موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وأما سب الأموات فالشرع الإسلامي ينهى عنه كما في حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ولفظه: قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» رواه البخاري في الجامع الصحيح. وقال صاحب سبل السلام: الحديث دليل على تحريم سب الأموات وظاهره العموم للمسلمين. وقوله قد أفضوا إلى ما قدموا أي وصلوا إلى ما قدموا من الأعمال معناه أنه لا فائدة من سبهم والتفكه بأعراضهم اهـ. والشريف عامر أبو السباع ولي من أولياء الله بلا ريب والكلام فيه حيا وميتا بما يوذيه حرام وملعون قائله ومبارز ومحارب لله رب العالمين بدليل ما ورد في الحديث القدسي ولفظه: «من آذى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة» اهـ. ويوخذ من هذا الحديث أن الله تبارك وتعالىجعل إيذاء أوليائه قائما مقام إيذائه وعليه فإن هذا المعنى قريب من قوله تعالى: (إن الذين يوذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة) اهـ. [/font]
[font=&quot]قلت: كرامة الولي الشريف عامر أبي السباع التـي ظهرت له عند قدوم البرابيش عليه في خلوته وكرامته التـي ظهرت له أوقات زيارة تلاميذه لقبره بعد موته حين يقصدون الصعود إلى قبره وقد ذكرتهما بتفصيل فيما تقدم من ترجمته هذه انهما لمن أعظم كرامات أولياء الله.[/font]

[font=&quot]-------------[/font]
[font=&quot]المراجع: كتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سيداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الأول/ ص:163. الطبعة : 1422هـ / 2001م. وكتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط ، لمؤلفه: الشريف/ أحمد سالم بن محمد الأمين بن محمد عبد الله بن محمد المصطفى بن عبد الودود... الحسني الإدريسي السباعي - مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/font]
[font=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.[/font]

[font=&quot]قصة البرابيش مع المولى عامر، وسبب تلقيبه بأبي السباع:[/font]
[font=&quot]خرج مولانا عامر من مدينة (فاس) مسقط رأسه ومنبت شجرة[/font][font=&quot]جدوده سائحا كما هي عادة أهل الله، إلى أن وصل إلى بلد (تَلْمَسَانْ) فمكث فيها مدة ثم انتقل إلى (سُوس الأقصى) وصار يتعبد فيه وبنى خلوته[/font][font=&quot]الكائنة بموضع يسمى (تزك أسباع) (بكاف معقودة) وهي ببلاد (أمريبط).[/font]
[font=&quot]ولما اشتهر أمره في خلوته التي اختارها لعبادة ربه، وظهرت كراماته، وطار صيته، سمعت بذلك القبائل، وجاءوا إليه أفواجا فتحققوا أمره، وعرفوا فضله، فعظموه، وأجلوا قدره، وصاروا يخدمونه، ويهدون إليه نفائس ذخائرهم، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ قَبِيلَةُ (البَرَابِيشْ) وَبشأْنِ القبائلِ معَهُ،[/font][font=&quot]فَوَجَّهُوا إِلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَجُلاً، وَقَالُوا لَهُم ضَيِّقُوا عَلَيْهِ وَامْتَحِنُوهُ، فَإِنْ[/font][font=&quot]أَبْدَى لَكُم بُرْهَانًا عَلَى صَلاَحِهِ وَوَلاَيَتِهِ، فَكُونُوا كَغَيْرِكُم أَو أكْثَر مَعَهُ، وَإِلاَّ فَاقْبِضُوا عَلَيْهِ، فلما سألوه الضيافةَ رحَّبَ بهم وَأنْزَلَهُم وَذَبَحَ لَهُم شَاةً مِنْ صَرِيمَةٍ كَانَت[/font][font=&quot]عِنده وصَنَعَ لَهُم طعاماً وقرَّبَهُ إِلَيهِم، فنظروا إِلَيْهِ وَقاَلوا له: لقد قَصَّرْتَ في[/font][font=&quot]ضيافتنا ولم تُقَدِّرْنَا قَدْرَنَا، وَالآنَ لاَ بُدَّ أَنْ تَذْبَحَ لِكلِّ وَاحِدٍ مِنَّا شَاةً[/font][font=&quot]وَإلاَّ فَتَكْنَا بِكَ، فَرَاوَدَهُمْ عَلَى الأَكْلِ مِمَّا قدَّمَهُ إِلَيْهم، وأنَّ فِيه كِفَايَة لَهُم بِعَوْنِ[/font][font=&quot]اللهِ وَبَرَكَته، فامْتَنَعُوا وأَغْلَظُوا عَلَيْهِ الْقَول، فلما علم مقصودهم نَادَى بِأعلَى صَوْتهِ يَا[/font][font=&quot]مَيْمُونْ فَحَضَرَ سَبعٌ هَائلٌ ثم نَادَى كذَلك فحَضَرَ آخَرُ وكُلَّمَا نَادَى حضَرَ سبعٌ إِلَى[/font][font=&quot]أَنْ بَلَغَتِ السِّباعُ عَدَدَ القَوْمِ، وفي روايةٍ اسْتَحَالَتِ الْغَنَمُ سِبَاعاً بِإذْنِ[/font][font=&quot]اللهِ. ثم أَمَرَ مَوْلاَنَا عَامر السِّبَاع أَنْ تَهِرَّ ولا تَضُرَّ، فَصَارَ الْقَوْم يَلُوذُونَ بِهِ[/font][font=&quot]وَيَقُولُونَ: يَا أَبَا السِّبَاع كُفَّ عَنَّا سِبَاعَكَ، وَنَحْنُ تَائِبُونَ إِلَى اللهِ، وَوَضَعُوا أَسْلِحَتَهُم[/font][font=&quot]أَمَامَهُ ثُمَّ أَمَرَ السِّبَاع فَتَفَرَّقَتْ، وَذَهَبَتْ مِنْ حِينِهَا (فَلُقِّبَ) مِنْ يَوْمَئِذٍ بِأَبِي السِّبَاعِ.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]يقول العالم الأديب المؤرخ أحمدو بن إبراهيم الحسني رحمه الله[/FONT]
[FONT=&quot]من قصيدة له:[/FONT]
[FONT=&quot]* وَعَامِرُ هَذَا لَقَّبُوهُ لِفَضْلِهِ ... وَرِفْعَتِهِ أَبَا السِّبَاعِ الْمُنَادِيَا *[/FONT]
[FONT=&quot]* لأَنَّ إِلَهَ الْعَرْشِ أَرْسَلَ أُسْدَهُ ... إِلَيْهِ لِتُرْدِي الظَّالِمِينَ الأَعَادِيَا *[/FONT]
[FONT=&quot]*فَلُقِّبَ ذَا الأُسْدِ الَّذِي ذَاعَ صِيتُهُ... وَشَاعَ بِهَذَا لاَ يَزَالُ اللَّيَالِيَا *[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول العلامة محمدن بن محمد عبد الله، ناظما سبب تلقيب عامر الهامل بأبي السباع:[/FONT]
[FONT=&quot]وَعَامِرٌ ذَا سَارَ فِي حَالِ الصِّغَرْ ... جَرَّا عِبَادَةِ الْعَلِي حَتَّى بَهَرْ *[/FONT]
[FONT=&quot]* لِذَاكَ قَدْ لَقَّبَهُ بِالْهَامِلِ ... أَهْلُ بِلاَدِهِ وَإِذْ لِلْعَامِلِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* علَى الْبَرَابِشِ أَتَتْ أَخْبَارُهُ ... بِأَنْهُ قُطْبٌ سَطَعَتْ أَنْوَارُهُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* أَخُو كَرَامَاتٍ عَلَى سِوَاهُ ... تَعَذَّرَتْ فَمَا لَهُ أَشْبَاهُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* حِينَئِذٍ أَرْسَلَ ذَا وَفْدًا إِلَيْهْ ... وَقَالَ إِنْ جِئْتُمْ فَضَيِّقُوا عَلَيْهْ *[/FONT]
[FONT=&quot]* إِنْ لَمْ تَرَوْا كَرَامَةً تُبَرْهِنُ ... عَنْهُ وَإِنْ رَأَيْتُمُوهَا فَانْثَنُوا *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَلاَ تُصِيبُوهُ بِسُوءٍ وَدَعُوا ... عَلِّي بِإِتْيَانٍ لَهُ أَنْتَفِعُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* أَوْلاَ فَجِـيئُونِي بِهِ أَسِيرَا ... فَقَدْ أَضَلَّ جَمَّنَا الْغَفِيرَا *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَعَدَدُ الْوَفْدِ عَلَى الْمَشْهُورِ ... تِسْعُونَ شَخْصًا قَدْ سَعَتْ فيِ الْجُورِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَقِيلَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ عَدَدْ ... ذَا الْوَفْدِ وَالدِّفَاعُ لِي فِي ذَا سَنَدْ *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَجَاءَ ذَاكَ الْوَفْدُ فَاسْتَضَافَا ... مُعَجِّزًا ذَا الصَّالِحَ الْمِضْيَافَا *[/FONT]
[FONT=&quot][[/FONT]b[FONT=&quot]]* فَهَيَّأَ الطَّعَامَ ثُمَّ قَالاَ ... كُلُوا سَيَكْفِيكُمْ وَلَوْ قُلاَلاَ *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَغَضِبُوا وَكَلَّفُوا بِذَبْحِ ... شَاةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ ذَا الصَّفْحِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَارْتَفَعَ الْوَلِيُّ ثُمَّ طَلَعَا ... تَلاًّ هُنَاكَ عَالِيًا فَصَدَعَا *[/FONT]
[FONT=&quot]* مُنَادِيًا يَقُولُ يَا مَيْمُونُ ... فَجَاءَهُ أَسْرَعَ مَا يَكُونُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* جُنْدُ السِّبَاعِ وَعَلَيْهِمْ صَالاَ ... لِيَجْذِبَ الثِّيَابَ وَالأَوْصَالاَ *[/FONT]
[FONT=&quot]* بِظَهْرِ عَامِرٍ إِذًا تَعَلَّقُوا ... وَسَأَلُوهُ كَفَّهَا إِذْ فَرِقُوا *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَعِنْدَ ذَا أَشَارَ ذَا الْمُطَاعُ ... إِلَى السِّبَاعِ فَمَضَى السِّبَاعُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَصَارَ ذُو السِّبَاعِ بَعْدُ لَقَبَا ... لَهُ وَبِاللَّهِ الْعَدُوَّ غَلَبَا *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَأَخْبَرَ الْوَفْدُ الأَمِيرَ عَنْهُ ... بِكُلِّ مَا قَدْ شَاهَدُوهُ مِنْهُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَسَارَ نَحْوَهُ وَأَهْدَى مَالاَ ... جَمًّا لَهُ وَطَلَبَ اتِّصَالاَ *[/FONT]
[FONT=&quot]* بِهِ فَكَانَ صِهْرَهُ وَهْوَ عَلَى ... بِنْتٍ لَهُ عَلَتْ بِهِ كُلَّ الْعَلاَ *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَهِيَ أُمُّ ابْنَيْهِ عِمْرَانَ الْعَلِي ... وَأُعْمُرٍ بِذَا فَخَارُهَا جَلِي *[/FONT]

[FONT=&quot]ويقول العلامة عبد الله بن امين بن محنض بابه الديماني من قصيدة له:[/FONT]
[FONT=&quot]* وَقَدْ طَابَ أَصْلُ الْهَامِلِ الْقَرْمِ عَامِرٍ ... وَمَنْ طَابَ مِنْهُ الأَصْلُ فَالْفَرْعُ طَيِّبُ *[/FONT]
[FONT=&quot]*وَتَلْقِيبُهُ ذَا الأُسْدِ أَصْبَحَ شَائِعًا... وَقَدْ أَفْصَحَ الْكُتَّابُ عَنْهُ وَأَعْرَبُوا *[/FONT]
[FONT=&quot]* يُوَافِيهِ أَضْيَافٌ أَرَادُوا اخْتِبَارَهُ ... فَيُبْدِي لَهُمْ بِشْرًا بِهِمْ وَيُرَحِّبُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَيَذْبَحُ شَاةً فِي قِرَى عَدِّ تِسْعَةٍ ... وَتِسْعِينَ ضَيْفًا وَالطَّعَامَ يُقَرِّبُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَيُبْدُونَ إِغْلاَظًا فَيَدْعُو سِبَاعَهُ ... فَيَحْضُرُ مِنْهَا مَا بِهِ الضَّيْفُ يُرْعَبُ *[/FONT]
[FONT=&quot]* فَيَطْلُبُ كَفَّ الأُسْدِ عَنْهُمْ ضُيُوفُهُ ... وَمَنْ كَانَ مَوْلاَهُ لَهُ لَيْسَ يُغْلَبُ *[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وقال آخر:[/FONT]
[FONT=&quot]* وَعَامِرُ جَدُّهُمْ قَدْ كَانَ قُطْـبًا ... فَقَدْ صَارَ الأُسُودُ لَهُ جُـنُودَا *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَلَمْ تَكُنِ الأُسُودُ جُنُودَ قُطْبٍ ... سِوَاهُ وَلَمْ يَكُنْ يَخْشَى الأُسُودَا *[/FONT]
[FONT=&quot]وقال آخر:[/FONT]
[FONT=&quot]* تَكَاثَرَتِ الأَقْوَالُ فِي وَصْفِ عَامِرِ ... فَأَوْصَافُهُ بِالْفَضْلِ مِلْءُ الدَّفَاتِرِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَمَا ذَا عَسَاهَا أَنْ تَقُولَ وَقَدْ عَلَتْ ... مَرَاتِبُهُ فِي الْخَيْرِ عَنْ حَصْرِ حَاصِرِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* لَقَدْ كَانَ بَحْرًا فِي الْمَعَارِفِ زَاخِرًا ... يُقَصِّرُ عَنْ غَايَاتِهِ كُلُّ زَاخِرِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَيَنْتَابُهُ لِلْخَيْرِ كُلُّ مُسَالِمٍ ... وَيَحْذَرُهُ فِي الضِّدِّ كُلُّ مُغَامِرِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَإِنْ بَالَغَ الْمُغْيِي بِأَرْفَعِ رُتْبَةٍ ... فَتِلْكَ لَعَمْرِي رُتْبَةُ الْقُطْبِ عَامِرِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* وَلِيٌّ شَرِيفٌ أَظْهَرَ اللهُ فَضْلَهُ ... عَلَى كُلِّ ذِي قَدْرٍ بِكُلِّ الْمَظَاهِرِ *[/FONT]
[FONT=&quot]* لَهُ الأُسْدُ فِي الْغَابَاتِ تَخْضَعُ هَيْبَةً ... وَتَحْمِيهِ مَهْمَا يَخْتَشِي غَدْرَ غَادِرِ *[/FONT]
[FONT=&quot]إلى آخرها......[/FONT]
[FONT=&quot][/[/FONT]b[FONT=&quot]][/FONT]

[FONT=&quot]--------------------------------[/FONT]
[FONT=&quot]راجع: (كتاب[/FONT][FONT=&quot]الدفاع وقطع النزاع، ص: 53-54 / ط: 1359هـ /1940م) الرباط.[/FONT]
[FONT=&quot]كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، (مخطوط).[/FONT]
[FONT=&quot]أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot].شيوخ الملحون بمراكش[/font]

[font=&quot]مراكش : محمد السريدي[/font]
[font=&quot]استهلال: نشأ فن الملحون وترعرع بمنطقة تافيلالت خلال القرن الثامن الهجري(الخامس عشر الميلادي) ، كما اشتهرت عدة مناطق أخرى بها الفن الشعبي الصهيل ونذكر منها زاوية سيدي الجز ولي بمراكش ،وزاوية سيدي " افرج " بفاس وضريح سيدي عبد القادر العلمي بمكناس ، والزاوية الحراقية بكل من : الرباط وتطوان ،والزاوية الشقورية بالشاون وزوايا أخرى لاحيث كان لرجال الملحون نشاط وحضور. وقد احتضنت مدينة مراكش هذا الفن منذ زمن بعيد، و أنجبت العديد من الشعراء والمنشدين ذاع صيتهم جل أرجاء البلاد.[/font]
[font=&quot]1)ويعتبر الشيخ الجيلالي امتيرد من أشهر شعراء فن الملحون بمراكش في القرن الثامن عشر، ابتكر بناءا جديدا لقصيدة الملحون شكلا ومضمونا وقد كتب في مواضيع كثيرة ك:[/font]
[font=&quot]الخمريات حيث فتح " امتيرد " الباب على مصراعيه للتغني بالخمريات بعد أن كان الشعراء من قبل لا يجرءون على الخوض في مثل هذه المواضيع. يقول في قصيدة " الساقي " :[/font]
[font=&quot]أساّ قي وكض لريام رد باللك للنوبة لا تغيب عن مولاها كب ياساقي راح الليل[/font]
[font=&quot]الحراز: وهو أول احتضنت حراز عرفه تاريخ الزجل حيث يتنكر الشاعر العاشق في عد من الصفات، لكي يصل إلى محبو بته المحجوزة عند الحراز وصفة مخزني التي يتنكر فيها تؤرخ للحقبة التي عاش فيها أيام السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي. تقول القصيدة:[/font]
[font=&quot]من ساعتي رجعت امخزني مشهور من أصحاب الملك الله ينصرا سيدي محمد.[/font]
[font=&quot]الشمعة: حيث قارن الشاعربين المحب المتيم الولهان واحتراق الشمعة وذوبانها، وما يعانيه كل منهما مستعرضا ما تمر به من مراحل قبل الاحتراق. تقول حربتها، أي لازمتها:[/font]
[font=&quot]لله يا الشمعة كري وعلاش ذا النواح × والناس فلفراح وانت اجوهر ادموع ابكاك امقطرا اهطيلا. الضيف وهذه المرة تتنكر الحبيبة في صفة ضيف يقرع باب الحبيب في وقت متأخر من الليل وتلزم الصمت. تقول الحربة :[/font]
[font=&quot]أضيف الله رد لجواب اصغ لي ××لا تغفل رد السلام.[/font]
[font=&quot]الفصادة مناسبة تزيين النساء في فصل الربيع وهن في أفخر الثياب وأبهى الحلل. تقول حربة القصيدة:آش را ملا حضر امع وجوه لريام ××يوم حنطو فثياب العز للفصادة[/font]
[font=&quot]القاضي: الذي يفصل في قضايا الحب والغرام ساعة هجر الحبيب لحبيبته. يقول الشاعر:[/font]
[font=&quot]القاضي لك ادعيت الغزال خناري ××اعلاش دون سبا هاجر لوكار[/font]
[font=&quot]اجفات من رسمي قامت القنا بو دواح زهور ×× زينت الاسم زهرا[/font]
[font=&quot]الخصام: وهو أول من نظم فيه قصيدة بنت الحضر والعربية(البدوية) تقول حربتها :[/font]
[font=&quot]أمي حنا أيلي امي ××لوريت الفاهم اللغا ماذا صار[/font]
[font=&quot]البنت الحضر والعربية ××أيلي امي لوريت أفاهم النظام.[/font]
[font=&quot]هذا بالنسبة لمواضيع، أما البناء الشكلي، أي القياس، الذي تصاغ عليه القصيدة، فقد وضع وزنا للبحر المثنى، والذي لم يكن معروفا من قبل. كما أضاف بحرا جديدا لم يكتب فيه شاعر قبله، وهو البحر السوسي الذي يعتمد بيتين بين عموديين / يعقبهما كلام مرسل لا يخضع لوزن، و لا قافية كما هو الشأن قي قصائد الحراز. أضف إلى هذا كله اتخاذه " السرابة " تمهيدا للقصيدة، وكان أول من كتب في فنها.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]2)وهناك الشيخ محمد النجار (ق18) وكان ربيبا للشيخ الجيلالي امتيرد، تتلمذ على يده، ردد أشعاره وكان من خيرة أشياخ "لكريحة " والسجية، منشدا وشاعرا قي مراكش التي تركها ليقطن مدينة فاس التي أصبح شيخ الأشياخ بها وذلك بعد أن أصاب البلاد جفاف أصبح من المتعسر عليه معه أن يظل عبئا ثقيلا على زوج أمه، ففكر في الهجرة. أما سبب توليته إمارة الشعر في مدينة فاس، فلأنه كان ذا روع وصلاح وكرامات. أوقف دوران ناعورة ماء كانت توجد بوادي فاس وذلك بقصيدة اسمها الناعورة. تقول حربتها:[/font]
[font=&quot]يزاّ من البكا بكيتي والخلاكَ ميسورا ألناعورة[/font]
[font=&quot]وأنت ابكاك يعدار من جهد واد فاس اتقل الما والرياش والدورا ألناعورة [/font]
[font=&quot]وأنا بفكد لوكار.[/font]
[font=&quot]3)الشيخ علال الكحيلي: شيخ أشيخ مراكش في الحقبة الموالية لزمن الشيخ الجيلالي امتيرد، زمان امتيرد، أيام السلطان مولاي عبد الرحمان وقد نال هذه المرتبة بفيض ووفرة شعره الذي نسوق منه قصيدة تحت عنوان " أمباركة ":[/font]
[font=&quot]يامن فاق الهلال حسن اجمالك ××× والنها افها فنجالك [/font]
[font=&quot]من شفار عيونك وقواس حاجبك ×××جبت اهلاكي يا امباركة[/font]
[font=&quot]4)الشيخ محمد بن الفاطمي الركَراكَي:له ديوان شعر بهي، وكانت له شهرة في جميع أنحاء المغرب توفي سنة 1316ه/1895م، له العديد من القصائد من بينها القصيدة التي تقول حربتها:[/font]
[font=&quot]غثني يا رسول الله روح لرواح××× ادخيل لك بالحي القيوم عالج الروح[/font]
[font=&quot]5)الفقيه الحاج احمد بن الطالب مريفق(أواخر القرن 19): شعره مليء بالمفردات العربية، يصعب على العامة. لا يحفظه إلاّ من له باع طويل ومتذوق لفن الملحون. لقد كان ذا حرفة العصر وهي الحزام الموشى بالحرير "تامضميت "ز له ديوان شعر نقتطف منه قصيدة "الحالية "، وحربتها هي:[/font]
[font=&quot]يالعاقل نور الإلهام ضي وقاس ×××به تدرك امعنت انفايس النفايس[/font]
[font=&quot]يالساهي من نومك فق قل لا باس ×××ساعف الوقت امعاها سر لا تعاكس[/font]
[font=&quot]6)الشيخ المدني التركماني( أواخر القرن 19): كان فقيها جليلا كتب في جل المواضيع غير أنه اشتهر بشعر المسرح. فقد كان يحسن الخصام بين " الخادم والحرة "و " الشايب والشاب " و "العكّوزة والشابة " وحربة هذه الأخيرة تقول :[/font]
[font=&quot]يوم الجمعة اعلى شباب ××× اخصام كبير خرق عادة بين عكَوزة وشابة[/font]
[font=&quot]7)الشيخ محمد بن الطاهر الشاوي (أواخر ق 19): من فحول الشعر بمراكش بعد المدني التركماني.وكان يحيط قصائده بالشوك و " الزرب " وهو هجاء شعراء وقته في أواخر كل قصائده، و إن كان موضوعها الصلاة على رسول الله (صلعم). وكان الفقيه أحمد مريفق يصله ويعطف عليه ويعجب يهجوه.[/font]
[font=&quot]الشيخ احمد التركماني( أواخر ق 19): اشتهر بقصيدة " الربيعية "التي يقول في حربتها: [/font]
[font=&quot]اساقي كب وزهى وغن زهرت ليام كيف ×××زهرت لرض بلمطار [/font]
[font=&quot]ولله الحمد والشكر ×××متع بصرك فالربيع ونوارو[/font]
[font=&quot]9)الشيخ أحمد بحيوات ( أواخر ق 19):[/font]
[font=&quot]يقول في مدح الرسول الأعظم (صلعم):[/font]
[font=&quot]كيف يواسي اللي عشق محبوب وبغى ×××زيارت لكن جاه بعيد[/font]
[font=&quot]أنا كيف اعشقت النبي العربي ×××ما نهوى غير صورتو وبها حسن جمالو[/font]
[font=&quot]أمن لا خلق الكريم زين فلبدور بحالو[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]10)الشيخ عباس بوستة( النصف الأول من القرن 20):كان قهواجيا بباب قسارية قرب الصوافين بمراكش المدينة وكان يسكن بقاعة بناهيض ، نتوفر على عدد غير يسير من قصائده . شعره عذب، يقول في قصيدة " السفرية":[/font]
[font=&quot]من يتولى يا صاح زاد قلبو اقصاح[/font]
[font=&quot]لو كان امن الصلاح إيعود لص و قبيح[/font]
[font=&quot]من لا يسعى فصلاح لا فحكم ايصلاح[/font]
[font=&quot]والظالم ما يصلاح لو يقولو امليح[/font]
[font=&quot]11)سيدي محمد البوعمري: من حفدة الولي الصالح أبي عمرو القسطلي دفين مقبرة رياض العروس، له ديوان تغلب على أشعاره اللغة العربية الفصحى. عاش أسام حكم مولاي يوسف وجزء من حكم السلطان محمد الخامس. له قصائد في الشعر السياسي قاوم الاستعمار الفرنسي وأعوانه. يقول في حربة هذه القصيدة:[/font]
[font=&quot]زال حكمك من صرفك يا قبيح لفعال ××يا للي عن منهاج السالكين مايل[/font]
[font=&quot]12) المحتار الهنكَار : كان شاعرا موهوبا ، توفي في الستينات من القرن العشرين . يقول في قصيدة مدح الرسول (صلعم): [/font]
[font=&quot]يامن هو معشوق في شفيع القوم×× صلي عليه كل يوم[/font]
[font=&quot]زكي وصوم بالخمسة تضحى امكرم ومنعوم ××× فدار السلام[/font]
[font=&quot]13)الحاج محمد بلكبير(1896ـ1973): شاعر كبير في الفصيح والملحون، فقيه وعالم بفنون القول تلميذ الشيح محمد البوعمري، مجالس للعلماء وعلى درجة من المعرفة، دقيق التعبير و التصويب متنوع الأغراض والمواضيع. يقول في مطلع قصيدة " جميلة ":[/font]
[font=&quot]الحب اطغى وجار ما راد افعال ×××غير زايد فحروب اقتالي [/font]
[font=&quot]ما حن و لا ارتا ولا شاف الضعف الحالة×××يحسن عوني اشحال قاسيت اشحال[/font]
[font=&quot]في او عار اطروقو عمدا لي ×××هاني غادي ابلا ارفيق افغابة هوالة[/font]
[font=&quot]14)الحاج محمد بن عمر الملحوني (ق20):شيخ الجماعة والأشياخ. من مؤسسي جمعية هواة الملحون وأول رئيس لها، كتب في جل المواضيع من مدح، وغزل، وموعظة وسياسة. وهو صاحب قصيدة المظاهرات التي تقول:[/font]
[font=&quot]في شهر ذا احجة شبان جات للحرب انبات ×× حاملين الرايات [/font]
[font=&quot]كينا دو بالاستقلال والحرية[/font]
[font=&quot]15)الفقيه سيدي محمد بلمحجوب التبايك: شاعر الملحون والفصحى والموشحات ، كتب في كل المواضيع والأغراض والمناسبات ، كما ألف للطرب الأندلس و لفن السماع أزجالا و أشعارا في المدح النبوي والعشق والتصوف ،وهذه برولة من التصوف :[/font]
[font=&quot]مولاي اسعيتك رافع كفوقي نترجاك[/font]
[font=&quot]طامع فرحمتك فاز وظغر من يطمع فيك[/font]
[font=&quot]ضارع ناجيتك ابجاه اسماك الحسنى نترجاك[/font]
[font=&quot]وب:طه سلتك وجاه من هو حالو يرضيك[/font]
[font=&quot]بذنوب اعصيتك لا تواخذني حالي ما اخفاك[/font]
[font=&quot]مقر اطلبتك نادم او خاضع بين يديك[/font]
[font=&quot]16)الشيخ محمد بوستة: سمي بهذا الاسم لوجود ستة أصابع في يده. من خيرة الشعراء والمنشدين والمتذوقين والحفاظ بالمغرب.تزخر خزانة الإذاعة الوطنية بتسجيلاته ، يقول في قصيدة " ثريا " :[/font]
[font=&quot]جاي ابغا ينصحني غير ينصح راسو بعدا و لا عليه أنا فياّ[/font]
[font=&quot]هاني فهواي كيف راد نعم الحي المنان[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الشيخ عبد الرحمان بن الطاهر الدباغ(بداية القرن 20): كان مساعد مقدم الدباغة. له وفرة في النظم، شاعرا مجيدا يقول في قصيدة الشمعة:[/font]
[font=&quot]غنمي غايت لفراح يالشمعة بك ابنت الطميم لخلاك ازهية [/font]
[font=&quot]نبغيك اتعيدي سبّت البكا من قادم للئان.[/font]
[font=&quot]وهناك العديد من ناظمي قصائد الملحون لا يقلون أهمية عمن سبق ذكرهم ك:[/font]
[font=&quot]أحمد أبو الديهاج،الشيخ اليوسفي ،الفقيه محمد الكبير بن عطية ، الشيخ التشيع ،الشيخ سيدي محمد اليازغي ، الأحمر المرياكّ ،مولاي احمد الزمت ، الشيخ بن إبراهيم و له موعظة تحت عنوان الجار يقول في لازمتها :[/font]
[font=&quot]لا تهجر جارك[/font]
[font=&quot]يا امعاقب بالجور اللي مجاورو[/font]
[font=&quot]ارفق بجارك لا تكون جاير اعلى الجار[/font]
[font=&quot]إضافة إلى شعراء آ خرين لا تتوفر قصائدهم لكنهم يحظون بتقدير واحترام من طرف هواة وحفاظ شعر الملحون، نذكر أسماءهم كالتالي:[/font]
[font=&quot]الفقيه الجراري، السيد الدفالي، احمر الرأس، الشيخ أحمد الركراكي محمد بن الطاهر الشاوي، بابا احمد بن الراعي، الشيخ محمد بن موسى، محمد بن عملا والشيخ بالعربي[/font]
[font=&quot]يلاحظ من شكله،هذا الجرد البسيط لشعراء الملحون بمراكش تعدد مواضيعه وأغراضه، وتنوع إيقاعاته الشعرية والفنية، كما يتجلى الصدق في التعبيرعن أفكارا لطبقات الشعبية وابلغ لأي التاثيرعلى الذوق.بسيط في شكله، مفعم بمعانيه[/font]
[font=&quot]التعريف بالشيخ ابراهيم التازي [/font]

[font=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/font]
[font=&quot]يعتبر الشيخ إبراهيم التازي من أبرز الشخصيات الصوفية والعلمية التي عرفها المغرب الأوسـط خلال القرن التاسـع الهجري/ الخامس عشر الميـلادي، ولاسيما في مدينة وهران. وبالنظر إلى مستواه الثقافي والآثار التي خلفها والنشاطات المتعددة للزاوية التي أسسها بمدينة وهران، وعلى اعتباره شخصية إسلامية من أصول مغربية استوطنت مدينة وهران، فإنه يُعَدُّ شخصية جديرة بالاهتمام والدراسة.[/font]
[font=&quot]وأحاول من خلال هذه الدراسة التعريف بهذه الشخصية انطلاقاً من العناصر التالية:[/font]
[font=&quot]ـ حياة إبراهيم التازي: أصله، نشأته، رحلاته.[/font]
[font=&quot]ـ ثقافته: المستوى ـ المصادر.[/font]
[font=&quot]ـ منابعه الصوفية: الرجال الذين أخذ عنهم، حضور الطريقة البومدينية (نسبة إلى أبي مدين الشعيب (ت. 594 هـ)).[/font]
[font=&quot]ـ دوره في الحياة الاجتماعية والعمرانية والثقافية: بعد استقراره في مدينة وهران (مرحلة 833 ـ 866 هـ) وأثر ذلك في نظرته إلى التصوف (دور زاويته في مدينة وهران وضواحيها)؛ إنتاجه الفكري وتلاميذه.[/font]

[font=&quot]هو إبراهيم بن محمد بن علي التازي أبو إسحاق؛ كما يكنى بأبي سالم، لكنه أكثر شهرة بالكنية الأولى (أبو إسحاق). ويرجع أصل إبراهيم التازي إلى قبيلة بني لَنْت البربرية التي كانت تستوطن منطقة تازا([1]). وبسبب ولادته ونشأته بهذه المنطقة، شهر بالتازي([2]). ونرى أن ما جاء به صاحب "دليل الحيران" بخصوص إبراهيم التازي، يحمل الكثير من الاضطراب. فمن ناحية، يؤكد أصله البربري حينما ذكر أنه كان ينسب للَواتة وهي قبيلة بربرية([3])، بينما يسوق له نسباً آخر يحاول فيه ربطه بآل البيت عبر الفرعين الحسني والحسيني. وفضلاً عن الارتباك في سلسلة النسب، نلاحظ الطبيعة التلفيقية لهذا النسب حيث يذكر:[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو إسحاق إبراهيم التازي بن علي بن مالك بن عبد الله بن أحمد بن عيسى الرضى بن موسى المرتضى بن عبد الله بن أبي جعفر الصادق بن محمد الناطق بن علي زين العابدين بن عبد الله بن حمزة بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه([4]).[/font]

[font=&quot]وهو نفس ما فعله هذا المؤلف مع محمد بن عمر الهواري حينما أرجع نسبه إلى آل البيت. والظاهر أن التعلّق بآل البيت ومكانتهم في نفوس المغاربة، هي التي كانت تدفع بالمؤرخين والنسابة، أو حتى العوام، إلى ربط كل مَن تَظهر عليه مخائل التقوى والصلاح بأسرتهم الشريفة.[/font]
[font=&quot]وإذا كانت المصادر لا تتحدث عن تاريخ ولادة إبراهيم التازي، فإنه من المرجّح أن يكون ذلك قد تمّ في مطلع القرن التاسع الهجري([5]).[/font]
[font=&quot]ويبدو أن إبراهيم التازي كان يتمتع بثقافة واسعة في العلوم الدينية، وهذا ما يتبين من الوصف الآتي:[/font]

[font=&quot]كان سيدي إبراهيم ـ رحمه الله ـ من أولياء الله الزاهدين وعباده الناصحين المخلصين، إماماً في علوم القرآن، ومقدماً في علم اللسان، حافظاً للحديث، بصيراً بالفقه وأصوله، من أهل المعرفة التامة بأصول الدين، إماماً من أئمة المسلمين([6]).[/font]

[font=&quot]وإن جزءاً من هذه الثقافة الواسعة كوّنها إبراهيم التازي بوطنه تازا. فبالإضافة إلى قراءة القرآن على الشيخ أبي زكرياء يحيى الوازعي([7]) واطلاعه على دقائق المذهب المالكي من خلال حفظه لـ"مختصر خليل"([8])، فإن إقراءه لكتب الحديث، ولا سيما البخاري، أيام مجاورته للحرم الشريف، واتفاق مشيخة الحرم على تقديمه لصلاة التراويح في رمضان لحسن قراءته دليل آخر على أن إبراهيم التازي كان على درجة لا بأس بها من الثقافة، وهذا ما جعل صاحب "الضوء اللامع" يصفه بالرجل العالم الصالح([9]).[/font]
[font=&quot]ولكن هذه الثقافة ازدادت ثراء عقب انتقاله إلى المشرق. وهذا ما يظهر من خلال الشيوخ الذين تتلمذ عليهم، وأنواع العلوم التي تلقّاها، ومختلف الإجازات التي حصل عليها. وفي ما يلي جرد لأكبر الشيوخ والكتب التي قرأها، سواء بمكة والمدينة أو تونس وتلمسان:[/font]

[font=&quot]ـ تقي الدين أبو الطيب محمد بن أحمد بن علي الحسيني الفاسي الأصل، المكي الدار: قرأ عليه الكثير من كتب الحديث والرقائق، وأجازه سنة 830 هـ. وأهم المؤلفات التي درسها عليه هي:[/font]

[font=&quot]® جميع كتب "الشفا" للقاضي أبي الفضل عياض (476 ـ 544 هـ) ([10])؛[/font]
[font=&quot]® جميع "الألفية" لجمال الدين أبي عبد الله بن مالك (600 ـ 672 هـ)([11])؛[/font]
[font=&quot]® الكثير من كتب الحديث كـ"ـموطإ" الإمام مالك بن أنس (ت. 179 هـ)؛ وجميع "السنن" لأبي عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ)؛[/font]
[font=&quot]® جميع "رسالة القشيري"([12]). هذا ما ورد في نص الإجازة؛[/font]

[font=&quot]ـ أبو الفتح محمد بن أبي بكر القرشي الشافعي (775 ـ 859 هـ) في المدينة المنورة، وأجازه عدة إجازات([13])؛[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]ـ عبد الله العبدوسي (ت 849 هـ) بتونس الذي أجازه وصافحه مصافحة تأكيد الصحبة في رمضان في عام 832 هـ([14]). وهي إشارة إلى انتقال السند الصوفي بين الطرفين.[/font]
[font=&quot]أما في تلمسان، فأجازه عالمها محمد بن مرزوق (ت 842 هـ)، وكتب له إجازة في هذا الشأن في شهر ربيع الثاني عام 832 هـ([15]).[/font]
[font=&quot]هذا، بينما يتأكد انتماء إبراهيم التازي إلى مدرسة أبي مدين الصوفية من خلال الشخصيات التي ألبسته الخرقة. فبالإضافة إلى عبد الله العبدوسي المشار إليه سابقاً، نجده قد لبس خرقة التصوف على يد كل من شرف الدين المراغي (775 ـ 859 هـ)([16]) أثناء زيارته للمشرق، لأداء فريضة الحج، وكذلك بالمغرب على يد الشيخ صالح بن محمد الزواوي (760 ـ 839 هـ) بسنده إلى أبي مدين. وتبرك وتتلمذ للولي محمد بن عمر الهواري([17]) (751 ـ 843 هـ).[/font]
[font=&quot]وبعد هذه الرحلة الطويلة، التي تمثلت أهم محطاتها في بلاد الحجاز ومصر وتونس وتلمسان، استقر المقام أخيراً بإبراهيم التازي في مدينة وهران، والتي يظهر أنه لم يكن قصده الأول الاستقرار بها، وإنما زيارة الولي محمد بن عمر الهواري، لكن أمام إلحاح هذا الأخير على إبراهيم التازي بالإقامة في وهران، استجاب لطلبه، وعزف عن رغبته في العودة إلى المشرق وفضّل الاستقرار بوهران([18]). وقد يكون ذلك مع نهاية سنة 832 هـ؛ وبداية سنة 833 هـ، لأن إبراهيم التازي قصد وهران من مدينة تلمسان التي كان موجوداً بها في ربيع الثاني سنة 832 هـ. كما تذكر المصادر أنه لبث عند الهواري مدة تقارب العشر السنوات. وبما أن الهواري توفي سنة 843 هـ، فهذا يعني أن إبراهيم التازي التحق به في سنة 833 هـ أو في السنة التي قبلها على أقصى تقدير.[/font]
[font=&quot]وبعدما توفي محمد بن عمر الهواري، انتقل إبراهيم التازي عن زاوية شيخه، وأنشأ هو أيضاً زاوية خاصة به([19]) أخذ نشاطها يتعاظم باستمرار، وشملت اهتماماتها مختلف جوانب الحياة الدينية والعمرانية والاجتماعية.[/font]
[font=&quot]ففي الجانب الديني الوعظي، واصل إبراهيم التازي نشاط شيخه في وعظ الناس وإرشادهم إلى طريق الحق:[/font]

[font=&quot]... وأخذ في إظهار ما أقامه الله فيه، وأرشده إليه في دعوة الخلق، وهدايتهم لطريق الملك الحق لا إله إلاّ هو، فأقام سوق الأذكار بوهران، وأبان بها معالم الإسلام والإيمان، ورتّب المواسم الشرعية، ونبّه على الآداب الدينية والدنيوية([20]).[/font]

[font=&quot]ويتضح من هذا النص أن زاوية إبراهيم التازي تصدرت النشاطات الدينية الرسمية مثل الإشراف على المواسم الشرعية، بالرغم من أن السلطة ـ خاصة مع بعض السلاطين ـ كانت حريصة على الاحتفال بطريقة متميزة بتلك المواسم، مثل احتفال السلطان أبي حمو موسى الثاني (760 ـ 791 هـ) البالغ بالمولد النبوي الشريف، وحرصه على الاهتمام به شخصياً([21]).[/font]
[font=&quot]أما في الجانب العمراني، فيظهر أن مدينة وهران عرفت، على عهد إبراهيم التازي، نشاطاً كبيراً، وهو ما يتضح من قول ابن صعد:[/font]

[font=&quot]ونقل أهلها عما كانوا عليه من التبدي إلى الحضارة، فاتسعت فيها وعظمت العمارة، وارتحل إليها كثير من أهل الجزيرة، واغتبطوا لبركة سكناها، واعترفوا بفضلها على من سواها...([22]).[/font]

[font=&quot]ونجد أن ابن صعد قد بالغ حينما نسب تعاظم هذا النشاط العمراني إلى إبراهيم التازي وحده، اللهم إلاّ ما أشرفت عليه زاويته، وسنشير إليه بعد قليل. والظاهر أن الهجرة الأندلسية كانت لها انعكاسات إيجابية على مدينة وهران وأهلها، لما عُرف به أهل الأندلس من مستوى ونشاط حضاري، ولوضعهم المادي الميسور، مما أتاح لأهل وهران والضواحي فرصة الاستفادة من انعكاسات هذه الهجرة إما بتحوّلهم إلى يد عاملة في هذه المشاريع العمرانية، أو انتفاعهم من العلاقات التجارية التي أقاموها مع الجالية الأندلسية التي فضّلت الاستقرار بوهران. هذا، فضلاً عن ميل سكان الضواحي إلى الاستقرار بالمدينة، والإقامة بها.[/font]
[font=&quot]ولقد استفادت زاوية إبراهيم التازي من هذا الوضع، وأصبحت تصلها موارد مالية كبيرة في شكل نذور وصدقات، فقامت بتوسيع الكثير من هياكلها العمرانية لاستقطاب هذه الأعداد المتوافدة من الأندلس أو ضواحي وهران. وهذا ما يتضح في قول ابن صعد:[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن أعظم الدلائل على ولايته الباهرة وكراماته الظاهرة ما أجراه الحق سبحانه على يده من بناء الزاوية البديعة المتعددة الأبواب، والمساجد الأنيقة العالية، والمرافق المعدّة للزوار، وأبناء السبيل، مسجد زاويته نهاية في الفخامة والاحتفال، ومدارسها المشتملة على الميضأة الأنيقة الدارة، والحمام الذي ما شوهد مثله في البلاد... والسطح المظلل بعريش من شجر الياسمين العنبري الرائحة لا نظير لها ولا مثال...([23]).[/font]

[font=&quot]وإلاّ من أين كان يُنفق إبراهيم التازي على هذه المشاريع العمرانية الضخمة؟[/font]
[font=&quot]ومن اللاَّفت للانتباه أن هذه المرافق كانت في غاية الأناقة والاحتفال، وهو ما يتنافى مبدئياً مع روح التصوف الداعي إلى الزهد والبساطة في الحياة الدنيا. وقد يكون هذا السلوك من العوامل التي حملت البعض على معارضته وانتقاد تصرفاته:[/font]

[font=&quot]وقد كان بمدينة وهران جماعة من الجهلة العظام، المتشبهين في فنهم ورياستهم بسَفَلَة العوام، ينتقدون عليه أحواله في لباسه ومأكله، ويحتجون عليه مخالفته لصفات الشيخ سيدي الهوراي في ذلك... فكانوا يُنكرون كرامة الله المُودعة عند سيدي إبراهيم، ويتعرّضون بالقول والفعل لأصحابه...([24]).[/font]

[font=&quot]وكان يؤثر عن إبراهيم التازي حبه للحلواء والعسل والفواكه التي كان يستهلكها بعد الطعام؛ كما كان يقدمها للواردين عليه([25]).[/font]
[font=&quot]إلاّ أن الزهد عند إبراهيم التازي كان يحمل ـ على ما يبدو ـ مفهوماً آخر، يختلف عن مفهوم شيخه الهواري الذي كان يعيش حياة بسيطة، وكان زاهداً حتى في اقتناء الكتب. وهذا المفهوم هو امتداد لموقف أبي مدين شعيب الذي كان يرى أن:[/font]

[font=&quot]الزهد في الدنيا هو اعتقاد حقارتها، وملازمة هوانها، وعدم ركون النفس إلى لذاتها. أما فراغ اليد منها وتركها في الظاهر مع تعلّق القلب بها في الباطن، فليس ذلك من الزهد في شيء ([26]).[/font]

[font=&quot]ولا شك في أن إبراهيم التازي كان من رجال التصوف الزاهدين، وهو الذي لم يركن إلى الدنيا، ولا ورَّث لأهله شبراً مما كان تحت يده منها على الرغم من سعته. وكل ما بناه وأشرف عليه جعله حبساً على الزاوية([27]). وهذا ـ في اعتبارنا ـ قمة الزهد والصلاح. أما مظاهر اللباس والطعام التي كانت محلّ انتقاد، فلم يحدث حول إباحتها أو منعها إجماع من قبل الصوفية، وإنما اختلف الأمر من متصوف لآخر حسب اقتناعه الذاتيّ، والمسلك الذي اتخذه في هذا الطريق.[/font]
[font=&quot]لم يقتصر إبراهيم التازي على النشاط الديني والعمراني فحسب، بل تعدّاه إلى الجانب الاجتماعي الذي كان هو أيضاً حافلاً بالمبادرات والإنجازات. ولعل إيصال الماء إلى مدينة وهران اعتبر أهم إنجاز في هذا الميدان، لما كان يعانيه سكان المدينة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، والمشقة التي كانوا يكابدونها في جلبه من مناطق نائية، وكذلك لدلالته الحضارية. ذلك بأن الماء يعتبر عنصر الحياة:[/font]

[font=&quot]وأما الماء الذي أدخله لوهران، فهو من غُرر الدهر وحسنات الزمان. وقد رامه من نزل وهران من الملوك وأهل جباية الأموال، فلم يهتدوا إليه وأعوزهم سبيله... حدثني المشيخة من أهل وهران أن سيدي إبراهيم حين أدخل الماء سُرَّ به أهل وهران سروراً ما أدركوه قط، لأنهم كانوا في مشقّة كبيرة من قلة الماء...([28]).[/font]

[font=&quot]ولا نستبعد أن يكون إبراهيم التازي ـ الذي توافرت له الشروط المادية لإنجاز هذا المشروع المهم ـ قد استفاد من الخبرة الأندلسية في أعمال الهندسة والحفر حتى يتيسر وصول الماء إلى المدينة، خصوصاً وأنه قد جلبه ـ حسبما يبدو ـ من مكان بعيد([29]).[/font]
[font=&quot]ولم يكن إيصال الماء هو كل ما قام به إبراهيم التازي من نشاط اجتماعي، بل تعداه إلى غيره من وجوه البر والإحسان، خصوصاً حيال الفئات المحرومة من المجتمع:[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ


[font=&quot]وكان سيدي إبراهيم محبّاً في الفقراء والمساكين، مؤثراً لهم بإغاثة ملهوفهم، والقيام بشؤونهم، دؤوباً على فعل الخيرات وأنواع الطاعات، حريصاً على إيصال الخير لعباد الله، يحب لكافة الناس ما يحب لنفسه... وكانت الصدقات والنذور ترد عليه من الآفاق، فلا يدّخر شيئاً منها، بل يصرف ذلك في وجهه ويعود به على المحاويج([30]).[/font]

[font=&quot]وتميزت زاوية إبراهيم التازي بضمان توافر الطعام طوال اليوم للفقراء وعابري السبيل والزوّار، وكذلك إيواء من لا مأوى له. والظاهر أن النشاط المكثف للزاوية وكثرة الواردين عليها ساهمت في إنماء حركة التجارة، لما كانت تقتنيه الزاوية من أطعمة:[/font]
[font=&quot]تلقيت من الجم الغفير من أهل وهران أن الطعام الذي كان يأتي لزاوية سيدي إبراهيم لم يكن له وقت معلوم على ما جرت به العادة في الدور، وإنما كان يسيل على الدوام من طلوع الشمس إلى صلاة العشاء... وحدثني كثير منهم أنه من حين مات سيدي إبراهيم، قلّ أكلهم لِملاذ الأطعمة في دورهم. قالوا: »لما كان سيدي إبراهيم بقيد الحياة، كنا على أفضل حال في رغد العيش وكثرة الأرباح في التجارة...«([31]).[/font]

[font=&quot]والظاهر أن وجود زاوية إبراهيم التازي، والنشاطات المتعددة التي كانت تقوم بها، والخدمات المختلفة التي كانت تقدمها، كان لها انعكاسات إيجابية على مختلف الفئات الاجتماعية دون استثناء: فالفقراء والمساكين استفادوا منها من خلال الصدقات التي كان يفرقها عليهم إبراهيم التازي أو الوجبات الغذائية التي كانوا يستفيدون منها؛ والعمال والحرفيون وجدوا في مشاريعها العمرانية والاجتماعية الفرصة للعمل وإبداء مهارتهم؛ والتجار راجت تجارتهم على عهد التازي لكثرة الوافدين على المدينة، ومقتنيات الزاوية من الغذاء مختلف الأنواع.[/font]
[font=&quot]واستفاد سكان مدينة وهران من الانعكاسات الإيجابية للهجرة الأندلسية التي يظهر أنها كانت بأعداد كبيرة، وعرفوا حيوية متجدّدة، وظهرت عليهم مظاهر الرفاهية في مأكلهم وملبسهم ودُورهم. ولم يكن أصحاب إبراهيم التازي ومريدو زاويته متميزين في ذلك، بل عم سكان المدينة بدرجات متفاوتة.[/font]
[font=&quot]وبحكم الثقافة الواسعة التي اكتسبها إبراهيم التازي، ولا سيما الدينية منها، خلّف العديد من الإنتاج الفكري. من ذلك ما ذكره ابن صعد من أنه وقف على »الكثير من تقاييده في الفقه والأصول وعلوم الحديث« ([32])، وإن كنا لا نعلم لها مكاناً في دور الأرشيف؛ كما أنها لم تُطبع، خصوصاً وأنها مجرد تقاييد، أي نُقُول مختصرة عن العلماء الذين تتلمذ عليهم، أو الكتب التي انكبّ على حفظها ودراستها. وكان هذا الأمر المشهور في ذلك العصر في مجال التأليف؛ فقلما تجاوزت المؤلفات التقاييد والمختصرات والشروح. لكن يظهر من ميادين هذه التقاييد أنه كان ملمّاً بمختلف العلوم الدينية.[/font]
[font=&quot]ويظهر أن الإنتاج الفكري المهم لإبراهيم التازي يتمثل في مجموعة القصائد التي نظمها في التصوف والمديح. ويذكر عنها الدكتور محمد المنوني أن بعضها لا يزال محفوظاً ضمن جزء يتضمن: »أذكار الطريقة التازية، مذيّلة بخمس عشرة قصيدة من نظمه مثل المرادية، التازية، الجمالية... موجودة في "ثبت البلوي"، نشر دار الغرب الإسلامي، 1983« ([33]).[/font]
[font=&quot]هذه القصائد أفرغ فيها التازي مختلف تجاربه وحِكمه في قالب صوفي. ولعل من أهم تلك القصائد القصيدةَ التي نظمها بعد عودته من بلاد الحجاز، وعبّر فيها عن حنينه وشوقه للعودة إليها ثانية، ومطلعها:[/font]

[font=&quot]مَا حَالُ مَن فَارَقَ ذَاكَ الْجَمَالِ[/font]
[font=&quot]وذَاقَ طَعْمَ الْهَجْرِ بَعْدَ الْوِصَالِ([34])[/font]

[font=&quot]وكذلك القصيدة المشهورة بالدالية، والتي سماها بـ»النصح التام للخاص والعام«، وهي في نصح المسلمين، محذّراً من أشياء ومرغباً في أخرى، ومطلعها:[/font]

[font=&quot]إِنْ شئْتَ عَيْشاً هَنِيئاً واتِّبَاعِ هُدًى[/font]
[font=&quot]فَاسْمَعْ مَقَالِي وَكُنْ باللهِ مُعْتَضِداً([35])[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إن دراسة هذه القصائد بدقة يكشف عن جانب كبير من الفكر الصوفي لإبراهيم التازي، والموضوعات التي أثارها، ومساره العام. وكانت بعض هذه القصائد محلّ شروح من قبل مؤلفين متأخرين، مثل »القصيدة المرادية« التي شرحها محمد الصباغ القلعي في القرن العاشر الهجري تحت عنوان: "شفاء العليل والفؤاد في شرح النظم الشهير بالمراد"([36]).[/font]
[font=&quot]وقد تتلمذ على إبراهيم التازي عدد كبير من الطلبة، وهو الذي ظل يشرف على شؤون الزاوية التي أسسها مدة لا تقل عن ثلاث وعشرين سنة، أي من سنة 843 هـ إلى سنة 866 هـ. إلا أن المصادر لا تحتفظ إلا بأسماء عدد محدود منهم، على الرغم من أنهم كانوا من كبار العلماء في ذلك العصر مثل: »الحافظ التنسي (ت 899 هـ) والإمام السنوسي (ت 895 هـ) وعلي التالوتي (ت 895 هـ) وأحمد زروق (846 ـ 899 هـ) وغيرهم« ([37])، وآخرين لم تسمهم ممن كان لهم الباع الطويل في الحياة الأدبية والصوفية لبلاد المغرب الأوسط.[/font]
[font=&quot]وكانت وفاة إبراهيم التازي يوم الأحد 9 شعبان 866 هـ، ودفن بزاويته في مدينة وهران([38]). وبقي ضريحه بها مدة خمسين عاماً. ولما احتلها الإسبان، نقل تلامذته رفات شيخهم إلى القلعة (قلعة هوارة أو بني راشد) حيث أعيد دفنها؛ وأقيمت حول ضريحه بناية محترمة([39]).[/font]
[font=&quot]وإذا كنا نتفهم مغزى تحويل ضريح إبراهيم التازي من مدينة وهران بعد وقوعها في يد الإسبان، فلماذا كان هذا التحويل إلى مدينة القلعة بالضبط ولم يكن إلى مكان آخر؟ ولماذا لم يتم تحويل ضريح محمد بن عمر الهواري هو أيضاً إذا كنا نعتقد أن قبرهُ لا يزال بوهران؟[/font]

[font=&quot]التهامي المدغري المسعودي[/font]
[font=&quot]*****[/font]
[font=&quot]من أكبر شعراء القصيدة الزجلية الغنائية بالمغرب أصله من تافيلالت ونشأ بفاس ومراكش، وعاش في أيام السلطان مولاي عبد[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الرحمن، وكان صديقا لابنه الأمير محمد بن عبد الرحمن وملازما له أيام[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الدراسة.. وتوفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف قبل أن يتولى رفيقه[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الأمير الملك بأربع سنوات، وفي رواية أخرى تقول بأنه توفي عام [/font]
[font=&quot]1271هـ وهو شاعر أيضا في الفصيح المعرب وله ثقافة واسعة وهذا ظاهر في قيمة إنتاجه الأدبي في الزجل الغنائي حيث أبان عن عبقرية متفردة في فكرة المواضيع والأسلوب والجرس الموسيقي والإيقاعات وصفه المشرفي في " الحسام" " (بالشاعر[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المفلق الحائز لفصاحة المغرب والمشرق ملحونه من[/font]
[font=&quot]الهموم يبري، وموزونه على أبحر الخليل يجري هو والله واسطة عقد الدهر في صناعة الشعر الملحون الموزون، كانبهما يسلي قلب المحزون، شاعر تاج الدولة العلوية المنسوب إليه والمشهور به لأنه الذي جذب بضبعه ورفع من قدره[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وألقى عليه شعاع سعادته حتى سار شعره[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]فيه سير الشمس والقمر وطار كلا مه بالملحون في البدو والحضر وكادت الليالي تنشده والأيام تحفظه)"[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وهذه الشهادة كافية لاستخلاص التوهج الذي كان يحظى به هذا [/font]
[font=&quot]الزجال الغنائي ليس لأنه صاحب الأمير.. ولكن لأنه شاعر[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]حقيقي والأكثر من ذلك ورغم تقربه من ديوان الملك، فقد قال رأيه[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]في فساد بعض الوزراء وعبر عن ذلك في قصيدته الرائعة "النحلة"[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ولقب بالعديد من الألقاب التي ترفع من قدره منها حياح الحاء لأنه كان ولوعا بقافية الحاء ويبرر المدغري ذلك بكون هذا الحرف يجسم كل أحوال الإنسان، ففي فرحه أو ترحه[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]يقول "أح"،كما لقب بشاعر المرأة والخمر الأول، ورغم وما وصلنا من إبداعه الراقي عن طريق المدون والمسموع،[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]إلا أن الكثير منه قد ضاع أو اختلط مع أزجال غيره[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]كما حصل مع صديقه الأمير محمد بن عبد الرحمان،[/font]
[font=&quot]والسي التهامي كان بارعا أيضا في " السرارب"[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وباختصار أن السي التهامي المدغري هو أمير الزجالين على كل العصور،فمن ذاق شعره أدرك قولنا وأيدنا فيه.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]سعيد بن حدو الأزموري - استيبانيكو - ابن الشمس[/font]

[font=&quot]حكاية سعيد بن حدو الأزموري[/font]
[font=&quot]ابن الشمس الخالد[/font]
[font=&quot]استيبانيكو[/font]
[font=&quot]إعداد:[/font]
[font=&quot]شعيب حليفي[/font]

[font=&quot]أصبحت المعلومات حول سعيد بن حدو - استيبانيكو جزءا من السيرة المختصرة المتداولة وفي كل مرة تضاف معلومات قليلة، وهي كفيلة بإغراء الباحثين والمبدعين من المغرب وأمريكا والبرتغال واسبانيا للمزيد من تقصي آثار رحلة تجمع كافة مكونات التحول الذي كانت أوربا تسير في اتجاهه[/font]
[font=&quot]ـــــــــــــــــــ[/font]
[font=&quot]حوالي سنة 1503ولد سعيد بن حدو بمدينة أزمور والتي كانت تشكل إلى جانب سهول أخرى شريطا غنيا على نهر أم الربيع وساحل المحيط الأطلسي.كما اشتهرت أزمور بوفرة سمك الشابل الشهير والذي كانت تُحمل منه عدة سفن إلى مملكة البرتغال.[/font]
[font=&quot]ــــــــــــــــــــــ[/font]

[font=&quot]في العام 1513 سقطت مدينة أزمور في أيدي جيش ملك البرتغال. وبين عامي 1520-1521 ضربت البلاد مجاعة دفعت بالأهالي إلى بيع أبنائهم. وبيع سعيد بن حدو إلى برتغالي ورحل إلى أوروبا، على متن أحد المراكب الخمسين التي كانت تغادر ميناء أزمور يومياً محمّلة بالعبيد. [/font]

[font=&quot]في كاديس اقتنى أندريس دورانتيس الشاب المغربي الأزموري الذي نسب إليه فيما بعد، ليحمل اسم إستبيان دي دورانتيس. رحل أندريس دورانتس القشتالي مع عبده إلى العالم الجديد بحثاً عن الذهب والثروة والشهرة. وهناك في جزر الكاريبي المستعمرة الإسبانية توطّدت علاقة العبد بسيده الذي بات قائداً لفيلق مشاة، مما فتح له ولعبده الأزموري باب المشاركة في أول حملة استكشافية لمناطق فلوريدا الحالية، والمناطق العذراء التي تزخر بالذهب والحجارة الكريمة في مخيّلة الكونكيسادوريس الأسبان والبرتغال.[/font]
[font=&quot]ــــــــــــــــــــــ[/font]

[font=&quot]ضمّت أول حملة استكشافية للمناطق المسمّاة حالياً بولاية فلوريدا في العام 1527 حوالي 400 رجل، لم يصمد منهم أمام الجوع والعطش والمرض وسهام الهنود سوى أربعة رجال، كان قائدهم إستيفانيكو المغربي (الأزموري).[/font]

[font=&quot]انطلقت الحملة في العام 1527 بقيادة بانفيلودي نارفاييز الذي خدم العرش الإسباني لمدة عشرين عاماً ولعب استكشاف إستفانيكو دوراً محورياً في اكتشاف جنوب ولايات المتحدة الحالية، ومات هناك في مدينة سيبولا الأسطورية، إحدى مدن الذهب السبع لدى الهنود الحمر. يعتبر إستفانيكو أول أجنبي وطئت قدماه أرضها. وقد عين الملك كارلوس الأول، القائد نارفاييز حاكما اسبانيا على ولاية فلوريدا المفترضة، وشاءت الأقدار أن تواجه سفن الحملة المتوجهة إلى نهر ميسيسيبي عواصف قوية حطمت إحدى البواخر وألحقت الأضرار بالأخريات مما اضطر البعثة إلى قضاء فصل الشتاء في كوبا .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]في شهر فبراير من عام 1528 انطلقت سفن الحملة الأربعة الأصلية بالإضافة إلى أخرى خامسة اشتراها ( بانفيلو دي نارفاييز) لكن الحملة واجهت الأعاصير قبل الرسو يوم 12 ابريل من نفس السنة في فلوريدا ،وبالضبط من شمال خليج بامبا حيث لمح هنود حمر- وكانوا إحدى قبائل الصيادين- السفن الخمسة والأربعمائة رجل تنزل علي اليابسة برفقة جيادهم الاثنين والأربعين ،فاهدي السكان الأصليون للوافدين الجدد سمكا وطرائد برية عربونا على المسالمة قبل أن يتبخروا في جنح الليل مخلفين شباك صيدهم التي عثر بها رفاق سعيد بن حدو (استيفانيكو ) على قطع ذهبية مما كان عربونا حاسما على وجود الذهب بوفرة في هذه المناطق.[/font]
[font=&quot]انقسم أفراد الحملة إلى قسمين القسم الأول سيظل في عين المكان يحرس السفن الخمس والقسم الثاني سيحمل راية العرش الأسباني ليكتشف اليابسة بحثا عن مناجم الذهب. هكذا انطلقت رحلة ثلاثمائة رجل داخل فلوريدا. رجال يقودهم ذي نالافاييز نفسه. لكن الواقع المرعب لهذه الرحلة جعل القائد يقرر الرجوع إلى خليج بامبا للعودة في مراكبه والفرار من موت أكيد؛ لكن المفاجأة الكبرى انه لم يجد مراكبه وفريقه الأول الذي تركه على الساحل والذي فر إلى المكسيك هروبا من ارض أحسوا بعدوانيتها تجاههم.[/font]

[font=&quot]لم يتبق خيار أمام القائد ورجاله سوى إنقاذ أنفسهم وذلك بصنع قوارب بديلة للرحيل ،فعمد استفانيكو ومن معه الى بناء قوارب مسطحة بمواد بدائية مما توفر لهم وظلوا يعملون طوال ستة أسابيع حتى لم يبقى لديهم سوى حصان يتيم لأنهم كانوا يقتاتون من لحومها، وحينذاك قاموا بخياطة قمصانهم لتصبح أشرعة وأبحروا. سار سعيد بن حدو مع سيده دورانتيس وحوالى خمسين رجلا من ضمنهم الونزو ديل كاستيو مالدونالدو على نفس المركب المسطح. لكن بعد يوم او يومين تعفن الماء المخزون في القِرب المصنوعة من جلد الجياد ،ولم يعد في حوزتهم سوى قليل من الشعير لسد الرمق. ظلت مياه الميسيسيبي تتلاعب بهم وتهددهم بالموت وهم يعانون الجوع والعطش وحرارة الشمس ؛لكن حظهم كان أفضل من حظ الآخرين الذين غرقت قواربهم –باستثناء واحد كان يقوده( كابيزا دي فاكا).[/font]

[font=&quot]التقى الناجون من ركاب القاربين وعددهم ثمانين فردا من ضمنهم قائد الحملة بانفيلودي نارفييز في شاطئ تكساس .بجزيرة أطلقوا عليها اسم ((مالهادوا)أي التعاسة ،في حين تمكن مركبان من السير على سواحل لويزيانا طيلة أربعة أيام لكن زوبعة عنيفة فرقتهما وانتهى أمر مركب الأزموري إلى جزيرة "كاليفسطون "وكان ذالك في 1528اما الباقون فذهبوا ضحية الجوع والعطش أو قتلوا على يد الهنود .لم ينج سوى أربعة منهم الأزموري.[/font]

[font=&quot]أخذ الهنود الأزموري ورفاقه الثلاثة .عامل السكان الأصليون الأربعة بطيبوبة ،حيث بقوا أسرى خمس سنوات،وفي شهر ابريل 1534قرر الأربعة وهم :استيفانيكو،دورانتيس،كاستيو،كابيزادي فاكا الفرار منتهزين فرصة غياب أهل القرية لتنطلق رحلة جديدة للرجال الأربعة من جديد،من الشرق إلى الغرب عبر تكساس وفلوريدا واتفق أن عالج الأربعة بعض الهنود المرضى مرتلين بعض الأدعية باللغة اللاتينية.كما انقدوا من الموت أحد المرضى .ليفقدوا من زاوية نظر البويبلوس صفة الغزاة الغرباء وينالوا لقب أبناء الشمس ،وقد ساعدهم في ذلك إتقان استيفانيكو المغربي الأزموري لست لهجات محلية على الأقل وربطه لمجموعة علاقات أهلته للحصول على التواصل والانسجام مع الهنود .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي 1535 توجه الأربعة محور المكسيك فقطعوا بلاد تكساس وعبروا النهر الكبير وقد شاع خبر معجزات الأسود والبيض الثلاثة في إنقاذ الناس من الموت مرضا .فبدأت قوافل الهنود ترافقهم من قرية إلى أخرى وتهديهم الأكل والشراب وجلود الغزلان وأغطية القطن ولالئ المرجان وقطع الفيروز والزمرد ومنحوتات نحاسية. هكذا تصف رسالة من تلك الحقبة سعيد بن حدو خلال رحلته الأولى هذه إلى فلوريدا: " أعضاؤه ضخمة مزينة بنياشين الزهر والأجراس، أما صندوقه الكبير فكانت التمائم تملؤه . ترافقه العديد من نساء الهنود اللواتي أهدتهن القبائل له ".[/font]

[font=&quot]وتضيف رواية أخرى انه كان يزين رأسه بريشة قصيرة مرصعة بالجواهر أهداها له أحد زعماء الهنود، ويحمل معه دائما شيئا طبيا ". ذاع صيت الرجال الأربعة لدرجة أن من عجزوا عن علاجه، يُمسخ في نظر الآخرين ويصبح لعين "أبناء الشمس "لان القدر انتقم منه. [/font]

[font=&quot]التحق استفانيكو بالحامية العسكرية الأسبانية المتواجدة في مرسى سان – ميغل دي كوليكان الذي سينطلقون منه للوصول إلى العاصمة المكسيكية. وأخبروا ممثل الملك الأسباني أن هناك مدنا ذهبية أهمها مدينة سيبولا الأسطورية بل إن استفانيكو أكد رؤيتها بعينه ،وهو ما أدى بنائب الملك الأسباني في المنطقة إلى تعيينه ضمن حملة أخرى ستنطلق في عام 1539 تحث قيادة المبشر الراهب الفرنسيسكاني فراي ماركوس لاكتشاف مدن الذهب سيكون مرشدها هو الأزموري.[/font]

[font=&quot]انطلقت الحملة في شهر فبراير من سنة 1539 وانقسم أفرادها كالسابق إلى قسمين إلا أن هذه المرة تقدم فريق يقوده استيفانيكو، وبقي القسم الثاني يقتفي اثر القسم الأول والذي يتزعمه الراهب. وكان استيفانيكو ابن ازمور يخبر رئيسه باكتشافاته عن طريق رسل يحملون صليبا يدل حجمه على اقترابه من مدن الذهب الأسطورية. ونظرا لشهرة استيفانيكو التي اكتسبها في رحلته الأولى وجعلته ابن الشمس القادر على علاج المرضى. فقد رافقه المئات من الهنود ليرشدوه إلى أكبر وأشهر مدن الذهب السبع الأسطورية وهي مدينة سيبولا .[/font]

[font=&quot]تقول وثيقة اسبانية تاريخية تعود إلى سنة 1540 " بعد أن انفصل استيبان –استيفانيكو-عن الراهب. ظن انه باستطاعته الاستحواذ على شرف اكتشاف مدن الذهب بمفرده وان ذلك سيجعل منه رجلا شجاعا ومقداما في نظر الآخرين. هكذا فقد ترك مسافة كبيرة بينه وبين باقي أفراد البعثة. وحل في سيبولا رفقة الهنود... وصل استيفانيكو إلى سيبولا محملا بكمية من أحجار الفيروز الكريمة التي أهداها له البويبلوس. بالإضافة إلى عدد هائل من النساء الجميلات التي وهبه إياها الهنود المرافقون له. وقد كان هؤلاء يلتحقون بركبه كلما عبر قبيلة معتقدين انه سيحميهم من كل الأخطار. [/font]

[font=&quot]لكن سكان سيبولا كانوا أكثر ذكاء من أبناء فصيلتهم المرافقين للمغربي. ولهذا فرضوا عليه الإقامة الجبرية في كهف خارج المدينة .واستنطقه حكماؤهم وشيوخهم لمدة ثلاثة أيام لمعرفة أسباب وفوده عليهم قبل أن يجتمعوا لتقرير مصيره. قال استفانيكو لمستنطقيه بأن رجلين من البيض سيلتحقان به وبأنهما موفدان من طرف نبيل يعرف ما في السماوات وأضاف بأن الراهبين مكلفان بتلقين الهنود أصول الدين . [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لم يصدق زعماء سيبولا المغربي وظنوه جاسوسا لقبيلة تريد غزو أراضيهم كما لم يتقبلوا أن يكون رسول البيض ذو بشرة سوداء. إضافة إلى كل هذا أغاضتهم طلباته المتكررة بالحصول على الفيروز والنساء فقرروا قتله. وهذه هي الرواية الاسبانية لنهاية سعيد بن حدو.[/font]

[font=&quot]لهنود المنطقة روايات أخرى مغايرة يرددونها حول مقتل سعيد الأزموري. تقول إحدى الروايات الخاصة بقبيلة تسمى زوني التي تعتقد أن البومة طائر الموت ونذيره لأن جِرابه الطبي كان مصنوعا من ريش البوم فرأى الأهالي في ذلك نذير شؤم وقرروا قتله. كما أن هناك رواية مشابهة تقول بأن الأزموري أرسل إلى صاحب مدينة - سيبولا - رسولين حاملين آنية تحتوي على بعض الخيوط وريشتين، واحدة بيضاء والأخرى أرجوانية اللون .ولما مثل الرسولان أمام صاحب المدينة وقدما له الآنية رماها أرضا حينما شاهد محتواها وأمر الرسولين بالرجوع من حيث أتيا وانذرهما بأنه سيقتل جميع أصحابهما إن هم دخلوا المدينة. لكن الأزموري تجاوز هذا الأمر واقترب من المدينة فأُلقي القبض عليه هو وأصحابه. وفي اليوم التالي حول الأزموري الفرار مع رفاقه غير أن حماة المدينة طاردوهم وقتلوا عددا منهم وسقط الأزموري بعد أن أصابه هو الآخر أحد السهام . [/font]

[font=&quot]وتقول رواية أخرى أن زعيم قبيلة سيبولا أمر بقطع أطراف استيفانيكو وأرسل قطعة منها إلى زعماء القبائل حتى يتأكدوا بان المغربي مجرد إنسان وليس ابنا للشمس . الرحالة المغربي سعيد بن حدو[/font]
[font=&quot]في ندوة بمدينة ازمور [/font]

[font=&quot]التثاقف وتقاطعات الخيالي والواقعي[/font]


[font=&quot]على نهر أم الربيع ووسط جو ممطر سرعان ما تراجع لتشرق شمس تدفئ لحظة نادرة في حياة مدينة أزمور المغربية. لحظة لقاء ثقافي يستعيد رمزية رحلة شخصية مغربية ، شاب في أقل من العشرين من عمرهأسمر اللون لم يستطع الحياة ولم يعد أمامه إلا الهلاك جوعا ومرضا، خلال سنتين من المجاعة القاتلة وفي ظل احتلال برتغالي أدهشه السهل والنهر والبحر والشابل، بيع سعيد بن حدو إلى برتغالي سيحمله ليبيعه بدوره الى مغامر اسباني. ثم تبدأ رحلاته إلى أمريكا بأريزونا، وتكساس، ونيو مكسيكو، ما بين سنة 1527 الى السنة التي سيقتل فيها 1540.[/font]

[font=&quot]بقاعة بلدية أزمور، في صبيحة يوم السبت31 يناير2009 افتتح شعيب حليفي أشغال اللقاء الذي نظمه مختبر السرديات والجمعية المغربية للبحث في الرحلة وبتعاون مع بلدية أزمور فتحدث عن أسئلة هذا اللقاء حول رحلة سعيد بن حدو /استيبانيكو الأزموري والسياق الثقافي والحضاري وهو ما يعزز رغبة الجميع في جعل اللقاء تمهيديا للقاء دولي سيلتئم في ربيع 2011 بمشاركة باحثين من فلوريدا وأريزونا والبرتغال واسبانيا والمغرب للوقوف على تقاطعات الحضارات وعلى التخييل الذي يصبح إرثا مشتركا يبني هوية إنسانية. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]تناول الكلمة بعد ذلك السيد عبد اللطيف البيدوري باسم بلدية أزمور، مذكرا بالدور الإشعاعي للمدينة، وخصوصا في انفتاحها على الجانب الثقافي منذ سنوات التسعينات؛ إذ فتحت أبوابها لمختلف أرباب الفنون، وأعرب عن أمله في أن تسترجع المدينة ذلك التألق، وهنا أشار إلى أن البلدية تثمن مثل هذه اللقاءات العلمية. ثم تلاه تدخل بعد ذلك رئيس الجمعية المغربية للبحث في الرحلة الأستاذ عبد الرحيم مؤدن، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو في عمق اهتمامات الجمعية التي تكرس أنشطتها للبحث في جنس الرحلة الغني بتقاطعاته النصية والحضارية والخطابية، تماما كما هي شخصية استيبانيكو الذي ظل مجهولا لدى المثقفين، بالرغم من أنه بقي محافظا على هويته وإنسانيته، معبرا عن امتلاء تجربة سفر لم يختره.[/font]

[font=&quot]انطلقت جلسة الورقات المقدمة بمداخلة عبد الرحيم مؤدن وقد ركزت على كون رحلة الازموري في هذا التركيب لوقائع هذه حياته المثيرة، نلمس تشظيات رحلة استيبانيكو التي تشكلت من رحلات عديدة على الشكل التالي:[/font]

[font=&quot]- رحلة الغربة والاغتراب بعد اقتلاعه من الأرض )الوطن( والقذف به في المجهول أو ما يسمى ب"العالم الجديد" لتركيز النفوذ البرتغالي ب " جزيرة فلوريدا" التي شيدت – كما تردد على الألسنة- من الذهب وأحجار الماس والزمرد وأبوابها صنعت من الخشب الثمين، وسمرت بمسامير من الذهب الخالص، وزخرفت بقطع من الحجارة الكريمة. [/font]

[font=&quot]- رحلة الانتقال من الإنسان إلى الأسطورة، الانتقال من سلالة البشر إلى سلالة أبناء الشمس، أو سلالة الآلهة التي مجدها الهنود الحمر، بعد أن، ساهم استيبانيكو ومن بقي معه، وبمحض الصدفة، في علاج بعض الهنود الحمر من أمراض مميتة! - وانضواء النص تحت إطار الرحلة، برا وبحرا، يسمح بقراءته من مداخل مختلفة سواء كانت معرفية مست الحقيقة أو الوهم، الواقع والأسطورة...[/font]

[font=&quot]وقد يقرأ النص، أيضا- يقول عبد الرحيم مؤذن - من منظور الإثنوغرافيا الوطنية وبالإضافة إلى هذا وذاك، قد يقرأ النص من موقع الحكاية، بحكم ارتباطه بأدب المغامرات الذي يحقق المتعة والإمتاع مادام القانون المتحكم في بنائه هو الإجابة عن سؤال: ماذا حدث؟ وليس كيف حدث؟[/font]
[font=&quot]وختم عبد الرحيم مؤدن ورقته بمقارنة طريفة بين الأزموري والحسن الوزان /ليون الإفريقي والقواسم المشتركة بينهما وقد تجسدت في:[/font]

[font=&quot]1- تدمير إسم العلم لكل من الشخصيتين. فالحسن الوزان يصبح "ليون الإفريقي"، و الأزموري" يصبح "استيبانيكو" .[/font]

[font=&quot]2- تعميد كل منهما من قبل الصليب، أي من قبل مرجعية ثقافية، مغايرة للمرجعية الأصل مع احتفاظ كل منهما، بهويته الدينية والثقافية، سرا إلى اللحظة الأخيرة من العمر.[/font]

[font=&quot]إنها مرحلة بداية نفي الآخر من خلال منظور التفوق الدموي، والسيادة العسكرية، والتحكم الرأسمالي، في العالم الذي لا ينضوي تحت إطار الغرب. وتحويل كل من الشخصيتين إلى مجرد وسيلة للوصول إلى الذهب [الثروة]..وهذا - في رأي الباحث - مرتبط بلحظات التحول الاستعمارية التي لم تعد ترى في العالم إلا الصوت الواحد، والسلطة الواحدة، والعلم الواحد.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]الورقة الثانية قدمها الحبيب الدائم ربي بعنوان "متخيل المتخيل في رواية "تاسانو لسعيد علوش "،في نفس محور تمثلات الروائيين المغاربة لرحلة استيبانيكو ، معلقا أن الرواية تقوم على تخييل مؤسس على وقائع لا يمكن التأكد من صحتها، وذاك ما يعني أن الحكاية مبنية على أنقاض حكايات أخرى، وما يعني كذلك، وهذا هو الأهم، تجلي مبدأ تناصي، قائم على حوارية النصوص، ومنبن عن رواية الرواية، التي كانت أشبه بفسيفساء من الحكايات لصوغ أسطورة تسانو المتحقق في التاريخ، وقد جعلت هذه الدينامية السرد يتراجع لاستجماع الأمكنة والأزمنة والخطابات والأحداث والتفاصيل في الرواية، حالت دون القبض على صورة واحدة لاستيبانيكو.[/FONT]

[FONT=&quot]إن رواية "تسانو" - يقول الحبيب الدايم ربي- تصنع متخيلا يجمع بين الممكنات السردية، ممكن سردي قائم وآخر مفترض، إنها كتابة مختلفة قوامها البحث عن المختلف، وجوهر الاختلاف ذاك جعلها تتطلب أكثر من فعل قرائي؛ حتى تتم مقاربتها من زوايا متعددة.[/FONT]

[FONT=&quot]استمع الحاضرون بعد ذلك إلى مساهمة(باللغة الفرنسية) للأستاذة سميرة دويدر بعنوان: " ابن الشمس، أوديسا استيبانيكو الأزموري" قدمت من خلالها قراءة في رواية حمزة بن إدريس العثماني: "ابن الشمس ([/FONT]Le fils du soleil[FONT=&quot])" ذاكرة أن جنس هذه الكتابة يتموقع بين الواقعي والتخييلي، هدفه التعريف بهذه الشخصية في اختلافها المتناهي عن الآخرين.[/FONT]

[FONT=&quot]لقد كان استيبانيكو في الرواية، وربما في الواقع أيضا ،محط اهتمام وإثارة إناث الهنود الأمريكيين بفعل فتنة الجسد واللون. هذه كانت أولى قسمات السارد عن شخصية استيبانيكو، إضافة إلى أخرى كان أهمها أنها شخصية منفتحة؛ تريد التعرف على ثقافة الآخر، والتقرب منه، حيث تعلم استيبانيكو لغة الهنود الحمر؛ مما اكسبه شعبية كبيرة بينهم.[/FONT]

[FONT=&quot]كما يبدو بين مرافقيه رجلا مبادرا، ومتحملا أداء مجموعة من المهام. هكذا يستثمر حمزة بن إدريس هذه الشخصية في روايته، ويتعالى بها إلى الشخصية المثالية دون نقائص أخلاقية. وحده الموت في مدن سيبولا الذي وضع حدا لهذه الأسطورة.[/FONT]

[FONT=&quot]إن كل هذه الأشياء جعلت من الرواية كتابا جديرا بالقراءة والاهتمام.[/FONT]
[FONT=&quot]جاء بعد هذه المساهمة دور الصحفي الفرنسي ميشيل أمنكوال الذي قدم ورقة أعاد فيها سرد السيرة المختصرة للأزموري بأسلوب مبسط ومشوق، معرفا باستيبانيكو وبمسار رحلته، وذاكرا أن لهذه الشخصية دور حضاري، إذ يجمع بين قارات وديانات وثقافات ولغات ثلاث: إفريقية وأوروبية وأمريكية. وهذا الدور التاريخي لمغربي من رجال القرن السادس عشر يحتم على المغاربة أن يعتزوا بتاريخهم؛ إذ هناك من بني جلدتهم من قدم أشياء كثيرة للتاريخ الإنساني، منهم استيبانيكو الذي كان أول مغربي عبر المحيط الأطلسي إلى ضفة الهادي. وسمي ابن الشمس لأنه ولد حيث تشرق الشمس.[/FONT]

[FONT=&quot]آخر مساهمة كانت للأستاذ أحمد لمشكح الذي ذكر أنه كان أول من أشار في المغرب إلى هذه الشخصية وعرف بها، وكان ذلك منذ التسعينات من القرن الماضي؛ عندما كتب مقالة عن شخصية هذا الرحالة الأزموري. [/FONT]
[FONT=&quot]كما أشار أحمد لمشكح إلى أهمية مدينة أزمور، وضرورة ربط علاقات مع المؤسسات الثقافية بالبرتغال على الخصوص لتوثيق التاريخ المشترك، خصوصا أن هذه الدولة تتوفر على أرشيف أزموري جد مهم. [/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقال: "أتمنى أن يكون هذا اللقاء العلمي للنبش في شخصية استيبانيكو بداية لتنمية أزمور التي يجب أن تراهن على الرأسمال الثقافي."[/font]
[font=&quot]لينهي مساهمته بسؤال حالم: استيبانيكو ابن الشمس، والشمس روح، فهل يمكن أن تكون أزمور هي روح العالم ؟[/font]

[font=&quot]ثم جاءت إضافات في الموضوع ساهم بها عدد من الحضور، كما كان لحضور البعد الرمزي في هذا اللقاء نكهة فنية تجلت في اللوحة التي أهدتها الجمعية المغربية للبحث في الرحلة لبلدية أزمور وهي تمثل صورة زيتية لاستيبانيكو . وسط حضور مميز لفنانين تشكيليين من أبناء المدينة.[/font]

[font=&quot]وقد انتهى هذا اللقاء العلمي الهام باستصدار توصيات الملتقى، تلاها شعيب حليفي وهي:[/font]

[font=&quot]توثيق تراث المدينة، وتوثيق كل ما كتب عن استيبانيكو.[/font]
[font=&quot]ربط علاقات ثقافية مع مؤسسات أجنبية تهتم باستيبانيكو وبتراث أزمور.[/font]
[font=&quot]عقد ندوة دولية في ربيع 2011 حول استيبانيكو، بمشاركة باحثين من البرتغال وأمريكا وإسبانيا والمغرب.[/font]
[font=&quot]المطالبة بإنشاء مركز ثقافي تاريخي بمدينة أزمور.[/font]
[font=&quot]حكاية أول مغربي وصل إلى القارة الأمريكية.[/font]


[font=&quot]جريدة المساء - [/font]
[font=&quot]كان الأزموري أول رجل، من خارج قبائل الهنود، يكتشف المكسيك الجديدة وأريزونا بعد عبوره صحراء سونورا القاحلة. وعلى إثر ذلك، بدا أن ما عُرف بـ«مدن الذهب السبع» في «سيبولا» لم تكن سوى وحي من الأسطورة؛ إلا أن الأزموري فضل المكوث إلى جانب هنود «زوني» المجاورين، متمتعا بأرقى وضع شرفي؛ وهو الوضع الذي احتفظ به حتى وفاته الغريبة في قرية «هاويكوه» القديمة، التي تقع اليوم بالمكسيك الجديدة.[/font]

[font=&quot]مما لاشك فيه أن الكثير من المغاربة لم يسمعوا قط باسم مصطفى الأزموري رغم أنه ليس أقل شأنا وإبهارا من سلفه ابن بطوطة. [/font]

[font=&quot]صادفتُ اسمه قبل بضع سنوات عندما كنت ألقي درسا في موضوع اكتشاف العالم الجديد، فاكتشفت أنا وطلبتي الأزموري، المستكشف المغربي المتحدر من مدينة أزمور، تحت أسماء مختلفة من قبيل «إستيبانيكو، إستيبانو، المورو، متكلم العربية أو ستيفن الأسود». وقد كانت دهشتنا كبيرة حين علمنا بأن الأزموري قد يكون أحد أول مستكشفي فلوريدا وتكساس وأريزونا والمكسيك الجديدة. لا، بل إن الأزموري، بالنسبة إلى الكتاب والفنانين السود، على الخصوص، هو أول رجل «إفريقي» يكتشف العالم الجديد. صحيح أن الحكاية مرت عليها 5 قرون، لكنها لم تكشف عن معناها إلا مؤخرا.[/font]

[font=&quot]وُلد في مرفأ أزمور حوالي سنة 1500. وكان مراهقا بعد عندما قبض عليه البرتغاليون وباعوه ضمن العبيد لقائد إسباني اسمه أندريس دولورانتس. وفي سنة 1527، التحق القائد وخادمه الصغير برحلة «بانفيلو دو نارفاييز» برفقة 600 بحار آخرين لاستكشاف فلوريدا والأراضي القريبة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]انطلق الأزموري الشاب، ضدا على رغبته، في تلك المغامرة الخطيرة واستطاع أن ينجو، ليس فقط من مخاطر تلك الرحلة الإسبانية، بل نجح في أن يحول وضعه الضعيف كعبد إلى وضع قوي كوسيط ومترجم ورجل سلام بين الغزاة الأوربيين وهنود أمريكا.[/font]

[font=&quot]وقد كانت السنوات الإثنتي عشرة التي قضاها متنقلا بين الكارايبي وتكساس والمكسيك وأريزونا والمكسيك الجديدة كافية لتجعل منه أحد أكبر مستكشفي الولايات المتحدة الأمريكية الحالية، بل إن أهم الشهود الذين عايشوه، انطلاقا من كابيزا دي باكا وكورونادو إلى بيدرو دي كاستينيدا وفراي ماركوس، انبهروا بقدرته الخارقة على التكيف مع مختلف الظروف بفضل نزاهته الإنسانية وميله الكبير إلى الاطلاع والمعرفة. في هذا السياق، كتب «كابيسا دي باكا» يصف الأزموري سنة 1542: «كان إستيبانيكو رجلا طويل القامة، قوي البنيان، يتمتع بذهن متقد وذكاء ثاقب».[/font]

[font=&quot]بين سنتي 1527 و1539، كان على الأزموري أن يواجه عراقيل كبيرة انتصبت أمامه. فقد واجه الجوع والمرض والعواصف البحرية، إلا أنه انتصر عليها ونجح في تقديم الكثير من الإسهامات المتعلقة بجغرافية وتاريخ العالم الجديد. كما أنه كان شاهدا على موت نصف أعضاء الرحلة البحرية، وعلى موت مستكشفين آخرين نتيجة للعواصف البحرية والجوع؛ وقضى سنوات عديدة في العمل الشاق بعد وقوع مركبه بين يدي هنود أمريكا.[/font]

[font=&quot]وفي مطلع عام 1534، قضى جميع أعضاء رحلة «نارفاييز» باستثناء الأزموري وكابيسا دي باكا وإسبانييْن آخريْن. ومن أجل الحفاظ على حياتهم، اضطر الأربعة إلى إخفاء هوياتهم الحقيقية من خلال لعب أدوار مختلفة بينما كانوا يعبرون تكساس وشمال المكسيك طولا وعرضا. وقد برز الأزموري، على الخصوص، في القيام بدور «الشافي بعطية من الرب» قبل أن يذيع صيته كالنار في الهشيم بين قرية هندية وأخرى. [/font]
[font=&quot]ومن خلال استحضار الطقوس الثقافية للمغرب، الذي وُلد وترعرع فيه، استطاع الأزموري أن يجالس الهنود، رجالا ونساء وأطفالا، أياما مديدة، ويواسيهم بكلماته الحكيمة وهو يمرر يديه على وجوههم وأجسادهم لتخفيف آلامهم ولملمة جراحهم النفسية.[/font]

[font=&quot]وفضلا عن مواهبه الشفائية، عُرف الأزموري كخبير في اللغات الهندية. وقد كتب زميله كابيثا دي باكا يقول: «كان الرجل الأسود يتحدث دائما إلى الهنود ويستخبر حول الطرق والقرى وكل شيء كنا نريد معرفته». [/font]
[font=&quot]مؤرخون آخرون من نفس الحقبة قالوا إن الأزموري كان يتكلم عدة لغات، كما أنه كان يتكلم أكثر من 6 لغات أمريكية هندية أخرى، بل إنه تعلم البعض منها في ظرف سنتين فقط. وبفضل كفاءاته اللسانية، أنقذ حياة عدد من الأبرياء في بيئة كانت مطبوعة بالخوف والحذر والعنف. كما أن دوره كمترجم أضاف بعدا إنسانيا وسلميا لوظيفة الاستكشاف، التي كانت حتى ذلك الوقت مطبوعة بهيمنة العرق الأوربي والجشع والنفوذ.[/font]

[font=&quot]وفضلا عن هذا وذاك، عرف الأزموري كيف يستغل هويته الأجنبية لمصلحته ويتخذ موقفا محايدا بين الغزاة الأوربيين وهنود أمريكا باعتباره مفاوضا وداعية سلام. وبالاصطلاح السياسي الحديث، كان الأزموري «دبلوماسيا حقيقيا». وكلما سنحت له فرصة الكشف عن مواهبه الكبيرة، كان ينجح في إبهار رؤسائه، الذين يخبرنا واحد منهم، كابيسا دي باكا، بأنه لم يكن أمامهم من خيار آخر إلا أن يعينوه «ناطقا باسمهم» و«دليلهم» في تنقلاتهم.[/font]
 
أعلى