[font="]33- البستان 239-245 وتعريف الخلف 1/86-176 بتصرف.[/font][font="][/font]
[font="]34- المصدر السابق، ص: 6-7.[/font][font="][/font]
[font="]35-المصدر السابق، ص: 7.[/font][font="][/font]
[font="]36- المصدر السابق، ص: 337.[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]المصادر والمراجع:[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]1. الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين تأليف خير الدين الزركلي دار العلم للملايين الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980م.[/font][font="][/font]
[font="]2. البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان،لأبي عبد الله محمد بت أحمد الملقب بابن مريم، اعتنى به الشيخ محمد بن أبي شنب المطبعة الثعالبية 1908م.[/font][font="][/font]
[font="]3. تعريف الخلف برجال السلف، لأبي القاسم محمد الحفناوي طبع مطبعة بيير فونتانة الشرقية الجزائر 1906م.[/font][font="][/font]
[font="]4. ثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي ص: 436/446 تحقيق عبد الله العمراني، دار الغرب.[/font][font="][/font]
[font="]5. شجرة النور الزكية في طبقات المالكية : محمد بن محمد مخلوف، المطبعة السلفية القاهرة 1349ﻫ.[/font][font="][/font]
[font="]6. معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر لعادل نويهض مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر بيروت لبنان الطبعة الثانية 1400ﻫ/1980م.[/font][font="][/font]
[font="]7.معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية عمر رضا كحالة مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1414ﻫ/1993م.[/font][font="][/font]
[font="]8. المنهج السديد في شرح كفاية المريد لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي شرح المنظومة الجزائرية المسماة بالجزائرية لأحمد بن عبد الله الزوواي الجزائري تحقيق مصطفى مرزوقي دار الهدى عين مليلة الجزائر.[/font][font="][/font]
[font="]9. المواهب القدوسية في المناقب السنوسية للإمام أبي عبد الله محمد بن عمر الملالي التلمساني تحقيق وتعليق: علال بوربيق بحث مقدم للمشاركة في المسابقة الدولية لإحياء التراث الجزائر 1429ﻫ/2008م.[/font][font="][/font]
[font="]10. نيل الابتهاج بتطريز الديباج،لأحمد بابا التنبكتي اشراف وتقديم عبد الحميد عبد الله الهرامة وضع هوامشه فهارسه طلاب من كلية الدعوة الإسلامية منشورات كلية الدعوة الإسلامية طرابلس الطبعة الأولى 1989م.[/font]
[font="]السلطان سيدي محمد بن عبد الله ثقافته تآليفه عقيدته[/font][font="][/font]
[font="]صحيفة : رسالة المغرب في العلم والأدب والاجتماع[/font][font="][/font]
[font="]العدد السابع 10 صفر 1362 / 15 فبراير 1943 السنة الأولى[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]السلطان سيدي محمد بن عبد الله[/font][font="][/font]
[font="]ثقافته تآليفه عقيدته[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]«في العلم لا يقعقع له بسنان ولا يجارى في ذلك بعنان، فصيحا بليغا أديبا عالما بالفقه والحلال والحرام وفصل الأحكام ، بحر لا يجارى وفي التحقيق والمعارف لا يمارى قد جمع من دراسة العلم ما تقف العلماء دونه وتود نجوم الأفق أن تكونه، فكملت بذلك منة الله على العباد وأحيا به الله الدين في كل الأرض والبلاد. له تصانيف تقرأ بالمشرق والمغرب الإمام الموهوب لهذه الأمة على رأس المائة مجددا لها دينها».[/font][font="][/font]
[font="]هكذا يحدثنا عنه من ترجموا له، وبهذه الألفاظ التي لا ينظر لترصيفها وتعديدها يصفونه، فلنرجع لما يحدثنا به عن نفسه في تكوين علمه واتجاه ثقافته وعقيدته:[/font][font="][/font]
[font="](إن من أعظم نعم الله علي وأجل مننه لدي أن وفقني للإشتغال بالعلم والبحث عنه والمذاكرة لأهله، وأني بعد أن خضت علم اللغة برهة وحفظت من كلام العرب وأشعارهم جملة صالحة معينة على فهم السنة والقرآن، اشتغلت بعلم الحديث فاعتكفت على قراءة صحيح الإمام أبي الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري ومراجعة صحيح الإمام البخاري وموطأ الامام مالك، إلى أن ورد علي مسند الامام أبي حنيفة النعمان بن ثابت فقرأته حتى ختمته والحمد لله)[/font][font="][/font]
[font="]ففي أي وقت بدأ اشتغاله بعلم السنة؟ ومن هم رجال مذاكرته؟ وماهو موضوع تلك المذاكرات؟ وما هي تآليفه؟[/font][font="][/font]
[font="]المصادر التي لدينا لا تثبت لنا بالضبط وقت اشتغاله بعلم السنة، فالزياني وغيره ممن عاصره وصاحب الاستقصاء كلهم متفقون على أنه بعد أن نال الخلافة وتولى أمر المسلمين ترك الاشتغال بالأدب والتاريخ وعكف على دراسة السنة وحل مشكلها والبحث عن غريبها وجلبها من أماكنها.[/font][font="][/font]
[font="]وإذا كان ينظر إلى الأدب والتاريخ كوسيلة لا غاية أو كالهية من الهيات الحياة الراقية. وكان إقباله عليه ليس أساسيا بل كآلة تعين على ما هو أهم من المقاصد، فليس ببعيد أن يكون توليه الملك وقيامه بشؤون المسلمين -وهو حد فاصل بين مرحلتين خطيرتين في حياته العملية وانتقال من طور التحرر إلى طور المسؤوليات الخطيرة والتبعات العظيمة والتقاليد والتكاليف المتنوعة- باعثا مهما على تغيير اتجاهه وعدوله عن الاشتغال بالوسائل إلى الغايات، أو فرصة سانحة ووقتا مناسبا لتوجه نفسه الوجهة التي كان يهيء نفسه لها والتي تناسب مقامه ومركزه مما يجعله جديرا بما عهد به إليه، ومما يسهل عليه مأموريته العظمى من جهة ويكسبه رفعة عند الناس ويزيدهم ثقة به من جهة أخرى، ولا سبيل لذلك في شعب متدين إلا ما أتبعه من إقبال على السنة والقرآن، أساسي الدين ومصدري الخير والنور والهدى عند المسلمين، وفعلا نجح وأصبح الإمام الموهوب لهذه الأمة على رأس المائة يجدد لها دينها، وأني له بذلك لو لم يسلك هذا السبيل ويوجه نفسه هذا الاتجاه، وظل مع أبي الفرج يتنقل من حكاية إلى قصة. ومن طرفة إلى نادرة ومن قطعة إلى قصيدة أما رجال مذاكرته فهم كانوا قسمين، قسما للتأليف والدراسة والخوض فيما يملي عليهم ويأمر بتدوينه طبق ما يريد، وقد كانت لهم أوقات منظمة منضبطة لا تنخرم، حذا فيها حذو المنصور السعدي في أوقاته المرسومة وهؤلاء كما يقول الزياني في الروضة السليمانية وصاحب الاستقصاء هم: العلامة محمد ابن الامام عبد الله الغربي الرباطي والفقيه العلامة محمد بن المير السلاوي والفقيه الدراكة محمد الكامل الرشيدي والفقيه عبد الرحمان بوخريص، ويزيد عليهم مؤرخ الدولة العلوية مولاي عبد الرحمن بن زيدان: أبا محمد التهامي بن عمرو الرباطي وأبا زيد عبد الرحمن المنجرة وأبا عبد الله محمد بن عبد الصادق وأبا الحسن علي بن أويس الفيلالي وأبا محمد عبد السلام بن بوعز حركات السلاوي.[/font][font="][/font]
[font="]وقسما لمجرد المذاكرة والمفاهمة يقول الزياني في المصدر نفسه بعد صلاة الجمعة يجلس في مقصورة الجامع مع فقهاء مراكش ومن يحضر عنده من علماء المغرب الوافدين عليه للمذاكرة في الحديث الشريف وتفهمه، ومن هؤلاء المولى عبد الله المنجرة والفقيه الأديب أبو عبد الله محمد بن الشاهد نقلهما من فاس وأبو العباس أحمد بن عثمان نقله من مكناس ومحمد ابن عبد الرحمن الشريف نقله من تدلا وأبو الفضل الطاهر السلوي والشيخ الطاهر بن عبد السلام.[/font][font="][/font]
[font="]أما موضوع المذاكرات ومدى ما كانت تتناوله من أبحاث، والمذاكرات مرآت العقل ودليل العلم، فالزياني يحددها كما سبق في الحديث وتفهمه وصاحب الجيش العرمرم يحدثنا عن شيخه العلامة الحافظ أبي عبد الله محمد بن عامر التادلي وهو من جلساء المولى محمد أن من عادته مع كتابه وجلسائه أن يمتحنهم بغرائب العلوم، ويحدثنا عن ذلك أيضا ولده أبو عبد الله في كتابه اقتطاف الأزهار من حدائق الأفكار بقوله: وله مع الفقهاء مذاكرات ومحادثات في سائر الأيام وممر الدهور والأعوام فيلقي عليهم من المسائل المشكلات في الحديث والسير والأخبار وضروب من الفنون العربية ونكت من المقطوعات الأدبية فلا يهتدون إليها إلا بعد الاطلاع وسواء في ذلك ذو العارضة أو قصير الباع) .[/font][font="][/font]
[font="]ولعله يمكننا من كل ذلك مع ما نعلمه عنه من آرائه في التعليم ومواده أن نحدد مجرى هذه المذاكرات، بأنه لا يخرج عن السنة والقرآن ومناقشة النصوص وضبط الغريب وبيان المشكل من الآثار الدينية والأدبية وتصحيح حديث أو تضعيفه، وإثبات نقل أو توهينه، وجمع ما افترق وإلحاق مالم يلحق، مع مطارحات أدبية وأبحاث عربية مما يثبت لنا أن صلته بالأدب والتاريخ وما إليهما لم تنقطع.[/font][font="][/font]
[font="]فهي لا تتناول الكلام والمنطق وعلوم الفلاسفة وكتب غلات الصوفية وكتب القصص (لأنه لا يتعاطى ذلك إلا الذين لا يدرون أنهم لا يدرون) [من كلام له في المرسوم المتعلق بالتعليم] ولا تتناول علم الأصول لأنه (أمر قد فرغ منه ودواوين الفقهاء قد دونت ولم يبق اجتهاد والطلبة الموجودون في هذا الوقت كل من أراد منهم أن يتعاطى علم الأصول فإني أقول فيه أراد أن يتزبب قبل أن يتحصرم) [من كلام له في المرسوم المتعلق بالتعليم].[/font][font="][/font]
[font="]ولا تتناول الفقه على طريقة المتأخرين أصحاب الحواشي والمختصرات التي يعتبر العكوف عليها بدلا عن كتب الأقدمين (كمن هرق الماء واتبع السراب)[من كلام له في مرسوم له يتعلق بالافتاء] وتآليفه التي هي ثمرة هذه المجالس ونتيجة هذه المجامع مما يدلنا على هذا التحديد.[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]تآليفه:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]فأول تآليفه الفتوحات الصغرى الذي بعثه على تآليفه الحديث الوارد عن الرسول (ص) فيمن حفظ على أمته أربعين حديثا، معتمدا في ذلك مسند الإمام أبي حنيفة والبخاري ومسلم ومسند الإمام مالك.[/font][font="][/font]
[font="]ولما ورد عليه مسند الشافعي وأحمد واعتكف عليهما، ألف الفتوحات الكبرى أو الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية، جمع فيه ما اتفق عليه الأئمة الستة أبو حنيفة والشافعي وأحمد ومالك والبخاري ومسلم، ثم ما اتفق عليه خمسة ثم ما اتفق عليه أربعة ثم ما اتفق عليه ثلاثة ثم ما اتفق عليه اثنان ثم ما انفرد به كل واحد من الأربعة ثم ثنائيات البخاري 1516 وفرغ من تأليفه سنة 1198.[/font][font="][/font]
[font="]ثم بدا له أن يجمع أربعمائة حديث خاصة بالأئمة الأربعة مائة لكل إمام فجمع ذلك وسماه الجامع الصحيح الأسانيد.[/font][font="][/font]
[font="]ومن بعد ظهر له أن يجمع هذه المصنفات الثلاث الفتوحات الصغرى، والفتوحات الكبرى والجامع الصحيح الأسانيد ويرتبها على أبواب الفقه ويضيف إليها من أحاديث الأحكام ما يكمل به الغرض والمرام ففعل وسمي تأليفه هذا الجامع الصحيح الأسانيد المستخرج من ستة مسانيد.[/font][font="][/font]
[font="]ومن تآليفه شرح على مختصر خليل اختصره من الخطاب ووجهه إلى علماء مصر ليطلعوا عليه، وكتاب مبسوط في الفقه أعانه عليه علماء مجلسه، وكتاب مبسوط في الفقه أعانه عليه علماء مجلسه، ومواهب المنان بما يتأكد للصبيان.[/font][font="][/font]
[font="]هذه هي سلسلة تآليفه وهي على العموم لا تخرج عن نزعته التقليدية ولا تتعدى دائرة النقل والرواية والجمع والترتيب والإختصار ولكن مع هذا يجب أن نعترف أنه رغم هذه النزعة التقليدية والثقافة النقلية ورغم رأيه في الاجتهاد، قد نزع إلى نوع من الاستقلال الفكري مهم وطرق بابا من الاجتهاد في المذاهب يعد بالنسبة لعصره شيء خطير.[/font][font="][/font]
[font="]يدلنا على ذلك ما نراه له من الاختيارات المذهبية وماله من الآراء التي شذ فيها عما لعلماء الفقه، رعاية منه للاصلاح وتلافي الشر وحسم الخصومات؛ من ذلك، منعه للمرأة من توكيل زوجها لأخذ حقوقها إلا إذا كان ابن عمها وأحبت برضاها أن توكله، وهو وإن كان ربما يأتيها من القريب المسموح لها بتوكيله من الضرر ما هو أعظم خطرا مما يأتيها من زوجها البعيد عنها، ولكن هناك مصلحة تأخذ حظا كبيرا من اهتمام المولى محمد ربما تبقى محفوظة عند عدم التوكيل وهي أسمى من المادة تلك هي سعادة الزوجين وهناء البيت، فكثيرا ما كانت المادة وعوارضها بين الزوجين هي مصدر شقاء العائلة وسبب تصدع بنيان الأسرة.[/font][font="][/font]
[font="]وأمره بنفي المفلس وهو بالنسبة لمن كان إفلاسه حقيقيا ناشئا عن أسباب معقولة لا بد له فيها أن يكون حكما قاسيا، ولكن بالنسبة للمدلسين الذين تنحط ضمائرهم فيعتبرون ذلك من وسائل الحصول على الثروة والاستيلاء على أموال الناس يعتبر حكما جديرا بالتقدير وخصوصا عندما تنحط أخلاق الأمة ويضعف الوازع الديني في نفوس رجالها ومن جهة أخرى كما يعلل ذلك المنشور نفسه ربما قساوة هذا الحكم لا يتحملها من لم يستطع القضاء كشف حقيقة أمره فيظهر ما عنده ويتوصل كل ذي حق بحقه.[/font][font="][/font]
[font="]وكذلك أمره بتقويم الرهن الذي يغاب عليه بمحضر أولى المعرفة وإمام القاضي وتسجيل ذلك بالعدول حتى لا يحدث نزاع بين المتراهنين بعد الفوات، فهو مما تظهر فائدته ومما يقطع الادعاءات الباطلة بعد حصول التلف، وقد تناول الفقهاء مشكلة التقويم هذه ولكن بعد حدوث التلف ووجود النزاع.[/font][font="][/font]
[font="]وكتابه الجامع الصحيح المرتب على أبواب الفقه وأمره في برنامجه العلمي بالرجوع لمثل المدونة والبيان والتحصيل ومقدمات ابن رشد كل ذلك مما يعتبر بحق خطوة في سبيل الاستقلال الفكري ورغبة منه في رفع مستوى التقليد، ولو وقفنا على تأليفه المبسوط في الفقه أو على ما كان يروج في مجالس مذاكراته بالتفصيل لربما ظهرت لنا شخصيته بصورة أوضح ولاستطعنا أن نعرف مدى نزعته التقليدية والاستقلالية، وإلى أي حد كان تأثير هذه المجالس في نفسه وتأثيره فيها.[/font][font="][/font]
[font="]عقيدته:[/font][font="][/font]
[font="]افتتح كتابه الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية الذي ألفه سنة 1198 بقوله (قال محمد بن عبد الله المالكي مذهبا الحنبلي اعتقادا) ولعل المولى محمد قد أدرك ما في هذا الافتتاح من الغرابة وما لهذا التصريح بمذهبه الاعتقادي من الأثر فحاول في آخر كتابه أن يعلل ذلك فعقد فصلين حسبما نقل لنا في إتحاف أعلام الناس، علل في الفصل الأول سر عدوله عن مذهب الأشعرية وهو المذهب الحنابلة السلفيين بما ورد عن علماء السلف من الحض على الابتعاد عن علم الكلام، وما كانوا يرونه من أن الخوض فيه من البدع المحدثة في الدين، وبأن طريق الحنابلة في الاعتقاد سهلة المرام منزهة عن التخيلات والأوهام موافقة لاعتقاد الأئمة كما سبق مع السلف الصالح من الأنام. [/font][font="][/font]
[font="]وإذا أضفنا إلى هذين السببين عدم اشتغاله بعلم المنطق والفلسفة وصلتهما بمذهب الأشعرية مما هو معروف، وثقافته الحديثية يظهر لنا مقدار استعداده لمذهب الحنابلة، أما في الفصل الثاني الذي أراد أن يشرح لنا فيه سر تمذهبه المالكي وهو مما لا يبعث على الاستغراب، فأهم ما أفادنا فيه أنه مالكي ولكن لا على ما يراه متصعبوا المذاهب من المقلدين من أفضلية مذهب على آخر، بل اعتقاده في الأئمة الأربعة «أنهم على هدى وكلهم على التساوي لا يرجح أحدهم على الآخر وكل من تمسك بمذهب من مذاهبهم فقد تمسك بالعروة الوثقى فكلهم والحمد لله آخذون بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم».[/font][font="][/font]
[FONT="]وبعد ففي سنة 1171 كانت بيعة المولى محمد بن عبد الله وبعد بيعته كان تغيير وجهته الثقافية من الاتجاه الأدبي الصرف إلى الاتجاه الديني، وكان إقباله المتزايد على الحديث وجلب مصادره الصحيحة ودراسته الدراسة المستفيضة؛ وفي سنة 1198 ألف تآليفه الفتوحات الإلهية الذي أعلن فيه مذهبه السلفي، فهل هناك صلة بين نشأة السلفية بالمغرب وظهور بعض آثارها في شخص السلطان المولى محمد والدور الأول النشيط للدعوة السلفية بالمشرق الذي يبتديء بتكوين حكومة الدرعية وعلى رأسها الأمير محمد بن سعود سنة 1159 تقريبا وينتهي باحتلال المصريين لها سنة 1232، هذا ما ليس لدينا لالآن ما يوضحه.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الهاشمي الفيلالي [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]أبو اسحق البطروجي[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أبو إسحق نور الدين البطروجي الإشبيلي المعروف في الغرب باسم [/FONT][FONT="]Alpetragius[/FONT][FONT="] فلكي وفيلسوف عربي عاش في العصر الذهبي للإسلام، ولد بالمغرب، استقر في إشبيلية في الأندلس كان من تابعي ابن طفيل وكان من معاصري ابن رشد. تم تسمية فوهة ألبتراجيوس البركانية على سطح القمر على اسمه.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][عدل]أهم أعماله[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]من أهم مؤلفاته كتاب الحياة، تم ترجمته من اللغة العربية إلى اللغة العبرية ومن ثم إلى اللغة اللاتينية حيث تم طباعة هذه النسخة في فيينا في سنة 1531.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]قام بتطوير نظرية عن حركة الكواكب. وللبطروجي فضل في إنشاء نظرية فلكية طورها في مؤلفه «كتاب الهيئة»، أحيا بها نظرية أودكسْ [/FONT][FONT="]Eudoxus[/FONT][FONT="] في الأفلاك المشتركة المركز، ولكن في صورة معدّلة على نحو بعيد. ويعتقد الكثير من الباحثين أنه كان لتصورات البطروجي هذه الفضل في زعزعة تعاليم بطلميوس، مسهماً في ذلك في وضعها موضع الشك، فمهد الطريق بذلك أمام كوبرنيكوس وقد كان معاصروه يعدون آراءه تجديداً إيجابياً مهماً، بل إنهم كانوا، آنذاك، يتحدثون عن علم الفلكالجديد. البطروجي هو أول من أشار لحركة الكواكب السيارة بأنها إهليجية وليس كما وصفها بطليموس في كتابه المجسطي.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ترجم كتاب «الهيئة» للبطروجي إلى اللاتينية ميخائيل سكوت (بالإنجليزية: [/FONT][FONT="]Michael Scouts[/FONT][FONT="])، وهو فلكي في بلاط القيصر فردريك الثاني امبراطور ألمانية وملك صقلية (1194 - 1250)، وذلك نحو عام 1217 للميلاد، كما ترجمه إلى العبرية موسى بن طبّون نحو عام 1529م، وترجم هذه الترجمة العبرية إلى اللاتينية قالونيموس بن دافيد، وطبعت هذه الترجمة الأخيرة في مدينة البندقية عام 1531م.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="][عدل]وفاته[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]توفي البطروجي سنة 600 هـ/ 1204م.[/FONT]
[font="]السيد محمد بن الصدّيق الحسني [/font][font="][/font]
[font="]ترجمة والدي رضي الله عنه: مقتطف من كتاب "تعريف المؤتسي بأحوال نفسي"[/font][font="][/font]
[font="]لنجله العلاّمة السيد عبد العزيز بن الصدّيق[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]هو محمد بن الصديق بن أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد مرتين بن عبدالمؤمن بن محمد بن عبدالمؤمن بن علي بن الحسن بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن عيسى بن سعيد بن مسعود بن الفضيل بن علي بن عمر بن العربي بن علال بن موسى بن أحمد بن داود بن إدريس بن إدريس بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت مولانا وسيدنا وسندنا ووسيلتنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .[/font][font="][/font]
[font="]هذا هو النسب المعروف الشائع بين عائلتنا والموجود بأيديهم في بعض التقاييد القديمة . [/font][font="][/font]
[font="]ولادته رضي الله عنه: ولد ليلة الجمعة خامس رجب سنة خمس وتسعين ومائتين وألف بتجكان من قبيلة بني منصور الغمارية، وحفظ القرآن وهو صغير برواية ورش، ثم شرع في حفظه بالروايات السبع فقرأ ختمة برواية المكي على شقيقه سيدي أحمد رحمه الله .[/font][font="][/font]
[font="]طلبه للعلم : وبعد فراغه من حفظ القرآن، شرع في طلب العلم ببلده على أخيه العلامة البارع صاحب الأخلاق الحسنة سيدي محمد القاضي، وعلى ابن عمه العلامة المحقق زين العابدين بن محمد المؤذن فأخذ عنهما بعض المبادىء .[/font][font="][/font]
[font="]رحلته للطلب : وبعد هذا رحل به والده إلى فاس سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وأنزله بمدرسة الشراطين. ولم يذهب به إلى زاوية أصحاب أبيه لينقطع للعلم ولايشغله الفقراء (المريدون) عن طلبه...إلخ [/font][font="][/font]
[font="]سلوكه لطريق القوم : وفي هذه الأثناء حصل له مرض ألزمه الفراش، فبينما هو ذات يوم في بيته من المدرسة إذ دخل عليه الشيخ الإمام العارف القدوة، بقية السلف الصالح، القطب الرباني سيدي محمد بن إبراهيم رضي الله عنه ونفعني به فقال له: أنا بفاس وأنت وحدك بالمدرسة هذا لايمكن ، قم معي فأخذه إلى الزاوية وبرَ به وأكرمه غاية... ثم صار يكتب له المتون في لوح ويقول له: إن حفظته أعطيتك ربع ريال، فكان كلما حفظ لوحاً أعطاه إياه تحريضاً له على حفظ المتون. ثم لقنه الورد وجرده لسلوك الطريق مع طلب العلم، فكان يرتضع لبان الثديين في آن واحد. وقرأ معه أيضا الحكم لابن عطاء الله، والعهود المحمدية والمنن الكبرى للشعراني، ورسائل جده سيدي الحاج أحمد بن عبد المؤمن ، والتنوير لابن عطاء الله . [/font][font="][/font]
[font="]وأمره بالحضور على علماء القرويين وعيَن له من يقرأ عليهم لصلاحهم وبركة علمهم ...إلخ [/font][font="][/font]
[font="]ثم لما كانت الزاوية بعيدة عن القرويين صار يصوم أيام القراءة حتى لا يرجع وسط النهار إلى الزاوية لتناول الطعام .. [/font][font="][/font]
[font="]وفي ربيع الثاني من سنة خمس عشرة رجع إلى وطنه ثم عاد إلى فاس فلزم شيخه بالزاوية إلى سنة ثمان عشرة . [/font][font="][/font]
[font="]نبذة فيما أكرمه الله تعالى من الفضائل والمزايا : [/font][font="][/font]
[font="]فمن ذلك جمال الصورة الحسية والمعنوية وكمال الذات الجسمية والروحية. [/font][font="][/font]
[font="]أما جمال الصورة المعنوية وهو ما أكرمه به من الأخلاق المحمدية فقد مر بعضها . [/font][font="][/font]
[font="]وأما جمال الصورة الحسية فقد أكرمه الله تعالى بكمال الذات، واعتدال القامة مع ميل إلى الطول شيئا قليلا،وتوسط الجسم فلا هو سمين كثير اللحم ولا هو رقيق، بين العروق والعظم . مستدير الوجه إلى الأسالة، كبير العينين أسودهما، طويل الأشفا، واسع الفم، مفلج الثنايا، فصيح اللسان، أبيض اللون مشربا بالحمرة، كث اللحية أسودها إلا أنه شاب في مقتبل كهولته، فكان يديم الخضاب بالحناء فصارت حمراء مزهرة زادته نورا وبهجة. في أعلى جبهته دينار مخالف للجسم من أثر السجود. جميل الأطراف، سليم الأعضاء، واسع الصدر، بعيد ما بين المنكبين، إذا مشى أسرع في مشيته ومشى قصدا لا يلتفت يمينا ولا شمالا، إذا ماشاه أحد يتعب في المشي من حيث يكون هو مستريحا لأنها مشيته العادية .[/font][font="][/font]
[font="]ومن ذلك: النور والبهاء والهيبة التي لم نرها على أحد من أهل عصره لا بالمشرق ولا بالمغرب، حتى كان لا يستطيع أحد أن يكلمه وهو ينظر إليه من هيبته. وكان أعداؤه يقابلونه في الطريق فما يشعرون بأنفسهم إلا وقد انحنوا لتقبيل يده.[/font][font="][/font]
[font="]ولما كان بالقاهرة والإسكندرية كان لا يمر بشارع من شوارعها إلا قال الناس عند رؤيته: ما شاء الله اللهم صل على سيدنا محمد. استعظاما لبهائه وجلالته . [/font][font="][/font]
[font="]ومن ذلك: الحرية وعدم الخوف من المخلوق، فكان يصدع بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم، وينفذ رأيه وما يريده معارضا بذلك الحكام وأعاظم الدول، كأنه أكبر ملوك الأرض وأكثرهم جنودا وأمنعهم قوة. وما ذلك إلا اعتمادا على الله تعالى وتعززاً بجنابه، واحتماء بنصرته وولايته. [/font][font="][/font]
[font="]ومن ذلك: حفظه من الذنوب من صغره، وكونه شب ونشأ في طاعة الله تعالى لم تحصل له صبوة في شبابه ولم تجر منه مخالفة في صباه إلى بلوغه كحاله كما كان يذكر ذلك عن نفسه تحدثا بنعمة الله تعالى عليه، وكما كان يذكره أقاربه من أقرانه ومن كان أكبر سنا منه ممن نشؤوا معه من صغره . [/font][font="][/font]
[font="]ومن ذلك ما اختار الله له لمحبته في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وموافقة سنته في كل شيء وسعيه أن يحصل له كل ما حصل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، أقول من ذلك ما اختار الله له من موافقته في كثير من أموره بغير قصد منه واختيار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد موته ، ففي حياته تزوج قبل وفاته بشهر ونصف أو نحوه بزوجة لم يدخل بها لأنها زفت إليه في رمضان، وكان الضعف ومرض القلب الذي مات منه قد اعتراه مع الصيام إلى أن مات في سادس شوال. وكذلك تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيلة بنت قيس الكندية قبل وفاته بشهرين وقيل في مرض موته وقيل في ربيع الأول، ولم يدخل بها لتأخر قدومها عليه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وآله وسلم .[/font][font="][/font]
[font="]ولما حج الشيخ رضي الله عنه كانت وقفته بالجمعة كما كانت وقفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أن الشيخ خرج للحج قبل ظهور ذلك لأن خروجه من وطنه كان في شعبان كما سبق [/font][font="][/font]
[font="]وتوفي الشيخ رضي الله عنه وعليه ديون كما توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليه دين كذلك . [/font][font="][/font]
[font="]ولم يتزوج على زوجته الأولى إلى أن توفيت ثم أخذ بعدها زوجات متعددات، وكذلك فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتزوج خديجة رضي الله عنها إلى أن ماتت فأخذ زوجات متعددات . [/font][font="][/font]
[font="]وكانت زوجته الأولى فاضلة عاقلة صالحة ذات مناقب وكرامات كما كانت خديجة رضي الله عنها ذات مناقب جمة وفضائل عديدة . [/font][font="][/font]
[font="]قلت: وكان معه من ينافقه في صحبته ومعاشرته ويخادعه في الاعتقاد، ويعامله في الظاهر بخلاف ما في باطنه من عداوته وبغضه كما كان حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع المنافقين. ولا يحصى كم لزم باب الشيخ ممن يدعي الصحبة والمحبة والخدمة وهو جاسوس للكفار يبلغ أخباره إليهم، ويأكل الخبز من وراء ذلك. وكان الشيخ يطلع على أحوالهم في ذلك ويعرفهم غاية المعرفة ولا يظهر لهم شيئا؛ بل ولا يحب أحدا ممن عرفهم أن يشير لهم إلى شيء . [/font][font="][/font]
[font="]وأما بعد موته وانتقاله إلى الآخرة فإن الله سلك به أيضا مسلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، في محاربة بعض أصحابه كمعاوية ومن تبعه لأولاده وأهل بيته عليهم السلام؛ فقد تجرد أيضا لمحاربة أنجال الشيخ وإذايتهم ورفع لواء العداوة لهم من كان يزعم صحبته ومحبته وخدمته في حياته كما كان يزعم معاوية الصحبة وكتابة الوحي .[/font][font="][/font]
[font="]ومن ذلك: كون نعمه مكفورة غير مشكورة ولا مذكورة ادخارا لثوابها عند الله تعالى دلالة على كمال إيمانه وكونه من أهل ولاية الله تعالى ورحمته. فإن أكثر من ناله فضل الشيخ وإحسانه لم يشكر ذلك ولا كان يعترف به لاسيما وقد أسكنه الله بالمدينة التي هي معدن هذا المعنى وأساسه؛ وقد روى الحاكم في المستدرك بسند صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((المؤمن مكفر)) يعني يصنع المعروف فلا يشكر. [/font][font="][/font]
[font="]قلت وفي حديث آخر عند ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق : ((رحمة الله على المكفرين)) .[/font][font="][/font]
[font="]إلى غير هذا من المزايا والفضائل التي تفوق الحصر...إلخ.[/font][font="][/font]
[font="]وفاته : كان رضي الله عنه مريضا بضعف القلب والخفقان مصحوبا معه من مدة طويلة، إلا أنه لم يكن ظاهرا فيه إلا في بعض الأحيان. ثم في أواخر شهر رمضان قوي فيه إلا أنه لم يلزمه الفراش فكان يخرج لمحل مقابلة الزوار والضيوف . ولما كان يوم عيد شوال قابل كثيرا من الناس على عادته... [/font][font="][/font]
[font="]وعند قرب الانتقال اشتد به الحال فجمع أهله ومن كان حاضرا من أولاده وأوصاهم فحثهم على التقوى والتمسك بالدين والعمل بالسنة واجتناب البدعة وملازمة ذكر الله تعالى. ولما كان يوم الأربعاء سادس شوال اشتد عليه الحال أكثر مما كان وظهرت عليه علامة الانتقال، فأرسل إلى بعض الفقراء(المريدين) فحضروا إليه فأمرهم بذكر الله تعالى أيضا إلى قرب المغرب، فأمر بخروجهم. فدخل عليه أهله وأنجاله ولم تمض إلا هنيهة حتى فاضت روحه وانتقلت إلى الرفيق الأعلى. وذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف. وكانت له جنازة لم تر طنجة مثلها منذ خلقها الله تعالى، وحضر الناس من سائر مدن المغرب، وذهب بجنازته إلى الجامع الكبير للصلاة عليه بها لكثرة الناس وازدحام الخلق. ورؤي اليهود يبكون من مهابة ذلك المحفل وما جعل فيه من النور والبهاء. وتبرك الناس بنعشه ووزعت سجادة كانت تحته خيوطا للتبرك..[/font][font="][/font]
[font="]ثم رد إلى الزاوية ودفن ليلة الجمعة وبنيت على قبره قبة وقبره يزار ويتبرك به رضي الله عنه وعنى به وأكرمنا بمجاورته في دار كرامته إنه سميع مجيب. والحمدلله رب العالمين .[/font]
[font="]بلافريج.. مهندس الخارجية الذي أصبح ممثلا شخصيا للملك[/font][font="][/font]
[font="]أسعفته تجربته النضالية وخانته رئاسة الوزراء في إدراك حتمية انشقاق الحزب[/font][font="][/font]
[font="]نعمان الهاشمي[/font][font="][/font]
[font="]تداول على المشاركة في الحكومات المغربية العديد من الوزراء، لكل منهم قصته الخاصة في كيفية الوصول إلى مقعده في الوزارة، من خلال مساهمة كل واحد في النشاط السياسي للبلد[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]سواء من داخل أحزاب الحركة الوطنية وامتداداتها في الساحة السياسية، أومن خلال الانتماء إلى عائلات مخزنية تاريخيا، أو عبر بوابة التكنوقراط الذين حفل بهم المشهد السياسي المغربي على طول تاريخه، في هذه الحلقات نحاول تتبع خيوط التاريخ السياسي للمغرب من خلال تاريخ بعض وزرائه الذين بصموا الحياة السياسية للبلد.[/font][font="][/font]
[font="]لعل أقصر فترة قضاها مسؤول على رأس الحكومة، هي تلك التي ارتبطت بمسار رجل حزب الاستقلال القوي أحمد بلافريج، الذي ينسب إليه أنه أول من وضع اللبنات الأساسية للخارجية المغربية التي تولى مسؤوليتها في الحكومة الثانية لمبارك البكاي.[/font][font="][/font]
[font="]وروى عبد اللطيف الفيلالي أنه حين عمل إلى جانبه في وزارة الخارجية في عام 1956، انتدبه في أول مهمة رسمية ليكون ممثل المغرب في اللجنة المشتركة التي شكلت للبحث في ملف اختطاف زعماء الثورة الجزائرية، وضمت الفيلالي والسفير الفرنسي روني ماسيكلي، الذي كان يشغل منصب الكاتب العام لوزارة الخارجية الفرنسية، إضافة إلى شخصيات أخرى.[/font][font="][/font]
[font="]يحتفظ رئيس الوزراء أحمد بلافريج خلال فترة رئاسته الحكومة بحقيبة الخارجية، ما يحيل إلى المرحلة التي شغل فيها الدكتور عبد اللطيف الفيلالي المنصبين معا، بعد فشل مشاورات تشكيل حكومة التناوب في عام 1995، أي أن ذلك حدث بعد مرور حوالي أربعة عقود، في إشارة إلى ارتباط الخارجية بمركز القرار الحكومي، ولو أنها ظلت دائما تابعة لنفوذ القصر ومجالات ما يعرف بوزارات السيادة.[/font][font="][/font]
[font="]غير أن ما لم يستطعه الحاج أحمد بلافريج في نهاية خمسينيات القرن الماضي، سيبدو سلسا وقابلا للتحقيق على عهد الوزير الأول الاستقلالي عباس الفاسي. وبعد أن انتقلت رئاسة الوزراء من بلافريج إلى عبد الله ابراهيم في تلك المرحلة، ستشاء ظروف أن ينتقل منصب الوزير الأول من عبد الرحمن اليوسفي إلى عباس الفاسي، وكأن التاريخ أراد أن يعيد تكرار التجربة، ولو من منطلقات مغايرة، لكن الأصل واحد، مع اختلاف الأسماء والوجوه.[/font][font="][/font]
[font="]وربما لهذا السبب، ستبقى السنوات الأولى لاستقلال المغرب مؤثرة بنفوذها في ما يليها من عقود برسم ارتفاع وانخفاض درجات الصراع والمواجهات، سواء كان ذلك بين أبناء العائلة الحزبية الواحدة، الذين فرقت بينهم الطريق، أو على مستوى إغراءات السلطة التي شكلت دائما عناوين بارزة في تحريك ذلك الصراع. ولعل رجالات الحركة الوطنية، الذين كان أحمد بلافريج من بين زعمائها التاريخيين، لم يدركوا إلا بعد فوات الأوان أن تجربة المغرب ستكون مختلفة عن كثير من مسارات حركات التحرير التي واجهت خيارات صعبة، حين قدر لها أن تتحول من الثورة إلى بناء الدولة.[/font][font="][/font]
[font="]من المفارقات أن أحمد بلافريج شغل المنصبين في أول حكومة يتولى رئاستها قيادي في حزب الاستقلال قبل حدوث انشقاق 1959، وسيمثل حزب الاستقلال في المشاورات التي التأمت بعد مرور أربعة عقود تقريبا وزير آخر في الخارجية، لم يكن غير الأمين العام السابق لحزب الاستقلال محمد بوستة، قبل أن تقود تطورات الأحداث في عام 2007 لأن يتولى منصب وزير أول قيادي استقلالي من الجيل الثاني في شخص المحامي عباس الفاسي.[/font][font="][/font]
[font="]إلى ما قبل هذا الوقت، ظل أحمد بلافريج وحده الأمين العام لحزب الاستقلال الذي رأس الحكومة، فيما أسندت نيابة رئيس الوزراء إلى عبد الرحيم بوعبيد الذي أشرف كذلك على قطاع الاقتصاد الوطني والمالية. وقد مهد الاستقلاليون لهذا التطور السياسي منذ مشاركتهم في حكومتي مبارك البكاي، لدى انعقاد المجلس الوطني الذي أعلن عن غياب الانسجام الحكومي واتهم الوزراء الذين يمثلون حزب الشورى والاستقلال بعرقلة العمل الحكومي، فيما رد أولئك بأن الحزب يسعى إلى فرض الهيمنة المطلقة على الجهاز التنفيذي.[/font][font="][/font]
[font="]غير أن الصراع السياسي لم يقف عند هذا الحد. فعلى عهد حكومة أحمد بلافريج، اندلعت مواجهات عدة تداخلت فيها عوامل تطال الخلافات السياسية، وأخرى تمس علاقة الحزب بالمقاومة، وكذا المركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل، فيما احتدمت مواجهات عنيفة بين أنصار الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال، اعتبرت الأخطر من نوعها التي واجهتها البلاد والوحدة الوطنية، بل إن مظاهر الانفلات الأمني سادت في أرجاء عدة من البلاد من خلال أشكال من التمرد في شمال البلاد ووسط غربها وفي مناطق أخرى. واعتبر حزب الاستقلال أن العملية مدبرة وموجهة ضده، قبل أن يكتشف أن الصراع الأخطر كان يدور بداخله، وليس فقط في مواجهة الخصوم المفترضين.[/font][font="][/font]
[font="]الظاهر أن التناقضات التي استطاعت حكومتا مبارك البكاي استيعابها إلى حد ما على امتداد أكثر من عامين، آن لها أن تنفجر دفعة واحدة حين بسط حزب الاستقلال سيطرته على الجهاز التنفيذي على عهد حكومة أحمد بلافريج التي لم تعمر طويلا.[/font][font="][/font]
[font="]كان حضور حزب الاستقلال في حكومة أحمد بلافريج أكبر من التجربتين السابقتين مع حكومة مبارك البكاي، من جهة، لأنها المرة الأولى التي يتولى فيها قيادي بارز في الحزب كان عين أمينا عاما له. واستمر في أداء دور لافت، خصوصا بعد نفي الزعيم التاريخي علال الفاسي إلى الغابون منصبا بهذا المستوى. ومن جهة ثانية لأن الوزراء الذين كانوا محسوبين على حزب الشورى والاستقلال، والأحرار المستقلين في حكومتي البكاي الأولى والثانية غابوا عن حكومته، في مقابل استمرار ظاهرة الوزراء اللامنتمين التي برزت منذ ذلك الوقت ضمن ما يعرف بالتقنوقراطيين.[/font][font="][/font]
[font="]سينضاف إلى حكومته وكلاء الوزارات، أمثال محمد بوستة في الخارجية وعبد الله الشفشاوني في قطاع المالية وأحمد بن كيران في التجارة والصناعة وعبد الحفيظ القادري في الفلاحة وآخرين. ويعتقد أنها كانت المرة الأولى التي يتم فيها إحداث منصب وكيل وزارة الذي سيتحول لاحقا إلى منصب الكاتب العام وكاتب الدولة. ما يعني أن الحاجة كانت ماسة إلى أطر إدارية لتصريف أعمال الوزارات التي هيمن عليها الهاجس السياسي والأمني، بالنظر إلى اتساع رقعة الاضطرابات التي انفجرت دفعة واحدة.[/font][font="][/font]
[font="]لا يمكن رصد تجربة أحمد بلافريج كرئيس وزراء، ولو لفترة قصيرة، بمعزل عن الضغوط والإكراهات التي هيمنت على المرحلة، سواء كان ذلك على صعيد انقطاع حبل المودة الهش بين الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال، أو على مستوى بداية التصدع داخل الحزب العتيد، الذي برزت معالمه من خلال تأسيس اللجنة السياسية التي تولت إدارة الحوار مع فصائل المقاومة، قبل أن يعلن الفقيه محمد البصري عن إحقاق مساعيها في صيف 1957، أو على واجهات أخرى تطال العلاقة بين الحزب وتنظيمات أخرى مثل الأحرار المستقلين، ناهيك عن الإرهاصات الأولى لتأسيس الحركة الشعبية ذات المرجعية الأمازيغية والقروية.[/font][font="][/font]
[font="]ويذهب معاصرون لتلك الحقبة إلى القول بأن الحكومة التي سبقت مرحلة رئاسة أحمد بلافريج كانت وراء حظر قيام حزب الحركة الشعبية بزعامة كل من المحجوبي أحرضان والدكتور عبد الكريم الخطيب، ولم يحظ بالاعتراف الرسمي إلا في عام 1959، ما دفع إلى قيام تحالف لإسقاط حكومة البكاي، أو في أقل تقدير إرغامها على تقديم الاستقالة.[/font][font="][/font]
[font="]ستكرر التجربة بطريقة أخرى، وهذه المرة من داخل حكومة أحمد بلافريج، وستأتي الضربة الأعنف ضد حكومة أحمد بلافريج، من نائبه في رئاسة الوزراء وزير الاقتصاد والمالية عبد الرحيم بوعبيد الذي انتقد عجز الحكومة ووصفها بأنها «مشلولة»، مشيرا إلى وجود أياد خفية تحول دون تنفيذ الالتزامات الحكومية. وفي واقع الأمر، فإن تلك الاستقالة التي عجلت برحيل حكومة بلافريج كانت إيذانا بقطع حبال الود بين الأجنحة المتصارعة داخل حزب الاستقلال، أي التيار التقليدي بزعامة علال الفاسي والجناح الراديكالي الذي يتزعمه المهدي بن بركة.[/font][font="][/font]
[font="]لم يمض على استقالة بوعبيد في نونبر 1958 غير بضعة أسابيع، حتى تم تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ورد علال الفاسي شخصيا على تلك التطورات بطرد الفقيه محمد البصري من حزب الاستقلال، بعد أن كان الصراع بلغ ذروته وانفجر عبر تصنيف إيديولوجي يمتد مفعوله لفترة طويلة، قبل أن يعاود الإخوة الأعداء تشكيل الكتلة الوطنية في مواجهة نظام الملك الحسن الثاني في نهاية سبعينيات القرن الماضي. حين وصف الراحل علال الفاسي التحالف الجديد أنه بمثابة زواج كاتوليكي.[/font][font="][/font]
[font="]لكن استقالة حكومة رئيس الوزراء بلافريج لم تتم في ديسمبر 1958، وإنما سبقتها ببضعة أسابيع. إذ طلب إلى الملك الراحل محمد الخامس إعفاءه من مهامه الحكومية في نفس اليوم الذي استقال فيه عبد الرحيم بوعبيد. وكأنه أدرك أن أجل نهاية حكومته قد حل، ما يعني أن تجربة الرجل الغنية في إدارة مفاوضات وتحركات ما قبل استقلال البلاد لم تسعفه في أن يترجمها إلى إنجازات من نوع آخر بعد أن تسلم مقاليد الأمور. فالرجل الذي جرب حياة المنفى إبان فترة الكفاح من أجل الاستقلال حين نفي إلى جزيرة كورسيكا. وتنقل بين العواصم الدولية للتبشير بالقضية المغربية، من برلين إلى نيويورك، ومن مدريد إلى باريس، كان يعرف الطريق إلى إقناع المجتمع الدولي بعدالة القضية المغربية، غير أن الرياح العاتية لم تسعفه في تلمس معالم الطريق الأقرب في فترة بناء الاستقلال.[/font][font="][/font]
[font="]كان نموذجا لرجل السياسة الذي يرتدي البذلة العصرية من دون أن يفرط في الجلباب التقليدي، ولم يكن منافسا لأحد قدر منافسته لنفسه وطموحاته، غير أن التجربة ستدفعه إلى الاعتكاف يوم عجز عن إقناع ابنه أنيس بأن ينهج الطريق التي سلكه والده. ولعله الوحيد من الزعامات السياسية الذي حظي بمنصب الممثل الشخصي للملك، إذ يظل يشغل هذا المنصب الاعتباري فترة لا تقل عن عشر سنوات، توارى بعدها إلى الظل وانصرف إلى تحدي معاناة طويلة مع المرض الذي نخر جسمه ولم يغيب عقله، وبقي من ذكراه قاعة فسيحة في وزارة الخارجية تحمل اسم قاعة احمد بلافريج.[/font]
[font="]ترجمة الإمام أيوب السارية 561 هـ أحد كبار الصالحين ببلاد المغرب وأيمة الورع والعلم وهو من أشياخ الشيخ أبي يعزى[/font][font="][/font]
[font="]ومزاره مشهور في أزمور من بلاد دكالة وهو المعروف الآن بمولاي بوشعيب في أزمور من بلاد دكالة[/font][font="][/font]
[font="]اللهم يامجيب الدعاء انفعنا ببركته [/font][font="][/font]
[font="]إنه الورع وإجابة الدعوة وأخلاق السلف[/font][font="][/font]
[font="]قال أحد الصالحين[/font][font="][/font]
[font="]أخي ركاب الصالحين تقدمت ** ونحن قعود ما الذي أنت صانع[/font][font="][/font]
[font="]أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم ** رهين الأماني والغرام ينازع[/font][font="][/font]
[font="]تنبيه قوله في البيت الأول أخي بضم الهمزة وفتح الخاء وتشديد الياء وكسرها[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]ترجمة الإمام أبي شعيب بن سعيد الصنهاجي أيوب السارية نفعنا الله به[/font]
[font="]قال الإمام ابن الزيات المتوفى عام 632 هـ مانصه[/font][font="][/font]
[font="]أبوشعيب أيوب بن سعيد الصنهاجي من أهل بلد أزمور ومن أشياخ أبي يعزى ويقال إنه من الأبدال قدم مراكش بعد عام أحد وأربعين وخمسمائة ومات بأزمور يوم الثلاثاء العاشر من ربيع الثاني عام أحد وستين وخمسمائة[/font][font="][/font]
[font="]وكان في ابتداء أمره معلما للقرءان بقرية بليسكاون من بلد دكالة فكان يتوكأ على عصاه واقفا لايقعد إلى وقت انصراف الصبيان من المكتب ثم تصدق بجميع ما اكتسب في وقت التعليم خوفا أن لايكون وفى بما عليه من الحقوق[/font][font="][/font]
[font="]ورأى يوما بقرة له أهوت بفيها في فدان جاره فجرى إليها وأدخل يده في فيها فأخرج منه النبات وأمر أن ترد لداره ويجمع لها الحشيش ولاتترك تخرج إلى المرعى ثلاثة أيام وأن يتصدق بلبنها في تلك الأيام وزاره عبد الخالق بن ياسين من سبت بني دغوغ من بلد ايلان وهو بأزمور وحمل معه إليه حمل زبيب فقال له أبوشعيب من أين لك هذا الزبيب فقال له هو من جنتي فقال له بما ذا سقيته فقال من ماء ساقية مشتركة ءاخذ نوبتي منها في السقي فقال له رد زبيبك إلى دارك فإني لا ءاكل زبيبا يسقى بالماء المشترك فرجع عبد الخالق إلى داره وأنفق في ساقية انفرد بها مائة دينار فكان يسقي منها جنته[/font][font="][/font]
[font="]وحدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم عن أبي موسى عيسى بن عبد العزيز قال أراد والي أزمور قتل جماعة من أهل بلده فجاءه أبوشعيب شفيعا فيهم وكان أسمر اللون فلما رءاه الوالي انتهره فلما ولى عنه أبوشعيب أصابه وجع شديد فقيل له إن الرجل الذي رددته هو أبوشعيب وهو من الأولياء ويخشى عليك من رده فأمر أن يؤتى به فلما أتي به شفعه في أولئك الذين أمر بقتلهم فارتفع عنه الوجع وكان الوالي المذكور إذاعزم على قتل قوم ورءاه مقبلا إليه يصرفهم قبل وصول أبي شعيب إليه وقد أمر الوالي يوما بإحضار جماعة للقتل ففزع الناس إلى أبي شعيب فأخذ في البكاء فقال لهم والله ما ابتليتم بهذا إلا من أجلي ولو مت لاسترحتم مما نزل بكم [/font][font="][/font]
[font="]وحدثني أحمد بن عبد الله قال حدثني ابن صاحب الصلاة أن أهله أسروا بأيدي الروم من جزيرة الأندلس قال فقدمت مراكش لأنظر في فكهم من الأسر ثم نهضت إلى بلد أزمور فدخلت مسجد أبي شعيب فوجدته جالسا ورأسه تحته فصليت بإزائه فسمعت كصوت وقع المطر على الحصير الذي هو جالس عليه ثم رفع رأسه فإذا ذلك الصوت كان صوت دموعه كانت تقطر على الحصير من شدة بكائه فذكرت له أسر أهلي فدعا لهم بالسراح فوالله ماكمل العام حتى جمع الله بيني وبين جميع من أسر من أهلي بمراكش وأجاب الله دعوته فيهم[/font][font="][/font]
[font="]وحدثني إسماعيل بن عبد العزيز بن ياسين عن محرز بن عبد الخالق بن ياسين قال رأيت أباشعيب بمسجد أغمات يأتيه المؤذن إذا أقيمت الصلاة يصيح في أذنه قد حضرت الصلاة وكان ذلك المؤذن خاصا به لئلا يصلي الناس عنه وهو لايشعر بهم لغيبته في صلاته عن الإحساس بالناس وكان إذاوقف في صلاته يطيل القيام فلذلك سمي أيوب السارية[/font][font="][/font]
[font="]وأخبرنا عبد الرحمن بن يوسف بن أبي حفص قال قلت لأبي عبد الله محمد بن أبي شعيب أخبرني بما رأيت لأبيك من الكرامات فقال لي صلى صلاة عيد الأضحى بأغمات وجاءنا بأزمور إثر انصراف الناس من صلاة العيد وكنا على أن نذبح كبشا لأضحيته فقال لنا اذبحواهذا الكبش الآخر[/font][font="][/font]
[font="]وحدثني هارون بن عبد الحليم قال حدثني خالي يحي بن أبي ينور قال جاءني أبوشعيب في يوم عيد بقرية يليسكاون ليسلم على أبي وكان من أشياخه فاستأذنا له فأذن له الشيخ في الدخول فلما سلم عليه قلت له ألا تنزل عندنا لتصيب من أضحيتنا فاعتذر وفهمت منه أنه يبادر لذبح أضحيته بأزمور فتقدم ومشيت في أثره ثلاث خطوات فلم أدركه وغاب عني[/font][font="][/font]
[font="]وحدثني عمر بن يحي قال حدثني إبراهيم بن يعقوب قال جلسنا يوما مع أبي شعيب إلى أن قال لنا إن الله تعالى يعطي الدنيا كما يعطي الآخرة فمن كانت له حاجة من حوائج دنياه فليذكرها لنسأل الله تعالى في قضاء حاجته فقام رجل من الحاضرين معنا فقال له ادع الله أن يوسع علي الدنيا فإني كثير العيال فدعا له فلم نفترق من ذلك المجلس حتى وقف علينا سائل فقال أنا رجل فقير ناقه من مرض ولي عيال فانظروا في أمري فقال أبوشعيب أين الرجل الذي سأل أن يوسع الله عليه فقام إليه فقال له أبوشعيب قم مع هذا وادفع إليه الخمسة دنانير التي عندك فقام معه إلى الوادي فدفع له ثلاثة دنانير فقط وانصرف السائل فرحا ورجع الرجل إلى مجلسه وقعد معنا ثم وقف علينا تاجر من الأندلس فقال يا أباشعيب أنا من تجار مالقة وصلت بتجارة إلى هذا البلد فمرضت ولا أطيق السفر في البحر ولا المسير في البر وعندي خمسمائة دينار فدلني على رجل ثقة أقارضه بها قدر ما أستقل من مرضي فقال أبوشعيب أين ذلك الرجل الذي سأل أن يوسع الله عليه فقام إليه فقال له ادفع ذلك المال إلى هذا الرجل فلما قبضه قال له أبوشعيب اذهب الآن إلى المرسى فوجد قمحا فاشتراه وحمله في المركب وتوجه به إلى مالقة فباعه واشترى بثمنه تينا وغيره من السلع فلما توسط البحر هال البحر واضطرب فخفف أهل المركب مما عندهم ورموا في البحر جل ماعندهم خوف الغرق ثم انقلب الهواء وطاب البحر إلى أن حطوا بمرسى أزمور فباع جميع ما كان عنده بألف ومائة دينار وجاء بالمال إلى أبي شعيب فبعث إلى صاحبه ثم سأل أبوشعيب ذلك الرجل عن تجارته وماجرى له في سفره فأخبره بكل شيء وأن جملة الربح ستمائة دينار فتغير وجه أبي شعيب وقال له لعلك لم تدفع للسائل الخمسة دنانير كلها التي أمرتك بدفعها له فقال له نعم إنما دفعت له ثلاثة فقط وقلت أمسك الدينارين لعيالي لأني لم يكن عندي غيرهما فقال له أبوشعيب ما أضعفك بيقين لودفعت له الخمسة دنانير كلها لحصل لك في ربحك خاصة خمسمائة دينار ولكنك نقصت فنقص لك فدفع إلى التاجر رأس ماله خمسمائة دينار وأخذ الربح الذي هو ستمائة دينار فقسمه بينهما بالسوية وأعطى كل واحد منهما ثلاثمائة دينار [/font][font="][/font]
[font="]وحدثني عبد الرحمن بن علي الصنهاجي قال حدثني علي بن أبي عبد الخالق عبد العظيم بن أبي عبد الله بن أمغار عن أبيه قال دخل أبوشعيب على أبي وأنا حاضر وكانت عادته إذادخل بمكان لايقعد حتى يصلي ركعتين وكانت عندنا حصر كثيرة فلم يسألنا عن الحصير الطاهر منها ومد يده إلى حصير فبسطه وصلى عليه فقال أبي انظر إلى فراسة أبي شعيب كيف اهتدى إلى الحصير الطاهر منها ولم يحتج إلى السؤال[/font][font="][/font]
[font="]وحدثني عبد الرحمن بن يوسف بن أبي حفص عن أبيه أن أباحفص ذهب مع أبي شعيب في حاجة لأبي عبد الله بن أمغار فوصلا إلى عدوة وادي أزمور ثم رجعا فقال أبوحفص لأبي شعيب أرانا لم نعبر الوادي في ذهابنا ولا في إيابنا فقال له أبوشعيب مادعاك إلى السؤال عن هذا إذا انتهى أحد إلى حاجته فلا فائدة في السؤال[/font][font="][/font]
[font="]قال أبوحفص خرجت ليلة لأتوضأ في الوادي وكان البرد شديدا فسمعت كلاما على بعد فأممته فإذا رجل يتهدد ويوبخ نفسه فدنوت منه فإذا أنا بأبي شعيب قد رمى بنفسه في الوادي وكان يعاتب نفسه إذانازعته في استعمال الماء البارد فحملته إلى منزلي وأوقدت له النار فلما زال عنه ألم البرد سألته عن فعله فقال لي دعني فإنها نفس خبيثة[/font][font="][/font]
[font="]أقلل مـــــابي فيـــــــــــــك وهو كثير[/font][font="][/font]
[font="]وأزجر دمـــــعي فيــــك وهو غزيـر[/font][font="][/font]
[font="]وعندي دمــــــــوع لوبكـيت ببعضها [/font][font="][/font]
[font="]لفاضت بحــــــــور بعدهـن بحــــور[/font][font="][/font]
[font="]قبور الورى تحت التراب وللهــوى [/font][font="][/font]
[font="]رجـال لهم تحــــت الثياب قبــــــور[/font][font="][/font]
[font="]سأبكــي بأجفان عليـك قريحــــــــة [/font][font="][/font]
[font="]وأرنوبألحـــــــــاظ إليـــــــك تشـيـر[/font]
[font="]ترجمة صاحبيه أبي عيسى بن ولدون الصنهاجي وأبي عبد الله بن أمغار نفعنا الله ببركتهما ومعنى أمغار كبير القوم وشيخهم [/font][font="][/font]
[font="]ترجمة الإمام ولي الله أبي عيسى وزجيج بن ولدون الصنهاجي نفعنا الله به[/font][font="][/font]
[font="]ومعنى وزجيج الخالص ومعنى ولدون الأصفر[/font][font="][/font]
[font="]ومزاره مشهور وهو المعروف الآن بسيدي عيسى قرب أزمور[/font][font="][/font]
[font="]قال الإمام القاضي ابن الزيات المتوفى عام 632 هـ مانصه[/font][font="][/font]
[font="]أبو عيسى وزجيج بن ولدون الصنهاجي من أهل بلد أزمور كبير الشأن من أقران أبي عبد الله بن أمغار وأبي شعيب وكان من أهل العلم والعمل [/font][font="][/font]
[font="]حدثني عبد الرحمن بن يوسف بن عمر قال حدثني سليمان بن عبد النور قال رأيت طائفة من متصوفة المشرق وصلوا إلى بلد أزمور لزيارة أبي عبد الله بن أمغار وأبي شعيب وأبي عيسى فوجدوهم قد ماتوا فزاروا قبورهم فقيل لهم من أين وصلتم قالوا وصلنا من بلاد اليمن فقيل لهم ما الذي أوصلكم فقالوا لنا نام بعضنا فرأى في منامه الجنة ورأى فيها قصورا عظيمة فقال لمن هذه القصور فقيل له هي لقوم من صنهاجة أزمور وهم ابن امغار وأبوشعيب وأبوعيسى[/font][font="][/font]
[font="]وذي خرق أخـفى مضيض اكتئابه[/font][font="][/font]
[font="]فنم عليه دمعــــــــــــــــه بانسكابه[/font][font="][/font]
[font="]بكت عينه لما بكت عيــــــــن قلبه[/font][font="][/font]
[font="]ولولا بكاء العين لم يــــــــدر مابه[/font][font="][/font]
[font="]أذاب بخوف الله صحـــــــة جسمـه[/font][font="][/font]
[font="]وأبلى بتقـــــــــــــــواه رداء شبابه[/font][font="][/font]
[font="]ولم يبق حب الله من جسمه سوى[/font][font="][/font]
[font="]خيال تقل الأرض تحت ثيــــــــــابه[/font][font="][/font]
[font="]تفرد بالمولى وفـــــــــــــــر بنفسه[/font][font="][/font]
[font="]إلى جبل يأوي لبعـــــــــض شعابه[/font][font="][/font]
[font="]تراه من الخوف المــبرح والأسى[/font][font="][/font]
[font="]كميت دعاه ربــــــــــــــــه لحسابه[/font][font="][/font]
[font="]يمر فلا يدري من الخـوف والرجا[/font][font="][/font]
[font="]بأي يديه أخـــــــــــــــــــــذه لكتابه[/font][font="][/font]
[font="]إلى أن يقول[/font][font="][/font]
[font="]بنفسي ولي للإله مشــــــــــــــمر[/font][font="][/font]
[font="]إذا رقد النوام قام بــــــــــــــــبابه[/font]
[font="]ترجمة الإمام ولي الله أبي عبد الله بن أمغار نفعنا الله به ومعنى امغار كبير القوم أوشيخهم [/font][font="][/font]
[font="]وهوأبو عبد الله محمد بن أبي جعفر إسحاق بن إسماعيل بن سعيد الصنهاجي المعروف بابن أمغار نفعنا الله به من أهل رباط تيطن فطر من بلاد أزمور وكثيرا مايسمونه رباط تيط ومعنى تيط العين والمقصود هنا منبع الماء[/font][font="][/font]
[font="]ومزاره رضي الله عنه مشهور على بضعة أميال جنوب مدينة الجديدة على شاطئ المحيط[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]قال الإمام القاضي ابن الزيات المتوفى عام 632 هـ مانصه[/font][font="][/font]
[font="]أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر إسحاق بن إسماعيل بن سعيد الصنهاجي المعروف بابن أمغار من أهل رباط تيط فنطر من بلاد أزمور يقال إنه من الأبدال ومن أقران أبي شعيب أيوب السارية وأبي عيسى الدكالي الذي كان بموضع إيغيور وأبوه أبو جعفر وجده إسماعيل وأسلافه بيت خير وصلاح وولاية وكذلك خلفه إلى الآن[/font][font="][/font]
[font="]حدثني عبد الرحمن بن يوسف بن أبي حفص قال سمعت أبا عبد الخالق عبد العظيم بن أبي عبد الله بن أمغار يقول لإخوته أتدرون بم زاد والدكم على صالحي المغرب فقالوا لاندري فقال مافاقهم بكثرة صلاة ولاصيام وإنما فاقهم باتباع السنة فكان إذا صلى العتمة لم يتحدث مع أحد للنهي الوارد في النوم قبلها والحديث بعدها وإذا صلى العتمة ولم يجد طعاما يفطر عليه نام ولم يكلم أحدا[/font][font="][/font]
[font="]وحدثني إسماعيل بن عبد العزيز بن ياسين عن عمه عبد الخالق بن ياسين أنه كان يزور أبا عبد الله بن أمغار وأبا شعيب مرة في كل عام قال إسماعيل حدثني يخلف بن تادكو الهسكوري المعلم بمسجد الأحسن قال مر بي عبد الخالق فقال لي عزمت على زيارة أبي عبد الله فاذهب معي إليه فلما وصلنا إليه نزلنا عنده وكانت عادته أن لا يبيت مع أضيافه فإذا أحضر لهم ما يحتاجون تركهم في مكانهم وانصرف عنهم فلما كان وقت السحر جاء أبو عبد الله إلى البيت الذي بتنا فيه فقال لعبد الخالق اذهب بنا لنتوضأ من البحر فذهبا فتبعتهما إلى أن وصلا إلى البحر فد خلا فيه وهما يمشيان على الماء فأردت أن أتبعهما فغلبني الماء فوقفت فالتفت إلي عبد الخالق فقال لي ارجع واجلس على الشط حتى نرجع فقال له أبو عبد الله مع من تتكلم فقال له تبعنا يخلف فأمرته أن يرجع وينتظرنا حتى نرجع فقال له أبو عبد الله وهل تبعنا إلا لينال من بركتنا فقال لي يا يخلف تعال فتبعتهما أمشي معهما على الماء إلى أن وصلنا جزيرة في البحر فدخلنا فيها إلى أن وجدنا عينا من الماء فتوضأنا منها فقال أبو عبد الله هذه العين هي عين فطر ورثتها عن أبي عن جدي وأرجو أن تورث عني وبهذه العين سميت قريتنا وأنت يايخلف قد شاهدت ما شاهدت فاكتم علينا حتى نموت فلم أحدث بذلك أحدا حتى ماتا [/font][font="][/font]
[font="]وأخبرني الثقة أن عبد الخالق كان إذا زاره أحد واستوهب منه الدعاء يقول له اذهب إلى يخلف يدع لك فإنه قد رأى فلما مات عبد الخالق قال يخلف إنما كان يعني عبد الخالق ماكنت رأيته من المشي على الماء[/font][font="][/font]
[font="]وحدثني عبد الرحمن بن علي الصنهاجي قال حدثني يبغور بن سدرات عن وزجيج المؤذن قال كنت أتوضأ في البحر على قرب من أبي عبد الله وكان أبو عبد الله قد شرع في الوضوء فتطعمت ماء البحر فوجدته حلوا فقلت له يا أبا عبد الله إن ماء هذا البحر حلو فقال لي هو كما قلت[/font][font="][/font]
[font="]خليلي إن الجزع أضحى تــــــــرابه[/font][font="][/font]
[font="]من الطيب كافـــــورا وأغصانه رندا[/font][font="][/font]
[font="]وأصبح ماء الجزع خمرا وأصبحت[/font][font="][/font]
[font="]حجارته درا وأوراقــــــــــــــه وردا[/font][font="][/font]
[font="]وما ذاك إلا أن مشت بجنــــــــــابه[/font][font="][/font]
[font="]أميمة أوجــــــــــــــرت بتربته بردا[/font]
[font="]ومن أخبار أيوب السارية رضي الله عنه ماذكره ابن الزيات في ترجمة الشيخ أبي زكرياء يحي بن ميمون الصنهاجي الشهير بيحيى المزبرة لسرعة إجابة دعوته : ومعنى المزبرة (تاشاقورت) وهي ءالة قطع الشجر الحادة ويسمون بها من تحققوا من مضاء دعوته على من يعاديه أويؤذيه[/font][font="][/font]
[font="]قال الإمام القاضي ابن الزيات المتوفى 632 هـ مانصه :[/font][font="][/font]
[font="]أبوزكرياء يحيى بن ميمون الصنهاجي من أهل رباط اييسين -( ومعنى اييسين الخيل أي رباط الخيل) - من بلد أزمور وبه مات عام أحد وستمائة ، خدم أباشعيب أيوب السارية وكان يقول سألت أباشعيب أن يتفل في فمي فلم أزل به إلى أن فعل فكان يبرئ العلل بالتفل عليها واشتهرت عنه إجابة الدعوة ولذلك سمي يحي المزبرة لسرعة إجابة دعوته وكان الناس يتقون دعاءه لماجربوه من دعائه وأخبرني الثقة قال رأيت أبازكرياء قدم من مراكش وكان يحفر التراب من الأرض ويصنع منه القدور فيبيعها ويشتري بثمنها شعيرا فيطحنه بيده ويأكله وكان يقول خدمت الشيخ أباشعيب أحد عشر عاما أطحن له قوته بيدي . انتهـى كلام الإمام ابن الزيات بجواهر حروفه[/font]
[font="]وأيوب السارية نفعنا الله به هو الذي صلى على الشيخ أبي حامد الغزالي وذلك كما ذكر السمعاني نفعنا الله به في الذيل أنه قال لهم إذا أنا مت فكفنوني وضعوني على سريري على شفير القبر حتى يجيء رجل بدوي لايعرف(بالبناء للمجهول) ، هو الذي يصلي علي فذكروا أنهم امتثلوا فبينماهم ينتظرون وعد الشيخ وإذا برجل أسمر عليه عباءة فلما لحق بهم قال السلام عليكم ثم تقدم فكبر فكبر الناس فلما سلم ذهب من حيث جاء ولم يتجاسر أحد أن يسأله انتهى كلام السمعاني[/font][font="][/font]
[font="]وأخبار أيوب السارية كثيرة شهيرة[/font][font="][/font]
[font="]وأعلم أني قصرت في أخباره وفي أخبار أولياء المغرب ولكن لي بعض الأشغال في هذه الأيام وبعض زيارات أهل العلم والصلاح[/font][font="][/font]
[font="]واعلموا أني لاأكتب هنا رياء ولا سمعة وإنما تبركا بأولياء المغرب[/font][font="][/font]
[font="]ولكن يابركة أيوب وصاحبيه[/font]
[font="]وقال ناظم رجال التشوف الإمام العالم العلامة الولي الشهير نفعنا الله به :[/font][font="][/font]
[font="]طلبنا أبا عيسى بن ولدون نـصرة[/font][font="][/font]
[font="]ومــــن جـــاءه يوما تدرع بالنصر[/font][font="][/font]
[font="]أأيوب إن تطرد عبيدا ببابكــــــــــم[/font][font="][/font]
[font="]فمن بعدكــم يدنيه من مربح التجر[/font]
[font="]ترجمة الشيخ زروق الإمام الولي الصالح القطب الغوث إمام المالكية 846 - 899 هـ[/font]
[font="]قال الإمام ابن العماد الحنبلي في ترجمته في شذرات الذهب مانصه[/font][font="][/font]
[font="]قال المناوي في طبقاته عابد من بحر العبر يغترف وعالم بالولاية متصف تحلى بعقود القناعة والعفاف وبرع في معرفة الفقه والتصوف والأصول والخلاف خطبته الدنيا فخاطب سواها وعرضت عليه المناصب فردها وأباها ولد سنة ست وأربعين وثمانمائة ومات أبوه قبل تمام أسبوعه فنشأ يتيما وحفظ القرءان العظيم وعدة كتب وأخذ التصوف عن القوري وغيره وارتحل إلى مصر فحج وجاور بالمدينة وأقام بالقاهرة نحو سنة واشتغل بها في العربية والأصول على الجوجري وغيره وأخذ الحديث عن السخاوي -إلى أن يقول - فكتب على الحكم نيفا وثلاثين شرحا وعلى القرطبية في فقه المالكية وعلى رسالة ابن أبي زيد القيرواني عدة شروح كلها مفيدة نافعة فصول السلمي أرجوزة وشرح كتاب صدور الترتيب لشيخه الحضرمي بن عقبة وشرح حزب البحر للشاذلي وشرح الأسماء الحسنى جمع فيه بين طريقة علماء الظاهر والباطن وكتاب قواعد الصوفية وأجاده جدا ومن كلامه المؤمن يلتمس المعاذير والمنافق يتتبع المعايب والمعاثير والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه -إلى أن قال - وقال كل علم بلا عمل وسيلة بلا غاية وعمل بلا علم جهالة [/font][font="][/font]
[font="]وقال في كفاية المحتاج[/font][font="][/font]
[font="]أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي شهر بزروق الإمام العلامة الفقيه المحدث الصوفي الولي الصالح القطب الغوث العارف بالله الرحلة المشهور شرقا وغربا ذو التآليف العديدة المفيدة والمناقب العتيدة الحميدة ولد كما قال يوم الخميس طلوع الشمس الثامن والعشرين من المحرم عام ستة وأربعين وتوفي أبواه قبل السابع فكفلته جدته فحفظ القرءان وتعلم الخرازة ثم اشتغل بالعلم في السادس عشر من عمره فقرأ الرسالة على عبد الله الفخار وعلى السطي بحثا وتحقيقا ثم أخذ على القوري والزرهوني والمجاصي والأستاذ الصغير والتصوف على عبد الرحمن المجدولي والقوري وقرأ عليه البخاري وأحكام عبد الحق الصغرى والترمذي وغيرهم وصفه ابن غازي بالفقيه المحدث الفقير الصوفي الصفي البرنسي نسبة لعرب بالمغرب بضم الراء ومن شيوخه عبد الرحمن الثعالبي والمشدالي وإبراهيم التازي وحلولو والرصاع والخدري وأحمد بن سعيد الحباك وأبو مهدي الماواسي والسنوسي والتنسي وبالشرق عن السنهوري والحافظين الشيخ عثمان الديمي والسخاوي والوليين أحمد بن عقبة الحضرمي والشهاب الإبشيطي وءاخرين وله تآليف كثيرة مختصرة محررة محققة مفيدة كشرح الرسالة وشرح الإرشاد وشرح مواضع من مختصر خليل رأيتها بخطه وشرح القرطبية والوغليسية والغافقية والعقيدة القدسية للغزالي ونيف وعشرون شرحا على حكم ابن عطاء الله وقفت منها على السابع عشر والخامس عشر والرابع عشر وشرح حزب البحر وشرح مشكلات الحزب الكبير وشرح حقائق المقري وشرح قطع الششتري وشرح الأسماء الحسنى وشرح المراصد لشيخه ابن عقبة والنصيحة الكافية ومختصرها وإعانة المتوجه المسكين على طريق الفتح والتمكين وقواعد في التصوف في غاية النبل والحسن والنصح الأنفع والجنة للمعتصم من البدع بالسنة وعمدة المريد الصادق من أسباب المقت في بيان الطريق وحوادث الوقت كتاب جليل فيه مائة فصل في بدع فقراء الوقت وتعليق لطيف على البخاري في ضبط الألفاظ وجزء صغير في علم الحديث ورسائل كثيرة لأصحابه في ءاداب ومواعظ وحكم ولطائف وبالجملة فقدره فوق مايذكر فهو ءاخر أيمة الصوفية المحققين الجامعين للحقيقة والشريعة له كرامات وحج مرات وأخذ عنه خلق كالشهاب القسطلاني والشمس اللقاني والحطاب الكبير وطاهر القسطنطيني في ءاخرين توفي ببلاد طرابلس الغرب في صفر عام تسعة وتسعين وثمانمائة ثم ذكر ثلاثة أبيات من تائيته المشهورة وهي[/font][font="][/font]
[font="]أنا لمريدي جامع لشتاته ** إذا ما سطا جور الزمان بنكبة[/font][font="][/font]
[font="]وإن كنت في كرب وضيق وكربة ** فناد أيازروق ءات بسرعة[/font][font="][/font]
[font="]فكم كربة تجلى بمكنون عزنا ** وكم طرفة تجنى بأفراد صحبتي [/font][font="][/font]
[font="]ثم قال وقد ذكرنا في الأصل شيئا من كلامه ويذكر عن شيخه زيتون أنه قال فيه إنه رأس السبعة الأبدال نفعنا الله به انتهى كلام الشيخ أحمدباب في كتاب كفاية المحتاج[/font][font="][/font]
[font="]وقال الإمام أحمد بن محمد بن أبي العافية المكناسي المعروف بابن القاضي960 - 1025 هـ في كتابه جذوة الإقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس مانصه[/font][font="][/font]
[font="]أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الشهير بزروق الفقيه الإمام الولي الصالح صاحب التآليف الحسنة في الفقه والتصوف وغيرذلك أخذ بمدينة فاس عن الإمام محمد القوري وعن جماعة حسبما في فهرسته والبرنسي نسبة إلى البرانس قبيلة من البربر بين مدينة فاس وتازة وبمجاورتهم قبائل لاتحصى من البربر ولد بمدينة فاس المحروسة عند طلوع الشمس من يوم الخميس الثامن والعشرين من المحرم سنة ست وأربعين وثمانمائة وحج أول حجة بمئة وسبعين دينارا وكان والده قد سماه محمدا فلما توفي سموه باسم أبيه أحمد وإنما كان يقال له زروق لأن جده كان أزرق العينين وأخذ عن خاله أحمد بن محمد الفشتالي وكان عارفا بالفقه وغيره وعن الإمام الزرهوني والمجاصي والأستاذ الصغير وأخذ التصوف عن عبد الرحمن المجدولي وهو أحد تلامذة الأبي وله على حكم ابن عطاء الله كتب وشرح القرطبية في الفقه وأصول الدين وأخذ عن عبد الرحمن الثعالبي وعن أحمد بن عبد الرحمن اليزليتي وعن القوري وأخذ عن إبراهيم التازي والمشدالي وأحمد بن سعيد الحباك والرصاع والتنسي والسنوسي وابن زكري المغراوي التلمساني وعن أبي مهدي عيسى الماواسي وبالمشرق عن جماعة منهم علي السنهوري والحافظ الديمي والحافظ السخاوي والقطب أحمد بن عقبة الحضرمي وشهاب الدين الإبشيطي وله قصيدة يذكر فيها حاله وتآليفه كثيرة جدا يميل فيها إلى الإختصار والتحرير منها شرحان على الرسالة وشرح الإرشاد وشرح مختصر الشيخ خليل وشرح المقدمة الوغليسية وشرح الغافقية وشرح العقيدة القدسية ونيف وعشرون شرحا على حكم ابن عطاء الله وشرحان على حزب البحر للشاذلي وشرح الحزب الكبير وشرح الحقائق والرقائق للمقري - إلى أن يقول - وشرح قطع الششتري وشرح الأسماء الحسنى وكتاب النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية ومختصره وإعانة المتوجه المسكين على طريق الفتح والتمكين وكتاب القواعد في التصوف ومنها في البدع ككتاب النصح الأنفع والجنة للمعتصم من البدع بالسنة وكعمدة المريد الصادق وله الأصول في الفصول وكناشة وشرح نظم ابن البناء المالقي وله تعليق على البخاري فيما سمعت وله رسائل كبيرة وهو ءاخر الناس في التصوف ظهرت له كرامات وحج مرارا أخذ عنه جماعة بالمشرق وغيره كالشيخ محمد بن عبد الرحمن الحطاب والشيخ زين الدين طاهر القسطنطيني نزيل مكة وجماعة ءاخرون توفي سنة تسع وتسعين وثمانمائة بأزليتن من قرب طرابلس الغرب بين تاجورا وقصر أحمد وقبره هناك مزار[/font][font="][/font]
[font="]قلت وقول ابن القاضي المتقدم البرنسي نسبة إلى البرانس قبيلة من البربر يرده قول الإمام ابن غازي ونصه البرنسي وبرنس بنون مضمومة بعد الراء نسبة إلى عرب بالمغرب[/font][font="][/font]
[font="]وقال الإمام بدر الدين القرافي المولود 939 هـ في كتابه توشيح الد يباج وحلية الإبتهاج مانصه[/font][font="][/font]