موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]رابعا: عزّته منَحَتْ الصمودَ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عاصر التقلبات والإيديولوجيات في مطالع سبعينيات القرن الماضي، وعايش لحظات الإغراء والانزلاقات، فكان يُراقب ما يجري في الساحة الثقافية بمراكش وهي تطفح بالإيديولوجيات، وتغمرها الانحرافات، فما جرفتْه الأهواءُ والتيارات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ظل واثقا من نفسه، يسير وحيداً عكس التيار، تتهاوى أمام حواراتِه أوهامُ المادّيين الجدليين، ومن مشى في ركابهم من التائهين. حلَّقَ في تلك الأجواء في غير سربه بشموخ، واتسعت قراءاتُه في مواقف الإسلام من قضايا العصر وما يمور فيه دعاوَى وانحرافات، ولعلّ أطروحته حول الفقراء والمساكين من آثار تلك السنين، أمّا مجادلوه بالأمس فقد توارى أكثرُهم اليوم، وظلوا على اختلاف ما عرفتْه أحوالُهم يحملون التبجيل لمواقف عبد السلام والاحترام لشخصه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]خامسا: كان صنيعةً للإسلام[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان أناس من زمانه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وهم كُثْرٌ - صنائعَ أهواء وولاءات، يتباهَوْن بالتَّشَكُّل تَبَعاً للظروف والتحوُّلات، وكان عبدُ السلام صنيعةَ الإسلام، عجنتْه الثقافةُ الإسلاميَّةُ بقيمها، وشدَّتْهُ إلى مقاصدها، وغمرتْ روحَه بِسِيَرِ أهلها، وطبعته السُّنَّةُ بحقائقها وبضوابطها لحركة الحياة؛ فعرف حقائقَها فيما صحَّ منها؛ وانضبطت بها حركة حياته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ما عادت تنفكُّ روح عبد السلام عن منهج الإسلام، وما عاد شيء ينفكّ في حياته عن قول الله عز وجلّ، وقول رسوله الأعظم صلوات ربي وسلامُه عليه. امتلأتْ روحه بذلك المنهج فما عاد فيها متَّسَعاً لما يجري في معترك عصرنا من أوهام تحرِّكُها خلفيات صهيونية؛ غايتُها إطفاءُ نور الله في الأرض، وصدُّ الناس عن سبيل الله. من أجل ذلك، استغنى عبد السلام عن كثير مما يخوض فيه القوم، ووجد في ثقافته الإسلامية بصنوفها وبصفائها وعمقها وشمولية مقاصدها كلَّ ما تدعو المعرفة الإنسانية إليه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]سادسا: ظل شلاّلا ينهمر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ظل في دروسه عامة وفي محاضراته الجامعية خاصة ذلك الشلال المنهمر الذي ترتوي منه العقول والنفوس. تتسابق المعارف على لسانه، كلُّ لفظة تنثال على لسانه تستدعي عشرات المعاني في ذاكرته، كلُّ لفظة تَضْغَطُ على نفسه بإيحاءاتها فتفتح له آفاقا للقول، لا يصرفُها عنه إلا ضغطُ الزمن، وما يقتضيه المقرر، ويستدعيه المنهج.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتنساب محاضراته في أجواء كلية الآداب، توقِظُ الصمتَ، وتوقظُ الهِمم، وتُذكِّرُ بشموخ مجالس العلم في زمن عزة العلم، وتُحَفِّزُ من لا طاقةَ له بالعلم بالجِدّ في طلب العلم، والدخول إلى معتركه؛ فتستشعر النفوسُ مسؤوليتها فيما هي مطالَبَةٌ به في دنياها، وما أعدَّتْه من عُدَّة لأخراها. وظل عبد السلام كالبحر الزاخر، يرمي بلآلئه، يُنير السبُل في معترك المغرب الحديث بكلّ ما يضطرب به العصر، بنزوع إصلاحي لا يَحيد عن التغني بالقيم التي ينبغي أن تنشدها الإنسانية في بحثها عن الحقيقة، وأية حقيقة هي خارج ما ارتضاه الخالق المُدبِّرُ لشؤون خلقه؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]سابعا: براعتُه في محاصرة الانتباه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]خبرتُه بنفوس مستمعيه، جعلتْ طرقُ أساليبه في التبليغ تتنوَّع تَبَعاً لتنوعَ مسالك القول من خلال النصوص الشاهدة والدالّة بقوة. أساليبُه في تقريب الحقائق من الأفهام لا يسع العقول والنفوس إلا أن تقتنعَ وتنفعل بها، تراه يطبعها بلغته الخاصة في الأداء والتصوير عن طريق التمثيل لها من واقع الحياة ومن خبرة مستمعيه؛ فتترقق الأفكارُ في انسياب عذْب لا يُخطئ طريقَه إلى العقول والقلوب. وقد رُزِقَ الرجلً بيانا سائغا واضحا مطبوعا بروح خَرْشِيَّةٍ همُّها تبليغ الفكرة مهما دقت وتشعّبتْ أقوال الناس فيها. فعبد السلام ممّن ينتقي واضحات النصوص بما يتكشَّفُ به المعنى دون عَنَت.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ثامنا : وثَمِلَ بآداب العرب[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]قطفَ الأزاهير وانتشى بمجاني الأدب في حدائق العرب شعراً ونثراً، وحفظ من عيون آداب العربية ما دقَّ في معانيه وشرُف بمبانيه في بيانه، منذ أن نشأت تلك الآداب في ربوع بني يعرُب إلى يوم الناس هذا. وانتقاؤُه لمعاني الشعر العربي، يوجِّهُهُه فيها ذَوْقٌ رفيع خبَر أنواع المعاني وطرُق تشكُّلها في أدائها البياني، وميَّز بين صنوفها تبعاً لعمقها، وعرَفَ منها ما يُغني عن سواها، كما توجِّهُهُه في اختيارته خبرةٌ وليدة قراءاته فاحصة وهادفة لدواوين الشعر العربي، لها خبرة بطعوم القول ومجالاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا أعرف ثانيا له فيما يختارُه وينتقيه ليصير من محفوظه، ولا أعرفُ له شبيها في ذوقه، وما وجدتُ فيمن أعرفُه من يستحضر أدق المعاني في تصوير أدق المواقف، مع ما يُضفيه عليه بطريقته الخَرْشِيَّة في الإنشاد والإلقاء، مع إبراز ما تنطوي عليه من أبعاد وظلال يلتقطُها بمهارة نادرة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]تاسعا: خير من صان للعلم حُرْمَتَه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]عبد السلام خير من عرفته صان للعلم حرمته، فما رأيته منذ ثلاثين سنة يستهين يوما بكرامة العلم، أو يخاف في الله لومة لائم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عاش للقيَم التي يُؤمن بها، يمثل شموخَ العالم الذي يُؤتَى ولا يأتي، يُحدق هناك حيث تتربع الكرامة، ويتجلَّى سلطانُ العلم، ويحملُ صولجانَه بكل شموخ وكبرياء، ولا يُقدِّر هذا إلاّ من تحسّر على ما لحِقَ الفكر من كُساح وشلل، وما ران على أهله من ذِلَّة وهوان؛ حين طلبوا العلمَ لغير الله، ولا علمَ في دنيا البشر ما لم يكن ﴿ باسم ربك ﴾.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عاشرا: كلمة أخيرة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]عبد السلام عمْقٌ إنساني بعيد الغَوْر، مزاج خاص من معارف أنضجها البحث والقراءة الدائمة والشخصية المنفعلة بحركة الوجود الإسلامي في ارتطامه بغفلة الدنيا عن الإسلام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عبد السلام هو ذلك العالم المسلم الذي نشر علمَه بتفانٍ وإخلاص، في المدرسة والجامعة، وفي منتديات شتى، وأشاع العلم عند محبيه من أصناف عينات المجتمع المغربي والمشرقي، من أعلى مستوياته إلى أدناها.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومجالس عبد السلام تحفظ فيها الأحاديث وتدون، وتُحمل إليها الدفاتر والأقلام.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وستشهد له بيئات العلم التي حاضر فيها أنه طبَعَ الدرس الإسلامي بطابعه وأشاع السنَّة بين الحاضرين، وهو خير من انتصر للسنة في البيئة المراكشية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأقول لو كان عبد السلام في غير هذه البيئة لكان له شأنٌ وأيُّ شأن، ولكن حبَّ هذه المدينة أعماه عن سواها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عبد السلام نادر الشبيه بتكوينه وذاكرته، ودقته في الفهم وبراعته في التبليغ ، نادر الشبيه في استقامته وتفانيه في نشر الثقافة الإسلامية في أبهى صورها، وأنصحّ حقائقها، وأجمل روائعها، وكل ذلك في منتديات عرفتْه لا حصرَ لها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو قليل الشبيه في جعله القرآن الكريم والسنة النبوية وآداب العرب في معانيه الراقية في محفل متناغم مع حركة الحياة، لا تستقيم دنيا البشر بغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]عبد السلام أسعدني ربي بمعرفته ومصادقته، فكان خيرَ من أفدتُ من علمه وعمله، وكان خيرَ من رأت عيني موقفا في طلب الحق، والتمسُّك بالمبدأ الذي ارتضاه لنفسه واختاره عن قناعة، وخير من رأتْ عيني بُعْداً عمّا يُدنِّسُ شرف العلم. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وجدتُ في عبد السلام الخرشي وفي أخيه الأديب الناقد عبد الرحمن الخرشي وفي ابنه واصل الخرشي أسرةً لي طافحةً بالود والصفاء والتكريم لشخصي الضعيف، وجدتً فيهم أُخوة لم تربطنا فيها أمومة. فأنا من أسرة عبد السلام الخرشي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]مراكش، السبت 23 مايو 2009[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][ملاحظة: كلمة ألقيت بمناسبة تكريم العلامة الدكتور عد السلام الخرشي بمناسبة صدور الطبعة الثانية من كتابه: فقه الفقراء والمساكين في الكتاب والسنة أو الحل الإسلامي لمعضلة الفقر، في حفل نظمته كل من مؤسسة البشير والنادي الأدبي بمراكش بتاريخ 23 مايو 2009].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]توفي ليلة الخميس الثاني من شهر ذي القعدة 1432هـ، الموافق 29 شتنبر 2011؛ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]قال الشيخ أبو عامر عادل بن المحجوب رفوش:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]عبد السلام، ومن في الصدق ضاهاه؟ *** وفي سلامة صدر تلك بشراه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذي القبور للقياه مهللة *** فقد عهدناه يرجو الله يخشاه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ما بح صوت امرئ لله داعية *** كبح ذاك الفتى الخرشِي بدعواه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يرصع القول باستدلالِ ذي حكم *** وينظم الدر وعظا من ثناياه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويجهد الفكر في نصح لأمته *** نهيا ونأيا ولا يرتاح مسعاه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لله غيرته في حسن حكمته *** أدنى الحُلُومَ وكلَّ الجهل أقصاه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في سيرة المصطفى صفى سريرته *** وللقران جليسا حين تلقاه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جم القناعة فياض الندى ورع *** حلو الحديث وفيه شهدةٌ فاه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مات التذوقُ للآداب إذ رُمستْ *** تلك السجايا وحين القبر واراه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مات الشعور بأشعار ينمقها *** بحفظه الفذ، ما كنا لننساه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا أهل مراكش الحمرا ألا رجل *** ينهي مهازل إهمال فقد شاهوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أين التراجم للأعلام في سير *** أمثال خرشينا أو من له جاه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أين التقاييد عن شيخ ومعلمة *** تخلد المجد للأجيال عقباه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد تقطع بينُ القوم بينكمُ *** حِرْمٌ على رَؤُفٍ يغشاه يرضاه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الناس في مشرق قد ترجموا نُكُرا *** ونحن في أعرف الجُلّى عياياه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الموت أن تعفو الأطلال دارسةً *** ومن يؤرخ لذي الإيمان أحياه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ها قد نصحت وقلبي لا يكاد على *** عبد السلام تصون الدمعَ عيناه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قوله: بَيْنُ؛ بضم آخره؛ أي: وصلُ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد قرأ ابن كثير وحمزة قوله تعالى: {تقطع بينُكم} بضم النون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قوله: حِرْمٌ؛ بكسر أوله وسكون وسطه وضم آخره؛ أي: حرام[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قرأ حمزة والكسائي قول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 95]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قرآها: {حِرْمٌ على قرية}[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قوله: رَؤُفٌ: أي رؤوف؛ وهي قراءة أبي عمرو في قول الله تعالى: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وقبل وفاته بأربعة أيام؛ اتصل الأستاذ الخرشي بالقارئ عمر القزابري وعزاه في عمه؛ السيد محمد القزابري رحمه الله؛ مؤذن مسجد حي "أسيف"، قائلا: "أشهد أنك كنت بارا بعمك".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اللهم اغفر له وارحمه ..[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]اقتباسا من المقالات الصادرة عن الشيخ رحمه الله ورحم علماءنا وموتانا وموتى المسلمين أجميعين وأسكنهم فسيح جناته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العلامة الدكتور عبدالهادي حميتو[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو عبد الهادي بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله حميتو ، من مواليد 1362هـ / 1943 بنواحي الصويرة إحدى حواضر المغرب الأقصى ، قرأ القرءان بمسقط رأسه ، وتلقى دراسته بمدرسة ابن يوسف بمراكش ، حصل على الإجازة من كلية اللغة العربية بمراكش سنة 1972 ، وعلى دبلوم الدراسات العليا سنة 1979 ببحث قدمه تحت عنوان : " اختلاف القراءات واثره في استنباط الأحكام " من دار الحديث الحسنية بالرباط تحت إشراف الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ، ثم على دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية والشريعة من دار الحديث سنة 1995 ببحث عنوانه : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " دراسة في تاريخها ومقوماتها الأدائية من القرن الرابع الهجري إلى القرن العاشر ، بإشراف الدكتور الراجي ، وقد جاءت بعد طبعها من طرف وزارة الأوقاف المغربية في سبعة أجزاء ، له عدة بحوث ودراسات مهمة جدا في عدد من المجلات والدوريات المحلية والدولية في علوم القراءات والتجويد والفقه وغير ذلك ، وصدر له مؤخرا كتابان حول أبي عمرو الداني رحمه الله : الأول كتاب: " معجم شيوخ أبي عمرو الداني " وفيه دراسة وافية حقيقية حول شخصية الداني ، والثاني : " معجم مؤلفات ابي عمرو الداني " وقد أضاف إضافات نوعية إلى الدراسات التي قدمت حول الداني ، كما صحح كثيرا من الأخطاء التي وقع فيها عدد من الباحثين حول هذه الشخصية . وهو الآن أحد المراجع المهمة في المغرب في ما يتعلق بالفقه المالكي والقراءات وعلم التجويد .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما ينتظر أن تصدر له منظومة حول الأذان والإقامة بلغ مجموع أبياتها 1200 بيت أورد فيها كل ما يتعلق بأحكام الأذان والإقامة والمذاهب الفقهية والقرائية فيها ، كما ينتظر أن يصدر له كتاب حول موضوع التصحيف عند المؤلفين في علم القراءات والتجويد ، وفي طور تحقيق بعض الأجزاء التي لم تحقق بعد من رحلة ابن رشيد السبتي المعروفة ب : ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة الى الحرمين مكة وطيبة . والرجل شاعر أديب أريب ، له قصائد جميلة شهد بروعتها العديد من الأدباء ، وكان عضوا في لجان تحكيم عدد من المسابقات الدولية والمحلية في تجويد القرءان الكريم .ومن باب التذكير فالشيخ لازال حيا يرزق نسال الله أن يمد عمره و ان يبارك فيه و ان ينفع بعلمه.[/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]العلامة الشاب سعيد بن محمد الكملي الرباطي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هو الشيخ العلامة الحافظ الشاب الأستاذ سعيد بن محمد الكملي ولد سنة 1392هـ / 23/05/1972 بالرباط، تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي بثانوية مولاي يوسف ثم بدار السلام ثم بالمعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة، وحصل منه على شهادة الماستر في تسيير وإدارة المقاولات السياحية، ثم درّس بعد ذلك في جامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة الدراسات الإسلامية، مادة الفقه والحديث، وهذه كانت موادا مقررة على الطلبة كما درس موادًّا أخرى تطوعية منها النحو والأصول والمواريث[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأثناء دراسته الأكاديمية، كان يدرُس العلوم الشرعية فكان يحفظ القرآن على أبيه وحفظ بعض المتون في النحو والصرف والبلاغة والتجويد والقراءات والفقه والحديث والمنطق والأدب، ثم قرأ القراءات السبع المتواترة على الشيخ المقرئ الدكتور عبد الرحيم نبولسي، فأجازه بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقي ثلة من العلماء كالأستاذ الدكتور فاروق حمادة والأستاذ الدكتور محمد الروكي والشيخ البودراري رحمه الله والشيخ الأديب الشاعر مصطفى النجار وغيرهم، وأجازه الشيخ العلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي إجازة في الموطأ برواية يحيى الليثي وبرواية أبي مصعب الزهري وأجازه في الكتب الستة وفي ألفية العراقي وفي نظم الفصيح لأبي المرحل وغير ذلك، كما أجازه إجازة عامة في كل ما يصح له أن يرويه وأجازه أيضا الشيخ العلامة المحدث محمد الأمين بوخبزة الحسني في الكتب الستة وسائر مرويات شيخه الحافظ أحمد بن الصديق الغماري رحمه الله، وكانت له رحلات إلى القطر الموريتاني، لقي فيه طائفة من العلماء كالشيخ محمد سالم بن عبد الودود الشنقيطي الهاشمي رحمه الله والشيخ أحمد ولد المرابط وغيرهما، وسافر إلى مصر فلقي هناك بعض علماء الأزهر الشريف وجلس في حلقة شيخ الأزهر محمد الطنطاوي، وسافر إلى الحرمين ولقي طائفة من العلماء هناك كالشيخ عطية سالم المصري رحمه الله والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي رحم الله الأموات منهم وحفظ الأحياء[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشهــــــــــــــادات والإجــــــــــــازات[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]الإجازة في شعبة الدراسات الإسلامية[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]ماجستير في الدراسات الإسلامية[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]تسجيل أطروحة الدكتوراه عن السنة النبوية واستدلال المالكية بها[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]إجازة في القراءات السبع من الشيخ عبد الرحيم نبولسي[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]إجازة في الموطأ بروايتي يحيى الليثي وأبي مصعب الزهري من الشيخ محمد الحسن الددو[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد صدر لشيخنا حفظه الله كتابا تحت عنوان "الأحكام الشرعية في الأسفار الجوية ". وهو بحث نال به شهادة الماجستير ،وهو كتاب فذ في الباب . والشيخ حفظه الله يشتغل بالتدريس بجامعة محمد الخامس بالرباط شعبة الدراسات الاسلامية ، كما انه مسترسل في شرح الموطأ بمسجد السنة بالرباط مساء كل جمعة بين العشائين وهو الدرس الذي تنقله قناة السادسة ضمن الكراسي العلمية التي تسهر عليها وزارة الأوقاف . حفظ الله الشيخ الجليل وبارك في علمه وجعلنا من المنتفعين به آمين[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الشيخ الرباني سيدي عبد الله بلمدني[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ولد الشيخ عبد الله أبو عطاء الله المعروف بعبد الله بلمدني سنة 1952 بالريصاني إقليم الراشدية جنوب المغرب، ترعرع ونشأ في بيت علم وورع وتقوى حيث كان أبوه الشيخ المدني من أعلام تافيلالت وشيوخها الذين كانوا وجهة طلبة العلم والأئمة لينهلوا من معينه[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والشيخ بلمدني من الطلبة النجباء لدى أبيه، فلقد حفظ القرآن وهو لم يتم بعد ربيعه الثاني عشر، ليتفرغ لحفظ المتون والمنظومات المختلفة، ولينهل من علم أبيه مرابطا بين يديه منقطعا إلى طلب العلم والتحصيل لا يشغله شاغل حتى نال ما نال من العلم[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد تفتقت مواهب الشيخ مذ كان طالبا للعلم، فتمكن من اللغة العربية وأتقنها وأصبح محدثا بارعا ذاع صيته بين الناس. فانطلق يعلم القرآن ويحدث الناس حيثما حل وارتحل، ثم إذا فرغ من ذلك عاد إلى بيته، إلى صحبة الكتاب في عصامية فريدة. فهو لا يكاد يفارق الكتاب إلا للضرورة. والحق يقال أن التكوين الذاتي وتدريس طلبة العلم والهمة العالية إضافة إلى نور البصيرة الرباني هو سبب نبوغ هذا العالم الكبير[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تنقل بين مجموعة من المساجد كإمام راتب ليستقر به المقام بمدينة بني ملال كمدير وشيخ لدار القران الكريم سنة 1991، وتخرج على يديه طلبة كثر يشغلون مناصب متعددة يتميزون بغزارة العلم وطول الباع في العلوم الشرعية[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقام الشيخ بتدريس[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]رسالة ابن أبي زيد القيرواني.(في الفقه[/font][font=&quot])[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]ألفية ابن مالك. (في النحــــــــــــــو[/font][font=&quot])[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]مراقي السعود. (في أصول الفقــــــه[/font][font=&quot])[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]ألفية السيوطي. (في علوم الحديــث[/font][font=&quot])[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]التلخيص للقزويني. (في البلاغـــــــة[/font][font=&quot])[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]الجوهر المكنون. (في البلاغــــــــــة[/font][font=&quot])[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]عمدة الأحكام. (في الفقه المقـــارن[/font][font=&quot])[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]تفسير القــــــــرآن الكريـــــــــــم[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وغير ذلك كثير لا مجال لإحصائه في هذا المقام، وخلاصة القول أنه ما ترك بابا من أبواب العلم الشرعي إلا وأتقنه وأفاض القول فيه وتصدى له شرحا وتمحيصا ودراسة[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وألقى العديد من المحاضرات والخطب والدروس داخل المغرب وخارجه، و نشر الكثير منها على مواقع الإنترنيت، كما أنه شارك في تأطير مجموعة من الدورات العلمية خارج المغرب، ولا ننسى مشاركته المتميزة في العديد من البرامج التلفزية للقناة الأولى وقناة محمد السادس[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهو الآن عضو المجلس العلمي المحلي لمدينة بني ملال وفاعل أساسي في أنشطته[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشهــــــــادات والإجـــــــــــــازات[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إجازة عامة من والده الشيخ المدني رحمه الله[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الشيخ المكي الناصري[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ولد الشيخ محمد المكي الناصري بمدينة رباط الفتح في ضحى يوم الأربعاء 24 شوال سنة 1324 هـ الموافق لـ11 دجنبر1906[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأ الشيخ الناصري في بيت دين و فضل، و ظهرت عليه علامات نضج مبكر أبانت عن مؤهلات، و مواهب شخصية بارزة منها الاستعداد التام للتلقي و الذكاء الحاد و حب المعرفة فبدأ بحفظ القرآن و أمهات المتون حتى تخرج على أهم شيوخ العلم في وقته، و قد كان استقباله للمرحلة الجامعية سنة 1932 على يد ثلة من كبار العلماء استفاد منهم و تأثر بهم و اهتدى بهديهم ، منهم من المغرب الأستاذ الحافظ أبو شعيب الدكـــالي، و الشيخ محمد المدني بن الحسني، و الحاج محمد الناصري، و الشيخ محمد بن عبد السلام السائح، و من الشرق العربي الأستاذ مصطفى عبد الرزاق، والأساتذة منصور فهمي، و عبد الحميد العبادي، و عبد الوهاب عزام، و يوسف كرم، وغيرهم[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتتلمذ أيضا على أساتذة غربيين؛ منهم المستشرقان الايطاليان نللينو، وجويدي، و المستشرقان الألمانيان ليتمان و برجستراسر، والفيلسوف أندري لالاند[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و كما بدأت حياة الشيخ الناصري العلمية مبكرة كذلك بدأت حياته الوطنية و السياسية حيث ساهم في تــــأسيس "الرابطة المغربية" السابقة لكتلة العمل الوطنـــــي و هي أول هيئة سرية لمقاومة الاستعمـار،و كان أول أمين عام لها و كان ذلك سنة 1920 و سنه آنذاك لا يتجاوز الخمسة عشر، وجادت هذه البداية الوطنية المبكرة بثمارها فلم تكد تمر مدة زمنية قصيرة حتى ألف مترجمنا كتابه الأول "إظهار الحقيقة و علاج الخليقة " سنة 1922، و كان رسالة ضد الخرافات و البدع المنسوبة للدين مدشنا به نشاطه السلفي. وكانت تلك هي البداية لينطلق بنشاطه عضوا مؤسسا و عاملا في " جمعية أنصار الحقيقة" سنة 1925. و قد ظل متنقلا بين البلدان الأوروبية مدافعا عن استقلال المغرب مطالبا الاستعمار بالرحيل إلى سنة 1934 حيث قفل راجعا إلى المغرب ليكون في وسط المعركة يناضل بجانب زملائه زعماء الوطنية[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و لما قدم شكوى المغرب بفرنسا إلى الأمم المتحدة بإمضائه و إمضاء بقية زملائه سنة 1952 عاقبته الإدارة الدولية بمنعه من العودة و الدخول إلى طنجة و بذلك أقفلت في وجهه جميع المناطق المغربية، وبقي منفيا في الخارج أكثر من أربع سنوات إلى أن عاد محمد الخامس من المنفى[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنذ فجر الاستقلال قام مترجمنا بمهام سامية متنوعة، من خلال المناصب التي رشح لها وعين من لدن جلالة الملك محمد الخامس ، ثم وارث سره جلالة الملك الحسن الثاني[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]أستاذا بالجامعة المغربية سنة 1960[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]سفيرا لجلالته بليبيا في 13 يناير 1961[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]أستاذا بدار الحديث الحسنية 21 نوفمبر 1964[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]وزيرا للأوقاف و الشؤون الإسلامية و الثقافة 1972[/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]عضوا بأكاديمية المملكة المغربية -1981[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]عين من طرف جلالة الملك رئيسا للمجلس العلمي بولاية الرباط وسلا[/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]انتخبه علماء المغرب بالإجماع أمينا عاما لرابطتهم في مؤتمرهم الاستثنائي المنعقد بطنجة يوم 28 أكتوبر 1989 خلفا لأمينها العام الأستاذ الراحل سيدي عبد الله كنون[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد و سمه جلالة الملك بوسام العرش تقديرا لعمله بليبيا و بعمالة أغادير كما وسمه بوسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الممتازة تقديرا لجهوده العلمية و الثقافية[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و للأستاذ الناصري الكثير من الأبحاث و المؤلفات في مرحلة الاحتلال نذكر منها[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1. " [/font][font=&quot]إظهار الحقيقة" السالف الذكر طبعة تونس 1925[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]2. "[/font][font=&quot]حرب صليبية في مراكش" طبع بالقدس سنة 1931[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3. " [/font][font=&quot]فرنسا و سياستها البربرية في المغرب الأقصى "طبع القاهرة سنة 1932[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4. "[/font][font=&quot]الأحباس الإسلامية في المملكة المغربية" دراسة دقيقة وافية للأوقاف في المغرب مع مقارنتها بالأوقاف في بقية العالم الإسلامي -طبع بتطوان سنة 1935[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]5. "[/font][font=&quot]موقف الأمة المغربية من الحماية الفرنسية" عرض و تحليل لتاريخ الاحتلال الأجنبي في المغرب وكفاح الشعب المغربي للتخلص منه[/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]طبع بتطوان سنة 1946 و قد ألحقت به بحوث ومقالات أخرى مترجمة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن مؤلفاته بعد الاستقلال[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]التيسير في أحاديث التفسير (6 مجلدات)-طبع لبنان[/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]نظام الفتوى في الشريعة و الفقه.طبع ندوة " الشريعة و الفقه و القانون[/font][font=&quot] "[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]وغيرها[/font]
[font=&quot]وبعد حياة علمية حافلة توفي الشيخ يوم 10 ماي 1994 الموافق ل29 ذي القعدة 1414 هجرية رحمه الله رحمة واسعة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ترجمة سيدي مصطفى البحياوي حفظه الله[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font=&quot]تعريف الراوي بترجمة الشيخ مصطفى البحياوي[/font]
[font=&quot]إعداد و تحرير : بدر العمراني[/font]
[font=&quot]اسمه[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو أبو سلمان مصطفى بن أحمد بن عبد الرحمن البحياوي المراكشي مولدا و نجارا ، الطنجي منزلا وقرارا[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولادته[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من مواليد سنة 1950 م ، بمدينة مراكش الحمراء[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأته[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نشأ بمدينته مراكش في كنف والده الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البحياوي ، حيث حفظ القرآن الكريم ، و تلقى مبادئ العلوم ، متنقلا في ذلك بين حلقات العلم التقليدية ، و مستويات المناهج العصرية ، و نظرا لما كان يتمتع به من ذكاء و فطنة ، بذ أقرانه في الفنون التي تلقاها ... فكان خير مثال في الجد و الاجتهاد و المثابرة . و ظل على هذا النهج إلى أن أتم مشواره[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أساتذته و مشايخه[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]منهم : والده الشيخ المقرئ أحمد بن عبد الرحمن البحياوي ، و الأستاذ اللغوي أحمد الشرقاوي إقبال، و الشيخ المقرئ عبد الفتاح القاضي ، و الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ، و الشيخ عبد الله بن الصديق ، و الشيخ عبد العزيز بن الصديق ، و الفقيه الرحالي الفاروقي ، و الفقيه الحسن الزهراوي[/font][font=&quot] ....[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وظائفه[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتغل حفظه الله بالتدريس ، ثم مفتشا بالسلك الثاني من التعليم الثانوي ، و استمر بهذه المهمة إلى أن غادرها طواعية خلال المبادرة التي أطلقتها الحكومة المغربية السابقة منذ سنتين[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و هو الآن يحتل منصب مدير مدرسة الإمام الشاطبي لتحفيظ القرآن و تدريس علومه بطنجة ، ثم الخطابة بالمسجد الملاصق للمدرسة[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و يلقي دروسا تطوعية للعموم خلال شهر رمضان من كل سنة : في تفسير سور المفصل بأسلوب بديع ، و منهج يأخذ بالألباب ، و في شرح صحيح البخاري ، و في السيرة النبوية معتمدا سيرة أبي الفتح محمد ابن سيد الناس اليعمري (ت 734 هـ) المسماة "عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير[/font][font=&quot]" .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أما خطبه فهي من روائع الكلام المرسل ، و بديع النثر المرتجل ، يضمنها صادق المشاعر والعواطف، ويذكيها برائق الأنوار و اللطائف ، تخشع لوميضها الألباب باشتياق ، و تدمع بلوعتها العيون والآماق . هذا وصف من أدمن على ارتياد مجالسه ، و استمتع بفوائده و عوائده[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أعماله و آثاره[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ حفظه الله لم ينقطع للكتابة و التأليف ؛ و كل ما خطه قلمه : أنظام في تراجم البخاري ، ونظم في مغازي الرسول صلى الله عليه و سلم ، و نظم للعقيدة الطحاوية ، و تكميل نظم العلامة ناصر الدين أبي العباس أحمد بن محمد المالكي الإسكندراني المعروف بابن المنير المسمى "التيسير العجيب في تفسير الغريب" ، سماه : إضافة اللبيب لتكميل التيسير العجيب في تفسير الغريب ، لكنه يكمل[/font][font=&quot] ...[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و شارك في الكثير من مباريات التجويد ضمن لجان التحكيم ، بالمغرب و مصر[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شهادات في حقه[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و قد شهد بفضله و علمه الكثير من أهل العلم ، لا يحضرني من مكتوباتهم سوى ما كتبه شيخنا محمد بوخبزة حفظه الله في كناش له سماه "حَفْنَةُ دُرٍّ" ، قال[/font][font=&quot] : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حضرت يوم الأحد سابع ربيع الثاني 1421 هـ مأدبة غذاء أقامها بطنجة الأستاذ محمد بن الحاج حمادي التمسماني لحصوله على الدكتوراه من كلية الآداب بتطوان ، و قد لقيت بها الأستاذ مصطفى البحياوي المراكشي صاحب دار القرآن بمسجد الشاطبي بطنجة ، و أخبرني أنه يعرفني و أنه زارني ببيتي و تحدثنا طويلا ، و استعار مني نصوصا لم تطبع في موضوع غريب القرآن ، منها : أرجوزة المجّاصي ، و أرجوزة الصلتان الطويلة ، كما أرسل إلي بَعْدُ أرجوزة ابن المُنَيِّر الإسكندري المالكي المطبوعة بدار الغرب ، و للرجل عناية بعلوم القرآن خصوصا القراآت ، و كانت له دروس في البخاري بشرح فتح الباري سجلت على أشرطة سمعت بعضها و فيها فوائد ، و كان مما أفادني به : شرب كأس كبير من الماء الساخن قدر المستطاع عند النوم ، و ذكر من فوائده ، و أنه مجرب عنده . ص 13[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و قال أيضا في مراسلة إلي بتاريخ ربيع الثاني سنة 1421 هـ : أخبركم بأني قدمت طنجة صحبة الأستاذ توفيق الغلبزوري و صهره الدكتور الطاهري و طالب يقال له : الشنتوف ، و حضرت مأدبة الأستاذ التمسماني ، و كان الحضور مكثفا ، و به لقيت الأستاذ البحياوي و كنا على مائدة ، و أخبرني بزيارته لي قديما و لكني لا أذكره ، و مكث يسألني طيلة المدة ، و سألني عن أرجوزة الضرير فأخبرته بأنها في طريقها إليه معكم ، و قد سُرّ لذلك غاية ، و طلب مني آثارا أخرى وعدته بإرسالها معكم إن شاء الله ، و بالجملة فقد وجدت في الرجل فضلا و اطلاعا و إنصافا كما أنه بالغ في البرور و التحفي[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]من لقاءاتي معه[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مساء يوم الجمعة 14 صفر 1424 هـ موافق 18 أبريل 2003 م بمكتبة بطنجة التقيت بشيخنا ، و قد كان الجلوس معه ممتعا لما تخلله من كلام طال مواضيع مختلفة ، و مسائل علمية ... و من المسائل العلمية التي قمت بطرحها عليه : مسألة زواج الإنسي بالجني ، و ما حكم الشرع فيها ؟[/font]
[font=&quot]فأجابني بأن الإمام مالكا يكره ذلك مستدلا بقوله تعالى : "و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" [الروم : 21] ، و قاعدة سد الذرائع لقطع الطريق على الزواني و الفساق من أن يدعوا هذه الدعوى كأن تأتي امرأة حامل و تدعي بأن الحمل من زوجها الجني[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قلت له : ورد في الأساطير الشعبية أن المسألة لا تتعدى التلذذ الجنسي إلى الإنجاب ، و البعض .. ادعى بأنه تزوج جنية و أنجب منها أولادا[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فقال : نعم ، هذه المسألة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]أي تلبس الجني بالإنسي أو العكس- لا تعدو التمتع ، أما التخلق فممتنع[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قلت : و هو استدل علينا بأنه ورد في كتب التفسير أن بلقيس ملكة اليمن أمها جنية ، و أبو بكر الأثرم ورد في ترجمته أن أحد أبويه كان جنيا . و هذا الأخير انتزع هذا الفهم من سياقه لأني لما راجعت ترجمته وجدت أن الرجل لفرط ذكائه و سعة حفظه و سرعة بديهته ، قال عنه يحيى بن معين: كأن أحد أبويه جني . و هذا ليس دليلا على ذلك[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأجابني : حقا ، و أما ما قيل عن بلقيس فغير صحيح[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قلت : و كذلك تشبت المدعي بفتوى الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حول مسألة الزواج بالجنيات ، فكان جوابه : مبروك . و هذا ليس دليلا على الإجازة ، فأنا أراه من باب التهكم والاستهزاء ، فلو كان جائزا عنده لأجابه بالإيجاب[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الشيخ : نعم ، جوابه لا يدل على الجواز[/font][font=&quot] [/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أثناء سياق كلامنا و محاورتنا ، حكى حفظه الله صورة من صور الصرع التي رآها و حضرها وهي: أنه شاهد رجلا متخصصا في الصرع يصرع أنثى بالقرآن ، فلما نطق الجني المتلبس بها وأمره بالخروج ، أجابه بأنه متزوج بها ، فقال له : إن كنت زوجها فاخرج حتى يتعرف عليك أصهارك ، فأجابه بأنه لا يستطيع لأن صورته صورة حمار . فقال شيخنا : و هذا يدل على أن الله عز و جل خلق البعض منهم على صورة واحدة لا تتغير و لا تتشكل ، و يشهد لذلك ما ورد في بعض الأحاديث أن منهم على صورة أفاعي و منهم على صورة ... و انتقل الحديث إلى الدكتور إبراهيم ابن الصديق و علاقة الشيخ به ، حيث تحدث عن الاحترام الذي كان يكنه له إبراهيم ، و ذات يوم زاره الشيخ فوجده حانقا على ابن تيمية و الألباني و أمامه كتب للسقاف ، و معه بعض العوام يتذاكرون ما أثاره السقاف من طعون على ابن تيمية كقدم العالم بالنوع ، فقال الشيخ مقاطعا لهم : مسألة قدم العالم بالنوع مسألة فلسفية محضة ، لا تفهم بالنظر لمطلق الناس حتى السقاف الذي طبل وزمر بها ، و ما ألصقوه بابن تيمية إنما انتزعوه من كلامه في سياق الجدل و ألزموه به ، و قد تقرر عند علماء البحث و المناظرة أن العقائد لا تنتزع من سياق الجدل ، و لا تصاغ من لوازمه ، ثم قال : و لنفرض جدلا أنه قال بها [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]أي مسألة قدم العالم بالنوع- فينبغي أن يحمل قوله على أن قدم علم الله بتكوين مادة هذا الكون قدم علمه الأزلي ، و تشفع له عقيدته الصافية النقية في كتبه الأخرى ، وكذا ردوده على الفلاسفة القائلين بنظرية قدم العالم . و بهذا انتهت الجلسة المباركة مع الشيخ[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]من أخلاقه[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشيخ حفظه الله ، يتمتع بخصال حميدة و طباع نبيلة ، منها : الجود و الكرم ، الصمت و الامتناع عن الخوض فيما لا يعنيه ، التؤدة ، التواضع[/font][font=&quot] ....[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و من باب التواضع في المجال العلمي ، أذكر أنه تذاكر مع بعض الإخوان في مراتب بعض الآثار ، فاقترح عليه الأخ بحسن نية و تقدير عرضها على راقم هذه الأسطر ، فحبذ الشيخ الفكرة و أجازها بكل تواضع . و لما توصلت بها أجبت الشيخ في رسالة سلمتها إليه يدا بيد ، فقرأها أمامي و باركها، و ها هو ذا نصها[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font=&quot]الحمد لله واهب النعم و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]إلى سليل رياض البهجة ، و نزيل خليج طنجة ،[/font]
[font=&quot]الشيخ المقرئ الفاضل ، الأستاذ مصطفى البحياوي ذي المكارم و الفضائل[/font]
[font=&quot]أما بعد ، فقد واصلتني برسول كريم ، جازاك المنعم يا صاحب الفضل العميم ، و كان الموصول خيرا ، لما تضمن من علم زانـه سرا و جهرا ، علم أذكـى في أعماقـي جذوة النشاط ، و غمرني بفيض من السرور و الاغتباط ، كيف لا و أنتم منبع الأسرار و العلوم ، و منكم تستفاد المعاني و الفهوم [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] موصول علم استفسر عن تخريج ثلاثة من الآثار ، اشتملت عليها جملة من الكتب و الأسفار ، مقطوعة الأوصال و الأوطار ، و ها هي ذي و تخريجها يا زينة الأحبار[/font][font=&quot] : [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأول : إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و هذا الأثر اختلف في نسبته منهم من ينسبه لعمر بن الخطاب ، و منهم من ينسبه لعثمان بن عفان ، أما الأول فأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4/107 فقال : أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن الحسين الهمذاني أبو حامد ، حدثنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم ، حدثنا جدي محمد ، حدثنا الهيثم بن عدي ، حدثنا عبيد الله بن عمر بن نافع ، عن ابن عمر قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : ما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قلت : و هذا إسناد منكر ، فيه : الهيثم بن عدي ، و هو كذاب . كذبه كل من البخاري و يحيى بن معين و أبي داود[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أما الثاني فأخرجه ابن عبد البر في التمهيد 1/118 فقال : أخبرنا إبراهيم بن شاكر قال : حدثنا محمد بن إسحاق القاضي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الأصبغ الإمام بمصر قال : حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج قال : حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر قال : حدثنا ابن القاسم قال : حدثنا مالك أن عثمان بن عفان كان يقول : ما يزع الإمام أكثر مما يزع القرآن ، أي : من الناس ، قال : قلت لمالك : ما يزع ؟ قال : يكف[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و هذا إسناد معضل[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أغرب الشوكاني حين نسبه لعمر بن عبد العزيز في رسالته "رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين" 79[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أما بعض أهل الأدب كالجاحظ و ابن عبد ربه فينسبونه للعلماء و الحكماء دون تعيين أو تخصيص. و الله أعلم[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الثاني : رب قارئ للقرآن و القرآن يلعنه[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا الأثر كنت أجـده في الكتب التي تهتم بعلوم القرآن فأستنكر نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم خصوصا لما أعياني البحث عنه مسندا في كتب السنة المشرفة ، إلى أن وقفت على كلام نفيس متعلق به في كتاب "القرآن فوق كل شيء" للعلامة المحقق ، و الفهامة المدقق ، ذو الاطلاع الواسع ، و الفكـر النير اللامع ، أبي عبد الله سيدي محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي الجعفري رحمه الله . قال فيه بعد كلام : فأما قولهم في "كم من قارئِ قرآنٍ و القرآن يلعنه" إنه حديث ، فعليهم أن يبينوا من خرجه ، و هل هو صالح أن يحتج به و الواقع يكذبهم فما رأينا من ذكره حديثا فضلا عن صلاحية الاحتجاج به ، و لفظه يأبى أن يكون حديثـا ؛ إذ قراء القـرآن هم حزب الله و حفظة كتاب الله و هم المومنون في الأكثر ، و كم دالة على الكثرة و حاشا القرآن أن يلعن قراءه، و النبي عليه السلام ثبت عنه النهي الصريح عن لعن المومنين ؛ بل الشريعة تنهانا عن لعن الكافر المعين . هب إن كل ذلك كذلك فقارئ القرآن الفاسق يثاب من حيث القراءة و يأثم من حيث المعصية ، و نحن معاشر أهل السنة لا نقول بإحباط السيئات للحسنات ؛ بل ذلك قول اعتزالي حائد عن الصواب ؛ بل المصرح به في القرآن : (إن الحسنات يذهبن السيئات) و السنة طافحة أيضا بذلك . فقراءة العاصي يثاب عليها طبقا لما صح في الأحاديث السابقة ، و ذلك الثواب يكون تكفيرا للسيئات أو لبعضها [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] نعم ورد في بعض الأخبار "ما آمن بالقرآن من استحـل محارمـه" و لكنه حديث ضعيف كما في المصابيح ، و موضوعه فيمن اعتقد حلية ما حرمه القرآن ، و هذا حكمه الكفر إذا كانت الحرمة معلومة بالضرورة و ليس الكلام فيه ... ص : 39-41[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الثالث : قال علي : الترتيل : تجويد الحروف و معرفة الوقوف[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا ذكره السيوطي في الإتقان 1/221 معلقا . و قبله ابن الجزري في النشر ، و لم أقف عليه مسندا رغم طول البحث و التنقيب . وفوق كل ذي علم عليم[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا مبلغ علمي ، و عصارة لبي و فهمي ، فاقبلوها من تلميذكم الوفي ، و ادعوا له بدعاء خير بالغدو و العشي[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا جواب الطالب قد صاغـه للراغب[/font]
[font=&quot]فيه عيـون ترتجى لكشف رأي صائب[/font]
[font=&quot]فكر سديد مقنـع بإذن ربٍّ واهـب[/font]
[font=&quot]فاقبل به يا شيخنا و ادع بظهر الغائب[/font]
[font=&quot]و ادع بخيـر نفعه ينيـر نهج الكاتب[/font]
[font=&quot]و السلام[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كتبه محبكم و مجلكم : بدر العمراني في طنجة : مساء يوم السبت 24 صفر 1426 هـ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فريد الأنصاري[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فريد الأنصاري عالم دين و أديب مغربي، ولد بإقليم الراشيدية جنوب شرق المغرب سنة: 1380هـ/ 1960م. حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه, من أعضاء المجلس العلمي الأعلى بالمغرب, خطيب و داعية بمسجد محمد السادس بمكناس[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يعمل حاليا رئيسا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، المغرب. وأستاذا لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة نفسها[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]أعماله العلمية[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]التوحيد والوساطة في التربية الدعوية "الجزء الأول والثاني" نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، صدر ضمن سلسلة كتاب الأمة القطرية بالعددين 47 و 48 السنة : 1416 هـ / 1995 م[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]أبجديات البحث في العلوم الشرعية : محاولة في التأصيل المنهجي[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]قناديل الصلاة "كتاب في المقاصد الجمالية للصلاة[/font][font=&quot]".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]الفجور السياسي والحركة الإسلامية بالمغرب: دراسة في التدافع الاجتماعي[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]المصطلح الأصولي عند الشاطبي (أطروحة الدكتوراه[/font][font=&quot]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]جمالية التدين: كتاب في المقاصد الجمالية للدين[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]بلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]مجالس القرآن من التقلي إلى التزكية[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]من الأعمال الأدبية[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]ديوان القصائد ( الدار البيضاء 1992[/font][font=&quot]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]الوعد ( فاس 1997[/font][font=&quot] ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]جداول الروح ( بالاشتراك مع الشاعر المغربي عبدالناصرلقاح ) مكناس 1997[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]ديوان الاشارات ( الدار البيضاء 1999[/font][font=&quot]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]كشف المحجوب (رواية) فاس 1999[/font][font=&quot] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]* [/font][font=&quot]مشاهدات بديع الزمان النورسي ( ديوان شعر) فاس 2004[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]عالم مغربي بالازهر: العلامة عبدالله الغماري رحمه الله[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]في بيت كريم من بيوتات المغرب ولد عبد الله بن محمد الغماري سنة (1328هـ = 1910م)، ونشأ في أسرة ذات علم وفضل؛ فالوالد واحد من كبار محدثي المغرب، وله زاوية معروفة بـ"الزاوية الصديقية"، كانت تُلقى فيها دروس الحديث والفقه واللغة، والأخ الأكبر له محدّث معروف ، وكان الوالد الشيخ أول من تعهد ابنه بالرعاية والتربية والتعليم والتثقيف؛ فحفظه القرآن الكريم وعدة متون تعليمية في الفقه والحديث واللغة، مثل: متن الآجرومية في النحو، ومختصر خليل في الفقه المالكي، وبلوغ المرام من أدلة الأحكام[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد هذه الدراسة الأولية انتقل إلى "فاس"؛ حيث درس الحديث والفقه والنحو على شيوخها وعلمائها، ثم دخل "جامعة القرويين" للدراسة بها، ثم عاد إلى "طنجة"، وانتظم في حضور دروس الزاوية الصديقية، وحضر دروس والده، وفي تلك الفترة المبكرة من عمره ظهرت آيات نبوغه وذكائه؛ فوضع شرحا لمتن الآجرومية، باسم "تشييد المباني لتوضيح ما حوته الآجرومية من الحقائق والمعاني". والآجرومية متن في النحو، جمع فيه مؤلفه "ابن آجروم" بإيجاز شديد ما ينبغي للمبتدئ معرفته من أبواب النحو، وقد اشتهر هذا الكتاب حتى أصبح أساسا للدراسات النحوية للناشئين[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الرحلة إلى القاهرة[/font]
[font=&quot]وبعد أن أتقن "الغماري" دروسه، وبرع الحديث شدّ الرحال إلى القاهرة في سنة (1349هـ = 1930م)، وكانت مصر تشهد نهضة أدبية وفكرية سبقت بها العالم العربي، وجذبت إليها أعلام النهضة؛ فأصبحت مجمعا للفنون والعلوم والآداب، وكان الأزهر الكريم يشمخ بكلياته الثلاث التي أُنشئت، وهي: الشريعة، واللغة العربية، وأصول الدين، ويفخر بعلمائه الفحول وشيوخه العظام[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التحق "الغماري" بالأزهر ودرس به، واتصل بعلمائه، وتوثقت صلته ببعضهم، ثم تقدم لنيل عالمية الأزهر في خمسة عشر فنا، فوُفِّق في الحصول عليها، ونال شرف الانتساب إلى الأزهر[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي فترة إقامته بالقاهرة تردد على عدد من شيوخ مصر، وروى عنهم من أمثال: "محمد بخيت المطيعي"، وهو من أفذاذ علماء الأزهر، وقد تولى منصب الإفتاء، والشيخ "عبد المجيد اللبان" أول من تولى مشيخة كلية أصول الدين، و"محمد حسنين مخلوف"، وفي الوقت نفسه كان الغماري يدرس الحديث بالرواق العباسي في الجامع الأزهر، فالتف حوله طلبة الشهادة العالمية، وانتفعوا بعلمه كثيرًا[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في مجال الدعوة[/font]
[font=&quot]ولم تقتصر جهود الشيخ "الغماري" على التدريس لطلبة العلم في مصر، بل اتجه إلى ميدان أفسح، يتصل فيه بعامة الناس، ويرد على أسئلتهم، ويحل قضاياهم ومشكلاتهم؛ فكانت له محاضرات في الجمعيات الإسلامية مثل جمعية: "العشيرة المحمدية"، و"جمعية الهداية الإسلامية"، وجماعة "أنصار السلف الصالح"، وجماعة "الإخوان المسلمين"، وكانت له صلة بمؤسسها الإمام "حسن البنا" ووالده الشيخ "أحمد عبد الرحمن البنا"، وقد كان الشيخ عبد الرحمن البنا من كبار المشتغلين بالسنة النبوية، وله فيها مساهمات مشكورة وجهود محمودة، وقد أخرج للناس كتابه المعروف "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحد بن حنبل الشيباني". كما ألقى محاضرات للنساء في جمعية "السيدات المسلمات" التي أنشأتها الداعية المعروفة "زينب الغزالي"، وإلى جانب الدروس والمحاضرات كان يكتب المقالات التي تتناول الحديث وعلومه[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وفي هذه الفترة كان يفد إلى مصر كبار الأئمة من العالم الإسلامي؛ إما للسكنى والإقامة، وإما للزيارة والرحلة، وكانت القاهرة قبلة العلم ومأوى العلماء، فانتهز الغماري فرصة وجودهم بالقاهرة، واتصل بهم وروى عنهم؛ مثل الشيخ: "محمد زاهد الكوثري" وكيل المشيخة العثمانية ومن أفذاذ العلماء، وقد استوطن القاهرة بعد سقوط الخلافة العثمانية، والتف حوله التلاميذ من القاهرة، وكان واسع الرواية كثير الشيوخ. والشيخ "محمد الخضر حسين"، وهو تونسي الأصل أقام بالقاهرة، وكان من أعضاء المجمع اللغوي، وتولى مشيخة الأزهر بعد ذلك. والملك "إدريس السنوسي" ملك ليبيا، وكان مقيما بالقاهرة. والشيخ [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]الطاهر بن عاشور[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]يوسف النبهاني[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] و[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]بدر الدين الحسني[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]، و[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]محمد راغب الطباخ[/FONT][FONT=&quot]"…[/FONT][FONT=&quot] وغيرهم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]محنة الشيخ[/FONT]
[FONT=&quot]وفي أثناء إقامته بالقاهرة لم ينقطع عن تأليف الكتب والرسائل، وتحقيق الكتب النفيسة في علم الحديث عن علم وبصيرة وقدرة وتمكن، تمده ثقافة واسعة، وإحاطة عميقة بعلوم الحديث، ولم يكن مبالغًا المحدثُ الشيخ "عبد الوهاب عبد اللطيف" حين وصف صديقه "الغماري" في مقدمة تحقيقه لكتاب "المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة" للسخاوي، فقال: "وفضيلة الأستاذ المحدث قد وُهب قريحة وقَّادة، وحافظة قوية، وبصيرة نفاذة، قلما تجد في هذا الباب مثله، وسترى فيما يمر عليك من تعليقاته أنه حرر ما فات المؤلف تحريره، وأكمل ما بيض له المصنف[/FONT][FONT=&quot]..."[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وظل الشيخ موضع تقدير من علماء مصر حتى تعرض لمحنة عصيبة في أواخر الخمسينيات، وكانت رياح الاستبداد تعصف بالمخلصين من الرجال في الحقبة الناصرية، ولم يسلم من أذاها نفر من خيرة رجال مصر علما وخلقا، وكان الناس يؤخذون بالظنة والشبهة؛ فيُلقى بهم في غياهب السجون، وكانت تهمة الانتساب إلى جماعة "الإخوان المسلمين" تكفي لأن يُلقى صاحبها في السجن، ولم يكن السن أو المكانة العلمية درعا يحمي صاحبه من وطأة الطغيان، ولم يسلم الشيخ الجليل "عبد الله الغماري" من هذه المحنة، ولم يشفع له علمه وسنُّه، فألقي في السجن في (14 من جمادى الآخرة 1379هـ = 15 من ديسمبر 1959م)، وظل حبيسًا إحدى عشرة سنة، فأفرج عنه في (16 من شوال 1389هـ = 26 من ديسمبر 1969م)، وخرج من السجن ليقوم بما كان يتولاه من قبل من التأليف والتدريس[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد حضرت للشيخ دروسه في القاهرة، في مسجد "محمود" في أواخر السبعينيات، وكان رجلا بهيَّ الطلعة، يرتدي الزي المغربي المعروف، على وجهه نور الحديث، وأثارة من السلف الصالح، وقرأ علينا بعضًا من كتاب "موطأ الإمام مالك"، و"شمائل النبي" للترمذي، وقد قرأ عليه جماعة كبيرة من أهل العلم، وأجازهم برواياته ورواية مؤلفاته على عادة المحدثين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مؤلفاته[/FONT]
[FONT=&quot]للشيخ مؤلفات كثيرة في الفقه والحديث، تزيد عن مائة كتاب ورسالة أشهرها[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]الفتح المبين لشرح الكنز الثمين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]الأربعون الصديقية في مسائل اجتماعية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]دلالة القرآن المبين على أن النبي الله عليه وسلم[/FONT][FONT=&quot]" class="inlineimg" />[/FONT][FONT=&quot]أفضل العالمين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]فتح الغني الماجد بحجة الخبر الواحد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]تمام المنة ببيان الخصال الموجبة للجنة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]بدع التفاسير[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]جواهر البيان في تناسب سور القرآن[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]أوضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكانت له مشاركة جيدة في إخراج نفائس كتب الحديث وتحقيقها مثل: "المقاصد الحسنة" للسخاوي، و"بلوغ المرام من أدلة الأحكام" لابن حجر العسقلاني، و"مسند أبي بكر الصديق" لجلال الدين السيوطي، و"الاستخراج لأحكام الخراج" لابن رجب الحنبلي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفاته[/font]
[font=&quot]أقام الشيخ الجليل الفترة الأخيرة من حياته في "طنجة"، وإن لم يقطع صلته بالقاهرة، يفد إليها من حين إلى آخر، ومرض في آخر أيامه، وتوفي في "طنجة" في (19 من شعبان 1413هـ = 12 من فبراير 1993م)، ودُفن بجوار والده[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الأنصاري سيرة عالم من التلقي إلى المراجعة[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الأنصاري: سيرة عالم من التلقي إلى المراجعة[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مصطفى بوكرن[/font]
[font=&quot]لم يترك الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله سيرة ذاتية تروي قصة حياته الكاملة، كما ترك من قبله من العلماء و المفكرين سيرهم الذاتية العلمية، و إنما اكتفى برواية قصصه الذاتية في بعض من مقدمات كتبه، و هناك قول يعتبر أن رواية " كشف المحجوب" هي سيرة ذاتية له، ويبقى أن الأنصاري رحمه الله غادر الحياة دون أن يدون مذكراته التي لو وجدت، لقدمت للمهتمين صورة واضحة عن أشياء كثيرة تحتاج إلى البيان و الشرح من الكاتب نفسه ليرفع الخلاف عن أفهام الناس، و نظرا لثراء حياة الأنصاري بالأحداث و العطاءات، فقد اكتفيت في محاولة أن أرسم صورة، لسيرة عالم و مراحل تشكل معرفته الإسلامية و أثرها في نظرته إلى الإصلاح و التغيير على كل مستوياته السياسية و التربوية و العلمية، و قد قسمت مراحل سيرته العلمية إلى ثلاث مراحل وهي كالآتي:[/font]
[font=&quot]مرحلة التلقي: صحبة الشيخ العالم المربي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]التحق الأنصاري بالجامعة سنة 1980 و انخرط في مجال التدريس بالجامعة في أواخر الثمانينات، فقضى بالجامعة إلى حين وفاته 29 سنة، وهذه المدة التي قضاها بالجامعة طالبا و مدرسا، كانت فترة علم و اجتهاد وبحث علمي متين ليتحقق بصفة " العالم الوارث"، ولذلك لا غرابة أن يتخصص في "أصول الفقه" أو بمعنى آخر في فلسفة قانون الاستنباط الإسلامي، بل تخصص في دراسة مصطلحات و مفاهيم أصول الفقه، ففي سنة 1985/1986 مرحلة تكوين المكونين، أنجز بحثا في السنة الأولى في موضوع:"الأصول و الأصوليون المغاربة: بحث ببلوغرافي" تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي وفي السنة الثانية موسم 1986/1987 أنجز بحثا في موضوع :" مصطلحات أصولية في كتاب الموافقات: مادة قصد نموذجا" تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي، وفي سنة 1989/1990 سجل بحثا لنيل دبلوم الدراسات العليا/ الماجستير في موضوع:" مصطلحات أصولية في كتاب الموافقات" تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي، وفي سنة 1991 سجل بحث الدكتوراه في موضوع:" المصطلح الأصولي عند الشاطبي" تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي و ناقش الأطروحة سنة 1998[/font][font=&quot] ..[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذه مسيرة الأنصاري العلمية باعتباره باحثا أكاديميا، أكثر من عقد من الزمن وهو مصاحب لأصول الفقه و الشاطبي و مصطلحاته، و الملفت للنظر أن يكون الإشراف في جميع البحوث للشيخ العلامة الشاهد البوشيخي، ولذلك عند قول الأنصاري في كتاباته " الأستاذ" دون أن يسمي من هو هذا الأستاذ، فالمقصود به الشاهد البوشيخي، فهو مربيه و أستاذه، أثمرت هذه الصحبة معاني وجدانية عميقة و منهجيات علمية دقيقة، ولذلك ليس غريبا أن يقول البوشيخي مقدما لأطروحة الأنصاري:" إن فريدا الفريد لم يكد يخلق إلا للعلم و البحث العلمي" ويقول الأنصاري في حق أستاذه:"و لعمري لقد هذب وربى، و علم فأربى. نهلت من علمه، وتشبهت بخلقه، ونشأت على فكرته، و تخرجت من معهده" المقصود بالمعهد معهد الدراسات المصطلحية بكلية الآداب ظهر المهراز فاس الذي أسسه البوشيخي مع ثلة من تلامذته سنة 1993[/font][font=&quot] .. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]و من خلال تجربة الأنصاري العلمية و الأكاديمية يتضح أن التضلع في المعرفة الإسلامية لا يمكن أن تكون إلا " بالمصاحبة" للشيخ العالم و المربي، إذ المعرفة الإسلامية من أقوى مصادر تلقيها " أفواه الرجال" وهذا التلقي هو من يصنع الطالب الذي يبتغي العالمية، فالعالمية لا يتحقق بها من ركن إلى مطالعة الكتب، لأن سلامة المنطق ودقة المعلومة لا تتحقق إلا مشافهة، وهذه الصحبة ليس علمية محضة بل هي مصاحبة تربوية عميقة، فالأنصاري يحكي عن التحول الوجداني الكبير الذي مر به، و كان سببه هو مدارسة له مع أستاذه البوشيخي، فيحكي الأنصاري قصة فهمه للعقيدة حيث يؤكد أنه مر بثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى الفهم التقليدي؛ العقيدة شهادة و انتهى الأمر، المرحلة الثانية مرحلة أن معنى العقيدة هي " الحاكمية لله"و تلقى هذا المعنى في فترة ارتباطه بالحركة الإسلامية، المرحلة الثالثة مرحلة اليقظة الوجدانية حيث يقول:" وبقي الأمر بالنسبة لي غامضا، حتى لقيت بعض أساتذتي الأجلاء، ممن تتلمذت عليهم، وأخذت عنهم علم الدعوة و علم البحث العلمي، فكانت لي معه جلسة مذاكرة حول بعض مفاهيم القرآن الكريم، و تحدثنا عن بعض النماذج من بينها مفهوم الإله في القرآن الكريم، فنبهني إلى أن الأصل اللغوي لهذه العبارة، من أنه راجع إلى معنى قلبي وجداني، و ذكر لي شيئا من الدلالة اللغوية على المحبة، مما بينته قبل قليل، فكانت بالنسبة لي مفاجأة حقيقية ! لا على مستوى الفهم فقط، ولكن على مستوى الوجدان و الشعور !" و بهذا يتضح أن المعرفة الإسلامية كذلك ليست معرفة معلوماتية، بل هي معرفة هدفها الوصول إلى خشية الله و يتحقق ذلك بصحبة العالم المربي، وهذه الصورة التي نرسمها من خلال سيرة الأنصاري العلمية، قلت و اضمحلت و انعدمت في ما يسمى بالجامعات العلمية العصرية وفي شعب الدراسات الإسلامية، وهذه العلاقة بين الطالب و الأستاذ تذكرنا بعصور علمية زاهرة عرفها التاريخ الإسلامي، بمعنى أن الذي صنع الأنصاري ليس هو نظام تعليمنا الجامعي المغربي في شعب الدراسات الإسلامية، و إنما الذي خرجه هو صحبته "لشيخ عالم مربي " لمدة تصل أكثر من عقد من الزمان، أخذ عنه علم الدعوة والبحث العلمي[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما أن الأنصاري كان موفقا في تركيزه على مجال واحد من مجالات المعرفة الإسلامية" أصول الفقه" حيث أنه طيلة مسيرته البحثية لا يفارق أصول الفقه، و هذا الارتباط الوثيق بأصول الفقه أسهم في تشكيل منهجية تفكيره، فكما يقال؛ المنطق بالنسبة للفلسفة، كأصول الفقه بالنسبة للفقه ، فأصول الفقه مسدد و منظم للتفكير بغية استنباط الحكم الشرعي، و إقباله على هذا العلم ربما راجع للتنشئة التربوية التي تلقاها في البيت و التي كانت تحرص على النظام و التنظيم كما يحكي ذلك في كتابه " أبجديات البحث في العلوم الشرعية محاولة في التأصيل المنهجي" و الذي صدر في سنة 1997 قبل مناقشته لأطروحة الدكتوراه، وهذا الكتاب هو في أصله قراءة لكتاب" أصول البحث العلمي و مناهجه" لأحمد بدر، فتنشئته التربوية أسهمت في إقباله على هذا العلم، و كان لهذا الأخير أثرا واضحا في بناء شخصيته العلمية " التأصيلية"، فهو لا يتحدث في أمر إلا أصل له وبحث عن دليله من القرآن و السنة ، ولذلك أطلق في آخر حياته مشروع "من القرآن إلى العمران"، كما أن تعلقه بالموافقات أسهم في تشكيل رؤيته الإصلاحية على اعتبار أن مصنف الشاطبي 790هـ ، هو في حقيقته مشروع إصلاحي يتداخل فيه التربوي بالتعليمي بالمعرفي بالإصلاحي، كما أن اهتمامه بالمصطلح الأصولي كان سببا في اطلاعه على الدراسات المصطلحية التي من مراميها الكشف عن أبنية المفاهيم و علاقتها ببعضها البعض، فلا تكاد تجد مؤلفا للأنصاري إلا و يقدم له بتحديد مفاهيم المصطلحات ويخلص إلى تعريف معين، فهذه الرحلة العلمية للأنصاري مكنته من منهجية التأصيل و القراءة بمقصد إصلاحي دعوي تربوي[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مرحلة التنزيل:تناقض المثال العلمي و الواقع الحركي[/font]
[font=&quot]انخرط الأنصاري في مشروع حركي إصلاحي بالمغرب وهو مشروع حركة التوحيد و الإصلاح، وحاول أن يحقق بعضا من أحلامه التربوية و العلمية الإصلاحية، فوجد نفسه حاضرا بجسده في قلب اللقاءات الداخلية للحركة و عقله معلق بنموذج " العالم" و نموذج "المؤمن الصالح" كما رآه وعايشه تاريخيا- و نتحدث هنا عن فترة ما بعد سنة 1996 إثر وحدة رابطة المستقبل الإسلامي و حركة الإصلاح و التجديد في إطار حركة التوحيد و الإصلاح- فوجدانه معلق بحقائق القرآن و السنة من خلال مؤلف الموافقات للإمام الشاطبي، حيث بحث في حقيقة المصطلح الأصولي عند الإمام صاحب الرؤية الإصلاحية، برعاية و إشراف أستاذه و مربيه الشيخ الدكتور الشاهد البوشيخي، هذا الإشراف الذي ابتدأ مند سنة 1985 إلى سنة 1998 تاريخ مناقشة أطروحته، فاجتمع في هذا الإشراف التربية الروحية و الإفادة العلمية اللغوية في المصطلح و التضلع في المنهجية الأصولية، في مقابل واقع حركي غير راض عنه البتة، و هكذا عاش بين مسارين مسار الواقع الحركي و مسار بحثه العلمي، ولذلك فالقارئ لانتقادات الأنصاري تصدمه، لكن لما يعلم أن الرجل عاش في كنف مصاحبة الفحول من العلماء بمعنى أنه يعيش "النموذج المثال" إما قراءة وبحثا أو مصاحبة و معايشة، يفهم سر حدة نقده، فالأنصاري لا يتصور في علاقته بقيادة العمل الإسلامي إلا أنهم من زمرة المتقين الصالحين العالمين بشرع الله سبحانه و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، و إضافة إلى ذلك أنهم دعاة الوطن و الأمة، فلا يعقل أن يعيشوا واقعا داخليا في ما بينهم يتنافى مع ما يدعون إليه، ولذلك تأتي أحكامه قاسية، ولا يخاف في الله لومة لائم، باعتبار أنه وقاف عند حدود الله و مقدم صفة "العالم " على صفة " الحركي" المتعصب لانتمائه ، فيصف مثلا أحد لقاءات مجلس الشورى لحركة التوحيد و الإصلاح، هذا المجلس الذي يضم أرفع الأطر الحركية علما و ورعا يجتمع فيه " أهل العقد و الحل" يعني علماء الحركة من مختلف التخصصات العلمية فيقول:" و مازلت أذكر بعض مجالس الشورى التي وضعت في الأصل لجمع آراء ذوي العقول و الأحلام، كيف كانت تتشكل فرقا و أحلافا، و تترس ببعض زوايا مقر الحركة لتحصين مدافعها ضد إخوانها، وإني لأذكر بعض تلك الوجوه البئيسة من "أهل الحل و العقد" يا حسرة ! كيف كانت تتخير خنادقها بين الكراسي، و ترتب أرقام تدخلاتها و مواقعها بعناية قبل من تكون و بعد من تكون، حتى إذا افتتحت الكلمات و حميت النقاشات و اشتعل الشرر لم تسمع منها إلا عبارات اللمز، ولم تر بينها إلا إشارات الغمز في مناورات من الدجل و الحيل من أجل ترشيد قرارات العمل الإسلامي و خططه ! زعموا، و الله المستعان ! " فالأنصاري من خلال ما رآه واقعا و ما استوعبه علما و تعلما و بحثا ودراسة، يجد نفسه هاربا و فارا إلى أحضان من يطمح أن يكون مثلهم في الزهد و الورع، غير مبال بنقاشات المتناورين، وهذا يعطي صورة عن نموذج العالم و المثقف الإسلامي المهتم بقضايا الدين الكبرى وكلياته، فهو لا يتعب نفسه في الخوض في الخلافيات الجزئيات التي لا يمكن معالجتها إلا من خلال أصولها المرجعية ، عكس من يشتغل بمنطق تكنوقراطي عملياتي و بمنهجية سياسية مناورة، و كأنه من خلال معايشته لهذا المجلس يقول أن من الإشكاليات التي يعيشها العمل الإسلامي المعاصر هو سيطرة التكنوقراط المحترف للتدبير و الإدارة، و له قوة في المناقشة التدبيرية، و السياسي المناور الذي مصلحته عند أنفه لا يبرحه ويمكن أن يضحي بمبادئه، و الأنصاري لم يختر لا الأول و لا الثاني، و إنما اختار التموقع في دائرة رجل المعرفة الإسلامية الشرعية المقاصدية، و الذي ليس له مكان في مثل هذه المجالس لأنه لا يجيد الجدل و المناورة وإنما سلطته معرفية محضة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولذلك انحاز الأنصاري إلى رجالات العلم و المعرفة فقد أثنى كثيرا على من سماه بالداعية الحجة المقرئ الإدريسي أبو زيد، و على المفكر الإسلامي أحمد الريسوني و الفقيه محمد الروكي و الأستاذ أحمد العبادي، وهذه المجموعة أصبحت موالية لقضايا الأمة و الوطن أكثر من موالاتها للقضايا الحزبية و الحركية الضيقة، فمنهم من غادر و منهم من يراقب و منهم من بين فصل و وصل، وهذا يقدم صورة عن جدل السلطة داخل الحركة الإسلامية المغربية، التي تتنازع بين أصحاب المعرفة و أصحاب الإدارة و أصحاب السياسة، فيختار المفكر أو المثقف المغادرة أو الاعتزال و يسيطر التكنوقراط على دواليب العمل الداخلي و يصبح السياسي الناطق الرسمي المفاوض..، وهذا الاختيار؛ اختيار المغادرة و الاعتزال نابع من سياسة التهميش وعدم المبالاة برجل العلم الفقيه بنصوص القرآن و السنة خصوصا إذا كان الأمر له علاقة بمجالات التأثير و النفوذ في النقابة و الحزب، فيقول مثلا :" إن الحركة الإسلامية في تجربتها النقابية مارست ما يسمى بحق الإضراب دون تفقه في نوازله ولا تأصيل لأحكامه و إنما اعتمادا على منشورات إنشائية ضعيفة القيمة العلمية صدرت عن بعض الكتاب ممن لا علاقة لهم بالبحث العلمي المتخصص في الدراسات الفقهية الأصولية" بمعنى أن رجل العلم الفقيه لا يصح له القول إلا في دائرة التربويات الفردية و في الفقهيات العبادية أما شؤون السياسة و النقابة فلغيره، ولذلك الأنصاري رحمه الله في تآليفه الأخيرة قدم أطروحة تجديدية ليس في ما له علاقة فقط بالفرد تجاه ربه وإنما قدم أطروحة إصلاحية تغييرية في علاقة الفرد بالمجتمع، بمعنى أنه يقول أن العالم و الفقيه الأصولي قادر على صياغة المشاريع الإصلاحية الكبرى وليس دوره مرتبط بالعبادات الفردية[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مرحلة المراجعة:من القرآن إلى العمران[/font]
[font=&quot]بعد أن اتضح للأنصاري أن لا مكان له في هذه الحركة الإصلاحية لسيطرة التكنوقراط و السياسي على شؤونها، انسحب بهدوء تام دون ضجيج، وعمل على أن يقدم مشروعه الإصلاحي كما يراه هو، و إن للمسيرة العلمية الأكاديمية التي قضاها الأنصاري في رحاب الجامعة و البحث العلمي، كان لها أثرا كبيرا في دراساته الإصلاحية الدعوية التربوية، و كانت جميع مصنفاته ذات الاتجاه الإصلاحي منذ سنة 2000 إلى سنة 2007، تعطي للقارئ صورة واضحة، أن الكاتب متمرس في البحث العلمي الأكاديمي، و كأن كتاباته موجهة إلى طلاب الجامعة و أساتذتها من الباحثين، فترى الأنصاري في كتاباته هذه، يخاطبك بلغة الباحث لا بلغة العالم الحافظ لمجاميع العلم، يكتب دون مقدمات و لا منهج و لا نتائج، و دون أن يحيل على من أخذ عنهم، بل ممكن أن أقول إن هوامش كتابات الأنصاري لوحدها تجمع الفوائد الجمة، بل في الهامش يذكر من أخذ عنه العلم مشافهة حرصا على الأمانة العلمية، هذه نظرة مجملة إن تناولت كل كتاب على حدة بالقراءة و الدراسة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى