وقال الحطاب عازيا للذخيرة: مذهب الشافعي القبول فورا وظاهر مذهبنا يجوز على التراخي من إرسال الهبة إلى الموهوب قبل القبول والشافعي يقول لا بد من توكيل الرسول في أن يهب له عنه ولأصحابنا أن للموهوب له التروي في القبول اهـ وقال عبد الرحمن الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة: لا تلزم الهبة عند أبي حنيفة إلا بالقبض. والميت لا يقبض الاشياء ومذهب الشافعي لا بد لملك الهبة من القبض ويشترط في الصيغة عنده شروط البيع التـي يصح بها. ومذهب الحنابلة يشترط فيه أن يكون الموهوب له أهلا للتصرف والاحسن عندهم أن لا تملك الهبة إلا بالقبض انتهى باختصار. [/FONT]
[FONT=&quot]-------------[/FONT]
[FONT=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:103. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/FONT]
[FONT=&quot][[/FONT]b[FONT=&quot]]فبان بما ذكرنا من نصوص العلماء أن هبة المال للأموات وطرحها عند القبور هبة باطلة وبدعة مفسدة للمال وعمل من أعمال الجاهلية الأولى الذين كانوا يدفنون الأموال مع موتاهم ويضعونها عند قبورهم وليس لفاعلها شيء من ثواب الاخرة قال كنون في حاشيته على مختصر خليل: جميع المأثورات الشرعية لا يصح الثواب فيها إلا لمن قصد فعلها للامتثال اهـ وطرح الأموال عند القبور ليس من المأثورات الشرعية التـي يقصد فعلها للامتثال لأنه بدعة أحدثها بعض عوام المسلمين الجهال اهـ والهبة لغة التفضل على الغير ولو بغير مال قال تعالى {فهب لي من لدنك وليا} ومعناها في اصطلاح الفقهاء: تمليك مال بلا عوض من متبرع لا حجر عليه ولا تخلو من واحد من أربعة أوجه أولها أن يقصد بها وجه الله وثانيها أن يقصد بها وجه الناس وثالثها أن يقصد بها وجه الموهوب له ورابعها أن يقصد بها وجه الموهوب له ووجه الله فإذا قصد بها وجه الموهوب له وحده بلا عوض فتسمى هدية والميت لا ينتفع بما يهدى له من المال نفسه بل ينتفع بثواب ما تصدق به من المال على الأحياء المعينين وأهدي له ثوابه لأن الإنسان لا خلاف أنه يملك ثوابه. والهبة والهدية والصدقة والعطية بمعنى واحد عند الحنابلة وهي تمليك في الحياة بلا عوض إلا أنها تختلف بالنية عندهم فإذا كانت لثواب الاخرة فقط كانت صدقة وإذا قصد بها الإكرام والتودد والمكافأة كانت هدية تطلق عندهم على معنيين عام وخاص فالخاص هو الهبة ذات الأركان وهي تمليك تطوع في حياة لا لإكرام ولا ثواب بإيجاب وقبول. والعام هو تبرع متطوع بتمليك ماله من غير عوض حال الحياة ويقال له عندهم متصدق ومهد وواهب اهـ والواهب إذا كان يقصد بهبته وجه الموهوب له فإنه لا يخلو من أن يكون يريد بها محبته إياه ومودته له أو يقصد بها تجديد محبته ومودته أو يريد بها تأكيد ما بينهما من المودة والمحبة أو يقصد بها المودة والمكافأة أولا يتبين للناس قصده بها هل هو مجرد التودد إلى الموهوب له دون قصد المكافأة كالقرى أو يقصد بها الوجهين جميعا. فإذا كان يقصد بهبته الإكرام فهي هدية لأن القصد منها إكرام المهدى له والميت لا يصل إليه نفع من الهدايا إلا الدعاء وثواب من أعطاه ثوابا لا مالا بعينه أما الهبة لوجه الله أي لطلب الثواب من الله تعالى فهي صدقة لأن المقصود منها الثواب الاخروي قال الدسوقي في حاشيته على شرح الدردير لمختصر خليل: إذا قصد المعطي بالكسر بالعطية ثواب الاخرة مع وجه المعطى بالفتح فصدقة عند الاكثر وعند الأقل ما أعطى لهما معا فهو هبة اهـ والصدقة لا بد لها من حائز يقبضها ويقبلها ويحوزها كما قدمنا آنفا والميت لا يقبض ولا يقبل ولا يحوز كما هو مشاهد معلوم بالضرورة وأما الهبة التـي لم يعين واهبها من وهبها له بلفظ ولا بما يقوم مقامه من فعل بل طرح ما وهب عند قبر ميت وتركه من غير أن يسمع منه أن ماله هبة لصاحب القبر أو هبة لأولاده أو أقاربه أو زائريه وذهب عن ماله ملقى عند القبر فهذا القسم من أقسام الهبة أو الهدية باطل لما فيه من إضاعة المال وفساده بما بينا والله أعلم.[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وهذه الكرامة التـي ذكرت من كرامات الولي الشريف عامر أبي السباع ربما تنكرها عقول البعض من الناس وتنفر عنها طباعهم لبعدها عن العادات المألوفة وتنافيها للمشاهدات المعروفة وإن كان لا يستعظم شيء من قدرة الله وأنا كتبتها حرصا مني على إحراز الفوائد وتنويها بما جمع الله في هذا الشريف من الفضائل الفرائد مع أنها حق بالنقول المتواترة وإن قال قائل إنها باطلة فلها في الحق نصيب لأني نقلتها ورويتها كما وجدتها فأنا صادق في إيرادها كما أوردتها على سنن الأئمة من الحفاظ الذين يقتدى بهم في زماني وعليهم الاعتماد في فرائض الشرع الحنيف وسننه فلم يشترط أكثرهم في مسنده من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التـي تبتني عليها الأحكام ويفرق بها بين الحلال والحرام إيراد الصحيح دون الضعيف ولم يخرجهم ذلك عن أن يعدوا في أهل الصدق أو يتزحزحوا عن مراتب الأئمة أصحاب الحق لأنهم أوردوا ما سمعوا كما وعوه وإنما يسمى الكذاب من وضع الأحاديث أو حدث عمن لم يسمع منه أو روى عمن لم يرو عنه فأما من يروي ما سمع كما سمع أو ينقل ما وجد مسطورا في كتاب من كتبه مثل ما فعلت فهو من الصادقين والعهدة على من روينا عنه أو من نقلنا كلامه من كتابه والعلماء مصدقون فيما نقلوا مبحوث معهم فيما قالوا اهـ. والمتعنت تعبان متعب والمنصف مستريح مريح.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت: ثم بنيت على قبري اعمر وعمران ابني الشريف الولي عامر أبي السباع قبة بموضع (وادي نون) بالمكان المسمى بـ(ـالاقصاب) وصارت الناس من أهل تلك النواحي المغربية تقيم عند قبريهما مواسم كالأسواق في فصل الصيف على عادة أهل المغرب من تعظيم الأولياء بإقامة المواسم عند قبورهم وكثرت هذه العادة وتواتر فعلها وظن من يقوم بفعلها أنه على شيء مما يقربه إلى رضى الله ورضى الولي الذي يقربه إليه والحق أنه كاذب وأنه ليس على شيء لأن المواسم التـي تقام من البدع المحرمة ومن المنكرات التـي لا يرضاها الله ورسوله ولا الاولياء ولا العلماء ولا الصالحون لما فيها من سفك الدماء المسفوحة النجسة القذرة عند قبورهم كما كان يفعل أهل الجاهلية الاولى فعقر البهائم وذبحها على القبور من عمل الجاهلية ومن البدع المحرمة بدليل ما روى أبو داوود عن أنس بن مالك مرفوعا: لا عقر في الإسلام اهـ قال العلماء العقر الذبح عند القبور اهـ وأما ما يذبح الإنسان في بيته ويطعمه الفقراء على وجه الصدقة بثوابه على الميت فلا بأس به ما لم يشتمل على رياء ولا سمعة ولا مفاخرة ولا اجتماع نسوة ورجال أجانب على ذلك الطعام. قال ابن الحاج في كتابه المدخل: وليحذر من هذه البدع وهي حمل الخرفان والخبز أمام الجنازة فإذا أتوا على القبر ذبحوا ما أتوا به بعد الدفن وفرقوه مع الخبز ويقع بسبب ذلك مزاحمة وحراب وياخذ ذلك من لا يستحقه ويحرمه المستحق في الغالب وذلك مخالف للسنة لأن ذلك فعل الجاهلية ولما فيه من الرياء والسمعة والمباهاة والفخر لأن السنة في أفعال القرب الاسرار بها دون الجهر فهو أسلم انتهى. فلو تصدق الإنسان في بيته على الميت بما شاء مما يمكن من الأجر سرا لكان عمل عملا صالحا سالما من البدع ومعلوم أن الخير في اتباع السنة والشر في البدعة قال المختار بن ابراهيم الشنجيطي الموريتاني في منظومة له:[/FONT]

[FONT=&quot]الذَّبْحُ عِنْدَ مَوْضِعِ الأَمْوَاتِ ... فَبِدْعَةٌ فِي شَرْعِنَا لَمْ تَاتِ[/FONT]
[FONT=&quot]كَذَاكَ جَمْعُنَا عَلَى طَعَامِهِمْ ... أَوْ حَمْلُنَا لَهُ إِلَى قُبُورِهِمْ[/FONT]
[FONT=&quot]وَالسُّنَّةُ الَّتِـي عَلَيْهَا مَنْ سَلَفْ ... إِطْعَامُهُ سِرًّا وَحَقٌّ لِلْخَلَفْ[/FONT]
[FONT=&quot]إتْبَاعُهُ بِفِعْلِ ذَا لِلسَّلَفِ ... لأَنَّهُ بِهِ الرِّيَاءُ يَنْتَفِي[/FONT]
[FONT=&quot]وسئل ابن سحنون عن طعام الجنائز فقال إن أوصى به الميت أو عمله الورثة وهم بالغون رشداء كلهم فهو حلال وإن كان فيهم يتامى فهو حرام أما ما صنعه أولياء الميت غير الورثة من أموالهم دفعا لعار الوافدين فمكروه اهـ وسئل الإمام الرباني سيدي محمد بن ناصر عن الطعام المصنوع للميت الذي تاكله الناس عند الدفن هل هو سائغ أم لا فإذا قلتم بالمنع والحالة أن ذلك الطعام يستجلب كثيرا من المصلين ويرفعون للميت الفداء وقراءة القرآن كان تركه سببا لفوت هذه المصالح فأجاب أنه لا يحل أكل طعام الموتى الذي عند الدفن ولا الذي يسمى العشاء ولا استعمال الفتائل من فضلة كفن الميت بمصباح المسجد إلا إن أوصى به الميت أو تطوع به ورثته وهم رشداء وإن كانوا كبارا وصغارا لم يجز إلا أن يحسبه الكبار من حظهم وجريان العادة بذلك في قطر من الأقطار ليس بمبيح ما دلت قواعد الشرع على منعه وما ذكرتم من الفتيا بأكله لاستجلاب الناس للصلاة عليه واستعطافهم على طلب الشفاعة له غير ظاهر إذ لا تنفعه شفاعة العاصي انتهى. ونقله برمته المفتـي الشريف عبد الله بن عبد المعطي السباعي في كتابه الدفاع فطالعه إن شئت؛ ولما في تلك المواسم التي تقع عند القبور من اختلاط النساء والرجال مع قبح فعالهم وسوء أقوالهم وكثرة معاصيهم برفع أصواتهم بالغناء والرقص الجماعي بالقرب من قبر الولي أو العالم أو الصالح من أجل قضاء حوائجهم والواقع أن ذلك الولي أو العالم أو الصالح لو كان حيا لأنكر عليهم ذلك كله وطردهم عن بلدته لما تشتمل عليه مواسمهم من البدع الممنوعة شرعا فيالله وياللمسلمين لهؤلاء الهمج الذين ضلوا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين وأضلوا من اقتدى بهم في مواسمهم هذه ممن معهم ومن بعدهم ولم يستقبحوا ما فعلوا من البدع بل دخلوا في وعيد قوله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح: «من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة» اهـ.[/FONT]
[FONT=&quot][/[/FONT]b[FONT=&quot]]-------------[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:107. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]
[font=&quot]وأما البناء على القبور فمكروه عند الإمام مالك رحمه الله قال في المدونة: كره مالك تجصيص القبور والبناء عليها لحديث النهي عن تجصيصها وقال ابن يونس وابن رشد البناء على نفس القبر مكروه. وأما البناء حواليه فإنما يكره من أجل التضييق على الناس به في الأملاك. وقال الحطاب يكره البناء على القبر والتحويز عليه وقال في العتبية ومن سماع ابن القاسم وكره مالك أن يرصص على القبر بالحجارة والطين أو يبنى عليه بطوب أو حجارة. وروي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ترفع القبور أو يبنى عليها ويكتب فيها. وقال خليل بن إسحاق في مختصره في الفقه المالكي في فصل في وجوب غسل الميت ما نصه: وتطيين قبر أو تبييضه أو بناء عليه أو تحويز وإن بوهي به حرم وجاز للتمييز كحجر أو خشبة بلا نقش. قال الدسوقي ممزوجا بكلام الدردير عند هذا النص: وكره تطيين قبر أي تلبيسه بالطين أو تبييضه بالجير. وعلة الكراهة ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا طين القبر لم يسمع صاحبه الأذان ولا الدعاء ولا يعلم من يزوره». وبناء عليه أي على القبر كقبة أو بيت أو مدرسة أو تحويز عليه بأن يبنى حوله حيطان تحدق به إن كان ذلك بأرض مملوكة له أو لغيره بإذنه أو موات لغير مباهاة ومن غير أن تصير مأوى للفساق ولا يهدم حينئذ وإن بوهي به أي بما ذكر من التطيين وما عطف عليه أو صار مأوى لأهل الفساد أو في أرض محبسة حرم ووجب هدمه لأنه من الضلال المجمع عليه. وقال اللخمي كره مالك تجصيص القبور لأن ذلك من المباهاة وزينة الحياة الدنيا وتلك منازل الآخرة وليست بموضع للمباهاة وإنما يزين الميت عمله اهـ وقال الولي الشريف الشيخ التراد بن العباس القلقمي الحسني الموريتاني المتوفى آخر ليلة السبت السادسة عشرة من شهر دجنبر سنة 1946 ميلادية بمدينة دكار العاصمة السينغالية في وصية له بشأن ما يفعل به إذا مات في منظومته المسماة بتصفية الطريق:[/font]

[font=&quot]وَإِنَّنِي أُوصِيكُمُ أَبْنَائِي ... لاَ تَجْعَلُوا عَلَيَّ مِنْ بِنَاءِ[/font]
[font=&quot]فَإِنَّنِي إِلَى الدُّعَاءِ أَحْوَجُ ... وَفِي الدُّعَا مَغْفِرَةٌ وَفَرَجُ[/font]
[font=&quot]نَسْأَلُهُ عِنْدَ الْمَمَاتِ حُسْنَى ... خَاتِمَةٍ وَنِعْمَةً وَأَمْنَا[/font]
[font=&quot]وأما تسنيم القبور فاختلف في تسنيمها وفي الحجارة التـي تبنى عليها وهذه الكراهة التـي ذكرنا كراهة تنزيه لا كراهة تحريم عند مالك وأصحابه. أما أهل الحديث فتسنيم القبور من السنة عندهم وكذلك الباجي من فقهاء المالكية ففي صحيح البخاري ما لفظه وكان قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما اهـ وقال الباجي ومن السنة تسنيم القبور ولا يرفع. وقال بقول الباجي هذا ابن حبيب من المالكية أيضا فظهر أن التسنيم المكروه هوالتسنيم المرتفع أما غير المرتفع فغير مكروه. وقال الحطاب في حاشيته على مختصر خليل إن قصد المباهاة بالبناء عليه والتبييض أو التطيين فذلك حرام. أما البناء على القبر للتمييز فيجوز إذا كان يسيرا لا إن كان كثيرا كالمدرسة وقبة وظاهره جواز البناء للتمييز ففي حاشية البناني على الزرقاني ما نصه: الذي اختاره الحطاب أن التحويز بالبناء اليسير لأجل تمييز القبور جائز في مقابر المسلمين قال وهو الذي يفهم من كلام اللخمي وابن بشير وابن عبد السلام. ومن أجوبة ابن رشد للقاضي عياض ونقل نصها ثم قال وهو الذي يفهم من آخر كلام التوضيح اهـ وقال المواق عند قول خليل وجاز للتمييز كحجر أو خشبة بلا نقش ما نصه: قال ابن القاسم في العتبية لا باس أن يجعل على القبر حجر أو خشبة أو عود يعرف به الرجل قبر وليه ما لم يكتب في ذلك وقال ابن حبيب لا باس أن يجعل في طرف القبر الحجر الواحد ليلا يختفي موضعه. وقال ابن عرفة قال الحاكم ليس العمل على أحاديث النهي عن البناء والكتب على القبر فإن أئمة المسلمين شرقا وغربا مكتوب على قبورهم وهو عمل أخذه الخلف عن السلف اهـ. [/font]
 
أعلى