موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فبعد أن سجلت عدة وفيات ببطوية استشرت العداوة بأرجائها، وأسوأ يوم هو ذلك الذي اشتد فيه أسف عيسى الراسي لمقتل نحو الستين شخصا من جبل بني عيسى، في هذا الظرف العسير الذي أحاط بالقبيلة، نعتقد أن الشيخ أحمد الراسي استغل نفوذه «لإرشاد المسلمين وردهم إلى الطريق المستقيم»، محاولا بذلك «إصلاح ذات البين».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما كان التوصل إلى هذا الحل غير منتظر لاتساع نطاق الخلاف وعمق آثار الفتنة، لم يسعه سوى التوجه باللوم وإرشاد المثيرين للشغب، وفي الغالب لم يفلح حتى في هذه المهمة أيضا، مما لزم عليه إظهار موقف أكثر حزما، «دأبا عن ضعفائهم من ظلم الظالمين».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وواقع الأمر يصعب علينا أن نقدم تفاصيل أكثر وضوحا عن دور أحمد الراسي خلال هذه الأزمة التي مرت بها قبيلته، استنادا فقط إلى الإشارات العابرة التي كانت تهدف إلى التنويه ببعض الفضائل الإنسانية. فلا يمكن مثلا أن نجزم ما إذا كان اهتمامه بإصلاح الوضع منحصرا في فرقته أولاد الفقيه، وفي ربع أولاد عبد الكريم الذي ينتمي إليه، أم كان عاما تجاوز هذا النطاق المحلي إلى غيره من أرباع القبيلة (9).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما هو واضح في ذهننا عن أحمد الراسي أن مجموعة من الخصال هي التي كانت من أسباب علو مكانته في نفس البطوئي، مما حثه على تخليدها في بضعة أبيات جادت بها قريحته، قبل وفاة شيخه في يومه الأحد 29 رمضان 1039 هـ، حين قال:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألا بابـن إبراهيــم حزت مفاخـرا علومـا وتقـوى مع كثيـر نصيحة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شرحت كثيرا من صـدور ظليمــة رفعت كثيرا مـن نفوس خسيســة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأصبحت العطشـا مـن فيض بحـره تلوح بأنـوار إلـى كـل جهـــة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فيا أيهـــا المغـرور لازم لبابــه وأمثاله تحضـى بنيـل السعـــادة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لك الحمد ربـي أن أضاءت بلادنــا بنور العلــم مخمــدا للجهالــة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونسـألك اللهــم أمنــا ورحمــة وعفوا جميـلا ساتــرا للإســاءة [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- علي وارث الغساني: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هم شيوخ التعليم والصلحاء الذين حازوا إعجاب البطوئي وإطراءه والاستئثار بقلمه. ينتمي الأصل إلى الأسرة الغساسية الوحيدة التي نعلم ببقائها قلعية، منذ أن غادر السكان مدينة غساسة قبيل استيلاء الإسبان عليها سنة 912 هـ (1506هـ) (10).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأ علي بفرقة «آيت وارث» (إورتين حاليا) من خمس بني جافر، وهي تحتل كديتين صغيرتين «ببوحمزة» من جهة شمال، والكدية الشرقية هي مستقر آيت وارث المعنية خلال هذه الفترة المؤرخة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويعود تكامل شخصية علي وارث وحيويتها إلى جمعه بين الثقافة الدينية وجلوسه للتدريس واعتنائه بحل الأزمة التي هددت استقرار القبيلة، وقد سجلت غيرته لصيانة حرمة التراب الوطني ذروة ذلك الاهتمام. وهذه هي السمات التي جعلت منه في نظر البطوئي عالما وأديبا ومدرسا ومجاهدا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اكتفى عيسى بإخبارنا عن دراسة الشيخ علي، أنه أخذ عن عيسى بن إبراهيم اليزتانسي أحد طلبة وردان الذين تخرجوا عن أحمد بن عبد الله المديني، وهذا يعني أن الغساسي قضى فترة من شبابه ببطوية بعيدا عن موطنه بقلعية، يسهل عليه ذلك وجود العلاقة الأسرية التي تربطه بوالد البطوئي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي وسعنا أن نطلع على تكوينه العلمي من الموضوعات التي كانت يدرسها عليه تلميذه عيسى في أواخر القرن العاشر بتيزي عدنيت، وهي تتألف من حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءات، ومن بعض مبادئ العلوم الدينية، ولا نعرف من تكوينه الأدبي إلا بما نعته به تلميذه حين أضاف صفة الأديب. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ونحن مجبرون على ملاحظة أن مقام علي وارث بمسجد تيزي عدنيت للتدريس لم يكن سوى ظرفي فقط، فلم يكن الوقت ليسمح له بالتردد عليه إلا من حين لآخر، حين يضطر لمغادرة بني جافر لسبب من الأسباب، مثلما كان يفعله أبوه من قبله (11).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فإذا كنا نجهل الدواعي التي دفعته إلى الإقامة ببني سعيد عدة سنوات في أواخر القرن العاشر، حين واتت البطوئي فرصة التتلمذ عليه، فإننا نعلم أنه غادر قلعية في 1027هـ إثر تذمره من سوء الوضع الذي آلت القبيلة، نتيجة الأزمة التي ساهمت في إثارتها المجاعة وسيادة النزاعات بين أخماس القبيلة ورجحان كفة جنود مليلة على المقامة القلعية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي موضوع الجهاد بالذات سرد علينا البطوئي مثالا حيا شارك فيه علي وارث على الأقل بدور الواعظ الآمر بمواصلة الجهاد وعدم التخاذل أمام جنود الإسبان، الذين كانوا غير متواني للبحث عن التهام المزيد من التراب المغربي الخارج عن أسوار مدينة مليلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان هذا الطموح الإسباني قد تحدد لديهم منذ استيلائهم الأول، لا يفارقهم لحظة من لحظات وجودهم بالمدينة، وتفاقم الأمر إلى حج الخطورة منذ أواخر القرن العاشر الهجري حينما تمت لهم السيطرة الفعلية على فحص المدينة الغربي المجاور لواد المدور، بواسطة بناء سلسلة من الأبراج الخارجة عن الأسوار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد شكلت تلك الأبراج مواقع متقدمة (12)، غدا استمرارها نقط ضعف قوية على رباط المجاهدين، المقابل آنذاك لمليلة، وعلى المواقع المغربية المنبثة حول «المدور» [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعل التلال الشمالية (13). والظاهر من تقرير البطوئي أن الفتور الذي دب إلى المقاومة، كان قد حدث في سنوات ما قبل 1027 هـ، مشيرا إلى أن البعض من القلعيين أقبل على التعاون مع العدو في غضون تلك الظروف الصعبة التي مرت بها منطقة الريف الشرقي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويمكن أن نجد علة ذلك الفتور في موجة المجاعة التي احتاجت البلاد قبل 1027 هـ (1617م) ليستمر أثرها خلال سنوات تالية. وفي نظر عيسى البطوئي «فإن الله ابتلى المسلمين بالمسبغة حتى باعوا أولادهم للنصارى فضلا عن غيرهم، ابتلاء من الله لميلهم للنصراني» (14).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذه هي الآونة التي حاول فيها علي وارث أن يجد الوسيلة إلى تدارك ما تردت فيه حركة المقاومة الشعبية، المتمثلة أساسا في الدور الذي يقوم به رباط مليلة لحراسة الحدود (15)، فبادر بالدعوة إلى توحدي الصفوف التي فرقها تفشي النزاعات بين أخماس القبيلة (16)، حاثا القلعيين على ضرورة قطع الصلة بالإسبان، مبالغا في إرشاد الناس لقمع جنودهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والراجح أن الغساسي لم يفلح في دعوته، والعلة في نظر البطوئي أنه كان وحيدا في ميدانه، لأنه «لم يجد معينا عليهم». ونعتقد أن هذه كان السبب الرئيسي الذي دفعه إلى الهجرة من القبيلة. ليكون ذلك دليلا على التذمر والنفور من المتمادين على الضلال، والاستقرار بجبل بني عيسى من بني سعيد عام 1027 هـ (1616م).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويبدو أن دعوته لم تذهب سدى، فبعد مضي عام واحد من انتقاله، أكد لنا البطوئي نفسه التئام شمل حركة مقاومة الأجنبي وانهزام الإسبان في ساحة مليلة ليتمكن المجاهدون من استعادة مواقعهم المرابطة حول المدينة. ويقدم هذا المثال بكلماته حيث يقول: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أغار كفار مليلة على القلعية فمكن الله منهم فهلك منهم من بين أسير وقتيل نحو من 220 كافرا (17)، ولم يفلت إلا القليل من الخيل، أما الرجالة فقد استأصلوهم (18)، بعد أن كانوا قد استولوا على جبل قلعية (19)، وذلك عام 1028هـ ونحن ببطوية بالسكنة، واستشهد يومئذ رجال».[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]هذه هي المعركة التي توصل البطوئي بأخبارها ولم يحضر وقائعها علي وارث الطي مدد هجرته إلى ثلاث سنوات بمكان إقامته، وقد صادف هناك عودة ابن خاله من رحلته التلمسانية، مما أتاح له فرصة الإطلاع على النتائج التي آب بها إلى بلدته، وهناك كانت اللحظة الحاسمة التي ابتهل لها فقيه بني سعيد حين عبر ابن عمته عن كبير تقديره لكفاءته وتشجيعه على التأليف مما سبقت الإشارة إليه في موضوع سابق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]والذي نفهمه من عودة الشيخ الغساسي إلى بني بوجافر، علاوة على ما أثلج صدره من أخبار جهاد قلعية، هو اندلاع الفتنة المشار إليها آنفا في ترجمة أحمد الراسي. ونعلم أنه غادر جبل بني عيسى عام 1030هـ إلى مقر سكناه. ولم يدم مكثه به، فالوفاة أدركته يوم الجمعة آخر صفر من عام 1033هـ (1626م) ودفن بمقبرة المجاهدين المعروفة آنذاك «بالمنصورة»، مما يلي الشرق وحضر جنازته خلق كثير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]---------------[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2) هي خلاصة للأوصاف التي يفتتح البطوئي بها ترجمة كل شيخ تعليم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3) تقصد به أحمد بن يحيى اليحيوي الراسي، عم المؤلف المتوفي عام 1040 هـ بعد أن عمر أزيد من مائة سنة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4) نعني علي بن سالم الراسي البطوئي المتوفي عام 1032 هـ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]5) عد إلى ما قلناه عن هذه الشخصية في العدد قبل هذا من نفس المجلة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6) سنشير إليه في العدد بعد هذا بحول الله في الدراسة التي خصصناها لطلبة مسجد تيزي عدنيت. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7) نبذة عن هذه الشخصية بدعوة الحق [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] عدد يوليوز ص 38.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]8) يوافق حدوث المجاعة والفتن، قيام الحرب والاضطرابات التي تلت وفاة أحمد المنصور السعدي عام 1012هـ بين أبنائه الثلاثة أبي فارس والمامون وزيدان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]9) تتألف قبيلته بني سعيد من أربعة أقسام، كل قسم يسمى ربعا وهي: أولاد عبد الكريم، الزعومة، تشوكت، وأمجاو.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]10) نعرف من هذه الأسر المهاجرة، أسر الخصاصيين بفاس التي منها سيدي قاسم الخصاصي دفين فاس بباب الفتوح وسيدي مسعود الغساسي دفين غساسة من أحياء ما قبل القرن العاشر. وخصاصة اسم محول عن غساسة (انظر الدر السني ص 338).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]11) نستنتج هذا من زواج والد علي بأخت والد البطوني من بني سعيد، ومن دراسة على نفسه بالقبيلة المذكورة سنوات من شبابه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]12) بلغ عدد الأبراج إلى بداية القرن الحادي عشر خمسة، شيدت مقابلة لمواقع المغاربة وبجوار مجرى واد المدور، واتخذت نقط دفاع، لحماية الفرسان والرجالة أثناء التراجع الإسباني نحو المدينة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]13) تألفت أهم المواقع المغربية من رباط المجاهدين، الذي كان موضعه متواريا خلف كدية تحتلها اليوم قوة ركولاريس [/FONT][FONT=&quot]Regolates[/FONT][FONT=&quot]، ومن أغيال، وفج القلالين وغابة القصب وكدية مزوجة وكلها تنتظم على مجرى واد المدور على ضفته اليمنى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]14) جميع الأفكار والنصوص الواردة في هذه الدراسة ولم يشر إلى مصدرها، مقتبسة في الباب السابع ومن الفصل التاسع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]15) تأسس رباط مليلة منذ بداية القرن العاشر الهجري، وكانت مهمته الأساسية هي مراقبة الإسبان ومحاصرتهم داخل الأسوار، ووزعت الحراسة بطريقة النوبة بين أخماس قبيلة قلعية بحصة تصل إلى عشرين مجاهدا، ويدعون بالغزاة وعلى رأسهم مقدم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]16) تتألف قبيلة قلعية من خمسة أقسام: خمس بني شكر، ومزدوجة وبني يفرور والكعدة وبني جافر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]17) اعتاد الإسبان الخروج إلى فحص المدينة كل صباح لجلب الماء والعشب والحطب بعدد من الفرسان اختلف عددهم حسب الفترات، يسير وراءهم عدد آخر من المشاة يفوق عدد الفرسان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]18) يدل هذا على أن الإسبان اغتروا بتفوقهم السابق فوقعوا في كمين نصبه المغاربة لهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]19) لم يسبق الإسبان أن تجاوزوا مجرى واد المدور في وقت من الأوقات قبل 1859م. ولا تعني عبارة البطوئي سوى جولات الجنود بفحص المدينة. [/font]
[font=&quot]الصلحاء قائمة تراجم عيسى بن محمد الراسي البطوني علاوة على ما قدمناه عن شيوخ التربية الصوفية والتعليم، من فئة ثالثة مكونة من عدد لا يستهان به طلبة مركز تيزي عدنيت، سواء كان هؤلاء من المستقرين ببني سعيد أو من المترددين على القبيلة، خلال الفترة التي حددناها سلفا بالنصف الأول من القرن الحادي عشر الهجري وهي المدى الزمنية التي نعرفها من حياة الفقيه الراسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد شكل الصلحاء من الطلبة قاعدة للأسرة الثقافية التي أثمرت بفضل تواجد شيوخ التعليم وقادة التربية الصوفية، ولم تلبث تلك القاعدة أن أصبحت هي نفسها دعامة لا غنى عنها للثقافة الدينية ببوادي بطوية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومرة اخرى نعيد إلى الذاكرة أننا إذا كنا قد أبرزنا هذه القائمة الجديدة المخصصة للصلحاء من الطلبة البطوئيين، فإننا توصلنا إلى ذلك بالإمعان الدقيق في التراجم، مصدرنا الوحيد في هذا الباب، للتأكد من الأوصاف التي كان يتحلى بها افراد هذه الطائفة، بالمقارنة مع من أدرجناه في قائمة المتصوفين والمدرسين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فالصلحاء من الطلبة هم من المتمسكين بالعلم والحريصين على تعليم أولاد المسلمين، ومن الملازمين للمسجد والساهرين على أداء ما وجب من أمور العبادة والزهد اقتداء بشيوخهم المدرسين وبأولياء التربية الصوفية".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويوحى إلينا التأمل في تلك الأوصاف، واستعادة ما ذكره البطوئي في الباب السادس عن الطلبة، وما وضعه من الآداب اللازمة لهم(1) وللمريدين(2) باحتضان مسجد تيزي عدنيت لمجموعتين من الطلبة الصلحاء:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1) طلبة العلم:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رسمت هذه المجموعة الهدف الأساسي من مقامها بالمسجد أو من ترددها عليه وحصرته في التزود بمختلف العلوم، بعد إنهاء مرحلة تعلم الكتابة وحفظ القرآن الكريم، ويدخل في برنامج هذه المرحلة الثانية أن يصرف الطلبة جل أوقاتهم في استكمال تكوينهم السابق، بالتمكن من الحفظ النهائي لكتاب الله تعالى والانكباب على تعمل القراءات وحفظ الأذكار واستيعاب جملة من الأحاديث النبوية والإطلاع على ما لا بد منه من أصول الفقه والتوحيد واللغة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا هو ترتيب المواد الدراسية والمستوى التعليمي الذي لمسناه من تتبع تكوين عيسى البطوئي في بلدته على شيوخه، قبل أن يشد رحيله إلى مدينة فاس في أول رحلة درساية له خارج موطنه. وهو نفه الذي تبين لنا من خلال مراحل تكوين بعض الطلبة. ولا نجد العلة لأدخال تغيير على هذا البرنامج العام، مع استمرار وجود شيخين اثنين من شيوخ البطوئي(3).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والفرق واضح بين تكوين هذه الفئة التي اكتفت بما حصلت عليه في بطوية من مبادئ مختلف العلوم الدينية، وبين مجموعة شيوخ التعليم الذين أضافوا إلى تلك الحصيلة، ما أمكن لهم اقتباسه من علماء فاس وتلمسان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والملاحظة كذلك أن الفرصة كانت مواتية للطلبة الصلحاء أن يتقاسموا مع شيوخ التعليم مكانتهم الاجتماعية انطلاقا مما نالوه من حظوظ التعليم والميل إلى الاقتفاء بآثار أهل الفضل والصلاح. فهم حسب البطوئي من "أحسن الناس خلقا وخلقا وأكثرهم تواضعا وحرصا على اكتساب الخير، كرماء الطبع ومن ذوي الجانب اللين والمحبين للصالين والراغبين في خدمتهم".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهؤلاء لم يقل دورهم في إسداء العون لمجتمعهم القروي، والفرق التي ينتمون إليها خاصة فمنهم من كان في استطاعته أن يرشد الناس بفصاحة اللسان ويذب عن الضعفاء منهم بحماس كبير. ولم يتأخر بعض الصلحاء عن المشاركة في حركة الجهاد القلعية، في الظروف التي سبق الحديث عنها(4).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن المؤكد أن عددا من هؤلاء الطلبة المتفوقين والمتمكنين من دروسهم أسندت إليهم مهمة التدريس ويمكن أن تقبل أنهم انتدبوا أثناء تغيب شيوخ المسجد. ونجد الأمثلة في فترة في فترة غياب البطوئي، لأننا لا تعرف من المدرسين المستقرين بالمسجد خلال تلك الفترة سوى الشيخ أحمد الراسي، بينما ظل الشيخ علي وارث الغاسي يتردد على المسجد من حين لأخر. ونقدر أن البطوئي لم يفكر بصفة أساسية، حينما شرع في تسجيل جملة الآداب التي يجب على المريد أن يتمسك بأهدابها، في إفادة المجموعة المعاصرة له فحسب، بل كان يرمي من وراء ذلك إلى تقديم تقاييد يسير على نهجها الطلبة سواء كانوا من جيل الربع الثاني من القرن الحادي عشر الهجري أو الذي سيتلوه بعد ذلك فهذا هو ما يعبر عنه قوله، حينما عكف على تقييد الضروري من الديانات والآداب، مما يحتاج إليه السالك: "يكون تذكرة لنا ولمن احتاج إليه"(4).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فعلى هؤلاء الصالحين وعلى الذين سيحلون مكانهم من أهل الفضل أن يداموا مراعاة آداب القراءة على شيوخهم، من احترام المجلس العلمي وصاحبه وسير الدروس، ويدخل في هذا الاعتبار أيضا التزام السكينة والتظاهر بالوقار أثناء الاستماع. كما يجب من جهة أخرى عدم اعتراض إلقاء الدروس إلا بمنتهى ما يليق من الأدب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن جملة الآداب المرعية إلا يضايق الطالب شيخه بالإكثار من الأسئلة سواء كان ذلك خارج المجلس أو داخله. ومن الأمور المحظورة على الطالب، السعي لامتلاك ما سبق أن كان في حوزة الشيخ(5).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما كان من بين هؤلاء الطلبة عدد من معلمي الصبيان بصفتهم "مشارطين" على عادة طلاب العلم بالبوادي المغربية، فإن عيسى البطوئي تعمد أن يلفت أنظارهم هم بدورهم إلى جملة من الآداب الضرورية يتحتم على المعلم الأخذ بها أثناء أداء مهمته، ويتعلق أولاها بشخصه هو، فعليه أن يتخلق بأقوم الخلق الذي يجعل منه القدوى الصالحة في أنظار نلاميذه، حسبما تأمر بها السنة النبوية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويستوجب الالتزام بالآداب من جهة ثانية أن يكون المعلم يقظا وحريصا على تقويم سلوك الصبيان، فينهاهم عن الشتم والفحش في الأقوال والأفعال وعليه أن يزجرهم عن الكذب والحلف ومصاحبة أقران السوء. وعلى المعلم أيضا أن يراقب اعتناء التلاميذ بالنظافة وملازمة المسجد، ولم يغفل البطوئي عن غرشاد المعلمين إلى الابتعاد عن استخدام الأطفال وتسخيرهم لأغراضهم الخاصة وعلى الأخص يوم الخميس الذي هو يوم العطلة الأسبوعية(6).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2) طلبة التصوف:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نميز من بين فئة الطلبة من كانت تستهويه ملازمة شيوخ التربية الصوفي، واتباع طريقهم في الزهد والصلاح، فهم "المجدون في طريق أولياء الله... والأغخوان في الله... والمجتهدون في العبادة... والمدمنون على تلاوة كتاب الله... وهم بذلك أكثر الناس خشية ومروءة وصبرا واحتمالا وحياء وسخاء وإيثارا... ومواظبة على قيام الليل".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا يتأتى اكتساب هذه الخصال إلا باتباع ما يأتي: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- سلسلة الآداب التي ينبغي أن يتجلى بها الزاهد الدريد أثناء مجالسة شيخ التربية الصوفية نجد في مقدمتها الوقار والسكينة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- خصال يجب ألا يتخلى المدريد عن التمسك بها، كالمحافظة على الصلوات الخمس والقيام ومداومة قراءة القرآن واقترانها بصلاة العصر والمغرب، إلى جانب الإكثار من تلاوته ليلا. ومن المستحسن أن ترافق تلاوة القرآن قراءة الأذكار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]-على المريد ان يتجنب الانصراف إلى قراءة علوم الكنوز والكيمياء والاشتغال بالعزائم فهي معدة من ضمن العلوم الغير المهمة، ولأن الاهتمام بها يبعد المشتغل بها يبعد المشغل بها عن روح العبادة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان عدد من أمثال هؤلاء الطلبة من المقيمين بالمسجد فترات متفاوتة، ويمكن التأكد من هذا بالتعرف على أولئك الذين التحقوا بتيزي عدنيت بمناسبة نزول الشيخ أحمد الفلالي ببني سعيد منذ 996هـ على أقل تقديرن نجد منهم واحدا من بقوية واثنين من بني توظزين وآخر من قليعة علاوة على ما يفهم من تعبير البطوئي "وأخذ عنه خلق كثير"(7).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكيفما كان الأمر فإن التصنيف الذي قدمنا به طلبة تيزي عدنيت، يهدف إلى الكشف عن نوعية اهتمامات الطلاب في منطقة نائبة وسط مرتفعات الريف الشرقي، والعادة الجارية في البوادي المغربية أن الطالب يبدأ جياته الدراسية الأولى متعلما يحصر اهتمامه آنذاك في التزود بأنواع المعارف المتداولة في محيطه. وقد ينتهي به الأمر، أثناء هذه المرحلة أو بعدها للإنتساب إلى طائفة الزهاد المتصوفين. فهذا هو ما حدث بالنسبة لعدد من طلبة بطوية، مما سندركه أثناء استعراض التراحم المفضلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يصل عدد الطلبة الوارد ذكرهم في قسم تراجم البطوئي إلى تسعة عشر صالحا لم يخرج بهم المؤلف عن النطاق الجغرافي الذي تمثله بلاد بطوية، رغم أن واحدا منهم من أصل بقيوي إلا أنه كان من أهل القبيلة المستقرين بالمكان. واخترنا لتقديم هذه التراجم الترتيب الجغرافي(8).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]من بني سعيد:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من الطبيعي أن تنال قبيلة البطوئي أوفر الحظ من التراجم والبديهي أيضا أن يزيد عددها في فرقة أولاد الفقيه أكثر مما سنجده في أية فرقة أخرى منضوبة داخل حدود القبيلة وأعني بهذا اهتمام الفقيه عيسى الراسي بالراسيين. والسبب دائما هو واحد يرجع بالضرورة إلى حصر الموضوع في عدد الأشخاص الذين لقيهم وتم التعرف عليهم. ويوحي هذا العدد من جهة أخرى أن حظ الراسيين من الدراسة بنيزي عدنيت ووردان كان هاما.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]-علي بن سالم الراسي: درس بوردان بني أوليشك على أستاذه أحمد بن عبد الله المديني شيخ المركز آنذاك قبل أن يلتحق بمركز تيزي عدنيت في أواخر القرن العاشر الهجري، جمع "علي" بين طلب العلم وملازمة أستاذه، مما انتهى به إلى الزهد. وعنه يقول البطوئي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"المجد في طريق أولياء الله في السكون والحركة المتمسك بالعلم الآخذ في ذلك بالعزم والحزم... كان من أهل البلايا الصابرين المحتسبين لله الراضين بما قسم الله، بلغ في عبادة الله تعالى والصبر على مشتقاتها مبلغا لن يصل إليها أحد من أترابه".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]على الرغم من أننا نجهل التاريخ الذي انصرف فيه إلى ملازمة تيزي عدنيت، إلا أننا نعرف عنه أنه كان خطيب مسجدها إلى جانب القيام بمهمة تعليم الفتيان. كما كان مشاركا في إصلاح ذات البين بين الفرق المتنازعة من قبيلته عام 1030هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يخف عنا المزيد من أحوال علي بن سالم، سوى ما اختاره البطوئي من الاختصار في سردها فلولا خوفه من الإطالة "لأتى في حقه بما يثلج الصدر". وما نعلمه منه أن علي بن سالم "بلغ في الكبر ما لم يبلغه في شبابه من العلم والبركة، ونال تقدير الناس عامتهم وخاصتهم، وبقي مهيبا بينهم إلى أن وافقته المنية يوم الجمعة 21 من المحرم عام 1032 هـ".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أحمد بن يحيي اليحيوي الراسي: المدعو ابن زهرة، وهو عم المؤلف ولد قيل 940هـ درس بوردان على احمد المديني، ونفهم من جملة البطوئي "كانت له رغبة في العلم ونشره" أنه كان يقوم بالتدريس بالمسجد، إلى جانب أحمد الراسي، في الحالات التي أشرنا إليها سابقا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]غير ان أهمية شخصية أحمد الراسي ترتبط بغلبة الاتجاه التصوفي عليه. وتبدأ هذه المرحلة من حياته قبل مستهل القرن الحادي عشر أي اثناء تواجد الشيخ الفلالي بالمجسدـ فلربما كان لذلك أثر في بداية اتجاهه.فهو قد "خرج عن الدنيا بأسرها وأقام معتكفا بالمسجد منعزلا عن أهله ملازما للطكر والتلاوة والصلاة والصوم محتفظا على الأوقات مدة تزيد على الأربعين سنة" وهذا هو الذي دعانا غل الاعتقاد بأنه تكلف بالإشراف على المجسد بعد وفاة أخيه محمد والد عيسى البطوئي طوال هذه المدة إلى حين وفاته يوم الجمعة أواخر المحرم من عام 1040هـ. وقد زاد عمره على المائة سنة، ودفن بجوار الشيخ أحمد بن ابراهيم الراسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- احمد بن عيسى بن الفقيه الراسي: اكتفى عنه بقوله: الأخ في الله المشارك، كان رضي الله عنه ممن استنار بنور الله، وظهرت عليه عناية الله، مجتهدا ملازما للخير". وندرك من هذا أن صاحب الترجمة كان من الأحياء عام 1040هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالرجوه إلى نسبة نجد أن جده هو الفقيه الراسي، وهذا يذكرنا بالاسم الذي تحمله فرقة البطوئي، ويحق لنا أن نتساءل ما إذا كانت هناك علاقة بين الفقيه الاسي واس الفرقة(9).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد بن صالح البقيوي: من الواردين على تيزي عدنيت من بقوية منذ أواخر القر العاشر الهجري وصفة البطوئي بكرم الطبع ولين الجانب وألحقه "باتراب السادة السالف ذكرهم". وكان قد توفي على ما يبدو زمن اشتغال البطوئي بالتأليف لكن المؤلف لم يشغل باله بالإعلان عن تاريخ وفاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من ربع تشوكت: يندرج هذا الربع في قبيلة بني سعيد بموقع بين أمجار وأغبال على الساحل المتوسط. اختار منه عيسى البطوئي اثنين من مدشر أولاد حساين ومن أسرة أيت تميرت، حيث يوجد أخواله:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]احمد بن موسى بن يحيي التمروي لبوحساني: هو خال المؤلف اهتم الصبيان بمدشره، ليخفي صلاحه الذي كشفه البطوئي حينما وصفه "بالخمول بين المسلمين" كان حيا سنة1040هـ.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]محمد بن احمد التمروي البوحساني: ذكره لخصاله الحميدة وحصوله على تقدير جميع [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الناس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من ربع أمجاو:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]انتقل البطوئي لاستقصاء أسماء أهل الفضل والصلاح إلى أقصى الشمال الشرقي من قبيلة بني سعيد، ليقع اختياره على أسرة توارثت الصلاح لاشتهارها بالزهد والورع ولمشاركتها في الحركة الجهادية القلعية، سهل عليها ذلك مجاورة أمجاو لقبيلة قلعية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والأسرة من أصل عربي، من الشجع الهليين، الذين بداوا الاستقرار بربوع الريف الشرقي منذ مستهل القرن السابع الهجري مع الدخول المريني غلأى المنطقة وقد وجدنا الأسرة مستقرة بأولاد عبد الجليل "بعين كرموس".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فمن أفراد هذه الأسرة مستقرة بأولاد عبد الجليل "بعين كرموس".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فمن أفراد هذه الأسرة ذكر البطوئي سيدي حناش بن موسى الأشجعي وقبره اليوم معروف بآيت فساق على السفح الشرقي من الجبل المطل على واد كرط. وكانت وفاته في أوائل المحرم عام 1029هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعرف منها أيضا العابد الناسك المجاهد الحاج الحناشي الأشجعي وابنه أبو القاسم الذي نقل عنه أنه"كان ناصرا لدين الله ذابا عن الضعفاء بلسانه وماله، قامعا للجبابرة كما كان أبوه قبله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن المنتمين إليها السيد الناصر العميري الأشجعي البزناتي، المتوفى قبل 1040هـ ذكر عنه البطوئي: "وقد استضافنا ذات يوم مع جملة من الطلبة، ومعنا سيدي احمد بن ونيس(10). فلما كان الليل أخذنا في قراءة أمداح النبي صلى الهل عليه وسلم الوتريات. شرعنا في قافية الباء: صلاتك ربي والسلام على النبي... حتى فرغنا من تلك القافية".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]-من بني أوليشك:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التفت عيسى البطوئي بعد بني سعيد إلى القبيلة الريفية المجاورة غربا، فالتقط منها بعض الأسماء المعروفة بالورع، مثل الحاج علي الوليشكي والحاج يوسف الخزروني الخلفي واحمد بن عمر حفيد الحاج يحيي الوردني، شيخ التربية الصوفية الآنف الذكر. ومن هؤلاء ميز المدعو الشيخ عمر بن حمو والمدعو أمزيان العبد سلامي البطوئي الذي "هاجر أوطانه فارا بدينه من شر العباد فسكنبلاد القلعية مقيما بها على اتباع السنة ومحبة في الجهاد" كان على قيد الحياة سنة 1040هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من بني توزين:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واسترجع ذهن البطوئي بعض من تذكره من طلبة أواخر القرن العاشر الهجري ممن التحق بتيزي عدنيت من بني توزين المستقرين على جبل تاسفت عند الحد الغربي لجبال بطويو المشرف على خانق وواد النكور.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن الطلبة التوزانيين إثنان، دفعهما إلى الالتحاق ببني سعيد ما ذاع من صيت الشيخ احمد الفلالي. وينطبق هذا على السيد علي بن القاسم الجريري(11) وهو من آيت جرير المشرفة على حوض تفرسيت من علو جبل أزرو علي أمحلي البطوئي(12) وعلى مثليله السيد عمر بن الغازي التوزاني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]-من تمسمان:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]استلفت أنظار البطوئي أحد المتجولين الغرباء عن بطوية المدعو احمد الدراوي. كان قد ورد على تيزي عدنيت في آخر القرن العاشر وأخذ التصوف على احمد الفلالي، وانتقل بعد ذلك إلى تمسمان حيؤث استقر بمدشر "أروجن" إلى أن وافه أجله بمكانه في رمضان من عام 1028هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]-من قلعية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]علاوة على ما ذكرناه عن الشيخ علي وارص الغاسي البوغافري نجد طالبا ينتمي إلى نفس الجماعة اسمه احمد بن الكحيل الغاسي وهذا يوضح ارتباط أيت وارث الغاسية ببني سعيد لكونها أقرب الأراضي القلعية إلى القبيلة المذكورة عاش احمد الكحيل بالمسجد مشتغلا بالآذان زمن اشتغال البطوئي بالتأليف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بالعودة إلى صلب الموضوع الذي تطلب منا عرضه في حلقات منفصلة نكون قد حاولنا فقط تفصيل ما تعمد عيسى البطوئي إيجازه وتوضيح قدر المستطاع ما كان غامضا من نصوص البابين السادس والسابع من "مطلب الفوز والفلاح في آداب طريق أهل الفضل والصلاح" وإعادة تركيب ما كان مشتتا من الأفكار بين صفحات البابين ليتسنى لنا استحضار صورة المشروع الذي راود ذهن عيسى البطوئي بعد رجوعه من رحلته العلمية الأخيرة من تلمسان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]غير أن الهدف المتوخى من هذا العرض، يسعى إلى المساهمة لا يجاد الروابط التاريخية لثقافة البوادي المغربية بالريف الشرقي عبر العصور، من خلال مركز تيزي عدينت.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد دلتنا قراءاتنا في كتب التراجم سواء تلك التي ألفت بمدينة فاس أو ما ظهر منها على يد عبد الحق البادسي، أن هاك مراكز ثقافية ظهرت بالتناوب في جهات ممن الريف الشرقي، أقدمها مما نعرف تمثل في تأسيس رابطة "تغلال" بتمسمان على يد أبي داود مزاحم البطوئي المتوفي عام 500 استمر تأثيرها على مدى قرنين ابتداء من النصف الأول من القرن السادس الهجري.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونعلم من القراءات نفسها أن لمركز "إيرمواس" التوزيتي فضلا كبيرا على إمداد مدينة فاس المرينية بعدد من الفقهاء والعلماء يعرفون في كتب التراجم بالمواسيين البطوئيين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإذا ربطنا هذين المركزين بما أمكن استشفافه من كتاب رجال التصوف والمقصد الشريف فإننا سنضطر غلى إضافة مركز آخر بعنزوزة من قثبيلة المطالة وآخر أيضا بكزناية لتصل إلى ربط هذه المراكز التي نجهل عنها الشيء الكثير بما سبق أن أومأنا إليه من شأن مركز وردان، وما قدمناه من التفاصيل عن مركز تيزي عدنيت السعيدي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويبدو إذن أن هذا الموضوع الذي يتجاوز إطاره النطاق المحلي الضيق ليشمل رقعة الريف الشرقي لا يمكن أن يستكمل ميادينه وإبعاده إلا إذا ظهرت دراسات موازية في جهات أخرى من الإقليم، وآنذاك فقط يمكن التحدث عن السمات الثقافية العامة ببوادي الريف الشرقي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]--------------------------[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1) الباب السادس من مطلب الفوز والفلاح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2) الباب السابع من مطلب الفوز والفلاح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3) نهني بهما: علي وارث الغسامي المتوفق عام1033هـ وأحمد بن ابراهيم الراسي المتوفى عام 1039 هـ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4) مقدمة الكتاب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5) الباب السادس. الفصل السادس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]6) الباب السادس. الفصل السادس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]7) الباب التاسع. الفصل التاسع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]8) حميع التراجم أوردها البطوئي في الباب التاسع. الفصل التاسع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]9) أول وثيقة تحمل هذا الاسم مما عشرنا عليه، وثيقة بتاريخ أواسط شعبان عام 1309هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]10)احمد بن ونيس الأحلافي الصحراوي، أحد رفقاء البطوئي، كان قد التقى به في قرية محاجة بجبال توارة الجزائرية حوالي 1008هـ كان دليله في تلمسان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]11) أول جرير بيت من غمارة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]12) علي أمملي البطوئي التوزاني، والد أم اليمين والدة يعقوب المنصور المريني، سمي المكان بمكان سكناه هناك.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد بن أحمد العبدي الكانوني[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]من القصص الطريفة التي يجب أن تسجل في سجل التاريخ قصة هذه الملامح التي ندونها للقراء ونجعلها مدخلا للدراسة التي سنخصصها لهذا العالم المؤرخ الأديب. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]إنها قصة حياة إنسان كافح من أجل وطنه وآمن بأن العلم سبيل من سبل إقرار الشخصية المغربية وأن التربية وسيلة من وسائل إنقاذ الإنسان وأن العناية بالصناعة والتجارة والزراعة على الشكل الذي يخرجها من إطارها التقليدي ويجعلها تستمد ما يقويها من مظاهر التطور المعاصر ستفيد الفائدة المرجوة خصوصا إذا التحمت بمبادئ الإسلام وامتزجت بالقيم المثلى التي تحمي كيان الفرد والمجتمع وتخلق التواصل الضروري للحياة الشريفة الآمنة النافعة. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ملامح حياة استمددتها أولا من كتبه ومن اهتماماته بالموضوعات التي تطرق إليها وجعلها منطلقا للشرح والتقرير حينا وللنقد والمواجهة حينا آخر. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم شاءت الصدفة بعد أن خصصت حديثا إذاعيا لجزئيتين من جزئيات كتابه (آسفي وما إليه قديما وحديثا) تتعلقان بمغربة الصحراء وبإثبات الأخوة بين البربر والعرب ان وردت على رسالة من سيدة تسكن مدينة فاس اسمها غطاس أمينة وذكرت أنها حفيدة الفقيه الكانوني من إحدى بنتيه وأنها ترجو أن تعرف عن حياة جدها وعن ثقافته وعن كتبه ما يجعلها تحقق تلك الصورة الرائعة التي تتخيل بها جدها حسب ما سمعت عن والدتها وعن أسرتها. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت هاته الرسالة بداية الانطلاق لكتابة هاته الملامح وللاستفادة من الذين استمعوا إلى الرسالة عبر الأثير فاستجابوا مشكورين لندائها. وعملوا على تزويدنا بمعلومات مفيدة سنجعلها مشاعة بين القراء ليشعوها في محك التاريخ وليربطوا بينها وبين ما يمكن أن نستنتجه من مؤلفات وأن نستخلصه من معطيات حياته. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فبداية الطريق إذن كانت وليدة حلقة إذاعية من برنامج ثقافي أعده أسبوعيا تحت شعار شاهد اثبات كان يذاع من مدينة فاس على الأمواج الوطنية صباح كل يوم سبت وهو برنامج يعنى بالتاريخ الفكري والحضاري ويعمل على خلق التواصل بين المواطنين هن طريق الثقافة المشتركة والشعور الديني العام. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وجهت هاته الحلقة المقصودة بالذكر يوم 24 نونبر 1978 م وكان الغرض منها تذكير المواطنين بوثيقة قيمة تتحدث عن الصحراء المغربية وتظهر ارتباطها بالمغرب , وتذكيرهم أيضا بالوحدة السلالية لكثير من القبائل العربية والبربرية. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت الوثيقتان مأخوذتين من مقدمة كتاب (آسفي وما إليه قديما وحديثا) ليف العلامة القدير والمؤرخ الجليل السيد محمد بن أحمد العبدي الكانوني رحمه الله. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم أكن أعرف عن هذا العالم شيئا ولم أكن بعد قد كلفت نفسي لأبحث عنه ولأعرف حياته وسلوكه ودراسته وتأثره وتأثيره بل كدت أكتفي يوم تحدثت عنه بما ورد في كتبه من أخبار وبما سجله من مواقف تدل على وطنيته وأريحيته وتجسم مع ما ربينا عليه آنذاك. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيء الذي كان يربطني بهذا المؤرخ إنما هو شعور مشترك يربط بين إنسانين وقع بينهما تجاوب في كثير من الموضوعات أو بتعبير آخر هو ذلك الإسقاط الذي يحس به شخص ظامئ إلى المعرفة يجد أمامه إنسانا كان له نفس الظمأ ولكنه وجد السبيل إلى إطفاء غلته بالخزانات المختلفة وبالدراسات القيمة وبالاطلاع على عدد من الكتب المجموعة والمخطوطة وكان يملك من الذكاء قدرا يجعله يستفيد من تلك الكتب التي يدرسها ويملك من الشخصية ما يجعله يجهر بالحق في كل مناسبة ومن سعة الخاطر والصبر على الطلب ما يجعله يستفيد من شيوخه وأصدقائه ويستفيد حتى من الظواهر الاجتماعية العادية. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلك هي الرابطة التي كانت تجمعني بالفقيه الكانوني ولم أكن أظن حينما كنت ألقي حديثي عبر الأثير أن أشخاصا ثلاث جمعتهم الأقدار رغم اختلاف مواقعهم أن يستمعوا إلى وأن يكون لهم تأثير فعال في كتابة هذا البحث عن حياة الفقيه الكانوني رحمه الله. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أما الشخص الأول فهو حفيدته من بنته الساكنة بفاس وقد أشرنا إليها من قبل. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما الشخص الثاني فابنه الوحيد وهو المسمى جمالي محمد مدير مدرسة حرة بالدار البيضاء. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما الشخص الثالث فهو السيد ابن الشيخ عبد الرحمن من مدينة آسفي. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هؤلاء الثلاثة كان لهم فضل في فتح الطريق أمام الذين سيبحثون فيما بعد عن سيرة الفقيه لأنهم زودونا ببعض المعلومات المفيدة التي سننشرها إن شاء الله. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعلني وأنا أكتب للقراء عن هؤلاء الثلاثة أن أخبرهم بأن السيدة غطاس أمينة كانت هي المبادرة الأولى بالتساؤل عن جدها ولكن ذلك لم يمنعنا من أن نستفسرها بواسطة الإذاعة عن بعض الجزئيات فأجابتنا برسائل كان لها دور في الكشف عن بعض ملامح شخصية جدها وقد استمدت هاته الملامح من أسرتها وأقاربها ومن خالها ابن الكانوني رحمه الله الذي كتب إلينا هو بدوره الرسالة التالية بتاريخ 25 دجنبر 1978. قال فيها: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من جمالي محمد بن المرحوم الفقيه سيدي محمد بن أحمد العبدي الكانوني مدير مدرسة حرة بحي القريعة زنقة 57 مكرر الدار البيضا. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى السيد المحترم المشرف على برنامج شاهد إثبات - الإذاعة والتلفزة المغربية بمدينة فاس [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حياكم الله ورعاكم وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بوجود مولانا المنصور بالله دام عزه وعلاه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد, سيدي الكريم, يسعدني ويثلج صدري أن أطلع بكل سرور وانشراح على ما أذيع بأحد برامجكم شاهد إثبات يوم الجمعة 23 ذو الحجة 1398 ه موافق 24 نونبر 1978 م صباحا حوالي الساعة التاسعة والنصف حول المرحوم والدي الفقيه سيدي محمد بن أحمد العبدي الكانوني صاحب كتاب (آسفي وما اليه قديما وحديثا) وإذا كان إبرازكم سيدي للشخصيات المغمورة من أعلام الفكر والتاريخ والفقه والأدب في بلدنا هذا يعد من لدن سيادتكم بمثابة الحفريات الأثرية التي تكشف عن مدى تقدم الأمم وبلوغها أوج الحضارة والرقي, فاسمحوا لي سيدي أن أتقدم إليكم بصفتي الابن الأوحد للفقيه الكانوني ونيابة عن أخواتي ووالدتي وبقية أفراد الأسرة الكانونية بأصدق عبارات الشكر والامتنان على عنايتكم بشخصية مغربية كان حافزكم إلى إحياء تراثها وإظهار أياديها في ميدان التأليف والتصنيف حبكم للبحث والتنقيب وخدمتكم للثقافة المغربية التي لم تكتفوا إزاءها أثناء تحدثكم عن [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الفقيه الكانوني رحمه الله بإظهار بصماته على تاريخ المغرب الحبيب فحسب, بل لقد استهدفتهم أكثر من ذلك إلى إثبات مغربة الصحراء وإبطال حجج المتواطئين على خلق كيان مصطنع في جزء أصيل من التراب الوطني الذي يتهيأ المغاربة قاطبة للدفاع عن آخر شبر منه بآخر قطرة من دمائهم. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فشكرا لسيادتكم على هذه الالتفاتة الكريمة وعلى كل من مد لكم يد العون في هذا البرنامج القيم والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .. ". [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يكتف هذا الابن برسالته بل حاول أن يزورني بمدينة فاس ولكنه وجدني مسافرا واستطاع أن يتوصل في مدينة فاس برقم تلفون لمنزل يستضيفني بالدار البيضاء وهو منزل صهرها الفاضل الأديب سيدي عبد الكريم بن المرحوم سيدي أحمد سكيرج. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وفي منزل الصهر دق الجرس وكانت الصدفة أنني الذي أخذت سماعة الهاتف فإذا بي أسمع صوتا يسأل عني بالذات فقلت من السائل? قال أنا السيد جمالي محمد بن الفقيه الكانوني الذي يتحدث عنه الأستاذ الدباغ بالإذاعة وأريد أن أتعرف على الأستاذ لأجدد شكري ولأقدم له بعض المعلومات عن والدي. فإذا بي أقول له سبحان الله! إن الذي يستمع إليك الآن هو الأستاذ الدباغ نفسه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحيث أنني لم أدر كيف أحدد له عنوان المنزل فقد اتفقت معه على أن نلتقي بمقهى فرنسا بساحة محمد الخامس يوم الجمعة 23 مارس 1979 على الساعة التاسعة صباحا وأن يكون شعار التعارف أحمله بيدي ومكانا خاصا يجلس بت. وبالفعل لما وصلت إلى المقهى شعرت بانجذاب على شخص يجلس بزاوية منها وبيده ملف ضخم يحتوي على كثير من الوثائق المتعلقة بوالده فقام إلي مبتهجا والدموع تنصب من عينيه وصافحني مصافحة حارة واستمر الحديث دقائق كانت كافية للتعرف عليه وعلى أحواله وعلى ما يكنه نحو والده من تقدير وإعزاز. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأثناء لقائنا هذا قدم إلي عددا من جريدة الأنباء تحدث فيه الأستاذ زين العابدين الكتاني عن إثبات صحراء المغرب من كتاب (آسفي وما اليه قديما وحديثا ) وهو العدد الأسبوعي رقم 1374 الصادر يوم الاثنين 25 رجب 1395 ه موافق 4 غشت 1975 م. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقدم إلى لائحة بمظان الخزانات التي يمكن أن توجد بها كتب والده كما قدم إلي ترجمة وجيزة كتبها الأستاذ عبد السلام ابن سودة تحدث فيها عن الفقيه الكانوني وعن كيفية تلقيه لدروسه بآسفي والرباط وسلا وفاس. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعبد السلام ابن سودة هذا هو الذي أخرج كتابا من كتب الكانوني ونسقه وأعني به كتابا يتعلق بتاريخ الطب في المغرب الأقصى وقد قدم إلي ابن المؤلف قائمة بمؤلفات ابن سودة وفيها ذكر لهذا الكتاب الذي يشتمل على مائة وخمسين صفحة مطبوعة على الآلة الكاتبة ومحتفظ بها في الخزانة الأحمدية. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد تجادب كثير من أطراف الحديث توجهنا للترحم على قبر والده وهو يوجد بمقبرة بسيطة عليها مسحة من جلال الفقيه ومن ورعه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقبره بهذه المقبرة طارئ لأنه كان قد دفن قبل نقله إلى القبر الجديد بمقبرة أخرى ولكن ابنه سعى في نقله إلى مزاره الأخير خوفا من اندثار رفاته بسبب توسيع طريق اولاد زيان الذي شمل طرفا من المقبرة التي كان قد دفن بها الفقيه الكانوني أولا. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولقد ذكر لي ابن الفقيه أنه يملك الحزام الأسود في المصارعة اليابانية وان اهتمامه بالرياضة غنما كان استجابة لروح والده الذي ألف كتابا خاصا بالرياضة في الإسلام. كما ذكر لي أنه يحمل ورقة المقاومة وأنها هي أيضا استمداد من روح والده الذي كان يقاوم الاستعمار بكل قواه بل إنه يرى أن اهتمامه بالتعليم الحر قد يكون أيضا من وحي والده الذي كان يدعو في حياته إلى التعليم ويهيب بالمواطنين أن يؤسسوا المؤسسات التعليمية الحرة التي تساعد على النهضة الوطنية وعلى الرقي والازدهار. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا أحسست أنني أمام ابن بار بوالده يحرص تمام الحرص على الاتصال بمن يحيي آثار هذا الوالد لتصير في متناول الجميع. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا هو الشخص الثاني الذي قلت انه من بين الأشخاص الذين كان لهم تأثير فعال في كتابة هذا البحث. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما الشخص الثالث وهو السيد بن الشيخ عبد الرحمن (الحفيد) الذي توالت رسائله وتتابعت, فسيلاحظ كل من يقرأ رسائله أنه يحمل في نفسه حبا كبيرا لهذا العالم الجليل ويقدره تقديرا تجاوز الحدود العادية فهو يتعشقه تعشقا صوفيا ويرى فيه زعيما دينيا من الزعماء الذين يحملون لواء السلفية وينشرون مبادئ جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويعتذر الكاتب في رسائله عن بعض الأخطاء التي قد تقع في كتابته فهو بحكم مهنته تاجر وليس بكاتب, والواقع أن هذا الاعتذار مقبول بالنسبة لبعض الأخطاء البسيطة. وأما بالنسبة إلى المنهجية وإلى المعلومات وإلى الأسلوب فإن ابن الشيخ عبد الرحمن يعد كاتبا بارعا وقديرا. والغالب أنه استفاد من عشرة الكانوني رحمه الله فهو كان يحضر دروسه بآسفي وكان يفد إليه في مراكش وكان يزوره بالدار البيضاء ويحضر دروسه ببعض مساجدها. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما كتبه ابن الشيخ يعد لبنة أساسية في كتابة تاريخ الكانوني ودراسة حياته, وسنوافي القراء إن شاء الله في بعض منشوراتنا ببعض هاته الرسائل ليطلعوا من خلالها على ما كان للكانوني من فضل في الحركة السلفية وما كان له من يد في الحركة الوطنية. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذه النبذة التي قدمت أرى أنها ضرورية لتمهيد الحديث عن حياة الكانوني وللتعريف به قبل الشروع في دراسة بعض كتبه وتحليلها ونحن بحول الله سنعمل ما في وسعنا للقيام بهذا العبء الذي يعد واجبا وطنيا وثقافيا في آن واحد. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وذلك هو موضوع مقالاتنا المقبلة التي نأمل أن ننشرها بالتوالي حول الكانوني وحول دوره الثقافي والفكري في بلادنا وسنستعين فيها بما كنا قد أذعناه في برنامجنا الثقافي الأسبوعي الحامل لشعار شاهد إثبات وبما توصلنا إليه من دراسات عامة حول هذا الكاتب القدير رحمه الله فإلى ذلك الحين وإلى اللقاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قد أشرنا في المقال السابق إلى المنطلق الذي كان سببا في كتابة هذا البحث وقلنا أنه راجع إلى حلقة من حلقاتنا الإذاعية التي خصصناها لذكر وثيقتين اقتبسناهما من كتاب آسفي وما إليه تتعلقان بمغربة الصحراء وبإخوة البربر والعرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعله من المفيد أن نبدأ الطريق جميعا وأن نسجل للتاريخ تلك الحلقة بأسلوبها وشكلها ومحتواها لتكون مدخلا آخر إلى ما نحن بصدده.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قلت آنذاك:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"لست أدري أي دافع خفي جعلني أجدد مطالعة بعض الكتب التي كنت قراتها منذ سنوات عديدة وحفزني إلى البحث عنها داخل خزانتي ألا متع نفسي باساليبها وافيد عقلي بمضامينها؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أم يرجع ذلك إلى محاولة استرجاع الماضي بذكرياته فأعيش لحظات مع تلك لأستعيد أيام طفولتي وقسطا من أيام شبابي؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أم يعود ذلك إلى محاولة اختبار نفسي وامتحانها لأعرف مدى انسجامي مع المقروءات في الخمسينات من عمري إذا قارنتها بما سبق؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أم أنني يربطني الحنين إلى موضوعات معينة لم تكن نفسي قد اطمأنت إليها آنذاك فأردت أن أستشف منها الآن مالم يتيسر لي فهمه قديما؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قد تكون تلك العلل جميعها قائمة في نفسي ومنحكمة في سلوكي وأنا لاأدري. وقد تكون هناك أسباب أخرى دفينة في أعماقي لاأحسن تعليلها ولاأستطيع إبرازها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المهم هو أنني أجدني في هاته الأيام الأخيرة منكبا على كتاب كنت قرأته منذ ثلاثين سنة، إنه الكتاب الموسوم بآسفي وماإليه قديما وحديثنا، تأليف الأديب المؤرخ السيد محمد بن احمد العبدي الكانوني.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد طبع هذا الكتاب بمصر سنة 1353هـ بعد سنة واحدة من إتمام تأليفه، وأن المتأمل فيه سيشعر أنه أمام بحث دقيق اعتمد فيه مؤلفه على منهجية في البحث وعلى استقصاء المصادر الكبرى وسيلاحظ انه استعمل من الأساليب أقواها ومن التعابير أحلاها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن مؤلف هذا الكتاب على ما يظهر لايعد من المؤرخين الذين ينقلون فقط بل إنه يضيف من حين لآخر بعض الملاحظات الخاصة التي تحعله يبدي آرآءه بكل صراحة وبلا تحفظ سواء في الموضاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية أو الموضاعات الأخلاقية والدينية.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهو حينما كان يتحدث كان يحاول أن يبني أقواله على أساس منطقي متناسق مع اتجاهه الفكري والديني والأدبي فلا تقرأ الكتاب وتنتهي منه إلا وأنت شاعر بأن هذا الذي يكتب ليس لمعة في أقواله وأحكامه ولكنه يراعي ظروف الحال يقارن بين واقع المغرب وبين ماضيه وتطلعاته ويقدم للقارىء موازنات بين هذا الماضي الرائع وبين الحاضر المعيش وبين ماينبغي تحقيقه في المستقبل القريب فهو ليس من المؤرخين الذين ليس لهم من التأليف إلا الجمع والأخبار ولكنه يدخل في عداد أولئك الذين يسجلون التاريخ ثم يستنتجون منه الأحكام ويرجحون ما يرونه منسجما مع الحقيقة ترجيحا عقليا أو وثائقيا ليلا يكون البحث خطابيا فاقدا للميزة العلمية الكبرى التي تطبع عادة كل بحث علمي دقيق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإني ربما سأتعرض من حين لآخر إلى مقط أثارها هذا المؤلف لما في ذلك من الفوائد الجمة التي تعود على البلاد المغربية بالخير وعلى تاريخ أمتنا بالاستحسان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما اليوم فإني سأخصص حديثي لنقطتين فقط جعلها السيد الكانوني داخل التمهيد الذي وضعه لكتابه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما النقطة الأولى فتتعلق بالصحراء المغربية، وأما الثانية فتتعلق بنسب الأمة البربرية.النقطة ألأولى أثبت فيها أن صحراء المغرب تعد منه وإليه فهو حينما كان يتحدث عن حدود المغرب قال: "ويحده شرقا قطر الجزائر وغربا المحيدط الأطلانطيقي وشمالا البحر الأبيض المتوسط، وجنوبا الصحراء الكبرى"، ثم قال: "وعلى هذا الحد من هذه الجهة مشى البعض من المؤرخين والجغرافين. والذي حققه أحمد الأمين وأقام عليه الأدلة في كتابه الوسيط في أدباء شنجيط أن الصحراء التي هي قطر شنجيط معدودة من المغرب".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم قال: "وهذا هو الحقيقة فقد كان هذا القطر الصحرواي معدودا من المغرب سياسيا وجغرافيا واقتصاديا، وكانت دول المغرب في إبان عظمتها تضم إليها الصحراء كالدولة اللمتونية والمرينية في أيام أبي الحسن، والسعدية في ايام أحمد المنصور، والعلوية في أيام المولى إسماعيل، كلهم كانت الصحراء في حكمهم إما فعلا أو إسما".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإن مثل هذا الحكم وهو يصدر في كتاب مغربي أيام الحماية الفرنسية ليدل على أن صاحبه لم يكن يبالي بما سيتعرض له من معارضة الدول الإستعمارية لأنه لم يكن يتحدث بأسلوب الاستقراء العلمي الذي كان اروبيون يرضونه ويتأملونه ويعتبرونه منهاجا صالحا لبيان الحقائق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذا الأساس الذي بنى عليه أحمد الأمين صاحب الوسيط والعبدي الكانوني صاحب الكتاب حكمهما هو الأساس الذي أعتبرته محمكمة العدل الدولية بلاهاي منطلقا لإصدار قرارها بغربة الصحراء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما النقطة الثانية وهي ذات أهمية كبرى في تاريخنا المغربي فإنها تتعلق بنسب البربر وعلاقة هذا النسب بالجنس العربي، فقد ذكر ان علماء النسب اتفقوا على أن أمة البربر يجمعها أصلان عظيمان وهما برنس ومادغيس ويلقب مادغيس بالابتر فيقال لشعبه البتر، ويقال لشعب برنس البرانس واعتنمد على مصادر تاريخية عامة تثبت أن البتر عرب من الشام وأن البرانس يتكون بعضها من قبائل ذات أصول عربية، ويعني بذلك قبيلتي صنهاجة وكتامة فإن النسابين العامين يرجعونهم إلى حمير، ثم قال بعدذلك: " فإن قيل أن ابن حزم قد انتقد كون صنهاجة وكتامة من حمير كما انتقد دخول افريقش اليمني المغرب نقول ان أنكاره نسبتهم الحميرية محجوج فيه بالرأي العام من المؤرخين والنسابين الذين صرحوا بنسيبتهم إلى عرب اليمن مثل الطبري والجرجاني والمسعودي وابن الكلبي والسهيلي وقال ابن خلدون أنه المشهور عند نسابة العرب".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتحريا من هذا المؤلف لم يرد أن يأخذ قول ابن خلدون دون أن يذكر انه كان له رأي آخر في المقدمةولهذا قال عند حديثه عن دخول افريقش: "ثم إن ابن خلدون على الرغم من كونه تبع إبن حزم وبسط نظرية عدم دخوله المغرب في المقدمة فإنه صرح في التاريخ بدخوله إياه وإنه ترك به صنهاحة وكتامة".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد الاستدلال ببعض الآثار الدالة على وجود الخط الحميري ببعض مدن إفريقيا الشالية والتي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أستأنس بها المؤلف لإتبات رأيه ذكر الخلاصة التي أراد أن يصل إليها بحثه فقال:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" خلاصة مابسطناه أن الأمة المغربية جلها عرب ما بين عدنانية وقحطانية لأن التبر الذين هم أحد قسمي البربر من عرب مصر. وصنهاجة وكتامة في عداد البرانس وهما من الكثرة وبالمكانة السابقة من عرب قحطان. هذا قبل الاسلام. أما بعد الإسلام فقد أمته موجات عديدة من العرب وقد قدرت موجة الهلاليين وحلفائهم مما يربو على مليون نسمة فكيف يغيرها فغمرت قبائل العرب السامية قبائل البربر الحامية بحيث صارت الثانية أقلية ضئيلة وامتزجت الجنسيتان امتزاجا عربيا من قديم الأزمان وعاشا متحدي العوائد والأخلاق والأزياء وتأثر كل فريق بالآخر وصارا امة واحدة لها وحدتها ومميزاتها وسياستها بين الأمم والشعوب".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إن الموضوع رغم أنه لم يعد الآن موضوع نقاش نظرا لشعوبنا بالوحدة الوطنية ونظرا لأن المصلحة الوطنية الكبرى تقتضي عدم إشاعته إتقاء للفتن وإبعادا للضغائن والمغفلين فإنه في ايام تأليف الكتاب كان ضروريا لأنه جاء عقب غعلان الظهير البربري وجاء مكساندة علمية للمواقف الوطنية التي تجلت في المغرب سواء في المدن والبوادي أو في الأقاليم التي أدخلتها فرنسا تحت حكم الظهير البربري أو التي فصلتها عنه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولهذا مايزال الكتاب في بابه العلمي كتابا فيما، ولقد اعتمد على مصادر موثوق بها وعلى منهجية عقلية يستطيع من يطلع عليها أن يعود بالحقيقة إلى جذورها وأن ينسف كل ما يعتمد عليه أعداؤنا في التفرقة بيننا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فالوحدة شعار ديني وشعار وطني وهي شعار علمي أيضا وماأعظم العقائد حينما لاتصطدم مع الأبحاث العلمية ومع الاستنتاجات العقلية والحسية وإني لأتمنى أن تتاح لنا الفرصة مرة أخرى للحديث عن بعض القضايا التي أثارها هذا الكتاب المليء بالنصوص التاريخية وبالآراء الذاتية التي تعقب على تلك النصوص، فإلى ذلك الحين".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حقيقة انني كنت أتوقع أن أعيد النظر في الكتاب وأن أختار منه بعض المواقف التي تتجلى فيها عبقرية النمؤلف فأدرسها وأعلق عليها وأجعلها أمام القراء والمستمعين ليطلعوا على ظاهرة وطنية تتجلى في بعض الكتب المغربية، وتمثل نوعا من المؤلفين الأحرار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وماكان في خلدي أن الأمر سيتعدى ذلك إلى تخصيص بحث كامل عن حياة الكانوني وعن دوره الثقافي في البلاد لولا ماتوصلت إليه من رسائل حفزتني إلى البحث او ساعدتني على استكشاف بعض جوانبه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن الرسائل الحافزة رسالة حفيدته من إحدى بناته وهي السيدة أمينة غطاس التي سبقت الإشارة إليها في مقال سابق قالت: "أتوجه بالكلام إلى السيد المحترم المشرق بهذا البرنامج المفيد بحيث استرعي إنتباهي في الحلقة (التالية) تعني الحلقة الأخيرة التي أذيعت يوم 24 نونبر 1978 ذكركم لجدي المرحوم العلامة الكبير السيد محمد العبدي الكانوني...وبما أنني إحدى حفيداته فقد همني جدا أن أبعث لكم حطاب شكر وامتنان على ما تبدلونه من جهد في سبيل إحياء ماضي تاريخ المغرب ومؤرخيه الأوائل...فألف شكر مرة أخرى بحيث استفدت بعض الشيء من حلقتكم هاته وكم تمنيت لو يطول الشرح والحديث عن مطبوعاته لأني وياللاسف لم أقرأ له ولو حرفا واحدا كما إني لم ارجدي قط...فقد سمعت عنه من خلال والدتي والتي هي إحدى بناته، بحيث أعطتني نظرة خاطفة عنه لأنها هي الأخرى لم تترب في عزه طويلا فسرعان مارحل عنها إلى العالم الآخر...هذا كل ما أعرفه عن العلامة المرحوم وكل ماأرجو منكم أيها السيد الكريم المشرف على هذا البرنامج هو إعطاؤكم إياي نبذة عن حياته الأدبية وعن مطبوعاته التاريخية والتي تحمل تاريخا حافلا بالأمجاد..."[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم تضع رسالتها عبر الأثير فقد تلقفها أحد المستمعين وهو السيد عبد الرحمان ابن الشيخ (الحفيد) من آسفي فأثارت ذكريات دفينة في أعماقه تربطه بهذا العالم الجليل ورسم لنا صورة أولية لحقيقة هذا المؤرخ العبقري الفقيه السلفي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومكننا من الملامح الأولى التي فصل الحديث عنها في رسائل أخرى تعد من أهم الوثائق التي يمكن للباحثين أن يجعلوها مستندات يرجع إليها في تدوين حياة الكانوني رحمه الله. قال في هاته الرسالة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيدي: الرجاء منكم أن تعتبروا رسالتي هاته شكرا لكم، وبعد فإنني للمرة الرابعة أحمل القلم وأحوال كتابة كلمة أداوي بها ما بقلب حفيذة الفقيه الكانوني التي ترغب في إحياء مآثر جدها الذي زود المكتبة المغربية ببعض ماهي في حاجة إلى المزيد منه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نعم سيدي صاحب شاهد أثبات. أي والله إنها المرة الرابعة التي احمل فيها القلم لأكتب كلمة أعبر فيها عن نفس الرغبة التي عبرت عنها حفيدة الكانوني نزيلة مدينة العلم والعلماء فيرتج على المكان وأصاب بضوضاء واختلاط الأفكار ولم أدر من أين أبتدي وإلى أي حد منه أنتهي فكان روح الكاتب الفقيه الكانوني تشاركني المكان وتشاطرني الإهتمام بتلك الفتاة التي شاءت عناية الله أن تجد وهي بعيدة عن مسقط جدها الكاتب الخطيب الذي كان يعمل بجد وفي صمت للأجيال المقبلة ولايطلب أجرا على أعماله الجليلة إنه سيكافأ عليها من الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا وإ نما تجد في غريبة الدار بفاس من يسمعها بعض أمجاد ذلك الجد الذي كان رحمه الله تنطبق عليه الآية التي تقول "وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرص هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قوالوا سلاما".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فشكرا لك سيدي على هاته العناية التي تثلج قلوب العاملين وقلوب من لهم من أبناء وحفدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما الأخت حفيدة الكانوني فإني أخبرها أن مدينة آسفي لم تنس ولم تهمل ماكتبه الفقيه ولن تنسى كذلك حتى أفكاره وخطبه التي هي راسخة ومدونة في كل ذاكرة ومسجلة في أدمغة رفاق جدها، هؤلاء الذين رافقوه في حله وترحاله وشاركوه مرارة متقاه وتجرعوا كأس فراقه يوم موته ويوم إحياء ذكرى الآربعين على وفاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والآن كنز يحيون ذكراه ويسترجعون ماضيه الحافل خصوصا بعد ماسمعوا من يستشهد بكتبه ويجعلها شاهد إثبات على مغربة الصحراء التي لاتحتاج إلى أثبات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ورجائي منكم سيدي أن تطمئن حفيدة الكاتب الخطيب الذي كان رحمه الله يعرف كيف يمتلك الآذان ويملك الآسماع يوم كان خطيبا بمسجد الشيخ ابي محمد صالح، طمئنها وأخبرها بأن بيوتات مدينة آسفي كلها تلوح لها بمفاتيح هذه البيوتات لأن هاته المدينة تعتبر الفقيه الكانوني من الأوائل الذين أحيوا الروح السلفية ودافعوا عنها بقوة وإيمان والسلام عليكم".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن هاته الرسالة لتعبير صادق عن الإحساس الذي أحسسنا بمثله نحن أيضا إزاء هذا العلامة القدير الذي كانت تبدو عليه آثار الجدية والحزم في العمل وطلب العلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفيها أشعار بالمواقف الوطنية والدينية التي أدت إلى نفي الأستاذ رحمه الله والتي سنجد ذكر اسبابها في مقالات أخرى حينما سنتحدث عن وقوف الفقيه الكانوني في وجه الجامدين من الفقهاء والمتخاذلين من المواطنين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن الواضح أن الصدق كان شعارا لما يكتبه العلامة الكانوني وإن الإلتزام صورة حقيقة تتجلى في أسلوبه وسلوكه، ونجد الآن من يعترف بذلك ممن عاشوا معه في بلده أو سمعوا عنه في إقليمه ويكفيه فخرا هاته النعوت التي وصفه بها هطا الكاتب الذي كتب الرسالة إلينا فهو يقول عنه ان الكاتب والخطيب والواعي الذي أحيا روح السلفية في بلادنا وهي أوصاف لم تمنح له جزافا لأن آثارها تبدو في كتاباته ولأن ملامحها تتجلى في أسلوبه الحي الرصين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وصاحب الرسالة هاته قد عبر تعبيرا اندفاعيا أراد أن يظهر فيه لحفيدة السيد الكانوني ولأسرته أن آسفي لن تنسى أبدا هذا العالم الجليل الذي أحيا الروح العلمية وسامح من أجل مبادئه المثلى الصالحة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وان أمثال هذه الرسائل لتشجع الروح العلمية البناءة وتخلق إتجاها فكريا يحمي الروحيات من الضياع ويقوي الاهتمام العلمي ويحبب للناس روح الإخلاص، فلا يسيطر الياس على العاملين ولا يستولى الخمول على المنكبين على إقرار المبادىء الصالحة لأنهم يتيقنون أن ستكون أعمالهم خالدة وأنها ستجد في مستقبل السنين من يبعثها بعد ركودها، ومن يذكيها بعض خمودها، فالحق ذائع والباطل زائل، وماأضيع إذا لم يكتب له الخلود عن طريق العلم والفضل والصلاح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنها الصفات التي نحن في حاجة إليها في هذا العصر لتزاحم ماذاع من اسباب الوجود المادي وليحس الانسان بأنه لن يهمل أبدا إذا كان نشاطه مرتبطا بالعلم ومتصلا بالأخلاق ومتوجها إلى الاصلاح الاجتماعي وإلى التهذيب النفسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبناء على هاته الحقيقة يمكننا أن نقول لحفيدة هذا العالم: إنك قد كنت سبب خير حينما سألت عن جدك وعما خلفه من آثار علمية فاطمئني من الآن واعلمي أن المغاربة قد اشتهروا بالوفاء والحرص على إحياء معالم الخير، وتقي أن الجيل الحاضر قد يوجد منه من يحيي كتب جدك ومن ينشرها لتدرس دراسة موضوعية وليقارن بينها وبين غيرها وليرى منها مازال صالحا إلى الآن ومالم سزل نظرا لتغير البواعث وتطور الأحوال. فليس من العار أن ننقد بعض مخلفاتنا إنما العار هو تركها في مجال النسيان والاهمال والضياع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن الواضح الذي لايحتاج إلى دليل أن بعض النظريات قد تطور بواعثها واسبابها فتكون صالحة في حقبة غير صالحة في غيرها وليس في ذلك ضرر على الفكر ولا على مخلفات العلماء، إنما المهم هو ربط الصدق في الأقوال حين الكتابة بين الكاتب وما كنت، أم التطور فهو صفة حركية لاينكرها إلا جاحدا وجامدا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولهذا سنرى حين دراسة كتب الكانوني أنه كان يمتاز بهذه الصفة الصادقة، ولكن ليس معنى هذا أن جميع آرائه الاجتماعية والفكرية مازالت إلى الآن صورة تمثل الروح الاجتماعية التي نحياها. وقد نتعرض لبعضها حين ذكر كتبه وعند تحليلها أو عند دراسة حياته ومواقفه الاجتماعية إن شاء الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحيث إن كتب هاته الرسالة تعرض لبعض الجزئيات المتعلقة بحياة الكانوني فقد التمسنا منه في إحدى حلقاتنا أن يزودنا ببعض المعلومات التي قد تساعدنا على كتابة لمحات من حياة هذا الكاتب القدير فاستجاب لذلك مشكورا وسنوافي القراء في مقالاتنا المقبلة ببعض هاته الرسائل المفيدة التي يجب أن تبقى ضمن الوثائق القيمة التي تهتم بالتاريخ المغربي وبذكر رجلاته.[/font]
[font=&quot]من المؤسف كثيرا أن بعض الأخبار التاريخية تضيع بسبب عدم تدوينها أو بسبب عدم تقديمها لمن يحفظها بعد التدوين ولهذا كانت الضرورة التاريخية تلزم الذين يملكون أي وثيقة من الوثائق الصالحة أن يذيعوها وأن يقدموها للمختصين ليربطوا بينها وبين ما يتلائم معها وليكونوا من خلال ذلك صورة تاريخية تعين على فهم المقصود سواء كان يتعلق بشؤون أدبية أو سياسية اقتصادية أو اجتماعية.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهذا هو الدافع الذي جعلني أقدم للقراء بعض الوثائق المتعلقة بحياة الفقيه الكانوني فقد توصلت بها عن طريق الإذاعة المحلية بفاس في فترات متتابعة أثناء تقديمي لبعض الدراسات حول هذا الكتاب القدير . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من هذه الوثائق رسالة كتبها إلى السيد عبد الرحمان بن الشيخ (الحفيد)بتاريخ 20 مارس 1978 قال فيها: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"بسم الله ، ربنا عليك توكنا واليك اثبنا وإليك المصير. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيدي تحية وسلاما من إنسان يقدر فيكم الاخلاص في البحث عن التراث الذي خلفه رجالات أفذاذ يكاد يطمس عليهم أبناء جيلهم مت خلفوه من معالم وآثار تضيء لنا الطريق وتصل بنا إلى واحة من تاريخنا الحافل الزاخر بكل ما نحن في كثير من الحاجة إليه خصوصا عندما يتنكر العدو والصديق ويقلب لنا الأخ ظهر المجن. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إني والله أيها الأخ الكريم لأقدر فيكم هذه الالتفاتة إلى فقيد ومؤرخ ومحدث عاش للعلم وللعلم وحده ومات بعيدا عن مسقط رأسه وترك أسرة أمرها في يد الله تطوح بها الأقدار حيث شاءت وشاءت لها عناية الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن أجل هذا سيدي الأستاذ أباركك وأبارك الأرض التي أنبتتك وسقت منك هذا الغصن اللدن المثمر الذي أعطا ما تعطيه الأرض الخصبة المعطاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بوركت سيدي وبوركت فاس هذه الأرض الطيبة الكريمة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سيدي الأستاذ إليكم ما سجلته الذاكرة، والذاكرة فقط ذلك لأن طلبكم عن مخلفات الفقيه العبدي الكانوني ستلبي فيما بعد إن شاء الله ، ونرى أن نبدأ بما هو مسجل في الذاكرة كما أسلفنا لأن في [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ما يظهر عظمة الفقيه العبدي الكانوني رحمه الله ويظهر ما كانت تنطوي عليه نفسه التواقة إلى ما يشبع فهمه من الأطماع والبحث فما هو مكتنز من ذخائر ومخلفات تركها أبناء هذه الأمة بين طيات الكتب التي هي بمكتبات أناس لا هم ما يعطونها ما تستحق من عناية وبحث وتنقيب ولا هم يطلقون سراحها فتتلقفها أيدي بررة كرام يضيئون بها الطريق الموصلة ألى الإفادة والاستفادة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] عرفت الفقيه الكانوني كما نسميه نحن الاسفيين بحومتنا التي هي حومة الشيخ أبي محمد صالح. عرفته وأنا صبي ألعب بالدرب ذلك أن الفقيه رحمه الله قد سكن بالدار الملاصقة لدارنا وكنت أصادفه دائما ذاهبا أو اتيا ومع صغر سني وحداثتي كان رحمه الله يخاطبني كلما وقع الاتصال به بالسلام عليكم . وحتى كتابة هذه السطور ما زالت الاذن مني تحتفظ برنات صوته رحمه الله حتى لكأنه يخاطبني الآن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والشيء الذي كان يلفت مني النظر إليه كثيرا هو الهندام الذي كان يمتاز به إذ أنه رحمه الله كان يرتدي الحائك يشتمل به ويضع طرفا منه على رأسه وهذا الزي يعرفه علماء فاس ويتصفون به كثيرا. ومع كثرة رؤيتي له رحمه الله لم أره يوما خلو اليدين من كتاب أو بعض الأوراق . ولم أكن مشتغلا بالتحدث إلى الناس اللهم إلا إذا كان داخل مسجد الشيخ أبي محمد صالح الذي تولى الخطابة به والذي كان يعقد به حلقات تفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذه الحلقات التي جعلت المسجد قبلة الخاص والعام. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا والذي يعرف مدينة آسفي فإنه يعرف أنها تتكون من عدوتين : عدوة تسمى بالمدينة وعدوة تسمى برباط الشيخ أبي محمد صالح رضي الله عنه وكما هي في العادة فإن عدوة المدينة تمتاز عن عدوة الرباط في كثير من التقاليد والعوائد . يعرف هذا في فن الطبخ وفي الحفلات والأفراح وغير هذا كما أن كلا من العدوتين كانت تدعى أن علمائها هم العلماء, وعندما أصبح الفقيه رحمه الله خطيبا بمسجد الشيخ بالرباط ويعتقد به حلقات تفسير الحديث تحطمت تلك الخرافة وأصبح المسجد يعج بالرواد من عدوة المدينة نساء ورجال . وكثرة الرواد هاته تبعثها كثرة إشاعة أقوال الفقيه . هذه الأقوال التي صادفت عقولا ضامئة إلى التطلع لما يخرجها من ربقة التقليد والجمود.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكما هي العادة بين الجديد المتطلع إلى ما هو أحسن وبين التقليد المحافظ الذي يرى الخروج من المعروف المعتاد خروجا عن الجادة وتنطعا وتطاولا على الطريقة المثلى فقد انفتح باب المعركة غير المتكافئة بين الفقيه الكانوني الذي هو مجرد من كل سلاح إلا سلاح المعرفة الصحيحة المرتكزة على كتاب الله الناطق بالحق وسنة رسوله الصادق المصدق محمد صلى الله عليه وسلم وبين فقهاء كبار بالنسبة إلى المدة التي اكتسبوها وإلى الأنصار المحيطين بهم زيادة على ذلك ال... التي لا ينجو منها مجتمع متحضر أعني ذلك ......... التي ينظر فيها المرء المتحضر إلى رجل البادية نظره لا تخلو من تحفظ.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وبينما المعركة حامية الوطيس بين الفقيه السيد الكانوني وبين فقهاء المدينة . هؤلاء الفقهاء الذين كانوا يخافون على مراكزهم التي كان لها ........ بين الأوساط المقلدة التي ورثت هذا التقليد عن الآباء والأجداد ، بينما هاته المعركة قائمة عمل المستعمر الفرنسي على إذكائها و تزويدها بكل ما يدفعها إلى الاشتغال ذلك لأنه تخوف من الطريقة التي جاء بها الكانوني هذه الطريقة التي تخلق في الناس روح العزة وتدفعهم إلى الانعتاق وإلى الحرية التي عاش فيها سلفهم الصالح. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ودامت هاته الحرب غير المتكافئة بين إنسان يدعو ألى إحياء تراث السلف الصالح وبين جماعة جامدة يساندها تحت طرف خفى المستعمر الذي كان يعلم قبل غيره أن الطريقة التي يسير عليها هذا الفقيه الذي انحدر إلى مدينة آسفي من البادية بعد ما زود نفسه بالدراسات السلفية سيكون لها أثر في تنوير الرأي العام. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكلما ازدادت أيام المعركة ازداد أنصار الفقيه وازداد تخوف المستعمرين من انتصاره وتجليه ولهذا فكروا جديا في إذايته وعملوا على محنته [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم تسالم الأيام الفقيه الكانوني حتى في بيته هذا البيت البسيط الوديع الذي كان يجد فيه راحة البال وهدوء النفس والاستقرار كلما عاد إليه طلبا للراحة بل إن المنية اختطفت منه زوجه ورفيقة الحياة التي هي كل ما أبقيت له الأيام من أهل وعشيرة وأخلاء متقين فكأن الأيام تحاربه هي الأخرى وكان المتنبي عناه حين قال : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أطاعن خيرا من فوارسها الدهر [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وحيدا وما قولي كذا ومعي الصبر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نعم والله فقد كان الفقيه رحمه الله صابرا متكلا على الله لا يلتفت للأحداث ولا تزيله النكبات عن الجادة التي اختطها لفسه ولم يبق الفقيه في الميدان وحيدا طيلة المعركة بل إن علماء شبابا دفعت بهم جامعة القرويين من فاس إلى الميدان , ذلك بعد ما زودتهم بكامل المعرفة وبعد ما غرقوا من معينها الثري الفياض ومن هؤلاء الفقيه المصلح سيدي محمد بن الطيب الوزاني الذي اغترف هو و الفقيه المصلح الكبير سيدي محمد بن العربي العلوي رحمهما الله من معين واحد. والفقيه المصلح الذي حمل الراية بعد الفقيه الكانوني والذي ناضل ودافع ودرس تفسير الشيخ محمد عبده رحمه الله بمسجد الشيخ أبي محمد صالح ، هذا المسجد الذي كان يدرس فيه الكانوني قبل نفيه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان سبب نفي الفقيه السيد الكانوني .. وذلك بعدما زوجه بعض الفضلاء من بنته وأسكنه معه ووفر عليه كل ما يهمه من شؤون الحياة ... ناتجا عن مؤامرات محبوكة من قبل حاسديه ومن قبل المستعمرين الذين كانوا يريدون التخلص من أفكاره فقد أذيع أن السيد الكانوني يلحن في قراءة الحديث الشريف وأمضى على هذا الادعاء عدد من الفقهاء المناهضين له واتخذ المستعمر ذلك حجه قوية أدان بها الفقيه البريء وحكم عليه بالخروج من اسفي وبالتوجه إلى مدينة مراكش وفات المستعمر انذاك أن الكانوني لم يغادر اسفي إلا بعد أن أصبحت أفكاره ذائعة بين الناس مقبولة لدى الرأي العام . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويوم منفاه بكته مدينته التي فقدت فيه الناشر لدين الله والمدافع الأمين الذي عرف كيف يغزو العقول ويتسرب إلى القلوب ، وبكاه المجاهد الفقيه محمد بن علي الريفي الذي شارك محمد بن عبد الكريم الخطابي في نضاله ضد الاستعمارين الفرنسي و الإسباني هذا الفقيه المعروف بين علماء فاس بالفقيه بولحية رحمه الله وبكتبه النساء كل ذي عقل راجح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبمراكش البلد الطيب الأمين تلقفت الفقيه أحضان تلامذة الأستاذ محمد المختار السوسي فكانوا أعوانا على متاعب الحياة وساعدوه على ما هو في حاجة إليه من مراجع وكتب واطلعوه على عدد من المؤلفات التاريخية التي تصور مآثر هذا الشعب المغربي النبيل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهناك بمدينة مراكش تيسر للفقيه الكانوني أن يطلع على دخائر تاريخية وأن يحتك برجال كان لهم اهتمام بالعلم كبير وفي هذه المدينة كنت أتصل به على الدوام والاستمرار وكنت أشاركه في بعض الأحيان وشاهدته مرارا يعيش على شظف من العيش بل كان يكتفي أحيانا في قوله بقليل من الشعير المقلي ( ما يسمى بالقلية) ومع هذا فإن وجهه كان يضيء بنور الله . ورغم هذه القناعة فهو في باب الثقافة كان لا يقنع باليسير فكان همه الوحيد، أن يرى حجرته التي يقطنها مفروشة بالكتب والأوراق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبمراكش كون الفقيه عدة تلاميذ وكان يلقي بعض الدروس بجامع المواسين ومكث بهذا البلد الطيب ما طاب له المكوث الى أن تعرف على بعض الفضلاء بالدار البيضاء أيام كان ينتقل من مراكش إليها والى الرباط قصد طبع بعض كتبه وهناك طلب منه هذا الفاضل المجئ إلى الدار البيضاء بعد ما تكفل بجميع مهامه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي أحضان مدينة الدار البيضاء عمرها الله بكل خير عرف الفقيه رحمه الله رغد العيش وهناء البال والانكباب على التأليف وعلى إلقاء الدروس بمسجد محمد الخامس بدرب السلطان.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وبهذه المدينة مع كثرة انتقالي إليها حسب ما تفرضه علي مهنتي التجارية كنت أزور الفقيه لماما لأطمئن عليه وهو يعيش بين أناس يحبهم ويحبونه وفي مرضه الخفيف الذي لم يمهله إلا أياما قليلة كنت بالبيضاء وأخبرت أن بالفقيه مرضا خفيفا أقعده عن متابعة الدروس بالجامع فلم أزره لسماعي بأن المرض خفيف ولكن عودتي لآسفي بيوم واحد توصلت برقية تخبر بموته وتطلب منا أن نخبر من بمراكش من محبيه ليتوجهوا لتشييع جنازته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي العشى جاء وفد مراكش إلى آسفي ومنها ذهبنا ليلا إلى الدار البيضاء وشاركنا جميعا في دفن الفقيه بالمقبرة المسماة غبيلة وابنه آنذاك الفقيه المصلح الذي حمل راية النضال بآسفي بعد فراغها من الكانوني السيد إدريس بناصر رحمه الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا أنكر اضطرابي واهتزاز الجسد منى وقد وصلت إلى الفصل الذي أذكر فيه موت الفقيه وتسود الصحيفة أمام عيني وأن التشطيب على بعض الكلمات ليظهر عدم امتلاكي للقلم وعدم التحكم فيه لأني استحضرت ذلك الموقف الذي كنا فيه نقف موقف عبد الله بن الزبير يوم نعى له أخوه مصعب... [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت عودتنا من الدار البيضاء إلى أسفي بعد دفن الفقيه الكانوني كعودة الجنود المنهزمين من ساحة القتال، فالعيون باكية والقلوب تيه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونذكر ونشكر الأخوين بالبيضاء الحمداوي صاحب المدرسة الحرة بدرب السلطان والأخ أحمد زياد صاحب تحقيقات جريدة العلم على قيامهما بإقامة ذكرى الأربعين يومذاك وقد شاركنا يومه في ذكرى الأربعين مشاركة فعالة يفرضها الواجب وتركنا مكتبة الفقيه الكانوني تلك المكتبة التي كانت بمثابة المرآة الغريبة إذ يرى بواسطتها ما تركه السلف الصالح من ذخائر وأمجاد تركناها وأسرة الفقيه تحت تصرف أيد أمينة كريمة من سكان البيضاء أقول سكانها ولا أقول أبنائها لان هذه الجماعة التي تكفلت بالمكتبة والأسرة ينتمي بعضها إلى آسفي كالأخ التاجر الوجيه الحاج محمد البوعمراني وقد علمنا قبل أن يجرفنا سيل الحركة الوطنية أن المكتبة وكلت إلى بعض المؤرخين من سلا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهنا أودع هذا العرض المقتضب الذي عاد بالذاكرة إلى أيام ويا لها من أيام قضيناها مع الفقيه كان البعض يظنها نقمة ونحن كنا نعدها نعمة أنعم الله بها علينا إذ هدانا إلى مرافقة الفقيه والارتواء من الحياة الحلوة العذبة التي قيضه الله لحملها ونشر ألويتها على أبناء زمنه وعصره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والى فرصة أخرى سيدي الأستاذ محمد عبد العزيز الدباغ حيث سأقدم لم نبذة عن قبيلته ونسبه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والواقع أن هاته الرسالة لتعد من ألمع الرسائل التي تربطنا في العصر الحاضر بذكريات قيمة تسجل مدى التواصل الذي كان بين أفراد الحركة الوطنية في المغرب على اختلاف مدنهم واختلاف حيثياتهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فهذا الالتحام الذي كان يتجلى في تأبين الأستاذ من أفراد اشتهروا بوطنيتهم ومن ممثلين لعدد من المدن على ذلك التواصل الكبير بين المواطنين آنذاك ويدل على أن ذلك التواصل أبقى جذوره في تربيتنا الوطنية حتى أننا نجد الآن وقد مر على موت الكانوني ما ينيف على أربعين سنة من يجدد الذكرى ويحس بتجدد آلامها في نفسه وأحزانها في أعماقه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعل الشعور الذي أبداه السيد عبد الرحمن ابن الشيخ (الحفيد) في رسالته هاته يعتبر شعورا مشتركا يحس به كل الذين عرفوا الفقيه في حياته فقد أخبرني الأستاذ السيد عبد السلام بن عبد القادر ابن سوة(1) مؤلف كتاب دليل المغرب الأقصى أن السيد الكانوني كان مشهورا بحزمه وجده ومواصلته العمل من أجل إحياء الثقافة المغربية وإذكاء روح السلفية وأنه كان من الرجال الصادقين في أعمالهم وأقوالهم وأنه كان يخلص النصيحة ويسدي لمن عاشره من الخير ما لا ينسى ويستدل على ذلك بما بذله من جهد في مساعدته أثناء تأليفه للدليل رما أشار إليه من تبويبه على أقسام تساعد الباحث على المعرفة وتجعل الكتاب يسير على نسق كتب الباحثين من أوربا وذكرني السيد ابن سودة بما كتبه في مقدمة كتابه هذا حينما قال:" كنت أول الأمر رتبته على حروف المعجم المتداول المشهور ثم بعد مدة اطلعت عليه الأخ الأستاذ المطلع المشارك أبا عبد الله محمد بن أحمد الكانوني رحمه الله فأقترح على أن أرتبه ترتيبا يلائم العصر ويجاريه لتظهر قيمة ما صبر المغاربة وما قاموا به من جهود جبارة وعمل دائم في كل أنواع من أنواع التاريخ المغربي".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وان هذا الاعتراف من السيد ابن سودة ليدل على إعجابه بالخطة التي اقترحها الفقيه الكانوني ويظهر أثرها واضحا في شكل الكتاب وفي تنسيقه الدقيق الذي يدل على براعة في التأليف وعلى معرفة واسعة بطريقة التنظيم وخطة التبويت وهما من إيحاء الفقيه الكانوني حسب اعتراف السيد ابن سودة في كتابه وحسب ما يذكره في أحاديثه إلى الآن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والسيد ابن سودة بطبيعته يشعر بنوع من الانسجام مع أهل البحث والتنقيب ويصفهم بأوصاف تدل على مكانتهم العلمية وعلى دورها في الأعمال الفكرية الخالدة ولهذا يمكننا أن نجعل أوصاف الكانوني صورة تكاد تكون هي الحقيقة نفسها فليست النعوت التي وصفه بها حفيده مجاملات وإنما هي وليدة ملاحظة ومشاهدة ونتيجة متواصلة فنحن نرى أنه قد منحه في النص السابق ما يدل على موسوعيته واطلاعه ثم أضاف إليه في مناسبات أخرى ما يدل على نبوغه وسعة خاطره في البحث والدراسة فقال أثناء حديثه عن كتاب آسفي وما إليه قديما وحديثا أنه من تأليف صديقنا النابغة البحاثة أبي عبد اله محمد بن أحمد الكانوني العبدي أصلا المولود سنة 1311هـ إحدى عشرة وثلاثمائة وألف موافق سنة 1893 هـ والمتوفى بمدينة الدار البيضاء خامس عشر رمضان سنة 1357 سبع وخمسين وثلاثمائة وألف موافق 1938م رحمه الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال عن هذا الكتاب أنه مقدمة للتأليف المسمى بجواهر الكمال في تراجم الرجال والواقع أن جواهر الكمال إنما هو قسم ثالث لكتاب آسفي وما إليه حسب التخطيط الأولى للكتاب وان كنا نلاحظ أن المؤلف عند الطبع جعله هسما ثانيا ولعل ذلك بسبب الإخراج إلى القراء لتعذر طبع القسم السياسي من تاريخ آسفي وما إليه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وربما سنقدم للقراء في عدد مقبل ما يتعلق بتصميم الكتاب وما يتصل به قبل أن نتطرق إلى الحديث عن نسب الكانوني وعن دراسته والتعريف بقبيلته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذا التنويع مقصود عندي في البحث فاني أرى أن الانصهار مع الكانوني ينبغي أن يأخذا مسارا طبيعيا عاديا لا يشعر فيه القارئ بأي انفصال بين حياة الكانوني الفردية وبين انتاجاته الفكرية وبذلك يستطيع كل منا أن يستكشف أعماق هذا الباحث وأن يستفيد من مواهبه وأن يطلع على منهجه في البحث وعلى خطته الجامعة بين إقرار الحقائق العلمية وبين الدعوة إلى الإخلاص والمواجهة والتحرير.[/font]
[font=&quot]إن الفقيه الكانوني رحمه الله قد وافته المنية في مرحلة من حياته كان حريصا فيها على نشر كتبه وتوزيعها على إفادة الراغبين في الإطلاع عليها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والذين يدرسون حياة هذا المؤرخ القدير سيرون أنه كان دؤوبا على العمل مشاركا في مختلف المعارف يجمع بين الفقه والحديث ويحرص على تصوير كثير من المظاهر الاجتماعية بأسلوب جميل وجذاب ويتجلى ذلك واضحا في الموضوعات التي نظرا إليها أثناء تآليفه ولعل الذين سيطلعون على هذا المقال المخصص لمؤلفات الكانوني سيتيقنون مما نقول : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن مؤلفاته متنوعة الاتجاهات متعددة الاختصاصات تدل على موسوعة ثقافية تستمد أصولها من علوم الدين واللغة وكتب الأدب والتاريخ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذه المؤلفات لم يتيسر لنا الاطلاع على أغلبها لأن جلها ما زال مخطوطا ولأن الخزانات التي يمكنها أن تضم كنبه ما زالت مجهولة لدينا ولم نتعرف إلا على جزء ضئيل منها ولعلنا بما نكتبه الآن سنيسر للباحثين طرق الاهتداء إلى هذه الكتب وندفعهم إلى البحث عنها في مظانها التي سنذكرها فيما بعد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما كتبه المطبوعة فثلاثة : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأول منها هو الكتاب الذي جعلناه منار الموضوع المخصص لذكر الصحراء ولذكر الروابط الأصيلة التي تربط بين البربر والعرب وقد طبع سنة 1353 هجرية بمطبعة مصطفى محمد صاحب المكتبة التجارية الكبرى بمصر وعدد صفحاته مائة وثمانون من القطاع المتوسط والثاني هو كتاب الرياضة في الإسلام وهو كتاب مفيد تحدث فيه المؤلف عن قيمة الرياضة البدنية وعن مدى اهتمام المسلمين سواء فيما يتعلق بالحركات العادية أو فيما يتعلق بتعلم الرماية وبالممارسة على المصارعة وحمل الأثقال وعما تستفيد الأمة الإسلامية منذ ذلك لأن القوة مظهر من مظاهر العزة الإسلامية ولقد أثبت في هذا الكتاب بعض أنواع الرياضة التي كان يعالجها الرسول أو الصحابة وفسر الربط بين شعائر الإسلام وأركان الدين وبين ما يمكن تحقيقه منها إذ طبقت على أحسن ما يرام .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد طبع هذا الكتاب بالمطبعة الاقتصادية لصاحبها مصطفى بن عبد الله بالرباط عام 1354 هـ وعدد صفحاته ستون وهي صفحات مفيدة جدا خصوصا منها ما كتب في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما الكتاب الثالث فهو الجزء الأول من كتاب جواهر الكمال في تراجم الرجال وهو قسم من تاريخ آسفي وما إليه ود طبع في 29 جمادى الثانية سنة 1356 هـ بالمطبعة العربية بالدار البيضاء وعدد صفحاته يتجاوز المائة والخمسين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والذي يطلع على هاته الكتب يستطيع من خلالها أن يعرف ما كان يمتاز به مؤلفها من الاطلاع الواسع ومن المعرفة العامة ومن القدرة على التعبير السليم والتفكير السديد والمنهجية الدقيقة التي تيسر الربط بين الأصالة والمعاصرة والتي تدعو إلى البعد عن التحجر الفكري والجمود العقلي والتخلف الاجتماعي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأكبر ما يتحلى في هذا العالم قوة شخصيته وعدم قبوله للأراء فلا بعد المناقشة والدراسة وربطها بمختلف الوجوه ليتسنى له حينئد أخذ ما يؤخذ ورد ما يرد على أساس من الموازنات الدالة على الذوق السليم والمعرفة المنطقية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما مؤلفاته المخطوطة فمتعددة ويكننا لحد الآن أن نذكر منها ما استخلصناه من الملابسات الآتية : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أولا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من الإشارات إليها أثتاء تأليفه المطبوعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثانيا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من لائحة نشرها في آخر الجزء المطبوع من كتاب جواهر الكمال .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثالثا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من الإشارات التي تعرض لها الأستاذ سيدي عبد السلام بن عبد القادر ابن سودة في كتابه دليل مؤرخ المغرب الأقصى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رابعا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من المعلومات التي توجد عند ولده والتي تشير إلى بعض هذه المؤلفات ولا بأس أن نشير إلى الكيفية التي كان المؤلف رحمه الله يستطرد فيها ذكر كتبه ويستخلصها من المطبوعات المتداولة فقد قال مثلا في كتاب آسفي وما إليه عند حديثه عن بيت بني أمغار في الصفحة السادسة عشر : "لا أريد الإطالة بتعداد رجال هذا البيت النبوي وذكر مزاياهم وخدماتهم الجليلة للإسلام فلقد أفردهم الأئمة المتقدمون بالتآليف العديدة منهم التادلي صاحب التشوف والنجيفي ومحمد بن عياض وغيرهم كما في دوحة الناشر لابن عسكر وأني أنا الأخير لما لم أظفر بتلك التآليف التقطت درر جواهرهم في مؤ لف سميته تنوير بصائر الأبرار بتاريخ زاوية تيط وآل أبي عبد الله أمغار".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن ذلك قوله في كتاب بعد تحدثه عن بيت الشيخ أبي محمد صالح الماجري وبعد ذكر لعدد من رجالاته وفضائله وقد أفردناهم بتأليف سميناه ابدر اللائح في مآثر أبي محمد صالح فلا نطيل بهم هنا، ص 117 .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن ذلك قوله في كتاب جواهر الكمال عند ذكره للعلامة أبي العباس أحمد بن محمد المقدم الأسفي (صفحة 11) رأيت له طرزا على مختصر الشيخ خليل وعلى شمائل الترمذي وعلى القصيدة الباديسية في سلسلة الشيخ عبد القادر . لو جمع ذلك لكان مفيدا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] كما له فتاوى محررة في الفقه المالكي أدرجت منها جملة في كتابنا الجامع الحاوي للنوازل والفتاوى. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا وقد كفانا مشقة البحث عن أسماء هاته الكتب فذكر عددا لا يستهان به في الائحة التي أشرنا إليها من قبل والتي ذكرنا أنها قد طبعت في آخر كتاب جواهر الكمال وسنحاول أن نعقب عليها حسب ما عندنا من معلومات وسنرقمها حسب ترتيبها المذكور في الكتاب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] تاريخ الطب العربي في عصور دول المغرب الأقصى في جزئين ووصفه السيد ابن سودة في كتابه الدليل وصفا موجزا واعتمد في هذا الوصف على ما أرسله إليه مؤلفه والظاهر أنه لم يكن قد أطلع عليه مباشرة ولكن شاءت الأقدار أن يرتبط هذا الكتاب سودة فهو الذي اخرجه من مسودته بعد موت مؤلفه ورتبه وأضاف إليه ما كان مؤلفه يريد إضافته وطبعه على الآلة الكاتبة في مائة وخمسين صفحة ولقد زرت منزله عليه ولأقدم للقراء صورة حقيقية عنه فالأستاذ ابن سودة يذكر لي بأنه قد أعار هذا الكتاب للدكتور ابن شريفة مدير خزانة القرويين وعميد جامعة محمد الأول بوجدة وأدن لي فيه أن أخذ الكتاب من الدكتور للإطلاع عليه. وأني لأرجو أن يتحقق ذلك إن شاء الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] تطهير السنة المرفوعة من الأحاديث الموضوعة في أربعة أجزاء وهذا الكتاب يتكلم على وضع الحديث من جهة السند ثم من جهة المتن والمعنى غالبا.[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى