موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ينطلق تاريخ زاوية إداوزداغ من حاحة، أي من الفترة التي كان فيها مؤسس هذه الزاوية، الشيخ عبد الله بن سعيد، يترأس زاوية أبيه بأيت داود. وهي فترة تمتد منذ خروجه من فاس سنة (955هـ-1548م) إلى ما بعد سنة (964هـ-1557م) كما أسلفنا. ومن ثم فإن علاقات زاوية زداغة بالمخزن السعدي لم تتمكن من التخلص من تأثيرات طبيعة العلاقات التي كانت تربط هذا المخزن بشخص الشيخ سعيد بن عبد المنعم وزاويته بحاحة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سبق أن وقفنا على أن علاقات زاوية أيت داود بالمخزن السعدي كانت مطبوعة بنوع من التوتر سببته تخوفات السعديين من النفوذ المتزايد للشيخ سعيد بن عبد المنعم في أوساط قبائل حاحة وعبدة، وما كان شائعا من طموحه إلى الاستيلاء على الملك. كما أن تشدد أتباع الشيخ في معاملاتهم، حسب ما أورده ابن عسكر، أدى إلى سوء ظنون ملوك السعديين بهم، وبأولاد الشيخ، "حتى جاهروهم بالقتل والتشديد"،61 وقد اشتهر الشيخ سعيد كذلك بشدّته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعانى أوائل السعديين الأمرّين من جرّاء ذلك، "بل كانوا يتجرّعون مرارة الاحتمال لإنكاره عليهم في طريق الظلم والتعدي." 62[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رأينا من قبل كيف خيمت ظلال هذا التوتر على علاقات المخزن بزاوية أيت داود حتى وفاة الشيخ سعيد بن عبد المنعم، وكانت وراء "نفي" ابنه عبد الله إلى جبال إداوزداغ. فكان من الطبيعي أن ترث زاويته الجديدة تبعات زاوية أبيه الأولى. ومن ثم انطبعت علاقاتها بالمخزن السعدي باستمرار ذلك الـتّوتر، وهو ما تعكسه الإشارة الواردة عند ابن عسكر: "ولم يزل السلطان الغالب ومن بعده يكاتبونه بالأمان، ويستعطفونه وهو لا يلتفت إلى شيء من ذلك".63 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد أقنعت هذه التجربة الشيخ عبد الله بن سعيد بضرورة الابتعاد عن أي ارتباط مباشر بالسلاطين، أو تدخل في تقلبات الحياة السياسية. فأفرغ قناعته هذه في نوع من الخلوة الصوفية، جعلته يحتجب حتى عن زواره من العامة المعتقدين بصدق في ولايته. وقد تأكد موقفه هذا عندما انقسمت الأسرة السّعدية على نفسها، لما ثار عبد الملك المعتصم وأخوه أحمد المنصور على ابن أخيهما الغالب: محمد المتوكل. حيث التجأ هذا الأخير إلى زاوية ابن ويسعدن64 بسكتانة، واعصوصبت حوله قبائل الأطلس الكبير بأمر شيخ سكتانة، فاستعرت سفوح الأطلس حروبا طاحنة بين الطرفين، في حين ظل الشيخ عبد الله بن سعيد بعيدا عن التدخل في هذا الصراع رغم قربه الجغرافي منه. وكان بإمكانه -لو انضم بأتباعه إلى ابن ويسعدن- أن يغير مجرى الأحداث. 65[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من الواضح إذن أن احتجاب الشيخ عبد الله بن سعيد عن العامة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من الواضح إذن أن حملة المنصور هذه تندرج في إطار موقف المخزن السعدي من زاوية الحاحيين، وهو موقف اتسم بالتشكيك في نوايا الأسرة المنانية الحاحية، والتخوف من طموحاتها، والرهبة من استيلائها على السلطة. لكن الغريب في الأمر أننا لم نقف، من سلوكات الشيخ عبد الله بن سعيد، على ما يبرر هذا الموقف. فقد رأينا أن الشيخ عاش في عزلة وحجاب حتى عن العامة طوال حياته، وأنه لم يتدخل في صراعات الأسرة السعدية، رغم أن الظرف كان مواتيا، لو كان للشيخ أدنى طموح سياسي. لذلك فإننا لا نعلم، لحد الآن، الأسباب الحقيقية لحملة المنصور على زاوية إداوزداغ، خاصة وأن المصادر لم تسعفنا في هذا الباب. ويبدو أن آل الشيخ عبد الله أنفسهم لم يكونوا يعلمون سببا مقنعا لذلك الحصار، وهو ما يوحي به سؤال الشيخ يحيى بن عبد الله لأبيه، أثناء هذه المحنة، حيث روى عنه التمنارتي قوله: "لـمّا نزل بقربه قائد المنصور، منصور بن عبد الرحمن يتحايل لقبضه... جئت إليه فقلت: ألا ترى ما نزل بنا من هذه المحالّ بلا ذنب؟ فادع عليها. فقال: نسأل الله السلامة والعافية، فرجعت عنه مهموما". 71[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ترجع السيدة مونيي أسباب هذا الحصار إلى كون الثائر داود،72 كان قد التجأ إلى زاوية زداغة 73 أثناء ثورته على عمّه المنصور. وقد أحالت في هذا المجال على نزهة الحادي للإفراني، لكن بعودتنا إلى هذه الإحالة وجدنا الإفراني ينقل أخبار الثائر داود بن عبد المؤمن عن مناهل الصفا للفشتالي، ولم نقف عند المؤرخين معا على ما يثبت قول السيدة مونيي. فهما يجمعان على أن داود انتقل من جبال سكساوة إلى جبال هوزالة، وصحيح أن مجال قبيلة إداوزداغ يقع بين مجالي القبيلتين المذكورتين، وقد يكون داود بن عبد المؤمن اجتاز في تنقله مجال زداغة، لكن ليس هنالك ما يثبت أنه آوى إلى زاوية عبد الله بن سعيد. ومما يؤكد هذا الطرح أن "ديوان قبائل سوس" لإبراهيم بن علي الحسّاني، والذي وضعه أثناء حملة المنصور على سوس سنة (988هـ/1580م) لمحاربة ابن أخيه الثائر داود بن عبد المؤمن، يورد اسم مرابطي زاوية تافلالت إداوزداغ ضمن لائحة من حررهم المنصور من وظائف المخزن. 74[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مهما يكن من أمر، فالمؤكد أن علاقات زاوية إداوزداغ بالمخزن السعدي ظلت يطبعها التوتر والحذر والتحفظ. وكانت طبيعة هذه العلاقات تلقي بظلالها على القبائل التابعة للزاوية. هذه القبائل التي يبدو جليا أنها كانت واعية بطبيعة هذه العلاقة، لذا كانت تلجأ إلى الشيخ عبد الله لتقدم إليه شكاياتها من إجحاف قواد المنصور. ومن ذلك أنّ أحد أتباع الشيخ بأسفل سوس، أضرّبه قائد المنصور عبد الرحمان بن المريد الشياظمي، فشكاه إلى الشيخ عبد الله. وقد أمر هذا الأخير أصحابه الحاضرين، على سبيل التمثيل، أن يذبحوا القائد عبد الرحمان هذا، ويخرجوه للقمر ويشقوا بطنه. فلم يمض إلا وقت يسير حتى هجمت قبائل مسكينة على قصبة القائد المذكور وفعلت به تماما نفس المشهد الذي مثله أصحاب الشيخ.75 ورغم أن الحكاية تروى في باب إثبات كرامات الشيخ، فإنها تحمل في طيّاتها عددا من العناصر الجديرة بالتأمل. فهل ما فعلته قبائل مسكينة بالقائد عبد الرحمان بن المريد كان من قبيل المصادفة ؟ أم أنها كانت طريقة الشيخ في الإيحاء للقبائل بما ينبغي فعله بقواد المخزن وأعوانه؟ بمعنى آخر هل كانت هذه طريقة غير مباشرة في إصدار الأوامر للقبائل بالتمرد ؟ إنه احتمال يبقى مطروحا رغم أنه يحتاج إلى مزيد من الإثبات. ثم ألا يمكن اعتبار الإقدام على التمثيل بذبح أحد قواد المخزن، بمثابة أمر ينطوي على موقف معارض لهذا المخزن ؟ أو ليس في طريقة شق البطن ما يوحي على أنها طريقة لعقاب الجشع، الذي قد يكون وراء استيلاء هذا القائد على أكثر مما يجب من جبايات هذه القبائل ؟ ومن تم ألا يمكن اعتبار السياسة الجبائية للمنصور أحد الأسباب الكامنة وراء موقف الزاوية المعارض هذا؟ إنه احتمال أكثر من ممكن، خاصة إذا دققنا فيما ورد في "ديوان قبائل سوس" حيث أضاف الحساني بعد أن أثبت لائحة العائلات المحررة من وظائف المخزن -ومن ضمنها أهل تافلالت- عبارة: "وتقضى منهم الجبايات".76 وكما نعلم فإن موضوع الجبايات بالضبط شكل إحدى نقط الخلاف، فيما بعد، بين الشيخ يحيى بن عبد الله والسلطان زيدان بن أحمد المنصور كما تدل على ذلك مراسلاتهما.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot]هذه إذن في عجالة بعض ملامح تاريخ الأسرة المنانية الحاحية، وهذه بعض من الأدوار الطلائعية التي لعبتها في تاريخ سوس خاصة والمغرب بصفة عامة على المستويات الصوفية والعلمية والسياسية. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أشكركم على حسن تتبعكم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot]والسلام عليكم.ا[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لهوامش :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1- تقع مواطن قبيلة إذا وبوزيا بين تمنار في الغرب وأركانة في الجنوب الشرقي، على بعد حوالي خمسة وسبعين كيلومترا (75كلم) جنوبي شرقي مدينة الصويرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2[/FONT][FONT=&quot]- محمد المختار السوسي، المعسول، ج: 19، ص: 72، مطبعة النجاح، البيضاء 1963.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3[/FONT][FONT=&quot]- السوسي، م.ن، ص : 70، وكذا إذ إبراهيم إبراهيم التامري، المتعة والراحة في تراجم أعلام حاحة، ج : 1، ص : 105، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء ، الطبعة الأولى 1995.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4[/FONT][FONT=&quot]- الإفراني، نزهة الحادي، ص: 302، تحقيق عبد اللطيف الشاذلي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1988.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]5[/FONT][FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]Meuni[/FONT][FONT=&quot]é[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]D[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]J[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]le[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Maroc…[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]op[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]cit[/FONT][FONT=&quot], [/FONT][FONT=&quot]p[/FONT][FONT=&quot] : 485[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6- [/FONT][FONT=&quot]Ibid, p : 485.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]7- [/FONT][FONT=&quot]وردت أخباره عند التمنارتي، أثناء ترجمته لابنه سعيد، الفوائد الجمة، ورقة: 38، وقد ترجم له السوسي، المعسول، ج: 19 مع تراجم أهله، وكذا التامري، المتعة والراحة، ج: 1.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]8- [/FONT][FONT=&quot]ابن عسكر، دوحة الناشر، ص: 102.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]9- [/FONT][FONT=&quot]التمنارتي، الفوائد الجمة، ورقة: 37.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]10- [/FONT][FONT=&quot]الإفراني، نزهة الحادي، ص: 309.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]11- [/FONT][FONT=&quot]هو أبو محمد عبد الله بن محمد الهبطي أصله من صنهاجة طنجة من قبيلة إيمتنة، عالم كبير وصوفي شهير، أخذ على ثلة من مشايخ العلماء والصوفية كـ: عبد الله القسطلي وأحمد الزقاق، والحاج زروق... كما أخذ عن محمد بن يجبش التازي، ومعتمده في التصوف هو شيخه عبد الله الغزواني. كانت وفاة الهبطي سنة: (963هـ/1556م).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]12- [/FONT][FONT=&quot]ابن عسكر، م.س، ص: 103.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]13- [/FONT][FONT=&quot]التمنارتي، م.س، ورقة: 38.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]14- [/FONT][FONT=&quot]سبقت ترجمة عبد العزيز التباع، راجع الهامش (65) من الفصل الأول.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]15- [/FONT][FONT=&quot]محمد حنداين، مساهمة في دراسة المجتمع الحضري المغربي، تارودانت ومحيطها التاريخي خلال القرنين: 17-18م، ص: 158، بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا، جامعة محمد الخامس، السنة:92-93 غير منشور.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]16- [/FONT][FONT=&quot]ابن عسكر، م.س، ص: 103.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]17- [/FONT][FONT=&quot]م.ن، ص: 103.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]18- [/FONT][FONT=&quot]إيكلمان (ديل)، الإسلام في المغرب، ج: 1، ص: 47، ترجمة محمد أعفيف، دار توبقال، ط1، 1989.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]19- [/FONT][FONT=&quot]توجد الرسالة عند السوسي، المعسول، ج: 13، ص:272-275، وسنعود لمناقشتها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]20- [/FONT][FONT=&quot]حجي محمد، الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين، ج: 2، منشورات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، مطبعة فضالة، 1978.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]21- [/FONT][FONT=&quot]Montagne (R.), op.cit, p : 108[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]22- [/FONT][FONT=&quot]حجي محمد، الحركة، ج: 1، ص: 221.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]23- أحمد بن عبد الرحمن المسكدادي التزركيني عالم مشارك أخذ بفاس عن الإمامين ابن غازي وأحمد الونشريسي، صحب الشيخ أحمد بن موسى فأصبح متصوفا زاهدا. ومن أشهر مشايخه السوسيين: الحسن بن عثمان التملي ويحيى بن مخلوف السوسي. كانت وفاة التزركيني سنة (958هـ/1551م).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]24- [/FONT][FONT=&quot]م. المختار السوسي، المعسول: ج 13، ص: 273.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]25- [/FONT][FONT=&quot]عبد الله بن عمر المضغري من تافلالت، عالم وصوفي كبير أخذ عن أحمد زروق وعبد العزيز القسنطيني، وكانت للمضغري زاويتان: إحداهما بتافيلالت والثانية بتكمدارت بدرعة، وفيها تربى أحمد الأعرج ومحمد الشيخ ابنا القائم بأمر الله. قام برحلة طويلة إلى سوس ليقنع شيوخه بمبايعة السعديين. كانت وفاته حوالي: (928هـ/1522م).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]26- [/font][font=&quot]بركات بن محمد بن أبي بكر التيدسي شيخ صوفي اشتهر بالولاية والصلاح، وكان يشرف على أعمال الجهاد بسواحل سوس، ويتدخل لافتداء الأسرى الذين يسقطون في أيدي البرتغاليين، وقد لعب دورا كبيرا في إقناع قبائل سوس بتنظيم جهادها واتخاذ قيادة سياسية، ورفض عرض الإمارة التي تقدمت به هذه القبائل ووجهها إلى شريف درعة محمد بن عبد الرحمن، كانت وفاته بعد (917هـ/1511م).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]27- [/font][font=&quot]محمد بن مبارك الأقاوي من أعلام صوفية عصره، كان يحرض القبائل على الجهاد، وعلى يده تمت مبايعة محمد بن عبد الرحمن القائم بأمر الله، وانقادت له القبائل توفي (924هـ/1518م)[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] [/font]
[font=&quot]28- [/font][font=&quot]الحضيكي، الطبقات، ج: 1، ص: 13.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]29- [/font][font=&quot]الحسن اليوسي، المحاضرات، ص: 77، أعدها للطبع محمد حجي، مطبوعات دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط 1976.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]()[/font][font=&quot] نعلم من الذين ترجموا لعبد الله، بن سعيد عن لقاء ومعرفة مباشرة، ثلاثة وهم ابن عسكر في دوحة الناشر، حيث ذكر أنه التقى به عند الشيخ الهبطي. والشيخ أحمد بن علي صاحب كتاب "بذل المناصحة" وقد استقر بزاوية زداغة وتتلمذ على يد عبد الله بن سعيد، وعنه نقل الإفراني وغيره أخبار هذا الشيخ. ثم التمنارتي صاحب "الفوائد الجمة" حيث ذكره على رأس أشياخه في التصوف، ويجدر بالذكر أنه تتلمذ أيضا على ابن يحيى بن عبد الله.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]30- [/font][font=&quot]ابن عسكر، م.س، ص: 103.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]31- [/font][font=&quot]م.ن، ص: 104.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]32- [/font][font=&quot]التمنارتي، م.س، ص: 37.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]33- [/font][font=&quot]م.ن، ص: 37.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]34- [/font][font=&quot]هو أحمد بن موسى بن عيسى الجزولي السملالي، صوفي شهير وعالم عابد، ساح سياحة كبرى في المشرق والمغرب لقي فيها عددا من الأولياء وأخذ عنهم، وتخرج على يده عدد كبير من أعلام المغرب في القرن 10هـ/16م كعبد الله بن سعيد الحاحي، وأحمد أدفال الدرعي... كانت وفاة أحمد بن موسى سنة 971هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]35- [/font][font=&quot]محمد بن إبراهيم بن عمرو بن طلحة اللكوسي الجزولي، ولد بفم الحصن، ثم جال في بلاد جزولة وأخذ عن جملة من الشيوخ من ضمنهم الشيخ الحسن بن عثمان التملي، استقر ببلدة تمانارت وأفنى عمرا في التدريس فانتفع به خلف كثير من طلبة العلم. وقد كان من ضمن الذين رافقوا السلطان الغالب في حملته على البريجة سنة 969هـ، وكانت وفاته سنة 971هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]36- [/font][font=&quot]عياد بن عبد الله السوسي، من كبار صوفية سوس اشتهر بكرمه، فكان الناس يلجأون إلى زاويته في وقت الحاجة، أخذ عن الشيخ عبد الكريم الفلاح. وكانت وفاته سنة 981هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]37- [/font][font=&quot]ذكر ابن عسكر أنه التقى بعبد الله بن سعيد لما رحل للأخذ عن الشيخ عبد الله الهبطي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]38- [/font][font=&quot]محمد بن الطيب القادري، نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، ص: 96، ج: 1 تحقيق: محمد حجي وأحمد التوفيق، دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط 1977.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]39- [/FONT][FONT=&quot]القادري، م.ن، ص: 96.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]40- [/FONT][FONT=&quot]م.ن، ورقة: 36-37. وكذا: الإفراني، صفوة من انتشر، ورقة: 12، مخطوط بخزانة الإمام علي بتارودانت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]41-[/FONT][FONT=&quot] حجي محمد، الحركة الفكرية، ج: 2، ص: 560.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]42-[/FONT][FONT=&quot] م.ن، الصفحة نفسها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]43-[/FONT][FONT=&quot] ابن عسكر، دوحة الناشر، ص: 104.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]44-[/FONT][FONT=&quot] وقع عدد من الباحثين في أخطاء أثناء تحديدهم لموقع تافيلالت إداوزداغ، فمنهم من خلط بينها وبين تافيلالت الواقعة بإدا ومحمود: أنظر [/FONT][FONT=&quot]Sadki Ali. «[/FONT][FONT=&quot] La[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]montagne[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]marocaine [/FONT][FONT=&quot]» [/FONT][FONT=&quot]In[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]HESPERI[/FONT][FONT=&quot]-[/FONT][FONT=&quot]TAMUDA[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Vol[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]XXVII[/FONT][FONT=&quot]I, Fasc. : Unique 1990.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]45-[/FONT][FONT=&quot] الفشتالي، مناهل الصفا، ص: 31-32.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]46-[/FONT][FONT=&quot] محمد المنوني، ورقات عن حضارة المرينيين، ص: 408، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، مطبعة النجاح الجديدة، البيضاء 1996.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]47-[/FONT][FONT=&quot] يرتبط أبو بكر بن محمد الدلائي، من أقرب الطرق، بمحمد بن سليمان الجزولي عبر ثلاث وسائط، حيث أخذ عن أبي عمر القسطلي عن عبد الكريم الفلاح عن عبد العزيز التباع عن محمد بن سليمان الجزولي، كما أن أقرب طرق ابنه محمد بن أبي بكر الدلائي إلى الجزولي تمر كذلك عبر ثلاث وسائط، فقد أخذ عن أبي عبيد الشرقي عن أبي القاسم الزعري عن عبد العزيز التباع عن الإمام الجزولي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]48-[/FONT][FONT=&quot] محمد بن أحمد الحضيكي، مناقب الحضيكي، ج: [/FONT][FONT=&quot]‌[/FONT][FONT=&quot]2، ص: 221، المطبعة العربية، الدار البيضاء 1355هـ. ط1.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]49-[/FONT][FONT=&quot] الإفراني، صفوة من انتشر، ص: 11.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]50-[/FONT][FONT=&quot] الإفراني، صفوة من انتشر، ص: 11.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]51-[/FONT][FONT=&quot] أحمد بوكاري، الزاوية الشرقاوية: زاوية أبي الجعد، إشعاعها الديني والعلمي، مطبعة النجاح الجديدة، ط: 1، 1985.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]52-[/FONT][FONT=&quot] التمنارتي، الفوائد الجمة، ورقة: 37.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]53-[/FONT][FONT=&quot] ابن عسكر، دوحة الناشر، ص: 104.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]54-[/FONT][FONT=&quot] الإفراني، صفوة..، ص : 13، وصاحب "بذل المناصحة" هو الشيخ أحمد بن علي الهشتوكي البوسعيدي، وكان قد لازم الشيخ عبد الله بن سعيد في زاويته بزداغة إلى أن مات، ثم انتقل إلى فاس وأقام بالمدرسة المصباحية إلى أن توفي (1046هـ/1637م)، له تآليف كثيرة من أشهرها "بذل المناصحة في فعل المصافحة" الذي يعتبر مصدرا مهما لأخبار الشيخ عبد الله بن سعيد، وعنه نقل كثير من المؤرخين كالإفراني، والحضيكي ...، ولم يتيسر لنا الإطلاع عليه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]55-[/FONT][FONT=&quot] م.ن، ص: 13، وقد نقل الإفراني هذا الكلام عن بذل المناصحة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]56-[/FONT][FONT=&quot] المختار السوسي، المعسول، ج: 19، ص: 79.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد اعتقد خطأ أن الكتاب من تأليف الشيخ عبد الله بن سعيد، ثم استدرك (ص: 304) ونسب الكتاب إلى صاحبه وهو الشيخ عبد الجليل القصري المتوفى سنة: 603هـ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]57-[/FONT][FONT=&quot] الإفراني، صفوة...، ص: 14 - 15.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]58-[/FONT][FONT=&quot] اشتهر سعيد بن عبد المنعم بتشدده الكبير في الإتيان بالسنة النبوية على حالها، وقد أجمع مترجموه على أنه هو الذي أحيا به الله السنة بسوس، وانتعش به أمر الإسلام فيه. وهو وصف اتفق فيه ابن عسكر في دوحة الناشر، والتمنارتي في فوائده، والإفراني في صفوة من انتشر وكذلك في نزهة الحادي، وكل من جاء بعدهم وأخذ عنهم من المؤرخين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]59-[/FONT][FONT=&quot] التمنارتي، الفوائد، ص: 37.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]60-[/FONT][FONT=&quot] التمنارتي، الفوائد..، ورقة: 37.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot]1- ابن عسكر، دوحة الناشر، ص: 103.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot]2- م.ن، و الصفحة نفسها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]63- م.ن، ص: 104.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot]4- تقع زاوية ابن ويسعدن في قبيلة سكتانة شرق مدينة تارودانت على بعد 135 كلم، والشيخ محمد بن ويسعدن، الذي يرفع نسبه إلى عمر بن الخطاب، هو من كبار رجال العلم والتصوف في القرن 10هـ/16م، أوى إلى زاويته عدد كبير من الطلبة والمساكين والأرامل والأتيام.. وتكفل الشيخ بإطعامهم وكسوتهم.. وقف الشيخ ابن ويسعدن إلى جانب محمد المتوكل ضد عميه عبد الملك وأحمد: ورغم انتصار هذين الأخيرين لم يجرؤ أي منهما على انتهاك حرمة زاوية الشيخ. وكانت وفاته سنة (987هـ/1579م). وتجد ترجمته عند : ابن عسكر: دوحة الناشر، التمنارتي: الفوائد الجمة، الحضيكي: الطبقات 2، السوسي: المعسول 19 [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]خلال جزولة 3[/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]سوس العالمة، حجي: الحركة الفكرية 2.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot]5- محمد حجي، الحركة الفكرية، ج: 2، ص: 561.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot]6- [/FONT][FONT=&quot]Meuni[/FONT][FONT=&quot]é[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]D[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]J[/FONT][FONT=&quot]), [/FONT][FONT=&quot]le[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Maroc[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Saharien[/FONT][FONT=&quot].., [/FONT][FONT=&quot]Op[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]cit[/FONT][FONT=&quot], [/FONT][FONT=&quot]T[/FONT][FONT=&quot] : 2, [/FONT][FONT=&quot]P[/FONT][FONT=&quot] : 486.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot]7- التمنارتي، الفوائد الجمة، ورقة: 37.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot]8- لم تنقد هذه القبائل بصفة نهائية للسعديين إلا من خلال حملة المنصور على سوس سنة: (988هـ/1580م). راجع بهذا الصدد: الفشتالي، مناهل الصفا، ص: 31 - 32، وكذا إبراهيم بن علي الحساني، ديوان قبائل سوس، ص: 13/14.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6[/FONT][FONT=&quot]9- الإفراني، صفوة...، ص: 12.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7[/FONT][FONT=&quot]0- استفدنا هذين الاسمين من تصحيحات الأستاذ المؤرخ أحمد بزيد الكنساني. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7[/FONT][FONT=&quot]1- الإفراني، صفوة...، ص: 12.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7[/FONT][FONT=&quot]2- هو الأمير داود بن عبد المؤمن بن محمد الشيخ المهدي، توفي أبوه أثناء إقامته مع أخويه عبد الملك وأحمد بتلمسان عندما كانا يتهيآن للثورة على ابن أخيهما محمد المتوكل. وبقي داود في كفالة عمّيه. وبعد أن صار ملك المغرب إلى أحمد المنصور، عقد لابن أخيه هذا على مكناسة، ثم رأى أن يصرفه عنها فصحبه إلى مراكش واستبقاه بها تحت نظره، وعين له من ينوب عنه في ولاية مكناسة. ولما فطن داود إلى مقصد عمه فر إلى جبال سكساوة عام (987هـ/1579م) فحاول عمه القبض عليه، وكان من أمره ما كان. راجع الفشتالي، مناهل الصفا، ص: 23 وما بعدها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]7[/FONT][FONT=&quot]3- [/FONT][FONT=&quot]Meuni[/FONT][FONT=&quot]é[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]D[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]J[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]le[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]Maroc[/FONT][FONT=&quot]... [/FONT][FONT=&quot]Op[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]cit[/FONT][FONT=&quot], [/FONT][FONT=&quot]T[/FONT][FONT=&quot]2, [/FONT][FONT=&quot]P[/FONT][FONT=&quot] : 485[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7[/FONT][FONT=&quot]4- إبراهيم بن علي الحساني، ديوان قبائل سوس، ص: 26.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7[/FONT][FONT=&quot]5- راجع القصة بكاملها عند التمنارتي، الفوائد الجمة، ورقة: 37.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]7[/FONT][FONT=&quot]6- إبراهيم بن علي الحساني، ديوان...، ص: 26.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]عن كتاب النقيب سيدي محمد الشبيهي الموقت "الإطلالة الزهية على الأسرة الشبيهية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]المبحث الأول[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أصل الأسرة الجوطية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] للتعريف بهذه الأسرة لابد من الرجوع إلى مولانا القاسم بن إدريس بن إدريس الذي كان واليا بطنجة. وقد خلّف -رضي الله عنه- حسب مؤلف "الدرر البهية" : « فرعين مباركين هما : أبو عبد الله سيدي محمد والسيد يحيى. أما سيدي محمد فتفرعت منه فروع كثيرة. وأما الفرع الثاني، وهو السيد يحيى، فمن ذريته كل جوطي بالمغرب على عدد شعبهم وهم -كما قال ابن السكاك وابن خلدون وأبو إسحاق التلمساني وصاحب إثمد العينين- في ثلاث بلدان: مكناسة الزيتون، وفاس الإدريسية، ومراكش الحمراء. أما أهل مراكش فقد قال في "الدر السني" أن البعض منهم بحاحا بمهلتين، خرجوا من مراكش في بعض السنين الوبائية وقطنوا هناك. قال : « وأما الآن فلا أدري أبقي منهم هناك بقية أم لا ؟ » ويزيد صاحب "الدرر" : « ...واعلم أن هؤلاء السادة الجوطيين قد اشتهرت في الأقطار أخبارهم، وعزّت في أبناء جنسهم أنظارهم، حازوا من المفاخر أعلاها، ومن المراتب أجلاها، ومن محاسن الشيم أوفاها. فهم أهل المجد الصميم، وبيت الشرف القديم، صرحاء النسب، كبراء الحسب، سِيمَا الخير عليهم بادية، وألسن الخلف بفضلهم منادية. قال في "درة التيجان » :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ولد القاسم ليحيى الجوطــي ذي شرف بالمصطفى منوطي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهو الذي يعرف بالعـــدام وقيل ذلك ابن ابنه الإمـــام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وجوطة كانت على نهر سبـو في سالف الدهر إليها سبــو[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكل جـوطي فمن ذا النسـب فيا له من شرف ومنصـــب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]خلاصة المجد وبيت الحسـب والغرة البيضاء من بيت النبـي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]شرفهم كالدر جاء في نســق كالصبح أو كقمر إذا اتســق[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقال في كتاب "الأقنوم في مبادئ العلوم" : [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]يحيى هو الجوطي له كل نـم ابن محمد بن يحيى العـدام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وذا هو ابن القاسم بن إدريس عن ابن خلدون بغير تلبيـس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وغيره قد قال يحيى الجوطـي هذا هو الثاني بلا تخليــط[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وجوطة نزل فيها يحيـــى وليس قـبره بها خفيــــا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهي قرية قريبة علــــى نهر سبو مما الجنوب قد تلا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قد خربت ومن بــلاد أولاد عمران بالخلط ورسمها بـاد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقال في "الدر السني" :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الجوطيون من بني القاسم بن إدريس، ونسبتهم هذه إلى جوطة، قريةٍ عظيمة على نهر سبو، حيث هي اليوم بلاد أولاد عمران من الخلط، خرّبت منذ أزمان وتحيّـفها النهر. وهم مقاسمون في الشهرة والوضوح الأدارسة العلميين... ».[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]«[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] وليس من بني إدريس مَن يبلغ مبلغ هذين الفريقين -أعني الجوطيين والعلميين- في صراحة النسب والشهرة عند الجميع. وسبب ذلك - والله أعلم - عدم بُعد المنزل الذي استوطنوه من فاس دارهم، ومحل ملكهم وقرارهم، مع كون نزولهم به واستيطانهم كان أيام دولتهم وسلطانهم. ثم لم يعهد لهم انتقال لغيره، إلى أن رحل آل جوطة إلى منزليهما اليوم بفاس ومكناسة الزيتون ».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم يضيف المؤلف :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]« ومنشأهم جميعهم هو أبوعبد الله سيدي محمد بن علي بن حمود بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن يحيى بن القاسم بن الإمام إدريس الأزهر. وكان لهذا الجد الجامع ثلاثة أولاد وهم : عبد الواحد وعبد الله ومحمد. فمن بني عبد الواحد الشبيهيون والطاهريون والغالبيون والفرجيون؛ ومن بني عبد الله الشرفاء العمرانيون؛ ومن بني محمد الشرفاء الطالبيون. فافترقت أولاد السيد عبد الواحد إلى أربعة فروع، وأولاد السيد عبد الله إلى فرعين، وبقي أولاد سيدي محمد فرعا واحدا. فصار مجموع فروع الجوطيين سبعة ».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأول من نزل من جوطة إلى مكناس، حسب مؤلف "نشر المثاني" «[/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] من الشعوب الجوطية المستقرين بمكناسة الزيتون الذين هم من عقب المولى عبد الواحد المجاهد. نزل مكناسة من جوطة الذي ذكره في "الفتح المبين في مناقب الأخوين" : سيدي أبي زيد الهزميري وأخيه. وذكر أن أبا يوسف يعقوب بن عبد الحق الذي أجازه معه إلى الأندلس فنال ببركة اصطحابه من الفتح ما هو معلوم. أجرى له الجرايات السنهية والشهرية التي توارثها عقبه من بعده، إلى زمن صاحب "الفتح المبين". لكن لم تستمر بأيديهم إلى الآن، وإنما استمرت لهم أيام بني مرين. وهذه الرسالة التي نفذ لهم فيها ذلك الأمير يعقوب بن عبد الحق، كما هو مكتوب فيها من غير ختم عليها، عن إذن الأمير يعقوب بن عبد الحق. هكذا هي الآن بأيدي أولاد ابن طاهر. وإشراكهم معهم في ولاية الضريح المذكورلا ينكره لهم أحد، وذلك حيث كان الجميع قاطنين بمكناسة الزيتون، ثم استوطنها هؤلاء الشبيهيون بإزاء الضريح المذكور وعمروه دون هؤلاء ...».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]المبحث الثاني [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مولاي أحمد الشبيه والأسرة الشبيهية ونقابتها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومن سلالة سيدي عبد الواحد المجاهد السالف الذكر، ازداد بمكناس في آخر المائة التاسعة : الشريف مولاي أحمد بن عبد الواحد، وكني بالشبيه، لوجود العلامة بكتفه الأيمن كما كانت عند جده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما كبر كانت صفاته صفات جده خَلقا وخُلقا. ومن هذا الولي الكبير انحدرت العائلة الشبيهية بفروعها الأربعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كما سبق أن أشرت إليه عندما عرّفت بعلم الأنساب فإن الشجرة هي المجسّد عمليا لجانب من هذا العلم. فهي ترتب عمود النسب وتوضحه، وتسهّل قراءته من طرف المختصين في هذا الميدان أو غيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد تفنن النسابون في أشكالها قديما. فكانت توضع على شكل شجرة، أو تكتب عموديا أو أفقيا وهو أيسر وضع، يسهل قراءتها على الجميع، ويجعل القارئ يتذكر أسماء أجداده ويترحم عليهم. ورحم الله من قال:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أرّخهم تظفرْ بأجر وافـر فبذكرهم يُجلى عن القلب الصدا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وعندما عزمت على تحيين شجرة العائلة، كان عليّ أن أبدأ بمراجعة بعض كتب الأنساب والتراجم. وقد حصلت على نسخة مصورة من ديوان النقيب سيدي عبد القادر[/font][font=&quot]>[5]<!--[[/font][font=&quot]]--> الذي كان سيدي النقيب الوالد يتوفر بخزانته على نسخة منه مبتورة الأخير. كما كان في حوزتي أرجوزة ومشجرّان: الأرجوزة وأحد المشجرين لسيدي محمد الفاطمي الشبيهي<!--[[/font][font=&quot]!]-->[6]<!--[[/font][font=&quot]]-->، والمشجر الآخر لسيدي عبد الصمد، وكلاهما من ذرية النقيب سيدي عبد القادر المذكور. وعندما درست تلك المصادر، تبين لي من خلال مقارنة بعض الأسماء التي جاءت فيها أنها تختلف فيما بينها. كما لاحظت إسقاط بعض الأسماء، وعدم احترام ترتيب أسماء أخرى. فوضعت جدولا خصصت لكل مصدر ضلعا خاصا به، فاتضح ما أسقط من أسماء، وصار ترتيبها الصحيح ممكنا. ثم اتصلت بعد ذلك بسيدي محمد المنوني، المؤرخ المشهور -رحمه الله- وعرضت عليه الجدول المذكور، وتذاكرنا حوله، فنصحني بالاعتماد على شجرة سيدي محمد الفاطمي باعتباره من مراجع التاريخ المغربي. وقد كاتبني بعد أيام ووضح لي جانبا من إشكالية اسم يحيى المكرر. وسيجد القارئ نسخة من الرسالة في آخر هذا الفصل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وعندما تأكدت من صحة الأسماء وعددها، شرعت في إعداد الشجرة وتحيينها. إلا أنه لم يكن عملا شموليا بالنسبة لإحصاء الأطفال، نظرا لبعد سكنى آبائهم إما داخل المغرب أو خارجه. وقد تبين في نهاية الأمر أنّ عدد أفراد هذه العائلة 1354 نفرًا، ذكورا وإناثا، توزع عليهم الفتوحات جميعهم، قسمة لكل واحد منذ ازدياده إلى وفاته. وبما أن الأمر لا يتعلق بإرث فإن قاعدة: للذكر مثل حظ الأنثيين، لا تطبق في هذه الحالة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] ومما لاحظت أن عددا من العائلات بفاس وتطوان وبعض المناطق الأخرى تحمل اسم الشبيهي، دون أن تكون لها صلة عرقية بهذه العائلة، أو تكون من سلالة المولى أحمد الشبيه التي سيتبين للقارئ الكريم أن شجرتها موثقة بدقة، وأن أفرادها -زيادة على سهر النقيب على ضبط الأمور ومراقبتها- كانوا دوما يتتبعون عمود نسبهم بكل دقة، وأن مزية الاستفادة من الفتوحات لا تكمن فقط في قيمتها المادية، بل تجعل رقابة الجميع الذاتية حاجزًا واقيًا من أي تسرب أو غلط يمكن الوقوع فيه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] وكما أشرت إليه في الفصل السابق، فإن تسيير شؤون هذه العائلة يخضع لإجراءات مدققة ومقننة بتعليمات مولوية بواسطة الظهائر الشريفة، وكذا بالرسائل الوزارية التي تحدد الاختصاصات بين المتدخلين في الضريح على أساس الشورى الإسلامية. فالمبادرة ليست للنقيب وحده فيما يخص السير العام للعائلة والضريح، بل لأعيان الشرفاء الذين يختار كل فرع من فروعهم الأربعة التي تتكون منهم العائلة، نائبين عنه في لجنة الثمانية التي يتولى اثنان منهم، كل ستة أشهر، السهر على مداخيل الفتوحات وتوزيعها. ويشاركهما في ذلك -كما سلف ذكره في الفصل ما قبل هذا- ناظر الأحباس ومقدم الضريح، تحت إشراف النقيب أو نائبه. أما اختصاصات النقيب المعين من طرف الشرفاء والمزكى من طرف الأعتاب الشريفة بظهير مولوي شريف، فمهامه محددة في ظهير تعيينه. ويضاف إليها مهمات أخرى بأوامر مولوية حسب الضرورة. وبما أن للنقيب حق الحكم في قضايا الشرفاء فيما بينهم، فإن هذه الصفة تجعل تدخلاته واسعة في جميع المجالات المتعلقة بالعائلة الإدريسية. وكان للنقيب حق مراجعة حسابات نظارة الأحباس، سنويا. ويتقاضى تعويضا نقديا على ذلك. وقد أسهب القادري<!--[[/FONT][FONT=&quot]!]-->[7]<!--[[/FONT][FONT=&quot]]--> وابن زيدان<!--[[/FONT][FONT=&quot]if !]-->[8]<!--[[/FONT][FONT=&quot]]--> وغيرهما في الكلام عن مؤسسة نقابة الأشراف منذ نشأتها، وعن دورها وأهميتها من الناحية الدينية والدنيوية والاجتماعية. فليرجع إليها الباحث إن احتاج إلى ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] لقد لعب أفراد هذه العائلة دورا ثقافيا وتربويا واجتماعيا، ليس على صعيد الضريح فقط، بل تعدّاه إلى المدينة ومحيطها وحتى إلى مكناس، حيث احتفظت عدد من العائلات بأملاكها ومساكنها هناك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] فعلماء العائلة تخرج على أيديهم بمكناس والزاوية عشرات العلماء والفقهاء. وكان سلوكهم تضرب به الأمثال، ومساعدتهم وكرمهم للضيف وللفقير والمحتاج لا تخفى على أحد. فخطط التدريس والعدالة والإمامة كان لهم النصيب الأوفى فيها، وقصب السبق إليها، لما فيها من أجر أخروي ومنفعة للعباد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لقد قال في حق هذه الأسرة الشاعر الفقيه السيد محمد بن حدو الأبيات الآتية :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أشواق إلى منبع الخير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] وقال رفيقي حين طال تفكيري وزاد اشتياقي و اعترى حالي الوجد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] أشوقا إلى زرهون وهي قريبة ؟ فكيف إذا شطت وشط بك البعــد ؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] فقلت أراني هائما من بعدهــا مشوقا إلى الأحباب ماجد بي جــد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] فلا يبعد الرحمان عني بقعــة بها معشر يعزى لبيتهم المجــــد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] إذا انتسبوا كان "الشبيه" أباهـم وكان " إمام الفاتحين" لهم جــــد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] بنو بنت خير الرسل قاطبــة و صفوة الله لا يسمو لنسبتهم نـــد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] لهم من رسول الله إرث نبـوة هو الطهر و النور المشع هو الرشــد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] شمائلهم من مهد الخير نبعـها أشاد بها القرآن وهو لهم عهـــــد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]المبحث الثالث[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]دار الزاوية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] مع بناء الضريح بنيت دار لإيواء الشريفات الفقيرات، تنفق نظارة الأحباس على نزيلاتها وتكسوهن وتوفر لهن جميع ضروريات العيش الكريم، بعيدًا عن الالتجاء للغير، حفاظاً على كرامتهن وشرفهن. كما كان المحسنون يقدمون لهن في الأعياد الدينية الهدايا من لباس ومأكولات وأضحيات العيد. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكانت لدار الزاوية مهمة اجتماعية أخرى، تتجلى في إيواء النساء اللائي يتخاصمن مع أزواجهن. وقد اعتاد الفلاحون والكسابة والتجار، من زرهون ومن مناطق أخرى، تخصيص جزء من منتوجهم أو كسبهم، و ينذرون ذلك للشرفاء، ويقدمونه أيام المواسم أو بمناسبة زيارتهم للضريح، حيث يسلم إلى مقدم دار الزاوية حتى يقرر المكلفون بالفتوحات مصيره: فإما أن يتمّ توزيعه على الشرفاء، أو بيعه وإظافة ثمنه إلى مدخول الربيعة (أي الصندوق المخصص لوضع الفتوحات النقدية)، ليوزع على المستحقين. ويوجد بالقرب من دار الزاوية بيت اللحم (أو دار الذبائح، كما سماها ابن زيدان)، تدبح فيها المواشي المهداة، وتوزع على الشرفاء حسب ترتيب سكناهم من الضريح. وكانت توجد سجلات خاصة بهذا التوزيع. وكان لدار الزاوية وبيت اللحم عدد من البوابين، يقومون بتوزيع المؤونة واللحم وبالتنظيف أيضا، وبما يحتاجه الضريح من أشغال. وكان عددهم يصل في بعض الأحيان إلى عشرين رجلا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]المبحث الرابع[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عادات وتقاليد الأسرة الشبيهية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وحتى تكتمل نظرة القارئ على العائلة المعنية بهذا الكتاب، لابد من الكلام عن حياة أفرادها ومعاملاتهم العامة في بيئتهم ومحيطهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فالملاحظ والمعاش أن تصرفاتهم إسلامية الأساس، ممزوجة بما علق بها من مظاهر الحضارة عبر التاريخ، وتأثير المناطق التي سكنتها العائلة : طنجة، منطقة سهل الغرب، فاس ومكناس. هذا بالإضافة إلى تأثير علاقات العائلة بعائلات المناطق الأخرى التي تزور الضريح ويستضيفها الشرفاء، وكذا من خلال المصاهرة معها في بعض الأحيان، لأن العرف الذي كان سائدا في القديم في وسط العائلة ألا تتم المصاهرة إلا بين أبناء العمومة القريبة والبعيدة. ولا يجرؤ عامة الناس على الزواج من الشريفة، احتراما وتقديرا لها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكان للأب الدور الرئيسي في تسيير العائلة، في حين كان للمرأة الدور الأساسي في مباشرة شؤون البيت -وما أكثرها وأخطرها- نظرا لكون المرأة تتحمل مسؤولية تربية النشء، وتهيئته ليكون عنصرا صالحا لمجتمعه. وكانت للمرأة المسنّة الكلمة الأولى والأخيرة داخل البيت، لأن تجربتها وخبرتها تجعلان منها المؤطرة المسموعة الكلمة، توقرها كل نساء العائلة، وأمرها منفذ من لدن الجميع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقد امتازت هذه العائلة -غنيها وفقيرها- بمستواها الحضاري الرفيع. فمستوى المعرفة لأفرادها كان مرتفعا، لا يقل عن حفظ المتعلم لجزء من القرآن الكريم واطلاعه على عدد من المتون التي تجعله يلمّ بواجباته الدينية، ويقوم بعباداته على الوجه الصحيح، ويحفظ الكثير من التصليات والدعوات والأوراد. فكل أطفال العائلة مروا من "المسيد" أي الكتّاب القرآني. إلا أن الفتيات ينقطعن عن الدراسة ما بين ثمانية وعشرة أعوام. ومنهن من كانت تحفظ القرآن بأكمله، وعددا من الأحاديث، وبعضًا من أمهات الشعر العربي. بل كانت إحداهن تدرّس القرآن في بيتها للفتيات، وذلك ليتفرغن لتعلم تدبير شؤون البيت، إما داخل عائلاتهن أو عند دار المعلمة. وكانت لهذه الدور مهمة تعليم الفتيات قواعد الطرز الفاسي و الرباطي والسلاوي و صناعة الشبكة و الفصالة والخياطة والطبخ وتدبير شؤون المنزل.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] أما الذكور فكانوا يتابعون دراستهم القرآنية والعلمية. ومن لم تكن له القدرة على ذلك، فكان يوجه حسب ميول والده الحرفي. وبما أن العائلة الشبيهية كانت تهتم بالفلاحة والكسب والصناعة التابعة لهما، فأفرادها كانوا ملاكين للأراضي، مزاولين للفلاحة بأنفسهم رغم غناهم وعلمهم. أما المهن الأخرى فلم تكن تستهويهم، ماعدا الخياطة والنجارة والتجارة. ولا يبقى منهم عاطلاً في وسط العائلة إلا أفرادا قلائل بسبب تخلفهم العقلي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] كانت الجدية والحشمة والرأفة والوقار تطبع سلوك أفراد العائلة فيما بينهم ومع أقربائهم ومعارفهم ومع باقي أفراد محيطهم. وكانت احتفالاتهم العائلية تجمع حولهم الأقرباء والأصدقاء. وكانت كل الاحتفالات [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]التي يتمّ تنظيمها بمناسبة ختمة القرآن الكريم، أو العقيقة أو الختان أو الخطوبة أو الزفاف- تبتدئ بإكرام الفقهاء والضعفاء على حد سواء. أما المأكولات فلم تكن تختلف كثيرا بالرُّغم عن اختلاف المستوى المادي للعائلات، لأن المؤازرة بين أفرادها كانت من شيم الجميع. وكانت صلة الرحم قوية ومستمرة بين الأفراد، والتواضع من طبيعة الكبير والصغير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الأزيــاء والأوانــي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] إن درجة تحضّر الإنسان [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]ماديًا- تتجلى في ملبسه ومأكله ومسكنه. والمظهر العام للعائلة كان تقريبا موحدا في اللباس وفي مظاهر الحياة الأخرى. إلا أنه كان هناك فرق في نوعية اللباس والفراش وقيمتهما المادية. فبالنسبة للباس كان لكل مستوى نوعيته، وكذلك المفروشات. وأطباق المأكولات منها ما هو عادي، ومنها ما هو خاص بالأعياد والمناسبات. كما أن الأواني كانت تختلف من مستوى لآخر، رغم أنّ شكلها يكون موحدا في الغالب. فالأواني المنزلية الممتازة والأثواب الرفيعة كانت تستورد من الخارج، وخاصة من الصين وفرنسا وإنكلترا. وكان التجار الفاسيون يسافرون إلى تلك البلدان ليستوردوا سلعهم. ومنهم من كانت ترافقهم زوجاتهم عندما تطول مدة الإقامة بالخارج. ومنهم من ازداد أبناؤهم بتلك الدول. ومن أرقى الأثواب والأواني التي كانت البيوت تتفاخر بها ثوب "الملف" الفرنسي والأنجليزي، والأثواب النسوية الحريرية الفرنسية المجلوبة من مدينة ليون ([/FONT][FONT=&quot]Lyon[/FONT][FONT=&quot]) ومن الصين والهند، وأواني "البلاّر" (البلّور) الفرنسي [/FONT][FONT=&quot]Saint Louis[/FONT][FONT=&quot]))، وأواني الفخار من نوع "الطوس" الصيني، وأواني الشاي والقهوة الأنجليزية وبابورات[/FONT][FONT=&quot]->[9]<!--[[/FONT][FONT=&quot]]--> روسيا. وكانت أواني معمل رايث ([/FONT][FONT=&quot]Wright[/FONT][FONT=&quot]) الأنجليزية أفخر ما كانت تعتز به العائلة، وتفتخر به أمام ضيوفها، مظهرة لهم بذلك فرحها وتقديرها باستقبالهم بتلك الأواني نظرا لجودتها وارتفاع أثمانها. وتعدّ هذه الأواني في وقتنا الحاضر من التحف النفيسة الباهضة الثمن، لأن المعمل الذي كان ينتجها بمدينة منشستر الإنجليزية ([/FONT][FONT=&quot]Manchester[/FONT][FONT=&quot]) قد أغلق أبوابه منذ عشرات السنين. وكانت نفس الأواني تصنع بفاس من النحاس والفضة والفخار والزجاج، إلا أنها كانت أقل قيمة وثمنًا من مثيلاتها المستوردة. وقد اشتهر الفخار المغربي بجودته وتنوعه، وكان يشغّل يدًا عاملة مهمة في مدن فاس، مكناس، سلا وآسفي. وقد اشتهرت عائلات في أسفي بصناعتها المتقنة للفخار. ومن بينها عائلة الشريف السرغيني، وعائلة ابن ابراهيم الفخاري. وقد تخرج على يد المعلم المشهور السيد: عمالي، عدد ممن اشتهر اسمهم في ميدان صناعة الفخار الرفيعة والمتقنة، والمزركشة بماء الذهب والألوان الزاهية التقليدية. ومما هو معلوم أن تلك الأواني الفخارية كانت تستعمل لتقديم الأطعمة، كالشواء والبسطيلة والمحنشة وأنواع الكسكس والفواكه. أما أنواع أكلات الدجاج والفراخ واللحوم فكانت تقدم في طواجن فخارية سلاوية توضع فوق صحون نحاسية لتحافظ على سخونتها. ومن بين منتوجات الفخار -زيادة على الأواني المنزلية- الزليج بأنواعه والقرمد. وقد كان لزرهون فخاره الخاص والذي كان يمتاز على أنواع الفخار الأخرى بكونه حافظ على طبيعته البدائية، والتي يرجع عهدها إلى ما قبل الإسلام. وآخر "معلم" اشتهر بهذه الحرفة في الزاوية الإدريسية: الشريف سيدي بوبكر بن الطالب العلوي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] إنّ الكلام عن هذه الأواني يدفعني إلى ذكر الشاي ومكانته في الأوساط المغربية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الشــاي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] يعتبر الشاي عندنا سيد المشروبات على الإطلاق، والأكثر تداولا عند الفقير والغني على حدّ سواء. يشرب الشاي طول النهار، قبل الأكل أو بعده. وهناك أكلات لابد من مصاحبته لها، منها الشواء [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] الكباب [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] الكفتة [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]الخليع"، الخ...). ومن المعلوم أن تحضير الشاي يتمّ بأوراق الشاي المجففة والسكر والنعناع أساسًا، يضاف إليها الشيبا أو السالما أو هما معًا، وقد يقتصر على الشاي صرفا، وهو أفضل عند أهل الذوق كإخواننا الصحراويين، سكان الساقية الحمراء ووادي الذهب، وخصوصا أبناء عمنا شرفاء الركيبات. ويتطلب تهييئه أثاثًا وأوانيَ خاصة، منها ما هو في متناول الجميع، ومنها ما ثمنه مرتفع، فيبقى استعماله منحصرا في بعض الأوساط الغنية -كما سبق ذكره في هذا الفصل. وكان الشاي يعطر بالعنبر في ليالي الشتاء، حيث يوضع العنبر في آنية فضية خاصة به، تسمى "معلقة العنبر أو العنبرة"، لها غطاء مثقب يمكّن من احتباسه داخلها وتسرّب نكهته إلى البّراد؛ ثم تزال آنية العنبر ويحتفظ به لاستعماله مرات متعددة حتى يدوب تمامًا. ومن المعلوم أن العنبر يزيد للشاي نكهة خاصة، كما أنه يدفئ الذات ويريحها وينشط الفكر. ونظرًا لانتشار هذا المشروب في جميع المناطق المغربية فقد خصه الأدباء بكتابات عديدة نثرًا وشعرًا. ولقد وقفتُ على شرح أرجوزة<!--[[/FONT][FONT=&quot]!]-->[10[/FONT][FONT=&quot]حول الشاي وآدابه و"إقامته" (أي تحضيره) وما يحتاج إليه. ومما جاء في الأرجوزة :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحمد لله الـذي أطعمنــــا من كل مطعوم به أكرمنـــا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكل مشـروب لـذيذ طيــب حلو حلال كالغمام الصيـــب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] مثل الأتاي اللنـدريزي الجـيد، صفرتُه مثل مذاب العسجـــد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] إن صُبّ في كاسـاته مذهـبـة على صفا صينية ملتهبــــة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] تطاير الهمّ لديها، وانـشـرح صدر الذي يشربه من [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] وإن يكن معنبرا فذاك فــي مذهبنا المختار خيرُ ما أصطفي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وتتكوّن هذه الأرجوزة من اثنين وأربعين بيتا، يصف فيها صاحبها الفقيه: عبد السلام الأزموري جلسة شاي بأسلوب بديع. وقد خللها الشارح بأشعار وفوائد رائعة. ولا تكمل جلسة الشاي في وسطنا إلا بإحضار المبخرة لحرق العود القماري لتعبق رائحته الطيبة، وصينيةِ المراش لتعطير الجلاّس. وكان ماء الزهر يستعمل في الشتاء، وماء الورد في الصيف. ويضاف إلى هذا كله أنواع الحلويات وخاصة كعب الغزال والغريّبة. ولتهييئ الشاي عاداته وتقاليده وجوّه الخاص، مثل ما يحفه به أصحابه الأصليون سكان الصين من طقوس وأدبيات يحتاج شرحها وتفصيلها إلى مؤلف خاص. ومن بين الطرائف التي حكاها الدكتور عبد الفتاح الزنيفي<!--[[/FONT][FONT=&quot]if !]-->[12]<!--[[/FONT][FONT=&quot]]--> في الموضوع أنّ شرب الأتاي يستحب فيه أن يتوفر على ثلاث حاءات: وفسرها بحلاوة المشروب، وحماوته، وحرورته. وقد زاد صهرنا مولاي إدريس، حفيد العلامة سيدي الفضيل، الحاء الرابعة بأنه حلال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->الأزياء والحلي لدى المرأة [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان لرجال العائلة الشبيهية ونسائها لباس خاص، لا يختلف عن لباس العائلات الفاسية والمكناسية. فبالنسبة للنساء كن يرتدين التشامير [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]وهو من ثوب أبيض أو مزخرف بالألوان الزاهية- ثم القفطان الذي كان يصنع من ثوب "الملْف" أو "شاركة" <!--[[/font][font=&quot]!]-->[13]<!--[[/font][font=&quot]]-->، ثم "الدفين" وهو من ثوب رهيف، لونه موحد أو مزركش. وتلبس المرأة سروالا بألوان زاهية. وكانت النساء يتفنّنّ في خياطة لباسهن بأيديهن، مستعملات الخيوط الحريرية أو المذهبة. وكانت النساء يستعملن "الخمال" في أوقات العمل لرفع أكمامهن إلى الأعلى. و"الخمال" عبارة عن مجدول أي خيط عادي أو حريري مقوى ومفتول، طوله متر ونيّف، يعقد من رأسيه، وتمرره المرأة على قفاها وتدخل يديها فيه، وتتبث به أكمامها إلى الأعلى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أما الحلي فكانت النساء يتزينّ "بخيط الريح" الذي يوضع فوق الجبين، و"الحلقات" في الأذنين، والتاج فوق الرأس، والشوكة في عنق الدفين أو صدره، و"مدجّة" الجواهر في العنق، و"الدبالج" (الأساور) في الأيدي، والخواتم في أصابع اليد. وكان حزامهن عبارة عن "مضمة" حريرية بزيمها من فضة، أو من ذهب في بعض الأحيان. و قد تكون المضمة من ذهب خالص أو من فضة. وتضع المرأة في رجلها خلخالا من ذهب أو فضة، وتنتعل بلغة عادية من جلد ملون، أو شربيلاً مطرزًا بالصقلي أو الحرير. وكانت النساء تسترن شعرهن "بالسّـبْنية" الحريرية المزركشة الألوان؛ ويضعن عصابة في مقدمة الرأس لتثبيت السبنية عليه. وعندما تخرج المرأة من بيتها تلتحف "بالحايك" الذي كان يصنع من ثوب صوفي أبيض أو تتخلله خطوط سوداء، تلفّه المرأة حول جسدها، وتضع نقابا يحجب وجهها إلا العينين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الزيّ الرجـالي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أما الرجال فكان لباسهم على الشكل الآتي : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان الرجال يرتدون "التّشامير" (وهو قميص طويل أبيض)، والقفطان من مَلْف ملون خافت، أو قَشابة من صوف بالنسبة للفقراء، ثم "فرَجية" من مرزاية (وهو ثوب شفاف أبيض) للميسورين. أما الحزام فكان عبارة عن مضمة من حرير أو من جلد، أو من ثوب مقوى بالنسبة لعامة الناس. ويكتمل لباس الرجال بارتداء "جلابة" خفيفة بيضاء، وفوقها جلابة غليظة ملونة في الأيام الباردة. أما في وقت الحر فيكتفي الرجال بالتشامير والجلابة الخفيفة البيضاء أو في لون آخر حسب ذوق الرجل. كما يرتدي الرجل سروالا من ثوب خفيف في الصيف، ومن "شاركة" في الشتاء، وينتعل بلغة صفراء من الجلد، وجوارب من صوف أو خيط. كما يعتمّ الرجال -حسب رتبهم الاجتماعية- إما "بالشد والشاشية" بالنسبة لرجال المخزن والعلماء، أو بالطربوش الفاسي الأحمر، أو طربوش بدون شوشة ملوّن حسب رغبة المستعمل والمنتشر استعماله بمكناس وفي أوساط الحرفيين عامة. وفي غالب الأحيان يغطى الطربوش بقُبّ الجلابة التحتية، ويبقى قُبّ الجلابة الفوقية منسدلاً على الظهر إلا في حالة المطر فيغطي به رأسه. أما فقراء العائلة فكان لهم نفس اللباس، إلا أن الأثواب المستعملة تكون من الصوف المصنع محليا بالزاوية. وقد كانت هذه الصناعة مزدهرة وتشغل عشرات من الرجال والشبان والنساء اللاتي كن يهيئن خيوط الصوف بالتقنيات القديمة بمختلف مراحلها الضرورية.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] ويستعمل الثوب الصوفي كذلك من طرف الميسورين، نظرا لجودته ودفئه وتنوع حياكته وفق فصول السنة. وأما الأثواب الرخيصة الثمن فكانت متوفرة بكثرة وفي متناول الجميع. ويضع الفقراء طواقي صوفية أو خيطية، أو "رُزّة" (أي العمامة) من ثوب فوق رؤوسهم. وكان يعاب على من ترك رأسه عاريا، إلا في حالات خاصة لدى بعض المتصوفة الذين لا يغطون رؤوسهم، ومنهم من يحلق شعر رأسه ويترك اللحية، ومنهم من لا يحلق رأسه فينساب شعر رأسه وتسمى الوفرة. أما أطفال العوام فكانوا يحتفظون "بالقرن"<!--[[/font][font=&quot]!]-->[14]<!--[[/font][font=&quot]]--> في أعلى الصدغين الأيمن والأيسر، بالإضافة إلى عُرف (وهو عبارة عن مساحة مستطيلة من الشعر القصير في وسط الرأس، يمتدّ من فوق الجبهة إلى مؤخرة الجمجمة)، ويحلق ما تبقى من شعر الرأس. ثم يُحلق الرأس بأكمله عند البلوغ. أما أبناء العائلة الشبيهية فكانوا يحتفظون "بالقُطاية"، وهي عبارة عن ظفيرة من الشعر في وسط الرأس، ويحلقون ما تبقى منه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأستحضر هنا الدور الكبير الذي كان يلعبه الحلاق في وسطنا الاجتماعي. فأدواره ومهماته كانت تطغى على حياة الأفراد. فزيادة على الحلاقة، كان "يحجم" لبعض الناس قصد التخفيف من الضغط الدموي والحفاظ على صحة جيدة كما جاء في السنة النبوية. وكانت هذه الطريقة تريح عددا من الناس رجالا ونساء. وكان الحلاق يقوم بختان الأطفال، واقتلاع الأسنان، ويهيئ "الشَّـدّ" الخاص بالشخصيات (وهو طربوش تلفّه عمامة على هيئة مخصوصة)، لأنه كان يتوفر في دكانه على القالب النحاسي لتلك العملية. كما أن حضوره في المأدبات كان من أوجب الواجبات، نظرا لخبرته في تهيئ الموائد وتصفيف الطواجين والميادي أمام المدعوين لتقوية شهيتهم، وما إلى ذلك مما يتطلّبه تنظيم الحفلات حتى تمر في أحسن الظروف وأكملها، طبقًا لتقاليد الضيافة المغربية الأصيلة. وفي البوادي كان الحجام يقوم بوشم الرجال و النساء على الطريقة التقليدية المعروفة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وعندما انضمّت الجزائر إلى الدولة الإسلامية العثمانية وبدأ المغاربة يتعاملون مع الدول الأوروبية -ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر للميلاد- ظهر نوع من الألبسة يسمى باجادور<!--[[/font][font=&quot]!]-->[15]<!--[[/font][font=&quot]]--> انتشر في بعض الأوساط بمناسبة الختان والزفاف، فصار لباسا رسميا للمختون والعريس. كان السلهام لباس العلماء والفقهاء والوجهاء، وكان من ثوب "السوسدي" الأبيض الرفيع في الصيف، أو من ملف أسود أو ملون في الشتاء. أما في الرسميات فيكون أبيض. وكان القضاة وخطباء الأعياد والجمعة وعلية القوم يلتحفون بالكساء الأبيض من ثوب "البزيوي" المنسوج المرتفع ثمنه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أما الأطفال فلم تكن ألبستهم تختلف عن الكبار، إلا أنهم لا يلبسون القفطان والفرجية، بل البدعية والدراعية وسروالاً، وينتعلون البلغة، ويغطون رأسهم بقب الجلباب أو الطاقية، أو الطربوش عند بلوغهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->الأعـياد و الأفــراح [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] بعد إنهاء الأشغال اليومية والواجبات الدينية والمنزلية، كانت الأعياد والحفلات وغيرها من مناسبات الفرح والبهجة تستغل للترفيه عن النفس. وكان لكل من الرجل والمرأة طريقته الخاصة في إظهار فرحه في الوسط العائلي أو خارجه. وكان للرجال حفلاتهم الخاصة بهم، وللنساء حفلاتهن. ومن الحفلات ما هو مختلط بين أفراد العائلة. ومن بين الحفلات النسائية حفلة الحناء التي تنظم مرة أو مرتين في العام: أيام المولد النبوي، أو في شهر شعبان. ولعل لهذه الحناء دورًا نفسانيا لأن النسوة لما يتعبن نفسيًّا فإنهن يشعرن بثقل في أعضائهن، وبقلة النوم وانشغال البال، فيعزين ذلك "للأرياح" أي لتأثير الجن عليهنّ، حسب اعتقادهن آنذاك. لذا كنّ ينظمن حفلة الحناء بقصد الاستشفاء. فيستدعين صديقاتهن لأمسية أو عشاء، يتم أثناءها نقش اليدين والرجلين بالحناء، في جو من البهجة والفرح والغناء، وهن بارزات فوق فراش خاص مرتفع. وتدوم حصة الحناء هذه ساعاتٍ طوالأ. ولحفلة الحناء طقوسها الخاصة حسب المستويات الاجتماعية. فمن النساء من يفضلن إحضار فرقة "اكناوة" لاعتقادهن خطورة الجن الذي يسكنهن، لأن اكناوة لهم من الطبوع المتنوعة ما يرضي أنواعًا من الجن أو يؤثر عليها. وهنا ندخل في ميدان الأمراض النفسية والشعوذة الجهلاء، ونبتعد عن الصواب. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] ومما لاحظت أن سر الحناء ربما يكمن في كونها وسيلة لتركيز الذهن، ونسيان ما يشغل بال تلك النساء، وذلك بفضل الجو المتميز الذي يقام فيه الحفل، الشيء الذي تنتج عنه راحة البال المرجوة من هذه العادة. لقد كان معروفا بفاس -ومنذ القدم- ما يسمى "بسيدي فْريج" أو المارستان أي مستشفى الأمراض العقلية، حيث كانت الأجواق الموسيقية تخصص أوقاتا لتطرب المرضى وترفه عنهم. وكثير هم أولائك الذين كانوا يشفون بتلك الطريقة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وتستعمل الحناء كذلك لصبغ شعر رأس المرأة بعد تليينه "بالغاسول"، ثم غسله على الأقل مرة في الأسبوع في الحمام العمومي الذي تكتريه العائلة ليلا بعد العشاء و للحمام عوائده و طقوسه و مشروباته وأكلاته .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كانت تربية النساء تشمل- منذ صغرهن- تعلُّم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم كاملاً أو حفظ جزء منه؛ وأقل ما كان يتعين عليهن استظهاره حزب سبح. كما كن يتعلمن بعض الألعاب خاصة صنع العرائس من قطع الأثواب المستعملة، ثم خياطة لباس هذه العرائس من أثواب جديدة وكل ما تحتاجه البنات لما يكبرن. كما كانت تربية الذوق من أولويات الأمهات. ومن جملة ما كانت تتعلمه البنت الصغيرة، العزف على آلات الطرب الجلدية (كالدّف وما شاكله) التي لم يكن يخلو منها أيّ بيت. كما كانت الفتيات يحفظن الأمداح النبوية، وقصائد الملحون الدينية والتربوية والمديحية. أما في الأعراس والمناسبات الأخرى فكانت بالمدينة أجواق نسوية تنشّط الحفلات المخصصة للنساء.ومن عادات المدينة أن العروسة تزف ليلة (الرواح) إلى بيت زوجها داخل (العمارية) نوع من الهودج العربي في موكب من أفراد العائلتين مصحوبين بأجواق الأهازيج المحلية كالغياطة والطبالة والطوائف الصوفية حسب ميول العائلات.وكانت عادة بعض بيوت الشرفاء الإختصاص في تحضير العمارية وذلك بتزيينها بلباس خاص على هيئة لباس المرأة مستعملين الأثواب من النوع الجيد وحزام خاص كما توضع سبنية في أعلى العمارية الذي يرمز إلى رأس العروسة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكانت تلك العائلات تحتفظ بذلك الزي لاستعماله في أعراس أخرى مساهمة منها وبالمجان في أعراس العائلات الغنية منها أو الفقيرة الشيء الذي كان يميز تلك العائلات في أوساط المدينة كما أنها كانت تضع رهن إشارة السكان أواني الطبخ الكبيرة الحجم وصينيات الشاي وما يرافقها عادة لتحضير الشاي وأطباق تقديم الأكل والحلويات وما إلى غير ذلك من زرابي وأفرشة. أما العمارية فكانت محبسة من طرف أحد الشرفاء أو الأغنياء يتم استعمالها في الأعراس وترجع إلى محبسها بعد ذلك.أما في البادية فكانت العمارية تودع مع محمل الأموات في مساجد القرى.وتسمى العمارية بتطوان وطنجة (البوجة).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أما الرجال فكانوا يتذوقون طرب الآلة، وكانوا يتقنون حفظ أشعارها وميـازينها، مثل » رمل الماية« الخاص بالأمداح النبوية. كما كان بالمدينة وبقرى زرهون أجواق الملحون التي اشتهرت حتى خارج المنطقة بجودة عازفيها، وبحفّاظها الممتازين لمختلف القصائد وخاصة القصائد الرائعة لسيدي عبد القادر العلمي.وأخص بالذكر منهم الشيخين الدائعي الصيت مولاي المهدي العلوي والسيد العرفاوي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] ومن المناسبات الدينية التي يُحتفل بها، يوم عاشوراء، وأيام العجوز،<!--[[/FONT][FONT=&quot]!]-->[16]<!--[[/FONT][FONT=&quot]]--> والعنصرة. فبالنسبة لعاشوراء، وردت عدة أسباب لهذه التسمية، منها لأنه اليوم العاشر من محرم. وقيل لأن الله تعالى أكرم فيه عشرة من الأنبياء بعشر كرامات. وقيل لأنه عاشر عشر كرامات أكرم الله تعالى بها هذه الأمة<!--[[/FONT][FONT=&quot]if !]-->[17]<!--[[/FONT][FONT=&quot]]-->. وقد ورد عدد من الأحاديث<!--[[/FONT][FONT=&quot]!]-->[18]<!--[[/FONT][FONT=&quot]]--> في هذا اليوم المبارك وصومه، منها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال : » ما هذا ؟ « قالوا : » هذا يومُ صالحٍ، يوم نجّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى عليه السلام «. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : » أنا أحق بموسى منكم« ، فصامه وأمر بصيامه. فلما فرض رمضان، ترك يوم عاشوراء : من شاء صامه، ومن شاء تركه. ويستحب في هذا اليوم أشياء أشار إليها أحد الفقهاء بقوله :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] في صوم عاشـــوراء عشـرٌ تتّصل بها اثنان، ولها فصــل نقــل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] صُم، صَلِّ، صِلْ، زُرْ عالما، عُدْ واكتحل رأسَ اليتيم امسح، تصدّقْ واغتسل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] وسّــعْ على العيال، قــــلّم ظفـرًا وســورةَ الإخلاص ألفًا تقــرا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] ويعتبر يوم عاشوراء والأسبوع الذي يليه مقدسا لدى سكان المدينة عامة، والأسرة الشبيهية بصفة خاصة، حيث إن ربات البيوت كن لا يستعملن أدوات الزينة من كحل وسواك و"عكار" وعطور وما إلى ذلك، حدادا على مقتل سيدنا الحسين -رضي الله عنه- في كربلاء بالعراق. كما أن يوم عاشوراء يعتبر يوم تقرب إلى الله بالصوم وأداء فريضة الزكاة لمن كانت عليه واجبة. كما أنه يعتبر يوما للتوسعة في النفقة. وقد كانت أغلب بيوتات الأسرة الشبيهية تتناول التريد والدجاج. كما كانت الأسرة في ذلك اليوم تلبس الجديد من الثياب التي سبق إعدادها لهذه المناسبة، أو شراء الثياب الجديدة في هذا اليوم نفسه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] أما بالنسبة للذكور فإن الآباء كانوا يتنافسون في شراء اللعب لإدخال السرور والفرح على نفوس أبنائهم، ومن بينها "المهماز" و"الكابوس" (الذي كان يصنع من عود) والمقلاع و"البِناگ" ([/FONT][FONT=&quot]Billes[/FONT][FONT=&quot]) و"شرّقْراقْ".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] أما بالنسبة للفتيات فتشترى لهنّ أدوات موسيقية بحجم صغير كما سبق ذكره. وقد كانت النساء يتنافسن في اللعب بالأدوات الموسيقية بين الأحياء، خصوصا وأن أحياء المدينة يطل بعضها على البعض، الشيء الذي كان يجعل هذا التنافس ("المقابلة") بينهن ممتعًا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] وأما أيام العجوز (أو الحاكوز) فهي رأس السنة الفلاحية العربية. وبما أن منطقة زرهون لها ارتباط وثيق بالميدان الفلاحي -كما أسلفت القول- فإن السكان كانوا يحتفلون بهذه الأيام التي تميزها غزارة الأمطار والبرد القارس. فقد كانت جل العائلات وعلى مختلف المستويات تستعد لهذه المناسبة، وتهيء لها الأطعمة الخاصة بها كالكسكس بنوعيه، والمحمصة والفطائر بأنواعها كالشّْـفَنْج والبغرير والمطلوع والمخمرات والملوي ودشيشة القمح التي يتمّ تناولها (بالصامت) الرب المهيأ بعصير العنب المغلى إلى أن يتبخر ماؤه، فيصير على شكل عسل. وفي الليلة الحادية والثلاثين من دجنبر الفلاحي، أي ليلة الاحتفال، كانت إحدى الخادمات المسنّات تتنكر في صفة عجوز، وتطلي وجهها بالرماد والحموم، وتلفّ حولها جلود الأضاحي، وتقوم بألعاب ورقصات بهلوانية، وتطلق أصواتا تثير خوف بعض الأطفال وضحك الآخرين، وتعظهم وتنصحهم، وهم يقدمون لها الفواكه الجافة والحلويات. وتطوف هذه الخادمة بين بيوتات العائلة الواحدة، حاملة في يدها مشهابًا مشتعلاً تكون قد أخذته من "كانون" (موقد) الدار. وأفتح هنا قوسًا لأترحم على الأمّ حسناء والأمّ عمرية والأم الدموقية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] كان الكل، في هذه المناسبة، يرجو موسمًا فلاحيّا جيدًا، تعمّ خيراته المدن والقرى. وأتساءل هنا عن العلاقة الممكنة بين هذه الطقوس وما يقام في البلدان المسيحية في أعياد ميلاد المسيح -عليه السلام- فيما يخص تلبية رغبات الأطفال، وتشوقهم طيلة السنة إلى هذه المناسبة. و"للعجوز" دور آخر يتمثل في كونها ذاكرة لأحداث العائلة السارة، والأزليات وحكايات الأطفال والأحاجي. كما أن لباس وتنكّر الخادمات في هذا الشكل يحيلنا على ظاهرة »بلماون« التي كانت منتشرة عند القبائل الأمازيغية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] وأما بالنسبة للعنصرة فإنها بمثابة انطلاق الاحتفال بموسم الحصاد، حيث كان الأطفال يتراشون بالمياه بواسطة »الزرَّاقة« التي كانت تصنع من خشب أو قصب، وهم يتسابقون في الطرقات. وكانت الأمهات يطلبن من الأزواج إحضار "السّمّـوم"<!--[[/font][font=&quot]!]-->[19]<!--[[/font][font=&quot]]--> من الجنان، فيعصر ويخلط مع الكحل، وتكتحل به أعين الأطفال كي لا تصاب بالرمد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وبما أننا تكلمنا على الحاكوز والعنصرة، أرى من الواجب أن أذكّر أبنائي بتقويم السنة الفلاحية التي كان يعمل بها أجدادنا رحمهم الله. ولتبيان ذلك، نورد شرحا لقصيدة أبي عبد الله سيدي محمد بن محمد العربي بن زكري، لشارحها أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي -رحم الله الجميع<!--[[/font][font=&quot]]-->[20]<!--[[/font][font=&quot]]-->. وتبين هده القصيدة الشهور الفلاحية وفصولها، وبروجها ومنازلها. وعدد أبيات القصيدة اثنا عشر بيتا، كل واحد منها مخصص لشهر من شهور السنة. ورمز الشاعر لذلك بحساب أبجدي (حساب الجمل المشرقي).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] يناير بلع ط دلو سعد زيا ليال ك دع والحرث كز دع لخبيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر يناير : أيامه واحد وثلاثون. ففي اليوم الرابع منه سعد بْلَعْ، وهي منزلة. وفي السابع عشر منه سعد السعود. وفي العشرين منه تخرج "الليالي". وفي الثالث والعشرين تزاد في النهار ساعة بعد الرجوع، فيكون في النهار عشر ساعات وفي الليل أربع عشرة ساعة. وفي السابع والعشرين منه تمام الحرث. وفي الثلاتين منه سعد الأخبية، وهي منزلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فابراير ح حوت يب قدم يه ربيع آخر مع حسوم في كه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر فبراير : أيامه ثمانية وعشرون. ففي الثامن منه الحوت، وهو برج. وفي الثاني عشر فرغ مقدم، وهو منزلة. وفي الخامس عشر فصل الربيع، وفيه تزاد في النهار ساعة حيث يصبح عدد ساعاته إحدى عشرة ساعة، وفي الليل ثلاث عشرة ساعة. وفي الخامس والعشرين أول يوم من الحسوم، وهي سبع ليال وثمانية أيام. وفيه أيضا فرغ المؤخر، وهو منزلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومارس د حسوم دع وياتج بطن حمل عدل وللنطح كج[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر مارس : أيامه واحد وثلاثون. ففي الرابع منه تخرج الحسوم. وفي العاشر الحمل وهو برج، وبطن الحوت وهي منزلة. وفيه كذلك اعتدال الليل مع النهار حيث يبلغ كل واحد منهما اثنتي عشرة ساعة. ثم يستمر النهار في الزيادة والليل في النقصان. والذي عليه المحققون في زمننا هذا هو أن الاعتدال في اليوم التاسع منه. وفي الثالث والعشرين النطح، وهي منزلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ابريل هـ البطين ط الثور حط حي ثريا وكز نيسان حل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر أبريل : عدد أيامه ثلاثون. ففي الخامس منه البطين وهو منزلة. وفي التاسع الثور وهو برج. وفي الثامن عشر الثريا وهي منزلة. وفي الثالث والعشرين تزاد في النهار ساعة بعد الاعتدال فيكون فيه ثلاث عشرة ساعة، وفي الليل إحدى عشرة ساعة. وفي السابع والعشرين النيسان، وهو سبعة أيام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مي أ دبر نيسان ج دع جوزا يا هقع يديز صيف هنع كزا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شهر ماي : أيامه واحد وثلاثون. ففي أول يوم منه الدبران، وهو منزلة. وفي الثالث منه يخرج النيسان. وفي العاشر الجوزاء، وهي برج. وفي الرابع الهقعة، وهي منزلة. وتزاد في النهار ساعة، فيكون فيه أربع عشرة ساعة وفي الليل عشر ساعات. وفي السابع عشر فصل الصيف. وفي السابع والعشرين الهنعة، وهي منزلة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ينيـ ط ذراع يـا إنقلاب نثره كب سرطان يا وكد عنصرة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]<[/font][font=&quot]!--[[/font][font=&quot]]-->شهر يونيه : أيامه ثلاثون. ففي التاسع منه الدراع، وفي العاشر منه الانقلاب وهو رجوع الشمس. والذي عليه المحققون في زمننا هذا أنه في اليوم التاسع منه. وفيه تزاد في النهار ساعة، فيصير عدد ساعاته خمس عشرة ساعة، ويمتدّ الليل تسع ساعات. وهو أطول يوم في العام وأقصر ليل فيه. وفي هذا الشهر أيضا السرطان، وهو برج. وفي الثاني والعشرين، النثرة وهي منزلة. وفي الرابع والعشرين، العنصرة، وهي يوم واحد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يليزه الطرف يب سمائم أسد أي جبه حي وتقيم فيها يد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر يوليوز : أيامه واحد وثلاثون. ففي الخامس منه الطرفة وهي منزلة. وفي الحادي عشر الأسد وهو برج. وفي الثاني عشر تدخل السمائم وهي أربعون يوما. وفي الثامن عشر الجبهة وهي منزلة. وفي الخامس والعشرين تزاد في الليل ساعة بعد الرجوع فيكون فيه عشر ساعات، و في النهار أربع عشرة ساعة. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] غشت أ خرثان عدر أي خريف يز صرفة يد سمائم ك دع عوا كز[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر غشت : أيامه واحد وثلاثون. ففي اليوم الأول منه الخرثان، وهي منزلة. وفي الحادي عشر العذراء، وهي برج. وفي الرابع عشر، الصرفة وهي منزلة. وفي السابع عشر فصل الخريف. وفي العشرين منه تخرج السمائم، وتزاد في الليل ساعة فيكون فيه إحدى عشرة ساعة، وفي النهار ثلاث عشرة ساعة. وفي السابع والعشرين يكون العواء، وهي منزلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شتنبر ط سماك أي ميـزان عدل كدا وغفر في كب حان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر شتنبر : عدد أيامه ثلاثون. ففي التاسع منه السماك وهي منزلة. وفي الحادي عشر الميزان وهو برج، وفيه أيضا اعتدال الليل مع النهار، فيصير في كلٍّ منهما اثنتا عشرة ساعة. ويستمر الليل في الزيادة والنهار في النقصان. والذي عليه المحققون في زمننا هذا أنّ الاعتدال يكون في اليوم العاشر منه. وفي الثاني والعشرين الغفار وهي منزلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أكتبر هـ زبنان يب عقرب زيا حرث ال القلب وإكليل حيا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر أكتوبر : أيامه واحد وثلاثون. ففي الخامس منه الزبنان وهو منزلة. وفي الثاني عشر العقرب وهو برج. وفي السابع عشر بدء الحرث. وفي الثامن عشر الإكليل وهو منزلة. وفي الرابع والعشرين يزاد في الليل ساعة بعد الاعتدال فيكون فيه ثلاث عشرة ساعة وفي النهار إحدى عشرة ساعة. وفي يوم انتهائه القلب وهو منزلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نونبر أي قوس يج شول ويو منه الشتاء وكدا النعيم كو[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر نونبر : عدد أيامه ثلاثون. ففي الحادي عشر منه القوس وهو برج. وفي الثالث عشر الشولة وهي منزلة. وفي السادس عشر فصل الشتاء. وتزاد في الليل ساعة فيصير في الليل أربع عشرة ساعة، وفي النهار عشر ساعات. وفي السادس والعشرين منه النعيم وهي منزلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]دجنبر ط بلدة يا الجدي انقلاب يب ليالي ذا بح كب ع الحساب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]<!--[[/font][font=&quot]!]-->[/font][font=&quot]·[/font][font=&quot] <!--[[/font][font=&quot]]-->شهر دجنبر : عدد أيامه واحد وثلاثون. ففي التاسع منه البلدة وهي منزلة. وفي العاشر الجدي وهو برج، وفيه أيضا الانقلاب وهو رجوع الشمس. والذي عليه المحققون في زمننا هذا أن هذا الانقلاب في التاسع منه. وتزاد في الليل ساعة فيكون فيه خمس عشرة ساعة، وفي النهار تسع ساعات، وهو أقصر نهار في العام وأطول ليل فيه. وفي الثاني عشر "الليالي" وهي أربعون يوما. وفي الثاني والعشرين سعد الذابح وهو منزلة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] وهكذا، وبما أن المنطقة فلاحية بالأساس، فإن العائلات تملك العراصي بضاحية المدينة، تتنـزّه فيها من حين لآخر، وخاصة في فصل الربيع مع العائلة بأكملها. ويستدعى لها الأقارب والأحباب، وتهيأ فيها أنواع المأكولات الرفيعة والمشروبات. وفي بعض الأحيان يحضر جوق من أجواق المدينة للترفيه على المتنزهين. وإذا كانت مراكش مشهورة بأكلة "الطنجية" فإن أهل الزاوية كانوا مولعين بهذه الأكلة الشهية المتنوعة الأشكال. وتكمن الحكمة والسر في طريقة طهيها وجودة قطع اللحم المختارة لها. وكان المارّ من باب "الفرناتشي" (وهو مكان تسخين ماء الحمامات وأفرنة طهي الخبز) يشم من بعيد روائح الطناجي التي تطبخ في تلك الأماكن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكان "القَبَّاط" أو "الحاضي" (أي الحارس) مكلفًا بتلك العراصي. وكانت توجد فيها كذلك أماكن لتربية بعض الأبقار لتوفير الحليب للبيت العائلي. كما كانت تربى فيها بعض الطيور كالدجاج والديك الرومي والحمام وغيرها. وكان رب العائلة يقوم بنفسه ببعض الأشغال الفلاحية ويسهر على تقليم الأشجار وخاصة "لَرْنَج" (شجر النارِنج) والورد البلدي لأنهما ضروريان حيث إنّ أزهارهما وورودهما تصلح للتقطير. ولا يُتصور بيت بدون ماء الزهر والورد. كما كانت تُقطّر عدد من العشوب قصد التطبيب بها، ومنها فْليو والزّعتر.، في حين كان يدخر الحَلحال والخزامى والحبة السوداء والكَرْوية وعدد من الأعشاب الغابوية التي كانت موجودة بكثرة في المنطقة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لقد كانت هواية القنص تمارس من طرف أفراد العائلة، وكانوا يحرصون عليها بانتظام، وبالوسائل المتوفرة لديهم وخاصة الفخ. وكان طير الحجل موجودًا بوفرة، والأرانب كان منها ما يربى في العراصي العائلية. ويستعان بكلب السلوقي في الصيد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كانت مياه وادي الرمّان -الغزيرة آنذاك- تتدفق بمحاداة المدينة، وتصب فيه ينابيع كثيرة، منها : عين شانش، عين خيبر، عين وليلي، عين بوسعيد، عين القصر وعين ابن اسليمان. وكانت العرصات تسقى من ماء هذه العيون. وكان بهذا الوادي سمك كثير، يشغل بعض العائلات وتتعيش من اصطياده. أما سمك "الشابل" فكان يستورد خلال أيام فصل الربيع من وادي فاس القريب من زرهون. وكان هذا النوع يستهلك بكثرة من طرف السكان. كما كان ماء النهر يشغل مطاحن الحبوب التي بنيت على ضفته اليمنى. وفي الصيف كان أبناء المدينة يستحمون فيه بالمكان المسمى بالغدير، القريب من عين الحامة الرومانية، وبمكان آخر من هذا النهر يعرف "بالعزاني".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان رجال العائلة، منذ سن الكهولة، يبدأون في الاستعداد لأداء فريضة الحج. ومنهم من جاور بمكة المكرمة، ومنهم من أقام بالمدينة المنورة. و كانت الرحلات الحجازية تحكى على كثير من الموائد وحول صينية الشاي. كما كانت لعلماء الحجاز صلة ودية ووثيقة مع إخوانهم علماء الزاوية. وكانوا يتبادلون الإجازات العلمية في الروايات الحديثية وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لقد سررت عندما زرت قسم الوثائق التابع لخزانة الحرم النبوي الشريف، أثناء تواجدي في البقاع المقدسة، سنة 1411 هجرية (نوفمبر1991 ميلادية). وبشوق عميق صعدت الدرج ودخلت القاعة واتصلت بالقيّم على القسم. وبعد استفساره عن محتويات النفائس الموجودة فيه، طلبت منه أن يناولني أحد الكتب المخطوطة. وبعد الاطلاع عليه فوجئت وسررت في نفس الوقت، لأنني وجدته كتابا مغربيا، عنوانه : » الدر النفيس في بعض من بفاس من أهل النسب الحسني« ، بدون اسم المؤلف، وسنة تأليفه 1305 هجرية<!--[[/font][font=&quot]!]-->[21]<!--[[/font][font=&quot]]-->. وهذه النسخة ضمن المجموعة عدد 35- السير. وهو « وقف مؤبد، وحبس مسرمد، على من عيّن له، ومقره المدينة المنورة، من محمد العزيز الوزير، حسب الحجة المؤرخة بغرة رجب سنة 1320 هجرية «. وفي طليعة مَن ذكر فيه الجوطيون. وقد طلبت نسخة مصورة منه فسلمت لي. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وعندما كنت في حديثي مع القيم على الخزانة -والكتاب بيدي- استحضرت أبياتا شعرية يقال إنها لشريف مغربي زار قبر جده -صلى الله عليه وسلم- فخاطبه بعد التحية والسلام، قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن قيل : زرتم، بما رجعتـم ؟ يا أكرم الخلق ما أقـول ؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فرأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليه قائلا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] قولوا رأينا الحبيب حقـا أفادنا نعمة الوصـــول[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأقبل المصطفى علينـا ببـدل المنـى والســول[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقـال أهـلا بوفد ربـي قـم واغتنم نزهـة النزول[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] قولوا رجعـنا بكل خيـر واجتمع الفرع والأصـول[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] كما عثر ابني أمين -أصلحه الله وإخوته وأبناء المسلمين، آمين، أثناء حجه عام 1422 هـ، على نسخة مطبوعة من كتاب »الدر السني للنسب الحسيني والحسني« لعبد السلام القادري، والذي تمّ تأليفه عام 1305 هـ. وهو نفس التاريخ الذي يحمله المخطوط سالف الذكر والمتوفر بنفس الخزانة. وقد سلم له قيمها نسخة من الجانب المتعلق بالشبيهيين الذين يقول المؤلف في حقهم البيتين الآتيين[/font][font=&quot]]-->[22][/font][font=&quot]]--> :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذا تأمّـلت شـمائلهــم وما لهم من شيم فاخمـة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قلت هو الفضل ولا ينبغي إلا لبيت من بني فاطـمة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان من عادة بعض شيوخ العائلة، بعد بلوغ الستين، الانصراف إلى العبادة، وترك تسيير شؤون العائلة لأبنائهم، مع احتفاظهم بحق مراقبة تصرفهم وتوجيههم إذا اقتضى الحال. ويبقى اهتمامهم متجها لفعل الخير والإحسان إلى الناس، منتظرين أجلهم المحتوم في اطمئنان، وبالمزيد من التقرب إلى الله بالأذكار وتلاوة القرآن والصلاة على الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان لفروع العائلة الأربعة مقبرة خاصة بكل واحد منهم، بالمكان المسمى بالظهيِّـر أو بعين الرجال، يدفن فيها أموات العائلة وخدامهم وأصدقائهم، وذلك إذا لم يرغبوا في أن يدفنوا بمزارة الضريح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وكانت طقوس الجنائز نابعة من السنة النبوية في التعجيل بالدفن، والإكثار من الصدقات لحفظة كتاب الله والمساكين، من يوم الدفن إلى اليوم الثالث منه الذي يسمى عندنا : "صباح القبر"، في حين يكون » التفريق« ليلاً، حيث يستدعى له الأحباب والأصدقاء، ويتلى خلاله الذكر الحكيم والأمداح النبوية، كما تلقى فيه بعض الكلمات ترحـمًا على روح المتوفى. وتزيد بعض العائلات في التصدق على الفقراء وإكرام العائلة يوم الجمعة الموالية للدفن، وقبل يوم الأربعين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وتسهر كل عائلة على تصفية تركة الهالك حسب ما أوصى به الشرع، حتى لا يضيع حق أي وارث، وخصوصا إذا كان هناك قاصرون. وغالبا ما كان الهالك يوصي أحد أبنائه الراشدين أو أخاه للحفاظ على حقوق الجميع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ارتأيت أن أتكلم على مقرّ سكنى فروع العائلة الأربعة، لأنها امتازت بكونها تحيط بالضريح من ثلاث جهات: حي تازكة ودرب لمريّح بالنسبة لأولاد سيدي عبد القادر، على يمين الداخل إلى الضريح؛ والفروع الثلاثة الأخرى تقطن بحي الحفرة: الحسنيين بدرب أولاد سيدي عبد الله، على يسار الضريح، وأولاد سيدي عبد الواحد بمدخل المزارة قبالة الضريح. وآخر من استوطن بالزاوية أولاد سيدي العربي أو دار المؤقت، بالزنقة المسماة باسم جدهم مولاي احمد بن ادريس، بمدخل المزارة السفلى، مجاورين لأبناء عمهم الوحوديين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومن ميزات سكنى هذه العائلات أنها كانت تشتمل على عدد من المنازل، لكل واحد منها دور خاص. كما كانت توجد بجانب هذه المنازل "رْوَى" (إسطبل) للخيل والبغال المستعملة لركوب أفراد العائلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كان كل فرع من هذه الفروع الأربعة يقطن عددًا من الدور المتجاورة، ويتكون من عدة عائلات تعيش في وئام ونظام، لها مطبخ واحد كبير أو دار للطبخ مستقلة، ودار لاستقبال الضيوف. وكانت تلك الدور متصلة فيما بينها بخرّاجات أو "صابات" بنيت على الأزقة. وقد تتصل تلك الدور فيما بينها بواسطة ممرّ تحت أرضي كما هو الحال بالنسبة لسكنى دار المؤقت. وعندما يكثر أفراد العائلة أو يحدث خلاف بين النساء فإن أحد الإخوة يفضل شراء منزل بنفس الحي يستقل فيه مع عائلته.[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى