موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن القاضي المكناسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الفقيه الصالح، المحدث النحرير، المؤرخ الرحال شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي العافية المكناسي، نسبة إلى موسى بن أبي العافية المكناسي ـ صاحب الوقعات مع الأدارسة ـ كما ذكر عن نفسه في جذوة الاقتباس، لكنه تبرأ من فعله، واشتهر عند المؤرخين بابن القاضي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد سنة (960هـ)، ونشأ في بيت علم، فكان أول تلقيه على أبيه، ثم عن جِلَّة شيوخ عصره من المغرب والمشرق، فمن شيوخه بالمغرب الذين كان لهم أثر كبير في نبوغه العلمي: أبو العباس أحمد بن علي المنجور الفاسي (ت995هـ)، وأبو عبد الله محمد بن قاسم القصَّار الغرناطي (ت1012هـ)، والفقيه الراوية أبو زكرياء يحيى بن محمد السرَّاج الحميري (ت1007هـ)، والفقيه النوازلي أبو راشد يعقوب بن يحيى اليدري (ت999هـ)، والفقيه المؤرخ أبو العباس أحمد بابا بن أحمد بن عمر التنبكتي(ت1032هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن شيوخه بالمشرق: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن العلقمي المصري الشافعي (ت997هـ)، والقاضي بدر الدين محمد بن يحيى بن عمر القرافي (ت1008هـ)، وأبو زكرياء يحيى بن محمد الحطاب(ت 995هـ)، وسالم بن محمد السنهوري (ت1015هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتذكر المصادر أن ابن القاضي رحل مرتين إلى المشرق، الرحلة الأولى حج فيها وأخذ عن عدد من الشيوخ الذين تقدم ذكر بعضهم، والرحلة الأخرى كانت سنة (994هـ)، حيث ركب البحر، فوقع في يد القرصان الإسبان، وبقي عندهم أحد عشر شهرا، حتى افتداه السلطان أبو العباس المنصور السعدي في رجب سنة (ت995هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتهر ابن القاضي بنشر العلم والدأب على تدريسه، فكان يختم مختصر خليل في أربعة أشهر، وانفرد في علم الحساب والفرائض شرقا وغربا، فكان كما قال الكتاني:«يطير فيهما طيران البازي في جو السماء، ويتصرف فيهما تصرف الحوت في البحر»، مع ما انضم إلى ذلك من الكرم الوافر، والتواضع ولين الجانب، هذه الصفات التي تَسَرْبَل بها ابن القاضي جعلت الطلبة يَهْرَعُون إليه لأخذ العلم، والاقتباس من حميد صفاته، فتخرج من مدرسته عدد من الأعلام الأماثل الذين حملوا نور العلم، ومصباح المعرفة، منهم: أبو العباس أحمد بن محمد المقري التلمساني صاحب «نفح الطيب» و«أزهار الرياض» (ت1041هـ)، والفقيه الأصولي المتكلم أبو مالك عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأنصاري الأندلسي صاحب المنظومة الشهيرة «المرشد المعين» (ت1040هـ)، وعلامة فاس أبو عبد الله محمد بن أحمد ميارة (ت1072هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإلى جانب حرصه على التعليم والإفادة، تولى ابن القاضي منصب القضاء بسلا وأقام به مدة، إلى أن عزل عنه، ويستفاد من تحليته في «التقاط الدرر» بـ «قاضي مكناسة» أنه ربما تولى هذا المنصب بمكناس أيضا، ومهما يكن فقد حاز المترجَم قصب السبق في كثير من العلوم، مما جعل العلماء يثنون عليه، ويشيدون بمكانته العلمية، وجودة قريحته، وسيلان ذهنه، ومن هذا الثناء ما حلاه به الإفراني في «صفوة من انتشر» إذ قال:«الشيخ الإمام العالم المحدث الرَّحَّال»، والعلامة محمد بن جعفر الكتاني عليه في «سلوة الأنفاس» بقوله:«وكان حافظا ضابطا محققا مؤرخا، إخباريا ثقة، سيال القريحة بالشعر، حسن العبارة، لطيف الإشارة، مستجمعا لعلوم الأدب، ماهرا في معرفة علوم الأوائل، مشاركا في غير ذلك للأئمة الأماثل»، والعلامة عبد الحي الكتاني في «فهرس الفهارس» الذي قال:«الإمام العلامة مسند فاس ومؤرخها ـ إلى أن قال ـ، وكان... من أطواد الرواية بفاس والمغرب حريصا في هذا الباب حتى إنه كان إذا قرأ الصحيح يجيز الحاضرين آخر كل مجلس لتحصل الرواية ولو لمن سمع حديثا واحدا له».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف ابن القاضي تآليف عديدة في التاريخ، والفقه، والحساب، والفرائض، حظيت بالقبول من لدن علماء عصره، وبعده؛ اعتمدوها، وعولوا عليها، ومن هذه التآليف: «درة الحجال في أسماء الرجال»، «جذوة الاقتباس فيمن حل من الأعلام مدينة فاس»، «لقط الفرائد من لُفاظة حُقَقِ الفوائد»، «المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور»، «غنية الرائض في طبقات أهل الحساب والفرائض»، «نيل الأمل فيما به جرى بين المالكية العمل»، وفهرسة حافلة جمع فيها شيوخه ومروياته، وغير ذلك من المؤلفات التي أغنى بها المكتبة الإسلامية بمختلف علومها، وما زال مواظبا على التصنيف والتدريس إلى أن توفاه الأجل سنة (1025هـ) رحمه الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:صفوة من انتشر(ص:150-151)، الإعلام بمن غبر من أهل القرن الحادي عشر(ص:124-127) التقاط الدرر (ص:69-71)، سلوة الأنفاس (3/163-166)، شجرة النور الزكية (ص:297)، الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (2/295-299)، فهرس الفهارس (1/114-115)، مقدمة درة الحجال (1/14-27)، معلمة المغرب (19/6584-6585).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]سيدي إدريس بن الماحي الإدريسي القيطوني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الفقيه العلامة البحاثة النسابة الأستاذ إدريس بن الماحي بن محمد الإدريسي القيطوني الحسني الجوطي الفاسي، المولود بدرب الزوير ببوعقدة من حومة زقاق الرمان بفاس في 27 شعبان عام 1327 هجرية الموافق ل13شتنبر 1909ميلادية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التحق في سن مبكرة بإحدى الكتاتيب القرآنية بباب المنية، ليتعلم الكتابة والقراءة والحفظ، إلى أن أتم حفظ القرآن الكريم بختمتين مباركتين، ثم التحق بعدها بمعهد القرويين العامر سنة 1350م، حيث حصل فيه على الشهادة الثانوية عام 1351م، كما نال الشهادة العَالِـمية من القسم الأدبي بالقرويين سنة 1354م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تفقَّه المترجَم- رحمه الله- على يد جمٍّ غفير من العلماء والشيوخ؛ ذكر منهم في فهرسه ثمانية وأربعين شيخا؛ كالفقيه العلامة سيدي عبد القادر بن محمد ابن سودة، والفقيه المدرس سيدي محمد بن محمد بن عبد الله زويتن، و الفقيه العلامة الطاهر بن الحسن الكتاني. وكان مما أخذه عن هؤلاء الجِلّة: المرشد المعين لابن عاشر، والأجرومية، وألفية ابن مالك، ومختصر الشيخ خليل، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أجازه مجموعة من الشيوخ: كالشيخ العلامة سيدي الحسن مزور، والشيخ المحدث الواعية النسابة أبو الاسعاد سيدي عبد الحي بن عبد الكريم الكتاني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأثنى عليه غير واحد من العلماء، يقول فيه العلامة المرحوم عبد الله بن العباس الجَرّاري في «التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين» فذكر أنه: «عرف فيه مثال الإباء واللطف والاطلاع والعناية بالكتب وادخارها، ونسخ المخطوط منها بقلمه الجميل، وخطه الرفيع...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال عنه عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة في «إتحاف المطالع»: « من الشرفاء الأدارسة الذين يأخذون مستفاد المولى إدريس بن إدريس بفاس».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتغل المترجَم-رحمه الله- بالتدريس، حيث عين مدرسا بمدرسة أبناء الأعيان بفاس، ثم تقلد منصب النائب بثانوية مولاي إدريس بفاس، قبل أن يعين في نفس الثانوية أستاذا، وقد تخرّج عليه كثير من التلاميذ النجباء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كما كان - رحمه الله - يزاول خِطّة الشهادة دون أن يتخذها حرفة، إضافة إلقائه دروسا تطوعية بجامع القرويين والضريح الإدريسي الأنور في المقدمة الاجرومية والمرشد المعين، كما تصدى للإفتاء وعمل أيضا في صفوف الحركة الوطنية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يمنعه ذلك كلّه من الكتابة والتأليف، حيث كانت خزانته من أغنى الخزائن الخاصة وأشهرها؛ لما اشتملت عليه من مخطوطات نفيسة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان يصدر جريدتين خطيتين في قالب متوسط الأولى باسم ((السيف القاطع))، والثانية باسم ((اللواء))، وله تآليف لا تعد ولا تحصى لم يطبع منها لحد الآن سوى اثنين هما: «كتاب المنهاج الشرعي لطلاب الباكالوريا» الجزء الثالث طبع بالدار البيضاء سنة 1967م وبقي الجزآن الأول والثاني مخطوطين، و«معجم المطبوعات المغربية» طبع في سلا سنة 1988م، ومن كتبه أيضا: «مختصر معجم المطبوعات المغربية»، و«تقييد في بني مرين»، و«فاس دليل تاريخها»، و«مجموع فتاوي فقهية» وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وافته المنية -رحمه الله- يوم الاثنين 25 شوال 1391 للهجرة الموافق ل 13 دجنبر 1971 ميلادية بفاس، بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معجم المطبوعات المغربية:(443)، إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين(59)، إتحاف المطالع: (2/614)، التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين:(2/286)، معلمة المغرب(278).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.عبد الكريم بومركود.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد بن مصطفى بوجندار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الأستاذ الفقيه، الأديب الشاعر، العالم المؤرخ: محمد بن مصطفى بوجندار، أبو عبد الله الرباطي الجعفري، المعروف ببوجندار، أو أبي جندار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد في الرباط سنة 1307هـ/1889م وسط أسرة جندارية متواضعة، لم تتدرج فيها السلسلة العلمية بالوراثة، بل كان الأب رجلاً يمتهن الخرازة، حرص على مدّ ابنه محمد بكل السبل التي وجهته نحو الدراسة والتحصيل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلقى دروسه الأولية عن أساتذة الرباط؛ إذ كان بها ثلة من العلماء الفقهاء الذين أسهموا في تكوين شخصية بوجندار العالم الأديب، أبرزهم: الفقيه محمد الحفيان الشرقاوي (ت 1256هـ/م1840م)، وإليه اتصل سنده للقرآن الكريم، وشكلت مجالس الشيخ أبي شعيب الدكالي (ت 1356هـ/1937م)، والفقيه العلامة المتفنن محمد المكي البطاوري (ت 1355هـ/1936م) مصادر أساس انتهل منها علوم السنة النبوية، كما تلقى دروسه الفقهية واللغوية على يد شيخه أحمد بن القاضي (ت 1334هـ/1915م)، وشيخه عبد الرحمن بريطل (ت 1363هـ/1944م)، وشيخه محمد بن عمر بن أحمد دينيه (ت 1331هـ/1912م)، وكذا شيخه الفقيه الجيلاني بن إبراهيم (ت 1336هـ/1917م)، وغيرهم من العلماء الأجلاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم تذكر المصادر التي ترجمت للشيخ أي رحلة علمية له، سواء خارج البلد او داخله، بالرغم مما عرف به من حب الاطلاع والشغف بالمعرفة، وربما كان السقم الذي أصاب بدنه، وقصر عمره (37 سنة)، وكذا وجود نخبة من العلماء بمسقط رأسه؛ أسباب كان لها أثرها وحالت بينه وبين الرحلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما عن مكانة الشيخ العلمية فتظهر في تعدد علومه، وتنوع ثقافته، فإلى جانب اهتمامه بالعلوم الدينية من قرآن وسنة وفقه، وبالعلوم اللغوية من نحو وبيان، إلا أنه كان شديد الولع والعناية بالعلوم الأدبية، والتاريخية؛ إذ صرفا وجهته عن الاهتمام بغيرهما، وصارت أوقاته كلها معمورة بدراسة دواوين الشعراء والتواريخ الكبرى، هذا إلى جانب اهتماماته العلمية، ودرايته بالثقافة الأجنبية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد تقلب في وظائف كثيرة مهمة، ابتدأها بالاشتغال كمراسل لجريدة السعادةمن مدينة الرباط، ثم التحق بالأمانة العامة؛ حيث عمل كموظف بمكتب الترجمة، ثم اشتغل أستاذاً للغة العربية بالمدرسة العليا للغة العربية واللهجات البربرية سنة 1331هـ، ثم أسندت له الخطتان معاً سنة 1336هـ، وشكل هذا الأمر لبوجندار مجالاً أتاح له توسيع آفاق ثقافته واهتماماته العلمية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد حُلّي الشاعر المؤرخ بوجندار من قبل علماء عصره بجملة من عبارات الإجلال والتقدير، منها قول شيخه أحمد بن الخياط في الإجازة:«الفقيه، العلامة، الأديب، المشارك، الفهامة، الأريب...»، وقول عبد الله الجراري في كتابه: من أعلام الفكر المعاصر:«العالم، المشارك، الشاعر، المؤرخ، البحاثة، شخصية فذة من عيون الأدباء، وأنباه الكتاب..»، إلى غير ذلك من العبارات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عكف الشيخ محمد بوجندار على التصنيف فترك وراءه إنتاجاً علمياً أغنى المكتبة المغربية؛ إذ بلغت تآليفه أكثر من ثلاثين مؤلفاً، طغت على أغلبها شخصية العالم الأديب المؤرخ، منها: الإغتباط بتراجم أعلام الرباط، وفتح المعجم من لامية العجم، والإنصاف في مسألة العمل بخبر التلغراف، وتعطير البساط بذكر تراجم قضاة الرباط، ومقدمة الفتح من تاريخ رباط الفتح، وديوان محمد بوجندار، ومقالات في جريدة السعادة، وغير ذلك من التآليف النافعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ابتلي محمد بوجندار بمرض عصبي عاقه عن الذهاب إلى محل وظيفته، وحال بينه وبين المشي والخروج، إلى أن نما هذا الداء وفتك بجسمه، فتجلد وصبر، وانزوى في بيته، مستسلماً لقضاء الله وقدره، وما برح وهو في هذه الحالة أن يشتغل بالبحث، والتفكير، والتأليف، إلى أن وافاه الأجل، ومات شهيد الدأب والعلم يوم الأربعاء 19 ربيع الثاني عام 1345هـ، الموافق لسنة 1926م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأدب العربي في المغرب الأقصى لمحمد بن العباس القباج:(1/65-75)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى لعبد السلام ابن سودة:(1/33-41)، من أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين: الرباط وسلا لعبد الله الجراري:(2/207-213)، من الأدب المغربي على عهد الحماية: محمد بوجندار الشاعر الكاتب للدكتور محمد احميدة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد المدني بن الحسني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو مفخرة المغرب وعالم الرباط في عصره؛ محمد المدني بن محمد الغازي الحسني الرباطي أبو المحاسن، اشتهر بالمدني الحسني، ولد بالرباط فجر يوم عيد المولد النبـوي ثـاني عشـر ربيـع الأول عام 1307هـ، الموافق لـ 6نونبر 1889م، أصله من الشرفاء العلميين من أسرة بنو الحسني العلمية، وينتسبون للشريف المولى عبد السلام مشيش.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتلقى المترجم رحمه الله مبادئ العلم في سن مبكرة، حيث حفظ القرآن الكريم والمتون العلمية بالرباط ومراكش التي سافر إليها سنة (1312هـ) وهو في سن الخامسة، وفي سنة (1318هـ) عاد إلى الرباط ليستكمل دراسته للعلوم الإسلامية والعربية، على يد كبار شيوخ بلده أمثال: القاضي أبو زيد عبد الرحمن بريطل الذي كان عمدته في تلقي العلوم، والفقيه النوازلي الجيلاني بن أحمد بن إبراهيم الرباطي، والأديب أحمد بن قاسم جسوس، وشيخ الجماعة المكي بن محمد بن علي البطاوري وآخرون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان رحمه الله كثير الأسفار منذ صباه، وكانت له رحلة بحرية إلى طنجة وهي التي صنف فيها كتاب: «البهجة في الرحلة إلى طنجة»، كما كانت له رحلات إلى مراكز علمية أخرى مثل فاس ومكناس ومراكش كانت مناسبة للقاء مع نخبة من العلماء الأجلاء. ومما اشتهر به الشيخ المدني بن الحسني مشاركته الواسعة في شتى المعارف والفنون وقوة اطلاعه ومتانة معارفه، مما أهله ليجلس على كرسي التلقين والتعليم، رغبة منه في تنوير أذهان طلابه، وتهذيب عقولهم، ففي صفر عام (1332هـ) بدأ وفود من الطلاب يحضرون مجالسه العلمية التي تعج بها ألوان الدروس، فقد درس رحمه الله مدة أربعين سنة يدرس بالجامع الكبير وبمسجد السنة بالرباط، وبجامع المواسين وجامع ابن يوسف بمراكش، وبالجامع الكبير بطنجة، كما تولى رحمه الله عدة وظائف عالية في العدل؛ ففي سنة (1348 هـ) عين عضواً بمجلس الاستئناف الشرعي، ثم نائباً للرئيس، وفي عام 1363هـ تولى منصب الرئاسة، ثم أضيفت إليه خطة قضاء القصر الملكي سنة 1371هـ، وأشرف على رئاسة امتحانات كلية القرويين عدة مرات، كما وكّل إليه جلالة الملك المغفور له محمد الخامس تربية ولي عهده آنذاك جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني، وقد أدى الشيخ المدني هذا الواجب الديني والعلمي بالأسرة المالكة أحسن أداء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان الشيخ المدني من العلماء القلائل الذين كساهم الله حلة القبول، فقد أحبه طلابه، وأعجب به مريده، قال عنه العلامة محمد المنوني: «... ومن حسن الحظ أن كان من بين الذين سعدت بلقائهم علامة مغربي كبير، ومحدث إسلامي شهير، المغفور له الشيخ محمد المدني بن الحسني ...»، وقال عنه تلميذه الشيخ المكي الناصري: «... عَلَم من أعلام المغرب الإسلامي، منقطع النظير، هو شيخنا الجهبذ العبقري أبو عبد الله المدني بن الحسني أسدل الله عليه رداء الرحمة والرضوان».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وللأستاذ المدني تآليف قيمة، وتقاييد مستفيضة، كشفت عن قوة إطلاعه، ومتانة معارفه، وجاء نتاجه العلمي هذا عبارة عن كتب، ورسائل، ومنظومات، وختمات، ما تزال مخطوطة نذكر منها: الفتح القدسي على قافية الأوسي، محصل النظر في خطبة الزرقاني على المختصر، إيضاح الدلالة من خطبة وعقيدة الرسالة، النفائس الدرر على خصائص المختصر، حدائق البهجة في الرحلة إلى طنجة، دليل السائل إلى أجوبة المسائل، منار السبيل إلى مختصر خليل بالحجة والدليل، الفوائد اللطيفة في ذكر كتب السنة الشريفة ... وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مكث الشيخ المدني في الدرس والإنتاج العلمي إلى أن لقي ربه يوم الاثنين 25 شوال عام (1378هـ) عن سن تناهز إحدى وسبعين سنة، وأقيم له حفل تأبين بالمسجد الأعظم بالرباط تبارى فيه جماعة من الكتاب والشعراء تخليداً لقيمته الرفيعة رحمه الله تعالى. مصادر ترجمته: الأعلام للزركلي (7/94)، سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال -فهرس الشيوخ- لعبد السلام بن عبد القادر بن سودة (174-175)، إتحاف المطالع (2/569)، موسوعة أعلام المغرب (9/3341-3342)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى (1/33)، شخصيات مغربية (الحافظ الواعية محمد المدني بن الحسني لعبد الله بن العباس الجراري (215-217)، أعلام الفكر المعاصر للجراري (201-206) معلمة المغرب (10/3436-3437)، مقال للأستاذ محمد المنونى، في مجلة دعوة الحق، السنة الثالثة، العدد العاشر: صفر 1380هـ. (ص:76-82).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد الله كنون[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العلامة الأستاذ عبد الله كنون الأمين العام الأسبق لرابطة علماء المغرب (من 1961 إلى 1989)، هو الكاتب والمؤرخ والشاعر والفقيه والأكاديمي والصحافي، هو أحد الرواد الكبار، فقد ساهم مساهمة فعالة في إرساء قواعد النهضة الأدبية والثقافية والعلمية في المغرب، منذ منتصف العشرينيّات، وإلى أن توفاه الأجل في يوم 9 يوليوز من عام 1989م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فمن نبتة سلالة "ابن المدني كنون" الزكية جاءت نبتة عبد الله كنون في (شعبان سنة 1326هـ - شتنبر 1908م) بمدينة فاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت ظروف اندلاع الحرب العالمية الأولى سببا في إرغام أسرة كنون على الاستقرار في مدينة طنجة بعد أن أوقفتها الأقدار على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بميناء طنجة وهي في أهبة الاستعداد للسفر إلى بلاد الشام حاملة معها الطفل "عبد الله" الذي لم يكن قد تجاوز بعد الست سنوات من عمره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وباستقرار شؤون العائلة في طنجة بدأ عبد الله يأخذ العلم عن والده العالم عبد الصمد كنون؛ فحفظ القرآن وأخذ الفقه والحديث والتفسير وعلوم العربية على مشايخ عدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما أن انتصف عقد العشرينات من عمره حتى صار عبد الله ذا شهرة واسعة في المغرب والمشرق بفضل كتاباته القيمة في صحف البلاد الإسلامية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وشغل كنون عدة مناصب علمية وتعليمية منها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]منصب مدير المعهد الخليفي،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم منصب أستاذ بالمعهد العالي بكلية أصول الدين بتطوان،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم تقلد منصب وزير العدل في الحكومة الخليفية ما بين عام 1954 و 1956م،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم عين محافظا على مدينته طنجة سنة 1957م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد كان نتاج كنون العلمي والأدبي غزيرا، شمل كتابة المقالات الصحفية وتأليف الكتب الجامعية إلى جانب إصداره لمنشورات فكرية وثقافية طيلة فترة حياته يصعب حصرها، يربط بين تلك الكتابات كلها رابط الدفاع عن حرمة الإسلام أولا، وإبراز الكنوز الأدبية والفكرية التي يتوفر عليها المغرب ثانيا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويبقى كتاب "النبوغ المغربي" الكتاب الأشهر في خزانة العلامة عبد الله كنون وهو الذي جعل اسمه يحلق عاليا في سماء علماء المغرب والمشرق الإسلاميين وأوربا كذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد توفي [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]رحمه الله تعالى- (6 من ذي الحجة سنة 1410هـ، 9يوليو 1989م) في مدينة طنجة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن بشكوال[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الإمام الحافظ، المتقن الحجّة، الناقد المجوّد، المؤرّخ الفقيه، محدّث الأندلس وراويتها: أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى الأنصاري الخزرجي، الأندلسي القرطبي، المالكي، المعروف بابن بشكوال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد في قرطبة يوم الإثنين ثالث ذي الحجة سنة أربع وتسعين وأربعمائة(494هـ) في بيت علم وفضل، وكان والده من أهل الفقه والقراءات، كما أن أخاه الأصغر كان من أهل الرواية والفقه أيضا. وكعادة أهل بلده توجّه إلى طلب العلم في قرطبة وإشبيلية ولم يرحل من الأندلس، لكنه تحمّل عن جماعة من أهل المشرق بالإجازة، حتى بلغ عدد من تلقى عنه نحو المائة، ومن أشهر شيوخه بالسماع: المحدّث الكبير الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتّاب القرطبي (تـ520هـ)، والإمام الفقيه قاضي القضاة أبو الوليد محمد بن أحمد بن رُشد القرطبي (تـ520هـ)، والإمام الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري الإشبيلي (تـ543هـ). ومن أشهر شيوخه بالإجازة: الإمام الحافظ الكبير أبو عليّ الحسين بن محمد بن فيرُّه بن سُكَّرة الصدفي السّرقسطي (تـ514هـ)، والإمام الحافظ الناقد أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن عطيّة المُحاربي الغرناطي (تـ518هـ)،والإمام الحافظ الفقيه المسند أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني السِّلَفي (تـ576هـ)، وغيرهم من الأعلام البارزين ممن جمعهم في معجم شيوخه بقي اسمه وضاع رسمه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد ولي ابن بشكوال لشيخه أبي بكر بن العربي قضاء بعض جهات إشبيلية، وعقد الشروط بقرطبة، ثم تفرغ لنشر العلم، وتلقى عنه عدد كبير لا يكادون يُحصون؛ قال ابن الأبار: «والرواة عنه ـ لعلو الإسناد وسَعَة المسموع ـ لا يُحصون كثرة»، فمن أشهرهم: الإمام البارع الحافظ عالم الأندلس أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي المتوفى قبل شيخه ابن بشكوال سنة (575هـ)، والإمام الحافظ الفقيه أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داود الأنصاري البلنسي الأُندي المعروف بابن حَوْط الله (تـ612هـ)، والعالم المحدّث الراوية أبو الحسين أحمد بن محمد الأنصاري الإشبيلي المعروف بابن السّرّاج (تـ657هـ)، وهو آخر من روى بالسماع عن ابن بشكوال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أشاد الأئمة بمنزلة ابن بشكوال العالية، وأثنوا عليه ثناءً حسنا، وحسْبُنا من ذلك قول ابن الأبار: «وعُمِّر طويلا، فرحل الناس إليه، وأخذوا عنه، وانتفعوا به، ورغبوا فيه، وحدثنا عنه جماعة من شيوخنا الجلة، ووصفوه بصلاح الدِّخْلة، وسلامة الباطن، وصحة التواضع، وصدق الصبر للراحلين إليه، ولين الجانب».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترك ـ رحمه الله ـ تراثاً علميا غنيّاً يدل على إمامته وحفظه واتّساع روايته، وعامة تآليفه في علم الحديث وتراجم الرجال؛ ومـمـا طبع منها: الصلة، الغوامض والمبهمات، أخبار ابن وهب، أخبار أبي وهب الزاهد، القُرْبَة إلى رب العالمين بالصلاة على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات والمتضرعين إليه سبحانه بالرغبات والدعوات وما يسّر الله الكريم لهم من الإجابات والكرامات، الآثار المروية في فضل الأطعمة السرية والآلات العطرية، الذيل على جزء بقي بن مخلد في الحوض والكوثر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد حياة حافلة بالجدّ والعطاء توفي ابن بشكوال رحمه الله تعالى، وذلك في بلده قرطبة ليلة الأربعاء لثمان خلون من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة (578هـ)، وله ثلاث وثمانون سنة، ودفن بمقبرة قرطبة بقرب قبر الإمام الفقيه يحيى بن يحيى الليثي تلميذ الإمام مالك عليهم رحمة الله أجمعين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: التكملة لابن الأبار (1/248-250)، المعجم لابن الأبار (82-85)وفيات الأعيان لابن خِلِّكان (2/240-241)، السير (21/139-143).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن عبد السلام بناني(تـ1163هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام العلامة المشارك الهُمام الدراكة المحقق، أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بنَّاني، الفاسي مولدا ومنشأ ووفاة، تلقى تعليمه الأولي بمسقط رأسه، بجامع القرويين وغيره، على يد شيوخ ذاع صيتهم في الآفاق، أمثال الحسن بن مسعود اليوسي(ت1102هـ)، ومحمد بن عبد القادر الفاسي(ت1110هـ)، وعبد السلام بن الطيب القادري(ت1111هـ)، ومحمد بن قاسم ابن زاكور(ت1120 هـ)، والعربي بن أحمد بُرْدُلة(ت1133هـ)، ولم يكتف بناني بشيوخ بلده بل رحل إلى المشرق زيادة في التحصيل، فكان ممن أخذ عنهم هناك عبد الباقي الزرقاني(ت1099هـ) ومحمد بن عبد الله الخِرْشِي (تـ1102هـ)، وتصدى للتدريس بالأزهر الشريف حينا، ولما رجع إلى المغرب أقام مجلسا لتدريس مختصر الشيخ خليل بمسجد القرويين، وثان لصحيح البخاري والرسالة بالمدرسة المصباحية بفاس بين العشائين، وثالث للحديث بمسجد القاضي عياض، ثم رحل إلى تطوان فدرس فيها، ورتب له عاملها مرتبا إلى أن رجع إلى فاس، وقد لقيت مجالسه اهتماما منقطع النظير من قبل الطلبة الذين كانوا يفدون عليه من كل مكان، منهم على سبيل المثال لا الحصر: محمد بن قاسم جسوس(ت1182هـ)، وعبد القادر بن العربي بُوخْريص(ت1188هـ)، ومحمد بن الحسن بناني(ت1194هـ)، ومحمد بن عبد العزيز السجلماسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان بناني رحمه الله من الفقهاء المعتمد عليهم في صناعة الفتوى في النوازل المستجدة، واعترافا بما قدمه من خدمة للعلم وأهله أثنى عليه جمع من العلماء وحَلَّوه بما هو أهل له، ففيه قال محمد بن أحمد بن محمد الفاسي: «العلامة النحوي المشارك المدرس»، وقال فيه محمد بن الحسن بناني: « شيخ الإسلام، وعلامة الأعلام، إمام المحققين، ورئيس النُّظَّار المدققين، حاز قصبات السبق في الفنون كلها، متضلعا من فروع العلوم وأصلها، مشتهرا بها شهرة نار على علم، مرجوعا إليه في حل المشكلات الحوالك الظلم، متصرفا تصرف أفصح البلغاء باللسان والقلم، فائقا بعلومه وتقاه أكابر علماء العرب والعجم»، ووصفه الحضيكي بـ: « رئيس العلماء والصلحاء وقتئذ في العلم والعمل». [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم تتوقف مسيرة بناني العلمية عند ما ذُكِرَ بل كانت له مشاركة في مجال التأليف؛ حيث أبان فيه عن علو كعبه ورسوخ قدمه، منها: «معاني الوفاء بمعاني الاكتفاء» في ستة أسفار، توجد منه نسخة بخزانة القرويين رقم(275)، وقطعة في الخزانة الوطنية رقم (1539ك)، و«شرح أرجوزة الشاطبي في التقاء الساكنين»، و«اختصار شرح الشهاب الخفاجي على شفا القاضي عياض» في سفر، و«شرح لامية أبي الحسن الزقاق»، يوجد منها نسخة بمؤسسة علال الفاسي رقم(287)، و«شرحان على نظم أبي زيد الفاسي في الأسطرلاب»، و«شرح على خطبة مختصر خليل»، وله «فهارس» ذكر فيها شيوخه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتوفي الشيخ رحمه الله عن سن عالية تقارب الثمانين، ضحوة يوم الأربعاء سادس عشر ذي القعدة الحرام سنة (1163هـ)، ودفن عصر يومه المذكور بعد الصلاة عليه بالقرويين بدار بالزنقة المعروفة بدرب القطان، بين الديوان والصاغة، من عدوة فاس القرويين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: المورد الهني بأخبار الإمام مولاي عبد السلام الشريف القادري الحسني لمحمد بن أحمد الفاسي(102-104)، ونشر المثاني للقادري(4/80-81)، وطبقات الحضيكي(2/359-360)، والفهرسة الصغرى للتادوي بن سودة(79-82)، وسلوة الأنفاس للكتاني(1/156-157)، وشجرة النور الزكية لمحمد مخلوف(353)، والأعلام للزركلي(6/205-206).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]بَرَكَة التطواني[/font]
[font=&quot]علي بن محمد بن محمد بن بركة، أبو الحسن التطواني الأندلسي، ولد بتطوان، وعاش بها في النصف الثاني من القرن الحادي عشر، وبها تلقى دراسته الأولى، ويعتبر الربع الأخير من القرن الحادي عشر زمن قوة الشيخ علي بركة، وفيه كان نشاطه وانكبابه على التحصيل والتعليم والإرشاد والكتابة والتأليف، وقد أخذ العلم بتطوان عن والده محمد بن محمد بركة، ثم انتقل لفاس للأخذ عن كبار علمائها أمثال؛ الشيخ عبد القادر الفاسي الذي أجاز له إجازة عامة، وأخذ كذلك عن أبي علي اليوسي، وأبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي وغيرهم، وبعد أن فرغ من الدراسة بفاس رجع إلى بلده تطوان، فتصدر للتعليم والتدريس، وكان له فيها صيت كبير، وذكر شهير، حيث درس مع الطلاب علوم مختلفة، كالأصول، والنحو، والحديث، والفقه، كما عقد مجالس للوعظ والإرشاد للعموم، وبفضله انتشر العلم في تطوان، وتخرّج على يديه عدد وافر من العلماء من داخل المدينة وخارجها، كان من أهمهم: الشاعر المغربي محمد بن زاكور الذي قصد تطوان للدراسة على الشيخ علي بركة، وأبو عبد الله محمد بن عبد السلام بناني، وأبو الحسن علي مندوصة الأندلسي، ومحمد بن الطيب العلمي وغيرهم، ولا شك أنه أخذ عن بعض علماء المشرق أثناء رحلته إلى الحج.[/font]
[font=&quot]وتفيدنا المصادر أن الشيخ تصدى للتدريس بجامع السوق الفوقي، و كان خطيبا به، وطبقت شهرته مدينة تطوان ونواحيها، وأثنى عليه الناس، ومن ذلك قول تلميذه محمد الطيب العلمي في كتابه الأنيس المطرب: «هو عالم تطوان وإمامها وبركتها، قطب رحاها، وشمس ضحاها، الشيخ الإمام العلامة الصالح...».[/font]
[font=&quot]ترك الشيخ علي بركة مجموعة من المصنفات، منها: حاشية على شرح المكودي، وشرح الأجرومية، وهما معا في علم النحو، وله حاشية على شرح الرسالة لابن أبي زيد القيرواني ، ويذكر مؤرخ تطوان الأستاذ محمد داود أن له تأليفاً في مناسك الحج، يوجد بحوزته. وتأليفا فيما يخاطب به الإنسان، من الإسلام والإيمان والإحسان، وله تقاييد علمية كثيرة في مسائل مختلفة.[/font]
[font=&quot]عاش رحمه الله في كنف العلم والتعليم والصلاح والتقوى، إلى أن اختاره الله لجواره عام عشرين ومائة وألف (1120هـ)، ودفن قرب مسجده حيث بنيت بعد دفنه زاويته المشهورة المجاورة لمسجد السوق الفوقي، وهي المعروفة في تطوان بزاوية سيدي بركة.[/font]
[font=&quot]المصادر: تاريخ تطوان (1/347ـ383).[/font]
[font=&quot]الأعلام للزركلي (5/14ـ15).[/font]
[font=&quot]معلمة المغرب (4/1186ـ1187).[/font]
[font=&quot]السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي تـ1204هـ/1790م[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو أمير المؤمنين السلطان سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل الحسني العلوي المالكي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بمكناس سنة 1134هـ ، ونشأ نشأة علمية شرعية على يد جدته خناتة بنت بكار التي كانت عالمة بالقرآن الكريم والحديث الشريف، وحج معها سنة 1143هـ ، وأخذ الطريقة الناصرية عن شيخه أبي العباس الشرادي (ت 1160هـ ) أوائل نزوله بمراكش، وتتلمذ أيضا على الفقيه عبد الله المنجرة، والمحدث أبو العلاء إدريس بن عبد الله العراقي الحسني (ت 1184هـ)، وغيرهما .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ناب عن أبيه بمراكش سنة 1158هـ ، ووطد الملك العلوي بها، وتولى الخلافة ما بين عشرين صفر 1171هـ إلى 24رجب 1204هـ. قال عنه الناصري في الاستقصا: وهو الذي جدد هذه الدولة الإسماعيلية بعد تلاشيها، وأحياها بعد خمود جمرتها وتمزيق حواشيها، بحسن سيرته ويمن نقيبته، رحمه الله تعالى ورضي عنه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] جمع هذا السلطان المجاهد بين رئاسة الدين والدنيا، فقام بحماية الشواطئ المغربية، وتحرير مدينة الجديدة من يد البرتغال، وانتصر في معركة العرائش على الجيش الفرنسي، وهو أول رئيس دولة عربية إسلامية اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، ورفض ربط العلاقات السلمية مع روسيا لمحاربتها للدولة العثمانية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ولما كان رحمه الله مقيما بمدينة بمراكش، أحيا العلوم، وخاصة علم الأنساب، و عقد بها مجالسه الحديثية، والتي كانت أساسا للمجالس الحديثية عند ملوك الدولة الشريفة بعده، ولما ولي الخلافة أصبح مولعا بسرد كتب الحديث، وجلب غريبها من الآفاق إلى أن تملى منها ودعته نفسه للتأليف فيها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقام رحمه الله أيضا، بإصلاحات شملت ميادين عدة مثل القضاء، والتعليم، ووضع برنامجا للتعليم الديني، وبناء المدارس، وإحداث المكتبات العامة في جل مدن المغرب، وتنظيم الفتوى، وبيان الكتب التي تعتمد في الافتاء، وانتقد أوضاع الزوايا بالمغرب، وأصلح بعض العادات والتقاليد خاصة ما يتعلق بالزواج. وبالجملة، فإن السلطان سيدي محمد بن عبد الله هو أحد المجددين لهذه الأمة في العصر الحديث.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أثنى عليه الكثير من المؤرخين، أكتفي هنا بما قال عنه أبو القاسم الزياني في الترجمانة الكبرى: ولم يعتن بإقامة معالم الدين إلا أمير المؤمنين سيدي محمد بن عبد الله...، وبما نقله ابن زيدان في إتحافه: وقال في حقه أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري ما نصه: الإمام الموهوب لهذه الأمة على رأس المائة مجددا لها دينها كما ورد ذلك مرفوعا، وقال: كان إماما من علماء الإسلام، له تصانيف تقرأ بالمشرق والمغرب، وقال: وبالجملة فقد نظر في المصالح وقام بها قياما لم يقم به أحد من أهل عصره من ملوك الإسلام ولم يسبق إليه غيره غير الخلفاء الراشدين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف السلطان سيدي محمد بن عبد الله كتبا قيمة في الحديث، والفقه، والتصوف، والأدب، لكن أشهر مؤلفاته المطبوعة هي: الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية، ومما جاء في مقدمته : فحين شرعت في المقصود، يسر الله تعالى في مسندات الأئمة الثلاثة، وردت علينا من الحرم الشريف [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] والحمد لله -: مسند الإمام أبي حنيفة، ومسند الإمام الشافعي، ومسند الإمام أحمد رضي الله عنهم، والحال أن المسانيد المذكورة لم تدخل المغرب قط حتى كان دخولها على أيدينا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] والحمد لله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال عنه ابن زيدان في الإتحاف: وقد فرغ من تأليف هذا الكتاب الذي لم يسبقه إليه أحد من أئمة الحديث المبرزين على هذا الصنيع العجيب في جمادى الثانية عام 1198. طبع بالمطبعة الملكية بالرباط الطبعة الثانية 1400هـ - 1980م. وكتاب طبق الأرطاب فيما اقتطفناه من مساند الأئمة وكتب مشاهير المالكية والإمام الحطاب، وهو من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله بمدينة الرباط يوم الأحد 25 رجب عام 1204هـ الموافق 1790م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] من مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تاريخ الضُّعَيِّف الرباطي: (1/ 297 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 372 ). الاستقصا: (7/ 182 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 184، 193 - 197)، ( 8/ 3 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 72). إتحاف أعلام الناس: (3/ 148- 363). الأعلام للزركلي: (6/ 241 - 242). الملك المصلح سيدي محمد بن عبد الله العلوي، للحسن العبادي، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر، الدار البيضاء، 1407هـ - 1987م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] إعداد: د.بوشعيب شبون.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]سعيد بن سليمان الكرَّامي: تـ882هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الفقيه العالم، المتفنّن، صاحب التآليف العديدة، والتصانيف الشهيرة، أبو عثمان سعيد بن سليمان الكرامي السملالي، نسبة إلى أسرة الكرَّاميين بسوس، وهم الشرفاء أو الصلحاء، رأس أسرة علمية عاشت في القرن الهجري التاسع وصدر القرن العاشر ينتسبون إلى ابن العربي المعافري، ومساكن الكراميين بتازموت من سملالة بالأطلس الصغير، وما تزال قبور مشاهيرهم هنالك معروفة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد في بيت علم ودين، ولم تلمح المصادر إلى تاريخ ولادته ولا مكانها، إلا أنه عاش فيما يبدو بين أكناف أسرته المعروفة بجبال جزولة: (إداوْلْتِيتْ) بسوس بجنوب المغرب، وتعرَفُ تاريخيا بالأسرة الكرامية، وتعرف مَحليا بـ(إكْرُّوما). استوطنت هذه الأسرة قرية (تَازْمُوتْ) بقبيلة إدَاوْ سْمْلال، جبال جزولة سوس، وحسب التقسيم الإداري الحالي: «مدشر (تازموت) بجبال الأطلس الصغير، فرقة أزورْ اليلي، جماعة تيزغران، قيادة إداكوكمار، دائرة أَنْزي، إقليم تِيزْنِيتْ، المملكة المغربية»،ويرتقي نسبها إلى الشيخ القاضي أبي بكر محمد بن العربي المالكي المعافري ـ كما أسلفنا ـ. ويبدو أن المترجم تلقى تعليمه الأولّي على يد والده أو أعمامه كما هي عادة أهل المغرب قديما وحديثا، وجاء عند المختار السوسي أنه درس بالأندلس وبالضبط بغرناطة على علمائها ولم يذكر اسم واحد من مشايخه، ثم عاد بعدها إلى قريته، وحمل لواء العلم في جبال جزولة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تَصَدَّرَ ـ رحمه الله ـ للتعليم والإرشاد والتأليف والإفتاء في مدرسة تازموت السملالية، وكانت مشارطته جلّ حياته بقرية الأحدونيني إزاء سوق الثلاثاء الأكمارية المشهورة ببعقيلة، وقد تخرّج على يديه جمع من العلماء أبرزهم أبناؤه: يحيى، وإبراهيم، ومحمد، وأحفاده، وغيرهم ممن يصعب حصرهم. وكانت للفقيه سعيد مكانة عالية بين أهله وأصحابه وأقرانه إذ يصفه كل من ترجم له بأنه «العالم المتفنن المتبرك به حيا وميّتا، فقيه زمانه وزاهده وورعه»، وحكى عنه صاحب بشارة الزائرين كرامات غريبة لا تكاد تدرك بالعقل، وعلّق عليها المختار السوسي ـ بعد أن ساقها ـ فقال: «ولا يعزبنّ عن عاقل ما يقوله الأصوليون في أمثال هذه الأخبار، من أن الذي روى آحاداً وهو لو وقع لا يروى إلا متواترا، كسقوط الخطيب من المنبر أثناء الخطبة يوم الجمعة مدفوع لا يقبل، وذلك أمر ظاهر غير خفي، فسامح الله مؤلف (بشارة الزائرين)».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلّف الإمام سعيد آثاراً جمّةً في الفقه، والحديث، والقراءات، واللغة، والفلك، وغير ذلك، ويغلب على بعضها الطابع التعليمي، مما يؤكد ما ذكرنا من عكوفه على التدريس مدة طويلة من حياته، من هذه المؤلفات: مرشد المبتدئين إلى معرفة معاني ألفاظ الرسالة، وإعانة المبتدئين على ألفاظ مورد الظمآن، تعريف معاني الضبط في شرح رسم الخط، شرح البردة، وتقريب الفلاح من اختصار الشراح على ابن الحاجب، شرح على أرجوزة الولدان في الفرض والمسنون، إعانة الصبيان على عمدة البيان، اختصار شرح ابن البنا على منظومه ابن مقرع، هداية السالك إلى فهم ألفاظ ألفيه ابن مالك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي الإمام سعيد بن سليمان عن سنٍّ عالية وحُسن حال يوم السادس عشر من شعبان عام (882هـ)، وأرّخ وفاته ابن القاضي عام (899هـ)، وهو مدفون بمسجد تازمورت بسملالة مع أولاده الثلاثة المشهورين وامرأته في عرصة واحدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] مصادر ترجمته وأخباره:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]درة الحجال (3/299)، مناقب البعقيلي (ص19)، وفيات الرسموكي (18)، طبقات الحضيكي (2/575)، المعسول (7/27)، رجالات العلم العربي في سوس (14)، الأعلام (3/95)، معلمة المغرب (2/611).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: ذ.نور الدين شوبد[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن بَرِّي الرباطي: (731 هـ/1330 م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو: علي بن محمد بن علي بن الحسين الرباطي نسبة إلى رباط تازة، ويقال: الأرباضي، نسبة إلى أحواز تازة، التازي، التسولي الأصل، أبو الحسن، المعروف بابن بري، من فخذ بربر تازة يقال لهم: «بنو لنت».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بتازة في حدود: 660هـ، ونشأ وترعرع ب"زقاق الزفانين" بها، وقد كانت أسرته انتقلت إليها قبل ذلك، لكن لم تحدد سنة انتقالهم إليها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا نعلم كثيرا عن أسرته، ومكانها في العلم والشرف، اللهم ما قيل عن وصف أبيه: بالشيخ الأفضل المتقن البليغ، كما عند العلامة: الخراز في شرحه لمنظومة ابن بري: الدرر اللوامع، وهذه النعوت كافية للدلالة على منزلة والده في العلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اجتهد كثيرا في الذكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة وعدولها، ثم بعد فترة انتقل إلى فاس كاتبا بها سنة:724هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ العلم عن شيوخ فضلاء، منهم: والده محمد بن علي بن بري التازي، وأبو الحكم مالك بن عبد الرحمن بن علي المالقي المعروف بابن المرحل: (ت:699هـ)، وأبو بكر محمد بن محمد بن إدريس القضاعي المعروف بالقللوسي: (707هـ)، وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم ابن الزبير الغرناطي: (ت:708هـ)، وأبو الربيع سليمان بن محمد بن حمدون الشر يشي (ت:709هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا جرم أن يكون لهذه الثلة المباركة من أكابر أهل الفضل والعلم أثر على شخصية أبي الحسن وتكوينه العلمي، لذا فقد بلغ في العلم مرتبة عالية، يظهر ذلك من قولهم فيه: «كان فقيها متقنا راوية كاتبا بليغا بارعا فرضيا نحويا لغويا عروضيا ماهرا في العربية مقدما في القراءات والوثائق، وله معرفة بعلم التفسير والحديث، بارع الخط، حسن النظم سلسه»، ومنظومته التعليمية "الدرر اللوامع" دالة على ذلك، فقد سارت بها الركبان، وحفظها الصغار والكبار، وتصدوا لها بالشرح والتعليق، فقد بلغت شروحها خمسين شرحا.، وأخذها عنه عدد من الأفاضل الأماجد، منهم العلامة: عبد المهيمن بن محمد بن علي الحضرمي السبتي: (ت:749هـ)، وغيره ممن تجد ذكرهم في كتاب:«قراءة الإمام نافع عند المغاربة»، للعلامة: حميتو، (3/151).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحري بمثله أن تكون صلاته العلمية وثيقة بغيره من أهل العلم والفضل، كالإمام: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الآبلي، (ت:757هـ)، وأبي زيد عبد الرحمن بن العشاب التازي، (ت:724هـ)، وغيرهما من أهل العلم، ولمنزلته العلمية ولي مناصب عالية في الدولة، فقد تولى الكتابة عن الخليفة بالغرب، وتولى القضاء بمدينته تازة، كما دعاه أبو سعيد المريني لتعليم ولده أبي الحسن، فكان يقرئه إلى أن توفي رحمه الله تعالى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد ترك أبو الحسن ابن بري تراثا دالا على تضلعه وتمكنه من ناصية العلوم منها: مختصر شرح الإيضاح لابن أبي الربيع، وشرح تهذيب المدونة لأبي سعيد البراذعي لكنه لم يكمله، ذكره ابن القاضي في شرحه لمنظومته الموسوم ب:"الفجر الساطع والضياء اللامع في شرح الدرر اللوامع" (1/230)، وشرح كتاب العروض لابن السقاط، ووثائق أبي إسحاق إبراهيم الغرناطي، وله تأليف آخر في الوثائق، وله قصيدة في قراءة الإمام نافع براوييه سماها: «الدرر اللوامع»، عتنى بها أهل العلم والفضل حفظا وتدريسا وشرحا، واختصر كتاب: زهر الآداب وثمر الألباب في: اقتطاف الزهر واجتناء الثمر، كما اختصر شرح الشريشي على مقامات الحريري، وغيرها من المصنفات الدالة على علو كعبه في العلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله تعالى بتازة سنة:731هـ، كما نقل التنبكتي عن الشيخ ابن أطاع الله، وكذا ابن القاضي في شرحه لأرجوزته، وفي الأعلام للزركلي: أنه توفي:730هـ، وهو قريب من السابق، وقيل:709 هـ كما عند البغدادي في الإيضاح وهدية العارفين، وهو بعيد حيث ذكر عنه أنه انتقل إلى فاس سنة:724هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كفاية المحتاج للعلامة التنبكتي، ص:247، ترجمة:347.الفجر الساطع والضياء اللامع في شرح الدرر اللوامع لأبي زيد عبد الرحمن بن القاضي، (1/230).هدية العارفين للأستاذ: إسماعيل باشا البغدادي، (1/716).إيضاح المكنون للأستاذ: إسماعيل باشا لبغدادي، (1/468).معجم المؤلفين للأستاذ: رضا كحالة، (7/221).الأعلام للأستاذ: خير الدين الزركلي، (5/5). قراءة الإمام نافع عند المغاربة، للدكتور: عبد الهادي حميتو، (3/108).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو زيد عبد الرحمان التمنارتي (ت1060هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخ مشايخ سوس، عالم تارودانت ومفتيها، أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد، التمنارتي، المعافري الجزولي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بقرية تمنارت وفيها نشأ وترعرع، وقدرت سنة ولادته في (974هـ) حسب ما أشار إليه محقق كتاب الفوائد الجمة، لأن التمنارتي لم يذكر سنة ولادته، ولم يتعرض لذكرها أحد ممن ترجموه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وينتسب مترجمنا إلى أسرة مشهورة بالعلم والصلاح، وفي أحضانها نشأ التمنارتي تحت رعاية والده الذي أنشأه نشأة صالحة، ورسم له سبيل طلب العلم منذ سنِّ السابعة من عمره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا بدأت رحلته في الطلب سنة (992هـ)، عندما توجه إلى تارودانت حاضرة العلم والعلماء بالسوس الأقصى، وامتدت رحلته العلمية بعد ذلك إلى مراكز علمية أخرى بحاضرة سوس، كمركز زداغة، ومركز تمنارت، ولم يعرف عن التمنارتي أن له رحلة للطلب خارج سوس، بل اكتفى بالتنقل بين المراكز العلمية المذكورة، حيث وجد فيها ضالته المنشودة، وعكف على حضور مجالس العلماء، والجلوس بين أيدي المشايخ الكبار والأخذ عنهم، حتى تضلع في مختلف العلوم الدينية واللغوية، وتلقى تكويناً علمياً رصيناً على يد ثلة من المشايخ الكبار، والأساتذة الأفذاذ، وهم الذين ترجم لهم في كتابه الموسوم بـ«الفوائد الجمة»، ومن أبرز هؤلاء الشيوخ: والده محمد بن أحمد التمنارتي (ت1007هـ)، والإمام الخطيب أبو عبد الله محمد بن أحمد التلمساني المعروف بالوقاد (ت1001هـ)، وأبو عثمان سعيد بن عبد الله بن إبراهيم الجزولي (ت1007هـ)، والشيخ الصوفي أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي (ت1035هـ)، والفقيه المحدث أبو العباس أحمد بن أحمد ابن الفقيه الحاج أحمد بن عمر بن محمد أقيت الصنهاجي السوداني (ت1036هـ) وآخرون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا استقى التمنارتي من هؤلاء الشيوخ معارف وعلوماً متنوعة، وبفضل ذلك ترسَّخت قدمه في العلوم الإسلامية، واتسعت مجالات ثقافته لتشمل علوم الفقه، والأصول، والحديث ومصطلحه والسيرة، والتفسير والقراءات والرسم، والعقائد، والمنطق، والتصوف، والنحو، والبلاغة، والعروض، والفلك والحساب، وهذه المكانة العلمية أهلته ليتولى قضاء الجماعة بمدينة تارودانت حوالي ثلث قرن، وهي مدة عرف فيها بعدله وصلاحه، وضُرب به المثل في الاستقامة والتزام العدل في أحكامه، كما تصدر رحمه الله لمهمة التدريس وإفادة طلاب العلم، وكان مقصدا للطلاب من مختلف الجهات، واتخذ الجامع الكبير بتارودانت مقراً لحلقاته العلمية التي كان يحضرها نجباء الطلبة وحتى الفقهاء والعلماء، ويظهر ذلك من خلال المستوى العالي للمواد التي كان يُدَرِّسُها وهي: التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والعقائد، وقد تتلمذ عليه وسمع منه عدد من العلماء الأجلاء نذكر منهم: ابناه أحمد ومحمد، وأبو عبد الله محمد بن سعيد المرغيتي السوسي (ت1090هـ)، والفقيه أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي (ت1102هـ)، والفقيه منصور بن أحمد ابن القاضي سعيد بن علي الهوزالي، وآخرون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإلى جانب اهتمامه بتعليم التلاميذ وتكوين الأجيال، كان اهتمام مترجمنا منصبّاً أيضاً على التأليف والتصنيف، فخلف آثاراً مفيدة تدل على وتبحره في العلم ، فمن هذه التآليف: «الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة» وهو مطبوع، و«أجوبة فقهية»، و«ديوان شعر»، و«شرح منظومة الجزائري في التوحيد»، و«النور الباهر في نصرة الدين الطاهر»، و«شنف الأمان ودرة الولدان من واجب أمور الديانات».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إضافة إلى مكانته العلمية فقد كان التمنارتي رحمه الله جواداً، كريماً، حسن المعاشرة، وكثير الصبر والتحمل، منعدم الرغبة في متاع الدنيا، حسن الخلق والتواضع، قال عنه الحضيكي: «وكان رضي الله عنه، رجلاً محباً للصالحين، حسن النية فيهم، شديد الحب في الله،...»، ودامت سيرته على هذا الحال إلى أن لقي ربه ضحى يوم الأحد الخامس من شوال عام ستين وألف للهجرة النبوية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من مصادر ترجمته وأخباره: الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة، صفوة من انتشر للإفراني (ص: 273)، طبقات الحضيكي (2/399-401)، واليواقيت الثمينة (ص:193)، والأعلام للزركلي (4/ 108)، معلمة المغرب (7/2195-2196).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قدور بن علي الورطاسي: ت1414هـ/1994م[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هو الأستاذ الأديب الوطني الغيور المؤرخ الشاعر قَدُّور بن علي بن البشير الورطاسي العتيقي الأبركاني اليزناسني أصلاً الحسني نسباً.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بزاوية ورطاس قرب مدينة أبركان شمالي شرق المغرب سنة 1331هـ/1912م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ حياته التعليمية بحفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة في الكُتاب، ثم انتقل إلى المعهد الديني بوجدة لمتابعة تعليمه، بعد ذلك التحق بكلية القرويين في فاس، وزاول التدريس بها إلى غاية سنة 1355هـ/1936م؛ إذ رجع إلى مسقط رأسه لمزاولة خطة العدول الشرعيين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عرف مترجمنا بنضاله الوطني وانخراطه في صفوف الحركة الوطنية منذ سنة 1348هـ/1930م، التي بقي يتقلب في صفوفها إلى أن صار كاتباً عن فرع حزب الاستقلال وممثلاً له بأبركان، وكان يُعِدّ برنامجاً إذاعيا بعنوان «جمعية الإسلام»، واشترك في تأسيس مدرسة «النهضة» عام 1946م، وهي أول مدرسة عربية بمدينة أبركان في ظل الاستعمار، وقد تعرض لتعسفات واعتداءات عديدة من طرف السلطات الفرنسية، بدءاً بفرض الإقامة الجبرية عليه، واعتقاله عدة مرات، إلى أن نُفي عام 1372هـ/1952م إلى أقصى جنوب المغرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنذ البدايات الأولى من استقلال المغرب، تقلد عدة مناصب إدارية، منها قائد ممتاز بشرق المغرب، ثم عضو في ديوان وزير الدولة المكلف بالشؤون الإسلامية، وغيرها من المناصب إلى أن عُيِّن رئيساً على مصلحة تكوين الأطر الدينية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وُلِعَ الورطاسي بالتأليف والتقييد، فكانت بداياته الأولى مع الكتابة بالقرويين سنة 1351هـ/1933م؛ إذ كتب بصحيفة «النجاح» الجزائرية، ثم عمل مراسلا للعديد من الجرائد مثل «السعادة»، و«الأطلس»، و«البصائر»، و«الشعلة» الجزائرية، و«الأسبوع» التونسية، وكَتَب مقالات في مجلة «دعوة الحق»، ومجلة«الإرشاد»، وله تصانيف مفردة يتعلق العديد منها بتاريخ المغرب الشرقي، وقد ساهمت في الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري لهذه المنطقة، منها: «معالم من تاريخ وجدة» طبع بالرباط عام 1972م عن مطبعة الرسالة، و«بنو يزنانسن عبر الكفاح الوطني» طبع عام 1976م عن مطبوعات دار المغرب بالرباط، و«الأنيس المطرب في تاريخ شرق المغرب منذ عهد الكاهنة داهيا إلى سنة 1956م» طبع عن مطبعة الرسالة بالرباط في جزءين، و«ديوان الحدائق» في جزءين صدر عام 1977م بالرباط عن دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، و«فكيك المجاهدة»، و«بين ظلال الأصالة» طبع بالرباط عام 1989م عن مطبعة الأمنية، و«حياة محمد الدرفوي»، و«حياة أحمد بندالي»، و«حياة مصطفى المشرفي»، و«حياة بناصر بن الحاج العربي»، و«حياة محمد بن منصور»، و«غروب الاستعمار» طبع عام 1976م عن مطبعة الأمنية بالرباط، و«ذكريات الدراسة في فاس» طبع عن دار الطباعة الحديثة بالدار البيضاء، و«أربع سنوات مع جبهة التحرير الجزائرية» طبع عام 1976 بالرباط عن مطبعة ووراقة البلاد، و«لقاءات تاريخية»، و«الدرر اللامعة في الرد على رفيقة الطبيعة»، و«حياة محمد المدور الرباطي»، وله في الفقه كتاب:«فقه المناسك على مذهب مالك» وغيرها من التآليف التي تجلو عن ذهن وقّاد وقلم سيّال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله بالرباط يوم 20 يوليوز عام 1994م/1414هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: ذكريات الدراسة في فاس: قدور الورطاسي، بين ظلال الأصالة: قدور الورطاسي، الأدباء المغاربة المعاصرون: عبد السلام التازي، التأليف ونهضته في القرن العشرين: عبد الله الجراري(437-438)، معلمة المغرب: (22/7575-7576).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د. طارق طاطمي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو العباس العَزَفي(557-633هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العالم الفقيه والمحدث النّزيه، العابد الزاهد أبو العباس أحمد بن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد اللَّخمي، عرف بابن أبي عزفة، وإليها يُنسب، يرجع أصله ـ على أشهر الروايات ـ إلى المناذرة اللّخميين من عرب اليمن، ثم استقرّ بعض أفراد أسرته بسبتة، وعرفت هذه الأسرة بالعلم أولا حتى منتصف القرن السابع الهجري، ثم بالعلم والسياسة معا حتى أواخر العقد الثالث من القرن الثامن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد أبو العباس في السابع عشر من رمضان المعظم من عام(557هـ)، وفي أحضان هذا البيت العلمي نشأ وترعرع، وأخذ من معين العلم وكَرَع، وكان من جملة شيوخه أبوه القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد قرأ عليه كثيرا، وقرأ القراءات السبع في عشرين ختْمة على المحدث أبي محمد بن عبيد الله الحجري(ت591هـ)، وقرأ عليه أيضا «موطأ» عبد الله بن وهب، و«الملخّص» لأبي الحسن القابسي، و«التقصي لأحاديث الموطأ» لابن عبد البر، وكثيرا من المسانيد والأجزاء الحديثية، ومنهم أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حُبَيش(ت584هـ)، وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن حَميد(ت586هـ)، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي(ت581هـ)، وحدث بالإجازة عن الحافظ أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال(ت578هـ)، وأبي بكر محمد بن خير الإشبيلي(ت575هـ)، وجماعة من أهل المشرق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد أن جمع من صنوف العلم أنواعا ، وأخذ من فنونه ألوانا، تصدر للتدريس بجامع سبتة وأصبح مقصودا لأهل الرواية والدراية، ونهل من علمه طائفة من العلماء أبرزهم الأديب الكاتب أبو الحسن علي بن محمد الرعيني الإشبيلي(ت666هـ)، وإمام أهل النحو في زمانه المقرئ أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن أبي الربيع الإشبيلي(ت688هـ)، والحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي البلنسي المشهور بابن الأبّار(ت658هـ)، وسواهم من أهل بلده سبتة وغيرها من القادمين إليها، وغدت سبتة في عهده ـ ومن جاء بعده من أبنائه وحفدته ـ منارةً للعلم ونورا للمعرفة وذلك لما عُرف عنه من دماثة الخلق وتمام الورع، مع الثقة والضبط والنزاهة والإتقان، هذا ما نجده في التحليات التي حلاّه بها العلماء سواء من عاصره منهم أو أتى بعده، فهذا تلميذه أبو الحسن الرعيني عقد له ترجمة حافلة في برنامج شيوخه؛ من ضمن ما قال فيه:«من خاتمة أهل العلم بالسُّنّة والانتصار لها ـ نفعه الله ـ برز علما وعملا ودراية ورواية، وجمع خصالا من الفضل جمَّة...وكان على طريقة شريفة من التّسَنُّن واقتفاء السلف»، وحلاَّه أبو القاسم بن الشاط السبتي(ت723هـ) في تخريج برنامج ابن أبي الربيع بـ«الفقيه العالم العامل العلَم الأوحد الورِع الفاضل الضابط الناقد المسند بقية المحدثين»، وأورد المقري ما وجده على نسخة من كتاب «الدُّرِّ المنظّم» للمترجم محلا فيها بما نصه:«الشيخ الفقيه الإمام العارف العالم علم العلماء العاملين المتقنين، ونخبة الفضلاء الصالحين المتّقين».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot] ولم يكن أبو العباس العزفي ملازما للتدريس فحسب؛ بل مارس إلى جانب ذلك التأليف والتصنيف، فترك مصنفات نافعة رائقة بديعة، أهمها «برنامجه» الحافل الذي صنعه للتعريف بشيوخه ومروياته عنهم؛ رواه عنه تلامذته، وهو إلى حدود اليوم معدود من الكتب المفقودة، وكتاب«الدر المنظم في مولد النبي المعظم» وضعه لما رأى المسلمين يعظمون أعياد النصارى وعوائدهم، وأكمله بعده ابنه أبو القاسم، حُقّق قسم منه بجامعة محمد الخامس بالرباط ولم يطبع، ومنها«دعامة اليقين في زعامة المتقين» وهو مطبوع، و«منهاج الرسوخ على علم الناسخ والمنسوخ»، وغيرها من المؤلفات، وبقي على هذه الحال بين التدريس والتصنيف مدة عمره إلى وافته المنية في السابع عشر من شهر رمضان عام(633هـ)، وأخذ المشعل بعده ابنه أبو القاسم رحمهما الله تعالى رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المصادر: برنامج شيوخ الرعيني(ص42)، وبرنامج أبن أبي الربيع(ص260) ضمن مجلة معهد المخطوطات مج1، وتاريخ الإسلام(14/100)، وتوضيح المشتبه(6/232)، ونيل الابتهاج(ص77)، وكفاية المحتاج(ص33)، وأزهار الرياض(2/374)، والأعلام(1/218)، ومعلمة المغرب(18/6068). [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.جمال القديم.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد تقيّ الدين الهلالي تـ1407هـ/1987م[/font]
[font=&quot]هو الإمام، العالم، المحدّث، الفقيه، المفسّر، اللغويّ، الداعية، الأستاذ، الدكتور محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي، يرتفع نسبه إلى الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وأقرّ هذا النّسب السلطان الحسن الأول حين قدم سجلماسة سنة 1311هـ، وكُنيته أبو شكيب على اسم صديقه شكيب أرسلان، وبذلك سمىّ ولده البكر أيضاً.[/font]
[font=&quot]ولد سنة 1311هـ بقرية تسمّى «الفيضة القديمة» على بعد أميال من «الريصاني» بمدينة «تافيلالت» المعروفة تاريخيا بـ«سجلماسة» من أرض «المغرب».[/font]
[font=&quot]قرأ القرآن الكريم على والده وجدّه، فأتمّ حفظه وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وكان والده ينوي أن يبعثه إلى مُقرئ العصر الشيخ أحمد بن صالح ليقرأ عليه ختمة التجويد، فعاجلته المنيّة ومحمد في الثالثة عشرة من عمره، فقامت بذلك أمّه أحسن قيام، فبعثته إلى الشيخ المذكور وقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره بالتجويد، ثم سافر إلى الجزائر لطلب الرزق فحبّب إليه طلب العلم، فتوجّه إلى الشيخ محمد بن حبيب الله الشنقيطي، فأقام عنده على حفظ مختصر خليل مع شرحه، وعلم النّحو، وغير ذلك، حتى فتح الله عليه في علم النحو وصار الشيخ يُنِيبُه في غيابه، ثم توجّه إلى مدينة جدّة فبقي عند العلامة أحمد سكيرج يعلّم ابنه عبد الكريم وابن أخيه عبد السلام، ثم توجّه إلى فاس وحضر دروس كبار العلماء في القرويين من أمثال: السيد الفاطمي الشرادي، والشيخ محمد بن العربي العلوي، فحصل على إجازة من جامع القرويين عادلتها جامعة بون الألمانية بالشهادة الثانوية «الباكالوريا».[/font]
[font=&quot]وبقي يتردّد بعد ذلك على البلدان، حيث جالس أشهر العلمـاء واستفاد منهم وأفاد، فرحل إلى القاهرة، ثم الهند حيث أخذ العلم عن العلامة المباركفوري، ثم العراق، ثم المملكة العربية السعودية، ثم جُنيف التي لقي بها العلامة شكيب أرسلان. وشغل عدّة مناصب بهذه البلدان وغيرها؛ إذ عُيّن أستاذاً بدار الحديث الحسنية وجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم مُراقبا للمدرسين في المسجد النبوي مدة سنتين، ثم مدرسا في المسجد الحرام لمدة سنة، وفي الهند عيّن رئيساً لأساتذة الأدب العربي في كلية ندوة العلماء «بلكنو» مدة ثلاث سنوات، وعيّن محاضراً في جامعة «بون» الألمانية، وغير ذلك من الوظائف.[/font]
[font=&quot]وترك العلاّمة تقيّ الدين الهلالي ثروة علمية مهمّة، عَدّ منها فيمـا كتبه إلى محمد المجذوب في كتابه «علماء ومفكرون عرفتهم» (37) مؤلّفاً، من أهمّها: «سبل الرشاد في هدي خير العباد»، و«ترجمة مقدمة كتاب الجماهر في الجواهر للبيروني مع التعليق عليها» وهي رسالته للدكتوراه في ألمانيا سنة 1940م، و«الإسلام والمذاهب الاشتراكية»، و«كتاب الدعوة إلى الله»، و«دواء الشاكين وقامع المشككين»، و«تقويم اللسانين»، و«البراهين الإنجيلية على أن عيسى عليه السلام داخل في العبودية ولا حظ له في الألوهية»، وغير ذلك من التصانيف التي يستشفّ منها العمق الدَّعوي والإصلاحي، وساعده في هذا الإنتاج إتقانه لأهم اللغات المستخدمة في العالم، كالإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والهندية، والأمازيغية، إضافة إلى لغة العميان «براي» حين أضرّ في آخر حياته.[/font]
[font=&quot]وقد أثنى عليه جمع لا يحصى من كبار العلماء في عصرنا، قال عنه العلاّمة حماد الأنصاري: «لم ألتق مع رجل يحوي علما جما في فنون عديدة مثل الدكتور الهلالي، وقد مضت عليّ الآن خمس وأربعون سنة لم أر مثله»، وقال العلامة عبد الحميد بن باديس: «للغرب الإفريقي ابن عالم بار، نسله بنو هلال، وأنجبه المغرب الأقصى، هو العلاّمة الأستاذ محمد تقي الدين الهلالي المدرّس بالهند، لهذا الأستاذ شهرة علمية إصلاحية عظيمة»، وكان محدّث الشام العلاّمة الألباني يَعُدُّ الهلالي ضمن خمسة لم يُرَ مثلهم البتة في العلم والتحقيق؛ وهم: ابن باز، وتقي الدين الهلالي، وعبد الرحمن المباركفوري، وبديع الزمان السندي، والشنقيطي، رحمهم الله أجمعين.[/font]
[font=&quot]توفي عالمنا الهلالي رحمه الله تعالى في منزله بالدار البيضاء، يوم الإثنين 25 شوال، عام 1407 من الهجرة، الموافق 22 يونيو 1987م، عن عمر يقارب السابعة والتسعين عاما، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة.[/font]
[font=&quot] من مصادر ترجمته:[/font]
[font=&quot]التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين لعبد الله الجراري(ص123-124)، علماء ومفكرون عرفتهم لمحمد المجذوب (1/183-217)، تتمة الأعلام للزركلي لمحمد خير رمضن يوسف (2/135- 136)، تقي الدين الهلالي كما عرفته لمحمد أبو الفضل.[/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.نور الدين شوبد[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]العباس بن إبراهيم السملالي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]عباس بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن مَحمد السملالي، السوسي الأصل، عرف بابن إبراهيم، واشتهر بالتعارجي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مولده بمراكش عام 1294هـ، ونشأ في أسرة علمية أنجبت عددا من الفقهاء والعلماء والقضاة. فحفظ القرآن في سن مبكرة، ثم شرع في طلب العلوم والفنون التي كانت تلقن بمساجد مراكش ومدارسها على يد ثلة من الشيوخ والعلماء، من أمثال: الفقيه محمد أزنيط، والعلامة محمد بن إبراهيم السباعي، والقاضي العربي بن علال البربوشي الرحماني، والفقيه عبد الرحمان بن القرشي، كما أجاز له ثلة من كبار علماء المغرب والمشرق، نذكر منهم: ماء العينين الشنجيطي، والشيخ محمد حسين المصري وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تقلد العباس بن إبراهيم رحمه الله عدة وظائف منها التدريس والإفتاء والتوثيق والقضاء، ففي سنة 1319هـ تقلد وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره منصب التدريس، ومنح له كرسي بمسجد رياض العروس لمباشرة التعليم، وفي سنة 1325هـ عين كاتباً بديوان الوزير الأول في حكم الأمير عبد الحفيظ بن الحسن، ثم بعدها رقي إلى المرتبة الأولى في الهيأة العلمية المراكشية، وفي سنة 1333هـ عين قاضياً بمجلس الاستئناف الشرعي بالرباط، وبعد ثلاثة أعوام نقل إلى سطات قاضياً بمحكمتها، ورئيساً لاستئناف أحكام قضاة دائرتها، ثم نقل إلى قضاء مدينة الجديدة، وفي سنة 1348هـ عين قاضياً بمحكمة المنشية بمراكش.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان رحمه الله عالماً علامة، مشاركاً حافظاً، نوازلياً مؤرخا مطلعا، يستحضر النوازل الفقهية كأصابع يده، كما يستحضر الوقائع التاريخية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتهر مترجمنا بكتابه الموسوعي في التأريخ لمراكش وأعلامها المسمى بالإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، وهو مطبوع بالمطبعة الملكية بالرباط في إحدى عشر مجلدا، وله رحمه الله مؤلفات أخرى في علوم مختلفة، منها: الأجوبة الفقهية مع الأحكام المسجلة، منظومة درر الحجال في مناقب أولياء مراكش سبعة رجال، إظهار الكمال في تتميم مناقب سبعة رجال، الألماس في من اسمه العباس، الإمتاع بحكم الإقطاع، تاريخ ثورة الشيخ أحمد الهيبة، القضاء على الإسلام بيد أبنائه، ديوان شعر، حاشية على صحي مسلم، شرح منظومة السلطان مولاي عبد الحفيظ العلوي لجمع الجوامع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله يوم الأربعاء عشري شوال عام ثـمانية وسبعين وثلاثـمـائة وألف (1378هـ) بمراكش.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: الأعلام للزركلي (3/265-266)، سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال -فهرس الشيوخ- لعبد السلام بن عبد القادر بن سودة (173-174)، إتحاف المطالع (2/569)، مقدمة كتاب الإعلام للمراكشي -الجزء الأول-، موسوعة أعلام المغرب (9/3339-3340)، معلمة المغرب (1/84-85).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو سرحان جموع الفاسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الفقيه المالكي، النزيه، العالم العلَّامة، الدرَّاكة، الولي الصالح، المحدث الراوية، الأستاذ المجود، الحافظ، أبو سرحان مسعود بن محمد بن علي، جَـمُّوع السجلمـاسي أصلاً، الفاسي دراسةً وموطنا، السلاوي وفاةً ومدفنا، الملقب بجَمُّوع [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] بفتح الجيم وضم الميم المشددة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] على وزن كَلُّوب وفَرُّوخ، وهي تسمية تطلق على بيت من بُيُوتَات فاس العريقة، منهم فقهاء وعلماء، وما زالت بقيتهم بفاس عن قلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد الشيخ جموع في حدود 1050هـ بمدينة فاس العريقة؛ دار فقه المغرب وعاصمته العلمية، وبها درس وأخذ مبادئ العلوم وأصوله على يد كبار علمائها أمثال الشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن قاسم الفاسي (ت1082هـ)، والشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي المحاسن الفاسي (ت 1084 هـ)، والشيخ أبي محمد عبد القادر بن علي الفاسي (ت 1091 هـ)، والشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي (ت 1116 هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعنه أخذ أبو العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي (ت 1129 هـ)، وأبو عبد الله محمد الطيب بن أحمد الفاسي (ت 1134 هـ)، وموسى بن محمد السلوي الدغمي (ت 1140 هـ)، وأبو العباس أحمد بن عاشر الحافي السلاوي (ت 1163 هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم تسجل مصادر ترجمة الشيخ جموع الفاسي أي معلومات بخصوص رحلاته العلمية، باستثناء الرحلة التي قام بها إلى سلا في آخر عمره، وتوفي عقبها، فالظاهر أن أبا سرحان اكتفى بالمكوث بمدينة فاس العلمية؛ لما تزخر به من كبار العلماء في عصره، وكذلك فإن الشيخ كما يقول تلميذه ابن عاشر الحافي كان ملازماً لبيته قلما يخرج منه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما عن مكانة الشيخ جموع العلمية فتظهر في قيامه بمهمة التدريس بجامع القرويين، إذ عُرف رحمه الله بنشاط ملحوظ في هذه الجامعة العظيمة، وكفاه ذلك شرفاً وتكليفاً، فالرجل كان عالماً بِفَنَّيْ المنقول والمعقول، مما أهله لمنصب التدريس، وذكرت بعض المصادر أنه كان يُدَرس في علوم شتى: كالحديث، والسير، والتصوف، واللغة، والنحو، والبيان، وله معرفة بالفقه، والتفسير، والحديث، وأحكام القراءات، هذا مع ولعه رحمه الله بالتأليف، وبالأسانيد العالية في رواية الكتب، وقد اتفقت المصادر التي ترجمته على وصفه بالورع، والتدين، وحسن الخلق، وجودة الخط، وعن مكانة الشيخ أنشد صاحب إتحاف أشراف الملا:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنهم الشيخ أبو سرحان *** علامة القُطرِ عليُّ الشــان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مسعود إلى جَمُّـــــوع *** داهية في غيرِ ما مَوضُــوع[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محدث راوية مُؤلِــــف *** أُستاذ في العَشرِ فَذّاً يُعرَفُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكَان محبُوباً جميلَ المَخبَـرِ *** ليسَ يمل دَرسُه للمَحـضَرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جَمُّ التأليفِ وجُلُّهَا عُرِف *** وذِكرُهَا أَوسَع مِمَا يُتَّصَـفُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومُلِئَت بِكُتبِه الخَزَائِــــنُ *** وازَّيَّنَت بِعِلْمِه المحَاسِــنُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال صَفِيُّه أبُو عِمــــرَانَ *** كَانَ صَبُوراً تَالِيَ القُـــرآن[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مُشتَغِلاً بِمَا يَهُم مِن فِــكْر**** مُصَلياً عَلى النَّبي مِن مُضَرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جَمِيلُ أَخلَاق صَمُوتاً دَيِّناً *** مُحَبَّباً لِمَن نَئَا أو مَن دَنَــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]بلغت تآليف الشيخ جموع الثلاثين مصنفاً معظمها في القراءات، والسيرة، والفقه، واللغة، والحديث، والعقائد، منها: كتاب الروض الجامع في شرح الدرر اللوامع، وكتاب كفاية التحصيل في شرح التفصيل، وكتاب نفائس الدرر من أخبار سيد البشر، وكتاب الدرة المضيئة من خبر سيد الخليقة، وكتاب مرشدة الصبيان ومبصرة لمن أرادها من الإخوان، وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي الشيخ رحمه الله يوم الثلاثاء جمادى الأولى عام 1119هـ/16 غشت 1707م، ودُفِن بزاوية الولي الصالح سيدي أحمد حجي رحمه الله بسلا، وشهد جنازته أهل العدوتين: الرباط وسلا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: الفهرس لابن عاشر الحافي:(2/252-269)، نشر المثاني:(3/173-174)، التقاط الدرر:(297)، إتحاف أشراف الملا ببعض أخبار الرباط وسلا:(65-66)، معلمة المغرب:(9/3094).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد الزمزمي الكتاني (ت1371هـ/1952م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام العالم المشارك المفكر المجاهد الرحالة الداعية الفقيه المحدث محمد الزمزمي بن محمد بن جعفر ابن إدريس الكتاني الحسني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بفاس يوم 13 جمادى الثانية عام 1305هـ/1887م، من أسرة علمية عريقة. بدأ تحصيله للعلم بمسقط رأسه، حيث درس مبادئ العلوم على كبار علماء فاس، ثم حج عام 1321هـ فأخذ عن جملة من علماء المشرق، ثم هاجر المرة الأولى رفقة والده إلى المدينة المنورة عام 1325هـ، ثم المرة الثانية عام 1328هـ، إلى أن انتقل معه أيضاً باتجاه دمشق عام 1336هـ، وبها أخذ عن علماء أجلاء كبدر الدين البيباني، ومحمد أمين سويد، وغيرهما، ثم زار العراق والهند مرتين عام 1343هـ و1353هـ، والتقى خلالها بكبار علمائها وصلحائها وزعمائها أمثال: عبد العلي بن الشيخ نسيب علي، وحكيم عبد الوهاب الانصاري، وأنور شاه الكشميري، والزعيم ميا محمد شطاني، وغيرهم من رجالات السياسة المسلمين، وممن شارك في الإصلاح العلمي والسياسي ببلاد الهند.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الشيخ محمد الزمزمي الكتاني من رجال الطبقة الأولى من علماء المغرب، بل متميزاً بحكم رحلته الواسعة، وطول فترة طلبه العلم، وعظم مقدار من لازم وتتلمذ عليه في مختلف المذاهب والفنون الإسلامية، ولم يكن يبخل بعلمه ومعارفه في أي محل زاره أو رحل إليه، أو حلّ به، فأخذ عنه أعلام من الحجاز والشام، والعراق، والهند والمغرب، واستفادوا منه واستجازوه في العلم والتصوف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اعتمد عليه والده في بعض أعماله وأنشطته الإصلاحية، فجعله واسطة بينه وبين جميع الملوك والرؤساء، والزعماء الذين تعرف عليهم، بل إن الشيخ كان له دور مهم في الحياة السياسية والدينية لبعض الدول العربية وغير العربية مثل سوريا والهند، فقد كان مرشداً لقادتها، ومصلحا بين طوائفها مثل فتنة التجانيين، وإلى جانب هذا كان مُعَرِّفاً بالقضية المغربية وداعياً لها، ومحرضا على دعم المجاهدين والوطنيين الصادقين بالسلاح والمال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الشيخ صوفيا صالحا، عابدا ذاكراً، سالكاً مسلكاً، مأدوناً في تسليك أكثر من أربعين طريقة صوفية، وبالرغم من حياة الضيق التي فرضها عليه المستعمر الفرنسي فقد تولى عدة مناصب علمية، منها الإمامة والتدريس بعدة مساجد وزوايا بفاس، وعضواً بالمجلس العلمي بفاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد حلاه الشيخ جعفر الكتاني بقوله:«عالم بالمذاهب الأربعة، مشارك في جل العلوم الشرعية، رحالة داعية إلى الله تعالى، مفكر مجاهد».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلف مترجمنا رحمه الله تآليف عديدة تنبئ عن مكانته العلمية، منها:«رحلتان للهند وديوبند»، و«مذكرات شخصية»، و«ديوان جمع فيه عيون القصائد في الأمداح النبوية»، و«كتاب عقد الزمرد والزبرجد في سيرة الابن والوالد والجد»: وهي مذكرات وكتابات له حَوَت تاريخ العالم الإسلامي من الهند إلى المغرب، وما شهدته تلك الفترة من أحداث سياسية ودينية واجتماعية وغيرها، وهذه الكتابات هي أبرز ما ميز شخصية المترجم، وغير ذلك من التآليف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله بدمشق فجأة، أثناء زيارته لها، وذلك يوم 26 صفر عام 1371هـ/1952م، وشيع في جنازة حضرها مئات الألوف من سائر طبقات المجتمع، ودفن بروضة الشرفاء الكتانيين بمقبرة الباب الصغير بها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كتاب الشرب المحتضر والسر المنتظر من معين أهل القرن الثالث عشر لجعفر الكتاني(163-166)، إتحاف المطالع (2/531)، الأعلام للزركلي: (6/131)، معلمة المغرب (20/6762-6763).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد الحي الكتاني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد أبو الإسعاد الحسني الإدريسي الكتاني، ولد بفاس في جمادى الثانية عام 1302هـ في بيت اشتهر أهله بالعلم والدين والصيانة، وبدأ طلب العلم بالأخذ عن والده، وأخيه، وخاله، وقاضي مكناس أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة، وقاضي الجماعة بفاس أبي حميد بن محمد بناني، وعبد الرحمن البريبري الرباطي، وعن مشاهير المصريين والحجازيين والشاميين والعراقيين والهنديين وغيرهم من أعلام عصره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شغف المترجم بحب العلوم الحديثية وأدواتها من اصطلاح ورجال وجرح وتعديل إلى جانب العلوم الأخرى من فقه وأصول وتفسير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي سنة 1321هـ خرج المترجم إلى مراكش فمر على مكناس وسلا والرباط والجديدة وآزمور، وغيرها من المدن، وكان لا يترك الدروس الحديثية في كل بلد أو قبيلة يمر عليها، وأقرأ بمراكش شمائل الترمذي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي سنة 1323هـ خرج قاصدا الحج فدخل في وجهته هذه مصر واجتمع بعلمائها، واهتبلوا به غاية الاهتبال، ومنها توجه إلى الحجاز فدخل مكة والمدينة، وحصل له من الإقبال بهما ما لم يحصل له في غيرهما، ومنها انقلب إلى الشام فمر ببيروت ويافا وبعلبك وبيت المقدس، ولقي علماء هذه البلاد، وأخذ عنهم وأخذوا عنه وحصل له بذلك علم غزير، وجمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من معاصريه حتى غدت مكتبته مضرب الأمثال في جمع نوادر الكتب والمخطوطات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبلغ شأوا عظيما ومكانة علمية رفيعة تجلت في عبارات الثناء من كبار مشايخ عصره؛ قال فيه الشيخ أحمد بن محمد بناني: «دوحة العز التي تفجرت، وأينعت على ممر الأزمان أثمارها، وسماء المعارف التي أشرقت نجومها».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال شيخ الجماعة بالرباط المكي البطاوري: «علامة المغرب ومسنده، وعمدة المسترشدين ومرشده».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الشيخ عبد السلام ابن سودة: «الشيخ المحدث المسند المؤرخ النسابة المطلع، كان يعد من أساطين العلم المبرزين بالمغرب».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عين بظهير ملكي عام 1320هـ مع ثلة من علماء الطبقة الأولى الذين يقرؤون الحديث بالضريح الإدريسي صبيحة كل يوم وهو لا يتجاوز عشرين عاما من عمره، وترقى إلى الرتبة العلمية الأولى من رتب علماء القرويين عام 1325هـ وهي أعلى الرتب العلمية بالقرويين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان المترجم يحمل أفكار إصلاحية ابتلي من خلالها في محنة واعتقل بسجن الخصيصات بفاس عدة أشهر، وفي عهد الحماية حصل له نفوذ كبير استخدمه في كافة أنشطته. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رزق رحمه الإعانة على التأليف فألف ما يربو على خمسمائة مؤلف في مختلف علوم الشريعة من أهمها: فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمسلسلات، والتراتيب الإدارية، ومفاكهة ذي النبل والإجازة حضرة مدير السعادة، منية السائل اختصار الشمائل، وكلها مطبوعة ومتداولة، وغيرها من المؤلفات النافعة البديعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله مغربا عن بلده بمدينة نيس الفرنسية يوم الجمعة 12رجب الفرد عام 1382هـ ودفن بروضة الجالية المسلمة هناك. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: ترجمة الحافظ عبد الحي الكتاني بقلمه، إتحاف المطالع لعبد السلام ابن سودة (2/578)، مقدمة فهرس الفهارس (5ـ 45)، معلمة المغرب (20/6752ـ 6754).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن عجيبة الحسني (1224هـ/1809م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هو العلامة المشارك الفقيه المفسر الصوفي الزاهد المطلع الحجة أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي ابن عجيبة الحسني الأَنْجْري التطواني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد عام 1161هـ الموافق 1748م بقرية في قبيلة الحوز بإقليم تطوان، تُعرَف باسم «اعجيبش».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ علومه الأولية بقريته المذكورة، فحفظ القرآن الكريم على جده المهدي الحسني، وأقرأه إياه الإمام أحمد الطالب، والإمام عبد الرحمن الكتامي الصنهاجي، والإمام العربي الزوادي، والشيخ محمد أَشمل، وحَفِظ المتون والمنظومات اللغوية والفقهية كالأجرومية، وألفية ابن مالك، والمرشد المعين، ونظم الخراز، وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم بدأ حياة الترحال في سبيل طلب العلم بتعرفه على الفقيه محمد السوسي السملالي الذي كان يدرس بمدينة القصر الكبير، فذهب معه إلى المدينة، وهناك تفرغ لدراسة العلم والعبادة، وفي عام 1767م انتقل إلى مدينة تطوان، فدرس بها جملة من الدواوين الحديثية والفقهية والأصولية واللغوية والعقدية والصوفية، فكان من جملة المشايخ الذين درّسوه الشيخ أحمد الرشي، والإمام عبد الكريم بن قريش، والقاضي عبد السلام بن قريش، والإمام النحوي محمد العباس، والإمام محمد غيلان، والشيخ علي شطير، والشيخ الصوفي الجنوي الحسني، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم شدّ الرحال إلى مدينة فاس بغية التزوّد بالعلم، فدرس على العلامة محمد التاودي ابن سودة وأجازه إجازة عامة، وعلى الإمام الفقيه أحمد الزعري، وأخذ علم الفرائض على العالم الفرضي محمد بَنِّيس، كما درس على الإمام الطيب بن كيران، وغيرهم، ثم بعد هذه الرحلة العلمية كرّ راجعاً إلى مدينة تطوان، فزاول التدريس بها، وتفرغ لذكر الله ورياضة نفسه، حتى شاءت الأقدار أن يتعرف على الشيخ العارف بالله محمد البوزيدي الحسني، فأخذ عنه أصول الطريقة الدرقاوية، ولازمه مدة كانت كافية ليسلك نهجه في الزهد والعبادة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما ينبئ عن المكانة العلمية التي تصدّرها الإمام ابن عجيبة، جملة من عبارات الثناء لهجت بها ألسن مترجميه، منها قول صاحب إتحاف المطالع:«كان علامةً مشاركاً، مطلعاً حجةً، موفياً عاملاً بعلمه، شيخاً متبركاً به...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والظاهر أن الإمام ابن عجيبة كان قوي العزيمة؛ إذ لم تشغله حياة التدريس والعبادة عن التأليف والإبداع، فقد نيفت تصانيفه على ثلاثين عملاً علمياً، منها المطبوع، وأغلبها مخطوط، وبعضها مفقود، ومن أهم تآليفه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تفسير القرآن العظيم وسماه:«البحر المديد في تفسير القرآن المجيد» وطبع كاملاً ببيروت، وشرح الحكم العطائية المسمى:«إيقاظ الهمم في شرح الحكم» مطبوع، و«شرح الأجرومية» مطبوع، و«الفتوحات الإلاهية في شرح المباحث الأصلية» مطبوع، و«حاشية على الجامع الصغير للإمام السيوطي»، و«شرح على البردة والهمزية للإمام البوصيري»، و«شرح على الحصن الحصين»، وتأليف في طبقات المالكية سماه:«أزهار البستان في طبقات الأعيان» منه نسختين بالخزانة الحسنية رقم 417 و11481، ونسخة بالخزانة العامة بالرباط رقم 286 ك، و«فهرسة» طبعت بمصر، و«شرح على الوظيفة الزروقية»، و«شرح على الحزب الكبير للإمام الشاذلي»، و«تأليف في الأذكار»، و«شرح نونية الششتري»، و«شرح أسماء الله الحسنى»، و«تأليف في القراءات العشر»، وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله في سابع شوال من عام 1224هـ الوافق 15 نونبر 1809م في دار شيخه الصوفي محمد البوزيدي الحسني بقرية بوسلامة، بفرقة بني سلمان من قبائل غمارة، وبقي مدفوناً بالقرية مدّة اختلف في تحديدها ما بين ثلاثة أيام، وأربعين يوماً، وثلاثة أشهر، إلى أن اغتنم مريدوه (الفقراء) فرصة فنبشوا قبره، وقدِموا بجثته إلى موطنه بقرية الزُّمّيج من قبيلة أَنْجْرة، وما زال ضريحه بها مقصوداً إلى اليوم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اليواقيت الثمينة:(70)، شجرة النور الزكية:(400)، دليل مؤرخ المغرب:(1/246)، إتحاف المطالع:(1/104)، الأعلام للزركلي:(1/245)، موسوعة أعلام المغرب:(7/2482-2483)، معلمة المغرب:(18/5990-5991).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أحمد بن علي البوسعيدي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العالم الزاهد الورع أبو العباس أحمد بن علي بن محمد السوسي البوسعيدي الهشتوكي الصنهاجي، أصله من قبيلة أيت بوسعيد بهشتوكة في بلاد سوس، ولد بها في حدود سنة (990هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان البوسعيدي رحمه الله من أهل العلم والأدب والذكاء والهمة العالية في طلب العلم، بدأ تكوينه العلمي ببلده هشتوكة، وقرأ القرآن على محمد بن أحمد البَعْقِيلي، والفقه والعربية على محمد بن عبد الرحمن الكرسيفي (ت1038هـ)، ولازم الشيخ عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي فانتفع به، ثم رحل إلى مراكش، وأخذ فيها عن الشيخ أحمد بابا التنبكتي السوداني (ت1036هـ)، وأحمد بن عبد العزيز الحسني، وعبد الله بن علي بن طاهر الحسني السجلماسي (ت1045هـ) وآخرين، ثم دخل فاس وسكن بالمدرسة المصباحية، وواظب على الأخذ من شيوخ حاضرة فاس كابن عاشر (ت1040هـ)، والحافظ أحمد المقري (ت1041هـ) سمع عليه مقصورته التي ألفها في سور القرآن، كما كان يكثر من حضور مجالس الشيخ عبد الرحمن الفاسي (ت1036هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتهر مترجمنا بالزهد والورع، وكان لا يتلبس من الدنيا إلاَّ بالقليل الذي لا غنى عنه، وكان رحمه الله يقتصر على الضرورة من المأكل والمشرب، ولا يقبل من أحد شيئاً من شدة حرصه على تحري الحلال، وكان يقول: «الحلال ترياق الأمراض الصعبة، وما أكل مريض من حلال إلاَّ كأنما نشط من عِقَال»، ويأنف من أن يُتبرك به أو تُنسب له خصوصية، كما أن الشيخ ميارة لما شرح المرشد المعين أتى به للبوسعيدي ليكتب عليه تعليقاً، فلما تصفحه استحسنه، إلاَّ أنه عاب عليه كونه لم يضمنه شيئاً من أحوال الدار الآخرة، كما عاب عليه كونه إذا عرَّف فيه بأحد من شيوخه يقول في حقه: القطب أو العارف بالله أو نحو ذلك، وكتب في ذلك رسالة ساقها الشيخ ميارة في آخر شرحه على المرشد المعين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حصلت للشيخ البوسعيدي رحمه الله شهرة ومكانة بسبب زهده وشدة ورعه، فحلاه الإفراني في صفوة من انتشر بقوله: «أحد الفضلاء المتفق على صلاحهم وولايتهم»، وقال عنه الحضيكي في طبقاته: «وكان رضي الله عنه من أزهد الناس في الدنيا، فما تمسك منها بقليل ولا بكثير».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعكف رحمه الله على التصنيف فأبدع في ذلك عدداً من المؤلفات أشهرها: وصلة الزلفى في التقرب بآل المصطفى (يوجد له نسخ عديدة منها: نسخة المكتبة الوطنية بالرباط رقم: 186/8ك)، وبذل المناصحة في فعل المصافحة، وإشراق البدر في أهل بدر، ورسالة إلى المقام النبوي الكريم (نسخة بالخزانة الملكية رقم: 9892)، وتأليف في التعريف بالعشرة الكرام وبالأزواج الطاهرات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله بفاس عام ستة وأربعين وألف (1046هـ)، وأوصى أن يُصَلَّى عليه عند قبره إِحْيَاءً للسُّنَّة، وقبره مشهور بالكاغدين بروضة الشرفاء الطاهرين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الروض العطر الأنفاس (224-225)، صفوة من انتشر (138-140)، طبقات الحضيكي (1/59-60)، التقاط الدرر (105-106)، سلوة الأنفاس (2/95-97)، شجرة النور الزكية (301)، الإعلام للمراكشي (2/314-316)، الفكر السامي (608-609)، فهرس الفهارس (1/248-249)، الأعلام للزركلي (1/181)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى (80 و 196)، معلمة المغرب (5/1717-1718).[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى