موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]سيدي عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ دفين الأبيض التي تسمى بإسمه، وسيدي أحمد المدفون في بوسمغون والذي يحرص أحفاده قبة جدهم سيدي محمد بن سليمان في الشلالة الظهرانية، سيدي الطاهر، سيدي عبد الرحمان، سيدي محمد بودربال أو بولنوار وعدة بنات منهن واحدة تزوجت إبن عمها سيدي سليمان بن سيدي أحمد المجذوب، وثانية إبن عمها سيدي يحي بن صفية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفاته :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي سيدي محمد بن سليمان سنة " 976ه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 1568- 1569م " . قرب ينبوع " عين الحنش " في الشلالة الظهرانية حيث حفر قبره وغسل ودفن من طرف إبنه ووارث أسراره سيدي الشيخ .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شاء القدر أن يدفن الرجل الصالح المتواضع الذي منحته الروايات الشعبية تحبيبا فيه لقب " بنعمان موزع الخيرات " . في أجمل قبة في الجنوب الغربي، القبة التي هي الأخرى رممها حفيده سيدي الدين في بداية القرن 18 . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا حاكمي مصطفى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المراجع :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الطريقة الشيخية في ميزان السنة : للأستاذ أحمد بن عثمان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واحة فجيج تاريخ وأعلام : للأستاذ بنعلي محمد بوزيان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيرة البوبكرية : خليفة بن عمارة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترجمة سيدي أحمد المجذوب رحمه الله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الولي الصالح، الصوفي المجذوب السني سيدي أبو العباس أحمد المجذوب نفعنا الله ببركاته .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إزداد سنة 898ه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 1493م[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قضى طفولته بين أبيه سيدي سليمان وجده من أمه الذي سيرت عائلته منذ بداية القرن 15 مؤسسات دينية في فجيج وربا الشلالة " النحو، الفقه المالكي، الحديث، حفظ القرآن الكريم ...." وعاش في خط أبيه، شهورا محمومة قرب شيخ والده سيدي الشيخ أحمد الملياني، كان يجالس ويخدم يوميا ضيف الشرف الذي يقيم عندهم ويسجل حرفيا كل حديثه واعتبره شيخه الروحي لأنه كان على طريقته ومن مريدين، لكن الشيخ الحقيقي لسيدي أحمد هو والده الذي لقنه ورد الشاذلية وتنظيم الذكر فهو من مريديه الأوائل .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]واصل سيدي أحمد المجذوب المسار الباطني للزهد وإتخذ لنفسه خلوات للعبادة منها التي وجدت في شعاع 30 كلم حول الشلالة وخلوة مشرع الأبيض .... إذ هو الوحيد من بين رجال الدين في الناحية الذي حظي بلقب " المجذوب " ، لم تكن هذه المرتبة من الصوفية في متناول أي واحد، ويستعمل هذا اللفظ لتسمية ذريته " بأولاد سيدي أحمد المجذوب " أو" المجاذبة "[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان نموذجا لمطبق التعاليم الصوفية، وكان عدوا لأصناف الحلول والتسوية، محاربا المشعوذين وكل ذي بدعة في مجال الدين، كما ظهرت على يديه الكريمتين كرامات عديدة وعجيبة مما تدل على علو همته وصدقه في طريق أسلافه كان شيخا موقرا تقيا، يمتطي حماره منتقلا من خيمة لأخرى لإرشاد المسلمين وما عليهم من واجبات وحقوق ....[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تزوج بالسيدة كلثومة أو السيدة أم كلثوم بنت الشريف سيدي بودخيل حفيد مولانا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]غادر بعدها المخيم العائلي وناحية الشلالة للإستقرار مع عائلته الصغيرة في عسلة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أولاده[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثلاثة أولاد سيدي سليمان، سيدي التومي الذي خلف ذرية عديدة، والذي إشتهر بإنشاء زاوية وقد عرف بتعلمه الأمازيغية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبنت حسب الروايات تدعى ذهيبة تزوجت ابن عمها سيدي عبد القادر بن محمد سيدي الشيخ .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان سنيا أشعريا مالكيا شاذليا مثل أجداده، كما يجب أن نأكد من أنه كان له مريدون كثيرون تعلموا منه مبادئ الصوفية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفاته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي سيدي أحمد المجذوب سنة 978ه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 1570م- 1571م . في عسلة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حسب الروايات فإن سيدي أحمد المجذوب دفن في الشلالة في قبة أخيه سيدي محمد وهناك رواية أخرى تقول إنه دفن في عسلة وحسب روايات أحفاده فإن جدهم رحمه الله حسبها بوقبرين، مدفونا في نفس الوقت بالشلالة وفي عسلة وكلاهما مزار معلوم يقصد للتبرك نفعنا الله به وبأسلافه [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا حاكمي مصطفى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المراجع :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الطريقة الشيخية في ميزان السنة : للأستاذ أحمد بن عثمان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واحة فجيج تاريخ وأعلام : للأستاذ بنعلي محمد بوزيان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيرة البوبكرية : خليفة بن عمارة[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ترجمة للا صفية رحمها الله [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هي الولية الصالحة، صاحبة الكرامات والمواهب العرفانية، للا صفية رحمها الله .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولدت حوالي 1510م حسب الروايات أمها من أحلاف تيوت.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تعلمت هي الأخرى كإخوتها البررة على يد والدها الشيخ الصوفي الشهير تعاليم البوبكرية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إتصل سيدي عبد الرحمان بن موسى بسيدي سليمان وأخذ عنه الطريقة الشاذلية وصار له تلميذا وأجازه ليعلم البوبكرية ورفاقهم : القرآن، والفقه، والتصوف، : في فجيج وبني ونيف وظواحيها مدة من الزمن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيدي عبد الرحمان طلب يد للا صفية وتلبية شرط شيخه سيدي سليمان السماحي، رحل إلى صفيصفية للحصول على الوثيقة التي تثبت صفته شريفا، ولما أثبت نسبه الشريف، تزوج من للا صفية، ولمساعدة الزوجين أهدى سيدي سليمان لهما قطيعا من الماشية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي سيدي عبد الرحمان في سن مبكر حوالي 1539م وكان سن للا صفية لايتجاوز 30 سنة، تكلفت بتربية أبنائها الأيتام، سيدي يحي ، وسيدي أحمد ثم سيدي موسى .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ظهرت كرامات عديدة على يد للا صفية، مما تدل على ولايتها، وقربها من الله عز وجل .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أولاد للا صفية ثلاثة أبناء[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1- الولي الصالح سيدي يحي تلميذ سيدي محمد بن عبد الرحمان السهلي، وهو الذي أعطى شهرة لسلالة أولاد أنهار، المتوفي في صفر 1016ه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 1607م، والمدفون قرب سبدو .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2- سيدي أحمد الولي الصالح مشهور المزار في مدينة عين بني مطهر بركنت شرق المملكة المغربية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] 3- سيدي موسى المدفون في تيوت[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ختاما للا صفية الولية الصالحة الشهيرة للأحلاف في تيوت، وأحفادها أولاد نهار في صفيصيفة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفاتها :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفيت للا صفية حوالي 1585م ، ودفنت أول الأمرقرب صفيصيفة ، ثم ظهرت لتنقل إلى تيوت من طرف الأحلاف بعد صراعات بين أحلاف تيوت وسكان صفيصيفة كلا من الطرفين طامعا في بركاتها . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا حاكمي مصطفى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المراجع :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الطريقة الشيخية في ميزان السنة : للأستاذ أحمد بن عثمان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واحة فجيج تاريخ وأعلام : للأستاذ بنعلي محمد بوزيان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيرة البوبكرية : خليفة بن عمارة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ترجمة إمام المالكية شيخ الشيوخ الشيخ كنون شيخ الجماعة بفاس نفعنا الله به[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إمام العلماء والأولياء والصالحين نفعنا الله به مؤلف كتاب اختصار حاشية الرهوني في أربعة مجلدات ضخام وقد طبع مع الأصل في ثمانية مجلدات ضخام ، ومؤلف حاشية على الموطإ في مجلدين مطبوعين ومؤلف كتاب التسلية والسلوان ، لمن ابتلي بالإذاية والبهتان في مجلد مطبوع وكتاب نصيحة النذير العريان لأهل الإسلام والإيمان في التحذير من مخالطة أهل النميمة والغيبة والبهتان في جزء مطبوع وكتاب نصيحة ذوي الهمم الأكياس فيما يتعلق بخلطة الناس في جزء مطبوع وكتاب إيقاظ المفتون المغرور مما تذم عواقبه يوم النشور في جزء مطبوع وكتاب اختصار رسالة العجيمي في الطرق الصوفية الموجودة في عصره وحاشية على شرح التاودي لجامع الشيخ خليل في مجلد وهي حاشية تطفح بالعلم وكتاب شرح همزية الإمام البوصيري وحاشية على شرح الشيخ بنيس لفرائض المختصر وهي مطبوعة وكتاب في النشوز ومايتعلق به وهو مطبوع وكتاب في الشهادة والفتوى والقضاء وشروطها والأحكام المتعلقة بها وكتاب الدرة المبشرة بشرح حديث لاعدوى ولاطيرة وهو مطبوع ونوازله الفقهية وهي مطبوعة واسمها وضوح الدلائل في أجود مهمات المسائل وكتاب الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة في جزء مطبوع وتكميل بترات حاشية ابن زكري على صحيح البخاري وقد طبعت في خمسة مجلدات وكتاب الزجر والإقماع بزواجر الشرع المطاع عن حضور ءالات اللهو والسماع في جزء مطبوع وهو أيضا صاحب الرسائل الشهيرة البديعة كرسالته في التحذير من الإزدراء بالعلماء وتنقيصهم والأمر بتعظيمهم واحترامهم ورسالته في التحذير من الإقامة بأرض العدو الكافر ورسالته في التحذير من تولية الجهال ووجوب عزلهم وإبعادهم عن تدبير أمور المسلمين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]قال الإمام العالم العلامة سيدي محمد بن قاسم القادري في الفهرسة في ترجمته مانصه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان رضي الله عنه كبير الصيت والقدر ، عظيم الجناب والخطر ، ذامهابة ورفعة ، وجلالة ومنعة ، قوالا بالحق لايخشى صولة ظالم ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، جميل المشاركة ، ثابت الملكة ، فتاقا لأبكار العلوم ، دراكا لغوامض الفهوم ، مرجوعا إليه في حل المشكلات ، مقصورا عليه في دفع الشبهات ، له معرفة بالفقه والحديث والتصوف والنحو والأصلين وغير ذلك وقد ضاعت لموته علوم ، لتحريره لها تحرير أهل الإجتهاد على الخصوص والعموم ، وفيه يحق أن يقال ، ويحسن المقال :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حلف الزمان ليأتين بمثله**حنثت يمينك يازمان فكفر [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الإمام العالم العلامة العارف بالله تعالى سيدي محمد بن مصطفى المشرفي في كتاب الدر المكنون في التعريف بالشيخ كنون مانصه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان قدس سره في علم المعقول علما واضحا ، وفي علم المنقول بدرا لائحا ، متى قصدته في فن منهما وجدته بحرا زاخرا ، ومتى سألته عن عويصة لفظت لك أمواجه درا فاخرا ، ومتى درس فنا خلته لم يعرف سواه ، وقطعت بأن جميع عمره أنفقه فيه وأفناه ، ومن الشائع المعلوم أنه فريد دهره ووحيد عصره في سائر العلوم ، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال العلامة الكبير سيدي محمد بن الحسن الحجوي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذاالشيخ من أكبر المتضلعين في العلوم الشرعية الورعين ، المعلنين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وخاتمهم في المغرب ، شيخ شيوخنا وشيخ جل شيوخ المغرب ، رأس علمائه في القرن الثالث عشر بلا منازع ، كان فقيها محدثا نحويا لغويا معقوليا مشاركا محققا نزيها قوالا للحق ، مطبوعا على ذلك ، غير هياب ولاوجل ، مقداما مهيبا ، عالي الهمة دؤوبا على نشر العلم والإرشاد والنهي عن المناكر والبدع التي تكاثرت في أيامه ، لايخشى في الحق لومة لائم ، يحضر مجلسه الولاة والأمراء أبناء الملوك وغيرهم يصرح بإنكارأحوالهم وماهم عليه مبين لهفواتهم غيرمتشدق ولا متصنع بل تعتريه حال ربانية ، ولكلامه تأثير على سلطان النفوس ، رزق في ذلك القبول والهيبة [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الشيخ سيدي عبد السلام بن عبد القادر بن سودة في إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع مانصه[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي ليلة الجمعة أول يوم من ذي الحجة توفي محمد بن المدني بن علي كنون خاتمة المحققين وإمام المدققين الحافظ المشارك المدرس النفاعة الكثير التلامذة -إلى أن يقول - شيخ الجماعة بفاس في وقته ، الشيخ الشهير والحجة الكبير ، له حاشية على الموطإ واختصار حاشية الرهوني على شرح الشيخ عبد الباقي الزرقاني على المختصر للشيخ خليل والدرر المكنونة في النسبة المصونة إلى غير ذلك من التآليف النافعة ، ألف في ترجمته تلميذه محمد بن مصطفى المشرفي الحسني الآتي الوفاة عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف تأليفا سماه الدرر المكنون في التعريف بالشيخ كنون [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال العالم العلامة الشهيرسيدي الشيخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري نفعنا الله به في كتابه الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى في حوادث سنة اثنتين وثلاثمائة وألف مانصه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد غروب الشمس من ليلة الجمعة فاتح ذي الحجة من السنة المذكورة - يعني سنة 1302 هجرية - توفي الفقيه العلامة البارع أبوعبد الله محمد بن المدني كنون عالم فاس والمغرب وصلي عليه عقب صلاة الجمعة بجامع الأندلس من فاس حرسها الله ودفن بالموضع المعروف بالقباب ، وكان رحمه الله فقيها عالما متضلعا قوالا بالحق صادعا به لايهاب في ذلك كبيرا ولاصغيرا ولقد امتحن في ذلك من قبل السلطان فلم يفل ذلك من غربه ولم يوه من صرامته ولاحده ، وله عدة تآليف من أحسنها اختصار حاشية الرهوني على مختصر الشيخ خليل جدد الله عليه الرحمات ءامين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال العلامة الشيخ سيدي أبوعبد الله محمد بن مخلوف المالكي في شجرة النور الزكية في طبقات المالكية في ترجمته مانصه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبوعبد الله محمد بن المدني كنون ، العلامة الجامع لكثير من الفنون ، القدوة الفهامة الكبير الصيت والباع ، المخصوص بالحظوة التامة ومزيد الإرتفاع ، كان معروفا بالعدالة ، ذامهابة وجلالة ، دؤوبا على الإرشاد ونصح العباد ، من أعيان الصوفية الزهاد ، انتهت إليه الرئاسة في الفقه ، أخذ عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الحجرتي المختصر بسنده لمؤلفه وعن الشيخ محمد الصالح الرضوي والوليد العرافي وأبي بكر بن كيران والبدر الحموي وعبد السلام بوغالب والطالب بن سودة وجماعة وبه انتفع الكثير من الشيوخ منهم محمد بن قاسم القادري والمهدي الوزاني له تآليف منها اختصار حاشية الرهوني على المختصر وحاشية على شرح بنيس على فرائض المختصر والدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة - إلى أن يقول - والزجر والإقماع في تحريم ءالات اللهو والسماع نصيحة الأكياس فيما يتعلق بخلطة الناس وتأليف في الغيبة والنميمة والبهتان وحاشية على الموطإ وغير ذلك توفي سنة اثنتين وثلاثمائة وألف وكان الإحتفال بجنازته بالغا الغاية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ترجمة إمام المالكية شيخ المشايخ الإمام أبي علي اليوسي نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا الإمام الذي يقول فيه الإمام محمد بن ناصر الدرعي نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أباعلي جزيــــت الخيـر والنعمـا**ونلت من ربنـا كل المنى قسما[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يامرحبا بك كل الر حب مابرحت**قرائح الفكر منكم تجتني حكما[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فمنذ خاطبه بها فاض بحره وكثر علمه وخيره ، وعظم لدى الأنام مكانه وقدره ، وانطلق على الألسنة حمده وشكره ، وشاع في الآفاق صيته وذكره ، وكثر في العاملين إحسانه وبره ، ولاحت شموسه وبدوره ، وتنورت والله بالعلم والعمل والمعارف صدوره ، واستقامت أحواله وأموره .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويقول فيه الإمام أبوسالم العياشي نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من فاته الحسن البصري يصحبه**فليصحب الحسن اليوسي يكفيه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول فيه الإمام أبوالعباس الهشتوكي نفعنا الله به مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخنا فارس المعقول والمنقول العالم الرباني بحر العلوم والمعاني عمدة المسلمين وخاتمة المحققين مولاي أبوعلي الحسن بن مسعود بن محمد اليوسي نفس الله في عمره للإسلام ، لازمته ماينيف على عشرين سنة ، وأخذت عنه الفقه والحديث ، والتفسير والسير واصطلاح الحديث ، والإعراب والتصريف والنحو ، والمنطق والعروض والقوافي ، والتوحيد ، والأصول ، والمعاني والبديع والبيان ، وقراءة القرءان وأحكامه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفتح الله علي على يده وخدمته بنية خالصة . ورأيت لقراءته البركة الكثيرة ، ونصحني فكثر اعتمادي عليه والحمد لله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول فيه الإمام العالم العلامة الشهير سيدي أبوعبد الله الحضيكي في الطبقات : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان رضي الله عنه بحرا في العلوم العقلية والمواهب اللدنية والحكم الربانية ، فهو سعد الدين التفتزاني والجرجراني لزمانه ، بحيث يقبل ويرد من كلامهم . وسأله يوما سائل في درسه عن مسألة ، فقال له : اسمع مالم تسمعه من إنسان ، ولاتجده محررا في ديوان ، ولاتراه مسطرا ببنان ، وإنما هو من مواهب الرحمن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما تصدر للتفسير بجامع الأشراف بمراكش مكث في تفسير الفاتحة قريبا من ثلاثة أشهر ، يبدي في كل يوم أسلوبا وتحريرات عجيبة ، فتعجب الناس لحسن إلقائه ، وليس ذلك من مطالعة كتب التفسير ، بل ربما بات عند ضريح بعض الأولياء ماطالع كتابا ولاراجع كلاما ، فيصبح ويلقي من العلوم مايبهر العقول ، ويحير الألباب والأذهان ، وفضل الله يؤتيه من يشاء .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالجملة فهو رضي الله عنه خاتمة العلماء وآخرهم ، حتى قيل إنه المجدد على رأس هذه المائة ، بعثه الله مجددا للدين وناصرا للإسلام .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال العالم العلامة سيدي أبوعبد الله محمد بن الطيب في نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان رحمه الله عالماً ماهراً في المعقول والمنقول، بحرا زاخرا في المعارف والعلوم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الإمام العالم العلامة أبوعبد الله الافراني نفعنا الله به في" صفوة من انتشر من صلحاءالقرن الحادي عشر" في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ الإمام علم الأعلام شيخ الإسلام آخر علماء المغرب على الإطلاق، ومن وقع على علمه وصلاحه الإجماع والإتفاق[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]قال الإمام العالم العلامة الشهير سيدي أبوعبد الله الحضيكي في الطبقات في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الشيخ أبوالعباس الهشتوكي فيه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخنا فارس المعقول والمنقول العالم الرباني بحر العلوم والمعاني عمدة المسلمين وخاتمة المحققين مولاي أبوعلي الحسن بن مسعود بن محمد اليوسي نفس الله في عمره للإسلام ، لازمته ماينيف على عشرين سنة ، وأخذت عنه الفقه والحديث ، والتفسير والسير واصطلاح الحديث ، والإعراب والتصريف والنحو ، والمنطق والعروض والقوافي ، والتوحيد ، والأصول ، والمعاني والبديع والبيان ، وقراءة القرءان وأحكامه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفتح الله علي على يده وخدمته بنية خالصة ، وماغششته ولاغيره ، والحمد لله قط . ورأيت لقراءته البركة الكثيرة ، ونصحني فكثر اعتمادي عليه والحمد لله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ رضي الله عنه عن شيوخ أجلة عديدة غير قليلة ، وطائفة صالحة جليلة ، منهم شيخنا ابن ناصر ، ومنه توج تاج العرفان ، ونال غاية الأماني والأمان. وقد قدم عليه في أعوام الستين وألف بقصد العلم فبدأ بقراءة "التسهيل " فقرأ الخطبة ، فدخل الشيخ فرحا وكتب له بالبيتين عليه ، وأنشد له الشيخ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أباعلي جزيــــت الخيـر والنعمـا**ونلت من ربنـا كل المنى قسما[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يامرحبا بك كل الر حب مابرحت**قرائح الفكر منكم تجتني حكما[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قال: فمنذ خاطبه بها فاض بحره وكثر علمه وخيره ، وعظم لدى الأنام مكانه وقدره ، وانطلق على الألسنة حمده وشكره ، وشاع في الآفاق صيته وذكره ، وكثر في العاملين إحسانه وبره ، ولاحت شموسه وبدوره ، وتنورت والله بالعلم والعمل والمعارف صدوره ، واستقامت أحواله وأموره .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأخذ أيضا عن أبي بكر المضغري وأبي السلطان عبد العزيز الفلالي وأبي مهدي عيسى السكتاني وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الهشتوكي . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي بلاد سوس عن أبي زيد التمنرني عن الشيخ عبد الله بن المبارك الأقاوي ، عن الولي الصالح سيدي إبراهيم بن محمد عن والده سيدي محمد بن إبراهيم عالم جزولة وقطبها . وأخذ أيضا عن الشيخ محمد بن عبد القادر بتينزرت وعن الشيخ محمد بن سعيد السملالي وعن الشيخ محمد بن عبد الله السملالي والشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله أخي الشيخ الصالح سيدي إبراهيم بن عبد الله من غابة الطير السملالي وعن الأديب أبي السلطان عبد العزيز الرسموكي وغيرهم في قاعدة جزولة إليغ ، استفاد منهم واستفادوا منه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم ارتحل منها برسم الإقامة بتردنت بأمر السلطان أبي الحسن علي بن محمد بعد أن أكرمه غاية الإكرام ، على أن يتصدر للتدريس بها ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم سمع بأخبار القطب ابن ناصر وعلى ماهو عليه من إقامة الدين ونشر العلوم ـ فترك ذلك كله ، وقصد الشيخ القطب ، فأخذ عنه " التسهيل" واللغة والفقه والتصوف وغيرذلك ، ففاض من بركته بحره وعظم قدره ونفعه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم ارتحل فحضر مجلس أبي الحسن علي بن العباس بجبل دمنات ثم منه إلى الزاوية البكرية بالدلاء فاقتبس من أيمتها الأعلام واقتبسوا منه فأخذ العربية وغيرها عن شيخنا المرابط محمد بن محمد بن أبي بكر شارح "التسهيل " وغيره ومعه تذاكر العربية و"تصريف المكودي" و"سعد الدين" و"جمع الجوامع" ومع شيخنا محمد الطيب بن المسناوي بن الولي سيدي محمد بن أبي بكر ، وعنه حقق من المعقول.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم تصدر رضي الله عنه بهذه الزاوية البكرية للتدريس ونشر العلم فانتفع به الناس . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تفقه به خلق كثير فعظم أمره وقدره ، وشاع صيته ، فتوجه الطلبة إليه من كل جانب وأقصى المشارق والمغارب .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال رضي الله عنه في فهرسته : كنت في صغري نفورا من التعلم وأختفي في طريق الصبيان ، فإذارجعوا من المكتب جئت معهم كأني قد قرأت معهم ، وسبب ذلك أني كنت شديد الحياء ، وألقي في وهمي أن من دخل المكتب كيف يتأتى له أن يخرج لقضاء حاجة الإنسان؟ وكيف يمكنه أن يذكر ذلك أويشاور عليه المؤدب ؟ فلم يمكني إلا الهروب ، فمكثت على ذلك مدة ، ثم توفيت والدتي ، فتنكرت علي الأرض وأهلها كما قال الشاعر:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فما الناس بالناس الذين عهدتهم**ولا الدار بالدار التي كنت تعرف[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان ذلك بسبب الفتح فألقى الله في قلبي قبول التعليم فدخلت أتعلم ، ثم جعلت أطلب والدي أن يغربني إلى الأمصار طلبا للقراءة ، فغربني لناحية القبلة ، فختمت "القرءان العظيم" ، ثم رجعت لبلادنا ، فذهبت لزيارة الولي الصالح سيدي أبي يعزى وقد وقع في سمعي أن الناس يطلبون الحوائج عنده فحضر في عقلي ثلاث حوائج : العلم والمال والحج ، وذلك مبلغ عقلي في صغري ، فحصل ذلك والحمد لله .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان معلمي للقرءان هو أبو إسحاق بن يوسف الحداد اليوسي ، واستفدت منه فوائد ، فكان عنده مجموع فيه " المورد العذب " و"بحر الدموع " للإمام ابن الجوزي ، فكنت آخذه وأنظر فيه حكايات الصالحين كأويس القرني ، وإبراهيم بن أدهم ، وإبراهيم الخواص ، وغيرهم ، فانتقشت تلك المآثر في عقلي ، ووقعت حلاوتها في قلبي ، فكان ذلكجديرا لما أنعم الله به علي من الإيمان بالطريقة ومحبة أهلها والتسليم لهم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم شرعت في طلب العلم إلى أن فتح الله علي بما فيه فتح ، وكانت قراءتي كلها أوجلها فتحا ، ورزقت - ولله الحمد - قريحة وقادة ، وفطنة ذكية ، فقد أسمع بعض الكتاب ويفتح الله علي في جميعه فتحا ظاهرا ، وأبلغ فيه مالم يبلغه من سمعته منه ، ورب كتاب لم أسمعه أصلا ، غير أن سماع البعض في كل فن صار بذرا للفتح وتتميما لحكمة الله في سنة الأخذ عن المشايخ ، ولاتستوحش مما ذكرناه من قلة سماع الكتاب والفنون ظنا منك أن الربح يكون أبد على قدر رأس المال . كلا فقد يبلغ الدرهم ألف مثقال ، وماذلك على الله بعزيز[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقال رضي الله عنه في "محاضراته" : إني لأرجو أن أكون إن شاء الله رؤيا والدي ، ودعوة أستاذي ، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أمارؤيا الوالد فإنه قال : رأيت عيني ماء إحداهما لي والأخرى لعلي بن عثمان ، والد ابن عمنا أبي سعيد عثمان بن علي ، وكانت العين التي هي لي أقوى ماء وأكثر فيضا ، ففسر ذلك بمولودين ينتفع بهما ، فولد لعلي وولدت أنا أيضا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما دعوة أستاذي وهو شيخ الإسلام وعلم الأعلام أبوعبد الله سيدي محمد بن ناصر ، فإنه لما قدم من المشرق في حجته الثانية صنعت " القصيدة الدالية " في مدحه وتهنئته بالحج ، فأدخلها إليه ولده الفقيه الناسك الفاضل أبومحمد عبد الله ، فخرج إلي وقال لي : يقول لك الشيخ : جعلك الله عينا معينا يستقي منها أهل المشرق وأهل المغرب ، وشمسا يستضيء بك أهل المشرق وأهل المغرب .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد قال له لما لقيه في رجوعه من الحرم : لقد رأيت العجب ، إني كلما انتصبت للدعاء وشرعت في كل مشهد ، أدعو للأحبة والإخوان جملة ، حضرت أنت في قلبي ، وألقى الله في قلبي الدعوتين : جعلك الله عينا معينا ، إلخ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه حقق الله له ذلك ، وأجاب دعاء الأستاذ فيه ، قد انتفع به سائر الآفاق وتفقه به من لايحصون كثرة ، وأقبلت عليه الطلبة للأخذ عنه من كل وجه ، ودرس في الزاوية البكرية حتى استولى عليها السلطان الرشيد ، وثلها - أي هدمها - عام تسعة وسبعين وألف ، فرحل لفاس وتصدر فيه للتدريس ، وأقبل عليه الناس وازدحموا عليه ، وتخلف عنه بعض الحسدة ، حتى إنه سحر الشيخ - رضي الله عنه - إذاجلس على كرسي تدريسه أخذه صداع شديد ، وإذا قام زال عنه ذلك .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه بحرا في العلوم العقلية والمواهب اللدنية والحكم الربانية ، فهو سعد الدين التفتزاني والجرجراني لزمانه ، بحيث يقبل ويرد من كلامهم . وسأله يوما سائل في درسه عن مسألة ، فقال له : اسمع مالم تسمعه من إنسان ، ولاتجده محررا في ديوان ، ولاتراه مسطرا ببنان ، وإنما هو من مواهب الرحمن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما تصدر للتفسير بجامع الأشراف بمراكش مكث في تفسير الفاتحة قريبا من ثلاثة أشهر ، يبدي في كل يوم أسلوبا وتحريرات عجيبة ، فتعجب الناس لحسن إلقائه ، وليس ذلك من مطالعة كتب التفسير ، بل ربما بات عند ضريح بعض الأولياء ماطالع كتابا ولاراجع كلاما ، فيصبح ويلقي من العلوم مايبهر العقول ، ويحير الألباب والأذهان ، وفضل الله يؤتيه من يشاء .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالجملة فهو رضي الله عنه خاتمة العلماء وآخرهم ، حتى قيل إنه المجدد على رأس هذه المائة ، بعثه الله مجددا للدين وناصرا للإسلام . وقال فيه أبوسالم العياشي :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من فاته الحسن البصري يصحبه **فليصحب الحسن اليوسي يكفيه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال : وكتب إلي الإمام العلامة أبوعبد الله محمد بن سعيد السوسي بأبيات يذكر فيها أنه على عقد المحبة ، وفي آخرها :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد تحببت لي فضلا خصصت به**بين الورى حبذا حب ابن مسعود[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فعلمت أنه يوري عن ابن مسعود الصحابي رضي الله عنه ، فقلت : إن هذا كله من نعم الله تعالى التي يسر بها الإنسان ، وهو موافقة اسمه أواسم أبيه لأسماء الأخيار .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه من أكابر المحبين ، وأصفياء الله المتقين ، كثير الزيارة لقبور الصالحين ، بحاثا عن قبورهم ، حتى أظهر كثيرا من المزارات المندثرة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتواليفه رضي الله عنه تغني عن مدركه ، له حاشية على الكبرى وحواشي شرح مختصر السنوسي وشرح "لاإله إلا الله " في مجلد وشرح جمع الجوامع للسبكي لم يكمل ، ولوكمله لأغنى عن جميع الشروح ، وكتاب زهر الأكم في الأمثال والحكم " لم يكمل ، وكتاب القانون -[ وهوكتاب يتكلم فيه على التدريس والتعليم وهو مطبوع ]- و"المحاضرات" ، و"الدالية" ، وشرحها ، و" القول الفصل في الفرق بين الخاصة والفصل " وفقهية نظما ونثرا ، ورسائل وأدعية منظومة ، ورسائل كثيرة ، وقصائد عديدة ، وقد جمع أصحابه له ديوانا كبيرا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفوائده - رضي الله عنه - وأخباره الرائقة وأحواله الجميلة الصادقة النافعة لاتسعها مجلدات .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي - رحمه الله ورضي عنه ونفع به - ببلده مرجعه من الحج ليلة الاثنين الثالث والعشرين من ذي الحجة عام اثنين ومائة وألف ، ودفن [بتمززيت] بمقبرة من قرية صفرو ، ثم انتقل بعد نحو عشرين عاما إلى موضع ءاخر فوجد كما دفن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال العالم العلامة سيدي أبوعبد الله محمد بن الطيب في نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان رحمه الله عالماً ماهراً في المعقول والمنقول، بحرا زاخرا في المعارف والعلوم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الإمام العالم العلامة أبوعبد الله الافراني نفعنا الله به في" صفوة من انتشر من صلحاءالقرن الحادي عشر" في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ الإمام علم الأعلام شيخ الإسلام آخر علماء المغرب على الإطلاق، ومن وقع على علمه وصلاحه الإجماع والإتفاق[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترجمة إمام المالكية شيخ علماء المغرب الإمام ميارة مؤلف شرح العاصمية وزبدة الأوطاب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترجمة إمام المالكية شيخ علماء المغرب ولي الله الإمام ميارة الفاسي الإمام المنفرد بجودة التصانيف وسلاسة العبارة وحسن الإشارة مؤلف شرح العاصمية في سفرين كبيرين وزبدة الأوطاب في اختصار الحطاب على خليل في ثلاثة أسفار كبار والدر الثمين على المرشد المعين للإمام ابن عاشر وشرح لامية الزقاق وغير ذلك[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال في نشر المثاني في ترجمته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العلامة الدراكة الفهامة المختص بالإتقان وحسن التصريف المنفرد عن أهل عصره بجودة التصنيف وسلامة العبارة وحسن الإشارة أبوعبد الله سيدي محمد بن أحمد ميارة الفاسي الدار والقرار قال فيه أبوسالم في فهرسته الفقيه المتفنن ومن التتلمذ له على كل طالب متعين سمعت عليه جملة من كتب الفقه وسمعت من لفظه شرحه الصغير على المرشد المعين بأجمعه وةثيرا من شرحه على لامية الزقاق وغير ذلك من مروياته انتهى وأثنى عليه غير واحد من الأصحاب المعتبرين كالإمام سيدي أحمد بن علي السوسي وأبي العباس الأبار وأبي حامد محمد العربي الفاسي وأبي عبد الله محمد المرابط الدلائي وغيرهم فيما كتبوا له على شرحه للمرشد وشيخه الإمام أبي الحسن علي البطيوي فيما أجازه فيه من مروياته عن القصار عن رضوان حسبما تضمنت ذلك إجازته له وتلقى الناس تآليفه بالقبول وأذعنوا لها مابين فاضل ومفضول وعم نفعها في البلاد وشاع فضلها في العباد فمنها شرحاه على نظم الشيخ ابن عاشر المسمى بالمرشد المعين على الضروري من علوم الد ين الأكبر والأصغر وشرح لامية الشيخ أبي الحسن الزقاق وقد أشير إلى هذه الثلاثة قبل ومنها تكميل المنهاج ذ يل به نظم الشيخ الزقاق المذ كور المسمى بالمنهج المنتخب ومنها شرح تحفة ابن عاصم في الأحكام ومنها نصيحة المغترين في الرد على ذ وي التفرقة بين المسلمين ومنها زبدة الأوطاب في اختصار الحطاب شرح مختصر خليل في ثلاثة أسفار وشرع في شرح مختصر خليل فبلغ فيه إلى الوقت المختار وكان حريصا على العلم وتحصيله ونشره للناس وتفصيله وله تقاييد وأجوبة وأنظام كثيرة وشاعت كل هذه التواليف وانتشرت وقد خلا الزمان من مثلها واعترف أهل هذه الأعصار بفضلها وذكره أبوزيد الفاسي فيمن انتفع بعم جده العارف بالله سيدي عبد الرحمن في كتابه أزهار البستان فقال مانصه شيخ المذهب وحامل لوائه والبدر المشرق في سمائه العلامة الفهامة النوازلي أبوعبد الله محمد بن أحمد ميارة ممن لازم القراءة عليه والسماع منه وأجازه فيما يصح له وعنه ومولده سنة تسع وتسعين وتسعمائة وتوفي بعد ضحى يوم الثلاثاء ثالث جمادى الثانية سنة اثنين وسبعين وألف ود فن بداره التي صارت الآن روضة عليه ومقبرة لغيره قرب سيدي عزيز أقصى د رب الطويل من فاس القرويين - إلى أن قال - ومن ثناء محمد بن المرابط الدلائي عليه مما كتبه على على المرشد هذه الأبيات[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ترجمة إمام المالكية شيخ المشايخ الإمام أبي العباس أحمد بن ناصرالدرعي نفعناالله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- هذا الإمام الذي يقول فيه الإمام العالم العلامة قاضي الجماعة الإمام عبدالكريم بن أحمد التنفوي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مات أبو العباس شيخ الورى*** فاربدّ وجه الأفق واستغبرا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى أن يقول:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جمع كل المجد في ذاته*** وليس ذا في العقل مُستنكرا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قد أخمد البدعة في عصره *** وسنة المختار قد أظهرا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]-هذا الإمام الذي يقول فيه الإمام العالم العلامة الشهير سيدي أبوعبد الله الحضيكي في الطبقات :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان - رضي الله عنه - لايفتر لسانه عن ذكر الله في كل وقت ، ويقرأ من {المصحف}خمسة أحزاب كل يوم ويختمه مع {تنبيه الأنام} في اثني عشر يوما ، وثلث {دليل الخيرات} ويختمه كل يوم جمعة ب : { الغنيمة} وسبعين ألفا من لاإله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويقوم أكثر الليل ويصوم الأشهر الحرم وشعبان وستة من شوال ، ويصوم يوما ويفطر يوما إلا الأربعاء والخميس فإنه يصومهما معا دائما .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فهذا دأبه في الحضر والسفر رضي الله عنه . ويكثرالنوافل ويصلي الضحى ثماني ركعات وأربعا قبل الظهر ، وأربعا قبل العصر ، وستا بعد المغرب ، ويستغفر الله دبر كل صلاة مائة مرة ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، ويقرأ سورة الملك والسجدة بعد العشاء ، ويصلي صلاة التسبيح ، ويكثر التفكير في أمر الآخرة والتضرع والدعاء [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]-هذا الإمام الذي ألف غير واحد من الأيمة في مناقبه منهم تلميذه العالم العلامة شيخ الطائفة الشاذلية ووارث الصديقية العظمى وحائز أنوار الخصوصية والعناية الربانية سيدي الحسين بن محمد الشرحبيل البوسعيدي الدرعي. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- هذالإمام الذي يقول فيه الإمام العالم العلامة الشهير سيدي التاغرغارتي في كتابه الشهير "مختصر طبقات الحضيكي " مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كل خير ظهر في المغرب وسوس من علم أوجاه أومال ، فأصله من بركة ابن ناصر .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الإمام العالم العلامة الشهير سيدي أبوعبد الله الحضيكي في الطبقات في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الشيخ الإمام الكبير السني الأورع الأزهد الصوفي المحقق الأكمل الأفضل الجامع بين الشريعة والحقيقة بحر العلم والكرم شيخ الطوائف ومربي المريدين وناصح الإسلام ، وسيلتي وشيخي وشيخ أبي وشيخ جدي . وكان أبي رحمه الله يقول لي : هو الذي بدأ لك في لوحتك وأنت صبي عند سيدي أحمد موسى لمازاره الشيخ رحمه الله .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان - رضي الله عنه - مقيما للسنة النبوية والشريعة المحمدية ، حريصا على إحياء السنن وإخماد البدع ، شديدا على أهل البدع والضلال ، قوالا للحق ، لايخاف في الله لومة لائم ، قواما صواما ، فظهر به مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : لاتزال طائفة من أمتي بالمغرب ظاهرين على الحق لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله .كما قال علماء فاس رضي الله عنهم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فعم نفعه البلاد والعباد وصارت بركته وصيته في الأرض ،وسرى سره بحمد الله في القلوب ، ووضع له القبول في الأرض ، وتزاحم على بابه الركبان ، وتسارع الناس إليه من كل وجه ، وشدت المطايا له من أقاصي الأرض ، فأشرقت القلوب وانبسطت النفوس ، ونشطت لعبادة خالقها ، وذهب عنها البؤس ببركة إحياء السنة واتباع الشريعة المصطفوية ، حتى اشتهر ذلك في عالم الأرض عند القريب والبعيد ، وهدى الله بد - رضي الله عنه - أكثر العباد .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان - رضي الله عنه - في كل خصلة من خصال الخير ءاية من ءايات الله لايبارى فيها ولايجارى . ولقد أقام الزاوية لإقامة دين الله ، ولإطعام الطعام ، تزدحم عليه وفود العرب والعجم ، ويأوي إليه من المساكين والفقراء وطلبة العلم والمجاورين المقيمين من الفقهاء والمدرسين والعباد بأهاليهم وأولادهم ، يأكلون ويشربون بفضل الله تعالى من لايحصون عددا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان - رضي الله عنه - جزأ زمانه ؛ لكل وقت ورد وعبادة ، ولايغفل اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم . وكانت له همة عالية ، وجد فائق ، وعزم وحزم في سائر الأمور وأنواع الطاعات ، مواظبا على سرد الحديث وعلومه والتفسير وعلوم القوم وأصول الدين .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان - رضي الله عنه - متضلعا متبحرا في كل علم وفن ، حتى في علم القراءات والرسم والتوقيت والتعديل .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحج - رضي الله عنه - بيت الله الحرام ، وزار نبي الله سيد الأنام مرات ، ولقي مشايخ الحرمين الشريفين ومشايخ الشام واليمن والعراق ومصر ، وتبرك منهم وتبركوا منه ، واستفاد منهم واستفادوا منه ، وأجازوه في جميع فنون العلم بعد أن أخذها عن أبيه الإمام الكبير . حضر عليه التفسير والحديث والعقائد والعربية وغير ذلك ، وسمع من الإمام أبي سالم العياشي {الصحيح} وأجازه فيه وفي غيره ، وعن أبي عبد الله بن أبي الفتوح التلمساني ، وعن الفقيه أبي العباس أحزي الجزولي ، وعن الإمام سيدنا ملا إبراهيم بن حسن الكردي بالحرم وأجازه ، وعبد الله بن سالم البصري ، وأبي العز بن أحمد العجمي ، والشيخ العناني وغيرهم ممن كان في رحلته المفيدة العديمة النظير .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان - رضي الله عنه - من أكابر العلماء العارفين ، قد تصدر لإرشاد الناس وتربيتهم ووعظهم ، وتلقين الذكر بأمر والده الإمام الحجة المشهور ، فسلك مسلك أشياخه وحذا حذوهم .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وأما كراماته الظاهرة ومكاشفاته وبركاته - رضي الله عنه - وفضائله فلا يأتي عليها ديوان ولاعد ولاحد ، منها أنه كان - رضي الله عنه - جلس في حجته الأخيرة تجاه الحجرة الشريفة فجعل الناس يتساقطون عليه للأخذ عنه والتبرك به ، فقال بعض الفقهاء ممن أخبر بالقصة في نفسه : هذا الشيخ مغرور ، كيف يتصدى لهذا الأمر وينبسط له في هذا المقام العظيم ، وأكابر الأنبياء والملائكة يخضعون ويتأدبون فيه ؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الفقيه : فكاشفني الشيخ بما في نفسي ، فقال لي : والله ماجلست لماترى حتى أمرني النبي صلى الله عليه وسلم به ، وما انبسطت له حتى خوفت وهددت بالسلب .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الفقيه : فسقطت عليه وقبلت يده ، فقلت : إني تبت إلى الله تعالى ، فدعا لي .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكفى به كرامة استقامته التامة ظاهرا وباطنا ، واتباعه الكتاب والسنة والسلف الصالح من صباه إلى موته - رضي الله عنه - ليلة الجمعة منتصف ربيع الثاني سنة تسع وعشرين ومائة وألف ، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد قال الشاذلي : ولاكرامة فوق الإستقامة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان - رضي الله عنه - لايفتر لسانه عن ذكر الله في كل وقت ، ويقرأ من {المصحف}خمسة أحزاب كل يوم ويختمه مع {تنبيه الأنام} في اثني عشر يوما ، وثلث {دليل الخيرات} ويختمه كل يوم جمعة ب : { الغنيمة} وسبعين ألفا من لاإله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويقوم أكثر الليل ويصوم الأشهر الحرم وشعبان وستة من شوال ، ويصوم يوما ويفطر يوما إلا الأربعاء والخميس فإنه يصومهما معا دائما .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فهذا دأبه في الحضر والسفر رضي الله عنه . ويكثرالنوافل ويصلي الضحى ثماني ركعات وأربعا قبل الظهر ، وأربعا قبل العصر ، وستا بعد المغرب ، ويستغفر الله دبر كل صلاة مائة مرة ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، ويقرأ سورة الملك والسجدة بعد العشاء ، ويصلي صلاة التسبيح ، ويكثر التفكير في أمر الآخرة والتضرع والدعاء ، إلى غير ذلك مما خصه الله به من الكرامة والعبرة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ووجد بخط والده أبي عبد الله محمد بن ناصر / مانصه : ولد أحمد نصف ليلة الخميس الثامن عشر من رمضان عام سبعة وخمسين وألف هجرية ، أحياه الله حياة طيبة ، ووهب له الصديقية العظمى بمولانا محمد صلى الله عليه وسلم :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولادته "شنز"وعمره "عب" كذا**وإن تعتبر عام الوفاة ف "شقطك"[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"وفي الحنين والشوق إلى الشيخ أبي العباس بن ناصر نفعنا الله به يقول قاضي الجماعة بشفشاون سيدي محمد الحوات العالم العلامة الشهير نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أريـــح أحبــة بانــوا صلينا **فإنا من بعـــادهم صلينـا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى أن يقول :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبي العباس محيي كل فضل**ومكرمة أميتت مذ سنينا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبي العباس منبـــع كل سر**يروي واردين وصادرينـا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الإمام العالم العلامة الشهير أبوعبد الله الافراني نفعنا الله به في كتابه الشهير "صفوة من انتشر من أخبار صلحاءالقرن الحادي عشر" في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان رحمه الله إمام وقته علما وعملا قوالا بالحق شديد الشكيمة على أهل البدع لاتأخذه في الله لومة لائم متصاونا مقبلا على مايعنيه متابعا للسنة في أقواله وأفعاله حريصا على إحياء السنن وإماتة البدع فهدى الله به أقواما ونفع به أناسا كثيرا ولقد كان بعض أشياخ العلم بفاس يقول في الحديث الشهير : لاتزال طائفة من أمتي بالمغرب ظاهرين على أمر الله لايضرهم من خالفهم حتى يأتي الله" :إن لم تكن هذه الطائفة الآن بتمكروت فلست أدري من هم ؟ لإقامة السنن فيها على وصفها المألوف ،وكان رحمه الله مثابرا على التعليم مكبا على المطالعة قائما على البخاري وغيره من الكتب الحديثية ، مقسما أوقاته ، معمرا لها بأنواع الطاعات من تلاوة ومطالعة وتقييد ونوافل ، وكان حافظا للسانه عارفا بزمانه[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]سيِّدى عبد السلام بن بشيش رضي الله تعالى عنه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] من طرف محمد فتحي في الجمعة مايو 23, 2008 10:56 [/FONT][FONT=&quot]am[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]نسبه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ذكر فى الطبقات الشاذلية للحسن بن الحاج محمد الكوهن: هو سيدنا ومولانا عبد السلام بن سيدنا بشيش ينتهي نسبه إلى مولانا الحسن بن على [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من محاسنه الجميلة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال في وصفه قطب دائرة المحققين أستاذ مشايخ أهل المشرق والمغرب وسند الواصلين إلى أنجح المطالب، قطب الوجود وبقية أهل الشهود والغوث الجامع لأسرار المعانى، غوث الأمة وسراج الله، صاحب العلوم اللدنيَّة والمعارف الرَّبانية الجامع بين علم الشريعة والحقيقة لم تَطُلعِ الشمسُ على مثله فى زمنه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويقول عنه صاحب الدرر البهيَّة: هو القطب الأكبر والعلم الأشهر والطود الأظهر العالى السنام، وهو البدر الطالع الواضح والبرهان الغنىُّ عن التعريف والبيان، المشتهر فى الدنيا قدره والذي لا يخلتف فى غوثيته اثنان. وطريقته ترياقٌ شافٍ لأدواء العباد، وذكره رحمةٌ نازلةٌ فى كلِّ ناد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]سرى سرُّه فى الآفاق، وسارت بمناقبه الرُّكبان والرفاق، قضى عمره فى العبادة وقصده للانتفاع به أهل السعادة. وكان فى العلم والزهد فى النهاية، جمع الله له الشرفين الطينى والدينى وأحرز الفضل المحقق اليقينى . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويتحدث بن عباد عن مكانته المرموقة بالمغرب فيقول: ولقد كان مقام ابن بشيش فى المغرب كمقام الشافعى بمصر .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويقول ابن الكوهن:عنه: كان علاوةً على علو همَّتِهِ وحالهِ عالماً فاضلاً جليل القدر، لا ينحرف عن جادَّة الشريعة قيد شعرة، متحمِّسا للدين عاملا على نشر فضائله، وهو رجل من آل البيت يتصل نسبه بسيدنا الحسن بن علي رضى الله عنهما . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]واتجه سيدى ابن بشيش منذ بواكير حياته الى الله، وألِفَ العبادة والنُّسك من صغره، ويقول سيدى أبو الحسن الشاذلى : إنه سلك الطريق إلى الله منذ أن كان عمره سبع سنين وبعد أن سار فى العبادة أشواطا وبلغ مبلغ الفتيان ظهر له من الكشف أمثال الجبال وهو مازال بعدُ فى بواكير شبابه، ثم نزع الى السياحة وأقام فى السياحة ست عشرة سنة كاملة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومما وقع له أثناء سياحته أنه بات ليلة فى مغارة، وبينما هو يتعبد اذ رأى شيخا يدخل عليه المغارة، فقال له: من أنت ؟ فقال الشيخ: أنا شيخك منذ كنت ابن سبع سنين. وكل ما كان يصلك من النازلات فهو منى، وهو كذا كذا فحدَّثه بجميع ما جرى له من الأمور.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وشيخه الذى حدث عنه هو سيدى عبد الرحمن بن الحسين المدنى الشريف المدعو بالزيَّات، سُكناه بحارة الزيَّاتين بالمدينة المنوَّرة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ولم يذكر له صاحب لطائف المنن سوى هذا الشيخ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]حياته بعد السياحة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لم يكن يتطلَّع إلى شهرة ولا زعامة، وقد نفض قلبه من حبِّ الرِّياسة وذلك أن وجهته هى الله وقد كان كذلك لا يتطلَّع الى الناس. لقد بالغ فى إخفاء نفسه حتى يكون سرُّه مع الله دائما. ويقول أحد تلاميذه: توارى عن الأعين وتباعد عن الظهور، وتجرَّد للعبادة وفرَّ بنفسه عمَّا فيه الناس من الفتن، وغاب عن الخلق فى شهود جلال الحق. ورد عن الشيخ أبى الحسن الشاذلى قال : كنت فى سياحتى فأتيت الى غارٍ لأبيت فيه فسمعت فيه حسَّ رجل فقلت: والله لا أشوُّشُ عليه فى هذه الليلة، فبتُّ على فم الغار . فلما كان عند السحر سمعته يقول: اللهم إن اقواما سألوك أن تسخِّر لهم قلوب خلقك، اللهم إني أسألك إعراضَهم عنى وإعوجاجهم علىَّ حتى لا يكون لى ملجأٌ إلا اليك قال: ثم خرج . فاذا هو أستاذى ابن بشيش فقلت له: يا سيدى إنِّى سمعتك البارحة تقول كذا وكذا. فقال: ياعلىُّ انما خير لك ان تقول: كنْ لى، ولا تقُلْ سخِّرْ لى قلوب خلقك . فاذا كان لك، كان لك كلُّ شئ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان سيدى بن بشيش مُكتفياً بالله مُحبَّا للخلوة مع الله مشوقا دائما الى أن يكون فى حضرة مولاه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من كراماته [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذكر فى الطبقات الشاذلية أيضا: أنه يوم ولادته سمع سيدى عبد القادر الجيلانى ونفعنا به آمين هاتفا يقول: يا عبد القادر ارفع رجلك عن أهل المغرب فإنَّ قُطبَ المغرب قد ولد فى هذا اليوم، فتمشَّى الأستاذ عبد القادر إلى جبل الأعلام بالمغرب، حيث مولد سيدنا عبد السلام وأتى الى أبيه سيدى بشيش وقال له: أخرج لى ولدك فأخرج له أحد أولاده فقال له: ما هذا أريد. فأخرج له أولاده كلَّهم. فقال له: مابقى إلا ولد واحد ولد هذا اليوم فقال له سيدى عبد القادر: علىَّ به فهو الذى أريده، فأخرجه سيدى بشيش فأخذه سيدى عبد القادر ومسح عليه ودعا له.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان اذا أهلَّ شهر رمضان يمتنع عن ثدى أمِّه فإذا أذَّن المغرب قاربَهَ وارتضع منه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقيل فيه :اطلب بسرِّ بن بشيش ما تريد وإن كان عنك بعيد .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يقول سيدى أبو الحسن: كنت يوماً جالساً بين يديه، وفى حجرى ابن له صغير يلعب فخطر لى أن اسأله عن اسم الله العظيم الأعظم . قال: فقام الولدُ وأمسك بيده فى طوقى وهزَّنى وقال: يا أبا الحسن إنك أردت أن تسأل الشيخ عن اسم الله الاعظم، ليس الشأن أن تسأل عن اسم الله ، الاعظم انما الشأن ان تكون أنت هو اسم الله الاعظم، بمعنى أن سرَّ الله مودع فى قلبك . قال: فابتسم الشيخ وقال: جاوبك فلان عنى وكان اذ ذاك قطب الزمان .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من اقواله ووصايا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذكر فى الطبقات الشاذلية أيضاً كان يقول: من زار قبرى حُرِّم جسدُه النار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول : الفرائض معلومة والمعاصى مشهورة فكن للفرائض حافظا، وللمعاصى رافضا. واحفظ قلبك من إرادة الدنيا وحب الجلب، وإيتاء الشهوات واقنع من ذلك كلِّه بما قسم الله لك إذا خرج لك مخرج الرضا فكن لله شاكرا، واذا خرج مخرج السُّخط فكن الله قطب تدور عليه جميع الخيرات وأصل جامع الأنوار والكرامات ا عنه صابراً وحبُّ [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويقول رضى الله عنه: لا تتهم الله فى شئ وعليك بحسن الظن به فى كلِّ شئ لا تؤثر نفسك على الله فى شئ .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول ايضا: الزم باباً واحداً تُفتح لك الأبواب، واخضع لسيِّد واحد تخضع لك الرقاب، وخف من الله خوفاً تأمن به من كلِّ شئ، فالله فوق كل شئ وقريبٌ من كلِّ شئ ومحيطٌ بكلِّ شئ..[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول عن الإيمان: محو الصفات بالصفات والأسماء بالأسماء لتحقيق ما هو الأوَّل والآخر والظاهر والباطن، فأىُّ شئ كان معه أوَّلا حتى يكونَ آخرا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول سيدى أبو الحسن الشاذلى أوصانى أستاذى (يعنى سيدى ابن بشيش) رحمه الله تعالى فقال: حدِّدْ بعد الايمان تجد الله فى كل شئ ومحيطاً بكل شئ، بقربٍ هو وصفُه وباحاطةٍ هى نعتُه، بَعِدَ عن الظرفية والحدود وعن الأماكن والجهات، وعن الصحبة والقرب بالمسافات وعن الدور بالمخلوقات وانمحق الكلُّ بوصفِه الأوَّل والآخر والظاهر والباطن كان الله ولا شئ معه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول صاحب اللطائف: وقال الشيخ القطب (عبد السلام بن بشيش): الزم الطهارة من الشرك كلما أحدثتَ تطهَّرتَ من دنس الدنيا وحبَّها، وكلما ملتَ الى الشَّهوةِ أصلحتَ بالتوبة ما أفسدت بالهوى أو كِدت. وعليك بمحبَّة الله على التوقير والنزاهة، وأدمن الشرب بكأسها مع السُّكر كلما أفّقْتَ أو سكرت شربت حتى يكون سكرك وصحوك به وحتى تغيبَ بجماله عن المحبَّة وعن الشرب والكأس بما يبدو لك من نور جماله وقُدس كماله وجلاله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن وصاياه لسيدى أبى الحسن الشاذلىِّ : لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله، ولا تجلس إلا حيث تأمن غالباً من معصية الله، ولا تجالس إلا من تستعين به فى طاعة الله، ولا تصْطَفِ لنفسك إلا من تزداد منه يقيناً بالله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويروى سيدى أبو الحسن الشاذلى فيقول: رأيت أستاذى (يعنى سيدى عبد السلام بن بشيش) وفى يده اليمنى كتاب فيه القرآن وحديث رسول الله ، وفى يده اليسرى أوراق فيها شعر. وهو كالناصح لى: اتعدلون عن العلوم الزكية الى علوم ذوى الأحوال الرديَّة فمن أكثر من هذا فهو عبدٌ مرموقُ هواهُ وأسيرُ شهوتِهِ ومُناه، يستفزُّون بها قلوب أهل الغفلة والنسوان وأهل الضلالة والعميان، ومن لا إرادة لهم فى عمل الخير واكتساب الغفران، يتمايلون عليها كتمايل الصبيان، لئن لم ينته الظالم ليخسف الله به وبداره الأرض. عليك بكتاب الله الهادى وبكلام رسوله الشافى فلن تزال بخير ما آثرتهما وقد أصاب الشرُّ من عدل عنهما، وأهل الحق إذا سمعوا اللَّغو أعرضوا عنه، وإذا سمعوا الحق أقبلوا عليه. ومن يقترفْ حسنة نزد له فيها . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحُكىَ عنه أنه قال: أربعٌ من كُنَّ فيه احتاج الخلق إليه وهو غنىٌّ عن كلِّ شئ: المحبة لله والغنى بالله والصدق واليقين (الصدق فى العمومية واليقين بأحكام الربوبية) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول أيضاً : أجملُ الطاعاتِ أن يُدخلك عنده ويُرخى عليك الحجاب .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال سيدى أبو (الحسن الشاذلى) سألته عن حديث يسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا. فقال دلُّوهم على الله ولا تدلُّوهم على غيرِه فإن من دلَّك على الدنيا فقد غشَّك، ومن دلَّك على العمل فقد أتعبك، ومن دلَّك على الله فقد نصحك .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما أوصاه به: لا تصحب من يؤثر نفسه عليك فإنه لئيم، ولا من تؤثر نفسك عليه فإنه قلَّ ما يدوم الود، واصحب من اذا ذُكِر، ذُكِرَ الله، فالله يُغنى به إذا شهد وينوب عنه إذا فُقِد، ذِكرُه نور القلوب، ومشاهدته مفاتيح الغيوب.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن حكمه : المرء إذا شرب الماء الساخن قال: الحمد لله بكزازة، وإذا شرب البارد فقال: الحمد لله استجاب كل عضو بالحمد لله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلى إنه سمع (سيدى ابن بشيش) يقول لرجل استأذنه فى المجاهدة لنفسه. فأجابه بقوله تعالى:لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ. إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلى : سألت أستاذى رحمه الله عن وِرد المحققين . فقال: عليك بإسقاط الهوى وصحبة المولى، وآية المحبة ألاَّ يشتغلَ محبٌّ بغيرِ محبوبه . وسألته عن قول النبى : المؤمـن لا يُـذلُّ نفسـه . فقال لى: لهواه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعن سيدى أبى الحسن الشاذلى عن أستاذه قال: الأنفس ثلاثة: الأولى نفسٌ لا يقع عليها البيع لحريَّتها.ويقول تعالى: فأمَّا إن كان من المقرَّبين فروحٌ وريحان وجنَّة نعيم . والثانية: نفسٌ وقع عليها البيعُ لشرفها يقول سبحانه وتعالى: إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . والثالثة: نفسٌ لا يُعبَأ بها لقوله تعالى: وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ. فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ. وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفى لطائف المنن وغيره بدل قوله: لا يُعبأ بها: لم يقع عليها البيع لخِسَّتها وفى بعض الروايات: ونفسٌ مهملة لا حريَّة فيها ولا شرف: ثم زاد صاحب اللطائف على درَّة الاسرار ما نصُّه: فالتى لم يقع عليها البيع لحريَّتها أنفس الأنبياء والتي وقع عليها البيع لشرفها أنفس المؤمنين والتى لم يقع عليها البيع لخِسَّتها أنفس الكفار...... [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن أقواله أيضا: شيئان قلَّما ينفع معهما كثرة الحسنات: السخطُ على قضاء الله. والظلمُ لعباد الله. وحسنتان قلَّما ينفعُ معهما كثرة السيئات: الرضا بقضاء الله والصفحُ عن عباد الله، والزهد فى الدنيا، والتوكُّل على الله. والأربعة الاخرى القيام بفرائض الله واجتناب محارم الله، والصبر على البعد من كل شئ يُلهى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلى يحكى عن أستاذه قال: عباده الصديقين عشرون: كلوا واشربوا والبسوا وانكحوا واسكنوا وضعوا كل شئ حيث أمركم الله ولا تُسرفوا واعبدوا الله ولا تُشركوا به شيئاً واشكروه، وعليكم بكفِّ الأذى وبذل الندى فإنها العقل، والنصف الثانى أداء الفرائض واجتناب المحارم والرضا بالقضاء وعبادة الله والتفكُّر فى أمر لله والنفقة فى دين الله، وعين العبادة الزهد فى الدنيا ورأسها التوكل على الله فهذه عبادة الاصحَّاء المؤمنين. وإن كنتم مرضى فاستشفوا واسترقوا بالعلماء واختاروا وفرُّوا من ذلك المختار ومن كلِّ شئٍ الى الله .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويرى سيدى أبو الحسن الشاذلى عن أستاذه : لا تخترْ من أمرك شيئاً واحذر أن لا تختار وفِرَّ من ذلك المُختار ومن كلِّ شئ الى الله، ولربِّك ما يشاء ويختار .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفاته [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذكر فى الطبقات الشاذلية أيضا: شهيدا، قتله بن أبى الطوجن ودُفن بموضعه بجبل الأعلام بثغر تطوان، وبُنىَ عليه مُقامٌ وضريحٌ وقبةٌ قصيرة ومقامه من الأماكن التى يستجاب عندها الدعاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذكر سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبرى وهو يروى عن سيدى أبى الحسن الشاذلي :) قال الشيخ أبو العباس المرسى:مات الشيخ عبد السلام بن بشيش مقتولا. قتله ابن ابى الطوجن ببلاد المغرب. و استشهد سنة ثلاث و عشرين و سبعمائة وأرضانا و نفعنا به أجمعين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المصدر: منتدى الطريقة القادرية البودشيشية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيدي عبد الرحمن المجدوب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو سيدي عبد الرحمن المجدوب ابن عياد بن يعقوب بن سلامة الصنهاجي الدكالي، ولقب المجدوب أطلقه عليه أهل زمانه، وبقي معروفا به إلى الآن؛ نظرا لسيرته في حياته، فكان -كما تصوره كتب التاريخ- صوفيا زاهدا في الدنيا، وساح في البلاد للوعظ والإرشاد، وعاش غير مبال بالمال ولا الجاه، متنقلا من مكان إلى مكان، ليس له مأوى يستقر به على الدوام، وهو بلباس بسيط. وكان يداوم على إقامة الشعائر الدينية والفروض الشرعية وتأدية الحقوق وعدم الإخلال بشيء منها. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتذكر كتب التاريخ أن الشيخ المجدوب كان له أهل وأولاد وزاوية يطعم فيها الطعام للواردين عليها من الغرباء وأبناء السبيل وغيرهم، وكان يُجري على لسانه كلاما موزونا وملحنا يأتي على نسق أهل الشعر وأوزانهم الشعرية، ويحفظ الناس كثيرا منه ويتبادلونه بينهم في مجامعهم وأذكارهم، وقد اشتمل على حقائق وإشارات سنية وعبارات ذوقية يفهمها الذائقون، ويعترف بغور مغزاها العارفون، وكذلك أمور غيبية من الحوادث والقضايا الاستقبالية، وقد وقع كثير مما أخبر وأشار إليه!.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأصل المجدوب من تيط، وهي قرية توجد بقرب أزمور التي هي في شمال مرسى الجديدة على ساحل المحيط الأطلسي، ثم انتقل إلى مكناس إحدى كبريات مدن المغرب الأقصى، وهي واقعة على مسافة 60 كيلومترا من مدينة فاس، وفيها القصور الفاخرة والبنايات العظيمة من عصر السلطان مولاي إسماعيل العلوي المعاصر للملك الفرنساوي لويس الرابع عشر في القرن السابع عشر الميلادي، وتحيط بها البساتين الزاهرة والأشجار الكثيرة الملتفة، وأجمات الزيتون؛ ولهذا سموها بمكناسية الزيتون. وقد سبق أنه قرأ في أول الأمر بمدينة فاس، وحضر على بعض الشيوخ المشاهير حينذاك كسيدي علي الصنهاجي، وسيدي أبي رعين، وسيدي عمر الخطابي الزرهوني. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عاش المجدوب مدة في غرب المغرب، ولما أحس بقرب الأجل طلب أن يُذهب به إلى مكناس، فتوفي في الطريق بجبل عوف، أو بين ورغة وأد سبو، ودفنوه بخارج مدينة مكناس بجوار باب عيسى وضريح مولاي إسماعيل، وذلك سنة 976 هـ، وما زال قبره موجودا إلى الآن، وبقيت أقواله سائرة على ألسن الناس في جميع أقطار أفريقيا الشمالية، ويبدأ القصاصون عند سردها بقولهم: "قال سيدي عبد الرحمن المجدوب". [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأقوال[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولهذه الأقوال نفع وإفادة؛ فهي ناتجة عن تجارب دنيوية كثيرة ومعاملات مع الخلق، كما أنها جزء مهم وثروة من جملة التراث الأدبي العامي الأفريقي، وكان رحمه الله يردد هذه الأمثال في أواسط القرن العاشر الهجري؛ لأنه أراد ألا يحرمنا مما جرب وتعلم ومن حوادث زمانه، زيادة على التغيرات التي طرأت عليها أثناء القرون التي مرت عليها، ويقولون إنه كان يتكلم بأقوال لا يفهمها عنه الناس، رغم أنها كانت لغة الأدب العامي، لغة التحدث والتخاطب، كان يلقي هذه الأمثال في المناسبات للتربية والتعليم والنصيحة والموعظة الحسنة، وقد كتب عنه الشيخ أبو المحاسن، والشيخ المهدي الفاسي المتوفى سنة 1109 كتابا اسمه "ابتهاج القلوب" (وهو نسخة مخطوطة)، كما رويت أقواله بروايات كثيرة مختلفة فيها بعض من التغيير المحسوس في المعنى، وهناك مؤلفات المستشرق الفرنساوي إنري ذو كاكا، والمرحوم الشيخ محمد بن شنب وغيرهم، كما وردت في قصص تحكى عنه بمضمونها في الكتب التي تعنى بالمأثور من الكلام، وقد تطورت هذه الأقوال الآن في سردها، وأدخل عليها بعض االألحان، مثلما يحدث في ساحة جامع الفنا بمراكش، ويقومون بأدائها على شكل معان، وكذلك يقوم البعض الآخر بالحكي عنه للناس والاستفادة من تجاربهم بهذا الكلام الموزون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و هذه بعض نماذج من الأمثال والحكم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]راح ذاك الزمان وناسه وجاء هذا الزمان بفاسه [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كل من يتكلم بالحق كسروا له راسه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والمعنى: أن تغير الزمان وتقلبت الأحوال فذهب من كان يقبل بكلمة الحق ويستمع إليها وينتفع بها، وجاء زمان فيه أناس يرفضون ذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نوصيك يا واكل الراس في البير ارم عظامه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اضحك والعب مع الناس فمك متن له لجامه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والمعنى: كتمان الأسرار وعدم نشرها لكي لا تقع العداوة بين الناس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]لا تسرج حتى تلجم واعقد عقدة صحيحة [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لا تتكلم حتى تخمم لا تعود لك بفضيحة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والمعنى: لا تتكلم في مسألة قبل أن تتأمل فيها جيدا، وإلا عادت عليك بالفضيحة والعار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رحم الله سيدي عبد الرحمن المجذوب و نفعنا بأمثاله و حكمه النيرة. آمين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الشيخ عبد القادر بن محمد السماحي[/font]
[font=&quot]مولده[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة، ينتهي نسبه من جهة أبيه إلى [[أبي بكر الصديق]] خليفة رسول الله ، ومن جهة أمه إلى المولى إدريس بن عبد الله عن طريق الشيخعبد الرحمان الودغيري الفجيجي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ السماحي هو مؤسس الطريقة الشيخية المنسوبة إليه، لأنه يُدعى ويُعرف إختصارابـ :[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]"سيدي الشيخ" في المناطق الجنوبية/الشرقية من المغرب، والمناطق الجنوبية/الغربية[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]من الجزائر (1).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد الشيخ عبد القادر السماحي سنة 1544م/951هـ، بنواحي الشلالة الظهرانية (ناحية[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]العين الصفراء -الجزائر-) (2). وترعرع في بيت علم وتقوى ،فقد اشتهر أبوه وجده[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وأسلافه بجهادهم وتصوفهم وما يترتب عن ذلك من علم وكرم ونجدة وشجاعة (3) :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جده سليمان بن أبي سماحة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان جده سليمان بن أبي سماحة من العلماء، أخذ بنصيب وافر من العلم إبان استقراره في الأندلس، ثم بعد طرد المسلمين منها، توجه إلى فاس حيث أخذ عن علمائها، ثم ولى وجهه نحو فجيج يوم كانت تعرف هذه الواحة إشعاعا علميا بفضل أعلامها من[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]العلماء الاجلاء، على رأسهم الشيخ عبد الجبار البرزوزي الفجيجي،أخذ سليمان بن[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أبي سماحة عن الشيخ عبد الجبار المذكور، ثم تولى إمامة المسجد العتيق بها. ثم يَمَمَ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]بعد ذلك نحو الشيخ الشهير أحمد بن يوسف الراشدي الملياني فأخذ عنه وكان من[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أخص تلامذته، وبعد رجوعه من عند شيخه استقر ببني ونيف حيث أسس مسجدا وزاوية،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبها توفي ودفن، وبها ضريحه مشهور إلى الآن (4).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبوه محمد بن سليمان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما أبوه محمد بن سليمان السماحي فقد أخذ العلوم الشرعية والسلوك الصوفي عن الشيخ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]محمد بن عبد الجبار الفجيجي،عاش و توفي و دفن بالشلالة الظهرانية وضريحه بها[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مشهور.كان من البديهي أن يطلب المترجم له (عبد القادر السماحي) العلم بواحة فجيج[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]التي أصبحت بفضل آل عبد الجبار وآل السكوني و آل عبد الوافي معلمة عالية و منارة[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مشعة تُزاحم القرويين بفاس والزيتونة بتونس (5).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيوخه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ العلوم الشرعية عن حفيد الشيخ عبد الجبار : الشيخ إبي القاسم بن محمد بن[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عبد الجبار، كما أخذ عن علماء فاس وتلمسان، ولما انتهى من تحصيله العلمي، تاقت[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نفسه إلى السلوك الصوفي، فقادته العناية الربانية إلى شيخ عصره العارف بالله الشيخ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]امحمد بن عبد الرحمان السهلي الذي أسس زاويته بالقرب من "بوذنيب" نواحي تافلالت[/font][font=&quot] [/font][font=&quot](سجلماسة قديما)(6).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إنشاء الزاوية الشيخية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عرفت هذه الزاوية إشعاعا روحيا كبيرا في حياة مؤسسها الذي كان مقصد طلاب التربية[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الذوقية والسلوك العرفاني، وقد تخرج على يده شيوخ كثر، نشروا طريقته في الجنوبين[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المغربي والجزائري، وقد حاز صاحب الترجمة قصب السبق، وكان الوارث الحقيقي لشيخه من[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]بينهم، وذلك بشهادة شيخهم نفسه(7).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تصدر للتربية والسلوك بإذن من شيخه، وأسس زاوية بفجيج بالمكان المسمى العباد، و[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]توافد عليه طلاب المعرفة والتربية الصوفية، وانتشر صيته شرقا وغربا، وكان من بين[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الوافدين عليه أحد الفقهاء أحمد بن أبي محلي الذي أخذ عنه، وتقرب من[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الشيخ عبد القادر السماحي حتى زوجه إحدى بناته، ولكنه لم يلبث أن قلب له ظهر[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المجن، و تصدى للإنكار على الشيخ السماحي، واتهمه بكل كبيرة، وراسل علماء المشرق[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]والمغرب ليحثهم على تكفيره أو تبديعه، وبلغ من تحامله على الشيخ السماحي أن ألف في[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]النيل منه عدة كتب منها المنجنيق، والإصليت، وسم ساعة...(8)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اتسع الإشعاع الصوفي للشيخ السماحي بين القبائل البعيدة والقريبة، وانتفع به خلق[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]كثير، توفي سنة 1616م /1025 هـ تولى أمر زاويته أحد أبناءه الأحد عشر، وتفرق بعض[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أبناءه في المناطق القريبة والبعيدة وكوّنوا زوايا منها من لا تزال قائمة إلى الآن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أصبح مع مرور الزمن للطريقة الشيخية ولاء وأتباع من شتى القبائل ،إلا أنه بعد قرن[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]من وفاة مؤسس الطريقة اختلف زعماء الجيل الثالث من أحفاده حول تسيير الزاوية، وبعد[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]صراع مرير توصلوا ألى حل تم بموجبه تقسيم الزاوية الأم إلى زاوية شرقية وغربية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما سيطرت قوات الاحتلال الفرنسي على شمال الجزائر ووصلت جحافلها جنوبا إلى مناطق[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نفوذ أولاد " سيدي الشيخ " تصدى لها هؤلاء في أطول مقاومة قامت بها قبيلة من قبائل[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المغرب العربي إذ استمرت مقاومتهم من 1845م إلى 1903م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان أول من أطلق مقاومَتَهُم زعيمُهم الشيخ بن الطيب في معركة الشريعة يوم 2[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ماي 1845م، ثم تلاه سليمان بن حمزة بانطلاقة ثورة 1864م ثم ختمها الشيخ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]بوعمامة بثورة 1881م، والزعماء الثلاثة كلهم من ذرية مؤسس الطريقة الشيخية (9)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]، وكانت هذه الطريقة هي الإطار والحافز الذي جمع القبائل على كلمة سواء وهي التصدي[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]للاحتلال والذود عن الأرض والعرض.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد الانتهاء من دورها الجهادي عادت الطريقة إلى دورها الصوفي، وقد استفاد روادها[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]و أعيانها من شيوخ عصورهم فكانت لهم علاقات التتلمذ والأخذ عن أعلام عصورهم كالشيخ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أحمد التجاني الذي أقام بين ظهراني أولاد "سيدي الشيخ " سبع سنين معلما[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ومربيا، و شيوخ الطريقة الوزانية، والدرقاوية، والقادرية وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد كان لهذه الزاوية كجل الزوايا فضل كبير في شحذ الهمم لمواجهة المد الاستعماري،[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وتزعم أبناؤها وأتباعها مقاومة الاحتلال الفرنسي للمغرب والجزائر. [/font][font=&quot][/font]
 
أعلى