موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان كثير المجاهدة لا يأخذ بالرخص على نفسه البتة، لكنه في المقابل يفتي الناس بالرخص والتيسير حسب الظروف والأحوال، وكان كثير الذكر والتهجد كانت له سبحة من ألف حبة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان جد متمسك بالفقه المالكي، وكان قوي الإطلاع بارعا في مايتعلق بحياة الصالحين وكراماتهم، وكان على دراية عالية بعلوم العقيدة الأشعرية والتصوف السني على العموم وعلى الطريقة الشيخية إنطلاقا من الياقوتة على الخصوص،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان يحب كثيرا تربية الأيتام ويرغب فيها، ويحسن إليهم كثيرا ويواسيهم ويحسسهم بفائض الحنان، وكان قد تربي في أحضانه 13 يتيما ويتيمة إلى سن الزواج، وكان يحفز أبناءه على خدمة الضعفاء والمساكين والأرامل إلى درجة كان يؤثر قضاء حوائجهم قبل حوائجه الشخصية، وكان كثير العطاء ، شديد الإعتناء، دائم التفقد لهم، وكان يجالس جميع الناس حتى الأطفال ويتعامل مع الجميع حسب مستوياتهم، وكان كثير المواعظ في المجالس غير ممل فيها، وكان شديد الحرس على الأذكار الجماعية حتى لايترك الفرصة للكلام الفارغ، وكان فائق الكرم كثيرالعطاء حتى إنه كان يجعل ما يتلقى من عطاءات تحت الوسادة دون أن يحسبها ثم ينفق منها كذلك بغير حساب وكان دائم الحمد والشكر لله تعالى في المغنم والمغرم .......[/font]
[font=&quot]شجرة نسبه المبارك [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الولي الصالح ، والكوكب الواضح، ذو المناقب الشائقة ، والأنوار الساطعة ، والفضائل الفاخرة، والكرامات الظاهرة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيدي أحمد بن الشيخ بن عبد الحاكم بن بودواية بن الجيلالي بن عبد القادر بن عبد الحاكم بن عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبو سماحة بن أبي ليلى بن عيسى أبو الحياء بن معمر بن سليمان أبو العالية بن سعيد بن عقيل بن حفص حرمة الله بن عساكر بن زيد بن حميد بن عيسى التادلي بن محمد الشبلي بن عيسى بن زيد بن يزيد بن الطفيل الزغاوي بن عبد الله :صفوان : بن محمد بن الصحابي الجليل سيدنا عبد الرحمان بن شيخ الصحابة الخليفة الأول الراشدي سيدنا أبو بكر الصديق العتيق عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن أسد بن تيم بن مرة وهو الجد السادس للنبي صلى الله عليه وسلم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أهم أجداد سيدي أحمد بن الشيخ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- والد سيدي أحمد هو سيدي الشيخ بن عبد الحاكم كان رحمه الله من أولياء الله تعالى له كرامات شهيرة ،إنضم للجهاد في صفوف المجاهدين، وبعد أن قضى به عدة سنوات وافته المنية في ميدان المعركة حوالي سنة 1871م بعد أن كان إبنه سيدي أحمد لايتجاوز عمره 9 أشهر. دفن بالقرية المسماة عرق فراج حيث أقيم له بها ضريح معلوم تأمه القبائل المجاورة التي تقيم عليه موسم سنوي .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]- سيدي الحاج عبد الحاكم الجد السادس فهو الذي تنتسب إليه قبيلة أولاد سيدي عبد الحاكم الشهيرة المعروفة . وسيدي الحاج عبد الحاكم من أولياء الله الصالحين الغنيين عن التعريف وهو ثاني خليفة للطريقة الشيخية بعد والده المؤسس وأخيه سيدي الشيخ الحاج أبو حفص رحمهم الله، ولسيدي أحمد بن الشيخ معه كرامات ثابتة وعلاقة خاصة حيث كان يضحي له سنويا بكبش كبير أفحل .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد المعروف : بسيدي الشيخ : القطب الرباني الشهير مبدع الطريقة الشيخية .دفن ببلدية الأبيض الجزائرية ويقام عليه موسم سنوي فريد من نوعه يدوم ثلاثة أيام . كما تقيم عليه قبيلة المهاية موسما سنويا يعرف بموسم سيدي الشيخ بناحية وجدة المغربية يدوم ثلاثة أيام .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وله ضريح آخر رمزي بمدينة فجيج المغربية وهو مزار معلوم أيضا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- سيدي سليمان بن أبي سماحة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]القطب العلامة الإمام الفقيه المحدث، تولى إمامة مسجد فجيج ثم بعدها إمامة مسجد بني ونيف : بالجزائر : حيث كان خطيبا ومربيا صوفيا بإذن من شيخه سيدي أحمد بن يوسف الملياني رحمه الله .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - سيدي معمر أبو العالية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الولي الصالح الشهير دفين تلمسان : الجزائر : وصاحب المزار المعلوم بوادي أربا على بعد حوالي 20 كيلومتر شمال الأبيض سيدي الشيخ .وهكذا يتوالى نسب سيدي أحمد بن الشيخ مرورا بعدد آخر من أولياء الله الصالحين إلى أن يصل إلى صاحب أعلى مقامات الصدق وأعلى درجات المحبة لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم وأستاذ الإنسانية كلها في الإيمان بعد الرسول الأعظم ، ذلك الذي قال فيه حبيبنا محمد صلى الله عليه وءاله وسلم ما معناه : لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الأمة لرجح إيمان أبي بكر :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم وضح مكانته بشكل أدق في الحديث الآخر الذي معناه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كنت أنا وأبو بكر كفرسي رهان في الجاهلية إلا أني سبقته للنبوة ولو سبقني لا تبعته : إنه الصاحب الأول ، إنه الخليفة الأول .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلك هي سلسلة النسب الذهبية لسيدي أحمد بن الشيخ التي تدل من جملة ماتدل على أنه رحمه الله ينتمي إلى شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والحمد لله رب العالمين .[/font]
[font=&quot]وفاته رحمه الله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في شهر سبتمبر 1948م حيث كان يناهز السبعة والسبعين من عمره . نزل ضيفا على السيد الحاج الميلود بن المعزوز (من أولاد سيدي الشيخ قبيلة أولاد سيدي أمحمد كانت له علاقة حميمة مع سيدي أحمد بن الشيخ ) فأصابته وعكة صحية ما فتئت حالته تتدهور بسرعة، ولما كان في آخر يوم من حياته كان يغمى عليه أحيانا ثم يتراجع ، ولما يفيق يسأل الحضور : ترقبوا إن رأيتم شخصا غريبا آتيا من جهة القبلة . قيبحثون فلا يرون ويجيبون بالنفي، ثم يغمى عليه من جديد ما شاء الله ، ثم يكرر السؤال لما يستفيق، وهكذا مرارا مما جعلهم يترقبون بإهتمام ظهور هذا الشخص ليدركوا أي سر يحمل وراءه ، ولما أطل الشخص المرتقب أخبروا سيدي أحمد بن الشيخ فسألهم عن أوصافه ، فلما أعطوه الأوصاف قال لهم أجلسوني ، فلما أجلسوه قال لهم : سبحان الله إنه نفس الشخص الذي غسل الشيخ بوعمامة ، وإنه قد أتى ليغسلني بدوري نظرا للعهد القائم بيني وبين الشيخ بوعمامة . ثم غاب ، وكانت هذه آخر عبارة ينطق بها ذلك الفم الكريم، كما كانت آخر كرامة في حياته،[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكانت وفاته رحمه الله بيوم الخميس بعد إتمام ركعتين من صلاة العصر من تاريخ 29-9-1948م وتحكي الروايات أنه نفس التوقيت الذي مات فيه سيدي أحمد بن الطيب فقيهه الراتب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لازال مكان وفاته معلوما إلى اليوم بالمواطر ( جرادة ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما ذاع خبر وفاته توافدت الأحباب من كل جهة ، وتنازعوا فيما بينهم حول مكان دفنه بين وجدة والعيون وعين بني مطهر وجرادة كل طرف يريد دفنه بأرضه ، لكن الحاج الميلود البوشيخي رحمه الله وجماعة من كبار قبيلة بني يعلى أصروا أن يدفنوه بجرادة محتجين أن الله ما أكرمهم بوفاته بأرضهم إلا ليدفن بها . وقد تم تعيين مثواه الأخير بالمقبرة البالية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يحكي الحاج حكوم بن بحوص الشيخ المشهود له بالإستقامة والصلاح الذي شارك في حفر القبر قائلا : ما لبثنا بعد شق الأرض حتى رأينا آية عجيبة تتمثل في مصادفة تربة في غاية الرطوبة ، وفي غاية النصاعة، تفوح منها روائح طيبة، ثم أردف يقول حتى تمنيت لو كنت أنا صاحب القبر ، وكادت هاته الآية أن تنسينا فاجعة وفاته[/font]
[font=&quot]كراماته[/font]
[font=&quot]الرؤيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]من أكثر الروايات شيوعا وإنتشارا عن سيدي أحمد بن الشيخ تلك الرؤيا التي رآها في سفر وتجسدت في الواقع كفلق الصبح . إنها رواية بلغت حد التواتر . ها أنذا أقدمها لك أخي القارئ بأمانة كأنك تعيشها رأي العين . أرويها لك عن أصدق الرواة وأضبطهم لأحداث سيدي أحمد بن الشيخ . إنه إبنه ووارث سره سيدي الحاج الشيخ، حيث يقول :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان سيدي أحمد بن الشيخ لا زال طفلا حينما أرسله أخوه الأكبر سيدي محمد بن الشيخ مع قافلة إلى كرارة بالصحراء التي كانت تأمها القوافل شتاء لكيل التمور . وكانت القافلة تتكون من 12 رجلا إضافة إلى الطفل سيدي أحمد بن الشيخ المكلف برعاية الإبل . وكان أمير القافلة سيدي حكوم هو إبن عم شقيق لسيدي أحمد بن الشيخ . وبعدما قضوا مآربهم وقفلوا راجعين خيموا ذات ليلة بموضع بالظهرة يسمى بولرجام بقرب أحد الدواوير . وكانت العادة إذا خيم وفد بقرب دوار يستضيفه أهل الدوار، إلا أن أهل هذا الدوار على غير عادة لم يحركوا ساكنا الشيء الذي أثار حفيظة الوفد وجعله يقرر الرحيل عن بكرة أبيه . وبينما هم نيام إذ رأى سيدي أحمد بن الشيخ رؤيا عجيبة كانت نقطة إنطلاق لمسيرة شيخ جليل دون إسمه في سجل أولياء الله الصالحين . ولم يكن سيدي أحمد آنذاك بحكم سنه ليبدي رأيا أو يساهم في إتخاذ قرار . ومن ناحية أخرى كان الأمل يراوده أن يشاهد تحقق رؤياه في الواقع . وهذا ما جعله يهمس إلى أحد أعمامه الذي كان يأنس به قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" تمنيت لو أن عمي سيدي حكوم وافق على أن نقيم هنا هذا اليوم " . وكانت العبارة حافزا للرجل أن يستفسره في الأمر قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" لماذا أراك ترغب في المقام هذا اليوم ولم يكن من دأبك أن تطرح مثل هذا الإقتراح الذي أتى في غير أوانه " . فأجاب سيدي أحمد مضيفا بلهجة مزيج بالشوق التخوف[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" بل أرجو كذلك أن يعفيني هذا اليوم من رعاية الإبل" . فتيقن الرجل أن وراء الطفل شيء جدير بالإعتناء . فأعاد له الإستفسار من جديد بنوع من الإلحاح . وهنا وجد سيدي أحمد بن الشيخ الجو مواتيا ليقص على عمه النبأ بتفصيل قائلا :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]" يا عم إني رأيت البارحة فيما يرى النائم رؤيا أتمنى أن تتحقق هذا اليوم إن شاء الله" فسأله ماذا رأى . فأجابه مسترسلا بصوت خافت حتى لايسمع :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] "إني رأيت فيما يرى النائم أننا نحن جميعا في هذا المكان بالذات والساعة حوالي الضحى، فإذا برجل فارس أعنيه الشيخ عبد القادر الجيلاني قد طلع علينا من تلك الربوة التي أمامنا جنوب شرق الدوار . ورأيت أن صاحبة تلك الخيمة المنفردة غرب الدوار وهي إمرأة أيم، ما إن رأت الشيخ حتى خرجت من خيمتها تجري في إستقباله في فرحة عارمة تنادي بأعلى صوتها مكررة وافرحتاه سيدي قد زارني . في تلك اللحظة بالذات إنطلقت أنا من بينكم أعدو نحوه بدون شعور . فأسرع إلى إمساكي عمي فلان وعمي فلان رغما عني . ولم أتمالك أن سقطت في شبه غيبوبة . ولما سلمت عليه المرأة قفلت راجعة بسرعة وسوت تفريش الجهة اليمنى من الخيمة وأزاحت عنها الستار . فقال لها الشيخ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] "هلمي إلي بأولئك الرجال" . فلما كلمتنا لبينا النداء . فلما أتيناه سلم علينا الواحد بعد الآخر ثم دخل الخيمة برفقة سيدي حكوم ثم دخلنا نحن وراءهما . وأجلس كل واحد منا في موضع . وكنا على النحو التالي : فلان في الموضع الفلاني وفلان في الفلاني وهكذا حتى نهاية الصف حيث كنت أنا جالسا . ثم نادى الشيخ الجيلاني المرأة قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] "اذهبي إلى السرج واتني منه بالجراب" . فلما ناولته إياه أخرج منه بطيخة صفراء ( ولم يكن فصل البطيخ لأن الفصل كان شتاء ) . وقال للمرأة اتيني بالقصعة والسكين . فلما ناولته إياهما قام بتشطير البطيخة بنفسه ثم بدأ يوزع علينا السنانيف إبتداء من اليمين بحيث أعطى كل واحد منكم سنيفا بما فيكم المرأة وبقي في القصعة سنيفان . فناداني مباشرة بإسمي . وقال لي إقترب . وأمر سيدي حكوم الذي كان عن يمينه أن يتنحى شيئا ثم أجلسني بينهما . ولما جلست وضع القصعة أمامي وأعطاني السنيفين معا . فلما رأى سيدي حكوم ذلك منه سأله قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"لماذا يا سيدي أعطيت الطفل لوحده سنيفين إثنين في الوقت الذي لم تعطينا نحن إلا سنيفا واحدا، ونحن أعمامه وذوو السبق والفضل عليه" . فأجاب الشيخ عبد القادر قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"أنا لم أعط أحدا منكم شيئا إنما أنا قد حملت الأمانة إلى أصحابها فمن أعطاه الله شيئا فقد أبلغته إياه . أما أنا فليس لي من الأمر شيء" . وهكذا أنهى حكاية رؤياه على عمه ولما سمع الرجل خبر رؤيا إبن أخيه وأحس أن لها وزنا ذهب إلى أمير القافلة وقص عليه القصة واستعطفه أن يتمهل مؤكدا له أن وراء الطفل شيء مثير للإنتباه ينبغي الإصغاء إليه مادامت صبيحة واحدة ليست بذات تأثير يذكر على المسير خصوصا وأنهم كانوا على مشارف الوصول .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإستجاب الأمير للطلب، وإنتشر الخبر بين الجماعة، وبدأت الأعناق تشرئب نحو المكان المقصود مع إقتراب الميعاد سواء ماكان منها من قبيل التطفل أو من كان يترقب بجد وإهتمام . ولما حان الوقت برز الفارس من أعلى الربوة بالذات وخرجت المرأة فعلا في نفس الوصف ونادت بنفس النداء الذي حكاه . ثم إنطلق سيدي أحمد بدون شعور، وأمسك به نفس الشخصين فعلا . وإستمرت الواقعة على نفس الوتيرة حرفا بحرف دون نقصان أو زيادة الحرف الواحد مرورا بالفراش ثم المناداة عليهم ثم جلوسهم على نفس الشكل ثم تقسيم البطيخة بنفس الكيفية وإعطاؤه السنيفين من دون الجميع وكذا سؤال سيدي حكوم والجواب الذي تلقاه من الشيخ الجيلاني .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد تجسدت هذه الرؤيا الصادقة كفلق الصبح للأن الرؤيا الصادقة جزء من ست وأربعين جزءا من النبوة كما ورد في معنى الحديث الشريف . وكانت أهم معلمة لانطلاق مسيرة شيخ جليل من شيوخ الإسلام الذين اجتباهم المولى سبحانه واصطفاهم بالتكريم . وليس في ذلك من عجب بالنظر إلى طلاقة قدرة الله وطلاقة مشيئته . وكان قد أشار إلى هذه الحقيقة العميقة من ذي قبل جده الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد في مطلع يا قوتته بقوله : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومهما إجتبى عبدا سعيدا لقربه تخيره وذاك ليس لعلة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويمنع من يشاء جل بعدله ويحرم فيض الفضل من غير قلة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد إختارته العناية الربانية بالذات من دون أعمامه بل ومن دون سائر جيله بل وأجيال عديدة من قبيلته، على الرغم من حداثته وطعن الكثير منهم في السن وبلوغهم مراتب رفيعة من التقدير والوقار . لقد تم الإختيار إنطلاقا من عالم الغيب الذي لا دخل فيه ولا إجتهاد للأشخاص ثم بان في شكل رؤيا صادقة لاحت فصولها في الواقع لتنبيه الناس إلى وجود عناية خاصة ترافق هذا الفتى . ثم تواصل ظهوره عبر فصول حياته حتى بلغ مكانة سامقة في سلم الصلاح والإصلاح . ومما زاد في الحادثة بل وفي قيمتها ما كان من إيباء الدوار عن ضيافتهم ثم غضب الجماعة وعزمها على الرحيل مبكرا من ساحة البخل . فلو أن أهل الدوار إستضافوهم ما كانوا ليغضبوا ولا ليقرروا الرحيل عن بكرة أبيهم الشيء الذي يجعل الظروف ملائمة للأستجابة لطلب الطفل بالتريث . أما وقد وقع من الدوار ما وقع فإن إستجابة أمير القافلة لطلب الطفل في حد ذاتها تعد كرامة بالنظر إلى الأنفة الفائقة التي كانوا يتحلون بها من ناحية ثم الإعتقاد الذي يسود لأول وهلة وهو أنه لو كان في أهل الدوار خير يرجى ما كانوا ليبخلوا بهذا الشكل . أما في الحقيقة فإن البخل ما وقع إلا ليرفع من قيمة الكرامة ولا يعتقد أن يكون من شيمة أهل الدوار أصلا. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن هذه الحادثة التي شهدها إثنى عشرة رجلا ما فتئوا يكررونها حتى بلغت حد اليقين :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- كانت إعلانا صريحا ببداية رجل سيكون له شأن وأي شأن، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- كما كانت من جهة أخرى إيذانا لأخيه ومربيه سيدي محمد بن الشيخ ليعطيه منذ اللحظة من الإهتمام ما يستحق ومن التربية الخاصة ما يلائم صقل مواهبه الكبيرة ويعده للمكانة الرفيعة التي تنتظره،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- ومن ثم كانت تنبيها لأعمامه ولغيرهم من الناس ليأخذوا الحيطة والحذر من هذا البرعوم ويتنبأوا له بمقام السيادة الرفيع .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كما كانت أيضا خير ضيافة ما كانت لتوازيها أي ضيافة أقيمت على شرف الوفد تقديرا لهم وتكريما لمكانتهم وجبرا لخاطرهم .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومما يستفاد منها أيضا درس بليغ في غاية الأهمية وهو ضرورة التسليم لمخلوقات الله مادامت الظواهر ليست دائما ترجمانا صادقا على الجواهر . ويتجلى الدرس في كون الدوار الذي كاد اليأس أن يسود من رجاله فإذا بامرأة أيم من نفس الدوار لها من الصلة الخاصة بالشيخ عبد القادر الجيلاني ما لم يكن متوقعا كدليل على خصوصيتها وعلو مكانتها . كما أن المرأة نفسها بالنظر إلى مكانتها الخاصة ما كانت لتقيم بهذا الدوار لو كان أهله يفتقرون فعلا إلى كل خير . بل وما كان الشيخ الجيلاني ليزورهم علانية على هذا المنوال وهم كذالك .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلاصة القول : ينبغي التحرز من جميع المخلوقات وتفويض سرائرها لله الذي يعلم السر وأخفى . أو كما يقال :" سلم للخاوي تنجى من العامر" . فالله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يعلم حقائق وأسرار المخلوقات ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) . ومن حكمته البالغة أن أخفى أولياءه في خلقه لكي يتم التسليم للجميع، مع الإشارة إلى أن أمة سيدنا محمد لا تخلو من خير في كل عصر[/font]
[font=&quot]مع الشيخ بوعمامة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] في إحدى سنوات الجفاف شمرت قبائل الناحية العزم على زيارة الشيخ سيدي بوعمامة الغني عن كل تعريف بزاويته الموجودة آنذاك بالعيون ناحية وجدة . وبعد إتمام الزيارة أثناء دعاء الختم طلب الحضور من الشيخ سيدي بوعمامة أن يطلب لهم الله ليغيثهم بالمطر . فأجابهم :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] نطلب الله سبحانه أن يسقي البلاد والعباد . فكرروا له الطلب مرة ثانية، فأجابهم بمثل ما أجاب في المرة الأولى . وفي المرة الثالثة ألحوا عليه في الطلب، فتغير حاله وقال لهم جازما : "لاتنتظروا الغيث في هذا الوقت فإن الله حابسه عليكم " . ولما سمعوا منه ما سمعوا بصيغة الجزم إنصرفوا وهم غمرى بالأسى والأسف مما علموا من شأن المطر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وصادف أن سيدي الحاج الطيب إبن الشيخ سيدي بوعمامة ووارث سره كان عازما على سفر إلى الصحراء بعد ذلك بأيام . وكان سيدي أحمد بن الشيخ مخلفا بالمواشي في الطريق التي سيمر بها . فلما سمع بقرب مروره عرض على رفاقه فكرة إستضافته . إلا أنهم أبوا بدعوى أنهم على غير إستعداد، أي غير مزودين بأدنى لوازم إستضافة شخص سيدي الحاج الطيب الذي يحضى بمكانة رفيعة . مع الإشارة إلى أن الضيافات الكبرى كانوا يتآزرون عليها . ولما أيقن سيدي أحمد بن الشيخ من رفضهم عزم أن يقوم بالضيافة لوحده . ومنذ ذاك بدأ يترقب مرور إبن شيخه بلهف . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما أخبر بمجيئه إعترض سبيله . وبعد تبادل التحايا كما كان معهودا طلب منه أن يتناول عنده الفطور فأجابه على ذلك . وكانت العادة أنه إذا تم خلع السرج فأن الضيف سيقيم للغذاء بدون نقاش . وكان سيدي الحاج الطيب قد أمر أصحابه أن لا يتركوا السروج تزال لكي لا يتم إحراج سيدي أحمد علما منه أنه كان مخلفا فقط . أما سيدي أحمد بن الشيخ فقد أعطى بدوره الأوامر أن يبادروا إلى خلع سرج سيدي الحاج الطيب بمجرد نزوله من ظهر الجواد . وفعلا ما أن نزل حتى أسرع أحد الرجال إلى إزالة السرج من على صهوة جواده دون إستئذانه .وتمت بذلك ضيافة رسمية بدون ميعاد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد نهاية الضيافة وختمها بدعاء كما هي العادة بدأ الضيوف في الأستعداد لإمتطاء الخيول لمواصلة الطريق . وقد أمسك سيدي أحمد بن الشيخ لسيدي الحاج الطيب بزمام الجواد . ولما إستوى على صهوته تمسك سيدي أحمد بن الشيخ بالرجل والركاب وقبض عليهما بحزم . وبعدما طلب منه دعاء الخير قال له :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]" يا سيدي إننا نريد المطر" . فأجابه سيدي الحاج الطيب :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " نطلب الله أن يمطرنا جميعا مطر الرحمة والمنفعة " .فكرر له ثانية :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" ياسيدي إننا نريد المطر نحن في حاجة ماسة إليه" فأجابه بمثل ما أجابه في الأولى . وحينها زاد سيدي أحمد في قوة المسك على رجل سيدي الحاج الطيب وأقسم له بالله أن لا يتنحى عنها ما لم يقسم له على المطر، فلما رأى سيدي الحاج الطيب الإلحاح وصدق الطلب إختمر وأقسم له بالله أنها ستمطر في ذات اليوم، ولما سمع منه سيدي أحمد ذلك أطلق رجله وغمرته الفرحة والإرتياح . وتوادع الرجلان العظيمان . وإنصرف كل منهما لحال سبيله .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما هي إلا سويعات قلائل حتى تلبدت السماء بالغيوم بعد أن كانت في غاية الصفاء، وإنهمرت عيون السماء بأمطار الرحمة دامت على حالها ثلاثة أيام كاملة شملت جميع المنطقة الشرقية إلى غاية العيون حيث كان الشيخ سيدي بوعمامة بالزاوية . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وبعد أيام عاد الزوار إلى الزاوية عند الشيخ سيدي بوعمامة حامدين الله على ما رزقهم من أمطار الرحمة مكبرين ومهللين . فإستقبلهم على غير عادة في حالة غيم وخاطبهم قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" إن ما سبق أن قلت إن الله قابض عليكم المطر كان حقا لولا أن إلتقى حبيبان فأقسم أحدهما للآخر على نزول المطر فإستجاب له الله وأبر قسمه، وكان ما رأيتم من هذا الخير الكثير" .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد قال هذا الكلام في العيون وسيدي الحاج الطيب لازال في طريقه ذاهبا . وبعد ذلك بأيام جاء الخبر بتفصيل حول مرور سيدي الحاج الطيب بالظهرة وزيارته لسيدي أحمد بن الشيخ وما كان من شأن قسمه على المطر . حينها فقط أدرك الناس ماذا كان يعني الشيخ سيدي بوعمامة في كلامه بالحبيبين وقسم أحدهما لللآخر في شأن الموضوع .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن هذه الكرامة لدلالة أخرى على علو المكانة التي كان يتمتع بها سيدي أحمد بن الشيخ من حيث :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] + المكانة الرفيعة التي كان يحضى بها عند شيخه سيدي بوعمامة والمحبة الصادقة التي كانت تربطه وإياه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] + إطلاعه على المرتبة الربانية التي كان يتمتع بها سيدي الحاج الطيب وهي مرتبة قال عنها والده الشيخ بوعمامة حسب الرواية الموثوقة : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقد أفرغت في الطيب كل ما أعطاه لي شيخي سيدي عبد القادر بن محمد .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] + علمه بقيمة المحبة الصادقة ثم حسن إستغلاله للفرصة السانحة رغم ما كان من علمه بشأن المطر .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قد يخالج الإنسان العقلاني في شأن هذه الكرامة ما يخالج . وليس ذلك بغريب إذا ما قيست الأشياء بالعقل المجرد القاصر عن إدراك كنه أبسط الأشياء . أما من أيقن أن ما بعد حدود العقل عوالم وعوالم لاتدرك إلا بالقلب والبصيرة من طرف الذين سبقت له العناية، فلا شك أن نظرته تتغير حول هذه الكرامات التي تبدو للعقلاني من قبيل المستحيلات . وأود أن أذكر أخي العقلاني هذا : ألم يقل الله تعالى : ( يمح الله ما يشاء ويثبت ) . ثم أليس سبحانه على ما يشاء قدير . ثم أليس سبحانه فعال لما يريد ولا يسأل عما يفعل . ثم ألم يرد في النصوص الصحيحة أن من الأعمال ما يرفع المصائب ويزيد من الرزق بل ويزيد من العمر . إذا سلمنا بهذا جدلا ستعود هذه الكرامة في غاية الوضوح :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فإذا كان في قدر الله سلفا إمساك المطر لأجل معين فلا غرابة أن يغيث الله عباده قبل حلول هذا الأجل إذا ما قدم العباد من الأعمال ما من شأنه أن يجري الله به قدرا جديدا . والذي يعنينا نحن في هذا الأمر هو الحرص على التعرض لنفحات الله بقيامنا بالأعمال الفاضلة حتى يدفع الله عنا قدرا بقدر . أما كيف يتم الدفع فذاك ليس من شأننا ولا من مقدور إدراكنا .[/font]
[font=&quot]حمل الشبكة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هذه حكاية متواثرة وقعت للسيد زايد المعروف بمحبته لسيدي أحمد وتفانيه في خدمته بصدق وإخلاص . كان السيد زايد هذا " يز" الحلفة ( أي يجنيها ) ، وذات يوم بينما هو ذاهب لوحده بجماله محملة إلى ورش ميزان الحلفة، إذ سقطت له إحدى الشباك المليئة من على ظهر أحد الجمال . وقد حاول عبثا أن يبحث يمينا وشمالا عمن يعينه على حملها فلم يجد . وعندما يئس أناخ الجمل بقرب الشبكة وعكف ينادي مستغيثا ياسيدي أحمد أغثني . ثم حاول أن يحمل الشبكة فوق الجمل فإذا به يحملها وحده بكامل السهولة وكأن جماعة من الناس تكاتفت معه على حملها . وكانت دهشته عظيمة حينما رأى ما رأى من شأن حملها خصوصا وأنه يعلم بحكم التجربة أن وزنها يفوق القنطارين يتطلب حملها على الأقل رجلين جلدين في حين أنه كان هو نفسه ضعيفا جسمانيا . وبعد هذا الحدث تابع طريقه إلى ورش البيع وهو مغمور فرحة وإعجابا . فلما أتم البيع إشترى كيلوغراما من الكاوكاو ثم قفل راجعا وفي قصده أن يوزعه صدقة على سيدي أحمد بن الشيخ لكونه يحب الكاوكاو . ومن المفارقات العجيبة أنه عندما رجع وجد سيدي أحمد بن الشيخ ضيفا عند أحد من أهل الدوار . فلم يتمالك أن أسرع إليه في خيمة الضيافة . وبعد أن قدم التحية للحضور تقدم إلى سيدي أحمد بن الشيخ وقبل يديه ثم أخرج علبة الكاوكاو ووضعها بين يديه . فقال له أحد الشيوخ مازجا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" لماذا يا زايد أعطيت الكاوكاو كله لسيدي أحمد ولم تعطينا منه أي شيء ومن ضمننا من هو أكبر منه سنا ومن هو أقرب إليك منه نسبا . أو لسنا جميعا أهلا لذلك " . وقبل أن ينبس السيد زايد بينت شفة بادر سيدي أحمد بن الشيخ صاحبنا على التو قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " يا شيخ لقد جاء السيد زايد بهذا الكاوكاو مكافأة لمن أعانه على حمل الشبكة حينما سقطت له من فوق الجمل في الموضع الفلاني . فهل كان منكم من أعانه أو حتى سمعه حينما كان ينادي " . فإندهش الحضور من هذا الكلام . أما السيد زايد فأسرع إلى يد سيدي أحمد يقبلها من جديد . ثم قص على الجماعة ما كان من أمر الشبكة، وأكد أن الحادثة وقعت تماما كما قال سيدي أحمد وأنه فعلا كان ينادي عليه وأنه رأى عجبا حين حملها على الجمل وكأن جماعة برمتها قامت بمساعدته .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت هذه كرامة أخرى من الكرامات المتواترة عن سيدي أحمد بن الشيخ لازال صاحبها والعديد من حضور الجماعة يقصونها . وهي كرامة مكونة من ثلاثة كرامات على الأقل :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - من حيث إغاثته لصاحبه السيد زايد على حمل الشبكة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - ومن حيث حكايته للحادثة قبل أن يقصها صاحبها ودون أن يراه أحد .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - ومن حيث إخباره أن علبة الكاوكاو كانت متوجهة له بالذات دون غيره .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قد يندهش البعض حين سماع مثل هذه الأمور، وقد لا يصدق البعض الآخر، ولا عجب إن كان ذلك مبلغهم من العلم . أما الذي كان حضه من العلم أوفى وذاق حقيقة العقيدة وأدرك عمق المعاني السامية للنصوص الواردة في هذا الشأن التي منها مثلا شطر الحديث " ... ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، إلى أن قال، ولإن سألني لا عطينه ولإن إستعادني لأعيذنه ... " قلت ، من تفهم عمق هذه النصوص أيقن إن الله يصطفي من عباده من يشاء، وإنه حينما يريد أن يكرم عبدا فإنه يقوم بالفعل وينسبه إليه . وتلك حقيقة الطلاقة في القدرة والمشيئة معا . أما الشك أصلا في إمكانية وقوع مثل هذه الأمور وإن على حسن نية فلا غرو أنه طعن في حقيقة الطلاقة بنسبة العجز إليها بوجه من الوجوه .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فإذا كنا نعتقد أن الله سبحانه فعال لما يريد وليس على قدرته قيود ولا تحدها حدود فلماذا يخامرنا الشك حينما نراه أغدق على عبد ما شاء . ألم يتكرم على نبيه عيسى عليه السلام مثلا بأن جعله يحيي الموتى التي هي من أخص خصوصياته تعالى .[/font]
[font=&quot]متاجرة الشمال[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان سيدي محمد بن العربي أحد خيرة رجال القبيلة علما وورعا . وكان قوي المحبة لسيدي أحمد بن الشيخ دائم الملازمة له . وكان كثير العيال متعسر الحال . إشتدت به القافة في إحدى سنوات الجفاف فراح يلتمس الإذن من سيدي أحمد بن الشيخ للحصول على مصدر الرزق يسد به فاقته . أما سيدي أحمد فسكت عنه المرة الأولى ثم راجعه في الموضوع مرة ثانية بعد أيام . فسكت عنه من جديد ثم راجعه الثالثة بإلحاح قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " أنت تعلم يا سيدي كثرة عيالي ورداءة حالي وتعففي عن الناس، وأني لا أستطيع أن أمد يدي للإقتراض ولو بلغت مشارف الموت جوعا . وإني لن أبارحك الساعة حتى تأذن لي في أي عمل " ولما رآه سيدي أحمد ملحا في الطلب قال له :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " وهل تستطيع أن تعاهدني على أمرين " فأجابه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" نعم إن شاء الله وما هما يا سيدي ؟ " قال :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" عاهدني ألا تكذب مهما كانت الظروف وأن تجهر بذكر الله في مواطن الخوف " . ولما تعاهد الرجلان أردف سيدي أحمد بن الشيخ قائلا لصاحبه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " إذهب إلى وجدة عند صديقك فلان فإنه في إنتظارك بحرارة . فأي عمل أقترح عليك فوافقه " وكان هذا صديقا له إنقطعت الصلة بينهما لمدة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما إن سمع ذلك من سيدي أحمد بن الشيخ حتى شد الرحال إلى وجدة فرحا مسرورا ليقينه أنه سيجني من وراء رحلته ربحا كثيرا . ولما وصل إلى صديقه لاقى منه ترحيبا وأطلعه على طول إنتظاره ثم بارحه قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " ماذا بك قدغبت كل هذه المدة في وقت غنمت فيه الناس أرباحا كبيرة عن طريق المتاجرة في الأسلحة من الشمال خصوصا وإن رجولتك تؤهلك لمثل هذا العمل . خذ ما يكفيك من المال وإشتر ما شئت من أسلحة وأحضر معك كل مرة قطعتين تحت جلباب أعددته لك بالمناسبة " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وإتفق الرجلان . وتحمس سيدي محمد بن العربي للمهمة بناء على الإذن الخاص . وبدأ يوالي الرحلات يأتي في كل رحلة ببندقيتين خفية كما تم التخطيط . وقد حصل من جراء ذلك على ربه كبير . ولما قل الطلب على البنادق بدأ يتاجر في الخراتيش يأتي كل مرة بما تيسر في حقيبة الأمتعة . وحدث ذات مرة على إثر وشاية أن قام الدرك والجمارك بتطويق القطار قرب مدينة وجدة وبدأوا بتفتيش صارم ودقيق في أمتعة جميع المسافرين بدون إستثناء أو تسرب . وكان سيدي محمد بن العربي يحمل معه حوالي 400 خرتاشة في الحقيبة . وعندما إقترب دور تفتيشه بدأ يذكر الله تعالى بأعلى صوته والناس تحملق فيه بإستغراب، ثم تظاهر بالغشيان . فأمسك به أحد الدركيين معتقدا أن به نوبة، وقال لأحد زملائه أعطوه أولوية التفتيش لنتركه يمر لعله مريض . فلما مثل للتفتيش وبيده الحقيبة المليئة بالخراتيش سألوه ماذا معه في الحقيبة ؟ فأجاب بصدق وفاء بالعهد : " إن بها خراتيش " . فقال المفتش متهكما :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " دعوا هذا الأحمق يمر لعله يسخر بنا، لو كان بحقيبته ما يقول فعلا ما كان ليتفوه بها " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا فتح المجال لسيدي محمد بن العربي ليمر دون تفتيش وفي حقيبته من الخراتيش 400 في وقت كانوا يبحثون عن أتفه الأسباب لإلقاء القبض على الناس ناهيك عمن عثر عنده على الخرتاشة الواحدة بالنظر للغليان الذي كان يسود العالم آنذاك بسبب الحرب العالمية الثانية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبمجرد أن بارح الباب رأى صاحب سيارة لا يعرفه يشير إليه قائلا :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]" أسرع يا سيدي فإني في إنتظارك " . وفتح له الباب وأقفل مسرعا نحو المدينة دون أن يتبادلا أي حديث بل ودن أن يسأله عن هويته ومن أرسله إليه وإلى أين يريد به . ولما توسط به المدينة بادره قائلا : " إلى أين تريد ياسيدي " . فأجابه " لا عليك إتركني ههنا " . قال بل سأذهب بك إلى أي مكان تريد . ألست تريد السيد فلان ( وذكر له إسم صاحبه ) إن كنت كذلك سأذهب بك إليه . فأجاب بنعم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وواصل به فعلا حتى منزل صاحبه . فلما أراد أن يعطيه أجرته أجابه السائق قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " لا يا سيدي لن أقبض منك سنتيما واحدا . لقد تقاضيت عنك قبل أن آتيك " وتركه وإنصرف دون مزيد من الكلام . ولما دخل سأل صاحبه إن كان قد أرسل له السيارة، فأجابه أنه لم يكن قط على علم بما جرى .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا كانت هذه أيضا كرامة كبيرة أخرى من عظيم كرامات هذا الرجل، كرامة مركبة من عدة كرامات نذكر منها :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - قوله لسيدي محمد بن العربي إن صاحبك في إنتظارك مع العلم أنه لم تصل أخباره منذ مدة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - خلاص سيدي محمد بن العربي من التفتيش بتلك الأعجوبة ونجاته من أذى المستعمر .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - إنتظار السائق إياه وخدمته بتلك الصورة الغريبة دون سابق معرفة ولا إذن معلوم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - تصريح السائق بالتقاضي عنه قبل مجيئه إليه دون ذكر من تقاضى عنه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنها كرامات ساطعة لا يماري فيها متكبر معاند حسود . كما يجدر التنبيه من جهة أخرى إلى أن سيدي أحمد بن الشيخ أوصى صاحبه على الصدق والذكر لميزتهما الخاصة . أوصاه بالصدق ولو في أصعب الظروف التي تقتضي أكثر ما يمكن من التقية والمداراة . كما أوصاه بالذكر جهرا في المواطن التي تقتضي التخفي والإسرار وهما إقتضاءان لازمان في عالم الشهادة والأسباب . لكن المتأمل في هذه الوصية يشعر بمدلولها العميق في الترفع عن عالم الأسباب والتعلق المباشر بالله سبحانه وتعالى الذي له وحده تعطيل نواميس تلك الأسباب . كما يشعر أيضا بما في عمقها من تسليم كامل وإيمان صادق بالقضاء والقدر .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنها ومضات قد يستطيع العقل إدراك نصيب ضئيل منها إذا ما كان يتسم بالسلامة والقوة، لكن القسط الوافر يظل إدراكه من نصيب عالم الشعور والوجدان الأمر الذي يتطلب قوة الحدس ورهافة الحس وصفاء السريرة وجلاء البصيرة . فإذا ما خالج عقلك أيها القارىء الكريم من هذه الكرامة مايخالج، فإني أحيله إلى أحدات سورة الكهف التي وقعت لرسول الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم من الخضر العبد الذي شهد له الحق سبحانه بالصلاح . أحداث إذا ما قيمت بالعقل المجرد فإنها تبدو من قبيل المستحيل . ولكنها ما إن ظهر تأويلها في عالم الشهادة على لسان العبد الصالح حتى تأكد أنها حقائق بالرغم من مخالفتها لظاهر الشرع .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإن كان لنا أن نستفيد منها فإنما نستفيد أن الحقائق التي نتعامل معها في حدود الشرع هي حقائق نسبية لكونها مقيدة بمحدودية العقل وأبعاد الزمان والمكان . أما الحقيقة المطلقة فتبقى في مكنون الغيب لا يعلمها إلا عالم الغيب والشهادة .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومما يستفاد أيضا أن جدال الإنسان حول الكرامات إنما يكون بسبب جهله لهذا الأمر وما يتمخض عنه اعتقاد في كون الحقيقة كلها تنحصر في حدود ما يدرك بالحواس فقط . وهكذا فبناء على إعتقاد الإنسان عن الجهل المطبق وقلب الحقائق في كون المقيد يستطيع ادراك المطلق نراه يعارض كل ما يخرج عن مجال العادة والمألوف ونطاق إدراك العقل المحدود .[/font]
[font=&quot]مع الحاج برايدة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أتى سيدي أحمد بن الشيخ مرة في زيارة لبعض الأحباب بالعوينات بالقرب من مدينة جرادة منهم الأخوين الحاج سعيد والحاج لخضر اللذين كانت تربطه بهما علاقة خاصة . فإستضافه الحاج وأحسن ضيافته . وكان ضمن من حضر الضيافة رجل محب كثيرا لسيدي أحمد بن الشيخ يدعى عبد القادر بن الشيخ ويحمل لقب برايدة . وكان فقيرا، ضعيف الحال لا يملك قوت يومه وليس له مصدر للعيش سوى عمل الحلفة الموسمي . إقترض هذا الرجل شاة على قدر الحال من الحاج لخضر ليستضيف عليها سيدي أحمد فإستجاب سيدي أحمد للدعوة، وكان السيد برايدة هذا يسكن خيمة صغيرة ( أي عشة ) على الرغم من كثرة عياله . وحينما أراد سيدي أحمد بن الشيخ أن يدخل إضطر صاحبها أن يرفع الحصيرة إلى أعلى حتى يستطيع الدخول لأنه كان كما سبقت الإشارة رجلا طويل القامة . وبعد تناول الطعام ودعاء الختم توجه السيد برايدة إلى سيدي أحمد بن الشيخ قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " يا سيدي أحمد ها أنت قد رأيت حالي وكثرة عيالي والفقر المدقع الذي نحن فيه، فإدع الله لي " فأجابه سيدي أحمد :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " وماذا تريد يا عبد القادر ؟ " فأسرع قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " أريد يا سيدي أن يتحسن وضعي ويتيسر حالي وتزول عني هذه الفاقة التي ترى " فقال سيدي أحمد :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " يا عبد القادر لقد دخلت خيمتك هذه المرة منحنيا وسوف أدخلها المرة المقبلة إن شاء الله فارسا " . وكان الحال كذلك . حيث إن من عظيم كرامات هذا الولي الصالح أنه عاد لزيارته المرة الموالية بعد حوالي سنة فوجد صاحبه قد تحسن حاله تحسينا جيدا وأصبح يسكن خيمة في غاية الكبر يستطيع الرجل أن يدخلها راكبا . وإستمرت الحالة المادية للسيد برايدة في النماء والتوسع يوما بعد يوم حتى أصبح من كبار أغنياء المنطقة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يروي أنه لما بدأت ثروته في التوسع آتاه سيدي أحمد بن الشيخ وقال له :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " يا عبد القادر لا شك أنك تذكر الحال التي كنت عليها وأن الله قد أكرمك من فضله وأنت ترى من حولك حالة الضعف التي يوجد عليها أولاد سيدي عبد الحاكم . فإذا أردت أن تستمر ثروتك في النماء فعليك بالإحسان إليهم وعدم محاسبتهم عما يرتكبون في حقك من أخطاء مخافة أن تعود إلى سابق عهدك " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والحق أن الحاج برايدة قد عمل بالوصية حيث أن عددا من أولاد سيدي عبد الحاكم كانوا يعيشون معه بطرق مختلفة . ولم يسمع عنه أنه أساء إلى أحد منهم بل على العكس هناك من قربه إليه جدا حتى كان يناديه يا إبني . ومثال على ذلك السيد النوار بن مول الفرعة رحمه الله . ثم إزداد ثراؤه توسعا وذاع صيته حتى جهات متعددة من المغرب لكونه أصبح من أكبر رجال الأعمال في الأشغال الغابوية يملك ورشات عمل في كل المناطق الغابوية بالغرب بما في ذلك غابة المعمورة .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكانت هذه أيضا إحدى كرامات سيدي أحمد بن الشيخ التي يمكن أن نستخلص منها مايلي :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1- ما دام أن لله رجال لو أقسموا على الله لأبرهم فإن إستجابته لدعائهم يكون من باب أولى .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2- إنا لله نفحات يتحتم على المرء إن هو أراد الفوز والفلاح أن يتعرض لها . ومن جملة هذه النفحات :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - تحري أوقات الإجابة في الدعاء خصوصا إذا كان الدعاء مستوفيا للشروط الأخرى .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - الدعاء للأحبة بظهر الغيب أي بلسان لم يسبق أن عصوا الله به .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - ثم إغتنام مجالسة الصالحين وطلب الدعاء منهم مع التسليم والتصديق وحسن القصد خصوصا وأن أولياء الله لا يرد لهم دعاء . ويجب تحين الفرص مع الصالحين وحسن إستغلالها مثلما فعل صاحبنا السيد عبد القادر برايدة والذي حصل منها ما رأيناه . وليته إستغل الفرصة في طلب أشياء ربانية بدل متاع الدنيا الفاني . إلا أنه على الرغم من ثروته الواسعة فقد عرف رحمه الله بالتدين والصلاح .[/font]
[font=&quot]الحاج سعيد والإذن[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الحاج سعيد ( وهو أحد الذين تربوا في أحضان سيدي أحمد بن الشيخ ) كان يسكن بالعوينات ناحية جرادة . وكانت طائفة من أولاد شعيب من قبيلة بني كيل ناحية تندرارة يقدمون له خدمة كان يزورهم موسميا لأخذها . وكانت بإحدى السنوات جفاف حينما قرر كعادته أن يقوم برحلته إليهم برفقة أحد أقاربه . فبدأ أولا بزيارة شيخ الطريقة سيدي الحاج الطيب بالزاوية البوعمامية المعروفة على ضفة الواد الحي بالشمال الشرقي لعين بني مطهر . ثم تلاها بزيارة سيدي أحمد بن الشيخ الذي كان يقطن آنذاك بالظهرة بالجنوب الشرقي لعين بني مطهر . وعندما أراد سيدي أحمد أن يودعه قال له : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " يا سعيد إنك ذاهب إلى الخدام وإنك تعرف أن الناحية قاحلة وأن بالناس جفاف وإن شغلهم الشاغل هو سقوط المطر . وإن خدامك سيلحون عليك بطلب الغيث . فإن فعلوا ذلك فلا تتردد أن تقسم لهم إن الله سيمطرهم " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإنصرف الحاج سعيد في غبطة عارمة لأنه كان يتوقع هذا الموقف الحرج وكان في حيرة من أمره كيف يجد عنه فكاكا . وهاهو الآن بعد تعليمات شيخه يذهب في ثقة وإرتياح .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعدما أحسن الخدام ضيافته وجمعوا له الواجب قام بعضهم وقال له :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " يا سيدي سعيد أنت سيدنا وإبن سيدنا قد جئتنا من عند شيوخنا وأنت ترى ما بمواشينا وفلاحتنا من ضياع بسبب الجفاف إذ لم تمطر منذ ثلاثة أشهر، وأنت تعلم عهدنا معك ومع شيوخنا، وإننا لن نتركك تنصرف حتى تضمن لنا سقوط المطر" فأجابهم :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " نطلب الله أن يغيثنا بالمطر النافع " . فكرروا له المقال ثانية وأجابهم بما أجابهم المرة الأولى . وبعدها قام له البعض وأمسكوا بثيابه قائلين :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]" إننا لن نتركك تنصرف حتى تجزم لنا بنزول المطر" . ولما رأى منهم ما رأى ووصية سيدي أحمد بن الشيخ عالقة في ذهنه ماثلة بين عينيه أقسم لهم بالله ستمطر في يومهم ذلك بالذات . أقسم لهم وهم في قيلولة يوم صائف لا يرى على أديم السماء أدنى شيء من سحاب . أما الجماعة فما أن سمعت القسم حتى إنصرفوا فرحين مستبشرين وافري القصد لا يخامرهم أدنى شك . وكان تصرفهم هذا دليلا على صدق العهد وسلامة القصد .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأما رفيق الحاج سعيد فما أن إفترق الجمع حتى بقي يترقب السماء طمعا وتخوفا من أن يصير وصاحبه محل تنكيل وعتاب وفق ما كان مألوفا بين الناس إذا لم يتحقق سقوط المطر . وكلما مرت الدقائق إلا وإزداد حيرة حتى بدأ يفكر في الهروب بمجرد الغروب . أما الحاج سعيد الذي كان مأذونا فلم يكن إلا مبلغا لذا فقد ترك الشأن لصاحبه الذي كان له معه صادق العهد كامل القصد . ولهذا كان من الأمر على يقين .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهبت عناية الله لتغيث الخلائق وجاءت قدرة المجيب تبر القسم . فقد كان من ضمن الظمأى بهائم رتل وصبيان رضع وعباد ركع، تلكم الطوائف التي يغيث الله بها خلائق الأرض على الرغم مما ترتكب من فسوق وعصيان كما رود في معنى الحديث الشريف . وكان هناك العبد الصالح سيدي أحمد بن الشيخ الذي إصطفته العناية الإلهية أن يكون من العباد الذين لو أقسموا على الله لأبرهم . ولا غرو فإن الله إذا أراد أن يكرم عبدا من عباده فإنه يقوم بالفعل وينسبه له لأنه فعال لما يريد .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] و لما حان الإصفرار بدأت السحب تتراكم وجادت على غرارها عيون السماء بقطرات الرحمة . الطل تلو الوابل . وإستمر الحال على ذلك طيلة ثلاثة أيام كاملة على المنطقة برمتها حتى كادت تهلك الخلائق .ولما تلاه الصحو هبت الناس بالهدايا للحاج سعيد وصاحبه تعبيرا منهم وتلميحا على الرضا والغبطة والإرتياح، وتقديرا منهم وتصريحا على المحبة والتسليم لشيوخهم الصلاح . وعاد الصاحبان بقطيع كبير من الغنم زائدة على المألوف وهم في درجة عالية من السرور والفرح، لا فقط على ما حصلوه من فائض المعروف، وإنما بالخصوص على ما عاينوه في الكرامة العظيمة التي تنسب إلى سيدي أحمد بن الشيخ الولي الصالح المعروف .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن الأمور التي نلمسها في هذه الكرامة نذكر ما يلي :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - تصديق الحاج سعيد التام تجاه سيدي أحمد بن الشيخ حيث كان على يقين من وقوع الإستجابة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - العلاقة القوية التي كانت تجمعه بسيدي أحمد بن الشيخ حتى جعلته يأذن له بالقسم بإسمه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - النية البالغة لقبيلة أولاد شعيب في شيوخهم الشيء الذي جعلهم يجنون الثمار الطيبة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - الدور الفعال الذي يلعبه اذن الشيخ . وهذا ما أدى إلى شبه إجماع العلماء على ضرورة إتخاذ الشيخ الذي يلعب دورا فعالا في حياة المريد في مجالات التربية والتوجيه والتلقين .[/font]
[font=&quot]بني كيل والثلج [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] إشتد الجفاف في إحدى السنوات على المنطقة الشرقية، فعمدت قبيلة بني كيل إلى زيارة سيدي أحمد بن الشيخ طلبا للمطر نظرا لما كان لها فيه من محبة وتقدير . فإجتمع حوالي 70 فارسا وأتوه زائرين بالزاوية . وكانت من عادة بعض العرب حين الإلحاح على طلب الشيء أن يعمدوا إلى تجريد الشخص الذي يقصدون من ثيابه أمام الناس، وهو ما يسمى بالعامية " التقشاط " . ولما تناولوا الغذاء إنقض بعضهم على بعض الشيوخ من أصحاب سيدي أحمد بن الشيخ وبدأوا يجردونهم من الثياب حتى هموا أن يتركوهم عراة ليثيروا حفيظة سيدي أحمد بن الشيخ . ورغم أنه ناشدهم بالتمهل فقد تمادوا في التصعيد . ولما عزت عليه محنة أصحابه خامره الوجد ونادى الزوار بصرامة قائلا :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]" يا معشر بني كيل ماذا تريدون من وراء صنيعكم ؟ " . فقالوا : " نريد المطر يا سيدي" فأجابهم :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " إن كنتم يا هؤلاء تريدون الماء والغدير فعليكم بالصغير وإن كنتم تريدون الثلج الكثير فعليكم بالمير" . ومعنى قوله إنكم إن كنتم تريدون الغيث النافع الذي لا يحدث أضرارا فعبروا عن ذلك بتوجهكم إلى أحد صغار الجماعة، أما إن كنتم تريدون المطر الغزير المصحوب بالثلوج والذي يحدث خسائر فعبروا عن ذلك بتوجهكم إلى أمين سري السيد المير .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما أن أتم كلامه حتى عمد أحدهم إلى إلقاء السلهام على سيدي المير رغبة في كثرة المطر لكونهم كانوا في حاجة ماسة إليه . فقال لهم سيدي أحمد :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " لكم ما طلبتم . وأنصحكم أن تلتحقوا فورا بأهاليكم وأن تنتقلوا بمجرد وصولكم إلى الأماكن المرتفعة ولا تتركوا أحدا في السفل " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتفرق الجمع بمجرد إنهاء الكلام . وكان الأمر كذلك . فما أن وصلوا حتى بدأت العواصف الهوجاء والثلوج في التساقط بشكل لم يسبق لهم أن شاهدوه طوال حياتهم . وإستمر الحال كذلك لمدة 12 يوما كاملة حتى تسبب في ضياع عدد كبير من المواشي خصوصا تلك التي لم تتحصن في المرتفعات . وقد تم أكثر الضياع بالخصوص في أحد الحياض الشيء الذي جعلهم يطلقون عليه إسم حوض سيدي أحمد الذي لا زال يحمله إلى اليوم .[/font]
[font=&quot]واقعة المصروع [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لا داعي لإعادة الحديث حول العلاقة المتميزة التي كانت تربط الحاج الصياد بسيدي أحمد بن الشيخ . أقل ما يقال عنها أنها كانت في غاية الإمتياز . ذات مرة قدم الحاج الصياد إلى سيدي أحمد بن الشيخ فزعا مذعورا . فقال له سيدي أحمد بن الشيخ إجلس لتتناول الفطور معنا . فقال :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " يا سيدي ومن أين لي بالفطور . قد تركت فلانا ( أحد أفراد عائلته ) صريعا في حالة جد خطيرة " فقال له :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " تمهل تناول الفطور وسيفعل الله خيرا " . لكن الحاج الصياد الذي كان في غاية الإضطراب لم يطق صبرا . فلما رآه سيدي أحمد بن الشيخ كذلك أمسك بيده بشدة وأمعن فيه النظر بحدة حتى كادت ترتعد فرائسه . فقال له :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " إذهب إلى ضريرك وأمسك بيده مثلما أمسكت بيدك وأمعن فيه النظر فإنه سيقوم معافي إن شاء الله تعالى " . ولما سمع الحاج الصياد ذلك عاد مسرعا . فلما وصل نفذ ما أمره سيدي أحمد بن الشيخ فإذا بالمصروع يستفيق فجأة ويقوم معافي وكأن شيئا لم يقع البتة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومن الأمور التي يمكننا أن نستفيدها من هذه الكرامة نذكر ما يلي :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- مدى القوة الروحية التأثيرية التي كان يتمتع بها سيدي أحمد بن الشيخ، والتي أثر بها على العارض وعلى بعد المسافة . والقوة من هذا الشكل لا تتوفر إلا للخواص .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- إمكانية تمرير قوة التأثير بالوساطة عن طريق الإذن . فالحاج الصياد رجل أمي بسيط معروف لكنه بمجرد حصوله على الإذن من سيدي أحمد بن الشيخ إستطاع أن يؤثر على المصروع لا بقوة ذاتية فيه ولكن بالقوة التأثيرية التي إستمدها عن طريق الإذن . ومن هنا تظهر ضرورة إتخاذ الشيخ بالخصوص في الأمور الروحية لأنها مسالك وعرة يستعصي إمتطاء قواربها بدون ربان .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]- إمكانية التأثير على الجن وهم المخلوقات النارية بمجرد التوفر على القوة الروحية النورانية دون تلاوة أو أذكار لأن القوة النورانية تسيطر على القوة النارية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- إمكانية تصرف الولي في نصيب القدرة الخاصة يجريها الله على يديه كأن يمرر منها نصيبا للغير عن طريق الإذن . وذلك ما فعل سيدي أحمد حيث مرر للسيد الصياد من قوة التأثير ما سخرها لتذليل العارض الذي أصاب قريبه . [/font]
[font=&quot]مع مقدم بني مطهر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عقد ذات مرة أربعة مقاديم من قبيلة بني مطهر العزم على زيارة الشيخ سيدي الحاج الطيب شيخ الطريقة آنذاك بالزاوية البوعمامية المعروفة بقرب عين بني مطهر . وكان قد سبق لأحد منهم أن قدح في شخص الولي الصالح الشيخ سيدي بوعمامة والد سيدي الحاج الطيب صاحب التاريخ المعلوم الغني عن كل تعريف . قلت، كان قد قدح فيه غيبة سيدي أحمد بن الشيخ .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إتفق الأربعة على أن يطلبوا من سيدي أحمد أن يصاحبهم في الزيارة علما منهم بالمكانة المرموقة التي يحضى بها عند الشيخ سيدي الحاج الطيب خصوصا وأن بالموسم جفاف وكانوا يرغبون في الإستسقاء . ولما سمعوا بسيدي أحمد أتى إلى عين بني مطهر إستبشروا وذهبوا إليه ليخبروه عن الزيارة ويعرضوا عليه أن يصاحبهم، ثم قدموا له نصيبا من المال كانوا قد جمعوه له كزيارة . فأجابهم رحمه الله بصيغة صارمة قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - " يا معشر بني مطهر أما الحصة التي حضيتموني بها فلا آخذها لأن الهدايا لا تمنح إلا للزاوية،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - أما الزيارة التي تبتغون فلا أصاحبكم هذه المرة بالذات،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - أما أنتم إذا كنتم لابد فلا تصاحبوا معكم هذا " . وأشار بيده إلى المقدم الذي قدح في الشيخ سيدي بوعمامة . فسأله هذا المقدم متعجبا : لماذا يا سيدي لا أصاحبهم أنا بالذات . فقال له :" اسكت أنت " فكرر له المقدم السؤال بالحاح وتعجب . فلما رآه كذلك أجابه بلهجة قاسية قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " لأنك يا هذا أكلت لحم من لا تماثله ولا تدانيه والله سبحانه ينهانا أن نأكل من لحوم إخواننا " ، ثم أعرض عنه . حينها تذكر المغتاب فعلته التي جعلت سيدي أحمد بن الشيخ يغضب عليه بهذا الشكل ويؤكد للجماعة أن لا يصاحبوه إن هم أرادوا أن يرجعوا من الزيارة غانمين، وإلا فسيلقون مصيرا سيئا . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] على أن هذا الشخص كان يحضى بمكانة إجتماعية مرموقة وله أتباع، الشيء الذي جعل سحبه من الزيارة يستعصي على المقاديم . كما ألح بدوره على الذهاب عنادا على الرغم من التحذير العنيف الذي تلقاه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتوجه الموكب إلى الزاوية بمعية الصاحب . وحينما إقتربوا من الزاوية إعترض طريقهم الشيخ سيدي الحاج الطيب وعلامات الغضب بادية على محياه . وقال لهم معاتبا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " لماذا جئتم بهذا معكم إذا كنتم تريدون قبول الزيارة " . وأشار بيده إلى نفس المقدم الذي أدانه سيدي أحمد بن الشيخ . فسأله المقدم وما ذنبي يا سيدي ؟ ولم يتمالك أن أجابه بشدة بنفس الجواب الذي تلقاه من سيدي أحمد من ذي قبل قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " لأنك أكلت لحم من لا تماثله ولا تدانيه والله سبحانه ينهانا أن نأكل من لحوم إخواننا " . وإنصرف عنهم الشيخ سيدي الطيب غاضبا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما هي إلا لحظات وجيزة حتى هبت عاصفة ريح هوجاء مصحوبة بزوابع رملية خطيرة، وخيم ظلام دامس نهارا حتى أصبح الشخص لا يرى ما بجانبه أتلفت الزوار وفرقتهم عن بعضهم ولاحت كل واحد منهم بعيدا عن أصحابه حيث باتوا ضالين في حالة يرثى لها في البرد القارس والزوابع الرملية بدون عشاء ولا مبيت . وحينما أشرقت شمس الصباح وجد كل واحد منهم نفسه تائها بعيدا عن أصحابه . ثم قفلوا راجعين إلى ديارهم خاويي الوفاض يجرون أذيال الخيبة ويتقطعون حسرة وندامة على ما فرطوا من تعاليم سيدي أحمد بن الشيخ، تفريط زج بهم إلى حالة يرثى لها حتى كاد البعض أن يشرف على الهلاك من ما لاقاه من قساوة البرد والجوع والعطش .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن الكرامات التي يمكن ملاحظتها من هذه الحادثة نذكر ما يلي :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] 1) إطلاع كلا من سيدي أحمد بن الشيخ وسيدي الحاج الطيب على حدة على القدح الذي قام به ذلك المقدم المشئوم في شخص الشيخ سيدي بوعمامة دون أن يتبادلا الخبر .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] 2) غضب الشيخين واتفاق جوابهما لنفس الشخص بنفس اللهجة في زمنين مختلفين وعلى بعد مسافة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] 3) الترابط الروحي الكبير الحاصل بين سيدي أحمد بن الشيخ وشيخه سيدي الحاج الطيب وسيدي بوعمامة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] 4) النتيجة المأساوية التي آل إليها وفد الزوار نتيجة مخالفته لتعاليم سيدي أحمد بن الشيخ وعدم الإنصياع للتحذير تحت تأثير المكانة الإجتماعية لذلك المقدم المشئوم . وهي النتيجة الحتمية التي يؤول إليها كل من سولت له نفسه بمعاداته لولي من أولياء الله خصوصا وإن النص صريح في هذا الشأن " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] 5) ضرورة ذود المريد عن سمعة الشيخ والغيرة على حرمته وكرامته ومدافعة من يمس بقيمته أو يخدش في شخصه إذا كان المس على غير حق، لأن الشيخ نائب عن الرسول في التربية والتلقين مما يجعل محبته تبعا محبة للرسول وطاعته طاعة للرسول .[/font]
[font=&quot]مع المقدم الهبري [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان المقدم بنحمو أحد مقاديم الطريقة الهبرية يسكن بدوار سيدي أحمد بن الشيخ . وذات مرة جاءه أحد مقاديم الطريقة الهبرية . أوفده الشيخ ليقوم بزيارته . فلما أتاه أقام ضيافة على شرفه إستدعى فيها كبار الدوار على رأسهم سيدي أحمد بن الشيخ . فلما انتهوا من تناول المأدبة طلب المقدم الضيف من سيدي أحمد بن الشيخ أن يقوم بدعاء الختم أو المعروف كما يسمى . فأجابه سيدي أحمد بن الشيخ قائلا : " بل أنت الذي تدعوا لنا لأنك مقدم طريقة جئت مسافرا بإذن من شيخك دعاؤك مقبولا إن شاء الله " . لكن المقدم ألح على سيدي أحمد أن يرفع الدعاء . وتبادل الرجلان التأكيد والإلحاح على بعضهما كل يحث الآخر على الدعاء . فاختمر المقدم الضيف ( قام فيه الحال ) وأقسم لسيدي أحمد بن الشيخ قائلا :" والله لأنت الذي تدعو لنا، وكيف لي أن أدعو أمامك وأنت والله إن الشيخ عبد القادر الجيلاني لموجود الآن بخيمتك " . ولما رآه سيدي أحمد بن الشيخ كذلك أجابه قائلا : " لقد صدقت يا سيدي إني فعلا والله ما جئت ههنا حتى تركته حارسا على خيمتي " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقبل سيدي أحمد في النهاية أن يقوم بالدعاء وإنصرف الجمع .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعلى ضوء هذه الحادثة يمكن أن نستلهم أمورا أذكر منها على الخصوص :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1) [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] العلاقة القلبية الخاصة التي كانت تربط سيدي أحمد بن الشيخ بالشيخ الجيلاني بالرغم من كون سيدي أحمد كان ينتمي للطريقة الشيخية مشربا وعلى يد الشيخ سيدي بوعمامة بالذات .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2) [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] التسليم الكامل الذي كان متبادلا بين مختلف الطرق الصوفية والذي تجلى فيما وقع من تسليم متبادل بين سيدي أحمد بن الشيخ والمقدم الهبري ثم تسليم هذا الأخير في النهاية تقديرا منه لمكانة سيدي أحمد بن الشيخ ومنزلته من الشيخ عبد القادر الجيلاني .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]3) [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] المكانة الروحية المتميزة والنظرة الشفافة التي كان يتمتع بها مقاديم الطرق تلك التي رأى بها مقدم الطريقة الهبرية العلاقة القائمة بين الشيخ عبد القادر الجيلاني وسيدي أحمد بن الشيخ مع علمه أنه لا ينتمي مشربا للشيخ الجيلاني وإنما كان مقدما في الطريقة الشيخية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4) [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] قيام المشايخ بخدمة المريد إذا كانت العلاقة القلبية بينهما بصدق تام . وقد تجلى ذلك في قيام الشيخ عبد القادر الجيلاني بحراسة متاع سيدي أحمد بن الشيخ فبالأحرى أن يقوم بخدمته شيخه المباشر .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي صدد خدمة المريد وإغاثته أورد كلمة مأثورة عن سيدي عبد القادر بن محمد يقول فيها :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " خديمي نجيه طاير وعبدي نجيه غاير وولدي نجيه ساير " . وعلى الرغم من عدم القطع بثبوتها فانها ذات دلالة عميقة من حيث ترتيب الأولويات . فالخدام وهم القبائل المختلفة التي دخلت عن طواعية في طاعته أعطاها الأولوية في الإغاثة تقديرا لحسن صنيعها وحفاظا على حسن نيتها . أما العبيد فأعطاهم الأولوية الثانية بعد الخدام تقديرا لتفانيهم في خدمته وتعويضا لهم عن نصيب الحرية المفقود . أما أبناء صلبه فجعلهم في آخر المراتب لأنه وإن لم يستجب لهم بسرعة فإنهم دائما أبناؤه لا يملكون عن ذلك بديلا . وهكذا فالطائفة الأولى يأتيها بأقصى سرعة ممكنة وهو ما تم التعبير عنه " نجيه طاير" حتى يظلون على العهد . أما الطائفة الثانية فيأتيها بسرعة أقل لكنها سرعة مرتفعة على كل حال وهو ما عبر عنه " نجيه غاير" حتى لا يحسون بالإهانة . ومعنى غاير أي عدوا على الفرس . وأما الطائفة الثالثة أي أبناؤه فلا يأتيهم إلا سائرا أي بتأن لأنهم ليسوا في حالات إستضعاف، بل ويكفيهم من الشرف أنهم أبناء صلبه وإن لم يستجب لهم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] والمتأمل في هذه المقولة يلاحظ أنها أصل في فقه الأولويات والضروريات .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5) [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] ومما يمكن إستفادته أيضا من هذه الحادثة تصرف الأولياء بعد وفاتهم ثم إمكانية الإستفادة من خدمتهم بعد وفاتهم لمن عرف كيف يستغل ذلك . [/font]
[font=&quot]رحلتة إلى فـاس[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] في الفترة التي كان سيدي أحمد بن الشيخ يمر فيها بمرحلة الإمتحان من طرف أخيه الأكبر سيدي محمد بن الشيخ أمره هذا الأخير من جملة ما أمر، أن يقوم على غير عادة لوحده برحلة خاصة الى مدينة فاس حيث أحضر له 12 جملا زائدا على العدد المألوف الذي كان قد إعتاد أن يسافر به لشراء القمح تحت إمارة إبن عمه سيدي حكوم الذي يكبره سنا ويفوقه تجربة . وكان هذا أول سفر سيقوم به لوحده.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كلف سيدي محمد أخاه سيدي أحمد بن الشيخ أن يشتري زيادة على كيل القمح والشعير المألوف حمولة الإثنى عشر جملا الأخرى من السلع و المؤن المتنوعة من مدينة فـاس . وقد زوده بالدراهم اللازمة. وبعدما إكتال سيدي أحمد بن الشيخ من الشراردة ما كان كافيا من الحبوب واصل سيره إلى مدينة فاس . فأمضى بها اليوم الأول كاملا يجوب دكاكين سلع التي كان يبتغي يتأمل أصحابها دون أن يشتري أو يكلم أحدا. وقد لفت نظره صاحب دكان لاحظه طوال يومه بين تلاوة القرآن وتصفح الكتب كما لاحظه يتسلم الدراهم دون أن يراجع حسابها .. بل ولا يراقب مساعده الشيء الذي جعله يطمئن إليه .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي الصباح الموالي جاءه مباشرة . وبعدما بادله التحية قال له : " يا سيدي إني أريد أن أشتري منك شيئا من السلعة " . فقال له إذهب إلى المساعد وخذ ما تريد. ثم واصل تصفح كتابه . لكن سيدي أحمد بقي واقفا. فلما إنتبه له صاحب الدكان سأله من جديد ماذا يريد. فأجابه بمثل نفس الجواب : " إني أريد أن أشتري منك شيئا من السلعة " فأجابه بنفس الجواب السابق :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " قلت لك إذهب إلى المساعد وخد ما تريد "[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فقال له سيدي أحمد : " أني أريدك أن تعاملني بنفسك "[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] إنتبه الرجل من هذا الرد وتأمل زبونه فرآه شابا طويلا نحيفا يبدو غريبا يتكلم باللهجة الشرقية وعليه علامات التعب، يرتدي ثيابا رثة، فاستصغره. إلا أنه تواضع ولبى له الطلب قائلا : " طيب هات ما عندك إني رهن الإشارة " . فقال له سيدي أحمد بن شيخ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " أرجوك خذ ورقة وقلما وسجل ما أملي عليك "، وقد زاد هذا الطلب في إستصغاره . لكنه مع ذلك تناول القلم والورقة نزولا عند رغبة الزبون . وقد بدأ الإستصغار يمتزج بالإستغراب حينما بدأ الزبون المتواضع المظهر يملي عليه كميات كبيرة من السلع : سجل كذا قنطارا من القهوة وكذا قنطارا من الشمع وكذا قنطارا من الحنة وكذا قنطارا من كذا وكذا كذا قنطارا من كذا وكذا لفائف من الكتان من نوع كذا ومن نوع كذا " والقائمة طويلة ....[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان صاحب المتجر يسود القائمة وهو على غير ثقة مما يسمع . لأن ثمن مجموع السلعة يتطلب مبلغا كبيرا من المستبعد جدا ـ في تقديره ـ أن يكون بحوزة هذا الشخص البسيط . و مع ذلك فقد إستمر في تسويد اللائحة ولم يقاطع زبونه تأدبا . وعندما أتم الزبون سرد ما يريد و حدد صاحب المتجر الأثمنة كان المجموع مرتفعا بالنظر إلى جودة وكمية السلع، فقال له هل معك كل هذا المبلغ يا رجل ؟ فأجابه سيدي أحمد بن الشيخ قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " نعم إن شاء الله يا سيدي " فسأله صاحب المتجر متعجبا . " سبحان الله ولكنك قلت لي أنك تريد شيئا فقط من السلعة " فأجبه سيدي أحمد بن الشيخ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " يا سيدي قلت ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( قل متاع الدنيا قليل ) " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ولما سمع منه التاجر هذه الآية الكريمة تفاجأ لأنه كان يعتقده أميا، فقام من كرسيه وقبله من جديد تقبيل الإحترام والتقدير طالبا من السماح بعد أن تحقق أن لصاحبه شأنا وإن كانت تزدريه العين . و تمت الصفقة بين الرجلين بعد أن تطوع البائع بتخفيض الثمن بنسبة معتبرة تقديرا منه لما لمس في صاحبه من صفات فاضلة نادرة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وعاد سيدي أحمد بقافلته محملة بمجموع ما كلف به من السلع . كما عاد بفائض مهم من الدراهم من جراء التخفيض الذي حصل عليه . وعندما وصل الدوار كان سيده غائبا . ولما دنا السيد من الدوار لاحظ عددا من الإبل نائخة قرب الخيمة وبقربها مجموعة عامرة من الخناشي . فبدأ يتساءل ما كل هذا . لعل أحمد قد جاء ومعه ضيوف . لكن لماذا أناخ الضيوف جمالهم بقرب الخيمة . وتوالت التساؤلات دون أن تجد لها تفسيرا، ولما وصل بدأ يتفقد الخناشي للتعرف على السلع ويتساءل في نفسه لمن كل هذه السلع يا ترى . وإزدادت حيرته أكثر لما بحث عن الضيوف فلم يجد، حينها أرسل إلى سيدي أحمد بن الشيخ . وبعدما حياه وإستفسره عن أحوال السفر سأله قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " هل جاء معك ضيوف ؟ " فأجاب : لا يا سيدي . ثم سأله ثانية :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]" هل أرسل أحد معك سلعة ما " . فأجاب لا ياسيدي . فقال :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " ولمن كل هذه السلع ؟ فأجابه : إنها سلعتك يا سيدي . فقال :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " ومن أمرك بإحضار كل هذه السلع ؟ " فأجاب : نعم سيدي أنت الذي أمرتني بذلك . قال :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " وهل أمرتك بكل هذا العدد ؟ " فأجاب نعم يا سيدي . قال :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " هل صحيح أن كل هذه السلع فعلا لنا ؟ " . فأجاب نعم سيدي إنها كلها لك . قال له :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " ومن أعطاك ثمنها ؟ " فأجاب : أنت الذي أعطيتنيه . قال :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] " وهل أعطيتك ثمن كل هذه السلع ؟ " . فأجاب :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نعم سيدي أعطيتني ثمنها كلها . وقد عدت لك منه بفائض مهم تنازل لك عنه صاحب المتجر ....[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إندهش السيد إندهاشا كبيرا مما رأى . وبعدما أطرق رأسه هنيهة إستدار نحو أخيه وقال له بلهجة مليئة بالتعجب والإستغراب :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" لتكن " على يقين يا أحمد أني لم أكلفك شخصيا بالسلع الزائدة على المعتاد خصوصا وأنك قد رحلت وحدك . ولو كنت مكلفك ما كنت لأكلفك بكل هذا العدد . ثم أني لم أكن أملك من الدراهم حتى ما يغطي سلعة واحدة " فكيف لي بهذه السلع كلها ! . ولتكن على يقين أني لم أكن إطلاقا على علم بهذه الصفقة ولا توفر لدي ثمنها . فكن على يقين يا أحمد أن الله سبحانه قد أنطق لك ملكا على لساني ليكلفك بهذه المهمة الشاقة وأحضر لك الدراهم اللازمة . كما سخره ليكون لك عونا طوال هذه الرحلة . وما أرى ذلك إلا لخصوص مكانتك عنده " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت هذه إحدى الكرامات البارزة في مستهل حياة هذا الشيخ الشاب وهو لايزال في طور الإمتحان . كرامة زادت السيد يقينا بنجابة التلميذ وعلو مكانته . وتحكي الروايات الموثوقة إن هذه الصفقة كانت جد مربحة لدرجة أنها سدت جميع حاجيات الدوار من تلك المواد لمدة ثلاث سنوات متتالية في الوقت الذي كان يعز وجودها في الأسواق .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن هذه الكرامة يمكن تقدير قيمتها بالنظر إليها من الزوايا الآتية :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] + إن سيدي أحمد بن الشيخ الذي كان لا يزال حدثا تم تكليفه بما لم يسبق إن كلف به حتى ابن عمه سيدي حكوم صاحب التجربة الطويلة في هذا المضمار .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] + إن أخاه سيدي محمد بن الشيخ وإن كلفه في الظاهر قد جزم بأنه لم يكن على علم بذلك بتاتا . كما أكد بأنه لم يكن يملك الثمن الباهض الذي يغطي حمولة الإثني عشر جملا بكاملها .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] + إن سيدي أحمد بن الشيخ رغم كل ذلك قام بالمهمة أحسن قيام وحقق منها فائضا مهما .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] + ثم تكفي شهادة أخيه وأستاذه الذي لم يكن من دأبه في تلك الآونة أن يفتح له المجال، تكفي شهادته بقوله أن الله قد جند له ملكا منذ لحظة التكليف حتى لحظة الرجوع . وما ذلك على الله بعزيز . لأنه سبحانه حينما يريد أن يكرم عبدا من عباده فانه يقوم بالفعل وينسبه له ويمكن التخمين أن هذه الكرامة قد وقعت في أواخر سنة الإمتحان حيث تكون أهم علامة حفزت السيد ليجيز تلميذه بعدها مباشرة .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الشيخ الجيلاني و القصوري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان أحد بني عمومة سيدي أحمد بن الشيخ ويلقب بالقصوري نسبة إلى القصور لأنه إعتاد سكنى المدن مما جعله على غير عادة بالحياة بالبادية . وكان محبا لسيدي أحمد بن الشيخ إعتاد أن يقضي عنده بعض الوقت كل ربيع . وصادف دات مرة أن إلتحق به أثناء الرحيل، وكان عدد الجمال غير كاف لحمل جميع الخيام والمتاع فإضطروا إلى ترك جزء من المتاع وخلفوا عليه السيد القصوري وهو على غير تجربة ولا إلف . ولما إقترب غروب الشمس لاحظ شخصا على فرس حمراء صقعاء يحوم حوله على مقربة دون أن يأتيه أو يكلمه . وبقي على ذلك حتى عادت الإبل لتحمل باقي المتاع . فلما إلتحقوا بالرحيل بدأ سيدي أحمد بن الشيخ يسأل إبن عمه السيد لقصوري مازحا : " يالقصوري ألم تخف حينما خلفناك وحدك ". فأجاب لا يا سيدي . قال له : " ألم يقبل عليك شيء يخيفك" . فأجاب " لا يا سيدي " . فقال له : " ألم ترى شيئا" . فأجاب لا يا سيدي اللهم إلا شخصا على فرس صفراء صقراء رأيته يحوم على مقربة مني ولم يكلمني " . فسأله سيدي أحمد بن الشيخ : " ألم تعرف من هو ذاك الفارس " . فأجاب : "لا يا سيدي ومن أين لي أن أعرفه" . فأخبره قائلا : "إن الفارس هو الشيخ عبد القادر الجيلاني كان يقوم بحراستك وحراسة المتاع إلى حين الرجوع" . فتنهد أسفا على عدم تكليمه والتبرك به.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت هذه حادثة كرامة أخرى من جملة العديد من مثيلاتها التي تؤكد العلاقة الخاصة التي كانت تربط سيدي أحمد بن الشيخ بالشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ونفعنا به ، كما تأكد مرة أخرى قيام الشيخ الجيلاني بخدمة سيدي أحمد بن الشيخ علانية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والجدير بالملاحظة إنه كان بالإمكان أن يخلف شخصا آخر على المتاع . لكن تخليفه لا يعطي للحادثة نكهتها مثلما أعطاها السيد لقصوري الحضري الغير المعتاد بالقيام بمثل هذه المهمات . بل لعل نوعية الشخص الذي تم تخليفه على المتاع هي التي دعت الشيخ الجيلاني إلى الحراسة المذكورة .[/font]
[font=&quot]وهي آتية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]كانت المجاعة أثناء الحرب العالمية قد عمت قطري المغرب والجزائر شأن معظم دول العالم لا بسبب الجفاف فحسب وإنما بالدرجة الأولى كإفراز لمخالفات الحرب، وعلى الرغم من الحالة الجيدة للمواشي آنذاك إلا أن ثمنها كان زهيدا جدا مقارنة مع أثمان المواد الغذائة المرتفعة بشكل لا يطاق بسبب ندرتها إلى درجة أن ثمن مجموع عشرات النعاج السمان كان لا يساوي ثمن القنطار الواحد من المير الرديء مما يبرز الخلل الواضح في ميزان العرض والطلب لمواد المعيشة آنذاك .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي إحدى السنوات القاسية في وسط الأربعينات حيث إشتدت قساوة الظروف إلى أقصى حد، فكر سيدي الحاج الشيخ بفطنته العالية وذكائه النير، وتسليمه الكامل في إيجاد طريقة قد ترفع الحرج والضيق على المخلوقات على مستوى القبيلة . فقرر أن يلج من باب الكرم إذ عمد ذات يوم إلى ذبح شاة سمينة وأطعم عليها ثلة من شيوخ القبيلة كان من عادتهم أن يجتمعوا سويا بالجامع . وكان يوجد من ضمنهم سيدي أحمد بن الشيخ والفقيه الراتب . إلا أن الشيوخ لم يستفسروه عن سبب ذبح الشاة ولا عن مناسبة الوليمة . وفي اليوم الموالي أحضر شاة سمينة ثانية وذبحها وأطعمهم كما فعل في اليوم السا بق . إلا أنهم لم يستفسروه هذه المرة أيضا عن سبب هذا الإ طعام المتوالي . وبدوره لم يفصح لهم عن سبب تصرفه لا صراحة ولا ضمنا . كما أن سيدي أحمد بن الشيخ بدوره صاحب الغنم لم يستفسر إبنه عن سبب تصرفه بهذا الشكل . وفي اليوم الثالث على التوالي أعاد الكرة فذبح الشاة الثالثة وقدمها لشيوخه على نفس النحو. وفي هذه المرة بعدما تناول الشيوخ الطعام بدأوا يتساءلون فيما بينهم ما بال صاحبنا يوالي ذبح غنمه، ماذا عساه يريد من وراء إطعامنا . فأجمعوا أن يكلموه في الأمر . فسأله الفقيه :[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى