موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن تاويت الطنجي[/font]
[font=&quot]محمد بن محمد بن تاويت الطنجي، أصله من تَوَيْتْشْ من قبيلة وَادرَاس التي تقع بين مدينة تطوان وطنجة، ولد المترجم سنة 1918 بوادراس، من أسرة عرفت بالصلاح والجهاد مند أمد بعيد.[/font]
[font=&quot]بدأ دراسته بحفظ كتاب الله والمتون العلمية، وتفقه على بعض مشايخ بلدته، وفي سنة 1931م رحل إلى فاس لتلقي العلم في جامع القرويين رفقة الفقيه العدل محمد الرهوني، وتتلمذ على الشيخ عباس المكناسي، والفقيه أقصبي، وعبد العزيز بن الخياط وغيرهم، وفي خزانة القرويين تبدأ قصته مع البحث والتنقيب، إذ وجد ضالته هناك حيث قام بالبحث والاطلاع ونسخ الكتب النادرة.[/font]
[font=&quot]وبعد عودته من فاس، امتهن التدريس بالمدرسة الأهلية بتطوان سنة 1936، لكن طموحه قاده إلى القاهرة ليواصل بها تعليمه العالي بقسم التاريخ، وبعد تخرجه من الجامعة بدأ اهتمامه بالمؤرخ ابن خلدون ومقدمته، وانتدب لحضور مؤتمر المستشرقين في لندن سنة 1945م وهي نفس السنة التي انتقل فيها إلى تركيا للعمل كأستاذ جامعي بأنْقَرَة، وهناك أُتيح له الاطلاع على المخطوطات التي كان مهتما بها، خصوصا ما يتعلق بمقدمة ابن خلدون، وفي سنة 1963م عاد إلى المغرب ليعمل في حقل التحقيق بأحد أقسام وزارة الأوقاف بالرباط، ولكنه بعد مدة، فضل الرجوع إلى تركيا والعمل بجامعتها أستاذاً لعلوم الثقافة الإسلامية، قال عنه ابن عمه الدكتور محمد بن تاويت الطنجي: (...فهو رجل قد قدر الناس قدره، وأحبه علماء الأتراك واحترموه في وزاراتهم وجامعاتهم...).[/font]
[font=&quot]حقق العلامة ابن تاويت الطنجي عددا من كتب التراث المهمة، نذكر منها: تحقيق كتاب التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقاً، وحقق كتاب شفاء السائل لتهذيب المسائل لابن خلدون أيضا، وحقق الجزء الأول من كتاب ترتيب المدارك للقاضي عياض، كما حقق كتاب جذوة المقتبس للحميدي ... وغيرها من التحقيقات المفيدة.[/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله بتركيا غريبا عن بلده، بتاريخ رابع ذي الحجة عام 1394هـ الموافق 29 دجنبر 1974م.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]المصادر: الأعلام للزركلي (6/62). إتحاف المطالع (2/625). معلمة المغرب (7/2251-2252). الكتاب التذكاري عن فقيد العلم والترث -محمد بن تاويت الطنجي- (117-135).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن مسعود السملالي السوسي(ت1330هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام العلامة المطلع العارف أبو عبد الله محمد بن مسعود بن محمد الطالبي السملالي المعدِري البونعماني السوسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد عام 1282هـ/1865م في بلدة تِمْجَّاض من قبيلة آيت برييم، على بعد أربعين كيلومتراً من مدينة تيزنيت، وينتمي إلى أسرة آل مسعود العلمية السملالية المعروفة، وبرزت مكانة أسرته العلمية منذ تصدَّر والده مسعود المعدري للتدريس في المدرسة البونعمانية حوالي عام 1279هـ/1862م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ المترجَم حياته العلمية تحت رعاية والده، فحفظ عليه القرآن الكريم، وأخذ عنه المبادئ الأولية للعلوم، كالعربية (من لغة ونحو وصرف)، والفقه بفروعه، وغير ذلك، ثم أتم تحصيل بقية العلوم عن مشايخ كثر، حيث أخذ المنطق والحساب عن شيخه أحمد بن إبراهيم الأكراري، ومحمد بن العربي الأدوزي، وأخذ الحساب والفرائض عن أستاذه إبراهيم بيرعمان المعروف بذي الجمال، وعن الشيخ عمر الدهوز البرييمي، وعاصر جلة من العلماء أخذ عنهم علوم الرواية والدراية، منهم: الحاج ياسين السملالي الجزولي، والحاج أحمد بن عبد الرحمن التملي الجشتيمي، والشيخ الحسن بن مبارك البعقيلي التيمدزتي، ولم يغفل مترجمنا العناية برياضة نفسه؛ إذ أخذ التصوف عن أقطاب عصره في هذا الفن، منهم الشيخ علي بن أحمد الإلغي مؤسس الزاوية الإلغية الدرقاوية، والشيخ علي بن عبد الله الإلغي، والشيخ الحسن بن أحمد بن إبراهيم السملالي، والشيخ محمد بن أحمد بن حسين الأكلويي التمكتشتي الكرسيفي، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد حَصَّل مترجَمنا على جملة من الإجازات العلمية شهدت له بطول الباع في العلوم والآداب، ممَّا أهَّله للتدريس في مدرسة والده وهو ابن سبع وعشرين سنة، فمكث بالمدرسة البونعمانية يدرس لمدة تزيد عن عشرين سنة، انقطع خلالها للتدريس والقضاء والإفتاء، وقد شملت دروسه مختلف العلوم والفنون من تفسير، وحديث، وأصول فقه، وفقه، وتوحيد، ومنطق، ومصطلح الحديث، وسير، وعلوم اللغة والأدب، وتاريخ...، فكان قميناً بالعلامة المختار السوسي أن يحليه بقوله: «كان أفضل عالم سوسي خاض في كل العلوم المعروفة في عصره».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان للشيخ محمد بن مسعود السملالي جملة تلاميذ قصدوه من جميع نواحي سوس والصحراء، لا يتسع المجال لذكرهم، وقد ذكر المختار السوسي في كتابه «المعسول» خمسة وستين ممن عرف أسماءهم، منهم إخوته: أحمد والطاهر وإبراهيم، والأديب محمد بن محمد الحضيكي، ومحمد بن أحمد أعُمو القاضي التيزنيتي، وغيرهم، وتلاميذ آخرون أخذوا عنه الطريقة الشاذلية لا يحصون. خلف مترجَمنا العديد من الآثار العلمية تنيف على الأربعين، ما بين منظوم ومنثور، منها: «مختصر أزهار الرياض للمقري»، و«المنهل الصافي» ترجم فيه لرجال الطريقة الشاذلية، وتأليف سماه«أخبار الشيخ سعيد المعدري»، و«تحفة الرسول» في التوحيد، و«إجازات»، و«كناشة»، و«تعليقات على نسخته من المحلى على جمع الجوامع»، و«نظم رجال البخاري» لم يتم، و«نظم في العروض»، و«رسالة في حكم السماع والوجد عند الصوفية»، وشرح رسالة ابن زيدون الهزلية«»، و«تاريخ لرجال المغرب» لم يتم، قال المختار السوسي: كتب منه كثيرا في حرف العين، وقال ابن سودة: منه كراريس في الخزانة المسعودية بسوس، وله «نظم في ديوان»، و«تحفة الأكايس» وهو عبارة عن أجوبة فقهية، و«تأليف في مسألة الآذان وإقامة الصلاة»، وغير ذلك من التآليف التي تجلو عن ذهن وقاد. توفي مترجَمنا رحمة الله عليه بعد مرض أصابه، وهو في أول كهولته لم يتجاوز ثماني وأربعين سنة، وذلك يوم الخميس 18 ربيع الأول عام 1330هـ/ 7 مارس 1912م، ودفن بالمعدر بجانب قبر والده. مصادر ترجمته: المعسول للمختار السوسي:(13/5 وما بعدها)، سوس العالمة:(207)، خلال جزولة:(4/24)، الأعلام للزركلي:(7/96)، دليل مؤرخ المغرب:(1/251)، إتحاف المطالع ضمن موسوعة أعلام المغرب:(8/2868)، معلمة المغرب:(6/1878-1880).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن الشَّاط السبتي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو أبو القاسم القاسم بن عبد الله بن محمد الأنصاري المعروف بابن الشَّاط، نسبةً إلى جده، وكان رجلا طويلا فجرى عليه هذا الاسم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بمدينة سبتة عام (643هـ)، وبها نشأ وتلقى علمه، على ثلةٍ من علماء عصره، منهم الأستاذ الكبير أبي الحسين ابن أبي الربيع السبتي، وبه تأدّب، وابن الغماز، وأبي جعفر الطبّاع، وأبي يعقوب المحاسبي، والطبيب أبي عبد الله محمد بن علي العبدري الأبذي، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان شيخا فاضلا، حسن القَبول والمؤانسة، عالي الهمّة، نزيه النفس، وكان عارفا بالأصلين، والفروع، والفرائض، والحساب، حسن المشاركة في العربية، تصدى للتدريس، وكان مجلسه مَأْلفاً للطلبة، والنبلاء من العامة، ومن ثناء العلماء عليه قول لسان الدين ابن الخطيب: ((نسيج وحده في إدراك النظر، ونفوذ الفكر، وجودة القريحة، وتسديد الفهم، إلى حسن الشمائل، وعلو الهمة، وفضل الخلق، والعكوف على العلم، والاقتصار على الآداب السنية، والتحلي بالوقار والسكينة، أقرأ عمره بسبتة الأصول والفرائض، متقدما موصوفا بالأمانة، وكان موفور الحظ من الفقه، حسن المشاركة في العربية، كاتبا مترسلا، ريّان من الأدب، ذا مماسة في الفنون، ونظر في العقليات)). وكان قرينه وبلديه الحافظ ابن رشيد السبتي يعده أحد رجلين لم ير بالمغرب عالما غيرهما.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ومن أشعاره المستحسنة قوله:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]يا أهل غرناطة إني أودعكم ودمع عيني من جرّاكم جار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تركت قلبي غريبا في دياركم عساه يلقى لديكم حرمة الجار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]أخذ عنه جملة من الجِلَّة أمثال: الشيخ الأستاذ أبي زكريا بن هذيل، والشيخ أبي الحسن بن الجباب، والشيخ أبي البركات البِلفيقي، والقاضي أبي بكر ابن شبرين، وأبي القاسم الحسني الشريف، والوزير أبي عبدالله ابن الحكيم، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من مؤلفاته: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ أنوار البروق في تعقب مسائل القواعد والفروق، مطبوع بحاشية الفروق للقرافي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ـ غنية الرائض في علم الفرائض. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ تحرير الجواب في توفير الثواب، رسالة وجيزة ستنشر في مجلة الإحياء قريبا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ فهرسةٌ حافلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ رسالة في علم الإسطرلاب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت وفاته رحمه الله آخر عام ثلاثة وعشرين وسبعمائة، وقد استكمل الثمانين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]للتوسع في ترجمته ينظر: الإحاطة لابن الخطيب(4/259-262)، والديباج المذهب لابن فرحون (2/139-140)، ودرة الحجال لابن القاضي(3/270-271)، وشجرة النور الزكية لمخلوف(1/311)، معلمة المغرب ( 15/5238-5239).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو سالم العياشي(ت1090هـ)[/font]
[font=&quot]هو العلامة الفقيه والرّحالة الأديب والمحقق النِّحرير والمسند الحجة أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي، يلقب بعفيف الدين المالكي، واشتهر بكنيته، يرجع نسبه إلى قبيلة آل عياش البربرية المتاخمة لبلاد الصحراء، ويتصل نسبه بالأدارسة الأشراف.[/font]
[font=&quot]ولد ليلة الخميس أواخر شعبان من سنة(1037هـ)، في بيت معروف أهله بالعلم والديانة والعفاف، وصادفت ولادته ونشأته بداية إشعاع الزاوية العياشية التي أسسها أبوه محمد بن أبي بكر سنة(1044هـ)، بغرض نشر العلم وتربية الناس، وعلى يديه أخذ المترجَمُ القرآن الكريم ومبادئ العلوم، ولذلك صدّر فهرسته الحافلة «اقتفاء الأثر» بترجمته، فقال:«أولهم وأولاهم بالتقديم والدي أسكنه الله فسيح جنته، وتغمدنا وإياه برحمته، رباني فأحسن تربيتي، وغذَّاني بنفائس علومه فأحسن تغذيتي، قرأت عليه القرآن العظيم غير ما مرّة»، وتوفي سنة(1067هـ).[/font]
[font=&quot]لم يشف غليله ما أخذه عن والده وشيوخ الزاوية من بلده، فرغب في توسيع دائرة معارفه، فرحل سنة(1053هـ) إلى الزاوية الناصرية بمنطقة درعة، وحضر مجالس الشيخ محمد بن ناصر الدرعي(ت1085هـ)، في الفقه والتفسير والنحو والحديث والتصوف، ثم انتقل إلى فاس حاضرة العلم والعلماء في وقته، فأخذ عن أعلامها أمثال الشيخ العارف أبي محمد عبد القادر بن علي الفاسي(ت1091هـ)، وشيخ الجماعة الفقيه المدرّس أبي العباس أحمد بن موسى الأبَّار(ت1071هـ)، والعلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد ميارة الفاسي(ت1072هـ).[/font]
[font=&quot]ولما استوعب أبو سالم الواقع العلمي والصوفي والأدبي في المغرب تاقت نفسه إلى المشرق، حيث كانت الرحلة من التقاليد المتبعة عند علماء الإسلام، من أجل الاستزادة من العلم والـمَتْح من معارف أهله، ويتحدث العياشي عن دوافع رحلاته المشرقية قائلا:«أخذت عن الأعلام الذين أدركتهم بالمغرب قليلا، فلم يشف ما لديهم مما أجد غليلا، ولا أبرأ عليلا؛ لأنهم اقتصروا من الكتب على ما اشتهر، واستغنوا عما غاب بما ظهر، دون المسلسلات والأجزاء الصغار...فلما مَنَّ الله تعالى بالرحلة إلى البلاد المشرقية أولا وثانيا، ولعنان العزم نحو الرواية ثانيا تتبعت ذلك في مظانه».[/font]
[font=&quot]ومن شيوخه المشارقة شيخ المالكية بمصر العلامة أبو الحسن علي الأجهوري(ت1066هـ)، والشهاب أحمد بن محمد الخفَّاجي أفندي(ت1069هـ)، والشيخ محمد بن علاء الدين البابلي المصري(ت1076هـ)، ومفتي المالكية بمكة تاج الدين بن أحمد بن إبراهيم المكي الأنصاري(ت1070هـ)، وغيرهم ممن ترجم لهم في فهرستة.[/font]
[font=&quot]وقد مكنت هذه الرحلات أبا سالم من الغوص في العلوم الإسلامية، من تفسير وفقه وحديث ولغة ونحو وأدب، وجمع مكتبة قل نظيرها في عصره، لما تضمنته رفوفها من كنوز ونوادرَ، في مختلف العلوم نقليةٍ وعقليةٍ، وبذلك أصبح من ألمع علماء عصره، تُشَدُّ إليه المطايا من مختلف الآفاق، وجلس للتدريس والتأليف وتخرَّج على يديه زمرة من علماء وقته، أولهم ابنه حمزة بن أبي سالم(ت1130هـ)، وابن أخته محمد بن عبد الجبار العياشي(ت1090هـ)، وأديب العصر محمد بن قاسم بن زاكور الفاسي(ت1120هـ)، والمحدث أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي(ت1129هـ)، كما أجاز مجموعة من العلماء.[/font]
[font=&quot]وحظيت شخصية أبي سالم العياشي بتقدير كبير من معاصريه أو ممن جاء بعده فحَلَّوْه بأحسن الأوصاف، وكريم الأخلاق، فهذا صاحب «صفوة من انتشر»، يصف أبا سالم بأنه«أحد من أحيا الله بهم طريق الرواية بعد أن كانت شمسها على أطراف النخيل، وجدَّد من فنون الأثر كل رسم محيل»، وقال العلامة محمد بن الطيب القادري(ت1187هـ)، في «نشر المثاني»:«العلامة الكبير المحقق النّحرير الفاضل المشارك في أنواع العلوم والمدارك الرحالة الجوّال الفصيح القَوَّال».[/font]
[font=&quot] وبجانب الاشتغال بالتدريس أكبَّ المترجَم على التأليف فترك جملة من المؤلفات التي أغنى بها المكتبة الإسلامية فاقت الأربعة والعشرين كتابا، أجلها: الرحلة الكبرى الموسومة بـ«ماء الموائد»، وُصِفت بأنها أعظم رحلات أهل المغرب العلمية، وقارنها بعضهم برحلة ابن رُشيد السبتي(ت721هـ)، في كثرة الفوائد، وله كذلك فهرسة كبرى سماها«اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر»، وصغرى بعنوان«إتحاف الأخلاء بأسانيد الأجلاء»، و«هالة البدر في نظم أسماء أهل بدر»، و«معونة المكتسب وبغية التاجر المحتسب»، وهو رجز نظم فيه بيوع ابن جماعة التونسي، وشرحها في «إرشاد المنتسب إلى فهم معونة المكتسب»، وإجازات وقصائد في المدح، إلى غير ذلك من المؤلفات المنبئة عن علو كعبه، وسمو منزلته، وغزارة علمه.[/font]
[font=&quot] بعد حياة مليئة بالعطاء توفي العلامة أبو سالم العياشي يوم الجمعة 17 ذي القعدة من سنة(1090هـ)، بعدوى الطاعون الذي اجتاح المنطقة في ذلك الوقت، فرحمه الله رحمة واسعة.[/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة:صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر للإفراني(ص325)، ونشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني(2/254)، واقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر للمترجَم مع مقدمة التحقيق، ومن أعلام الفكر والأدب في فجر الدولة العلوية: أبو سالم العياشي المتصوف الأديب، لعبد الله بنَّصر العلوي.[/font]
[font=&quot]إنجاز: ذ.جمال القديم[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن سعيد الزموري الصنهاجي أنقشابو ق8هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العلامة الفقيه القاضي العدل: محمد بن سعيد بن عثمان بن سعيد الصنهاجي الهنائي البرنسي الزموري الدار، الشهير بـ: أنقشابو، وبعضهم يكتبه: أنقشاب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لم تذكر مصادر ترجمته سنة ولادته، ولا مكانها، ولا شيئا عن مراحل تعليمه الأولي، ولا أماكن تعليمه، وعلى من تتلمذ في أول الطلب، ولا على من كان تخرجه الأولي، ولا سنة وفاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لكنه من المؤكد أنه كان من أهل القرن الثامن كما يدل تتلمذه لأبي حيان وغيره من أعلام القرن الثامن، ونص عليه العلامة كنون في النبوغ المغربي صراحة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقد أثنى عليه من ترجمه بصفات جليلة، ونعوت حميدة دالة على فضل ونبل وسبق علم، وزهد وصلاح وتقوى وورع، على عادة الأشياخ والعلماء النبهاء الربانيين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] نعته كل من ابن القاضي في جذوة الاقتباس: بالشيخ الفقيه القاضي العدل الأرضى المحدث الراوية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وزاد التنبكتي في كفاية المحتاج ونيل الابتهاج: الواعية المدرس المتقن المتفنن المصنف الحاج الرحلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذه الأوصاف والنعوت دالة على علم وافر، ودين ظاهر، ووقار بارز.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] رحل وحج، بل إن وصفهم له بالرحلة دال على كثرة التسيار، وطلب أهل العلم، والسعي إلى مراكز الثقافة كي ينهل من علوم أساتذتها، ويكرع من حياض فنونهم، لكن شح المصادر جعلت معرفة أماكن رحلته صعبة التتبع، اللهم ما ذكر عنه أنه أخذ بفاس عن الفقيه الحافظ القاضي محمد بن علي بن عبد الرزاق الجزولي، أو عن علماء مصر ـ القاهرة ـ والاسكندرية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكذا ما ذكروه عنه عن شيخه في باب الحج من شرحه على ابن الحاجب أنه حدثه شيخه شيخ المالكية بمكة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وهذه الأماكن المذكورة لا تفيدنا كثيرا إذ أن غالب أهل الرحلات في القديم خاصة يمرون بهذه الأماكن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ أنقشابو عن جلة من أهل العلم والفضل، منهم:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- محمد بن علي بن عبد الرزاق أبو عبد الله الجزولي (ت:758هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- محمد بن يوسف أبو حيان أثير الدين الغرناطي (ت:745هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أحمد بن عبد الرحمن المكناسي أبو العباس المعروف بالمجاصي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- محمد بن محمد بن أحمد أبو عبد الله المقري الجد (ت:759هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- خليل المكي، هو: محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله المالكي المالقي المكي، شهر بخليل، (ت:760هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد تتلمذ ولاشك على العلامة أنقشابو عدد غير قليل من التلاميذ؛ وتخرج له عدد من أهل العلم والفضل، إلا أن المصادر لم تسفر عنهم، والذي وقفت عليه من ذلك حسب المتوفر واحد فقط: هو ابن الأحمر، إذ هو عمدة من ترجموه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأيضا فإن من بلغ هذه المرتبة من العلم لابد أن يكون تصدى لبث علمه بطون الكتب لذا فقد ترك رحمه الله: «معتمد الناجب في إيضاح مبهمات ابن الحاجب»، و«كنز الأسرار و لاقح الأفكار»، و«شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني»، وقد عبر ابن القاضي بصيغة التمريض في نسبة هذا الشرح إليه (جذوة الاقتباس:238)، أما التنبكتي فلم يشر إليه البتة، ولعل العلامة كنون ـ رحمه الله ـ اعتمد على مرجع آخر لم أره فنسبه إليه في النبوغ صراحة، (النبوغ المغربي: 1/218). [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] مصادر ترجمته: جذوة الاقتباس: (القسم الأول:238). نيل الابتهاج: (2/119). كفاية المحتاج: (ص:356).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: ذ. سعيد بلعزي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو العباس الونشريسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العلامة المشارك، الفقيه المحصِّل، المصنِّف الأبرع، حامل لواء المذهب المالكي في عصره، أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي، التلمساني المنشأ والأصل، الفاسي المنزل والمدفن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ عن خيرة علماء بلده تلمسان، منهم الإمام أبو الفضل قاسم بن سعيد العُقباني (ت854هـ)، وولده القاضي أبو سالم إبراهيم بن قاسم (ت880هـ)، وحفيده الإمام الرحالة محمد بن أحمد بن قاسم (ت871هـ)، والإمام شيخ المفسرين والنحاة أبو عبد الله محمد بن العباس الشهير بابن العباس(ت871هـ)، والحافظ المحصِّل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عيسى بن الجلاب(ت875هـ)، والعالم المشارك، المؤلف النّظّام أبو العباس أحمد بن زكري (ت899هـ)، والعالم الخطيب الصالح أبو عبد الله محمد بن محمد ابن مرزوق الكفيف (ت910هـ)؛ أخذ عنه مرويات سلفه الإمام الجد والوالد والحفيد، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعلى إثر المحنة التي تعرض لها ببلده تلمسان بانتهاب داره من جهة السلطان، فَرَّ أبو العباس هاربا إلى فاس، وكان ذلك في أول المحرم من سنة (874هـ)- وكان حينها ناهز الأربعين من عمره- فاستوطنها، وعلى جلالة قدره كان يحضر مجالس قاضي الجماعة بها أبي عبد الله محمد بن عبد الله اليفرني المكناسي (ت917هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واستطاع أبو العباس الونشريسي أن يجد لنفسه بمنزله فاس مكانا ضمن كبار العلماء الذين ذاع صيتهم، وكان زمام العلم بأيديهم، كالشيخ أبي عبد الله القوري (ت872هـ)، والشيخ أبي العباس أحمد بن محمد البرنسي الشهير بزروق (ت899هـ)، والشيخ أبي عبدالله محمد بن غازي المكناسي (ت919هـ)، وغيرهم كثير، فكان له مجلس يعكف فيه على تدريس المدونة، ومختصر ابن الحاجب الفرعي، وغير ذلك من العلوم التي كان متمكنا من ناصيتها، فتخرَّج عليه خَلْقٌ من العلماء ممن كانت إليهم أمور التدريس والقضاء والفتيا من بعده، منهم الفقيه النوازلي أبو عياد بن فليح اللمطي(ت936هـ)، تفقه عليه، ولازمه في مختصر ابن الحاجب ، والفقيه الصالح، شيخ الفقهاء بسوس أبو محمد الحسن بن عثمان الجزولي (ت932هـ)، لازمه إلى سنة (908هـ) وقت رحيله، والفقيه أبو محمد عبد السميع المصمودي، لازمه أيضا في مختصر ابن الحاجب، والقاضي أبو عبدالله محمد بن القاضي الناظر أبي عبد الله محمد الغَرْدِيسي التَغْلِبي (ت897هـ)، وبخزانته انتفع في تصنيف كتاب المعيار، فهي معتمده في فتاوى فاس والأندلس، ومنهم عالم فاس وفقيهها وحامل لواء المذهب بها أبو الحسن علي بن هارون المظغري (ت951هـ)، ومحمد بن عبدالجبار الوَرْتَدْغِيري، وولده قاضي قضاة فاس عبدالواحد بن أحمد بن يحيى الونشريسي (ت955هـ)، وغير هؤلاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما يدل على مكانة الونشريسي بين علماء عصره، شهادة كبار العلماء له بالفضل، والعلم، والريادة، فهذا معاصره ابن غازي يقول وقد مرَّ به المترجم يوما بجامع القرويين: «لو أن رجلا حلف بالطلاق أن أبا العباس الونشريسي أحاط بمذهب مالك: أصوله، وفروعه، لكان بارّاً في يمينه، ولا تطلق عليه زوجته؛ لتبحره، وكثرة اطلاعه، وحفظه، وإتقانه، وكل من يطالع تواليفه يقضي بذلك».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما نوّه به في رسالة أجابه فيها عن مسائل علمية، والتي جعل عنونها: الإشارات الحسان إلى حَبر فاس وتلمسان. وحلّاه ابن عسكر في دوحته بقوله: الشيخ الإمام، العالم العلامة، المصنف الأبرع، الفقيه الأكمل الأرفع، البحر الزاخر، والكوكب الباهر، حجة المغاربة على أهل الأقاليم، وفخرهم الذي لا يجحده جاهل ولا عالم... كان - رحمه الله - من كبار العلماء الراسخين، والأئمة المحققين.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقال أحمد المنجور في فهرسته: وكان مشاركا في فنون العلم إلا أنه لما لازم تدريس الفقه يقول من لا يعرفه: إنه لا يعرف غيره، وكان فصيح اللسان والقلم حتى كان بعض من يحضره يقول: لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فِيهِ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى غير هذا من عبارات الثناء والإطراء التي قالها العلماء في حقه. وقد أثرى المترجم الساحة العلمية المالكية بتآليفه الرفيعة البديعة، وتصانيفه الجامعة النافعة، منها: كتاب المعيار الـمُعْرب عن فتاوى أهل أفريقية والأندلس والـمغرب، وهو من أعظم الكتب التي كادت تحيط بمذهب مالك، والكتاب مطبوع متداول، ومنها: كتاب المنهج الفائق والمنهل الرائق بأدب الموثق وأحكام الوثائق، وكتاب غنية المعاصر والتالي في شرح فقه وثائق أبي عبد الله الفشتالي، وعدة البروق في تلخيص ما في المذهب من الجموع والفروق، وكلها مطبوعة على الحجر بفاس، ومنها: مختصر أحكام البرزلي، وكتاب إيضاح السالك إلى قواعد الإمام مالك، وكتاب وفياته الذي وضعه ذيلاً على كتاب شرف الطالب في أسنى المطالب لابن قنفد القسنطيني، وكلها مطبوعة، وتعليق على مختصر ابن الحاجب الفرعي، في ثلاثة أسفار، له نسخة بالخزانة الملكية بالرباط، وغيرها من المؤلفات الغزيرة، سواء تلك التي ضمنها كتابه المعيار، أو التي أفردها بالتأليف، وله فهرسة ضمنها أسماء شيوخه ومروياته، رُويت عنه. وبعد هذه الحياة المليئة بالعلم أخذا وعطاءً، وتدريسا وتأليفا، لبى أبو العباس الونشريسي نداء ربه عز وجل، فوافاه الأجل يوم الثلاثاء عشرين من صفر سنة (914هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد رثاه الفقيه أبو عبد الله محمد ابن الحداد الوادي آشي بقطع من الشعر منها قوله: لقد أظلمت فاس بل الغرب كله بموت الفقيه الونشريسي أحـمد رئيس ذوي الفتوى بغير منازع و عارف أحكام النوازل الأوحد له دُربة فيها ورأي مسدد بإرشاده ا لأعلام في ذاك تهتدي و تالله ما في غربنا اليوم مثله و لا مـن يدانيه بطول تــردد عليه من الرحمن أفضل رحمة تـروح على مثـواه وتغتـدي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]دوحة الناشر لابن عسكر (48)، وجذوة الاقتباس لابن قاضي المكناسي(156-157)، ودرة الحجال له (1/91-92) )، ونيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتي (135-136)، ونفح الطيب للمقري (5/204)، وطبقات الحضيكي (1/23-24)، سلوة الأنفاس (2/171-173)، والأعلام للزركلي (1/269-270)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (274-275)، فهرس الفهارس والأثبات لعبد الحي الكتاني (2/1122-1123).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د.مصطفى عكلي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ابن الحَذَّاء القرطبي(ت416هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الحافظ المحدث، والفقيه الكبير، والخطيب المفَوَّهُ، أبو عبد الله محمد بن يحيى بن محمد بن داود التميمي الأندلسي يعرف بابن الحَذَّاء، من أسرة علمية عريقة عرفت بالعلم والنباهة. ولد في المحرم من سنة (347هـ) بقرطبة عاصمة العلم والخلافة، وتردد على حلقات الشيوخ، فأخذ عن أبي بكر محمد بن يبقى بن زَرب (ت381هـ) الذي استَخَصَّهُ منذ صغره وتفقه عنده، وأبي بكر محمد بن عمر ابن القُوطِية(ت367هـ)، وأبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي(ت392هـ)، ورحل إلى المشرق فدخل القيروان، وأخذ بها عن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني (ت386هـ)، وبمصر عن أبي الطاهر محمد بن محمد الذهلي (ت367هـ)، وأبي القاسم الجوهري (ت381هـ)، وبمكة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي كان حيا سنة (373هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعدما استكمل رحلة الأخذ والتلقي عن الشيوخ، تصدى للتعليم وغدا مدرسةً يقصدها الطلبة من كل الآفاق، فدرَّس بقرطبة، ومدينة سالم، وسرقُسطة، وكانت جل حلقاته في الحديث؛ متونه ورجاله، وتخرج على يديه عدد من الحفاظ أمثال حافظ الأندلس أبي عمر يوسف بن عبد البر (ت463هـ)، وأبي مروان عبد الملك بن إسماعيل بن فورْتش (ت437هـ) وولديه أبي عمر أحمد (ت467هـ)، وأبي محمد عبد الله (ت436هـ) ابنا الحَذَّاء، وجماعة آخرين.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإلى جانب مهمة التدريس شغَل المترجَم منصب القضاء ببجّانة، ثم إشبيلية، وأخيرا بتُطِيلَة، وكان مع ذلك في عداد المشاوَرين بقرطبة، وتولى أيضا خِطة الوثائق السلطانية، وبعد هذا، فلا عجب أن يُحلي العلماء ابنَ الحذاء بأسمى عبارات المدح والثناء، ويشهدوا له بالحفظ والفقه والإتقان وحسن السلوك، فقد نقل القاضي عياض عن ابن عفيف أنه أثنى عليه بقوله:«كان أبو عبد الله هذا فقيها، عالما، يقظا، متفننا في الآداب، حافظا للرأي، مميزا للحديث ورجاله، بصيرا بالوثائق... وغلب عليه الحديث فَبَذَّ في علومه أهلَ زمانه»، وقال أبو علي الغساني:«كان أبو عبد الله ابن الحذَّاء أحد رجال الأندلس فقها، وعلما، ونباهة، متفننا في العلوم، يقظا؛ ممن عني بالآثار، وأتقن حملها، وميَّز طرقها وعللها، وكان حافظا للفقه، بصيرا بالأحكام إلا أن علم الأثر كان أغلبَ عليه».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف أبو عبد الله ابن الحَذَّاء كتبا نافعة، تلقاها العلماء بعده بالقبول، وبعضها قرئ عليه في حياته، منها:«التعريف بمن ذكر في الموطأ من النساء والرجال» وهو مطبوع، و«الاستنباط لمعاني السنن والأحكام من أحاديث الموطأ»، و«الإنباه في أسماء الله»، و«البشرى في عبارة الرؤيا»، و«كتاب الخطب والخطباء». توفي رحمه الله يوم السبت قبل طلوع الشمس لأربع خلون من شهر رمضان سنة (416هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بغية الملتمس (ص146)، ترتيب المدارك (8/5)، الصلة (2/505)، معجم الأدباء (6/1276)، الديباج المذهب (2/218)، مقدمة تحقيق كتاب التعريف بمن ذكر في الموطأ من النساء والرجال (1/251) وما بعدها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.جمال القديم.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أحمد بن المامون البلغيثي (تـ1348هـ/1929م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ الإمام، عَلَم الأعلام، القاضي الفقيه، الحافظ الحجة، أحمد بن المأمون بن الطيب بن المدني بن عبد الكبير بن عبد المومن بن مَحمد ـ فتحاً ـ العلوي البلغيثي الحسني، الفاسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بمدينة فاس عام (1282هـ/1865م)، في بيت شهير بالعلم، والنباهة، وأصالة الحسب، تعدد فيهم العلماء والفضلاء والكُتّاب والأدباء، ودرس بها على أفذاذ شيوخ الزمان؛ من أمثال جعفر بن إدريس الكتاني، والمهدي بن الطالب بن سودة، ودخل القرويين سنة 1285هـ فقرأ على الإمام أبي عبد الله الحاج محمد بن المدني كنون، والقاضي مولاي أحمد بن محمد العلوي، والفقيه أبي عبد الله محمد بن التهامي الوزاني، والفقيه أبي العباس أحمد بن الخياط، وغيرهم، ولقي العلامة النابغة أبا عبد الله السيد محمد بن يحيى الولاتي فأجازه، ورحل إلى المشرق ثلاث سنوات 1307-1328-1345 فدخل مصر، والحجاز وأدى الفريضة والزيارة، ولقي الأديب الشيخ عبد الجليل برادة فسمع منه صحيح البخاري وأجازه عامة مروياته، ومُسْنِد المدينة أبا الحسن علي ظاهر الوتري سمع منه الحديث المسلسل بالأولية وغيره، واستجاز أيضا الشيخ عثمان بن عبد السلام الداغستاني المدني، والشيخ بدر الدين بن يوسف المغربي الحسني الدمشقي وزاد الأخير بأن استنابه في أن يجيز عنه من رآه أهلا، ولقي بمصر الشيخ سليم البشري، وغيره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان البلغيثي ـ على قول الكانوني ـ فقيها، إماما، مشاركا، علاّمة، أديبا، لَوذعيا، لطيف الأخلاق، خفيف الرُّوح، متضلّعا في الفقه، والأصول، والحديث، والتفسير، والعربية، واللغة، والصّرف، والأدب، والبيان، والبديع، رحّالةً، جوّالاً، مُكثرا من لقاء أهل العلم والأدب، دؤوبا على التدريس والنشر، درّس في غيرما فن من الفنون العالية، وجمع إلى ذلك نباهة الذكر، ورِفعة القدر، ووُفور الحرمة والجاه عند الملوك فمن دونهم، تولى خطة القضاء قبل الحماية بالصويرة مرتين، وبالعرائش، ثم عُيّن عضوا بمجلس الاستئناف الشرعي بالرباط مرتين، فكان أكثر مقامه بمنزل باشا سلا العلامة الحاج محمد الصبيحي الذي كان شبه نادٍ علمي أدبي يغشاه كل مساء علماء العدوتين وأدباؤها، كما تولى قضاء الدار البيضاء ومكناس، ولم يقرّ له قرار في مختلف الوظائف التي شغلها لصلابته في الحق وعدم مداراته فيه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عُنِيَ الفقيه البلغيثي عناية كبيرة بالتأليف، فكان ـ رحمه الله ـ لا يجف له قلم في التحرير نظما ونثرا، فمن جملة ما أبدعت يداه: كتاب «الإبتهاج بنور السراج»، شرح فيه منظومة القاضي الأديب العربي المسّاري في آداب طالب العلم وما ينبغي له في سفرين، ملأه بشيء كثير من الآداب والفكاهات واللطائف، طبع بمصر، وكتاب «نتيجة الصبر في حكم الصلاة على الميت في القبر»، وسبب تأليفه أنّ إماما أذن له السلطان المولى يوسف أن يصلي بهم إماما على جنازة، فكبر ثلاث تكبيرات فقط خجلا منه، فأعاد مؤلفنا هذا الصلاة على القبر، وكتاب «مجلّي الحقائق فيما يتعلق بالصلاة على خير الخلائق ﷺ»، جمع فيه صيغ الصلوات الواردة، طبع بمصر، وكتاب «سياق الخسارة في بضاعة من يحطّ من مقام التجارة»، وترجمة لنفسه المسماة «تـجيير طُرسي بعبير نفسي في التعبير عن نفسي»، و«الرحلة الحجازية» نظما ونثرا، وغير ذلك كثير من التقاييد الماتعة، والتصانيف النافعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي يوم الثلاثاء سابع رجب عام 1348هـ/1929م، توفي الفقيه البلغيثي بعد أن تراكمت عليه الأمراض والعلل، وكانت جنازته مشهودة، وعَظُم المصاب بموته، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سل النّصال (54)، إتحاف المطالع (2/453)، جواهر الكمال (1/54)، معجم الشيوخ لعبد الحفيظ الفاسي (103)، معلمة المغرب (4/1339).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو المحاسن الفاسي تــ 1013هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هو الشيخ يوسف بن محمد أبو المحاسن، القصري الفاسي. ولد بالقصر الكبير سنة 937هـ ، وبه نشأ، وحفظ القرآن الكريم، وأحكم قراءة نافع ضبطا ورسما على الشيخ أبي الحسن علي العربي، والفقيه الأستاذ أبي زيد عبد الرحمن بن محمدالخباز القصري، ثم قام برحلتين إلى فاس ، الرحلة الأولى مع والده قبل سنة 960هـ ، ثم جدد الرحلة بعد هذه السنة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأدرك بفاس جماعة من العلماء، منهم أبو عبد الله محمد بن أحمد اليستيني، وأبو محمد عبد الوهاب بن محمد الزقاق، ومحمد بن خروف التونسي، ومحمد بن عبد الرحمن بن جلال التلمساني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] اشتغل الشيخ أبو المحاسن بعد رجوعه من فاس، بالتدريس والإفتاء بالقصر الكبير، وأقام على ذلك أزيد من عشرين سنة، إلا أن نبوغ الشيخ ظهر في التصوف والسلوك، وكان وارثا لمقام أستاذه الشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن عيَّاد المجذوب،حيث انتهت إليه المشيخة بعد وفاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] و أخذ الكثيرون عنه الفقه والتصوف،منهم:أبناؤه أحمد وعلي والعربي،وأخوه عبد الرحمن العارف...[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكانت له عدة مكاتبات إلى أصحابه،منها مكاتبات في الحض على استحضاره تعالى في جميع الشؤون، والدعوة إلى الخمول والابتعاد عن الشهرة، والدعوة إلى الابتعاد عن الفتنة والتسليم للأقدار، والدعوة إلى الصبر عند البلاء، والدعوة إلى جمعية القلب على الله تعالى، والدعوة إلى الأخذ بالأسباب وعدم اليأس، والدعوة إلى التغافل عن العورات، وعدم الاهتمام للرزق، والدعوة إلى شهود الله تعالى في كل شيء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكانت وفاته رحمه الله بفاس ليلة الأحد الثامن عشر من ربيع الأول سنة 1013هـ،ودفن في قريب من الوسط، في الروضة المنسوبة له خارج باب الفتوح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن لأبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي الفهري (ت1052هـ)، دراسة وتحقيق محمد حمزة بن علي الكتاني، مركز التراث الثقافي المغربي الدار البيضاء- دار ابن حزم بيروت، الطبعة الأولى:1429هـ [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 2008م، شجرة النور الزكية:(1/295-296، رقم:1136)، الأعلام للزركلي: (8/252).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د.بوشعيب شبون[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد الواحد ابن عاشر الفاسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام، العالم العلامة، الورع الناسك، أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن علي ابن عاشر الأنصاري نسباً، الأندلسي أصلاً، الفاسي منشأ وداراً، المعروف بابن عاشر الفاسي، وهو من حفدة الشيخ الشهير أبي العباس ابن عاشر السلاوي (ت765هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بمدينة فاس عام 990هـ/1582م، وسكن بدار أسلافه الكبرى بحومة درب الطويل من فاس القرويين. بدأ تحصيل علومه بحفظ القرآن الكريم، فقرأه على يد الشيخ أبي العباس أحمد بن عثمان اللمطي، وأخذ القراءات السبع على يد الشيخ أبي العباس الكفيف، ثم على الشيخ أبي عبد الله محمد الشريف التلمساني(ت1052هـ)، كما أخذ الفقه عن جماعة من شيوخ عصره، أمثال: أبي العباس ابن القاضي المكناسي(ت1025هـ)، وابن عمه أبي القاسم، وابن أبي النعيم الغساني، وقاضي الجماعة بفاس علي بن عمران، وأبي عبد الله الهواري، وقرأ الحديث على العلامة محمد الجنان(ت1050هـ)، وعلى أبي علي الحسن البطيوي، وكان يتردد على الزاوية البكرية، فأخذ عن علمائها المبرزين، وحضر مجالس محمد بن أبي بكر الدلائي(ت1046هـ) في التفسير والحديث.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد أن تضلع مترجمنا في عدد من العلوم رحل إلى المشرق، فأخذ عن الشيخ سالم السنهوري(ت1015هـ)، وعن الإمام المحدث أبي عبد الله العزي، وعن الشيخ بركات الحطاب، وغيرهم، وحجّ سنة (1008هـ)، فالتقى بالشيخ عبد الله الدنوشري، وأخذ التصوف عن العالم العارف ابن عزيز التجيبي (ت1022هـ)، وعلى يده فُتِحَ عليه بسعة العلم والعمل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولابن عاشر رحمه الله مشاركة قوية في جل الفنون، وتبحر في عدد من العلوم، خصوصاً علم القراءات، والرسم، والضبط، والنحو، والإعراب، وعلم الكلام، والأصول، والفقه، والتوقيت، والتعديل، والحساب، والفرائض، والمنطق، والبيان، والعروض، والطب، وغيرها، وتذكر المصادر أنه تولى التدريس، والخطابة، وتشير إلى إقبال الطلبة عليه، ومن أبرزهم: أبو عبد الله محمد بن أحمد ميارة (ت1072هـ)، وأحمد بن محمد الزموري الفاسي(ت1057هـ)، ومحمد الزوين (ت1040هـ)، وعبد القادر الفاسي (ت1091هـ)، والقاضي محمد بن سودة (ت1076هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن أخلاقه رحمه الله التي اشتهر بها: الورع، والزهد، والاعتكاف، والجهاد، والتواضع، وحسن الخلق، وكان لا يأكل إلا من عمل يده، مثابراً على التعليم، كثير الإنصاف في المباحثة، وكانت له سلاسة في التعبير، وحسن العرض لدروسه في القرويين، ومن أقواله المأثورة في الإجازة:«لو لم يجيزوا إلا لمن أتقن ما بلغنا شيء»، وقوله في تلاوة القرآن للميت:«قراءة الحزابين عذر في التخلف عن الجنائز».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعبارات العلماء في الثناء على مترجمنا كثيرة، منها قول أبي عبد الله الكتاني في سلوة الأنفاس:«الشيخ الإمام الكبير، العالم العلامة الشهير، الحجة المشارك، الورع الناسك، الخطيب المقرئ المجاهد، الحاج الأبر الزاهد، شيخ الجماعة بفاس ونواحيها».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف الشيخ ابن عاشر رحمه الله تآليف عديدة نافعة، في غاية التحرير والإتقان، بلغت أربعة عشر كتاباً، كان أهمها وأشهرها نظمه في قواعد الإسلام الخمس ومبادئ التصوف، الذي سماه:«المرشد المعين على الضروري من علوم الدين»، وبه اشتهر وعرف، داخل المغرب وخارجه، فاعتنى به الناس حفظا، وشرحا، وتعليقا، وختما، ومن تآليفه أيضاً:«شرح مورد الظمآن في علم رسم القرآن»، و«شرح على مختصر خليل، من النكاح إلى العلم»، و«رسالة في عمل الربع المجيب»، و«تقييد على العقيدة الكبرى للسنوسي»، وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي ابن عاشر رحمه الله عن عمر يناهز الخمسين سنة، إثر إصابته بمرض مفاجئ يسمى على لسان العامة بـ:«النقطة»، وهو داء عصبي يؤدي إلى الشلل الكلي، وقيل: مات مسموماً بسبب سم وضع له في نوار الياسمين، وذلك يوم الخميس 3 ذي الحجة عام 1040هـ/الموافق لـ 3 يوليوز 1631م، ودفن من الغد بأعلى مطرح الجنة، بقرب مصلى باب فتوح بفاس، وبني عليه قوس معروف غرب روضة يوسف الفاسي، بجوار السادات المنجريين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الدر الثمين والمورد المعين لمحمد ميارة:(3)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر للصغير الإفراني:(124)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشر المثاني للقادري:(1/283)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التقاط الدرر للقادري:(91)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شجرة النور الزكية لمخلوف:(299)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الفكر السامي:(2/327)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس لأبي عبد الله الكتاني:(2/310-312)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]، معلمة المغرب:(17/5837-5838).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن أحمد المسناوي (ت 1136هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام الكبير، العالم الحجة الشهير، الدراكة الحافظ المتقن، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الدلائي، كانت ولادته بالزاوية البكرية من إقليم تادلا سنة(1072هـ)، في كنف أسرة اشتهرت بالعلم، والصلاح، والمشاركة السياسية، فنشأ في عفاف وصيانة، وثقة وديانة، ولم يعمر مترجمنا كثيرا بزاوية جده [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] بعد الاستيلاء عليها وخرابها- حتى رحل مع أهله إلى مدينة فاس، منبع العلم والعلماء، فتربع للنهل من معين كبار شيوخ عصره، أمثال: أبي محمد عبد القادر بن علي الفاسي (ت 1090هـ)، وأبي علي الحسن بن مسعود اليوسي (ت 1102هـ)، وأبي مروان عبد الملك بن محمد التجموعتي (ت1118هـ)، وأبي عبد الله محمد بن أحمد القُسَنْطِيني (ت1116هـ)، وأبي محمد عبد السلام بن الطيب القادري (ت 1110هـ)، وآخرين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعدما أخذ شيخنا بأوفر نصيب من مختلف الفنون، وتمت له ملكة العلم، تصدر بفاس لتدريس علم التفسير، والحديث، والفقه، وعلم الكلام، والسير، وعلم المعقول، وقام بذلك أحسن قيام، فأقبل عليه الطلبة من كل حدب وصوب للتتلمذ على يديه، أمثال: أبي عبد الله محمد بن حمدون بناني(ت 1140هـ)، وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن زكري الفاسي(ت 1144هـ)، وأبي العباس أحمد بن المبارك اللَّمَطي السجلماسي(ت1156 هـ)، وأبي عبد الله مَحمد بن عبد السلام بناني(ت 1163هـ)، وأبي عبد الله محمد المدعو الكبير السرغيني (ت 1164هـ)، وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس(ت 1182هـ)، وغيرهم من عامة علماء عصره ومصره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى جانب التدريس كان مترجمنا متوليا للإمامة والخطابة بالمدرسة العنانية، قبل أن ينتقل إلى مسجد المولى إدريس للقيام بنفس المهمة، فكان يأتي في خطبته بالعجب العجاب، وبما يسحر الألباب، إتقانا ولفظا، وبيانا وحفظا، ثم تخلى عن ذلك، وتولى الفتوى ثم تنحى عنها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد كان لمسار حياة محمد المسناوي أثر بليغ في نفس من لازمه، أو جالسه، وحتى من جاء بعده واطلع على سيرته وآثاره؛ إذ نجد ثناءاتهم عليه مكللة بأبهى الحلل، من ذلك ما أورده محمد بن الطيب القادري في نشره: «كوكب السحر الوقاد، العالم الحجة النقاد، فارس التعبير، وممارس التحبير، وتاج الكراسي والمنابر، وعين أعيان المشايخ الأكابر، شيخ الجماعة، وخاتمة المحققين، ورئيس الهداة، وقادة الموفقين». وقال في موضع آخر: «عالم الأقطار المغربية في وقته، حجة شهير، محقق كبير، فقيه، محدث، أصولي، بياني، مفسر، أديب، مؤرخ، عالم بالأنساب، صوفي، آخر النظار بفاس، وممن كان إليهم المرجع في العلوم، واتفق أهل زمانه في قصره ومصره على الاحتجاج به والتلمذ له». وفيه قال الحضيكي في طبقاته: «الفصيح الفهامة، عالم العلماء، وفقيه الفقهاء». وعنه قال عبد الله كنون في نبوغه: «أحد أركان الكلية القروية، وممن نَفَخ فيها رُوحَ التجديد، وقام بنهضة علمية صحيحة، كان راسخ القدم في علوم العربية، والفقه، والحديث، والتفسير، والكلام، آية في الحفظ والإتقان».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يكتف مترجمنا بما ذكرنا، بل قام بإعداد تآليف عديدة، تلقاها الناس بالقبول والاستحسان، نذكر منها: «نتيجة التحقيق في أهل النسب الوثيق»، و«القول الكاشف في صحة الاستنابة في الوظائف»، و«صرف الهمة إلى تحقيق معنى الذمة»، و«نصرة القبض والرد على من أنكر مشروعيته في صلاة الفرض» مطبوع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتوفي رحمه الله يوم السبت سادس عشر شوال سنة (ت1136هـ)، ودفن بعد صلاة العصر من يومه، في قبر حفره بيده قبل موته بنحو ثلاث سنوات، بروضة سيدي محمد العايدي خارج باب الفتوح من مدينة فاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: نشر المثاني(3/265-278)، التقاط الدرر(2/327-330)، طبقات الحضيكي(2/362)، شجرة النور الزكية(333-334)، الإعلام(6/27- 33)، النبوغ المغربي(1/286-287).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد الرحمن ابن زيدان (ت1365هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الفقيه العلامة البحاثة مُؤرِّخ المغرب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن علي، اشتهر بابن زيدان ومولاي الكبير، والده من أحفاد السلطان العلوي مولاي إسماعيل، ووالدته حفيدة السلطان مولاي عبد الرحمن، وُلد بمكناس سنة (1290هـ) وبها ترعرع في أحضان العائلة المالكة بقصر المحنّشة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأ ابن زيدان -رحمه الله- في طلب العلم والسماع من الشيوخ، فكانت البداية الأولى للتلقي والتحصيل بحاضرة مكناس مسقط رأسه، حيث حفظ القرآن وأخذ العلم عن ثلة من فقهاء بلده من بينهم والده محمد بن عبدالرحمن، وعمّه عبد القادر بن عبد الرحمن، وعن الشيخ الحسن بن اليزيد الحسني العلوي المكناسي وآخرين. وبعد دراسته الأولية هذه شدّ ابن زيدان الرِّحلة إلى فاس حيث اتّصل هناك بأفذاذ مثقفيها فدرس عليهم واستجاز من أعلامهم، ومن بين شيوخه في هذه المرحلة: الشيخ أحمد بن المأمون العلوي البلغيثي، والشيخ أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري، والشيخ المختار بن عبد الله السوسي وغيرهم، كما كان لمترجمنا اتصال بطائفة من علماء المشرق أثناء رحلته الحجازية لأداء مناسك الحج، حيث لقي الشيخ أحمد بن إسماعيل البرزنجي المدني الشافعي، والشيخ أحمد بن محمد الخطابي نزيل المدينة المنورة، والشيخ محمد بخيت بن حسين المطيعي المصري، وقاضي القيروان الشيخ مُحمد بن مَحمد العلاني الأنصاري، والشيخ عبد الستار بن عبد الوهاب البكري الصديقي الحنفي الهندي وغيرهم من الأشياخ الذين حوتهم فهرسته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما عُرف عن الشيخ رحمه الله كونه من أهل الذكاء وحفظ الأخبار، فقد جمع بين الفقه والأدب والشعر والتاريخ، أضف إلى ذلك ما كان يتصف به من كرم الأخلاق والتواضع والجود، وكان بيته مُنتدى للعلماء والباحثين والأدباء وطلبة العلم من مختلف الأجناس والمذاهب، وكانوا يجدون فيه المعلم والمدرس النموذجي. وأهلته مكانته العلمية لتولي منصب نائب مدير الأكاديمية العسكرية بمكناس والتدريس بها، كما ولي رحمه الله نقابة الأشراف العلويين ببلده، قال عنه تلميذه عبد السلام بن عبد القادر بن سودة المري: «اتصلت به من أواسط زمن لطلب، فكنت أذهب عنده إلى مكناسة الزيتون وأستفيد منه ومن خزانته العامرة، لأن منزله كان ملاقى للجميع وخصوصاً العلماء والطلبة...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان شغف ابن زيدان مُنصَبّاً على اقتناء الكتب وجمع نوادر المخطوطات والوثائق الهامة، فتشكلت لديه مكتبة كانت له سنداً قويا، ومصدراً فياضاً ساعده على الكتابة والتحرير في شتى الموضوعات؛ تاريخاً وفقهاً وأدباً وغير ذلك، فمن مؤلفاته القيِّمة والنادرة: كتاب «إتحاف أعلام الناس بأخبار جمال حاضرة مكناس»، «بغية المستهام في مدح خير الأنام»، «تبين وجوه الاختلال في مستند إعلان العدلية لثبوت رؤية الهلال»، «الدرر الفاخرة بمآثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة»، «العز والصولة في معالم نظام الدولة»، وله «فهرسة» شيوخه،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وله «تغيير الأسعار على من غاب الأشعار»، وغير ذلك من التآليف والتقاييد المفيدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبَعْدَ عمر كان ملؤه الدرس والمطالعة والتأليف، توفي مفخرة المغرب ونقيب الأشراف العلويين الشيخ ابن زيدان وذلك ظهر يوم السبت واحد وعشرين ذي الحجة الحرام عام خمس وستين وثلاثمائة وألف بمسقط رأس مكناسة الزيتون، وحضر جنازته العظيمة آنذاك ولي العهد المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معجم المطبوعات المغربية للقيطوني (148-150)، الأعلام للزركلي (3/335)، سل النصال (124-127)، إتحاف المطالع (2/510)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى (13)، التأليف ونهضته في المغرب لعبد الله بن العباس الجراري (344-350)، موسوعة أعلام المغرب (/3216-3219)، معلمة المغرب (14/4783-4785).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد التاودي بنسودة (ت 1209هـ/1795م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو أبو عبد الله محمد التاوُدي بن الطالب بن محمد بن علي بن سُودة-بضم السين وفتحها- الُمرِّي القرشي النجار، الغرناطي الأصل، ثم الفاسي المنشأ والدار، فقيه المالكية، وشيخ الجماعة بفاس، المعروف بالتاوُدي، نسبة إلى تاؤُدة قرية من أقاليم فاس، صار أهل المغرب عامة وأهل فاس خاصة يلقِّبون بها أبناءهم، تيمناً بولي الله محمد التاودي دفين فاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بفاس سنة 1111هـ/1700م، وبها نشأ وترعرع وسط أسرة ابن سودة، وهي من أعرق البيوتات العربية بفاس، ينتسبون إلى بني مُرّة القرشيين، وأصل هذا الفرع من دمشق الشام، ثم استوطنوا إقليمي إلبيرة ورَيّة من الأندلس، إلى أن هاجروا إلى فاس في القرن الهجري الثامن ، فنبغ أفرادها، وكان منهم قضاة، وأئمة، وخطباء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ أبو عبد الله تحصيله للعلم بأخذ علوم وقته عن شيوخ بلده أمثال: الشيخ أحمد بن جلون، والشيخ أحمد السجلماسي اللمطي، والشيخ محمد بن الكندوز، والشيخ محمد التماق، والشيخ بوجيدة الزموري، وغيرهم، وأخذ في رحلته إلى الحج عام (1191هـ) عن غير واحد من علماء المشرق ، فاستفاد منهم، وأفادهم، مثل الشيخ السّمان، والشيخ مرتضى الحسيني. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان رحمه الله مقدماً في كثير من علوم الشريعة، محققا لها، متضلعا فيها، لا سيَّما التفسير، والحديث، والفقه، والأصول ،والتصوف، والكلام، والمنطق، وتخرج على يديه علماء أجلاء، كولده الشيخ أحمد، والشيخ الحسن الجنوي، والشيخ أحمد الملوي، والشيخ الطيب بن كيران، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبذلك صار شيخ مشايخ المغرب جملة، ومجدد سند التعليم في القرن الثاني عشر الهجري، بالغ التأثير في مجتمعه، نبيل الخصال، يقول صاحب سلوة الأنفاس:«كان مجتهداً في العبادة، حسن الخلق، محباً لآل البيت، شديد الاعتناء بأمور الناس، رقيق القلب، كثير البكاء غزير العبرة». درات عليه الفتوى في نوازل الدين والدنيا، بل إن السلطان سيدي محمد بن عبد الله كان يستفتيه ويستشيره، وكان له الفضل في الإفتاء بتنصيب المولى سليمان في ظل القلاقل التي عاشها المغرب بعد وفاة أبيه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف أبو عبد الله تآليف عديدة منها: «زاد المجد الساري وهو حاشية على البخاري في أربعة أجزاء»، و«حاشية على شرح الزرقاني لمختصر خليل، سماها: طالع الأماني»، و«شرح على التحفة لابن عاصم»، و«شرح الزقاقية»، و«شرح الأربعين النووية»، و«شرح جامع الشيخ خليل»، وغير ذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله يوم الخميس 19ذي الحجة 1209هـ/7يوليوز 1795م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] سلوة الأنفاس (1/118-120)، إتحاف المُطالع (1/78-79)، الاستقصا للناصري (7/127)، معلمة المغرب:(15/5161-5162)، موسوعة أعلام المغرب،:(7/2453-2454)،الأعلام (6/62).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فتح الله بن أبي بكر البناني ت1353هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العالم، الصوفي، الجليل، الخطيب، الشهير، فتح الله بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد السلام البناني، الفاسي الأصل، الرباطي المولد والمنشأ، الشهير بفتح الله البناني يرجع نسبه إلى آل بناني، الأسرة الفاسية، والرباطية، من قبيلة نفزة، التي ينتمي إليها يحيى بن يحيى الليثي، و ابن أبي زيد القيرواني، وردت من تونس إلى المغرب في القرن الخامس، و يقال إنهم وردوا أيام يحيى بن محمد بن إدريس أول المائة الثالثة، و آل بناني بفاس و المغرب اثنتان و ثلاثون فرقة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ المترجم بحفظ القران على يد الهاشمي القصري وعلى يد الشريف علي بن أحمد النجار، وبعد إتمامه حفظ القران الكريم، انتقل إلى طلب العلم فبدأ بالتلقي على علماء بلده -رباط الفتح-، منهم أخوه زين العبدين(ت1310هـ)، وإبراهيم بن محمد التادلي(ت1311هـ)، وأجازه بقراءة سورة الإخلاص مائتين مرة في كل يوم، كما أجازه بجميع مروياته، والعلامة الجيلاني بن إبراهيم(ت1336هـ)، قرأ عليهم شيئا من النحو، والتصريف، والبيان، والفقه، والحديث، والتوحيد.قال -رحمه الله-: وجل قراءتنا كانت على هؤلاء الأعلام الثلاثة المذكورين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و من شيوخه كذلك، الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني( ت1323 هـ)،و الشيخ أحمد بن موسي السلاوي(ت1328هـ)، ، والشيخ عبد السلام الهواري(ت1328 هـ)، والشيخ أحمد بن الجيلاني(ت 1352هـ). وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و قد رحل -رحمه الله- إلى عدة أقطار؛ الحجاز، ومصر، والشام، وبيت المقدس، وطرابلس الغرب إسطنبول، وحِمْص، والإِسْكَنْدَرِية، والإستانة، والتقى في رحلته علماء أكابر أجازوه، منهم: الشيخ عبد الله السُّكَّري والشيخ البكري العطار، والشيخ العلامة محمد بن جعفر الكتاني. و قد جمع شيوخه جميعا في ثَبَت سماه: «المجد الشامخ فيمن اجتمعت به من أعيان المشايخ». [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا غرو بعد هذا الجهد المبارك في التحصيل أن يفد إليه طلبة العلم للتلقي على يديه، والنهل من معينه، فكان ممن تلقى على يده العلم: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد سباطة(ت1325هـ)، وأحمد الزعيمي(ت1329هـ)، أحمد بن الحسن بناني الرباطي(ت1340هـ)، والمامون العلوي(ت1346هـ)، ومحمد عاشور (ت 1349هـ)، والعباس دِنْية (ت1349هـ)، والشيخ محمد المكي البِطَاوْري(ت1355هـ)، والماحي بن أبي بكر بناني الرباطي(ت1355هـ)، والغازي سباطة(ت1356 هـ)، وأحمد بن محمد العلمي الفاسي(ت1358 هـ)، و محمد بن المؤقت المراكشي(ت1369 هـ)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أثنى عليه غير واحد من العلماء بما هو أهله نثرا و نظما، يقول فيه تلميذه الشيخ أحمد الزعيمي في قصيدة مطلعها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن شئت أن تحظـى بفتح الله فاسلك سبيل الشيخ فتح الله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال فيه شيخه العلامة الأستاذ الهاشمي القصري الذي على يديه تلقى الشيخ فتح الله بناني حفظ القران:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أيا فتح قد حُزت السيادة والعلا وبوئت من أعلى المكارم منــزلا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هنيئا لمن أمسى و أنت جليسه حديثك عن كُتْب الدفاتر قد عــلا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و طوبى لقلب جفنه قد تكحـلا بحبك يا بدر التمام مكمـــــلا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال في حقّه الشيخ عبد الحي الكتاني: «العالم الصوفي، الخطيب، المدرس، المرشد، العابد الناسك»، وقال في حقه الشيخ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة: «الصوفي الشهير، العالم الكبير، العامل بعلمه، الخير الذاكر». وصدر في «9 ذي الحجة الحرام 1330 هـ» ظهير شريف في احترامه وتوقيره والإحسان إليه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و ترك المترجم -رحمه الله- مجموعة من المؤلفات النافعة في بابها. منها فهرسته المذكورة، و«رفد القاري بمقدمة افتتاح صحيح الإمام البخاري»، «تحفة أهل الاصطفا بمقدمة الشفا».« تعليق على جامع الشيخ خليل، و شرحه للشيخ التاودي». و غيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] توفي رحمه الله يوم الأربعاء عاشر محرم الحرام عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة ودفن بزاويته الفتيحية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]السعادة الأبدية في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشية(2/466-515) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين(430-433).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إتحاف المطالع (2/468).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فهرس الفهارس(2/591-592).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معجم المطبوعات العربية والمعربة(1/589-590).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأعلام لخير الدين الزر كلي(5/134-135).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.الأزرق الركراكي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن جعفر الكتاني(ت1345هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العلاّمة شيخ الإسلام وقدوة الأنام المفسر المحدّث الفقيه المسند الراوية المؤرخ المتقن الصوفي أبو عبد الله محمد بن الشيخ علَم فقهاء المغرب أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني الإدريسي الحسني الفاسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد رحمه الله عام(1274هـ)، في البيت الكتاني الذي عرف أهله بالتمسك بالعلم والعمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح للمسلمين، توفيت والدته وهو صغير، فاحتضنه والده وتكفّل برعايته، وأخذه للكُتَّاب فحفظ القرآن ومهمات المتون، ثم أدخله جامع القرويين، فأخذ مختلف العلوم من تفسير وفقه،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأصول وحديث، ولغة ونحو وبيان وسير وتصريف ومنطق، وغير ذلك على أئمة العلم في عصره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن شيوخه بفاس والده أبو المواهب جعفر بن إدريس الكتاني(ت1323هـ) سمع عليه الصحيح نحوا من عشرين مرة، وابن عمّ والده الشريف محمد بن عبد الواحد الكتاني(ت1289هـ)، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي(ت1317هـ)، وأبو عبد الله محمد المدني بن علي بن جلّون(ت1298هـ) الذي درّبه على الاشتغال بعلم الحديث وحبّبه إليه، وأبو العباس أحمد بن أحمد بنّاني المدعو«كلَاَّ»(ت1306هـ) سمع عليه الكثير من أوائل كتب الحديث، وغيرهم من أعلام المغرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ورحل إلى الحجاز عام(1321هـ)، فدخل الشام ومصر، وأخذ عن جلّة شيوخها وأعلامها، ثم حج ثانية سنة(1325هـ) وهاجر بأهله إلى المدينة المنورة إثر تردّي الأوضاع بالمغرب وتربُّص الاستعمار به، فمكث فيها نحو عام تقريبا، وعاد سنة(1326هـ) بعد خلع السلطان المولى عبد العزيز وتولية السلطان المولى عبد الحفيظ، بغية الذّبّ عن حرم البلاد ونصرة السلطان الجديد، غير أنه وجد عدم انضباط أحوال البلاد، وأَيِس من إصلاحها فهاجر مرة أخرى إلى المدينة المنورة عام(1328هـ)، واستوطنها إلى سنة(1336هـ)، وفي تلك الفترة قام بنهضة علمية كبرى بالحرمين الشريفين، ودرّس مختلف الكتب العلمية، وتعمّق في دراسة المذاهب الأربعة وغيرها دراسة تحقيق وتوسّع، وكانت له حظوة عند الخلافة العثمانية وحكّامها، كما حظي باحترام كبير من لدن أشراف الحجاز وحكّامه، وانتقل إلى دمشق سنة(1336هـ) بعد الثورة ضد الخلافة العثمانية، فاستقبل استقبال الأفراد، وأقبل عليه الخاص والعام، ومكث هناك مشعلا علميا استضاء به جميع علماء ومصلحي الشام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما دخل الاستعمار الفرنسي إلى سوريا قرر العودة إلى فاس فعاد سنة(1345هـ)، وهناك تفرغ لإلقاء دروس في جامع القرويين في شرح مسند الإمام أحمد، ووُصف مجلسه بأنه قلّ أن شاهد جامع القرويين مشهدا أكبر ولا أجمع منه، ويعد الآخذون عنه بالآلاف من علماء المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والحجاز والشام والعراق والهند وتركيا؛ لما عرف عنه من سعة الاطلاع وحفظ الآثار واستجماع أدوات الاجتهاد، إلى ما جُبل عليه من متانة دين وزهد في الدنيا ورغبة في الآخرة، واشتهر ذلك عند معاصريه من أقرانه وتلامذته، قال الشيخ عبد الحي الكتاني:«وهو رحمه الله ممن خاض في السنة وعلومها خوضا واسعا، واطّلع اطلاعا عريضا على كتبها وعويصاتها، بحيث صار له في الفنّ ملَكة وإشراف لم يشاركه فيهما أحد من أقرانه بفاس والمغرب، وتمّ له سماع وإسماع غالب الكتب الستة، وقرّر عليها وأملى وقيد وضبط، وعُرف بملازمة السنة في هديه ونطقه وفعله وشدة التثبت والتحري في علمه وعمله، واشتهر أمره في مشارق الأرض ومغاربها بذلك وافتخر أعلام بالأخذ عنه والانتماء إليه»، وقال تلميذه عبد الحفيظ الفاسي:«عَين من أعيان علماء فاس وسَراتها الأمجاد، مشارك متفنن في كثير من العلوم، متضلّع في علم الحديث، بصير بمعانيه وفقهه، دؤوب على تدريسه وسرده، حسن النطق به، عارف بتراجم رجاله، مطلع على أخبار صلحاء وعلماء فاس وطبقات علماء المذهب...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإلى جانب عنايته بالتدريس والإقراء والتعليم؛ اهتم أيضا بجانب التأليف فأثرى المكتبة الإسلامية بنحو ثمانين مؤلفا في مختلف العلوم، شهد له فيها سائر الأعلام بالتقدم والبراعة والمشاركة في كثير منها، وطارت أخبارها مشرقا ومغربا منها على سبيل المثال:«الأزهار العاطرة الأنفاس بذكر مناقب قطب المغرب وتاج مدينة فاس إدريس بن إدريس باني مدينة فاس» طبع بفاس على الحجر سنة (1314هـ)، و«سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بذكر من حل أو أقبر من العلماء والصلحاء بفاس» فريد في بابه، وهو مطبوع ومتداول، و«نظم المتناثر من الحديث المتواتر»، مشهور، و«الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة» بديع في فنه، و«سلوك السبيل الواضح لبيان أن القبض في الصلوات كلها مشهور وراجح»، و«إعلان الحجة وإقامة البرهان بمنع ما عم وفشا من استعمال الدخان» أجمعُ كتاب في الموضوع طبع بدمشق، و«نصيحة أهل الإسلام بما يدفع عنهم داء الكفرة اللئام» ، وغيرها من المؤلفات النافعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وبعد حياة مليئة بالعطاء مرض الشيخ في أواسط شعبان من عام(1345هـ)، واشتد عليه المرض إلى أن كانت منه وفاته في ليلة السبت 15 من شهر رمضان في نفس العام، وشيعت جنازته في محفل رهيب قٌّدر عدد من حضرها بنحو خمسين ألف نسمة من الرجال والنساء، ودفن بالقباب بروضة الشرفاء الكتانيين، ثم اضطر أهله إلى نقل رفاته داخل فاس، فأدخل إليها يوم الإثنين متم ربيع الثاني عام(1347هـ)، ودفن بزاوية خصّصت له بحومة الصفاح بفاس الأندلس، رحمه الله رحمة واسعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: فهرس الفهارس(1/515)، معجم الشيوخ لعبد الحفيظ الفاسي(1/64)، سل النصال(ص43)، منطق الأواني بفيض تراجم عيون آل الكتاني(ص153)، مقدمة الرسالة المستطرفة(ص29)، شجرة النور الزكية(ص436)، الأعلام(6/72)، مقدمة كتاب نصيحة أهل الإسلام لحفيد مؤلفه(ص25).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font][font=&quot]محمد[/font][font=&quot]المهدي الفاسي(ت1109هـ)[/font]


[font=&quot]هو الإمام الحافظ المحقق المشارك المتقن المتفنن الورع، أبو عبد الله محمد المهدي بن أبي العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن يوسف الفاسي.[/font]
[font=&quot]ولد بالقصر الكبير في آخر ليلة السبت السابع والعشرين من رجب عام ثلاثة وثلاثين وألف(1033هـ)، وبيته من أجل البيوتات العلمية في عصره، أنجب العديد من العلماء والصلحاء، وبهذا البيت نشأ مُترجَمنا، وتلقى فنونا من العلم، عن أبيه، وخاله أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف الفاسي(تـ1084هـ)، وعمه أبي محمد عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي(ت1091 هـ)، كما تتلمذ على يد علماء مشهود لهم برسوخ القدم في العلم، مثل: محمد بن أحمد الزموري(ت1057هـ)، وحمدون بن محمد بن موسى الأبار الفاسي(تـ 1071هـ)، وقاسم بن الحاج قاسم الخصاصي(ت1083هـ)،وآخرين.[/font]
[font=&quot]وقد ظهرت علامات النبوغ على محمد المهدي منذ صغره، واشتهر بالنسخ بالأجرة، ولا ينسخ لمن في ماله شبهة، وتصدى للتدريس فأقبل عليه طلاب العلم، للأخذ عنه، فكان ممن حصل لهم شرف الجلوس في مجلسه: الطيب بن محمد بن عبد القادر الفاسي(ت1113هـ)، ومحمد بن قاسم المشهور بابن زاكور(تـ1120هـ)، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي(تـ1134هـ).[/font]
[font=&quot]وكان محمد المهدي بارعا في علوم كثيرة؛ كالعربية والفقه والتفسير والحديث والتاريخ، شهد له بذلك العديد من العلماء، مع الثناء عليه في علمه ودينه وفضله، ففيه قال محمد بن الطيب القادري في نشر المثاني: «كان من الأعلام الأكابر، والفضلاء المشاهير، رئيسا في الضبط والإتقان، مجددا لتدريس العلم والتأليف في ذلك الزمان»، وقال محمد بن جعفر الكتاني في سلوة الأنفاس: «الشيخ الإمام، الحافظ الحجة الأكبر، اللاَّفِظ المشارك، العلامة المحقِّق، الصوفي المدقِّق، ذو التآليف والمجالس المفيدة»، وقال محمد بن محمد مخلوف في شجرة النور الزكية: «العالم النحرير، الفقيه العمدة الشهير، المحدث البركة الخبير».[/font]
[font=&quot]ومن أحصى عدد مؤلفات محمد المهدي أو اطلع عليها، فإنه حتما سينصفه، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: «كفاية المحتاج من خبر صاحب التاج واللواء والمعراج»، و« وسمط الجوهر الفاخر في سيرة سيد الأول والآخر»، منه تسع نسخ بالخزانة الملكية، وقد حقق في أطروحة جامعية بكلية الآداب [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] الجديدة-، و«معونة الناسك بالضروري من المناسك»، منه نسخة بالخزانة الملكية تحت رقم: (14065)، و«الدرة الغراء في وقف القراء»، و«الجواهر الصفية في المحاسن اليوسفية»، منه نسختان بنفس الخزانة، تحت رقم: (1288- 11324)، و«شفاء الغلة وانقشاع السحابة عن حكم السكران أول الملة»، منه نسخة بنفس الخزانة أيضا، تحت رقم: (6532- 13749- 14073).[/font]
[font=&quot]توفي محمد المهدي يوم السبت التاسع من شعبان عام تسعة ومائة وألف(1109هـ)، ودفن بعد صلاة العصر بداخل قبة جده سيدي يوسف الفاسي، وراء ظهره من أعلاها.[/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: صفوة من انتشر(352- 353)، ونشر المثاني(3/80-83)، والتقاط الدرر(2/282-283)، وطبقات الحضيكي (2/311-312)، وسلوة الأنفاس(2/355-357)، وشجرة النور الزكية (1/473).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد الواحد الحسنى السجلماسي(ت1003هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو مفتي الحضرة المراكشية ومدرسها، العلامة، الماجد، الفقيه العالم، الصدر الشهير أبو محمد وأبو مالك عبد الواحد بن أحمد بن الحسن بن المولى علي الشريف الحسني السلجماسي مولدا ونشأة؛ المراكشي نُزُلا ووفاة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ولد يوم الأربعاء 12رمضان(933هـ)؛ في أسرة علمية مشهورة بالدين والعلم والصلاح، فقد كان والده الشيخ أبو العباس أحمد حافظا محدثا حَصَل على إجازة شيوخ فاس، فنشأ المترجم في كنف هذا الجو العلمي، إذ أشركه أبوه معه في الأخذ عن الشيوخ والإجازة منهم، وأكد المترجم هذا الدور الأبوي بقوله:«فقد كانت له في تعليمي وحمل العلم عن أهله نية صالحة»، ومن الشيوخ الذين لزمهم منذ حداثة سنّه الشيخ أبو عبد الله محمد بن مهدي الدرعي(ت979هـ) الذي كانت له زاوية تمثل موئل العلماء وطلبة العلم وقتئذ؛ فمَتَحَ من علمه وعمله؛ قال رحمه الله متحدثا بهذه النعمة عليه:«نشأت والحمد لله وأنا ابن سنة ونصف تحت مطارح نظره، وأغناني خُبْره عن خَبَره»، واستمرت ملازمته له إلى أن صار من خلصائه، قرأ عليه كتبا في الحديث والعقائد واللغة والفقه والتصوف، كما درس على كبير طلبة ابن مهدي الشيخ سعيد بن علي الهوزالي السوسي(ت1001هـ) الذي أقام في الزاوية من أجل التعليم إلى حدود(955هـ) ختم عليه القرآن ثلاث ختمات بحرف ورش عن نافع إلى جانب علم القراءات والفقه والحساب، وتردد على فاس فانتفع بشيوخها وأعلامها كالعلامة أبي العباس أحمد بن علي المنجور(ت995هـ)، الذي أخذ عنه علم أصول الدين والفقه والنظر، والشيخ محمد بن مجبر المساري(ت983هـ) درس عليه القراءات وعلم النحو الذي بَذَّ فيه أهل زمانه وقد وصفه بأنه«ترتفع في مجلسه للأبحاث النحوية سوق نافقة»، وأجازه محدث فاس أبو النعيم رضوان بن عبد الله الجَنَوي(ت991هـ)، والعلامة أبو العباس أحمد بن محمد ابن القاضي(ت1025هـ) وهو من تلاميذه، وأجازه من أهل المشرق بواسطة بعض الحجاج الفلاليين الشيخ أبو عمران موسى النشائي الشافعي، والشيخ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المقدسي(ت900هـ)، وآخر فقهاء ومسندي بني فهد بمكة الشيخ أبي زيد عبد الرحمن عبد القادر بن فهد الهاشمي(ت995هـ)، وغيرهم من شيوخ العلم بالمغرب والمشرق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نزل الشيخ مدينة مراكش واتصل بالأمراء السعديين وعمل في بلاطهم منذ المراحل الأولى لتأسيس دولتهم حيث عُين كاتبا عند الوزير محمد بن عبد القادر بن السلطان محمد الشيخ(ت975هـ)، وتولى أيام أحمد المنصور(ت1012هـ) خطة الفتوى كما كان يُنيبه عنه في قضايا المظالم التي كان المنصور يجلس لها بنفسه أيام الجُمَع بعد الصلاة للاستماع إلى شكاوى الناس وإنصافهم، ويكلفه بتحرير بعض المراسلات والوثائق المهمة، وإلى جانب ذلك كان العلامة السجلماسي من الملازمين للتدريس في جامع المواسين بالحضرة المراكشية حتى عُدَّ خاتمة محدثيها؛ بعدما حصّل من فنون العلم والمشاركة فيها ما جعل الطلبة يتهافتون للأخذ عنه، والنهل مما عرف عنه من الصلاح والديانة ومحاسن الأخلاق؛ فكثر الآخذون عنه، إلا أن المصادر لا تذكر من بينهم إلا ولدَيه العالمين البحرين أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد(ت1009هـ)، وأبا العباس أحمد بن عبد الواحد(ت1009هـ)، ومن الآخذين عنه كذلك أبا العباس أحمد بن القاضي(ت1025هـ) الذي أجازه إجازة عامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذه المكانة العلمية السامقة التي تبوأها السجلماسي لدى علماء عصره ومن بعدهم جعلتهم يعترفون له بالتفوق ويقرون له بالبراعة كما يستفاد من ثنائهم عليه وتحلياتهم له؛ من ذلك قول تلميذه ابن القاضي:«الفقيه المفتي الأديب المحدث الرحالة مفتي مراكش المحروسة»، ووصفه الحضيكي في طبقاته بالمشاركة في العلوم، وفصاحة القلم واللسان والعلم والعمل والصلاح، وزاد صاحب الإعلام:«صالحا خيرا متوقيا متحرزا في أموره...له قدرة على التصرف في النظم والنثر»، وحلاه العلامة عبد الحي الكتاني بـ«المحدث الرُّحلة الأديب مفتي مراكش».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلف المترجم مؤلفات تشهد على نبوغه وعلمه منها: فهرسته الحافلة«الإلمام ببعض من لقيته من علماء الإسلام»، وهي مطبوعة، وجمع«ديوان أشعار أهل البيت» اخترمته المنية قبل إتمامه، وهو بخطه في الخزانة الزيدانية بالأسكوريال، و«طرر على ألفية ابن مالك»، منه نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط برقم:8338، و«مختصر نكت السيوطي على الألفية»، منه نسخ بالخزانة الحسنية بأرقام:8338، 11830، 13584، وله كذلك حاشية على المرادي على الألفية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله يوم الخميس 25 رجب عام(1003هـ) بمراكش ودفن يوم الجمعة الذي يليه بقبة الأشراف تجاه قبر القاضي عياض عليهم رحمة الله جميعا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المصادر: الإلمام ببعض من لقيته من علماء الإسلام، ودرة الحجال(3/140)، وطبقات الحضيكي(2/517)، والدرر البهية والجواهر النبوية(1/140)، والإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام(8/522)، فهرس الفهارس(2/775)، الأعلام للزركلي:(4/175)، معلمة المغرب(10/3433).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد بن المفضل غَرِّيط : ت1364هـ[/font]
[font=&quot] هو العلامة الأديب الشاعر الكاتب المؤرخ أبو عبد الله محمد بن المفضل بن محمد غريط الأندلسي. ولد في ربيع الأول سنة : 1298هـ/1881م بفاس، في بيت علم وفضل ووقار، وهو من آخر المبدعين المكثرين في هذا البيت على نمط أهل الأندلس شعرا ونثرا بإجادة وإتقان، والذين يرجع لهم الفضل الكبير فيما ورثه الأدب المغربي عن نظيره الأندلسي من شعر ونثر، حيث ظل ذلك إرثا خالدا، يشهد بأصالة الروابط التاريخية التي كانت تربط المغرب بالأندلس. [/font]
[font=&quot]حفظ المترجم القرآن الكريم وأخذ عن زمرة من علماء القرويين وشيوخه الكبار؛ من أشهرهم: والده الوزير الشهير المفضل بن محمد غرّيط، والشيخ العباس بن أحمد التازي، والشيخ الكامل بن محمد الأمراني، والشيخ عبد السلام بن محمد الهواري، والشيخ محمد بن محمد كنون، والشيخ محمد القادري وغيرهم.[/font]
[font=&quot]وقد أهلّه تحصيله العلمي وتفوقه الأدبي لينال حظوة ممن عاصرهم من سلاطين المغرب؛ فكان مستشارا للخليفة السلطاني بفاس، ثم وزيرا للخليفة مولاي علي، ثم كاتبا للمولى المأمون. ويرجّح أن تكون هذه المناصب السلطانية التي أُسندت للمترجم السبب الرئيس في عدم توسع دائرة الآخذين عنه وفي عدم اهتمامه بالتدريس؛ إذ لا نعثر له إلا على تلميذ واحد، هو الشيخ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة.[/font]
[font=&quot]ومما يشهد بفضل المترجم ورسوخه في العلم عامة، وتبرزه في فنون الأدب خاصة، قول تلميذه عبد السلام ابن سودة: «خاتمة أدباء المغرب من غير مدافع، الأديب الشاعر المبدع المكثر على نمط أهل الأندلس شعرًا ونثراً في أسلوب سلس ليس فيه غريب لغة ولا خشونة. كانت له مشاركة في العلوم الآلية واللغة وأيام العرب وأحوالهم وجيد شعرهم مع الإلمام بالتاريخ... ألف وأملى وكتب بيده الشيء الكثير من غير نصب له في ذلك ولا مشقة مع الإبداع والترسيل».[/font]
[font=&quot]وقال أيضا:« كان عالماً مشاركاً مبدعاً حلو الكتابة والشعر، إذا رأيت أثراً له أقبلت على قراءته بتلهف من غير تعب ولا ملل، وخصوصاً إذا رأيت ذلك بخطه الجميل».[/font]
[font=&quot] وقد أثرى المترجم الخزانة العربية الإسلامية بما خلّفه من مؤلفات مفيدة وتصانيف عديدة في شتى العلوم التي شارك فيها؛ فمن مؤلفاته:[/font]
[font=&quot]- «فواصل الجمان في أنباء وزراء وكتاب الزمان» على نمط قلائد العقيان، طبع على الحجر بفاس عام 1348هـ، وأعاد تحقيقه الدكتوران: عبد القادر سُعود و عبد المجيد خيّالي، طبعته دار الأمان، ودار ابن حزم. [/font]
[font=&quot]- «أدب المجالس» وهو نظم تكلم فيه عن تاريخ الأندلس والمغرب.[/font]
[font=&quot]- «الرخيص والثمين واليسار واليمين» وهو ديوان جمع فيه ما قاله من الشعر منذ شبابه إلى كهولته، يقع في مجلدين.[/font]
[font=&quot]- «الغث والسمين في ذيل الرخيص والثمين» وهو ذيل على الرخيص والثمين.[/font]
[font=&quot]- «محاضرة النديم بالموجز النظيم» جمع فيه ما قاله من المقطعات الشعرية المشتملة على الحكم والمواعظ والأمثال والتشبيهات.[/font]
[font=&quot]- «تزيين المسامرة لتذييل المحاضرة» وهو ذيل على محاضرة النديم.[/font]
[font=&quot]- «نزهة المجتلي في أبناء أبي الحسن علي» تكلم فيه عن الدولة العلوية الشريفة.[/font]
[font=&quot]- «الصادح المغرب في أمداح قطب المغرب» مدح فيه قطب المغرب المولى إدريس بن إدريس.[/font]
[font=&quot]- «وسيلة المجتدي في مدح الجناب الأحمدي ومن بهداه يهتدي»[/font]
[font=&quot]- «النزر اليسير من إنشاء الفقير إلى الكثير».[/font]
[font=&quot]وتوفي محمد بن الفضل غريط- رحمه الله- عشاء يوم الجمعة سابع شوال الأبرك عام أربعة وستين وثلاثمائة وألف ودفن بالقباب، بفاس تغمده الله بواسع رحمته.[/font]
[font=&quot]-----------[/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font]
[font=&quot] إتحاف المطالع:(2/503)، وسلّ النصال:(113)، ودليل مؤرخ المغرب: (189)، الأعلام: (7/83)، فواصل الجمان (تقديم المحققين): (9).[/font]
[font=&quot] إنجاز: ذ. عبد الكريم بومركود.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن العربي العلوي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ الإمام، العلامة الوزير، الوطني المخلص، محمد بن العربي العلوي المدغري الحسني المعروف بالفقيه، وبشيخ الإسلام، ولد بالقصر الجديد بمدغرة الرشيدية حوالي سنة 1297هـ/1880م، من والده مولاي العربي العلوي، وأمّه لالّة الهاشمية العلوية الّذَيْن خلّفا إلى جانب محمد ابنا آخر هو مولاي الصديق، وبنتا اسمها صفية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت بداياته الأولى لطلب العلم بمدينة تافيلالت؛ حيث تلقى مبادئ العلوم على الطريقة التقليدية، ولمّا نضج واستوى عوده رحل به والده إلى مدينة فاس حوالي سنة 1315هـ/1898م للدراسة في جامعة القرويين، فأقام بها في المدرسة المصباحية. واتّصل بالشيخ الجليل العلامة أبي شعيب الدكالي فأخذ عنه وتأثّر به تأثّرا عجيبا طال جوانب حياته كُلّها، فما لبث أن شرع في التدريس في القرويين، والتفّ حوله نخبة من الشباب، وسرعان ما انتشر فكره وذاع صيته في الأوساط العلمية بالمملكة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بعد عقد معاهدة الحماية سنة1330هـ/1912م وإرغام الفرنسيين السلطان مولاي حفيظ على التنازل عن العرش واستقراره بطنجة؛ انتقل الفقيه محمد بن العربي من فاس إلى طنجة كأستاذ لأبناء مولاي حفيظ، ثم عاد إلى مدينة فاس سنة1333هـ/1915م، وبعدها عيّن قاضيا بفاس الجديد والأحواز، وبعد ذلك رحل الفقيه ابن العربي إلى الرباط عندما عيّن رئيسا لمجلس الاستئناف الشرعي الأعلى، ثمّ وزيرا للعدل إلى أن استقال منه سنة1363هـ/1944م، وغداة الاستقلال عيّنه محمد الخامس وزيرا للتّاج، وظل في منصبه هذا إلى سنة 1378هـ/1959م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الفقيه ابن العربي من العباد الزهاد، واشتهر بالاستقامة والنزاهة، وهي خصال لم يحد عنها رغم إغراءات المناصب التي مرّ بها في فترات كان الارتشاء والمحسوبية أمرا عاديا، ولعلّ المقولة الأمازيغية التي كانت معروفة في أحواز فاس ـ والتي كان يرددها بعض أشياخ القبائل حينما يتعقّد عليهم الإنصاف في قضية من القضايا ـ دليل على هذه النزاهة؛ ومعناها: «هذا ما توصّلت إليه من حكم وليس في استطاعتي مع الأسف أن أُحضر القاضي بن العربي للحكم في قضيتك».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يترك الفقيه ابن العربي أيّ مؤلّف أو أثر مكتوب يمكن أن يلقي الضوء على انطباعاته ومواقفه ـ كعالم و فقيه وقاض ـ من الأحداث التي عاشها المغرب والعالم في تلك الفترة، وربّما هذا لشيء في نفس الفقيه؛ فقد خلّف أحد عشر من الأبناء والبنات ولم يكتب أحد منهم عن سيرة أبيه أو مواقفه رغم قدرتهم الثقافية على ذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي الساعة الرابعة من مساء يوم الخميس ثالث وعشرين محرم 1384هـ توفي العلامة الشيخ الفقيه محمد بن العربي العلوي ـ رحمه الله تعالى ـ، وفي غده الجمعة نقل في طائرة خاصّة إلى مقرّ أسلافه "مدغرة" بتافيلالت حيث دفن هناك لأنه كان أوصى بذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]انظر ترجمته في:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، لعبد السلام بن سودة(2/583).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ سل النّصال للنّضال بالأشياخ وأهل الكمال، لعبد السلام بن سودة (ص195).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ موسوعة أعلام المغرب، لمحمد حجي (9/1384).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ معلمة المغرب (18/6163).[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى