ابن عامر الشامي
وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
- إنضم
- 20 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 10,237
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المملكة المغربية
- احفظ من كتاب الله
- بين الدفتين
- احب القراءة برواية
- رواية حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- سعود الشريم
- الجنس
- اخ
[font="]ذكر أكنسوس مشيخته في إجازة له بما نصه: "وقد اقتضى الحال أن أذكر جملة من مشايخنا الذين أخذنا عنهم مباشرة، ولازمناهم بالخدمة والمعاشرة، تبركا بذكرهم، ووفاء ببعض ما يجب من حقهم وشكرهم" وذكر شيوخه في العلم. [/font]
[font="]ويأتي في صدارة من أخذ عنه: السلطان العلوي سيدي محمد الرابع، ونجل المترجم سيدي عبد الله، وسيدي إدريس بن الطيب بن اليماني، والصوفي المشهور سيدي العربي ابن السائح. كما أخذ عن سيدي الحاج الحسين بن أحمد الإفراني، وسعيد العباسي الدراركي، وعبد الكريم التناني. [/font]
[font="]التقى أكنسوس بعامة أشياخ وطنه، ولازم الجلة منهم حتى استنفذ ما عندهم، ثم أمعن بعد ذلك، في القراءة الشخصية إمعانا استغرق فراغه، وهو كان منهوما بالقراءة مشغوفا بالكتب، يقتنيها، ويستنسخها، ويستعيرها، ويتردد على أصحاب المكتبات من أصدقائه ومعارفه ليشبع نهمه بالمعرفة، فاحتوى صدره لذلك، معارف جمة، وصارت له المشاركة الواسعة في مختلف العلوم والفنون، فذكر بين الفقهاء والفرضيين، وعد في الحيسوبيين والموقتين والمعدلين، وجعل في اللغويين والنحاة والبلاغيين، وكان أديبا ناقدا، وكاتبا شاعرا، وهو يعد مؤرخا أخباريا، وصاحب نوادر ومحاضرات. [/font]
[font="]وكان له نظر في المنطق وفي العلوم الروحانية من أوفاق وسر حرف وتصوف، ثم كان له شدو في الطبابة كما كانت له معرفة بالكمياء، وألف كتابا في الكمياء سنذكره عند التعريف بآثاره. وتناهت مشاركته إلى أن كان له بصر بالعدانة (صناعة استخراج المعادن) نستشهد على ذلك، برسالة وردت عليه من الحاجب موسى بن أحمد عن أمر سلطاني تطلب منه تقويم كتاب في المعادن فأجاب عنها جواب العارف البصير ( ع. ابن زيدان، إتحاف، 2: 463-465). [/font]
[font="]لا يماري أحد في أن أكنسوس منشئ مجيد، تشهد له بذلك آثاره الكتابية من رسائله الديوانية، والأخرى الإخوانية، وسائر ما كاتب به غيره، وهو كثير غزير، كما يشهد به نثره في تآليفه من الجيش، والجواب المسكت، والحلل الزنجفورية. [/font]
[font="]ومن نماذج نثره الذي يثبت اقتداره على الكتابة البليغة المصنعة مقامته الطويلة النفس، وكم له من أمثالها في الصنعة البديعة بين ما كتبه من الرسائل والفصول، وذلك ما يجعله طبقة عالية بين كتاب عصره مشارقة ومغاربة، ممن ظل يكتب على النمط القديم ولا يلتفت إلى دعوة التجديد في الكتابة التي بدأ صوتها يرتفع في ذلك الحين. [/font]
[font="]ولا ينكر عارف بالشعر أن سيدي أكنسوس يمتلك، موهبة شعرية قديرة، وفي الجيش منه زهاء ألف قافية، ثم ينظم ما تجيش به نفسه، وعساه أن يكون أغزر وأكثر فالمتوقع أن يكون شعره كبير المقدار. [/font]
[font="]أما التاريخ فلا مقال لأحد في أن أكنسوس كان ملما به، يعلل أحداثه، ويستنتج منها كأي مؤرخ حاذق بصير كما يرى ذلك في مواضع عديدة من جيشه. وعليه فمن الغبن أن يتنقص منه بعضهم كمؤرخ لفترة خاصة من تاريخ وطنه عايش أحداثها، وشارك في صنعها، وخلف من ورائه مرجعا معولا عليه فيها. ومن البخس أيضا أن يعيب عليه آخرون أنه كتب تاريخه بأسلوب جزل رصين فيه صنعة وتنميق. [/font]
[font="]كان الشفوف الذي ظهر به أكنسوس في الوسط الثقافي قد تأدى إلى المولى سليمان فاستدناه منه، ثم استكتبه، ثم زادت حظوته لديه فاستوزره عام 1235 والدولة يومئذ تعيش أزمات بالغة الشدة، فكان يعهد إليه بالمهمات الصعاب فيضطلع بها في حسن تأت وكمال كفاية. [/font]
[font="]ولم يطل عهد أكنسوس في الوزارة إذ أدرك المولى سليمان أجله عام 1238 فخلفه من بعده ابن أخيه المولى عبد الرحمان بعهد منه إليه. وبإثر ما بويع المولى عبد الرحمان قدم عليه أكنسوس فأذن له في الدخول عليه، وانبسط له، وسائله في أشياء من أمور الدولة. [/font]
[font="]اهتم الكاتبون عن العلامة أكنسوس بأنه كان وزيرا، وتحدثوا عنه مؤرخا، واعتدوا به شاعرا مجيدا، وكاتبا قديرا، وصنفوه في الأدباء، وذكروه بالباع الطويل في علوم اللسان العربي، وعدوه في الفرضيين والحيسوبيين والمعدليين، ولكن أكثرهم سكت عنه كصوفي كان له أثر بالغ في الدعوة إلى الله بين الخاصة والعامة، والدؤوب على إرشاد الناس زهاء خمسين سنة أو تزيد، لم يَستحسِر في ذلك ولم يمسه فيه نصب ولا لغوب. [/font]
[font="]ويأتي في صدارة من أخذ عنه: السلطان العلوي سيدي محمد الرابع، ونجل المترجم سيدي عبد الله، وسيدي إدريس بن الطيب بن اليماني، والصوفي المشهور سيدي العربي ابن السائح. كما أخذ عن سيدي الحاج الحسين بن أحمد الإفراني، وسعيد العباسي الدراركي، وعبد الكريم التناني. [/font]
[font="]التقى أكنسوس بعامة أشياخ وطنه، ولازم الجلة منهم حتى استنفذ ما عندهم، ثم أمعن بعد ذلك، في القراءة الشخصية إمعانا استغرق فراغه، وهو كان منهوما بالقراءة مشغوفا بالكتب، يقتنيها، ويستنسخها، ويستعيرها، ويتردد على أصحاب المكتبات من أصدقائه ومعارفه ليشبع نهمه بالمعرفة، فاحتوى صدره لذلك، معارف جمة، وصارت له المشاركة الواسعة في مختلف العلوم والفنون، فذكر بين الفقهاء والفرضيين، وعد في الحيسوبيين والموقتين والمعدلين، وجعل في اللغويين والنحاة والبلاغيين، وكان أديبا ناقدا، وكاتبا شاعرا، وهو يعد مؤرخا أخباريا، وصاحب نوادر ومحاضرات. [/font]
[font="]وكان له نظر في المنطق وفي العلوم الروحانية من أوفاق وسر حرف وتصوف، ثم كان له شدو في الطبابة كما كانت له معرفة بالكمياء، وألف كتابا في الكمياء سنذكره عند التعريف بآثاره. وتناهت مشاركته إلى أن كان له بصر بالعدانة (صناعة استخراج المعادن) نستشهد على ذلك، برسالة وردت عليه من الحاجب موسى بن أحمد عن أمر سلطاني تطلب منه تقويم كتاب في المعادن فأجاب عنها جواب العارف البصير ( ع. ابن زيدان، إتحاف، 2: 463-465). [/font]
[font="]لا يماري أحد في أن أكنسوس منشئ مجيد، تشهد له بذلك آثاره الكتابية من رسائله الديوانية، والأخرى الإخوانية، وسائر ما كاتب به غيره، وهو كثير غزير، كما يشهد به نثره في تآليفه من الجيش، والجواب المسكت، والحلل الزنجفورية. [/font]
[font="]ومن نماذج نثره الذي يثبت اقتداره على الكتابة البليغة المصنعة مقامته الطويلة النفس، وكم له من أمثالها في الصنعة البديعة بين ما كتبه من الرسائل والفصول، وذلك ما يجعله طبقة عالية بين كتاب عصره مشارقة ومغاربة، ممن ظل يكتب على النمط القديم ولا يلتفت إلى دعوة التجديد في الكتابة التي بدأ صوتها يرتفع في ذلك الحين. [/font]
[font="]ولا ينكر عارف بالشعر أن سيدي أكنسوس يمتلك، موهبة شعرية قديرة، وفي الجيش منه زهاء ألف قافية، ثم ينظم ما تجيش به نفسه، وعساه أن يكون أغزر وأكثر فالمتوقع أن يكون شعره كبير المقدار. [/font]
[font="]أما التاريخ فلا مقال لأحد في أن أكنسوس كان ملما به، يعلل أحداثه، ويستنتج منها كأي مؤرخ حاذق بصير كما يرى ذلك في مواضع عديدة من جيشه. وعليه فمن الغبن أن يتنقص منه بعضهم كمؤرخ لفترة خاصة من تاريخ وطنه عايش أحداثها، وشارك في صنعها، وخلف من ورائه مرجعا معولا عليه فيها. ومن البخس أيضا أن يعيب عليه آخرون أنه كتب تاريخه بأسلوب جزل رصين فيه صنعة وتنميق. [/font]
[font="]كان الشفوف الذي ظهر به أكنسوس في الوسط الثقافي قد تأدى إلى المولى سليمان فاستدناه منه، ثم استكتبه، ثم زادت حظوته لديه فاستوزره عام 1235 والدولة يومئذ تعيش أزمات بالغة الشدة، فكان يعهد إليه بالمهمات الصعاب فيضطلع بها في حسن تأت وكمال كفاية. [/font]
[font="]ولم يطل عهد أكنسوس في الوزارة إذ أدرك المولى سليمان أجله عام 1238 فخلفه من بعده ابن أخيه المولى عبد الرحمان بعهد منه إليه. وبإثر ما بويع المولى عبد الرحمان قدم عليه أكنسوس فأذن له في الدخول عليه، وانبسط له، وسائله في أشياء من أمور الدولة. [/font]
[font="]اهتم الكاتبون عن العلامة أكنسوس بأنه كان وزيرا، وتحدثوا عنه مؤرخا، واعتدوا به شاعرا مجيدا، وكاتبا قديرا، وصنفوه في الأدباء، وذكروه بالباع الطويل في علوم اللسان العربي، وعدوه في الفرضيين والحيسوبيين والمعدليين، ولكن أكثرهم سكت عنه كصوفي كان له أثر بالغ في الدعوة إلى الله بين الخاصة والعامة، والدؤوب على إرشاد الناس زهاء خمسين سنة أو تزيد، لم يَستحسِر في ذلك ولم يمسه فيه نصب ولا لغوب. [/font]