موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو إسحاق التادلي (تـ 1311هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخ مشايخ الرباط إبراهيم بن محمد بن عبد القادر الحسني، أبو إسحاق التادلي، ولد بالرباط في ذي الحجة سنة (1242هـ)، من ذرية جابر بن سليمان دفين تادلة، الذي ينتهي نسبه إلى محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأم المترجم هي عائشة بنت صالح الحكومي قاضي الرباط.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت البدايات الأولى لتلقيه للعلم بمسقط رأسه الرباط، قبل أن يشد الرحال إلى مدينة فاس، حيث تلقى بها العلوم الأدبية والشرعية على أيدي علماء القرويين، نحو خمسة عشر عاماً، ومن شيوخه في هذه المرحلة: الشيخ أحمد بناني، والوليد العراقي، وآخرين، ثم ارتحل إلى مكناس فلقي فيها بعض شيوخها، وأخذ عنهم أمثال: الشريف لمراني، ثم رجع إلى الرباط حيث درس بها علم الطب والتعديل، ليتوجه بعدها إلى مدينة مراكش وهناك أخذ العلم عن بعض شيوخها، وحرصاً منه على إشباع نهمه العلمي قصَدَ المشرق سنة (1278هـ)، وأخذ عن شيوخ الأزهر بمصر أمثال: الشيخ عَلِّيش، والشيخ البَنَّاء، وجاور بالحرمين الشريفين حيث أخذ العلم عن: جمال الهندي، والشيخ أحمد دَحْلان، فكانت هذه الرحلة فرصة لتلقي علوم كثيرة، خصوصا الفقه على المذاهب الأربعة، كما توسعت رحلته العلمية لتشمل كل من إسبانيا التي أخذ بها بعض العلوم الحديثة، كما شملت زيارته بيت المقدس، وبيروت، حيث التقى بها الشيخ محمد عبده.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد أن عمَّق مترجمنا معارفه بالعلم الغزير المتنوع، كالفقه، وأصوله، والتفسير، والحديث، والعلوم العربية، من نحو، وصرف، وعروض، وبيان، وعلوم الهندسة، والحساب، والهيئة، والتوقيت، والطب، والتعديل، والمنطق، والفلسفة، بالإضافة إلى تلقيه دروسا في لغات مختلفة كالفرنسية، والإنجليزية، والفارسية، والتركية، عاد الشيخ التادلي إلى الرباط واعتكف على التدريس أكثر من ثلاثين سنة، وأخذ عنه خلالها جمع غفير من الطلاب والعلماء، خصوصا بمسقط رأسه أمثال: المكي البِطَاوري، وأحمد بناني، وأحمد جَسّوس، ومحمد بن عبد السلام الرُّنْدَة، والهاشمي بن محمد الحَجْوِي، ومحمد بَرْبِيش، وآخرون، كما تولى التادلي رحمه الله مهمة العدل، والشورى، والإفتاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإذا نظرنا في ترجمته وتتبعنا أقوال الناس فيه نجد الثناء عليه كثيراً، ومن جملة ذلك قول أبي حامد البطاوري في فهرسته: «إنه مجتهد العصر بلا منازع»، ومحمد مصطفى بوجندار في كتابه الاغتباط حيث قال عنه: «...خاتمة العلماء الفحول، وحامل لواء الفروع والأصول، مجدد المائة، وعمدة هذه الفئة وفدلكة العلوم على العموم...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما يميز الحياة العلمية للتادلي، كثرة تصانيفه التي تزيد عن العشرين ومائة أكثرها لم يتم، فالشيخ كان من العلماء المشاركين، حيث شمل نشاطه في الكتابة والتأليف ميادين كثيرة كشفت عن سعة اطلاعه، وغزارة علومه، ومن تآليفه:«حواشي على رسالة ابن أبي زيد القيرواني»، و«حاشية على الخرشي»، و«حاشية على التاودي على التحفة»، و«حواشي على الزرقاني على الموطأ»، و«حواشي على نظم الزبير لابن رسلان في فقه الشافعية»، و«حواشي على ملتقى الأبحر في فقه الحنفية»، و«حواشي على المحلى»، و«حواشي على المكودي»، و«شرح على التسهيل والكافية لابن مالك»، و«رسالة في علم الاشتقاق»، و«حاشية على ابن الشاطر في التعديل»، و«حواشي على الرخامة في التوقيت»، ورسالة في الموسيقى سماها: «أغاني السقا ومعاني الموسيقى»، و«زينة النحر بعلوم البحر»، و«حاشية على أقليدس في الهندسة»، و«إصابة الغرض في تدبير الصحة والمرض»، و«حاشية على سيرة الحلبي»، و«رسائل في علم التاريخ تشمل تاريخ العباسيين وبني أمية»، وله «اختصار صفوة من انتشر»، و«اختصار تكميل الديباج»، و«اختصار جذوة الاقتباس»، وغيرها من الشروح والمصنفات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بعد عمر قضى المترجم أغلبه في تلقن العلم، وتلقينه، والاهتمام بالكتابة والتأليف، توفي رحمه الله ليلة الجمعة ثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة إحدى عشر وثلاثمائة، ودفن بدار سكناه وذلك بوصية منه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الاغتباط بتراجم أعلام الرباط (245-262)، الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (1/191) و(7/223)، مجلة دعوة الحق (ص97-107) العدد الأول، السنة 11، شعبان 1387هـ/نونبر1967، الأعلام للزركلي (1/71)، إتحاف المطالع (1/323)، أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين الرباط وسلا (243-259)، المصادر العربية لتاريخ المغرب (2/111، 163)، موسوعة أعلام المغرب (8/2798)، أعلام المغرب العربي (1/171-173)، معلمة المغرب (6/2007-2009).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن العربي الأَدُوزِي (ت1323هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأستاذ الكبير، خادم العلم من كل جانب؛ محمد بن العربي بن إبراهيم بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن يعقوب السملالي الأدوزي، نسبة إلى «أدُوُز»؛ مدشر قرب مدينة تيزنيت بجنوب المغرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت ولادته بقرية «ولتيتة» سنة (1249هـ)، ويعتبر أحد نبغاء الأسرة الأدوزية السوسية التي أنجبت أجيالاً من العلماء الفطاحل، تربى ونشأ تحت رعاية والده الذي اعتنى به ووجهه إلى الدراسة وتلقي فنون العلم، فحفظ القرآن الكريم أولاً على يد الشيخ الملقب ب «أشُوبير»، ثم استكمل أصناف العلوم العربية والإسلامية على يد والده «العربي»، ثم رحل إلى مراكش وبها أخذ عن جماعة من العلماء منهم: محمد يحيى بن محمد المختار الولاتي ويذكر أنه أجازه، وعن رفيقه في رحلته إلى مراكش؛ أبو علي الحسن بن أحمد التمكدشتي وهو من المجيزين له كذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الشيخ المترجم رحمه الله إماماً مطلعاً، موفور الحظ في اللغة العربية والتاريخ والفقه وأصناف العلوم الأخرى، وقد أهله تكوينه العلمي الرصين لتولى مهام كثيرة منها: منصب التدريس بالمدرسة الأدوزية بعد وفاة والده، حيث أكب على إفادة طلبة العلم مند (1286هـ)، وكانت تقصده وفود طلاب العلم من كل أنحاء البلاد، وحرص في دروسه على الرفق بالطلاب وحضهم على العلم، فانتفع به خلق كثير منهم: عبد العزيز الأدوزي، والمحفوظ الأدوزي، والحاج الحسن التاموديزتي، والشيخ الإلغي، والفقيه سيدي الحسن التياسينتي وآخرون، كما كان رحمه الله الموئل عند إشكال المسائل من الأحكام، حيث كان مشاوراً لدى أجهزة الحكومة آنذاك، ومفتاحا لعويصات المسائل، وذاع صيته في مجال الفتوى والمباحثات والمناظرات العلمية مع علماء عصره، كالمناظرة المشهورة التي كانت بينه وبين العلامة الكبير محمد يحيى الولاتي، والمجاذبة العلمية التي وقعت بينه وبين العلامة الأديب الحاج الحسين الإفراني وغير ذلك، كما كانت له رحمه الله اهتمامات إصلاحية ركَّز فيها على مقاومة بعض المظاهر التي لم يرضها على أتباع الطريقة الدرقاوية، ودخوله في سجال مع بعض أقرانه وتلامذته من المريدين لهذه الطريقة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما يميز الأَدُوزِي عن معاصريه إتقانه لجملة من المهن والحرف اليدوية؛ كالبناء والزخرفة والنجارة والتجليد والطباعة، وكان ذا لباقة في ذلك، حيث أشرف بنفسه على تشيد بعض المنشآت الطرقية، والجسور، ومدِّ قنوات المياه، وبناء الطواحن وغير ذلك، كما أن المكانة المتميزة التي كانت للمترجم بين أقرانه وعلماء بلده أكسبته تقدير وثناء معاصريه من العلماء، منهم تلميذه الإكراري الذي قال عنه في روضة الأفنان: «... كان رحمه الله رجلاً ناسكاً خاشعاً، معرضاً عن الدنيا وذويها، مقبلا على الآخرة وأهاليها، كثير البكاء عند المذاكرة، شديد الشكيمة على أهل البدع»، وقال عنه العلامة المختار السوسي في المعسول: «... الأستاذ الكبير الذي خدم العلم والدين من كل جانب، فخدمه السعد من كل جانب، أفنى عمره في بث العلوم، وفي الذب على السنة بحسب ما يعلم...»..[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان لتكوينه العلمي الرصين أثر في غَزَارة وتنوع التآليف المفيدة التي أغنى بها رحمه الله الرصيد العلمي السوسي، فمن آثاره: «حاشية (أيسر المسالك) الذي ألفه والده شرحا على الألفية»، و«الرحلة إلى الحمراء»، و«شرح الرحلة» لم يتم، و«كتاب الحيل»، و«تأليف في بيع الثنيا»، و«تأليف حرر فيه القبلة»، و«نظم في السيرة»، «تشحيذ الأذهان في الأحاجي» و«براءة الذمة في قول بعض الأئمة»، و«حكم اللحن في القرآن» و«أنوار الربيع بأزهار البديع في فن البديع»، و«شرحه»، و«الرسالة المختصرة في فوائد الاستعارات المحررة» و«شرح عليها»، و«مؤلف في أشراف جزولة» لم يتم، و«رد على الحاج الحسين الإفراني»، و«مؤلف في الكيفية التي يصلح بها النبات» وغير ذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عاش الشيخ رحمه الله حياة الزهاد المتعففين إلى أن لقي ربه في الخامس عشر من شهر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف (1323هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من مصادر ترجمته: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]روضة الأفنان في وفيات الأعيان (174-186)، الإعلام للمراكشي (7/138-139)، المعسول (5/149-221)، وسوس العالمة (184-185)، الأعلام للزركلي (6/266)، إتحاف المطالع (1/365)، موسوعة أعلام المغرب (8/2840)، المصادر العربية لتاريخ المغرب (2/124)، معلمة المغرب (1/297-298).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن التهامي الوزاني(ت1311هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العالم الناسك، الفقيه الحجة العابد، العلامة المشارك، الفاسي دارا ومنشأ وقرارا، أصله من وزان، ولد حوالي سنة(1250هـ)، بمدينة فاس، وكانت وقتئذ تعج بالعلماء فأخذ عن نخبة من شيوخ القرويين، من جملتهم: أبو عبد الله محمد بن المدني كنون(ت1302هـ)، وأبو العباس أحمد بن أحمد بناني المدعو«كَلّا»(ت1306)، والعلامة محمد بن عبد الواحد ابن سودة المري(ت1299هـ)، والعلامة الحاج محمد الأكحل المقري المدعو الزمخشري(ت1285هـ)،وغيرهم من أشياخ فاس، وانتقل إلى الرباط فأخذ بها عن العلامة العربي ابن السائح الرباطي(ت1309هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما تمكن من ناصية العلوم عقليها ونقليها، وغاص في مكنوناتها تصدى للتدريس، وبرز على الخصوص في علوم النحو والبيان والفقه والقراءات، يقررها أتم تقرير، ويحررها أحسن تحرير، حافظ للشواهد جمَّاع للنوادر، مطلع ماهر، يعقد في اليوم الواحد ثلاثة مجالس أو أكثر، مع ما أوتي من سهولة تعبير قل نظيرها، فلا يقوم الطالب من درسه إلا محصلا قواعد الفنون بشواهدها، وكان يأتي في مجالسه بحكايات يتسلى بها المحزون، وتذهب بالسآمة، وتصقل الأنظار، في غير إخلال بالمروءة ومكارم الأخلاق، والأدب، وعرف المترجم كذلك بكثرة تنسكه ومواظبته على الذكر والتلاوة والقيام، مع العفة والانقباض عن الدنيا وزهرتها، حيث ظل يسكن بيتا بالكراء؛ حتى خرج منها فقيرا مع تجمل ظاهره، وإظهار النعمة عليه، هذه الصفات جعلت الطلبة يحبونه ويقبلون على دروسه ويزاحمون على مجالسه ما لا يزاحمون على مجالس غيره، ونفع الله به وتخرّج على يديه جمٌّ غفيرٌ من الطلبة؛ انتشروا في مختلف الأصقاع المغربية وامتلأت بهم الكراسي والمنابر، أشهرهم: زين العابدين بناني الرباطي(ت1310هـ)، وأبو بكر بن محمد التطواني السلوي(1337هـ)، وأحمد ابن الفقيه الجريري البرهوني السلوي(ت1353هـ)، ومحمد بن العياشي سكيرج(ت1385هـ)، ومحمد بن عبد المجيد أقصبي(ت1364هـ)، والقاضي مولاي أحمد بن محمد العلوي الإسماعيلي(ت1369هـ)، والوزير محمد بن الحسن الحجوي(ت1376هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإلى جانب التدريس والمواظبة على نشر العلم، شغل العلامة الوزاني مجموعة من المناصب؛ فكان من أعضاء مجلس قراءة الحديث الشريف مع السلطان الحسن الأول، وتقلد خطة القضاء بثغر الصويرة فحسنت فيه سيرته، وصفت سريرته، ثم لم يلبث أن استُعفي فأُعفي فرجع لفاس طاهرا وللعلم ناشرا، وكان من أهل الشورى في الأحكام فلم تحفظ له في ذلك فلتة؛ بل الذكر الجميل والفخر الجزيل، هذا ما شهد له به علماء عصره فهذا تلميذه النجيب العلامة محمد بن الحسن الحجوي يقول في حقه في الفكر السامي:«صدر الصدور الجلة، وعلم أعلام الملّة، ركن العلم المحجوج، وبرهانه غير المحجوج، الفارس المجلي في كل ميدان، والمشار إليه بكل بنان...، ثم شارك في بقية العلوم الإسلامية نقلية وعقلية»، وقال عبد السلام ابن سودة في إتحاف المطالع:«كان علامة مشاركا مفتيا كثير التدريس والإفادة محققا فصيحا دينا خيرا يستغرق النهار كله في التدريس لا يمل منه».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولكثرة اشتغاله بالتدريس، لم يكن له كبير اعتناء بالتأليف، ومع ذلك ترك مؤلفات لا تخلو من فائدة، منها المطبوع على الحجر وهي:«تتمة مختصر خليل»، و«تقييد في ثبوت إيمان المقلد»، و«رسالة النصر لكراهة القبض»، و«وتقييد في الفعل المعتل»، والمخطوط منها مثل:«رجز في الإعراب التقديري»، وبعض الفتاوى والتقاييد في المذهب المالكي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بعد هذه الحياة الحافلة بالعطاء أسلم العلامة محمد بن التهامي الوزاني الروح إلى بارئها من ضعف أصابه من كثرة الاجتهاد، وذلك في ليلة 12 شعبان من سنة(1311هـ) وعمره 60 سنة، وصُلّي عليه ظهر ذلك اليوم، وحضر جنازته من الخلائق ما لا يُحصى، وبكى الناس عند فقده، حتى كسر العامة نعشه، ودفن بروضة العراقيين بالقباب خارج باب الفتوح، ورثاه تلاميذه ومحبوه بقصائد عديدة أنشد بعضها عند قبره رحمه الله رحمة واسعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]---------------------------------[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: سلوة الأنفاس للكتاني(3/47)، الفكر السامي للحجوي(2/635)، والإعلام للمراكشي(7/91)، وإتحاف المطالع لابن سودة(1/321)، الأعلام للزركلي(6/65)، ومعلمة المغرب(22/7590).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو الحسن ابن القطان الفاسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام، المحدّث، الفقيه، الحافظ، العلاّمة، علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن محمد بن يحيى بن إبراهيم بن خلصة بن سماحة الكُتامي، الفاسي مولداً، المراكشي قراراً، الشهير بأبي الحسن ابن القطان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بمدينة فاس فجر يوم عيد الأضحى من سنة اثنتين وستين وخمسمائة (562هـ)، ولم تُذكر أخبار عن أسرته، سوى ما ذكر عن ولديه اللذين كانا من رواة كتبه وهما: أبو عبد الله حسين، وأبو محمد حسن، ويشير ابن عبد الملك إلى أن حسين تتلمذ على أبيه، أمّا حسن فقد وصل من مؤلّفاته قطعة من «نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان» مما يجعلنا نكوّن فكرة عن شخصه، وبعض جوانب من حياته. وقد طلب أبو الحسن العِلْم عن عدد من علماء زمانه، فلقي أكثرهم، وكاتبه بالإجازة بعضهم، وقد جمعهم في برنامج وقف ابن عبد الملك عليه بخطه ـ على ما ذكر في الذيل ـ وذكر مسرداً لأسمائهم،منهم: أبو عبد الله بن عبد الرحمن التجيبي، وأبو بكر بن خلف بن المواق، وروى عنه خلق لا يحصون كثرة أخذوا عنه بمراكش وغيرها من بلاد العدوة إلى إفريقية، والأندلس؛ منهم: ابناه، وأبو عبد الله ابن عياض، وأبو يعقوب بن يحيى بن الزيات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان ـ رحمه الله ـ ذاكراً للحديث، مستبحرا في علومه، بصيراً بطرقه، عارفاً برجاله، عاكفاً على خدمته، ناقداً مميّزا صحيحه من سقيمه، مما جعله معظّماً عند الخاصة والعامة من آل دولة بني عبد المؤمن، حتى صار رئيس الطلبة؛ مصروفة إليه الخطط النبيهة، مرجوعاً إليه في الفتوى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أثنى عليه ثلة من الحفاظ منهم الذهبي إذ قال: «علّقتُ من تأليفه كتاب الوهم والإيهام فوائد تدلّ على قوّة ذكائه، وسيلان ذهنه، وبصره بالعلل، لكنّه تعنّت في أماكن...»، وصنّف في الحديث ورجاله، والفقه وأصوله، وفي التفسير، والآداب، والكلام، والتواريخ، والأخبار مؤلّفات نافعة أخذت عنه؛ من أجلها: كتاب «بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام لعبد الحق الإشبيلي»، وهو مطبوع في خمسة مجلدات بتحقيق الدكتور الحسين أيت سعيد، وكتاب «النظر في أحكام النّظر»، وهو أيضا مطبوع بتحقيق الأستاذ إدريس الصمدي، و«فضل عاشوراء وما ورد في الإنفاق فيه على أهل البيت»، وهو مخطوط بخزانة ابن يوسف بمراكش، وغير ذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولمّا دخل المأمون الموحدي مراكش عُزِلَ الشيخ أبو الحسن ابن القطان من القضاء، وانتهبت داره، وذهب كل ما كان فيها من مال وكتب، وكانت سبعة عشر حملاً، منها حملان بخطّه، والتجأ إلى سجلماسة فأدركته المنية على حال الحسرة من فَقْد أهله وبيته وكتبه وسائر ممتلكاته، وكانت وفاته بين العشائين من أول ليلة شهر ربيع الأول من سنة ثمان وعشرين وستمائة (628هـ)، ودفن بجوار المسجد الأعظم بسجلماسة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: التكملة (3/250)، الذيل والتكملة (8/165-195)، صلة الصلة(4/137)، جذوة الاقتباس (2/470)، الإعلام للمراكشي (9/75).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد بن محمد المرابط الدلائي تـ1089هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الحبر الهمام، علامة الأعلام أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي بكر الدّلائي المعروف بالمرابط، لقبه به إخوانه؛ لأنه كان متقشفا في الملبس، زاهدا في الدنيا، كارها لما يلبسه إخوانه الرؤساء، منقبضا عنهم، مع أنه من أهل الثروة والرياسة، ويدعى أيضا بالصغير وبالغريب، إلا أنه بالأول عرف واشتهر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ولد بالزاوية البكرية الكائنة بإقليم تادلا جنوب المغرب سنة (1021هـ)، وبها نشأ وترعرع، وفي حلقاتها العلمية التي كانت تعج بالعلماء وطلاب العلم درس وتعلم، وساعده على ذلك صلاح أسرته وحرصهم على الاشتغال بالعلم، ويعد كل من أبيه أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي، وأعمامه وإخوته من أوائل الشيوخ الذين غرف من معينهم، كما يرجع الفضل في نبوغه وتضلعه في مختلف العلوم إلى الشيوخ الذين كانوا يُدرّسون بالزواية الدلائية، والعلماء الوافدين عليها، أمثال: أبي حامد محمد العربي الفاسي (ت1052هـ)، وأبي العباس أحمد بن علي بن عمران السلاسي (ت1065هـ)، ولم يكتف محمد المرابط بشيوخ المغرب بل لما قرر شد الرحال لبيت الله الحرام لأداء مناسك الحج؛ بل حرص في رحلته لأداء مناسك الحج على التلقي عن شيوخ المشرق الذين التقى بهم في طريقه، كالشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الأفندي (ت1069هـ)، وأبي الحسن علي الشَّبْرَامَلِّسِي، والشيخ الملا إبراهيم الكردي الكُورَاني (ت1101هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما اكتملت معارف مترجمنا، واشتهر في الآفاق علمه، وأصبح ممن لا يجارى في علوم اللغة العربية خاصة، أنشأ حلقات علمية لطلاب العلم بالمغرب، وأخرى بالقاهرة حينما كان فيها، فانتفع به خلق كثير من أشهرهم ابنه أبو عبد الله محمد بن محمد المرابط( ت1099هـ)، وأبو علي الحسن بن مسعود اليوسي (ت 1102هـ)، وأبو عبد الله محمد بن أحمد المسناوي (ت 1136هـ)، وأبو محمد عبد السلام بن الطيب القادري (ت 1110هـ)، وآخرون. وبالموازاة مع مهنة التدريس كان أبو عبد الله خطيبا بالمسجد الأعظم بالزاوية البكرية مدة، إلى أن رحل إلى مدينة فاس ليتولى نفس المنصب - أي الخطابة -بالمدرسة العنانية نحو سبع سنوات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد كان للمكانة والثقة التي حظي بها أبو عبد الله عند الخاصة والعامة، أثر كبير في قلوب من عاصره من العلماء أو الذين جاؤوا بعده خاصة تلاميذه، والمتصفح لكتب التراجم يلحظ هذا من خلال تلك التحليات التي حَلّوه بها، ففيه قال تلميذه أبو علي اليوسي: «خاتمة النحاة، الإمام الهمام الباحث النافث»، وقال المحبي في خلاصة الأثر: «نادرة الدَّهْر وفريد العصر لم يَأْتِ من الْمغرب في هَذَا الْعَصْر لَهُ شَقِيق، فَهُوَ لعمري بِجمع الْفَضَائِل حقيق، لَهُ حَسَبٌ تليد، وَبَاعٌ في الْمجد طَوِيل مديد، لَهُ في كل علم سهم مُصِيب وحذق عَجِيب، خُصُوصا علم الْعَرَبيَّة فإنه رَأس المؤلفين في زَمَانه، وَسَار ذكره مسير الـمثل بَين أقرانه»، وقال فيه محمد بن أبي بكر اليازغي في «حدائق الأزهار الندية» عند تعرضه لأولاد محمد بن أبي بكر الدلائي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والرابع الحَبْر الإمام الضابط محمد نجل الهدى المرابط[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان إماما في علوم جمة ومنبع التحقيق في ذي الأمة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] إذا جرى في فهمه لا يسبق وليس دونه حجاب يغلق [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] تفجرت من علمه عيون وخرجت منها الغواني العين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعُرف أبو عبد الله المرابط بغزارة التأليف نظما ونثرا من ذلك: «نتائج التحصيل في شرح كتاب التسهيل»؛ شرح فيه تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد لابن مالك، و«البركة البكرية في الخطب الوعظية»، و«الدرة الدرية في محاسن الشعر وغرائب العربية»، و«فتح اللطيف على البسط والتعريف»؛ شرح فيه أرجوزة المكودي: البسط والتعريف في نظم ما جل من التصريف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله بالوباء صبيحة يوم السبت الخامس والعشرين من جمادى الأخيرة سنة تسع وثمانين وألف ودفن بروضة أهله التي بالكغّادين ضفة وادي الزيتون يمين الطالع من رأس زاوية المخفية بمدينة فاس. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] مصادر ترجمته: خلاصة الأثر (4/203-204)، وصفوة من انتشر(307-309)، ونشر المثاني(2/101-103)، والتقاط الدرر(1/207-208)، وطبقات الحضيكي(1/305-307)، وشجرة النور الزكية(313).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: رشيد قباظ.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو محمد الأصيلي (تـ392هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخ المالكية، وعالم العدوتين، الحافظ المحدّث، الإمام الفقيه، أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر الأصيلي، أصله من كورة شذونة، ورحل به أبوه إلى أصيلة فسكنها ونشأ بها، وقيل ولد بها سنة (324هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قَدِم قرطبة سنة اثنتين وأربعين، فسمع بها من أحمد بن مطرّف، وأحمد بن سعيد، ومحمد بن معاوية القرشي، وأبي بكر اللؤلؤي، وغيرهم، ورحل إلى وادي الحجارة فسمع وهب بن مسرّة؛ وأقام عنده سبعة أشهر، وكانت رحلته إلى المشرق في محرّم سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة بقي هنالك نحو ثلاثة عشر عاما، ثم دخل بغداد؛ فسمع بها من أبي بكر الشافعي، وأبي علي الصواف، وأبي بكر الأبهري وآخرين، ثم وصل إلى الأندلس في آخر أيام المستنصر بالله؛ فقُلّد الشّورى بقرطبة، ثمّ قضاء سرقسطة، وقرأ عليه الناس كتاب البخاري رواية أبي زيد المروزي وغير ذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد ذُكر أن بعضهم هنّأه بالشورى حين تقلّدها فقال: «لعن الله الشورى إن لم أرفعها، ولعنني إن رفعتني». وعلى يديه تفقه الإمام الهمام أبو عمران موسى بن عيسى الغفجومي الفاسي، وغيره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الأصيلي ـ رحمه الله ـ من جلّة العلماء؛ نسيج وحده، وفريد عصره، وَصَل الأمصار، ولقي الرّجال، وتفنّن في نقد الحديث وعلله، قال ابن الحذاء: «لم ألق مثله في علمه بالحديث، ومعانيه، وعلله، ورجاله»، وقال ابن حيان: «كان أبو محمد في حفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والإتقان للنقل، والبصر بالنقد، والحفظ للأصول، والحذق برأي أهل المدينة، والقيام بمذهب المالكية، والجدل فيه على أصول البغداديين فردا لا نظير له في زمانه، بلغني من غير وجه أنه وُجد في كتب الدارقطني: حدثني أبو محمد الأصيلي ولم أر مثله».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وجرت له مع ابن أبي زيد وابن زرب والبراذعي وغيرهم مناظرات، ومجالسات، وترك ـ رحمه الله ـ آثارا لم يبلغنا منها شيء، إلاّ أن نقول العلماء عنه في تآليفهم ـ الحديثية منها على الخصوص ـ لا تكاد تحصى، ومن مؤلفاته: «كتاب الدلائل على أمهات المسائل»، و«نوادر حديثه» في خمسة أجزاء، و«الانتصار»، ورسالة «المواعد المنتجزة»، ورسالة «الرد على من استحل عن الرسول صلى الله عليه وسلم»، ورسالة «الرد على ما شذ فيه الأندلسيون».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفّي ـ رحمه الله ـ يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة، سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وكان آخر ما سُمع منه لمّا احتضر؛ قوله: «اللهم إنك قد وعدت بالجزاء عند كلّ مصيبة، ولا مصيبة عليّ أعظم من نفسي، فأحسن جزائي عنها يا أرحم الراحمين»، وكان قد أعدّ قبره لنفسه؛ يقف عليه ويتّعظ به، وكان كثيرا ما يتخوّف من سنة أربعمائة وما يجري فيها من الفتن، فذكر يوماً شأنها في مجلسه، ودعا الله أن يتوفاه قبلها وابنه محمدا، وسأل من حضره التأمين، وكان ابنه محمدا حاضر كاره، فأمّن الحاضرون، فأجيب دعاؤه، وتوفّي ابنه بعده بأعوام، وجاءت سنة أربعمائة فكان فيها خراب الأندلس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تاريخ علماء الأندلس (1/290)، طبقات الفقهاء للشيرازي (153)، جذوة المقتبس (400)، ترتيب المدارك (7/135).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الحافظ أبو عبد الله القَوْري (تـ872هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الإمام العالم، المفتي، الحُجّة، آخر حفاظ المدونة بفاس، محمد بن قاسم بن محمد بن أحمد اللَّخمي نسباً، المكناسي داراً ومسكناً ومولداً، الأندلسي سلفاً، القَوْري شهرةً ولقباً، الفاسي وفاةً، واشتهر بالقَوْري، وهي بفتح القاف وسكون الواو ثم راء، نسبة لبلدة قريبة من إشبيلية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بمكناسة الزيتون سنة أربع وثمانمائة، ونشأ بها وأخذ عن أبرز شيوخها من أمثال أبي موسى عمران بن موسى الجاناتي، واعتمد عليه في قراءة المدونة، وأبي الحسن بن يوسف التلاجدوتي، وعنه أخذ العربية والحساب والعروض والفرائض، كما أخذ القراءات السبع عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن يحيى بن جابر الغساني، وأخذ الحديث والتاريخ والسِّيَر وبعض الطبّ عن الشيخ أبي عبد الله بن عبد العزيز المعروف بالحاج ابن عزوز، وغير هؤلاء. ثم انتقل إلى فاس، وبها أخذ عن العالم أبي القاسم التازغدري، والشيخ الحافظ أبي محمد عبد الله العبدوسي، والفقيه الصالح أبي محمد عبد الله بن حمد، وأدرك غير هؤلاء ولكن اعتماده على من ذكرنا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولي ـ رحمه الله ـ التدريس والفتيا بمكناس ثم بفاس، وانتفع به الطلبة، فأخذ عنه العلامة أحمد زروق، والإمام ابن غازي المكناسي، والشيخ أبي الحسن الزقاق، وغيرهم من الأعلام. وكان رحمه الله آية في التّبحر في العلم والتصرّف فيه واستحضار نوازل الفقه وقضايا التاريخ، ومجالسه كثيرة الفوائد، قال تلميذه ابن غازي المكناسي: «لازمت مجلسه في المدونة أعواما، وكان ينقل عليها كلام المتقدمين والمتأخرين من الفقهاء والموثقين، ويطرّز ذلك بحكاياتهم وذكر موالدهم ووفياتهم، والتنقير عن أنبائهم وضبط أسمائهم، ويشبع الكلام في الأحاديث التي ينزعون بها في انتصارهم لآرائهم، فكان مجلسه نزهة للسامعين، تبارك الله أحسن الخالقين».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت للعلامة القَوْري مكانة خاصة عند تلاميذه ومعاصريه ومن تناقلوا أخباره، فحلاّه تلميذه الأنجب ابن غازي المكناسي بأجمل الأوصاف كما تقدّم، وقال عنه أبو العباس الونشريسي: «الفقيه البركة، المعظم المفيد، الصدر الأوحد، العالم العلامة، الجامع الشامل، المشار إليه في سماء تحقيق العلوم العقلية والنقلية بالأنامل، الرفيع القدر والشان، الذي لم يختلف في فضله وسعة علمه اثنان، تاج الأئمة الحفاظ، ومن تكلّ عن ذكر أوصافه عن الإتيان بأوصافه العلمية النورية الفِقَر والألفاظ...» في ثناء طويل، وقال الحافظ السخاوي: «كان متقدّماً في حفظ المتون».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان من آثار انشغاله بالتدريس والفتيا أن قَلَّت عنايته بالتأليف والتصنيف، فمما يُذكر له: شرحه على مختصر خليل؛ قال السخاوي: «علّق شيئا على المختصر ولم ينتشر»، وذكر أبو الحسن المَنُوفي أن شرحه هذا في ثمان مجلدات. هذا ما وقفت عليه مما نسب إليه من مؤلفات، ولا يستغرب ذلك فكثير من فطاحل العلماء اشتهرت أسماؤهم وذاع صيتهم، ولا يُذكر لهم في باب التأليف شيء، لكثرة مجالسهم وانشغالهم عن التأليف بالتربية والتعليم وأمور العامة، نفعهم الله بأعمالهم الصالحة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي ـرحمه الله تعالى ـ بمدينة فاس سنة اثنين وسبعين وثمانمائة، ودفن بباب الحمراء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: التعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل و النّاد لابن غازي (70)، الضوء اللامع للسخاوي (8/280)، جذوة الاقتباس لابن القاضي(319)، نيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتي(548)، شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف (261).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن المؤقت المراكشي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الفقيه المصلح محمد بن محمد بن عبد الله بن مبارك المسفيوي المراكشي المعروف بابن المؤقت، وسمي بذلك لكونه تولى مهمة التوقيت بعد والده بالمسجد العتيق جامع ابن يوسف، ويقال أن ولادته كانت سنة (1894م) وقيل قبل ذلك بأربعة عشر سنة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأ العلامة ابن المؤقت في بيت علم ودين تحت رعاية والده الذي كان حينئذ من كبار علماء التوقيت، حيث أخذ عنه علم التوقيت بعد حفظه للقرآن الكريم، وتتلمذ على يد ثلة من الشيوخ الكبار نذكر منهم علامة الرباط فتح الله بناني، كما أجازه جماعة من شيوخه اعترافاً منهم بنباهته وذكائه، وقد كان المترجم وفيا لشيوخه حين جمع أسماءهم وعرف بهم في فهرسته التي سماها «العناية الربانية في التعريف بشيوخنا من هذه الحضرة المراكشية».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالنظر في سيرته رحمه الله نجده أيضاً وفياً لبلده حاضرة مراكش؛ إذ أمضى فيها عمره متردداً بين مسجد ابن يوسف وبيته بالمواسيين، ولم يعلم عنه أنه غادر المغرب إلاّ مرة واحدة في حياته، وذلك لأداء فريضة الحج ضمن وفد رسمي برئاسة الحاج الفاطمي بن سليمان ورفقة الشاعر أحمد بوستة المراكشي وغيرهم، محملاً برسالة من المغفور له جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه إلى ملك الحجاز، وقد دون هذه الرحلة وسماها «تنوير الأذهان».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإلى جانب وضعه لأسس مشروع الإصلاح الاجتماعي بالمغرب آنذاك، كانت له رحمه الله مكانة بارزة في هيأة علماء مراكش، مع توليه منصب التدريس، وإمامة المصلين في الجمعة، على أنه اشتهر بمهمة التوقيت التي ورثها عن والده بجامع ابن يوسف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واعتباراً لمنزلته العلمية، وعظيم عطائه في خدمة العلم وأهله، أثنى عليه كبار العلماء وأشادوا بفضله، فهذا المرحوم الأستاذ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة يصفه بالفقيه العلامة المشارك المطلع، وبالمؤلف الشهير، وبالكاتب المقتدر المحرر النحرير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما عرف به المترجم عكوفه على المطالعة والتأليف، فكان من ثمرات ذلك مصنفات كثيرة في علوم متنوعة؛ في الفقه، والحديث، والتاريخ، وأحوال الناس، طبع منها نحو الأربعين في حياته، وأربعة منها لا زالت مخطوطة، والباقي مفقود، ومن أشهر مصنفاته المطبوعة: الرحلة المراكشية، الرحلة الأخروية، أصحاب السفينة، الجيوش الجرارة، الكشف والبيان عن حال أهل الزمان، السعادة الأبدية، تقريب الأقصى في تلخيص الاستقصا، الحق المبين شرح نظم المرشد المعين الكبير ... وغير ذلك من مؤلفاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله بمدينة مراكش سنة (1369هـ/1949م)، ودفن بمقبرة باب أغمات في جو من الحسرة، والدعاء له بالمغفرة والثواب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معجم المطبوعات المغربية للقيطوني (339-340)، الأعلام للزركلي (7/84)، سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال -فهرس الشيوخ- لعبد السلام بن عبد القادر بن سودة (139)، إتحاف المطالع (2/521)، موسوعة أعلام المغرب (9/3339-3340)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى (1/33)، التأليف ونهضته في المغرب لعبد الله بن العباس الجراري (215-217)، معلمة المغرب (21/7328-7329)، مقدمة كتاب الرحلة المراكشية.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو الحسن الصُّغير(ت719هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو الحسن الصُّغير(ت719هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو علي بن محمد بن عبدالحق، أبو الحسن، ويعرف بالصُّغير الزرويلي، الفقيه المالكي المحصل، أحد الأقطاب الذين دارت عليهم الفتيا أيام حياته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] تفقه على ثلة من شيوخ عصره: منهم الفقيه راشد بن أبي راشد الوليدي، لازمه طويلا وانتفع به، وعليه كان اعتماده، وأبو زيد عبدالرحمن بن عفان الجزولي، وأبو إبراهيم اسحاق بن مطر الأعرج الورياغلي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ عنه: محمد بن حسن اليحصبي، و إبراهيم بن عبدالرحمن التسولي المشهور بابن أبي يحيى، وعلي بن عبدالرحمن اليفرني الطنجي، والقاضي أبو البركات المعروف بابن الحاج، وغيره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم يَنْظُر أبو الحسن في شيء من الفقه حتى أتقن علم الفرائض وفنون اللغة، وتلقى ذلك من أربابه، وكان شديد الحرص على تحصيل العلوم المذكورة، وخاصة الفقه منها، إذ اعتكف على قراءة تهذيب البراذعي، فصار إمام وقته في فقه المدونة، والقَيّم عليها حفظاً وتفقهاً، والمستقل برياستها بعد شيخه راشد، وله مشاركة «في شيء من أصول الفقه، يطرز بذلك مجالسه، مُغْربًا به بين أقرانه من المدرسين في ذلك الوقت، لخلوهم من تلك الطريقة، وبالجملة كان يحضر عليه نحو مائة نفس، ويقعد على كرسي عالٍ يسمع البعيد والقريب على انخفاض كان في صوته»، وكان يفتح ما ينيف على الثمانين كتاباً يعرضها حفظاً عن ظهرقلب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عَرَفَ مكانته وفضله الشيوخ قبل التلاميذ، فشيخه الأول راشد الوليدي ـ كما نقل أبو العباس المقري ـ «لا يُنْفِذ بمدينة فاس حكماً، ولا جواباً في نازلة حتى يُحْضِره، ويَعتنى به، وكان لا يحجر عليه في القراءة، بل يقرأ من أي مكان شاء، وقد صدقت فراسته فيه».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم إن العلماء أثنوا عليه، ونمقوا ألفاظهم في تحليته، فقال عنه محمد بن جعفر الكتاني: «الشيخ الفقيه الحافظ، الحجة القدوة اللافظ»، وقال مخلوف:«الشيخ الإمام العمدة الهمام، الجامع بين العلم والعمل، المبرز الأعدل وبمقامه في التحقيق والتحصيل يضرب به المثل، كان إليه المفزع في المشكلات والفتوى».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان صدراً في الإفتاء، وحسن التوقيع في ذلك، وكانت الأسئلة ترد عليه من جميع بلاد المغرب، فيجيب عنها باختصار ويترك فضول الكلام. ولي القضاء بتازة، ثم فاس، فأقام الحق على الكبير والصغير، وجرى في العدل على صراط مستقيم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلف أبو الحسن جملة من الآثار والتقاييد؛ قيدها عنه تلاميذه ، دلّت على رسوخ قدمه، وعلو كعبه، منها :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- تقييد على تهذيب المدونة للبراذعي، توجد منه نسخة بالخزانة الحسنية تحت رقم: 12356، وأخرى بالخزانة الوطنية بالرباط تحت رقم 865 ق، وبمؤسسة علال الفاسي تحت رقم 515ع، ونسخ بخزانة جامع القرويين تحت رقم 326 و373 و502 و783، وبخزانة ابن يوسف تحت رقم: 306/1، 306/2، 306/3، 306/4، ونسخة مبتورة الوسط الأخير بالخزانة الحمزاوية تحت رقم 302.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- فتاوي أو نوازل الزرويلي، توجد منها نسخة بالخزانة الملكية تحت رقم 486، وأخرى بالخزانة الناصرية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- تقييد على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد لقيت مؤلفات أبي الحسن اهتماما كبيرا من قبل من جاء بعده، فهذا أبو عبدالله محمد بن غازي المكناسي يضع تعليقاً على تقييد المدونة سماه: إتحاف ذوي الذكاء والمعرفة بتكميل تقييد أبي الحسن وتحليل تعقيد ابن عرفة - توجد منه نسختان بالقرويين تحت رقم: 340و1126، وبخزانة مراكش تحت رقم 260و625 - ونقل عنه الونشريسي في المعيار كثيرا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مات أبو الحسن الزرويلي - رحمه الله- بمدينة فاس سنة (719 هـ)، وكان من المعمرين؛ فسنه يقرب من مائة وعشرين سنة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: الإحاطة (4/186-187)، الديباج (2/108-109)، درة الحجال (3/243-244)، جذوة الاقتباس (2/447)، سلوة الأنفاس (3/180-182)،شجرة النور(1/309)، معلمة المغرب (14/4651-4652).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد السلام بن الطيب القادري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العلامة القدوة الهمام، عَلَم الأعلام، ورئيس فوارس الأقلام، أبو محمد عبد السلام بن الطيب بن أبي عبد الله محمد الملقب بالقادري[/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] نسبة إلى عبد القادر الجيلاني- الحسني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بفاس وقت صلاة الجمعة، يوم عاشر رمضان سنة(1058هـ)، وبها نشأ، في كنف أسرة عرفت بالعلم والصلاح والاستقامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عرف منذ صغره بتعطشه لطلب العلم، ولهفه عليه ، والاهتبال به، وملازمة شيوخه، واقتفاء أثرهم أمثال أبي محمد عبد القادر بن علي بن الشيخ أبي المحاسن الفاسي(ت1091هـ)، وأبي علي الحسن بن مسعود اليوسي(ت1102هـ)، وأبي عبد الله محمد بن الحسن المجاصي(ت1103 هـ)، وغيرهم، ولما حصّل من العلوم ما حصّل، وبرع في فنون منها، وصارت له في ذلك اليد الطولى، والباع الكبير، تصدّر للتدريس والإقراء والمناظرة، في علم النحو والبيان والمنطق والحديث والأصلين والأنساب، فأقبل عليه الطلبة وأعيان العلماء للأخذ عنه، أمثال أبي عبد الله محمد بن أحمد المسناوي(ت1136هـ)، وأبي العباس أحمد بن علي الوجاري(ت 1141هـ)، وأبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني(ت1163هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان لما اتصف به مترجمنا من أخلاقٍ طيبة، وفضائل كريمة، وزهدٍ في الدنيا وإقبالٍ على الآخرة، أثرٌ كبير في نفوس علماء عصره، فأثنوا عليه الثناء العظيم، من ذلك قول محمد بن عبد القادر الفاسي:«فتى الإفادة، المشهود له بالإجادة، العلامة النحرير الأديب».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال عنه الحاج أحمد الجرندي:«الإمام القدوة الهمام، علم الأعلام، والمجلي بعلمه عن علم الأنام، غَيَاهِب الظلام».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفيه قال أحمد بن عبد القادر بن علي القادري:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَشَيْخُنَا الشَّرِيفُ عَابِدُ السَّلَامِ *** القَادِرِيُّ المُحَقِّقُ الحَبْرُ الهُمَامُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عَلَّامَةُ الزَّمَانِ بَحْرٌ فَائِضُ *** قَدْ رَاضَ نَفْسَهُ وَنِعْمَ الرَّائِضُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال عنه محمد بن الطيب القادري:«نسابة بيتنا، وديباجة حضرتنا».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ووصفه محمد بن جعفر الكتاني بقوله:«شيخ المشايخ، وطود العلوم الراسخ، فخر السنة والملة، وإمام الأئمة الجلة، شريف العلماء، وعالم الشرفاء، العلامة الدرّاكة النسّابة الأنور، الزاهد الورع البركة الأبهر، ذو الأفعال الحسنة، والأخلاق المستحسنة، السري الصالح، الساعي في المصالح، الحافظ الحجة، الموضح لمن بعده طريق الحجة».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف مترجمنا تآليف عديدة فاقت الثلاثين مؤلفاً منها:«تنبيه المعرضين عن آيات السماوات والأرضين»، و«النسيم المعبق في توجيه الخلاف من المنطق»، و«معونة الإخوان بمعرفة أركان الإيمان والإسلام والإحسان»، و«الحكم المنسوق في أحكام المسبوق»، و«والروض الأنيق الزاهي في أحكام المصلي والساهي».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله صبيحة يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول سنة(ت1110هـ)، ودفن خارج باب الفتوح قرب قبة أحمد اليمني من فاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: نشر المثاني(3/86-115)، التقاط الدرر(2/274-280)، سلوة الانفاس (2/392و393-394)، شجرة النور الزكية(328)، الإعلام للمراكشي(8/478-481).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] أبو عبد الله محمد بن أحمد أكنسوس (ت1294هـ)[/font]
[font=&quot]أحد أعلام سوس المبرزين؛ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يونس بن مسعود السوسي المشهور بأكنسوس، نسبة إلى قبيلة إيداوكنسوس؛ إحدى قبائل سوس بجنوب المغرب.[/font]
[font=&quot]ولد العلامة أكنسوس سنة (1211هـ) بقبيلته السالفة الذكر، ونشأ فيها، وتلقى تربية حسنة، لأن عائلته كانت ذات حسب ونسب، وكانت البداية الأولى لطلب العلم وتحصيله بالزاوية الناصرية بتامكروت، وفي عام (1229هـ) رحل إلى فاس لاستكمال مساره التعليمي، حيث حرص على التنقل بين حلقات الدرس، ومجالسة أكابر العلماء أمثال الحافظ محمد بن عامر التادلي، والشيخ حمدون بن الحاج، والشيخ أحمد بن الشيخ التاودي بن سودة، والفقيه الزاهد المكي بن مريدة السرغيني، والفقيه مولاي الطاهر البوعمراني التادلي المراكشي وغيرهم، كما كان له اتصال بأصحاب الشيخ مولاي أحمد التجاني فأخذ عنهم، وظهر عليه سر طريقتهم.[/font]
[font=&quot]ومن جملة العلوم التي نبغ فيها المترجم رحمه الله؛ النحو، واللغة، والأدب، والتاريخ، والحساب، والتوقيت، والعلوم الروحانية كالجدول والتصوف وغير ذلك، وهو ما أهله لتولي مناصب سياسية وإدارية وتعليمية عديدة، فقد شغل رحمه الله منصب الكتابة في الوزارة ثم الوزارة في عهد السلطان المولى سليمان الذي كلفه أيضاً بمهمات عدة في تطوان، وسلا، والقصر الكبير، هدفها وضع حد للثورات والفتن التي اندلعت في عهده، كما كانت له ـ رحمه الله ـ حلقات للدرس أفاد فيها من علمه الغزير العديد من الطلبة أمثال: الحاج الحسين الإفراني، وعبد الله بن محمد الأدوزي، والحاج الحسن الكزويي، ومحمد الأمغاري الحاحي وآخرين.[/font]
[font=&quot]وكانت له رحمه الله مكانة متميزة أكسبته تقدير وثناء معاصريه ومن أتى بعده من العلماء، قال عنه العباس بن إبراهيم المراكشي: «... نخبة العصر، أديب الغرب والسوس، تفرد بالأدب، لا يشقُّ في ذلك غباره، ولا يبارى فيه مضماره، أربى شعره على أدب الفقهاء ليس بعده في وقته منتهى»، وقال عنه العلامة المختار السوسي: «... وكان جهبذاً محصلاً...».[/font]
[font=&quot]هكذا كانت حياة الكنسوسي كلها جد وتحصيل، يُتَرجِم ذلك غزارة وتنوع تآليفه، فمن آثاره: «الجيش العرمرم الخماسي في دولة أولاد مولانا علي السجلماسي»، و«الحلل الزنجفورية في أجوبة الأسئلة الطيفورية»، و«حسام الانتصار في وزارة بني عشرين الأنصار»، و»خمائل الورد والنسرين في وزارة بني عشرين»، و«ديوان شعر»، و«الجواب المسكت» وغير ذلك من التآليف.[/font]
[font=&quot]قضى المترجم رحمه الله بقية عمره بمراكش منصرفاً إلى العبادة، سالكاً في ذلك سبل الحكماء والزهاد، وعمَّر كثيراً إلى أن توفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من محرم سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، ودفن قرب ضريح الإمام أبي القاسم السُّهَيلي خارج باب الرب في مراكش وحضر جنازته الجم الغفير من الناس.[/font]
[font=&quot]من مصادر ترجمته:[/font]
[font=&quot]الاستقصا (8/178-179)، شجرة النور الزكية (404)، الإعلام للمراكشي (7/8-17)، المعسول (11/276-281)، و(14/29-30)، الأعلام للزركلي (6/19)، إتحاف المطالع (1/260)، معجم المطبوعات المغربية (23)، النبوغ المغربي في الأدب العربي (1/317)، معلمة المغرب (2/632-634).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]القاضي عياض اليحصبي السبتي(ت544هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام الحافظ المحدث أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى، اليحصبي، السبتي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بسبتة في منتصف شهر شعبان سنة (476هـ)، في أسرة عرفت بالعلم والفضل والورع والصلاح، وبها نشأ، فحفظ القرآن، وتفقه في كثير من العلوم على يد شيوخ عصره، منهم القاضي أبو عبدالله محمد بن عيسى التميمي، لازمه كثيرا للمناظرة عليه في المدونة والموطأ وسماع المصنفات، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن أحمد اللواتي المعروف بابن الفاسي، والحسن بن علي التاهرتي، وغيرهم، ثم رحل إلى بلاد الأندلس، ومرسية، وقرطبة وغيرها، طلبا للاستزادة من العلم، فكان من أبرز من أخذ عنهم هناك: أبو علي الحسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سُكَّرة، -أجل شيوخ القاضي- وأبو محمد عبدالرحمن بن عتاب الجذامي ، وأبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد، كما أجازه أكثر من واحد، أمثال أبي الطاهر أحمد بن محمد السِّلفي الأصبهاني، وأبي علي الحسين بن محمد الغساني الجياني، وعلي بن المشرف الأنماطي الإسكندراني، وغيرهم من شيوخه الذين عرّف بهم في كتابه الغنية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جلس القاضي للتدريس والسماع بمدينة سبتة، وقرأ عليه الطلبة بعض مصنفاته، وكان يحضر درسه الكبراء والأعيان، وممن أخذ عنه خلق كثير منهم: أبو القاسم خلف بن بشكوال، وقرينه وبلديه محمد بن حماده السبتي، وإبراهيم بن يوسف المري المعروف بابن قُرقول، وأحمد بن عبدالرحمن الصقر الأنصاري الخزرجي، وعبدالرحيم بن عيسى الأزدي وغيرهم كثير، ولم يكتف القاضي عياض بالتدريس بل تولى الإفتاء والقضاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وغني عن البيان أن علماء المغرب والمشرق أجمعوا على سمو مكانته في العلم، وأثنوا عليه كثيرا، فقال عنه تلميذه ابن حماده: «حاز من الرياسة في بلده، ومن الرفعة ما لم يصل إليه أحد قط من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا تواضعا وخشية لله».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال ابن فرحون: «كان القاضي أبو الفضل إمام وقته في الحديث وعلومه، عالما بالتفسير وجميع علومه، فقيها أصوليا، عالما بالنحو واللغة، وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، بصيرا بالأحكام، عاقدا للشروط، بصيراً حافظاً لمذهب مالك رحمه الله تعالى، شاعراً مجيداً، ريَّانا من علم الأدب، خطيبا بليغا صبورا حليما، جميل العشرة، جواداً سمحا كثير الصدقة، دؤوباً على العمل صلبا في الحق».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الحافظ الذهبي: «عالم المغرب أبو الفضل اليحصبي الحافظ».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال السخاوي و ابن خلكان: «أعرف الناس في وقته بعلوم الحديث والنحو واللغة وكلام العرب وأنسابهم».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف تصانيف نفيسة في فنون متعددة، تناقلها أهل العلم شرقا وغربا وأثنوا عليها، ووصفوها بالجودة والإبداع، منها مشارق الأنوار الكاشف لكل موهم الذي قيل في حقه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مشارقُ أنوارٍ تَبدَّت بسبتةٍ ومن عجب كون المشارقِ بالغربِ؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وصنف إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم، والإلماع في علوم الحديث وشواهده، والإعلام بحدود وقواعد الإسلام، وترتيب المدارك في أعلام مذهب مالك، والشفا بتعريف حقوق المصطفى، وغيرها من المؤلفات الحسان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي القاضي رحمه الله بمراكش في شهر جمادى الآخرة، سنة أربع وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب إيلان داخل المدينة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مختصر ترتيب المدارك لابن حماده (الورقة 4)، التعريف بالقاضي عياض لولده محمد، وفيات الأعيان لابن خلكان(3/483-485)، سير أعلام النبلاء(20/212-219)، الذيباج المذهب (2/43-48).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد السلام بن محمد القادري تـ1228هـ/1813م[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الأستاذ الكبير المؤرخ القدير العلامة المشارك المطلع الباحث أبو محمد عبد السلام بن محمد بن عبد الله ابن الخيّاط القادري الحسني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد في ربيع الأول عام 1152هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم تذكر المصادر التي ترجمته - على قلتها - حاله وأحواله، ولا مراحل حياته، وحتى الشريف الكتاني لم يترجمه بسلوة الأنفاس، مع أن الرجل دفن بفاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد تكون الإشارة التي جاد بها العلامة ابن سودة في إتحاف المطالع وراء ذلك، قال رحمه الله:«ومن العجب أنه أكثر في سلوة الأنفاس من النقل عن التحفة، ولكنه لم يترجم له؛ لأنه أكثر في تآليفه من المبالغة في بعض العائلات بفاس، وخصوصاً في أنسابهم وعدم الاعتراف بصلاحهم ودينهم».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فيبدو أن هذه المبالغة من مترجمنا كانت وراء القصور الحاصل في مادة ترجمته، وحتى ابن سودة الذي جاد بترجمته لم يتفق مع مبالغته تلك، فعقب على ما قاله آنفاً بقوله:«وما كان ينبغي له ذلك، والأمر لله».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جادت قريحته رحمه الله بتصانيف، أبرزها كتاب:«التحفة القادرية في مناقب أهل وزان»، في ثلاثة أسفار، ذكر الزركلي أن منه نسخ بخزائن فاس، وقال ابن سودة: أتى فيه على جل حوادث المائة الحادية عشرة بقلم سيال وحرية وفكر، وله كذلك تأليف عن الدولة العلوية، في عدة كراريس، تحتفظ المكتبة الزيدانية بمكناس بنسخة منه ضمن مجموع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله بمدينة فاس سنة 1228هـ، ودفن برأس الجنان بزاوية أسرته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المصادر: إتحاف المطالع:(7/2489-2490) ضمن موسوعة أعلام المغرب، دليل مؤرخ المغرب الأقصى:(1/86، 140)، معجم المؤلفين:(5/227-228)، الأعلام للزركلي:(4/8).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د. طارق طاطمي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أحمد بن قاسم جسوس[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الإمام العَلَم الأديب، الـمُطّلع الـمُشارك المُجيد، أحمد بن قاسم جَسُّوس الرباطي، من الذين هاجروا من فاس إلى مدينة الرباط للاستقرار والعيش بها بعد النّكبة ومقتل الشيخ عبد السلام جسّوس بفاس في سنة (1121هـ)، كانت ولادته في حدود السبعين ومائتين وألف بمدينة الرباط في أسرة نشط أبناؤها في مختلف الميادين العلمية والوطنية وغيرها، وقد سهر والده على تربيته وتكوينه تكوينا أصيلا؛ فحفظ القرآن الكريم، والمتون والمنظومات العلمية في مختلف الفنون الآلية، فما مضت عليه مدّة حتى كان فيها من أهل التبريز، فألحقه والده بحلقات الشيوخ؛ فدرس على الشّيخ الوليّ العربي بن السايح، وشيخ الجماعة أبي إسحاق التادلي، والقاضي أبي العباس مُلين، وغيرهم، ثمّ شدّ الرحال إلى فاس طالبا المزيد، فتسنى له الأخذ عن مشاهير الوقت من أمثال أبي العباس أحمد بن أحمد بناني، والشيخ الإمام أبي عبد الله محمد كنون، والطيب بن أبي بكر ابن كيران، وغيرهم مما يضيق المقام بذكرهم، وبعد هذا وسّع مجال الطّلب فرحل إلى مرّاكش، وطنجة، وتطوان، ثم مصر، وأرض الكنانة، وهنالك أدّى فريضة الحجّ، والتقى بالعلماء من مختلف البلدان، فسمع منهم واستجاز واستفاد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فبلغ الإمام جَسُّوس بهذه المسيرة العلمية الحافلة شأواً عظيماً لم يبلغه عالم من علماء مَصره، واستفاضت بذلك مكانته، وأثنى عليه بها الجم الغفير، فحلاّه تلميذه محمد بوجندار: «العلاّمة الأديب المجيد، الذي تحلّى به الزمان النَّحْرُ والجيد، فخر الرباط وشاعره، وناظم دُرّه وناثره...»، وقال عنه عبد السلام بن سودة: «العلامة المطّلع المشارك الأديب». وبعد عودة الإمام جسّوس إلى مُقامه بالرباط، اشتغل أوّل الأمر في الإشهاد والتوثيق مع القاضي علي بن أحمد دنية، ثمّ اشتغل عدلا في أمانة المراسي بالدار البيضاء وطنجة، لكنّه سرعان ما طلب الإعفاء من العمل الوظيفي متعلّلاً بضعف بنيته وعدم القدرة بالاستمرار في المهام المسندة إليه. فعاد إلى بلده، وتفرّغ للتدريس والتأليف، فكان يلقي دروسه بالمسجد الأعظم و في الزاوية التجانية، وكان موضوع درسه: شرح ألفية ابن مالك، ومختصر خليل بشرح الدَّرْدير، وشمائل الترمذي، والأربعين النووية، وهمزية البوصيري، ورسالة القيرواني، والموطأ، وغيرها، وكان ـ كما يقول تلميذه بوجندار ـ : عذب الإلقاء، أنيق التّعبير، حسن الإدراك والفهم، وكان كلّما جلس في مجلس كسَتهُ حُلّة الجمال والجلال، وذاكَر وحاضر وخاض في كلّ مجال، بكلام خَلوب يملك القلوب، وألفاظ تكاد تسيل لُطفا، وتحتسيها الأرواح مدامة صِرْفا...إلى آخر الكلام الذي يشوِّقُ قَارئَه لحضور مجلس من مجالسه. ومما يُنسب إليه من مصنّفات وتآليف: فهرس في تراجم شيوخه، وتعليق على الموطأ، وافتتاح البخاري وختمه، وختم الشمائل الموسوم بزهر الخمائل من دوحة الشمائل، وله كذلك أشعار كثيرة لو جمعت لجاءت في ديوان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي ثالث عشر من ذي القعدة 1331هـ، الموافق للرابع عشر أكتوبر 1913م، توفي الإمام جسُّوس ـ رحمه الله تعالى ـ بعد مرض اعتراه في آخر حياته ألزمه الفراش مدّة طويلة، ودفن بالزاوية الناصرية بمدينة ورزازات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: الاغتباط بتراجم أعلام الرباط لمحمد بوجندار (ص62)، إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع لعبد السلام بن سودة (2/405)، معلمة المغرب (9/3024).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو عبد الله محمد يحيى الوَلاَتي (ت1330هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عالم الصحراء، وعمدة العلماء، الشيخ الفقيه الأصولي الأديب البارع المتفنن، محمد يحيى بن محمد المختار ابن الطالب عبد الله الداودي، أبو عبد الله الوَلاَتي الشنقيطي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد الشيخ الولاَتي سنة (1259هـ)، وقيل سنة (1260هـ) في مدينة ولاَته في الجهة الشرقية من موريتانيا، نشأ يتيماً بسبب وفاة والده مبكراً، وتولى كل من أخواله وأمه (لْعزيزة) رعايته والاعتناء به، فنشأ نشأته الأولى في وسط علمي أهله لطلب العلم والحرص على لقاء الشيوخ ومجالستهم، وكان رحمه الله تعالى جادا مجتهدا في طلب العلم حيث بدت عليه علامات علو الهمة والحرص على عدم تضييع الوقت، والدأب على التحصيل والأخذ عن مشايخ بلده من أمثال: الشيخ الوسري الذي علمه القرآن الكريم، والشيخ أحمد بن محمد بوكفتة المحجوبي (ت1240هـ)، والشيخ محمد بن سيدي عثمان العلوشي ... وآخرون، وكانت رحلته إلى البلاد المقدسة لأداء فريضة الحج سنة (1311هـ) رحلة علمية ذات فائدة كبيرة، مرَّ خلالها في ذهابه وإيابه بالمغرب وتونس ومصر، ففي المغرب استفاد منه بعض العلماء كالشيخ أبي العباس ابن المامون البلغيثي الفاسي (ت1348هـ) في علمي البيان والأصول، وبمصر جالس بعض علماء الإسكندرية كالشيخ أبي السعود حسن شحاتة الشافعي، وبتونس اجتمع بالشيخ سالم بن عمر بو حاجب (ت1342هـ)، وقد عُرف عن الشيخ الولاتي قوة نباهته ونبوغه المبكر وهذا ظاهر مما تقدم من إقبال المشايخ على الأخذ عنه وهو في مرحلة الطلب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد تضلع المترجَم رحمه الله في أصناف العلوم تولى عدة مهام منها: عقده لحلقات التدريس وإفادة الطلاب من علمه الغزير، ومن تلاميذه الذين أخذوا عنه: محمد أحمد الصغير التيشيتي ومحمد بن انبال، ومن ولاتة أخذ عنه عدد آخر من العلماء من أبرزهم المرواني بن حماد، إلى جانب مهمة التدريس تولى رحمه الله منصب القضاء والإفتاء ببلده، زد على ذلك اشتغاله في طور من حياته بتعاطي التجارة، كما كان له رحمه الله أثر في الإصلاح المجتمعي حيث عمل على مواجهة كل أشكال الإنحرافات السائدة في محيطه الإجتماعي، هذا كله جعل الشيخ الولاتي يحتل مكانة متميزة بين معاصريه، فقد قال عنه تلميذه الشيخ أبو العباس ابن المأمون البلغيثي الفاسي: «هو العلامة الهمام المهتم بتحرير العلوم أي اهتمام، الحافظ الحجة السالك في اقتفاء السنة أوضح محجة ...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما يؤكد سعة مجال الفقيه الولاتي في دراسته وتكوينه كثرة وتنوع تآليفه التي تناهز المائة، نذكر منها: فتح الودود شرح مراقي السعود في الأصول، والرحلة الحجازية، ونور الحق الصبيح في شرح الجامع الصحيح، وشرح اختصار ابن أبي جمرة، وتأليف في مصطلح الحديث، وإيصال السالك في أصول الإمام مالك، بيع المعاملات بالتفاضل، والأجوبة المهمة عن الوقائع الملمة، ومنبع العلم والتقى وشرحه في فروع الفقه و أدلتها من الكتاب والسنة، والدليل الماهر الناصح شرح نظم المجاز الواضح على قواعد المذهب الراجح، ونيل السول على مرتقى الوصول، واختصار الموافقات للشاطبي وغير ذلك من المصنفات في الفقه والأصول واللغة [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا كان الفقيه الولاتي قائماً بحق العلم والتعليم والإفتاء والتأليف إلى أن ألَمَّ به مرض ألزمه الفراش حتى وافاه الأجل في شهررمضان من عام (1330هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شجرة النور الزكية:(435)، الإعلام للمراكشي (7/180-181)، المعسول (8/281-287)، الأعلام للزركلي (7/142-143)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى (242)، إتحاف المطالع (1/392)، معجم المعاجم والمشيخات (2/343-344)، موسوعة أعلام المغرب (8/2867)، الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية (الملحق1/188-189).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الفقيه المؤرّخ الكانوني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الزيدي الجحشي الكانوني العبدي، الملقّب بـ«ابن عائشة»، أو «الفقيه بولحية» كما يدعوه أهل فاس، علاّمة آسفي، المؤرّخ، المحدّث، إمام عصره، وفريد قُطره، والكانوني نسبة إلى ضريح سيدي كانون حيث كان مبتدأ مسيرة التدريس عند الفقيه بعد رجوعه من فاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وُلِد الكانوني برباط أبي زكريا شرقي مدينة آسفي على بعد سبعين كيلومتراً سنة (1310هـ)، وتربى في حجر جدّته زينب بعد أن سجن والده، وتزوّجت والدته عائشة من ابن بنت عمّتها فارتحلت مع زوجها إلى مدينة سلا، في ظلّ هذه الظروف العصيبة بادرت الجدّة بدفع حفيدها إلى طلب مسالك العلم؛ فقرأ القرآن على عدد من المشايخ منهم عمّه، ثمّ انتقل في حدود (1320هـ) عند والدته بسلا، فقرأ بها على الأستاذ السيد أحمد الخلطي بـ«درب الصوف»، وما كادت فرحة القُرب من الأُمّ أن تكتمل حتى دعا الداعي بموعد الفراق، فتوفّيت والدته سنة (1326هـ) وعمره لا يتجاوز الخامسة عشرة، واضطرّ إلى الخروج مع أخواله للشراردة، فقرأ بها على عدد من العلماء منهم الأستاذ العربي التويجري، والأستاذ الطاهر بن عبد الرحمن العبدي الزياني، والشيخ المقرئ عمر العبدي، وغيرهم، فحفظ كتاب الله في تسع ختمات قراءةَ درسٍ دون التلاوة باللسان، ثمّ قرأ بقراءة نافع والمكي، وعُنِي بحفظ أمّهات المتون وشروحها، ثمّ عاد إلى الدّيار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد ذلك اشتد شغف فقيهنا بالعلم، فسافر إلى مدينة فاس أواخر سنة (1336هـ) فأخذ عن جلّة شيوخها، ودامت رحلته بها أربعة أعوام، وتعدّدت زياراته إلى مدينة مراكش للأخذ من ينابيعها، والنّهل من حياض علوم رجالاتها، وله فيها تدوين بارع عنون له بـ «المحاسن الفاشية، في الرحلة المراكشية» عرض من خلاله ملاحظاته التاريخية والأدبية، وجلساته مع أساتذته، وزياراته لأولياء مراكش وصلحائها، وله صولات وجولات في مدن الرباط، والبيضاء، ومكناس، والصويرة وغيرها، استفاد منها الشيء الكثير، وأغلب مادّة مؤلّفاته الغزيرة من تلك الرِّحلات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتولّى الفقيه العدالة سنة (1347هـ) بإذن من وزارة العدلية، ثمّ أعفي سنة (1349هـ) من قبل سياسة الاحتلال التي أقلقها نشاطه الكبير في الدفاع عن القضايا الوطنية، وسعيه الحثيث في توعية الناس، وإرشادهم فيما يخص تعاملهم اليومي، وشركاتهم، وتجارتهم، وزواجهم، وطلاقهم، وتولى الإفتاء في بلده آسفي بإذن من شيخه بوشعيب بن محمد البهلولي، وشغل أيضا الإمامة والخطابة بمسجد رباط أبي محمد صالح بدرب «فران الحفرة»، ومارس نشاطه التعليمي والوطني والدّعوي، فصار علاَمة بارزة في أرجائه ونواحيه، وموازاة مع جهاده العلمي والاجتماعي، كان لجهاده الوطني وانخراطه السياسي التأثير البالغ على مستوى مدينة آسفي خاصّة ومنطقة عبدة عامّة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويتميز الفقيه الكانوني عن كثير من علماء جيله بعنايته الفائقة بالكتابة والتأليف، فألف الكثير من المؤلفات التي لم يُسبق إلى مثلها، فألّف في الحديث، والتاريخ، والفقه، والأصول، والطب، والرّحلات، والسيرة، طبع منها «تاريخ آسفي وما إليه قديما وحديثا»، و«جواهر الكمال في تراجم الرجال»، و«الرياضة في الإسلام»، وبقيت جلّ مصنّفاته حبيسة الخزائن الخاصة، ومنها ما هو في حكم المفقود بسبب ضياع قسم منه، أو تأثّره بالرطوبة والأرضة، وقد جنّد الله لحفظ ما فَضُل من هذا التراث الجليل «جمعية آسفي للبحث والتوثيق» التي احتفظت بما يقارب 28 عنوانا من مؤلّفاته جميعها بخط مؤلّفها، وهي جديرة بالتحقيق والنشر لتعمّ الفائدة منها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ورحل الفقيه الكانوني بعد ذلك إلى الدار البيضاء في فاتح رمضان (1356هـ) بعدما سكن سنتين بمراكش، فدرّس هناك بأشهر مساجد المدينة، وانتقل للتدريس بالمدارس الحرّة، والتجأ إلى المطابع لطبع تراثه الزاخر لكنّ العمر لم يطُل به في البيضاء؛ حيث إنّ مُقامه بها لم يدم سوى سنة واحدة ملأها علما وعملا، فغادر ـ رحمه الله ـ هذه الدنيا بعد مُضيّ خمسة عشر يوما من شهر رمضان عام (1357هـ)، الموافق للثامن من نونبر (1938م)، رحمه الله رحمة واسعة، وأكرمه بمنزلة الصدّقين والشهداء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي وفاته روايات تفيد بأنّ الفقيه قد اغتيل من طرف عملاء المحتلّ، منها تصريح ولده الحاج محمد الذي قال فيه: «كنت صغيرا أجلس بجانب أبي حينما دخل عليه ممرّضان شرعا في إزالة ثيابه عن ظهره لحقنه بإبر تشبه قناني صغيرة، وفي أثناء العملية بدءا يحرّكانه ويناديانه: الفقيه، الفقيه، لقد مات، وفرّا وترك أحدهما فردة من حذائه». ومهما يكن؛ فقد بارك الله تعالى في حياته القصيرة التي دامت سبعة وأربعين سنة من البذل، والعطاء، والجهاد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: دليل مؤرّخ المغرب الأقصى، لعبد السلام بن سودة (ص13)، الفقيه محمد بن أحمد العبدي الكانوني: حياته، وفكره، ومؤلّفاته، لمحمد السعيدي الرجراجي، ملامح من حياة الفقيه المؤرّخ محمد بن أحمد العبدي الكانوني، لمحمد عبد العزيز الدبّاغ(بحوث متفرّقة في مجلّة دعوة الحق)، معلمة المغرب (20/6729).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن علي الدُّكَّالي (تـ1364هـ/1945م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام العلاّمة، المؤرّخ المقتدر، الشيخ الفقيه، محمد بن محمد بن علي الدُّكّالي الهلالي السَّلَوي، ولد بمدينة سلا في بيت اشتهر بالعلم والنزاهة والأدب، وحرص والده منذ صغره على تربيته وتعليمه وتوجيهه، فاستظهر القرآن في سن مبكرة، ثم وجّهه والده لأخذ مبادئ العلوم عن أكابر شيوخ سلا؛ في مقدّمتهم شيخ الجماعة القاضي الحاج إبراهيم بن الفقيه الجريري؛ فقرأ عليه صحيح البخاري برواية ابن سعادة، والقاضي أبو محمد عبد الله بن خضراء، وأبو العباس أحمد بن خالد الناصري. ولم يكتف المترجم بالارتواء من منابع سلا؛ بل جرّه وَلَعُه الكبير بالمعارف إلى شدّ الرّحال إلى مدينة فاس سنة 1303هـ، فقصد القرويين وأخذ عن العلاّمة جعفر الكتاني، وأحمد بن الخياط الزكاري، وعبد المالك السجلماسي، والتهامي كنون، ومحمد بن جعفر الكتاني، وغيرهم من العلماء البارزين، وكان رحمه الله ينوّه كثيرا في مجالسه بشيوخه ويثني عليهم أشد الثناء، واستمر في الطلب يتردّد بين سلا وفاس مدّة تقارب اثني عشر عاما، ثمّ عاد إلى مسقط رأسه، واعتكف على تلقين المعارف لأبناء بلده.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي سنة 1315هـ انخرط الشيخ محمد في سلك عدول سلا، ثم عيّن عدلا بمرسى طنجة سنة 1317هـ، وفي عام 1320هـ عاد لمسقط رأسه فاشتغل بالكتابة لدى الباشا عبد الله بن سعيد، ثمّ كاتبا مع الباشا الطيب الصبيحي، وبعد ذلك عُيّن كاتبا بالبنك المغربي مع المندوب المخزني الأمين محمد بن عبد الهادي زنيبر السّلوي، وفي عهد السلطان عبد الحفيظ العلوي عيّن كاتبا في السلك المخزني بفاس، ثمّ لم يلبث أن رجع إلى مسقط رأسه سنة 1329هـ شاغلا منصب العدالة من جديد. وفي متمّ سنة 1330هـ رشّحه السلطان يوسف بن الحسن الأول كاتبا بالأعتاب الملكية، عقب ذلك ترقّى إلى العضوية بالمحكمة العليا، ومنها انتقل إلى الكتابة بمندوبية العلوم والمعارف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتقديرا لمكانة المترجم العلمية استفاض على ألسنة العلماء الثناء عليه وذكره بما يستحق من الحلى والأوصاف؛ فقال في حقه العلامة عبد السلام بن سودة: «العلاّمة المشارك المطّلع، المؤرّخ الشهير، المؤلّف الكبير»، وقال عنه الأستاذ عبد الله الجرّاري: «كان ابن علي السلوي من أكابر المؤرّخين، فما من موضوع تاريخي إلا وله فيه اليد الطولى».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم تمنعه كثرة انشغالاته من ترك ذلك الزخم من العلوم حبيس الصدر، بل تفنّن مُتَرجَمنا وأبدع في التأليف وأجاد؛ فمن أهم مؤلفاته وتقاييده: أدواح البستان في أخبار العدوتين ومن درج بهما من الأعيان، والسراج الوهاج والكوكب المنير من سنا صاحب التاج مولانا الأمير ـ يعني الحسن الأول ـ، وإتحاف أشراف الملا بأخبار الرباط وسلا، والدرة اليتيمة في أخبار شالة القديمة والحديثة، وتأليف يتعلّق بأحوال السكك الإسلامية التي كان التعامل بها قديما بالمغرب إلى العهد الحاضر، وتأليف في الحسبة في الإسلام، وتأليف في أحوال اليهود قديما وحديثا بالمغرب، وغير ذلك من التصانيف والتقاييد التي تدلّ على بُعده الفكري، وعمقه المعرفي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وواصل مترجمنا رسالته السامية في الاشتغال بالعلم إلى أن وافاه الأجل المحتوم يوم الجمعة سادس جمادى الثانية من سنة 1364هـ الموافق لثامن عشر ماي سنة 1945م بمسقط رأسه في مدينة سلا فدفن بها رحمه الله تعالى رحمة واسعة على ما قدّم للإسلام والمسلمين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: سل النصال (107)، إتحاف المطالع (2/502)، من أعلام الفكر المعاصر (2/177).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عمر بن محمد عاشور الرباطي (ت1314هـ/1896م)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الفقيه النوازلي، الإمام الجليل، الصوفي الشهير، أبو حفص عمر بن القاضي محمد عاشور الرباطي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بالرباط، وبها نشأ ودرس على كبارشيوخها، من أمثال: الطيب بسّير، والخطيب المكي بن أحمد بوجندار، والفقيه المحدث أحمد بن محمد بن الغازي، وأحمد دينية، وغيرهم، ثم رحل إلى العاصمة العلمية فاس، رغبة في تحصيل العلم والاستزادة منه، فلم يبخل عليه شيوخ المدينة من ينابيع معارفهم، ولم يغفل في أول أمره أن يحج إلى بيت الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بلغ أبو حفص مبلغاً من العلم أهّله للشهادة والفتوى، فتصدرهما أيام القاضي أبي زيد البريبري، والقاضي محمد بن إبراهيم، واستخدم عدلاً بمرسى الدار البيضاء، وكذا دار عديل فاس، بل وتولى نيابة القضاء، بأمر من السلطان المولى الحسن الأول الذي بعثه إلى طنجة للفصل في قضية شرعية، وكان في هذه الأثناء يعكف على نشر العلم وتدريسه وإقرائه، سواء تعلق الأمر بعلم الظاهر من حديث وفقه، أو بعلم الباطن الذي ولع واشتغل به، فكان يتهجد، ويلبس المرقعة، ويجد في رياضة نفسه، متبعا في هذا كله طريقة شيخه المربي عبد الواحد بن علال القصار الشهير بالدباغ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التف حوله العديد من طلبة العلم النجباء، فنهلوا من معارفه وعلومه، منهم أديب الرباط أحمد جسوس، والقاضي محمد الروندة، والفقيه محمد بن عمرو، والفقيه بنعيسى بنمسعود، والشيخ فتح الله بناني، ومحمد الرندي، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما ينبئ عن المكانة العلمية لللفقيه أبي حفص، عبارات الثناء التي امتدحه بها مترجموه، فعنه قال العلامة عبد الله الجراري:«كان إماماً جليلا في علمي الظاهر والباطن، جامعا بين علوم الشريعة والحقيقة، سالكا في ذلك أسنى نهج وأقوم طريقة».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جادت قريحة مترجمنا بالعديد من التصانيف المفيدة، منها كتاب التعظيم والتبجيل شرح فيه مختصر خليل، وكتاب الأذواق العرفانية في الأسماء الإلهية شرح فيه أسماء الله الحسنى، ومصنف في مناسك الحج، وله ختم على صحيح البخاري، وعلى المرشد المعين، وله شرح على بردة المديح، وشرح على المباحث الأصلية في طريق الصوفية، وله كتاب المقالة المرضية في بعض أحوال الطائفة الدرقاوية، وكتاب خلاصة التصوف شرح فيه كتاب مبادئ التصوف، وكتاب الكشوفات الربانية والحقائق العرفانية، وله تقييد سماه: الإتحاف بشهود الإلطاف، وله حزب أسماه: التضرع والابتهال، وله حكم تشتمل على وصايا ومواعظ ونصائح، وأشعار كثيرة، وغيرها من التآليف التي جعلته يضرب في ميدان الثقافة بسهم وافر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بعد هذا العطاء العلمي الغزير توفي مترجمنا رحمه الله وقد أناف على السبعين من عمره، وذلك زوال يوم الاثنين متم ذي الحجة الحرام، عام 1314هـ، الموافق سنة 1896م، وصُلِي عليه بالمسجد الأعظم عقب صلاة العصر، ودفن بزاوية شيخه العربي الدرقاوي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: من أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين: الرباط وسلا لعبد الله الجراري:(2/361-363)، الاغتباط بتراجم أعلام الرباط لمحمد مصطفى بوجندار، معلمة المغرب:(17/5840).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن سليمان الروداني (ت1094هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أحد مفاخر المغرب، العالم، العلامة، الشيخ الجليل، محمد بن محمد بن سليمـان شمس الدين أبو عبد الله الروداني السوسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بمدينة تارودانت سنة 1037هـ، ورغم اختلاف مصادر ترجمته في ذكر سنة ولادته، إلا أن الراجح هو ما ذكر لكثرة من قال بها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت نشأته رحمه الله بحاضرة تارودانت التي كانت حينها من أهم الحواضر العلمية، وبها كانت البدايات الأولى لطلبه للعلم والسماع من الشيوخ، ثم قصد بعد ذلك المراكز العلمية المشهورة بالمغرب في ذلك الوقت مثل درعة ومراكش وسجلماسة وفاس، وعاصر كبار علماء وقته الذين انتفع بعلمهم، وقرأ على جماعة منهم أمثال: أحمد المريد المراكشي (ت1048هـ)، وأبو مهدي عيسى السكتاني(ت1062هـ)، وأبو عبد الله معن الأندلسي (ت1062هـ)، ومحمد بن ناصر الدرعي الأغلاني (1085هـ)، ومحمد بن سعيد الميرغتي(ت1089هـ)، ومحمد المرابط الدلائي (ت1089هـ) وغيرهم، ثم اتجه صوب بلاد المشرق، فأخذ أولا بالجزائر عن الشيخ سعيد قدورة الجزائري (ت1066هـ)، ثم بمصر على كبار علمائها من أمثال نور الدين الأجهوري (1066هـ) وشهاب الدين الخفاجي (ت1069هـ)، ثم دخل بلاد الحرمين وجاور بهما ولقي بها أبو مهدي الثعالبي (ت1080هـ) وعبد الرحمن الزناتي المغربي المعروف بالمحجوب (ت1085هـ) نزيل مكة، وبدمشق أخذ عن بدر الدين البلباني(ت1083هـ) وآخرون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد مكنته هذه الرحلة العلمية الطويلة من توسيع وتنويع معارفه الثقافية والعلمية، واعتُبر رحمه الله من العلماء الموسوعيين حيث كانت له معرفة تامة بعلوم الحديث والفقه والحساب والفلك والأدب وغير ذلك، كما كان رحمه الله متقنا لعدد من الحرف والصنائع، وقد أهّلته مكانته العلمية لتولي مناصب عالية، منها التدريس، والإشراف على شؤون الحرمين الشريفين، وتولي الإمامة والفتوى بالمسجد الحرام، كما كان رحمه الله متقدما على علماء عصره في كثرة مؤلفاته وتنوعها، ومن أشهرها: صلة الخلف بموصول السلف (ط)، جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (ط)، الجمع بين الكتب الخمسة والموطأ، أوائل كتب الحديث (خ)، مختصر التحرير لابن الهمام (فقه)، حاشية على تسهيل ابن مالك (لغة وأدب)، بهجة الطلاب في العمل بالإسطرلاب (فلك)، ومنظومته في التصوف، وغيرها من المؤلفات والأوضاع التي تدل على سعة معارفه ووفرة علمه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى جانب علمه الغزير وكثرة تآليفه، كانت شخصية الروداني تتصف بالورع المتين والخلق القويم، قال عنه العياشي صاحب الرحلة: « وكان رضي الله عنه شديد الورع، ضيق الحوصلة في تحمل أعباء الخلق، مقبلا على شأنه ».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا كان حاله رحمه الله مهتما بطلب العلم وتعليمه إلى أن وافاه الأجل بدمشق بعيدا عن الأهل والولد في شهر ذي القعدة من سنة 1094هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من مصادر ترجمته: صفوة من انتشر (331 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 333)، نشر المثاني (2/314 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 322)، التقاط الدرر، طبقات الحضيكي (1/307-309)، شجرة النور الزكية (316)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى (205-206)، الإعلام للمراكشي (5/320-345)، فهرس الفهارس (1/425-430)،الأعلام للزركلي (7/294)، النبوغ المغربي لعبد الله كنون (1/294 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 295)، المصادر العربية لتاريخ المغرب للمنوني (4/172)، فهارس علماء المغرب: للدكتور عبد الله المرابط الترغي (208 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 216)، معلمة المغرب (13/4466 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 4468).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد المهدي الوزَّاني(ت1342هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العالم العلاَّمة الفقيه النوازلي، أبو عيسى محمد المهدي بن محمد العمراني، الوزاني، ثم الفاسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بوزان سنة (1266هـ)، في بيت اشتهر بالعلم ومجالسة أهله، فلا عجب إذا وجدناه يسير على نفس الدرب، ويرحل ويجول للنهل والاستزادة من العلم وتحصيل ملكته على يد كبار علماء عصره في المغرب وتونس، أمثال: محمد بن محمد المقري المعروف بالزمخشري(ت1285هـ)، والمهدي بن محمد ابن الحاج السُّلَمي(ت1290هـ)، ومحمد بن المدني كنون(ت1302هـ)، وعبد الله بن الشيخ إدريس الودغيري الشهير بالبدراوي(ت1316هـ)، وجعفر بن إدريس الكتاني(ت1323هـ)، وحميد بن محمد بناني(ت1327هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعدما تضلّع مترجمنا في الفقه، وأصبح عارفاً بنوازل وقته، وأحكام المعاملات، بالإضافة إلى مشاركته في الفنون الأخرى، جلس للإفتاء بمدينة فاس، وتدريس طلاب العلم بعض المؤلفات المشهورة مثل: نظم ابن عاشر مع شرحه للشيخ ميارة الصغير، والأجرومية، ومن هؤلاء التلاميذ الذين حصل لهم شرف التتلمذ عليه: الشيخ عبد الحفيظ بن محمد الطاهر الفاسي(ت 1383هـ)، ومحمد مخلوف(ت1360هـ)، وعبد السلام بن عبد القادر ابن سودة(ت1400هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتهر الشيخ الوزاني بحسن الأخلاق، والتواضع، وجميل المعاشرة، مما جعل بعض المعجبين به يفيضون عليه بأبهى وأحلى الثنايا، فهذا عبد السلام بن عبد القادر بن سودة يقول: « الإمام العالم العلامة الهمام المشارك الفقيه النوازلي المطلع الكاتب المقتدر المحرر النحرير الذي نفع الله بعلمه وتآليفه».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعنه يقول محمد مخلوف: «مفتي فاس وفقيهها الفهامة، أستاذ الأساتذة، وخاتمة العلماء المحققين الجهابذة، صاحب التآليف المفيدة والرسائل العديدة، العمدة الفاضل العارف بمدارك الأحكام والنوازل ومسائل المذهب، والمنقول والمعقول».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم تتوقف مسيرته العلمية عند الذي ذكرنا بل تجاوزته إلى تأليف مؤلفات جامعة ونافعة، رزقت السعد والقبول، والعمل والاستفادة بما جاء فيها، وتناقلها الناس فيما بينهم حتى بلغت أقصى السودان فضلا عن الجزائر وتونس، من أشهرها: المعيار الجديد أو النوازل الكبرى، والنوازل الصغرى، كلاهما مطبوع، وحاشية على شرح التاودي على التحفة منها نسخة بالخزانة الحسنية بالرباط رقم: (9927)، ونسختان مطبوعتان على الحجر بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء، الأولى تحت رقم: (105ح-1)، والثانية تحت رقم: (136ح-1)، وتحفة الحذاق بنشر ما تضمنته لامية الزقاق، توجد له نسختان مطبوعتان على الحجر بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء، الأولى تحت رقم: (099ح-1)، والثانية تحت رقم: (185ح-1)، وبغية الطالب الراغب القاصد إباحة صلاة العيدين في المساجد، له نسخة مطبوعة على الحجر بمؤسسة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء، تحت رقم: (122ح)، وأجوبة عن عدة أسئلة فقهية، منها نسخة بمؤسسة علال الفاسي رقم: (ع141)، والثريا في الرد على من منع بإطلاق بيع الثُّنْيَا، له نسخة مطبوعة على الحجر بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء، تحت رقم: (085ح).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد عمر مديد مفعم بالعطاء، أخذت المنية الشيخ المهدي الوزاني سنة (1442هـ)، وسِنُّه حينها ستة وسبعون سنة، ودفن بعد زوال اليوم المذكور بروضة الجد أبي المحاسن خارج باب الفتح من فاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: معجم الشيوخ لعبد الحفيظ بن محمد الطاهر الفاسي(175-177)، وشجرة النور الزكية لمحمد مخلوف(435-436)، والأعلام للزركلي(7/114)، وسل النصال لابن سودة(2/29-31).[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى