[font="] [/font]
[font="]ويقطن أفراد هذه القبيلة بإقليم أبي الجدور. وتتكون من عدة جدوع يجمعها الجد الصالح الشيخ أحمد العروسي دفين الساقية الحمراء (28).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]والجدير بالذكر أنه ورد في كلمة الشرفاء العروسييين في ندوة البيعة والخلافة- السالفة الذكر- أن أبناء الصحراء المغربية ومنهم هؤلاء الشرفاء كانوا دائما متشبثين بالبيعة والولاء للدولة العلوية وتصدوا لكل المؤامرات الاستعمارية(29).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]2-قبيلة أهل الشيخ ماء العينين:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ينتمي الشيخ ماء العينين إلى قبيلة الجيه المختار، وهي أكثر القبائل الادريسية عددا، ويستقر اليوم منتمون إليها كذلك في موريطانيا والسنيغال الشقيقتين...(30).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]3- أبناء تدرارين:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]يرفع أبناء هذه القبيلة نسبهم إلى بعض الصحابة من الأنصار الذين رافقوا عقبة بن نافع في زحفه نحو الصحراء(31)، ونجد منهم أهل الطالب...(32).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]وهي تسكن في منطقة إيمريكلي ببادية مدينة أبي الجدور التي يكونون الآن جل سكانها. وقيل تمت إقامتهم منذ عهد الدولة السعدية. ويوجد مدفن صلحائهم وأوليائهم بالمكان المعروف بالزريبة قرب مركز المسيد على بعد 80 كلم شمال أبي الجدور(33).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]4- شرفــاء فــلالــة:[/font][font="][/font]
[font="]يرجع نسبهم إلى آل البيت العلويين. وانتقل أجدادهم إلى الصحراء المغربية منذ عهد السلطان المولى إسماعيل العلوي. وشهروا بالتمسك بالمذهب المالكي والطريقة القادرية والعقيدة الأشعرية. وتسلسل فيهم العلم بعلوم القرآن والفقه والنحو. وأسسوا زوايا في مختلف مناطق الجنوب كزاوية الكطوع التي لازالت موجودة(34).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ويلاحظ أن زاوية الحكونية الفلالية التي أسسها الشيخ أبو بكر الفلالي شبيهة بالزاوية الدلائية في الأطلس المتوسط علما وتقوى(35).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]5-شرفــاء تبالــت:[/font][font="][/font]
[font="]يرفع نسبهم إلى الصوفي الشريف الادريسي دفين تارودانت، وهم ينتشرون في الصحراء المغربية من منطقة آية عمران جنوبا إلى العيون شمالا. وتوجد جدوع منهم مستقرة في مدينة الصويرة(36).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]6- الــزوايا:[/font][font="][/font]
[font="]هي قبائل يضمها مصطلح واحد ولا ينتمي لسلالة محددة أوحلف معين. وأطلق عليها هذا الإسم لتحصيلها العلم، والتزامها بالسلوكيات الإسلامية، ونجد منها: الصنهاجي الحميري والكنعاني والمعقلي الحساني الجعفري. وانحدرت منها قبائل من الزوايا التي استوطن أغلبها ببلاد موريطانيا. وتواتر عطاء أبنائها الفكري في العلوم الشرعية ونجد منها ما يلي:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]أ- اديقب:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]اشتملت على كل مفاخر العرب ومحاسن الزوايا. وهي تنتمي إلى المجموعة التي تعرف في شنقيط بقبائل تشمشة، وتضم قبائل: - ايدا اتفاغة- واد كبهني- بنوديمان- ادوداي- اديقب، وتسكن كلها جنوب موريطانيا إلا قبيلة إديقب فإنها تسكن بإقليم وادي الذهب، ونجد منهم الصلحاء والعلماء.[/font][font="][/font]
[font="] ب- أهل بارك الله:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]هي قبيلة جعفرية، تنتسب إلى يعقب بن سام بن عبد الله بن عمر بن حسان، حيث تنحدر صحبة إديقب من حسان المذكور.[/font][font="][/font]
[font="] ج- أهل محمد سالم:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]هم من مدلش، وهو إسم محرف عن مجلس العلم لكثرة اشتغال أصولهم الاولى به درسا وتدريسا. ونبغ من هذه الأسرة الكريمة عدة علماء وشعراء(37). ويرجع المجلسيون نسبهم إلى إبراهيم الأموي الذي قيل إنه من ولد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز(38).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]خاتمة المحور الأول:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]وخلاصة القول إن كل القبائل بالصحراء المغربية لها علاقات نسب مع القبائل المغربية المستقرة في شمال المملكة المغربية، سواء البربرية منها أو العربية. ونجد مما يميز سكان المغرب سواء في شماله أو جنوبه، أنه وقع تمازجا اجتماعيا بين كل هذه القبائل نتج عنه تلاقحا حضاريا ساهم في دعم الوحدة الوطنية وفي تحقيق استقرار المغرب رغم كل المخططات الاستعمارية.[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]المحور الثاني: نماذج من علماء الصحراء المغربية[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]في خضم غياب لمعاجم علمية حول علماء المنطقة، نجد هناك أخبارا متناثرة حول فحول من العلماء في مصادر متنوعة.[/font][font="][/font]
[font="]وتميز القسم الكبير منهم بالثقافة الموسوعية، وسأتناول بإيجاز كبير من جهة الحديث عن أخبار عشرة علمــاء توفــي أولهـم سنــة 1143هـ/1731م وآخرهم سنة 1376هـ/1957، مع الإشارة إلى عناوين بعض مؤلفاتهم، ومن جهة ثانية سأشير إلى نماذج من نظم ثلاثة شعراء.[/font][font="][/font]
[font="]1- العلمـــاء:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]أ- عبد الله بن محمد الشنكيطي العلوي:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]كان له إلمام بعلوم النحو واللغة والبيان وصناعة البديع وميزان العروض والأنساب والتاريخ والمنطق والحساب، فضلا عن تقريظ الشعر. توفي سنة 1143هـ/1713م، وله تأليف في المنطق، وقصيدة في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأجوبة على أسئلة للفقيه محمد بن علي الولاتي، ونظم نزهة المعاني في ظهور البيان والمعاني الذي يقع في 500 بيت(39).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ب- حمى الله بن أحمد بن أحمد الادريسي:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]كان عالما بعلوم المنقول والمعقول توفي عام 1160هـ/1747م وله فتاوي، وشرح منطومة الأوجلي في العقائد سماه: تحصيل البيان، والإفادة في شرح ما تضمنته كلمة الشهادة، وشرح على صغرى السنوسي(40).[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]ت[/font][font="][/font][font="]- محمد بن الإمام أحمد بن محمد الادريسي الحسني:[/font][font="][/font]
[font="] كان فقيها ونحويا ولغويا. وتولى وظيفة التدريس. وجاء أجله سنة 1208هـ/1894م. ونجد من إنتاجه الفكري: شرح نظم أبي بكر المسلمي لقطر الندا في النحو، وشرح تأليف المجرادي في التصريف المسمى بالبسط والتعريف، وشرح الحكم العطائية، وتعليق على تخميس العشرينات لان مهيب في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم(41).[/font][font="][/font]
[font="]ث[/font][font="][/font][font="]- عبد الله بن أحمد الغلاوي الاحمدي الشنكيطي:[/font][font="][/font]
[font="]كان له إلمام بعلوم اللغة العربية وأصول الدين فضلا عن تقريظه الشهر، توفي سنة 1209هـ/1895م ونجد من إنتاجه الفكري: كتاب تقرير المنة بشرح إضاءة الدجنة، ونظم في المتشابه من القرآن على نمط السخاوي، وتأليف في الزكاة، واختصار مختصر خليل (42).[/font][font="][/font]
[font="]ج- المختار بن أحمد بن ابي بكر الكنتي الوافي:[/font][font="][/font]
[font="]يعد من فحول العلماء ومن شيوخ التصوف توفي سنة 1226هـ/1811م. وخلف ابنه محمد المتوفى سنة 1270هـ/1153 وألف هذا الأخير إنتاجا فكريا غزيرا في عدة علوم إنسانية(43). ولقد ألف المختار الكنتي مؤلفات متعددة في عدة علوم إنسانية وخاصة الفقه والأدب والتصوف. ويلاحظ أن جلها لازال مخطوطا. ونجد من بينها كتاب حزب الإسراء يوجد بالخزانة العامة في الرباط تحت رقم 2557، وكتاب كشف النقاب من أسرار خاتمة الكتاب يوجد بالخزانة الصبيحية في سلا تحت رقم 119، وكتاب نفح الطيب في الصلاة على النبي الحبيب. وهذا الكتاب الأخير قمت بتحقيقه وطبعه ولم ينشر بعد (44).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ح- محمد سالم بن عبد الفتاح الصحراوي:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ينتمي إلى قبيلة أدؤ علي من تاكنت. واستقر والده في الساقية الحمراء عام 1322هـ/1904م، وبها ولد محمد سالم، الذي أخذ العلم عن محمد بن محمود البيضاوي خال الشنكيطي الباشا الشهير في ردانة، والحضري بن الشيخ أحمد حفيد الشيخ محمد فاضل بن مامين، والشيخ ماء العينين بن العتيق. وقد مات والده في سمارة قبل انتقاله مع الشيخ ماء العينين إلى تزنيت. ثم عاد إلى الصحراء المغربية. فصار يتردد على مراكش وإليغ، إلى أن توفي في نواحي طانطان حوالي سنة 1364هـ/1944. ونجد من ضمن إنتاجه الفكري قصيدة ميمية تقع في 120 بيتا، وعنوانها: مجمع العرفان في مدح عدنان. طبعت في سلا عام 1348هـ/1930م (45).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]خ- الشيخ ماء العينين بن فاضل:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ولد بالحوض في القبلة يوم الثلاثاء 27 شعبان عام 1246هـ، وتتلمذ على يد والده. وزار عدة مناطق شمال المغرب كطرفاية والصويرة ومراكش ومكناس وطنجة. وأدى مناسك الحج...وأبلى البلاء الحسن في مقاومة الاستعمار بالصحراء المغربية كما هو الشأن بالنسبة لمعركة الداخلة سنة 1303هـ/1885م التي ألف عنها كتاب هداية من جارا في أمر النصارى، الذي نشر بتحقيق الأستاذ ماء العينين مربيه رابه. وقد فتح هذا الكتاب آفاقا جديدة للبحث في تاريخ مقاومة المغاربة الصحراويين للاستعمار. وكان لهذه المعركة الدور الكبير في إلهاب المشاعر الوطنية المغربية بالنسبة لهذه الفترة، فضلا عن عرقلة المشاريع الاستعمارية(46). ونموذج علاقته مع السلاطين العلويين الذي عاصرهم هو المولى الحسن الأول الذي بعث له رسالة بتاريخ 15 جماى الثانية عام 1303هـ يطلب منه بمقتضاها أن يلتقي به بوادي نون عندما عقد هذا السلطان العزم على زيارة مناطق الجنوب، ونجد مما ورد ضمن هذه الرسالة مت نصه:"... اقتضت الداعية الروحية والسابقة العرفانية استدعاءكم لملاقاتنا بناحية بقرب منكم. ونحن بواد نول بقصد التبرك والمذاكرة في ذات الله التي هي منتهى وغاية النيل والظن بكم. إن داعية محبتكم لجانبنا قوية وعواطف أردافها عطرة نسيبة..."(47).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]وخلال السنة الموالية زار هذا السلطان في مراكش وقال له: "إني زرت جدك مولاي عبد الرحمان فجعلني بانا، واباك فجعلني أخا "فقال به السلطان: " وأنا أجعلك أبا".[/font][font="][/font]
[font="]وقام الشيخ ماء العينين بالتوسط لدى بعض السلاطين العلويين من أجل إطلاق سراح بعض العلماء المغاربة، ونموذج ذلك إرساله ابنه أحمد الهيبة (48) إلى السلطان المولى عبد الحفيظ في فاس سنة 1327هـ/1909م من أجل إطلاق سراح أحد العلماء من الأسرة الكتانية. وقد وفق في مهمته (49).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]د- محمد يحيى بن محمد المختار الشنكيطي:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]يعد من فحول العلماء. وكان يقوم بتدريس صحيحي مسلم والبخاري. وتوفي سنة 1330هـ/1912م. ونجد من أولاده محمد المختار العالم الشاعر الذي توفي بعد حوالي عقد من تاريخ وفاة والده. وألف محمد يحيى ما يفوق 100 كتاب في عدة علوم إنسانية كالحديث والفقه والنحو والتاريخ. ونجد من مؤلفاته على سبيل الذكر: رحلة حجازية وفتاوي توجد مخطوطة بالخزانة العامة في الرباط تحت رقم د 2457، وكتاب مرتقى الوصول إلى علم الأصول الذي طبع بفاس عام 1827م (50).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ذ- محمد الإمام بن الشيخ ماء العينين:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]هو العالم العلامة الجليل والأديب الشاعر. ووالده هو ابن الشيخ محمد فاضل بن مامين. وينتهي نسبه إلى المولى ادريس الثاني مؤسس فاس، وكانت ولادته في مدينة سمارة التي بناها والده سنة 1310هـ/1893م. ونشأ في بيئته علم ودين وصلاح ساهمت بدور فعال في تكوين شخصيته العلمية والدينية والسياسية. ونجد من شيوخه إضافة إلى والده الشيخ محمد بن محمود البيضاوي. وفي سنة 1327هـ/1909م. غادر مدينة سمارة صحبة والده، وتوجه إلى مدينة تزنيت بسبب الحصار الذي فرضته القوات الاستعمارية عليه نتيجة مواقفه الوطنية. ولما توفي والده سنة 1328هـ/1910م، انتقل إلى قرية آيت الرخا. وخلال سنة 1352هـ/1934م توجه إلى قرية تكنفل ثم إلى قرية أكيسل. ثم توجه إلى مدينة سيدي إيفني التي قام فيها بأدوار بارزة ثقافيا ودينيا وسياسيا. وفي هذا الإطار تولى رئاسة الشؤون الدينية الإسلامية بقبائل آيت باعمران والصحراء المغربية. ثم تولى رئاسة رابطة علماء شنقيط. وأصبح إماما في المسجد الكبير، فضلا عن مهامه السياسية المتجلية في تأطير السكان وبث الروح الوطنية فيهم، وكذلك بجانب اشتغاله بالمهام العلمية المتجسدة في الاهتمام بالمدرسة العلمية التي كانت تدرس لطلابها سائر العلوم كالفقه والحديث والنحو والتاريخ والأدب. وكان هؤلاء الطلاب يقصدونها من مختلف الجهات الوطنية. وفي سنة 1956م عاد إلى تزنيت التي منها توجه ضمن أعضاء أول وفد يضم القبائل الصحراوية والباعمرانية إلى الرباط من أجل تجديد البيعة لجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، الذي عينه ضمن الوفد الرسمي للحج بعد استقلال المغرب. وعينه نفس الملك كذلك عضوا في المجلس الوطني الاستشاري الذي تأسس يوم 6 ربيع الثاني عام 1376 الموافق 15 نونبر 1956. والجدير بالذكر أنه كانت له مواقف مشرفة في الدفاع عن مغربية الصحراء. وجاء أجله في تزينت يوم الجمعة 13 غشت 1970 ودفن بجانب والده.[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]وبخصوص إنتاجه الفكري فأغلبه ما يزال مخطوطا. وطبع منه كتاب الجأش الربيط في النضال عن مغربية شنقيط سنة 1376هـ/1957م، وكتاب إسعاف السائل في الكلام على بعض المسائل، وكتاب حلى الأوراق في ضرورة التخلي عن الاسترقاق، والدر المنتخب في تصحيح أنساب من بالمغرب من العرب(51).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ر- محمد ماء العينين بن محمد العتيق:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]لقد ولد عام 1306هـ/1889. ونجد أن أمه هي العالية بنت الشيخ ماء العينين. وكان يعد من فحول العلماء وهو الأمر الذي جعله يتولى وظيفة القضاء في مدينة طانطان، ثم وظيفة التدريس في جامع ابن يوسف بمراكش التي توفي بها سنة 1376هـ/1957.[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]وبخصوص إنتاجه الفكري فنجد ضمنه: ديوان شعر، والرحلة المعينية المحررة إلى مكة والمدينة توجد مصورة على الشريط في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم 80، وكتاب سحر البيان في شمائل شيخنا ماء العينين الحسان. يوجد كذلك مصورا على الشريط في نفس الخزانة تحت رقم 641 (52).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]2- الشعـــراء:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]أ- عبد الله بن محمد بن الطالب العلوي:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]يعرف بابن رزاكة بكاف معقودة. ويعد من فحول الشعراء. ونجد كنموذج لذلك مما قاله ملغزا في قول الله تعالى الوارد في الآية 76 من سورة يوسف " ثم استخرجها من وعاء أخيه" (53) يخاطب بمقتضاه علماء فاس عموما والعلامة الأديب ابن زكري خصوصا ضمن نظم ما نصه:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]......قراه لديكم أهل فاس جوابه بنص في البيـان وجيـه[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]......وأنت بن زكري نبيه محقق تفردت في الدنيا بعيش شبيه[/font][font="][/font]
[font="]وقال يرثي العلامة أحمد بن يوسف البوحسني في مطلع نظم:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]هو الاجل الموقوت لا يتخلـف وليس يرد لفائت المتأسف[/font][font="][/font]
[font="]وقال يمدح الأمير محمد بن المولى إسماعيل العلوي في مطلع نظم ما نصه:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]دع العيش والبيداء تدرعها شطحا وسمها بحور الآل تسبحها سبحا (54)[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]ب- محمد بن عثمان المجلسي[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]قدم على فاس واتصل بعلمائها وذكرهم في فنون العلم. وكان جامع القرويين يعتبر من بين الجوامع التي يقصدها العلماء والأدباء المغاربة الصحراوين. وقد خاطب هذا الشاعر طلاب المدارس متسائلا في مطلع نظم:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]إلى مدارس فاس الغر أسئلة عيالم العلم أهل الحفظ والملكة[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]أريد منكم جوابا رائقا حسنا نظما وإلا فما أعطتكم الشبكة (55).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]محمد بن محمد العلوي:[/font][font="][/font]
[font="]قيل خضعت له رقاب الأدباء وفطاحل الشعراء، غطت شهرته شعره على علومه.[/font][font="][/font]
[font="]ونجد من نماذج شعره مدحه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في مطلع نظم ما نصه:[/font][font="][/font]
[font="]هاج التفرق فاعذليني أو دعي شوقا أصم عن العواذل مسمعي[/font][font="][/font]
[font="]ونظم شعرا لما عزم على السفر من أجل أداء مناسك الحج بعدما حظي بمقابلة السلطان المولى عبد الرحمان العلوي الذي أكرمه، حيث يقول في مطلعه ما نصه:[/font][font="][/font]
[font="]تجلد جهد نفسك للفراق وكفكف غرب سافحة المـاق[/font][font="][/font]
[font="]ويقول في مطلع نظم خلال مدة إقامته بفاس لما زار ضريح الصوفي أحمد التيجاني ما نصه:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]أبدى الزمان من البشاشة والصفا سرا وأثبت منهما ما قد نفى(56).[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="][/font]
[font="]خاتمة المحـور الثانـي:[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]وخلاصة القول، يتضح لي من خلال ما وقفت عليه من مادة علمية أن علماء الصحراء المغربية لعبوا أدوارا بارزة في تثبيت الوحدة الوطنية ونسج الروابط التاريخية بين شمال المملكة وجنوبها، أو في المساهمة في تقدم الحياة الثقافية المغربية. وكان علماء الصحراء يفتخرون بانتمائهم الوطني، حيث نجد عددا كبيرا منهم يضيف إلى نسبه لقب: المغربي. وعلاوة على ذلك نجد عمق الوحدة الوطنية تؤكده وحدة التوجه سواء في الفكر أو التصوف. ونجد هذه العناصر متداولة عند علماء الصحراء وعند رجال الفقه والعقيدة. كما يتجلى من خلال المتون التي كانت تدرس في الشمال والجنوب، فالطلبة الصحراويون المغاربة درسوا نفس المتون التي كانت تدرس في الشمال سواء تلك المتعلقة بالفقه والعقيدة أو تلك المتعلقة بالنحو أو اللغة(57). وقد تمسك سكان الصحراء المغربية بمذهب الإمام مالك بن أنس الذي عن طريقه تأسست الدولة المرابطية التي ساندها القاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي تلميذ ميمون الصحراوي المغربي.[/font][font="][/font]
[FONT="]وعلى صعيد الإنتاج الفكري نجد من نماذج ذلك شرح مختصر خليل لأحمد بابا السوداني التنبكتي الذي ألف كذلك في مبهمات المختصر المذكور. ويوجد مخطوطا بالخزانة الملكية بالرباط، وشرح أحمد بابا السوداني كذلك عقيدة المذهب المالكي، ونجد كذلك شرح محمد بن محمد الدليمي للامية الزقاق الذي يوجد مخطوطا في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم د 2140، وشرح أحمد بيبا الشنجيطي للتحفة العاصمية. وألف أحمد بابا الصحراوي كتابا في الأصول في إطار الدفاع عن مذهب الإمام مالك. ونجد من فحول علماء الصحراء المالكيين الذين نهلوا العلم بجامع القرويين في فاس عبد الرحمان بن أحمد الشنجيطي، ومحمد بن يوسف الركائبي. وكان ملوك المغرب العلويون يستعينون برجال الفتوى من علماء المذهب المالكي في الصحراء المغربية، ومثال ذلك محمد البوهالي الركائبي الذي استقدمه السلطان المولى الحسن الأول عام 1291هـ/1874، وعاش في بلاطه عشر سنوات ثم عاد إلى الصحراء المغربية مزودا بتكوين علمي أعمق في مدرسة القصر العامر التي كانت منبرا يتبارى فيه كبار العلماء...(58).[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]ويتجلى الطابع الثقافي المشترك بين شمال المغرب وجنوبه في الكتب الدراسية التي لا تكاد تختلف في مضارب الصحراء عنها في كراسي جامع القرويين في فاس وجامع ابن يوسف في مراكش. فمثلا نجد الأجرومية وألفية ابن مالك ومرشد ابن عاشر ورسالة ابن أبي زيد القيرواني، ومختصر خليل بشروحه وحواشيه....بل نجد في الصحراء المغربية إلحاحا على استعمال نفس المؤلفات والشروحات والمختصرات المنتشرة بشمال المغرب في التدريس، حيث نجد له مثيلا في شمال المغرب بفاس أو تازة أو سلا أو غيرها(59). كما أن الإنتاج الفكري لعلماء الصحراء غزيرا وشمل مختلف العلوم الإنسانية كعلماء شمال المغرب ويتوفر قسم منه كل المكتبات العمومية في شمال المغرب ولازال معظمه مخطوطا وينتظر التحقيق.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]خاتمة عامة:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]أسدل الستار على العرض الذي هو بالنسبة إلي هو ضمن بدايات أبحاث خاصة متعلقة بالصحراء المغربية، سواء على صعيد الدراسة النظرية أو على صعيد تحقيق مخطوطات لبعض علمائها في أفق وضع معجم وموقع بالأنترنيت خاصين بالقبائل الصحراوية المغربية.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وأوجه من باب الواجب جزيل الشكر مع خالص المتمنيات فضلا عن التنويه بالسادة الزملاء الأساتذة الأفاضل أعضاء الجمعية المغربية للبحث التاريخي برآسة الكاتب العام الدكتور الجليل جامع بيضا الذين يعزى لهم الفضل في انعقاد هذه الندوة المباركة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]هــوامـش الـعرض[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]1- انظر: ميشال جوبير، المغرب في ظل يديه، ترجمة: هنري زغيب، طبع مؤسسة عويدات في بيروت وباريس، ط1: 1407/1987.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]2- انظر:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]www.Aljazeera.net/in-depth/western - desert -crisis/2003/5/5-8-8.htm[/FONT]
[FONT="]3- انظر:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]www.albayan.co.ae/albayan/book/2003/issue266/foreignlib/5.htm[/FONT]
[FONT="]4- انظر تقديم محمد الظريف لكتاب الشيخ ماء العينين ومعركة الداخلة مع تحقيق ماء العينين مربيه رابه لكتاب هداية من جارا في أمر النصارى للشيخ ماء العينين، مطبعة المعرف الجديدة، الرباط 1999/1419.[/FONT][FONT="][/FONT]
[font="]5- انظر: محمد حجي، "مكتبات الصحراء المغربية"، مجلة المناهل، السنة العاشرة: ربيع الأول عام 1404 الموافق دجنبر 1983، ع: 28، ص:7-11.[/font][font="][/font]
[font="]6- انظر: حمداتي شبيهنا ماء العينين، قبائل الصحراء المغربية: (أصولها، جهادها، ثقافتها)، المطبعة الملكية، الرباط، 1419/1998، ص: 12-13.[/font][font="][/font]
[font="]7- أحمد بن الأمين الشنقيطي، كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، تحقيق: فؤاد سيد، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، ط 3، 1380/1961، ص: 475.[/font][font="][/font]
[font="]8- انظر: محمد الغمام بن الشيخ ماء العيني الادريسي الشنقيطي، كتاب الجأش الربيط عن مغربية شنقيط، تقديم: علال الفاسي، طبع دار العلم، بدون مكان، 1376/1957، ص: 30 بتصرف.[/font][font="][/font]
[font="]9- حجي، مرجع سابق، ص:8.[/font][font="][/font]
[font="]10- حمداتي، مرجع سابق، ص: 29-30.[/font][font="][/font]
[font="]11- علي طعمة، المغرب: (تاريخه، حضارته، حقيقته)، تقديم: صبحي الصالح، منشورات مؤسسة الهيثم للصحافة والطباعة والنشر، بيروت، طبعة بدون تاريخ، ص: 47.[/font][font="][/font]
[font="]12- انظر: كتاب "ندوة البيعة والخلافة 19-22 ذو الحجة عام 1405/5-8 شتنبر 1985"، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، ص: 1231.[/font][font="][/font]
[font="]13- انظر حمداتي، مرجع سابق، ص: 46.[/font][font="][/font]
[font="]14- عبد العزيز بنعبد الله، الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية، معلمة المدن والقبائل، محلقة 2، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الإنسانية، الرباط، 1397/1977، ص: 147.[/font][font="][/font]
[font="]15- حمداتي، م.س.ص: 65.[/font][font="][/font]
[font="]16- انظر: نفسه، ص: 88-89.[/font][font="][/font]
[font="]17- بنعبد الله، معلمة المدن والقبائل، مرجع سابق، ص: 148.[/font][font="][/font]
[font="]18- انظر: مجلة دعوة الحق، ذي الحجة 1405 شتنبر 1985- ع 252، ص: 349.[/font][font="][/font]
[font="]19- معلمة المدن ولاقبائل، م.س، ص: 349.[/font][font="][/font]
[font="]20- انظر: معلمة، م. س، ص: 46.[/font][font="][/font]
[font="]21- حمداتي، م.س، ص: 115.[/font][font="][/font]
[font="]22- معلمة المدن والقبائل، م.س، ص: 348-349.[/font][font="][/font]
[font="]23- حمداتي، م.س، ص: 105-106.[/font][font="][/font]
[font="]24- انظر: نفسه، ص: 116-117.[/font][font="][/font]
[font="]25- طعمة، م.س، ص: 46.[/font][font="][/font]
[font="]وانظر: حجي، م.س، ص: 8، هامش3[/font][font="][/font]
[font="]26- نشر هذه الرسالة الأستاذ عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة عام 1387/1967. وانظر معلمة المدن والقبائل، م.س، ص: 349.[/font][font="][/font]
[font="]27- حجي، م.س، ص: 8 هامش2.[/font][font="][/font]
[font="]28- حمداتي، م.س، ص: 126.[/font][font="][/font]
[font="]29- انظر مجلة دعوة الحق، ع252، م.س، ص:48.[/font][font="][/font]
[font="]30- انظر: حمداتي، م.س، ص: 133-134.[/font][font="][/font]
[font="]31- معلمة المدن والقبائل، ص: 140.[/font][font="][/font]
[font="]32- انظر: حجي، م.س، ص: 9، هامش5.[/font][font="][/font]
[font="]33- حمداتي، م.س، ص: 47.[/font][font="][/font]
[font="]34- نفسه، ص: 125.[/font][font="][/font]
[font="]35- معلمة المدن والقبائل، م.س، ص: 228.[/font][font="][/font]
[font="]36- حمداتي، م.س، ص: 154.[/font][font="][/font]
[font="]37- نفسه، ص: 164-168-171-174.[/font][font="][/font]
[font="]38- حجي، م.س، ص:12.[/font][font="][/font]
[font="]39- الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولالي، فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، تحقيق: إبراهيم الكتاني ومحمد حجي، طبع دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1: 1401/1981، ص: 162-163.[/font][font="][/font]
[font="]40- نفس المصدر، ص: 89-91.[/font][font="][/font]
[font="]41- نفسه، ص: 138-139.[/font][font="][/font]
[font="]42- انظر عبد العزيز بنعبد الله، الموسوعة المغربية للاعلام البشرية والحضارية، معلمة الصحراء، ملحق 1، مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، 1396/1976، ص: 189.[/font][font="][/font]
[font="]43- فتح الشكور، م.س، ص: 170-173.[/font][font="][/font]
[font="]44- انظر ترجمته بتفصيل عند كل من:[/font][font="][/font]
[font="]- أحمد الشنقيطي، الوسيط، مصدر سابق، طبعة سنة 1378/1958،ص:361.[/font][font="][/font]
[font="]- الطالب البرتلي، فتح الشكور، مصدر سابق، ص:152-153.[/font][font="][/font]
[font="]- عبد العزيز بن عبد الله، معلمة الصحراء، مرجع سابق، ص:170-190.[/font][font="][/font]
[font="]- محمد بن المختار الكنتي، الطريقة والتاليدة في كرامة الوالد والوالدة، يوجد مخطوطا بالخزانة العامة في الرباط تحت رقم ك 1194 في 298 ص.[/font][font="][/font]
[font="]- محمد الأخضر، الحياة الأدبية على عهد الدولة العلوية (1075-1311/1664-1864)، طبع دار الرشاد الحديثة، البيضاء، ط1: 1379/1977، ص:344.[/font][font="][/font]
[font="]45- معلمة الصحراء، مرجع سابق، ص: 182.[/font][font="][/font]
[font="]46- انظر عن هذا الموضوع:[/font][font="][/font]
[font="]- ابراهيم حركات، المغرب عبر التاريخ، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء، ط1، 1405/1985، ج3، ص: 308.[/font][font="][/font]
[font="]- طعمة، مرجع سابق، ص:47.[/font][font="][/font]
[font="]- علال الفاسي، الحركات الاستقلالية في المغرب العربي، طبع مؤسسة علال الفاسي، مطبعة النجاح الجديدة، ط5، 1413/1993، ص: 106.[/font][font="][/font]
[FONT="]- ماء العينين، معركة الداخلة، مصدر سابق، ص: 8-9 من تقديم التحقيق.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]- ميكل مرتين، الاستعمار الإسباني في المغرب (1860-1956) ترجمة: عبد العزيز الوديي، منشورات التل، الرباط، ط1، 1408/1998، ص: 108.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]47- كتاب معركة الداخلة، مصدر سابق، ص: 109.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]48- حول ترجمة أحمد الهيبة( 1293-1337هـ)، انظر:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]- العباس بن ابراهيم المراكشي، كتاب الإعالام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، المطبعة الملكية، الرباط، 1394/1974، ج 2، ص: 473-485.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]- محمد مختار السوسي، مطبعة فضالة- المحمدية، 1380/1860، ج4، ص: 101-247.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]-[/FONT][FONT="]http://www.Aljazeera.net-depth/western-dzszet-crisis/2003/5/5-14-2.htm[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]49- انظر: المعسول، مصدر سابق، ج4، ص:83-101.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]50- معلمة الصحراء، مرجع سابق، ص: 188-189.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]51- انظر ماء العينين النعمة علي:"علماء سوس، العالمة العلامة الشيخ محمد الإمام..."، جريدة العلم (المغربية)، الخميس15 جمادى 2 عام 1424 الموافق 14 غشت 2003، ع 19444، ص:5.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]52- معلمة الصحراء، م.س، ص:176.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]53- الآية 76 من سورة يوسف.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]54- الشنقيطي، الوسيط، مصدر سابق، ط3، ص:1-24.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]55- معلمة الصحراء، م.س، ص:178.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]56- الوسيط، مصدر سابق، ص: 47-69.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]57- انظر عباس الجراري، "دور علماء الصحراء المغربية وأدبائها في تثبيت الوحدة الوطنية".[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]http://www.map.co.ma/mapara/toutdossier/premsahara/soci[/FONT][FONT="]étécivil[/FONT][FONT="]/[/FONT][FONT="]jirari[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]htm[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]58- معلمة الصحراء، مرجع سابق، ص:192-193 بتصرف.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]59- حجي، م.س، ص:10. وانظر:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]- الجأش الربيط، مصدر سابق، ص: 40.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]- فتح الشكور، مصدر سابق،ص: 10-13[/FONT]
[font="] [/font] [font="]ا[/font][font="]لعالم الشاعر: أبو عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي[/font]
[font="] [/font][font="]عبد الجواد السقاط[/font][font="][/font]
[font="] [/font]
[font="]من العلوم أن عصر المنصور السعدي قد تميز على مستوى الثقافة والفكر [/font][font="]–[/font][font="] بجملة من السمات جعلت منه عصرا مزدهرا، يعرف حركة علمية وأدبية تطبعها الخصوبة والتنوع، ويميزها ما أفرزه علماؤها وأدباؤها من عطاءات وإبداعات لا تزال محط الاهتمام والدراسة إلى اليوم[/font][font="].[/font]
[font="]ولئن كانت جملة من شخصيات هذه المرحلة قد وردت لها تراجم في مصادر مختلفة، عرفت بها، ونوهت بمكانتها ومساهمتها في الحقل الثقافي بصفة عامة، فإن واحدة من هذه الشخصيات لم تحظ بما تستحقه من عناية ودرس، بالرغم مما كانت تتمتع به من أسباب الظهور والبروز، سواء على المستوى السياسي أو العلمي أو الأدبي، تلكم هي شخصية العالم الكبير والشاعر المتفنن : " أبي عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي " الذي وإن عرضت له بعض المصادر، فإنها لم توفه حقه من التعريف وإثبات آثاره العلمية والأدبية، وإنما كان معظمها يكتفي بالإشارة إلى اسمه وتاريخ وفاته، مع بعض النماذج المقتضبة من إنتاجه الشعري بصفة خاصة[/font][font="].[/font]
[font="]نحن إذ نحاول الترجمة لهذه الشخصية من خلال النتف الواردة في تلكم المصادر، نحتاج أولا إلى استعراض هذه المصادر، قبل الانتقال إلى الترجمة التي تحاول أن تنظر في الرجل من واجهات متعددة[/font][font="].[/font]
[font="]فأما المصادر فيمكن تبويبها في صنفين اثنين[/font][font="] :[/font]
[font="]1) [/font][font="]مصادر مخطوطة، منها[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]* [/font][font="]العوائد المزرية بالموائد : للشيخ أبي عبد الله محمد بن سعيد المرغيثي(1)، حيث أورد له المؤلف أبياتا جوابية على أخرى كان المؤلف قد خاطبه بها " على شأن مشاجرة كانت بينه وبين... أبي عبد الله بن القاضي المكناسي... في الأدب "(2[/font][font="]).[/font]
[font="]ومطلع أبيات المرغيثي[/font][font="] :[/font]
[font="]سـائـلاه فـلـم ســلا وســلانــي[/font][font="] [/font][font="]كـم سقـانيـه مـن أوان الـهــوان(3[/font][font="])[/font]
[font="]أما جواب المكلاتي فمطلعه[/font][font="] :[/font]
[font="]حـدها مـن إعجـازهـا فـي البـيـان[/font][font="] [/font][font="]بـلغـتـه و هـي بنـت ثــمــان(4[/font][font="])[/font]
[font="]* [/font][font="]الدر المنضد الفاخر، بما لأولاد مولانا علي الشريف من المحاسن والمفاخر : لأبي عبد الله محمد ابن عبد القادر الكلالي الشهير بالكردودي(5)، حيث أورد له أبياتا في مدح المجاهد أبي عبد الله محمد العياشي مطلعها[/font][font="] :[/font]
[font="]حديـث العلـى عنكـم يسير به الركـب[/font][font="] [/font][font="]وينقـلـه في صحبـه الشـرق والغـرب(6[/font][font="])[/font]
[font="]كما أورد له أبياتا كان قد بعث بها إلى قاضي الجماعة بفاس علي بن عمران السلالي، عندما كان هذا الأخير سجينا، أولها[/font][font="] :[/font]
[font="]أمـا لهـلال غـاب عـنـا سـفــور[/font][font="] [/font][font="]فيجلــى بـه خطـب دجـاه يـثــور(7[/font][font="])[/font]
[font="]* [/font][font="]أزهار البستان في مناقب الشيخ أبي محمد عبد الرحمن : لأبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسـي(8)، حيث ذكره ضمن تلامذة الشيخ المترجم له، مكتفا بقوله فيه[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]"[/font][font="]ومنهم(9) الفقيه الأديب أبو عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي المرقع ممن سمع منه وحضر مجالسه، وتوفي سنة إحدى وأربعين وألف"(10[/font][font="]).[/font]
[font="]* [/font][font="]تحفة الفضلاء الأعلام، في التعريف بالشيخ أبي عبد الله البناني ابن عبد السلام : لمحمد ابن المترجم له(11)، حيث أورد أبياتا من جملة أمداحه للمولى أبي عبد الله محمد العياشي، ذكر فيها غزوة العرائش مطلعها[/font][font="]:[/font]
[font="]ثـغـر العـرائـش ضاحـك مستبشـر[/font][font="] [/font][font="]جـذلان عن هـذي الوقـائـع مخبـر(12[/font][font="])[/font]
[font="]* [/font][font="]البدور الضاوية في التعريف بالسادات أهل الزاوية الدلائية : لأبي الربيع سليمان الحوات(13)، حيث أورد له المؤلف مقامة، قدم لها بقوله : "وقال في وصفه(14) الشيخ العالم الأديب أبو عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي [/font][font="]–[/font][font="] رحمه الله [/font][font="]–[/font][font="] مقامة سماها [/font][font="]"[/font][font="]المقامة الزهرية في مدح المكارم البكرية[/font][font="]"[/font][font="] وهي في حسن بلاغتها، وعذوب براعتها، تزري ببلاغة سحبان، وبراعة بديع الزمان[/font][font="]"[/font][font="](15[/font][font="]).[/font]
[font="]وقد جاء في مستهل هذه المقامة[/font][font="] :[/font]
[font="]"[/font][font="]حدثنا بشر بن منصور، عن سهل بن ميسور، عن الضحاك بن نسام، بسنده عن بسام، قال : تراءت لي من الأماني الوجوه الوسام، وأنا من نشاط الشبيبة وافر الحظوظ والأقسام، لم يفتني من قواعد اللهو إلا الحجج، فأقمت من قول القائل وظائف العج والثج[/font][font="] :[/font]
[font="]احجـج إلـى الـروض لتحظـى بــه[/font][font="] [/font][font="]وارم جـمـار الهـم مسـتـنـفـرا[/font][font="][/font]
[font="]مـن لـم يطـف بالـروض في زهـره[/font][font="] [/font][font="]مـن قبـل أن يحلـق قـد قصـرا[/font][font="]"[/font][font="](16[/font][font="])[/font]
[font="]وبعد هذه المقامة، أورد الحوات لشاعرنا أبياتا من قصيدة قالها في مدح محمد بن أبي بكر الدلائي وهي[/font][font="] :[/font]
[font="]جبـت الـديـار علـى مـرور زمـان[/font][font="] [/font][font="]وسلكـت مـنهـا مـا نـأى والـدانـي[/font][font="][/font]
[font="]وسـألـت أهـل الغـرب عـن فضلائه[/font][font="] [/font][font="] وخبـرت أهـل الـجـود مـن تهـلان[/font][font="][/font]
[font="]وبلـوت كـل الماجـديـن فلـم أجــد[/font][font="] [/font][font="]لمـحـمـد فـي جـوده مـن[/font][font="] [/font][font="]ثــان[/font][font="][/font]
[font="]إلى أن قال[/font][font="] :[/font]
[font="]يا ابـن الذيـن رووا أحـاديـث العلـى[/font][font="] [/font][font="]عـن خيـر خلـق الله مـن عـدنـان[/font][font="][/font]
[font="]قـوم إذا دجـت الخطـوب وأظـلمـت[/font][font="] [/font][font="]و دهـى البـريـة فاجـئ الـرجفـان[/font][font="][/font]
[font="]تركـوا سيـوف الهنـد فـي أغمـادها[/font][font="] [/font][font="]وتقلـدوا سـيـفـا مـن الـقـــرآن(17[/font][font="])[/font]
[font="]* [/font][font="]ابتهاج القلوب، بخبر الشيخ أبي المحاسن وشيخه المجذوب : لأبي زيد عبد الرحمن الفاسي(18)، حيث أثبت بيتين برواية الشاعر العالم محمد العربي بن يوسف الفاسي الذي قال : [/font][font="]"[/font][font="]أنشدني صاحبنا الأديب الأريب[/font][font="] [/font][font="]أبو عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي بديهة [/font][font="]–[/font][font="] ونحن ببرج تمنطق بالجوزاء،[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]نهـر بـدا وسـط الـريـاض تخـالـه[/font][font="] [/font][font="]مـن صفـوة مثـل الحسـام المرهـف[/font][font="][/font]
[font="]والغصـن بيـن تمـايـل و تعـانــق[/font][font="] [/font][font="]لمـا رأى نجـل الـولـي يوسـف" (19[/font][font="])[/font]
[font="]كما أثبت له قصيدة أخرى برواية نفس الشاعر حيث جاء بخطه قوله : " وكتب إلي صاحبنا الأديب أبو عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]يا غـزالا قد تعمـم بالصباحـة وارتدى[/font][font="] [/font][font="]وزها على البدر المنير ضياؤه لما بدا..(20[/font][font="])[/font]
[font="]* [/font][font="]كراسة من ديوان أحمد الحارثي الدلائي (21)، حيث أورد جامعها الأبيات النونية التي مدح بها محمد بن أبي بكر الدلائي والتي سبقت الإشارة إليها في البدور الضاوية للحوات، بعدما قدم لها الجامع محليا : " وللإمام البارع الأديب مالك أزمة المحاسن، الوارد منها منهلا غير آسن، سيدي محمد المكلاتي، مادحا لسيدي محمد أبي بكر رحمه الله[/font][font="] :[/font]
[font="]جبـت الـديـار على مـرور زمـان[/font][font="] [/font][font="]وسلكـت منهـا ما نـأى والدانـي...[/font][font="]"[/font][font="](22[/font][font="])[/font]
[font="]2) [/font][font="]مصادر مطبوعة، منها[/font][font="] :[/font] [font="]* [/font][font="]فتح المتعال في وصف النعال[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لأحمد المقري التلمساني(23) حيث ذكره المؤلف في معرض حديثه عن كتابه " أزهار الرياض في أخبار عياض " قائلا : " ولما ألفت كتابي الموسوم بأزهار الرياض في أخبار عياض وما يناسبها مما يحصل به للنفس ارتياح وللمقل ارتياض، ورسمت فيه مثال النعل المقدسة، وذكرت بعض ما قيل فيه من القوافي المؤسسة، قال صاحبنا كاتب أسرار الخلافة الشريفة المتفيئ من دوحة عزها صاحب الظلال الوريفة، الأديب البليغ أبو عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي الفاسي [/font][font="]–[/font][font="] حفظه الله [/font][font="]–[/font][font="] مشيرا للكتاب والمثال، واصفا ذلك بصفة ضربت بإصابتها الأمثال والأطناب، وقد رقم ذلك المثال بذهب واللازوردي، فجاء في أحسن زي[/font][font="] :[/font]
[font="]أهـذه أزهــار هــذي الــريــاض[/font][font="] [/font][font="]أم هـذه غـدرانـهـا والحـيـاض..."(24[/font][font="])[/font]
[font="]وبعد الانتهاء من هذه الأبيات التي بلغ عددها خمسة عشر بيتا، استأنف المقري كلامه قائلا : " ووصل هذا النظم الرائق بنثر من إنشائه الذي انسجم انسجام الأنهار في الحدائق، ونصه : المملوك بقبل الأنامل، لازالت مقبلة على الآمل، ومنذ أن سمع منك أيها العلم الإشارة، وقامت عنده لعمرك مقام البشارة، انتصب على الاشتغال بوصف النعال من السيادة العلمية كفيله بالتجاوز عن ألفاظها الملفوظة المذاق، وبيوتها الخاوية على عروش الأوراق، وهو معترف بما لكم عليه في ذلك من المنن والمنح، ومشتاق إلى نظرة منكم بعين الإغضاء، اشتياق الشريف لليلة السفـــــــــــــــح " (25[/font][font="]).[/font]
[font="]كما أورد لـه المؤلف أبياتا ثلاثة وصفها " بالأبيات الغريبة التوليد " التي أنست ما اخترعه حبيب بن أوس أبو تمام وأبو عبادة الوليد، وهي[/font][font="] :[/font]
[font="]أتـى بريـاض فـي عيـاض و ردهـا[/font][font="] [/font][font="]مظالـم كانـت قبـل معضلـة الــداء[/font][font="][/font]
[font="]وقاضـت بنيـل الـمـاء منـه أصابـع[/font][font="] [/font][font="]و من عجـب فيـض الأصابـع بالمـاء[/font][font="][/font]
[font="]خليـلــي هــذي معجـزات لأحمـد[/font][font="] [/font][font="]فلا تنكـرا إن ردعيـنـا إلى الـراء [/font][font="]"[/font][font="](26[/font][font="])[/font] [font="]* [/font][font="]مرآة المحاسن في أخبار الشيخ أبي المحاسن[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لأبي حامد محمد العربي بن يوسف الفاسي (27)، حيث أورد له بيتا من تذييله على منظومة محمد بن علي الفشتـــــــالي(28)إذ قال : " قال صاحبنا الأديب البليغ أبو عبد الله المكلائي رحمه الله في تذييله لقصيدة لصاحبنا الكاتب البليغ أبي عبد الله محمد بن علي الفشتالي رحمـه الله[/font][font="] :[/font]
[font="]أبــو زيـد الفـاسـي شـلـو معظـم[/font][font="] [/font][font="]رثـاه حديـث المصطفـى بمسلسـل" (29[/font][font="])[/font] [font="]* [/font][font="]نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لمحمد بن الطيب القــــــــادري (30)، حيث ذكره المؤلف من ماتوا عام واحد وأربعين وألف، قائلا : " ومنهم الفقيه الأديب أبو عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي المرقع "(31) ثم أورد له في مكان آخر من الكتاب الأبيات التي سبقت الإشارة إليها في البدور الضاوية، والتي قالها في مدح زعيم الزاوية الدلائية محمد بن أبي بكر الدلائي (32)، كما أورد له في مكان غيره الأبيات التي بعث بها إلى ابن عمران السلاسي، مع إجابة هذا الأخير عليها، والمشار إليها آنفا في الدر المنضد الفاخر (33)، علاوة على إيراده بين الحين والآخر لأبيات من تذييله على منظومة الفشتالي (34[/font][font="]).[/font] [font="]* [/font][font="]نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لمحمد الصغير اليفرني (35)5، حيث أثبت له الأبيات التي بعث بها إلى ابن عمران السلاسي وهو في السجن (36[/font][font="]).[/font]
[font="] [/font] [font="]* [/font][font="]سلوة الأنفاس، ومحادثة الأكياس، بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لمحمد بن جعفر الكتاني(37) حيث وصفه "بالشيخ الفقيه الأديب الناظم الناثر الأريــــــــب"(38)، مكتفيا بالإشارة إلى تذييله لمنظومة الفشتالي، وإلى أنه كان تلميذا للعارف الفاسي، دون أن يعقب على ذلك بنماذج من إنتاجه[/font][font="].[/font] [font="]* [/font][font="]سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل عصر[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لعلي المدني المعروف بابن معصوم(39)، الذي أشار إلى أنه كان "كاتب الدولة المنصورية وأمينها"(40) علاوة على براعته في الأدب والشعر، معقبا ذلك بالأبيات التي قالها في كتاب أزهار الرياض للمقري، والتي سبقت الإشارة إليها في كتاب فتح المتعال(41[/font][font="]).[/font] [font="]* [/font][font="]ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لشهاب الدين محمود الخفاجي(42) حيث ذكره في معرض ترجمته لأحمد المقري التلمساني، وأورد له بعضا من الأبيات التي قالها في كتابه أزهار الرياض في أخبـار عيـاض(43[/font][font="]).[/font] [font="]* [/font][font="]الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]للعباس بن إبراهيم السملالــــــــــي(44) حيث ذكره أثناء ترجمته لمحمد بن علي الفشتالي باعتباره صاحب الذيل على منظومة الفشتالي التاريخية، مكتفيا بذكر واحد من أبيات هذا الذيل، أشار فيه لوفاة الفشتالي وهو[/font][font="] :[/font]
[font="]شـكـا الـدر فقـد ناظـم وبكـى لـه[/font][font="] [/font][font="]بكـاء مـحـب بـان عـن مـرحـل(45[/font][font="])[/font] [font="]* [/font][font="]الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لأحمد بن خالد الناصري(46)، حيث أورد له الأبيات التي قالها في مدح العياشي إثر الغزوة التي وقع فيها بنصارى الجديدة والتي سبقت الإشارة إليها في كتاب الدر المنضد الفاخر(47[/font][font="]).[/font] [font="]* [/font][font="]النبوغ المغربي في الأدب العربي[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لعبد الله كنون، حيث أورد له في باب الوصف من هذا الكتاب الأبيات الثلاثة التي وردها له المقري في فتح المتعال، والتي أولها[/font][font="] :[/font]
[font="]أتـى بريـاض فـي عيـاض وردهـا[/font][font="] [/font][font="]مظالـم كـانـت قبـل معضلـة الـداء[/font][font="][/font]
[font="]بعدما قدم لها بقوله : " للأديب أبي عبد الله المكلاتي في كتاب أزهار الرياض موريـــا "(48[/font][font="]).[/font] [font="]* [/font][font="]تاريخ تطوان[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لمحمد داود، حيث أورد له نقلا عن تحفة الفضلاء الأبيات التي مدح فيها العياشي إثر غزوة العارئش(49) وقد سبقت الإشارة إليها[/font][font="].[/font] [font="]* [/font][font="]الوافي بالأدب العربي في المغرب الأقصى[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="]لمحمد بن تاويت، حيث أثبت نموذجين من شعره، الأول موجه إلى القاضي السلاسي المتقدم، والثاني في مدح المجاهد العياشي، كما أشار إلى مقامته في مدح محمد بن أبي بكر الدلائي(50)، غير أن المؤلف جعل وفاة الشاعر بعد 1049 هـ في حين أنهـا كـانت سنـة 1041 هـ[/font][font="].[/font]
[font="]على أننا نستطيع [/font][font="]–[/font][font="] من خلال هذه المصادر [/font][font="]–[/font][font="] أن نخرج بتصور، ولو كان مقتضبا، عن ترجمة شاعرنا فنكون بذلك قد رفعنا عنه بعض صفائح النسيان التي أوهنت كاهله، سواء في عهده أو العهود اللاحقة، فإذا نحن رجعنا إلى كتاب مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا : لعبد العزيز الفشتالي، معاصر شاعرنا،(51) لم نجد للمكلاتي ذكرا مع أنه كان كاتب الدولة المنصورية كما يقول ابن معصوم. وكذلك الأمر إذا رجعنا إلى كتاب التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار أعيان المائة الحادية والثانية عشر لمحمد بن الطيب القـادري(52) لم نجده مدرجا ضمن هؤلاء الأعيان بالرغم من مكانته وقدره[/font][font="].[/font]
[font="]وإذا كان هذان المصدران يمثلان التصانيف القديمة فإننا نلمس الظاهرة نفسها في بعض الدراسات الحديثة أو المعاصرة، حيث إننا لا نعثر عليه ضمن الشخصيات التي عرف بها محمد بن تاويت ومحمد الصادق عفيفي في كتابهما " الأدب المغربي "(53) ولا ضمن الشعراء الذين ذكرهم الدكتور محمد الأخضر في كتابه عن الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية(54) من عام 962 هـ إلى عام 1074 هـ وإن كان قد تعرض لمقامه[/font][font="].[/font]
[font="]وعموما نقول إنه أبو عبد الله محمد بن أحمد المكلاتي المرقع الفاسي، من أسرة ذات شهرة وعلم، فقد قال صاحب السلوة : " المكلاتيون بيتهم شهير، كان منهم كتاب وعدول "(55[/font][font="]).[/font]
[font="]ويعرف بالمكلاتي الأكبر تمييزا له عن المكلاتي الأصغر المتوفى عام 1159 هـ والذي له ذيل هو الآخر على منظومة الفشتالي(56[/font][font="]).[/font]
[font="]ويبدو أن نشأ بفاس التي ولد بها في تاريخ مجهول(57)[/font][font="] [/font][font="]وبها درس وتعلم، حيث أخذ ثقافة العصر القائمة على التنوع والتعدد، من فقه وتفسير ولغة وتاريخ وأدب. ويكفيه سعة في العلم أن يكون تلميذا للشيخ العارف عبد الرحمن بن محمد الفاسي الذي تخرج على يده جماعة من العلماء والشعراء أمثال العياشي، وابن ريسون، والزرهوني والوزير الغساني، وغيرهم(58[/font][font="]).[/font]
[font="]ولعل نبوغه وسعة ثقافته مما أهله ليكون كاتبا في دولة المنصور السعدي، وهو المنصب الذي لم يكن يحتله إلا النبهاء من رجال الفترة، مما يدل على أن شاعرنا كان متضلعا في اللغة والأدب، بارعا في الإنشاء والترسل، وإلا لما تمكن من أن يشغل منصبا كالذي يشغله، ولاسيما في بلاط خليفة كالمنصور الذي كان يشتغل بالأدب ويقرب رجاله، والذي " وإن كان في سائر العلوم علما تأتم الهداة به، فلا كفن الأدب، فهو الروض الذي لا تزال طيور أفكاره صادحة على أريكة، وشموس إحسانه بازغة من فلكه "(59[/font][font="]).[/font]
[font="]وقد نتج عن هذه الثقافة الواسعة التي حظي بها المكلاتي أن صدرت عنه أمال علمية وأدبية مثلت بعض الاتجاهات التي كانت تتوزع هذه الثقافة، فمن هذه الأعمال[/font][font="] :[/font]
[font="]1) [/font][font="]كتاب "أسرار الخلافة الشريفة" وهو كتاب ذكره المقري في فتح المتعال(60)، ولعله جاء نتيجة لمعرفة المكلاتي الدقيقة بالخليفة المنصور، وحيا منه في المساهمة في تخليد شذرات من سيرة هذا الخليفة الذي كان ذا شأن عظيم، سواء داخل المغرب أو خارجه، وبذلك يكون المكلاتي واحدا من مؤرخي الدولة السعدية، يضاف إلى غيره من المؤرخين كأحمد بن القاضي وعبد العزيز الفشتالي وغيرهما[/font][font="].[/font]
[font="]2) [/font][font="]كتاب "شرح لامية الأفعال لابن مالك" وقد ذكره يوسف الزياتي، الذي وضع عليه حاشية(61)، وهو كتاب يبرهن على اهتمام المكلاتي بأصول اللغة العربية ومظان قواعدها وضوابطها[/font][font="].[/font]
[font="]3) [/font][font="]تذييله لأرجوزة محمد بن علي الفشتالي : التي نظم فيها وفيات ابن قنفد(62)، وهو تذييل يدل على تمكن المكلاتي من التاريخ، ذلك المضمار الذي تجلى في كتابه أسرار الخلافة الشريفة كما تقدم، كما تجلى في هذا التذييل الذي أرخ لوفيات العديد من الشخصيات التي أغفلها ابن قنفد والفشتالي، ولعل هذا التذييل يكتسي أهمية واضحة، إذ نجد من المؤرخين القدامى من يعتمده كمصدر لتعزيز بعض الحقائق التاريخية كاليفرني في كتابه "نزهة الحادي" حيث نقتطف من ذلك استشهاده بأحد أبيات هذا التذييل ليؤكد به تاريخ وفاة أبي القاسم الشاطبي التي كانت عام 1002 هـ، يقول[/font][font="] :[/font]
[font="]وأمـا ابـن عبـد اللـه قـل شبيـهــه[/font][font="] [/font][font="] فيـا لـك مـن قـاض زكـي مـعـدل(63[/font][font="])[/font]
[font="]وكابن الطيب القادري في كتابه "التقاط الدرر" أو[/font][font="] [/font][font="]كتابه "نشر المثاني" حيث نستدل منه بأحد أبيات التذييل في تحديد وفاة أحمد بن أبي المحاسن الفاسي التي كانت عام 1021 هـ، يقول[/font][font="] :[/font]
[font="]ولسـت أشـك في ابن يـوسـف أحمـد[/font][font="] [/font][font="]ومـنـده قـد صـح عن خيـر مرسـل(64[/font][font="])[/font]
[font="]4) [/font][font="]إنتاجه الأدبي، سواء ما كان منه نثرا أو شعرا. فأما النثر، فله فيه تلك المقامة المشار إليها آنفا، والتي قالها في مدح زعيم الزاوية الدلائية محمد بن أبي بكر الدلائي، وهي مقامة تبرهن على تمكن صاحبها من ناصية اللغة، وبراعته في الميدان الأدبي، تلك البراعة التي عبر عنها صاحب السلافة إذ قال : "وأما الأدب فهو حامل رايته وجهبذ روايته ودرايته، إن نثر فلق الدرر وانفصمت أسلاكها، أو الدراري نثرتها أفلاكها، وإن نظم فقل في ثغور الخرد النعس، انتظمت ما بين اللثاة الحو والشفاه اللمس"(65[/font][font="]).[/font]
[font="]وتتميز هذه المقامة [/font][font="]–[/font][font="] بالإضافة إلى التزامها السجع [/font][font="]–[/font][font="] بما طعمها به المكلاتي من أشعار تدل على سعة رصيده الأدبي، وغزارة محفوظه من شعر الأقدمين، على غرار قوله فيها[/font][font="] :[/font]
[font="]"...[/font][font="]وما زلنا بين تلك المنازل نرمي جمار الفوائد، ونرد من ذلك أحلى المصادر وأعذب الموارد، إلى أن ارتقت الشمس درجة العلاء، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فترامينا على تلك الطلال، مستحسنين قول من قـال[/font][font="] :[/font]
[font="]نـزلنـا دوحــه فحـنـا عـلـيـنـا[/font][font="] [/font][font="] حنـو المـرضعـات علـى الفـطـيـم[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]وقـانـا لفـحــة الـرمـضـاء ظـل[/font][font="] [/font][font="]وقـاء مضــاف النـبـت[/font][font="] [/font][font="]العمــيـم[/font][font="][/font]
[font="]يـراعـي الشمـس أنــا قـابـلتـنـا[/font][font="] [/font][font="]فـيـحـجـبـهـا ويــأذن للنـسـيـم[/font][font="][/font]
[font="]و أسـقـانــا علـى ظـمـــإ زلالا[/font][font="] [/font][font="]ألــذ مـن المـدامــة و الـنــديـم[/font][font="][/font]
[font="]تـروع حـصـاة حـالـيـة الغـوانـي[/font][font="] [/font][font="] فتلمـس جـانـب العـقـد النـظــيـم[/font][font="][/font]
[font="]فبينما نحن كذلك، إذا برق الجو فسل علينا نصوله المذهبية، وارتفعت للغمام فساطيطه مطنبة، وجعل السحاب يسوق المراكب، وأخذ الرباب يرتب الكتائب، فتصبب عرقا، ونادم الروض فغنى وسقى، فما أغمد سيف ذلك البرق، ولا انقشع ذلك الودق، إلا والمساء قد طفل، والروض في ثوب الأصيل قد رفل[/font][font="] :[/font]
[font="]ورب عـيـشـة فيـهـا طـفـقـنـا[/font][font="] [/font][font="]نـروض الـظـل والـمـاء القـراحـا[/font][font="][/font]
[font="]وقـد ضـرب الطريـف بها قـبـابـا[/font][font="] [/font][font="] علـى البطحـاء أبهجـت[/font][font="] [/font][font="]البـطـاحـا[/font][font="][/font]
[font="]وكـان جنـابـهـا يخـضـر آســا[/font][font="] [/font][font="]فـأصـبـح و هـو مبـيـض أقـاحـا[/font][font="][/font]
[font="]كأن الـخـضـر جـربـهـا يمـينـا[/font][font="] [/font][font="]ومـد عليهـا جبـريـل جـنـاحــا[/font][font="]"[/font][font="](66[/font][font="])[/font]
[font="]على أننا ونحن في مجال الحديث عن نثر المكلاتي، لا نستبعد أن تكون له مساهمة في ميدان الرسائل، ولاسيما أنه كان كاتبا للخليفة المنصور، مما يحمل على الاعتقاد بأن ما قد يكون المكلاتي قد أبدعه في هذا المجال ضاع ولم يصل، أو لا يزال رهين الإهمال بين رفوف المكتبات الخاصة، وأوراق المخطوطات والمجاميع[/font][font="].[/font]
[font="]وأما شعره، فإن النظر فيما وصلنا منه [/font][font="]–[/font][font="] وهو قليل [/font][font="]–[/font][font="] ينتهي بنا إلى الملاحظات الآتية[/font][font="] :[/font]
[font="]1- [/font][font="]يبدو أن المكلاتي قد سخر شعره لخدمة جانبين اثنين هما : ذاته من جهة، ثم المجتمع الذي وجد فيه من جهة أخرى[/font][font="].[/font]
[font="]ففيما يتعلق بالذات نجد المكلاتي يفرز عواطفه تجاه بعض معاصريه، من أصدقائه الذين كانت لهم مكانة متميزة في المجتمع، أمثال العالم الشاعر محمد العربي بن يوسف الفاسي، وقاضي الجماعة بفاس ابن عمران السلاسي، والعالم الشاعر محمد بن سعيد المرغيتي السوسي[/font][font="].[/font]
[font="]وكنموذج من شعره في الأول من هؤلاء الثلاثة قوله مادحا إياه[/font][font="] :[/font]
[font="]يــا غــزالا قــد تــعـمــم بالـصــبـاحــة وارتـــــدى[/font][font="][/font]
[font="]وزهـا عـلـى الــبــدر الـمـنـيـر ضــيــاؤه لـمـا بـــدا[/font][font="][/font]
[font="]وتـخــالـه مــن لـيـنــه غـصــنــا رطـيـبـا أمــلـــدا[/font][font="][/font]
[font="]قـد زارنــي و اللــيــل قــد نـشــر الــرداء الأســــــودا[/font][font="][/font]
[font="]وحـكـى لـنـا فـي صـفـــوه أفــق الـسـمـــاء زمـــــردا[/font][font="][/font]
[font="]و أرت كـواكـبـــه الـمـنـيـــرة لــؤلـــؤا مــتـبــــردا[/font][font="][/font]
[font="]وتـخـالـهـــا تـلـــك الـمـجــرة للـنـــجــــوم........ دا[/font][font="][/font]
[font="]وحـكــت لـنــا مـنــه الـثــريــا فـي إشــارتـه[/font][font="] [/font][font="]الـيـــدا[/font][font="][/font]
[font="]و سـهـيــل مـثـل الـقـلــب فـي خـفـقـاتـه طــول الـمــدى[/font][font="][/font]
[font="]و كــأن ذلـــك الــبــدر وجــه مـحـمــد لـمـــا بــــدا[/font][font="][/font]
[font="]نـجـل الـولـي يــوســف أس الــولايـــة و الــــهـــــدى[/font][font="][/font]
[font="]رجـل سـمـى وبـنـى الـمـفـاخـر فـي الـسـمــاء و شــيـــدا[/font][font="][/font]
[font="]إن الـبــلاغــة فــي كـمــال والــيــراع بـــه اهــتـــدى[/font][font="][/font]
[font="]لازال شــمــســا للــمــعــالــي لا تــفــارق أســعــدا(67[/font][font="])[/font]
[font="]وهو في السجن[/font][font="] :[/font]
[font="]أمـا لـهـلال غـاب عـنـا سـفــور[/font][font="] [/font][font="]فيجـلـى بـه خـطـب دجـاه يـثـور[/font][font="][/font]
[font="]فصـبـرا لـدهـر رام يمحصـك[/font][font="] [/font][font="]الأسى[/font][font="] [/font][font="]فـأنـت عظـيـم والعظـيـم صـبـور[/font][font="][/font]
[font="]سيـظهـر مـا عـهدتـه مـن جمالكـم[/font][font="] [/font][font="]فللبـدر مـن بعـد الكسـوف ظـهــور[/font][font="][/font]
[font="]و تـحـيـا رسـوم للمعـالـي تغيـرت[/font][font="] [/font][font="]فللميـت مـن بعـد الممــات[/font][font="] [/font][font="]نـشـور[/font][font="][/font]
[font="]أبـا حسـن إنـي على الحـب لــم أزل[/font][font="] [/font][font="]مقيمــا عليــه مــا أقــام ثـبـيـر[/font][font="][/font]
[font="]ففـي الفـم مــاء من[/font][font="] [/font][font="]بقـايـا ودادكـم[/font][font="] [/font][font="]وذلـك عـنـدي سـائـــغ و نـمـيـر[/font][font="][/font]
[font="]عليكـم سـلام الله مـا هـطـل الحـيـا[/font][font="] [/font][font="] [/font][font="]وغنـت بـأغصـان الـريـاض طيــور(68[/font][font="])[/font]
[font="]ولعل المكلاتي بهذا كان يعرب عن تفاعله مع أحداث عصره، منوها بالذين يساهمون في نشر ألوية الإسلام والسلام في هذه الديار، وفي هذا الإطار يمكن التذكير بالأبيات التي مدح بها محمد بن أبي بكر الدلائي باعتباره واحدا ممن كان لهم الفضل الكبير في بسط أجنحة الرخاء والاستقرار، وكذلك في نشر التعاليم الإسلامية القائمة على الإخاء والتسامح، بعيدا عن ألوان العنف أو المواجهة الحربية، يقول[/font][font="] :[/font]
[font="]يـا ابـن الذيـن رووا أحـاديث العلـى[/font][font="] [/font][font="]عن خيـر خلـق الله مـن عـدنـــان[/font][font="][/font]
[font="]قـوم إذا دجـت الخطـوب وأظلمــت[/font][font="] [/font][font="]و دهـى البريـة فاجـئ الـرجـفــان[/font][font="][/font]
[font="]تركـوا سيـوف الهنـد فـي أغمادهـا[/font][font="] [/font][font="]وتقلـدوا سيـفـا مـن الـقــــرآن(77[/font][font="])[/font]
[font="]2- [/font][font="]يتضح أن المكلاتي، وإن كان قد عرض إلى موضوعات كالمدح والوصف وما إليهما، قد أغفل بعض الموضوعات الشعرية التي كانت معروفة إلى عصره، ومنها الهجاء الذي لا نجد من أخباره ما يشير إلى أنه طرقه، وكالغزل الذي لم يكن يطرقه كموضوع مستقل، وإنما كان أحيانا يتوسل به كمقدمة تقليدية قبل أن ينتقل إلى موضوعه الرئيسي من القصيدة. وفي هذا الإطار نذكر بالأبيات الغزلية التي استهل بها مدحه لمحمد العربي الفاسي حيث يقول في بدايتها[/font][font="] :[/font]
[font="]يا غـزالا قد تعمم بالصباحة وارتـدى(78[/font][font="]).[/font]
[font="]3- [/font][font="]من ناحية الخصائص الفنية نستطيع القول بأن شعر المكلاتي كان يميل إلى مستوى الخطاب الشعري الذي عرفه العصر والذي كان يعتمد على مجموعة من الخصائص والمميزات المستمدة من العصور الماضية، والتي بلورها شعر الفترة في وضوح وأمانة[/font][font="].[/font]
[font="]فمن ذلك مثلا اعتماد المكلاتي على بعض المحسنات البديعية، حيث نصادف فيما وصلنا من شعره، بعض هذه المحسنات التي يبدو أن الشاعر قد وفق في استعمالها. وكنموذج على ذلك نشير إلى ظاهرة الاقتباس في شعره كما يدل على ذلك البيت الآتي[/font][font="] :[/font]
[font="]إليكـم قــد رفـعــت أمـــرهـا[/font][font="] [/font][font="]فاقـض على الأبكـار ما أنـت قـاض(79[/font][font="])[/font]
[font="]فهو مأخوذ من قوله تعالى من سورة طه[/font][font="] <<[/font][font="]قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا[/font][font="]>>(80)[/font]
[font="]وكما يدل عليه قوله كذلك من قصيدة[/font][font="] :[/font]
[font="]ومـا يستـوي البحـران عنـدي فإن ذا[/font][font="] [/font][font="]أجـاج لعمـري في المذاق وذا عـذب(81[/font][font="])[/font]
[font="]فهـو مقتبس من قوله تعالى من سورة فاطر[/font][font="] <<[/font][font="]وما يسوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج[/font][font="]>>(82)[/font]
[font="]وإلى جانب اعتماد المكلاتي على بعض المحسنات البديعية، فإنه كذلك اعتمد بعض الوجوه البلاغية الأخرى، وخاصة منها التشبيه والاستعارة، حيث جاءت صوره الشعرية قائمة على التشبيهات والاستعارات المألوفة كقوله متغزلا[/font][font="] :[/font]
[font="]وتـخــــالـــه مـن لـيـنــه[/font][font="] [/font][font="]غصـنــا رطـيـبــا أمـلـــدا(83[/font][font="])[/font]
[font="]فإنها صورة تكاد تكون معروفة عند معظم شعراء الغزل، سواء في المشرق أو الأندلس أو المغرب[/font][font="].[/font]
[font="]ولعل من أجمل صوره قوله مستغلا عنصر المجاز[/font][font="] :[/font]
[font="]نصـرتـنـي أقـلامــه فـي نـزال[/font][font="] [/font][font="]فيـه تحـلـو عـوالـي الـمـــران[/font][font="][/font]
[font="]أيـد اللــه أمــره مـن أمـيـــر[/font][font="] [/font][font="]بايعـت فكـره رعـايــا[/font][font="] [/font][font="]المعـانـي(84[/font][font="])[/font]
[font="]وعلاوة على ما تقدم، فقد مال المكلاتي نحو تطعيم قصائده ببعض الحكم المأثورة، على غرار ما نلمسه في إنتاج بعض الشعراء القدامى كالمتنبي وغيره، ويتضح ذلك من خلال قوله مثلا[/font][font="] :[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]سيظهـر مـا عهـدتـه مـن جمالكـم[/font][font="] [/font][font="]فللبـدر مـن بعـد الكسـوف ظهـور(85[/font][font="])[/font]
[font="]وإن كانت هذه الحكمة من البديهيات والمسلمات التي لا يجهلها أو يجادل فيها أحد، مما يضفي عليها عند شاعرنا طابع الفتور والبرودة، كما هو الشأن أيضا في قوله[/font][font="] :[/font]
[font="]وتحيـا رسـوم للمعـالـي تغـيـرت[/font][font="] [/font][font="]فللمـيـت من بعـد الممـات نشـور(86[/font][font="])[/font]
[font="]على أن الشاعر أحيانا يرتفع إلى مستوى الإجادة في بعض حكمه، كقوله[/font][font="] :[/font]
[font="]من تحلـى عمـري بمـا ليـس فيــه[/font][font="] [/font][font="]فضحتــه شـواهــد الامتحـــان(87[/font][font="])[/font]
[font="]4- [/font][font="]البحور التي ركبها الشاعر تدل هي الأخرى على انسياقه مع ما كان عليه شعراء الفترة، حيث إنه كان يكثر من استعمال البحور ذات النفس الطويل التي تساعده على اعتماد وحدة البيت من كامل وطويل وأضرابهما، وقلما نسج على بحر قصير، كالقصيدة التي ركب فيها مجزوء الكامل ونهايتها[/font][font="].[/font]
[font="]لازال شـمـســـا[/font][font="] [/font][font="]للمـعـــــا[/font][font="] [/font][font="]لــي لا تفــارق أســعـــــدا(88[/font][font="])[/font]
[font="]وعلى كل فيبقى هذا البحث شرارة أولى من شانها أن توقد النور حول هذه الشخصية المغمورة، والتي يعظم الأمل في أن يعرف صاحبها، وأعلام غيره كثيرون، مزيدا من الدرس والاهتمام، إحياء لتراثنا الزاخر، وتأكيدا لمسيرتنا الأدبية المتواصلة[/font][font="].[/font]
[font="] [/font]
[font="]1[/font][font="] [/font][font="]مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم د 285[/font][font="].[/font]
[font="]2[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ورقة 10 وجه[/font][font="][/font]
[font="]3[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ورقة 10 وجه[/font][font="].[/font]
[font="]4[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ورقة 10 ظهر، ويقصد بثمان أن أبيات المرغيثي عددها ثمانية[/font][font="].[/font]
[font="]5[/font][font="] [/font][font="]مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم د 1584[/font][font="].[/font]
[font="]6[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه : ص 115[/font][font="].[/font]
[font="]7[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 124[/font][font="].[/font]
[font="]8[/font][font="] [/font][font="]مخطوط بالخزانة العامة بالرباط ضمن مجموع رقم د 2074 من ص 1 إلى ص 119[/font][font="].[/font]
[font="]9[/font][font="] [/font][font="]أي تلامذة الشيخ أبي محمد عبد الرحمن الفاسي[/font][font="].[/font]
[font="]10[/font][font="] [/font][font="]أزهار البستان ص 15[/font][font="].[/font]
[font="]11[/font][font="] [/font][font="]يوجد الكتاب في خزانة الأستاذ الكبير محمد المنوني[/font][font="].[/font]
[font="]12[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 19[/font][font="].[/font]
[font="]13[/font][font="] [/font][font="]مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم د 261[/font][font="].[/font]
[font="]14[/font][font="] [/font][font="]الضمير يعود على زعيم الزاوية الدلائية محمد أبي بكر[/font][font="].[/font]
[font="]15[/font][font="] [/font][font="]البدور الضاوية ص 163[/font][font="].[/font]
[font="]16[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 163[/font][font="].[/font]
[font="]17[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 169[/font][font="].[/font]
[font="]18[/font][font="] [/font][font="]مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم ك 326[/font][font="].[/font]
[font="]19[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 226 ونجل يوسف يقصد به محمد العربي بن يوسف الفاسي[/font][font="].[/font]
[font="]20[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 227[/font][font="].[/font]
[font="]21[/font][font="] [/font][font="]مخطوط بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم ك 3312[/font][font="].[/font]
[font="]22[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 9[/font][font="].[/font]
[font="]23[/font][font="] [/font][font="]مطبعة مجلس إدارة المعارف النظامية بالهند، 1334 هـ[/font][font="].[/font]
[font="]24[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 208[/font][font="].[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]25[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 209[/font][font="].[/font]
[font="]26[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 209[/font][font="].[/font]
[font="]27[/font][font="] [/font][font="]طبعة حجرية بفاس : 1324 هـ 1906 م[/font][font="].[/font]
[font="]28[/font][font="] [/font][font="]سيرد الحديث عنها في موضع لاحق من هذا البحث[/font][font="].[/font]
[font="]29[/font][font="] [/font][font="]مرآة المحاسن ص 150[/font][font="].[/font]
[font="]30[/font][font="] [/font][font="]نشر سنة 1977 بتحقيق الدكتور محمد حجي والأستاذ أحمد توفيق، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر[/font][font="].[/font]
[font="]31[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ج 1 ص 305[/font][font="].[/font]
[font="]32[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ج 1 ص 342[/font][font="].[/font]
[font="]33[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ج 1 ص 149[/font][font="].[/font]
[font="]34[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ج 1 ص 135-136-163[/font][font="].[/font]
[font="]35[/font][font="] [/font][font="]مصورة مكتبة الطالب، الرباط[/font][font="].[/font]
[font="]36[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 241[/font][font="].[/font]
[font="]37[/font][font="] [/font][font="]طبعة حجرية بفاس، 1316 هـ[/font][font="].[/font]
[font="]38[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ج 3 ص 351[/font][font="].[/font]
[font="]39[/font][font="] [/font][font="]طبعة القاهرة 1324 هـ[/font][font="].[/font]
[font="]40[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 603[/font][font="].[/font]
[font="]41[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 604[/font][font="][/font]
[font="]42[/font][font="] [/font][font="]المطبعة العثمانية بمصر سنة 1306 هـ[/font][font="].[/font]
[font="]43[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ص 288[/font][font="].[/font]
[font="]44[/font][font="] [/font][font="]نشرت أجزاؤه العشرة بتحقيق الأستاذ عبد الوهاب بن منصور ما بين سنتي 1974-1983 المطبعة الملكية بالرباط[/font][font="].[/font]
[font="]45[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ج 5 ص 222[/font][font="].[/font]
[font="]46[/font][font="] [/font][font="]نشر بتحقيق وتعليق اني المؤلف جعفر ومحمد الناصريين، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1955[/font][font="].[/font]
[font="]47[/font][font="] [/font][font="]المصدر نفسه ج 6 ص 89[/font][font="].[/font]
[font="]48[/font][font="] [/font][font="]النبوغ المغربي ج 3 ص 134، الطبعة الثالثة، دار الكتاب اللبناني، بيروت[/font][font="].[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]49[/font][font="] [/font][font="]تاريخ تطوان ج 3 ص 147، مكتبة الناصر، تطوان 1959 م[/font][font="].[/font]
[font="]50[/font][font="] [/font][font="]الوافي بالأدب العربي ج 3 ص 729-730[/font][font="].[/font]
[font="]51[/font][font="] [/font][font="]نشر بتحقيق الأستاذ عبد الله جنون ثم بتحقيق الدكتور عبد الكريم كريم[/font][font="][/font]
[font="]52[/font][font="] [/font][font="]نشر بتحقيق هاشم العلوي القاسمي، منشورات دار الآفاق الجديدة بيروت[/font][font="].[/font]
[font="]53[/font][font="] [/font][font="]مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت[/font][font="].[/font]
[font="]54[/font][font="] [/font][font="]طبعة دار الرشاد الحديثة ، الدار البيضاء، 1977[/font][font="] [/font][font="]م ص 61-63[/font][font="].[/font]
