موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]بن سبعين يصنف العلوم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قام ابن سبعين في البداية باستعراض هذه العلوم التي انتقدها في ما بعد ،ومن الغريب انه يؤكد أن لكل علم من هذه العلوم دورا في عملية التحصيل المعرفي وانه لا يذمها ذما مطلقا حسب زعمه ،ولكنه يعد علم التحقيق أو ما يصل إليه المقرب أفضل العلوم . فمن أسباب كمال علم الفقه ،هي معرفة لسان العرب ومعرفة اللغة العربية وحفظ الكتاب والسنة ومعرفة تاريخ الآيات والأحاديث والعلم بالناسخ والمنسوخ والنظر في المحكم والمتشابه وغير ذلك مما هو متعلق بعلوم الكتاب والسنة ،والعلم عند الفقيه كما يعرفه ابن سبعين هو : "معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد ومعنى العلم عنده "الفقيه" ما يفهم منه خطاب الله تعالى وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم ،وينظر ذلك من كلام العرب والسلف الصالح "ومن أسباب الكمال عند المتكلم الأشعري بحسب ابن سبعين فهي سلامة العقل والفطرة ،والاجتهاد الكلي ،والبحث المسدد ،والمعلم الخبير الناصح ويؤكد أيضا:"إن السبيل إلى معرفة الأشياء عند الأشعري والدلالة على معرفتها من أربعة أوجه :أولها ما يعلم بالحواس ،ثم بالبديهة وهو علم الضرورة عنده ،ثم بالخبر ثم بالدليل " .ومن أسباب كمال الفلسفة فهي في تحصيل المطالب الأصلية ،والعلوم المنطقية ،مثل كتاب ايساغوجي والمقولات العشر وباري ارمنياس وانالوطيقي ...الخ ..وسعادة المولد ،وحسن المعلم ،وما أشبه ذلك ،وما يلحقها من التجرد والرياضة،والفيلسوف كثير السلاح قليل النطاح ،طويل العدة قصير المدة والنجدة ..أما أسباب كمال التصوف "فالصوفي يأخذ مقدماته من الفقيه في الأعمال الشرعية ،ومن المتكلم الأشعري في الاعتقاد ،ويركب على ذلك التوجه والمشاهدة والتوكل والتسليم والتفويض والرضا وهذا النوع الأول ،والصوفي يرى سبب الكمال التخلي عن غير الله ،والتحلي بصفات الله ،والتجلي ثمرة ذلك كله ,هذا النوع الثاني ، والصوفي يرى سبب الكمال الصدق والإخلاص ،واستصحاب الحال ،وثبوت القدم ،والتجرد المحض ،والتخلق الكلي" .هذا بالنسبة إلى العلوم التي ينتقدها ابن سبعين ،أما عن العلم الذي يحث على الأخذ بمجامعه وهو علم التحقيق ، فإن أسباب كماله عند ابن سبعين هي غير أسباب كماله عند غيره فهي عنده لا تخرج عن إسقاط الاثنينية من الوجود والنظر إلى كل شيء في ضوء الوحدة " أسباب الكمال عند المحقق ....زمان حائل ،ومكان آفل ،ومضاف زائل ،وطالب نائل ،وخبير خبره ذات مخبره ،وعليم علمه عين معلومه ،وحصر ممتد ،وقضية تجدد ،وفرع هو ذات أصله،ونوع لا عموم لجنسه "وذلك إن الوحدة المطلقة كما يراها ابن سبعين لا مجال فيها للقول بالزمان والمكان والإضافة ،والفرق بين الطالب والمطلوب والخبير والمخبر والعليم والمعلوم والوجود المنحصر والوجود الممتد والفرع والأصل ،والنوع والجنس إلى غير ذلك مما يلزم عن مذهبه في الوحدة المطلقة تنتفي فيه جميع الإضافات والنسب نفيا مطلقاً ، لذلك فان الكامل المحقق لا ينظر إلى كمالات غيره ممن هم في رتبة أدنى من رتبته،بل الكمال عنه على حد تعبيره هو في إهمال ذلك الكمال الذي هو لغيره وتركه لأنه من قبيل الحشو،إذ الكمال الذي للمحقق هو الكمال الذي لا يتصور فيه الزيادة ولا النقصان،ولا كذلك الشأن في الكمال الذي يكون في الإضافة إلى مذهب أو إلى رجل ،فالكمال في الحقيقة واحد بالنظر إلى ماهية الإنسان وان كان كثيرا بالنظر إلى لواحقه وكونه.فالمحقق أو المقرب عند ابن سبعين هو "كهف الكمالات ، وكنه الامكانات " لذلك فإن "المقرب لا يذكر مع احد من هؤلاء الفقهاء والاشعرية والفلاسفة والصوفية بوجه ،ولا يقع بينهم وبينه مقاربة ،لأن المقاربة لا تقع إلا في الأنواع المتفقة بالحدود المختلفة بالكيف ، والمحقق خارج عما ذكرناه [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]موقف ابن سبعين النقدي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن محاولة ابن سبعين حصر الكمال الإنساني في شخص المحقق وحده واستبعاد العلوم الأخرى من دائرة الكمال التام يتضح من شدة الحملة التي قادها على الفقهاء والاشعرية والفلاسفة والصوفية ،وأمعن في تصرف غريب وبعيد عن المهنية في تجريحهم بغرور شديد واعتداد بالنفس اشد ،وكأنه كان يستبعد سائر المذاهب الفكرية على حساب قبول مذهبه الفكري ،وهو ما لم يعتده القاريء العربي .وسنقوم الآن باستعراض موقفه من هذه العلوم ومن حامليها بالمقارنة مع العلم الذي يعتمده وهو علم التحقيق .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نقده لعلم الفقه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يرى ابن سبعين إن الفقيه يستند إلى الشريعة ،والتي هي حق بلا شك، إلا انه يرى إن الفقيه يفسد الشريعة بتقديمه تذريعات عديدة تتفرع من الأحكام التي يستخرجها منها ويرى أيضا انه "الفقيه" يفتي أحيانا من عند نفسه بفتاوى قد تختلف مع الشريعة ،ويتمسك كثيرا بالتقليد الأعمى فيقيس اليوم بالأمس ،ويدع الكثيرين فهم الكتاب والسنة في ذلك والأمر ليس كذلك ،ويرى ابن سبعين إن ذلك التصرف ينفر الناس من الشريعة ويصدهم عنها ،وبالجملة فهو في ضلال ليس بعده ضلال ويقول في ذلك : " وأما الفقيه فهو صالح الأصل (يقصد الشريعة التي يستند إليها وهي في ذاتها صالحة) ، فاسد الفرع ،صادق الجنس كاذب النوع ،يتكلم من عند نفسه ،ويقيس اليوم بأمسه ،ويفتي السائل ،ويترك نفسه في رتبة المسؤول ،يزعم انه يفهم كلام الرسل وخير الرسل ،ويعلل دينه ويتممه برأيه واجتهاده ،ويعطل قوله على خبر الذي أخرجه من عباده ، ويدفع اليقين بالجهل ،ويفعل فعل أبي جهل ،يحجب نور الله تعالى عن عباده بالفروع المعللة ،ويتصرف فيهم بغير الكتب المنزلة ،ويصد الناس عن موارد الشريعة وريحانها ،ويحضهم على حميمها وغسلينها ،ويفر عن التحقيق ويترك أهله ويمشي على الضلال ويركب جهله، والفقيه ليس بعالم ولا بصاحب حقيقة ولا تعرض لها ،وهو في مذهبه على الحق أكثر من الأشعري فإنه لم يتعد غير مذهبه ولا تخطاه ، ونرى إن ابن سبعين يسرف كثيرا في الحط من قيمة الفقيه وعلم الفقه ،إذ من المعروف إن التفقه في الدين من الأمور التي فرضتها الشريعة على لسان الشارع وباعتراف ابن سبعين نفسه لذلك فإننا نستغرب من تناقضه في إيراد الحديث الحاث على النظر والتفقه والاجتهاد في الكتاب نفسه الذي يحط فيه من قيمة الفقيه وعلم الفقه إذ يقول :" والأصح من هذه الأدلة ،الأولى لقوله صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد واخطأ فله اجر واحد" .وكان من الممكن أن يؤشر ابن سبعين مآخذه على الفقهاء وعلمهم من دون أن ينسف العلم ويستبعده من دائرة العلوم الأمر الذي جلب عليه نقمة شريحة كبيرة من الناس التي وجدت في الفقهاء مخرجا من كثير من الأمور التي أشكلت عليهم واستغلقت على أفهامهم،كما لا يمكننا إنكار دور الفقهاء في شرح العقيدة وأحكامها وان اختلفوا فيها .وليس مسوغا أن يشن ابن سبعين حملته على الفقهاء لأن بعضهم ركن إلى التقليد وترك الاجتهاد ،أو إن بعضهم قد عني بتفريغ المسائل الفقهية أكثر مما ينبغي فجعل مسائل الفقه أشبه ما تكون بالأحاجي والألغاز،ذلك أن لكل منهجه في البحث والتقصي والحكم والاستنباط.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نقده لعلم الكلام[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عرفنا أن الفقه عند ابن سبعين صالح الأصل فاسد الفرع ،وهو حكم ارتضيناه منه لأن فيه شيئا من الصحة قدر تعلق الأمر بالإنسان (الفقيه) الذي يكون في اغلب أمره خطاء، ولكننا وقفنا كثيرا عند حكمه على علم الكلام والأشعري منه على وجه الخصوص فقد عده فاسد الأصل فاسد الفرع معاً ،لأنه قائم على أساس الجدل والبراهين الصناعية ،وعقائد الشريعة التي يدافع عنها المتكلم حق ،والحق شاهد لنفسه ،فلا حاجة برأيه أن يجدل لنا الأشعري، أو دفاعه عن الشريعة ،والحقيقة عند ابن سبعين إن علم الكلام لا حاصل له أو قل هو تحصيل حاصل فيقول في ذلك : " وعلم الاشعرية فاسد الأصل قبيح الفرع لا نتيجة له من حيث هو علم ،وإنما نتيجته من اجل ما وضع ،ولماذا وضع ،ولما كان المراد بمذهبه من حيث قطع المخالف للشريعة ،والشريعة حق ،قيل له صاحب حق بالعرض ،وهو في استدلاله وبرهانه مثل من يقول: الثلاثة اقل من العشرة بدليل أن الملك يموت غدا ،قيل له : الذي قلت حق ،ومثلك باطل ! وكذلك الأشعري لا حقيقة لمذهبه من حيث هو ،ولو صمت لكان اخلص له ،والتوبة أليق به ،وان كان الأشعري يأخذ مذهبه من الكتاب والسنة ويبني عليه فهو بتأويل وتقرير ،وهما بالجملة على استقامة شرعية ووعي عقلي والله يلطف بالجميع بمنه وكرمه .ووجدنا إن ابــن سبعين يهاجم علما من أعلام علم الكلام الأشعري وهو إمام الحــرمين أبو المعالي الجويني والــذي اسماه بـ صاحب (الإرشــاد ) وهو من ابرز مؤلفـات المتكلم الأشعري وأقذعه بافظع الألقاب وقــرنه بأبي جـهل وهــامان . ووجدناه يطعن بالفخر الــرازي ويؤكد تقصــيره وقصــور صنائعه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن حملة ابن سبعين على الاشاعرة فيها من التعنت الظاهر الشيء الكثير ،وذلك إن من اولويات وأهداف علم الكلام الدفاع عن الشريعة ،على الوجه العقلي ،وقد ظهرت دعوة علم الكلام في التاريخ الإسلامي ،على شكل دعوة تجديدية نحو استخراج أحكام مقبولة ،وتطهـــير الشريعة ممـا علق بها مـن شوائب كثــيرة على يد خصوم الإســلام من متكلمي الديانات الأخــرى والنحل المختلفة ،أو على يد بعض المحســوبين على الإسلام والمنتسبين إليه من أهل الأهواء والبدع[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]رضى الله عنه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ عبد اللطيف بنمنصور أمير السماع الصوفي بالمغرب [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان «حراقي» الطريقة الصوفية و«دلائي» المدرسة الفنية في المديح والسماع[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المساءالمساء : 29 - 05 - 2010[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بمجرد ما نهم بالاقتراب من تجربة فقيد فنون طرب الآلة وموسيقى القوم الفقيه العدل الحافظ المبدع الذواقة الشيخ عبد اللطيف محمد بنمنصور (2010-1926م)، فإننا نكتشف أننا إزاء فنان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بالمعنى البحر للكلمة، فأعماله من التنوع والتعدد والثراء والبذخ والغنى ما يضيق عن الاستقصاء في صفحات محدودة وأسطر معدودة، إذ تمتد حياته الفنية على مسافة زمنية تربو على نصف القرن، مسافة زمنية وإبداعية جعلت من الشيخ سيدي عبد اللطيف ذخيرة أهل فنه ويتيمة دهره في بابه ومجاله. إنه بحق موسوعة حية في فني المديح والسماع، ومرجعية عز نظيرها ومثيلها في طرب الآلة الأندلسية المغربية.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]فبالإضافة إلى ما يتحلى به الشيخ بنمنصور من ذاكرة قوية، وحافظة حادة ونافذة بوأته منبرا عاليا، ومنزلة سامية ونادرة في باب حفظ القصيد والموشحات والأزجال والبراول، فإن للأستاذ بنمنصور ذائقة أدبية رقيقة ودقيقة تحتفي بالبهي والرفيع، وتمج الدنيء والوضيع، ذائقة صقلتها معاشرته الطويلة والمتبحرة للنصوص في المخطوطات والكنانيش والمجاميع والدواوين، وكذا مصاحبته للشيوخ، وأخذه عن زمرة طيبة عالية الباع من العلماء والفقهاء، وأرباب المديح والسماع، وفي صدارتهم ومقدمتهم مقدم الطريقة الحراقية بالرباط، الفقيه العلامة والحبر الفهامة شيخ الأستاذ بنمنصور وسنده وعضده، جده لأمه الصوفي الجليل سيدي عبد السلام اكديرة (ت1344ه/1943م) الذي تلمذ له نخبة من رواد هذا الفن ورجالاته، وصفوة من أعلامه وجهابذته بمدينة الرباط أمثال: سيدي عبد القادر بن العربي الدلائي(ت1960م) وسيدي محمد بن عمر الريش(ت1972م). وقد خص سيدي عبد السلام سبطه برعاية فائقة، وعناية رائقة وتربية صوفية صادقة، وهو ما ضمخ طفولة الأستاذ عبد اللطيف بالطبوع والأنغام والأشعار المديحية والصوفية، فسرى في أوصاله بهاء الشجو وسحر الطرب، وتسللت إلى عروقه موسيقى القوافي ونشوة الأدب، فتخلقت بين ضلوعه موهبة موسيقية وفنية، وتشكلت من روح هذا الوسط الصوفي، ذائقته الفنية والأدبية، فولع بمدح النبي(ص)، وامتزج في دمه حبه والتعلق به عليه السلام، وبآل بيته الأطهار الكرام، كما نما في فؤاده الشغف بالذكر والمذاكرة، والهيام بقوم الصوفية، بمؤلفاتهم وحكاياتهم وإشاراتهم وأذواقهم وأشعارهم وأحوالهم ومقاماتهم، فكان أن ورث تلك الروح الصوفية، واكتوى بجمرة السر الحراقي المنحدر إليه من جده سيدي عبد السلام تلميذ الولي الصالح سيدي بنعاشرالحداد(ت1326ه/1908م) الآخذ عن العالم الساطع والموسيقي البارع الحاج محمد بن العربي الدلائي (ت1285ه/1869م) التلميذ المباشر لأمير الحذاق ومهذب الأذواق العارف الواصل سيدي محمد الحراق (ت1271ه/1841م).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نستشف أن الشيخ سيدي عبد اللطيف حراقي الطريقة الصوفية، دلائي المدرسة الفنية في المديح والسماع، وهما وجهان لعملة واحدة، لأن الحاج محمد بن العربي الدلائي حراقي الطريقة وسماعه حراقي بالانتساب والإذن الحراقيين، بحيث يمكن أن نقول إن المدرسة الدلائية تشكل الوجه الفني البارز للطريقة الصوفية الحراقية، وذلك هو أول ملمح لموسيقى المواجيد كما يوقعها الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور بدم تجربته وأبجدية جده" [/FONT][FONT=&quot]class="city[/FONT][FONT=&quot]">وجده.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هكذا نتبين بجلاء التربية الفنية والصوفية التي أثمرت الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور، ونسجت تقاسيم تجربته الفنية الصوفية المتفردة، فما هي أبرز ملامح هذه التجربة؟ وكيف ساهم الأستاذ بنمنصور في إحياء وإثراء مدرسته الصوفية والفنية؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الإنتاج والعطاءات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لقد أومأنا سالفا إلى أن غايتنا ليست استقصاء كل عطاءات الأستاذ بنمنصور، فذلك أمر متعذر مقاما وزمانا، لذلك فإن ما سنشير إليه ليس سوى قل من جل، قطرة من يم ونقطة من جم، والغيض لا يغني أبدا عن الفيض.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]-الموسيقى الأندلسية:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لعل أبرز ما يخطر على الأذهان في هذا الإطار، هو العمل الراسخ والإنجاز الشامخ الذي أنجزه الأستاذ بنمنصور، حين حقق ورتب ونسق وأعد مجموع أزجال وتواشيح وأشعار الموسيقى الأندلسية المغربية المعروف ب«الحائك».[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فماهي بإيجاز أبرز خصوصيات هذا العمل؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن المجموع الذي أنجزه الأستاذ بنمنصور يعد من جهة أولى نشرة تطبع كاملة لمجموع الحائك، إذ تتضمن الأشعار بجميع أصنافها، بقصيدها وموشحاتها وأزجالها وبراولها، كما أنها تشتمل على ميزاني «قائم ونصف الحجاز المشرقي» و«قائم ونصف الرصد»، وتحتوي على «أدراج» مختلف النوبات، مما جعلنا بحق أمام «حائك» يتضمن الخمسة والخمسين ميزانا والتي تم تجميعها وتوثيقها. أضف إلى ذلك أن الأستاذ عبد اللطيف قام بأول محاولة لنسبة الأشعار إلى أصحابها، هذا علاوة على مختلف التعاليق والهوامش التي يزخر بها المجموع، والتي «تفكك» بعض الصنائع و«تفرز» وتحلل مكوناتها، وتعلق عليها سواء من حيث المتن الشعري أو الوزن الإيقاعي أو الأداء الغنائي أو التنسيق بين الصنائع أو المناسبة بين مواضيعها وأغراضها. وهذا ما أثمر ملحقا علميا وفنيا زاخرا ذيل به المجموع، وهو ملحق ينم عن أسلوب عميق في فهم فن طرب الآلة، ويقدم منهجا دقيقا لصيانة هذا الفن عن طريق تهذيب وتشذيب ما صحف، وتصليح وتصحيح ما حرف. ولم يكتف الشيخ بنمنصور بذلك، بل راح يبادر بعمل علمي وحضاري جليل أدرك بفطنته وحذقه أهميته التاريخية والحضارية، حيث عمد إلى الترجمة لبعض أعلام هذا الفن من معاصريه معززا ذلك بصور ومعلومات نادرة ونفيسة. لقد تجلت في هذا العمل الضخم شخصية الأستاذ عبد اللطيف بتنوع مواهبها وتعدد مجالات إبداعها، وثراء أوجه حذقها الفني، هكذا تعرفنا إلى الوجه الأدبي في شخصية الشيخ بنمنصور من خلال ملاحظاته الأدبية والبلاغية، وحسه العروضي اليقظ وانهمامه بالمناسبة مع التنسيق والمحافظة على الوحدة الموضوعية للنوبات، واكتشفنا وجهه الفني من خلال تعاليقه على الطبوع والتلاحين والإيقاعات والأداء الغنائي. وهي ملاحظات وتعاليق تفيض من جوارح الشيخ سيدي عبد اللطيف في صدق وحال، وتتدفق من قريحته المتوهجة في وجد وجلال، قريحة تتقدم عطشى للرقة الفنية، مأخوذة بالجمال في اختيار النص الغنائي وأسلوب أدائه والتغني به، وذاك ما تقوم لغة «المجموع» عدلا شاهدا عليه. وأخيرا وليس آخرا، برز وجه الشيخ سيدي عبد اللطيف الفنان الملحن من خلال مختلف التلاحين التي أودعها وضمنها مجموعه وهي تلاحين حازت من البها ما يتلف النهى، كما أنها تنم عن وعي عميق بالخصاص الذي تعانيه بعض الميازين من جهة، وتميط اللثام عن قدرة الأستاذ بنمنصور الإبداعية ومهارته الفنية وحسه الموسيقي الرفيع، أعني هنا، موسيقى المواجيد الصوفية التي تتميز بالبهاء الروحي والسمو والندرة والفرادة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الموسيقى الصوفية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن هذا المجال هو «مكة» الشيخ عبد اللطيف بنمنصور بدون منازع، إنه سيد أهلها، وشيخ قومها، ومقدم حيها، والخبير بشعابها. ولعل المتتبع لأعماله وأنشطته يكتشف ذلك بيسر وسهولة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويمكن أن نقوم بجرد أولي لأهم أعمال الأستاذ بنمنصور في حقل فني المديح والسماع، مع تسجيل ثلاث ملاحظات أساسية:[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]1- إن هذا الجرد ليس استقصائيا ولا يشمل كل أعمال الأستاذ عبد اللطيف بنمنصور،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2- إننا نعتمد في هذا الجرد على معاشرتنا لميدان المديح والسماع بوجه عام، ومصاحبتنا للأستاذ بنمنصور بوجه مخصوص،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3- لم نميز في هذا الجرد بين فن المديح وفن السماع، لأننا نعتبر أن التمييز بين هذين الفنين التوأمين في أعمال الأستاذ عبد اللطيف يجب أن ينطلق من دراسة معمقة ومفصلة لتلك الأعمال، وأي تمييز سابق على هذه الدراسة سيكون من قبيل المصادرة على المطلوب كما يقول المناطقة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد كان أول إنتاج أنجزه الأستاذ بنمنصور في هذا المضمار هو برنامج «الكواكب اليوسفية في الأمداح النبوية» سنة1961، وقد سجله لدار الإذاعة في السنة نفسها، لكنه لم يطبع وينشر مزيدا ومنقحا إلا سنة 1970بعد إصداره كتيب «تهذيب الأذواق في جيمية الحراق» في أوائل ستينيات القرن الماضي،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إعداده لبرامج مهرجان أبي رقراق لفني المديح والسماع في دوراته الأربع من 1989 إلى 1994،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مساهمته في مهرجان فاس للمديح والسماع من 1996 إلى 2009،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مساهمته في مهرجانات تازة والرباط على التوالي سنتي 2006 و2008،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]برامج فنية خاصة أعدت للتلفزة ضمن حلقات دينية من برامج:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]«ذكر ودعاء»1991،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]«خاتم النبيئين»1993،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]«معجزات الرسول (ص)1995.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]برامج حصص فنية مسجلة على أشرطة الليزر مثل: برنامج الملحمة الكبرى للعمل الفاسي على بردة البوصيري، والغوثيات (الفياشية والمنفرجة) وحصص من فن السماع صدرت ما بين1994 و1998،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما تسجيلاته الإذاعية القديمة والتي انطلقت مع تسجيل الفياشية 1961، فإنها تصل إلى ثمانين ساعة تطرب في مختلف الطبوع والأنغام والإيقاعات،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]برامج الحصص المديحية في الحفلات السلطانية الرسمية بالقصر الملكي ما بين 1970-1965، وتجدد ذلك منذ 1997 إلى 2010م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إصداره الشعري الفني «نفحات العرف والذوق في مدح طه سيد الخلق» سنة2007.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وخلال كل هذه البرامج والمناسبات وفي غيرها، وسواء كانت المناسبة تقتضي برنامجا فنيا مكتوبا أو «نفقة» تلقائية على الطريقة الأصيلة، فإن الأستاذ عبد اللطيف يحافظ دوما على شخصيته الفنية الصوفية، ويحرص على الالتزام بأسلوبه المتميز في «النفقة» و«التصرف» و«التنسيق». هكذا أغنى من خلال هذه المناسبات ديوان المديح والسماع بأعمال خالدة سواء في الطبوع المتداولة أو في تلك النادرة أو المفقودة نوباتها كالمزمزم أو الحصار أو المشرقى الصغير أو الغريبة المحررة، كما اعتنى بطبوع أخرى مغربية أو ممغربة خارجة عن شجرة الطبوع مثل الزريكة أو النهاوند. أما على صعيد الإيقاعات النادرة فقد أبرز ألوانا من الدرج الذي كان يعد أميره، كما أظهر أيضا مستعملات سماعية تنشد وفق موازين مغربية غميسة استنبطها مثل القدام المزهو أو المثلث، أخرى شرقية مثل أقصاق التركي أو السماعي... أما الأداء فكان رمز تهذيب الأداء وتشذيبه لما كان يلاحظ من تفشي سوء التغني وإهمال أسلوب الأداء الذي يضحي الغناء بدون العناية به غير مأثر، سيما إن فقد مميزات الوضوح الشعري وتقنيات الإطراب الأصيل.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ودع عنك مزايا الرجل الإنسانية من كرم وحب للغير وبذل للنصيحة وحرص على الدقة واحترام للوقت وعناية بأصغر الجزئيات إذ «من الجزئيات تكون الكليات» كما كان يردد رحمه الله، هذا فضلا عن روح النكتة والملاطفة وقوة الحافظة وسرعة البديهة مما كان ينبهر به العدو قبل الصديق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]د. محمد التهامي الحراق[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من كبار الأولياء ببلاد المغرب :الشيخ أبو محمد عبد الجليل بن ويجلان المتوفى عام 541 هـ نفعنا الله به : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا سيدي عبد الجليل ويجلان ** عجل بتحقيق الأماني والأمان [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو محمد عبد الجليل بن ويجلان : دكالي الأصل ونزل بأغمات وبها مات عام أحد وأربعين وخمسمائة ، كبير الشان من أهل العلم والعمل - إلى أن يقول - حدثني مخلوف عن أبي علي عن أبي زكرياء قال : درس الناس الفقه على عبد الجليل ثلاثين سنة محتسبا مع شدة فقره وفاقته . فاكترى دارا بعشرة دنانير في العام فاجتمعت عليه مائة دينار في عشرة أعوام . فقيل لصاحبها : من أين يؤدي لك عبد الجليل مالك عليه من الكراء وليس عنده شيء ، فبلغه ذلك فأهمه . فرأى في منامه تلك الليلة رب العزة جل جلاله . فوقف بين يديه فقال له : ما أهمك ، يا عبد الجليل ، فقال : يارب أنت أعلم . فلما أصبح سمع قرع الباب ففتح فإذاهو برجل في الظلام . فناوله مائة دينار وانصرف عنه فأخذها منه وبعث بها إلى صاحب الدار . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى أن يقول : قال أبو زكرياء : وانتهى عبد الجليل من شدة فقره إلى أن وضعت زوجه ولم يكن عنده غير كساء واحد . فدفع إليها نصفه وأخذ النصف الثاني ورحل إلى المشرق فحج ورجع ولم يعلم بذلك أحد . ولزم بيته وكان لايخرج منه إلا في يوم الجمعة وكانت دار سكناه قريبة من الجامع . فإذاصلى الجمعة انصرف إلى منزله فلم يكن يصله إلا في أول وقت العصر من كثرة ما يحبسه الناس للدعاء والتمسح به .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأخبرنا الشيخ الصالح[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بيــــــــــــــــــــان للنـــــــــــــــــــاس[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عن حقيقة سيدى أحمد البدوى المــــدفون بطنطـــــــا رضى الله تعالى عنه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]تحت هذا العنوان كتب الشريف النسابة حسن محمد قاسم محرر التاريخ بمجلة هدى الإسلام فى 24 -6-1935م[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعالم السنة فى عصرة كما وصفه علماء المغرب الأقصى وصاحب موسوعة أخبار الزينبيات رحمه الله وووسع قبره وجعله الله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ومتعنا الله بأنفاسه الطاهرة وحشرنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يا رب العالمين 0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فقد أفاض علينا تحت هذا العنوان بقكره النير الواسع مقالا جليل ذكر فيه مولده وسبب نزوله مصر وكل ما يتعلق به مناحى ومولده وحياته 0[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أولا : هو أبو الفتيان الملثم الشريف العلوى ابن على بن إبراهيم بن محمد بن أى بكر بن إسماعيل بن عمر إبن على بن عثمان بن حسين بن محمد بن يحيى بن عيسى بن على الهادى بن محمد الجواد بن حسن العسكرى بن جعفر بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بن الإمام على بن أبى طالب بن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يلتقى معه صلى الله عليه وسلم فى جده الأقرب عبد المطلب بن هاشم 0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نسب كأن عليـــــــه من شمس الضحــــى نورا ومن فلق الصبـــــاح عمـــــــودا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثانيا : إن السيد أحمد البدوى قد تساءل الكثير من الناس ، ودأبوا على الوقوف على قبس ممن حقيقة آثاره ، فلم يهتدوا إلى كبير فائدة ،ونحن نقرهم على هذا ، وذلك لأسباب منها :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أن المصادر التى أستعرضت لنا تراث هذا الولى الصالح قد يكون فيه من المغالطة والمغالاة فى كثير من الحقائق مالا يستهان به ، فهى تكاد تكون غير موثوق بها أو شبه ذلك 0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكنت منذ عهد قريب لا أعرف عنه إلا ما هو مدون فى تلك المصادر وقد كان فى نفسى منها شئ بل اشياء ، فلما دفعنى التشوق إلى كشف تلك الحقيققة المجهولة وفقت إلى تناول مصادر قد يكون بعضها ثابتا وبعضها غير ثابت ، فألقيت فى الثابت منها ما حفزنى لأن أنبذ غيره ، وأحمل للسائلين بعضى ما وصل إليه علمى فى هذه العجالة 0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فى مكة أم القرى بلد الله الحرام ، وفى حى من أحيائها يدعى زقاق درب الحجر ( كان حى معروف بهذا الإسم ، وقى موضع منه كانت دار أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد وفيه ولدت ابنة سيد الوجود مولاتنا فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنهم جميعا ) فكانت تسكن أسرة عريقة فى النسب ، انحدرت من نسل الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام من أشراف الحجاز وكانت تعيش فى رفة من العيش ، ثم غالب أفرادها بسمات التقديس والبركة ، ففى عام 596هـ (1199م) زيد لعميد هذه الأسرة المدعو السيد على بن إبراهيم الشريف طفل فسماه أحمد وأمه من أكابر الناس وأهل الحسب فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب أم السيد ، فنشأ فى أحضان أبويهاللذين اعتنيا به عناية كبرى لتفرسهما فيه ضروبا من النجابة والذكاء ، فبعد أن شب أدخله أبويه المكتب لتحفيظ القرآن وتعليمه العربية ، فنال منهما سهما موفورا حتى إذا أهل لما هو أكبر من ذلك اخذه والده وأدخله الحرم المكى ، فكان يرتاد لسماع ما يلقى فيه من الدروس ، وقد شغف بعلم الفقه على مذهب الشافعى فعانى طلبه حتى حصل منه على ثروة مكنته من القيام بأعباء وظيفة العبودية الحقة بمعناها ، وكان يعنى بمذاكرة كتاب ( التنبيه للشيرازى ) ولما بلغ العقد الرابع من عمره نزعت نفسه إلى زيارة علماء العراق وأوليائها ، فخرجمن مكة هو وأخوه السيد حسن فى عام 634هـ فزار كلاهما المواضع المقدسة ، وقد كان لهذه الزيارة أثر كبير فى نفس السيد أحمد ، فتاقت نفسه إلى الانحباس عن الناس والبعد عن الدنيا والزهد فيها والترغيب عنها ، والا كتفاء بالانقطاع إلى عبادة الله تعالى فطلب من أخيه السيد حسن السفر إلى مصر فحاول أن يمنعه عن السفر إلا إلى مكة موطن أبائه فلم يفلح ، فقدماها فى عهد الظاهر بيبرس البندقدارى فى أواخر ذى القعدة ، ونزل بمدرسة محمود ين الترجمان برحبة باب العيد ( جامع مرزوق اليمانى بالجمالية بالقاهرة ) ثم ما لبث أن سافر إلى طندتا ( وهى الآن مدينة طنطا وكانت قبل الإسلام أسقفية ذات مركز سام يحكمها أسقف خارج عن سلطة البطريركية وكانت فى صدر الإسلام كحكمدارية لمدينة الغربية ، بها دار الحاكم العام وعساكره ، وكانت آهلة بالسكان وبها عدة أسواق وجوامع أشهرها جامع البوصة ثم جامع المرزوقى حفيد السيد مرزوق الحسنى دفين كفافة بالحجاز ) وبعد أن سافر إلى طنطا أفضى السيد أحمد إلى أخيه رغبته فى السكنى بتلك القرية فرغبه عنها ولما لم يفلح تركه وقفل راجعا إلى مكة أعزها الله فنزل السيد أحمد فى بادئ أمره بالجامع العمرى ( وكان يعرف فى ذلك العهد بجامع البوصة أنشئ فى صدر الإسلام ثم جدد أيام عبد الملك بن مروان بأمر عامله على مصر ، وهو الآن يعرف بجامع البهى إذ دفن فيه العالم الكبير السيد محمد البهى المرشدى العمرى الشيرازى الآصل فى سنة 1253هـ)[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم أستنزله شيخ القرية بداره فلم يختر إلا سطحها ن فأقم بها منعزلا معتكفا بعيد عن الناس ، وقد كان لهذا أثر كبير فى نفسه إلى جانب ما يأثرت به من تلك الزيارة ، فتهذبت نفسه تهذيبا سرى من عوالم حسه الى عوالم معناه ، فأخذ فى مجراه حتى أخذ عنها تماما ، وقد صفت روحه وتجلت بكل ضروب الفضائل : بل حتى تلونت حياته بآخرألوانها وأروعها وقد صور مارجموه تلك الحياة بصور شتى ، منها أنه كان يرفع عينيه صوب الشمس حتى تحمر احمرارا قد يفضى بها الى الرمد أحيانا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وكان تارة يطيل صمته ، وتارة يتصل صراخه ، وربما كان يقضى الكثير من أيامه طاويا ، ولما كان قد اعتاد المكث فوق سطح الدار التى بها ، كان كثير ممن شغفوا به يرتادون ذلك السطح ، فيلازمون المكث به ليل ونهار ، فعدوا من اصحابه وسموا بالسطوحية ، ولكثير منهم أضرحة يزار بعضها فى مصر وقراها ، وقد عنى الشعرانى فى طبقاته الوسطى ، وتبعه المناوى فى الطبقات بتراجم الكثير منهم ، وما برح أمره كذلك حتى التحق به كثير من الناس ، وكان من بينهم فتى راسخ النسب من قرية تدعى ( جمجمون ) مركز دسوق ، قد انحدر من أسرة أنصارية يدعى ( عبد العال أو عبد المتعال ) ابن محمد شمس الدين ، فلازمة ملازمة المملوك لمالكه ، وقد شعر بأنه التجأ إلى ملجأ حصين ، وتدرع بدرع قوى متين ، فما برح فى خدمته طيلة حياته ، وبعد أن قضى نحبه واختاره الله للقائه فى 12 ربيع الأول سنة 675 هـ ( 24 أغسطس سنة 1276م ) دفنه فى زاوية كان قد قد اقامها له ( كخلوة ) ونقله من السطح اليها ، وظل على عهدة الأول لمدة ثلاثين عاما أو نحوها [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] قام فى خلالها بإنشأ طريقة سماها الطريقة الأحمدية نسبة لشيخه ، ونصب نفسه خليفة طيلة حياته ، وبعد وفاته توارث الخلافة بنوه إلى وقتنا هذا ، والف صلوات واحزابا تلقاها فيما يقال عن شيخه تلقيا روحيا ن وقد شرحها غير واحد ( كالسيد عبد الرحمن العيدروس ) دفين المشهد الزينبى بالقاهرة ، وحسن الشهدى ، ومحمد بن أحمد البهى المرشدى العمرى الشيرازى الأصل دفين جامع البوصة ( بطنديا ) وغيرهم 0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد هذا العهد تكونت الطريقة الأحمدية ، ورغب فيها من أثرت فيه دعوة القائمين بها حتى راج أمرها وامتد نفوذها وكثرت سعابها وساعدها على ذلك الامتداد والنفوذ مكانة من تنسب اليه عند الناس واحتفاؤهم بموالده الثلاث التى يقيمونها له فى كل عام [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وقد كانت هذه الموالد فى بادئ أمرها قاصرة على المولد الكبيرر من عهد عبد العال ، فأضيف اليه المولد (( الرجبى )) من مخترعات الشيخ خليل بن أحمد الرجبى الشاذلى أحد المذكورين على هذه الطريقة 0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومولد آخر اخترعه الشيخ محمد حسن الشرنبلالى الأحمدى مؤلف ( الدرر الحسان فى نسب أبى الفتيان ) هذه كلمة إجمالية عن السيد أحمد البدوى ذلكم الرجل الصالح والولى المشهور رضى الله عنه ، وقد نتلمس منها حقائق ثابتة عن جياة السيد أحمد البدوى ، أما ما شاع وذاع وملأ البقاع والأصقاع من تلك الأساطير التى أملتها عوالم الخيال على من تأثرت أرواحهم بذلك التأثير الموهوم ، الأمر الذى قد يكون منفذا لأن يقال فيه مالا يليق بمكانته وبروزه فى مناحى متعددة من العلم والمعرفة 0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما إنها وايم الحق لأوهام لا طائل تحتها ، لا تقرها الحقائق الثابتة ، ولا تستسيغها العقول بينما قرائن الأحوال قد دحضتها 0[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد بقيت لنا كلمة قد تلقى قبسا من نور الحقيقة الناصعة على حياة ذلكم الولى الكبير [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وقد يكون لها من الأهمية مكان تمس الحاجة اليه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وهذا كلمة جامعة عن حقيقة ( السيد أحمد البدوى ) المدفون بطندتا رضى الله تعالى عنه ، وبقى لنا أن نذكر هنا أمورا قد تكون لها من الأهمية مكانة عظمى0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أولا : ما يذكر عنه من أنه ولد بزقاق الحجر بطالعة فاس ،وأن أجداده انتقلوا اليها من مكة فى القرن الأول الهجرى فى أيام الحجاج بن يوسف الثقفى ، واستوطنوها إلى أن خرج آباؤه منها إلى العراق ، ثم إلى مصر ، فإنه لا يصح الإقرار عليه بحال من الأحوال ، ويكفى الباحث الرجوع إلى تواريخ المغرب التى الفت فى كل عصر من عصوره 0 كجذوة الاقتباس فيمن حل من العلماء والغرباء بفاس ، وسلوه الأنفاس فيمن قبر من العلماء والصلحاء بفاس ، والإشراف على من بفاس من الأشراف وأنساب القادرى والفضيلى ، إلى تواريخ مدينة فاس التى بنيت فى أواخر القرن الثانى الهجرى وبانيها هو المولى ادريس الأزهرالمتوفى بها فى سنة 213هـ0 ومن الغريب أننا نجد فى الأمة المغربية من العناية بالواريخ والأنساب ما لا نجده فى أية أمة أخرى فقد بلغت عنايتهم بكل ما يتعلق بشئون بلادهم على اختلاف مناحيها مبلغا عظيما ولقد وصل إلى أيدينا عدة تواليف عنى مؤلفوها بحصر جميع بيوتات المغرب على تعدد طوائفها وتشعبها : فالعباسيون السلميون والأنصار والفهريون وغيرهم من البطون القرشية التى دخلت المغرب فى عهد عقبة بن نافع وموسى بن نصير ، والتى استدخلها عمر بن عبد العزيز لتعميم نشر الثقافة الإسلامية فى ربوع المغرب ، وأفردت لها تواليف تجل عن الحصر وقد عنى الفضيل بذكر أشهر تلك البيوت فى آخر الدرر البهية ، كما عنى صديقنا الفاضل السيد عبد الحفيظ الفاسى به كذلك ، ولقد أغنانا عن الرجوع إلى ما ألف فى هذا المعنى فى مؤلفه أشهر مشاهير عائلات المغرب بل قد نجد فى كثير من تواريخ المغرب تحقيقات دقيقة ثابتة يمن دخل المغرب من الأشراف : كالشرفاء العراقيين بنى نفيس والشرفاء العلوية ملوك المغرب والقادرية وغسرهم من تلك البيتوت الرفيعة التى دخل سلفها لحاجة فى نفس يعقوب ، وكان من أمرهم ما كان فاذا تبين ذلك فبأى وجه نطيق ما جاء فى تلك المصارد على ما جاء فيما كتب عن السيد أحمد البدوى فى تلك المؤلفات المتناولة كالجواهر مؤلف الشيخ عبد الصمد ذلك الرجل الذى نجهل حقيقته تماما0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثانيا : ينسب على السيد أحمد البدوى مؤلف فى فقه الشافعية وهو عبارة عن شرح لمنن أبى شجاع طبع فى مصر فى جزءين بهذه النسبة بالمطبعة الحجرية ، ويوجد منه نسخة خطية بمكتبة صديقنا الأستاذ الشيخ زكى البنهاوى يقول : إنها مؤرخة فى سنة 639هـ أى فى القرن الذى كان يعيش فيه البدوى فى مدينة طنديا على سطح الدار بالحالة التى شخصناها آنفا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والذى يمكننا أن نقوله فى هذا المؤلف أنه لتقى الدين أبى بكر محمد بن عبد المؤمن بن حريز الحصنى الحسينى الدمشقى المتوفى سنة 829هـ 0[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]- [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويؤيد مقابلة الأستاذ له بالنسخة الخطية والذى لا نشك فيه إما أن يكون التاريخ خطأ أو يكون مؤلف آخر مسبوق على كفاية الأخبار وتحدثنا المصادر أن مفتى مصر وشيخ شافعيتها فى القرن السابع الهجرى عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمى المقدسى الملقب بسلطان العلماء له مؤلف فى فقه الشافعية سماه غاية الاختصار أو الغاية فى اختصار النهاية 0 اختصر فيه المؤلف الموسوم النهاية لإمام الحرمين الجوينى [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وقد يتمكن الباحث من الرجوع إلى هذا المؤلف بمعارضة نسخة دار الكتب المخطوطة بخط مؤلفها المذكور فى خمسة مجلدات ويوجد منها الحزء الأول من نسخة أخرى ، واستخلاصا لا يمكننا بحال من الأحوال أن نقر ما ينسب الى السد أحمد البدوى من التواليف وقد علمنا من المصادر الصحيحة أن الأحزاب والصلوات الحمدية ليست له بل هى من إنشاء خليفته عبد العال وقد لا يستغرب ذلك ، فهذا حجة الإسلام الغزالى قد ضاقت الأرض ذرعا بما نسب اليه من المؤلفات وهذا أبو العباس أحمد بن عمر الأنصارى المرسى قد عد هو وشيخه الشاذلى فى مصاف المؤلفين ، وعندى لهما مخطوطان : الأول فى مناسك الحج والثانى فى التصوف وهل التواريخ الثابتة أو غيرها نقلت لنا صورا صحيحة عن ذلك ، الجواب لا ، كما ينسب مثل ذلك للسيد إبراهيم الدسوقى وللشيخ الأكبر محى الدين وللعز بن عبد السلام ولنظائرهم كثير0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثالثا : ما يبلغنا عن بعض شيوخ المؤرخين من أن السيد أحمد البدوى لا حقييقة لوجوده الخ ما يزعمون فتلك مجازفة لا يمكن أن يقام عليها دليل 0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذلك لأن الكثير من علماء الأمة وشيوخ المؤرخين فى كل عصر قد تصدوا لاستقصاء آثار السيد أحمد البدوى قدماء ومحدثين ، كتقى الدين احمد بن عبد القادر المقريزى كبير طبوغرافى مصر وشيخ مؤرخيها فى عصره ترجمة فى تاريخه المقفى ودرر العقود الفريدة والشيخ عبد العزيز بن احمد الديرينى ذكره فى بعض تواليفه والشيخ سراج الدين ابن الملثن فى طبقات الصوفية والمحب الطبرى شيخ الشافعية بمكة أعزها الله فى شكف النقاب والشيخ جمال الدين الموصلى فى الأرشاد والتعليم فى بيان الاعتقاد والتسليم والشيخ زيم العابدين فى طبقات الصوفية والشيخ \ابو السعود الواسطى فى جلاء الصدا وسراج الدين موسى بن عبد الله الحنبلى فى فتاويه والشيخ محمد الحنفى فى طبقات الصوفية وابن دقيق العيد فى معجم شيوخه والشعرانى فى طبقاته الكبرى والوسطى والمناوى فى الكواكب الدرية وإرغام أولياء الشيطان بمناقب أولياء الرحمن ومحمد بن حسن الصوفى المدعو بابن العجيمى فى خبايا الزوايا والحافظ السخاوى فى طبقات الصوفية والصيادى فى قلادة النحر وسلاسل القوم والروض البشام والمخزومى فى صحاح الأخبار وحسن بن حسين القادرى فى منة الوهاب واحمد الشناوى فى الفيوضات الربانية والسيد مرتضى فى العقد المكلل ومشجر بنى الحسين وابن عقيلة المكى فى عقد الجواهر والعدوى فى مشارق ا\لانوار والنفحات الشاذلية وسيد مؤمن فى نور الأبصار ومحمد حسن ظافر فى التحفة العلية وعبد القادر بن على الفاسى فى فهرسته واحمد بن يوسف الفاسى فى أسانيد طرق الصوفية واحمد القشاشى فى سمط المجيد والصلاح خليل بن أبيك الصفدى فى الوافى وشهاب الدين الرملى فى الفتاوى الدمرداشية والحافظ السيوطى فى حسن المحاضرة وصالح الخلواتى فى مناقب أولياء مصر واسماعيل الحميرى اليمنى فى أنسابه ويوسف بن اسماعيل النبهانى فى جامع الكرامات وعلى باشا مبارك فى الخطط وأمين فكرى فى جغرافية مصر 0[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وأفراده بالترجمة : الحافظ احمد بن حجر العسقلانى واحمد بن محمد المقدسى ونور الدين على الحلبى مؤلف السيرة الحلبية والحافظ جلال الدين السيوطى ومحمد بن الحسن الشرنبلالى ويونس بن عبد الله الصوفى المدعو أزيك ومحمد بن عبدالله بن بطالة الفيشى وعبد الصمد بن عبدالله الأحمدى وحسن رشيد المشهدى الخفاجى والإمام سراج الدين البلقينى واحمد بن عثمان الشرنوبى ومحمد بن حسن العجلونى وعبد القادر الدنوشرى وشهاب الدين احمد العلقمى ومحمد شمس الدين البكرى وعبد الرحمن بن مصطفى العيدروس والمستشرق ك فولرز وغالب هذه المصادر منها المخطوط والكمطبوع محفوظ بالكتبخانة المصرية وبعض مكتبات مصر والمغرب والشام الخصوزصية ومكتبات برلين وجوتا وباريس والمتحف البريطانى وحيث ذكرنا ذلك فلنختم بحثنا هذا بكلمتين [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]- الأولى عن نسبهوالثانية كلمة أوجهها إلى مشايخ طرق هذا العصر الذين كثر عددهم واربى على العد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أما نسبه فهو ينتسب إلى الإمام أبى عبد الله الحسين عليه السلام وقد يعد نسبه فى مصاف الأنساب التى لاقت نجاحا كبيرا غير إن هناك شيئا بل أشياء يجدر بنا ان نشير إليها0[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أما كلمتى إلى مشايخ طرق هذا العصر فها أنذا أقولها بعد أناة وأختبار [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدون فى العمل الصالح ما استطاعوا ويزهدون فى الدنيا زهدا من لا يتناول منها إلا حلالا طيبا وزهد من لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله وزهد من يعاف أن تكون يده هى السلفى ويد غيره هى العليا وهم فى هذه السبيل يتسابقون ويتفاضلون وحسبك ما فى سيرهم من عظات وعبر تستضيئ الأمة بنورها هكذا كانت أعمالا مشروعة خالصة واقوالهم أقوالا رشيدة واضحة فسادوا بذلك على العالم علما وسياسة وأدبا فهل نحن الآن على ضوء هديهم ؟ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- ليست هذه الغاية بعيدة المنال وما بيننا وبينها إلا أن نحسن العمل ونخلص الضمائر ونحاسب أنفسنا وتقلب أنظارنا فى كل ناحية من مزاحى حياة أسلافنا نبتغى بذلك الإصلاح والتقويم يقوقون فى المثل السائر الطبع سراق فاذا نحن لم ندرأ هذا الخطر المحدق بنا من جراء عدم انتباهنا ، لرأينا الدهر باسطا علينا كلكلة كالحجارة أو أشد قسوة ويعلم كل فرد أن الدين الإسلامى دين ما جاء إلا لينظم شؤون الحياة ويرشد إلى سبيل السعادة وهو الدين الذى عنى بتصفية النفوس وقد رسم للعمل فى هذا السبيل خططا من انحراف عنها أو تجاوز حدها كان على شفا حفرة أو أقرب [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- ومن أهم الخطط التى رسمها لنا الإسلام ( التفقه فى الدين الإسلامى ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسللم يقول ( من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين )0[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]- هذا بيان للناس نقل من مقال النسابة حسن قاسم عالم السنة فى عصره ونلاحظ أن هذا المقال القيم يصلح لهذا الزمن نظرا لما رأيتة على ( النت ) من سباب ومن تلفيق وطعن فى وتشويه لصورة السيد أحمد البدوى رضة الله تعالى عنه فلا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ما يشوه صورة الأولياء والصالحين وأنظر إلى نسبه الشريف وقل هذا بيان للناس رضى الله تعالى عنه وعن أصحابه وقد قمت يوم أمس بزيارة لمسجده وبعد قرأة الفاتحة وصليت ركعتى تحية المسجد تقابلت مع علمائه وبسؤال الشيخ كمال غازى شيخ المسجد الأحمدى على ما نسب إلى الحجر المذعوم بأنه قدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأننى قرأت ما قرأت فى كتاب الآثار النبوية لآحمد باشا تيمور وغيرهم من الكتاب الأجلاء الذين أنكروا وجود طبع القدم الشريف قال : إن هذا الحجر قدم من إسطنبول وإنه آثر متداول أتى مع شعرة من زقن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسللم وتداول هذا الآثر حتى يومنا هذا وقد قمت بزيارة الحجرة النبوية وحملت الصنوق الزجاجى وبه شعرة من الذقن الشريفة صلى الله عليه وسلم كما رأيت سبحة وبها تسعمائة وتسعة وستعون حبة طولها عشرة أمتار ومدوع عليها أسماء الله الحسنى والعصا الخاصة به ومشطرين صغيرين من العاج والعمامة مصنوعة من الخوص الأحمر مكساة باللون الأبييض والعبائة الشتوية ووزنها عشرون كيلو جرام وبعدها قمت بزيارة سيدى محمد البهى وقد أديت ركعتى تحية المسجد ثم توجهت إلى مسجد سيدى سالم المغربى ثم الرحلة وكانت الزيارة الخامسة لهذه المدينة العظيمة التى تضم الأولياء والصالحين رحم الله العارف بالله الذى قابل سيدنا أحمد الرفاعى شيخ الأولياء حفيد وعلم إنه عندما ذهب إلى الحجرة النبوية طلب إن يقبل يده الشريفة فمد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلها الإمام الرفاعى وكان على ملئ من الجمهرة من الناس فذهب البدوى ليقبل اليد الشريفة بمد يده ليبقلها أيضا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] هذا هو البدوى الذى يعلمنا من الدروس وهذا بيان للناس وهذا بيان للعالم الإسلامى لدراسة ومحاربة كل جاهل يطعن فى هذا 0بقلم الشريف ( على محمود محمد على )[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخ انتفاضة الدار البيضاء والشاوية 1907 - 1908[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ محمد بن الطيب البوعزاوي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](هجرية 1332 - 1268 ) [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](ميلادية 1914 - الموافق 1850) [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كتبهامحمد غازي ، في 13 فبراير 2008 الساعة: 20:08 م[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أولا: نشأته وتعليمه : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1- اسمه ونسبه والتعريف به: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يقول في ذلك أحد تلامذته: ".. هو الشيخ الأكبر، غوت الورى، والقطب الأغر، منبع الأسرار والمعارف، مبين آداب الشريعة والوظائف، الغازي بالله، المتمسك بسند رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشريف الزكي الأطهر الحاج الأبر، سيدنا ومولانا محمد بن سيدنا ومولانا الطيب الشريف الحسني الإدريسي، يتوصل نسبه بولي الله الكامل الشيخ مولانا أبي يعزى الذي قل نظيره وعز[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"1 [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويقول في مقام آخ: "..أما اسمه رضي الله عنه، فهو الشيخ العارف بالله الداعي إلى الله أبي عبد الله سيدي محمد بن الفقيه العارف بالله التقي الورع الزاهد العالم الفاضل الحاج الأبر سيدي الطيب البوعزاوي أصلا ونسبا وطريقة الشاوي نزلة ومقاما[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"2 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويزيد مفصلا حول أسباب انتقال أجداده من أبي يعزى واتجاههم إلى الاستقرار ببلاد أمزاب في الشاوية العليا: "..أخبرني عم سيدنا الشيخ وغيره من أهل الثقة أن سبب انتقالهم من جدهم الأشهر [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]مولانا أبي يعزى أنه وقع شنآن بين أسلافهم وأبناء عمهم[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"3 ويظهر أن البعض من شيوخ العشيرة قرروا مغادرة الأوطان حقنا للدماء[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]حيث توجه أحد أجداد الشيخ واسمه مولاي أحمد بن الجيلالي إلى منطقة تادلا ومنها إلى بلاد أمزاب بالشاوية العليا "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]فنزل برجال أبي الجعد ثم ارتحل لبلاد الشاوية[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"4 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعن تفرع هذه العائلة «[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] لجدهم مولاي أحمد هذا كرامات ببلاد الشاوية، فترك بعد وفاته رحمة الله عليه أولادا منهم الفقيه الورع مولاي الطيب والد سيدنا الشيخ وشقيقه البركة مولاي الطاهر وشقيقهم مولاي أبي شعيب وشقيقهم مولاي محمد وأخوهم للأب سيدي محمد وشقيقه سيدي علي وللجميع نسل ما عدا سيدي علي ما خلف إلا البنات وهم مشهورون[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"5 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما يقول عن المكانة العلمية للوالد مولاي الطيب: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] وكان والده مولاي الطيب رحمه الله من أهل العلم والمعارف ذا سكينة ووقار وورع وله مقام مشهود جليل في الخير والصلاح وكانت الناس تفزع إليه للتبرك به في دفع النوائب والمهمات[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]. أخذ مولاي الطيب عن جماعة بفاس منهم قاضي الجماعة وإمام وقته الشريف الهمام مولاي عبد الهادي العلوي رحمه الله وأخذ عن الفقيه العلامة المرنيسي رحمه الله وأخذ عن الفقيه المدرس سيدي محمد بنسودة رحمه الله وغيرهم، ولما حج بيت الله الحرام التقى بمشايخ من أهل الحجاز وأخذ عنهم وتبرك بهم[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"6 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويظهر من خلال بعض القرائن الواردة في ثنايا هذا الكتاب أن والده توفي يوم جمعة في مطلع العقد السابع من القرن العشرين، ولم يكن عمر الشيخ يزيد وقتها عن العشر سنوات، وقد "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]دفن بالعلواء ببلاد الشاوية مجاورا لقبر أبيه وقبورهم تزار ومحط رحال أهل الهمم والأوزار .."7 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول أيضا في التعريف بوالدته على لسان الشيخ «[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] وكانت والدتي هذه اسمها رقية وكانت تحب الفقراء والمساكين وكانت مهما سمعت برجل من أهل الخير إلا بعثتني إليه بهدية أو أتانا غريب أو ذو نسبة إلا وتبالغ معه في الإكرام وتوصيني أن لا تغيب عليها خبر أحد من الصادر والوارد وأن نعلمها بأصحاب الأحوال وتدفع لي الصلة وتأمرني بمعرفة أهل الخير والميل إليهم والبذل لهم. وكانت تؤثر الغير على نفسها وكنت إذا أخبرتها بمجيء بعض الناس من أهل الخير كادت أن تتيه مرحا وتجر ذيلها فرحا [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]وتؤثر أولاد أبي من ضراتها على كسوة ونفقة وكانت ذات خلق حسن رحمة الله عليها [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]وكم لها من أوصاف محمودة وأخلاق مكمولة[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"8 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويزيد في ذلك: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]ولما قرب أجل مولاي الطيب رحمه الله جعلها وصية على جميع أهل الدار وكانت له زوجات ثلاث دونها ولهن أولاد وقامت رضي الله عنها بكفالة الجميع وأدت حق الحضانة على الوجه المرضي وبقيت الأزواج والأولاد تحت نظرها حتى تزوج الرجال والبنات وهذا من كمال حسن خلقها حيث دامت صحبتها واتسع خلقها على جميع ضراتها حتى أنه لم ينقل عن أحد من المطلعين على أحوالهن أنه ما صدر بينهن من نزعات أو حصل لهن عيب يخل بالمروءات على عادة النسوة وخصوصا الضرات مع كثرة الأولاد والبنات والجميع تلهف عليها عند الممات ويثنون عليها بحسن الثناء وأكمل الصفات هبت عليها من الله نسمات الرحمات وغفر لها جميع السيئات بجاه شفيع المذنبين والمذنبات.."9 [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]2- مولده، ونشأته وتعليمه الأولي: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]*(بركة الميلاد: بشارة الصالحين): يقول الفقيه أبي شعيب الدكالي الفرجي صاحب الكوكب الضاوي: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]لما ولد سيدنا الشيخ قال والده لأمه هات البشارة على ولدك فسيكون له شأن عظيم وستحمدين نفعه يوم يفر الوالد من الولد[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]فقالت أمه وأنت ولدك فكيف تأخذ مني البشارة، فقال لها رضي الله عنه إن الموت يفرق بيني وبينه وستحمدين حياتك معه إن شاء الله[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"10 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول في مقام آخر: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] لما ترعرع سيدنا الشيخ رضي الله عنه وقرأ القرآن في أقرب مدة وهذبه والده انتقل إلى دار الرضوان ومقر النعيم والغفران قبل أن يبلغ سيدنا الشيخ رضي الله عنه الحلم[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]" ومما أخبرت به والدته عند ازدياده: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]أنها رأت عند وضعه جماعة دخلوا عليها وعليهم إشراق أنوار وسيمة أطهار وإبرار فنــزع أحدهم قلنسوته وجعلها على رأس سيدنا الشيخ ثم نزع أحدهم شملتـه وغطاه بها ثم نزع أحدهم رداءه فرداه به ثم دعا له وتفل عليه وقالوا لها ابشري بولدك وهنيئا لك فله نبأ وأي نبإ، قالت فعجبت من ذلك ولم أعرف واحدا منهم[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"11 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* أما عن وقت ولادته فقد أورد الأستاذ محبجلالي في بحثه القيم عن الزاوية البوعزاوية ودور الشيخ البوعزاوي في انتفاضة الشاوية ما نصه: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]وإذا كانت المصادر لم تشر إلى تاريخ ولادته فإن ما يفهم من الرواية الشفوية لحفيده الحاج المختار أن الشيخ توفي عن عمر يناهز 64 سنة، وإذا علمنا أن وفاته كانت يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الأولى عام 1332 هـ /موافق 1914م، فهذا يعني أنه ولد حوالي 1268/1269 موافق 1850/1851م، ويعني ذلك أيضا أنه عاصر فترات حكم كل من السلاطين المولى الحسن والمولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ.." [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما عن مكان مولده ونشأته الأولى، فقد أورد الباحث الفرنسي [/font][font=&quot]e.mege[/font][font=&quot] في دراسته المفصلة حول قبيلة أمزاب، المنجزة ما بين 1913 و 1914، أن الشيخ محمد بن الطيب البوعزاوي "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]من أصول شعبية، وقد ولد بفرقة أولاد أشبانة /البهالة بأمزاب، وأنه كان خارق الذكاء وله تكوين علمي فائق.."12 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما فيما يتعلق بالمرحلة الأولى من تعليمه، فيظهر أنه أخذ عن والده مباشرة مبادئ القراءة والكتابة وكان يساعده في ذلك فقيه آخر لم يذكر اسمه، ورغم وفاة أبيه مبكرا إلا أن طيفه لم يكن يفارقه ويمكن القول أنه كان له نبراسا في اختيار طريقه وذلك ضمن خطة الأقدمين في اختيار طريق الرحلة والإنشداد إلى اختراق الآفاق وعدم الانكفاء على الحفظ واستظهار القرآن والمتون في الزاوية أو المسجد الأم. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"..قال سيدنا الشيخ رضي الله عنه (منذ توفي والدي مولاي الطيب صار لا يفارقني ليلا ونهارا وأشار علي بقراءة العلم فقلت يا أبي إني أخشى أعمامي أن لا يساعدوني فقال عليك بقراءة العلم ولا تخشى أحدا إلا الله[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot])[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] فقال سيدنا الشيخ رضي الله عنه (..وكنت صغيرا جدا ولا زال المعلم الذي قرأت عليه القرآن يضربني فلما سمع أعمامي أني أريد قراءة العلم أتوا إلى المعلم وأمروه أن يشدد علي في القراءة حتى أتعلم قراءة السبع وكنت في الوقت أقرأ قراءة قالون فألح علي والدي أن أقرأ العلم وأنا في ذلك أراجعه خوفا من المعلم وأعمامي..)13 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعندما ثبت العزم لدى الشيخ وهو في هذا السن المبكر على الرحلة أشار عليه طيف والده بالذهاب إلى أحدى الزوايا بسطات "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]ولما أعدت الكلام على والدتي بأن والدي لا يفارقني وهو معي كالخيال وأشار علي بالقدوم لدار الفقيه الأجل الخير مولاي التهامي الجبلي الوزاني أصلا، المزمزي دارا ومنشأ، وأمرني بملازمته والقراءة عليه،..فقالت توكل على الله ودفعت لي دراهم وفاضت عيناها بالدموع رقة على صغري وأنا دون بلوغ.."14 [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويظهر أن هذه المرحلة قد تميزت باضطراب كبير في حياة الشيخ نظرا لتعدد تدخل أعمامه في ذلك حيث قاموا لعدة مرات بإعادته من سطات إلى مسقط رأسه، وكان شيخه مولاي التهامي الوازاني لا يفتر يشجعه على الاستمرار، إلى أن أثار ذلك شفقة أحد أعمامه وهو مولاي الطاهر الذي تدخل لصالحه "..وكان عمنا الأجل مولاي الطاهر أشفقهم وأحلمهم وله أخلاق محمودة لا فضاضة فيه لين الجانب سليم الصدر، فرق علي وقال لهم اتركوا عنكم ابن أخي عسى أن يكون له هذا الإلهام من الله[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] 15 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما تمادى الشيخ في ذلك وازدادت ضغوط الأعمام عليه حاول عمه الأكبر ثنيه مرة أخرى عن طريقه "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]ثم جاء عمنا المذكور إلى والدتي وقال لها إن ابنك هذا صغير السن ولا يليق به السفر في البلدان ولا يصلح حاله بدون مؤدب وإني أخشى عليه أن تكوني أنت التي تأمرينه بقراءة العلم ويوشك أن يكون هذا الرأي فاسدا وأن المصلحة في لزومه دارهم وقراءة السبع مع معلمه فإنه يليق بصحبته ويتأدب بآدابه ثم بعد ذلك يقرأ العلم إن شاء الله وإن خرج عن نظر معلمه ومؤدبه فإنه لا يجيء بشيء وربما ينسى ما تعلم وتسوء أخلاقه.." 16 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان رد الأم صارما حيث أجابت بما يبين أن طريق الابن محسوم فيه ولا مرد لقدر الله ولا حاجة للاستمرار في الاعتراض عليه"[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]فحلفت له والدتي بأنها لم تأمرني بقراءة العلم وأنها بريئة من كونها هي السبب بل إنما ذلك حصل له وحده دون إشارتي ونيته لا يرجع عن قراءة العلم ولو حرف أو قطع والابن ابن أخيكم افعلوا به كيف تشاءون، فقام عمنا وقال عسى أن يكون ألهمه الله للخير ووجهه إليه ونحن نصده عنه.."17 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهنا توجه الشيخ لمدينة سطات إلى جوار شيخه للمرة الأخيرة "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] فتوجهت نحو الفقيه ولازمته نحو الستة أشهر ووالدي لا يفارقني ومهما صعبت علي نازلة إلا فهمني إياها بحسن تعبير وأفضل تصوير فزاد علي الفتح .."18 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثانيا: نشاطه الصوفي ودوره في التربية والإرشاد [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1 - رحلته العلمية الكبرى وانتقاله عبر التصوف من العمل السياسي إلى الأدوار التربوية: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* أورد صاحب بحث "الزاوية البوعزاوية.." في هذا الصدد شهادة لحفيد الشيخ وهو الحاج المختار ما نصه"[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]انتقل الشيخ إلى مدينة فاس لينهل من علمائها، ويسيح في علومها الظاهرية والباطنية، وهكذا تبحر في علوم الهندسة والفلك والحساب والنحو واللغة والتوحيد والحديث والسير وعلوم القرآن مما أهله للاشتغال بتدريس القرآن بفاس ورغم بلوغه مقام الأستاذية لم يكن البوعزاوي يفتر عن المطالعة والتقييد والتأليف.."19 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما أعطى صاحب "الكوكب الضاوي.." معلومات حول الضر وف التي تزامنت مع استقرار الشيخ في زاوية سطات للمرة الأخيرة وما حصل له فيها مع الطلبة من أقرانه "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]حصل لبعض الطلبة حسد في جانبي وصدرت منه إذاية إلي، فضاق صدري وفوضت أمري إلى ربي فرأيت والدي وقال لي لا تحزن وبيدك نحو الكراس مكتوب وجئت لنقرأ معك هذا ولا تحتاج بعده إن شاء الله فعلمني ما فيه ثم أمرني بالسفر إلى الدر النفيس صاحب التفريج والتنفيس سيدنا ومولانا إدريس بن إدريس فسررت بذلك وحمدت الله على ما هناك وكتمت هذا عن الناس.."20 [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويظهر من معظم الروايات شفوية كانت أم موثقة أن مقام الشيخ بفاس التي توجه إليها لاستكمال تعليمه لم يدم طويلا ولم يتجاوز السنة عاد إثرها لبلاد أمزاب حيث كانت تنتظره مهام أكبر تهيئه لها الظروف والأقدار. ونورد في ذلك روايتان، الأولى شفوية، وهي من صنف الكرامات، على لسان الحفيد الحاج المختار البوعزاوي: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]أن الشيخ بينما كان يدرس الأمهات العلمية إذ أتاه أبوه ليلا وأعطاه كتاب (الشيخ يقرأ والأب يفسر) ، وقال له منذ اليوم لا تحتاج إلى أحد.. ويفيد ذلك أن الشيخ حصل مكاشفة على أول إجازة علمية من والده.."21 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهناك رواية أخرى أوردها صاحب مخطوطة الكوكب الضاوي على لسان الشيخ نفسه مفادها "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] توجهت لحضرة سيدنا ومولانا إدريس[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]فزرته وانتفعت به واجتمعت بعدد من المشايخ ولقيتهم وأخذت عنهم وقرأت عليهم ما تيسر في الفقه والحديث والتفسير وكان ذلك في شهر شعبان عام أربعة وتسعين ومائتين وألف (1294/1877).22 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* أما عن مآله بعد ذلك، فإن الأمور ستجرى نحو وجهة أخرى، وتتدخل المقادير ليتحدد معها اتجاه الشيخ في طريق القوم، نحو الولاية والصلاح، ومما يقوله «[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] فلما مكثت نحو العشرة أشهر رأيت القطب الشهير والغوث الكبير من له المنة على المغرب سيدنا ومولانا إدريس فقال لي هؤلاء رجال العلوة قد أتوا نحوك يريدون أن يردوك إلى بلادهم وقد كلمتهم أن يصبروا حتى ندفع لك الضيافة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وهي الولاية في الخطاب الصوفي [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] ونكرمك فاستعطفونا وساعدناهم بعد المراجعة معهم في شأنك فارجع على بركة الله فقلت له يا سيدي بأي شيء نرجع وأنت أعلم بحالي وفقري وانكساري فقال لي ارجع إلى بلاد العلوة وما تطلبه تجده هناك[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]ولا يقع لك الفتح إلا ثمة والله المستعان.. فودعني ودفعني لرجال العلوة وغاب عني فسلموا علي وهشوا وبشوا وقالوا مرحبا بك وما تعنيه موجود ببلادنا إن شاء الله ولا تستبعد شيئا في البادية وتستغرب وقوع الكرامة فربك سواء عنده البادية والحاضرة وحكمه في الحالتين نافذ ونعمته تزيد وهو القاهر يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، فرجعت على بلاد الشاوية[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot])23 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يظهر من عدة قرائن أن الشيخ لم ينقطع عن الناس أو استقال من مخالطة المجتمع، ومن المعروف أن المغرب بصفة عامة وبلاد الشاوية وأمزاب بصفة خاصة كانت قد تدحرجت منذ مطلع ثمانينيات القرن 19م، إلى أوضاع متوترة وضر وف لا تبشر بخير. حيث تزايدت حدة تعقيداتها نظرا لما أصبحت عليه مدينة الدار البيضاء من بؤرة تتهددها الأطماع الأجنبية وتتطلع منها إلى التدخل في شؤون المخزن وعلاقاته بالقبائل. وهي الفترة التي تزايدت خلالها سرعة انتشار ظاهرة الحمايات الدبلوماسية للأفراد والجماعات ممن كانوا يزيدون من توريط البلاد في التبعية للدول الاستعمارية. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهناك روايات تؤكد تعاطيه لمهام كتابية مخز نية ربما ليحافظ بواسطتها على صلات وثيقة مع المحيط السياسي المخزني، وما من شك فإن هذه الفترة هي التي اشتغل خلالها الشيخ البوعزاوي كاتبا عند القائد الحاج أحمد العريفي، ونرد قبوله بذلك إلى الصداقة التي كانت تجمع بين الرجلين وخاصة أن هذا القائد كان معروفا لدى الخاص والعام بسعة علمه لأنه خريج القرويين وله نصيب وافر من الثقافتين الدينية والأدبية. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويؤكد الدكتور الخديمي صاحب الأطروحة حول انتفاضة الدار البيضاء والشاوية، أن صيت الشيخ البوعزاوي في هذه الفترة بالذات كان ذائعا في فاس، "..ويؤكد هذا القول بعض الإشارات التي وردت في الوثائق الرسمية للمخزن ومؤداها أن محمد بن الطيب البوعزاوي، كان مدرسا محسوبا على المخزن، وتنعته تلك الوثائق بالأستاذ.."24 كما يتبين لنا من خلال هذا النشاط الذي كان يبدله الشيخ البوعزاوي أنه أفلح في ربط علاقات وطيدة مع عدد من رجالات المخزن ممن كانوا يعارضون التوجهات الانهزامية أمام التسرب الاستعماري وخاصة لدى الفئات التقليدية المتسلطة على ثروات البلاد والمتحكمة في مواقع السلطة والقوة حول السلطان. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2[/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] اتخاذ طريق التصوف وتأسيس الزاوية: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* في مطلع هذه الفقرة نشير إلى أن الشيخ البوعزاوي اقتنع وهو في فاس بلا جدوى المكوث في العاصمة أو الاستمرار في الاعتقاد بأن إصلاح الأوضاع يمكن أن يأتي من القمة، وما من شك في أن عودته الثانية إلى مسقط رأسه كانت متزامنة مع وفاة السلطان المولى الحسن سنة 1894م، ويقول في ذلك صاحب الكوكب الضاوي "..لزمت محلنا ببلاد العلوة، وصرت على حالي أتلو كتاب الله واستغرق جميع أوقاتي بذكر الله وأستخير الله في الجمع بحاجتي وتحقيق نيتي فدمت على هذا الحال نحو الستة سنين وأنا في ذلك أطوف ببلاد الشاوية ونواحيها على زيارة أهل الله ولا تركت أحدا ممن يشار إليه ويعتمد عليه [/font][font=&quot]…"[/font][font=&quot]25 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما قاله أيضا: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]ومن فضل الله علي أني منذ عقلت وحصل لي شيء من التمييز لم تمل نفسي إلى اللهو واللعب وحضور المواسم والفرجة ولم أرتكب جنابة حرام قط، وأبحث عن الأحياء وأحسن ظني في كل من لقيته وربما يغلب علي الحال في بعض الأوقات فأخرج إلى الفضاء وأنادي يا سيدي فلان كسيدي ومولاي أبي يعزى وسيدي مولاي عبد القادر الجيلاني وغيرهم ووقع لي مع هؤلاء وغيرهم كرامات وكنت لا أفشي سري لأحد ولو لوالدتي وفي هذه المدة كلها كل من لقيته يشير علي بالصبر ويقول ارتقب وقتك أو اسمع من الهاتف حتى تحقق لي أنه لا منة علي إلا لمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"26 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي نبذة تاريخية حول علاقات الشيخ البوعزاوي بقطب أولياء بلاد العلوة، الشريف سيدي حجاج أمزاب يقول الفقيه الحاج محمد فتحا بن الحاج صالح الحجاجي نسبا البوعزاوي طريقة "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]أن الشيخ كان كثير التردد على ضريح سيدي حجاج في تلك المدة التي سبقت لحظات نزول الفتح وانكشاف المستور، وأنه كان كثير الاعتقاد بأن روضته ستكون هي مكان حصول هذا الخلاص، والدليل على تحقق المراد أن الشيخ قد خص هذا الضريح من دون غيره بإيداع علمه الأخضر الكبير الذي اتخذه لما أعلن الجهاد ضد المغتصبين الفرنسيين عام 1325/موافق 1907/1908.."27 وتؤكد رواية أخرى أن هذا العلم ضل متوارثا ما بين أولاد سيدي حجاج يتبركون به حتى استولى عليه بالقوة بعض المراقبين الفرنسيين ونقله إلى مركز الحاكم الفرنسي بمدينة ابن أحمد ومنها اختفى وانقطع خبره.. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعن أحوال الشيخ النورانية قبيل لحظات الخلاص يقول "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]فلما طال علي الأمد ندمت على خروجي من حضرة القطب الكامل السلطان الواصل مولاي إدريس بن إدريس وصرت بين قلق وحرق وانكسار وقلب ودموع تدفع ولم يلذ لي طعام ولا شراب، وقلت العمر كاد أن ينقضي والأجل دان وأين الوصول والله هذا هو الطرد والخسران وغابت عني المرائي والخيالات وصرت أنكر ما نعرفه من المألوفات فلما علم الله صدق التجائي جبر انكساري وحقق رجائي فمر علي سيدي أحمد الخضر مرور البرق وحصل لي الفتح الذي ليس ورائه إلا الحق ثم اجتمعت بالباقي وغاب عني ما كنت أقاسي وألاقي والحمد لله الكريم والشكر له على ما أولانا من الفضل العظيم[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"28 [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]* بادر الشيخ البوعزاوي إلى تأسيس طائفة دينية يكون هو زعيمها الروحي، ويبدو أن ذلك كان أول الأمر ببلاد أمزاب على خلاف ما ذهب إليه عدد من الباحثين الذين يرون أن التأسيس الأول كان بقبيلة أولاد أسعيد، ثم تبين للشيخ أن حركته الأولى في الدعوة لم تلاق النجاح المطلوب لا لأن الناس خذلته بل لأن ذلك تزامن مع الاضطراب الكبير الذي حصل في القبيلة من جراء تكرار الحركات المخزنية إليها وتوالي الحملات العقابية التخريبية وأشواط التقتيل الجماعي والهدم المنهجي للمداشر وترحيل الناس إلى قبائل وجهات أخرى نائية، وهي أعمال مذكورة لدى معظم مؤرخي المرحلة، كان ورائها عدد من قواد المخزن ألعزيزي المركزي أو من بعض الأقاليم المجاورة، ومنهم الصدر الأعظم با أحماد نفسه الذي كان يحمل الضغينة وحقدا دفينا لهذه القبيلة، وكان ممن يتوجسون من الشيخ خلال مقامه بفاس. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويؤكد الشيخ الحاج المختار الحفيد، "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]أن الشيخ البوعزاوي لم يكتف بالتعبد وتلقين الأوراد، بل كان يتجول بمعية طائفته، التي كان عدد أفرادها يفوق 300 شخص، معظمهم من قبيلة أمزاب، وكان يزور القبائل داعيا لله، ضمن وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وملقنا ما تيسر من الأوراد والمواعظ لمن رغب في ذلك وأراد.." 29، كما يؤكد صاحب بحث (الزاوية البوعزاوية[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]) في هذا الصدد"[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]ويظهر من هذه الفتن أن الزاوية الأولى قد تعرضت للضرر مما حكم على المشروع الأول للشيخ بالفشل، ولهذا انتقل إلى قبيلة أولاد أسعيد، وهناك طاب له المقام وأسس زاويته الثانية المشهورة[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"30 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما يورد شهادة لباحث اسمه محمد السوسي أحداد في تأليف له اسمه (رسالة المراحل في مناقب أبي يعزى الراحل) مفادها "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]إن الطريقة البوعزاوية التي أنشأها محمد بن الطيب البوعزاوي دفين مراكش شاعت وانتشرت في هذه النواحي التي نذكرها أولا الشاوية وثانيها زعير وثالثها مراكش ورابعها سلا وخامسها قبيلة بوحسوسن.."، وأورد شهادة أخرى للفقيه القاضي العربي العزوزي في مخطوطته (نشر المحاسن[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]) مقالها "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]أن الشيخ البوعزاوي الذي كان في ابتداء أمره مشتغلا بالتدريس، ومال إلى طريقة الصوفية وتبحر في علومها وأنه أفنى عمره في إرشاد الخلق وتلقين الأوراد.."31 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما قاله صاحب (الإعلام ..) عن الشيخ: "..كان رحمه الله فقيها نبيها، ناسكا متصوفا، ذا أخلاق حسنة همته نصرة الدين[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]كما اشتهر البوعزاوي بتقشفه في المأكل والملبس، إذ كان يأكل خبز وكسكس النخالة اقتداء بجده أبي يعزى ، الذي كان يكتفي في مأكله بالحشائش وأوراق الدفلى ودقيق البلوط.."32 كما في التشوف و المعزى ، وقال أيضا "..كان الشيخ متقشفا في لباسه وفي فراش داره وطعامه، لا يلبس الكساء، ويقتصر على لبس الجلابة، جاعلا رداءه على كتفه[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]"33. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثالثا : سلسلة الشيخ في طريقته وتصوفه وبعض مؤلفاته: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]1- سلسلة الشيخ وسنده في التصوف وبعض أوراده: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* يقول صاحب الكوكب الضاوي في ذلك: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]أخذ الشيخ طريقته عن عدة مشايخ منهم الشيخ الشهير سيدي محمد الزوين ببلاد الحوز، فقد لقيه وتبرك به وأشار الشيخ سيدي محمد الزوين إلى الزائرين مع سيدنا الشيخ بأنه هو المأذون في الترقية.." ويقول أيضا: [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]سأله (أي سيدي محمد الزوين)عدد من الناس من بلاد سيدنا الشيخ أن يأخذوا عنه الطريقة فقال لهم سيدنا الزوين ألم يكفكم الشيخ الذي ببلادكم.."34 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما جاء في إحدى رسائل الشيخ إلى العالم العلامة الحاج حمادي الصنهاجي، الفاسي القرار جوابا على رسالة يسأله فيها عن سلسلته وتحقيق طريقته: "[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]وبعد فإني أحمد لك الله الذي جل اسمه وتعاظم جلاله وحلمه وأسأله لي ولكم توفيقا يقف بنا على جادة الاستقامة ويصرفنا عما يعقبنا حسرة وندامة، هذا وقد سألتني عن سلسلتنا وتحقيق طريقتنا، اعلم رعاك الله أني كنت أنتسب إلى مشايخ لقيتهم وتبركت بهم واقتديت بهم أولهم شيخي وقدوتي والدي رحمه الله سيدي الطيب بن العارف بالله سيدي أحمد إلا أنه اخترمته المنية وكان رحمه الله متوليا تربيتي قيد حياته وما تركني بعد مماته حتى كان يشير علي بكل ما أتوقف عليه ويأمرني بصحبة بعض المشايخ رضي الله عنهم أجمعين، وثانيهم سيدي صالح بن صالح لبزيوي نجل سيدي علي بن إبراهيم، وكان رحمه الله أميا إلا أنه رزق علما لدنيا وكان يستدل بالأحاديث النبوية ويتكلم بالآيات القرآنية، وثالثهم سيدي الحاج العربي العبدوني التادلي رحمه الله تعالى[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]."35 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]أما والدي فقد أخذ عن شيخه سيدي محمد بن دحو عن شيخه سيدي المختار الكنتي، وأما سيدي صالح فقد أخذ عن شيخه سيدي قدور العلمي، وأما سيدي العربي فقد أخذ عن سيدي محمد بن دحو وكانوا يلقنون الطريقة الناصرية التي تنسب إلى الشيخ سيدي محمد بناصر والطريقة المدنية التي تنسب لأبي مدين الغوث والطريقة القادرية التي تنسب للشيخ مولانا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم آمين وذلك أن الطرق كلها اتصلت من جهة أبي مدين ومن جهة سيدي أحمد زروق فصارت كلها واحدة[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]" 36 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد تفصيله الكلام في أساليب وطرق الأسانيد وتسلسل المشايخ إلى مرتقى الأقطاب الكبار بل إلى أصول ومنابع التصوف في المشرق والمغرب، يلج الشيخ باب وصف أحواله النورانية ضمن طريقة تصوفه"[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]ثم اعلم أن طريقتنا هذه نور هداية إذا علمت هذا أي الآن لا أقتصر على تلك النسبة أللفضية بل خصصت بالأسرار المعنوية وأنا أعوم في بحر سيد الوجود وأغترف منه بالعيان والشهود وقد ارتوت منه الحشاشة والعروق والجلود فأينعت وأزهرت بالترقي دون محدود ونوديت كفاحا دونك فضلنا غير معدود وانتفى عني الطبع والنسب والعهود وحصل لي الجمع بين الباقي والفاني ليس بالموجود والمفقود وأدركت سر شاهد ومشهود وتوحدت توحيد الأولين والآخرين سبحان من ينظر إلى قوم كفاحا وينظر إلى قوم من قلوب آخرين.." 37 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* وعن أوراده وصلواته وابتهالاته يقول صاحب الكوكب الضاوي: "..وأما أوراده فعديدة وأما تربيته فسنية مفيدة كل واحد من القاصدين إليه يخصه بما يناسب حاله ويلقنه من الأذكار ما يفهمه عقله، وما ينشرح له صدره.."38 ويعدد الأوراد الخاصة بكل فئة سواء كانوا من العوام الأميين أو الفقهاء أو النساء أو لأهل الخلوات الذين يذكرون الله في السر والعلانيات وغيرهم. [/font][font=&quot][/font]
 
أعلى