موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان لهذه الجوَلات والصّوَلات في ميدان البلاغة من ابن المواز أن أصبح يلقب بخاتمة الأدباء بالمغرب، وتحليات أخرى وشّحه بها عدد ممن كانت تربطه بهم وشائج البحث العلمي في وقته أو من جاء بعده، فقال في حقّه المرحوم محمد بن مصطفى بوجندار:«قاضي القضاة، وأسدُ الفحول الوُعاة، وأبطال الأدب الكُماة»، وحلاّه العلامة محمد بن عبد السلام السايح(ت1355هـ) في رحلته«لمحة بصر على البلاد المقدسة» بقوله:«الفقيه الأديب الواعية»، ومن ذلك أيضا ما ذكره المرّاكشي في كتابه«الإعلام بمن حل مرّاكش وأغمات من الأعلام»:«فارس ميدان الفصاحة والبراعة، ومُرعِف أسنّة أقلام اليراعة، العلاّمة المشارك الوجيه، المؤلف الناظم الناثر النبيل، شاعر المغرب، وكاتبه الوحيد، الرئيس المتفنّن الجَحْجَاحُ الصِّنْدِيد».[/font]
[font=&quot]من آثاره العلمية:«حجة المنذرين على تنطع المنكرين» رد فيه على الفقيه محمد بن الحسن الحجوي(ت1376هـ) في إنكاره القيام عند ذكر ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستطرد فيه مسائل لا تكاد توجد في غيره، والكتاب مطبوع على الحجر، وله أيضا:«دفع الوسواس عن مخالجة الأنفاس» رسالة أجاب فيه على أسئلة فلسفية للعلامة مَحمد بن أحمد الرافعي بعث بها إليه حينما اطّلع على كتاب«حجة المنذرين»، ومنها«اللؤلؤ السّنيّ في مدح الجناب الحسني»، نظم فيه جميع البحور الشعرية على اختلاف أعاريضها وضروبها، طبع على الحجر سنة1307هـ، ورسالة«نيل الأرب في بيتي العقل والأدب» مطبوعة على الحجر أيضا، ومن آثاره كذلك:«مراحل السّنية للأصقاع السّوسيّة»، و«النفائس الإبريزية في هدية الفيل الوافدة من فخامة الحضرة الإنجليزية» إلى غير ذلك من التآليف والرسائل والتقييدات.[/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله يوم الخميس 13 صفر الخير عام (1341هـ) بالرباط، وصُلّي عليه بالمسجد الأعظم، ومن ثم حُمل في سيارة خاصة إلى فاس ودفن بزاوية تقابل درب سكناه بالطالعة تعرف بهم في درب هناك مع والده رحمهما الله تعالى.[/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: الاغتباط بتراجم أعلام الرباط(ص93ـ98)، معجم المطبوعات المغربية(ص337ـ338)، من أعلام الفكر المعاصر(2/28ـ31)، التأليف ونهضته في القرن العشرين(1/76ـ78)، سل النّصال(ص27)، إتحاف المطالع(2/433).[/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.جمال القديم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ ماء العينين( 1246- 1328هـ/1830- 1910م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هو الشيخ الإمام، العالم الهمام، المصنِّف المتقن، المشارك المتفنن، المجاهد المقاوم أبو الأنوار ماء العينين [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وبه عُرف وشهر- المصطفى بن الشيخ محمد فاضل بن محمد مَامِينْ بن الطالب أخيار بن محمد أبي الأنوار بن الجَّيْهْ المختار بن الحبيب الشنقيطي، القَلْقَمِي، نسبة إلى قبيلة القلاقمة من عرب حسان، ينتهي نسبه إلى إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد في منطقة الحوض الموريتاني؛ شرقي بلاد شنقيط، يوم الثلاثاء 27 من شهر شعبان سنة (1246هـ) الموافق لـ11 فبراير من سنة (1831م)، في أسرة مشهورة بالعلم، والفضل، والورع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلقى المترجم تعليمه الأولي على يد والده العالم الفاضل، الجليل القدر الشيخ محمد فاضل بن مَامِينْ(ت1286هـ)، الذي تعاهده بالتربية والتكوين، وقد أطبق مترجموه الصمت على باقي شيوخه الذين يفترض أنه أخذ عنهم، سواء في المغرب الذي كانت له بمدنه صولات وجولات، أو في رحلته الحجية، فاكتفى محمد مخلوف [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] مثلا- في شجرة النور الزكية بقوله: »أخذ عن أعلام« دون تعيين هؤلاء الأعلام، ومهما يكن فإن ماء العينين جمع في طلبه علوما جمّة، وفنونا من العلم والأدب مهمة، تفوق بها على غيره من أعلام عصره، ولكثرة ما حصّله، وتنوع ما جمعه، أصبح نابغا في جلِّ أنواع العلوم، مشاركا فيها، فكانت له دراية بعلم التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والسِّيّر، واللغة، والنظم، والشعر، والتصوف، وغَدَا مشتهرا بمعرفة الأسماء والجداول، والدوائر، والأوفاق، وسرّ الحروف، والدعوات.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإلى جانب الاهتمام العلمي للمترجم والاجتهاد فيه، فإنه كان من أهل العلم الذين جمعوا بينه وبين فضيلة الجهاد؛ إذ كان على رأس من وقفوا بالمرصاد مع سلاطين المغرب ضد المستعمر الفرنسي والإسباني، شمالا وجنوبا، وجمع في جهاده بين التشجيع عليه بالكلمة، وبذل المال، وتوفير العتاد، وتقديم الرجال من أبنائه وتلامذته ومريديه من الصحراء وغيرها من الجهات والمدن المغربية، وهذا لم يُثْنِه عن نشر العلم بين الناس، عامتهم وخاصتهم؛ إذ كان قِبلَة قصدها الناس من جميع الجهات للأخذ عنه، فذلك بالنسبة لهم مفخرة لا يعدلها شيء، ويذكُر مترجموه أن عدد من حلّق حوله وتتلمذ عليه بالسمارة، يقدر بعشرة آلاف بين ذكور وإناث، جمعوا في ذلك بين تدارس العلوم، وتلاوة الأذكار والأوراد، ومن أبرز الخاصة الذين كان لهم شرف الأخذ عنه: الشيخ أحمد الأمين الشنقيطي صاحب كتاب »الوسيط في تراجم أدباء شنقيط«، والوزير أحمد بن موسى، ولما قدم فاسا استجازه عبد الحفيظ بن محمد بن الطاهر بن عبد الكبير الفاسي(1383هـ)، فأجازه، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكما حباهُ الله بالعلم، أكرمه بالمال الوفير، والجاه الكبير، وكان أجود بماله وجاهه من الريح المرسلة؛ إذ جعل نفقته في كل أصناف الناس، ومختلف وجوه البر والإحسان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وللمترجم مكانة ومنزلة خاصة لدى كل سلاطين المغرب الذين عاصرهم، فكان كثير التردد على السلطان المولى محمد بن عبد الرحمن، وكان قربه وحظه في أيام السلطان المولى الحسن الأول أحسن منه في أيام أبيه وجده، وهو في أيام السلطان المولى عبد العزيز أحسن، وكذلك في أيام السلطان المولى عبدالحفيظ، فهو موضع رعايتهم، وعنايتهم، وثقتهم؛ أدخلوه في مشورتهم، وأسندوا إليه تسيير بعض الأطراف التي تحت سلطانهم، فعينه السلطان الحسن الأول خليفة له فيما وراء سوس بظهير سلطاني، وأسند إليه النظر في شؤون الأقاليم الصحرواية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان في حياته كلها متسربلا بسربال الورع، والحلم، والعبادة، والتقوى، والزهد. وفي وصف علمه وحاله قال تلميذه أحمد بن الأمين الشنقيطي: »وما جاء بعد الشيخ سيدي مثله، في إقبال الناس عليه وإنفاقه«، وأضاف قائلا:» وكان هذا الشيخ فاضلا، كريما، لا يوجد أحسن منه أخلاقا«، وفيه قال تلميذه عبد الحفيظ الفاسي: » من أشهر علماء عصره، وأعظم أئمة التصوف به، جليل القدر، كبير الشأن، متقدما على أهل عصره، علما وفضلا، مشاركا في التفسير، والحديث، والفقه، والأصلين، واللغة، والسير، والتصوف، وغيرها«.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويعتبر الشيخ ماء العينين من علماء العصر الذين طاوعهم القلم، وتعبَّد لهم طريق التأليف، فوضع في شتى العلوم والفنون التي جمعها مصنفات بديعة، ورسائل نافعة، وبلغ عدد ما ألَّفه من الكتب والرسائل والدواوين والأنظام ما يربو على 350 عنوانا، بل هناك من يذكر أن له أضعاف ذلك، لكنه ابتلي بتسلط المستعمر الفرنسي الذي اقتحم مكتباته فنهب منها ما نهب، وحرق ما حرق، ورغم ذلك فقد سلم منه الشيء الكثير، وطبع منه الكثير، خاصة على المطبعة الحجرية، فمن مؤلفاته المطبوعة: »دليل الرِّفاق على شمس الاتقاف« وهو شرح لمنظومته فيما اتفق عليه من الأحكام على طريقة ابن رشد في البداية، طبع على الحجر سنة (1316هـ)، وبمطبعة العربي الأزرق (1321هـ)، وطبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1982م)، و»إبراز اللآلئ المكنونات من الأسماء الظاهرات والمضمرات«، وهو كتاب استخرجه من مفاتيح الغيب للرازي، طبع على الحجر بفاس سنة (1322هـ)، و»إظهار الطريق المشتهر على السمع ولا تغترر«، طبع على الحجر سنة (1321هـ)، وبهامشه »قرة العينين في الكلام على الرؤية في الدارين«، و»الأقدس على الأنفس« وهو نظم ورقات الحرمين وشرحه، طبع على الحجر بفاس بمطبعة العربي الأزرق، وبهامشه »نظم العيد« وشرحه »تنوير السعيد« (1320هـ)، و»المرافق على الموافق شرح فيه نظمه للموافقات، المسمى» الموافق« وطبع الشرح بمطبعة العربي أحمد يمني بفاس (1324هـ)، و»تبيين الغموض على نعت العروض« في علم العروض، طبع على الحجر بالمطبعة الفاسية (1320هـ)، وبهامشه »مفيد النساء والرجال في بيان بعض ما جاز من الإبدال« (إبدال بعض الحروف ببعض)، و»صلة المترحم على صلة الرحم« طبع بمطبعة العربي الأزرق (1322هـ)، و»تنوير الزهر«، وهو نظم المزهر للسيوطي، طبع بمطبعة أحمد يمني بفاس (1324هـ)، والخلاص في حقيقة الإخلاص« طبع على الحجر بفاس (1320هـ)، و»معجم الدرر في التوسل بالأسماء والآيات والسور« طبع على الحجر (1312هـ)، و»مبصر المتشوف على منتخب التصوف«، طبع على الحجر في جزأين (1313هـ)، إلى غيرها من تصانيفه المطبوعة والمخطوطة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]توفي الشيخ ماء العينين - رحمه الله- بتزنيت بالسوس الأقصى، بعدما انتقل إليها من السمارة بسبب مضايقات الاحتلال الفرنسي، في 24 شوال (1328هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: الوسيط في أخبار أدباء شنقيط، لأحمد بن الأمين الشنقيطي(365-368)، ومعجم الشيوخ،المسمى رياض الجنة أو المدهش المطرب، لعبد الحفيظ بن محمد بن الطاهر الفاسي (168-170)، والإعلام للمراكشي (7/171-176)، ومعجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين لابن زيدان (2/246-248)، وإتحاف المطالع لابن سودة (1/385)، وشجرة النور الزكية لمحمد مخلوف(433)، والأعلام للزركلي (7/243-244)، ومعجم المطبوعات للقيطوني (195-198)، ومعلمة المغرب (20/6932-6933). وقد أفردت كتب تحدثت عن حياته وأخباره مثل:قرة العينين في كرمات الشيخ ماء العينين، لابنه الشيخ مربيه ربه، وسحر البيان في شمائل الشيخ ماء العينين الحسان، لحفيده ماء العينين بن العتيق، وتجليات الفكر الصوفي والسلفي عند الشيخ ماء العينين، لمحمد الشيخ الطالب أخيار ماء العينين، والشيخ ماء العينين وجهاده العلمي والوطني، لشبيهنا حمداتي ماء العينين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د.مصطفى عكلي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ابن ناصر الدرعي(ت1085هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الشيخ الكبير، الإمام النحرير، الزاهد الشهير، سيف السُّنَّة، ومصباح الظلمة، أبو عبدالله محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن ناصر الدرعي، وبه عُرف، التمكروتي ثم الأغلاني، ولد سنة (1011هـ)، في بيت علم وورع وزهد، وأصل أسرته عربي، رُفع نسبها إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قرأ ابن ناصر القرآن على والده الشيخ الزاهد محمد بن أحمد ابن ناصر(ت1052هـ)، وكان جلُّ استفادته في علم الظاهر من الشيخ الفقيه الصالح علي بن يوسف بن أحمد الدرعي(ت1045هــ)، وأخذ عن الشيخ العلامة الفهامة أبي محمد عبد القادر بن علي الفاسي(1091هـ) بسنده، وعن الإمام العلامة أبي عبدالله محمد بن سعيد المرغيتي السوسي المراكشي(ت1089هـ)، وأجاز له ولأخيه الحسين إجازة طويلة، ورحل إلى المشرق مرتين سنة(1070هـ) و(1076هـ)، والتقى أعلاما استفاد منهم وأفاد، منهم: أبو بكر السجستاني، ومحمد بن سليمان الروداني(1094هـ) الذي سبق أن تتلمذ عليه في تمكروت طوال أربع سنوات، وأخذ عن إمام الحرمين الشيخ محمد البابلي الشافعي(1077هـ). وأما علم الباطن فسنده فيه واعتماده الشيخ الزاهد الورع عبدالله بن حسين الرقي الدرعي التمكروتي(ت1045هـ)، وقد أجاز له سائر مروياته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا كانت للمترجَم مشاركة واسعة في فنون من العلم، كالفقه، والعربية، والكلام، والتفسير، والحديث، والتصوف. ومن علمه الواسع غَرَف أعلام مشاهير، وعلى يديه تربى الجمُّ الغفير، وعلى رأس هؤلاء: الإمام المفضال، العلامة الرَّحال، الذي طوى مشرق الأرض ومغربها بالتِّجوَال، صاحب الرحلة الشهيرة، والمناقب الأثيرة: أبو سالم عبدالله بن محمد بن أبي بكر العياشي(1090هـ).ومنهم: أخوه العالم العامل، الفقيه النحوي المحصِّل: حسين بن مجمد ابن ناصر الدرعي(1091هـ)، وكان المترجَم من تولى تعليمه وتربيته ونشأته.ومنهم: الإمام العلامة، واحد أوانه، ونابغة عصره وزمانه: أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي(ت1102هـ). ومنهم: العالم العلامة العامل الشهير: أبو مروان عبد الملك بن محمد التجموعتي الفلالي(ت1118هـ). ومنهم: ولده، ووارث علمه وفضله، المتصدِّر للمشيخة بعده أبو العباس أحمد بن محمد ابن ناصر الدرعي(ت1129هـ)، وغيرهم ممن لا يُعَدُّ كثرة، ولا ينكر تقدما وشهرة، وكانت زاويته المعروفة بالناصرية في تمكروت قِبلة للعلماء والمريدين والأتباع من مختلف البقاع.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد عُرف عن المترجَم اعتناؤه بكتب العلم، وحرصه الشديد على اقتنائها، وبذل الغالي والنفيس لجلبها، بل إنه عكف على نسخها بيده، ومقابلتها وتصحيحها، وتقييد الفوائد على طررها، ومن عجيب ما يحكى عنه أنه انتسخ مخطوطات في لحظة من حياته وصل إلى درجة من الفقر لم يجد فيها ثمن اقتناء حصيرة لافتراشها، وأرسل إليه أحد تلامذته حصيرا لافتراشه، فاستغنى عنه لصالح كتبه، فوضع تحتها لحفظها من الرطوبة. وقد جَمَعَ المترجم إلى كل هذا الانكبابَ على تدريس العلم، والمشاركة في التأليف، وأغلب ما ينسب إليه من تآليف جمعه عنه تلامذته، من ذلك: كتاب «الأجوبة» المعروف بالأجوبة الناصرية، جمعها تلميذه محمد بن أبي القاسم الصنهاجي، و«غنيمة العبد المنيب في التوسل بالصلاة على النبي الحبيب»، طبع قديما بالمطبعة الوطنية بالرباط سنة(1351هـ)، واعتنى به مؤخرا أحد الباحثين وهو قيد الطبع، وللمترجم «منسك» لطيف، وأرجوزتان مشهورتان: «الدعاء الناصري»، «وسيف النصر لكل ذي بغي ومكر»، و«الممتع في شرح المقنع» في علم الفلك، و«الدرعية» منظومة في فقه مالك، و«شرح فرائض خليل»، و«شرح لامية الأفعال»، وكتاب في الطب، وآخر في خطبه، و«حاشية على صحيحي البخاري ومسلم»، وجمع ابنه كل مكاتباته مع أهل زمانه في تأليف مستقل سمّاه «إتحاف المعاصر برسائل الشيخ ابن ناصر» وغير هذا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونال المترجم ثناء الداني والقاصي، في بلاده وفي الأقاصي، قال العلامة أبو العباس أحمد بن يعقوب الولالي: «وقع عليه الاتفاق من أهل المغرب، فلا ينكر عليه إلا سخيف العقل، لمتانة علمه، وقوة ديانته». ونحوه ما قاله المُحِبِّي: «... أوحد الدهر، أجمعَ أهل المغرب على جلالته وعظم قدره، وما أظن أحدا بلغ رتبته في الاشتهار عندهم».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما قاله فيه تلميذه أبو علي اليوسي: «أستاذنا ومفيدنا، الإمام الهمام، بحر الشريعة والحقيقة، وسراج الطريقة». وقال فيه: «شيخ الإسلام، وعَلَمُ الأعلام». وداليته التي مدح بها شيخه ابن ناصر مشهورة معروفة، عارض بها «دالية» البوصيري في مدح أبي الحسن الشاذلي، وأبي العباس المرسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال أبو سالم العياشي في وصف زهد شيخه وورعه وعلمه: «شيخنا الحافظ الخاشع الزاهد، أَلين أهل زمانه عطفا، وأشدهم لله خوفا، الموفق في السكون والحركة، المقرونة أحواله بالبرِّ والبركة، كان رضي الله عنه شديد الاتباع للسُّنَّة في سائر أحواله، حتى في لباسه وأكله، وفي أنواع العبادات والعادات ... حضرت مجالسه في كثير من العلوم فقها وتفسيرا ونحوا وحديثا وتصوفا.عديم النظير في العربية، يحفظ التسهيل عن ظهر قلب... ».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والمترجم هو أحد الثلاثة الذين يرجع إليهم الفضل في الحفاظ على منار العلم قائما بالمغرب في القرن الهجري الحادي عشر، وذلك قول القائل: «لولا ثلاثة لانقطع العلم من المغرب في القرن الحادي عشر لكثرة الفتن التي ظهرت فيه، وهم: محمد بن ناصر الدرعي بدرعة، ومحمد بن أبي بكر الدلائي بالدِّلاء، وعبدالقادر الفاسي بفاس».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أسلم ابن ناصر روحه لباريها في صفر الخير، غروب شمس الثلاثاء السادس عشر منه، سنة (1085هـ) بدرعة، ودفن من الغد بزاوية شيخه عبدالله بن حسين الرقي، وقد رثاه غير واحد، منهم: أبو سالم العياشي، قال في مرثية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حِصْنِي إذا خَانَ الزَّمانُ ونَاصِري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شُيْخُ الشُّيوخِ محمَّدُ بن ناصِرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مُحْيِي طريـقَ العلـمِ بَعْدَ دُروُسِهَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومُعِيد رَسْم للعبـادة دَاثـرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بَحْر الشريعة والحقيـقة مـن لَــهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بَعْدَ التَّرَدُدِ دَانَ كُلُّ مُعَاصرِ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مصادر الترجمة: فهرسة أخيه الحسين ابن ناصر (مواضع منها)، وفهرسة العياشي المسماة اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر(116-117)، والمحاضرات لليوسي(81، 85، 392، 396، 434، 676)، وفهرسة اليوسي أيضا(60-61، 79 وما بعدها)، والإعلام بمن غبر من أهل القرن الحادي عشر لعبدالله بن محمد الفاسي الفهري(242-244)، وسلوة الأنفاس(1/297-298)، وطبقات الحضيكي(2/319-320)، وصفوة من انتشر للإفراني(299-303)، وخلاصة الأثر للمحبي(3/76)، والدرر المرصعة لمحمد الناصري(307-308)، وطلعة المشتري لأحمد الناصري(1/126، 152)، وشجرة النور الزكية(313)، ونشر المثاني للقادري(2/211-215)، والإكليل والتاج له(335-336)، ومعجم المطبوعات للقيطوني(345)، والأعلام للزركلي(7/63-64)، ومعلمة المغرب(22/7389-7390 و7375).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د.مصطفى عكلي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]«الطيب بن كيران (ت 1227هـ/1812م)»[/font]
[font=&quot]هو أبو عبد الله محمد الطيب بن عبد المجيد بن عبد السلام بن كيران الفاسي داراً ومنشأً، شيخ الجماعة بفاس، العلامة النظار، المطلع الحافظ، المفسر الكبير.[/font]
[font=&quot]ولد بفاس سنة 1172هـ/1758م، من أسرة ابن كيران المشهورة بفاس، كانت هذه الأسرة تقطن في عدوتي الأندلس والقرويين، ومنها التجار والعلماء والقضاة، وهي فروع عديدة، انتقل كثير من أفرادها منذ القديم، إلى مدن شتى.[/font]
[font=&quot]أخذ الشيخ ابن كيران العلوم الشرعية واللغوية بفاس، فكان من جملة من أخذ عنهم الشيخ محمد التاودي بن سودة، والشيخ عمر الفاسي، والشيخ محمد بناني، والشيخ زين العابدين العراقي، والشيخ محمد بن طاهر الهواري، وغيرهم ممن عاصرهم من علماء فاس، وأخذ عنه قوم لا يحصون، أبرزهم المولى سليمان الذي جمعته معه علاقة حميمية، والشيخ عبد القادر الكوهن، والشيخ حمدون بن الحاج، والشيخ ابن عجيبة، وغيرهم.[/font]
[font=&quot]تفرد الشيخ في وقته بالجمع بين علمي المعقول والمنقول، والفروع والأصول، وله في العربية باع مديد ونظم سديد، واشتغل بالتدريس في القرويين، ومن الفنون التي درّسها وأجاد فيها: التفسير، والمنطق، والتصوف، والنحو، والبلاغة، وعرف في أكثر هذه الفنون بالاجتهاد لا بالتقليد، لذلك تمتع باحترام كبير من طرف السلطان المولى سليمان الذي كان يستشيره في الكثير من المشكلات والملمات، وبالجملة فالشيخ من أفذاذ العلماء وكبارهم.[/font]
[font=&quot]ألف تآليف عديدة، تنيف على العشرين، منها: تفسير جليل من سورة النساء إلى غافر، وشرح توحيد المرشد المعين، وشرح الخريدة في المنطق، وشرح ألفية العراقي في السيرة، وحاشية على توضيح ابن هشام، وشرح على الحكم العطائية، وشرح على الصلاة المشيشية، وشرح رسالة المولى سليمان في الكسب، ونظم في المجاز والاستعارة؛ مشهور بين الطلبة وقد شرحه أكثر من عالم، وغير ذلك من التآليف الجيدة التحرير.[/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله يوم 17 محرم الحرام سنة 1227هـ/ 1812م، وكانت جنازته مشهودة، حضرها خلق كثير.[/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة:[/font]
[font=&quot]سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس لمحمد بن جعفر الكتاني، دار الثقافة، ط1، 1427هـ/2006م، (3/3-5).[/font]
[font=&quot]إتحاف المُطالع (1/108)، الاستقصا للناصري(7/165)، موسوعة أعلام المغرب:(7/2487)، معجم المؤلفين (10/109)، معلمة المغرب:(20/6856-6857).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]حافظ الجديدة سيدي محمد بن إدريس القادري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]اسمه ونسبه: هو الشيخ الإمام، المحدث الحافظ، الفقيه الأصولي، المحقق المشارك الصوفي؛ أبو عبد الله محمد بن إدريس بن محمد بن الغالي بن عبد الواحد بن مَحمد بن الطاهر ابن الإمام عبد السلام بن الطيب بن محمد بن محمد الداخل لفاس ابن محمد بن محمد بن محمد بن محمد (ستة) بن سعد بن أحمد بن أحمد بن أحمد (ثلاثا) بن محمد بن علي بن أحمد الداخل للأندلس ابن محمد بن إبراهيم بن بازي أهل السنة الشيخ عبد القادر الجيلاني ابن موسى الملقب بجنكي دوست، ابن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله الملقب بأبي الكرام ابن موسى الجون بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، وسيدة النساء فاطمة الزهراء بنت مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وشرف وكرم ومجد وعظم. قال شيخ بعض شيوخنا العلامة المحدث النسابة المسند عبد الحفيظ بن محمد الطاهر الفاسي الفهري - رحمه الله - في "رياض الجنة" ص52: "السادات القادريون بفاس هم من مشاهير آل البيت الشريف، وصرحائهم، حازوا من شهرة الذكر وعلو القدر، وسمو الفخار، ما هو في الدواوين معلوم، وفي الضمائر مرسوم، وألف في نسبهم الجم الغفير، وأثنى عليهم الجمع الكثير؛ كالإمام القصار، وشيخه أبي النعيم رضوان الجنوي، والقاضي أبي مالك الحميدي، وأبي محمد عبد الله بن علي بن طاهر العلوي، وأبي حامد الفاسي، وابن أخيه جدنا أبي السعود [عبد القادر بن علي الفاسي]، وابنه الحافظ صاحب "الابتهاج" و"الأقنوم" [أي: عبد الرحمن]، وأبي الربيع سليمان الحوات...وغيرهم، وأوردهم صاحب "درة التيجان" [أي: الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد الدلائي المسناوي]، ووصفهم بقوله: والقادريون سموا في النَسَب****إلى سما القطب العلي المنصب ما غُيرت أنسابهم إلا على****بيت المجادة إلى بيت العلا من عالم لعالِم، وسيد****لسيدٍ إلى سماء السودد وأصلهم من بغداد، انتقلوا في واقعة التتر إلى الكوفة، ومنها إلى الأندلس، فاستوطنوا وادي آش، ثم غرناطة، وأول قادم إلى الأندلس هو: السيد أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن الشيخ عبد القادر، سنة 671، ثم انتقلوا إلى المغرب، فاستقروا بمدينة فاس، وأول قادم هو: أبو عبد الله محمد الثاني من محمد السادس [أي: محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن سعد بن أحمد بن أحمد بن أحمد (ثلاثا) بن محمد بن علي بن أحمد الداخل للأندلس]، وذلك في أواخر المائة التاسعة حسبما يؤخذ كل ما ذكر من الرسوم والحجج التي بأيديهم". "وكل الذين بفاس من ذرية السيد محمد القادم، ولا دار لهم سواها إلا من خرج أخيرًا [يعني: صاحب الترجمة]، أما الذين بسلا والرباط وسوس، ومكناسة والقصر؛ فهم [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وإن كانوا أبناء الشيخ عبد القادر حسبما بالحجج والظهائر التي بأيديهم [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] فليسوا من فريق فاس؛ لأن الذين بفاس من ذرية ولده السيد إبراهيم، والمذكورون من ذرية ولده السيد عبد الرزاق، وإنما لم يذكرهم المؤرخون الذين تكلموا على أبناء عمهم الذين بفاس؛ لبعدهم عن فاس، ولخلوهم عن العلم الذي ظهر به القادريون بفاس، وهو أعظم موجبات الشهرة والالتفات من الخاصة والعامة". انتهى كلام الفاسي بتمامه. وقال نسابة فاس إدريس الفضيلي العلوي في "الدرر البهية": "اعلم أن بأيدي هؤلاء الأشراف القادريين أزيد من ثلاثين ظهيرًا للملوك السعديين، والأشراف السجلماسيين العلويين، وفيها من التنويه بقدرهم، والتفخيم لشأنهم، ما لا مزيد عليه، وقد أقطعهم الملوك فيها إقطاعات، وأجروا عليهم جرايات، ونفعوا لهم منافع مراراً...وما أذعن لهم هؤلاء الملوك العظام، وأجلسوهم على منصة الإجلال والإعظام، وأذعنوا لهم هذا الإذعان؛ إلا عن مشاهدة وعيان"... ولادته ونشأته: ولد في فاس عام 1291، وتربى في كنف أسرته العريقة في الشرف والعلم والصلاح، ترعى لمباديء الإسلام حقها، ملتزمة بأوامر الدين والتمسك بالعلم والعمل. وبيت القادري في المغرب [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] كما أسلفنا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من البيوتات الرفيعة القدر، التي أثرت الخزانة الإسلامية بمختلف المؤلفات والأبحاث النافعات، في مختلف العلوم والمعارف، خاصة الأنساب والتاريخ، ويكفي في صحة نسبهم وشرفهم وصدقه أن شهد له أمثال: الذهبي وابن رجب الحنبلي، بل وخصص الحافظ ابن حجر رسالة كاملة فيه سماها: "غبطة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر".[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن أعلام هذا البيت المشاهير في فاس: الشيخ الإمام العلامة، المحدث النحوي، البياني المنطقي، المؤرخ النسابة الدراكة؛ أبو محمد عبد السلام بن الطيب القادري الحسني، ملكته في العلوم لا تجارى، وحلبته لا تبارى، خاصة في النحو والبيان، والمنطق والحديث والأصلين، وله في ذلك مؤلفات وأبحاث نفيسة، ومن مؤلفاته: "الدر السني فيمن بفاس من أهل النسب الحسني"، ذكر فيه الذين هم في الدرجة الأولى من النسب. وله مؤلفات ونوازل أخرى كثيرة. توفي عام 1110 بفاس رحمه الله تعالى. ومنهم: العلامة الأديب البليغ، الناظم الناثر؛ الشريف أبو العباس أحمد بن عبد القادر القادري. كان من الأدباء البلغاء، والمؤلفين الفصحاء، له رحلة إلى الحجاز، ونظم أسماء من هاجر من الصحابة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رضي الله عنهم [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] إلى الحبشة...وغير ذلك. توفي بفاس عام 1133 رحمه الله تعالى. ومنهم: الإمام العلامة، الفقيه النسابة، المؤرخ المطلع، الكاتب المقتدر؛ أبو عبد الله محمد بن الطيب القادري. من الأعلام المبرزين في القرن الثاني عشر، كان بحرا في العلم، أخذ عنه جمع كبير، وهو صاحب [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني"، في أربعة مجلدات، توفي رحمه الله تعالى عام 1187. ومنهم: العلامة الفقيه البليغ، النوازلي المشارك الخطيب؛ أبو محمد قاسم بن محمد القادري، كان من العلماء المبرزين، والمدرسين المجيدين، وصف بالإمامة في العلم. توفي عام 1281. رحمه الله تعالى. ومنهم: الإمام شيخ الجماعة بالمغرب، الفقيه المجيد، الصالح الزاهد؛ مَحمد بن قاسم بن محمد القادري. أحد أبرز علماء القرويين، ومشايخ الإسلام المعتبرين، أخذ عنه أمة من الناس، وله مؤلفات عدة، وكان يلقب بزنبيل العلم. توفي عام 1330 رحمه الله تعالى. وغيرهم كثير من العلماء والصلحاء من هذا البيت الكريم في مختلف مدن المغرب، مما هيأ للمترجم [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله تعالى [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] البيئة العلمية اللائقة ليكون أحد أعلام القرن الرابع عشر الصالحين المصلحين، وأحد أركان المعرفة، خاصة علم الحديث الذي برع فيه كما لا يخفى. طلبه العلم: قرأ القرآن الكريم على جماعة؛ منهم: السيد محمد الجناتي، المعمر نحو مائة سنة، قال سكيرج: "وكان يقرأ مع المولى عبد العزيز (السلطان)، مما حكاه عنه: أن المولى الحسن (الأول) مر يومًا بمكتبه الذي يقرأ معه فيه، فوجده يضربه، فدخل السلطان ووجه له 50 ريالا (وهي ذات شأن كبير حينه)، وقال له: هذا هو حق الضرب على تعليم القرآن![/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]. كما قرأ المترجم القرآن الكريم [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] أيضًا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] على الفقيه السيد أحمد خرباش الفيلالي. كما أخذ علوم الشريعة عن جمع من أئمة العلم الأعلام بجامع القرويين الأعظم بفاس، أذكر منهم على سبيل الإشارة لا الحصر:ابن عمه الإمام شيخ الجماعة الشريف أبا عبد الله مَحمد بن قاسم القادري. أخذ عنه الفقه بمختصر الشيخ خليل، من طلاق السُنة إلى الفرائض، و"جمع الجوامع"، و"المرشد المعين"، و"البردة"، و"الهمزية" بحاشيته، و"الشمائل" للترمذي، وصحيح البخاري. وشيخ الإسلام الشريف أبا المواهب جعفر بن إدريس الكتاني الحسني؛ أخذ عنه البخاري سماعًا من أوله إلى الجنائز، شيخًا عن شيخ إلى الإمام البخاري، قال: "قراءة تحقيق بشأن ضبط سنده ومتنه، وتقرير فقهه، وحل بعض مشكله، والتطبيق بين فقه إمام دار الهجرة وإمام الأئمة مالك بن أنس وأحاديث الصحيح". أخذ عن الإمام قاضي مكناس؛ أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة المري، وسمع عليه البخاري كاملا بالسند المتصل سماعًا إلى الإمام البخاري رضي الله عنه. وشيخ الجماعة الشريف أبا العباس أحمد بن محمد ابن الخياط الزكاري الإدريسي الحسني، أخذ عنه صحيح البخاري، ومختصر خليل، والمنطق، و"جمع الجوامع" في الأصول، و"الاستعارة". والعلامة المحقق المشارك أبا عبد الله محمد بن التهامي الوزاني، أخذ عنه مختصر الشيخ خليل، و"الألفية" في النحو، والسعد في المنطق، و"التحفة"، وصحيح البخاري، إلى أن مات على قوله: "إن الله لا يقبض العلم..." والفقيه الحافظ المشارك الإمام مَحمد بن محمد بن عبد السلام كنون، أخذ عنه "جمع الجوامع"، و"التحفة القادرية" بالهلالي، وسورة الفاتحة بالبيضاوي. والعلامة أبا عبد الله التهامي بن المدني كنون، والعلامة الحافظ الشريف عبد الهادي بن أحمد الصقلي الحسيني، والعلامة قاضي فاس الشريف محمد بن رشيد العراقي الحسيني، والإمام الشريف عبد المالك بن محمد العلوي الضرير، وشيخ الإسلام الشريف محمد مصطفى ماء العينين الشنقيطي الإدريسي الحسني...وغيرهم؛ حتى أتقن العلوم المتداولة ذلك الوقت، من فقه ونوازل، وقضاء وفتيا، وأصول وحديث، ولغة بفروعها، وغير ذلك، وتصدر للتدريس واستفاد منه جم غفير من الناس[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]. وقد سافر للمشرق زائرا وحاجا، عام 1330، وأخذ به عن أمثال إمام الشام وبركتها الشيخ محمد بدر الدين بن يوسف البيباني، الذي أجازه كتابة، وبوصيري عصره الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني، وشيخ الحجاز علي بن ظاهر الوتري المتوفى عام 1322، أجازه فيما سبق كتابة أيضا. كما أجازه من أهل المغرب: ابن عمه الشيخ مَحمد بن قاسم القادري، والشيخ الشريف محمد بن أحمد الصقلي الحسيني، والشيخ التهامي بن محمد الحدّاوي البيضاوي..وغيرهم. والأخيران أخذ عنهما الطريقة القادرية والسلوك. حاله: كان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله تعالى [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] علامة كبيرًا، محققا نبيلا، حصل في الفقه المالكي على ملكة كبيرة، ومراسة فائقة، وبالرغم من ذلك فقد كان أثريا في فقهه، يقدم النص الحديثي على سواه طبقًا لقواعد المذهب. وما بالك برجل يشرح مدونة سحنون في القرن الرابع عشر، ولم تشرح قبله منذ زمان بعيد؟ وكانت له في الأصول مشاركة رفيعة، وعمق نظر وبحث، وتبحر لا يخفى، وله فيه مصنفات عدة تشهد على مكانته فيه. أما الحديث؛ فكان صناعته وعش غرامه، إماما فيه، متبصرا مطلعا مؤلفا مجيدا، بل يكفي فيه شرحه لسنن الترمذي التي قيل فيها: "من كانت عنده فكأنما في بيته نبي يتكلم"، التام نصفه في نحو ستة عشر مجلدا. بل قد يعد من حفاظ القرن الرابع عشر في الحديث، لشدة توسعه في هذا العلم، وكثرة تصانيفه التي شهد لها بالإتقان فيه. وممن أثنى عليه في علم الحديث الحفاظ: محمد الباقر الكتاني، والحافظ أحمد بن محمد الغماري، وعبد الله بن محمد الغماري. والأخير عده في [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]سبيل التوفيق[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] من المحدثين الأفراد في المغرب. كما كان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله تعالى [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] علامة في اللغة وفنونها، غواصًا في معانيها وعلومها؛ من نحو وصرف، ولغة وإنشاء، وبلاغة وعروض...وغير ذلك. وكانت له مشاركة تامة في التصوف النقي الطاهر، ومعارفه واختلاف أصحابه ومقاصدهم في كلامهم، بل كان شيخًا للطريقة القادرية في المغرب، على نمط الصوفية المتقدمين أهل العلم والزهد، والاتباع للسنة، لا أصحاب الدعاوى. حسب شهادة الحافظ الغماري في [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]البحر العميق[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]. وكان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله تعالى [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] عابدا زاهدا، خاشعا سريع العبرة، متواضعًا إلى الدرجة العليا، لا يرى لنفسه مزية، بل زاهدا في الدنيا وما فيها، مكرما لضيفه، محبا للعلم والعلماء، والصلاح والصلحاء. وكان كثير الذكر والتلاوة للقرآن الكريم، والتهجد والصيام وفعل الخيرات... وكان له شغفٌ كبير بالسنة والآثار، والسيرة النبوية، لا يخرج عن ذلك، متبعا غير مبتدع، مقتف للسنة الطاهرة، محبا شديد المحبة والهيام في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكان كثير الحزن لحال الأمة الإسلامية من تشرذم وتفرق، وتوزع أهلها شذر مدر، وانقسامهم، مؤلفا في ذلك، حاضا على الجهاد ومحاربة العدو الكافر، ومدافعته بكل قوة وهمة، يظهر ذلك جليا في كتابه [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]سبيل المحسنين إلى فضل الجهاد في سبيل رب العالمين[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]، الذي من قرأه بتأمل لم يفارقه إلا ودموعه على خده ولحيته من الحزن على حالة المسلمين في هذا الزمان، أعاد الله تعالى الكرة لهم بمنه وكرمه. كما كان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله تعالى [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] داعية مرشدًا إلى الله تعالى في حله وترحاله، يسافر من أجل ذلك، يذكر الناس بحقوق الله تعالى عليهم وحقوقهم على أنفسهم، وواجبات دينهم عليهم. وقد تصدر للتدريس تطوعًا في سبيل الله بمدينة الجديدة، فانتفع به طبقات من الناس. وكان واسع الاطلاع، عميق الغور، يظهر ذلك جليا في مؤلفاته التي ينقل فيها عن مصادر يعد بعضها نادرًا والبعض الآخر مفقودا، مما يدل على أنه حاز مكتبة نفيسة عن آبائه الأئمة الأعلام. وبالجملة؛ فقد كان أحد العلماء الأفراد في القرن المنصرم، والأئمة الصلحاء المصلحين، والعباد المتهجدين الجامعين بين العلم والدين، والدعوة للجهاد في سبيل الحق تعالى، رحمه الله تعالى ورضي عنه. شهادات العلماء فيه: ترجم له الإمام أبو الهدى محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني في "سبيل الجنة في الاعتصام بالسنة"، وذكره أثناء الكلام عن طبقات المحدثين والأثريين القرن المنصرم، قائلا عنه: "العلامة المطلع، المحدث الفقيه المتوسع، المسند الرحال، الصوفي المفضال...له في المضامر الفقهية والحديثية والأصولية والطريقية الصولات الجامعة والآثار". وقال فيه الحافظ الناقد أحمد بن محمد الغماري في "البحر العميق": "العلامة المحدث الفقيه، أبو عبد الله محمد بن إدريس القادري الحسني الفاسي، ولد بفاس وبه نشأ، وأخذ عن شيوخ عصره المذكورين بإجازته الآتية، ورحل إلى الحجاز، ودخل مصر والشام وحلب، وأخذ عن أهلها، واعتنى بعلم الحديث واشتهر به، وألف فيه وفي غيره...[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم قال: [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]وكان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رجلا صالحا، ذاكرًا ناصحًا، مرشدا، شيخا للطريقة القادرية".. وقال فيه المؤرخ عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة المري في "سل النصال": "الشيخ العلامة، المحدث المطلع، النحرير، المؤلف المفيد، المشارك...كان يأتي إلى فاس من مسقط رأسه "الجديدة"، التي استوطنها وبقي يمثل العلم والعمل بها إلى أن توفي [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله - ...ودفن بزاوية القادريين بها[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]. تلاميذه والآخذون عنه: أخذ عنه جمع من العلماء الأعلام، وأهل الطروس والأقلام، أذكر منهم اختصارًا: شيخ الجماعة بالرباط الإمام الشريف أبا حامد محمد المكي بن محمد بن علي البطاوري، والإمام المصلح المحدث المربي أبا الهدى محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني، وشقيقه العلامة المحدث المسند أبا الفضل محمد المهدي الكتاني، والشيخ العلامة الحافظ الناقد أحمد بن محمد بن الصديق الغماري، وشقيقه العلامة المتضلع أبا الفضل عبد الله الغماري، والمؤرخ الكاتب عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة المري، وأديب المغرب أحمد بن العياشي سكيرج، والعلامة المحدث المشارك الشريف أحمد بن محمد العمراني(10)...وغيرهم. مؤلفاته: ترك المترجم له مؤلفات نفيسة عديدة، أغلبها أو جميعها [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] بحسب غالب الظن [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] في مكتبة بيته بالجديدة عند أبنائه وأحفاده، وأغلبها لم ير النور بعد، حسبما أذكره لاحقًا بإذنه تعالى، هيأ الله تعالى الاستفادة منها ومن البحث فيها. وقد ذكر الغماري في "البحر العميق" أنها بلغت خمسين كتابًا، وأن طريقته فيها: "على طريقة المتأخرين"، أي: من حيث الاعتماد على النقول، دون الإكثار من الكلام. أذكر منها: 1. إجازة على شكل فهرسة للشيوخ. أجاز بها الشيخ المكي البطاوري. 2- "الأحاديث المستطابة في بعض ما ورد في فضل الدعاء وشروط الإجابة". 3- "إزالة الاشتباه عن معنى حديث: إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله". 4- "إزالة الدهش والوله، عن صحة حديث: ماء زمزم لما شرب له". طبع مرتين، الثانية بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. 5- "إزالة العنا، عن المتحير في مسألة: هل شرع من قبلنا شرعٌ لنا؟". 6- "أسباب الإيضاح، لتتميم الأفراح، لتنعيم الأرواح". 7- "استجلاب الأمداد، بذكر آداب الأوراد". 8- "الإعلام بتعليق (ال) في قول "المحاذي": الكلام". 9- "الإلماع، بما يتعلق بشيء من مسألة الرقص والسماع". 10- "الإلمام، بشيء مما يتعلق بالأختام". أي: في التصوف. 11- "الإلهامات المنامية، بالفيوضات الإلهية". 12- "بلوغ الرضا، بشرح الدرة البيضا". 13- "البيان والإيضاح، لمعلقات مقدمة ابن الصلاح". لم يكمل. 14- تأليف فيما يتعلق بمسح الرقبة في الوضوء. 15- تأليف في صحبة شمهروش الجني. 16- "تحريك كامن الأشواق، إلى معرفة بعض كرامات قطب العراق". أي: جده الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه. 17- "تطييب الأنفاس، بتوهين أثر ابن عباس". 18- "تنبيه العبد الأواه، على كيفية تخريج وجوب السعي بين الصفا والمروة من قوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}". 19- حاشية على شرح الشيخ زكريا الأنصاري على ألفية العراقي. في الحديث. 20- حاشية على شرح الإمام السنوسي. كأنها على صحيح مسلم. 21- "الحلل السندسية، إلى طلب الإذن في الطريقة المحمدية القادرية". 22- "خلاصة الأصفيا، على حديث: كنت نبيا". 23- "الخير المدرار، على حديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". 24- "الدرر المبتهجة، في شرح القصيدة المنفرجة".أي: لابن النحوي، التي مطلعها: "اشتدي أزمة تنفرجي...". 25- "الدلائل، على معرفة رجال "الشمائل". كأنه تراجم لرجال "الشمائل النبوية" للترمذي. 26- "الرحمة المهداة، فيما يتعلق بصحبة بسر بن أرطاة". 27- "الرسالة الشعيبية، في الأوراد والتربية على طريقة السادات القادرية". 28- "الروض العاطر، المنتشر شذاه لدى كل ناظر، بما يتعلق بحديث: من قال: أنا مؤمن. فهو كافر". 29- "الروض الهتون، في اقتطاف ما دنا من مدونة سحنون".[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهو شرح للمدونة كما نوه إليه الغماري في "البحر". 30- "سبل الرشاد، لمن يريد الفوز يوم التناد". 31- "سبل الهداية، إلى فضل تعلم علم الرماية". 32- "سبل الرشاد، في فضل الجهاد". كتاب كبير في الموضوع. 34- "السيف الصارم، في عنق الظالم". 35- "الطالع السعيد، في الصلاة والسلام على السيد الرشيد". 36- "عَرف العنبر الوَمذي، بشرح جامع الحافظ الترمذي". قال الإمام الباقر في "سبيل الجنة"(11): "وصل لنصفه في ثمانية مجلدات ضخام، تخرج بقالب رباعي في 16 سفرًا!". يسر الله تعالى من يقوم بتحقيقه وطبعه، لما فيه من العلوم الغزار. بمنه وكرمه. 37- "عنوان السعادة، في فضل موت الشهادة". 38- "الفتوحات الفاشية، في شروط من يصلح للمشيخة والتربية". 39- "فتوح الغيب، في ترجمة أبي مدين شعيب". أي: التلمساني. 40- "فصل المجادلة، بتحقيق وقف زيادة: ومن لغا فلا جمعة له". 41- "القول الحق، في بطلان حديث: إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق". 42- "القول الراقي، في حل ما أشكل من ألفية وشرح الحافظ العراقي". 43- "الكواكب المنتثرة، في الأحاديث المشتهرة". 44- مختصر "معراج الصعود، إلى ما يُجلًب من السود". 45- "مراقي الوصول، إلى شرح منظومة الكواكبي في علم الأصول". 46- مقدمة مدونة سحنون. 47- "النظائر والأشباه، في اجتهاد مولانا رسول الله". صلى الله عليه وسلم وعلى آله. 48- "النعم المسدلة، في حديث البسملة والصلاة والحمدلة[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]. وفاته: انتقل [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله تعالى [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] آخر عمره من فاس إلى مدينة [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]الجديدة[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] الساحلية، جنوب الدار البيضاء، ومكث فيها مدرسًا مفيدا مؤلفا، محمودة سيرته من الناس أجمعين، إلى أن صادفته الوفاة عن 59 عاما، في يوم الأحد ثامن ربيع الثاني، عام خمسين وثلاثمائة وألف، ودفن بزاوية الشرفاء القادريين بها، وكان هو والإمام الفيلسوف الكبير مَحمد بن أحمد الرافعي الأزموري السفياني، والحافظ المحدث الواعية محمد بن محمد الحجوجي، والعارف المربي الكبير محمد بن علي التادلي شامة الجديدة في القرن المنصرم، ولو لم تفتخر بسواهم لكفاها، رحمهم الله تعالى ورضي عنهم بمنه وكرمه. بقلم الدكتور حمزة بن علي الكتاني[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]سيدي إدريس بن الماحي الإدريسي القيطوني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الفقيه العلامة البحاثة النسابة الأستاذ إدريس بن الماحي بن محمد الإدريسي القيطوني الحسني الجوطي الفاسي، المولود بدرب الزوير ببوعقدة من حومة زقاق الرمان بفاس في 27 شعبان عام 1327 هجرية الموافق ل13شتنبر 1909ميلادية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التحق في سن مبكرة بإحدى الكتاتيب القرآنية بباب المنية، ليتعلم الكتابة والقراءة والحفظ، إلى أن أتم حفظ القرآن الكريم بختمتين مباركتين، ثم التحق بعدها بمعهد القرويين العامر سنة 1350م، حيث حصل فيه على الشهادة الثانوية عام 1351م، كما نال الشهادة العَالِـمية من القسم الأدبي بالقرويين سنة 1354م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تفقَّه المترجَم- رحمه الله- على يد جمٍّ غفير من العلماء والشيوخ؛ ذكر منهم في فهرسه ثمانية وأربعين شيخا؛ كالفقيه العلامة سيدي عبد القادر بن محمد ابن سودة، والفقيه المدرس سيدي محمد بن محمد بن عبد الله زويتن، و الفقيه العلامة الطاهر بن الحسن الكتاني. وكان مما أخذه عن هؤلاء الجِلّة: المرشد المعين لابن عاشر، والأجرومية، وألفية ابن مالك، ومختصر الشيخ خليل، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أجازه مجموعة من الشيوخ: كالشيخ العلامة سيدي الحسن مزور، والشيخ المحدث الواعية النسابة أبو الاسعاد سيدي عبد الحي بن عبد الكريم الكتاني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأثنى عليه غير واحد من العلماء، يقول فيه العلامة المرحوم عبد الله بن العباس الجَرّاري في «التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين» فذكر أنه: «عرف فيه مثال الإباء واللطف والاطلاع والعناية بالكتب وادخارها، ونسخ المخطوط منها بقلمه الجميل، وخطه الرفيع...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال عنه عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة في «إتحاف المطالع»: « من الشرفاء الأدارسة الذين يأخذون مستفاد المولى إدريس بن إدريس بفاس».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتغل المترجَم-رحمه الله- بالتدريس، حيث عين مدرسا بمدرسة أبناء الأعيان بفاس، ثم تقلد منصب النائب بثانوية مولاي إدريس بفاس، قبل أن يعين في نفس الثانوية أستاذا، وقد تخرّج عليه كثير من التلاميذ النجباء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كما كان - رحمه الله - يزاول خِطّة الشهادة دون أن يتخذها حرفة، إضافة إلقائه دروسا تطوعية بجامع القرويين والضريح الإدريسي الأنور في المقدمة الاجرومية والمرشد المعين، كما تصدى للإفتاء وعمل أيضا في صفوف الحركة الوطنية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يمنعه ذلك كلّه من الكتابة والتأليف، حيث كانت خزانته من أغنى الخزائن الخاصة وأشهرها؛ لما اشتملت عليه من مخطوطات نفيسة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان يصدر جريدتين خطيتين في قالب متوسط الأولى باسم ((السيف القاطع))، والثانية باسم ((اللواء))، وله تآليف لا تعد ولا تحصى لم يطبع منها لحد الآن سوى اثنين هما: «كتاب المنهاج الشرعي لطلاب الباكالوريا» الجزء الثالث طبع بالدار البيضاء سنة 1967م وبقي الجزآن الأول والثاني مخطوطين، و«معجم المطبوعات المغربية» طبع في سلا سنة 1988م، ومن كتبه أيضا: «مختصر معجم المطبوعات المغربية»، و«تقييد في بني مرين»، و«فاس دليل تاريخها»، و«مجموع فتاوي فقهية» وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وافته المنية -رحمه الله- يوم الاثنين 25 شوال 1391 للهجرة الموافق ل 13 دجنبر 1971 ميلادية بفاس، بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معجم المطبوعات المغربية:(443)، إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين(59)، إتحاف المطالع: (2/614)، التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين:(2/286)، معلمة المغرب(278).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.عبد الكريم بومركود.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد العابد الفاسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العالم العامل والفقيه العابد والباحث النبيه، أبو عبد الله محمد العابد بن عبد الله الفاسي الفهري، من سلالة العلامة أبي السعود عبد القادر الفاسي، وجَدِّه أبي المحاسن يوسف الفاسي، دفينَيْ فاس الشهيرين، يرجع أصلهم إلى عائلة بني الجد الأندلسية، وأولهم هجرة إلى المغرب أبو زيد عبد الرحمن بن أبي بكر سنة 885هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد يوم السبت 21 شعبان سنة 1320هـ/1902م، وتربى في حَجر والده العالم أبي محمد عبد الله الفاسي (ت1348هـ/1930م)، وعلى يديه نشأ وترعرع وأخذ مبادئ العلوم، فحفظ القرآن على النمط المعروف، ثم سَمَتْ هِمَّتُهُ إلى مواصلة التحصيل العلمي فحضر حلقات التدريس بجامعة القرويين وأخذ عن حفاظ الوقت كالشيخ أحمد بن محمد الخياط الزُّكَاري(ت1343هـ)، وأحمد بن المامون البُلْغِيثِي(ت1348هـ)، وعبد الله بن إدريس الفْضِيلي(ت1363هـ)، والحافظ أبي شعيب الدكالي(ت1399هـ)، وغيرهم من أعلام العصر، وحصل على إجازات بما أخذه عنهم، كما أجازه آخرون إجازة عامة كالعلامة محمد بن جعفر الكتاني لما قدم فاس سنة 1345هـ/1926م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي سنة 1351هـ/1932م توجه العابد الفاسي إلى المشرق لأداء فريضة الحج، ولم تكن هذه الرحلة لتمر دون زيارة الحواضر العلمية ولقاء مشايخها؛ فدخل دمشق وبيروت والقاهرة، وحضر حلقات الدروس العلمية، وحصل على إجازات عامة، وأجازه كذلك بعض الأشياخ من طرابلس الغرب والعراق لقيهم بالحرمين الشريفين، وقد سطّر ذلك في الرحلة الحجازية، التي وصف فيها ما عاينه وشاهده.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأثناء رجوعه إلى المغرب عرَّج على باريس حيث كانت له اتصلات مع بعض رواد الحركة الطلابية، التي شكَّلت النواة الأولى للحركة الوطنية فساهم في إرساء دعامها إلى جانب ابن عمه المرحوم علال الفاسي(ت1394هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شغل المترجم عدة مناصب بدأها كاتبا بمحكمة أحواز فاس عام1351هـ/1932م، ثم اشتغل بالتعليم الحر ما بين 1355 -1361هـ /1936م -1942م، ثم تولى نظارة أوقاف زاوية الشيخ عبد القادر الفاسي، وفي سنة 1362هـ/1943م عينته وزارة الأوقاف مع رفيقه في البحث المؤرخ عبد السلام بن سودة باحثا ومنقبا في الكتب المتلاشية بخزانة القرويين، ثم نائبا لقيم الخزانة عام 1371هـ/1951م، ثم محافظا لها عام 1376هـ/1956م، كما عُيِّن أستاذا للتعليم العالي بكلية الآداب بفاس عام 1382هـ/1962م، فدرس مواد التشريع الإسلامي، وفقه اللغة، والبلاغة، والعروض، وكذلك تولى التدريس بكلية الشريعة بفاس من 1963م إلى 1973م، فدرّس الفكر الإسلامي، والنظم الإسلامية، والدين والمذاهب، والحديث، وعلم الاجتماع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ودرّس بدار الحديث الحسنية بالرباط من 1965م إلى 1973م طبقات رواة الحديث، ومناهج إسناده، وتراجم أئمته، إلى غير ذلك من المناصب التي شغلها.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ونظرا لما يتحلى به المترجم من سعة اطلاع، إلى ما جُبِلَ عليه من كريم الصفات؛ اتسعت دائرة علاقاته مع أهل عصره، جسدتها تلك الرسائل المتبادلة بينه وبينهم، يُثْنُون عليه فيها، ويُحَلُّونَه بأحسن الأوصاف؛ من ذلك رسالة العلامة محمد المختار السوسي يقول فيها:«الأخ العلامة الكبير سيدي العابد الفاسي»، ومن هذا الثناء أيضا قول صديقه المؤرخ عبد السلام بن سودة: «العالم المطلع البحاثة النقاد».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وُلِعَ المترجم بالتأليف منذ سن مبكرة، فألف تآليف كثيرة نشر بعضها، وأغلبها ما زال مخطوطا، فمن كتبه المنشورة «روضة الأمنية والأماني في مطلوبية القيام عند ذكر ولادة المصطفى للتعظيم والتهاني»، و«الخزانة العلمية بالمغرب» ألّفه بمناسبة عيد جامعة القرويين سنة 1380هـ/1960م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن آثاره المخطوطة «تاريخ آل الفاسي»، في عدة مجلدات، و كتاب «ذكرى الوزير أبي محمد عبد الله الفاسي» عرّف فيه بوالده وذكر الحوادث التي كانت في زمنه مما يفيد المؤرخ كثيرا، وله كذلك تأليف رَدَّ فيه على الشيخ محمد عبد الحي الكتاني في رسالته «التنويه والإشادة بمقام رواية ابن سعادة» الذي جعله مقدمة لنسخة من صحيح البخاري برواية ابن سعادة، و«الرحلة الحجازية»، ويبقى الفهرس الوصفي لمخطوطات خزانة القرويين أعظم تآليف العلامة العابد الفاسي، وأغزرها فائدة، وقد نُشِرَ بعد وفاته في أربعة أجزاء، هذا بالإضافة إلى عدة مقالات وأبحاث نشرت في مختلف المجلات المغربية والمشرقية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد حياة حافلة بالعطاء العلمي توفي رحمه الله يوم يوم الجمعة 2 ذي الحجة عام 1395هـ/ 5دجنبر 1975م بالدار البيضاء، ونقل إلى فاس في نفس اليوم، ودُفِنَ بضريح جده أبي المحاسن يوسف الفاسي رحمهم الله جميعا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المصادر: الترجمة التي عملها ابنه محمد الفاسي الفهري في مقدمة فهرس مخطوطات خزانة القرويين (1/5) فما بعدها، التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين (2/425)، إتحاف المطالع (2/627)، سل النصال (ص220)، معلمة المغرب (19/6401).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: ذ.جمال القديم.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي(ت1096هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هو الإمام العلّامة أبو زيد عبد الرحمن ابن الشيخ عبد القادر الفاسي الفِهري، ولد عند زوال يوم الأحد سابع عشر جمادى الأخيرة عام(1040هـ)، بمدينة فاس وبها نشأ، في حجر أسرة اشتهرت بتضلُّعها ورُسوخها في علوم شتَّى، فكانت بذلك منطلقه الأول في طلب العلم، على يد والده، وعمّه أحمد بن علي الفاسي(ت1062هـ)، وقريبه محمد بن أحمد بن أبي المحاسن الفاسي(ت 1084هـ)، وتتلمذ أيضا على أقرانهم المعاصرين لهم في ذلك الوقت، مثل: الشيخ حمدون بن محمد الأبار(ت1071هـ)، وأحمد بن محمد الزموري(ت1057هـ)، وأحمد بن محمد القلصادي(ت1063هـ)، ومحمد بن أحمد الصبّاغ(ت1076 هـ)، وله إجازات عن مشايخ مغاربة ومشارقة . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعدما تمكن المترجم من ناصية العلوم، وتقوت ملكته العلمية، جلس للتدريس، فكانت حِلَقُه العلميّة منارة تَعُجُّ بشيوخه وأقرانه وطُلّاب العلم، مثل: ابنه محمد(ت1134هـ)، ومحمد بن محمد البُوعْنَاني(ت1063هـ)، وأبو عبد الله عبد الله بن محمد العيَّاشي(ت1073هـ) ومن في طبقتهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] واشتهر عبد الرحمن بحسن خُلقه، وتواضعه، وإنصافه، مما جعل ثلّة من كبار علماء عصره يصفونه بأوصاف حميدة، ففيه قال والده: «سُيُوطِيُّ زَمَانه»، و أنشد فيه أبو سالم العيّاشي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مَا فِـي البَسِيطَةِ طُرّاً مَنْ يُبَارِيكَــــا يَا أَطْيَبَ الـمُنْتَمَى سُبْحَانَ بَارِيكَـــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَقَدْ سَبَرْتُ الوَرَى فَلَمْ أَجِدْ أَحَـــــداً مِمَن يَرُومُ العُلَا مِنْهُم يُوَازِيكَـــــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شَرْقاً وَغَرْباً فَلَمْ يَطْرُقْ مَسَامِعَنَــــا منْ فِي سِنِينِ الصِّبَا يـَجْرِي مَجَارِيكَـا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مَنْ أَلَفَّ الكُتْبَ فِـي سِنِّ البُلُوغِ وَمَـنْ لَهُ بِكُلِّ العُلُومِ كَفَتَاوِيكَــــــــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]غُصْنُ الـمَجَادَة فِـي دَوْحِ السِّيَادَةِ منْ رَوْض الوِلَايَةِ قَدْ جَلَّتْ مَعَالِيكَـــــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رُقِيتَ فِـي رُتَبِ الـمَجْدِ الأَثِيلِ فَمَــا فِـي عَصْرِنَا أَحَدٌ يَرْقَى مَرَاقِيكَــــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال فيه محمد بن الطيب القادري: « اتسعت مشاركته في العلوم، وشاعت براعته في المنظوم، أحد الأعلام الحفّاظ، له الذّوق السليم، والفتح العظيم، والغوص على الدقائق، والاهتداء للّطائف الرّقائق، يأتي بالعجائب، ويحيط بما يدانيه من الغرائب، كثير التقييد، متّسع لكل مفيد، مُقَرَّبٌ مِشْكَار، شامخ لكلّ العزّ والمقدار»، وقال محمد بن محمد مخلوف: «العمدة المحقّق، المتفنّن في العلوم، الحامل لراية المنثور والمنظوم»، وقال محمد بن جعفر الكتاني: « إذا حضر في مجلس فهو الصّدر، وإذا تكلّم في مسألة شفا فيها الغليل».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما عرف به مترجمنا أيضا انكبابه على التأليف في مختلف العلوم، ففاقت مؤلفاته مائة وسبعين مؤلّفا، استوفى ابنه محمد ذكرها في الكتاب الذي ألفه في والده الموسوم بـ: «اللؤلؤ والمرجان في مناقب الشيخ عبد الرحمن»، من أبرز ما ذكر فيه: « تحفة الأكابر في مناقب الشيخ عبد القادر»، منه نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 2330ك، واثنان بالخزانة الملكية رقم 707و643، و«مفتاح الشفا»، و«الأقنوم في مبادئ العلوم»، منه نسخة بالمكتبة الوطنية رقم 15ك، و«نخبة الطلاب في عمل الأسطرلاب»، منه نسخة بالخزانة الملكية رقم 7106، و«أزهار البستان في مناقب الشيخ عبد الرحمن»، منه نسخة بالخزانة الملكية رقم 583.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي عبد الرحمن يوم الثلاثاء سادس عشر سنة ست وتسعين وألف، ودفن بزاويتهم الموجودة بمدينة فاس. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترجمته في: صفوة من انتشر(337-338)، ونشر المثاني(2/325-329)، والتقاط الدرر ( 1/230-232)، وطبقات الحضيكي(2/402-403)، وسلوة الأنفاس(1/357-358)، وشجرة النور الزكية(315-316).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن قاسم ابن زاكور الفاسي (ت1120هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العالم العلامة، الأديب الفهّامة، اللغوي اللبيب، المحصّل الأريب، العروضي الساطع، الناظم البارع، الفقيه المشارك، الرحالة الناسك أبو عبد الله محمد بن قاسم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن زاكور، وبه عُرف، الفاسي المولد والمنشأ والقرار، ولد بها في الربع الأخير من القرن الهجري الحادي عشر، وذلك بعد سنة (1075هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هرع مبكراً لتحصيل العلم والأخذ عن علماء بلده كالشيخ الفقيه عبدالقادر الفاسي(ت1091هـ)، والعلامة الفقيه الأجل أبي العباس أحمد بن العربي ابن الحاج السُّلمي(ت1109هـ)، والمؤرخ المحدث الناسخ أبي عيسى محمد المهدي بن أحمد بن علي الفاسي صاحب مطالع المسرات(1109هـ)، والقاضي الفقيه المحدث العربي بن أحمد بُرْدُلة(ت1133هـ)، والعلامة الحافظ أبي عبدالله محمد بن أحمد القُسَنطِيني، المعروف في بلده بالكَمّاد (ت1116هـ)، والعالم الرباني، بحر العلوم والمعاني أبي علي الحسن بن مسعود اليوسي(ت1102هـ)، والعلامة الفقيه المدرس عبد السلام بن الطيب القادري الحسني(ت1111هـ)، وغيرهم. ومن فاس ارتحل إلى تطوان للقاء المشايخ فأخذ بها عن الحاج علي بركة التطواني (ت1120هـ)، وعن صديقه وأستاذه أبي الحسن علي مِنْدُوصَة الأندلسي. ولنفس الغرض توجّه إلى الجزائر فأخذ عن مفتيها محمد بن سعيد قدورة، وأديبها أبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن، وعمر بن محمد المانجلاتي، وغير هؤلاء من شيوخه الذين ذكر أسماءهم في فهرسته النفيسة المسمات »نشر أزهار البستان فيمن أجازني بالجزائر وتطوان من فضلاء الأكابر والأعيان«.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تجمّع للمترجم خلال رحلته العلمية من علوم الآلة والشريعة ما بَوَّأَه مكانة خاصة في عصره؛ فأصبح المشار إليه في النحو، والبيان، واللغة، مع مشاركة واسعة في الفقه، والحديث، والأصول، والتاريخ، مع الإتقان التام، والتفنن البالغ غاية المرام، فتعلق به لذلك نبهاء الطلبة وأكابر الأدباء، وتزاحموا في الأخذ عنه، وممن يُذكر أنه أخذ عنه الأديب محمد بن الطيب العلمي الشريف الوزاني، صاحب الأنيس المطرب (1134هـ)، والفقيه الإمام المشارك الهمام محمد بن عبد السلام بناني (1163هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واجتمعت كلمة شيوخ المترجَم وتلامذته ومترجميه على إظهار سُموّ مكانته، والإشادة بعلو منزلته، فقال عنه شيخه علي بركة: »من شبّ به زمان الأدب بعد الهرم، وهبّ به أوان المجد والحسب وقد أشرف على العدم، الذي ركض في مضامين البلاغة صَافِنات جياده، وعقد شدور البراعة على لبات هذا العصر وأجياده، الجهبذ الأريب، المصقع الأريب، الثَّقِف اللقن، المتفنن المشار المتقن، الفقيه النبيه، الزكي الوجيه، ذو الفضل المعروف غير المنكور، أبو عبد الله سيدي محمد بن قاسم بن محمد بن عبدالواحد بن زاكور«.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحلّاه تلميذه ابن الطيب العلمي بقوله: »وحيد البلاغة، وفريد الصياغة، الذي أرسخ في أرض الفصاحة أقدامه، وأكثر وثوبه على حل المشكلات وإقدامه، فتصرف في الإنشاء، وعطف على إنشائه على الأخبار، وأخباره على الإنشاء، وقارع الرجال في ميادين الارتجال، وثار في معترك الجدال ما شاء وجَال، فهو الذي باسمه في الأوان هتف، وهو الذي يعرف في كل العلوم أين تأكل الكتف« [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلّف ابن زاكور مكتبة علمية كبيرة ومتنوعة؛ إذ ألّف - رحمه الله - في التاريخ والتراجم، والحديث، والأصول، والطب، والتوقيت، ناهيك بمجال الأدب والشعر واللغة الذي كرس حياته لخدمته، فمن كتبه على وجه الإجمال: »المعرب المبين بما تضمنه الانيس المطرب وروضة النسرين«، مطبوع، و»نشر أزهار البستان«، فهرسته المتقدمة الذكر، مطبوع، و»الحلة السيراء في حديث البراء«، و»معراج الوصول إلى سماوات الأصول«، نَظَمَ فيه ورقات إمام الحرمين، و»إيضاح المبهم من لامية العجم«، و»عنوان النفاسة في شرح ديوان الحماسة«، لأبي تمام، و»الروض الأريض في بديع التوشيح ومنتقى القريض«، وهو ديوان شعره، محقق، و»أنفع الوسائل في أبلغ الخطب وأبدع الرسائل« - وبعض هذه الأعمال مسجل في أعمال علمية جامعية- وله »تزيين قلائد العقيان بفرائد التبيان«، مطبوع، و»تفريج الكرب عن قلوب أهل الأرب على لامية العرب«، مطبوع، وغير هذا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لبى المترجم نداء ربه صبيحة يوم الخميس، 20 محرم الحرام سنة (1120هـ)، وهو في بداية العقد الخامس من عمره، وقد رثاه كثير من معاصريه، منهم تلميذه ابن الطيب العلمي الذي قال فيه في كتابه الأنيس المطرب:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قضى أخو النظم والنثر ابن زاكور*** لكن مِن الله تصريف المقادير[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وامتدّ شوقي بمقصورِ الحياة له ***ما حيلتي بين ممدود ومقصور[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: نشر المثاني (3/201-204)، وإلتقاط الدرر (302-304)، وسلوة الأنفاس(3/220-221)، وفهرس الفهارس والأثبات(1/185-186)، والأعلام (7/7)، وهدية العارفين (6/310)، وشجرة النور الزكية (330).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د.مصطفى عكلي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد بن المدني كنون (تـ1302هـ)[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الفقيه الجهبذ الإمام، العالم العلاّمة الهمام، الكبير الصيت والباع، المخصوص بالحظوة التامة ومزيد الارتفاع، المشارك في كثير من الفنون؛ أبو عبد الله الحاج محمد بن الحاج المدني بن علي جَنُّون، الـمَسْتَارِي أصلا، الفاسي مولدا وقراراً، من بيت بني جَنُّون، ينتسبون في رسومهم القديمة إلى قبيلة بني مَسْتَارَهْ حَوْز وَزَّان، وفيها فرقة بني جَنُّون الأشراف الأدارسة لهذا العهد.[/font]
[font=&quot]ولد المُتَرجم في حدود الأربعين بعد مائتين وألف، وحجّ مع أبيه وهو ابن ثلاث سنين، وحجّ مرّة ثانية وهو ابن عشر سنين أو ما قاربها، وحُبِّبَ إليه طلب العلم، فأخذ عن شيخ الجماعة محمد بن عبد الرحمن الفلالي الحجرتي، والمُحدّث الوليد بن العربي العراقي، والفقيه النحوي أحمد الـمَرْنِيسِي، والفقيه أبي بكر ابن الطيب بن كِيرَان، والقاضي المهدي بن الطالب بن سودة، وغيرهم. وكان ـ رحمه الله ـ آية في الصبر على المطالعة والتقييد والمراجعة بما لا يعهد لأهل عصره؛ إذ ربما جلس من الصباح إلى قرب الزوال، وقلّ أن تجد له كتابا إلا وعليه توقيفات مما يدلّ على أنه قد طالعه، وربّما تجد له عدة نسخ من الكتاب الواحد ما يقتضي تكرار النظر فيه. واختصّ مجلسه بالهيبة والوقار، وكان ينقل في مجالسه من الأحاديث والنصوص ما فيه مقنع للعموم والخصوص.[/font]
[font=&quot]كان الشيخ من أكبر المتضلعين في العلوم الشرعية، المعلنين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مفتيا، محدّثا، نحويا، لغويا، قال في حقّه محمد بن الحسن الحَجْوِي: «فهو أحق من يقال فيه حقّه: مجدّد لكثرة المنافع به، وانتشار العلم عنه وعن تلاميذه، وقيامه بالنهي عن مناكر وقته [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] وما كان أحد يقدر على الرَّدّ عليه مع شدّة إغلاظه عليهم وعلى غيرهم وسلوكه في ذلك مسلك التشديد، بل التطرّف في بعض المسائل، ومع ذلك هابه علماء وقته ولم يجرؤوا على انتقاده، لأنه كان يتكلم بالحال لا المقال، وتحقّقوا خلوص نيته ومطابقة سرّه لعلانيته».[/font]
[font=&quot]قُلِّد الشيخ خِطّة القضاء بمراكش سنة (1274هـ) بعد إباية شديدة، ولم يقبل إلا بعد إشارة شيخه فقيه المغرب محمد بن عبد الرحمن الحجرتي بالقبول، وأوصاه بالعدل واتّباع الشريعة، وقال له: «إنّك إن فعلت ذلك تعفى يسيراً من هذه البلية، لأن أهل هذا الزمان لا يقبل أحد منهم الحقّ والسّير على منهج الشريعة»، وكانت مدّة توليته ثمانية أشهر بعد أن طلب الإعفاء، فرجع إلى بلده مشتغلا بالدرس الفقهي، فكانت له مجالس بالقرويين وغيرها، كما كان يخطب بجامع أبي الجنود بين فاس البالي وفاس الجديد.[/font]
[font=&quot]أخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، كالشيخ محمد بن إبراهيم السباعي، والفقيه أحمد جَسُّوس الرِّباطي، ومحمد بن قاسم القادري، والمهدي الوزاني، والعالم اللُّغوي محمد محمود بن التلاميذ التركزي الشنقيطي نزيل مصر، وغيرهم، بحيث لا يوجد بلدة أو قرية أو محلّة إلا وفيها من المنتفعين به الكثير. له من التآليف: حاشية على الموطأ في سفرين لخّص فيها شرح محمد بن عبد الباقي الزرقاني، وشرح سيرة ابن فارس اللغوي، و»الدرة المكنونة في النسبة الشريفة المصونة»، و«التسلية والسلوان بمن ابتلي بالإذاية والبهتان»، و«والدرة المبشرة في حديث لا عدوى ولا طيرة»، و«الزجر والإقماع، بزواجر الشرع المطاع، لمن كان يومن بالله ورسوله وبيوم الاجتماع، عن آلات اللهو والسماع»، وغير ذلك من المؤلفات النافعة التي بَعُدَ صيتها، وانتفع بها القاصي والدّاني.[/font]
[font=&quot]وفي ليلة الجمعة أول يوم من ذي الحجّة سنة اثنين وثلاثمائة وألف، توفّي محمد بن المدني بن علي كَنُّون وهو ابن ثلاث وستين سنة، فحزن الناس كافة لفقده، ولم يتخلّف أحد من طبقات الناس عن حضور مشهده، ودُفن بالقباب خارج باب الفتوح، أسفل ضريح أبي المحاسن.[/font]
[font=&quot]وقد ألّف في ترجمته تلميذه الشيخ محمد بن الحاج مصطفى المشرفي كتابا سمّاه «الدرّ المكنون في التعريف بالشيخ كنون» وذكر فيه شرفه، وردّ عليه في بعض مباحثه الحسين العراقي بـ «صوارم المنون في قمع من نقص بالنسبة الشريفة الحاج محمد كنون».[/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: سلوة الأنفاس (2/412-414)، الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (7/94)، إتحاف المطالع (1/288-289)، الاستقصا (8/195)، شجرة النور الزكية (429-430)، الفكر السامي (633-634)، معلمة المغرب (20/6833).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو العباس أحمد بن مبارك اللَّمَطي السجلماسي (ت1156هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العلاّمة، الحافظ، المتبحر، الجهبذ، المحرر، المدقّق أبو العباس أحمد بن مبارك ـ وبه عُرف ـ ابن محمد بن عمر السجلماسي اللَّمَطي؛ بفتحتين نسبة إلى لَـمَط، رهط من سجلماسة؛ الفاسي الدار والقرار، يتصل نسبه بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فهو أيضا البكري الصديقي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد في حدود(1090هـ) ببلده سجلماسة، وأخذ بها قراءة السبع على ابن خالته، وابن عمِّ والده، الولي الشهير، الزاهد الكبير أبي العباس أحمد بن محمد الحبيب(ت1165هـ)، كما أخذ عنه شيئا من علم النحو، وفي سنة(1110هـ) رحل إلى فاس بقصد استكمال التحصيل والاتصال بشيوخ العصر، فلقي جمّاً كثيرا منهم، واستفاد من علومهم، كالإمام العالم العلامة أبي عبد الله محمد بن عبدالقادر الفاسي(1110هـ)، والعلامة الحافظ للمعقول والمنقول، المتبحر في الفروع والأصول أبي عبد الله محمد بن أحمد القُسَنطِيني، المعروف في بلده بالكَمّاد (ت1116هـ)، وعلامة الوقت، وإمام العصر أبي العباس أحمد بن علي بن عبد الرحمن الجرندي الأندلسي الفاسي(ت1125أو1124هـ)، والإمام العلامة المشارك المتفنن، الدرّاكة المتقن القاضي أبي محمد عبدالقادر بن العربي بوخريص الكاملي الجعفري الفلالي، ثم الفاسي(ت1118هـ)، وهو معتمده الذي أفنى عمره في خدمته، وأخذ أيضا عن خاتمة المحققين العلامة الرحّال المسند المحدث أبي الحسن علي بن أحمد الحريشي ـ شارح شفاء عياض المتوفَّى بالمدينة المنورة سنة(1143هـ وقيل:1145هـ) ـ، وممن أخذ عنهم كذلك فقيه الفقهاء، الفصيح الفهامة أبي عبد الله محمد بن أحمد المسناوي(1136هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فبفضل هؤلاء الأعلام وغيرهم تسنى للمترجم أن يُسند العلم، ويضرب فيه بنصيب كبير، ويأخذ منه بحظ غير يسير، فاجتمع له علم البيان، والأصول، والحديث، والقراءات، والتفسير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما رأى ابن مبارك أنه تمكَّن من ناصية جلّ العلوم، أخذ يُقارع العلماء، ويرد على أكابرهم، سواء المتقدم منهم أو المتأخر، وكاد لا يحصل منه إذعان لواحد منهم، بل ويصرح لنفسه بالاجتهاد المطلق، وبالفعل فقد كانت له عارضة في المقابلة بين أقوال العلماء، والبحث معهم، والإجابة عنهم بمقتضى الصناعة والآلات، مع تفرده بأشياء يصل إليها بفهمه وبحثه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحظي عدد كبير من التلامذة المعاصرين للمترجم بالنهل من معين علمه، والاقتباس من ثمرة اجتهاده، وكان منهم: الفقيه العلامة النحوي محمد بن حسن بناني(ت1194هـ)، والفقيه الإمام، العلامة الهمام أبو العباس أحمد بن محمد بن حمدون بن مسعود الطاهري الحسني الجوطي، ويعرف بحمدون(ت1119هـ)، والفقيه العلامة المحقق أبو علي الحسن بن علي البُوعناني(ت1163هـ)، والحافظ الفقيه المنعوت بمالك زمانه أبو علي الحسن بن رحّال المعداني التدلاولي(ت1140هـ)، والعلامة الفقيه المحدث الرّاوِية أحمد بن الحسن بن محمد الملقب بالمَكُودِي، والمعروف بالورشان(ت1170هـ)، والإمام العلامة أبو عبدالله محمد بن الطالب بن سودة الـمُرِّي الفاسي التاودي(1207هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان المترجم مع ما هو منغمس فيه من البحث والتأليف والتدريس والإقراء يحترف الكسب من الماشية والحراثة، ويتّجر ويبيع بالدَّين إلى أجل، ويحرس درهمه، ويتنافس في الدرهم ويصلح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالرجوع إلى مصادر ترجمته نجد جل من ترجمه من العلماء ينوه بمكانته ويشيد بمنزلته، ومن ذلك قول تلميذه محمد بن الطيب القادري في نشر المثاني: »علامة الزمان، فريد الأوان، فارس التدريس والتحقيق، وحامل راية التحرير والتدقيق«.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال أيضا: »وكان يأخذ الأحكام من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية من غير واسطة أحد على ما هو مقرر ومدوّن في كتب الفقه القديمة المشهورة، ورأيته يسرد في درسه بالقرويين سنة ثمانين وأربعين ـ يعني ومائة وألف ـ من حفظه خمسين حديثا بإسنادها، وما عرض له من العلل والأجوبة عنها«.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحلاه محمد بن جعفر الكتاني بقوله: »العالم العلامة، الجهبذ الفهامة، المشارك المحقق، الهُمام المدقق، الحافظ المتضلع المتبحر، المجتهد القدوة المحرر، نجم الأمة، وتاج الأئمة، شيخ الشيوخ، ومن له في العلم القدم الثابة الرسوخ«.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال عن علاقته بالناس وشمائله فيهم: »وكان رحمه محبا للغرباء، مواسيا للضعفاء، خاشعا متواضعا، ذا صلاح وولاية وكرامة«.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وأثمر عكوف مترجمنا على التأليف مجموعة من نفائس الأبحاث في فروع من العلم شتى، منها: »كشف اللَّبس عن المسائل الخمس«، و»إنارة الأفهام بسماع ما قيل في دلالة العام « ـ مخطوط وحقق في رسالة جامعية ـ، و»شرح المحلى على جمع الجوامع«، و»ردّ التشديد في مسألة التقليد« ـ مطبوع ـ، و»تحرير مسألة القبول على ما تقتضيه قواعد الأصول والمعقول« ـ مطبوع ـ، و»مقالة الصواب في بيان حال بني مزاب«، و»المقالة الوافية في شرح القصيدة الدالية«، وتأليف في قوله تعالى: »وهو معكم أينما كنتم«، وقد استحسنه بعض علماء عصره، وأكثرهم شنّع عليه، وتقاييد وأجوبة، منها تقييدات على شرح قدّورة على السلم للأخضري، جرّدها بعض طلبته، وغير هذا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي ـ رحمه الله ـ ليلة الجمعة، تاسع عشر جمادى الأولى سنة (1156هـ)، ودفن بجوار شيخه عبد العزيز الدباغ رحمه الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: نشر المثاني(4/40)، التقاط الدرر، كلاهما للقادري(2/393-394)، طبقات الحضيكي(1/120)، سلوة الأنفاس لمحمد بن جعفر الكتاني(2/203)، شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف(352)، إتحاف أعلام الناس لابن زيدان(1/291)، هدية العارفين( 1/174)، معجم المؤلفين(2/56)، الأعلام للزركلي(1/202).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د.مصطفى عكلي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الكرسيفي (تـ 1214هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عمر بن عبد العزيز بن عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحمن بن داود بن يحيى بن يوسف الإرغي الكرسيفي نسبة إلى أكرسيف، منطقة بتافراوت بالأطلس الصغير. يصعب التعرف على الحياة الأولى للكرسيفي بدقة، والمشهور أنه عاش في عهد السلطان محمد بن عبد الله (1171هـ/1204هـ)، وبداية عهد المولى سليمان، وهو ينتمي إلى أسرة علمية عريقة تعد من الأسر المغربية المشهورة باستمرار رجالاتها في مجال العلم دون انقطاع مند القرن السادس الهجري -كما أورد ذلك المختار السوسي في المعسول-.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أشاد من ترجم للكرسفي بعلو كعبه في مجال العلم والمعرفة، فقد ذكر الجشتيمي أنه من المحققين في فنون العلم، فقها، ونحوا، ولغة، وحسابا، وتفسيراً، وحديثاً، وبياناً، ومنطقاً، وتصريفاً، وكان مشاركا في شتى الفنون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تتلمذ الكرسيفي على شيوخ سوس، ودرعة، وسجلماسة، فقد أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد العزيز الهلالي بزاويته في سجلماسة، ثم انتقل إلى فاس فتلقى عن شيوخها أمثال: عبد القادر بن علي الفاسي، وعبد الوهاب الفاسي، وغيرهم، ونال من شيوخه إجازات كثيرة من بينها إجازة محمد الحضيكي صاحب كتاب الطبقات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أنتج الكرسيفي عدداً كبيراً من المؤلفات التي تعكس تلك الظرفية التاريخية التي عاشتها منطقة سوس، خصوصاً ما يتعلق منها بالظرفية الاقتصادية التي كان لها تأثير على الإنتاج الفكري، ومن مؤلفات الكرسيفي: الكوثر الثجاج في كف الظمئ المحتاج، الأجوبة الروضية في مسائل مرضية في البيع بالثنيا والوصية، رسالة في تحرير السكك المغربية في القرون الأخيرة، نظم في بيان منازل الشمس الفلكية، شرح الأربعين النووية، مسائل في النحو -طبعت بعنوان: المؤلفات الفقهية الكاملة، جمع وتحقيق عمر أفا، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، مطبعة فضالة المحمدية، الطبعة الأولى: (1427هـ/2006م)- ...، وغير ذلك من المؤلفات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي الكرسيفي رحمه الله في فترة الوباء سنة 1214هـ، ودفن في بلدة إيرغ بالأطلس الكبير، وبنيت على قبره قبة يقام حولها موسم سنوي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- المعسول (17/78-81). -[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلال جزولة (3/69). -[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأعلام للزركلي (5/51). -[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مقدمة كتاب المؤلفات الفقهية الكاملة (9-20).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أحمد ابن الخيّاط الزّكاري (ت1343هـ/1925م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أحمد ابن الخيّاط الزّكاري (ت1343هـ/1925م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]هو الشيخ الإمام الحجة النظار المحدث المشارك الفقيه الأصولي المحرر النحرير أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الهادي بن العربي بن مَحمد-بالفتح- ابن الخياط الزكاري الحسني، المعروف بابن الخياط الفاسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بمدينة فاس في سادس عشر شعبان عام 1252هـ/1836م، من أسرة إدريسية شريفة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ تحصيل العلوم بمدينته المذكورة، وبها أخذ عن فطاحل المشايخ أمثال الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الشدادي الحسني (ت1261هـ)، والشيخ محمد الصادق بن الهاشمي الحسني العلوي (ت1271هـ) دفين مراكش الذي أجازه إجازة عامة، والشيخ الحاج الداودي بن العربي التلمساني الحسني(ت1271هـ)، والشيخ عبد الحفيظ العلوي الأمراني الحسني(ت1274هـ)، وشيخ الجماعة في وقته محمد بن عبد الرحمن الفيلالي السجلماسي الحجرتي(ت1275هـ) وهو عمدته، والشيخ أحمد بن محمد المنيسي المريني(ت1277هـ)، والشيخ قاسم بن محمد القادري(ت1281هـ)، والشيخ محمد بن حماد المكناسي(ت1283هـ)، والشيخ محمد بن محمد التازي(ت1283هـ)، والشيخ عمر بن الطالب ابن سودة(ت1285هـ)، والشيخ المهدي بن محمد ابن الحاج السلمي، والشيخ القاضي مَحمد بن عبد الرحمن العلوي الحسني، والشيخ عبد السلام بن الطائع بوغالب الحسني، والشيخ محمد بن المدني كنون، والشيخ علي بن محمد المتيوي(ت1304هـ)، والشيخ صالح بن المعطي التادلي، والشيخ أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي، والشيخ محمد بن أحمد بن الطيب بناني المراكشي، والشيخ عبد الملك بن محمد العلوي الضرير، وغيرهم من المشايخ الكبار، الذين أخذ عن بعضهم إجازات عامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يغفَل الشيخ ابن الخياط الاعتناء بعلوم الباطن؛ إذ أخذ الطريقة الدرقاوية عن شيخه عبد الواحد ابن البدوي بناني(ت1285هـ) بسنده المتصل إلى صاحب الطريقة الشيخ العربي بن أحمد الدرقاوي الحسني(ت1239هـ)، فاتّبع طريقته، وامتحِنَ بسببها فسُجن، ثم بقي على حاله بعد خروجه من السجن إلى أن رجع عن مذهبه وعاد، ورجع إلى حلقات الدرس بالقرويين يبث العلم في صدور الرجال، ثم عُيِّن رئيساً للمجلس التحسيني في بداية عهد الحماية الفرنسية، وبقي في منصبه إلى أن وافته المنية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ عنه جلة من طلبة العلم النجباء أمثال الشيخ عبد الحفيظ بن محمد بن الطاهر الفاسي(ت1350هـ)، صاحب معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة أو المدهش المطرب، والشيخ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة الذي أجازه إجازة عامة بجميع مروياته ومسموعاته، والشيخ عبد الحي بن عبد الكبيرالكتاني، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما يجلي المكانة العلمية للشيخ ابن الخياط كلمات الثناء التي حفلت بها مصادر ترجمته، فقد وصفه تلميذه عبد الحفيظ الفاسي بقوله:«مفخرة مدينة فاس في وقته وكفى به»، وقال في حقه الشيخ عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس:« العلامة المشارك، المتمكن الصوفي، الحيسوبي الفرضي، الأصولي البياني، المعمر، آخر من بقي بفاس من وُعاة الفقه المالكي وحملته على كاهلهم، العارفين بأصوله وفروعه، الخائضين فيه أكبر وأوسع خوض عُرِف عن المتأخرين، مع التحرّي والتثبت».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما عن تآليف مترجمنا فقد تعددت وفاقت المائة، شملت الفقه والأصول والعقائد والسيرة والحديث ومصطلحه وغيرها من الفنون، كلها في غاية التحرير والتدقيق والإتقان، وإن كان معظمها صغير الحجم، منها حاشية على شرح الخرشي على فرائض خليل (طبعت مرارا على الحجر)، وحاشية على شرح محمد بن عبد القادر الفاسي لنظم العربي الفاسي في مصطلح الحديث(طبعت على الحجر)، وتأليف في العقائد على مذهب المتكلمين، ورفع اللجاج والشقاق في حكم البينونة في الطلاق عند الإطلاق، وجواب في أمر المصالحة، منه نسخة في الخزانة الحسنية رقم(14001)، وتقديم رسائل الشيخ مولاي العربي الدرقاوي(طبع على الحجر بفاس عام 1318هـ)، وتقييد في صفة الغسل الكاملة، منه نسخة بالخزانة الحسنية رقم(14001)، وتقييد في القبض والسدل، منه نسخة بالخزانة الحسنية برقم(12212)، وله رسائل في مزايا مدينة فاس، وثلاثة فهارس: الكبرى، ومنها نسخة بالخزانة الحسنية رقم(1182)، والوسطى وقد عدّد فيها تآليفه، والصغرى، ومنها نسختين بالخزانة الحسنية رقم(1205 و11485)، إلى غير ذلك من التآليف النافعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي العلامة ابن الخياط رحمه الله بمدينة فاس يومه الثلاثاء ثاني عشر رمضان عام 1343هـ/7 أبريل 1925م، ودفن بزاوية الرميلة المعروفة بقبيلة الزكاريين قرب زاوية الشيخ علي الجمل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رياض الجنة لعبد الحفيظ الفاسي:(1/227-133)، شجرة النور الزكية:(1/436)، فهرس الفهارس:(1/387-389)، الأعلام للزركلي:(1/250)، معجم المؤلفين:(2/139)، إتحاف المطالع؛ وسل النصال: ضمن موسوعة أعلام المغرب:(8/2941-2942)، معلمة المغرب:(12/3888-3889).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الـمِنْتَوْرِي (تـ834هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام العلامة المقرئ، الـمُسند الفقيه، أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن عبد الله القيسي الـمِنْتَوري، ولا يعرف أهي نسبة إلى «حصن منتور من عمل قرطبة»، أم إلى حصن «المنتوري» القريب من «فنيانه» على الحدود بين إقليم غرناطة وإقليم ألمرية، وأغلب الظن أن فقيهنا من هذا الموقع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد المنتوري في أوائل شهر ربيع الثاني من عام واحد وستين وسبعمائة(761هـ) بمدينة غرناطة مهد العلم والعرفان، ونشأ داخل أسرة عرفت بالخير والصلاح والفضل، مما ساعد على توجهه العلمي وتكوينه الديني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أقبل ـ رحمه الله ـ منذ طفولته على التعلم والتفقه، وقد روى خلال حياته العلمية عن عدد من الشيوخ في المغرب والمشرق سمَّـاهم وعرف بهم في آخر برنامجه الذي يدل ـ مع مؤلفاته الأخرى ـ على ما حاز من مشاركة علمية وحقق من ثقافة موسوعية، أما تكوينه الحقيقي فقد تم على يد شيوخه المغاربة والأندلسيين؛ فقد درس القراءات والنحو واللغة والفقه والحديث والتوحيد والتصوف على شيخ غرناطة وكبير مفتيها أبي سعيد فرج بن لب، وروى عنه كتبا عديدة في العلوم المذكورة وغيرها، وذلك في المدرسة النصرية اليوسفية، وهي مذكورة في برنامجه، كما أخذ عن إمام الأئمة في إقراء القرآن أبي عبد الله محمد بن محمد بن علي القيجاطي وتأثّر به تأثرا بالغا ترك أثره الكبير في حياته العلمية، وللمنتوري شيوخ مغاربة لقي بعضهم في غرناطة ورحل إلى فاس للأخذ عن بعضهم الآخر نظرا لعلو أسانيدهم وسعة مروياتهم، من بينهم: المقرئ أبو الحجاج يوسف بن علي بن عبد الواحد المكناسي، وأبو عبد الله محمد بن محمد المعروف بابن عدل الكناني السبتي، وأبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن الأشهب، وغيرهم من الأعلام البارزين في زمانه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد نوّه العلماء بالمكانة العظيمة التي احتلها هذا الإمام بين علماء زمانه؛ فقال عنه قرينه الشيخ المسند يحيى السرّاج: «صاحبنا الفقيه، القاضي النزيه، الأستاذ المحقق الحافظ»، وقال عنه ابن القاضي: «العالم الأستاذ الرُّحلة، المحدّث المتفنن، شيخ الجماعة»، واستدعي المنتوري ـ رحمه الله ـ لولاية القضاء، ولا توجد إشارات تخبر أين كانت هذه الولاية ولا كيف كانت، ويبدو كذلك أنه باشر التوثيق فالمصادر تشير إلى أنّه ألّف في الموضوع كتابا سمّاه: «الرائق في نصوص الوثائق»، واشتغل ـ رحمه الله ـ بالتأليف فترك تراثا نافعا أفنى فيه زهرة عمره، وهذا بعض ما وصلنا منها: كتاب برنامج رواياته، كتاب شرح رجز أبي الحسن بن بري، كتاب ري الظمآن في عدد آي القرآن، كتاب المقطوعات الشعرية في الوصايا والمواعظ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]امتد العمر بمُتَرْجَـمنا إلى أن بلغ ثلاثا وسبعين سنة، فوافته المنية في رابع ذي الحجة من عام أربعة وثلاثين وثمانمائة (834هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: فهرسة المنتوري (مخطوط)، درة الحجال في أسماء الرجال، لابن القاضي(2/287)، نيل الابتهاج بتطريز الديباج، لأحمد بابا التنبكتي (495) ، فهرس الفهارس والأثبات، لعبد الحي الكتاني (2/564)، مقال بعنوان من أعلام أواسط العصر الغرناطي:المنتوري، لمحمد بنشريفة.[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى