موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وإلى جانب هؤلاء الشيوخ الكبار الذين اخذ عنهم بعض معارفه، توجد جماعة أخرى من الشيوخ تبرك بهم وأجازوه، وانتفع ببعضهم في ميدان التصوف، ومنهم: الشيخ ماء العينين(ت1328ﻫ) الذي أخذ عنه بالإجازة المطلقة، وأفاده كثيرا في ميدان التصوف.والشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين(ت1337ﻫ) والشيخ النعمة بن ماء العينين(ت1339ﻫ) والشيخ مربيه ربه بن ماء العينين(ت1361ﻫ)وهؤلاء الثلاثة أخذ عنهم وأجازوه عندما لازمهم أيام الكفاح. والعلامة المحدث محمد بن جعفر الكتاني المهاجر إلى المدينة، اخذ عنه بالإجازة في حجته الأولى. والشيخ الصوفي يوسف النبهاني (ت1350ﻫ) الذي اجتمع به في المسجد النبوي وأجازه« وأذن له أن يروي عنه جميع كتبه، وجميع مروياته ومسموعاته في جميع العلوم» والشيخ عمر حمدان التونسي الذي أخذ عنه بالإجازة في الحرمين الشريفين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4- جهاده:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد كانت حياة العلامة الحاج محمد الحبيب كلها حياة جهاد وكفاح، لم يلق في لحظة منها السلاح ولم يخلد إلى الراحة والكسل، وإنما صبر وصابر ورابط في واجهات متعددة، أهمها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أولا: واجهة محاربة الجهل: لقد أمضى رحمه الله عمره كله في محاربة الجهل الذي يجر الإنسان إلى الشرور والآثام، ويدمر شخصيته، وينسف هويته، ويورده موارد الخسران والهلاك، وتتمثل محاربته للجهل في اشتغاله بنشر العلم، وتكوين الأجيال، وتخريج أفواج كثيرة من العلماء، حتى أصبح في عصره شيخ الجماعة الأكبر- بدون منازع- في الديار السوسية، وأصبحت مدرسة تنالت التي طالت إقامته بها، أشبه ما تكون بالأزهر الشريف، يقصدها نجباء الطلبة من كل حدب وصوب لاستكمال دراستهم، وتتويجها بمعارف المترجم التي لها نكهة خاصة، وطابع متميز.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والمدارس التي رفع فيها راية الجهاد العلمي، وحارب فيها الجهل حربا شعواء، وبث فيه معارف قيمة، وسقى فيها نفوسا ظامئة، هي التالية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- مدرسة سيدي مَحمد بن علي أكبيل الهوزالية، التي تعتبر أل مدرسة مارس فيها المشارطة والتدريس، سنتي1324ﻫ-1325ﻫ وكان ذلك بأمر شيخه أبي العباس الجشتيمي، ولم يرتح إلى البقاء في هذه المدرسة، بسبب قلة التلاميذ الذين التفوا فيها حوله، وعددهم لا يتجاوز تسعة، فأمره شيخه الجشتيمي بالخروج منها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- مدرسة تازمورت من قبيلة إگطّاي بضواحي تارودانت، انتقل إليها بأمر شيخه الجشتيمي بعد خروجه مباشرة من مدرسة إندوزال، وبقي فيها نحو سنتين، وفيها بلغه نعي شيخه الجشتيمي سنة 1327ﻫ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- مدرسة أبي الرجاء الهشتوكية، بعد وفاة الجشتيمي، استدعاه شيخه السابق سيدي الحاج عابد البوشواري، فأرسله إلى هذه المدرسة، وقضى فيها نحو سنتين كذلك، وتلاميذه فيها كثيرون ومجتهدون، وهذه المدارس الثلاث ، هي التي مارس فيها المشارطة والتدريس قبل التحاقه بالشيخ أحمد الهيبة سنة 1330ﻫ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- مدرسة إمكوين الصوابية التي مارس فيه المشارطة والتدريس بعد عودته من حجته الأولى وقضى فيها سنتين، وممن أخذ عنه في هذه المدرسة الفقيه الحاج محمد بن الحاج عابد البوشواري، والفقيه الحاج إبراهيم بن العربي الميلكي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]- مدرسة تنالت الصوابية التي التحق بها نحو 1345/1925 وبقي بها إلى أن وافاه اجله المحتوم، وفي هذه المدرسة أبان عن جد منقطع النظير، فاشتهر أمره، وطبق الآفاق صيته، ونال إعجاب الخاصة والعامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا شك أن تلاميذ المترجم الذين زودهم بما قدر لهم من علمه الغزير، سيعدون بالمآت، لأنه اشتغل بالتدريس مدة طويلة، ولأن سمعته العلمية والتعليمية، واستقامته وورعه وزهده، كل ذلك وجه إليه الأنظار، وجعله قبلة عشاق العلم والصلاح، فكانت مدرسة تنالت في عهده كعبة القصاد ومهوى أفئدة من أحبوا العلم المبارك المقرون بالعمل، ولذلك يصعب تتبع تلاميده في محاولة لإحصائهم. وقد اورد المختار السوسي في المعسول لائحة بأسماء 39 منهم واورد الحاج عبد الله الفارسي في الرتائم الجميلة لائحة بأسماء 279، مع تعريفه بنحو 80 من المشتهرين منهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذه الكثرة الكاثرة من التلاميذ، تدل على أن المترجم ممن أحيا الله به العلم في الربوع السوسية، كما تدل على حسن نيته، وإخلاصه في عمله، فبفضل تلامذته وتلامذة تلامذته، تمت عمارة المساجد والمدارس السوسية، وتتابعت لقات التدريس والتكوين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يقتصر إشعاعه العلمي على المنطقة السوسية، بل تجاوزها إلى مناطق أخرى داخل المغرب وخارجه، وقد أشار تلميذه سيدي إبراهيم الهرگيتي، إلى أن من بين الآخذين عنه طلبة مشارقة، إذ أخذ عنه مشارقة كثيرون من الشام ومصر والحجاز، في رحلاته الحجازية الثلاث، فكما أجازه كثير من المشارقة، اجاز هو أيضا كثيرا من المشارقة، وذكر التلميذ المذكور أنه سمع المترجم غير ما مرة يقول: إنه أقرأ في الحرم المكي مقدمة ابن آجروم في النحو لطلبة مشارقة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثانيا: واجهة محاربة الاستعمار؛ عندما اكفهر الجو السياسي في المغرب في أوائل القرن العشرين الميلادي، ووقعت وثيقة الحماية، شعر الحاج الحبيب - كما شعر غالب علماء سوس - بأن الواجب الديني والوطني يفرض عليه أن يكون في طليعة المجاهدين، دفاعا عن الوطن والمواطنين وحماية لدار الإسلام والمسلمين، فانضم إلى الشيخ أحمد الهيبة، عندما تزعم الحركة الجهادية في تزنيت عام 1330ﻫ/1912م وكان صاحب سره، ومن أخلص مستشاريه، ورافقه إلى مراكش، وكان يتردد عليه وعلى خلفه في كردوس إلى أن دهم الاحتلال الفرنسي جبال جزولة كلها سنة 1352ﻫ فتعرض لمضايقات ومناوشات عديدة من الفرنسيين، لدرجة أنهم أمطروا مدرسة تنالت بوابل من القنابل بواسطة الطائرة، وهذا ما جعله رحمه الله يلتحق بمنطقة أيت باعمران مستخفيا، ولم يرجع إلى مدرسة تنالت إلا بعد أن واتته الظروف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد كان رحمه الله طوال فترة الحماية يكره الاستعمار والمستعمرين ويتحرق شوقا إلى انعتاق المغرب من ريقة العبودية والاستغلال، ويعمل كل ما بوسعه لوحدة صف المغاربة، وجمع كلمتهم، والتفافهم حول لشرعية التي يمثلها ملوكهم، وكان معجبا أشد ما يكون الإعجاب بمواقف محمد الخامس البطولية وبمواقف رفيقه في الكفاح ووارث سره جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعندما أثيرت قضية الصحراء المغربية، وصمم المغرب على وحدته الترابية، ونظمت المسيرة الخضراء كان المترجم رحمه الله مهتما غاية الاهتمام بهذا الموضوع، يسأل عنه كل وارد عليه، ويحث الناس على الوحدة والالتفاف حول العرش العلوي، ويساهم في كل ذلك بأدعيته الصالحة، ويأمر طلبته بقراءة سلك من القرآن الكريم خاصة في الشهور القريبة من ميلاد المسيرة الخضراء.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ثالثا:واجهة مجاهدة النفس؛ نشأ المترجم نشأة صوفية لأن والده كان صوفيا كبيرا على الطريقة الدرقاوية ولأن أهم شيوخه وأكثرهم تأثيرا في نفسه كانوا متشبعين بالأفكار الصوفية، وعندما اتصل بأسرة الشيخ ماء العينين ن وارتمى في أحضانها، ولازم علماءها وصلحاءها، ازداد ارتباطا بالتصوف وحبا له، وإعجابا بالمتصوفة، وكثيرا ما يقول إذا ذكر له آل ماء العينين « من هناك شربنا الماء البارد الزلال العذب الصافي الذي شربناه» وبسبب حبه الراسخ للمتصوفة الأحياء والأموات، كان لا يمنع أحدا من طلبته - إذا استشاره- من زيارة ثلاثة أضرحة: ضريح الولي الصالح سيدي احمد بن موسى الجزولي التزروالتي، وضريح الولية الصالحة فاضمة بنت محمد الهلالية المعروفة بتعلات، وضريح الشيخ ماء العينين بتزنيت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد أشرب قلب المترجم حب التصوف، وترسم خطا شيوخه ووالده، فأقبل على نفسه يجاهدها ويومها ويزكيها، ويطهرها من الرذائل، ويحليها بالفضائل، سلكا في ذلك مسلك أكابر الزهاد الورعين ، الذين طلقوا الدنيا ومفاتنها، وأقبلوا على الله بالعبادة والاستقامة، فقد كان كثير العبادة، كثير الأذكار، وكان أيام قوته البدنية يختم القرآن في كعتين ليلة القدر. وسيرا على نهج الشيخ ماء العينين، كان المترجم ينظر إلى الطرق الصوفية نظرة تقدير وإجلال واحترام وكان يكره التعصب الطائفي، ويرى أن الطرق الصوفيه كلها سبل موصلة إلى الله، وإذا كانت الطريقة الدرقاوية، هي الطريقة التي نشأ عليها تبعا لوالده، فإنه تعامل مع الطرق الأربع التي كتب لها الذيوع والانتشار في سوس - والمغرب- أكثر من غيرها، تعاملا إيجابيا، ملؤه المحبة والتقدير والاعتناق، فقد كان رحمه الله يقرأ أذكار هذه الطرق الأربع، وهي الدرقاوية والناصرية والقادرية والتجانية، وكان يلقن أورادها كلها للمريدين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد خطبت الدنيا وده وأقبلت عليه، فأعرض عنها، ورفع همته عن زخارفها، وفرق على المحتاجين ما يصل منها إلى يده، وأقبل على شأنه يستعد لغده، ويهيئ الزاد لرحيله، وابتعد عن الأضواء، وعاش في خمول مقصود وانعزال محمود، وكان مضرب المثل في ذلك، وتأثر به كثير من تلاميذه، فانبث به في سوس كثير من زهده وورعه وإقباله على ربه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكان رحمه الله مشهورا بنصح الناس وإرشادهم وتوجيههم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وعرف بذلك لدى الخاص والعام، فكانت مدرسة تنالت في عهده محط أنظار الراغبين في اغتنام زيارته واستمطار دعواته المباركة، واستشارته في شؤونهم الخاصة والعامة، وكان الناس [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] كل الناس [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] يحبونه ويرتاحون إليه، ويطمئنون إلى كل ما يشير به عليهم، ويجدون بركة ذلك، ويحمدون مغبته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]كما كان مقصودا من القبائل السوسية لأهداف مختلفة، منها ما يتصل بإصلاح ذات البين، وفض النزاعات التي تنشأ بين الأفراد والجماعات، ومنها ما يتصل بالاستشفاء، والتماس الأدوية النافعة، ومنها ما يتصل بطلب الأيمة والخطباء والفقهاء، لعمارة المساجد والمدارس، وكان ذلك بسبب ما عرف به لدى الداني والقاصي من حب الناس وإرادة الخير لهم، والسعي في نفعهم وإسعادهم وتحقيق مصالحهم، وجمع كلمتهم، وإحكام صلتهم بربهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ونظرا لصدق تدينه وتصوفه ومحبته لرسول الله [/FONT][FONT=&quot]r[/FONT][FONT=&quot] كان كثير الشوق إلى البقاع المقدسة، وهذا ما جعله يتجه إليها للحج والزيارة ثلاث مرات في سنوات 1331ﻫ/1912م و1353ﻫ/1934م و1369ﻫ/1949م.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]5 [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] الحاج الحبيب الشاعر: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]سرت إليه [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] كما سرت إلى أخيه سيدي الطيب [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] نفحة ادبية من شيخه الجشتيمي، فكان في بداياته يرتاد آفاق السحر الحلال وينشئ الرسائل الأدبية، وينظم القصائد الشعرية، ويعبر عن مشاعره وأحاسيس طيبة، تربطه بالله من جهة، وتربطه بشيوخه وأصدقائه وتلاميذه ومعارفه من جهة ثانية، وهو في كل ذلك يصدر عن ذوق أدبي أصيل، ويترجم عن موهبة واعدة بالعطاء، وامتلاك لأدوات التعبير الضرورية، ولو استمر في السير على هذا الدرب، وصقل هذه الموهبة، ونمى لغته الشعرية، لتبوأ في سماء الأدب شعرا ونثرا مكانا عليا، و لكان له بين الأدباء مركز مرموق، يوازي مركزه بين العلماء والصلحاء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد كفانا الفقيه الفاضل الحاج عبد الله الفارسي مؤونة البحث عن شعر المترجم، فجمعه ونشره في كتابه الرتائم الجميلة في ذكريات الحبيب الجليلة، وحصل له بذلك فضل إطلاع الباحثين والقراء على وجه مشرق آخر من وجوه ثقافته الواسعة، واهتماماته المتنوعة، ومن نماذج شعره قوله يخاطب الرسول [/FONT][FONT=&quot]r[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إليك رسول الله أشكـو مطالـبي رجوناك أن تقضي وكـل المـآرب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فأعظمها عنـدي زيارتـك الـتي تنجي ذويها من هـوان المعاطـب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وسكنى جوار في كمـال تـأدب بطيبتـك الغـرا أعـز المناصـب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وارزاق في عفــاف وعفـــة ورغد معاش مـن اجـل المواهـب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وتدريس علم الشرع مع نشـره إلى ذوي ذوي الإخلاص أنقى المكاسب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وتسخير ذي الدنيا وذا الديـن كلما توجهت ألفى الرشد خير المذاهـب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويجلو بفضل الله عني الصـدى ولا ترى في سبيل الحق غي الغياهـب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وحفظ جنابي مـن تجاسـر ظالـم غشوم شديد البطش بالظلم غالـب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الـــــــــــــوفـــــــــــــــاة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]•[/FONT][FONT=&quot] انتقل المترجم [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] بعد عمر مديد حافل بجلائل الأعمال [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] إلى جوار ربه راضيا مرضيا، يوم الإثنين26 محرم الحرام 1397ﻫ (1977م)ودفن بجوار مدرسة تنالت.وكانت وفاته صدمة كبيرة لطلبته وأحبائه وعارفيه، وفجّر هذا الرزء الجلل مشاعر الأسى في نفوس المتأدبين منهم فرثوه بقصائد عديدة، أوردها تلميذه الحاج عبد الله الفارسي في الرتائم الجميلة، واتخذ تلاميذه وأحباؤه يوم وفاته موسما سنويا يجتمعون فيه بتنالت لزيارة ضريحه ومدرسته والترحم عليه، والعمل من أجل استمرار رسالته التعليمية والتربوية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ذلكم هو العلامة الجليل، والصوفي النبيل، سيدي الحاج محمد الحبيب البوشواري الميلكي التنالتي الذي نذر حياته لبث العلم، ونشر الفضيلة، فكان غرة في جبين عصره، وآية من آيات الله في الاستقامة والصدق والإخلاص، ومهما حاولنا أن نتعرف عليه أو نعرف به، فلن نوفيه حقه، لأنه بحر من الفضائل لا ساحل له، فلنودع روض سيرته الأريض، ونحن ممتلئون شوقا إلى تسريح أبصارنا وبصائرنا في مروجه الخضراء العطرة، ولنختم حديثنا المتواضع عنه بكلمة مركزة، وصف فيها العلامة المختار السوسي، أخلاقه وصفا دقيقا، فقال: « شيبة نور، ووقار العالم، وتؤدة العاقل، وتثبت اللبيب، واستحضار العالم، وألمعية الذكي، وتواضع الصوفي، وقلة الكلام، إلا فيما لابد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]العلامة الحبر ابن غازي المكناسي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot]هو الإمام الحافظ، العلامة المتبحر، الحجة المحقق، شيخ الجماعة، محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي، وبه عُرف، العثماني، نسبة لقبيلة من كتامة، المكناسي ثم الفاسي، ولد في مكناس أواسط القرن الهجري التاسع، وقد اختلف في أي سنة كان ذلك بين سنة (841هـ) و(858هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اعتنى بطلب العلم وتقييده وإسناده، ومجاورة العلماء والجلوس إليهم، فأخذ العلم بمسقط رأسه مكناس وبفاس بعد رحلته إليهاـ وكانت له رحلتان إليها استوطنها في الثانيةـ عن جلة من الأئمة كأبي العباس المزدغي، ومحمد بن الحسين النيجي الشهير بالصغير، والإمام القوري، وأبي عبد الله السراج، وابن مرزوق الكفيف، والشيخ عثمان الدِّيَّمي، وغيرهم ممن ضمت فهرسته الحافلة أسماءهم، والتي تكشف عن توسع المترجم في الأخذ وتنويعه فيه، فإنه نهل من علوم شتى وحاز فيها الرتب العلى، فهو متقدم في علم التفسير، والقراءات، والحديث، والرجال وطبقاتهم، والفقه، والحساب، والعربية؛ فاق في كل ذلك أهل وقته، وكانت له عناية بالسير، والتاريخ، والأدب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعدما جمع ابن غازي من ألوان العلوم والفنون ما جمع، وسار مشاركا في جلها، قصده الطلبة للأخذ عنه وتنافسوا فيه، فجلس لإقراء العلم ونشره، فتخرج عليه ما لا يعد كثرة ولا يحصى عددا، منهم ابن العباس الصغير، وأحمد الدقون، والمفتي علي بن هارون، وعبدالواحد الونشريسي، وسقين الفاسي، واليَسِّيتني، وغيرهم من نجباء الطلبة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعل كثرة طلبة المترجم يعود إلى ما اشتهر به من سعة العلم وجودة القريحة، وما تحلى به من آداب العلماء، وأخلاق الفضلاء، فإنه «كان عذب المنطق، حسن الإيراد والتقرير، فصيح اللسان، عارفا بصنعة التدريس، ممتع المجالسة، جميل الصحبة، سَرِيَّ الهمة، نقي الشيبة، حسن الأخلاق والهيئة، وعذب الفكاهة، معظما عند العامة والخاصة».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كذلك وصف أحمد بابا التنبكتي ـ وهو ممن جلس إلى ابن غازي ـ أخلاقه، ومنهجه في درسه، وذلك ما أهله أيضا لأن يتولى رياسة العلم والفتيا بمدينة فاس، والخطابة والإمامة بجامع القرويين بها، وكان قد تولى خطابة مكناس قبل ذلك، ولم يكن في عصره أخطب منه، كما دأب أيضا، كلما حل شهر رمضان الكريم، على إسماع صحيح أبي عبد الله البخاري.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يقتصر ابن غازي على الإقراء والإلقاء، بل كان له الحظ الوافر في تقييد العلوم والتصنيف فيها، فورَّث مصنفات تشهد له هي الأخرى بالتقدم والتفوق والسعة؛ إذ شملت أغلب فنون العلم المذكورة آنفا، فمن مصنفاته على سبيل الإجمال والمثال: «شفاء العليل في حل مقفل خليل»، كان متداولا شرقا وغربا، و«تكميل التقييد وتحليل التعقيد»، كمّل به تقييد أبي الحسن الزرويلي على تهذيب المدونة للبراذعي، وحلّ مشكل كلام ابن عرفة في مختصره، و«حاشية لطيفة على الألفية»، و«منية الحساب» وشرحها المسمى «بغية الطلاب»، و«تقييد على صحيح البخاري»، و«الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون»، و«إنشاد الشريد في ضوال القصيد»، وهو على الشاطبية، وفهرسة شيوخه المسماة «التعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد»، والتي حظيت باهتمام خاص من لدن العلماء، حتى قال أبو العباس الهشتوكي في حقها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفهرسة ابن غازي مفيدةٌ ... عليك بها فهي النهايةُ في الأمر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا عجب بعد كل هذا أن يحلي العلماء ابن غازي بجميل التحلية، ويثنوا عليه بما هو أهل له، فقد قال في حقه تلميذه عبدالواحد الونشريسي: «شيخنا الإمام الأثير السيد أبو عبد الله»، واستطرد في بيان مكانة شيخه وتقدمه في العلوم، وقال أحمد بابا التنبكتي في نيل الابتهاج: «وبالجملة فهو آخر المقرئين، وخاتمة المحدثين، ولم يزل باذل النصيحة للمسلمين»، وقال ابن قاضي المكناسي في درة الحجال: «الفقيه المشارك المتفنن، ذو التآليف الحسنة، والأحوال المستحسنة»، وقال ابن عسكر في دوحة الناشر: «وعلى الجملة فهو إمام هدي يقتدي به ويثني على فعله البعيد الغاية من أهل المشارق والمغارب، له الشأن الذي لا يدرك، وفضائله أكثر من أن تحصى، وعلومه أعظم من أن تستقصى».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت وفاته ـ رحمه الله ـ في تاسع جمادى الأولى سنة (919هـ)، ودفن في عدوة فاس الأندلس، واحتفل الناس بجنازته؛ حضرها السلطان ومن دونه، وقد رثاه، على ما ذكر المنجور في فهرسته، تلميذه العلامة شقرون بن أبي جمعة في قصيدة مليحة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مصادر الترجمة: توشيح الديباج (176—178)، نيل الابتهاج (581-583)، كفاية المحتاج (459-461)، درة الحجال (2/148-149)، لقط الفرائد (ضمن كتاب ألف سنة من الوفيات) (284)، دوحة الناشر (46-47)، فهرس الفهارس (1/288-291)، الاستقصا (4/124)، شجرة النور الزكية (276).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ابن يـجـبـش الـتـازي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن يجبش التازي صاحب كتاب :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]( تنبيه الهمم العالية، على الصدقة والانتصار للملة الزاكية، وقمع الشرمذة الطاغية ) [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهي رسالة مهمة في الجهاد في سبيل الله ويعرف منها لحد الآن نسختان: إحداهما تامة، وهي ضمن مجموع يحمل رقم ق 336 بالخزانة العامة بالرباط، والثانية نسخة خاصة يتخللها بتر. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ومطلع القصيدة :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَسَدَ الزَّمَـانُ وَغَابَ كُلُّ رَفِيعِ **** بِذَهَابِ أَهْلِ الصِّدْقِ فِي المَشْرُوعِ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَهْلُ الصَّفَا، أَهْلُ الوَفَا وَمَنْ بِهِمْ **** صَلُحَ الوُجُــودُ بِبَذْرَةِ المَزْرُوعِ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قَوْمٌ كِرَامٌ لاَ يُضَـامُ جَلِيـسُهُمْ **** وَرَقَى بِحُــرْمَتِهِمْ لِكُلِّ مَنِيـعِ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وله أيضا كتاب: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أحكام فقهية مخطوط بالخزانة المحجوبية ، بالسُوس ، نُسِخَ في جمادي الأولى 1163هـ ، بالأسود والأحمر ، ضمن مجموع رقم 287 ، وهذه الأحكام في 12 صفحة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المرجع: فهرس ما لم يفهرس من المخطوطات المغربية في الخزانات الخاصة وقف على إعداده و ترتيبه أبو الهيثم الشهبائي، الدكتور أحمد بن عبد الكريم نجيب ( الملقب بالشريف )، منشورات مركز نجيبويه للمخطوطات و خدمة التراث .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وله كتاب :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- تخميس بردة البوصيري/ تأليف عبد الرحيم بن يجبش التازي، أوله: الحمد لله الذي نور قلوب أحبائه بمحبة حبيبه : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا من له همة من أرفع الهمم ***** وجسمه قد غدا في غاية السقم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومقلة العين لم تفتر ولم تنم ***** أمن تذكر جيران بذي سلم [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مزجت دمعا جرى من مقلة بدم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في مجموع من ورقة 115/ أ إلى 120/ أ سطوره 37، مقياسه 90/ 225[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مكتوب بخط مغربي جيد مشكول[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المرجع: فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة بالرباط، القسم الثاني (1921-1953) الجزء الأول، اعتنى بتأليفه ي.س. علوش، وعبد الله الرجراجي.مطبعة النجاح الجديدة ، الطبعة الثانية 1421- 2001 ص 88.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ومن أراد المزيد فعليه بكتاب : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أضواء على ابن يجبش التازي / أبو بكر البوخصيبي . - الدار البيضاء : مطبعة النجاح الجديدة, 1976 . - 183 ص. ؛ 24 سم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هذا ما وقفت عليه في ترجمته .. والله ولي التوفيق[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ابن بري التازي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot]صاحب " الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين أبو الحسن الشهير بابن بري التازي نسبة إلى مدينة تازة المغربية العريقة قرب مدينة فاس . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]انتقل أهله إلى مدينة تازة، وكان مولده بها في حدود الستين وستمائة، "ونشأ بتازة ب"زقاق الزفانين" منها، واجتهد كثيرا في الذكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة وعدولها، وانتقل إلى فاس كاتبا سنة 724هـ".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان ابن بري عالما مشاركا، له إلمام واسع بالعلوم الإسلامية، له أرجوزة مهمة في القراءات القرآنية " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " التى احتفى بها العلماء كثيرا و ألفوا عليها شروحا متعددة وصلت إلى ثلاثين شرحا. و له شرح على كتاب التهذيب في اختصار المدونة لأبي سعيد البراذعي . وله كذلك شرح على وثائق أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الغرناطي . كما شرح قصيدة في الفرائض نظمها أبو علي الحسن بن عطية الونشريسي . كما شرح عروض ابن السقاط . واختصر شرح الإيضاح في النحو لابن أبي الربيع الإشبيلي السبتي .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من شيوخه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1- والده محمد بن علي بن بري التازي . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2- أبو جعفر الزبير الغرناطي ( ت 708 هـ ) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3- أبو الحسن بن سليمان القرطبي ( ت 730 هـ ) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4- أبو الربيع بن حمدون الشريسي ( ت 709 هـ ) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5- مالك بن الرحمن أبو الحكم المالقي المشهور بابن المرحل ( ت 699 هـ ) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي ابن بري ـ رحمه الله ـ سنة 730 هـ .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهنا أرجوزته : " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فهرس الدرر اللوامع : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1- بيان فضل علم القرآن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2- سند ابن بري في القراءات .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3- باب التعوذ .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4-باب البسملة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5- باب ميم الجمع .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]6- باب هاء ضمير الواحد .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]7- باب المد و القصر .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]8- باب التسهيل و الهمز .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]9- باب الإبدال .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]10-باب نقل الحركة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]11- باب الإظهار و الإدغام .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]12- باب الإمالة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]13- باب الترقيق و التفخيم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]14- باب الإضافة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]15- باب فرش الحروف .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]16- باب مخارج الحرؤوف و صفاتها .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ : الأمير أبو زكرياء يحيى الحاحي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]العلامة محمد مستقيم [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد بن أحمد بن محمد مستقيم البعقيلي، من مواليد سنة 1388هـ / 1968م بقرية "أنامْر زْكاغْن فرقة أسيف أدرار جماعة "أيت إسَافْن" قيادة "إدا كُّوكمار" دائرة "أنزي" إقليم "تيزنيت"، المغرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التحق بالكُتَّاب سنة 1393هـ / 1973م حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن حفظا مجردا في أربع ختمات على يد والده الحاج أحمد مستقيم البعقيلي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي سنة 1401هـ / 1981م التحق بمدرسة "الْمُلود" العتيقة حيث تابع حفظ القرآن على يد المقرئ الكبير السيد الطاهر بن علي الوعْزِيزي الرسموكي رحمه الله إلى أن أتقن حفظه برواية ورش عن نافع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم انتقل سنة 14003هـ / 1983م إلى قسم العلوم الدينية والعربية بالمدرسة المذكورة فتابع فيه دراسته على الأستاذ الفقيه الصوفي السيد الحاج يحيى بن عمر الزعنوني الرسموكي رحمه الله، فأكب على دراسة المعارف العربية والعلوم الإسلامية من نحو وفقه وأدب وتفسير وحديث إلى أن تَخرج فيها مُجازا من طرف أستاذه الْمَذكور وذلك سنة 1414هـ / 1994م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي سنة 1407هـ / 1997م دخل صفوف رابطة علماء المغرب التي أصبح عضوا فيها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتهر بتعاطي الأدب وقرض الشعر وله عدد من القصائد الشعرية، والمقالات الأدبية، بعضها منشور، وله أيضا عدة بحوث فقهية، وخطب منبرية متنوعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن مؤلفاته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- دليل الحاج المتمتع (مطبوع).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- دليل المرأة في الحج والعمرة (تحت الطبع).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- دليل المعتمر والزائر (تحت الطبع).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]صالح بن عبد الله الإلغي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الفقيه الأديب "سيدي صالح بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن صالح الصالحي"، من مواليد 14 ربيع الأول عام 1343هـ بقرية دوكادير بإلغ، من أسرة عالمة ماجدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والده "سيدي عبد الله بن محمد" علامة متمكن وأديب مجيد، وجده سيدي محمد بن عبد الله علامة جليل، وهو مؤسس المدرسة الإلغية عام 1297هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد سار الفقيه على درب أسرته العالمة الأديبة، وترسم خطا أسلافه الأفاضل، فنال حظه الوافر من العلم والأدب، واستحق أن يقول في حقه مؤرخ سوس العلامة سيدي محمد المختار السوسي: "وقد جالست المترجم وناقشته وجاذبته مباحثات، فرأيت من نجابته ما حقق به أنه ابن أبيه الفذ" (المعسول 2/218).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]دراستـــه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه، على يد ثلاثة أساتذة سملاليين هم:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- سيدي محمد بن محمد الطالبي،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- سيدي محمد بن الحسن التادلي،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- سيدي عبد الله بن أحمد الطالبي، وهو عمدته، وعلى يده أتقن حفظ القرآن الكريم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وافتتح الدراسة العلمية منتصف 1935م، بالمدرسة الوفقاوية على يد العلامة الأديب سيدي أحمد بن الحاج محمد اليزيدي، وشارط في هذه المدرسة بعد اليزيدي، العلامة سيدي أحمد بن محمد الأهريبي، فأخذ عنه المترجم نحو سنة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم أخذ عن والده العلامة سيدي عبد الله بن محمد الصالحي الإلغي بمدرسة أيمور، نحو سنتين، ثم راجع شيخه اليزيدي، فأخذ عنه في المدرسة الجشتيمية، وعليه تخرج قبل وفاته سنة 1945م. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم كانت المذاكرات التي لا تنقطع في حضرة والده أكبر مشحذ لصارمه، حتى صار قاطعا لا نظير له في حلبته الإلغية (المعسول 2/218) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مشارطاته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بعد أن استكمل تكوينه العلمي، وعلا كعبه في المعارف الرائجة في سوس، ولى وجهه شطر المشارطة، ليبدأ في حياته مرحلة التعليم والعطاء، فمارس المشارطة والتدريس في المدارس التالية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة تاسريرت، التي خلف فيها والده سنة 1365 هـ / 1945م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة تازموت السملالية من سنة: 1950م إلى سنة 1952م (1370-1372هـ)،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة إغشان التي كان يعين فيها والده، وينوب عنه فيها من سنة 1953م إلى سنة 1957م. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] المدرسة الجشتيمية، التي بقي فيها من سنة 1958م إلى سنة 1959م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة إكضي، والتي استمرت مشارطته فيها من سنة 1960م إلى سنة 1963م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة إغشان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] للمرة الثانية [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من سنة 1964م إلى سنة 1965م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة أيمور، من سنة 1966م إلى سنة 1967م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة زاوية سيدي وكاك بأكلو، من سنة 1968م إلى سنة 1969م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] المدرسة الإلغية، من سنة 1970م إلى سنة 1971م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة سيدي وكاك [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] مرة ثانية [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من سنة 1971م إلى سنة 1974م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة دو ودرار برسموكة، من سنة 1975م إلى سنة 1991م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] مدرسة سيدي محمد الشريف بقبيلة الأخصاص، من سنة 1993م إلى سنة 1994م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] المدرسة الحسنية العتيقة بتيزنيت، التي انتدب للتدريس فيها سنة 1996م، وما زال يمارس فيها عمله التعليمي إلى الآن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى جانب عمله في هذه المدرسة، أصبح من أساتذة الكراسي العلمية بتيزنيت.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مؤلفاتـــه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اهتم بالتأليف منذ سنة 1949م، ولذلك قال العلامة محمد المختار السوسي في شأنه: "وقد رأيناه يزاول التأليف في فنون شتى، فلئن زاد قدما ليكونن غدا علامة إلغ، كما هو عليه والده الآن حفظه الله ووفقه" (المعسول 2/222).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مؤلفاته المطبوعة لحد الآن هي التالية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] "دليل الفارض ومفتاح الفرائض"، طبع سنة 1990م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] "الحقائق المكللة والدرة الألغية" طبع في صفر سنة 1993م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] تعاليق على شرح الكبير للشيخ الأزاريقي على المبنيات الجشتيمية، طبع مع "الحقائق المكللة والدرة الإلغية".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] "المدرسة الأولى"، طبع عام 1998م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] "المنقع بتحقيق المطلع"، طبع عام 1999م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] "إتحاف الجيل بزبدة علم الخليل"، طبع عام 2001م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] " شرح ملخص البناء في الحروف والأفعال والأسماء وشرح مبنيات الجزولي"، طبع عام 2005م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]♦[/font][font=&quot] " بذل الصابون على بذل الماعون" ، رد على رسالة سيدي عبد الحي بن محمد بن الصديق في شأن إقامة الجمعة بقرية إماون، قبيلة أيت باها. [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الشيخ : الأمير أبو زكرياء يحيى الحاحي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot]من أعلام تارودانت والمغرب خلال القرن11هـ/17م:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]مقـدمــة : أنجبت منطقة سوس عبر تاريخها الطويل شخصيات فذة، لمعت في مختلف مجالات الحياة الفكرية والدينية والسياسية، وأسهمت بنصيب وافر في بناء تاريخنا الوطني، وإرساء دعائم نهضتنا الثقافية وبناء صرح حضارتنا المغربية المتميزة. لكن عوامل الطمس والإندراس أتت على كثير من الأحداث والمعالم والشخصيات، حتى صرنا نجهل أشياء كثيرة عن ماضينا، وعن رجالاته وأعمالهم وإسهاماتهم في التأسيس لبناء الحاضر الذي نعيشه اليوم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعل من ضمن تلك الشخصيات التي تتطلب منا إلتفاتة وجهدا للتنقيب عن أخبارها وإعادة الاعتبار لدورها في بناء تاريخنا المحلي والوطني: شخصية العالم/ الشيخ/ الأمير أبي زكرياء يحيى بن عبد الله المنّاني الحاحي. فقد جمع هذا الرجل في شخصيته بين جوانب قل ما اجتمعت في غيره، وشملت إسهاماته المتنوعة المجال العلمي باعتبار الرجل فقيها محدثا ومسندا أثريا، والمجال الديني/الصوفي لكون يحيى شيخا صوفيا شهد معاصروه بولايته، كما شملت مجال السياسة باعتبار يحيى قائدا عسكريا وزعيما سياسيا أسس إمارة قوية ظل يوسع مجال نفوذها إلى أن وافته المنية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعل اهتمامي بهذه الشخصية يأتي لما لحق أدوارها من غبن، وأخبارها من سوء فهم و تجاوز في التأويل من طرف عدد من المؤرخين الأجانب والمغاربة. وسيجد القارئ الكريم في هذه المقالة نبدة مختصرة عن حياة يحيى الحاحي تلقي قبسا من نور حول معالم شخصيته، في انتظار صدور دراستنا الموسعة حول هذه الشخصية ومختلف إسهاماتها في تاريخ تارودانت والمغرب. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1. مرحلة النشأة بإداوزداغ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]استقر الولي الصوفي الكبير الشيخ عبد الله بن سعيد الحاحي عند "أيت تامنت" بتافلالت الواقعة بقبيلة إداوزداغ بالأطلس الكبير الغربي على على بعد حوالي ستين كلمترا (60كلم) شمال شرق تارودانت، وسرعان ما تزوج من السيدة عائشة بنت إبراهيم الشريفة، وهي من (إداوزيمر)، فرزق منها بأبنائه يحيى والحسن وصفية وزينب. من هنا نعلم أن يحيى كان كبير إخوته، وأن ميلاده تم بعد سنة (964هـ/1557م). وقد أورد المختار السوسي، أثناء تعليقه على كتاب (روضة التحقيق في ذكر مناقب أبي بكر الصديق)، الذي ورد فيه ذكر يحيى الحاحي في أحداث جرت سنة 971هـ، ما نصه : "ولا أحسبه (يعني يحيى الحاحي) إلا صغيرا جدا، أو غير مولود سنة 971هـ". وانطلاقا من مقارنة هذه التواريخ بباقي مراحل حياة الشيخ يحيى نرجح أن يكون ميلاده فيما بين 965هـ و970هـ.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]نشأ يحيى بزاوية زداغة، التي كانت مركزا علميا متميزا، فتلقى تعليمه الأول بمدرستها على يد والده عبد الله بن سعيد، ثم شرع في دراسة مبادئ مختلف العلوم التي كانت تدرّس إذ ذاك بهذه المدرسة. فحفظ القرآن، وأخذ مبادئ العربية والفقه والتوحيد، كما تلقى مبادئ التربية الصوفية، فكان أبوه بذلك أول أساتذته. ولا ريب في أن المكانة العلمية الرفيعة التي أدركها يحيى، فيما بعد، كانت أساسا من تأثير هذا الوسط الذي نشأ فيه وتربى. فقد فتح عينيه وسط مدرسة تعج بطلاب العلم، ومجالس القراءة والذكر، وانتصب للتدريس بها شيوخ أجلاء كان لهم ذكر عاطر في أوساط معاصريهم. كما حوت خزانة علمية من أكبر خزانات المغرب في ذلك العصر، جمعت كتب التوحيد والفقه والتصوف...[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2. الرحلة في طلب العلم : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم يكن بوسع الشيخ عبد الله بن سعيد، وهو الذي جال وارتحل لأجل طلب العلم واستكمال التكوين، أن يقصر تربية ابنه البكر على ما كان يتلقاه بزاوية زداغة. لذا لم يكد يحيى يجاوز منتصف العقد الثاني من عمره، حتى بعثه والده في رحلة لطلب العلم على يد مشاهير علماء العصر. فقادته هذه الرحلة إلى ثلاث محطات رئيسية هي : فاس، مراكش، ودرعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2.1.فـي فــاس : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]احتلت مدينة فاس خلال القرن (10هـ/16م) مكانة متميزة في الميدان العلمي بالمغرب، خاصة وأنها استقبلت عناصر ثقافية جديدة من العدوة الأخرى مثلها العلماء الأندلسيون المهاجرون، أو من الحدود الشرقية، خاصة علماء تلمسان. وسرعان ما انصهرت هذه العناصر في بوتقة العلم، وكوّنت حلقة متميزة في السلسلة العلمية التي عرفتها المدينة عبر تاريخها. فاحتفظت فاس بمميزاتها القديمة، المرتكزة على التعمق في دراسة الفقه المالكي والعناية بعلوم القرآن، دون أن تغض الطرف عما حُمل إليها من العلوم الحديثة والعقلية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شكلت مرحلة الدراسة بفاس منعطفا جديدا في حياة يحيى الحاحي، وجعلته ينفتح على آفاق علمية أرحب مما كان متاحا له بزاوية أبيه. فتتلمذ على طبقة من خيرة علماء العصر كالإمام النحوي أبي العباس أحمد بن قاسم القدومي (ت : 992هـ)، وإمام فاس الكبير أحمد بن علي المنجور المكناسي (ت : 955هـ)، والأستاذ الأديب أبي العباس أحمد بن علي الزموري (ت : 1001هـ)، وقاضي الجماعة بفاس عبد الواحد الحميدي (ت : 1003هـ) ، والفقيه الصالح الحسن بن عبد الله بن مسعود الدرعي (ت : 1006هـ)، ومفتي فاس وخطيبها أبي زكرياء يحيى السراج(الأصغر) (ت : 1007هـ)، وقاضي الجماعة بها أبي القاسم بن أبي النعيم الغساني (ت : 1032هـ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من ثم تمكن يحيى الحاحي من ضمان تكوين علمي متين ومتنوّع، وانفتح على أصناف من العلوم الدينية واللغوية، والعلوم العقلية، التي كان يدرسها هؤلاء الشيوخ، كعلوم الفقه والحديث والتفسير والقراءات، والعروض والنحو، وعلم الكلام والمنطق... فكان من الطبيعي أن يبلغ يحيى بشفوفه العلمي تلك المكانة الرفيعة التي فاق بها معاصريه، وسرعان ما سنراه يصبح عالما مشاركا، وأديبا بليغا ناظما وناثرا، ومدرّسا شهيرا، ومربيا صوفيا، "توجهت إلى زيارته الهمم، وركبت إليه النجائب".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]2.2. فـي مراكش :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذا كانت فاس قد استأثرت بمركز الصدارة في الميدان العلمي خلال الدور الأول من حياة الدولة السعدية (915-984هـ/1509-1576م)، فإن مراكش أدركت أوج عزها العلمي مع بداية عهد السلطان أحمد المنصور (986-1012هـ/1578-1603م)، فغدت المركز الثقافي الأول في كل الغرب الإسلامي. وتقاطرت عليها أفواج من العلماء من داخل المغرب وخارجه : من سوس وفاس والأندلس والمغرب الأوسط.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لعل هذا التحول كان وراء انتقال يحيى إلى مراكش، بعد أن أرضى نهمه العلمي بما أخذ عن علماء فاس. وربما كان انتقاله إلى مراكش أواخر العقد التاسع من القرن العاشر الهجري. وقد لقي بمراكش عددا من الشيوخ لم تحتفظ لنا المصادر سوى باسم اثنين منهم هما : أبو عبد الله محمد بن عبد الله الرجراجي (ت : 1022هـ) الذي تولى الإفتاء وقضاء الجماعة بمراكش، واشتهر بتضلعه في سائر العلوم الشرعية واللسانية، وانكبّ على التدريس والتأليف، ثم أحمد بن محمد السالمي (ت : 1040هـ) وقد تولى التدريس والإفتاء بمراكش، واشتهر بتمكنه في العلوم النقلية والعقلية، وأفاد معاصريه من الفقهاء والطلبة باجتهاداته ومحاوراته الفقهية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2.3. فـي درعــة :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ما إن أنهى يحيى الحاحي رحلته العلمية إلى كل من فاس ومراكش، حتى اتجه إلى درعة ليأخذ على يد شيخها الكبير أحمد بن محمد أدفال السوساني الدرعي (ت : 1023هـ). وكان هذا الأخير قد انتصب للتدريس بجامع (قصر آدوافال) بلكتاوة على ضفاف نهر درعة، بعد أن جال في المغرب وأخذ عن مشاهير الشيوخ بدرعة وفاس، ولزم الشيخ أحمد بن موسى السملالي حتى وفاته سنة 971هـ. بعد ذلك رحل إلى المشرق رحلتين لقي خلالهما عددا كبيرا من المشايخ بمصر ومكة والمدينة : كمحمد بن محمد البكري، وبركات بن محمد الحطاب، ونجم الدين الغيطي، والسيد المقدسي، وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عاد أدفال، بعد ذلك، إلى بلده مكتمل العلم والصلاح، وطارت شهرته فقصده الطلبة والعلماء للأخذ عنه. وهذا يحيى بدوره، بعد أن لقي مشاهير شيوخ عصره بفاس ومراكش وأخذ عنهم وأجازوه، ينتقل من جديد إلى درعة قاصدا الشيخ أدفال. وقد ذكر الإفراني أن يحيى الحاحي أخذ عن الشيخ أحمد أدفال كثيرا من الفنون، وأجازه في علوم الحديث إجازة عامة، وسبق أن وقفنا على حجم لائحة الكتب التي رواها عنه، وقد تنوعت بين الفقه والحديث والتفسير، والنحو والفرائض والحساب...[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]2.4. إجازة أحمد بابا التنبكتي :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يرد اسم العالم السوداني الكبير، الشيخ أبو العباس أحمد بابا التنبكتي ضمن قائمة الشيوخ الذين أجازوا يحيى الحاحي. وقد كانت إجازته له في عدد من الكتب والأحاديث الواردة بإجازة الخرقاني. ومعلوم أن أحمد بابا امتحن هو وأهله عندما سيقوا أسرى من تنبكتو إلى مراكش، على يد قائد السلطان المنصور : محمود بن زرقون سنة : (1002هـ).واستمروا في الأسر إلى أن أذن المنصور بإطلاق سراحهم في الحادي والعشرين من رمضان عام : (1004هـ) وعندها انتصب أحمد بابا للتدريس بجامع الشرفاء بمراكش.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خلال هذه الفترة كان يحيى الحاحي قد أنهى رحلته لطلب العلم وعاد إلى زاوية أبيه بزداغة حيث انتصب للتدريس، وكانت عودته هذه خلال السنوات الأولى من تسعينيات القرن 10هـ. كما أن إجازة أحمد بابا له أرخت ب : 13 ذي القعدة عام : (1008هـ). ومن تم يكون التنبكتي من شيوخ الإجازة بالنسبة ليحيى وليس من شيوخ الدراسة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3. مرحلة الانتصاب للتدريس :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت درعة آخر مرحلة في جولة يحيى العلمية، التي أنهاها، كما أسلفنا، مع مطلع تسعينيات القرن 10هـ. إذ ذاك عاد إلى زاوية أهله في زداغة مكتمل العلم والصّلاح، شيخا من شيوخ العلم والتصوف، أديبا كبيرا متمكنا من ناصية القوافي. فانتصب للتدريس، إلى جانب شيوخ الزاوية، وعلى رأسهم والده عبد الله بن سعيد. وقد استمر يحيى قائما بوظيفة التدريس زهاء ثلاثين سنة مع أبيه، ومن بعده. فطارت شهرته في أنحاء سوس وقصده أعلامها للأخذ عنه. وكانت له مشاركة في عدد من الفنون : كالحديث، والفقه، والنحو، والتصريف، والتصوف... وقد كرّس الشيخ يحيى الحاحي جزءا هاما من حياته لنشر العلم، وهو ينتقل بالسّكنى بين زاويتهم في تافيلالت، وفي (سهب زبوز) بأولاد تايمة، وبين تارودانت.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]4. رئاسة الزاوية وإعلان الإمارة : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الشيخ عبد الله بن سعيد الحاحي من ضمن الذين أودى بهم الطاعون الجارف الذي ضرب المغرب عام (1012ه/1603م)، والذين كان من ضمنهم أيضا السلطان أحمد المنصور الذهبي. وكان من الطبيعي أن ينتقل أمر زاوية زداغة إلى الشيخ يحيى بن عبد الله لرسوخ باعه العلمي وعلو سنده الصوفي. وقد عرفت الزاوية في عهده أوج ازدهارها بالرغم من الأوضاع العامة التي عرفتها البلاد، فقد كان شخص يحيى ضامنا لتبعية قبائل سوس لزاويته واستقرار الأوضاع العامة بالمنطقة. فكرس حياته خلال هذه المرحلة للتدريس وتربية المريدين، فطارت شهرته وقصده طلاب العلم والراغبون في التربية الصوفية السليمة، وتكاثر أتباعه. وقد لخص الإفراني هذه الوضعية بقوله : " وكانت ليحيى شهرة عظيمة بالصلاح، وأتباع كثيرون كوالده وجده. وتوجهت لزيارته الأمم، وركبت لها النجائب. " [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعل هذه المكانة التي تمتع بها يحيى وكثرة مريديه وأتباعه من القبائل السوسية، هي التي جعلت السلطان السعدي زيدان بن أحمد المنصور يستجير به ضد الثائر ابن أبي محلي الذي دخل العاصمة مراكش وطرد منها السلطان الشرعي، فقضى يحيى على هذه الثورة بعد أن هزم جيش ابن أبي محلي في معركة "جليز" عام (1022هـ/ 1613م)، وأعاد السلطان إلى عرشه بالقصر البديع بمراكش. لكن إخلال زيدان بشروط الاتفاق الذي على أساسه ناصره الشيخ يحيى وأعاده إلى عرشه وأهله، و ومن ضمن هذه الشروط : تَرْكُ سبيل الظلم، وتخفيف الجبايات على الرعية، وطرد اليهود من بلاطه وخدمته... كان دافعا مقنعا جعل الشيخ يحيى يخلع بيعة السلطان زيدان ويؤسس إمارة قوية بتارودانت ظل يوسع نفوذها ويدافع عن مقوماتها إلى أن قُتِل مسموما عام ( 1035هـ/ 1626م) فنقل جثمانه إلى زاويته بتافلالت بقبيلة إداوزداغ حيث ضريحه الآن إلى جانب قبر والده سيدي عبد الله بن سعيد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ذ. نورالدين صادق[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]السـموأل بـن يحـيى بـن عبـاس المعـروف بالمغربي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]»الحبر شموائيل بن يهوذا بن آبوان« [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بقلم: محمد عبد الله الشرقاوي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]اسمه العبراني: »شموائيل بن يهوذا بن آبون«، وبعد أن شرح الله صدره للإسلام، تخلى عن هذا الاسم وتمسك باسمه العربي: »السموأل بن يحيى المغربي«. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويعدّ السموأل من علمائنا القلائل الذي كتبوا سيرتهم الذاتية، وكان من النادرين الذين كتبوها بدقة وشمول.. فأما عن شمولها، فسنذكر لمحات منها فيما بعد.. وعن دقتها، فإنا قد امتحنا ما جاء فيها، بما كتبه عنه المترجمون وكتّاب الأعلام، والطبقات، فلم نجد ما يستوقفنا من مخالفة أو اختلاف. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويحسن بنا أن نسوق بعض ما جاء في كتاب الصاحب جمال الدين القفطي المتوفى سنة 646 هـ عن »تاريخ الحكماء«؛ قال عنه: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]»السموأل بن يهوذا المغربي، الحكيم اليهودي، أظنه من الأندلس[1]، قدم هو وأبوه إلى المشرق، وكان أبوه يشدو شيئاً من علم الحكمة، وكان ولده السموأل هذا قد قرأ فنون الحكمة، وقام بالعلوم الرياضية وأحكم أصولها وفوائدها ونوادرها، وكان عددياً [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]أي مشتغلاً بالحساب- هندسياً، هيئيّاً، وله في ذلك مصنفات، منها: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]-كتاب المثلث القائم الزاوية، وقد أحسن في تمثيله وتشكيله، وعدة صوره، ومبلغ مساحة كل صورة منها، صنّفه لرجل من أهل حلب... [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]-وصنف منبراً في مساحة أجسام الجواهر المختلطة لاستخراج مقدار مجهولها، وصنف كتباً في الطب. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وارتحل إلى آزربيجان، وخدم بيت البهلوان، وأمراء دولتهم، وأقام بمدينة »مراغة« وأولد أولاداً هناك، سلكوا طريقته في الطب. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأسلم فحسن إسلامه، ... وصنف كتاباً في إظهار معايب اليهود، وكذب دعاويهم في التوراة، ومواضيع الدليل على تبديلها، وأحكم ما جمعه في ذلك. ومات بالمراغة قريباً من سبعين وخمسمائة«.[2] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما صاحب كتاب: »عيون الأنباء في طبقات الأطباء« ابن أبي أصيبعة المتوفى سنة 668 هـ، فيقول: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو السموأل بن يحيى بن عباس المغربي، كان فاضلاً في العلوم الرياضية، عالماً بصناعة الطب، وأصله من بلاد المغرب، وسكن مدة في بغداد، ثم انتقل إلى بلاد العجم، ولم يزل بها إلى آخر عمره. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]»وكان أبو [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] أيضاً- يشدو شيئاً من علوم الحكمة... وللسموأل بن يحيى بن عباس المغربي من الكتب: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- رسالة إلى أبي خدود: جبر ومقابلة [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- كتاب: إعجاز المهندسين... صنفه لنجم الدين أبي الفتح شاه غازي ملك شاه بن طغرل بك، وفرغ من تصنيفه في 570هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- كتاب: الرد على اليهود. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- كتاب القوافي في الحساب الهندي، ألفه سنه 568 هـ«.[3] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويذكر عنه موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، وهو معاصر له، تقريباً، توفي سنة 629هـ، يقول [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] فيما نقله لنا عنه ابن أبي أصيبعة: [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]»هذا السموأل، شاب بغدادي، كان يهودياً فأسلم، ومات شاباً بالمراغة، وبلغ في العدديات مبلغاً لم يصله أحد في زمانه، وكان حاد الذهن جداً،... بلغ في الصناعة الجبرية الغاية القصوى، وأقام بديار بكر، وآذربيجان، وله رسائل في الجبر والمقابلة، يرد بها على ابن الخشاب النحوي، وذلك أن ابن الخشاب كان معاصره...، وله مشاركة في الحساب، ونظر في الجبر والمقابلة« ا.هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأشار الإمام ابن القيم، رحمه الله (ت 751 هـ)، إشارة ضمنية إليه، فقال: »قال بعض أكابرهم بعد إسلامه«، ثم نقل عنه صفحات وفصولاً كثيرة.[4] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولو ذهبنا نتتبع ما ذكره عنه العلماء، من الإشادة والثناء الجميل، كالصفدي، صاحب الوافي بالوفيات، وابن العبري، صاحب: مختصر تاريخ الدول، والزركلي، صاحب الأعلام، وغيرهم، لطال الحيدث، وخرج عن حده المرسوم له... لكننا نكتفي بما سقناه،[5] ففيه الغنية إن شاء الله. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][/font]
[font=&quot]ثقافته ونبوغه [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد السموأل في بيت علم، فكان أبوه حبراً يهودياً، ومن ثم نشا ابنه ووحيده تنشئة علمية ممتازة، فتمكن من اللسان العبري، ودرس التوراة وفقهها وعلومها. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم درس الهندسة والرياضيات والهيئة وشيئاً من علوم اليونان، والطب على كبار المهندسين والأطباء المرموقين، والمشهود لهم من المفكرين أمثال الدسكري، وهبة الله من ملكا البغدادي، والشهرزوري، وغيرهم. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقام برحلات وأجرى مقابلات ولقاءات مع العلماء والشيوخ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان قد التفت قبل ذلك إلى دراسة الأساطير، فالتاريخ، والسيرة النبوية الطاهرة، ومما أعانه على النبوغ في كل فن من هذه الفنون، ذهن متوقد، وتفرغ، وحرص، وحب عظيم للعلم وتشاغل به. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومما يؤكد ذلك [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]فضلاً عن الكلام الذي سقناه لابن القفطي وابن أبي أصيبعة ولمعاصره وزميله في الطلب موفق الدين البغدادي- قوله: »وكان بي من الشغف بهذه العلوم والعشق لها ما يلهيني عن المطعم والمشرب، إذا فكرت في بعضها،... فخلوت بنفسي، في بيتٍ مدة، وحللت جميع تلك المسائل وشرحتها، ورددت على من أخطأ من واضعيها، وأظهرت أغلاط مصنفيها... وأزريت على أقليدس في ترتيب أشكال كتابه، بحيث أمكنني إذا غيرت نظام أشكاله، أن أستغني عن عدة منها، لا يبقى إليها حاجة، بعد أن كان كتاب (إقليدس) معجزاً لسائر المهندسي، إذ لم يحدّثوا أنفسهم بتغيير نظام أشكاله، ولا بالاستغناء عن بعضها... حصل على كل هذه العلوم وهو في السنة الثامنة عشرة من عمره. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم صنف، واتصلت تصانيفه منذ تلك السنة إلى أن وافاه الأجل، »وفتح الله علي كثيراً مما ارتج على من سبقني من الحكماء المبرّزين«. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان له حظ وافر في صناعة الطب والصيدلة. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومما قرأه من كتب التاريخ: »تاريخ الطبري« وتاريخ أبي على ابن مسكويه المسمى: »تجارب الأمم«. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن قراءة التاريخ تعرّف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجهاده، وصبره، واحتماله، وعلمه، وحلمه، وسمو خلفه، وهجرته، وعرف سيرة صحابته، والغزوات، والانتصارات المعجزة، لقلة العدد والعُدد، من هنا انتبه حسه وقبله وعقله ووجدانه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ودرس من رسالته. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم كان له نصيب وافر من الفصاحة والبلاغة والتذوق الأدبي الرفيع ومن ثم التفت إلى معجزة القرآن الذي لا يباريه كتاب في هذا الباب، فعلم وتيقن من صحة إعجازه. ولقد انعكست ثقافته المتنوعة الواسعة في رصانته العلمية، وإحكام براهينه، وقوه جدله، وصحة لغته، وجزالة أسلوبه، وفخامة لفظه، يبرز هذا لو قارنّا كتابه: »إفحام اليهود« بما كتبه المهتهدي سعيد بن حسن الإسكندراني- الذي انتقل إلى الإسلام من اليهودية سنة 697 هـ، في كتابه المسمى: »مسالك النظر في نبوة سيد البشر«.[6] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كراهيته للتقليد والجمود [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان قد تجمع له فيض زاخر من المعرفة بالإسلام، وكان عقله وقلبه قد اطمأنا إلى صحة معجزة القرآن الكريم، ولأنه قد تربى حسه على المنطق، وتهذب خاطره على العلوم الرياضية والهندسية، وما تقتضيه من ضروب البرهنة، والتحقق من صحة الفروض تحققاً عقلياً، كان للعقل عنده دور عظيم جداً... ولم يكن للتقليد والجمود إلا حظ النفور والكراهية والمقت. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فراجَع نفسه في اختلاف الناس في الأديان والمذاهب... وفكر وتدبر، وكان قد رسخ يقينه قبل ذلك بأن العقل حاكم، يجب تحكيمه على كليات أمور عالمنا هذا، إذْ لولا أن العقل أرشدنا إلى اتباع الأنبياء والرسل وتصديق المشايخ والسلف، لما صدقناهم في سائر ما تقليناه عنهم، يقول في ذلك ما نصه: »... وعلمت أنه إذا كان أصل التمسك بالمذاهب الموروثة عن السلف، وأصل اتباع الأنبياء، مما أدى إليه العقل، فإن تحكيم العقل على كليات جميع ذلك واجب. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإذا نحن حكمنا العقل على ما نقلناه عن الآباء والأجداد، علمنا أن النقل عن السلف، ليس يوجب العقلُ قبوله من غير امتحان لصحته، بل بمجرد كونه مأخوذاً عن السلف، لكن من أجل أنه يكون أمراً ذا حقيقة في ذاته، والحجة موجودة بصحته. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأما الأبوه والسلفية وحدهما: فليستا بحجة، إذ لو كانتا حجة، لكانتا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]أيضاً- حجة لسائر الخصوم الكفار: كالنصارى، فإنهم نقلوا عن أسلافهم أن عيسى ابن الله، وأنه الرازق المانع الضار النافع.[7] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فإن كان تقليد الآباء والأسلاف، يدل على صحة ما نُقل عنهم، فإن ذلك يلزم منه الإقرار بصحة مقالة النصارى، ومقالة المجوس.[8] [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ويوظف الإمام السموأل هذا الأصل العلمي المنهجي الثابت في مناقشة دعوى اليهود، وتفنيد مزاعمهم، ونقض تأسيسهم ويستخدمه بمهارة واقتدار يعكسان ثقافته الرياضية الهندسية والمنطقية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]دوره في مجادلة اليهود [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لئن كان دور السموأل بارزاً في فضح يهود التلمود، لدى المسلمين وقراء العربية، كما سنذكر فيما بعد إن شاء الله تعالى، فإنه ولا شك حلقة مهمة في سلسلة أخبار وحاخامات اليهود الذين خرجوا على اليهودية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولعل من المفيد أن نذكر القارئ الكريم، ببعض من سبقوا أو لحق السموأل في هذا الباب، وهو الخروج على اليهودية سواء إلى النصرانية أو الإسلام، وكتب أو جادل وناظر في فضح اليهود وإفحامهم. من أهمهم: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- نيكولاس دونين [/FONT][FONT=&quot]Nicolas Donin[/FONT][FONT=&quot]، وبابلو كرستياني [/FONT][FONT=&quot]Pablo Cristiani[/FONT][FONT=&quot]. وقد عقدت مناظرة كبرى بين بابلو كرستياني والحاخام »موسى بن نجمان« في برشلونة سنة 661 هـ - 1263 م. وكرستياني هذا يهودي روّعته تعاليم اليهود الوحشية، فانتقل إلى النصرانية...، وأسهم بدور كبير في كشف حقائق اليهود، وعدائهم للنصرانية (وبقية الأمم«، واشترك في مناظرة برشلونة الشهيرة، واستطاع أن يقنع البابا كلمنت بأخطاء التعاليم التلمودية، فأصدر الأخير مرسوماً بتحريم قراءة التوراة وحيازته، ومصادرة نسخه، وأعاد تنفيذ قانون لويس الحادي عشر، الصادر في 531 هـ - 1136م بإلزام اليهود بوضع شارة على أكتافهم لتميزهم.[9] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وتخبرنا »دائرة المعارف اليهودية« عن طرف من هذه المناظرة، وتضيف بأن إحدى هذه المناظرات قد أقيمت بأمر من البابا »بنديكت« واستمرت سنة وتسعة أشره في طرسوسة.[10] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومن الجدير ذكره [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] هنا- أن اليهود قد اضطروا إلى الاعتراف، ببعض عقائدهم السرية في بعض هذه المحاكمات... ومنها مثلاً: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]»أن يسوع الناصري موجود في لُجّات الجحيم، بين الزفت والنار! (قاتلهم الله) وأن أمه مريم قد أتت به من العسكري »بندارا« بمباشرة الزنا، وأن الكنائس النصرانية هي بمثابة قاذورات، وأن الواعظين بها أشبه بالكلاب النابحة، وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها ديناً، وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم به اليهودي... وأن من الواجب أن يلعن ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني، وجميع الملوك الذي يتظاهرون بالعداوة ضد بني إسرائيل«.[11] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- وفي القرن السادس عشر، كشف »جوهان فيفركورن [/FONT][FONT=&quot]Johan Pheffrekorn[/FONT][FONT=&quot] « وكان يهودياً، ثم خرج عليها إلى النصرانية [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] عن حقائق خطيرة من معتقدات اليهود. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- وقد تحول كثير من اليهود إلى الإسلام، لكن دور بعضهم كان بارزاً في إظهار تناقض اليهود، وتهافتهم، وتحريفهم... وضمت هذه القافلة المباركة كثيراً من الرجال... وكان من بينهم: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- هبة الله علي بن الحسين بن ملكا، صاحب كتاب: »المعتبر في الحكمة« والذي يلقبه الإمام ابن القيم بـ»فيلسوف الإسلام في وقته«.[12] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- وجاء السموأل [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]في القرن السادس- وصنف كتابه »إفحام اليهود«، وكان بالغ الأهمية في هذا الباب، ذا جهد متميز فاق من سبقوه ومن لحقوا به. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- ثم جاء سعيد بن الحسن الإسكندراني في القرن السابع والثامن الهجري، ووضع كتابه: »مسالك النظر في نبوة سيد البشر« سنة 720 هـ... بعد أن شرح الله صدره للإسلام، وانتقل إليه من اليهودية.[13] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- وفي سنة 1256 هـ أشهر الحاخام موسى أبو العافية إسلامه، وأعلن أمام المحكمة بعض فضائح التلمود، وترجم منه مقاطع مطولة، صادَق على صحتها [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]مضطراً- يعقوب العينتابي، الحاخام الأكبر للشام [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]آنئذ-.[14] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]صلته بابن ملكا البغدادي ووالد موفق الدين عبد اللطيف البغدادي [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قد يُظن أن تلمذة السموأل على الفيلسوف (اليهودي الذي أسلم) هبة الله بن ملكا، صاحب: »المعتبر في الحكمة«...، وقد يظن كذلك أن زمالته ومعاصرته لموفق الدين البغدادي [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]في طلب العلم- وأن هذا الأخير قد كتب »رسالة في الرد على اليهود« [15]- جعلته يتأثر بهذا المناخ الجدلي الفكري! أقول: إن ذلك ليس ببعيد! [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لكن ينبغي أن لا ننسى أن السموأل نفسه قد أخبرنا أنه انتقل من اليهودية إلى الإسلام، بعد أن نظر وفكر وتدبر، وأيقن بالبرهان القاطع بطلان ما عليه اليهود، بل إنه يصر على ذلك، لدرجة أنه لم يذع مناميه اللذين رأى فيهما شموائيل النبي، والمصطفى صلى الله عليه وسلم، إلا بعد أربع سنوات من إعلان إسلامه، حتى لا يظن أنه قد ترك دينه لأضغاث أحلام وهواجس غامضة! [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإنه في سيرته الذاتية التي كتبها بقلمه، قد كفانا مؤونة الافتراض والتخمين والاستنتاج، ولم تكن الرؤيا هي التي حملته على الانتقال إلى الإسلام، فهي كانت رادعة له وزاجرة عن التمادي في عدم إعلان أو إشهار ما آمن له، وأيقن بصحته... فهو قد آمن بالإسلام بعد نظر وتمعن ومقارنة بين الأديان وعقائدهم وحججها. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مولده ووفاته [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذكر لنا السموأل [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] في سيرته الذاتية التي أسماها: »إسلام السموأل وقصة رؤياه المصطفى صلى الله عليه وسلم« - كثيراً من التفاصيل الدقيقة عن حياته، وأساتذته، وثقافته، ونشأته، وأسرته، ... وغير ذلك، لكنه لم يتعرض قط لتاريخ ميلاده. كما أن الذين ترجموا له لم يذكروا شيئاً عن تاريخ مولده. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكذلك الحال بالنسبة لتاريخ وفاته، فإنهم لم يذكروه على وجه التحديد، اللهم إلا القفطي فإنه ذكر أنه توفي قريباً من سنة 570 هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويذكر ابن أبي أصيبعة أن ألف كتابه: »إعجاز المهندسين« سنة 570 هـ. بيد أن السموأل نفسه قد ذكر لنا تواريخ إنجاز بعض كتبه التي ألفها، وكان آخرها هو سنة 558 هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما أن ناسخ مخطوطة »إفحام اليهود« قد ذكر أنه نقلها عن نسخة بخط السموأل، كتبها المؤلف سنة 565 هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والسموأل نفسه يذكر أنه لم يظهر قصة إسلامه ورؤياه المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا بعد أربع سنوان من إشهاره إسلامه، وتصنيفه كتابه في إفحام اليهود، أي أن ذلك كان في 562 هـ تقريباً. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومهما يكن من أمر، فإن بعض من ترجم له، ذكر أنه توفي شاباً، وهذا يعني أنه توفي في القرن السادس الهجري يقيناً، أي أنه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]رحمه الله- من أعيان هذا القرن، وكان حياً في سنة 569 هـ قطعاً. وقد عاش بعد ذلك ولعله قد عاش إلى سنة 570 هـ كما ذكر القفطي. وقد ألف في غضون هذه السنة كتابه الموسوم بـ»إعجازالمهندسين« كما ذكر ابن أبي أصيبعة. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المصدر: مقدمة كتاب »إفحام اليهود وقصة إسلام السموأل ورؤياه النبي صلى الله عليه وسلم، للسموأل بن يحيى المغربي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تحقيق: د. محمد عبد الله الشرقاوي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]طبع: رئاسة البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية. الرياض، 1407 هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][1]هذا مجرد ظن. ولقد كان السموأل معاصراً لأبي عمران موسى بن ميمون اليهودي المتوفى (601هـ)، وأسرة ابن ميمون هاجرت من الأندلس إلى إفريقية أثناء حكم الموحدين، وعاش فترة في فاس ثم رحل عنها إلى مصر [انظر: ديلاسي أولبيري: الفكر العربي ومكانه في التاريخ، ترجمة د. تمام حسان ص221]، ولا أعتقد أن السموأل كذلك لأنه لم يشر إلى ذلك، ولم يذكره المترجمون له اللهم إلا القفطي. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][2] انظر القفطي: إخبار العلماء بأخبار الحكماء، ص 209، طبعة ليبرت 1903م، ص 142 دار الآثار، لبنان. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][3] انظر: عبون الأنباء في طبفات الأطباء، الطبعة الأولى بيروت بتحقيق نزار رضا 1965م، وانظر ص31 جـ2 من نشرة ميلر 1884م. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] [4] (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) ص 108، طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][5] وقارن ما كتب عادل أنبونا في مجلة (الشرق) 1961م، ص61 وما بعدها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][6] انظر ما نشره المستشرق ([/FONT][FONT=&quot]S. A. Weston[/FONT][FONT=&quot]) لهذا الكتاب في ([/FONT][FONT=&quot]JOAS. Vol. XXIV, 1953, pp.312-383[/FONT][FONT=&quot]) وهي نشرة مليئة بالأخطاء والتصحيفات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][7] انظر شريعة إيمانهم في المصادر التالية: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق، للبطريرك سعيد بن البطريق [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- النصيحة الإيمانية لفضيحة الملة النصرانية، للمهتدي نصر بن يحيى المتطبب. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- تثبيت دلائل النبوة، للقاضي عبد الجبار، والبداية والنهاية، والفصل لابن حزم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][8] إسلام السموأل: المخطوط. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][9] ظفر الإسلام خان: التلمود تاريخه وتعاليمه، ص 42، ط2، نشر دار النفائس. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][10] السابق ص 43. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][11] الكنز المرصود في قواعد التلمود، ص 11، ترجمه عن الفرنسية د. يوسف حنا مسعد، نشر المكتب الإسلامي ببيروت، ط2، 1388 هـ، وفضح التلمود لبرانايتس، دار النفائس. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][12] ابن القيم »إغاثة اللهفان« جـ2 ص 257، بتحقيق محمد حامد الفقي، نشر دار المعرفة ، بيروت. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][13] انظر بحث المستشرق [/FONT][FONT=&quot]Sidney Adams Weston[/FONT][FONT=&quot] في [/FONT][FONT=&quot]Journal of the American Oriental Society, vol.24, Part2, 1953[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][14] الدكتور محمد أسد: الأصول العربية لتاريخ سوريا في عهد محمد علي، ص20 جـ5، طبعة الكاثوليكية، بيروت 1933م. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][15] انظر ترجمته في (فوات الوفيات) جـ2، ص 384، بتحقيق د. إحسان عباس، ويبدو أن حجاب المعاصرة لم يدفع موفق الدين إلى الانتقاص من شأن السموأل، فهو قد أشاد به وامتدحه كما ذكر آنفاً. [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ أبو أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي زرّوق [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يقول عن نفسه رضي الله عنه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولدت يوم الخميس عند طلوع الشمس 28 من شهر محرم 846 هجري و توفيت أمي يوم السبت بعده و أبي يوم الثلاثاء بعده، كلاهما في سابعي، فبقيت بعون الله بين جدتي الفقيهة أم البنين فكفلتني نفعنا الله بها و الفقيرة إلى رحمة الله, فكفلتني أم البنين حتى بلغت العشر فقرأت القرآن, فأدخلتني الصنعة, فتعلمت صناعة الخرز, ثم نقلني الله تعالى بعد بلوغي السادس عشر إلى القراءة فقرات الرسالة على الشيخ علي السطي و الشيخ عبد الله الفخار قراءة بحث و تحقيق, ثم قرأت القرآن على جماعة منهم القوري والزرهوني و كان رجلا صالحا, و المجاصي و الأستاذ الصغير كل ذلك بقراءة نافع, ثم اشتغلت بالتصوف و التوحيد, فأخذت الرسالة القدسية و عقائد الطوسي و عقائد السنوسي على الشيخ عبد الرحمن المجدولي وهو من تلاميذ الأبي, و أخذت بعض التنوير على أبي عبد الله القوري و سمعت عليه البخاري كثيرا و تفقهت عليه في كل من, أحكام عبد الحق الصغرى و جامع الترمذي " وأخذت ذلك تفقها " و صحبت من السالكين جماعة لا تحصى بين فقيه و فقير. و لفظ " زروق إنما جاءني من جهة الجد كان أزرق العينين و اكتسبه من أمه. إهـ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهو من قبيلة البرانس البربرية التي تعيش في منطقة جبل البرانس ما بين فاس و تازة، و ولد رضي الله عنه في قرية تليوان بتلك المنطقة، لوالد كان من أهل الولاية والصلاح، حيث شيد على مدفنه في القرية بناية أنيقة تشتمل على مسجد جامع ومكان لسكن الإمام وتعرف بزاوية سيد أحمد زروق ولها أوقاف، ويحظى ضريح والده بتعظيم واحترام أهل القبيلة، وتشير السيرة التي كتبها الإمام إلى انه ولد وشب في مدينة فاس، وقد ورث زروق هذا اللقب عن جده الذي كان ازرق العينيين زرقة معروفة في العرق البربري، وحين ولد زروق اسماه أبوه محمدا، لكن ما لبث أن عرف باسم أبيه (أحمد) حين توفي الأب واحتفظ باسمه، وكان أحمد وحيد أبويه، وتوفي كلاهما في الأسبوع نفسه الذي تلا ميلاده نتيجة للطاعون الذي ضرب فاس في عام ولادته، وتربى في حجر جدته لأمه فاطمة والتي كانت تكنى بأم البنين أسوة بفاطمة بنت عبد الله الفهري وهي التي أنشأت جامع القرويين سنة 245 هــ، وكانت جدته سيدة فقيهة صالحة، وكانت الأسرة ذات عوز، وكانت الجدة ورعة صابرة، وحرصت الجدة على أن يشب حفيدها على خير وجه، فعلمته الصلاة وأمرته بها وهو ابن خمس، وأدخلته الكتاب في ذلك السن وعلمته التوحيد والتوكل والأيمان والديانة بطريقة ذكية، وكان تأثيرها على حفيدها عظيماً في صغره، ولما ناهز الاحتلام كانت تعينه بمالها على الاستقامة وتمنعه من الفساد، وتدربه على نضد الكتب ليتخذها وسيلة لتعلم القراءة للدين وحرفة لمعاشه، وكانت جدته أول من لقنه أصول السلوك وطرق التصرف في الحياة والمجتمع وساعدها في ذلك أفراد العائلة جميعهم، كما كان رضي الله عنه تلميذا مواظباً هادئاً في الكتاب، فأتم حفظ القران الكريم وهو ابن عشرة، كما تعلم الخرازة في تلك السن، وتوفيت جدته وهو في تلك السن، وتولى أحد أقاربه تربيته، وصار يكسب قوته بعد وفاة جدته كصبي خراز، حتى بلغ السادسة عشرة من عمره. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]انتظم وهو ابن ستة عشر في سلك طلبة جامع القرويين والمدرسة العنانيه معاً، وصار يتردد عليهما لدراسة أمهات كتب المذهب المالكي والحديث والأصول وقواعد العربية، كما درس بعضاً من كتب التصوف، وتتلمذ على أشهر علماء فاس وفقهائها آنذاك، وعددهم يزيد على ثلاثين فقيهاً و محدثاً وفقيراً، كما درس أمهات الكتب، ومنها كتاب التنوير لابن عطاء الله السكندري، وبدأ صلته بمشايخ الطريقة الشاذلية وهو في العشرينات من عمره، فلزم مريدا للشيخ محمد الزيتوني بزاوية الشاذلية في فاس، وكتب تعليقه الأول على حكم ابن عطاء الله وهو في الرابعة والعشرين من عمره (عام 870 هــ ) وفي هذه السنة انطلق أحمد في سياحة أربعين يوماً كاملة بأمر شيخه، زار خلالها ضريح الشيخ شعيب أبو مدين بن الحسين ( المتوفى عام 596 هـ / 1198 م ) في تلمسان، وعاد إلى فاس بعد مخاطر عديدة قابلته في رحلته، وعناءً شديداً تكبده، ومكث في فاس بعدها ثلاث سنين مشتغلاً بالدرس والتأليف. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واتصل بشيوخ من البلاد المغاربية, كالشيخ الإمام عبد الرحمن الثعالبي و إبراهيم التازي و المشدالي و الشيخ حلواو و السراج الصغير و أحمد بن سعيد بن الحباك و ابن الرصّاع و الحافظ التنسي و الإمام السنوسي و ابن زكريا و أبو مهدي عيسى المواسي. [/font][font=&quot][/font]
 
أعلى