موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]و شعر عياض زاخر بأغراض متنوعة، حافل بقيم خالدة، ومن أريجها ما نجده في هذه الأبيات مناجاة خالصة للباري عز وجل :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إليك بؤت بذنبي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فاغفر خطاياي ربي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وامنن علي بلطف[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تجبر به صدع قلبي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فقد ركبت ذنوبا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سودت منهن كتبي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وطال تقصير سعيي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في كل فرض وندب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أسأت فأحسن[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فلم تزل محسنا بي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وجئت أطلب توبا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذ ضاق بالذنب رحبي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فاقبل بفضلك توبي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واغفر برحماك ذنبي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعافني واعف عني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأنت يا رب حسبي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنها نصحه لطالب العلم:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا طالب العلم استمع قول امرئ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محض النصيحة للمريد الراغب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العلم في أصلين لا يعدوهما[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلا المضل عن الطريق اللاحب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]علم الكتاب وعلم الآثار التي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قد أسندت عن تابع عن صاحب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يكن أبو الفضل عياض بارعا في ميدان الشعر فقط، ولم يكن من العلماء الذين يقتصرون على مجالس العلم والتدريس والحلق العلمية أو حتى التأليف، إنما كان عياض كمن يريد أن يملك نواصي المعرفة والنبوغ في عصره، وهذا ما دعاه أن يتحدث بهذه النعمة التي ادخرها له الخالق الجواد، بقوله:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لولاي ما فاحت أباطح سبتة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والروض حول فنائها معدوم[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فهو إلى جانب ما سبق يعد من أساطين الأدب والبلاغة، جمع إتقان العلم، إلى جانب الكتابة النثرية والشعرية، وهو الأمر الذي جعل العلامة الحافظ ابن القصير ينعته بقوله: (( ... لفظه عذب في كل ما صرف من الكلام، للنفس إليه تَتَوُّقٌ، وله طلاوة...)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ومن درره النثرية، هذه القطعة الوضّاءة التي أنار بها سبيل الراغب في فهم وجوه إعجاز القرآن حيث قال : ((عدَّ جماعة من الأئمة ومقلدي الأمة في إعجازه وجوها كثيرة؛ منها: أن قارئه لا يمله، وسامعه لا يمُجه؛ بل الإكباب على تلاوته يزيده حلاوة، وترديده يوجب له محبة؛ لا يزال غضًا طريًا، وغيره من الكلام ـ ولو بلغ في الحسن والبلاغة مبلغه ـ يُمَل مع الترديد، ويعادى إذا أعيد، وكتابنا يُستلذ به في الخلوات.. ويُؤنس بتلاوته في الأزمات، وسواه من الكتب لا يوجد فيها ذلك؛ حتى أحدث لها أصحابها لحُونا وطرقا يستجلبون بتلك اللحون تنشيطهم على قراءتها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولهذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن[1] بأنه لا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه؛ هو الفصل ليس بالهزل، لا يشبع منه العلماء ولا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، هو الذي لم تنته الجن حين سمعته أن قالوا (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد) سورة الجن / 72 الآية : 1 ،2. ومنها جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد العرب عامة ولا ـ سيدنا ـ محمد صلى الله عليه وسلم قبل نبوته خاصة بمعرفتها ولا القيام بها؛ ولا يحيط بها أحد من علماء الأمم، ولا يشتمل عليها كتاب من كتبهم؛ فجُمع فيه من بيان علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجج العقليات والرد على فرق الأمم؛ ببراهين قوية وأدلة بينة سهلة الألفاظ، موجزة المقاصد، رام المتحذلقون بعد أن ينصبوا أدلة مثلها فلم يقدروا عليها كقوله تعالى (أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم) سورة يس / 36 الآية: 81 ،و (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) سورة يس / 36 الآية: 79 و (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) سورة الأنبياء / 21 الآية: 22 إلى ما حواه من علوم السير، وأنباء الأمم والمواعظ،والحكم، وأخبار الدار الآخرة،ومحاسن الآداب والشيم، قال الله جل اسمه (ما فرطنا في الكتاب من شئ) سورة الأنعام / 6 الآية: 38 (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) سورة النحل / 16 الآية: 89 ، و(ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل) سورة الروم / 30 الآية: 58 وقال صلى الله عليه وسلم: )إن الله أنزل هذا القرآن آمرا وزاجرا، وسنة خالية ومثلا مضروبا، فيه نبؤكم وخبر ما كان قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، لا يخلقه طول الرد، ولا تنقضي عجائبه؛ هو الحق ليس بالهزل؛ من قال به صدق،ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فلج، ومن قسم به أقسط، ومن عمل به أُجر،ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، ومن طلب الهدى من غيره أضله الله ومن حكم بغيره قصمه الله، هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم وحبل الله المتين والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد)).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ونحوه عن ابن مسعود وقال فيه: ولا يختلف ولا يُتشانأُ[2]، فيه نبأ الأولين والآخرين، وفي الحديث قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم (إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا فيها ينابيع العلم وفهم الحكمة وربيع القلوب)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعن كعب (عليكم بالقرآن فإنه فهم العقول ونور الحكمة) وقال تعالى (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) سورة النمل / 27 الآية: 76 وقال (هذا بيان للناس وهدى) سورة آل عمران / 03 الآية: 138 ، فجُمع فيه مع وجازة ألفاظه وجوامع كلمه أضعاف ما في الكتب قبله التي ألفاظها على الضِّعف منه مرات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومنها جمعه فيه بين الدليل ومدلوله؛ وذلك أنه احتج بنظم القرآن، وحسن رصفه، وإيجازه وبلاغته؛ وأثناء هذه البلاغة أمره ونهيه، ووعده ووعيده؛ فالتالي له يفهم موضع الحجة والتكليف معا من كلام واحد وسورة منفردة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومنها أنْ جعله في حيّز المنظوم الذي لم يُعهد، ولم يكن في حيز المنثور؛ لأن المنظوم أسهل على النفوس، وأوعى للقلوب، وأسمع في الآذان، وأحلى على الأفهام، فالناس إليه أميل والأهواء إليه أسرع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنها تيسيره تعالى حفظه لمتعلميه، وتقريبه على متحفظيه؛ قال الله تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر) سورة القمر / 54 الآية:17 .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وسائر الأمم لا يحفظ كتبها الواحد منهم، فكيف الجمّاء على مرور السنين عليهم. والقرآن ميسر حفظه للغلمان، في أقرب مدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومنها مُشاكلة بعض أجزائه بعضا، وحسن ائتلاف أنواعها، والتئام أقسامها؛ وحسن التخلص من قصة إلى أخرى، والخروج من باب إلى غيره على اختلاف معانيه، وانقسام السورة الواحدة إلى أمر ونهي، وخبر واستخبار، ووعد ووعيد، وإثبات نبوة، وتوحيد وتفريد، وترغيب وترهيب، إلى غير ذلك من فوائده، دون خلل يتخلل فصوله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] والكلام الفصيح إذا اعتوره مثل هذا ضعفت قوته،ولانت جزالته، وقل رونقه، وتقلقلت ألفاظُه. فتأمل أول (ص)، وما جمع فيها من أخبار الكفار وشقاقهم وتقريعهم بإهلاك القرون من قبلهم، وما ذكر من تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وتعجبهم مما أتى به، والخبر عن اجتماع مَلئهم على الكفر، وما ظهر من الحسد في كلامهم، وتعجيزهم وتوهينهم، ووعيدهم بخزي الدنيا والآخرة، وتكذيب الأمم قبلهم، وإهلاك الله لهم، ووعيد هؤلاء مثل مُصابهم، وتصبير النبي صلى الله عليه وسلم على أذاهم، وتسليته بكل ما تقدم ذكره؛ ثم أخذ في ذكر داود وقصص الأنبياء؛كل هذا في أوجز كلام، وأحسن نظام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومنه الجملة الكثيرة التي انطوت عليها الكلمات القليلة؛ وهذا كله وكثير مما ذكرنا أنه ذكر في إعجاز القرآن إلى وجوه كثيرة ذكرها الأئمة لم نذكرها؛ إذ أكثرها داخل في باب بلاغته؛ فلا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يجب أن يعد فنا منفردا في إعجازه، إلا في باب تفضيل فنون البلاغة، وكذلك كثير مما قدمنا ذكره عنهم يعد في خواصه وفضائله، لا إعجازه))[3].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وصفوة القول؛ فإن شخصية علمية أدبية، مثل شخصية أبي الفضل عياض السبتي، لحري بنا أن نجعلها محل دراسة رصينة تحيي تراثها عبر قراءات جديدة، تبرز ما ثوى في مصنفاتها من قيم علمية وتربوية، ما أحوج الأجيال المسلمة اليوم إليها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العربي الرباحي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][1] الترمذي (2906) وضعفه، تحفة الأشراف (10057).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][2] الحاكم (2/289).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][3] كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ص): للقاضي عياض ج1ص 210 وما بعدها مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت لبنان، ط3 1421 هـ/ 2001 م.[/font]
[font=&quot]"أبو الحجاج يوسف بن موسى الضرير"[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إسمه ونسبه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هو أبو الحجاج يوسف بن موسى الكلبي الضرير السرقسطي المراكشي الغرناطي على خلاف في النسبة الأخير، فقد ذكر بعضهم أن سكن مراكش وبها انتقل إلى جوار ربه[1] ، فيما يرى آخرون أن وفاته كانت بغرناطة[2].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولادته ومكانها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لم تفصح المصادر التي ترجمت لأبي الحجاج يوسف بن موسى الضرير، عن تاريخ ميلاده على وجه التحديد، ولكنه يعد من علماء القرن السادس الهجري مؤكدا. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أصله من سرقسطة، وسكن مراكش ثم انتقل آخر أعوامه إلى العدوة[3].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيوخه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أخذ الشخ الضرير عن: أبي بكر محمد بن الحسن المرادي الحضرمي القروي[4]. وأبي مروان عبد المالك بن السراج[5]. وأبي علي الحسين الجياني[6] وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلاميذه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أخذ عنه: أحمد بن علي بن أحمد بن جعفر[7] ، والقاضي عياض[8] ، ومحمد بن خلف بن موسى الأنصاري الإلبيري الأوسي[9] ، وعيسى بن يوسف بن عيسى بن علي الأزدي[10] ، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثناء العلماء عليه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] قال القاضي عياض في المترجم له: يوسف بن موسى الكلبي المتكلم النحوي أبو الحجاج الضرير: كان من المشتغلين بعلم الكلام على مذهب الأشعرية ونظار أهل السنة، عارفا بالنحو والأدب وله في ذلك تصانيف مشهورة[11][/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقال فيه صاحب الصلة: كان من أهل التبحر والتقدم في علم التوحيد والاعتقادات، وهو آخر أئمة العرب فيه[12][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقال في أزهار الرياض: وهو الضرير الأديب النحوي المتكلم الزاهد[13].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقال العباس بن إبراهيم السملالي صاحب "الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام":لما مات المرادي خلفه يوسف بن موسى المترجم في علوم الاعتقادات، وغلب عليه الزهد في الدنيا وأهلها، وكان لباسه الخشن من الصوف[14].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مؤلفاته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] قال بن بشكوال: له تصانيف حسان وأراجيز مشهورة[15].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقد اشتهر الضرير بمؤلفات نحوية وعقدية، لكن مع الأسف الشديد لم يصلنا من عطاءات هذا الرجل العقدية إلا منظومة عقدية شهيرة بمنظومة "التنبيه والإرشاد في علم الاعتقاد"، ولكننا نرجح أن تكون له مؤلفات أخرى في هذا الفن، بدليل نقل أبي علي السكوني للمناظرة الآتية التي جرت بين الضرير وأحد أحبار اليهود[16].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مناظراته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ذكر أبو علي عمر السكوني مناظرة وقعت بين الضرير وبعض أحبار اليهود حول التعديل والتجويز. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال أبو علي: قال الأستاذ أبو الحجاج يوسف بن موسى الضرير صاحب رسالة "التنبيه والإرشاد": «حضرني يوما بعض أحبار اليهود فتكلم في التعديل والتجويز وجاء بتخليط كثير وكان مما أحاله وأنكره أن يكون الله تعالى يأمر بما لا يريد كونه. فقلت له: أليس قد أمر الخليل أن يذبح ابنه، فقال: بلى، فقلت: هل أراد ذبحه؟ فقال: لا، فانقطع لوقته وأمسك لحيته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] قال الأستاذ أبو الحجاج: وهم في هذه المسألة إخوان المعتزلة وقد بسط القول فيها أئمة أهل السنة والحمد لله ولي الطول والمنة»[17]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما يدل أيضا على اهتمامه بالمناظرة ما حكاه أبو علين، عن أبي الحجاج أن الفقيه أبا بكر الأبهري رحمه الله قال: تناظر رجل جلد من أهل السنة مع رجل جلد من المعتزلة حتى غابت الشمس من غير ظفر من أحدهما بصاحبه فقال أحدهما: هذا مجلس لا يغتاض منه ومجلس قد جمع قوما صالحين فهلم فلنخلص الدعاء إلى الله تعالى على أن من كان منا على حق أن يثبت الله القرآن في صدره ومن كان منا مبطلا أن ينسية القرآن (بدعوى الله فأنسى الله المعتزلي القرآن).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال أبو بكر(الأبهري رحمه الله): فكنت ألقاه في أيام فأسأله فيقول: كأني ما قرأت القرآن قط[18].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]آراؤه العقدية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] الذي يقرأ منظومة "التنبيه والإرشاد" يجدها مستوعبة لجميع ما أثاره علم الكلام الأشعري من دقائق الأمور، وكبيرها، فهي تحتوي على تسع وتسعين بابا، بدءا من باب فضل الكلام، وانتهاء بباب ترتيب الصحابة. فجاءت مستوعبة لكل ما يطرح من أمور العقيدة الأشعرية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] يرى الضرير في منظومته ضرورة تعليم علم الكلام الأشعري لعامة الناس دون استثناء، حين يعتبر النظر العقلي واجبا عينيا على كل مسلم ومسلمة، حيث يقول[19]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وجلهم يرى لزوم المعرفة **** والنظر المفضي إلى تلك الصفة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم تحدث عن حدث العالم، فقال[20]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]باب في حدوث العالم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن الدليل في حدوث العالــم ***** لكل ذي فهم صحيح سالـــــم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حركــــة يعقــبـهـــا سكــــون ***** يعدم هذا حيــن ذا يـكــــــون[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ضــدان لو كانا قديميــن لمـا ***** جــاز بكــل حالــة أن بعدمـا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذ لا يصح دون أمر يـــوجبــه ***** وليس للقديم شيء يذهـبـــه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولهمــا بالجوهــر اخـتـــــلال ***** وكونــــــه دونهـــا تـحـــــال[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فلم يكــن وجوده قبلـهـمـــــا ***** فكــان حادثـــا إذا مثلهمــــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وسائر الأعـــراض كـالأولـــى ***** في ما فرضناه من البرهان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذ الجـمـــيــع متعـــاقـبــــات ***** على الــذوات وهي حـادثات[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وخصــت الأكــــوان بالمثـــال ***** لأنهــا من أظهــر الأحـــوال[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحدث النــــار عيانا يشهــــد ***** إذ ليس في الزناد نار توقــد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإنمــا يـبـــدعــهـــا الإلـــــــه ***** عند اقتــداح الزنــد وســواه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أراد أن يكـــون هـــذا عــــادة ***** فعــــلـــه يفــعـــل بالـــــرادة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] كما تحدث عن قضية خلق القرآن، فبعدما يثبت الصفات الإلهية جميعها، من قدم، وبقاء، ووحدانية وغيرها، ويثبت أنها قديمة، قدم الذات الإلهية، ينتقل إلى صفة الكلام ليطرح مسألة خلق القرآن، فهو يثبت أن القراءة صفة من صفات المخلوقات فهي إذن محدثة كالمخلوقات، لكن المقروء (القرآن) هو صفة من صفات الله الذي هو الكلام الإلهي فهو إذن قديم، يقول الضرير[21]:[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]باب القراءة والمقروء[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قراءة الخلــــــق صفـات لهــــم **** وواجـــب حدوثـــهــا مـثـلـــــهم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقوله المقـــــروء من صفـــاتـه **** فـــواجـــب قــدمــه كــذاتــــــــه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهـــــو الـذي سمعه الكليـــــم **** وهـو كــــلام ربنــــا القديــــــم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ليــــس لــه شبــه ولا مـثــــــال **** ولا له عـــن ذاتــــه انـتـقــــــال[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهــذه الرســــــوم والأصــــوات **** دلائــل عليــــه موضوعـــــــات[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كمــا يدل الــــذكــر والكـتـــــاب **** عليــه جــل المــالك الوهـــــاب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثـــم القـــراءات ذوات غـــايــــة **** وليس للمقـــــروء مـن نهـــايـة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فيـــــوعــب القرآن بالكـــتـــاب **** وليس للمــقــــروء من إيعـــاب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما أتــــى في محكم القــــرآن **** في آخــر الكـهـف وفي لقمـــان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من قــــال إن هذه التــــــــلاوة **** قـديـمــــة فهــــو ذو غــبــــاوة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لأنهـــا تــبــــدأ ثــم تـــخـــتــــم **** وذاك فيــهــا للحـــــدوث حكــــم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهي حـروف ما لــــها بقــــــاء **** يعـــمـــها الحــــدوث والـــفنـاء[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فيحدث الحرف عقيب الـحــرف **** كسائر الأعراض في ذا الوقف[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من قال إن الصفة القــدــيمـــة **** تــحــلــــه فقـــد أتـى عــظـيـمـة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كــأنـــه يــلازمـــــه الإلـحـــــــاد **** قـول النصـــارى وهو الاتحــــاد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقــــدم العــالـــــم والحلــــــــول **** وشــرح ذاك ها هـنـــا يــطـــول[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وتحدث كذلك عن قضية رؤية الله تعالى، والرؤية عنده تدخل في إطار الجائزات، فرؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة، ليست واجبة على الله، عند الضرير، وإنما هي جائزة فقط، ولإثبات جوازها يلجأ إلى ما لجأ إليه أسلافه الأشاعرة حين أكدوا على أن كل موجود يرى، والله موجود فالله إذن يرى، ثم يستدل بالآي والأخبار الواردة في المسألة، فيقول الضرير في منظومته[22]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]باب في رؤية الله بالأبصار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ورؤيـــــة العـــبــــــاد للمعبـــود **** جائــزة لـعـلــــــة الوجــــــــود[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فــرؤيـــة الشيء إذا تــعــلــــــل **** بكـل ما ســوى الوجــود يبطــل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذ قد يرى الموصوف والصفات **** وحــــــــــادث ومـتــقـــدمـــــات[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد يـــرى القــريــب والبعــيــــد **** فــدل أن الـعــــلة الـوجـــــــود[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والله موجـــود فجـــازت رؤيـــته **** وحجــب الأبــصـار جلت قدرته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وللـجـــواز ســـأل الــكـلـيـــــــــم **** رؤيــتـــه وهــو بــه عــلـيـــــم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهـي في الميعــــــاد للأبـــــــرار **** ثابتـــة بالآي فــي الأخــبـــــار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وجـوهـهـم إلـى الإله نـــاظـــــرة **** في دار عدن مسفرات ناضرة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يــرونــــه سبحـــانـــه عيـــانـــــا **** كـفــى بـقــول المصطفى بيـانا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقـــد رويـنــــا عنه أيضــا خبــرا **** يــرونـــــه كما تـرون القمـرا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذ لـيـس تـرتابـــون في رؤيـتـــه **** حـقـا بما سبـق من تحدثــــــه [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحـظـهـــم بذاك دون الكـفـــــــرة **** إذ حجــبـوا عنه لفقد المغفـرة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أتى الوعــيــــد بالحجـــــــاب **** لهـــم زيـــادة علـــى العـــذاب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فكــان كل مـــؤمـــــــن بالـضــــد **** يـرونـــه زيـــادة في المجــــد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكــل هـــذا صـــح بالإجـــمــــاع **** قبــل حــدوث أهـــل الابتـداع[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وخصص الضرير بابا لمسألة خلق الأفعال، تكلم فيه بصراحة عن نظرية الكسب الأشعري، فهو يثبت للإنسان القدرة، على فعل ما يدخل تحت مقدوراته، ويؤكد على أن هذه القدرة، وذاك المقدور ما هو إلا إبداع وخلق من عند الله، ومن ذلك جائز أن يكلف الله عباده ما لا يطيقون، فيقول:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]باب في الكسب ولاستطاعة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والعبد يكتسب من صفاتــــه **** ماهو من أجناس مقدوراتــــه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كالقول والصمـت والاعتقـاد **** والقصد والكون والاعـتـمـــاد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يكسبــه بقدرة تـقـــارنــــــــه **** في الوقت والمحـــل لا تباينــه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذه القـــدرة والمـقــــــدور **** كلاهــمــا يـبــــدعــه القــديـــر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فــــلا يؤثر هذا في الفعـــــل **** حدوثـه وحــالــــة فــي الكــــل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لكــن يؤثــر بذات القـــــــادر **** تـفــرقــة بـيـنــــة للنــــاظـــــر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مابينــه وبين من يضطــــره **** إلـى الــذي بـه كــمــن يـجــره[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فذاك قـــادر وهـــذا عاجـــز **** والعجـز رفــع للمـــلام حـاجـز[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأثـبــت الإله الاستطــاعــة **** في الأمر بالسمع له والطاعة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وفاته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] انتقل يوسف بن موسى الضرير في آخر عمره إلى العدوة وسكن حضرة السلطان وكانت وفاته فجأة سنة عشرين وخمسمائة (520) للهجرة والذي يوافق سنة ست وعشرين ومائة وألف (1126) للميلاد بغرناطة من بلاد الأندلس[23]. وقيل كانت وفاته بمراكش نفس السنة[24].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الهوامش:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1- أزهار الرياض 3/159. التشوف ص:87[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2- بغية الملتمس ص:492 . الصلة 2/279 . الاعلام 8/254[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3- الأعلام 8/245[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4- انظر الغنية فهرست شيوخ القاضي عياض ص:226[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5- انظر ترجمته، "سير أعلام النبلاء" 19/133، و"ترتيب المدارك" 3/640، "شجرة النور الزكية": ، "بغية الملتمس"، ص:353.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]6- انظر ترجمته، سير اعلام النبلاء 14/172. وبغية الملتمس ص:243. وأبو القاسم بن بشكوال "كتاب الصلة" ط1/2003 المكتبة العصرية بيروت تح: صلاح الدين الهواري ص:130.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]7- المعجم في أصحاب القاضي الصدفي: 1/8[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]8- أزهار الرياض: 3/159[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]9- نفسه: 3/159[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]10- "المعجم" 260 ، و "عثمان السلاجي ومذهبيته الأشعرية"131[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]11- الغنية "فهرست شيوخ القاضي عياض" 2/226[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]12- الصلة: 2/279[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]13- أزهار الرياض: 3/159[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]14- الاعلام بمن حل مراكش وأغمات من الاعلام: 10/308[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]15- الأعلام، للزركلي: 8/254[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]16- تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي، ص:83[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]17- أبو علي عمر السكوني "عيون المناظرة" 290/291[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]18- نفسه 291[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]19- منظومة الضرير (مخطزط)، وتطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي ص:85[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]20- منظومة الضرير (مخطزط).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]21- نفسه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]22- نفسه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]23- بغية الملتمس ص:492 . الصلة 2/279 . الاعلام 8/254[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]24- أزهار الرياض 3/159. التشوف ص:87[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]المصادر والمراجع:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ "أزهار الرياض في أخبار عياض"، لشهاب الدين المقري، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط: 1/2010م، تح:علي عمر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ الأعلام" لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط: 17/2007م. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ "بغية الملتمس"، لأبي جعفر الضبي، المكتبة العصرية بيروت، ط:1/2005.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ "التشوف إلى رجال التصوف"، لابن الزيات التادلي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1: 2007م، تح: علي عمر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ "ترتيب المدارك"، للقاضي عياض، دار الأمان الرباط، ط: 1/2009، تح،علي عمر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ "تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي"، يوسف احنانة، منشورات وزارة الأوقاف المغربية، 2003م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ الصلة" لأبي القاسم ابن بشكوال، دار الكتب العلمية، ط: 1/2008م، تح: جلال الأسيوطي. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ "سير أعلام النبلاء"، للإمام الذهبي، دار الحديث بالقاهرة 2006 تح: محمد أيمن ـ الشبراوي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ "شجرة النور الزكية"، لمحمد مخلوف، مكتبة الثقافة الدينية بالقاهرة، ط: 1/2007، تح: علي عمر. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- "عثمان السلاجي ومذهبيته الأشعرية" لجمال علال البختي، منشورات وزارة الأوقاف المغربية، ط1: 2005م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ "عيون المناظرة"، أبو علي عمر السكوني، منشورات الجامعة التونسية، 1976، تح: سعد غراب. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ـ الغنية "فهرست شيوخ القاضي عياض" للقاضي عياض اليحصبي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط: 1/2003م، تح علي عمر.[/font]
[font=&quot]الأديب الشاعر ابن خبازة الخطابي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الشاعر ابن خبازة الخطابي: ت637هـبقلم: ذ. محمد الفاسيإن هذا العصر الموحدي الثالث الذي نبدأ دراسته اليوم يمتد من سنة ثلاثين وستمائة، وهي السنة التي توفي فيها الخليفة المأمون، وخلفه ابنه عبد الواحد الرشيد إلى سنة سبع وستين وستمائة، وهي السنة التي توفي فيها آخر الخلفاء الموحدين، أبو دبوس .وإذا كان التاريخ السياسي لهذه المدة عبارة عن تنازع السيادة بين أفراد من بني عبد المومن، وقيام دول جديدة على أنقاض الخلافة الموحدية العظيمة المتسعة؛ فإنه من الناحية الأدبية لا يختلف عن العصر الذي قبله، وذلك لأن أثر ضعف الدولة لا يظهر إلا بعد مضي جيل أو أكثر، وربما لا يظهر مطلقا إن سقطت الدولة الضعيفة بسرعة وخلفتها دولة جديدة مثلما وقع في آخر الدولة الموحدية، وقيام الدولة المرينية كما سنراه.وعلى هذا فليست لهذا العصر الأدبي مميزات خاصة بل هو كسابقه في كل شيء وكل رجاله نشأوا في العصر الذي قبله، وما قسَّمنا البحث في التاريخ الأدبي أيام الموحدين إلى ثلاثة عصور إلا لسهولة العرض.وقد كان لكل من العصرين السابقين شاعر عظيم ابن حبوس والجراوي، وشاعر هذا العصر الثالث هو ابن خبازة الخطابي.اسم هذا الشاعر ميمون بن علي بن عبد الخالق الخطابي، وبنو خطاب في قبائل كثيرة من برابرة المغرب، والذين ينتسب إليهم شاعرنا من صنهاجة الريف، ولا تزال هذه الفرقة الريفية موجودة إلى اليوم، وهي قبيلة مجيدة تقدم فيها العلماء والقواد الكبار، وكانت عائلته تقيم بفاس، وبها ولد في النصف الثاني من القرن السادس. ويلقب بابن خبازة نسبة إلى خاله كما قال صاحب الجذوة[ص309]، ويفهم منه أيضا أن خاله كان شاعرا كذلك، فلذا شبه به وأعطي لقبه.وقد ذكر صاحب مفاخر البربر[65-66] من جملة مشاهير البرابرة شخصا قال عنه: ومنهم الشيخ الصالح الصوفي المفتي المحدث أبو عمر ابن ميمون بن خطاب، رأيت بخطه جوابا لمن سأله عن اسمه ونسبه؟ فقال: أنا ميمون بن علي بن عبد الخالق الخطابي.والصفات التي ذكرها له هنا صاحب مفاخر البربر لا تنطبق تماما على شاعرنا، خصوصا وأنه لم يصفه بالشاعر، كما أن ابن القاضي في جذوة الاقتباس وابن عبد الملك في الذيل والتكملة لم يذكرا عنه أنه كان محدثا مفتيا ولم يزيدا على أنه كان شاعرا، فلا شك أن هذا ولده وهو أبو عمر ابن ميمون نفسه كما قال في النقل الذي أورده عنه، فالغالب أنه سقطت منه التسمية بعد قوله، أنا ولم يبق إلا اسم أبيه ميمون الذي نحن بصدده.ولا نعلم أسماء الأشياخ الذين درس عليهم ابن خبازة، والغالب أنه درس ببلاده واشتغل بعلوم اللغة والأدب حتى برع فيها، ثم تعاطى قرض الشعر فأجاده كما يظهر مما بقي لنا من شعره، وكما يقوله من ترجم له كابن عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة على الموصول والصلة، وكابن القاضي في جذوة الاقتباس فيمن حل من الأعلام مدينة فاس.قال الأول في أحد أجزاء كتابه الجليل الذي أفلت من الضياع، ومنه نسخة مصورة بالخزانة العامة:(وقطع مددا من عمره في الارتسام بامتداح ملوك عصره، فكان يأتي من ذلك بما لم يسمع من ذكره، ولا يطمع في لحاقه سرعة ارتجال وحسن افتتان وبراعة إنشاء).وقال الثاني:(كان سريع البديهة ناظما ناثرا مع الإجادة والتفنن في أساليب الكلام معرفة وإتقانا في هزله وجده على اختلاف اللغات. الجذوة[ص209].وقد أثبت له كل واحد منهما ما يشهد له بذلك، فمنه قصيدة طويلة في مدح أبي العلاء ابن المنصور وتهنئته بالولاية على إشبيلية بعد قرطبة، ذكرها له ابن عبد الملك ومطلعها:يا سعد حمص لقد نالت بك الا ملا كأنك الشمس قد حلت بها الحملاوذكر له ابن القاضي قصيدة طويلة أيضا في مدح خير البرية عليه الصلاة والسلام تحتوي على تسعة وأربعين ومائة بيت ومطلعها:حقيق علينا أن نجيب المعاليا لنفني في مدح الحبيب المعانياومنها في ولادته عليه الصلاة والسلام:وكم شاهدت من آية أمه بـــــــــــه يصير به جيد الديانة حاليـــــــــارأت في معاليه مرائي جمــــــــــة مصدقة الآثار منه المرائيـــــــــاوقيل لها بشراك فزت بخير مــــن يرى فوق أكناف البسيطة ماشيـاوحفت به الأملاك في حين وضعه بليلة أفضال تزين اللياليـــــــــــاوبشر رضوان الجنان بخلقــــــــه ففتح جنات النعيم الثمانيــــــــــــاونادى منادي العز طوفوا بأحمــد جهات الدنا طرا وعموا النواحيـابدا واضعا كفيه بالأرض رافعـــا بعينيه نحو الأفق بالطرف سامياومنها في ذكر معجزة النبي العربي العظمي وهي القرآن:وآياته جلت عن العد كثرة فما تبلغ الأقوال منها تناهياوأعظمها الوحي الذي خصه به فبلغ عنه آمرا فيه ناهيــــــــــــاتحدى به أهل البيان بأسرهــــم فكلهم ألفاه بالعجز وانيـــــــــــاوجاء به رحبا صريحا يزيـــده مرور الليالي جدة وتعاليــــــــاتضمن أحكام الوجود بأسرهــا وعم القضايا مثبتا فيه نافيــــــاوأخبر عما كان أو هو كـــأس يرى ماضيا أو ما يرى بعد آتيا ه أيضا عدة أبيات من قصيدة أخرى طويلة أيضا قالها في رثاء أبي محمد عبد الله بن أبي بكر محمد عبد الملك بن الحافظ أبي بكر ابن الجد الفهري الإمام المشهور جد آل الفاسي الفهريين، وهذه المرثية تدل على براعته وشاعريته وتفكيره العميق، إذ لم يجعلها مجرد تفجع ووصف الفقيد بالأوصاف المستحيلة، وإشراك الكون والطبيعة جمعاء في الحزن على المرثي على عادة الشعراء، بل مزج كل ذلك بإلقاء نظر على الموت الذي يشغل أفكار كل الشعراء الكبار والفلاسفة فقال:وإنما الموت حكم ليس يدخله نسخ لخلق وعدل دون تجويريقضي على الأسد في الآجام حاكمه وفي الكناس على البيض اليعافيروتمتص الشهب في شم الجبال كما في الوكر يغنام أفراخ العصافيرأعظم بآياته من آية عظمت فليس تدرك في حال بتفسير وأورد له أيضا في آخر ترجمته أبياتا من قصيدة قال عنها أيضا وهي طويلة ومنها:هب النسيم ضحى ففاح المندل وتأرجت منه الصبا والشمالأترى عليلا فاستحث إلى الصبا صبا بأنفاس الصبا يتعلليهوى الغدير وساكنيه ومن له لو كان يدنو منه ذاك المنزلوفي هذه الأمثلة كفاية لإظهار مقدرته الشعرية، وقد كان متصلا بالخلفاء الموحدين، وكان يمدحهم كما قدمنا عن ابن عبد الملك، وذكر ابن القاضي أنه ولي حسبة الطعام بمراكش يعني أنه كان مكلفا بشؤون التموين في ذاك العصر وهذه الخطة لم تعرف على ما يظهر إلا في أيام الموحدين مما يدل على اتساع العمران في وقتهم والاضطرار إلى تنظيم شؤون المعاش حتى جعلوا له محتسبا خاصا أما قبلهم وبعدهم فالحسبة كانت عامة.ولم يبق لنا آثار ابن خبازة إلا ما ورد في الذيل والتكملة وفي الجذوة، ولا شك أن شعره جمع في ديوان خاص؛ لأنه كان طويل النفس، وقد رأينا أن كل القصائد التي ذكرت له طويلة، أو قيل عنها أنها طويلة، وربما عثر عليه يوما ما في إحدى خزانات المغرب التي لا تزال مجهولة ولم تفهرس كتبها.وإذا كنا لا نعرف تاريخ ولادته، فإن تاريخ وفاته معروف بعد ذكر ابن عبد الملك أنه توجّه صحبة الخليفة الموحدي الرشيد إلى سلا، فأدركته منيته بها صدر سنة سبع وثلاثين وستمائة.وقال ابن القاضي في الجذوة (توفي برباط الفتح من سلا )، وهو مخالف لما ذكر ابن عبد الملك، إلا أني رأيت الشيخ العباس بن ابراهيم مؤرخ مراكش يذكر في أحد أجزاء تاريخه التي لم تطبع بعد قوله : (وقبره خارج سلا قبلي قبر الشيخ ابراهيم أبي حاجة)، مما يدل على أن قول ابن عبد الملك هو الصحيح، وأن قبره معروف إلى وقتنا، فإن كان كذلك يتعين على أدباء سلا أن يعتنوا بالبحث عن هذا الحدث وبتجديده وإحياء ذكراه وما ذلك على عزمهم بعزيز.عن رسالة المغرب في العلم في الأدب والاجتماع؛العدد الرابع، السنة السادسة محرم 1367 / دجنبر 1947إعداد: ذة.نادية الصغير.[/font]
[font=&quot]الأديب الشاعر ابن خبازة الخطابي: ت637هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بقلم: ذ. محمد الفاسي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]إن هذا العصر الموحدي الثالث الذي نبدأ دراسته اليوم يمتد من سنة ثلاثين وستمائة، وهي السنة التي توفي فيها الخليفة المأمون، وخلفه ابنه عبد الواحد الرشيد إلى سنة سبع وستين وستمائة، وهي السنة التي توفي فيها آخر الخلفاء الموحدين، أبو دبوس .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإذا كان التاريخ السياسي لهذه المدة عبارة عن تنازع السيادة بين أفراد من بني عبد المومن، وقيام دول جديدة على أنقاض الخلافة الموحدية العظيمة المتسعة؛ فإنه من الناحية الأدبية لا يختلف عن العصر الذي قبله، وذلك لأن أثر ضعف الدولة لا يظهر إلا بعد مضي جيل أو أكثر، وربما لا يظهر مطلقا إن سقطت الدولة الضعيفة بسرعة وخلفتها دولة جديدة مثلما وقع في آخر الدولة الموحدية، وقيام الدولة المرينية كما سنراه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعلى هذا فليست لهذا العصر الأدبي مميزات خاصة بل هو كسابقه في كل شيء وكل رجاله نشأوا في العصر الذي قبله، وما قسَّمنا البحث في التاريخ الأدبي أيام الموحدين إلى ثلاثة عصور إلا لسهولة العرض.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد كان لكل من العصرين السابقين شاعر عظيم ابن حبوس والجراوي، وشاعر هذا العصر الثالث هو ابن خبازة الخطابي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اسم هذا الشاعر ميمون بن علي بن عبد الخالق الخطابي، وبنو خطاب في قبائل كثيرة من برابرة المغرب، والذين ينتسب إليهم شاعرنا من صنهاجة الريف، ولا تزال هذه الفرقة الريفية موجودة إلى اليوم، وهي قبيلة مجيدة تقدم فيها العلماء والقواد الكبار، وكانت عائلته تقيم بفاس، وبها ولد في النصف الثاني من القرن السادس. ويلقب بابن خبازة نسبة إلى خاله كما قال صاحب الجذوة[ص309]، ويفهم منه أيضا أن خاله كان شاعرا كذلك، فلذا شبه به وأعطي لقبه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد ذكر صاحب مفاخر البربر[65-66] من جملة مشاهير البرابرة شخصا قال عنه: ومنهم الشيخ الصالح الصوفي المفتي المحدث أبو عمر ابن ميمون بن خطاب، رأيت بخطه جوابا لمن سأله عن اسمه ونسبه؟ فقال: أنا ميمون بن علي بن عبد الخالق الخطابي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والصفات التي ذكرها له هنا صاحب مفاخر البربر لا تنطبق تماما على شاعرنا، خصوصا وأنه لم يصفه بالشاعر، كما أن ابن القاضي في جذوة الاقتباس وابن عبد الملك في الذيل والتكملة لم يذكرا عنه أنه كان محدثا مفتيا ولم يزيدا على أنه كان شاعرا، فلا شك أن هذا ولده وهو أبو عمر ابن ميمون نفسه كما قال في النقل الذي أورده عنه، فالغالب أنه سقطت منه التسمية بعد قوله، أنا ولم يبق إلا اسم أبيه ميمون الذي نحن بصدده.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا نعلم أسماء الأشياخ الذين درس عليهم ابن خبازة، والغالب أنه درس ببلاده واشتغل بعلوم اللغة والأدب حتى برع فيها، ثم تعاطى قرض الشعر فأجاده كما يظهر مما بقي لنا من شعره، وكما يقوله من ترجم له كابن عبد الملك المراكشي في الذيل والتكملة على الموصول والصلة، وكابن القاضي في جذوة الاقتباس فيمن حل من الأعلام مدينة فاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الأول في أحد أجزاء كتابه الجليل الذي أفلت من الضياع، ومنه نسخة مصورة بالخزانة العامة:(وقطع مددا من عمره في الارتسام بامتداح ملوك عصره، فكان يأتي من ذلك بما لم يسمع من ذكره، ولا يطمع في لحاقه سرعة ارتجال وحسن افتتان وبراعة إنشاء).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال الثاني:(كان سريع البديهة ناظما ناثرا مع الإجادة والتفنن في أساليب الكلام معرفة وإتقانا في هزله وجده على اختلاف اللغات. الجذوة[ص209].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أثبت له كل واحد منهما ما يشهد له بذلك، فمنه قصيدة طويلة في مدح أبي العلاء ابن المنصور وتهنئته بالولاية على إشبيلية بعد قرطبة، ذكرها له ابن عبد الملك ومطلعها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا سعد حمص لقد نالت بك الا ملا كأنك الشمس قد حلت بها الحملا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وذكر له ابن القاضي قصيدة طويلة أيضا في مدح خير البرية عليه الصلاة والسلام تحتوي على تسعة وأربعين ومائة بيت ومطلعها:[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]حقيق علينا أن نجيب المعاليا لنفني في مدح الحبيب المعانيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنها في ولادته عليه الصلاة والسلام:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكم شاهدت من آية أمه به يصير به جيد الديانة حاليا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رأت في معاليه مرائي جمة مصدقة الآثار منه المرائيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقيل لها بشراك فزت بخير من يرى فوق أكناف البسيطة ماشيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحفت به الأملاك في حين وضعه بليلة أفضال تزين اللياليا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبشر رضوان الجنان بخلقه ففتح جنات النعيم الثمانيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونادى منادي العز طوفوا بأحمــد جهات الدنا طرا وعموا النواحيـا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدا واضعا كفيه بالأرض رافعا بعينيه نحو الأفق بالطرف ساميا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنها في ذكر معجزة النبي العربي العظمي وهي القرآن:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وآياته جلت عن العد كثرة فما تبلغ الأقوال منها تناهيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأعظمها الوحي الذي خصه به فبلغ عنه آمرا فيه ناهيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تحدى به أهل البيان بأسرهم فكلهم ألفاه بالعجز وانيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وجاء به رحبا صريحا يزيده مرور الليالي جدة وتعاليا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تضمن أحكام الوجود بأسرها وعم القضايا مثبتا فيه نافيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأخبر عما كان أو هو كأس يرى ماضيا أو ما يرى بعد آتيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأورد له أيضا عدة أبيات من قصيدة أخرى طويلة أيضا قالها في رثاء أبي محمد عبد الله بن أبي بكر محمد عبد الملك بن الحافظ أبي بكر ابن الجد الفهري الإمام المشهور جد آل الفاسي الفهريين، وهذه المرثية تدل على براعته وشاعريته وتفكيره العميق، إذ لم يجعلها مجرد تفجع ووصف الفقيد بالأوصاف المستحيلة، وإشراك الكون والطبيعة جمعاء في الحزن على المرثي على عادة الشعراء، بل مزج كل ذلك بإلقاء نظر على الموت الذي يشغل أفكار كل الشعراء الكبار والفلاسفة فقال:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإنما الموت حكم ليس يدخله نسخ لخلق وعدل دون تجويريقضي على الأسد في الآجام حاكمه وفي الكناس على البيض اليعافيروتمتص الشهب في شم الجبال كما في الوكر يغنام أفراخ العصافيرأعظم بآياته من آية عظمت فليس تدرك في حال بتفسير[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأورد له أيضا في آخر ترجمته أبياتا من قصيدة قال عنها أيضا وهي طويلة ومنها:هب النسيم ضحى ففاح المندل وتأرجت منه الصبا والشمالأترى عليلا فاستحث إلى الصبا صبا بأنفاس الصبا يتعلليهوى الغدير وساكنيه ومن له لو كان يدنو منه ذاك المنزل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي هذه الأمثلة كفاية لإظهار مقدرته الشعرية، وقد كان متصلا بالخلفاء الموحدين، وكان يمدحهم كما قدمنا عن ابن عبد الملك، وذكر ابن القاضي أنه ولي حسبة الطعام بمراكش يعني أنه كان مكلفا بشؤون التموين في ذاك العصر وهذه الخطة لم تعرف على ما يظهر إلا في أيام الموحدين مما يدل على اتساع العمران في وقتهم والاضطرار إلى تنظيم شؤون المعاش حتى جعلوا له محتسبا خاصا أما قبلهم وبعدهم فالحسبة كانت عامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يبق لنا آثار ابن خبازة إلا ما ورد في الذيل والتكملة وفي الجذوة، ولا شك أن شعره جمع في ديوان خاص؛ لأنه كان طويل النفس، وقد رأينا أن كل القصائد التي ذكرت له طويلة، أو قيل عنها أنها طويلة، وربما عثر عليه يوما ما في إحدى خزانات المغرب التي لا تزال مجهولة ولم تفهرس كتبها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإذا كنا لا نعرف تاريخ ولادته، فإن تاريخ وفاته معروف بعد ذكر ابن عبد الملك أنه توجّه صحبة الخليفة الموحدي الرشيد إلى سلا، فأدركته منيته بها صدر سنة سبع وثلاثين وستمائة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال ابن القاضي في الجذوة (توفي برباط الفتح من سلا )، وهو مخالف لما ذكر ابن عبد الملك، إلا أني رأيت الشيخ العباس بن ابراهيم مؤرخ مراكش يذكر في أحد أجزاء تاريخه التي لم تطبع بعد قوله : (وقبره خارج سلا قبلي قبر الشيخ ابراهيم أبي حاجة)، مما يدل على أن قول ابن عبد الملك هو الصحيح، وأن قبره معروف إلى وقتنا، فإن كان كذلك يتعين على أدباء سلا أن يعتنوا بالبحث عن هذا الحدث وبتجديده وإحياء ذكراه وما ذلك على عزمهم بعزيز.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]عن رسالة المغرب في العلم في الأدب والاجتماع؛العدد الرابع، السنة السادسة محرم 1367 / دجنبر 1947م[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]إعداد: ذة.نادية الصغير.[/font]
[font=&quot]أبو عمران الفاسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اسمه ونشأته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو موسى بن عيسى بن أبي حاج. واسمه -أي جده - يحجّ ابن وليهم بن الخير الغفجومي، وغفجوم فخذ من زناتة. وقال السمنطاري: من هوّارة. أصله من فاس، وبيته به مشهور، ويعرفون ببني أبي حاج. ولهم عقب، وفيهم نباهة. ولد سنة 368ﻫ، فيما نقله ابن عبد البر، وقال أبو عمر الداني ولد سنة 365ﻫ، واستوطن القيروان، وحصلت له بها رئاسة العلم. ورحل إلى قرطبة فتفقه بها. ودخل العراق، ، ثم رجع إلى القيروان فاستوطنها، فلم يزل إماماً بالمغرب، أخذ عنه الناس وتفقه عليه جماعة كثيرة، فطارت فتاويه في المشرق والمغرب، واعتنى الناس بقوله. وكان يجلس للمذاكرة، والسماع في داره، من غدوة إلى الظهر. فلا يتكلم بشيء إلا كتب عنه، إلى أن مات رحمه الله [2].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فضائله وأخباره:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال حاتم بن محمد: كان أبو عمران من أعلم الناس، وأحفظهم. جمع حفظ المذهب المالكي إلى حفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة معانيه. وكان يُقرئ القرآن بالسبع، ويجوده. مع معرفته بالرجال وجرحهم، وتعديلهم. أخذ عنه الناس من أقطار المغرب والأندلس، واستجازه من لم يلقه. وخرج من عوالي حديثه نحو مائة ورقة. قال حاتم: ولم ألقَ أحداً، أوسع منه علماً، ولا أكثر رواية. قال عمر الصقلي: أبو عمران الثقة الإمام الديّن، المعلم. وذكر أن الباقلاني كان يعجبه حفظه، ويقول: لو اجتمعت في مدرستي أنت وعبد الوهاب بن نصر، وكان إذ ذاك بالموصل، لاجتمع فيها علم مالك. أنت تحفظه وهو ينصره. لو رآكما مالك لسرّ بكما. قال ابن عمار في رسالته، فذكره فقال: كان إماماً في كل علم، نافذاً في علم الأصول، مقطوعاً بفضله وإمامته. ولما دخل بغداد شاع أن فقيهاً من أهل المغرب مالكياً، قدم. فقال الناس: لسنا نراه إلا عند القاضي أبي بكر الباقلاني، وهو إذ ذاك شيخ المالكية بالعراق، وإمام الناس. فنهض من أهل بغداد من المالكية. فقال السائل: أصلحك الله، هذا شيخ من كبار شيوخنا، ومن الجفاء أن تكلفه المناظرة من أول وهلة. ولكن أنا أخدمه في نصرة هذه المسألة وأنوب عنه فيها، الدليل على صحة ما أجاب به الشيخ، حرسه الله تعالى، كذا وكذا، ما اعترضه الشافعي فيه. ثم انفصل المالكي من اعتراضه، حتى خلص الدليل. فلما أجمل الكلام على المسألة، قام إليه الشافعي، وقبّل رأسه، وقال: أحسنت يا سيدي، وحبيبي. أنت والله شيخ المذهب، حين نصرته. وجرت في ذلك المجلس مسائل غيرها. وذكره أبو عمر المغربي في كتابه، فقال: قرأ القرآن على أبي الحسن علي الحمامي، وقرأ القرآن بالقيروان مدة، ولما ورد القيروان وجلس مدة، بان علمه. قال كبار أصحاب أبي بكر بن عبد الرحمان: نسير إليه. وقالوا إنه يعزّ على شيخنا ذلك. وتروّضوا في الحضور عنده. ثم عزموا على ذلك. قالوا إنه لا يجمل بنا التخلف عن مثله، فأسخطوا شيخهم حتى يحكى أنه دعا عليهم، وهجرهم[3].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]شيوخه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تفقه أبو عمران الفاسي بالقيروان عند أبي الحسن القابسي. وسمع بها من أبي بكر الدويلي، وعلي بن أحمد اللواتي السوسي، ورحل إلى قرطبة فتفقه بها عند أبي محمد الأصيلي. وسمع بها من أبي عثمان سعيد بن نضرة. وعبد الوارث بن سفيان، وأحمد بن قاسم وغيرهم. ودخل العراق، فسمع من أبي الفتح ابن أبي الفوارس، وأبي الحسن علي بن إبراهيم المستملي، وأبي الحسين ابن الحمامي المقري، وأبي الحسن ابن الرفاء، وأبي الحسن بن الخضر، وأبي أحمد الفرضي، وأبي الطيب المجد، وأبي العباس الكرخي ابن المحاملي، وأبي عبد الله بن بكران الرازي، وأبي القاسم الضريري، وأبي عبد الله الجعفي القاضي، وأبي أحمد بن جامع الدهان، وهلال الحفار، وأبي الحسن ابن الفضل العطار، وغيرهم. ودرس الأصول على القاضي أبي بكر الباقلاني، ولقي جماعة. وكان قد سمع بمكة من أبي ذر. ثم ترك أن يسميه لشيء جرى بينهما. فكان يقول: فيما سمعت عنه. وذكروا أن السبب في ذلك بعد صداقتهما ومودتهما، أن أبا عمران لما رجع من العراق، وجد أبا ذر بالسرات خارج مكة، وكتبه بمكة عند خازنه، فطلبها من خازنه، فلم يمكنه منها. وكان له غرض في بعضها. فبإدلاله على أبي ذر، ولما بينهما، تحكم في أخذها دون رأيه، وغلب خازنه عليها، فقامت على أبي ذر من ذلك القيامة، وأغلظ له في الكلام، حتى أدى ذلك إلى فساد ما بينهما. وسمع بالحجاز أيضاً، من أبي الحسن ابن فراش، وأبي القاسم السفطي، وبمصر من أبي الحسن ابن أبي الجدار، وأحمد بن نور القاضي، وعبد الوهاب بن منير الوشاء[4].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلاميذه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخذ عنه وتفقه عليه جماعة كثيرة، كعتيق السوسي، وأبي محمد الفحصلي، ومحمد بن طاهر بن طاوس، وجماعة من الفاسيين، والسبتيين، والأندلسيين[5].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]آراؤه العقدية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذكر القاضي عياض وغيرُه أنه جرت بالقيروان مسألة في الكفار، هل يعرفون الله أو لا؟ فوقع فيها تنازع عظيم بين العلماء. وتجاوز ذلك إلى العامة، وكثر التمادي بينهم، حتى كان يقوم بعضهم إلى بعض في الأسواق، ويخرجون عن حد الاعتدال إلى القتال. وكان المتهجم بذلك رجل مؤدب يركب حماره، ويذهب من واحد إلى آخر. فلا يترك متكلماً ولا فقيهاً إلا سأله فيها وناظره. فقال قائل: لو ذهبتم إلى الشيخ أبي عمران لشفانا من هذه المسألة. فقام إليه أهل السوق بجماعتهم، حتى أتوا باب داره واستأذنوا عليه، فأذن لهم. فقالوا له: أصلحك الله، أنت تعلم أن العامة إذا حدثت بها حادثة، إنما تفزع إلى علمائها. وهذه المسألة قد جرى فيها ما بلغك، وما لنا في الأسواق شغل إلا الكلام فيها. فقال لهم: إن أنصتّم وأحسنتم الاستماع أجبتكم إلا واحد، ويسمع الباقون. ثم التفت إلى واحد منهم فقال: أرأيت لو لقيت رجلاً فقلت له: تعرف أبا عمران الفاسي، فقال: نعم. فقلت: صفه لي، فقال: هو رجل يبيع البقل والحنطة والزيت في سوق ابن هشام ويسكن صبرة، أكان يعرفني؟ قال: لا، قال: فلو لقيت آخر فقلت هل تعرف أبا عمران؟ فقال: نعم. فقلت له: صفه لي، فقال: هو رجل يدرس العلم ويدرسه، يفتي الناس ويسكن بقرب السماط، أكان يعرفني؟ قال: نعم. قال: والأول ما كان يعرفني؟ قال: لا. قال لهم الشيخ: كذلك الكافر، إذا قال لمعبوده صاحبة، وولداً، وأنه جسم، وقصد بعبادته مَن هذه صفته. فلم يعرف الله، ولم يصفه بصفاته. ولم يقصد بالعبادة إلا مَن هذه صفته، وهو بخلاف المؤمن الذي يقول إن معبوده: الله، الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤاً أحد. فهذا قد عرف الله، ووصف بصفته. وقصد بعبادته من يستحق الربوبية سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون، علواً كبيراً. فقامت الجماعة وقالوا له: جزاك الله خيراً من عالم. فقد شفيت ما بنفوسنا، ودعوا له، ولم يخوضوا في المسألة بعد هذا[6].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أدبه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ذكر أبو الحسن ابن رشيق الأديب في كتابه، قال: كتب محمد بن علي الطبني حين عزم أبو عمران على السفر إلى الحج إليه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أقول والنفس حزنى منك والهة ... مما تحاذره من فقد محياها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن له رب ما تراه من عمل ... برٍ وإن كان في بقياه بقياها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فإن تُقم لم يُرِعني نأيُ مرتحل ... وإن ترد سفراً ودعتك الله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نفسي بما ترتضيه غير كارهة ... وحسبك أن ما أرضاك أرضاها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأجابه أبو عمران رحمه الله:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حياك ربك من خل أخي ثقة ... وصان نفسك بالتكريم مولاها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من كل غم وشأن لا يوافقها ... هو العليم بما يبديه مولاها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا أضاع لها الرحمن حرفتها ... وقولها إن تسر ودعتك اللهَ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فالله يجمعنا من بعد أوبتنا ... ويؤتنا من وجوه البر أسناها[7][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفاته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي أبو عمران سنة ثلاثين وأربعماية. فيما حكى الجياني، عن أبي عمر ابن عبد البر، وقال أبو عمر المقرئ: مات وسنه خمس وستون سنة[8].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الهوامش:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot][1] ترجمته أيضا في: "طبقات الشهرازي 161، والصلة 2/577، و"غاية النهاية" 2/321، و"الديباج" 2/337، و"معالم الإيمان" 3/159، و"الحلل السندسية" 1/272، و"وشجرة النور الزكية" 1/106، والفكر السامي 4/41. انظر: ترتيب المدار وتقريب المسالك، 7/243، للقاضي عياض، تح: محمد بن تاويت الطنجي، نشر وزارة الأوقاف بالمغرب، الطبعة 2/1983م. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][2] ترتيب المدار وتقريب المسالك، 7/243. و"الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، لمحمد بن الحسن الحجوي الثعالبي، ابتدئ طبعه بإدارة المعارف بالرباط 1340، وكملت بمطبعة البلدية بفاس 1345.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][3] ترتيب المدارك: 7/247-248.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][4] م، س:7/ 248.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][5] نفسه 249.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][6] م، س: 7/249-250. والفكر السامي 4/41.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][7] م، س:7/251-252.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][8] م، س:7/ 252. والفكر السامي 4/42.[/font]
[font=&quot]"الإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي (832 هـ - 895 هـ ) (1428م -1490م )"[1][/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]نسبه ومولده :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عمر شعيب السنوسي، وبه اشتهر نسبة لقبيلة بالمغرب، الحسني، نسبة للحسن بن علي بن أبي طالب من جهة أم أبيه، مولده بعد الثلاثين وثمانمائة بسنتين (832ﻫ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأته :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] نشأ الإمام السنوسي خيرا مباركا فاضلا صالحا، تربى وأخذ العلم بداية عن أبيه أبي يعقوب يوسف، عالم تلمسان وصالحها وزاهدها وكبير علمائها الشيخ العلامة المتفنن الصالح الزاهد العابد المحقق المقرئ الخاشع، ثم بعده على خيرة علماء عصره أخذ عنهم علم المعقول والمنقول وأدب الولاية، فانتفع بعلمهم وببركة دعائهم، فتصدر لمجالس العلم وأدى ما تلقاه منها على أحسن وجوه الأداء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيوخه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فمن جملة الشيوخ الذين أخذ عنهم:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي[2]، وأبو الحسن علي بن محمد السنوسي الشهير بالتالوتي الأنصاري (ت895ﻫ)[3]، ومحمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي، أبوعبد الله الشهير بـ: أبركان، (ت868ﻫ/1464م)[4]، ومحمد بن قاسم بن تُوزتْ وقيل تومرت، التلمساني السنوسي[5]، وأبو الحسن علي بن محمد البسطي القرشي الشهير بالقلصادي الأندلسي (ت891ﻫ)، ونصر الزواوي التلمساني[6]،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومحمد بن أحمد بن عيسى المغيلي الشهير بالجلاب التلمساني. (ت875ﻫ)[7]، أبو الحجاج يوسف بن أحمد بن محمد الشريف الحسني[8]، وأبو عبد الله محمد بن العباس العبادي الشهير بـ"ابن العباس" (ت871ﻫ)[9]، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحباك. (ت868ﻫ)[10] ، وأبو القاسم الكنابشي البجائي[11]، وإبراهيم بن محمد بن علي اللنتي التازي (ت866ﻫ) [12]، وأبو زيد عبد الرحمن الثعالبي[13]، وأبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي (ت884ﻫ) [14].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلاميذه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - وأخذ عنه العلم جماعة منهم : محمد بن إبراهيم بن عمر بن علي، أبو عبد الله الملالي نسبته إلى بني ملال بالمغرب، التلمساني (898ﻫ/1492م) [15]، ومحمد بن أبي الفضل بن سعيد بن صعد وبه عرف التلمساني الفقيه العالم المحصل العلامة، توفي بمصر سنة (901ﻫ) [16]، وبلقاسم بن محمد الزواوي (ت922ﻫ) [17]، ومحمد بن أبي مدين التلمساني (ت915ﻫ) [18]، ومحمد بن محمد بن العباس التلمساني، الشهير بـ "أبي عبد الله" الشيخ الفقيه النحوي العالم (كان حيا في حدود سنة (920ﻫ) [19]، وأبو عبد الله محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي، التلمساني توفي سنة (909ﻫ) [20]، وأحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي الشهير بزروق، توفي رحمه الله بتكرين من قرى مصراتة من عمل طرابلس الغرب في صفر عام تسعة وتسعين وثمانمائة (899ﻫ) [21]، ومحمد بن عبد الرحمن الحوضي، الفقيه الأصولي التلمساني، العالم الشاعر المكثر، توفي في ذي القعدة عام عشرة وتسعمائة بتلمسان (ت910ﻫ) [22].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]آراؤه العقدية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لا يمكن في هذه الترجمة المختصرة الوقوف على جميع آراء الإمام السنوسي العقدية، ولكن نعطي فكرة فقط عنها، وكما يقال: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] تحدث الإمام السنوسي عن قضية الصفات، حيث يقرر أن مذهب أهل السنة قاطبة: هو جعل الأحكام السبعة المعنوية [كونه تعالى حيّا عَليما مُريدا قَادرا سميَعا بَصيرا مُتكلما] ملازمة لصفات أخرى، وجودية تقوم بذاته تعالى تسمى صفات المعاني: وهي القدرة والارادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام[23]".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] بعد أن قرر هذا، رد على المعتزلة المنكرين لصفات المعاني، والفلاسفة المنكرين لجميع الصفات، منبها في ذلك على الاحتياط في الإطلاقات اللفظية المتعلقة بالصفات، بحيث إنه لا يصح أن نطلق عليها في العبارة، أنها غير ذاته، أو مخالفة لها، أو أن يقال أنها عين الذات، لِما يوهمه الأولان من صحة العدم والمفارقة، ولِما يقتضيه الثالث من نفي الصفات واتحادها مع الذات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أما مذهب الإمام السنوسي في مسألة وجوب النظر، فإنه عند شرحه رحمه الله لبيت متن الجزائرية الحادي والعشرين: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] من وَاجبٍ أولاً قصدٌ إلى نظرٍ ***** صَحِيحٍ معنى بلا نقصٍ ولا خللٍ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حكى اختلاف المتكلمين في أول واجب على البالغ العاقل، فذكر سبعة أقوال وهي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1. أنه معرفة الله تعالى هي أصل المعارف الدينية وهو قول أبي الحسن الأشعري.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2. أنه النظر الموصل إليها وهو مذهب القاضي أبي بكر الباقلاني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3. أنه أول جزء من النظر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4. أنه القصد إلى النظر الصحيح، عزي للقاضي واختاره ابن فورك وإمام الحرمين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5. أنه التقليد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]6. أنه النطق بالشهادتين [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]7. أنه الشك وقال به أبو هاشم من المعتزلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فضعف جميع تلك الأقوال ما عدا الأول والرابع وعقب على ذلك بقوله "فلم يبق من هذه الأقوال السبعة سالما من التضعيف سوى القول الأول الذي يقول: أول واجب المعرفة، والقول الرابع الذي يقول أول قول واجب القصد إلى النظر، ثم إذا تأملت في هذين القولين وجدتهما غير مختلفين في المعنى، لأن أحدهما أراد الأولية باعتبار المقاصد، فلهذا قال: أول واجب المعرفة، والآخر أراد باعتبار ما يشتغل به المكلف ويطلب به على الإطلاق، فلهذا قال: أول واجب القصد إلى النظر[24]".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] واستدل على وجود الله تعالى بقضية حدوث العالم فقال رحمه الله: "وبالجملة فالطريق إلى معرفة وجوده تعالى، هو معرفة حدوث العالم، وهو كل ما سوى الله تعالى، ومرجع الأدلة على حدوثه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وإن كثرت وتنوعت [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] إلى الاستدلال بحدوث أحد المتلازمين على حدوث الأخر[25]".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ونأتي لصفة الكلام، وما ارتبط بها من المسائل، لنجد الإمام السنوسي يحد الكلام كعادته في تحديد معاني الألفاظ أولا، ثم تناول مسائله ثانيا، فيحده بأنه، "صفة قديمة معبر عنه بالعبارات المختلفات، مباين لنفسه لجنس الحروف والأصوات، منزه عن التقديم والتأخير، والتجدد والسكوت، واللحن، والإعراب، وسائر التغيرات، متعلق بما تعلق به العلم من المتعلقات[26]".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد سلك في إثبات هذه الصفة مسلك الاستدلال من العقل والنقل، فدليل العقل يتمثل في أن "كل حي فهو قابل للكلام وضده، ومهما لم يتصف بالكلام وجب أن يتصف بضده، لكن ضده آفة ونقيصة، ومولانا جل وعز منزه عن الآفات والنقائص فوجب إذا أن يتعين الكلام[27]".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأما من جهة النقل، والذي اعتبره أقوى الدليلين، فقد نقل حكاية الإمام الرازي لإجماع الأنبياء والرسل على كونه تعالى متكلما، وحكاية الإمام التلمساني إجماع المسلمين على ذلك أيضا في الجملة وإن اختلفوا في تفسير الكلام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ولإثبات الكلام النفسي القديم ساق الآية،﴿ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً﴾[28]، مؤكدا على أن سوق الآية إنما هو "على سبيل التقوية لإثبات الكلام النفسي القديم بسماع موسى عليه السلام له، وإلا فإنكار الكلام النفسي وحصره في الحروف والأصوات واضح البطلان عقلا ونقلا، ولا شك أنه إذا ثبت الكلام النفسي ثم وجدنا في الكتاب والسنة إسناد الكلام إليه تعالى وجب علينا أن نعتقد ظاهره، وأن المراد من ذلك إنما هو كلامه القديم القائم بذاته، إذ التعرض لإخراج اللفظ عن ظاهره من غير موجب بدعة[29]".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ثم خص الإمام السنوسي رؤية الباري جل وعلا بفصل الجائزات، مبينا أن هذا الجواز راجع إلى تعلق الرؤية بفعل من أفعاله تعالى، إذ يستحيل عليه أن يتصف بصفة جائزة لما عرف من وجوب الوجود لذاته وجميع صفاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وشرح معنى كون الرؤية جائزة بقوله : "أنه يجوز عقلا أن تتعلق قدرته تعالى بإيجادها لخلقه، فيخلقها لهم على وفق مراده، ويجوز عقلا أن لا يخلقها لهم، لا يستحيل في حقه تعالى خلقها ولا يجب[30]".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ثم حكى خلاف المعتزلة في ذلك، موردًا لأدلَّة أهل السنة على جواز رؤية الباري تعالى، وأنهم احتجوا على جوازها بالعقل والنقل[31].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخلاقه:[32][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان رحمه الله حسن الخلق متواضعا رقيق القلب رحيما متبسما في وجه من لقيه مع إقبال وحسن كلام لينا هينا حتى في مشيه، يقول عنه تلميذه الملالي: ما رأيت أحسن خلقا منه، ولا أوسع صدرا ولا أكرم نفسا وأعطف قلبا وأحفظ عهدا منه، يوقر الكبير ويقف مع الصغير ويتواضع للضعفاء، مع شفقته على الخلق وقضاء حوائجهم عند السلطان، والصبر على إذايتهم، وكان مجبولا على الحياء حليما كثير الصبر وربما يسمع ما يكره فيتعامى عنه ولا يؤثر فيه، بل يبتسم حينئذ وهذا شأنه في كل ما يغضبه، لا يلقي له بالا، ومع ذلك لا يحقد على أحد ولا يعبس في وجهه إذا لقيه يفاتح من تكلم في عِرضه بكلام طيب وإعظام، ولا يلومه حتى يعتقد أنه صديقه، وبلغ من شفقته أنه مر به ذئب يجري معه الكلاب والصياد، ثم حبسته الكلاب، وذبح، فوصل إليه ملقى على الأرض فبكى وقال لا إله إلا الله أين الروح التي يجري بها، وكان يقول: ينبغي للإنسان أن يمشي برفق، وينظر أمامه لئلا يقتل دابة في الأرض، ويتغير إذا رأى من يضرب حمارا ضربا عنيفا، ويقول للضارب ارفق يا مبارك، وينهى المؤدبين عن ضرب الصبيان، وفي مرض موته أتاه بعض علماء عصره ممن يذمه فطلب منه أن يسمح له في إساءته فغفر له ودعا له، وسمعه الملالي يثني كثيرا على رجلين من علماء عصره ممن يذمونه ويسيئون إليه، وكان يصلح بين الخصمين ويقضي الحوائج، كتب بعض الأيام ثلاثين كتابا بلا فترة قال كلفني بها إنسان وما قدرت على رده، ومن صبره كثرة وقوفه مع الخلق ولا يفارق الرجل حتى ينصرف، وربما مازح بعض أصحابه فلا تجد أحسن منه حينئذ، لا يرفع صوته، بل يعتدل فيه ويصافح الناس ولا يلبس لباسا مخصوصا يعرف به[33]. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان ينهى عن القدح في الصالحين أو ذريتهم أو قرابتهم، يقول في إحدى وصاياه: "وليكن اعتناؤك يا أخي بمن تأخر من الصالحين... أكثر من اعتنائك بمن تقدم منهم وذلك لأوجه... الرابع: أن فيه تخلصا مما عليه أهل الزمن من القدح بمن عاصرهم من الصالحين، أو عاصرهم من بعض ذريتهم والقرابة إليهم، وهذا خلق ذميم جدا[34].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان رحمه الله بريئا من التعصب، حيث نجده يقول في تتمة وصيته السابقة، بعد أن وصف خلق الطعن في المعاصرين من الصالحين بأنه مذموم جدا: "وقد نال منه أهل المغرب خصوصا أهل بلدنا حظا أوفر مما نال غيرهم... ويرحم الله المشارقة ما أكثر اعتناءهم بمشايخهم وبالصالحين منهم خصوصا[35].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفاته :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] توفي رحمه الله يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأخيرة عام خمسة وتسعين وثمانمائة (895هـ) قاله تلميذه الملالي في تأليفه الذي ذكر فيه مناقبه، وسيرته وما ظهر من كراماته في حياته وبعد مماته، سماه «المواهب القدوسية في المناقب السنوسية»، إذ كل النصوص الواردة في المصادر التي ترجمت للإمام السنوسي مقتبسة منه[36].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الهوامش:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- ترجمته في : المواهب القدوسية في المناقب السنوسية للإمام أبي عبد الله محمد بن عمر الملالي التلمساني تحقيق وتعليق: علال بوربيق بحث مقدم للمشاركة في المسابقة الدولية لإحياء التراث الجزائر 1429 هـ 2088م والبستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، لابن مريم ص: 237، نيل الابتهاج بتطريز الديباج،لأحمد بابا التنبكتي ص: 563 وتعريف الخلف برجال السلف، لأبي القاسم محمد الحفناوي ج:1 ص 176 و شجرة النور الزكية في طبقات المالكية: محمد بن محمد مخلوف، ص 266. وثبت أبي جعفر أحمد بن علي البلوي الوادي آشي ص: 436/446 تحقيق عبد الله العمراني، دار الغرب الإسلامي، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر الطبعة الأولى 1403هـ 1983م ومعجم أعلام الجزائر لعادل نويهض ص: 180/181 الأعلام:8/29 -30، ومعجم المؤلفين، ج: 12 ص:132 والأعلام للزركلي، ج: 5 ص:301.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2- المواهب القدوسية في المناقب السنوسية، ص: 17.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3- المصدر السابق، ص: 24 والبستان لابن مريم، ص:139.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4- المصدر السابق، ص: 30 البستان لابن مريم، ص : 220 ونيل الابتهاج ص : 316، معجم أعلام الجزائر ص: 316.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5- نفسه، ص: 21 و نيل الابتهاج، ص: 553 ، ومعجم أعلام الجزائر، ص: 80.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]6- نفسه، ص : 20 ونيل الابتهاج، ص: 615 ، والبستان ص: 295 ومعجم أعلام الجزائر، ص: 167 الضوء اللامع: 1/201.[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى