موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]55[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]السلوة ج 3 ص 351[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot]56[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]السلوة ج 3 ص 351[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]57[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]لعل ولادته كانت في العقود الأخيرة من القرن العاشر الهجري[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]58[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]انظر في ذلك أزهار البستان للفاسي ص 15[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]59[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مناهل الصفا تحقيق عبد الكريم كريم ص 294[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]60[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]فتح المتعال ص 260[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]61[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]التقاط الدرر ص 66، وتوجد حاشية الزياتي مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط رقم ج 920 على أن كتاب شرح اللامية هذا قد نسب في أحد المصادر إلى يعقوب بن سعيد بن يعقوب المكلاتي، (انظر مجموعا مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط رقم ق 1116 حيث يوجد هذا الشرح من ص 220 إلى ص 272[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]62[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]يوجد التذييل مخطوطا بالخزانة الحسنية رقم 9676[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]63[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نزهة الحادي ص 171[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]64[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نشر المثاني ج 1 ص 163[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]65[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]سلافة العصر[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]603[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]66[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]البدور الضاوية ص 164[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]67[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ابتهاج القلوب ص 227[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]68[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نزهة الحادي ص 241، ونشر المثاني ج 1 ص 149[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]69[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نشر المثاني ج 1 ص 149[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]70[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]العوائد المزرية بالموائد ورقة 10 ظهر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]71[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المصدر نفسه ورقة 10 وجه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]72[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]العوائد المزرية بالموالد ورقة 10 ظهر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]73[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]سلافة العصر ص 604[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]74[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]انظر تفاصيل ذلك في كتاب الاستقصا للناصري ج 6 من ص 86 إلى ص 89[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]75[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المصدر السابق والجزء ص 89[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]76[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]تاريخ تطوان ج 3 ص 149[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]77[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نثر المثاني ج 1 ص 342، والبدور الضاوية ص 169[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]78[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ابتهاج القلوب ص 227[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]79[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]سلافة العصر ص 604[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]80[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الآية 72[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]81[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الاستقصا ج 6 ص 89[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]82[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الآية رقم 12[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]83[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ابتهاج القلوب ص 227[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]84[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]العوائد المزرية بالموائد ورقة 10 ظهر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]85[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نزهة الحادي ص 241[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]86[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نزهة الحادي ص 241[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]87[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]العوائد المزرية بالموائد ورقة 10 ظهر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]88[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ابتهاج القلوب ص 227[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]من أعلام الريف الشرقي في القرن الحادي عشر الهجري: عيسى بن محمد الراسي البطوئي[/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot]حسن الفكيكي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]إذا كان عبد الحق البادسي قد اعتنى بتسجيل صورة عن التصوف ورجاله بالريف الشرقي خلال الفترة المتراوحة بين القرينين السادس والثامن الهجريين (1)، فإن عيسى بن محمد بن يحيى الراسي أتحفنا بعد قرنين ونسف، بمؤلف آخر له اتصال وثيق بما استعرضه البادسي، أسماه "مطلب الفوز والفلاح في آداب أهل الفضل والصلاح" (2)، كان على وشك الانتهاء منه في منتصف القرن الحادي عشر الهجري (17)م، وإخراجه في مجلدين اثنين، بسط فيهما أصول التصوف وقواعده بأبوابه وفصوله المعروفة، على نهج لا يبتعد عن المعهود في تأليف من سبقه من أهل هذا الفن[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ونعد هذا المؤلف، الإنتاج الوحيد في موضوعه بالريف الشرقي، فهو بذلك مصدر له أهميته للباحث في مراحل ثقافتنا ودورها في توعية البوادي المغربية. فمن بين الأبواب الثمانية التي تؤلف صفحات المجلدين، يسترعي انتباه الدارس لتاريخ المنطقة، محتوى البابين السادس والسابع، إذ أنهما يشغلان حيزا بارزا من المجلد الثاني، ويبدو أنهما احتلا مكانة خاصة في نفس عيسى البطوئي. ومن السهل علينا أن نقف على مدى أهميتها فالبابان[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]يحملان بين طياتهما شهادات عديدة، دالة على مساهمة رجال الريف ببطوية للحفاظ على أصول ثقافتنا الدينية بالبوادي، تلك الثقافة التي كانت انعكاسا للحركات الرائجة بالمدن المغربية الرئيسية خلال القرن العاشر الهجري (3[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]1-[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]منزل البطوئي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2-[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]قبر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3-[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مسجد بتذي عدنيت[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]منزل البطوئي ببني سعيد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]حصيلة لثقافة العصر مستمدة من البيئة الريفية، ممثلة أساس في التعريف لعدد من تراجم أهل العلم بالريف الشرقي بمنهاج، يتميز بهما البابان عن طابع باقي الأبواب الستة الباقية، التي غدت مجرد تسلسل تقليدي لجملة من القضايا الدينية المتداولة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولها تين الميز تين كان اهتمامنا بالمؤلف وإبراز مراحل تكوينه، ليتسنى لنا بعد ذلك التطرق إلى موضوع البابين السادس والسابع، اعتقادا منا أن ذلك سيقودنا على تقديم جديد عن تاريخ المنطقة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]من هو عيسي البطوئي؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تبادر على ا لقول إن كل ما نعرفه من البطوئي، مستمد من كتاباته الواردة في البابين من مؤلفه، فمنهما وحدهما استفدنا انتماءه إلى قبيلة بني سعيد الريفية. وتتبعنا بما سمحت به قراءتهما منم التدقيق فترة تكوينه الأولى وانتقاله على فاس ثم على تلمسان لاستكمال ذلك التكوين[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وحتى نضيف الجديد على ما نستخلصه من حياة هذه الشخصية، وجب علينا تنظيم زيارة للقبيلة التي ينتمي إليها المؤلف، وبفضل تلك الزيارة القصيرة، تم الوقوف على الموطن الأصلي الذي عاش فيه، وكان مما راعنا أن الفرقة التي تحتل المجال الجغرافي، تعمل اسم أولاد الفقيه (4). وبالطبع فإن هذا لن ينجح بنا من الآن إلى إصدار حكم متسرع، على أن الفقيه المعني هو عيسى البطوئي. لهذا يحتاج للتأكد منه إلى مزيد من البحث، مما لا تسمح به زيارة واحدة[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إننا مقتنعون من أن عيسى من مواليد قبيلة بني سعيد في حدود الثمانينات من القرن العاشر الهجري، بناء إما استنبطناه من خطواته الدراسية الأولى، إذ أنه كان حوالي 996 هـ. في سن تمكنه من مجالسة مدرسية لحفظ القرآن والتدرب على مختلف القراءات (5) كما كان من جهة أخرى حيا سنة 104 هـ، مشتغلا بتحرير الصفحات الأخيرة من المجلد الثاني، معتنيا باستقصاء الأخبار عن رجال الدين وصلحاء بطوية، وكان عمره آنذاك قد تعدى الخمسين سنة، فلم يسعه سوى أن يكتب: "..فآن لعمر فان، وأجل دان، وسير حثيث غير وان، وخطوب ذات الوان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] لقد لعب بنا الأمل حتى دنا منا الأجل[/font][font=&quot]..."[/font]
[font=&quot]لماذا عن موطنه. كيف رفعنا اللبس عنه وتأكدنا من انتمائه لقبيلة بني سعيد الريفية (6). في البداية لم يكن هناك بد من الرجوع إلى نسبه الذي يعمل الإشارة على ذلك الموطن، ونعني به كلا من الراسي والبطوئي. بدا الأمر في الوهلة الأولى سهلا بالنسبة للثاني منهما، فإطار بطوية الجغرافي معروف منذ القديم، بامتداد رقعته من واد ملوية شرقا إلى واد النكور غربا، وينطبق هذا من الوجهة البشرية على مجموع مختلف القبائل المستقرة بالسلسلة الجبلية المساحلة للبحر المتوسط، الواصلة بين كبدانة وتمسمان وبني توزين (7[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]بيد أن هذا المجال الجغرافي والبشري معان كان في عصر البطوئي قدتقلص نطاق مدلوله، منذ أن استأثرت الكتلة الجبلية الفاصلة بين جبل كبدانة وبني سعدي باسم "قلعية" وبرسم الحدود بين تلك وبني سعيد مجرى واد كوط. والنتيجة أن المفهوم من بطوية خلال القرن العاشر الهجري، كان مرتبطا بالمنطقة الجبلية الواقعة غرب جبل قلعية بامتداد طولي إلى حوض واد النكور، تدخل ضمنها قبائل بني سعيد وبني أولشك وتمسمان وبني توزين[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وعلى الرغم من أن البطوئي تحدث، أثناء استعراض ترجمة شيخه علي، وارث الغساسي، عن الاضطرابات المترتبة عن ظهر المجاعة ببني سعيد، كان شاهد عيان فيها، فإن تواجده لم يكن دليلا كافيا على انتسابه إلى القبيلة. وبدا لي أن البت القطعي في موطنه متوقف أساسا على تحديد موقع مدشر "تيزي عدنيت" المحتضن لمنزله هناك (8[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]وهذا هو ما حتم علينا الانتقال إلى نسبه الثاني "الراسي". واتضح لفترة اجتازها البحث أن التوصل إلى النتيجة المتوخاة أمر صعب المنال، انضاف إلى عجزنا لإثبات وجود مدشره السابق، مما شكل عقبة حقيقية أمام كل جهد في هذا الباب. وكانت المفاجأة حينما وقعت بيديث وثيقة تخص نسب أحد مرابطي جماعة "زكزاوة" بني سعيد، حفدة المرابط السيخ عمر بن محمد الراسي، وهي تقول: "هذا تقييد أجداد الفقيه أحمد بن محمد الزيزاوي الراسي من جده عمر بن محمد بن أحمد الراسي الذي دفن بقبيلة بني سعيد بالكعدة الحمراء برأس واد الدفلة، لذلك سمي بالراسي (9[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]والنتيجة المتوخاة من الوثيقة، أن عيسى الراسي، لا يمكن أن نعده لا من جماعة زكزاوة، التي تتناثر دورها بجوار قبة سيدي عمر، ومنبع واد الدفلة، فلفظ الراسي ليس سوى تعريب لما هو معروف باللهجة المحلية بإخف (رأس) نإغزر (واد) أريدي (الدفلة) (10[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]غير أن زيارتنا الأخيرة لأولاد الفقيه، دلتنا على الموقع الحقيقي الذي أخله منزل عيسى البطوئي بمدشر تيزي عدنيت، إذ أن لواد الدفلة منبعين متقابلين أولهما جنوبي بجماعة زكزاوة، وثانيهما شمالي مبدأه من مقدمة جماعة أولاد الفقيه، يلتقيان عند قدم الكدية التي تحمل مبنى المنزل. ويكون اجتماع المجريين فجا. هو الممر الوحيد الواصل إليهنوهو المقصود بالإشارة على "تيزي". ويتقدم مدشر البطوئي من جهة الشرق هضية مستوية، ذات تربة حمراء تدعى بالكعدة الحمراء" يتقاسم استغلال شعابها كل من أولاد الفقيه وزكزاوة وأولاد القاضي وبركانة[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وحولنا اتجاه البحث بعد هذا إلى محاولة التعرف على أسرة البطوئي، فكان أول ما قادنا إليه،[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أن أمه تمراوية بوحسانية، من [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]آيت تميرت[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] وتنمتي على أولاد حساين الذين بربع [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]تشوكت[/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]، كانت حية في مستهل القرن الحادي عشر، فهذا هو ما توصلنا إليه من معرفة أسهم خاله، أحد الصلحاء، المدعو أحمد بن موسى بن يحيى التمرواي البوحساني[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولا يتجاوز ما ذكرناه عن أمه ما بغلنا عن أبيه، فإسمه محمد بن يحيى الراسي، ونعتقد أن جد عيسى، المدعو يحيى، هو من مدشر إيحياتن (أولاد يحيى)، الواقع جنوب زكزاوة، لأن البطوئي استعمل نسب اليحياوي في مكان آخر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]والغريب أن البطوئي لم يشر بالحديث قط إلى أبيه، وكأنه لم يحتفظ في ذاكرته بشيء عنه، ونفسر هذان على الأرجح، بكونه فقده مبكرا، وفي السنين الأولى من طفولته، دون أن نتساءل عن عدم إدراج ترجمة له، مثلما فعل مع غيره من صلحاء بطوية، فالغاية من تأليفه كانت هادفة لجمع مناقب من عامرهم هو ولقيهم من أولئك الصلحاء من شيوخه ورفاه، وأبوه لا يدخل في عداد هؤلاء، ونذكر هذا لأننا نعتقد أن محمدا، أبا البطوئي، كان على درجة في الاهتمام بالتعليم الديني. انطلاقا من تأسيس المسجد وتهيئه لاستقبال الشيوخ والطلبة، قبل أن نضاف ابنه عيسى على زمرة الطلاب، وحين فاجأته الوفاة، تكلف برعاية المسجد أخوه أحمد لمدة تزيد على الأربعين سنة تالية (11[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]ومما يضيق علينا مجال التزود بمزيد من المعلومات عن الأسرة الراسية، عدم التوصل لحد الآن إلى جمع وثائق أولاد الفقيه، التي توجد مبعثرة بأيدي أفراد الأسرة ببني سعيد وخارجها (12). فما يمكن اقتراحه مبدئيا، أن والد عيسى كان مستقرا بتيزي عذنيت في ثمانينات القرن العاشر الهجري، وليس ببعيد أن يكون استقراره هناك مقترنا بتأسيس المسجد الذي سيغدو مركزا لليقافة الدينية ببطوية[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]مسجد تيزي عذنيت[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]يفضي بنا التأمل في تراجم البطوئي عن الصلحاء إلى أن مسجد تيزي عدنيت، لم يكن مجرد مسيد لتعليم الكتابة وحفظ القرآن، على النحو الذي كان الآباء يدفعون إليه صبيان القرية، بل إنه تخطى بسرعة تلك المرحلة من مهمة الكتاتيب، ليصبح مركزا للثقافة الدينية الرئيسية، ومقرا للتربية الصوفية، بما آواه من شيوخ العلم والطلبة الذين لم ينقطعوا عنه طيلة المدة التي نعرفها من حياة عيسى البطوئي، أي المدة المتراوحة ما قبل 996هـ. وما بعد 1040هـ (13[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]وعلى الرغم من اختفاء اسم هذا المسدد من ذاكرة أولاد الفقيه الذين يحتلون منزل البطوئي في الوقت الراهن، فإن مظاهر السطح الطبيعية للبقعة الموافقة لوجوه منبع واد الدفلة، والمجاز الذي كونه مخنق المجرى المائي بجوار المنزل، والتأكد من وجود المسجد وقبر عيسى البطوئي (14). كل ذلك لم يجع لنا أدنى شك في أننا أمام المكان عينه الذي تناول الحديث عنه وعن مدرسته الأولى ببلده وقبيلته[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وقد أتاحت لنا زيارتنا لجماعة أولاد الفقيه المثول بمكان المسجد، فوجدناه على هيئته الأصلية، محتفظا بسماته الأولى، باستثناء ما أضيف إليه حديثا،والظاهر عندي أن الغرفة الأولى الغربية، هي التي كانت مخصصة للصلاة،وانعقاد جلسات التعليم، بينما كانت الثانية مأوى المشارطين والشيوخ والطلبة الغرباء[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ومجد أنفسنا مجبرين على الصمت، ونحن نتطلع على اكتشاف العوامل المحلية أو الخارجية عن النطاق القلبي، التي ساعدت على ظهور مسجد تيزي عد نيت بمرتبة مركز قروي للتدريس. وإذا كنا نعزو بدايته إلى أسرة عيسى، فإننا لن نخطئ الصواب كثيرا إذا أضفنا إلى هذا، حسن رعاية الأسرة الراسية[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وما نعلمه الآن، من خلال كتابات البطوئي، أن المركز السعيدي هو استمرار لرباط آخر مجاور له، كان نشيطا خلال القرن العاشر الهجري، مقره "بوردان بني أو لشك" باتدأ عمله حينما برز به الشيخ المتصوف الحاج يحيى الورداني الفجيجي (15) ففيه تكون بعض الراسيين أمثال على بن سالم الراسي، وأحمد بن يحيى اليحيوي الراسي، عم البطوئي، وعيسى بن إبراهيم إيزناسني، وكل هؤلاء درسوا على أحمد بن عبد الله المديني البطوئي (16)، أحد تلامذة ابن غازي المكناسي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وما يهمنا الآن تبيانه، هو إلقاء بعض الأضواء على الفترة التي قضاها عيسى في المسجد قبل التحاقه بفاس في 1002 أو 1003. وهي المدة التي استوفى فيها تكوينه الأولي على يد أربعة من شيوخه الرئيسيين. نستعرضهم حسب الترتيب الزمني الذي درج فيه ذلك التكوين[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]الشيخ أحمد الفلالي: سبقت الإشارة إلى أن بداية نشاط المسجد كمنقطة محورية للتعليم الديني ببني سعيد مجهولة لدنيا، وإن كنا نرجح أنها لم تبتعد كثيرا عن تاريخ ولادة عيسى، وما تقره الآن، أن هذه البداية، بالنسبة للبطوئي مقترنة بوصول شيخه الأول احمد الفلالي (أبو العباس)، هل بيتزي عد نيت بعد أن مكث مدة طويلة بالغرب الجزائري قضاها في التجول والتحصيل، جعلت منه في عين الراسيين "...علامة ومربيا سالكا وزاهدا منبصرا[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]والظاهر أن وصول أحمد الفيلالي إلى بني سعيد، تم قبل أن يشعر بوجوده عيسى، هو صبي، وكيفما كان الحال، فإنه حل بالمسجد قبل 996 هـ بعدة سنواتن وحظي برعاية من إشارة للبطوئي عنه، ومن ستة أبيات شعرية حفظها عنه في ذم الدنيا، ومن تحديد مهمته حين ورد على "...بلاد بطوية وأقام بها مسترشدا لدين الله ما شاء الله" (17[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]وكانت إقامته بالمسجد مناسبة لتوافد الطلبة، نجد منهم الراسيين والبوحسانيين وهؤلاء من بين سعد، ومن وردان بني أولشك ومن بني قوزين وبقيوة، ولم يحن دور البطوئي للأخذ عنه غلا فيما يقارب سنة 996 هـن حينما كان فعلا في مستوة يمكنه من استيعاب بعض مبادئ العلوم الدينية، ولم يكن بعد تجاوز مرحلة الحفظ الظاهري للقرآن الكريم، ويعبر عن هذا ما تلقاه عن شيخه بشهادته هو، مما لا يزد على "ذكر الله ورسوله على الكيفية التي تلقن بها" (18) ولا نجد تبريرا لهذا القدر البسيط من المقروء، سوى صغر سن البطوئي آنذاك، وما تتطلبه المرحلة التي يجتازها من ضرورة صرف الجهود لحفظ مبادئ العلوم الأساسية، مع أنه يقول عم شيخهن حينما شرع في تدوين بعض ما تذكره عنه: "توفت فيه شروط التربية" وأن ":نسبته في التربية وسنده في التلقين مشهور". مما لم يتسن أخذه عنه وهو في السنوات الأولى من حياته الدراسية[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولا يمكن أن فرد ضآلة ما تعلمه على قصر مدة إقامة أحمد الفلالي ببني سعيد، لأننا نعلم أن مقامه بها كان طويلا، وعلى كل فإنه امتد إلى ما بعد بداية القرن الحادي عشر الهجري، وحتى بعد مغادرة البطوئي لموطنه في أول رحلة علمية إلى مدينة فاس، فقد ظل الشيخ بالمكان إلى أن انتقل منه إلى بني بوزرة بالريف الغربي، يحث توفي في تاريخ لم نخبر به (19[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]أحمد بن إبراهيم بن أحمد الراسي (و1039هـ[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]من أبناء بني سعيد الراسيين، لكنا نجهل ما إذا كان من زكزاوة أو من أولاد الفقيه، وهو ممن استهواهم الاغتراب طلبا للعلم، فبدع أن قرأ على المحدث أحمد الفجيجي بتازا، انتقل إلى تلمسان، حيث "أقام متغربا سنين حتى تفقه في كل فن". وعاد على بلدته في تاريخ ظل عالق بذهن عيسى، كان ذلك في سنة 996هـ، وهذه السنة هي التي حاولنا، بالقياس إليها، ضبط عدد من الاقتراحات الخاصة بسن البطوئي، والمدة التي حل فيها الشيخ الفيلالي على بني سعيد، إذ أن أحمد المذكور كان ممن أدرك الشيخ بالمسجد[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]تأثر البطوئي بعودة الشيخ الراسي تأثرا لم يخفه عنا، وقد صادف رجوعه تفتق ذهنه، والرغبة الشديدة التي تكونت لديه في فتوته الأولى للتعلم، ولم يكن هو الوحيد في الساحة، ممن عبر عن نفس الشعور، فهذا هو ما يفسره الإقبال المتزايد على مجلس الشيخ أحمد مدة طويلة تستمر إلى وفاته. وبالنسبة للبطوئي كان رجوعه إلى القبيلة نصرا وفتحا كبيرين للمتعلمين، بما جاء به من مختلف العلوم، وبما تحلى به من النصح في التدريس (20[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]وقد فات عيسى أن يحدد لنا كما فعل مع شيوخه الآخرين نوع الدروس التي تلقاها عن أحمد الراسي، مكتفيا بما عبر عنه في مدحه، على أننا نعتقد أن ما أخذه عنه كان استمرارا لما تعلمه م حفظ القرآن، إذ كانت نغمة الشيخ في القراءة مما نال إعجابه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]الشيخ أحمد السوسي: من حسن حظ عيسى أن مسجد تيزي عدينت كان أواخر القرن العاشر الهجري نقطة جذب لشيوخ العلم الغرباء وستربطه علاقة وثيقة بالوافد الجديد على المسجد، المدعو أحمد بن أبي بكر بن جعفر السوسي استمرت خلال العامين، إذ أن مرور الشيخ ببني سعيد كان ظرفيا فقط. لما اعتزم عليه من التوجه إلى الديار المقدسة بالشرف العربي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]حل أحمد السوسي بالمسجد في 998هـ، وأبدى به عيسى إعجابا كبيرا، مصدره منبعث من استساغته لطريقة التدريس التي حازت كامل رضاه, يقول عنه: "ما رأت عيناي أعرف منه بتدريج المتعلمين وسياسة المتفقهين. يؤدب الكبير والصغير". فهو لذلك كان معلما للقرآن خفيف اللسان به مع الإتقان لصغار الطلبة. وكان منهم عيسى، ومدرسا لبيبا للفقه بالنسبة للكبار، وهذا يتفق مع ما أخذه عنه البطوئي، فقد قرأ عليه القرآن" برواية ورش عن نافع" مع ما تسمح له به سنه من تعلم مبادئ الفقه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولمسنا من جهة أخرى أن الشيخ السوسي كان هو أيضا شديد الإعجاب بنباهة تلميذه، لما ترسم فيه من قابلية مبكرة نحو التحصيل، وبلغ الأمر بالأستاذ أن حبذ لعيسى مرافقته إلى الحج، ولم يقف دون تلك الرغبة سوى اعتراض صارم من طرف أمه، وبالفعل فإن أحمد السوسي غادرا لمسجد لتحقيق نميته الأولى في مستهل القرن الحادي عشر. واستخبر البطوئي بعد ذلك أنه توفي بالجزائر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]علي وارث الفاسي[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]تعددت جوانب تقدير عيسى البطوئي لشيوخه، ويستند تقديره، لعلي وارث إلى قرابته أولا، فهو ابن عمة له، وإلى تتلمذه عليه ثانيا، ولكن معظم ذلك التقدير جاء فيما بعد من تشجيعاته له على الكتابة والتأليف[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]كانت لأبي على علاقة ببني سعيد وبأسرة محمد الراسي، والد البطوئي، ولا نستنتج هذا من القرابة الأسرة فحسب، بل من أن عليا تتلمذ على الشيخ عيسى بن إبراهيم إيزانسني، أحد طلبة أحمد بن عبد الله المديني والبطوئي، سواء كان هذا لأخير بوردان أو بتيذي عدنيت (21[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]وتلمذة عيسى على الشيخ الغساسي لم تكن منتظمة، إذ أن سكناه القارة كانت بقبيلة قلعية، يخمس بني جافر (22) إلا أنه كان كثيرا لتردد على تيزي عدنيبت، ولم يختلف ما قرأه عليه، على ما كان يدرسه على شيخه السوسي، وأظن أن فرص التتلمذ كانت قليلة، تعدد إلة ما قبل حلول الشيخ أحمد السوسي، ولم تكن بعد ذلك، لأن الفتى الراسي، كان بعد سنة 1.000هـ، قد تشعبت نفسه بفكرة البحث عن شيوخ جدد خارج بلدته[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ونستطيع هنا أن نلمس مكانة البطوئي في هذا الطور الأول من التكوين ببلدته على يد شيوخه الأربعة، اعتمادا على ما التقطناه من تصريحاته هو وعلى ما اقتبسناه من الإشارات بتتبع خطوات دراسته بفاس وتلمسان، وبناء على ذلك لا حظنا أنه كان قد ختم القرآن مع الحرص على عدم نسيانه، وأنه من جهة أخرى كان قد شرع في تعلم القراءات القرآنية، ويسعى جاهدا لتمكن فيها[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وبتقييم هذه الحصيلة نجد أنها كانت بمثابة التكوين التقليدي الأساسي بالبادية المغربية، ذلك التكوين الذي يفرض نفسه على الطلاب سواء كانوا في الراغبين في التوقف، أو من الذين يطمحون في الاستمرار، كما كان شأن عيسى البطوئي، ومن أجل طموحه وجدناه يقرع باب تعلم مبادئ العلوم الدينية الأساسية، استعدادا لاقتمام مجالس شيوخ الأمصار، سيما وأن أحمد السوسي كان قد غادر القبيلة لعد أن أيقظ فيه حماس مغادرة منزله، وليس ببعيد أن يكون علي وارث وأحمد الراسي وأحمد الفيلالي، ممن شجعوه على الخروج من بلدته على مدينة فاس حوالي 1002 أو 1003، حسبما تذكر هو[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]غير أن هذه الرحلة لم تدم كما كان يتمناه، فمكوثه بفاس لم يزد على ثلاث سنوات، جلس أثناءها للشيخ حسن بن محمد الدرعي الدراوي، ليختم عليه ختمة واحدة من القرآن، ويتعلم عليه مزيدا من النحو والفقه..ولم يسم لنا البطوئي أحدا غير الدرواي من العلماء، إذ أنه غادر المدينة قبل وفاة شيخه بالوباء عام 1006هـ، وقد يكون ظهور هذا الداء سببا من أسباب تقصير مدة تلك الزيارة، وقصر تلك المدة هو الذي جعل من هذه الرحلة صورة لا تختلف عن مرحلة تكوينه الأولي ببلدته[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]رحلة البطوئي إلى تلمسان[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]كانت هذه الرحلة حدثا رئيسيا في حياة عيسى البطوئي، ومرحلة إيجابية في تكوينه الديني والأدبي بفضل احتكاكاته العلمية واتصالاته الشخصية بالعديد من رجال العلم بحاضرة الغرب الجزائري، تلمسان، و باعتبار النتيجة المرفقة التي عاد بها إلى قبيلتاه بعد غياب استغرق سنين عديدة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وحتى يتسنى لها تحديد تاريخ التحاقه بتلمسان استعنابا لبيانات الوالدة في مؤلفه، من اتصاله بالسيد عاشور الجاديدي (23) وسعيد المقوي (24)، فتبين أنه لم يتأخر كثيرا بعد تراجعه عن مدينة فاس ويؤكد هذا ما يحكيه عن مناسبة جمعت بينه وبين صديقه أحمد بن ونيس الحلافي بجلال ترارة الجزائرية. إثر مغادرته لتلمسان، التي كان قد دخلها قبل ذلك واجتمع فيها بالسيخ أبي زيان بن أحمد المعروق بالجراري، ولا نعلم بالأسباب التي ألجأت عيسى إلى الانتقال من تلمسان إلى ترارة، ربما كان ذلك بحثا عمن يساعده من ظروف العيش وعلى ضمان مكوته قريبا من المدينة، لأنه أخبرنا بعمله "مشارطا" في قرية "حجاجة[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]فليس من المألوف لدى البطوئي أن يؤرخ لأنهم الأحداث التي مرت به، وبحض الصدفة سجل لنا مراسلة تبردلت بني رفيقه الحلافي وسعيد المقري، يلتمس فيها من مفتي الديار التلمسانية الاستجابة لرغبة القراءة عليه، وكانت فرحة الرفيقين عظيمة، حينما أجاب المفتي بما يطمئنها في 15 ربيع الأول من عام 1008 هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وبالطبع فأن الدعوة كانت تعني البطوئي أيضا (25)، لذلك نراه يغادر مدشر مجاجة في اتجاه تلمسان برفقة صديقه، وتكون هذه الزيارة هي الثانية بالنسبة إليهن وستختلف عن الأولى بطول مدتها وبنتائجها الحميدة وبعدد شيوخه الذي اتصل بهم بمعية أحمد الحلافي، وكان هذا الأخير تلمسانيا سيق له أن قام بمحاولات من هذا القبيل. (26[/font][font=&quot])[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ألفت قائمة شيوخ البطوئي بتلمسان من تسعة عشر شيخا من مختلف الكفاءات، وهو عدد يتناسب مع المدة الطويلة التي قضاها في المدينة، تقدر أنها تراوحت بين 1008 وهو تاريخ التحاقه الثاني بها، وما قبل 1025هـ وهو التاريخ الذي كان فيه محمد بن مريم على قيد الحياة، إلا أننا لا نعرف على أغلب هؤلاء الشيوخ سوى النزر القليل، مما أفادنا به عنهم، باستثناء المقري وابن مريم، كما أننا لم نتوصل إلى خيط الترقيب الذي سلكه في اتصالاته بكل تأكيد، إلا إذا اعتمدنا التسلسل الذي استعرض به أسماءهم، ويوجد في مقدمة هؤلاء محمد بن مريم، على أننا نعتقد أن المنطق يرفض علينا أن نضع في تلك المقدمة مفتى تلمسان سعيد المقري، بسبب الدعوة التي وجهها على أحمد الحلافي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]سجل لنا البطوئي ارتسامات مختلفة عن شيوخه، دلت على تقدير واحترام كبيرين لمكانتهم في المجال العلمي، ومرتبتهم في الوسط الاجتماعي، فمن هؤلاء[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]إثنان أدركهما في لآخر عمرها، وفي أولد خوله إلى تلمسان، فاكتفى بالقول إنه تبرك بالجلوس معهما، الأول منهما المدعو محمد أبركان" الذي قيل إنه بلغ القطبانية وهي أعلى مراتب التربية الصوفية، وثانيهما السيد "عامر" رفيق ابن مريم في الأخذ عن محمد بن داود العاطفي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]واثنان آخر أن اعتقد البطوئي، علاوة على منزلتهما العملية، إنهما اختصابا لمكاشفات مما دلت عليه تجربته معها، فهذا محمد عاشور الجادري نهاه عن طلب ما كان يغرب فيه من أحمد المنصور السعدي بواسطته، وعد له طلبه في مرتبة "الرعونات البشرية". أمام الثاني فهو أحمد الولهامي الذي رده عن التزوج بامرأة معلومة، اقبل على استشارته في أمرها[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتتألف باقي القائمة من شيوخ اشتهروا في تلمسان يباعهم في التدريس، كما أخبرنا بأصناف الموضوعات التي قرأها عليهم، ففي هذا المضمار اتصل بسعيد المقري منذ البداية التي حل فيها بتلسمان ويقول عنه: "حضرت عنده عقيدة السنوسي الكبرى إلى ختمها، ووصفه بحسن الخلق والوقار والتواضع[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولنفس الغاية جلس لمحمد الغشوي، ربما بعد وفاة المقرين ولازم مجلسه مدة غير يسيرة بقبول عنه: "كنا نختم عليه مختصر خليل والرسالة الألفية كل شتوة، مع مداومة عقائد السنوسي، يجلس للإقراء من الصباح إلى الزوال[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]وممن نال تقديره محمد المستيري، كان ورعا وزاهدا متفننا في عدد من العلوم، حضر جملة من دروسه بمسجد تلمسان، إلى أن أصيب بمرض أقعده وأرغمه على لزوم داره، وهو ما يزال في[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]شبابه، مما حمل البطوئي على التردد عليه إلى حين وفاته،و شهد بالكفاءة العلمية والولاية في الأمور الدينية لمحمد البطحي، أحد تلامذة ابن مريم، قرأ عليه الألفية والعقائد[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]هناك مجموعة من شيوخ البطوئي، اكتفى باستعراض أسمائهم والتذكير ببعض الصفات الدالة على التقدير والإطراء، فمن هؤلاء شيخه مسعود النابلي الذي "كان كثير التواضع والمزاح مع الأصحاب،وعبد الله بن عبد الرحمن اليعقوبي، صاحب ندرومة، وابنه محمد والسيد إبراهيم التافلتي وابنه صالح وأبو شامة ومحمد بن يحيى المطغريان[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]لن نكون بعيدين عن واقع الأمر. حينما نقدر أن البطوئي، كان قد طرق باب الصلبة مع شيخه محمد بن مريم المليتي التلمساني، المؤرخ القيه المتصوف، كان منزله "بالجناية" شمال تلمسان، ويغلب الظن أن هذه الصلة نشأت بالتدريج، أثناء تردده على مختلف مجالس علماء تلمسان، ولن نستبعد أن يكون تلامذة الشيخ المليتي هم الذي فتحوا لي مجال الاتصال، ونعني بهم تلميذه محمدا البطحي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وما نحن متأكدون منه، أن ابن مريم خص البطوئي بعنايته، وسرعان ما تطورت تلك العناية إلى صلة وثقى، دفعته إلى التصريح لابنه محمد الصغير: "إنك عندي وعيسى سواء.. وإن عيسى عندي أرجح منط. وقد مكننا عيسى من معرفة سبب تلك الإلتفافة التي استحقها من شيخه:د[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"[/font][font=&quot]كان رضي الله عنه شديد الحب إلينا ولأخينا أحمد بن ونيس، مهتبلا بشأننا، ظنا منه أن سيجئ منا شيء[/font][font=&quot]..."[/font]
[font=&quot]وأسر إلينا من جهة ثانية بالغاية التي توخاها ممن تقربه إليه: "ذلك أنني أتيته أريد التعلق بأذياله الزكية، والاقتباس من أنواره الطاهرة الجلبة والاستنصار بهمته العالية والدخول في دائرته المحمدية، والانتساب لنسبته السنية، وأريد أن يكتب لي عهدا موفيا ليكون لحبل ولي به مقويا[/font][font=&quot]".[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]يخبرنا البطوئي أنه فاجأ شيخه هذا بهذا الطلب، فانقبض عنه مليا، ثم تبين أن لم يكن لدين ما يبرر انقباضه فلم يسعد سوى أن لبى له مطلبه وكتب بيده[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]"[/font][font=&quot]ليعلم من يقف على مكتوبنا هذا من أهل الدين والفضل والصلاح، بأن الشاب الأمجد الأسعد، وفقنا الله وإياه لصالح العقل، السيد الفقيه، سيدي عيسى بن محمد بن يحيى البطوئي، له مالنا وعليه ما علينا، هو من أولادنا، ختك لنا الله وإياه بالحسنى، وكلمتي الشهادة عند الممات، تجاه النبي وءاله وصحبه، فمن ءاذه وتسبب في إذايته، فلا يلومن إلا نفسه، وعلى الله المعتمد والتكلان، وكاتب الحروف عبيد الله سبحانه أصغر عبيده محمد بن محمد بن مريم الشريف المليتي، كان الله له وليا ونصيرا مسلما على من يقف عليه[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]لسنا ندري بالضبط في تحقق هذا الفور الذي علق عليه عيسى البطوئي أملا كبيرا في آخر لحظة من لحظات رحلته، ولتقريب ذلك التاريخ إلى اذهاتا، سعينا إلى ربطه بوفاة شيخه ابن مريم، غير أنه لم يشر أن تاريخ تلك الوفاة، رغم أنه قدم لنا وعدا بذلك، حينما شرع من كتابة المناقب، مما يدعو إلى الاستغراب[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وما هو ثابت في علمنا، من خلال تتبع تراجم علماء تلمسان أن ابن مريم كان حيا سنة 1014 هـ، وهي السنة التي ختم فيها مؤلفه "البستان". غير أنه تبين أن عمره امتداد ما بعد 1025 هـ (27). ويتفق هذا مع استنتجناه من كتابات البطوئي، فالواضح لدينا أنه بادر إلى مغادرة تلمسان إثر توصله باعتراف من شيخه. في اتجاه منزله تيزي عدنيت[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وإذا اقتفينا أثره بعد ذلك في بلدته، فإننا نجده قد حث السير مرة أخرى لقطع المراحل إلى مدشر الحناية، بمجرد ما بلغه خبر وفاة شيخه المليتي، واستخبر هناك أنه تفقده حينما دنا منه أجله، وتمنى حضوره تقديرا لمنزلته لديه (28[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]وما مفهمه من تذكر الشيخ لتلميذه أن زمن افتراقهما كان قريبا جدا في حادث الوفاة، وما كان ليتسم هذا التذكريه بتلك الرغبة، لو أنه مضى وقت طويل على ذلك الفراق يمتد مثلا إلى بضع سنين[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وما هو مؤكد لدينا أيضا أن البطوئي كان بعد رحيله عن تلمسان بسكناه ببني سعيد وبتصريح منه سنة 1028هـ، كان تيزي عدنيت حينما وقعت غزوة بين مجاهدي قلعية وجنوده مليلية (29)، وهو مازال متأثرا بفقدان شيخه، ينتظر وصول المناقب التي وعد بها بإرسالها إليه محمد الصغير، تمهيدا لفكرة جمع المعلومات ممن لقيهم من ذوي أهل الفضل والصلاح، ويشجعنا هذا على أن نقرر أن وفاة ابن مريم المجهولة لحد الآن، كانت خلال فترة متراوحة بين 1025هـ و 1028هـ، ومن خلال ذلك نتأكد أن تاريخ إجازة البطوئي وعودته إلى بن سعيد لم يبتعدا كثيرا عن التاريخ الذي كان فيه شيخه مازال على قيد الحياة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وحسبنا في ختام هذه الجولة الأولى مع[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عيسى البطوئي، أن نطرح على بساط البحث، عدة تساؤلات متعلقة بالنتائج التي أسفر عنها استقراره بتلمسان تلك الجولة التي تجاوزت حسب تقديرنا خمسة عشر عاما، كان خلالها قد بنى بعض أسس حياته بها (30)، ولا أريد أن أتجرأ في هذا الصدد للبحث عن المستوى العلمي التي توجبه نهاية رحلته، وسيعبر عن هذا مجهوده في التأليف أصدق تعبير، ويكفي هنا أن نستعيد إلى الذاكرة الميزة التي أظفاها عليه شيخه ابن مريم، حين نعته "يالفقيه" وهي مرتبة لها دلالتها في الوسط الثقافي آنذاك[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إننا نلمس في تقديم مراحل تكوين عيسى البطوئي من خلال نصوصه، نموذجا أصيلا لطرق ارتشاق البوادي الريفية من علوم مدينتي فاس وتلمسان (31)، وهما مركزان رئيسيان للاقتباس الثقافي بالنسبة لقبائل الريف الشرقي، ولا أدل على ذلك مما نصادفه في كتب التراجم من البطوئيين الذي كان لهم مقام مرموق بالمدينتين[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والبطوئي من جهة ثانية نموذج آخر من الذين وهبوا كفاءاتهم وعملهم لتوعية البوادي الريفية، بما عزم عليه من محاربة البدع المنتشرة آنذاك بالبادية، ومن الوقوف في وجه كل من سولت له نفسه بانتحال التصوف عن جهل أو اعتقاد منحرف، وأيضا بما فكر فيه من أداء واجبه وتخليص نفسه. وقد تبلورت هذه الفكرة في ظهور مؤلفه، مطلب الفوز والفلاح[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]ومن المنطق أن نلاحظ كذلك أن علاقة عضوية كانت قد نشأت بين مدشري الحناية وتيزي عدنيت، مما كان له أبلغ الأثر على تبني مسجد بني سعيد للاتجاه الصوفي التلمساني التي يجسده ابن مريم، ويمثله عيسى البطوئي بالريف الشرقي. وتوضح الفقرة المقتبسة من مطلب الفوز هذا التواصل بجلاء: قد من الله علينا بملاقات الشيخ الإمام الصوفي الهمام، فتمتعت النفس والعين من مشاهدته ومن جميل لقائه، وتزودت منه ما ينفعني الله به دينا وأخرى من جليل علومهم وأمواله[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]وما يحملنا على تأكيد هذا وعلى استمراره، هو وجود فقرة أخرى ضمن رسالة جوابية بعث بها محمد الصغير، يخبر فيها صديقه البطوئي: "....مقام الأخ الشقيق سيدي عيسى البطوئي..وما ذكرتم في شأن مناقب السيد الوالد، فإنا إن شاء الله مشتغل بها، تصلكم إن شاء الله، وسلم لنا على سيدي أحمد بن إبراهيم (الراسي) وعلى سيدي إسماعيل وعلى كافة إخواننا الطلبة". (32[/font][font=&quot])[/font]
[font=&quot]ومجرد الإشارة إلى وجوه زمرة من الطلبة، دليل واضح على إثبات تلك الصلة، وتأكيد أيضا على استمرار عمل مسجد تيزي عدنيت كمركز للثقافة الدينية ببطوية، وهذه المرة تحت توجيه عيسى البطوئي وإشرافه، ولا أدل على ذلك في القائمة التي خصها فقيه بني سعيد أهل الفضل والصلاح، موضوعات ستكون محور دراسة تالية بحول الله[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]-----------------------------------------------[/font]
[font=&quot]1)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]في "المقصد الشريف والمنزع اللطيف في ذكر صلحاء الريف". كان المؤلف حيا سنة 722هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]2)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]توجد بالرباط نسختان من المخطوط، الأولى بالخزانة العامة تحت رقم 2.213 وهي مبتورة الأولى والآخر. ربما كانت أقدم النسخ، إذ لم تكن الأصل، والثانية بالخزانة الحسنية، رقمها 1.667 وهي كاملة، لا تحمل تاريخ النسخ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]3)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أفرد الدكتور محمد حجي في أطروحة الدكتوراة "الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين" فصلا لرجال بطوية، بالجزء الثاني من 454 إلى 456[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]4)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عثرنا على عدة وثائق تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، تعد جماعة أولاد الفقيه من ربع أولاد عبد الكريم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]5)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]يوافق هذا ما سمعته من أبناء الجماعة، فهم يتحدثون من نضج عيسى المبكر ونباهته[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]6)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]تميزا لها عن بني سعيد الجبلية الغمارية[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]7)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]البكري في "المغرب في أخبار إفريقية والمغرب" ص: 89: الحسن الوزان في/ وصف إفريقيا ص 266[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]8)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]هذا الاسم غير معروف اليوم بجماعة أولاد الفقيه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]9)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الوثيقة تاريخ 14 جمادى الأولى من عام 1298، نسخة منها كانت بد السيد المرحوم مصطفى الكركدي (القاسمي[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]10)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]واد الدفة أهم مجاري بني سعيد، وأحد روافد واد كرط[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]11)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]هو أحمد بن يحيى الراسي/ خصه البطوئي بترجمة قصيرة، وعمر أزيد من القرن وتوفي عام 1040هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]12)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]يشكل انقسام أفراد العائلة الواحدة والنزاعات الأسرية الموروثة، عرقلة أساسية للتوصل إلى جمع الرسوم والعقود التي لا تخلو منها خزانة أية أسرة بالريف الشرقي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]13)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]التأريخ الأول هو الذي جل فيه أحمد بن إبراهيم الراسي بموطنه بني سعيد بعد غياب طويل، أما الثاني فبالنسبة لآخر سنة كانت فيها عيسى البطوئي حياة مما وقفنا عليه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]14)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]تأكدنا من صاحب القبر، حينما سألنا أحد أحفاد أولاد الفقيه، وهو السيد الطاهر، عضوا لجماعة القرية بدار الكبراني، ممن يكون "سيدي عيسى" المعروف بالجماعة، فكان الجواب التلقائي موافقا تمام الموافقة لنسب ما نعرفه من عيسى البطوئي[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]15)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]قال عنه عيسى: "الشيخ الولي الصالح المربي المالك العابد الناسك[/font][font=&quot]"[/font]
[font=&quot]16)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]سنعرف بهذه الشخصية ودروها في مجال التدريس في القسم الثاني من هذه الدراسة الآتي بعد هذا[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]17)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]قال البطوئي أن شيخه أبا عباس أخذ الذكر عن سيدي الغازي، عن سيدي علي بن عبد الله[/font][font=&quot]...[/font]
[font=&quot]18)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أن نتمكن من الإشارة إلى صفحات مطلب الفوز والفلاح، ذلك أنها غير مرقمة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]19)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]بالفعل فإن قبر الشيخ معروف ببني بورزة الواقعة بين بني سلمات وبني الزياتي، قيادة بوحمد. والمكان مزارة كبرى للقبائل الغمارية وللطلبة بصفة خاصة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]20)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نقلنا هذا الشعور من خمسة أبيات جاشت بها قريحة البطوئي في مدح شيخه، قبل وفاته في أغلب الظن[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]21)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مركز وردن وقاع على الصفة اليسرى لواد وردان بني أولشك بالمكان المعروف حاليا بأغبال[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]22)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]قبره بآيت وارث (إورتين) مقبرة المنصورة التي تضم وفاة المجاهدين الذين سقطوا أمام أسوار مدينة غاسة أثناء تواجد الإسبان بالمدينة ما بين 912 هـ و 939 هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]23)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]محمد عاشور بن علي الجاديري التلمساني، توفي 1014هـ حسب بستان ابن مريم، صفحة 260[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]24)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]سعيد المقري، توفي 1010هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]25)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]قال البطوئي: "فلما بلغني جوابه فرحت به فرحا شديدا[/font][font=&quot]..."[/font]
[font=&quot]26)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]خص عيسى البطوئي رفيقه أحمد الخلاقي بترجمة تخليدا للصداقة التي استمرت بعد عودته إلى بني سعيد[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]27)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عادل نويهض في "معجم أعلام الجزائر ص 292[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]28)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]قال ابن مريم لابنه محمد: "....لو كان عيسى البطوئي وأحمد بن ونيس ما غسلني غيرهما[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]29)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]يقول البطوئي: "أغار كفار مليلة على القلعية، تمكن الله منهم فهلك فهم من بين أسير وقتيل نحو من 220 كافرا، ولم يفلت منهم إلا القليل في الخيل، وأما الرجالة فقد استأصلوها، وذلك عام 1028هـ، ونحن ببطوية بالسكنى[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]30)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نقصد بذلك اهتمامه بالعمل الفلاحي وبعزمه على الزواج[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]31)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]كتب التراحم زاخرة بأسماء البطوئيين سواء في تلمسان أو فاس[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]32)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الرسالة لا تحل تاريخا، حررت على ما يظهر بعد وفاة بان مريم بوقت وجيز[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]بعودة عيسى بن محمد الراسي إلى منزله ببني سعيد (1) دخلت حياته في طور جديد، وستستمر هذه المرحلة مما تبقى من عمره، إلى ما بعد منتصف القرن الحادي عشر الهجري دون تحديد. وخلال هذه المدة قدم لنا أول إنتاج له في التصوف ورجاله. كخلاصة مركزة للحصيلة العلمية التي جد في طلبها سنوات متواليه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا هو أول ما لمسناه منه أثر أوبته من تلمسان، حينما شرع في التفكير لتدوين مذكراته عن شيوخه وعمن ربطته بهم أواصر الصداقة. فمتى تبلورت هذه الفكرة في ذهن البطوئي وشرع في تنفيذها؟ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن النتيجة الأولى التي توصلنا إليها من خلال إشارات المؤلف نفسه أن المسألة راودته ما بين 1028 هـ، وهي السنة التي تأكد لدينا فيها استقراره بمنزله تيذي عدنيت، وسنة 1033 ه وهي السنة التي توفي فيها شيخه علي وارث الغاسي، صاحب الفضل عليه في إثارة موضوع تخليد مناقب أهل زمانه. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وحتى إذا سلمنا أن الذي حدث هو مجرد عقد النية على خوض ميدان الكتابة، فأننا نرى خلال هذه المدة الزمنية بالذات، أن الراسي كان فعلا قد كاتب محمدا الصغير بن محمد بن مريم، يرجو منه إمداده بنبذة عن حياة ومناقب والده المتوفى، ومن الرسالة الجوابية نتقدم خطوة لنستنتج أمرين اثنين: (2) [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن الشروع في تنفيذ خطة التأليف سابق لسنة 1039 ه، وهي سنة وفاة أحمد بن إبراهيم الراسي، أحد شيوخ عيسى البطوئي، الذي كان حيا حينما أجاب محمد الصغير صديقه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن عزمه كان قد تأكد بالفعل لتقديم تراجم أهل الفضل والصلاح، ويمكن أن نذهب بعيدا لمساندة هذا الرأي إذا نحن تفقدنا المكانة التي احتلتها تلك التراجم على صفحات المجلد الثاني، وحينما نجد أنها مسجلة في الباب السابع، نفهم من ذلك أنها تشكل آخر ما سطر قلم المؤلف، على الرغم من أننا نعلم أنها كانت أول موضوع فكر في كتابته. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والإشارة الوحيدة التي يصرح فيها البطوئي، وتدل على أن التأليف كان قد قطع شوطا هاما، هي التي يعبر عنها بنصه، وهو يحكي لنا تبركه برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في منامه: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" من الله علينا برؤيته صلى الله عليه وسلم بعد أن شرعت في هذا التأليف، وكنت أكتب في أوصافه صلى الله عليه وسلم، وأنا إذ ذاك بالمغرب بالزاوية المباركة أولاد إزم من جبل صنهاجة" (3). [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أدرجت تلك الأوصاف في الفصل الثاني من الباب الرابع من الكتاب (4)، وما يعترض سبيلنا لتقريب تاريخ التأليف إلى الأذهان، هو جهلنا التام بتاريخ تلك السفرة التي قصد من ورائها الحصول على مزيد من المراجع. ولا يسعنا سوى أن نرجح أن الكتابة كانت قد عرفت بدايتها منذ مستهل الثلاثينات من القرن الحادي عشر على أكثر تقدير، بعد أن اثمرت الفكرة في ذهن صاحبها خلال السنوات الأولى التالية لاستقراره النهائي ببطوية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن المؤكد أن الكتابة استمرت فترة لا يستهان بها، وامتدت حتى ما بعد 1040 ه، نعلم هذا حينما نقل إلينا تاريخ وفاة عمه يحيى الراسي، وكان المؤلف يقدر آنذاك ضخامة المشروع، وهو يجتاز ما بعد الخمسين من عمره، ويتحسر على قلة ما تبقى منه، وعلى وهن عظمه، ليبرر عدم الاكثار من سرد المزيد من مناقب جميع من يستحق الذكر من معارفه على صفحات الكتاب. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يتبين من تفحص قائمة الموضوعات المدرجة في المجلدين أنها خضعت لنوع من التعديدات في تصنيفها ولعدد من الإضافات في مادتها، وجاءت متأخرة عن الفكرة الرئيسية التي يمثلها عنوان المؤلف "مطلب الفوز والفلاح في آداب طريق أهل الفضل والصلاح" (5). وعلى الرغم من تأخير التفكير فيها، فأن تسجيلها استغرق المجلد الأول بدمته وشغل الصدر الأول من الذي يليه، وهذا يمثل خمسة أبواب. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويفسر لنا عيسى البطوئي الدافع الذي ألجأه إلى إدخال هذا التعديل في فاتحة كتابه: "فلما رأيت شعائر الإسلام قد كثرت وهممنا عن المعالي قد قصرت والنفوس بدخان الهوى وظلام الجهل قد غمرت، فكرت فيما كلفت به فقط من تخليص نفسي وانفع عمل أتزوده... فتاقت نفسي أن أضع تقييدا واضح المسالك، يجمع ما لابد منه من الديانات والآداب مما يحتاج إليه المريد السالك، يكون تذكرة لنا ولمن احتاج إليه". [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من خلال هذا تتجلى الغاية التي توخى من ورائها تقديم عدد من أصول الديانة الإسلامية، وما من شأنه أن يساهم في توعية بني قبيلته، قبل الشروع في استعراض مناقب الصلحاء منهم، لاعتقاده أن الاقتداء بهم وإتباع طريقهم لا يمكن أن يتم إلا على أساس العلم والمعرفة. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]والذي يدل على سبق موضوع البابين السادس والسابع المتبقيين من الكتاب إلى ذهن المؤلف، كما يعكسه العنوان الذي اختاره، وحسبما عبر عنه، ما جاء في مقدمة الباب السادس: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]" اعلم يا أخي أن هذا الباب عندي أهم أبواب هذا الكتاب كلها، ومن أجله سطرت كلما ذكرت وأذكر وهو السبب في جمعها".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهاذان البابان هما اللذان نالا اختيارنا لينصب عليهما البحث والدرس. لاعتبار أنهما من إنتاج قريحة المؤلف وتبويبه، ولأن الحديث فيهما موجه، من جهة ثانية، إلى أهل بطوية ومن أجلهم كتبت فصولهما، وأخيرا لأن البابين مصدرنا الوحيد في الميدان الثقافي خلال قرن من الزمن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يتألف الباب السادس من سبعة فصول وجهت لصالح من أراد بهم البطوئي "أهل الله تعالى"، ويعني بهم الأولياء من شيوخ التربية الصوفية والتعليم. وقصده من عرض مختلف موضوعاته ترغيب المريدين والعابدين والمتعلمين في محبتهم ببيان الطرق والآداب التي يجب أو ينبغي أن تراعي أثناء التعامل مع الطبقة العليا من أهل الفضل والصلاح. وهذا هو المعنى الذي ينطبق عليه عنوان الكتاب. ولم يات البطوئي بالباب السابع والأخير إلا لتقديم نماذج من الجماعة التي عد أفرادها من الصالحين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأنا نلمس من خلال ما سبق، أن هناك سببين رئيسيين شكل كل واحد منهما الدافع القوي لاقتحام عيسى البطوئي ميدان التأليف. ويمكن أن نطرح أولهما بالإشارة إلى السبب الدفين الذي نقله من مرحلة التحصيل إلى طور الإنتاج. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد كان البطوئي فقيها متمكنا من مادته، حملته اتصالاته المتعددة ببلدته وخارجها واحتكاكاته بعلماء عصره، أن يصبح شديد الإعجاب بشيوخه وبمن عاصرهم من الصلحاء، إعجابا فرض عليه الإيمان بمقامهم العلمي. لذلك جاء البابان السادس والسابع تعبيرا صادقا على الوفاء لأولئك والإشادة بفضائلهم. فمن أجلهم كتب كل ما جاء به في الأبواب السابقة وما سيبسطه في البابين الأخيرين. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويدل على هذا الإعجاب قوله فيهم: فيا ليتنا أعددنا للآخرة كما أعدوا وشمرنا كما شمروا وأوجدوا ... ولعل بقدرهم عند الله وبركة حبهم نطمح فيما تسوقه الأقدار...". [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما أنشده من قوله: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أحب الصالحين ولست منهم أرجو أن أنال بهم شفاعة (6)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبناء على هذا لم يكن السبب المباشر الذي عرضه علينا البطوئي سوى الحافز الذي أثار تلك الرغبة من مرقدها وقوى حماس المؤلف لتحريك رغبته الكامنة: فهو يصرح "والسبب في ذلك أن بعض الإخوان (7) الموصوفين بالدين والإحسان، سأل مني أن أجمع من مناقب أهل زماننا مما أسمي إليه علمنا ... ولما كان الراغب في تأليف هذه الأبواب من الخلصاء الأولياء الأحباب، مائلا بطريقه إلى طريق الآخرة، لم أجد عن إسعافه حولا، فقلت أهلا وسهلا لمن رآني لذلك أهلا، فبادرت إلى ذلك" (8).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لهذين السببين ظهر مطلب الفوز والفلاح، وهو أول إنتاج بتصريحه هو ولا نعلم ما إذا كان الأخير، وإن كنا نميل إلى ذلك، فمن هم أهل الفضل والصلاح في نظر عيسى البطوئي؟ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سنلتمس الجواب عن السؤال في إيجاد خط التوافق والتكامل بين ما سجله البطوئي في مقدمة الباب السادس عن أهل الله تعالى، وما افتتح به الباب السابع حينما رام التحدث عمن لقيهم من أهل زمانه. وتظهر المقاييس التي اعتمدها لاختيار الفضلاء الصالحين حظ ذلك التوافق: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كل من شهد ظاهر الشرع بالتفضيل وظهرت عليه عناية الجليل، بما خصه الله من غزير علمه وحسن أخلاقه وعظيم فضائله.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]كل من دلت عليه طريقته وآدابه وكراماته (9) المأثورة وأحواله المشهورة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخضع البطوئي اختياره للتحدي. فلم يقبل من أفعالهم وأحوالهم إلا ما نقله عنهم الثبات، وما وقع موقع العيان وشهد به الكافة من الناس والأعيان. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وستتضح هذه المقاييس بصورة أكثر وضوحا من الأوصاف التي أظفاها البطوئي على مترجميه الذين بلغ عددهم واحدا وعشرين صالحا. وبالرغم من تحدثه عن الكرامات وإيمانه بها، إلا أنه لم يشر بها لواحد من شخصياته، وقد اكتفى ببيان مكانتهم العلمية ومنزلتهم في إطار الزهد والتعبد، بعيدا كل البعد عن المغالاة والمبالغات في الأوصاف والأفعال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحدد لنا البطوئي نطاق التراجم بالاقتصار عن أهل زمانه، ولم يخل بتلك الحدود حينما أدمج الحاج يحيى الورداني وأحمد المديني البطوئي، وهم من أحياء النصف الأول من القرن العاشر الهجري، إذا جاء ذكرهم عرضا في ترجمة علي وارث الغاسي. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وضيق ذلك النطاق أيضا بالاكتفاء في الحديث عمن لقيهم ممن درس عليهم ورافقهم طيلة مدة دراسته، سواء كانوا ممن تعرف عليهم أثناء تكوينه الأولى ببلدته أو أثناء رحلته إلى فاس وتلمسان أو ممن وجدهم إحياء بعد أو بته الأخيرة إلى منزله. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والملاحظ أن التراجم موجزة جدا، ولا يمكن أن نعد منها في مستوى ما نعرفه في كتب التراجم (10)، سوى تسع منها، أما باقيها فأما أنه قصير، وهذه تعد ثلاثة فقط، أو مجرد استعراض لأسماء الأشخاص مكتفيا بتقديم تعبير "ومن أتراب هؤلاء". [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكانت في ذهن البطوئي قائمة أخرى من الصلحاء تخلى عن ذكرها. وكان عليه أن يعتذر تلافيا لكل تأويل سقيم: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]"ولم نعرض عن غيرهم لقلتهم لا استنقاصا لمرتيتهم... لو كنا تتبعنا من اتصلت قراءته بهؤلاء السادات لخرجنا عن[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مقصود الاختصار ولتهنا في بحار الملل والإكثار، لأن استقصاءهم يحتاج إلى ديوان والعمر قصير فإن". [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]----------------------------------------[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1) هذا الموضوع الذي نعرضه على صفحات "دعوة الحق" استمرار لما نشر في العدد السابق بعنوان: من أعلام الريف الشرقي، عيسى بن محمد الراسي البطوئي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2) نص الرسالة نشر في العدد السابق من هذه المجلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3) أكد هنا أن جميع النصوص الواردة في المقالة، مأخوذة من البابين السادس والسابع، وسنكتفي بالإشارة إلى الباب الذي اقتبست منه، إذ صفحات المجلدين غير مرقمة. وهذا النص المعروض الآن مأخوذة من الباب السابع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4) الباب بعنوان: فيما يجب للنبي على أمته، والفصل المذكور أعلاه يتناول أوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5) كان أول من نبهني إلى وجود هذا المخطوط هو الأستاذ إبراهيم الكتاني حينما دلني على النسخة الكائنة بالخزانة الحسنية تحت رقم 1667، مشكورا. ثم وقفت بعد ذلك على نسخة أخرى مبتورة الأول والآخر وهي بالخزانة العامة، قسم الوثائق بالرباط تحت رقم 613.2 د.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]6) الباب السادس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]7) الإشارة إلى علي وارث الغساسي ابن عمة المؤلف بصريح العبارة التي جاءت في ترجمته. "وهو الذي أثار علي بجمع مناقب من أدركنا من أهل الخير في بلادنا، وذلك السبب في جمع ذلك التأليف" الباب السابع، الفصل التاسع. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]8) الباب السادس: الفصل الأول. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]9) الكرامات ما يظهر على يد الصالحين من الخوارق وهي دون المعجزات التي هي خاصة بالأنبياء. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]10) لنأخذ مثلا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] المتشوف للتادلي، والمقصد الشريف للبادسي.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]على الرغم من أن عيسى البطوئي لم يشعر بأية ضرورة لتقديم شخصياته وفق ترتيب يراعي مكانتها في درجة الصلاح، فإن هذا لا يعني أن الترتيب كان غائبا عنه. لأننا لا مسنا فيما سجله في الباب السادس أنه كان واعيا بالمسألة. وهذا هو ما دفعنا إلى إعادة تصنيف التراجم حسب منهج الباب المذكور، إلى فئات ثلاث[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]والخاصية الأساسية لتلك الفئات أنها كانت تعمل كخلية اجتماعية متكاملة الوظائف. هدفها الحفاظ على مستوى معين من الثقافة الدينية بالبوادي الريفية. وهي تنتظم على شكل هرمي يبرز على قمته شيوخ التربية الصوفية وهم يمثلون أسمى النماذج في الفضل والصلاح. ويليهم في الدرجة شيوخ التعليم بصفتهم أطر الدعوة والتوعية لابتغاء الترقي في دروب الصلاح. بينما يشغل قاعدة الهرم العريضة جماعات من طلبة العلم والمريدين والراغبين عموما في نهج سبيل الفضل[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]1)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]شيوخ التربية الصوفية[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot]يبادر صاحب مطلب الفوز والفلاح، قبل الدخول في استعراض من لقي من أهل الفضل والصلاح إلى إبعاد الالتباس عمن يستحق في نظره أن يطلق عليه اسم «الصوفي»، جاعلا من اكتساب المعرفة قاعدة أساسية يلجأ إليها كل من يطمح في نيل تلك الحظوة العليا. وكل وسيلة يقع اختيار عليها مغايرة، تستند إلى تجاهل المعرفة، تصبح بدون أي جدال محض ادعاء[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وانطلاقا من هذا التصور العام لمفهوم التصوف، فإن عيسى الراسي يرى أن المتصوف المثالي، ليس سوى ذلك الذي يدبر الأحوال التي تمر به بالعلم والمعروفة «يضع الأشياء كلها في مواضعها بحضور عقل وصحة توحيد وكمال معرفة ورعاية صدق وإخلاص (1[/font][font=&quot])».[/font]
[font=&quot]وزاد البوطي هذا المفهوم تعميقا حينما حاول ربط اكتساب المعرفة بما يظهر على المرء من سلوك واقعي، وهو يعني بذلك أن يحرص المتصوف على استتار ما يجب أن يستتر من أفعاله وأحواله وأن يظهر منها ما هو جائز منه أن يظهر للعامة من الناس. ولن يتأتى هذا إلا بإتيان الأفعال في مواضعها حسبما يتفق والشريعة الإسلامية[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]بصياغة هذا التعريف وبتلك الحدود والبعاد، يضرب عيسى البوطي صفحا عن مسعى جميع أولئك الذين يحاولون انتحال مذهب التصوف، سواء كان ذلك ناتجا عن الجهل بقواعده وأصوله، أو لأغراض منحرفة تبعد صاحبها عن النهج القويم.وهذا هو السبب الذي يقع المؤلف إلى تنظيم حملة عنيفة ضد من سماهم بالملامتية والقلندرية (2). ونفهم من إشارة ندد فيها بانتشار الجهل بقواعد الإسلام، أن بعض أفراد تلك الجماعة كان موجودا بالريف الشرقي على عهده[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وفي زعم عيسى البطوئي أن ليس لدى متزعمي هذا الاتجاه الصوفي أي مبرر مقبول يسمح لهم بالانتساب إلى التصوف إلى التصوف الحق. وأنهم إن حاولوا فإنا يلجأون إلى ذلك يوقيا تارة ودعوى أخرى. واضطر أن يكشف عنهم ستار ما يدعونه ويرميهم بالزندقة والإلحاد والغرور. والحجة لديه ما كانوا ينتهجونه من مناهج الإباحة. وفي الأخير تبرأ مما كانوا يزعمونه حين أعلنوا أن ضمائرهم قد خلصت لله تعالى (3[/font][font=&quot]).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وبإبعاد الملامتية والقلندرية من ساحة المتصوفة، تبدد كل غموض لمعرفة من يستحق أن يرتب في أعلى مراتب التربية الصوفية. وهؤلاء هم وحدهم الذين أطلق عليهم البطوئي الأولياء والصالحين والمربين السالكين والعابدين الزاهدين. وجمع أوصافهم فيما عبر عنه ب «الإمام القدوة[/font][font=&quot]».[/font]
[font=&quot]ولمنزلتهم عند البطوئي خص للحديث عنهم كل صفحات الفصل الثاني من الباب السادس، متهما بالتعريف بحقيقة أولياء الله تعالى، ووجوب الإيمان بوجودهم وبكراكاتهم. وما يهمنا فقط مما ذكر أن نقف على الشروط التي من شأنها أن تصبغ صفة الولاية على نخبة من رجال التصوف. فمن تلك الشروط[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]1)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أن يكون الولي عارفا بأصول الدين معرفة كافية للتمييز بين العبد وخالقه من جهة، وبين النبي والدعي من جهة ثانية[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]2)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أن يكون الولي عارفا بأحكام الشريعة الإسلامية نقلا وفهما. والغاية أن يكتفي بنظره عن التقليد في الأحكام، مثلما اكتفى عن ذلك في أصول التوحيد[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]3)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أن يلازمه الخوف أبدا، وألا يجد لطمأنينية النفس سبيلا، تجنبا للوقوع في المخالفات. هذا السلوك الروحي هو المعبر عنه بالورع[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]4)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أن يتمسك الولي بالأخلاق الحميدة، مما يدل عليه الشرع كالورع عن ارتكاب المحرمات، والحرص على امتثال جميع المأموريات، ومما يدل عليه العقل من ثمرات العلم بأصول الدين. وتتمثل معاني هذه الأخلاق في ضرورة ابتعاد شيخ التربية عن التعلق بشيء من ماديات الدنيا، سواء كان ذلك خوفا أو طمعا. وهذا السلوك هو المعبر عنه بالزهد، الشعار الدائم للمتصوف، وهو العالم بالوحدانية، الإخلاص لله تعالى في سائر أعماله (4[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]بناء على هذه الدلالة التي تباناها عيسى البطوئي في مشروعه عن التصوف والمتصوفين، قدم لنا اثنين من شيوخ التربية، ممن استحق اختياره داخل الإطار الجغرافي الذي يمثله الريف الشرقي. الأول منهما من مواليد وردان، كان متزعما لمذهب التصوف على الأقل في بداية القرن العاشر الهجري. أما الثاني فهو ممن عرج من الغرباء على بني سعيد في أواخر نفس القرن[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]• [/font][font=&quot]الحاج يحيى بن أحمد الورداني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جاء ذكر هذه الشخصية في قسم التراجم عرضا، أثناء سياق الحديث عن شيوخ التعليم وبعض المعاصرين من الطلبة، باعتبار أنها لم تكن مدمجة في مسطرة العمل التي أعدها المؤلف لكتابه. والعلة في ذلك أن الحاج يحيى كان من أحياء النصف الأول من القرن العاشر الهجري، بناء على تقديراتنا التي استخلصناها من التعرف على أحد طلبته(5[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]ينتمي الحاج يحيى إلى وردان. والمكان في الوقت الراهن بقبيلة بني أوليشك، واقع على واد ينبع من مرتفعات أولاد عبد السلام، غير أن هذا الإسم كان خلال القرن العاشر علما جغرافيا يطلق على مساحة القبيلة كلها، حسب الحدود التي عينها لها الحسن الوزان (6). وتعود أهمية وردان إلى الدور الذي قام به الحاج يحيى الورداني في المجال الديني وتنظيم شؤون القبيلة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]نجهل متى استقر جد هذه السرة الأول بوردان، لأننا نعلم أنه من ذوي النسب الحسني، وربما كان واحد من أفراد السرة، المسمى الحاج يحيى بن علي بم موسى بن أبي بكر الصحراوي الفجيجي، المشار إليه من طرف صاحب «التشوف في رجال السادات أهل التصوف»(7[/font][font=&quot]).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]على أن المؤلف لم يزد على قوله، حين أراد التعريف بموطن الحاج يحيى:«بساحل البحر من بلاد بطوية»(8[/font][font=&quot])[/font]
[font=&quot]وكيفما كان الحال، فإننا نجد التطابق بين ما أعلنه الحسن الوزان في بداية القرن العاشر عن عالم وردان، وبين ما أدلى به عيسى البطوئي في بداية القرن الموالي عن الحاج يحيى، نقلا عن طلبة أحمد المديني[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فحسب الحسن الوزان أن عالم وردان وخطيبها لعب دورا رئيسيا لا في تصدر الشؤون الدينية بقبيلته فحسب، بل لأنه تزعم مقاليد القيادة بها أيضا. والحدث الهام الذي أفضى بوضع زمام الأمر بيده، هو الفوز الباهر الذي حققه على إمارة بادس الوطاسية (9). حين انتزع منها استقلال القبيلة ليرتبطا مباشرة بالسلطة المركزية التي كان يمثلها محمد البرتغالي بن محمد الشيخ على أغلب التقدير[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولا يمكن أن نعين لهذا الحدث إلا سنوات ما قبل 922 هـ (1516م) وهي السنة التي نعتقد أن أخبار المنطقة كانت قد انقطعت عن الوزان، حينما كان مستعدا لمغادرة المغرب الشرقي في اتجاه تونس. وداخل هذا التقدير الزمني سنتراجع إلى بداية القرن العاشر، لبرز حدث تسرب الوجود الإسباني إلى صخرة بادس سنة 914هـ (1508م) الواقعة على بعد ميلين فقط من المدينة، لنشير إلى نقطة بداية تضعضع قوة الإمارة البادسية، مما ساعد الحاج يحيى على تنفيذ خطته. وهذا بالطبع في دائرة الاحتمال فقط[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ومن جهة أخرى فإن زعيم الورداني الذي نتصوره من خلال البيانات المأخوذة من وصف إفريقيا، نعتقد أنه لا يمكن أن يتعلق الأم إلا بالحاج يحيى، واعتمادنا فيما نذهب إليه على إشارة عيسى البطوئي التي تؤكد أن الشيخ المربي الورداني كان سيد قبيلته في الشؤون الدينية قبل 919هـ (1513م)، مما يتفق اتفاقا كليا مع ما سبق أن أدلى به الوزان[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ويعود تكوين الحاج يحيى إلى دراسته بالغرب الجزائري وبمدينة تلمسان خاصة. حيث أخذ التصوف على عثمان بن زياد المديوني. وحينما عاد إلى بلدته وردان تزعم المركز الديني الذي غدا نقطة التقاء الطلبة والمريدين، ساعده الأيمن في هذه المهمة تلميذه أحمد بن عبد الله المديني البطوئي الذي تخرج عنه عدد من شيوخ التعليم والمدرسين بمسجد تيزي عدنيت[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وتبرز كتابات البطوئي عن الحاج يحيى بأن تضلعه في التربية الصوفية أدى به إلى وضع أسس لطريقة صوفية ذاع صيتها ببطوية كلها، مرتكزة على الزهد البسيط الخالي من المعتقدات والمستند إلى الاستغراق في العبادات. وهي الطريقة التي ستستمر على يد خلفه أحمد المديني. ولا نستبعد أن تكون نفس الطريقة لقيت إقبالا من طرف الراسيين قبل أن يظهر بينهم الشيخ الفلالي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]• [/font][font=&quot]أحمد الفلالي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]غير بعيد عن مركز وردان، ظهر متصوف آخر بمركز تيزي عدنيت، غريب من المنطقة، لا ندري ما هي عوامل الجذب التي دفعته إلى الاستقرار بالمسجد لكننا نعلم أنه سرعان ما لقي ترحابا من طرف أسرة عيسى البطوئي، وذلك قبل 996هـ. وظل بالمكان حتى بعد بداية القرن الموالي؟، علما من أعلام التربية إلى أن علمنا بانتقاله إلى بني بوزرة بغمارة، أثناء غياب البطوئي ما بين 1002 هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]و 1027هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وعلى اية حال فإن حلول الفلالي ببني سعيد كان من أقوى عوامل ظهور المركز التعليمي هناك، ويعكس هذا عدد الطلبة الذين لازموا مجلسه، إلى أن عد بالمنطقة مربيا سالكا وزاهدا متبصرا فريدا في عصره، كسبت طريقته في التربية وسنده في تلقين الأذكار شهرة لدى الخاص والعام، كما أ\ار إلى ذلك البطوئي نفسه[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويبدو أن الشيخ ترك تقاييد في الزهد نقل منها تلميذه الأبيات التالية في ذم لدنيا[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]تبا لطالب دنيا لا بقاء لهــا[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]كأنها في تصرفاتها حلــم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صفاؤها كدر وسرها كــدر[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أمانها غدر أنوارها ظلــم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شبابها هرم صحتها سقـــم[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]لذاتها ندم وجدانها عــدم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لا يستفيد من الأنكاد صاحبها[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ولو تملك ما قد جمعت إرم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تخل عنها ولا تركن لزهرتها[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]فإنها نعم باطنها نــــقم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعمل لدار النعيم لا نفاذ لها[/font][font=&quot] [/font][font=&quot] ولا يخاف لها موت ولا هرم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التف حول المتصوف الفلالي عدد من الطلبة منهم بعض من درس على أحمد المديني، فاستكملوا تكوينهم بما أخذوه من التربية، مثل أحمد بن إبراهيم الراسي، وعلي بن سالم الراسي وأحمد بن يحيى الراسي، ومن غير الراسيين أحد الغرباء من شيوخ التعليم البقيوي، وعلي بن قاسم الجريري التوزاني، وعمر بن الغازي التوزاني وهؤلاء ممن نال اختيار عيسى البطوئي ليدجوا في أهل الفضل والصلاح. وقد تربع عدد منهم على كرسي التدريس بمركز بني سعيد[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]([/font][font=&quot]يتبع[/font][font=&quot])[/font]
[font=&quot]ـــــــــــــــــــــــــــــ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الباب السابع، الفصل التاسع[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الملامتية هم جماعة من الأفراد السالكين مسالك الزهاد، يتظاهرون بأفعال تستحق اللوم من طرف عموم الناس. وفي اعتقاد هؤلاء أنهم يتقبلهم الملامة وبتحملهم لإذايتها ينالون الثواب من الله. ولا حدود لهذه الأفعال التي قد تتجاوز المألوف وتتنافى مع العرف والشريعة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]3)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الباب السابع، الفصل التاسع[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]4)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]اقتبس البطوئي هذه الشروط من «شرح الإرشاد» لصاحبه ابن دهاق وممن سماه فقط بالأستاذ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]5)[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]هو أحمد بن عبد الله المديني، سندرج ترجمة له ضمن شيوخ التعليم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]10) [/font][font=&quot]عد إلى ما قلناه عنه في عدد يوليوز 1985 ص. 38[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]2- شيوخ التعليم: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم يخف عيسى البطوائي اهتمامه البالغ بشيوخ التعليم، سواء كانوا من أولئك الذين درس عليهم أو من الذين لقيهم بالريف وخارج حدوده، حين أغدق عليهم من فيض عواطفه وعظيم تقديره، ويعنينا من هؤلاء جميعا أن نركز الحديث على ثلاثة منهم من أبناء بطوية، واحد منهم لم يدركه، لكن كانت له صلة وثيقة برفاقه. أما الاثنان الباقيان فمن أبرز شيوخه. فما هي المقاييس التي احتكم إليها في اختياراته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لا ننكر أن البطوئي كان يرمي من جملة ما كان يرمي إليه، حينما افتتح الحديث عن مدرسيه، إلى إثبات صدق ما كان يكنه لهم في أعماقه من إجلاء ووفاء، إلا أننا من جهة أخرى نرى أنه لم يأت بما جاء به في الباب السادس من قبيل الحشو، وهو يعد مختلف الشروط التي ينبغي أن تجتمع في شخص المدرس المثالي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويؤيد هذا الرأي، النتيجة التي أسفرت عنها الموازنة بين تلك الشروط من جهة والأوصاف التي أظفاها على شخصياته في باب التراجم فشيخ التعليم بالنسبة إليه هو العالم، والعالم العلامة والأستاذ المدرس والمحدث والمتفنن والمتجرد. وتجتمع تلك الصفات في التكوين العلمي الذي تنتهي إليه مرتبة الفقيه (1). وحسبنا الآن الانصراف إلى معرفة تلك الشروط: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1) أن يكون العالم عالما بالله وأحكامه، جامعا لأنواع من العلوم، بما يكفي ليصبح حجة الله في أرضه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2) العالم هو أيضا ولي الأمر، ذلك أن العلماء ورثة الأنبياء، فهم الذين ينقلون الخبر عن النبي "، بما هم مكلفون به من متابعة الدعوة إلى عبادة الله وإتباع سنة رسوله، ومن هذه الزاوية كان الحرص على نشر العلم بين الناس من أوجب الواجبات الملقاة على عاتقهم.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]3) والعالم هو المقتدي بسلوك النبي "، فبالسير على نهجه يصبح هو بدوره قدوة حسنة، يتأدب بها الناس ظاهرا وباطنا. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4) ينبغي أن تتوفر في العالم من الخصائص الفكرية ما يجعله من ذوي العلم الصحيح العقل الراجح واللسان الفصيح، كما يتوجب عليه أن يتحلى بجملة من الآداب الأساسية التي تكتسب بالممارسة كالصبر والاحتمال ولزوم الحلم والوقار، وعليه في الأخير أن يبتعد كل البعد عن الافتخار والتكبر بما يعلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالطبع فإننا لن ننتظر من أحد أن يجعل من تلك الشروط معايير جامدة لقياس الكفاءات والأخلاقيات، فهذا هو ما لم يفعله عيسى البطوئي أثناء سحب أوراق اختياراته، وكان في وسعه فقط أن يرسم في ذهنه صورة عامة تنعكس على صفحاته جهود الأفراد في التحصيل وحرصهم على الاستقامة، مع قبول درجات التفاوت بين الفرد والآخر هذا هو الواضح من خلال النماذج التي قدمها، فمن الملاحظ أن شخصيات المدرسين كانت، علاوة على التكوين العلمي الذي يميزها، من أحسن الناس خلقا وخلقا، وأكثرهم تواضعا ومروءة وصبرا واحتمالا وحياء وصدق لهجة، وأعظمهم خشية لله ومحبة في الله لأهل الدين وحرصهم على التسابق إلى اكتساب الخير» (2).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفوق هذا كله فإن نظرة عيسى البطوئي للصالحين، تبين أن لشيوخ التعليم مكانة مرموقة داخل المجتمع القروي، تجاوزت دورهم في ميدان التدريس، أتاحت لهم التدخل الجدي السريع، للبحث عن حلول المشاكل الطارئة في الوسط الذي يعيشون فيه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونعني بالمشاكل الطارئة، تلك التي كانت تتولد عن محاولة المساس بوحدة القبيلة، حينما تنشب الفتن وينعدم الاستقرار، وتلك التي تهدف إلى إلحاق الأضرار بحرمة التراب الوطني على يد الأجنبي الأوربي، وكان هذا المشكل الأخير حادا بقبيلة قلعية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا هو ما لاحظناه بالفعل أثناء قراءة التراجم. لقد دلتنا على أن شيخ التعليم كان يتصدر الدعوة إلى توحيد ما تفرق من الكلمة داخل القبيلة التي ينتمي إليها، مبادرا إلى إصلاح ذات البين، وإذا نعذر الأمر وجب عليه الوقوف في وجه المعتدي ومساندة الضعيف واستنكار أعمال كل من كانت له يد في تعكير صفو الأمن، إلى حد أنه يصبح طرفا في النزاع، ومثل هذا حدث لأحمد بن إبراهيم الراسي أثناء سيادة الفتنة ببني سعيد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان في وسع البعض من شيوخ التعليم أن يعبروا عن عدم رضاهم عن الوضع السيئ الذي صارت إليه أحوال القبيلة، باللجوء إلى الهجرة والفرار من ذوي الشر، حسب تعبير البطوئي، فهذا هو ما قام به الشيخ علي وارث الغساسي، حينما هاجر من قلعية إلى بني سعيد أولا ثم حين عودته إلى موطنه لأسباب متشابهة ثانيا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولما كانت قضية الوجود الإسباني بمليلة مطروحة بحدة على المستوى الشعبي، إلى غابة تهديد الإسبان للأراضي القلعية في أواخر القرن العاشر الهجري، كان واجب الدعوة لمدافعتهم وصدهم، من مهام شيخ التعليم، وآنذاك لم يكن في الاختيار سوى حل واحد: الحث على الجهاد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتلخص دور شيخ التعليم في إيقاظ المشاعر وإلهاب الحماس وتوعية الرجال بالعواقب السلبية التي ستترتب عن الركون إلى التهاون والتخاذل عن حماية الحدود المرسومة بين جنود مليلة ورباط المجاهدين ومواقعهم، وقد عرف بهذا الموقف الشيخ علي وارث الغساسي، الذي قدم المثال على ذلك بالمشاركة الفعلية في حركة الجهاد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بناء على هذه البيانات التمهيدية نرى أن اختيار عيسى البطوئي لشيوخ التعليم من ضمن أهل الفضل ولصلاح ينطبق على ثلاثة منهم نستعرض على الترتيب التالي: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أحمد بن عبد الله المديني البطوئي: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نعلم من خلال دراسة أحمد المديني بفاس على ابن غازي المكناسي المتوفى عام 919 هـ، أنه عاش أهم شطر من حياته خلال النصف الأول من القرن العاشر الهجري، والأرجح كذلك أن عمره امتد به إلى ما بعد منتصف القرن، حسبما يستفاد من ميلاد أحد تلامذته الراسيين المسجل قبل 940هـ (3)، وبقاء البعض منهم أحياء إلى بداية ثلاثينان القرن الموالي (4). [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قال عنه البطوئي: «الشيخ الأستاذ فريد دهره ووحيد عصره العالم المدرس المحدث المتفنن». وهذا دال على تكوينه الذي اجتهد لتحصيله في شبابه بمدينة فاس، كما يبين من جهة أخرى دوره كشيخ للتعليم بموطنه الذي لا يمكن أن نعنيه بغير «وردان»، إذ أنه فضل بهد التحاقه ببلدته العمل إلى جانب الحاج يحيى الورداني الصوفي المعروف لدينا (5).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبوردان اختلف إلى مجلسه عدد من الطلبة، لا نعرف منهم سوى أسماء أسماء أولئك الذين كانت لهم صلة ببني سعيد، ليشكلوا بهد ذلك نواة تيزي عدنيت، منهم ثم علي بن علي بن سالم الراسي، أحد الطلبة وأحمد بن يحيى الراسي عم المؤلف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا شيء يمنعنا من أن نؤكد أن أحمد المديني، حل مكان أستاذه الورداني للاضطلاع بمهمته كممثل له في التربية الصوفية، بعد أن حصل منه على إجازة في هذا الميدان، وأكثر من هذا أنه أجاز له أن يجيز غيره، وهذا لن يكون إلا بعد وفاة الحاج يحيى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعلاوة على ذلك فإن المديني ترك مذكرة في الطريقة الصوفية التي مثلها شيخه، اطلع عليها موسى البطوئي وقدم لنا خلاصة منها، يتبين من خلالها أن عددا من المريدين كانوا يعرفون بمجرد الانتماء إليها «بالفقراء»، ويتم هذا الانتساب بأخذ «السبحة» وحفظ «الأذكار» وتعلم «الضيافة» و«المصافحة» وليس «الخرقة». [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلا بسنوات الربع الأول من النصف الثاني من القرن العاشر دون تحديد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما يوحي بضآلة أهمية وردان في ميدان التدريس بهد وفاة المديني، أن أي نشاط لم يظهر على ولد الحاج يحيى المسمى عمر، ولا على يد حفيده المدعو أحمد بن عمر الذي عده البطوئي ضمن فئة الطلبة(6). وسيكون هذا مناسبة لظهور مركز تيزي عدنيت المجاور له في الربع الثاني من نفس القرن حينما التحق به المتصوف أحمد الفيلالي وعدد من شيوخ التعليم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أحمد بنم إبراهيم بن أحمد الراسي: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يحتم علينا ما استنبطناه عن الشيخ أحمد الراسي، التنبيه إلى أن ظهوره ببني سعيد كان بدون أي تردد، إحدى الدعائم التي استند إليها وجود مسجد تيزي عدنيت. ولا يتعلق الأمر بظهور كل منهما في أواخر القرن العاشر فحسب، بل بكونه الشيخ الوحيد الذي قضى بنفس المكان مدة تزيد على الأربعين عاما، تمتد من تاريخ عودته من رحلته إلى حين وفاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سبق لنا أن عرفنا بمكانته العلمية، حين لا حظنا أنه اتصل بعد مفارقته لموطنه بالمحدث أحمد الفجيجي بتازة، وكانت هذه أول رحلته له خارج بلدته، وعليه استكمل حفظ القرآن وشرع في تعليم القراءات وأخذ جملة من أسس العلوم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت المرحلة الثانية من دراسته، انتقاله إلى تلمسان، حيث ظل متغربا سنين إلى أن سجل لنا البطوئي عودته إلى بني سعيد في تاريخ بقي ثابتا في ذهنه عينه بعام 996هـ. بعد أن «أصبح عالما علامة متفننا». ومثل رجوعه نصرا وفتحا كبيرين للبطوئي ولسائر بني قبيلته من المتعلمين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وآنذاك كان مسجد أسرة عيسى، تيزي عدنيت، نقطة بارزة في التصوف الريفي البسيط، باحتضانه منذ بضع سنين خلت للشيخ أحمد الفيلالي وفي تلقين مبادئ العلوم الدينية الأساسية. وكثيرا ما كان يتردد عليه الشيخ علي وارث الغاسي من قلعية، ويقصده بعض الغرباء أمثال أحمد بن أب يبكر السوسي (7)، لكن الباع الطويل في هذا الميدان ظل من نصيب أحمد الراسي بفضل طول استقراره في مهمته، وإقباله بدارية ملحوظة وشغف فائق لنشر العلم بالمسجد، مما استحوذ على انتباه البطوئي وه آنذاك في فتوته الأولى أخذ عنه القراءات القرآنية وعلى الأخص منها قراءة ورش ونافع وجانبا من مبادئ الفقه والحديث.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعرفنا البطوئي بالوجه الآخر من شخصية أحمد الراسي، بأسلوب يطغى عليه التعميم وغموض واقع الأحداث، حين أشاد بمواقفه التي بذلها في نطاق جلب المصلحة لمجتمعه القروي الصغير. وكانت الفرصة جد مواتية للقيام بذلك الواجب أثناء تسرب بوادر النزاعات والفتنة إلى مختلف جماعات بني سعيد سنة 1030 هـ، كان عيسى الراسي شاهد عيان لها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدأت عناصر الفتنة في الانتشار منذ ما قبل 1027 هـ تعرضت خلالها ربوع الريف الشرقي، وعلى الأخص منها قلعية وبطوية فيما نعلم من البطوئي، للمجاعة التي لا نجد أسبابها إلا بالرجوع إلى سوء المواسم الفلاحية السالفة (8). كان من الطبيعي أن تنعكس آثارها بسرعة لتهدد استقرار وأمن المنطقة بأسرها.[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى