موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن الطيب الشرقي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ الإمام المحدث المسند اللغوي العالم العلامة، محمد بن الطيب بن محمد بن محمد بن موسى الصميلي الفاسي المالكي شمس الدين أبو عبد الله الشهير بابن الطيب الشرقي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت ولادته سنة (1110هـ) بمدينة فاس التي نشأ وتعلم بها، وقضى بها النصف الأول من حياته ثم قضى النصف الثاني بالمشرق، حيث جاور بالمدينة المنورة بقية حياته إلى أن وافاه الأجل هناك رحمه الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ينتسب مترجمنا إلى أسرة عالمة جل أفرادها من أهل العلم والدين والورع، ومن أفراد هذه الأسرة العالمة: جده لأبيه أبو عبد الله محمد بن موسى الذي كان عالماً صالحاً أديباً بارعاً، وعم جده كان معروفاً بالفقيه المقرئ الصالح، وأبوه محمد الطيب الذي يعد من شيوخه الذين أخذ عنهم، وأخته آمنة التي كانت تحضر مجالس العلم والحديث في القرويين، وعمته الزهراء زوجة الحسن بن مسعود اليوسي التي يروي عنها بعض المسلسلات الحديثية، وهكذا كانت لهذه البيئة العلمية التي نشأ فيها ابن الطيب الشرقي أثر كبير في تكوينه العلمي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حصَّل الشيخ محمد بن الطيب مبادئ العلوم كلها بمدينة فاس، وتلقى العلم أولاً على يد أفراد أسرته خاصة والده وعمته الزهراء، ثم على يد طائفة من العلماء الأجلاء والأساتذة المشهورين، الذين ذكرهم في فهرسته الصغرى الموسومة بـ «إرسال الأسانيد» وأفاد أن عددهم يقارب المائتين، ومن أبرز شيوخه: أبو عبد الله محمد بن العربي الفاسي (ت1129هـ)، وأبو العباس أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي (ت1129هـ)، وأبو عثمان سعيد بن أبي القاسم العميري (ت1131هـ)، وأبو عبد الله مَحمد بن عبد الرحمن الفاسي المعروف بالصغير (ت1134هـ)، وأبو عبد الله محمد بن أحمد ابن المسناوي (ت1137هـ)، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الشاذلي (ت1137هـ)، وأبو العباس أحمد بن علي الوجاري (ت1141هـ) ... وغيرهم. وكانت رحلته الأولى سنة (1139هـ) إلى المشرق لأداء مناسك الحج، كما كانت مناسبة للاستزادة من العلم والاحتكاك بالعلماء بكل الأقطار العربية التي مر منها، بداية ببلدة الأغواط بالجزائر، ومرورا بطرابلس ثم القاهرة، أما الرحلة الثانية فقد كانت سنة (1143هـ) إثر الأحداث السياسية والاقتصادية التي عرفتها مدينة فاس بعد وفاة المولى إسماعيل، وهكذا توجه ابن الطيب الشرقي إلى المشرق وهناك جاور بالمدينة المشرفة وتولى الإمامة والخطبة بالمسجد النبوي إلى أن توفي رحمه الله، وكانت له قبل ذلك زيارات إلى عدد من البلدان العربية والإسلامية؛ كالشام، والحجاز، والعراق، ومصر، وغيرها من البلاد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإلى جانب معاصريه من العلماء، كان المترجم رحمه الله من المشاركين الذين جمعوا بين الفقه، والحديث، والتصوف، وعلوم القرآن، واللغة، والأدب، بالإضافة إلى علوم أخرى حصَّلها من خلال مطالعته واجتهاده الشخصي، وهذا ما أهله ليتولى مهمة التدريس والتأليف والقضاء، وهكذا عمل على إفادة أبناء مدينته فاس وتعليمهم، ومن بين تلاميذه في فاس: عبد المجيد بن علي المنالي الزبادي (ت1163هـ)، وحمدون بن محمد بن عبد السلام الفاسي (ت1190هـ)، وأبو عبد الله الخياط وآخرون، كما تقلد رحمه الله منصب القضاء بفاس، وبغيرها من المدن المغربية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتميزت المرحلة الثانية من حياته التي قضاها بالمشرق بانكبابه رحمه الله على نشر العلم بالمسجد النبوي الذي تولى به الخطبة والإمامة، ومن تلاميذه في هذه الفترة: محمد أفندي المسعودي المدني (ت1174هـ)، ويوسف بن عبد الكريم الأنصاري الحنفي (ت1177هـ)، وأبو الفيض محمد المرتضى الزبيدي (ت1205هـ) الذي كان يثني بذكر شيخه ابن الطيب في كل مؤلفاته، قال في تاج العروس: «...شيخنا المحدث الأصولي اللغوي، نادرة العصر أبو عبد الله محمد بن محمد بن موسى الشرقي الفاسي...»، وقال عنه في «ألفية السند»:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محدث العصر الفقيه الماهر***وكم له بين الورى مفاخر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان مترجمنا الشيخ ابن الطيب الشرقي رحمه الله غزير الإنتاج، متنوع المشاركة في علوم مختلفة، وأكثر من ثلث مؤلفاته كانت في مجال العلوم اللسانية، بينما احتلت العلوم الشرعية الرتبة الثانية من بين العلوم التي شارك فيها، ومن بين مؤلفاته : «إضاءة الراموس»، «تحرير الرواية في تقرير الكفاية»، «المسفر في خبايا المزهر»، «حاشية على شرح القسطلاني للصحيح»، «الاستشفاء بشرح ذات الشفا» وهو شرح سيرة منظومة للعلامة ابن الجزري المقرئ، «حاشية على الشمائل»، «شرح المضرية في مدح خير البرية»، «سمط الفرائد فيما يتعلق بالبسملة والصلاة من الفوائد، «والفهرسة الكبرى المسماة: «إقرار العين بإقرار الأثر بعد ذهاب العين»، والفهرسة الصغرى الموسومة: «إرسال الأسانيد وإيصال المصنفات والمسانيد»، «الأنيس المطرب في من لقيته من أدباء المغرب»، «الرحلة الحجازية الأولى والثانية»، «الأفق المشرق بتراجم من لقيناه بالمشرق»، «أجوبة فقهية»، «حواشي المحلى»، «الاستمساك بأوثق عروة في الأحكام المتعلقة بالقهوة»، إلى غير ذلك من المصنفات والرسائل التي تزيد على الخمسين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي ابن الطيب رحمه الله بالمدينة المنورة سنة (1170هـ) بعد أن ألمَّ به مرض كان سببا في إنهاء حياته، ودفن عند قبر السيدة حليمة رضي الله عنها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تاج العروس (1/3)، (3/291)، سلك الدرر (4/108-112)، عجائب الآثار في التراجم والأخبار للجبرتي (1/298)، الرسالة المستطرفة (85)، سلوة الأنفاس (3/67)، فهرس الفهارس (2/1067-1071)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى (1/246)، الأعلام للزركلي (6/177-178)، المصادر العربية لتاريخ المغرب (1/176-177)، النبوغ المغربي في الأدب العربي لعبد الله كنون (291) معلمة المغرب (16/5358)، التعريف بابن الطيب الشرقي للدكتور عبد العلي الودغيري.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج السلمي(ت1273هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العلامة المؤرخ النّسابة الفقيه القاضي العدل أبو عبد الله محمد الطالب بن العلامة أبي الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون ابن الحاج السُّلمي المرادسي الفاسي. ولد حوالي سنة (1217هـ)، في بيت علم وفضل ووقار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أدرك أباه ولم يأخذ عنه لصغره، وقرأ الفقهَ والحديث والنحو والبيان والمنطق والأصول وغير ذلك، على شقيقه الفقيه العلامة المحدث المشارك أبي عبد الله محمد بن حمدون السلمي(ت1274هـ)، وأخذ عن القاضي أبي العباس أحمد بن عبد المالك العلوي(ت1241هـ)، والعلامة الفقيه الأديب النحوي العروضي أبي الحسن علي بن عبد الله المتّيوي(ت1247هـ)، والأديب الفاضل الرحْلَة أبي حامد العربي بن محمد الدمناتي(ت1248هـ)، والعالم المحدث الصوفي عبد القادر بن أحمد بن أبي جيدة الكوهن الفاسي، نزيل المدينة النبوية (ت1253هـ)، والمقرئ الخطيب المشارك أبي العلاء إدريس بن عبد الله بن عبد القادر الحسني الإدريسي الملقب بالبكَراوي (بالقاف المعقودة) (ت1259هـ)، والفقيه العلامة قاضي مكناس أبي محمد العباس بن محمد ابن كيران الفاسي(ت1271هـ)، والقاضي عبدالهادي بن عبد الله العلوي(ت1272هـ)، والعلامة المفسّر المحدث محمد بن طاهر الحسني العلوي، وقاضي مراكش أبي عبدالله محمد التهامي بن حمادي المكناسي، والعلامة الأصولي عبد السلام بن الطايع بن حمّو بوغالب(ت1290هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان لأخذ المترجم عن هؤلاء الأعلام أثر كبير في تنوع مداركه وتكاملها، فكانت له مشاركة في شتى فنون العلم، من فقه وحديث ونحو ولغة ومنطق وتاريخ وأنساب وتصوف. وتصدر بعد ُ ـ رحمه الله ـ للإقراء والتدريس في هذه العلوم، وأخذت عنه فيها كتب مشهورة، خاصة تلك التي أخذها عن شقيقه، كالصحيحي،ن ومختصر الشيخ خليل، والشفا، والهمزية، وبعض كتب والده. وانتفع به كثير ممن حمل مشعل العلم بعده، منهم: ولده الفقيه العلامة المؤرخ الأديب المشارك أبو العباس أحمد بن محمد الطالب(ت1316هـ)، والعلامة الفقيه الأديب محمد بن المعطي بن أحمد السرغيني المراكشي(ت1296هـ)، والعلامة المحدث الفقيه الأصولي المعمر أبو عبد الله محمد الفضيل بن الفاطمي الشّبيهي الزرهوني، شارح البخاري (ت1318هـ)، والعلامة المحدث الفقيه الأصولي أبو العباس أحمد بن الطالب بن محمد ابن سودة المري(ت1321هـ)، والعالم المؤرخ، قاضي الجماعة بفاس حميد بن محمد بن عبد السلام بناني(ت1327هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإلى جانب التدريس والإقراء تولى المترجم عدة مناصب سامية، فكان مدرسا بجامع القرويين مدة طويلة، ثم ولي القضاء بالحضرة المراكشية، ومكث على قضائها نحوا من ثلاث عشرة سنة، وأُسندت إلبه الخطابة بالجامع اليوسفي، ثم ولي قضاء فاس سنة (1272هـ) بعد وفاة قاضيها عبدالهادي بن عبد الله العلوي، واستمر على قضائها إلى وفاته، فحُمدت سيرته، واشتهر عدله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أثنى جَمعٌ من العلماء على المترجم بما يشهد بفضله ويشيد بعلمه، فقال فيه تلميذه محمد بن المعطي السرغيني في فهرسته حين ترجمه: «كان حجة في العربية واللغة والمنطق والبيان والحديث والفقه».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال في «معجم أصحاب الرضوي»، بعد ذكر المترجم: «كان إماماً نادرة في وقته في الجمع والتحصيل والتحرير والإجادة مع الضبط والإتقان والإنشاء الرفيع، وعلى طريقة المتقدمين في جميع الفضائل، لم يكن له في عصره مشارك في ذلك ولا مشابه، ألف وأفاد في الفقه والحديث والنحو والتاريخ والأنساب وغير ذلك، واشتهرت تحاريره، وأقبل الناس على النفع بها».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وللمترجم من المصنفات ما سارت به الركبان، منها«حاشية على شرح ميارة على المرشد المعين»، طبعت مرارا، و«حاشية على شرح بَحرق الصغير للامية الأفعال» طبعت بمصر وبفاس، و«الأزهار الطبية النشر في المبادئ العشر»، مطبوع على الحجر بفاس، و«الإشراف على بعض من حلَّ بفاس من مشاهير الأشراف»، صدر منه الجزء الأول بتحقيق جعفر ابن الحاج السلمي، و«نظم الدرر واللآل في شرفاء عقبة بن صوال» في أنساب الكتانيين، حققه علي بن المنتصر الكتاني وصدر سنة 2000م، و«روض البهار في ذكر جملة من مشائخنا الذين فضلهم أجلى من شمس النهار»؛ فهرسة شيوخه، و«رياض الورد، إلى ما انتمى إليه هذا الجوهر الفرد»، ويسمى أيضا «نيل السرور والابتهاج بترجمة الشيخ حمدون ابن الحاج»، ذكر فيه نسب أبيه وما يتبعه من الولادة إلى الوفاة، حققه جعفر ابن الحاج السلمي وصدر في جزأين سنتي 1993 و1999م، وغير هذا من التآليف المحررة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتوفي المترجم بعد عصر يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة الحرام متم سنة (1273هـ)، ودفن من الغد، وهو يوم النحر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]--------------------------------------[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته: الفهرسة الكبرى والصغرى لأحمد ابن الخياط الزكاري(ص105-106)، وإتحاف المطالع(1/1273)، وسلوة الأنفاس(1/169-170)، والإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام(6/303-306)، وشجرة النور الزكية(ص401)، ومعجم طبقات المؤلفين على عهد العلويين(2/145-147)، والفكر السامي(ص631)، ومعلمة المغرب(10/3247-3248).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د.مصطفى عكلي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]حمدون ابن الحاج السُّلمي 1232هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام العالم العلامة الأريب، المفسر المحدث الفقيه الأصولي اللغوي الأديب، صاحب التآليف الحسنة، والفوائد المستحسنة، الجامع لشتات العلوم، المنطوق منها والمفهوم، أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون بن عبد الرحمن الشهير بابن الحاج، السُّلمي أصلاً وحسباً، والمرِداسي نسباً، الفاسي داراً ومنشأ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وُلد بفاس سنة (ت.1174هـ)، وأخذ في وقت مبكر عن شيوخ العلم ببلده، منهم: العلامة الأستاذ المحقق، المؤلّف المطّلع المدقّق أبو عبدالله محمد بن الحسن البناني(ت.1194هـ)، والشيخ الشهير، الفقيه النحرير أبو محمد عبد الكريم بن علي اليازغي الفاسي(ت.1199هـ)، والعلامة الألمعي أبو الربيع سليمان بن أحمد الفشتالي(ت.1208هـ)، والعلامة الهمام ، خاتمة الأئمة الأعلام أبو عبد الله محمد التاودي ابن سودة(ت.1209هـ)، والعلامة القاضي المشارك أبو محمد عبد القادر بن أحمد بن العربي بن شقرون الفاسي (ت.1219هـ)، والعلامة الإمام، خاتمة المحققين أبو عبدالله محمد الطيب بن عبد المجيد ابن كيران (ت.1227هـ)، وقد شاركه في أكثر شيوخه، وغير هؤلاء. وممن أجازه من أهل المغرب: الإمام العلامة المحدث الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الناصري(1239هـ). وحجّ المترجم سنة (1205هـ) وأخذ في طريقه عن عدد من أعلام المشرق والمغرب، منهم: الشيخ الصوفي الكبير أحمد بن محمد بن المختار التجاني(ت.1231هـ)، وقاضي الجزائر محمد بن أحمد بن مالك، والعلامة الفاضل صالح بن حسن الكواش التونسي(ت.1218هـ)، وأجازه من المشارقة شارح القاموس: الشيخ العلامة اللغوي المحدث المصنف أبو الفيض محمد بن محمد مرتضى الحسني الزبيدي(ت.1205هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبأخذه عن هؤلاء الجِلة الأعلام، وغيرهم من مصابيح الظلام، يكون المترجم قد نهل العلم من معينه، وجمع من فنونه ما سمح له أن يكون نسِيج وحده، متفوقا على أقرانه، مجاريا لشيوخه؛ إذ صار يقرئ غيره وهو ابن نيف وعشرين سنة، بجامع القرويين ـ وغيره ـ الذي كان ـ وقتذاك ـ مجمعَ الأئمة الأعلام. ومن تلامذته الذين استفادوا منه: العلامة الأديب، اللغوي الحيسوبي الفرضي الأريب محمد بن أحمد بن يونس أكنسوس السوسي المراكشي(ت.1294هـ)، والفقيه العلامة الأديب، النحوي اللغوي الخطيب عبد الواحد بن القاضي أحمد بن التاودي بن سودة(ت.1253هـ)، والحافظ الضابط الفقيه النّزيه المشارك أحمد بن محمد بن عبد القادر البدوي(ت.1260هـ)، والشيخ العلامة الوليد العراقي، لازمه كثيرا، والعالم الأديب أحمد بن إدريس العبد السلامي، والشيخ العلامة الصوفي المحدث عبد القادر بن أحمد الكوهن(ت.1254هـ)، وابناه: الإمام العلامة، المؤرخ النسابة، الفقيه النوازلي، القاضي محمد الطالب بن حمدون(ت.1273هـ)، والعلامة المحدث الأديب المشارك محمد بن حمدون(ت.1274هـ)، وتلامذة المترجم غير هؤلاء كُثر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما الكتب التي كان المترجم يطالعها مطالعة تحقيق وتدقيق مع طلَّابه، أو ذُكر أنها أُخذت عنه، فمنها في التفسير: تفسير البيضاوي، وحواشيه، وتفسير النسفي، والكشاف، وأحكام ابن العربي، وتفسير ابن كثير، وتفسير الثعالبي. ومن كتب الحديث: صحيح البخاري، وكان يستحضره لا يعزب عنه منه حرف ولا كلمة ولا ما يتعلق به من اللغة وغيرها، وكان يستحضر جلّ كتب السنة. ومن كتب السيرة النبوية: المواهب اللدنية، واكتفاء الكلاعي، وهمزية البوصيري، وميميته هو في السير ووترياته. ومن كتب التوحيد والتصوف: صغرى السنوسي، والحكم العطائية. ومن كتب الفقه: مختصر الشيخ خليل وشروحه المتداولة؛ التتائي، والخرشي، والزرقاني، وحواشيهم، والحطاب، والمواق، معارضا بين الأدلة، مرجّحا ومضعفا ومصححا، مبينا أصل كل صورة من الكتاب والسنة. ومن كتب اللغة والبيان والمعاني: مختصر السعد، وتلخيص المفتاح بالمطول مع حواشيهما. وكان ـ رحمه الله ـ قد خصّ كل فنٍّ من الفنون المذكورة بوقت معلوم من اليوم، من صلاة الصبح حتى العشاءين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وللأمانة والاستقامة التي اشتهر بها المترجم، اختاره السلطانُ المولى سليمان لعمل الحسبة بفاس، وفي سنة (1219هـ) جعله عاملا على العرائش وما والاها مدة عامين إلا ثلاثة أشهر، فسار في ذلك كله السيرة الحسنة المحمودة، من حيث أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وحمله الناس على أداء فريضة الصلاة، التي كانت أهم الأمور التي شغلته في عمله، ثم إنه طلب إعفاءه من القيام بالأعمال المخزنية، فَعُفي، فعاد إلى الاشتغال بالتدريس وبثّ العلم ونشره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذه الحياة العلمية المتميزة، والعملية المثمرة، زكتها أقوال العلماء في المترجم؛ إذ أجمعت على تفوقه ونبوغه وتميّزه، ونبله وفضله وورعه وزهده. ومن أجمع الأقوال فيه قول صاحب «لسلوة»: «كان - رحمه الله - ممن انتهت إليه الرياسة في جميع العلوم، واستكمل أدوات الاجتهاد على الخصوص والعموم، أحرز قصبات السبق في مجال الاستنباط، وارتبطت بذهنه العلل ومسالكها أي ارتباط، وانفرد بالمهارة والتبحر في جميع الفنون؛ وخصوصا التفسير والحديث، والتصوف المؤيد بالكتاب والسنة، والأصلين وعلوم العربية...مع الخشية والخضوع والوقار، والبكاء والاعتبار؛ والاستغراق في بحر العشق المحمدي، والخبرة فيه بدلالة المهتدي والمقتدي، ومحبة أهل البيت، والانحياش لأهل الخير الحي منهم والميت».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال فيه السلطان المولى سليمان ـ وهو من تلامذة المترجم ـ: أشهد أن هذا الكاتب أديب الزمان، ولا يوجد في المغرب والديار المصرية ولولا الأدب لَعينت جميع الأقطار، وإن كان الكمال فضل رسول الله وفيضه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعل خير دليل على نبوغ العلامة حمدون ابن الحاج السلمي وعبقريته، ما خطته يمينه من تآليف حسنة مستحسنة، في شتى ضروب العلم، تكشف قوة عارضته في الحبك نثرا ونظما، ومن تلك التآليف: مراقي الصعود على تفسير أبي السعود، وهو حاشية عليه وعلى مَتبوعه البيضاوي، والثمر المهتصر في روض المختصر، وهو حاشية على مختصر السعد، وتفسير سور من القرآن، وعقود الفاتحة، وهي منظومة ميمية في السيرة النبوية على نهج البردة في نحو 4000 بيت، وشرحها في خمسة أسفار، طبع منه الجزء الأول وبعض من الثاني على الحجر بفاس، والخريدة، وبغية الأريب، وهما أرجوزتان، الأولى في المنطق والثانية في علم الكلام، ومقصورة في علمي العروض والقوافي، عارض بها المقصورة الخزرجية الشهيرة، ونظم الحكم العطائية، ونظم مقدمة ابن حجر، وشرحها في سفر سمّاه نفحة المسك الداري، لقارئ صحيح الإمام البخاري، طبع على الحجر بفاس، ثم طبع بتحقيق محمد بن عزوز. وللمترجم خطب نافعة، ووتريات ودواوين شعرية بديعة، وقد حقق بعض دواوينه الأستاذ أحمد العراقي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي المترجم ـ رحمه الله ـ عشية يوم الاثنين سابع ربيع الثاني سنة 1232هـ، وكان لجنازته مشهد عظيم ومحفل كريم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: سلوة الأنفاس(3/5-7)، وإتحاف المطالع (1/120)، وشجرة النور الزكية(ص379-380)، والأعلام للزركلي (2/275)، والإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام للسملالي (3/117-129)، ومعجم طبقات المؤلفين لابن زيدان(2/132-133)، والنبوغ المغربي لعبد الله كنون(296-297)، ومعلمة المغرب(10/3242-3244). وقد ألف العلامة محمد الطالب بن حمدون تأليفا في والده سماه «رياض الورد، إلى ما انتهى إليه هذا الجوهر الفرد» تعرض فيه لنفسه ولشيوخه وتلامذته وأحواله من الولادة إلى الوفاة وما يتبع ذلك، وهو مطبوع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د. مصطفى عكلي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]العلامة الفقيه العميد الحاج أحمد بن شقرون[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد الأستاذ أحمد في مدينة فاس -عاصمة العلم والعلماء ومنهل الحكمة ومنبع الحكماء- سنة: 1332هـ ــ 1913م، وولج منذ صباه جامعة القرويين فنهل من حياضها، وأخذ عن شيوخها، فتشبع علما، وتشرَّب فهما، ونمت سرعة البداهة لديه وترعرعت ملكة الشعر في نفسه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنذ حداثة سنه أصبح أستاذا بنفس الجامعة، وخطيبا، ومربيا، مُجَنَّداً على جبهتيْ الكفاح العلمي والوطني، تبلورت جهوده في حياة حافلة بالعطاءات الزاخرة والريادة في الإشراف على برامج هذه الجامعة مناهجها حيث تولى منصب:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مدير عام للتعليم الإسلامي العالي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رئيس الإمتحانات العالمية الرسمية بالقرويين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رئيس هيئة مفتشي التعليم الأصيل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رئيس قسم البحوث الإسلامية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما أهلته مسيرته الطويلة في رحاب العلم والجهاد الفكري لأن يعين:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عميدا لكلية الشريعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رئيس المجلس العلمي لمدينة فاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أمينا عاما لرابطة علماء المغرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عضوا بأكاديمية المملكة المغربية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]استحق لكفاءاته العلمية الحصول على:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وسام الرضى من الدرجة الممتازة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وسام العرش من درجة فارس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جائزة الاستحقاق الكبرى 1992.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد تناولت إسهاماته القيمة في التأليف العلمي والإبداع الأدبي مجالات متنوعة، ومن تآليفه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في علم النوازل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نظام الحسبة في الإسلام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من أخلاق المؤمن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اللؤلؤ المكنون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مناقب الصحابة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تفسير سورة «ق».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد الخامس الملك العالِم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن من الشعر لحكمة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قصائد شعرية في أركان الإسلام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]البيعة والخلافة في الإسلام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مختارات من البدائع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وغيرها من الإبداعات الغزيرة التي تُظهر حنكة وشخصية العلامة البارع.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد المهدي مَتْجِنُوش[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام الفقيه الأستاذ العلامة المقرئ الرياضي أبو عيسى محمد المهدي بن عبد السلام بن المعطي متجنوش، الأندلسي الأصل، الرباطي المولد والمنشأ، المشهور بمَتْجِنُوش: بفتح الميم، ثم تاء مثناة فوق ساكنة، ثم جيم مكسورة، ثم نون مضمومة، بعدها حرف مد وشين: لقب إسباني بمعنى المسكين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد برباط الفتح في فجر شوال عام 1267هـ/ 1850م، من أسرة متجنوش ذات الأصل الأندلسي، وهي من البيوتات المهاجرة إلى المغرب عقب سقوط غرناطة، حيث استحال بها العيش وسط جو نصراني مستبدّ لا يكفل حرية الدين ولا النفس، فهاجرت الأسرة إلى المغرب الأقصى إبّان حكم الدولة السعدية عام 1019هـ/1610م، فتلقتهم بصدر رحب، وأنزلتهم برباط الفتح مع باقي الأسر الأندلسية، فأعادوا عمارته، وزهت حضارتهم به.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ المترجم تحصيل العلوم الشرعية عن علماء العدوتين، فأخذ القراءات وأحكامها عن أخيه الأستاذ محمد متجنوش، والأستاذ علي الشرقاوي الحسنوي، وتعلم الفقه على الشيخ أبي إسحاق التادلي، وأخذ التصوف عن الشيخ محمد بن عبود، وفي باقي العلوم عن القاضي أبي عبد الله بن إبراهيم، والفقيه عبد الرحمن لُبَرِيس(ت1307هـ)، والفقيه الهاشمي الضرير المكي ابن عمرو، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اكتفى الإمام متجنوش بالرحلة داخل بلده، فتنقل بين عدة حواضر علمية كان أبرزها فاس، ومكناس، ومراكش، وطنجة، وتلقى بها عن نخبة من علمائها وشيوخها، واستجاز واستفاد وأفاد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتتلمذ عليه عدة شيوخ أشهرهم العلامة المؤرخ محمد بوجندار (ت1345هـ)، كما أجاز لبعض العلماء منهم الإمام عبد الحفيظ الفاسي(ت1383هـ)، والمكي بربيش(ت1373هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان عالما موسوعيا ذا اطلاع واسع في كثير من العلوم والفنون، متمكناً من علم القراءات ووجوهها وأحكامها، وله باع جيد في علم الرياضيات والهندسة والفلك، ميالاً إلى التصوف والابتعاد عن مخالطة الناس، حلو الفكاهة، أَبِيّ النفس مع إقلال وضعف حال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ حياته المهنية بالاشتغال كعدل من العدول لتلقي الشهادة في سماط العدول بالرباط، ثم انتقل إلى مدينة سلا فاشتغل كاتباً محرراً لباشا المدينة محمد الصبيحي (ت1389هـ)، ثم تخلى عن ذلك لممارسة التدريس في كتّاب فتحه لتعليم القرآن بمدينة الرباط، إلا أن ظروفه المعيشية لم تسعفه على الاستمرار، فهاجر إلى طنجة وقضى بها مدة كابد أثناءها مشاق الاحتراف الأدبي، إلى أن راسله الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الرُّندة (ت1365هـ) برسالة عطف وتقدير يرجوه فيها بالعودة إلى مسقط رأسه، وهذا دليل على التقدير والاحترام اللذين حظي بهما مترجمنا من لدن أقرانه وعلماء وقته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولذلك أثنى عليه مترجموه بجميل العبارة، منها قول عبد الله الجراري:«كان عالما مشاركا في كثير من العلوم والفنون، متضلعا في علم القراءات، مطلعا على وجوهها وأحكامها».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلف العلامة متجنوش إنتاجا علميا زاخرا، وشملت تآليفه العديد من العلوم؛ من فقه، وأدب، وحساب، وفلك، وتصوف، وغيرها، نذكر منها كتاب:«شفاء الغليل على فرائض خليل» في مجلد جمع بين الفقه والعمل والحساب، وكتاب:«التبصرة والتذكرة» في علم الحساب، ومنظومة:«نتيجة الأطواد في الأبعاد»، ومنظومة:«تحفة السلوك» في التوقيت والحساب، ومنها:«رعاية الأداء في كيفية الجمع بين السبعة القراء»، و«التحفة في مخارج الحروف» في التجويد، ومنها نظم في الولي والولاية وحقيقة ذلك وشروطه عن أبي يعزى، وغير ذلك من المؤلفات والتقاييد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله ليلة الأحد 15 ربيع الأول عام 1344هـ/1922م، ودفن بمقبرة سيدي الحسن إفران بدار القصار المتصلة به.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العلامة الرياضي محمد المهدي متجنوش لعبد الله الجراري، ط1، 1402هـ/1982م، سلسلة شخصيات مغربية (6)، أعلام الفكر المعاصر لعبد الله الجراري:(2/227-231)، الأعلام للزركلي:(7/114-115)، معلمة المغرب:(20/6973).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مَحمد بن سعيد المِرْغْتِي (ت1089هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العالم الصالح شيخ المحدثين وقدوة العابدين أبو عبد الله مَحمد ـ فتحا ـ بن سعيد بن محمد بن يحيى السُّوسي المِرْغْتِي، ويقال: المِرْغِيتِي، نسبة إلى قرية مِرْغِت أو مِرْغِيت، وينطقها أهلها اليوم: مِرْغْت بكسر الميم وسكون الراء والغين معا وهي من قرى الاخصاص، تبعد عن مدينة تيزنيت بنحو 15 كيلومترا، حيث أصله منها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد سنة (1007هـ)، ونشأ في أسرة لها حظ من الصلاح والديانة، فتلقى تعليمه الأولي الذي يقوم على حفظ القرآن، وأخذ بعض مبادئ العربية، والفقه والأدب، ثم انتقل إلى تارودانت التي كانت تعتبر في عصره أكبر المراكز العلمية بسوس، فأخذ عن جلّة أعيانها من العلماء أمثال أبي القاسم بن أحمد الهوزالي(ت1048هـ)، وأبي مهدي عيسى بن عبد الرحمن السكتاني(ت1062هـ)، وأبي زيد عبد الرحمن بن محمد التمنارتي(ت1060هـ)، وأخذ علوم الحديث عن حافظ الوقت عبد الله بن علي بن طاهر الحسني(ت1045هـ)، ثم بعد ذلك قصد حاضرة العلم فاس رغبة منه في الجلوس إلى علمائها وتعزيز معارفة العلمية، فأخذ بها عن أبي محمد عبد الواحد بن عاشر(ت1040هـ)، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الجنان(ت1050هـ)، وأبي حامد العربي بن يوسف الفاسي(ت1052هـ)، وقادته الرحلة منها إلى جبال غمارة وبلاد الهبط فأخذ هناك عن الفقيه النوازلي إبراهيم بن عبد الرحمن الكلالي(ت1047هـ)، كما رحل إلى الحج وجاور مدة بالحرمين الشريفين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما تشبع العلامة المرغتي بأنواع من العلوم وأخذ فيها بحظ وافر، استقر بمدينة مراكش وتصدى للتدريس بمسجد المواسين الشهير مدة طويلة، وقصده الطلبة للأخذ عنه ونبغ على يديه عدد كبير منهم: محمد المعطي بن عبد الخالق الشرقي(ت1092هـ)، وأحمد بن عبد الحي الحلبي الشافعي(ت1120هـ)، وأجاز الفقيهَ محمد بن الخطيب عبد الرحمن التلمساني، وإبراهيم بن حسن الكوراني(ت1101هـ)، كما درس مدة بالزاوية الدلائية وأخذ عنه من أعلامها العلامة أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي(ت1102هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اتصف المرغتي رحمه الله بالهيبة والوقار وحسن الطَّوِيَّة، والمشاركة في العلوم من تفسير وحديث ولغة وفقه، وكانت له معرفة أيضا بعلم الطب وتصدر للعلاج مدة، ثم تخلى عنه بسبب أن إنسانا أتى بهراقة فيها بول وأدخلها عليه في المسجد فقال: إن علما يؤدي بي إلى أن أكون سببا في دخول المسجد بالنجاسة لا أشتغل به.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان في بداية أمره يقرض الشعر، واستكتبه بعض أمراء الدولة السعدية مدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتهر المرغتي عند العامة والخاصة بلين الجانب والعلم الوافر، فتتابعت عبارات الثناء عليه من قبل معاصريه، فهذا محمد الصغير الإفراني يقول في صفوته:«كان رحمه الله إماما في علوم الحديث والسير، له اليد الطولى في ذلك، وإليه المرجع فيما هنالك»، ويقول العلامة محمد المختار السوسي:«الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، خاتمة المحدثين، وسراج المريدين»، ونقل الشيخ عبد الحي الكتاني عن تلميذه محمد المعطي بن عبد الخالق الشرقي صاحب الموائد السنية أنه قال عنه: «متبع للسنة، مجتنب للبدعة، منفِّر عنها غاية التنفير، كثير المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عُرف عن المترجم إلى جانب تدريس العلوم اشتغاله بالتأليف، إذ ألّف رحمه الله مؤلفات نافعة ذاعت وانتشرت في حياته وتهافت الناس عليها بعد وفاته، فمنها على سبيل المثال لا الحصر فهرسته الحافلة الموسومة بـ«العوائد المُزْرية بالموائد»، وهي مطبوعة يجد فيها مطالعها من فوائد اللغة والشعر والأدب والفقه ما يعز وجوده في غيرها، ومن تآليفه أيضا «المستعان في أحكام الآذان»، وهي منظومة في بحر الرجز، و«كتاب كبير في مناسك الحج» عبارة عن منظومة أيضا منه نسخة بالمكتبة الوطنية بالرباط برقم(381ق)، وقد اشتهر رحمه الله بالحذق والبراعة في علم التوقيت وأبدع فيه عددا من التآليف المستحسنة؛ منها «المقنع في اختصار علم أبي مقرع»، وهي أرجوزة في 99 بيتا اختصر فيها أرجوزة الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي البطوي المعروف بأبي مقرع، وشرحها بشرح سماه «الممتع في شرح المقنع»، وهو مطبوع أيضا، ثم اختصره في «المطلع على مسائل المقنع»، طبع على الحجر قديما، وله أيضا مؤلفات في علوم أخرى تنم عن إحاطته بعلوم عصره ومشاركته فيها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في سنة(1089هـ) فشا الطاعون وكثر الموت به، وفي السادس عشر من ربيع الثاني منه توفي العلامة المرغتي بعدما عمّر سنين عديدة قضاها في تحصيل العلم ونشره؛ فرحمه الله رحمة واسعة. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: صفوة من انتشر (ص304)، مباحث الأنوار في أخبار بعض الأخيار(ص204)، نشر المثاني(2/241)، التقاط الدرر(ص206)، الفكر السامي(ص612)، الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام(5/304)، فهرس الفهارس(2/554)، المعسول(11/185)، والأعلام للزركلي6/139، معلمة المغرب(21/7091)، مقدمة تحقيق العوائد المزرية بالموائد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.جمال القديم.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أحمد ابن ناصر الدرعي(1129هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام اللغوي النحوي السُّنِّي، العَلَم الجليل الزاهد السَّني، الكبير القدر، الشهير الذكر، المربي الناصح، المعلم المصلح، أبو العباس أحمد بن الإمام الكبير أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن ناصر الدرعي، وبه عُرف مثل أبيه، التمكروتي، ولد منتصف ليلة الخميس الثامن عشر من رمضان عام (1057هـ)، كما وُجد بخطّ والده، وبيته بيت علم وورع وزهد، أصله عربي، رُفع نسبهم إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ أحمد عن والده علم التفسير والحديث والعربية والأصول وغير ذلك، وهو أول شيوخه، فضلا عن كونه تولى تربيته وتنشئته، وأخذ عن أقطاب العلم بالمغرب في عصره، منهم: الإمام المفضال، العلامة الرَّحال، صاحب الرحلة الشهيرة، والمناقب الأثيرة أبو سالم عبدالله بن محمد بن أبي بكر العياشي(ت1090هـ)، سمع منه صحيح البخاري، وأجازه فيه وفي غيره، والشيخ العلامة المقرئ أبو عبدالله محمد بن يحيى بن محمد بن فَتُوح التلمساني، الدرعي الدار والقرار(ت1112هـ)، وقد زوّجه والد المترجم ابنته أم كلثوم، وهو من اصطحبه إلى درعة، والفقيه العلامة الراسخ أبو العباس أحمد بن محمد بن داود الملقب أحُزي الجزولي التملي، دفين تمكروت(ت1127هـ)، وغيرهم. وحجّ المترجم أربع حجات لقي فيها كثيرا من أعلام المشرق واجتمع بهم وأجازوه واستفاد من علمهم وأفاد، ومن أبرز هؤلاء: الإمام العلامة الدراكة الفهامة المُلاَّ إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني الشهرزوري(ت1102هـ)، والإمام العَلم المتفنن الضابط، الزاهد الورع العابد عبدالله بن سالم بن محمد بن سالم البصري، نزيل مكة شرفها الله(ت1134هـ)، وأبو العز ابن أحمد العجمي، وأبو الحسن علي بن محمد الزعتري المصري، أخذ عنه التوقيت والفرائض، وغيرهم ممن ذكرهم في رحلته المفيدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعدما جمع المترجم من فنون العلم ما جمع، وتضلع في كل فن منه؛ من تفسير، وقراءات، ورسم، وحديث، وفقه، وأصول، ولغة ونحو، وتوقيت، وتعديل، وتاريخ، وقيد من شوارد ذلك وحفظ من فوائده الشيء الكثير، أضحى من أعلام المغرب الذين شُدّت إليهم المطايا من كل جهة، وتزاحمت على أبوابهم الركب؛ وكان من جملة مَن أخذ عنه: ابنا أخيه، وهما: العلامة الصالح الورع موسى بن محمد الكبير بن محمد ابن ناصر، وكان ملازما لعمه في الحضر والسفر، وهو الذي خلفه بعد وفاته(ت1142هـ)، والقدوة العمدة الفقيه المحدث أبو المحاسن يوسف بن محمد الكبير بن محمد ابن ناصر الدرعي(ت1197هـ)، والسيد الأبر، العالم الصالح الأنور أبو محمد الحسين بن محمد بن علي بن شرحبيل البوسعيدي الدرعي(ت1142هـ)، وكان مصاحبا لشيخه في بعض رحالاته مشاركا له في شيوخه، والعالم العامل الفاضل المحدث النحوي اللغوي العروضي أحمد بن عبدالله الصوابي السوسي(ت1149هـ)، وعالم العلماء وفقيه الفقهاء أحمد بن محمد بن محمد العباسي السملالي(ت1152هـ)، والفقيه العالم العامل الرباني الناسك أحمد بن يوسف الوُلْتي، والعالم العامل الناسك الصالح أبو بكر بن علي بن أبي بكر التيزختي(ت1179هـ)، صحبه طويلا، والشيخ الصوفي الورع الزاهد المعطي بن صالح الشرقي(ت1180هـ)، وغير هؤلاء. ومما يذكر في هذا السياق أن المترجم ألحق الأحفاد بالأجداد وهذا ما يشهد به قول الحضيكي في طبقاته:شيخي وشيخ أبي وشيخ جدي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان ـ رحمه الله ـ مثابرا على التعليم، مُكِبّاً على المطالعة، قائما على تدريس الكتب؛ مثل قيامه على صحيح البخاري وغيره من الكتب الحديثية، ومن مآثره الحسنة تشييده لمدرسة بلغ عدد طلبتها حوالي ألفا وأربعمائة من المنقطعين للدراسة، وما يخصها من مرافق، وأنشأ خزانة حرص على تزويدها بأمهات الكتب ونفيس الذخائر، جالبا إياها من جهات المغرب وبلاد المشرق، وبفضله أضحت تمكروت، التي بها زاويته المنسوبة إليهم، وخلف فيها أباه، قِبْلة لأهل العلم، سواء العلماء منهم أو الطلبة، فعُدّت بذلك من أكبر المراكز العلمية ببلاد المغرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وانتدب المترجم نفسه لإقامة السنن وإحيائها، وإخماد البدع وإماتتها، فعمَّ نفعه البلاد والعباد، وكان جزأ وقته أجزاءً يخص كل وقت بوِرد وعبادة. وتُجمع أقوال العلماء؛ أشياخه وتلامذته على تقدّمه في العلم، وسُمو فضله، وحُسن سيرته، فقال فيه شيخه عبدالله بن سالم البصري في إجازته له وللعلامة الحسين البوسعيدي المتقدم: «...العلامة والقدوة الكامل الفهامة مولانا الشيخ سيدي أحمد بن مولانا شيخ الإسلام محمد بن ناصر الدرعي». وقال فيه الحضيكي: «الشيخ الإمام الكبير السَّني الأروع، الأزهد الصوفي المحقق الأكمل الأفضل، الجامع بين الشريعة والحقيقة، بحر العلم والكرم، شيخ الطوائف ومربي المريدين وناصح الإسلام». وقال فيه الإفراني: «كان رحمه الله إمام وقته علماً وعملاً، قوالا للحقّ، شديد الشكيمة على أهل البدع ... متصاوناً مقبلا على ما يعينه، متابعا للسّنَّة في أقواله وأفعاله».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان للمترجم حظ من التأليف، فمن أهم ما ألفه «رحلته الحجازية»، وتعرف بالرحلة الناصرية أيضا؛ جمع فيها كثيرا من فوائد الرحلة العياشية، وهي مطبوعة على الحجر، وله «فهرسة»، و«أجوبة فقهية»، و«الرحلة الشامية»، وهي رحلة أخيه محمد بن محمد ابن ناصر، و«تجديد المراسم البالية في السيرة الحسنة العالية»، وهو كُتيب في السيرة النبوية، و«رسالة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم»، و«إشفاء المريض في بساط القريض»، وهو مجموعة أشعار، «وكلام في الطريقة وحضّ على اتباع السُّنّة»، و«ترجمة والدته السيدة حفصة»، و«مجموع رسائل».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله ليلة الجمعة بين العشاءين تاسع عشر ربيع الثاني عام (1129هـ)، وقيل غير ذلك، ودفن في زاويتهم، ولم يخلف عقباً. وممن رثاه قاضي الجماعة عبدالكريم بن أحمد التنفوي بقصيدة مطلعها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مات أبو العباس شيخ الورى*** فاربدّ وجه الأفق واستغبرا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما جاء فيها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جمع كل المجد في ذاته*** وليس ذا في العقل مُستنكرا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قد أخمد البدعة في عصره *** وسنة المختار قد أظهرا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكتب غير واحد في مناقبه منهم تلميذه الحسين ابن شرحبيل البوسعيدي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: طبقات الحضيكي(1/85-89)، وصفوة من انتشر للإفراني(364-366)، وسلوة الأنفاس للكتاني(1/298)، والتقاط الدرر للقادري(312-313)، ونشر المثاني له(3/234-235)، والتاج والإكليل له(184-185)، والإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام للسملالي(2/357-361)، وشجرة النور الزكية لمحمد مخلوف(332)، والأعلام للزركلي(1/241)، ومعلمة المغرب(22/7379-7381).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنجاز: د.مصطفى عكلي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد بن عبدالسلام ابن ناصر الدرعي تـ1239هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد بن عبدالسلام ابن ناصر الدرعي تـ1239هـهو الإمام الحافظ العلامة المحدث الفقيه الرحالة أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن محمد الكبير بن الشيخ مَحمد بن ناصر الدرعي التامگروتي، ولد بتامگروت سنة 1142هـ، في أسرة مشهورة بالعلم والفضل.تلقى ابن عبد السلام تعليمه الأولي بمسقط رأسه تامگروت، بمقر الزاوية الناصرية بها، والتي كانت وقتذاك مجمع العلماء ومحج طلبة العلم، ثم كانت له رحلات علمية واسعة داخل المغرب وخارجه، منها رحلته إلى المشرق مرتين، وُسمت الأولى بالكبرى(سنة 1196هـ)، والثانية بالصغرى (سنة1212هـ)، التقى خلالهما شيوخ العصر واستفاد منهم وأفاد، فكان من شيوخه المغاربة: والده عبد السلام بن محمد الكبير ابن ناصر، وعمّه أبو يعقوب يوسف بن محمد الكبير، حفظ عليه القرآن وهو ابن تسع، ومنهم أحمد بن محمد الورزازي التطواني(ت1179هـ)، وأبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس(ت1182هـ)، وأبو العلاء إدريس بن محمد العراقي الحسيني الفاسي(ت1183هـ وقيل: 1184هـ)، ومحمد بن أحمد الحضيكي السوسي(ت1189هـ)، ومحمد بن الحسن البناني(ت1194هـ)، ومحمد التاودي ابن سودة المري(1209هـ)، ومحمد بن أبي القاسم السجلماسي الرباطي(ت1214هـ)، وعبد الرحمن بن إدريس المنجرة (ت1179هـ)، وأبو حفص عمر بن عبدالله الفاسي(ت1188هـ)، كل هؤلاء أخذ عنهم وأجازوه، عدا الأخيرين فلم تتفق له منهما إجازة.ومن شيوخه المشارقة: محمد مرتضى بن محمد الحسيني العلوي الزبيدي(1205هـ)، شارح الإحياء والقاموس، وأجازه إجازة طويلة نظما ونثرا، وأبو العباس أحمد بن محمد الدردير المالكي(ت1201هـ)، ومحمد بن علي الصبان الشافعي، شارح الخلاصة (ت1206هـ)، ومحمد بن محمد الأمير الكبير، صاحب المجموع(ت1232هـ) (تدبج به)، والشمس محمد بن عبد الله المغربي المدني، المدرس بالحرم النبوي، وأبو بكر بن الحاج أحمد بن تامر المعروف بأگنون؛ قاضي قابس ومدرسها، وغيرهم كثير.وكان، رحمه الله، مولعا بجمع نوادر الكتب والبحث عنها أينما حلَّ وارتحل، يبذل النفيس في شرائها، ويشغل يده بنسخها، وقد تحدث عن هذا في بعض كتبه الآتية الذكر.ونتيجة لهذا التنوع والتوسع في الأخذ والرواية عن الشيوخ، اجتمع للمترجم شتات العلم بمختلف شُعبه، وأسند علوما كثيرة، مما جعله قبلة يَؤُمّها نجباء الطلبة، فكان ممن أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد المدني بن عبد السلام(توفي في حياة أبيه سنة1238هـ)، ومحمد العمري التمگروتي، وكان خصيصا به، وأحمد بن علوي باحسن الشهير بجمل الليل، محدث المدينة(ت1216هـ)، ومحمد بن قدور الزرهوني(1231هـ)، ومحمد بن محمد الأمير المالكي(1232هـ)، ومحمد بن محمد التهامي الرباطي(ت1234هـ)، والقاضي العربي بن الهاشمي العزوزي الزرهوني(ت1260هـ)، وأحمد بن علي الدمنهوري. وأجاز، رحمه الله، خلقا كثيرا إجازة عامة، منهم: السلطان المولى أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي(ت1238هـ)، وكانت للمترجم عنده حظوة ومنزلة خاصة، ومنهم: محمد الطيب بن كيران(1227هـ)، وأبو الفيض حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي(ت1232هـ).وقد أثنى جَمعٌ من العلماء على المترجم بما يشهد بفضله ويشيد بعلمه، فعدّه عبد القادر الكوهن(ت1254هـ) »خاتمة الحفاظ بالديار المغربية«.وحلّاه أبو زيد الجشتمي(ت1269هـ) بقوله: ((إمام علماء وقته وسيد فضلاء عصره، العلامة الفهامة ...، كان عالما عاملا، علم الأعلام، وفقيه الإسلام، رئيس الأدباء وبليغ الفصحاء، ماهرا في كل علم من علوم الشرع؛ قرآنا وتفسيرا وحديثا وفقها ونحوا ولغة وأدبا وتصريفا وبيانا وحسابا ومنطقا. وما علمنا في عصره بمثله في المغرب ...)).وقال فيه أحمد بن خالد الناصري: »كان علامة أديبا فقيها محدثا حافظا فاضلا، لم يأت بعد الشيخين (مَحمد ابن ناصر وابنه أحمد) في آل ناصر من هو أعلم منه«.وحلّاه عبد الحي الكتاني بـ: »الإمام الفقيه المحدث المسند الرحلة الجَمَّاع نادرة المغرب ومسنده،... أعلم علماء البيت الناصري بالفقه والحديث، وأوسعهم رواية وأجسرهم قلماً وأعلاهم إسناداً.وأما مؤلفات المترجم فمنها: ((الرحلة الناصرية الكبرى))، و((الرحلة الصغرى))، دوّن فيهما رحلتيه إلى المشرق، وكتاب ((المزايا فيما أحدث من البدع بأم الزوايا))، وهو مطبوع، و((شرحَ الأربعين حديثا في ترك الظلم))؛ شرح فيه كتاب شيخه محمد الجوهري بطلب من هذا الأخير، و((قطع الوتين من المارق في الدين أو الصارم البتار فيمن أفتى ببيع الأحرار))، و((الدر النفيس في تفسير القرآن بالتنكيس))، و((نظم في موجبات الفقر والهم))، وأجوبة في نوازل شتى، ورسائل وتقاييد، وفهرسة وغير ذلك.توفي، رحمه الله، ليلة السبت ثاني عشر صفر الخير عام 1239هـ. ترجمته في: الحضيكيون لأبي زيد عبد الرحمن الجشتيمي(ص123-124)، وطلعة المشتري لأحمد الناصري(2/162-166)، وإتحاف المطالع (1/133)، والإعلام بمن حل مراكش(6/192-217)، وفهرس الفهارس (2/843-848)، وشجرة النور الزكية(ص381)، والأعلام للزركلي(6/206)، ومعجم المطبوعات المغربية للقيطوني(ص346)، ومعلمة المغرب (22/7394).إعداد: د.مصطفى عكلي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام الحافظ العلامة المحدث الفقيه الرحالة أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن محمد الكبير بن الشيخ مَحمد بن ناصر الدرعي التامگروتي، ولد بتامگروت سنة 1142هـ، في أسرة مشهورة بالعلم والفضل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلقى ابن عبد السلام تعليمه الأولي بمسقط رأسه تامگروت، بمقر الزاوية الناصرية بها، والتي كانت وقتذاك مجمع العلماء ومحج طلبة العلم، ثم كانت له رحلات علمية واسعة داخل المغرب وخارجه، منها رحلته إلى المشرق مرتين، وُسمت الأولى بالكبرى(سنة 1196هـ)، والثانية بالصغرى (سنة1212هـ)، التقى خلالهما شيوخ العصر واستفاد منهم وأفاد، فكان من شيوخه المغاربة: والده عبد السلام بن محمد الكبير ابن ناصر، وعمّه أبو يعقوب يوسف بن محمد الكبير، حفظ عليه القرآن وهو ابن تسع، ومنهم أحمد بن محمد الورزازي التطواني(ت1179هـ)، وأبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس(ت1182هـ)، وأبو العلاء إدريس بن محمد العراقي الحسيني الفاسي(ت1183هـ وقيل: 1184هـ)، ومحمد بن أحمد الحضيكي السوسي(ت1189هـ)، ومحمد بن الحسن البناني(ت1194هـ)، ومحمد التاودي ابن سودة المري(1209هـ)، ومحمد بن أبي القاسم السجلماسي الرباطي(ت1214هـ)، وعبد الرحمن بن إدريس المنجرة (ت1179هـ)، وأبو حفص عمر بن عبدالله الفاسي(ت1188هـ)، كل هؤلاء أخذ عنهم وأجازوه، عدا الأخيرين فلم تتفق له منهما إجازة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن شيوخه المشارقة: محمد مرتضى بن محمد الحسيني العلوي الزبيدي(1205هـ)، شارح الإحياء والقاموس، وأجازه إجازة طويلة نظما ونثرا، وأبو العباس أحمد بن محمد الدردير المالكي(ت1201هـ)، ومحمد بن علي الصبان الشافعي، شارح الخلاصة (ت1206هـ)، ومحمد بن محمد الأمير الكبير، صاحب المجموع(ت1232هـ) (تدبج به)، والشمس محمد بن عبد الله المغربي المدني، المدرس بالحرم النبوي، وأبو بكر بن الحاج أحمد بن تامر المعروف بأگنون؛ قاضي قابس ومدرسها، وغيرهم كثير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان، رحمه الله، مولعا بجمع نوادر الكتب والبحث عنها أينما حلَّ وارتحل، يبذل النفيس في شرائها، ويشغل يده بنسخها، وقد تحدث عن هذا في بعض كتبه الآتية الذكر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونتيجة لهذا التنوع والتوسع في الأخذ والرواية عن الشيوخ، اجتمع للمترجم شتات العلم بمختلف شُعبه، وأسند علوما كثيرة، مما جعله قبلة يَؤُمّها نجباء الطلبة، فكان ممن أخذ عنه: ابنه أبو عبد الله محمد المدني بن عبد السلام(توفي في حياة أبيه سنة1238هـ)، ومحمد العمري التمگروتي، وكان خصيصا به، وأحمد بن علوي باحسن الشهير بجمل الليل، محدث المدينة(ت1216هـ)، ومحمد بن قدور الزرهوني(1231هـ)، ومحمد بن محمد الأمير المالكي(1232هـ)، ومحمد بن محمد التهامي الرباطي(ت1234هـ)، والقاضي العربي بن الهاشمي العزوزي الزرهوني(ت1260هـ)، وأحمد بن علي الدمنهوري. وأجاز، رحمه الله، خلقا كثيرا إجازة عامة، منهم: السلطان المولى أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي(ت1238هـ)، وكانت للمترجم عنده حظوة ومنزلة خاصة، ومنهم: محمد الطيب بن كيران(1227هـ)، وأبو الفيض حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي(ت1232هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أثنى جَمعٌ من العلماء على المترجم بما يشهد بفضله ويشيد بعلمه، فعدّه عبد القادر الكوهن(ت1254هـ) »خاتمة الحفاظ بالديار المغربية«.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحلّاه أبو زيد الجشتمي(ت1269هـ) بقوله: ((إمام علماء وقته وسيد فضلاء عصره، العلامة الفهامة ...، كان عالما عاملا، علم الأعلام، وفقيه الإسلام، رئيس الأدباء وبليغ الفصحاء، ماهرا في كل علم من علوم الشرع؛ قرآنا وتفسيرا وحديثا وفقها ونحوا ولغة وأدبا وتصريفا وبيانا وحسابا ومنطقا. وما علمنا في عصره بمثله في المغرب ...)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال فيه أحمد بن خالد الناصري: »كان علامة أديبا فقيها محدثا حافظا فاضلا، لم يأت بعد الشيخين (مَحمد ابن ناصر وابنه أحمد) في آل ناصر من هو أعلم منه«.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحلّاه عبد الحي الكتاني بـ: »الإمام الفقيه المحدث المسند الرحلة الجَمَّاع نادرة المغرب ومسنده،... أعلم علماء البيت الناصري بالفقه والحديث، وأوسعهم رواية وأجسرهم قلماً وأعلاهم إسناداً.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما مؤلفات المترجم فمنها: ((الرحلة الناصرية الكبرى))، و((الرحلة الصغرى))، دوّن فيهما رحلتيه إلى المشرق، وكتاب ((المزايا فيما أحدث من البدع بأم الزوايا))، وهو مطبوع، و((شرحَ الأربعين حديثا في ترك الظلم))؛ شرح فيه كتاب شيخه محمد الجوهري بطلب من هذا الأخير، و((قطع الوتين من المارق في الدين أو الصارم البتار فيمن أفتى ببيع الأحرار))، و((الدر النفيس في تفسير القرآن بالتنكيس))، و((نظم في موجبات الفقر والهم))، وأجوبة في نوازل شتى، ورسائل وتقاييد، وفهرسة وغير ذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي، رحمه الله، ليلة السبت ثاني عشر صفر الخير عام 1239هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترجمته في: الحضيكيون لأبي زيد عبد الرحمن الجشتيمي(ص123-124)، وطلعة المشتري لأحمد الناصري(2/162-166)، وإتحاف المطالع (1/133)، والإعلام بمن حل مراكش(6/192-217)، وفهرس الفهارس (2/843-848)، وشجرة النور الزكية(ص381)، والأعلام للزركلي(6/206)، ومعجم المطبوعات المغربية للقيطوني(ص346)، ومعلمة المغرب (22/7394).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: د.مصطفى عكلي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبو العباس الهشتوكي الجزولي(ت1127هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هو الإمام العلامة الفقيه المالكي الشيخ العارف المشارك الناسك أحمد بن محمد بن داود بن يعزى بن يوسف المنصوري الجزولي التملي الدرعي، الملقب: أحُزِّي، يكنى أبا العباس، واشتهر بالهشتوكي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بقرية "آيت منصور" القريبة من قرية "تيزخت"، التابعة لقبيلة "أملن"، يومه الخميس منتصف رجب سنة 1057هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نزل منطقة درعة في أوائل حياته، فتلقى تعليمه الأولي بها على كبار المشايخ، أمثال الإمام أبي عبد الله محمد بن محمد ابن ناصر الدرعي، الذي كان عمدته في ما نهل من معارف وعلوم، وعنه أخذ الطريقة الناصرية والذكر الشاذلي، وتتلمذ أيضا على الإمام أبي الحسن علي بن يوسف الدرعي، والشيخ محمد الكبير الدادسي، والشيخ محمد بن أحمد المصمودي، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما دخلت سنة 1064هـ، رحل بتوجيه من شيخه ابن ناصر الدرعي إلى منطقة تادلا، حيث قصد الزاوية الدلائية، التي كانت تحتضن كبار أهل العلم آنئذ، وبفضلهم بلغ إشعاع هذه الزاوية مختلف ربوع البلاد، فدخلها، ولازم بها فارس المعقول والمنقول أبا علي الحسن بن مسعود اليوسي ما ينيف على عشرين سنة وأجازه، وهي مدة كافية لصقل ذهنه، وأخذ بها كذلك عن مسند وقته الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد التلمساني، وأجازه، كما حظي بالإجازة عن مشايخ كبار ممن عاصروه، مثل الشيخ محمد بن سعيد المرغتي السوسي، والشيخ الحسين بن محمد بن أحمد ابن ناصر الدرعي، وأبي السعود الفاسي، وابنه أبي زيد، وأبي سالم العياشي، وغيرهم من أعلام الدين، وكان يدور على صالحي سوس زماناً طويلا، فجمع من مناقبهم كتباً كثيرة. وأخذ كذلك عن أعيان علماء المشارقة ممن لقيهم أو جالسهم في رحلاته إلى بيت الله الحرام، فاقتبس منهم واقتبسوا منه، أمثال الشيخ الخرشي، والزرقاني، والشهاب أحمد العجمي، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وذكر مشاهير الآخذين عنه من أهل سوس وسجلماسة والصحراء في فهرسته المسماة «قرى العجلان»، وكان من جملة مجازيه أبو العباس الدمنهوري.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال عنه العلامة الحضيكي واصفا عبادته وعلمه:«كان من العلماء الراسخين والعلماء العاملين، ذا حزم وجد، وعبادة ودين متين، وتصرف صحيح، وتحقيق وتدقيق...له مناقب ومآثر ومفاخر عديدة».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جادت قريحة الهشتوكي رحمه الله بتصانيف عديدة، منها فهرسة سماها «قرى العجلان في إجازة بعض الأحبة والإخوان»، ترجم فيها مشايخه ومشاهير الآخذين عنه، وأرجوزة «اللؤلؤ والمرجان في تحريم الدخان»، و«شمس البيان في تَحريم الدخان»، وكتاب «الدرة النفيسة السنية في بعض المسائل النحوية»، ومنه نسخة بخطه في دار الكتب المصرية برقم(2/109) فيها بياضات، ذكر فيها بعض من اجتمع بهم في طريقه، وأسئلة سئل عنها، وغير ذلك، وله أيضاً: كتاب «فتح العلام في شرح قواعد الإسلام»، وله: «شرح مساعدة الإخوان»، و«هداية المغيث الباقي إلى موارد ألفية اصطلاح الحديث للعراقي»، ورسالة «كشف الرموز»، و«منظومة في شرح القصيدة الخزرجية في العروض»، منها نسخة بالمكتبة الوطنية في الرباط تحت رقم(1653د)، و«تُحفة الرب المعبود على تعاريف النحو والحدود»، وكتاب:«إنارة البصائر في ذكر مناقب القطب ابن ناصر وأتباعه الأكابر»، و«تسهيل السالك إلى ألفية ابن مالك»، و«الفتح القدوسي على مختصر السنوسي»، في المنطق، منه نسخة في دار الكتب المصرية برقم(1/239)، و«الرحلة إلى الحج» سنة 1096هـ، منها نسخة بخطه في المكتبة الوطنية بالرباط ضمن مجموع برقم(147ق)، ورحلة أخرى سنة 1119هـ سماها: «هدية الملك العلام إلى بيت الله الحرام»، توجد نسخة بخطه في المكتبة الوطنية بالرباط تحت رقم(190ق)، و«رحلة» ثالثة، ذكر ابن ناصر الدرعي أنه وقف عليها، وله نظم وتقاييد كثيرة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله في جمادى الأولى سنة 1127هـ بدرعة، ودفن بزاوية تامكروت.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]------------------------------------[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]طبقات الحضيكي:(1/89-90)، طلعة المشتري:(2/9)، سوس العالمة:(123)، الإعلام للمراكشي:(2/352-353)، دليل مؤرخ المغرب:(18، 243، 370)، الأعلام:(1/240-241).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الحاج العربي بن الحبيب سيناصر(ت1351هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هو الفقيه العلامة الأمثل المدرس الأحفل العالم الأفضل سيدي الحـاج العربي بن الحبيب بن المصطفى، من أكابر العلمـاء، وأمـاجد الفضلاء، سليل أسرة «آل سيناصر الحسيني»، وهي من الأسر العلمية العريقة التي أنارت سمـاء العلم بمدينة وجدة، وأصلهم من بلاد غَرِيس بالمغرب الأوسط (الجزائر حاليا)، حيث هاجر بعض أفراد هذه الأسرة، وهو سيدي المصطفى بن عبد الله منها إلى المغرب الأقصى، واتخذ قرية تغاسروت الواقعة قرب تافوغالت بجبال بني يَزْنَاسن مستقرا له، فصلح أمره وبعد صيته، واشتهر بالعلم والصلاح، ونزل بعض أبنائه مدينة وجدة، وبها ولد المترجم حوالي(1281ﻫ)، ونشأ في حضن والده العلامة سيدي الحبيب؛ في كنف العلم والدين والصيانة، وتلقّى على يديه جملة من العلوم، وعلى علمـاء وجدة، ثم انتقل إلى مدينة فاس، فدرس بها على عدد من علمـاء القرويين، إلى أن علا كعبه في العلم، وفاق أقرانه في الاجتهاد والتحصيل؛ لمـا كان يتحلى به من قوة الذكاء والحافظة، ثم رجع إلى بلده وانتُدب لتولي خِطَّة القضاء، فحُمدت فيه سيرته، وتعرّض نتيجة ذلك لمحنة من عامل الحضرة الوجدية بغية عزله عن منصبه، وأظهرت مكيدته هاته مكرَ وحسدَ بعض علمـاء وجدة وأعيانها الذين ساروا معه في الركب نفسه، فرفع المترجم أمره إلى السلطان بفاس؛ الذي أكد أحقية الحاج العربي في القضاء، بل تجاوز الأمر بهؤلاء إلى تهديده بالقتل، وكان ذلك يوم 30 من ذي قعدة عام(1323ﻫ)، بعد استباحة حرم المحكمة الشرعية بوجدة، فأدى ذلك إلى عزل الحاج العربي عن خِطَّة القضاء وعُين مكانه الفقيه الهاشمي بن رُوكش، إلا أنه مـا لبث أن عزل وأعيد الحاج العربي من جديد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ولم تُثْن هذه الفتن والمحن الحاج العربي عن نشر العلم، ولم تَحُدّ من عزيمته القوية في ذلك؛ حيث كان رحمه الله قد اتخذ حجرة خاصة يطالع فيها ويتفرغ فيها للتأليف، وكان على اطلاع واسع بالأدب والشعر بالإضافة إلى تمكنه من الفقه والخبرة بالنوازل الفقهية، حتى وصفه علمـاء وجدة في تقاييدهم بـ:«النّحرير النَّفَّاع الدَّرَّاكة الهمـام اللوذعي الفهامة»، ونوَّه به العلامة محمد بن عبد الباري الحسني التونسي في كتابه«الشهائد والفتاوي» فقال:«الشريف المعظم القاضي المحترم».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومن جهوده في خدمة العلم: تأسيسه المعهد الإسلامي الملحق بالجامع الأعظم الذي كان قِبلة طلاب العلم والمعرفة من بني يَزْنَاسن وتلمسان، وكان يدرس علوم الحديث والفقه وألفية ابن مـالك بشرح المكودي إلى عام(1350ﻫ)، وكان أخذ على عاتقه حمل لواء التعليم بالمعهد بمساعدة أربعة علمـاء، وتخرج على يديه ثُلَّة من علمـاء وجدة من أشهرهم العلامة الأديب المؤرخ الفقيه قَدُّور بن علي الوَرْطَاسي(ت1994م)، ولعل دأبه على التدريس والقراءة لم يساعده على التأليف إذ لم يُعرف من مؤلفاته سوى رسالة وسمها بـ«التوصل إلى حكم التوسل»، و«جواب في شأن الشيخ أحمد بن عْلِيوة المُسْتَغَانْمِي»، كما كانت له مواقف وطنية مشهودة ضد الحماية الفرنسية وكشف مخططاتها الاستعمـارية والدفاع عن السلطة الشرعية للبلاد، وفي هذا الصدد اشتهر بموقفه من فتنة الثائر «بُو حْمَـارة» والقيام على إظهار مكتومها الخياني، مـمـا دفع بهذا الأخير إلى إرادة قتله غيلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وبعد حياة حافلة بالعطاء في مـجال العلم والتدريس والقضاء، والكفاح الوطني خفت نجم الحاج العربي وأسلم الروح لباريها يوم الخميس 18 صفر 1351ﻫ/23 يونيو 1932م، وكانت جنازته من أيام الله المشهودة، وخلف مكتبة عامرة تزخر بنوادر الكتب والمؤلفات، وهي الآن متاحة ببيته بمدينة وجدة؛ الذي يعتبر تحفة معمـارية تَمَّ ترميمها مؤخرا وتحويلها إلى مؤسسة علمية تحمل اسم «مؤسسة مولاي سليمـان لإنعاش المدن العتيقة بوجدة وبالجهة الشرقية».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: الشهائد والفتاوي فيما صح لدى العلماء من أمر الشيخ العلاوي، لمحمد بن محمد بن عبد الباري الحسني التونسي(ص47)، خطط المغرب الشرقي، للدكتور بدر المقري(ص34).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.جمال القديم. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الجِشْتِيمِي[/font]
[font=&quot]عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد، أبو زيد السوسي الجزولي الجشتيمي، نسبته إلى «إيمي أوكشتيم» -بكاف معقودة- من قرى سوس، وهي قرية معروفة بالعلم حتى القرن الهجري التاسع، ولد في منتصف جمادى الثانية سنة 1185هـ/ أواخر شتنبر 1771م.[/font]
[font=&quot]حَصَّل الجشتيمي العلم في عدة مراكز بسوس، كأكشتيم، وتارودانت، وتلقى العلم على جماعة من الشيوخ من تلامذة الحضيكي، وقد ألف في مناقبه وفي تلامذته ومن عاصرهم كتاباً سماه المناقب، ضمنه جميع شيوخه وأشياخهم من أهل المشرق والمغرب، ومن بين الشيوخ الذين تلقى عليهم بسوس: أحمد الجرفي الإيبوركي، وعبد الله بن محمد الكرسيفي، قرأ عليه النحو والحديث، وأحمد بن عبد الله الهوزيوي، قرأ عليه علوم اللغة العربية، ومحمد بن أحمد بن محمد الحضيكي، ومحمد بن عبد الرحمان الفاسي، وابن سالم الروداني، وعبد الله الورديمي الهوتاتي، ومحمد بن إبراهيم الأمزاوري العبدلاوي البوزيدي الذي قرأ عليه الآداب في كتب المقامات والدريدية والمعلقات والطغرائية، ثم انتقل المترجَم بعد ذلك إلى مراكش، ولقي عدداً من العلماء أمثال محمد ابن إبراهيم الزداغي القاضي، ومحمد المكي بن مريدة السرغيني الصبيحي الصنهاجي المراكشي. واستمر رحمه الله في طلب العلم والنهل عن كبار شيوخه حتى تضلع في كثير من العلوم والفنون لا سيما الفقه والأدب والتاريخ.[/font]
[font=&quot]يعتبر العلامة الجشتيمي حامل لواء الأدب العربي بمنطقة سوس في أواسط القرن الثالث عشر، واشتهر رحمه الله بالورع والتقشف والتشبت بالطريقة الناصرية التي كانت غالبة على الجشتميين.[/font]
[font=&quot]من مؤلفاته:[/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] البراهين والقواطع واللوامع في الرد على ابن داود التملي والمتابع، ويسمى أيضاً: إرسال الصواعق على ابن داود الناعق.[/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الحضيكيون أو مناقب الحضيكي -مجموعة تراجم عرّف فيها الجشتيمي بالحضيكي، وبمعاصريه من الفقهاء والصالحين السوسيين- [نسخة بالخزانة الحسنية رقم: (12573)، ونسخة بالخزانة الوطنية بالرباط رقم: (1123د).[/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] إعراب القرآن -مجلدان-.[/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] رجز في الفقه.[/font]
[font=&quot]بعد عُمرٍ بُورِكَ له فيه، وافته رحمه الله المنية يوم ثامن رمضان سنة 1269هـ.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]المصادر: الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات (8/123-124)،المعسول (6/21-77)، الأعلام للزركلي (3/314)، إتحاف المطالع (2/522)، دليل مؤرخ المغرب الأقصى (1/223-224)، المصادر العربية لتاريخ المغرب (1/25)، معلمة المغرب (10/3226).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد الرحمن بن عَمرو البَعْقِيلي(ت1006هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الشيخ الإمام الفقيه العالم الفلكي المؤقت الحيسوبي اللغوي النحوي التاريخي أبو زيد عبد الرحمن بن عمرو بن أحمد بن زكرياء الرضيّ السوسي البعقيلي الجزولي الجَرادي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بقرية آيت الطالب في منطقة بعقيلة (إداوْبَعقيل)، الواقعة بالأطلس الصغير(جبل جزولة) ببلاد السوس في المغرب الأقصى، وهو من بيت آل عمرو المجيد، الذين يتصل نسبهم بآل سعيد بن عبد المنعم الشرفاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم تذكر المصادر التي ترجمته أي معطيات متعلقة بنشأته، ولا بدراسته الأولية، ولم تسمّ أشهر شيوخه الذين حصّل عنهم، لكن يظهر من خلال مادة ترجمته، أنه صحب أباه إلى فاس في مرضه الذي توفي منه، وقد أوصاه بمغادرة فاس إشفاقاً عليه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عمل جاهدا على توسيع دائرة معارفه وصقل ذهنه، من خلال رحلاته إلى مدن عديدة ببلاد المغرب، من بلاده جزولة إلى تارودانت ومراكش وفاس، وكان لهذه الرحلات الدور الإيجابي في شهرته حتى وصف بالنبوغ في ميادين علمية عديدة كاللغة والنحو والعروض والتصريف، والحساب والفرائض والتوقيت والمنطق والتنجيم وعلم الأوفاق وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عُرِف الشيخ البعقيلي بلقب «الجرادي» نسبة إلى حشرة الجراد المعروفة، ذلك أن المنصور السعدي(ت1012هـ) رأى كأن جيوشا مقبلة إليه، فهاله الأمر وظنها جيوشا حقيقية تزحف إلى حاضرته بمراكش، فاستشار في الأمر، فأشير عليه بصاحب الترجمة الذي كان أعلم أهل وقته بعلم النجوم، فسئل عن ذلك فأجاب:«تلك جيوش الجراد»، فكان كما أخبر، ولأجل ذلك استقدمه المنصور إلى حاضرة مراكش حتى ينتفع بعلمه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فظل بهذه المدينة متصدرا لتعليم علم التوقيت وغيره، حتى وقع الوباء بها، فهاجر إلى مدينة تارودانت، فانتدب إلى الإشراف على تنظيم الأوقات الشرعية بمساجد المدينة: كمنارة القصبة والجامع الكبير، ووضع بها رخامات نقشت عليها الساعات والأصابع المبسوطة، والسموت وخط الزوال وخط الظهر وخط العصر، بما يوافق كل بلد من العرض، وركز في وسطها مسامير لمعرفة الأوقات من ظلالها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اختلف مترجموه في ذكر عدد الآخذين عنه، ولعل غلبة طابع الانقباض عليه صرف عنه معظم الطلاب، فلم يذكر منهم إلا أبو بكر بن سليمان التملي(ت1010هـ)، وعبد الله بن يعقوب الأدوزي(ت1025هـ)، وعلي بن أحمد الرسموكي(ت1073هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد حُلّيَ صاحب الترجمة بأبلغ عبارات الثناء دلالة على نبوغه وريادته وعلو مكانته، من ذلك قول صاحب الفوائد الجمة:«شيخنا الفقيه الأديب الفرضي اللغوي...له ذكاء وفطنة نافذة، وبرع في عدة فنون من نحو ولغة وتصريف وحساب وشعر وتنجيم»، وقول أبي عبد الله ابن المبارك الأقاوي:«لم أتأسف على موت فقيه تأسفي عليه، لانقراض علوم الهيئة بموته، ولم يخلف مثله فيها»، وكذا قول العلامة محمد الصغير الإفراني:«كان رحمه الله مشاركا في العلوم من نحو وتصريف ولغة وحساب، وبرع في علم الهيئة مع فطنة تامة وذكاء زائد».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن علامات نبوغ المترجم في ميادين عديدة من العلوم أن جادت قريحته بتآليف عديدة لا سيما في علم الرياضيات والفلك والمنطق وعلم الأوفاق، منها:«قطف الأنوار من روضة الأزهار» وهو شرح لكتاب روضة الأزهار، وقد طبع على الحجر بفاس عام 1326هـ/1908م في(199 صفحة)، و«شرح على اليسارة في تعديل السيّارة لابن البنّاء العددي»، و«شرح القصيدة الموضحة للكاديري» في علم التوقيت والهيئة، و«أرجوزة في التوقيت سماها: تحصيل المطلب في الربع المجيب»، وله كذلك «رجز في المنطق»، تصدّى لشرحه بعد ذلك يِبُورك بن عبد الله السملالي وسماه:«الدّريّ المشرف في علم المنطق»، وله «قصائد في الشعر» مليحة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]انتقل أبو زيد البعقيلي في أخريات أيامه من مدينة تارودانت إلى موطنه بعقيلة، فوافاه الأجل المحتوم بها، رحمة الله عليه، يوم الثلاثاء 7 رمضان سنة 1006هـ، وهو ما قرّره الحضيكي في طبقاته والإفراني في الصفوة، وقيل توفي عام 1008هـ كما ذكره المراكشي، وذكر القادري أنه توفي سنة 1019هـ، وهو غلط واضح كما قال المراكشي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صفوة من انتشر:(102-103)، الفوائد الجمة:(115)، طبقات الحضيكي:(2/404-405)، نشر المثاني ضمن موسوعة أعلام المغرب:(3/1182)، التقاط الدرر:(2/54)، الإعلام للمراكشي:(8117-118)، المعسول:(8/153-155)، الأعلام للزركلي:(3/320-321)، معلمة المغرب:(4/1288).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الحُضَيْكِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد، أبو عبد الله، اللكوسي الجزولي الحضيكي، نزيل زاوية إيسي بسوس، ولد بقرية تارسواط في شعبان سنة ثماني عشرة ومائة وألف للهجرة/ نونبر، دجنبر 1706م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأ الحضيكي محاطا بعناية ورعاية مخصوصة في أسرة مشهورة بالصلاح، ذات مجد تليد، وجاه عظيم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت بداية تلقيه العلم على يد الفقيه عبد الله بن إبراهيم الكرسيفي، ثم انتقل بعد ذلك إلى زاوية الشيخ أحمد بن موسى بتازروالت، لينتقل بعد ذلك إلى منطقة أقَّا حيث أخذ عن الشيخ أحمد بن محمد بن الكوري المرابطي الدرعي، كما أخذ عن الشيخ أوهبول بقرية تاكديرت أوشعيب، ومما عرف عنه في طلبه للعلم استعداده للتحصيل، وبروز نهمه العلمي وحبه للمعرفة وهو ما زال صغيراً، مما أهله لحضور مجالس علماء عصره، مثل: الشيخ أحمد الصوابي الذي يعتبر عمدة تكوينه الفقهي، وعبد الله بن إبراهيم الرسموكي، ومحمد بن الحسن الحامدي وأحمد بن عبد الله الهشتوكي وغيرهم، ولم يقتصر مترجمنا على مركز علمي واحد، وإنما أخذ عن مجموعة من الفعاليات الفكرية الموجودة آنذاك، ثم بعد ذلك شدَّ الشيخ رحمه الله الرحال إلى مراكش، وأخذ عن بعض علمائها أمثال: محمد بن عبد الله الدرعي، ومحمد الصغير الإفراني، ومحمد الحاج العبدلي، ورحل بعد ذلك إلى المشرق فحج وزار، وأقام مدة في الأزهر بمصر، وكانت هذه الرحلة مناسبة استغلها للقاء بعلماء الأزهر أمثال أحمد بن محمد العماري، وأحمد بن مصطفى الإسكندري، وغيرهم، وعموما كانت الفترة التي قضاها بالمشرق ذات أثر مهم في تكوين شخصيته العلمية والمعرفية؛ ليعود بعد ذلك إلى المغرب مرورا بفاس وسلا، لينتهي به المطاف إلى زاوية أبي القاسم الفيلالي بقبيلة آسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ الحضيكي رحمه الله في كل فن من فنون العلم بنصيب، فقد كان عارفا بالسير والحديث، وعلوم الحقائق والمعارف، جمع بين شرفي العلم والولاية، تولى التدريس والوعظ، وتخرج عليه عدد من الطلبة من بينهم سليمان الناصري، ووظف مكانته العلمية والدينية في تعامله مع محيطه القبلي، من خلال استعمال نفوذه الروحي والمعنوي لإحلال التصالح بالمنطقة، وإصلاح ذات البين بين القبائل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان رحمه الله عديم النظر في زمانه، ورعا متبعا للسنة، مُعْرِضاً عن الدنيا، وكان يطعم الواردين في داره، وكان رحمه الله مهاباً، شديد الشكيمة على أهل البدع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف الحضيكي في جميع العلوم: الفقه، الحديث، السيرة، التصوف، النحو، الآداب، التراجم، الفهارس، ومن أهم إنتاجاته الفكرية: كتاب التراجم المعروف بالطبقات، حيث ضمنه ما يزيد على 820 ترجمة للفقهاء والعلماء والصلحاء ممن عاشوا بين القرن العاشر والثاني عشر (وهو مطبوع بتحقيق أحمد بومزكو، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء، الطبعة الأولى (1427هـ/2006م))، ومن أهم مؤلفاته الأخرى: شرح الرسالة لابن أبي زيد القيرواني، الرحلة الحجازية، شرح الهمزية، اختصار الإصابة لابن حجر، حاشية على كتاب الغنيمة الناصرية، تأليف في آداب المعلم والمتعلم، شرح الشقراطيسية، إلى غير ذلك من التآليف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي المترجم رحمه الله في ليلة السبت، عند العشاء التاسعة عشرة من رجب الفرد عام تسعة وثمانين ومائة وألف (1189هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المصادر: الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات (6/81-86)، المعسول (11/302-325)، الأعلام للزركلي (6/15)، إتحاف المطالع (1/39)، معلمة المغرب (10/3457-3458)، مقدمة كتاب طبقات الحضيكي (21-75).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]المكي بنكيران[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المكي بن عبد السلام بنكيران، الحافظ، المقرئ، الملقب بحاتم المغرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد بفاس سنة 1911م، ينتمي إلى أسرة ابن كيران المشهورة بفاس، منها علماء، وقضاة، وتجار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ طلبه للعلم بالكتَّاب، فحفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع على الفقيه أحمد البرنوصي بفاس، ثم دخل جامع القرويين، لكنه لم يلبث أن خرج منه ليمارس التجارة بغرض إعالة أسرته، ولم يمنعه ذلك من الارتباط بالعلم والاتصال بأهله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صرف همَّته بالكلية، في أواخر الستينات، إلى علم القراءات، وبدأ في تحصيله على علماء الشرق الذين كان يلتقي بهم أثناء سفره إلى الحرمين الشريفين، فأخذ عن شيوخ أجلاء في القراءات السبع والعشر، من أمثال الشيخ عبد العزيز عيون السود شيخ قراء الشام، والشيخ محمد فتح شيخ القراء بالهند، والسيد عباس قاري، والسيد عبد الغفور الداروبي، وغيرهم، وكانت له مجالس علمية في الديار المقدسة، فأخذ عنه بها طلبة كثيرون من سائر البلاد الإسلامية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اقترن اسم الشيخ بالقرآن الكريم، وقراءاته، وتجويده، فأتقن علم التجويد، وبدأ بتدريسه بفاس سنة 1971م؛ يأتي كل يوم أحد إلى القرويين فيدرس من العصر إلى العشاء، وكذا درّسه بالزاوية الصديقية؛ في كل يوم جمعة من العصر إلى العشاء، و تفرغ بشكل كامل للقرآن الكريم في أوائل الثمانينات، فكان يعقد مجالس متعددة في اليوم الواحد مع مجموعات متعددة، وفي أماكن مختلفة، وكان الطلبة يتوافدون عليه من كل جهة، كل يقرأ عليه القراءة التي يريدها، كما كان يخصص لجماعة من علماء القرويين حصصاً يعلمهم فيها التجويد، وبقي على هذه الحال حتى مرض سنة 1995م، فلم يعد يقوى على الخروج، ولزم التدريس في بيته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اتصف بخصال رفيعة، وأخلاق عالية كريمة، وعُرف بالتقوى والتواضع والأدب، ولين الجانب والكرم، والإحسان إلى المساكين والأرامل واليتامى، حتى اجتمعت عليه القلوب، وأقرَّ له بالفضل القاصي والداني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله يوم الخميس 19 ذي الحجة 1421هـ/15 مارس 2001م، وآخر ما سمع منه: «وبالحق أنزلناه وبالحق نزل».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من أعلام القراءات بالمغرب الشيخ المكي بنكيران، تأليف ذ. امحمد العمراوي، سلسلة رسالة المعاهد(3)، مطبعة أنفو برانت بفاس، طبعة 2004م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معلمة المغرب:(20/6857-6858).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن أبي بكر التطواني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد بن أبي بكر بن محمد الشاوي السلوي الفقيه التطواني، ولد بمدينة سلا في متم رمضان عام 1318هـ/ 1901م، في أسرة علمية عريقة أصلها من عرب الشاوية، انتقلوا إلى سلا بعد أن كان استقرارهم بمدينة تطوان، ولذلك عرفت أسرتهم بالتطوانيين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأ في هذه الأسرة فأخذه والده معه إلى طنجة لما عين بها كاتباً بدار النيابة، حيث أدخله كتّاب محمد التوزاني لحفظ القرآن، ولم يتجاوز حينها السنة الرابعة من عمره، ثم استكمل بعد ذلك حفظ كتاب الله وتجويده بمسقط رأسه على يد خيرة فقهاء وأساتذة بلده أمثال محمد بوعلو، ومحمد بنسعيد، ومحمد بريطل، ودرس العلوم اللغوية والشرعية على يد والده، وأحمد بن الفقيه الجراري، وفي أوائل عام (1337هـ) رحل إلى فاس قصد إتمام دراسته، إلاَّ أن وفاة والده عجلت برجوعه، ولم تسمح له حالته المادية بعد ذلك لإتمام دراسته مما اضطره للاشتغال بالكتابة في إحدى الإدارات، واستطاع توفير بعض المال من أجرته البسيطة التي كان يتقاضاها، وعندها رجع إلى مدينة فاس لإتمام دراسته، وبقي هناك عشر سنين لازم فيها الشيخ عبد الحي الكتاني، فكان ينسخ له مؤلفاته ومخطوطاته، مما مكنه من الاستفادة من علوم شيخه، واطلاعه الواسع على العلوم الإسلامية والحديثية، كما حضر مجالس كبار العلماء المسلمين والمستشرقين الذين يتوافدون على الشيخ الكتاني باستمرار، وهكذا تمكن الشيخ التطواني خلال مقامه بفاس من تحصيل كل العلوم التي كانت تدرس بالقرويين النقلية منها والعقلية، على يد علماء أجلاء بلغ عددهم الثمانين، أجازه منهم نحو ثلاثين، ومن أبرز شيوخه في هذه المرحلة: أحمد بن الخياط، ومحمد بن رشيد العراقي، وأحمد بن المامون البلغيثي، والشريف التكَناوتي، ومحمد بن جعفر الكتاني، كما كانت رحلاته إلى الجزائر وتونس وليبيا ومصر وسوريا ولبنان والحجاز فرصة للقاء بأعلام المشرق والمغرب ولقي هناك نحو تسعين عالماً.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الشيخ رحمه الله علاَّمة فهَّامة من المتضلعين في العلم، ومرجعاً حياً للباحثين والطلبة، يزودهم بما تختزنه ذاكرته من معارف ومظان، وكان من المشتغلين بالبحث في المخطوطات، ولم يكن رحمه الله يتشوف للوظائف العالية التي عرضت عليه ولم يقبلها، وعرف عنه أنه اشتغل بعد رجوعه من فاس ببيع الكتب، وكانت له مكتبة بالرباط، وأخرى بالشراكة مع محمد بن عبد الله الغربي، كما ولي خطابة المسجد الأعظم بسلا بعد طول امتناع، ثم تخلى عنها لغيره، وشارك رحمه الله في الحركة الوطنية، واعتقل من طرف المستعمر، وأوذي فصبر واحتسب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نال المترجم من الحظ والشهرة بين أهل عصره ما لا يلحق به غيره، وتجلى ذلك في ثناء العلماء عليه، قال عنه العلامة إدريس بن الماحي القيطوني: «صديقنا الفقيه العلامة المشارك المطلع المؤرخ النقادة الأديب الكاتب البارع الديّن الخَيِّر الصالح، من أهل العلم والدين المتين والصلاح...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اهتم الفقيه التطواني بمجال التأليف وهو ما يزال طالباً بفاس، وكان من نتاجه العلمي تآليف تدل على طول باعه وسعة علمه، منها كتب صغيرة في كراريس، نذكر منها: ذيل فهرس الفهارس لمحمد عبد الحي الكتاني، محاضرات أدبية وتاريخية، رسالة عن القاضي عياض، رسالة عن الشيخ المكي البطاوري، وله كناشات علمية مخطوطة بالخزانة الصبيحية، منها كناشة تحمل رقم 454 تحتوي على مجموعة من التراجم لمشارقة وأندلسيين، وكناشة تحمل رقم 455 تحتوي على تراجم أعلام ما قبل القرن السابع من علماء المغرب، وكناشة أخرى تحمل رقم 458 فيها مختارات من تاريخ بغداد، ونوازل العلمي، ونشر المثاني، وسلوة الأنفاس... [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن آثاره المنشورة: ابن الخطيب من خلال كتبه في جزئين صغيرين، وجلالة العرش المحمدي في ظل راية القرآن، وله مقالات منشورة في مجلات مغربية وجزائرية وتونسية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي الشيخ التطواني رحمه الله بمسقط رأسه سلا في العاشر من محرم عام 1410هـ، ويوجد قبره بجوار الشيخ أحمد بن عاشر الذي كان مواظباً على زيارته في حياته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معجم المطبوعات المغربية للقيطوني (57-58)، إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين (164-166)، معلمة المغرب (7/2407-2408).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبد الله بن الهاشمي ابن خضراء[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هو عبد الله بن محمد الهامشي ابن خضراء السلوي العالم الكبير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبيت ابن خضراء بيت عريق أصله من الساقية الحمراء بالصحراء، كانوا ينتسبون فيها إلى آل إدريس بن إدريس الحسني، انتقلت طائفة منهم إلى الشمال واستقر بعضهم بجبال غمارة، وبعضهم بفاس ومكناس، واستوطن فريق منهم سلا، ونبغ من هذه الأسرة عدد من العلماء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد المترجم سنة 1260هـ بمدينة سلا وبها نشا وأخذ العلم على شيوخها، مثل الإمام محمد بن عبد العزيز محبوبة (تـ1279هـ)، والقاضي أبي بكر بن محمد عَوَّاد (تـ1296هـ)، ثم رحل إلى الشرق فدخل الشام ومصر والحجاز، ولقي جماعة من العلماء وذاكرهم وأجازوه، ودوّن مشاهده في رحلة حجازية مازالت مخطوطة، ضمن مؤلفاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد رجوعه عينه السلطان المولى الحسن مفتياً ومدرساً بجامع ابن يوسف بمراكش وذلك سنة 1296هـ ، ثم ولاه بعد ذلك خطة القضاء بمراكش فحمدت فيه سيرته وعدله، وكان يقوم إلى جانب القضاء بالتدريس بجامع ابن يوسف، فتخرج على يديه الجم الغفير في فنون العلم كالفقه واللغة وآدابها والتفسير والحديث وغيرها، وفي نفس الوقت كان السلطان الحسن الأول يستشيره في النوازل وتولية الموظفين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما بويع المولى عبد العزيز ولاه قضاء الجماعة بفاس سنة 1317هـ، وكان رئيسا لمجلسها العلمي ومستشارا للسلطان مولاي عبد العزيز إذ أشركه في مجالس الشورى التي كانت تعقد بدار المخزن لدراسة مطالب الدول المتكالبة على المغرب آنذاك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن ثناء العلماء عليه ما قاله العلامة محمد بن علي الدكالي: «كان ذا باع في العلوم الشرعية والأدبية»، وما قاله الشيخ عبد الله الجراري: «من أبرز علماء سلا وشيوخها الكبار»، وقال الشيخ عبد السلام ابن سودة: «العلامة المشارك المطلع».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألف الشيخ عبد الله ابن خضراء عددا من الكتب في الفقه والأصول ومصطلح الحديث واللغة والأدب، فمن المطبوع منها: الإتحاف بما يتعلق بالقاف، تحذير عوام المسلمين من الاغترار بكل من يتساهل في الدين، حاشية على الحطاب على الورقات، ومن آثاره المخطوطة؛ رحلة حجازية، تعريف بالإمام مالك، تعليق على شرح تحفة الحكام للتاودي ابن سودة، وغير ذلك من التعاليق والتقاييد وبعضها بالخزانة الصبيحية بسلا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت وفاته يوم الإثنين 23 محرم 1324هـ، بعد مرض بالحمى ودفن بالزاوية الناصرية من حومة السياج بفاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: الإتحاف الوجيز للعلامة محمد بن علي الدكالي (ص:139)، من أعلام الفكر المعاصر للمرحوم عبد الله الجراري (2/326)، إتحاف المطالع لعبد السلام ابن سودة (1/368)، معلمة المغرب (11/3743-3746).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن رحال المعداني (ت1140هـ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الفقيه الكبير، حافظ زمانه، صاعقة المطالعة والتدريس، أبو علي الحسن بن رحال بن أحمد بن علي المعداني التدلاوي، كانت بداية طلبه للعلم بالزاوية الدلائية، ثم رحل بعد ذلك إلى فاس ومكناسة، طمعا في زيادة الطلب والتحصيل، والأخذ عن فطاحل كبار علماء المغرب في عصره، أمثال: عبد القادر بن علي بن الشيخ أبي المحاسن الفاسي(ت1091هـ)، ومحمد بن عبد الخالق بن عبد القادر بن محمد الشرقي الملقب بالمعطى(ت1092هـ)، وعلي بن مسعود اليوسي(ت1102هـ)، ومحمد بن أحمد بن المسناوي(ت1130هـ)، وسعيد بن أبي القاسم العَميري(ت1131هـ)، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعدما تَمَّ له مرادُه، وفاض علمه، تربع ابن رحّال على كرسي التدريس بالمدرسة المتوكلية، لتدريس علم الحديث، والتفسير، والفقه، واللغة، فأبان في ذلك عن عارضة قوية في الحفظ، وملكة عجيبة في الفتوى، مع ما تحلى به من الصبر والتواضع والإنصاف، وبذلك شاع صيته، فقصده الطلبة من كل حدب وصوب فأخذوا عنه ونهلوا من علومه، ولمع منهم جماعة يأتي في طليعتهم: أبوالحجاج يوسف المجيلدي(ت1148هـ)، وعلي بن سعيد العَميري(ت1150هـ)، وأبوالبقاء محمد يعيش ابن الرغَّاوي(ت1151هـ)، و أبوالعباس أحمد بن مبارك اللمطي السجلماسي(ت1156هـ)، ومحمد المدعو الكبير بن محمد السرغيني(ت1164هـ)، وأبو عبد الله محمد البكري بن محمد الشاذلي الدلائي(ت1164هـ)، وأبو عبد الله محمد بن عبد الصادق الفرجي الدكالي (ت1175هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يقتصر مترجمنا على أداء مهمة التدريس بل زاول معها أيضا مهمة القضاء بفاس، ثم عُزل عنه، ثم أُعيد إليه في آخر عمره بمدينة مكناسة، ومكث قاضيا إلى أن توفي رحمه الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد كان لهذا المسار العلمي والعملي لابن رحال أثر بليغ في نفوس معاصريه من العلماء، ومن أتى بعدهم، فحلوه بأبهى الحلل، وأثنوا عليه بأسمى العبارات، من ذلك قول تلميذه أبي القاسم العميري:«العلامة المشارك النظار»، وقول محمد بن الطيب القادري: «الفقيه الكبير، العالم العلامة الحافظ الشهير، صاعقة الفقه المالكي في وقته، وصاحب التدريس بمكناسة الزيتون، ونادرة الزمان في كشف الأوهام والتلبيس»، وقول محمد بن جعفر الكتاني: «مالك زمانه»، وقول محمد بن محمد مخلوف: «الإمام العلامة المفضال، الفقيه النظار، خاتمة العلماء المحققين الأخيار، من أهل الفضل وقضاة العدل».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن الشواهد الدالة على نبوغ العلامة ابن رحال مجموعة حسنة من تآليفه وأوضاعه، برهنت على سعة اطلاعه، ورسوخ قدمه في العلم، نذكر منها: شرح مختصر خليل الموسوم بفتح الفتاح ـ يقع في خمسة عشر جزءا، ونسخه كثيرة في الخزائن المغربية، ففي الخزانة الوطنية توجد نسخ برقم:(886ك- 824 ك-953د)، وفي القرويين نسخ برقم (454- 863- 864)، وبالحسنية نسخ كثيرة منها رقم (3701-3703)، وتحتفظ كلية أصول بنسخة في 18 جزءا، أصلها من خزانة المسجد الأعظم-، ومن مؤلفاته المطبوعة:الارتفاق في مسائل الاستحقاق، وكشف القناع عن تضمين الصناع. وله أيضا تأليف في منافع القرآن كانت نسخة منه بخزانة تنغملت بإقليم أزيلال ضمن مجموع تحت رقم (12).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد حياة مليئة بالعطاء توفي الحسن بن رحّال في ثالث رجب سنة أربعين ومائة وألف، ودفن بضريح أبي عثمان سعيد المشترائي ـ خارج باب وجه العروس ـ بمكناس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشر المثاني (3/293-294)، التقاط الدرر(1/388-389)، طبقات الحضيكي (1/212)، إتحاف أعلام الناس (3/7-9)، شجرة النور الزكية (334).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]علال الفاسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد علال الفاسي في (8 من المحرم 1328هـ/ 20 من يناير 1910م) في مدينة فاس المغربية، ونشأ في بيت علم ودين، فأبوه السيد عبد الواحد كان يشتعل بالتدريس في جامعة القرويين، وعمل بالقضاء لعدة سنوات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التحق علال الفاسي وهو دون السادسة من عمره بالكُتّاب، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بعد ذلك بإحدى المدارس التي أنشأها زعماء الحركة الوطنية في فاس، وكانت المغرب آنذاك قد خضعت للحماية الفرنسية سنة (1330هـ / 1912هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم انتقل بعد ذلك إلى جامعة القرويين، وهي واحدة من أهم جامعات العالم الإسلامي، تخرج فيها كل زعماء الحركة الوطنية المغربية، وحفظت لبلاد المغرب لسانها العربي وثقافتها الإسلامية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبرزت شخصية علال في هذه الفترة وهو لا يزال طالبا، ولفت الأنظار إليه بفصاحته وعذوبة لسانه وقدرته على التأثير في مستمعيه، وجرأته في قول الحق غير هياب ولا وجل، فساعد عبد الكريم الخطابي في جهاده ضد الاحتلال الفرنسي، ودفعته همته إلى تأليف جمعية أطلق عليها "جمعية القرويين لمقاومة المحتلين" جمع إليها زملاءه من الطلاب، وظل علال الفاسي على نشاطه الدائب حتى نال شهادة العالمية من جامعة القرويين سنة (1351هـ=1932م) ولم يتجاوز عمره الثانية والعشرين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يقف علال الفاسي مكتوف اليد إزاء التدابير الماكرة للمستعمر وخصوصا بعد صدور الظهير البربري، فقام بإلقاء الخطب والدروس يعرّف أهل وطنه بحقيقة ما يدبر لهم بالخفاء، ويثير الحمية في نفوسهم ويطالبهم بالثورة والاحتجاج، وكان لصدق لهجته أثر كبير في استجابة الناس له.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد أن أصدر المحتل الفرنسي قرارا باعتقال علال الفاسي حمل في (28 من شعبان 1356هـ/ 3 من نوفمبر 1937م) في طائرة خاصة إلى منفاه بالجابون، وكانت مستعمرة فرنسية في إفريقيا الاستوائية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وظل في منفاه تسع سنوات حيث أودع زنزانة مظلمة عانى فيها آلام الوحدة والغربة، ولم يُسمح له بالحصول على مصحف يقرأ فيه إلا بعد عام ونصف من الاعتقال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يعد إلى وطنه إلا في سنة (1366هـ/ 1946م) ليواصل أداء دوره الناهض، فسافر إلى فرنسا، وكتب في الصحف هناك داعيا إلى استقلال بلاده، ثم غادر فرنسا وزار عددا من البلاد العربية، ثم حط رحاله في القاهرة التي أحسنت استقباله، وظل مقيما بها حتى نال المغرب استقلاله؛ فعاد إلى بلاده سنة (1377هـ/ 1957م).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعاود نشاطه القديم فتولى رئاسة حزب الاستقلال الذي أنشئ من قبل، واختير عضوا رئيسيا في مجلس الدستور لوضع دستور البلاد، ثم انتخب رئيسا له، وقدم مشروع القانون الأساسي، وشارك في وضع الأسس الأولى لدستور سنة 1962م، ودخل الانتخابات التي أجريت سنة (1383هـ/1963م) ودخل الوزارة، وإليه يرجع الفضل في إنشاء مشروع وزارة للدولة مكلفة بالشئون الإسلامية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإلى جانب ذلك انتخب عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أخرج علال الفاسي أكثر من عشرين كتابا في ميادين الثقافة المختلفة، فألف في التاريخ كتابه: "الحركات الاستقلالية في المغرب العربي" بناء على تكليف من جامعة الدول العربية، وكتابه: "المغرب العربي منذ الحرب العالمية الأولى" وأصله محاضرات ألقاها سنة 1955م على طلبة قسم الدراسات التاريخية والجغرافية في معهد الدراسات العربية التابع للجامعة العربية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي مجال الشريعة الإسلامية وضع كتابه المعروف: "مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها" وهو في أصله محاضرات ألقاها على طلبة الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط وطلبة كلية الحقوق بفاس والشريعة بجامعة القرويين، وكتاب: "دفاع عن الشريعة" الذي ألفه بهدف بيان حقيقة الشريعة وما فيها من محاسن وما لها من مميزات وكونها شريعة صالحة لكل زمان ومكان مع بيان مقاصد القوانين الاستعمارية التي ورثناها وما فيها من دس وغش وهدم للعدل وكيان الأمة الإسلامية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وله أيضا كتابان آخران هما: "المدخل للفقه الإسلامي"، و"تاريخ التشريع الإسلامي"، وقد أوضح فيهما بأدلة قاطعة أن القوانين الغربية وحتى الفقه الروماني في صورته الموجودة اليوم تأثرت بالفقه الإسلامي واستمدت منه عن طريق الشراح والمفسرين الذين أخرجتهم مدرسة بولونيا الإيطالية وغيرها من المدارس الأوربية، وهؤلاء تأثروا بالثقافة العربية التي وصلتهم عن طريق الأندلس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن أهم كتبه: "النقد الذاتي" وقد تضمن معظم آرائه وتوجهاته الإصلاحية، وحدد فيه المنهج الفكري لبناء المغرب المستقل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وألف في ميدان الاقتصاد والاجتماع والوحدة والتضامن عدة كتب، منها: "معركة اليوم والغد"، و"دائما مع الشعب"، و"عقيدة وجهاد"[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وشاء الله أن توافي علال الفاسي منيته وهو في ميدان العمل والجهاد، حيث توفي في بوخارست عاصمة رومانيا، وهو يعرض على رئيسها انطباعاته عن زيارته التي قام بها وفد حزب الاستقلال المغربي برئاسته، ويشرح قضية المغرب وصحراء المغرب، ونضال الشعب الفلسطيني في سبيل نيل حريته وأرضه، وخرجت روحه الطاهرة بعد ظهر يوم الإثنين (20 من ربيع الآخر 1394هـ/ 13 من مايو 1974م).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فتح الله بن أبي بكر البناني ت1353هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العالم، الصوفي، الجليل، الخطيب، الشهير، فتح الله بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد السلام البناني، الفاسي الأصل، الرباطي المولد والمنشأ، الشهير بفتح الله البناني يرجع نسبه إلى آل بناني، الأسرة الفاسية، والرباطية، من قبيلة نفزة، التي ينتمي إليها يحيى بن يحيى الليثي، و ابن أبي زيد القيرواني، وردت من تونس إلى المغرب في القرن الخامس، و يقال إنهم وردوا أيام يحيى بن محمد بن إدريس أول المائة الثالثة، و آل بناني بفاس و المغرب اثنتان و ثلاثون فرقة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ المترجم بحفظ القران على يد الهاشمي القصري وعلى يد الشريف علي بن أحمد النجار، وبعد إتمامه حفظ القران الكريم، انتقل إلى طلب العلم فبدأ بالتلقي على علماء بلده -رباط الفتح-، منهم أخوه زين العبدين(ت1310هـ)، وإبراهيم بن محمد التادلي(ت1311هـ)، وأجازه بقراءة سورة الإخلاص مائتين مرة في كل يوم، كما أجازه بجميع مروياته، والعلامة الجيلاني بن إبراهيم(ت1336هـ)، قرأ عليهم شيئا من النحو، والتصريف، والبيان، والفقه، والحديث، والتوحيد.قال -رحمه الله-: وجل قراءتنا كانت على هؤلاء الأعلام الثلاثة المذكورين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و من شيوخه كذلك، الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني( ت1323 هـ)،و الشيخ أحمد بن موسي السلاوي(ت1328هـ)، ، والشيخ عبد السلام الهواري(ت1328 هـ)، والشيخ أحمد بن الجيلاني(ت 1352هـ). وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و قد رحل -رحمه الله- إلى عدة أقطار؛ الحجاز، ومصر، والشام، وبيت المقدس، وطرابلس الغرب إسطنبول، وحِمْص، والإِسْكَنْدَرِية، والإستانة، والتقى في رحلته علماء أكابر أجازوه، منهم: الشيخ عبد الله السُّكَّري والشيخ البكري العطار، والشيخ العلامة محمد بن جعفر الكتاني. و قد جمع شيوخه جميعا في ثَبَت سماه: «المجد الشامخ فيمن اجتمعت به من أعيان المشايخ». [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا غرو بعد هذا الجهد المبارك في التحصيل أن يفد إليه طلبة العلم للتلقي على يديه، والنهل من معينه، فكان ممن تلقى على يده العلم: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد سباطة(ت1325هـ)، وأحمد الزعيمي(ت1329هـ)، أحمد بن الحسن بناني الرباطي(ت1340هـ)، والمامون العلوي(ت1346هـ)، ومحمد عاشور (ت 1349هـ)، والعباس دِنْية (ت1349هـ)، والشيخ محمد المكي البِطَاوْري(ت1355هـ)، والماحي بن أبي بكر بناني الرباطي(ت1355هـ)، والغازي سباطة(ت1356 هـ)، وأحمد بن محمد العلمي الفاسي(ت1358 هـ)، و محمد بن المؤقت المراكشي(ت1369 هـ)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أثنى عليه غير واحد من العلماء بما هو أهله نثرا و نظما، يقول فيه تلميذه الشيخ أحمد الزعيمي في قصيدة مطلعها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن شئت أن تحظـى بفتح الله فاسلك سبيل الشيخ فتح الله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال فيه شيخه العلامة الأستاذ الهاشمي القصري الذي على يديه تلقى الشيخ فتح الله بناني حفظ القران:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أيا فتح قد حُزت السيادة والعلا وبوئت من أعلى المكارم منــزلا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هنيئا لمن أمسى و أنت جليسه حديثك عن كُتْب الدفاتر قد عــلا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و طوبى لقلب جفنه قد تكحـلا بحبك يا بدر التمام مكمـــــلا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال في حقّه الشيخ عبد الحي الكتاني: «العالم الصوفي، الخطيب، المدرس، المرشد، العابد الناسك»، وقال في حقه الشيخ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة: «الصوفي الشهير، العالم الكبير، العامل بعلمه، الخير الذاكر». وصدر في «9 ذي الحجة الحرام 1330 هـ» ظهير شريف في احترامه وتوقيره والإحسان إليه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و ترك المترجم -رحمه الله- مجموعة من المؤلفات النافعة في بابها. منها فهرسته المذكورة، و«رفد القاري بمقدمة افتتاح صحيح الإمام البخاري»، «تحفة أهل الاصطفا بمقدمة الشفا».« تعليق على جامع الشيخ خليل، و شرحه للشيخ التاودي». و غيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] توفي رحمه الله يوم الأربعاء عاشر محرم الحرام عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة ودفن بزاويته الفتيحية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر ترجمته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]السعادة الأبدية في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشية(2/466-515) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين(430-433).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إتحاف المطالع (2/468).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فهرس الفهارس(2/591-592).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معجم المطبوعات العربية والمعربة(1/589-590).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأعلام لخير الدين الزر كلي(5/134-135).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداد: ذ.الأزرق الركراكي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] (محمد بن إبراهيم السباعي (ت1332هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الفقيه العلامة، العالم المشارك؛ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحفيد السباعي ثم المراكشي، ولد رحمه الله في أواسط العشرة الخامسة من القرن الثالث عشر للهجرة بمدينة مراكش، ونسبه يتصل بشرفاء أولاد ابن السبع من فخذ يعرفون بالعبيدات، وكان للسباعيين صيت بالمغرب الأقصى، وقفرهم قريب من سوس، وكانت الرئاسة فيهم قديما وحديثاً، واشتهر فيهم الفضلاء والعلماء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتميز المسار العلمي لمترجمنا بانقسامه إلى مرحلتين؛ مرحلة دراسته الأولى التي كانت بين مسقط رأسه وبين قبيلة دمسيرة التي حفظ بها القرآن الكريم وبعض المتون المتداولة، وكان من أبرز شيوخه في هذه المرحلة الفقيه العالم سعيد بولواح الدمسيري، والشريف الجليل مولاي الصادق العلوي، والعلامة المشارك سيدي أحمد المرنيسي (ت1277هـ)، ثم المرحلة الثانية وهي التي رحل فيها إلى فاس قصد استكمال أصناف العلوم العربية والإسلامية فأخذ بها عن الشريف العلامة مولاي عبد المالك الضرير العلوي، والعلامة سيدي المهدي ابن الحاج، والشريف مولاي مَحمد بن عبد الرحمان العلوي، والحاج عمر ابن سودة، والفقيه سيدي محمد المكناسي وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت نتيجة تحصله أن أصبح صدراً من صدور العلم في زمانه، موفور الحظ في علوم شتى؛ كالتفسير والحديث والأصول والفقه المالكي، وفي الأدب واللغة والعروض والتاريخ، وقد أهله هذا التكوين العلمي الرصين لتولي مهام كثيرة منها: رئاسة الفتوى في مراكش مع كثرة من كان بها من الشيوخ إذ ذاك، بل وكانت ترد عليه الأسئلة من كافة أنحاء المغرب، كما كان رحمه الله دؤوباً على التدريس صيفاً وشتاء لأزيد من نحو نصف قرن بمدينة مراكش التي استقر بها بعد أن رجع إليها من فاس، فلاقى قبولا كبيراً، وأخذ عنه جل معاصريه، وكان يحرص على حض الطلبة وتحريك همهم على العلم والأخذ، وكثيراً ما ينشد في دروسه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قالت مسائل سحنون لقـارئها بالدرس يدرك مني كل ما استترا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لا يدرك العلم بطال ولا كسل ولا ملول ولا مَن يألف البشـرا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أكسبته المكانة المتميزة التي حظي بها بين أقرانه وعلماء بلده تقدير وثناء معاصريه من العلماء، منهم تلميذه العباس بن إبراهيم المراكشي الذي قال عنه في الإعلام: «... فالمترجم رحمه الله شيخنا الإمام سواه الله من طينة الشرف والحسب، وغرس دوحته الطيبة بمعدن العلم الزكي المحتد النسب، الفقيه العلامة الذي تمشي تحت علم فتياه العلماء الأعلام...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان لتكوينه العلمي الرصين أثر في غَزَارة وتنوع التآليف المفيدة التي أغنى بها رحمه الله الرصيد العلمي، فمن آثاره: «شرح الأربعين النووية»، ومنها تاريخه المسمى: «البستان الجامع لكل نوع حسن وخبر مستحسن في بعض مآثر السلطان مولانا الحسن»، وتأليفه عن الحماية سماه: «كشف الستور عن حقيقة كفر أهل بسبور»، ومن مؤلفاته أيضا: «شرح خطبة الخرشي لمختصر الشيخ خليل»، و«تقييد في ختمة المختصر»، «رسالة في مدح القلم والحض على الكتب الخطية والاعتناء بها»، ومنها «سيف النصر لدفع الإيهام، وذكر موجب محبة ذرية مولانا هشام».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت وفاة المترجم رحمه الله في الساعة الواحدة من ليلة يوم الاثنين سادس رجب عام 1332هـ، ودفن بضريح الشيخ الغزواني بمراكش.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font][font=&quot]
[/font]
 
أعلى