ابن عامر الشامي
وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
- إنضم
- 20 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 10,237
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المملكة المغربية
- احفظ من كتاب الله
- بين الدفتين
- احب القراءة برواية
- رواية حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- سعود الشريم
- الجنس
- اخ
[font="] [/font]
[font="]فبعد أن سجلت عدة وفيات ببطوية استشرت العداوة بأرجائها، وأسوأ يوم هو ذلك الذي اشتد فيه أسف عيسى الراسي لمقتل نحو الستين شخصا من جبل بني عيسى، في هذا الظرف العسير الذي أحاط بالقبيلة، نعتقد أن الشيخ أحمد الراسي استغل نفوذه «لإرشاد المسلمين وردهم إلى الطريق المستقيم»، محاولا بذلك «إصلاح ذات البين».[/font][font="][/font]
[font="]ولما كان التوصل إلى هذا الحل غير منتظر لاتساع نطاق الخلاف وعمق آثار الفتنة، لم يسعه سوى التوجه باللوم وإرشاد المثيرين للشغب، وفي الغالب لم يفلح حتى في هذه المهمة أيضا، مما لزم عليه إظهار موقف أكثر حزما، «دأبا عن ضعفائهم من ظلم الظالمين».[/font][font="][/font]
[font="]وواقع الأمر يصعب علينا أن نقدم تفاصيل أكثر وضوحا عن دور أحمد الراسي خلال هذه الأزمة التي مرت بها قبيلته، استنادا فقط إلى الإشارات العابرة التي كانت تهدف إلى التنويه ببعض الفضائل الإنسانية. فلا يمكن مثلا أن نجزم ما إذا كان اهتمامه بإصلاح الوضع منحصرا في فرقته أولاد الفقيه، وفي ربع أولاد عبد الكريم الذي ينتمي إليه، أم كان عاما تجاوز هذا النطاق المحلي إلى غيره من أرباع القبيلة (9).[/font][font="][/font]
[font="]وما هو واضح في ذهننا عن أحمد الراسي أن مجموعة من الخصال هي التي كانت من أسباب علو مكانته في نفس البطوئي، مما حثه على تخليدها في بضعة أبيات جادت بها قريحته، قبل وفاة شيخه في يومه الأحد 29 رمضان 1039 هـ، حين قال:[/font][font="][/font]
[font="]ألا بابـن إبراهيــم حزت مفاخـرا علومـا وتقـوى مع كثيـر نصيحة[/font][font="][/font]
[font="]شرحت كثيرا من صـدور ظليمــة رفعت كثيرا مـن نفوس خسيســة[/font][font="][/font]
[font="]فأصبحت العطشـا مـن فيض بحـره تلوح بأنـوار إلـى كـل جهـــة[/font][font="][/font]
[font="]فيا أيهـــا المغـرور لازم لبابــه وأمثاله تحضـى بنيـل السعـــادة[/font][font="][/font]
[font="]لك الحمد ربـي أن أضاءت بلادنــا بنور العلــم مخمــدا للجهالــة[/font][font="][/font]
[font="]ونسـألك اللهــم أمنــا ورحمــة وعفوا جميـلا ساتــرا للإســاءة [/font][font="][/font]
[font="]- علي وارث الغساني: [/font][font="][/font]
[font="]هم شيوخ التعليم والصلحاء الذين حازوا إعجاب البطوئي وإطراءه والاستئثار بقلمه. ينتمي الأصل إلى الأسرة الغساسية الوحيدة التي نعلم ببقائها قلعية، منذ أن غادر السكان مدينة غساسة قبيل استيلاء الإسبان عليها سنة 912 هـ (1506هـ) (10).[/font][font="][/font]
[font="]نشأ علي بفرقة «آيت وارث» (إورتين حاليا) من خمس بني جافر، وهي تحتل كديتين صغيرتين «ببوحمزة» من جهة شمال، والكدية الشرقية هي مستقر آيت وارث المعنية خلال هذه الفترة المؤرخة.[/font][font="][/font]
[font="]ويعود تكامل شخصية علي وارث وحيويتها إلى جمعه بين الثقافة الدينية وجلوسه للتدريس واعتنائه بحل الأزمة التي هددت استقرار القبيلة، وقد سجلت غيرته لصيانة حرمة التراب الوطني ذروة ذلك الاهتمام. وهذه هي السمات التي جعلت منه في نظر البطوئي عالما وأديبا ومدرسا ومجاهدا.[/font][font="][/font]
[font="]اكتفى عيسى بإخبارنا عن دراسة الشيخ علي، أنه أخذ عن عيسى بن إبراهيم اليزتانسي أحد طلبة وردان الذين تخرجوا عن أحمد بن عبد الله المديني، وهذا يعني أن الغساسي قضى فترة من شبابه ببطوية بعيدا عن موطنه بقلعية، يسهل عليه ذلك وجود العلاقة الأسرية التي تربطه بوالد البطوئي.[/font][font="][/font]
[font="]وفي وسعنا أن نطلع على تكوينه العلمي من الموضوعات التي كانت يدرسها عليه تلميذه عيسى في أواخر القرن العاشر بتيزي عدنيت، وهي تتألف من حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءات، ومن بعض مبادئ العلوم الدينية، ولا نعرف من تكوينه الأدبي إلا بما نعته به تلميذه حين أضاف صفة الأديب. [/font][font="][/font]
[font="]فبعد أن سجلت عدة وفيات ببطوية استشرت العداوة بأرجائها، وأسوأ يوم هو ذلك الذي اشتد فيه أسف عيسى الراسي لمقتل نحو الستين شخصا من جبل بني عيسى، في هذا الظرف العسير الذي أحاط بالقبيلة، نعتقد أن الشيخ أحمد الراسي استغل نفوذه «لإرشاد المسلمين وردهم إلى الطريق المستقيم»، محاولا بذلك «إصلاح ذات البين».[/font][font="][/font]
[font="]ولما كان التوصل إلى هذا الحل غير منتظر لاتساع نطاق الخلاف وعمق آثار الفتنة، لم يسعه سوى التوجه باللوم وإرشاد المثيرين للشغب، وفي الغالب لم يفلح حتى في هذه المهمة أيضا، مما لزم عليه إظهار موقف أكثر حزما، «دأبا عن ضعفائهم من ظلم الظالمين».[/font][font="][/font]
[font="]وواقع الأمر يصعب علينا أن نقدم تفاصيل أكثر وضوحا عن دور أحمد الراسي خلال هذه الأزمة التي مرت بها قبيلته، استنادا فقط إلى الإشارات العابرة التي كانت تهدف إلى التنويه ببعض الفضائل الإنسانية. فلا يمكن مثلا أن نجزم ما إذا كان اهتمامه بإصلاح الوضع منحصرا في فرقته أولاد الفقيه، وفي ربع أولاد عبد الكريم الذي ينتمي إليه، أم كان عاما تجاوز هذا النطاق المحلي إلى غيره من أرباع القبيلة (9).[/font][font="][/font]
[font="]وما هو واضح في ذهننا عن أحمد الراسي أن مجموعة من الخصال هي التي كانت من أسباب علو مكانته في نفس البطوئي، مما حثه على تخليدها في بضعة أبيات جادت بها قريحته، قبل وفاة شيخه في يومه الأحد 29 رمضان 1039 هـ، حين قال:[/font][font="][/font]
[font="]ألا بابـن إبراهيــم حزت مفاخـرا علومـا وتقـوى مع كثيـر نصيحة[/font][font="][/font]
[font="]شرحت كثيرا من صـدور ظليمــة رفعت كثيرا مـن نفوس خسيســة[/font][font="][/font]
[font="]فأصبحت العطشـا مـن فيض بحـره تلوح بأنـوار إلـى كـل جهـــة[/font][font="][/font]
[font="]فيا أيهـــا المغـرور لازم لبابــه وأمثاله تحضـى بنيـل السعـــادة[/font][font="][/font]
[font="]لك الحمد ربـي أن أضاءت بلادنــا بنور العلــم مخمــدا للجهالــة[/font][font="][/font]
[font="]ونسـألك اللهــم أمنــا ورحمــة وعفوا جميـلا ساتــرا للإســاءة [/font][font="][/font]
[font="]- علي وارث الغساني: [/font][font="][/font]
[font="]هم شيوخ التعليم والصلحاء الذين حازوا إعجاب البطوئي وإطراءه والاستئثار بقلمه. ينتمي الأصل إلى الأسرة الغساسية الوحيدة التي نعلم ببقائها قلعية، منذ أن غادر السكان مدينة غساسة قبيل استيلاء الإسبان عليها سنة 912 هـ (1506هـ) (10).[/font][font="][/font]
[font="]نشأ علي بفرقة «آيت وارث» (إورتين حاليا) من خمس بني جافر، وهي تحتل كديتين صغيرتين «ببوحمزة» من جهة شمال، والكدية الشرقية هي مستقر آيت وارث المعنية خلال هذه الفترة المؤرخة.[/font][font="][/font]
[font="]ويعود تكامل شخصية علي وارث وحيويتها إلى جمعه بين الثقافة الدينية وجلوسه للتدريس واعتنائه بحل الأزمة التي هددت استقرار القبيلة، وقد سجلت غيرته لصيانة حرمة التراب الوطني ذروة ذلك الاهتمام. وهذه هي السمات التي جعلت منه في نظر البطوئي عالما وأديبا ومدرسا ومجاهدا.[/font][font="][/font]
[font="]اكتفى عيسى بإخبارنا عن دراسة الشيخ علي، أنه أخذ عن عيسى بن إبراهيم اليزتانسي أحد طلبة وردان الذين تخرجوا عن أحمد بن عبد الله المديني، وهذا يعني أن الغساسي قضى فترة من شبابه ببطوية بعيدا عن موطنه بقلعية، يسهل عليه ذلك وجود العلاقة الأسرية التي تربطه بوالد البطوئي.[/font][font="][/font]
[font="]وفي وسعنا أن نطلع على تكوينه العلمي من الموضوعات التي كانت يدرسها عليه تلميذه عيسى في أواخر القرن العاشر بتيزي عدنيت، وهي تتألف من حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءات، ومن بعض مبادئ العلوم الدينية، ولا نعرف من تكوينه الأدبي إلا بما نعته به تلميذه حين أضاف صفة الأديب. [/font][font="][/font]