موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]الآثار الفكرية للشيخ السماحي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أهم ما ترك الشيخ السماحي " الياقوتة " في التصوف و هي قصيدة من 178 بيت ، جمع فيها بين قواعد السلوك، وشروط الصحبة، ووصف تجربته الذوقية، ودعمها بسنده الصوفي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]،ونافح فيها عن مذهب التصوف، وبيّن عوار منتقديه بدون تجريح (10).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]و بعد ثلاثين سنة من وفاة الشيخ السماحي ألف السكوني كتابه " تقوية إيمان المحبين "[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خصصه لتعداد مناقب السماحي ومن أهم ما فيه رسالة بعثها السماحي إلى الأمير زيدان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](أحد ملوك السعديين) جوابا عن رسالة يستفتي فيها الأمير المذكور السماحي حول[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مشروعية الذكر، و اتخاذ شيخ في التصوف، ويتجلى في هذه الرسالة تمكن السماحي من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الإبحار في ثقافة عصره علما وأدبا وسلوكا وتربية (11).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المراجع:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot](1) معلمة المغرب من إنجاز الجمعية المغربية للتأليف و الترجمة النشر ص 6496 ج 19 تاريخ النشر 1989.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot](2).-أولاد سيدي الشيخ،التصوف و الجهاد و السياسة ،محمد ابن الطيب البوشيخي ص 24[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مطبعة الجسور وجدة المغرب 2009.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]Un Soufi SIDI CHEIKH,Par Si Hamza Boubakeur page 16 Edition Maisonneuve et[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]Larose 1990 Paris[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot](3)- أولاد سيدي الشيخ ،التصوق و الجهاد و السياسة ،محمد ابن الطيب البوشيخي ص 20[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مطبعة الجسور وجدة المغرب 2009 .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] - بيوتات العلم والأدب بفجيج ،ص 146 للأستاذ محمد بنعلي بوزيان ،مطبعة الجسور [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وجدة المغرب 2002.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot](4)فجيج تاريخ وثائق ومعالم، ص108 للأستاذ العربي الهلالي، المطبعة المغربية و[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الدولية طنجة المغرب 1981. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot](5) فجيج أعلام الفكر والأدب ص 317 ذ.محمد بنعلي بوزيان مطبعة الجسور وجدة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المغرب 2003.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot](6)الياقوتة ص 10 للأستاذ عبد الله طواهرية ، مطبعة الأطلال وجدة المغرب 1992.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot](7) [/FONT][FONT=&quot]Un Soufi SIDI CHEIKH,Par Si Hamza Boubakeur page 104,Edition Maisonneuve[/FONT]
[FONT=&quot]et Larose Paris 1990[/FONT]
[FONT=&quot](8) [/FONT][FONT=&quot]Entre Dieux et les hommes [/FONT][FONT=&quot]،[/FONT][FONT=&quot]page 198[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]Dr Touati Houari[/FONT]
[FONT=&quot]مجدد القرن الحادي عشر أبو علي اليوسي[/FONT]
[FONT=&quot]هو الإمام الكبير، المحقق الشهير، أعجوبة الدهر، ونادرة العصر، أبو علي الحسن بن مسعود بن محمد اليوسي، ونسبته إلى قبيلة آيت يوسي التي تندرج تحت لواء إتحادية آيت يدراسن الصنهاجية، وأصلها اليوسفي نسبة إلى جده الثالث يوسف وهو أبو القبيلة، ويسقطون الفاء في لغتهم فينطقونها اليوسي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولد في حدود 1040هـ/1631م، وسط أسرة فقيرة وأمية، لكنها ذات ديانة وعفة وصيانة، بإحدى قرى السفح الشمالي للأطلس الكبير الشرقي، والواقعة على وادي ورن، أحد روافد نهر ملوية العليا، بالقرب من جبل العياشي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأ مترجمنا طلب العلم مع بلوغه سنّ التمييز؛ إذ بعث به والده إلى كُتاب القرية لحفظ القرآن الكريم، ثم توجه إلى تافيلالت صحبة معلمه أبي إسحاق الحداد حيث ختم القرآن الكريم، وأخذ مبادئ العلوم، من توحيد، ولغة، ونحو، وفقه، ثم عاد إلى بلدته حيث واصل مشواره العلمي، وبدأ يدرس كتب التصوف ويزور الصالحين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وانطلق بعد هذا طوافاً على أهم المراكز العلمية، في كل من سوس، ومراكش، ودكالة، ودرعة، وتافيلالت، والأطلس المتوسط، فتتلمذ على جلّة من العلماء، أبرزهم: العلامة الزاهد أبو بكر بن الحسن التطافي، والأستاذ الصالح أبو العباس أحمد الدراوي، والإمام أبو فارس عبد العزيز الفيلالي، وقاضي الجماعة الإمام الماهر أبو مهدي عيسى بن عبد الرحمن السكتاني، والفقيه أبي عبد الله محمد بن إبراهيم، والإمام عبد العزيز الرسموكي، والأستاذ الوليّ أبو عبد الله محمد بن ناصر الدرعي، وعنه أخذ الطريقة الناصرية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وانتقل بعد هذه الرحلة إلى الزاوية الدلائية وهو في الستينات من عمره، ومكث بها حوالي عشرين سنة، قضى بها أزهى فترات عمره، وفيها أروى زنده واشتعلت جذوته، وظهر في مضمار الأذهان تبريزه، وجمع فيها بين التدريس والطلب، فأخذ بها عن فطاحل العلماء، من أمثال: أحمد بن عمران الفاسي، ومحمد بن محمد بن أبي بكر الدلائي، وغيرهم، وبقي في الزاوية يعيش حياة ترف علمي ومادي إلى أن وقعت بها معركة بطن الرمان عام 1079هـ/1668م، فغربه السلطان المولى الرشيد إلى فاس للسكنى والتدريس بها، وبعد هذا التغريب لم يقر لمترجمنا قرار في مكان معين؛ إذ كان للأوامر السلطانية وكذا للبيئة العلمية المليئة بالإحن والمكائد دور في تنقله من مدينة إلى أخرى، حتى بعثه السلطان ضمن الركب الرسمي إلى المشرق لأداء فريضة الحج، وعاد بعدها إلى بلاده عام 1102هـ/1691م. ومن أبرز من أخذ عن الإمام أبي علي اليوسي تلميذه وصاحبه ابن زاكور الفاسي، وأخذ عنه جم غفير لا يحصون كثرة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان مترجمنا محققا للدراية والرواية، وله عارضة كبيرة في النقل والتحقيق، اتفقت مصادر ترجمته على عُلوِّ كعبه العلمي وصلاحه الصوفي، وجرأته في الصدع بكلمة الحق، فقد كان علماً شامخاً، عُدّ بحق من الآحاد الذين أنجبتهم الأمة الإسلامية في القرن 11هـ/17م، ولا غرابة أن يتردد على الألسن قول أبي سالم العياشي في حقه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من فاته الحسن البصري يصحبه فليصحب الحسن اليوسي يكفيه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال عنه صاحب نشر المثاني:«كان رحمه الله عالماً ماهراً في المعقول والمنقول، بحرا زاخرا في المعارف والعلوم»، وقال الإفراني:«الشيخ الإمام علم الأعلام شيخ الإسلام آخر علماء المغرب على الإطلاق، ومن وقع على علمه وصلاحه الإجماع والإتفاق».[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]خلف الحسن اليوسي رحمه الله تراثاً علميا زاخرا بلغ أربعين كتابا، إلى جانب رسائل كثيرة في فنون متنوعة، كالتوحيد، والأدب، والتفسير، والقراءات، والتصوف، والفقه وأصوله، وأصول الدين، وأشهرها: زهر الأكم في الأمثال والحكم، والقول الفصل في تمييز الخاصة عن الفصل، والمحاضرات، وديوان شعر، والقصيدة الدالية وشرحها، والقانون، والفهرسة، والرسالة الكبرى، والرسالة الصغرى، ورسالة في طائفة العكاكزة، وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي الشيخ رحمه الله بداره بقرية تمزيزت، ليلة الإثنين 23 ذي الحجة عام 1102هـ/1691م، وقيل أنه توفي مقتولاً، ودفن بمكان يسمى جنان مشكة، ثم نقل جثمانه بعد عشرين سنة إلى العدوة الشمالية من مدينة صفرو.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وللتوسع أكثر في معرفة مكانة هذا الإمام يرجع إلى كتاب عباس الجراري "عبقرية اليوسي"[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترجمة إمام المالكية شيخ المشايخ الإمام أبي علي اليوسي نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هذا الإمام الذي يقول فيه الإمام محمد بن ناصر الدرعي نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أباعلي جزيــــت الخيـر والنعمـا**ونلت من ربنا كل المنى قسما[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يامرحبا بك كل الر حب مابرحت**قرائح الفكر منك تجتني حكما[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فمنذ خاطبه بها فاض بحره وكثر علمه وخيره ، وعظم لدى الأنام مكانه وقدره ، وانطلق على الألسنة حمده وشكره ، وشاع في الآفاق صيته وذكره ، وكثر في العاملين إحسانه وبره ، ولاحت شموسه وبدوره ، وتنورت والله بالعلم والعمل والمعارف صدوره ، واتستقامت أحواله وأموره .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ويقول فيه الإمام أبوسالم العياشي نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من فاته الحسن البصري يصحبه**فليصحب الحسن اليوسي يكفيه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول فيه الإمام أبوالعباس الهشتوكي نفعنا الله به مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخنا فارس المعقول والمنقول العالم الرباني بحر العلوم والمعاني عمدة المسلمين وخاتمة المحققين مولاي أبوعلي الحسن بن مسعود بن محمد اليوسي نفس الله في عمره للإسلام ، لازمته ماينيف على عشرين سنة ، وأخذت عنه الفقه والحديث ، والتفسير والسير واصطلاح الحديث ، والإعراب والتصريف والنحو ، والمنطق والعروض والقوافي ، والتوحيد ، والأصول ، والمعاني والبديع والبيان ، وقراءة القرءان وأحكامه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفتح الله علي على يده وخدمته بنية خالصة . ورأيت لقراءته البركة الكثيرة ، ونصحني فكثر اعتمادي عليه والحمد لله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول فيه الإمام العالم العلامة الشهيرسيدي أبوعبد الله الحضيكي في الطبقات : [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]كان رضي الله عنه بحرا في العلوم العقلية والمواهب اللدنية والحكم الربانية ، فهو سعد الدين التفتزاني والجرجراني لزمانه ، بحيث يقبل ويرد من كلامهم . وسأله يوما سائل في درسه عن مسألة ، فقال له : اسمع مالم تسمعه من إنسان ، ولاتجده محررا في ديوان ، ولاتراه مسطرا ببنان ، وإنما هو من مواهب الرحمن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما تصدر للتفسير بجامع الأشراف بمراكش مكث في تفسير الفاتحة قريبا من ثلاثة أشهر ، يبدي في كل يوم أسلوبا وتحريرات عجيبة ، فتعجب الناس لحسن إلقائه ، وليس ذلك من مطالعة كتب التفسير ، بل ربما بات عند ضريح بعض الأولياء ماطالع كتابا ولاراجع كلاما ، فيصبح ويلقي من العلوم مايبهر العقول ، ويحير الألباب والأذهان ، وفضل الله يؤتيه من يشاء .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالجملة فهو رضي الله عنه خاتمة العلماء وآخرهم ، حتى قيل إنه المجدد على رأس هذه المائة ، بعثه الله مجددا للدين وناصرا للإسلام .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]قال الإمام العالم العلامة الشهير سيدي أبوعبد الله الحضيكي في الطبقات في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الشيخ أبوالعباس الهشتوكي فيه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخنا فارس المعقول والمنقول العالم الرباني بحر العلوم والمعاني عمدة المسلمين وخاتمة المحققين مولاي أبوعلي الحسن بن مسعود بن محمد اليوسي نفس الله في عمره للإسلام ، لازمته ماينيف على عشرين سنة ، وأخذت عنه الفقه والحديث ، والتفسير والسير واصطلاح الحديث ، والإعراب والتصريف والنحو ، والمنطق والعروض والقوافي ، والتوحيد ، والأصول ، والمعاني والبديع والبيان ، وقراءة القرءان وأحكامه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفتح الله علي على يده وخدمته بنية خالصة ، وماغششته ولاغيره ، والحمد لله قط . ورأيت لقراءته البركة الكثيرة ، ونصحني فكثر اعتمادي عليه والحمد لله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ رضي الله عنه عن شيوخ أجلة عديدة غير قليلة ، وطائفة صالحة جليلة ، منهم شيخنا ابن ناصر ، ومنه توج تاج العرفان ، ونال غاية الأماني والأمان. وقد قدم عليه في أعوام الستين وألف بقصد العلم فبدأ بقراءة "التسهيل " فقرأ الخطبة ، فدخل الشيخ فرحا وكتب له بالبيتين عليه ، وأنشد له الشيخ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أباعلي جزيــــت الخيـر والنعمـا**ونلت من ربنا كل المنى قسما[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يامرحبا بك كل الر حب مابرحت**قرائح الفكر منك تجتني حكما[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال: فمنذ خاطبه بها فاض بحره وكثر علمه وخيره ، وعظم لدى الأنام مكانه وقدره ، وانطلق على الألسنة حمده وشكره ، وشاع في الآفاق صيته وذكره ، وكثر في العاملين إحسانه وبره ، ولاحت شموسه وبدوره ، وتنورت والله بالعلم والعمل والمعارف صدوره ، واتستقامت أحواله وأموره .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأخذ أيضا عن أبي بكر المضغري وأبي السلطان عبد العزيز الفلالي وأبي مهدي عيسى السكتاني وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الهشتوكي . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي بلاد سوس عن أبي زيد التمنرني عن الشيخ عبد الله بن المبارك الأقاوي ، عن الولي الصالح سيدي إبراهيم بن محمد عن والده سيدي محمد بن إبراهيم عالم جزولة وقطبها . وأخذ أيضا عن الشيخ محمد بن عبد القادر بتينزرت وعن الشيخ محمد بن سعيد السملالي وعن الشيخ محمد بن عبد الله السملالي والشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله أخي الشيخ الصالح سيدي إبرلااهيم بن عبد الله من غابة الطير السملالي وعن الأديب أبي السلطان عبد العزيز الرسموكي وغيرهم في قاعدة جزولة إليغ ، استفاد منهم واستفادوا منه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم ارتحل منها برسم الإقامة بتردنت بأمر السلطان أبي الحسن علي بن محمد بعد أن أكرمه غاية الإكرام ، على أن يتصدر للتدريس بها ،[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم سمع بأخبار القطب ابن ناصر وعلى ماهو عليه من إقامة الدين ونشر العلوم ـ فترك ذلك كله ، وقصد الشيخ القطب ، فأخذ عنه " التسهيل" واللغة والفقه والتصوف وغيرذلك ، ففاض من بركته بحره وعظم قدره ونفعه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم ارتحل فحضر مجلس أبي الحسن علي بن العباس بجبل دمنات ثم منه إلى الزاوية البكرية بالدلاء فاقتبس من أيمتها الأعلام واقتبسوا منه فأخذ العربية وغيرها عن شيخنا المرابط محمد بن محمد بن أبي بكر شارح "التسهيل " وغيره ومعه تذاكر العربية و"تصريف المكودي" و"سعد الدين" و"جمع الجوامع" ومع شيخنا محمد الطيب بن المسناوي بن الولي سيدي محمد بن أبي بكر ، وعنه حقق من المعقول.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم تصدر رضي الله عنه بهذه الزاوية البكرية للتدريس ونشر العلم فانتفع به الناس . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تفقه به خلق كثير فعظم أمره وقدره ، وشاع صيته ، فتوجه الطلبة إليه من كل جانب وأقصى المشارق والمغارب .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال رضي الله عنه في فهرسته : كنت في صغري نفورا من التعلم وأختفي في طريق الصبيان ، فإذارجعوا من المكتب جئت معهم كأني قد قرأت معهم ، وسبب ذلك أني كنت شديد الحياء ، وألقي في وهمي أن من دخل المكتب كيف يتأتى له أن يخرج لقضاء حاجة الإنسان؟ وكيف يمكنه أن يذكر ذلك أويشاور عليه المؤدب ؟ فلم يمكني إلا الهروب ، فمكثت على ذلك مدة ، ثم توفيت والدتي ، فتنكرت علي الأرض وأهلها كما قال الشاعر:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فما الناس بالناس الذين عهدتهم**ولا الدار بالدار التي كنت تعرف[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان ذلك بسبب الفتح فألقى الله في قلبي قبول التعليم فدخلت أتعلم ، ثم جعلت أطلب والدي أن يغربني إلى الأمصار طلبا للقراءة ، فغربني لناحية القبلة ، فختمت "القرءان العظيم" ، ثم رجعت لبلادنا ، فذهبت لزيارة الولي الصالح سيدي أبي يعزى وقد وقع في سمعي أن الناس يطلبون الحوائج عنده فحضر في عقلي ثلاث حوائج : العلم والمال والحج ، وذلك مبلغ عقلي في صغري ، فحصل ذلك والحمد لله .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان معلمي للقرءان هو أبو إسحاق بن يوسف الحداد اليوسي ، واستفدت منه فوائد ، فكان عنده مجموع فيه " المورد العذب " و"بحر الدموع " للإمام ابن الجوزي ، فكنت آخذه وأنظر فيه حكايات الصالحين كأويس القرني ، وإبراهيم بن أدهم ، وإبراهيم الخواص ، وغيرهم ، فانتقشت تلك المآثر في عقلي ، ووقعت حلاوتها في قلبي ، فكان ذلكجديرا لما أنعم الله به علي من الإيمان بالطريقة ومحبة أهلها والتسليم لهم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم شرعت في طلب العلم إلى أن فتح الله علي بما فيه فتح ، وكانت قراءتي كلها أوجلها فتحا ، ورزقت - ولله الحمد - قريحة وقادة ، وفطنة ذكية ، فقد أسمع بعض الكتاب ويفتح الله علي في جميعه فتحا ظاهرا ، وأبلغ فيه مالم يبلغه من سمعته منه ، ورب كتاب لم أسمعه أصلا ، غير أن سماع البعض في كل فن صار بذرا للفتح وتتميما لحكمة الله في سنة الأخذ عن المشايخ ، ولاتستوحش مما ذكرناه من قلة سماع الكتاب والفنون ظنا منك أن الربح يكون أبد على قدر رأس المال . كلا فقد يبلغ الدرهم ألف مثقال ، وماذلك على الله بعزيز[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقال رضي الله عنه في "محاضراته" : إني لأرجو أن أكون إن شاء الله رؤيا والدي ، ودعوة أستاذي ، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أمارؤيا الوالد فإنه قال : رأيت عيني ماء إحداهما لي والأخرى لعلي بن عثمان ، والد ابن عمنا أبي سعيد عثمان بن علي ، وكانت العين التي هي لي أقوى ماء وأكثر فيضا ، ففسر ذلك بمولودين ينتفع بهما ، فولد لعلي وولدت أنا أيضا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما دعوة أستاذي وهو شيخ الإسلام وعلم الأعلام أبوعبد الله سيدي محمد بن ناصر ، فإنه لما قدم من المشرق في حجته الثانية صنعت " القصيدة الدالية " في مدحه وتهنئته بالحج ، فأدخلها إليه ولده الفقيه الناسك الفاضل أبومحمد عبد الله ، فخرج إلي وقال لي : يقول لك الشيخ : جعلك الله عينا معينا يستقي منها أهل المشرق وأهل المغرب ، وشمسا يستضيء بك أهل المشرق وأهل المغرب .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد قال له لما لقيه في رجوعه من الحرم : لقد رأيت العجب ، إني كلما انتصبت للدعاء وشرعت في كل مشهد ، أدعو للأحبة والإخوان جملة ، حضرت أنت في قلبي ، وألقى الله في قلبي الدعوتين : جعلك الله عينا معينا ، إلخ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه حقق الله له ذلك ، وأجاب دعاء الأستاذ فيه ، قد انتفع به سائر الآفاق وتفقه به من لايحصون كثرة ، وأقبلت عليه الطلبة للأخذ عنه من كل وجه ، ودرس في الزاوية البكرية حتى استولى عليها السلطان الرشيد ، وثلها - أي هدمها - عام تسعة وسبعين وألف ، فرحل لفاس وتصدر فيه للتدريس ، وأقبل عليه الناس وازدحموا عليه ، وتخلف عنه بعض الحسدة ، حتى إنه سحر الشيخ - رضي الله عنه - إذاجلس على كرسي تدريسه أخذه صداع شديد ، وإذا قام زال عنه ذلك .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه بحرا في العلوم العقلية والمواهب اللدنية والحكم الربانية ، فهو سعد الدين التفتزاني والجرجراني لزمانه ، بحيث يقبل ويرد من كلامهم . وسأله يوما سائل في درسه عن مسألة ، فقال له : اسمع مالم تسمعه من إنسان ، ولاتجده محررا في ديوان ، ولاتراه مسطرا ببنان ، وإنما هو من مواهب الرحمن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما تصدر للتفسير بجامع الأشراف بمراكش مكث في تفسير الفاتحة قريبا من ثلاثة أشهر ، يبدي في كل يوم أسلوبا وتحريرات عجيبة ، فتعجب الناس لحسن إلقائه ، وليس ذلك من مطالعة كتب التفسير ، بل ربما بات عند ضريح بعض الأولياء ماطالع كتابا ولاراجع كلاما ، فيصبح ويلقي من العلوم مايبهر العقول ، ويحير الألباب والأذهان ، وفضل الله يؤتيه من يشاء .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالجملة فهو رضي الله عنه خاتمة العلماء وآخرهم ، حتى قيل إنه المجدد على رأس هذه المائة ، بعثه الله مجددا للدين وناصرا للإسلام . وقال فيه أبوسالم العياشي :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]من فاته الحسن البصري يصحبه **فليصحب الحسن اليوسي يكفيه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال : وكتب إلي الإمام العلامة أبوعبد الله محمد بن سعيد السوسي بأبيات يذكر فيها أنه على عقد المحبة ، وفي آخرها :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد تحببت لي فضلا خصصت به**بين الورى حبذا حب ابن مسعود[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فعلمت أنه يوري عن ابن مسعود الصحابي رضي الله عنه ، فقلت : إن هذا كله من نعم الله تعالى التي يسر بها الإنسان ، وهو موافقة اسمه أواسم أبيه لأسماء الأخيار .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه من أكابر المحبين ، وأصفياء الله المتقين ، كثير الزيارة لقبور الصالحين ، بحاثا عن قبورهم ، حتى أظهر كثيرا من المزارات المندثرة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتواليفه رضي الله عنه تغني عن مدركه ، له حاشية على الكبرى وحواشي شرح مختصر السنوسي وشرح "لاإله إلا الله " في مجلد وشرح جمع الجوامع للسبكي لم يكمل ، ولوكمله لأغنى عن جميع الشروح ، وكتاب زهر الأكم في الأمثال والحكم " لم يكمل ، وكتاب القانون -[ وهوكتاب يتكلم فيه على التدريس والتعليم وهو مطبوع ]- و"المحاضرات" ، و"الدالية" ، وشرحها ، و" القول الفصل في الفرق بين الخاصة والفصل " وفقهية نظما ونثرا ، ورسائل وأدعية منظومة ، ورسائل كثيرة ، وقصائد عديدة ، وقد جمع أصحابه له ديوانا كبيرا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفوائده - رضي الله عنه - وأخباره الرائقة وأحواله الجميلة الصادقة النافعة لاتسعها مجلدات .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي - رحمه الله ورضي عنه ونفع به - ببلده مرجعه من الحج ليلة الاثنين الثالث والعشرين من ذي الحجة عام اثنين ومائة وألف ، ودفن [بتمززيت] بمقبرة من قرية صفرو ، ثم انتقل بعد نحو عشرين عاما إلى موضع ءاخر فوجد كما دفن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]معارج التحول في فضـــاءات التوحـيد [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عــالِم الرياضيــات السمـوأل المغربـي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من اليهـوديـة إلـى الإسـلام[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]د. أبو بكر خالد سعد الله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نسمع كثيراً عن أناس من كل الطبقات الاجتماعية هداهم الله إلى الإسلام في كل العصور. من هؤلاء عالم يهودي أسلم وألف كتابا يردّ بالحجة الدامغة على بني جلدته بعد أن تأمل في معتقدات الدين الذي تبرّأ منه وتعمق في أصول ديننا الحنيف. ذلك ما فعله السموأل المغربي قبل نحو ثمانية قرون. ويزيد المرء إعجابا بهذا العالم عندما يعرف أنه كان رياضياً عملاقاً له نتائج أصيلة في الحساب والجبر، وكان أيضاً طبيباً ماهراً يداوي عِليْة القوم. نتوخى في هذا المقال إلقاء نظرة على مسيرة هذا الرجل الذي ترك بصمات لا يمحوها الدهر سواء في الرد على اليهود أو في إسهامه الرياضي. وسيدرك القارئ مدى تأثير العامل اللغوي في قضية الإيمان حين يعلن السموأل كيف هداه الله إلى الإسلام: «... فشاهدت المعجزة التي لا تباريها الفصاحة الآدمية في القرآن فعلمت صحة إعجازه...».[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن العلماء اليهود الذين تحولوا عن دينهم: الطبيب والفيلسوف هبة الله علي بن ملكا (480هـ/1087م -560هـ/1164م)، صاحب كتاب «المعتبر في الحكمة» الذي لقِّب بـ «أوحد الزمان»، ولقّبه الإمام ابن قيم الجوزية (691هـ/1292م-751هـ/1349م) بـ «فيلسوف الإسلام». وقد ولد ابن ملكا بالبصرة ونشأ فيها، ثم رحل إلى بغداد وعمل في قصور الخلفاء وحظي بمكانة رفيعة. وترعرع بين آل ملته، واعتنق بعد ذلك الإسلام، وتفقه فيه حتى صار حجّة، وأصبح في مقدمة علماء المسلمين. لكن صعوبات جمّة واجهته إثر ذلك، إذ عاداه بنو جلدته من اليهود، وصار معزولا من عائلته، وحتى من قبل بناته الثلاث. ومن المهم في هذا السياق أن نشير إلى أن ابن ملكا كان من أساتذة السموأل المغربي في العراق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهناك سعيد بن الحسن الإسكندراني (ت: 720هـ/1320م)، واضع كتاب «مسالك النظر في نبوة سيد البشر» الذي شرح الله صدره للإسلام عام 698هـ/1299م. يقول الإسكندراني بهذا الخصوص: «... فلما سمعت القرآن في شهر رمضان رأيت فيه الفصاحة العظيمة والبلاغة والإعجاز العظيم بحيث إن القصة التي تذكر في التوراة في كراسيْن مذكورة في آية أو آيتين. وهذا هو الإعجاز العظيم الذي لا يستطيع بشر أن يأتي بآية من مثله»(1).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن هؤلاء أيضا نذكر أبا محمد عبد الحق السبتي الذي كتب «الحسام المحدود في الرد على أحبار اليهود». وقد أسلم خفية سنة 780هـ/1379م، ولم يجهر بإسلامه إلا عام 796هـ/1394م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهناك الحبر الأعظم إسرائيل بن شموئيل الأورشليمي صاحب «الرسالة السبعية بإبطال الديانة اليهودية» التي نجد في مطلعها السؤال التالي: «ألا يا حبيبي: ما الذي ألجأك إلى أن تترك دين آبائك وأجدادك وتوراتهم وشريعتهم، وتنتقل إلى دين الكوئيم دين الإسلام، الذي كنت تبغضه وتشنؤه، كما نحن الآن جماعة اليهود، ونكره الدخول فيه؟ صورة الجواب: ألا يا بني إسرائيل، يا أقربائي وبني جنسي: إني أعلمكم بأن الذي ألجأني إلى أن أترك ما عندكم وأدخل في دين الإسلام، وهو مركب من سبعة قضايا...»(2).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما كان ذلك حال الحاخام موسى أبو العافية عام 1256هـ/1840م، الذي أعلن أمام المحكمة جملة من فضائح التلمود. ولا مجال هنا لحصر قائمة كل أولئك المهتدين. ويهمنا أن نقول بأن السموأل المغربي لم يضاهه أحد من هؤلاء، بالنظر إلى جهده المتميز في أسلوب الإقناع والمناقشة. ذلك أنه وظّف علوما كثيرة في منهجه الجدلي، فبالإضافة إلى اطلاعه الواسع على جاءت به مؤلفات اليهود، حتى السرية منها، كان يستخدم ببراعة منهجية علمية مبنية على المنطق الرياضي الذي كان يحيط به إحاطة تامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأته ودراسته [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد الرياضي والطبيب السموأل بن يحي بن عباس المغربي، الملقب بالسموأل المغربي، حوالي عام 524هـ/1130م، وتوفي عام 570هـ/1175م بـمَراغَة «أذريبجان»(3) بعد أن ترك أولاداً هناك، سلكوا طريقته في الطب. أما فيما يخص مسقط رأسه فهناك من يقول إنه ولد بمدينة فاس المغربية، بينما نجد من يؤكد أنه ولد ببغداد بعد رحيل أسرته إلى المشرق. وينتسب السموأل إلى عائلة يهودية غادرت المغرب الأقصى نحو بغداد، وكانت تُعْنى بالتعليم فاشتغل السموأل بدراسة الرياضيات والطب وبرع فيهما.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويوضّح السموأل في كتابه «بذل المجهود في إفحام اليهود»(4) أن أباه كان يسمى «الرآب يهوذا بن آبون»(5) وأن «الرآب» لقب وليس اِسما، ومعناه «الحَبر». وكان الوالد أعلم أهل زمانه بعلوم التوراة، وكان اسمه المدعو به عند المسلمين «أبا البقاء يحيى بن عباس المغربي». ويذكر السموأل أن والده تعرف على والدته ببغداد، وأصلها من البصرة، وكانت هي الأخرى ملمّة بالعبرية وبعلوم التوراة، وينحدر أبوها إسحاق من سبط ليوي، «وهو سبط مضبوط النسب لأن منه كان موسى عليه السلام».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويروي السموأل أن أمه مكثت عند أبيه مدة لم ترزق ولدا حتى ظنت أنها مصابة بالعقم قبل أن تلده واختارت له اسم شموائيل (فعرّب «السموأل»). ولا شك أن هذا الانتظار قد زاد في اهتمام الوالدين بتربية ابنهما والعناية به. أما أبوه فكنّاه أبا نصر، نسبة إلى جدّه، وعكف على تعليمه اللغة العبرية وعلوم التوراة وتفاسيرها حتى استوعبها عند بلوغه سنّ الثالثة عشرة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإثر ذلك قام الوالد بحثّ الابن على تعلم الحساب الهندي وفهم الزيجات (الجداول الفلكية) عند الشيخ أبي الحسن بن الدسكري، ودراسة الطب على الفيلسوف والطبيب أبي البركات هبة الله بن ملكا البغدادي السابق الذكر. وقد تتبع السموأل المعالجات التي كان يجريها خاله الطبيب أبو الفتح بن البصري. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يروي السموأل أن أمه مكثت عند أبيه مدة لم ترزق ولدا حتى ظنت أنها مصابة بالعقم قبل أن تلده واختارت له اسم شموائيل (فعرّب السموأل). ولا شك أن هذا الانتظار قد زاد في اهتمام الوالدين بتربية ابنهما والعناية به. أما أبوه فكنّاه أبا نصر، نسبة إلى جدّه، وعكف على تعليمه اللغة العبرية وعلوم التوراة وتفاسيرها حتى استوعبها عند بلوغه سنّ الثالثة عشرة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يقول السموأل « فأما الحساب الهندي والزيج فإني أحكمت علمهما في أقل من سنة وذلك حين كمل لي أربع عشرة سنة، وأنا في خلال ذلك لا أقطع القراءة في الطب ومشاهدة علاج الأمراض. ثم قرأت الحساب الديواني وعلم المساحة على الشيخ أبي المظفر الشهرزوري، وقرأت الجبر والمقابلة أيضا عليه وترددت إلى الأستاذ أبي الحسن بن الدسكري وأبي الحسن بن النقاش لقراءة الهندسة... وأنا في خلال ذلك متشاغل بالطب حتى استوعبت ما عند من ذكرته من الأستاذين من هذه العلوم.»[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويواصل السموأل موضحاً ظروف تعلمه الهندسة والحساب والجبر: «وبقى بعض كتاب إقليدس وكتاب الواسطى في الحساب وكتاب البديع في الجبر والمقابلة للكرخى لا أجد من يعرف منه شيئا... وكان بي من الشغف بهذه العلوم والعشق لها ما يلهيني عن المطعم والمشرب إذا فكرت في بعضها فخلوت بنفسي في بيت مدة وحللت جميع تلك الكتب وشرحتها ورددت على من أخطأ من واضعيها، وأظهرت أغلاط مصنفيها وعزمت على ما عجزوا عن تصحيحه وتحقيقه... كل ذلك في هذه السنة، أعنى الثامنة عشرة من مولدي، واتصلت تصانيفي في هذه العلوم منذ تلك السنة وإلى الآن وفتح الله علي كثيراً مما أرتج على من سبقني من الحكماء المبرزين فدوّنت ذلك لينتفع به من يقع إليه».[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد امتهن السموأل الطب لكسب لقمة العيش فذاع صيته، وكان في ذات الوقت يطّلع على كتب عديدة أتته من العراق والشام وأذربيجان وكوهستان (أفغانستان) فأدى به ذلك إلى استخراج أدوية لم يتوصل إليها غيره. وليس هذا فحسب، فمنذ صغر سنه كان السموأل شغوفا «بالأخبار والحكايات، شديد الحرص على الاطلاع على ما كان في الزمان القديم والمعرفة بما جرى في القرون الخالية». وشيئاً فشيئاً مال السموأل إلى التحري وطلب الموثوق من الأخبار ومن مؤلفات المؤرخين. ومن خلال ذلك كان يطلع على أخبار النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وغزواته «وما أظهر الله له من المعجزات وما خصّه به من الكرامات وحباه به من النصر والتأييد في غزوة بدر وغزوة خيبر وغيرهما».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كيف أسلم السموأل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأدت كثرة المطالعة بالسموأل إلى اكتسابه «قوة في البلاغة ومعرفة بالفصاحة». ويتضح ذلك في مؤلفاته، مثل كتاب «الباهر في الجبر». وهنا يعلن السموأل كيف هداه الله إلى الإسلام: «فشاهدت المعجزة التي لا تباريها الفصاحة الآدمية في القرآن فعلمت صحة إعجازه، ثم إني لمّا هذّبت خاطري بالعلوم الرياضية، ولا سيما الهندسية وبراهينها، راجعت نفسي في اختلاف الناس في الأديان والمذاهب... فعلمت أن العقل حاكم يجب تحكيمه على كليات أمور عالمنا هذا، إذا لولا أن العقل أرشدنا إلى اتباع الأنبياء والرسل وتصديق المشايخ والسلف لما صدقناهم في سائر ما تلقيناه عنهم».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويشرح السموأل وجهة نظره في هذا الموضوع بالقول: «وعلمت أنه إذا كان أصل التمسك بالمذاهب الموروثة عن السلف وأصل اتباع الأنبياء مما أدى إليه العقل فإن تحكيم العقل على كليات جميع ذلك واجب، وإذا نحن حكمنا العقل على ما نقلناه عن الآباء والأجداد علمنا أن النقل عن السلف ليس يوجب العقل قبوله من غير امتحان لصحته».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويمضي موضحاً: «فأما الأبوة والسلفية وحدهما فليستا بحجة إذ لو كانتا حجة لكانتا أيضا حجة لسائر الخصوم الكفار كالنصارى فإنهم نقلوا عن أسلافهم أن عيسى ابن الله وأنه الرازق المانع الضار النافع فإن كان تقليد الآباء والأسلاف يدل على صحة ما نقل عنهم فإن ذلك يلزم منه الإقرار بصحة مقالة النصارى ومقالة المجوس».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويختم بهذه الحجج الدامغة: «إن كان هذا التقليد لأسلاف اليهود خاصة دون غيرهم من الأمم فلا يقبل منه ذلك إلا أن يأتوا بدليل على أن آباءهم كانوا أعقل من آباء الأمم وأسلافهم... وإذا تركنا التعصب لهم فنحن نجعل لآبائهم أسوة بسائر آباء غيرهم من الأمم فإذا كانت آباء النصارى وغيرهم قد نقلوا عن آبائهم الكفر والضلال الذي تهرب العقول منه وتنفر الطباع السليمة عنه فليس بممتنع أن يكون ما نقله اليهود عن آبائهم أيضا بهذه الصفة. فلما علمت أن اليهود لهم أسوة بغيرهم فيما نقلوه عن الآباء والأسلاف علمت أنه ليس بأيديهم حجة صحيحة بنبوة موسى إلا شهادة التواتر وهذا التواتر موجود لعيسى ومحمد كوجوده لموسى عليهم السلام أجمعين فإن كان التواتر يفيد تصديقا فالثلاثة صادقون ونبوتهم معا صحيحة»! [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهكذا يرى السموأل أنه ليس من العقل ولا من الحكمة أن يصدق الإنسان أحد الأنبياء والرسل ويكذب الباقين، بل الواجب عقلاً إما تصديق الكل وإما تكذيب الكل. لكن تكذيب الكل لا يوجبه العقل لأننا «إنما نجدهم قد أتوا بمكارم الأخلاق وندبوا إلى الفضائل ونهوا عن الرذائل» ولأننا «نجدهم ساسوا العالم بسياسة بها صلاح حال أهله، فصح عندي بالدليل القاطع نبوة المسيح والمصطفى وآمنت بهما.»[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومكث السموأل مدة طويلة على تلك الحال غير ملتزم بالفرائض الإسلامية، مراعاةً لأبيه، مبرراً ذلك بالقول: «وذلك أنه كان شديد الحب لي قليل الصبر عني، كثير البرّ بي». ثم حالت الأسفار بينهما والسموأل متردد في موضوع الجهر بإسلامه كيلاَ يفجع أباه حتى «حان وقت الهداية» وجاءته «الموعظة الإلهية» برؤية «النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام ليلة الجمعة تاسع ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أدت كثرة المطالعة بالسموأل إلى اكتسابه «قوة في البلاغة ومعرفة بالفصاحة». ويتضح ذلك في مؤلفاته، مثل كتاب «الباهر في الجبر». وهنا يعلن السموأل كيف هداه الله إلى الإسلام: «فشاهدت المعجزة التي لا تباريها الفصاحة الآدمية في القرآن فعلمت صحة إعجازه، ثم إني لمّا هذّبت خاطري بالعلوم الرياضية، ولا سيما الهندسية وبراهينها، راجعت نفسي في اختلاف الناس في الأديان والمذاهب... فعلمت أن العقل حاكم يجب تحكيمه على كليات أمور عالمنا هذا إذا لولا أن العقل أرشدنا إلى اتباع الأنبياء والرسل وتصديق المشايخ والسلف لما صدقناهم في سائر ما تلقيناه عنهم» [/font]
[font=&quot]منام السموأل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يروي السموأل منامه بتفاصيله بلغة جليّة شيقة ومؤثرة فيقول إنه رأى في منامه الأول وكأنه في صحراء وكان تحت شجرةٍ «شموائيل النبي» جالس والناس يسلمون عليه. ويروي السموأل كيف اقترب منه مقدمًا تفاصيل المحادثة التي تمت بينهما وكأنه كان يبشره بحدث عظيم يخص شخصه. فاستخلص السموأل من هذا المنام عبرة وصفها كما يلي: «ذلك لطف من الله سبحانه وتعالى وموعظة لإزالة الشبهة التي كانت تمنعني من إعلان كلمة الحق والتظاهر بالإسلام فتبت إلى الله من ذلك واستغفرته وأكثرت من الصلاة على رسول الله المصطفى». وفي نفس الليلة كان للسموأل منام ثان رأى فيه أنه أتاه آت يرتدي ثياب المتصوفة وزيّ الفقراء وقال له: «أجب رسول الله» فهابه السموأل وقام «مسروراً مسرعاً مستبشراً».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويصف السموأل النبي (ص) كما رآه في المنام فيقول: «وكان لابساً ثياباً بيضاً وعمامته معتدلة اللطافة، وعلى عنقه رداء أبيض حول عنقه، وهو معتدل القامة، نبيل جسيم، معتدل اللون بين البياض والحمرة، واليسير من السمرة، أسود الحاجبين والعينين ومحاسنه أيضاً معتدلة بين الطول والقصر ولما دخلت عليه ورأيته التفت إلي ورآني، فأقبل عليّ مبتسمًا وهشّ إلي جدا فذهلت لهيبته...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وواصل السموأل روايته للمنام الثاني وما تلاه مما لا يسع المكان لسرده. وبعد ذلك جهر إسلامه ذات يوم جمعة بمراغة في المسجد بحضور أمير البلاد في يوم مشهود. ووصف السموأل سعادة الحضور وكيف «ارتجّ المسجد الجامع من صلاتهم على رسول الله» حين أعلن إسلامه. ويشير بعد ذلك إلى عنصر مهم في هذا السياق، وهو أنه لم يُعلم أحدا بمناميْه حتى مضت على رؤيتهما أربع سنوات. وكان له هذا الموقف لأنه «كره» أن يذكر أمرا «لا يقوم عليه البرهان، فربما يسرع خاطر من يسمعه إلى تكذيبه لأنه أمر نادر».[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم إن هناك تبريراً ثانياً لديه: لعل أحدهم يقول إن السموأل ترك دينه لمنام رآه، وانخدع لأضغاث أحلام. ولذلك أخفى السموأل منامه إلى أن اشتهر كتاب «إفحام اليهود وكثرت نسخه». وعندما تحقق الناس بأن السموأل تحّول عن دينه بدليل وبرهان وحجج قطعية»، وأنه كان يخفي إسلامه ولا يبوح به رفقا بأبيه وبراً به؛ حينئذ أظهر قصة المناميْن، وأوضح أنهما كانا موعظة من عند الله تعالى و«تنبيها على ما يجب تقديمه». واستخلص أنه لا يجوز له تأخيره «بسبب والد أو غيره». وعلى إثر ذلك كتب رسالة من مراغة إلى أبيه الذي كان في حلب، وأوضح له عدة حجج وبراهين مما كان يعلم أن الوالد لا ينكره «ولا يقدر على إبطاله»، كما أخبره برؤياه. فعزم الوالد على ملاقاة ابنه فسافر من أجل ذلك نحو مدينة الموْصل، لكن المرض فاجأه وتوفي هنالك بشمال العراق ولم ير ولده.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويؤكد السموأل على أن المنام لم يكن هو مصدر التحوّل عن دينه الأول لأنه يؤمن بأن الإيمان لا بد أن يكون منبعه العقل فيقول: «فليعلم الآن من يقرأ هذه الأوراق أن المنام لم يكن باعثاً على ترك المذهب الأول. فإن العاقل لا يجوز أن ينخدع عن أحواله بالمنامات والأحلام من غير برهان ولا دليل». ثم يضيف: «لكنني كنت قد عرفت قبل ذلك بزمان طويل الحجج والبراهين والأدلة على نبوة سيدنا محمد فتلك الحجج والبراهين هي سبب الانتقال والهداية. وأما المنام فإنما كانت فائدته الانتباه والازدجار من التمادي في الغفلة والتربص بإعلان كلمة الحق بعد هذا ارتقاباً لموت أبي، فالحمد لله على الإسلام وكلمة الحق ونور الإيمان ونور الهداية».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونظرا لكون السموأل تتلمذ على الفيلسوف اليهودي الأصل هبة الله بن ملكا فمن الجائز أن يكون قد تأثر بموقفه(6)، ومع ذلك فمن المؤكد أن السموأل قد أسلم بعد تأمل عميق وتمعن طويل وإثر مقارنة بين الأديان المختلفة وعقائدها وشعائرها. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم نتعرض في كتاب «إفحام اليهود» إلا للجانب المتعلّق بأيام تحوّل مؤلفه من دينه الأول إلى الإسلام. لكن من يطلع على بقية الكتاب يجده متميزاً بحججه القوية المبنية على فهم مركّز للأديان ومعتقداتها. وبالموازاة مع ذلك اتبع أسلوبا لم يسبقه إليه أحد. ولكي يتأكد القارئ من ذلك يمكنه مثلاً مقارنة استدلالات السموأل بأسلوب ابن حزم الأندلسي (384هـ/994م -456هـ/1064م) في «الفصل في الملل والأهواء والنحل»، أو بأسلوب أبي المعالي الجويني (419هـ/1028م -478هـ/1185م) في «شفاء الغليل فيما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل» وغير ذلك من الأساليب التي تبناها من كتبوا في هذا الحقل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد سلك السموأل مسلكاً هادئاً يتماشى مع اللغة التي يفهمها من يحاججهم (اليهود). ومن الواضح أن الكتاب نال استحسان الكثير من العلماء المسلمين الذين أتوا بعد السموأل. ويكفي أن نشير هنا إلى الأمام ابن القيّم الذي اعتمد في كتابه «هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى» اعتماداً كليّاً على كتاب «إفحام اليهود» حتى أنه استنسخ منه فصولاً استنساخاً حرفيّاً.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]السموأل الرياضي والطبيب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لا يجوز لنا أن نتحدث عن عالم كالسموأل دون الإشارة إلى إسهامه الباهر في الرياضيات والتنويه به كطبيب. يمتلك السموأل أسلوباً رياضياً متميزاً شبيهاً بالأسلوب المعاصر حتى إنك تخال نفسك أحياناً، وأنت تطالع كتابه «الباهر في الجبر»(7)، أنك تقرأ كتاباً حديثاً في الرياضيات. ففي الباب الأول من المقالة الثانية مثلاً يستهل السموأل كلامه قائلاً: «التحليل هو ردّ المركب إلى بسائطه المقومة لذاته، وإليه أشار الحكيم بقوله أول الفكر آخر العمل وآخر الفكر أول العمل. ومن أراد أن يجد مطلوبا ما أو البرهان على قضية ما فليجعل مطلوبه مفروضاً وينظر ما يلزم من ذلك ويلزم من لوازمه حتى ينتهي إلى معلومات بسيطة. فإن كانت صادقة ركّب ما حلّله وابتدأ من حيث انتهى به التحليل. وإن كانت تلك البسائط كاذبة علم استحالة مطلوبه فأضرب عنه»(8).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما لا شك فيه أن السموأل بلغ درجة كبيرة من العلم، وهو لا زال شابا وانشغل بالطرق الهندية في الحساب وبالجداول الفلكية. ولم تكن آنذاك بغداد مركزاً مزدهراً للعلوم، فتعلم السموأل كل الرياضيات التي كانت معروفة لدى أساتذته الذين كانوا يلمّون بالعديد من المواضيع الرياضية، منها البعض مما جاء في أصول إقليدس عن الهندسة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لكن السموأل لم يتوقف عند هذا الحد فعكف على دراسة الرياضيات، معوّلاً على نفسه، فدرس بصفة خاصة أعمال أبي كامل شجاع بن أسلم (ق. 3هـ/9م) والكرجي(9) (341هـ/953م- نحو 419هـ/1029م) وآخرين. وأصبح عالما يحيط بكل الأعمال الرياضية المتوفرة في ذلك العصر وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة. ويُذكر أن السموأل قد أعجب بأعمال الكرجي، وانطلق في التأليف مبتدئاً بمؤلفه الشهير «الباهر في الجبر» الذي كتبه وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من العمر. كان هذا العمل بالغ الأهمية، لأفكاره الأصيلة وكذلك لما ورد فيه من ذكر لأعمال الكرجي التي ضاعت واندثرت الآن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عُرف السموأل أيضاً كطبيب عالج عنده الأعيان وأصحاب الحكم والجاه. وذكر في مؤلفاته أنه طوّر عدة أدوية ناجعة، غير أنه لم تصلنا تفاصيل عن هذه الأعمال. فالمؤلف الطبي الوحيد للسموأل الذي لم يندثر هو مؤلف حول الأمراض الجنسية. واهتم السموأل أيضا بالأمراض النفسية، موضحاً مثلاً أن الإنارة الجيدة في البيوت، والحمامات الساخنة، والموسيقى، والنظر إلى الماء الجاري والخضرة، عوامل تساعد على التخلص من الانهيار العصبي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد اندثرت معظم مؤلفات السموأل، إذ يُذكر أنه كتب قرابة 85 مؤلفاً متفاوتة الأحجام. ومن الكتب غير الرياضية التي وصلتنا نذكر كتاب «كشف أعوار المنجمين»(10)، وهو مؤلف يدحض فيه السموأل القيم العلمية للمنجمين و«كتاب في المياه»، و«المفيد الأوسط في الطب»(11).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا لم يعش السموأل المغربي أكثر من 45 سنة، ومع ذلك ترك ما ترك من الشواهد التي تبيّن مدى عمق فكره في عديد المجالات. فمن حق الأمة العربية الإسلامية أن تعتز بهذا العالم الذي «بذل المجهود في إفحام اليهود» بفكره النيّر ومنطقه السليم وحجته الدامغة.[/font]
[font=&quot]هــوامش :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]-1 الإسكندراني، سعيد بن الحسن: مسالك النظر في نبوة سيد البشر، تحقيق محمد عبد الله الشرقاوي، مكتبة الزهراء، القاهرة (بدون تاريخ)، ص، 27.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]2 - السموأل المغربي: بذل المجهود في إفحام اليهود، ويليه الرسالة السبيعية بإبطال الديانة اليهودية، تقديم محمد أحمد الشامي، دار الفجالة الجديدة، القاهرة، (بدون تاريخ)، ص. 71. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3 - أذربيجان آنذاك هي المنطقة الواقعة شمال غرب إيران حاليًا، ولا تعني جمهورية أذربيجان المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي التي نعرفها الآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4 - تداولت إصدار هذا الكتاب عدة دور نشر وحققته. ومن تلك الدور نذكر دار الهداية (الرياض) عام 1986، وإدارة البحوث العلمية بالرياض، عام 1409هـ/1989م، تحقيق محمد عبد الله الشرقاوي، ثم صدرت الطبعة الثالثة عام 1990 عن دار الجيل (بيروت) بالاشتراك مع مكتبة الزهراء (القاهرة). ونشرته دار الفجالة الجديدة (القاهرة) بتقديم محمد أحمد الشامي (بدون تاريخ). كما اشتركت في إصداره دار القلم (دمشق) ودار الشامية (بيروت)، تحقيق عبد الوهاب طويلة، عام 1989. وأصدرته أيضا دار ومكتبة بيبليون بباريس عام 2005. وكتاب «بذل المجهود» ترجمه إلى الأنكليزية موشي برلمان[/FONT][FONT=&quot]Moshe Perlmann[/FONT][FONT=&quot] عام 1964 بدون أن يحققه تحقيقا شاملا، انظر: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]Perlmann, Moshe: Samau[/FONT][FONT=&quot]’al[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]al[/FONT][FONT=&quot]-[/FONT][FONT=&quot]Maghribi[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Ifh[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]al[/FONT][FONT=&quot]-[/FONT][FONT=&quot]Yahud[/FONT][FONT=&quot], [/FONT][FONT=&quot]Proceedings[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]of[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]the[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]American[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Academy[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]for[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Jewish[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Research[/FONT][FONT=&quot], [/FONT][FONT=&quot]Vol[/FONT][FONT=&quot]. 32, 1964[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]5 - كل العبارات والنصوص الموضوعة بين نصين «ولم نشر فيها إلى مصدرها مأخوذةٌ من كتاب «بذل المجهود في إفحام البهود»، تحقيق محمد عبد الله الشرقاوي، دار الجيل (بيروت) ومكتبة الزهراء (القاهرة)، ط. 3، 1990. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6 - يشير البعض أنه من الجائز أيضا أن السموأل قد تأثر بمعاصره موفق الدين عبد اللطيف البغدادي (557هـ/1162م -629هـ/1231م) صاحب رسالة في «الرد على اليهود والنصارى»، لكن مقارنة تواريخ ميلاد ووفاة كل منهما تجعلنا نشك في ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7 - حقق هذا الكتاب صلاح أحمد ورشدي راشد، وصدر التحقيق والترجمة إلى الفرنسية عن مطبعة جامعة دمشق، 1972.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]8 - السموأل المغربي: تحقيق صلاح أحمد ورشدي راشد، مطبعة جامعة دمشق، 1972، ص.73.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]9 - الكرجي، هو أبو بكر محمد بن الحسن الكرجي أو الكرخي (بالخاء بدل الجيم). ومن المعلوم أن المؤرخين منقسمون حول الاسمين «الكرجي» (نسبة إلى مدينة إيرانية) و«الكرخي» (نسبة إلى ضاحية من ضواحي بغداد). ويرى بعض مؤرخي الرياضيات في الغرب أن الكرجي «من أعظم رياضيي العرب». وهو صاحب كتاب «البديع في الجبر» الذي أشار إليه السموأل في ترجمته، وكذا «الكافي في الحساب» و«الفخري في الجبر والمقابلة».[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]-10 ترجم هذا المؤلف إلى الإنكليزية، انظر:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]Rosenthal , Franz: Al-Asturlabi and as-Samaw[/FONT][FONT=&quot]’al[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]on[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]scientific[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]progress[/FONT][FONT=&quot], [/FONT][FONT=&quot]Osiris[/FONT][FONT=&quot] 9, 1950, [/FONT][FONT=&quot]pp[/FONT][FONT=&quot]. 555-564[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]11 - ومن العناوين الأخرى لمؤلفات السموأل: «الزاهر في الجبر» و«شرح لكتاب ديُوفَنْطَس الأسكندراني» و«رسالة في التحليل والتركيب» و«رسالة الموجز المضوي في الحساب» و«التبصرة في علم الحساب» و«رسالة إلى ابن خدّود في مسائل حسابية» و«نزهة الأصحاب في معاشرة الأحباب» و«المنبر في مساحة أجسام الجواهر المختلفة لاستخراج مقدار مجهولها» و«كتاب إعجاز المهندسين» و«المختصر في علم الحساب» و«كتاب المثلث القائم الزاوية» و«كتاب القوانين في الحساب الهندي».[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]مختصر سيرة فليسوف التصوف الاسلامى عبد الحق بن سبعين [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]عبد الحق بن سبعين (614 هـ - 9 شوال 669 هـ / 1217 - 1269) فيلسوف متصوف أندلسي. اشتهر برسالته المسائل الصقلية، و التي كانت عبارة عن اجوبة لأسئلة ارسلها الإمبراطور فريدريك الثاني اليه.-(1)انتشر صيته في أوروبا في عصره، فذكره البابا وتحدث عنه حيث قال: "إنه ليس للمسلمين اليوم أعلم بالله منه. (2)تعتبر فلسفته أحد المنعطفات الفكرية والإضافات التي عمَّقت طريق البحث الفلسفي ضمن إطار الدين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]محتويات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]•[/FONT][FONT=&quot] 1 نشأته [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]•[/FONT][FONT=&quot] 2 مسيرته [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]•[/FONT][FONT=&quot] 3 أفكاره [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]•[/FONT][FONT=&quot] 4 طريقته الخاصة في الكتابة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]•[/FONT][FONT=&quot] 5 رسائله [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]•[/FONT][FONT=&quot] 6 مراجع [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نشأته[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر ، ويكني بأبي محمد ، ويلقب في المشرق بقطب الدين ومسقط رأسه رقوطة (اليوم [/FONT][FONT=&quot]Ricote[/FONT][FONT=&quot]) وقد لقب بشيخ السبعينية نسبة إلى الطريقة الصوفية التي يسمى أتباعها بالسبعينية ، واشتهر بابن سبعين لأنه كان يطلق على نفسه ابن دارة [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] والدارة في الحساب = حرف العين = 70 . [3][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ابن سبعين ينتمي إلى أسرة نبيلة وافرة الغنى كان لها شان بالأندلس ، قضى مطلع شبابه في الأندلس، حيث تعلم العربية والأدب ونظر في العلوم العقلية وأخذ التصوف عن أبي إسحق إبراهيم بن يوسف بن محمد بن الدهاق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مسيرته[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ألف كتاب بد العارف وهو ابن خمس عشرة سنة ، وفي جلالة هذا الكتاب ،وكونه يحتوي على جميع الصنائع العلمية والعملية ،وجميع الأمور السنية ،تجده خارقا للعادة ،وفي نشأته ببلاد الأندلس ولم يعلم له كثرة نظر ،وظهوره فيها بالعلوم التي لم تسمع قط ، تعلم انه خارق للعادة .هذا بالنسبة إلى الطور الأول من حياة ابن سبعين ،أما عن الطور الثاني من حياته والذي بدأ بارتحاله من مرسية نحو 640 هـ إلى بعض بلاد الأندلس ثم شمالي أفريقيا. قضى الفترة الزمنية من حياته الروحية في المغرب، وفيه أيضاً ألّف معظم رسائله، وجرت له المناظرات العنيفة مع فقهاء المغرب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]انتقل ابن سبعين إلى المغرب وهو دون العشرين، فأقام أولاً في سبتة هو وجمع من أصحابه وأتباعه الذين كانوا قد بدأوا يلتفون حوله وهو لا يزال في الأندلس. وشاعت شهرته بالزهد والعلم، وكذلك شهرته بالفلسفة التي استطارت في الآفاق، بدليل ما ورد في مستهل كتاب "المسائل الصقلية"، وهي المسائل التي كان الإمبراطور فردريك الثاني ملك النورمانديين في صقلية قد وجهها إلى علماء المسلمين للاستفادة وحب الاستطلاع لما كانت عليه شهرة المسلمين حينئذ بالفلسفة والعلم. وهذه المسائل الصقلية التي سأل عنها فردريك الثاني علماء المسلمين هي: المسألة الأولى عن العالم: هل هو قديم أو محدث، والثانية من العلم الإلهي: ما هو المقصود منه، وما مقدماته الضرورية إن كانت له مقدمات، والثالثة عن المقولات أي شيء هي، وكيف يتصرف بها في أجناس العلوم حتى يتم عددها، وعددها عشر، فهل يمكن أن تكون أقل، وهل يمكن أن تكون أكثر، وما البرهان على ذلك، والمسألة الرابعة عن النفس: ما الدليل على بقائها وما طبيعتها، ويتفرع عن هذه المسألة الأخيرة سؤال عن أين خالف الإسكندر الأفروديسي أرسطوطاليس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويظهر أن المكانة التي نالها ابن سبعين بجوابه كانت عالية وقد أوغرت صدور الفقهاء عليه فراحوا يتهمونه بالكفر، مما اضطر حاكم سبتة، ابن خلاص، إلى طرده منها، فسكن في بجاية مدة إلى أنه في النهاية ونتيجة لكيد من حوله له تمّ نفيه من المغرب، وكان خروجه منها سنة 642 هـ وهو في الثلاثين من عمره. ومن هذا أنه أقام بالمغرب حوالي خمس وعشرين سنة. انتقل بعدها إلى مصر، وأقام بها مدة قصيرة فيما يبدو، لأن هدفه الأول كان الحج وينتهي بدخوله إلى مكة سنة 652 هـ. وهناك لقي من شريف مكة، أبي لحى محمد بن أبي سعد عطفاً ورعاية، وشاع صيته بين أهل مكة بسبب سخائه، وبسبب علمه وكثرة أتباعه، وكان أهل مكة يعتمدون على أقواله، ويهتدون بأفعاله. وقد ظل ابن سبعين في مكة حتى توفي بها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اختلف المؤرخون في سبب خروجه من الأندلس فأولئك الذين هم خصومه يقولون انه نفي من المغرب بسبب كلمة كفر صدرت عنه وهي قوله " لقد تحجر ابن آمنة واسعا بقوله لا نبي من بعدي " ويرون فيها انه كان ينكر النبوة ،ويعد أنها شيء كسبي .(4) وهناك من يرى في هذا الكلام كثيرا من التجني على ابن سبعين الذي كان يعظم النبوة ،ويؤمن بالنبي "وقال بعضهم عند إيراده جملة من رسائله ،أنها تشتمل على ما يشهد له بتعظيم النبوة وإيثار الورع. أما في الجانب الآخر وأعني به أنصار ابن سبعين، فإنهم يرون في هجرته، احد مفاخره ،ودليلا على كونه وارثا مخصصا. لكن المنصف من الآراء فقد رجحت هجرة ابن سبعين من الأندلس إلى هجوم الفقهاء عليه وخوفه منهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أفكاره[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هاجم الفلسفة ،لأن الفلاسفة يقلدون ـ حسب زعمه ـ أرسطو تقليدا أعمى ،وهاجم بعنف الفارابي وابن سينا أو من اسماهم بالمشارقة ،وكان له موقف من الفقه والكلام والتصوف منطلقا من موقفه القائل بالوحدة المطلقة ،والتي ينبغي على القائل بها أن يصل إلى رتبة (المحقق) أو أن يكون ملما بعلم التحقيق، وبعبارة أخرى فان الوحدة المطلقة عند ابن سبعين تكون هي موضوع علم التحقيق ،ذلك العلم الذي يحوي صاحبه كل الكمالات الوجودية والذوقية.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]يرى ابن سبعين إن الفقيه يستند إلى الشريعة ، والتي هي حق بلا شك، إلا انه يرى إن الفقيه يفسد الشريعة بتقديمه تذريعات عديدة تتفرع من الأحكام التي يستخرجها منها ويرى أيضا انه "الفقيه" يفتي أحيانا من عند نفسه بفتاوى قد تختلف مع الشريعة ،ويتمسك كثيرا بالتقليد الأعمى فيقيس اليوم بالأمس ،ويدع الكثيرين فهم الكتاب والسنة في ذلك والأمر ليس كذلك ،ويرى ابن سبعين إن ذلك التصرف ينفر الناس من الشريعة ويصدهم عنها ،وبالجملة فهو في ضلال ليس بعده ضلال ويقول في ذلك 5)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]... وأما الفقيه فهو صالح الأصل (يقصد الشريعة التي يستند إليها وهي في ذاتها صالحة) ، فاسد الفرع ،صادق الجنس كاذب النوع ،يتكلم من عند نفسه ،ويقيس اليوم بأمسه ،ويفتي السائل ،ويترك نفسه في رتبة المسؤول ،يزعم انه يفهم كلام الرسل وخير الرسل ،ويعلل دينه ويتممه برأيه واجتهاده ،ويعطل قوله على خبر الذي أخرجه من عباده ، ويدفع اليقين بالجهل ،ويفعل فعل أبي جهل ،يحجب نور الله تعالى عن عباده بالفروع المعللة ،ويتصرف فيهم بغير الكتب المنزلة ،ويصد الناس عن موارد الشريعة وريحانها ،ويحضهم على حميمها وغسلينها ... [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]طريقته الخاصة في الكتابة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لابن سبعين طريقة غريبة في الكتابة، فكلامه مفكك، قليل الاتصال، حتى قال قاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد: "جلست مع ابن سبعين من ضحوة إلى قريب الظهر وهو يسرد كلاماً تعفل مفرداته، ولا تعقل مركباته".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكذلك يتسم كلامه بكثرة ما يرد فيه من ألغاز وإشارات بحروف أبجد، وله تسميات مخصوصة في كتبه هي نوع من الرموز كما قال أبو العباس الغبريني صاحب كتاب عنوان الدراية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فمن كلامه الغريب مثلاً ما يكرره في كتاب الإحاطة من عبارة: "إيه! أو قوله: "الله فقط" وتكرار لكلمة "إيه" اثنتي عشرة مرة في سطر واحد، واستعماله حروف أبجد بطريقة من الصعب استخراجها، كقوله في رسالة "الألواح": "علمه في الإنسانية إنسان، وفي ح ح، وفي ن ن، وفي ج ج، وفي علالمية علم، وفي العاقلية عقل". ومن أغرب كلامه الشاطح قوله في ختام "الرسالة الفقيرية": "السلام على المنكر والمسلم، والعالم والمتعالم، والغالط والمتغالط".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رسائله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الكلام على المسألة الصقلية، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] رسالة النصيحة (النورية)، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] عهد ابن سبعين، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الإحاطة، بد العارف، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الرسالة الفقيرية، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الحكم والمواعظ، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الرسالة القوسية، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] رسالة في أنوار النبي صلى الله علي وسلم وأنواعها، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الألواح المباركة، الوصية لتلامذته، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الرسالة الرضوانية، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] رسالة في عرفة، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] رسالة خطاب الله بلسان نوره، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] نتيجة الحكم، الرسالة الإصبعية، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] الكلام على الحكمة، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]•[/font][font=&quot] حكم القصص. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مراجع[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1. اللقاء الحضاري بين الشرق الإسلامي والغرب الأوروبياسلام ست، تاريخ الولوج 22/07/2009 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2. الإحاطة للسان الدين بن الخطيب، ج 1، ص 34، انظر أيضاً، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، بيروت 1995، 2/411. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3. إبــن ســـبعينالتصوف، تاريخ الولوج 23/07/2009 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4. فهرس الأعلامالحوالي، تاريخ الولوج 22/07/2009 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5. قراءة في فلسفة ابن سبعين، تصنيف العلوم لبناء علم التحقيق ونقد الكلامالتصوف الإسلامي، تاريخ الولوج 22/07/2009 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المسائل الصقلية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](تم التحويل من المسألة الصقلية) [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المراجعة الحالية (غير مراجعة)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اذهب إلى: تصفح, بحث[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المسائل الصقلية عبارة عن أجوبة كتبها بن سبعين عن بعض المسائل الفلسفية، حول الكون والنفس والعلم الإلهي، وجهها فريدريك الثاني ملك صقلية إلى علماء المسلمين. وأجاب عنها الفيلسوف الأندلسي ابن سبعين بأمر من عبد الواحد الرشيد ‏خليفة الموحدين. تعتبر الرسالة من مظاهر التبادل الحضاري والعلمي بين الشرق والغرب.[1][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][عدل] المسائل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المسائل الصقلية التي سأل عنها فردريك الثاني علماء المسلمين هي: المسألة الأولى عن العالم: هل هو قديم أو محدث، والثانية من العلم الإلهي: ما هو المقصود منه، وما مقدماته الضرورية إن كانت له مقدمات، والثالثة عن المقولات أي شيء هي، وكيف يتصرف بها في أجناس العلوم حتى يتم عددها، وعددها عشر، فهل يمكن أن تكون أقل، وهل يمكن أن تكون أكثر، وما البرهان على ذلك، والمسألة الرابعة عن النفس: ما الدليل على بقائها وما طبيعتها، ويتفرع عن هذه المسألة الأخيرة سؤال عن أين خالف الإسكندر الأفروديسي أرسطوطاليس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويظهر أن المكانة التي نالها ابن سبعين بجوابه كانت عالية وقد أوغرت صدور الفقهاء عليه فراحوا يتهمونه بالكفر، مما اضطر حاكم سبتة، ابن خلاص، إلى طرده منها، قال عنها لسان الدين بن الخطيب في كتابه الإحاطة [2][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ولما وردت على سبتة المسائل الصقلية، وكانت جملة المسائل الحكمية، وجهها علماء الروم تبكيتًا للمسلمين، انتدب إلى الجواب عنها، على فتى من سنه، وبديهة من فكرته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الجزء الثانى من سيرة بن سبعين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قراءة في فلسفة ابن سبعين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تصنيف العلوم لبناء علم التحقيق ونقد الكلام[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لو أردنا أن نلقي نظرة بسيطة على الحركة الفكرية في الأندلس قبيل عصر ابن سبعين لوجدنا أن عهد الموحدين الذي نشأ ابن سبعين في نهاياته،يعد من أكثر عهود الاستقرار الفكري بالنسبة إلى الفلسفة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فقد كان من نتاج ذلك العصر فلاسفة كبار امتلأت بهم الدنيا من أمثال ابن باجة(ت 522 هـ ) وابن طفيل(ت 571 هـ ) وابن رشد(ت 595 هـ ) وتوزعوا في مذاهبهم بين ارسطيين واشراقيين ،ومما لا يقبل الشك فقد اطلع ابن سبعين على فكر هؤلاء العمالقة ،ولم يعرفهم فحسب، بل عرف من خلالهم فكر اليونان، لأنهم كانوا يحملونه على سبيل التأثير والشرح .وبما إن الرجل كان مسلم الديانة فكان لا بد له من الإطلاع على الفقه الإسلامي ،وان اشتغاله بالفلسفة جعله على احتكاك وان كان غير ودي مع الفقهاء .وكل فيلسوف ،اطلع شاء أم أبى على كل ما جاءت به الفرق الكلامية التي انظوت تحت راية الإسلام تذب عنه ضد هجمات الفرق الكلامية من الديانات الأخرى.وإذا أردنا أن نصنفه فنقول انه كان صوفيا ،وهذه أربعة من العلوم اخترقها ابن سبعين ،ومن الطبيعي أن يكون له موقف من كل علم من هذه العلوم ،فقد هاجم الفلسفة ،لأن الفلاسفة يقلدون ـ حسب زعمه ـ أرسطو تقليدا أعمى ،وهاجم بعنف الفارابي وابن سينا أو من اسماهم بالمشارقة ،وكان له موقف من الفقه والكلام والتصوف منطلقا من موقفه القائل بالوحدة المطلقة ،والتي ينبغي على القائل بها أن يصل إلى رتبة (المحقق) أو أن يكون ملما بعلم التحقيق،وبعبارة أخرى فان الوحدة المطلقة عند ابن سبعين تكون هي موضوع علم التحقيق ،ذلك العلم الذي يحوي صاحبه كل الكمالات الوجودية والذوقية .ولا يصل المحقق إلى هذه الدرجة إلا بعد سلوك طريق شاق وطويل يسميه ابن سبعين بالسفر ،والمحقق بعد فوزه من هذه السفرة بعلم الوحدة المطلقة يكون حاله أكمل الأحوال وأعلاها .وعلم الوحدة المطلقة عند ابن سبعين وهو نفسه علم التحقيق هو وحده العلم الإلهي ،وبما انه كان قد اطلع على سائر القوانين الشرعية والفلسفية والأدبية، فقد حصرها في خمسة علوم أو مذاهب وصف اربعا منها بـ (الناقصة) وهي علوم الفقه والكلام والفلسفة والتصوف ،وواحد فقط عده كاملا وهو المذهب الذي يسميه ابن سبعين بمذهب التحقيق .لقد قام ابن سبعين بتوجيه النقد إلى هذه العلوم في كتابه الشهير (بد العارف) وسنقوم باستخراج الأحكام التي أطلقها وهو ينتقد هذه العلوم ،في محاولته لتثبيت علمه الوحيد وهو علم التحقيق .أما عن الدافع الذي دفعنا إلى ذلك هو الهجوم العنيف الذي لمسناه منه عندما انتقد هذه العلوم حتى ظننا انه سيبطلها جميعا ،أو لاحظنا انه ربما عدها من قبيل اللغو ،غير أننا تبيننا بعد ذلك إن هدفه كان التنبيه على بعض النقص في تلك العلوم قياسا بعلم التحقيق، بل ويؤكد أن هذه العلوم لا بد منها للمسترشدين أو الباحثين عن علم التحقيق،كما تبين لنا ونحن نخوض في هذا الموضوع انه قد ألم بكل هذه العلوم التي انتقدها ،إلماما يجعله على أعلى درجات العلم بها ،فكان فقيها كبيرا وفيلسوفا بارعا ومتكلما نابغا وصوفيا ذوقيا عرفانيا ممتازا، وهذا يدل على موسوعية الرجل ورجــاحة عقله وسعة علمه .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]نشأة ابن سبعين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أجمعت المصادر التي بحثنا فيها عن سنة مولد بن سبعين على انه ولد في عام (614 هـ )من أسرة عريقة ومن أبوين كان يشار اليهما ،وان اسمه عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن محمد ،وان أباه قد تولى أمر المدينة على نحو ما يستفاد من قول ابن الخطيب في الاحاطة وهذا نصه : " كان ابن سبعين من أبناء الاصالة في بلده ،وولي أبوه بها خطة المدينة وبيت نبيه " .ويروى إن جدوده كان "يشار إليهم ويعول في الرياسة والحسب والتعيين عليهم "ومن هنا يتبين لنا إن ابن سبعين ينتمي إلى أسرة نبيلة كان لها شان بالأندلس ،وهذا يفسر لنا كم كان ابن سبعين معتدا بنفسه لنشأته في مثل هذه الأسرة ،ويقول ابن الخطيب في ذلك"نشأ ترفا مبجلا في ظل جاه وعز ونعمة لم تفارق معها نفسه البأو (أي الفخر)" .ويحدثنا من قام بالترجمة لابن سبعين بأنه كان في طور نشأته بالأندلس جادا في حياته بعيدا عن اللهو والترف ،تاركا للرياسة الدنيوية التي وجدها في أسرته ،ويبدو كذلك انه صاحب الفضل الأول في تكوين شخصيته العلمية ،والى هذا يشير تلميذه يحيى بن احمد قائلا : " انظر في بدايته وحفظ الله له في صغره ،وضبطه له من اللهو واللعب ،وإخراجه من اللذة الطبيعية التي هي في جملة البشرية ،وتركه للرياسة العرضية المعول عليها عند العالم مع كونه وجدها في آبائه ،وهي الآن في أخوته ..وانقطاعه إلى الحق انقطاعا صحيحا تعلم تخصيصه وخرقه للعادة ،ثم انظر في تأييده وفتحه من الصغر وتأليف كتاب " بد العارف " وهو ابن خمس عشرة سنة ،وفي جلالة هذا الكتاب ،وكونه يحتوي على جميع الصنائع العلمية والعملية ،وجميع الأمور السنية ،تجده خارقا للعادة ،وفي نشأته ببلاد الأندلس ولم يعلم له كثرة نظر ،وظهوره فيها بالعلوم التي لم تسمع قط ، تعلم انه خارق للعادة .هذا بالنسبة إلى الطور الأول من حياة ابن سبعين ،أما عن الطور الثاني من حياته والذي بدأ بارتحاله من مرسية نحو 640 هـ إلى بعض بلاد الأندلس ثم شمالي أفريقيا ومصر وينتهي بدخوله إلى مكة سنة 652 هـ ،فقد اختلف المؤرخون في سبب خروجه من الأندلس فأولئك الذين هم خصومه يقولون انه نفي من المغرب بسبب كلمة كفر صدرت عنه وهي قوله " لقد تحجر ابن آمنة واسعا بقوله لا نبي من بعدي " ويرون فيها انه كان ينكر النبوة ،ويعد أنها شيء كسبي . وهناك من يرى في هذا الكلام كثيرا من التجني على ابن سبعين الذي كان يعظم النبوة ،ويؤمن بالنبي "وقال بعضهم عند إيراده جملة من رسائله ،أنها تشتمل على ما يشهد له بتعظيم النبوة وإيثار الورع. أما في الجانب الآخر وأعني به أنصار ابن سبعين،فإنهم يرون في هجرته،احد مفاخره ،ودليلا على كونه وارثا مخصصا فيقول تلميذه يحيى ابن احمد:"وانظر في خروجه عن الأهل والوطن الذي قرنه الحق مع قتل الإنسان نفسه .تعلم تخصيصه وخرقه للعادة . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما المنصف من الآراء فقد رجحت هجرة ابن سبعين من الأندلس إلى هجوم الفقهاء عليه وخوفه منهم "فقد كان الاندلسيون يضيقون بكل نظر فلسفي حر ،وهم قد أحرقوا من قبل كتب الغزالي حينما وفدت إلى الأندلس مع اعتدالها وكلنا يعرف أخبار قتل الكثير من الصوفية المتفلسفين الذين لقوا نهاية شنيعة مثل ابن قسي وابن برجان وابن العريف وغيرهم .أما في خبر وفاته فيذكر ابن الخطيب في الاحاطة انه توفي في يوم الخميس التاسع من شوال سنة 669 هـ .ويتفق معه في ذلك الغبريني ويذكر ابن كثير وفاته في الثامن والعشرين من شوال من السنة نفسها أما عن الكيفية التي مات عليها فقد أُختُلف فيها هي الأخرى ،فيقول صاحب فوات الوفيات في رواية غير مؤكدة عن انتحار ابن سبعين بأن قطع شرايين يده حتى تصفى دمه. وكان أن فتحت هذه الرواية الباب أمام خصوم ابن سبعين للنيل منه ،فهي إن صحت فذلك دليل على كفره ولا شك في ذلك ،وهناك رواية أقرب إلى التصديق ،مفادها عداوة بين ابن سبعين ووزير ملك اليمن الذي كان (حشويا) وكان يتحدث عن كراهية هذا الوزير له وليس ببعيد أن يكون هذا الوزير قد اثر في ملك اليمن وأحنقه على ابن سبعين فدبرا معا من يدس له السم للتخلص منه .ومن المعاصرين من يلوح بانتحاره بدعوى " انتهى من أذواقه إلى الفناء عن نفسه والاستغراق في ربه والاتحاد به" .بينما يرى آخر " ابن سبعين هذه الشخصية الغريبة الشائقة بأقوالها وأفعالها ،وبخاصة فعلها النهائي الحاسم الذي قضت به على حياتها ،فكانت فعلة وجودية من الطراز الأول ،لا بد أن تكون قد قامت على أسس وجودية ونعني بذلك انتحاره بقطعه احد شرايين يده .أما بالنسبة لموقفنا من روايات موت ابن سبعين فقد راجعنا كتب التاريخ الموثوقة والمؤرخين الثقاة من قبيل ابن الخطيب وابن كثير وابن تغري بردي والتنبكي وابن العماد والغبريني وغيرهم ،فلم نجد ما يفيد إن وفاة الرجل كانت غير طبيعية ،وهذا يؤدي بنا إلى القول بناء على هؤلاء الثقاة انه مات ميتة طبيعية،وقد حصل بسبب تناقض روايات مــوته علــى شهرة كبيرة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الجزء الثالث والاخيرة من سيرة بن سبعين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 
أعلى