موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]من الثناء[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بلغت شهرة الشيخ سيدي أحمد الطواش رحمه الله مبلغا عظيمًا في قلوب كثير من كبار علماء عصره، فكانوا يثنون عليه بالخير والعلم والمعرفة، ويذكرونه بالورع والزهد، ويحمدون سيرته بما هو أهله من الفضل التام، ومزيد الجلالة والإحترام، وينسبونه إلى الصلاح ويحسنون القول فيه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد وقفت في هذا الصدد على مجموعة من الرسائل المبعوثة لحضرته من بعض مشاهير فقهاء وقته، وتحمل هذه الرسائل من صفات التنويه ما لا مزيد عليه، فمنها رسالة العلامة سيدي عبد القادر بن شقرون(1) قال له ضمنها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محبنا وحبيبنا وصفينا الشريف الأصيل، الماجد الجليل، من تحلى بحلى التواضع وخمول الذكر، الحائز لقصبات الفخر مع أداء الحمد لمولاه بإبداء الشكر، مولانا أحمد بن مولاي محمد الوجناوي الشقاوي الشهير بالطواش، فهو من خاصة أحبابنا الذين اختصوا بالمحبة الصادقة، والهمة الفائقة، فلم يرض بسفاسف الأمور، ورضي بالخمول بين ذوي الصدور[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخ مخلص واف صبور محافظ ... ... على الود والعهد الذي كان في العقد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فإن ليم في بعد على العهد والوفا ... ... أقام يراعي العهد رغما على البعد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنها ما خاطبه به ابن عمه العلامة الشريف سيدي الهادي بن زيان العراقي(2):[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى الإمام سراج الدين صارمه = شمس المعارف بحر العلم والعمل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذاك الطواش أبو العباس أحمد من = إلى وصول ذراه منتهى أملي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أزكى سلام يحاكي حسن شيمته = كما سأنشد فيه قولة الرجل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد = ملئ المسامع والأفواه والمقل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنها أيضا قول صديقه العلامة الفقيه سيدي محمد بن قاسم الفيلالي(3):[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى السيد الأرضى الحسيني إمامنا = إلى أحمد الطواش بحر المكارم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سلام كما هب النسيم بسحرة = شذيّا على روضٍ من الرند ناعم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لئن لم تزرنا أو نَزرْك فإننا = عليك برجل القلب أول قادم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإن نام يوما عن وداد حبيبه = حبيب فإني لست عنه بنائم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإن محط القصد عني نيابة = علينا بإقراء السلام المسالم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى طلعة الجود الذي نوهت به = لسان المعالي في جميع الأقاليم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومنها أيضا قول العلامة الأديب الشهير أحمد بن المهدي الغزال(4):[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حيت فأحيت بعد شط مزار = خود بها صبري غدا متواري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تاهت فتاه غريمها بجمالها = بمفاوز الأوعار والأخطار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فكأنها شمس الضحى أو أنها = بدر الدجى يسنو على السمار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أو أنها نظم الإمام المرتضى = بحر العلوم لنخبة الأخيار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من ساد أهل زمانه بفخاره = مبدي المعارف شامخ المقدار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حامي حمى الأدب الرطيب اليانع = الغضِّ الطري بسائر الأمصار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أعني الطواش الشيخ أحمد من له = التعظيم والتبجيل في الأقطار[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذاك المفدى أحمد الأفعال من= لعلاه قد خضعت ذوو الأنظار[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي معرض الثناء عليه أيضا يقول العلامة القاضي سيدي أحمد سكيرج(5) في كتابه تنوير الأفق بالطرق(6):[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهو صاحب الضريح المشهور الكائن بناحية تازة، وهو مقام ظهرت بركته في كل نادي، وانتشرت كراماته بين الرائح من الأهالي والغادي، فلا يعود منه زائره إلا بقضاء مطالبه، وكل من أتاه لقصدٍ فاز بنيل مئاربه، وهو أمر كاد أن تلمسه يد العيان، ويعلم تواثره القاصي والدان، وخصوصا ما يقصده النساء لطلب الولادة، التي هي أسمى رغباتهن بمقتضى العادة، ويقال أيضا أنه يقصده الحمقى وذوي الجنون، فيعودون وقد ردت إليهم عقولهم كأحسن ما يكون، ولأهالي تلك الناحية احترام كبير لزواره، فتجد زائره يذهب ويروح في أمان، ولو كانت الفتن بين الأهالي على العادة متقدة النيران، وهذه كرامة لهذا السيد الجليل الأسمى، فإن نفوس الكرام تأبى أن يضام أحد بجانبها، وتأنف أن يحام سوء حول تراب وهادها وهضابها. قلت وبهذا ومثله يستدل على شفوف مرتبة هذا السيد الجليل، ويستأنس به على ثبوت الشائع بين بعض الأهالي على كراماته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]__________[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) - عبد القادر بن أحمد بن العربي بن شقرون الفاسي، من جلة علماء المغرب في عصره، ولي خطة القضاء بفاس، له شرح على العشرة الثانية من الأربعين النووية، توفي زوال يوم الخميس 11 شعبان عام 1219 هـ، ودفن بقبة المولى إدريس الأزهر بفاس، بأمر من السلطان المولى سليمان، أنظر ترجمته في شجرة النور الزكية، لمخلوف 1: 537 رقم 1507. إتحاف المطالع، لابن سودة 1: 99. موسوعة أعلام المغرب 7: 2476. معلمة المغرب 16: 5396.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](2) - الهادي بن زيان العراقي الحسيني، فقيه مشارك أديب، تصدى للإمامة بجامع الأبارين بفاس مدة طويلة، توفي بين العشائين من ليلة 29 ذي الحجة الحرام عام 1213 هـ، ودفن بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح بفاس، أنظر ترجمته في إتحاف المطالع، لابن سودة 1: 88. موسوعة أعلام المغرب 7: 2463.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](3) - محمد بن قاسم الفيلالي السجلماسي، فقيه نوازلي صوفي، له مؤلفات، من أشهرها شرحه للعمل الفاسي، استوطن مدينة أبي الجعد وبها توفي ليلة الأربعاء 27 رمضان عام 1214 هـ، أنظر ترجمته في إتحاف المطالع، لابن سودة 1: 92. موسوعة أعلام المغرب 7: 2468.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](4) - أحمد بن المهدي الغزال، أديب شاعر مؤرخ علامة، له تآليف كثيرة منها: نتيجة الإجتهاد في المهادنة والجهاد، والنور الشامل في مناقب فحل الرجال الكامل، واليواقيت الأدبية بجيد المملكة المحمدية، ونتيجة الفتح المستنبطة من سورة الفتح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي في فجر يوم الأحد 5 جمادى الأولى عام 1191 هـ، أنظر ترجمته في إتحاف المطالع، لابن سودة 1: 43. موسوعة أعلام المغرب 7: 2410.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](5) - العلامة القاضي الحاج أحمد سكيرج الخزرجي الأنصاري، فقيه أديب مؤرخ قاض، من أعلام مدينة فاس، له مؤلفات كثيرة تزيد على 170 مؤلفا، أشهرها كتاب كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، وقدم الرسوخ فيما لمؤلفه من الشيوخ، والرحلة الزيدانية، والرحلة الحجازية، وتاج الرؤوس في التفسح بنواحي سوس، وغاية المقصود في الرحلة مع سيدي محمود، وغيرها من المؤلفات الأخرى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي بمراكش يوم السبت 23 شعبان عام 1363 هـ-12 غشت 1944م، ودفن بضريح القاضي عياض بالمدينة ذاتها، وقد أفردته ولله الحمد بترجمة واسعة ضمن كتابنا رسائل العلامة القاضي سيدي أحمد سكيرج، فلينظرها من أراد.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] (6) - تنوير الأفق بالطرق، من تآليف العلامة القاضي سيدي أحمد سكيرج، جمع فيه أسماء الكثير من الطرق الصوفية، مع بيان سندها وكيفية سلوكها، وقال في مقدمة هذا المؤلف: أمّا بعد فهذا توَيْلف يظهر من اسمه مسمّاه، عنونته بتنوير الأفق بالطرق، قد جمعتُ فيه ما وقفت عليْه من أسمائها، وربما أُشِيرُ إلى من نسبت إليه مع ما انبنت عليْه من أذكار وَأسرار، وما لها من فضل ورفعة مقدار. إلخ.. لكنه لم يتممه نظرًا لانشغاله بكتب أخرى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تآليفه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مع ما حبا الله الشيخ سيدي أحمد الطواش رحمه الله من علم غزير ومعرفة واسعة فإنه لم يكن مهتما بالتأليف بقدر ما كان مهتما بمجالي التدريس والتربية، مع العلم أنه كانت له الأهلية الكبيرة في ذلك، نظرا لما له من شهرة في الأوساط الصوفية من جهة، ولتضلعه في أصول الدين والفقه والحديث وعلم الكلام من جهة ثانية، ولم يذكر أي مصدر من مصادر ترجمته شيئا في هذا الموضوع، باستثناء كتاب تنوير الأفق بالطرق للعلامة سيدي أحمد سكيرج، حيث أشار على أن للشيخ الطواش رسائل وتقاييد مختلفة، وذكر أنه وقف على بعضها عند بعض حفدته، غير أنه لم يعطينا عناوين محددة لهذه الرسائل، واكتفى بالإشارة إليها فقط. وتشير بعض الوثائق على أن جهده رحمه الله كان مصروفا إلى حلق التدريس والوعظ والإرشاد وتربية المريدين، وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لكن هذا لا يمنع من وجود كثير من فتاويه الفقهية، وقد جمعها نجله الفقيه سيدي محمد الطواش، وذلك ضمن تقييد تزيد صفحاته على الأربعين صفحة، وذكر نجله المذكور على واجهة الصفحة الأولى من هذه الفتاوى أن لوالده الشيخ الطواش فتاوى كثيرة متفرقة هنا وهناك، وأنه سيحاول جمعها بين دفتي كتاب واحد، وذلك لكي يحصل بها المراد المطلوب، وليعم نفعها بين المسلمين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والواضح أنه جمع بعضها لا غير، وإلا فهي كثيرة تفوق العدد المتوفر حاليا بأضعاف أضعافه، لكن ما لا يؤخذ كله لا يترك كله، وعموما فإن هذا التقييد يحتوي على عدد من الفتاوى التي أفتى بها الشيخ الطواش رحمه الله، وهي مشتملة على فنون من المسائل، منها مسائل ذات صلة بالطهارة، وأخرى بالصلاة والصوم والعقيدة وأحكام النكاح والطلاق، وما إلى ذلك من شؤون أخرى، وقد أدرجنا بعضها ضمن هذا البحث، وذلك بغية وضع القارئ الكريم على صورة المجتمع المغربي المعاصر للشيخ الطواش رحمه الله، مع العلم أن هذه الفتاوى هي صورة لواقع هذا المجتمع، وتعريف حيٌّ لبيئته، خصوصا من الناحية الإجتماعية والحضارية والإقتصادية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وخلاصة القول فللشيخ الطواش رحمه الله تآليف على شكل رسائل وتقاييد، وهو ما أشار إليه العلامة سيدي أحمد سكيرج في كتابه تنوير الأفق بالطرق، لكننا لم نقف على شيء منها، بل هي مفقودة إلى حد كتابة هذه السطور، ولا يفوتنا التنبيه أن العلامة سكيرج كان قد اطلع على هذه التآليف عند بعض حفدة المؤلف، لكنه لم يذكر اسم هذا الحفيد، كما أنه لم يذكر تاريخ اطلاعه عليها، مع العلم أنه فرغ من كتابة تأليفه المسمى بتنوير الأفق بالطرق في شهر رجب عام 1339 هـ - مارس 1921م، وكان حينها قاضيا لمدينة وجدة ونواحيها، وبناء عليه فإن هذه التآليف لم تُفْقَدْ إلا بعد هذا التاريخ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذكر بعض منتسخاته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يعد العلامة سيدي أحمد الطواش رحمه الله واحدا من جلة الفقهاء المغاربة المهتمين بفن الخط، وقد أقدم في هذا الصدد على استنساخ مجموعة من الكتب الهامة، سواء منها ذات الصلة بالفقه، أو بالنحو والحديث واللغة والسيرة والعقيدة والتصوف، وكلها تشهد ببراعته التامة فيه. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وجميع منتسخاته مكتوبة بخط مغربي جميل، بهي المنظر، جذاب، وكيف لا وقد كان رحمه الله مُتْقنا لهذا الخط، متفننا فيه، فما من تقييدٍ لَهُ إلا ويبدو مرآة رائعةً للعينِ التي تراه وتتفاعل معه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وخلاصة القول فقد كان صاحب خط بديع وقدرة على التصرف فيه وتكييفه حسب المساحات والأحجام، وقد أبدع في هندسة الحروف وقدر مقاييسها، وبلغت منتسخاته شأوا عظيما لدى الفقهاء المعاصرين له، نظرًا لما اتسمت به من جمال أخاذ ومهارة عالية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتزيد منتسخاته على الثلاثين كتابا، وقد تمَّ ولله الحمد العثور على بعضها، ولا بأس بذكر قائمة لعناوين بعض ما وقفنا عليه منها وهي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كتاب أوضح المسالك، إلى ألفية ابن مالك، للعلامة عبد الله بن يوسف بن هشام البصري، مبتور الأخير بورقتين لا غير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شرح العلامة عبد الرحمان بن علي المكودي على ألفية ابن مالك، كتبه في مطلع شبابه، وهو بخط رفيع ومزخرف بألوان عديدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الربع الأخير من شرح العلامة الخرشي(1) على مختصر الشيخ خليل، مبتور الأخير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قواعد ابن هشام في علم النحو، يقع في عشرين صفحة من الحجم الصغير[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العقد المنظم للحكام، فيما يجري بين أيديهم من العقود والأحكام، للعلامة أبي القاسم ابن سلمون(2)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شرح العلامة علي بن يحيى المغيلي على أرجوزة العلامة إبراهيم بن أبي بكر التلمساني(3) الشهير بالبرق، في علم النحو[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شرح العلامة محمد بن محمد بن علي الشهير بالقلصادي(4) على فرائض الشيخ خليل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]زبدة الحقائق في معرفة العالم الكبير والصغير، للعلامة الشيخ عزيز بن محمد النسفي(5)، تقع في جزء صغير الحجم في 29 صفحة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شرح العلامة محمد بلقاسم الغدامسي على صغرى السنوسي(6)، في علم التوحيد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شرح العلامة ابن عبد البر(7) على رسالة أبي زيد القيرواني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]__________[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) - محمد بن عبد الله الخرشي المالكي، نسبة إلى قرية يقال لها أبو خراش (من البحيرة بمصر) فقيه عالم فاضل، وهو أول من تولى مشيخة جامع الأزهر بمصر، من مصنفاته مواهب الجليل لشرح مختصر خليل، والفرائد السنية في شرح المقدمة السنوسية، ومنتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة، لابن حجر، توفي عام 1101 هـ عن 91 سنة، أنظر ترجمته في شجرة النور الزكية، لمخلوف 1: 459 رقم الترجمة 1252. الأعلام، للزركلي 6: 240.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](2) - أبو القاسم بن سلمون بن علي ابن سلمون الكناني الغرناطي البياسي، فقيه أندلسي، قاضي غرناطة، وبها توفي عام 767 هـ، أنظر ترجمته في الأعلام، للزركلي 3: 114.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](3) - إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله التلمساني الأنصاري، فقيه أديب شاعر، له مؤلفات، وهو أندلسي الأصل، اشتهر بمنظومته في علم الفرائض، وتعرف بالتلمسانية، نظمها قبل أن يتجاوز العشرين سنة، قال عنها العلامة ابن فرحون: لم يؤلف في فنها مثلها، توفي بمدينة سبتة عام 699 هـ، أنظر ترجمته في الأعلام، للزركلي 1: 33-34. معجم المؤلفين، لكحالة 1: 16.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] (4) - علي بن محمد بن علي القرشي البسطي الشهير بالقلصادي، خاتمة علماء الأندلس وحفاظها، له معرفة واسعة بعلم الحساب، وهو من مواليد بسطة مِن بلاد الأندلس عام 815 هـ، وبها تفقه، ثم رحل إلى غرناطة فاستوطنها، وتوفي بمدينة باجة بتونس في منتصف ذي الحجة الحرام عام 891 هـ، من مصنفاته: أشرف المسالك إلى مذهب مالك، وشرح لمختصر خليل، وشرح لرسالة أبي زيد القيرواني، وتنبيه الإنسان إلى علم الميزان، وشرح إيساغوجي في علم المنطق، وشرح الأرجوزة الياسمينية في الجبر والمقابلة، وغيرها، أنظر ترجمته في الأعلام، للزركلي 5: 10.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](5) - عبد العزيز بن محمد النسفي، يعرف بعزيز الدين، صوفي فاضل، له مؤلفات، توفي عام 686 هـ، أنظر ترجمته في معجم المؤلفين، لكحالة 5: 262. هدية العارفين، للبغدادي 1: 580.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](6) - نسبة للعلامة محمد بن يوسف السنوسي، صاحب التصانيف الكثيرة، المتوفي بموطنه بتلمسان عام 895 هـ، أنظر ترجمته في الأعلام، للزركلي 7: 154.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](7) - يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي، من كبار حفاظ الحديث، ولد بقرطبة عام 368 هـ، له مؤلفات كثيرة ومشهورة، وتوفي بشاطبة بالأندلس عام 463 هـ، أنظر ترجمته في الأعلام، للزركلي 8: 240. [/font]
[font=&quot]اعتناءه بعلم الفقه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأصوله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان للشيخ سيدي أحمد الطواش رضي الله عنه اعتناء بالغ بعلم الفقه، نظرا لكونه أوسع العلوم مجالا، وأكثرها شهرة وانتشارًا، فهو العلم الجامع للأحكام الشرعية التي تخص أفعال المكلفين، ومن مدلوله تخرج تفاصيل هذه الأحكام من عقائد وأخلاق وعبادات ومعاملات.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وسيقف القارئ ضمن هذا البحث عن مجموعة من فتاوى هذا الشيخ الفاضل، التي أجاب من خلالها عن بعض الأسئلة التي كان يتلاقها من أهالي منطقته، خصوصا منها بعض الأمور التي كانت تلتبس على الناس وقتئذ، والمعروف عن أهل تلك القبائل التي كان يسكنها أنهم كانوا لا يقدمون على شأن من شؤون الدنيا والدين إلا عند اطمئنانهم بأنه لا يعارض نصوص الكتاب والسنة وإجماع الفقهاء، لا سيما في أمر الحلال والحرام، فهو أمر مهم جدا في حياة كل مسلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وخلاصة القول فقد كانت تُلْقَى على فضيلة شيخنا المذكور أسئلة واستفسارات جمة، وكان يجيب عليها انطلاقا من ثقافته الموسوعية وإلمامه المحكم بالفقه وأصوله، ومعرفته التامة بشؤون الحياة، وبالتالي فقد كانت إجاباته على هذه الأسئلة في غاية الدقة والإتقان، وهي جديرة بالإهتمام، نظرا لما أدته من خدمات جليلة في هذا الإطار، كما كان لها وزن وأي وزن بين الناس، وتأثير كبير في نفوسهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اهتمامه الواسع بعلمي النحو والتصريف[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]للشيخ سيدي أحمد الطواش رحمه الله عناية واسعة بعلمي النحو والصرف، وقد أقدم في هذا الإطار على نسخ مجموعة من الكتب ذات الصلة بهذا الموضوع، ككتاب أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك(1) ، وقواعد ابن هشام(2)، وشرح العلامة عبد الرحمان بن علي المكودي(3) على نظم الألفية أيضا وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام علمائنا القدماء بهذا العلم، اعتبارا لكونه من أجل العلوم قدرا، وأعظمها وسيلة في إصلاح الألسنة، ولا سبيل للكشف عن وجوه معاني القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إلا عن طريق هذا العلم، ومن هنا نستنتج مدى إقبال الشيخ الطواش على تدريس علم النحو وتلقينه لطلبته، وتوصيته لهم بضرورة التضلع في مواده، وعدم التغافل عنه، لأنه من الفنون التي تعصم اللسان عن الخطَأ والوقوع في اللحن، وكان رحمه الله كثيرا ما يستشهد بقول القائل:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]النحو قنطرة إلى العلوم فهل = يجاز بحر على غير القناطير[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن النحاة أناس بَانَ مجدهم = فوق العباد جميعا بالمقادير[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أصل الفصاحة لا يخشون من أحد = عند القراءة في أعلى المنابر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فهل علمت بذئب خاف من غنم = أو أجود الأُسْدِ ذلت للخنازير[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لو يعلم الطير ما في النحو من شرف = غنت ورنت إليه بالمناقير[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]__________[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) - ألفية ابن مالك، منظومة شعرية تعتبر من أهم المتون المتداولة في مجال علم النحو، وهي من نظم العلامة جمال الدين محمد بن عبد الله ابن مالك الأندلسي، افتتحها بقوله:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قَالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ مَالِك = أَحْمَدُ رَبِّي اللهَ خَيْرَ مَالِكِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مُصَلِّياً عَلَى النَّبيِّ الْمُصْطفَى = وآلِهِ المُسْتكْمِلِينَ الشَّرَفَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَسْتعِينُ اللهَ فِي ألْفِيَّهْ = مَقَاصِدُ النَّحْوِ بِهَا مَحْوِيَّهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تُقَرِّبُ الأقْصى بِلَفْظٍ مُوجَزِ = وَتَبْسُطُ الْبَذْلَ بِوَعْدٍ مُنْجَزِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَتَقْتَضي رِضاً بِغَيرِ سُخْطِ = فَائِقَةً ألْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَهْوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ تَفْضِيلاَ = مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيلا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واللهُ يَقْضِي بِهِبَاتٍ وَافِرَهْ = لِي وَلَهُ في دَرَجَاتِ الآخِرَهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](2) - عبد الله بن يوسف بن أحمد بن هشام البصري، من أئمة اللغة العربية، ولد بمصر عام 708 هـ، من مؤلفاته مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، وعمدة الطالب في تحقيق تصريف ابن الحاجب، في مجلدين، والجامع الكبير، والجامع الصغير، وكلاهما في علم النحو، ورفع الخصاصة عن قراءة الخلاصة، والإعراب عن قواعد الإعراب، وشذور الذهب، والتذكرة، في 15 جزءا، وغيرها. توفي بمصر عام 761 هـ، أنظر ترجمته في الأعلام، للزركلي 4: 147.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] (3) - عبد الرحمان بن علي بن صالح المكودي، إمام النحاة في عصره، ينتسب إلى بني مكوده، إحدى قبائل هوارة، الذين مستقرهم فيما بين مدينتي فاس وتازة، وهو آخر من درس كتاب سيبويه بفاس، وبعده صار العمل على ألفية ابن مالك، من مؤلفاته شرح مقدمة ابن أجروم، والبسط والتعريف في علم التصريف (منظومة)، وشرح المقصود والمدود لابن مالك، ونظم المعرب من الألفاظ، وشرح ألفية ابن مالك، والمقصورة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم (منظومة في نحو 300 بيت) توفي بفاس بتاريخ 11 شعبان عام 807 هـ، ودفن بحومة الأصدع المعروفة الآن بفندق اليهودي، قريبا من باب الجيسة، أنظر ترجمته في جذوة الإقتباس، لابن القاضي 403 رقم الترجمة 410. الأعلام، للزركلي 3: 318.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الجانب السياسي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]في حياة الشيخ الطواش رحمه الله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لا يخفى على أحد أن بيت الشيخ سيدي أحمد الطواش رحمه الله ورضي عنه كان مفتوحا في وجه كافة الزوار على اختلاف مستوياتهم، من غني وفقير وقائد وحاكم ومسؤول وعالم وأديب ومؤرخ ووزير، كانوا يأتونه قصد زيارته وطلب نصيحته، والإهتداء بهديه، والإستضاء بأنواره، فكان غالبا ما يغتنم هذه الفرصة لتوجيه زائريه لما فيه صلاح دينهم وأمتهم، وتزويدهم بالتربية الإسلامية الصحيحة، وذلك بأسلوب محكم بعيد عن التهور والغلو والمحاباة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا ننسى أنه كان رحمه الله يلعب الأدوار الطلائعية في إبرام الصلح بين القبائل المتناحرة من أهل منطقته، اعتبارا لما كان يتمتع به من محبة في قلوب أهالي تلك القبائل، فكان كثيرا ما يغتنم موقعه المذكور لفض النزاعات وحل المشاكل، خصوصا بعد عجز قواد المنطقة على حلها، وحصول القطيعة والتوتر بين الطرفين المتنازعين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومسار الصلح عنده لا ينطلق إلا من نص القرآن الكريم، من قوله تعالى: والصلح خير(1)، فهو في منطق القرآن خير من الفرقة والخلاف وقطع العلاقة، أو إنزال العقوبة والقصاص في الطرف الآخر، بل يدعو إلى مجتمع الحب والتفاهم، والمودة والتسامح، وإقامة العلاقات الطيبة بين الناس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وغالبا ما كان يدور الصراع بين القبائل حينئذ حول المياه والمراعي وما إليها، فيشتد الصراع بين الغريمين فيؤدي إلى نتائج سلبية وخسائر جمة، سواء في أرواح الناس، أو قطعان الغنم والبهائم ورؤوس الأبقار، وتعطيل شؤون الفلاحة، وما إلى ذلك من فظائع أخرى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا يفوتنا التنبيه إلى العلاقات الطيبة التي كانت تجمع الشيخ الطواش رحمه الله بجماعة من جلة علماء فاس، لا سيما منهم ذووا الكلمة المسموعة والنفوذ والسلطة، وقد وقفنا على بعضٍ من رسائل هؤلاء له، وفيها من أوجه احترامهم لهذا الشيخ الفاضل ما لا مزيد عليه.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وبين أيدينا أيضا الرسالة المبعوثة من طرف نجله العلامة سيدي محمد الطواش للوزير المؤرخ العلامة سيدي محمد بن أحمد أكنسوس(2)، ينهي إليه فيها سلامه للسلطان المولى سليمان(3)، وما جادت به قريحته من نظم في شخصه الكريم، والمعروف عن هذه الرسالة أنها تحمل تاريخ عام 1233 هـ، أي بعد وفاة الشيخ سيدي أحمد الطواش ب 29 سنة، لكن ما يمكننا فهمه منها أنها استمرار لموالاة هذه الأسرة للعرش العلوي المجيد، ومدى تشبثها به ونصرتها إياه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]__________[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) - سورة النساء، الآية 128.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](2) - أنظر التعريف به ضمن ص[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](3) - السلطان العادل أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي، بويع له سنة 1206 هـ، واستمرت فترة ملكه مدة 32 سنة، كان خلالها آية في العدل والإستقامة والعلم والنباهة، وهو أيضا من كبار فقهاء عصره، وله مؤلفات قيمة منها: عناية أولي المجد بذكر آل الفاسي ابن الجد، وحاشية على الموطأ، وحاشية على الزرقاني على المواهب اللدنية، وحاشية على شرح الخرشي على مختصر خليل، وتأليف في التجمير بعود الطيب في رمضان، وتأليف في الغناء، وتأليف في أحكام الجن والتفريق بينها وبين أحكام الإنس، توفي بمراكش يوم الخميس 13 ربيع الأول عام 1238 هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أنظر ترجمته في كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، للعلامة سكيرج 495. فهرس الفهارس، للكتاني 2: 980 رقم 557. فتح الملك العلام بتراجم بعض علماء الطريقة التجانية الأعلام، للفقيه الحجوجي رقم الترجمة 9. الأعلام، للزركلي 3: 134.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]احترامه العظيم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لساداتنا أهل البيت النبوي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الشريف[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان لساداتنا أهل البيت قدر عظيم عند الشيخ سيدي أحمد الطواش رحمه الله، يجلهم ويعظمهم، ويتحمل إساءة بعض من يسيء إليه منهم، ولا يقابلهم إلا بالتعظيم والاحترام على أي حالة كانوا، لا يشترط فيهم صلاحا ولا علما، ولا استقامة ولا تقوى، بل يحبهم لله ولقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم، وكثيرا ما يَذْكُرُ الأحاديث والأخبار الواردة في حقهم، مع ما يتبع ذلك من حكايات الصالحين ذات الصلة بهذا الموضوع، ولا ننسى أنه رحمه الله واحد من هؤلاء الشرفاء، بل من صميم بيوتهم العريقة، وهو بيت الشرفاء العراقيين الحسينيين، وقد نبهنا على نسبه في فقرة سابقة فلينظرها من أراد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومهما يكن من أمر فقد كان شديد المحبة لساداتنا الشرفاء، كما كان يربي على ذلك أولاده وتلاميذه وخدامه، ليس بلسانه فقط، بل بأعماله وتصرفاته وأحواله، وكان إذا زاره أحد من الشرفاء يظهر له من الإجلال والتعظيم ما لا يوصف، ويلاطفه ويصله بما لديه، ويسأله عن أحوال أهله وقرابته، ويظهر مزيد السرور والبهجة به، والإعتناء بشأنه. وكان كثيرا ما ينشد قول الإمام الشافعي(1) رحمه الله:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا أهل بيت رسول الله حبكم ... ... فرض من الله في القرءان أنزله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ... ... من لم يصل عليكم لا صلاة له[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]__________[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) - محمد ابن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أحد الأئمة الأربعة المجتهدين، وإليه ينسب المذهب الشافعي، ولد بغزة بفلسطين عام 150 هـ، وتوفي بمصر عام 199 هـ، وقبره بالقاهرة معروف يتبرك به، له مؤلفات منها الأم (في الفقه) يقع في سبع مجلدات، والرسالة (في علم أصول الفقه) والمسند في علم الحديث، وأحكام القرآن، وفضائل قريش وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وللحافظ عبد الرؤوف المناوي كتاب في التعريف به سماه: مناقب الإمام الشافعي، وللحافظ ابن حجر العسقلاني تأليف فيه أيضا عنوانه: توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس. أنظر ترجمته في الأعلام، للزركلي 6: 26. طبقات الشافعية، للسبكي 1: 185. تذكرة الحفاظ، للذهبي 1: 329.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تواضعه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المعروف عن الشيخ سيدي أحمد الطواش رحمه الله أنه كان شديد التواضع، لا يعرف الكبر والعظمة، ولا يرى له أمام أهل العلم والصلاح درجة أو منزلة، مع العلم أنه كان لا يقل على أحد من الأعلام المعاصرين له قدرا ولا علما، ولا شرفا وفضلا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالجملة فقد كان يضرب به المثل في التواضع، لا يحب التميز عن الناس في شيء أصلا، يخفض الجناح لمن حوله من ضعيف ومحتاج وحقير، ويعاملهم نفس معاملته للأغنياء سواء بسواء، يظهر لهم البشاشة، ويلين لهم في الحديث، وينشر عليهم البهجة، ويزيل عنهم الوحشة، ويجالسهم، ويتحدث معهم في شؤونهم الخاصة حتى كأنه واحد منهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعموما فإن التواضع طبيعة متأصلة فيه، يتواضع مع مختلف الناس، عالمهم وجاهلهم، قويهم وضعيفهم، كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، ويمكننا أن نقول أن هذا التواضع كان أبرز ما يجذب القلوب إليه، ولا غرو في ذلك، فالشيخ العالم الصالح كالشجرة الممتلئة بالثمار، تتدلى أغصانها إلى الأسفل لتكون في متناول الناس، ولينالوا من ثمارها. أما الشجرة الخالية من الثمار فإنها تتعالى لفراغها ولعدم وجود شيء من الفائدة فيها، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: من تواضع لله رفعه(1).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]__________[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) - ذكره الحافظ السيوطي في الجامع الصغير 2: 169، وعزاه لأبي نعيم في الحلية. كشف الخفاء ومزيل الألباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، للعجلوني 2: 242 رقم 2445، وعزاه للإمام أحمد وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كرمه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان الشيخ سيدي أحمد الطواش رحمه الله رجلا كريما، شديد السخاء، لا يَكْبُرُ في عينيه شيء يعطيه من مال وكساء وطعام وكتب وغيرها، ولم تكن الدنيا تساوي عنده شيئا ولو جناح بعوضة كما جاء في الحديث، فكان لا يقيم لها وزنًا، ولا يبالي بها سواء أقبلت أو أدبرت، وَيُذْكَرُ عنه رحمه الله أنه كان يعطي المحتاج عطاء الذي لا يخشى الفقر، ويجود بأحب الأشياء إليه، ولا يمن في عطائه أو يلتفت إليه، بل لا يرى له قيمة لما كان عليه من السخاء والكرم العظيم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعموما فقد كان رحمه الله لا يرد سائلا سأله شيئا كائنًا ما كان، مقتديا في ذلك بسيرة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، بناء على قول القائل في هذا الصدد:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لولا التشهد كانت لاؤه نعم(1)[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكانت مائدته على الدوام مبسوطة للفقراء والمساكين، وقليلا ما كان يمر عليه يوم من غير ضيوف، سواء من أهل قبيلته أو من قبائل أخرى بعيدة، فكان يحسن ضيافتهم ويعتني بشأنهم أيمَا عناية، كما كان يطلب من الخادمات أن لا يقدمن الطعام إلى زواره إلا بعد أن يمررن به عليه في محله ليراه، خوفًا أن يكون دون مستوى ضيوفه، أو أن يكون قليلا لا يكفيهم، أو غير لائق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وخلاصة القول فقد كان هذا الشيخ كريما بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، كرس كل جهوده لأعمال الخير والبرِّ ومواساة المستضعفين والمحرومين الذين كان عددهم لا يحصى آنذاك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]__________[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) - البيت الشعري من قصيدة للفرزدق يشير فيها إلى سيدنا علي زين العابدين بن الحسين بن علي كرم الله وجهه ويفتتحها بقوله:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا ابن خير عباد الله كلهم = هذا النقي التقي الطاهر العلم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا الذي تعرف البطحاء وطأته = والبيت يعرفه والحل والحرم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذا رأته قريش قال قائلها = إلى مكارم هذا ينتهي الكرم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى أن قال في مدح جده رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن القصيدة نفسها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ما قال لا قط إلا في تشهده = لولا التشهد كانت لاؤه نعم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من معشر حبهم دين وبغضهم = كفر وقربهم منجى ومعتصم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قَالَ العَلَّامَةُ الحَجُوجِي فِي التَّعْرِيفِ بِهِ فِي مَطْلَعِ كِتَابِهِ "إِتْحَافُ أَهْلِ المَرَاتِبِ العِرْفَانِيَةِ، بِذِكْرِ بَعْضِ رِجَالِ الطَّرِيقَةِ التِّجَانِيَةِ" :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأُسْتَاذُ الكَامِلُ. العَارِفُ الوَاصِلُ. أَوْحَدُ الفُضَلَاءِ، وَأَكْمَلُ النُّبَلَاءِ، مُرْشِدُ السَّالِكِينَ إِلَى أَقْوَمِ طَرِيقٍ، وَمُرَبِّي المُرِيدِينَ بِدَقَائِقِ أَسْرَارِ التَّوْفِيقِ، السَّارِي ذِكْرُهُ الجَمِيلُ فِي كُلِّ قُطْرٍ مَسِيرَ المَثَلِ السَّائِرِ. أَحَدُ الأَتْقِيَاءِ الأَكَابِرِ، صَاحِبُ المَجْدِ الَّذِي أَشْرَقَتْ شُمُوسُهُ، وَأَيْنَعَتْ فِي رِيَاضِ المَعَالِي غُرُوسُهُ، الخَلِيفَةُ الأَكْبَرُ. صَاحِبُ السِّرِّ الأَبْهَرِ. أَبُو الحَسَنِ سَيِّدِي الحَاجُّ عَلِي حَرَازِمُ بْنُ العَرَبِيّ بَرَّادَةُ الفَاسِي مَوْلِدًا وَمَنْشَأً، الحِجَازِي وَفَاةً، إِنَّمَا بَدَأْتُ بِهِ لِكَوْنِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَلِيفَةَ الشَّيْخِ الأَعْظَمِ، وَقَالَ فِيهِ مَوْلَانَا الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا خَلَّفْتُ أَحَدًا، سِوَى سَيِّدِي الحَاجِّ عَلِيٍّ حَرَازِمَ، أَمَرَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَخَلَّفْتُهُ، وَقَالَ فِيهِ: لَا يَنَالُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا إِلَّا بِوَاسِطَةِ السَّيِّدِ الحَاجِّ عَلِيٍّ حَرَازِمَ، أُعْطِيَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ سُؤَالٍ. وَأَخْبَرَ الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُ مَحَبَّةً خَاصَّةً.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَقَالَ عَنْهُ العَلَّامَةُ سَيِّدِي أَحْمَدُ سُكَيْرِج فِي كِتَابِهِ "كَشْفُ الحِجَابِ، عَمَّنْ تَلَاقَى مَعَ الشَّيْخِ التِّجَانِي مِنَ الأَصْحَابِ" :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَمِنْهُمْ الوَلِيُّ الكَامِلُ وَالعَارِفُ الوَاصِلُ الخَلِيفَةُ العُظْمَى ذُو المَقَامِ الأَسْمَى الجَامِعُ لِأَشْتَاتِ المَعَارِفِ وَالأَسْرَارِ ، وَالرَّاقِي فِي أَوْجِ المَعَالِي بَيْنَ الأَخْيَارِ ، شَمْسُ السَّعَادَةِ الَّتِي أَشْرَقَتْ فِي أُفُقِ المَعَالِي ، الَّذِي لَمْ يَصِلْ إِلَى أَدْنَى مَرْتَبَةٍ مِنْهَا اليَوْمَ عَالِي ، أَبُو الحَسَنِ سَيِّدِي الحَاجُّ عَلِيٌّ بْنُ العَرَبِيّ بَرَّادَةُ المَغْرِبِيُّ الفَاسِي ، أَكْبَرُ خَاصَّةِ الخَاصَّةِ مِنْ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]كَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ العَارِفِينَ الوَاصِلِينَ ، وَالأَوْلِيَاءِ الكَامِلِينَ ، الجَامِعِينَ لِأَشْتَاتِ اللَّطَائِفِ وَالطَّرَائِفِ ، الخَائِضِينَ فِي بُحُورِ المَعَارِفِ حَتَّى بَلَغَ الذِّرْوَةَ العُلْيَا وَامْتَازَ بِالفَتْحِ الرَّبَّانِي بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا . وَقَدْ كَانَ عِنْدَ سَيِّدِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَانَةٍ عَظِيمَةٍ ، فَكَانَ يُعَظِّمُهُ غَايَةَ التَّعْظِيمِ، وَيُنَوِّهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ بِمَقَامِهِ العَظِيمِ ، حَتَّى كَانَ يَغَارُ مِنْ ذَلِكَ البَعِيدُ وَالقَرِيبُ . وَكَانَ يَقُولُ فِي حَقِّهِ : قَالَ لِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هُوَ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ أَبِي بَكْرٍ مِنِّي، وَفِي بَعْضِ المَشَاهِدِ الَّتِي وَقَفْتُ عَلَيْهَا يُخَاطِبُ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ سَيِّدَنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَا نَصُّهُ : يَا أَحْمَدُ اسْتَوْصِ بِخَدِيمِكَ الأَكْبَرِ، وَحَبِيبِكَ الأَشْهَرِ عَلِيٍّ حَرَازِمَ، فَإِنَّهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، فَاللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ وَأَعْظَمُ ، وَلَا وَصِيَّةَ أُوصِيكَ عَلَى خَدِيمِكَ أَكْبَرُ مِنْ هَذِهِ الوَصِيَّةِ وَالسَّلَامُ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَقَالَ فِيهِ أَيْضًا العَلَّامَةُ ذَاتُهُ سَيِّدِي أَحْمَدُ سُكَيْرِجُ فِي مَنْظُومَتِهِ المُسَمَّاةُ بِجُنَّةِ الجَانِي، فِي تَرَاجِمِ أَصْحَابِ الشَّيْخِ التِّجَانِي :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَمِنْهُمُ الأَرْضَى عَلِي حَرَازِمْ * مَنْ هُو فِي نَهْجِ الرَّشَادِ حَازِمْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَقَامَهُ سَيِّدُنَا مُقَامَهْ * فلَمْ يَنَلْ مِنْهُ السِّوَى مَقَامَهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَهْوَ الخَلِيفَةُ عَلَى الحَقِيقَهْ * عَنْ شَيْخِنَا فِي هَذِهِ الطَّرِيقَهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ كَانَ يُدْعَى عِنْدَهُ خَلِيفَهْ * حَتَّى ارْتَقَى بِالرُّتْبَةِ المُنِيفَهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ حِينَ حَلَّ بِمَقَامِ الفَتْحِ * سَافَرَ بِالإِذْنِ لِنَيْلِ الرِّبْحِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ كَانَ فِي مَنَامِهِ وَ اليَقَظَهْ * يَرَى النَّبِيَ وَ بِوِدٍّ لَحَظَهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يُحِبُّهُ مَحَبَّةَ الأَوْلاَدِ * وَ مِنْهُ نَالَ غَايَةَ المُرَادِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ كَمْ لَهُ مِنْ مَشْهَدٍ عَظِيمِ * وَ مِنْ مَقَامِ فِي العُلاَ مُقِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لَهُ التَّصَرُّفُ بِالإِسْمِ الأَعْظَمِ * وَ فِي التَّوَكُّلِ أَجَلُّ قَدَمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَبْدَى لَنَا جَوَاهِرَ المَعَانِي * فِي ضِمِنِهِ مَوَاهِبُ المَنَّانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ كَنْزُهُ المُطَلْسَمُ العَجِيبُ * صَنِيعُهُ بَيْنَ الوَرَى غَرِيبُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ شَرْحُهُ العَجِيبُ لِلهَمْزِيَةِ * دَلَّ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ مَزِيَّةِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ كَمْ سَقَانَا سِرَّهُ المَخْتُومَا * أَوْدَعَهُ كُنَّاشَهُ المَكْتُومَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ قَدْ تَلاَقَى مَعَ شَمْهَرُوشِ * وَ عَنْهُ يَرْوِي هَاجِم الجُيُوشِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عَنْهُ تَلَقَّى سِرَّ حِزْبٍ يَمَنِي * بِإِذْنِهِ المُطْلَقِ طُولَ الزَّمَنِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ حَازَ مِنْ سَيِّدِنَا إِدْرِيسَا * كَمَالَ أَسْمَاءٍ حَوَتْ تَقْدِيسَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَ مَوْتُهُ تَارِيخُهُ فِي الأُمَّهْ * رِحْلَتُهُ لِنَيْلِ بِرٍّ رَحِمَهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مُؤَلَّفَاتُهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لِلْعَارِفِ بِاللَّهِ سَيِّدِي الحَاجِّ عَلِيٍّ حَرَازِمَ مُؤَلَّفَاتٌ أُخْرَى غَيْرُ كِتَابِ الجَوَاهِرِ مِنْهَا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رِسَالَةُ الفَضْلِ وَالاِمْتِنَانِ، إِلَى كَافَّةِ الأَحْبَابِ وَالإِخْوَانِ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَرَغَ مِنْ كِتَابَتِهَا بِتَارِيخِ 11 جُمَادَى الثَّانِيَةِ سَنَةَ 1208 هِـ أَيْ قَبْلَ إِتْمَامِهِ لِكِتَابِهِ جَوَاهِرِ المَعَانِي، تَقَعُ هَذِهِ الرِّسَالَةُ فِي 25 صَفْحَةٍ وَقَدْ أَوْرَدَهَا العَلَّامَةُ سُكَيْرِجُ ضِمْنَ الجُزْءِ الرَّابِعِ مِنْ كِتَابِهِ "رَفْعُ النِّقَابِ" مِنْ ص 130 إِلَى ص 157 وَمِمَّا قَالَهُ فِي تَقْرِيضِهَا العَلَّامَةُ المَذْكُورُ :[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]هَذِي الرِّسَالَةُ فِيهَا السِّرُّ قَدْ جُمِعَا * لِمَنْ يُطَالِعُهَا كَنْزُ الغِنَا طَلَعَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يَحْظَى بِهَا بِهَنَاهُ وِفْقَ مَطْلَبِهِ * دُنْيَا وَدِينًا وَلَا يَزَالُ مُنْتَفِعَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جَاءَتْ عَلَى وَفْقِ مَا يَهْوَاهُ طَالِبُهَا * فِي مَنْهَجِ الحَقِّ حَيْثُ صَارَ مُتَّبِعَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَكْرِمْ بِهِ جَاءَ بَيْنَ العَارِفِينَ بِهَا * فَإِنْ قَدَرَ الَّذِي بِهَا اهْتَدَى ارْتَفَعَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الكَنْزُ المُطَلْسَمُ، فِي حَقِيقَةِ سِرِّ اسْمِهِ الأَعْظَمِ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يَتَكَوَّنُ مِنْ مَشَاهِدَ نَبَوِيَّةٍ كَرِيمَةٍ تَفُوقُ التِّسْعِينَ مَشْهَدًا تَخْتَلِفُ مَا بَيْنَ مَشَاهِدَ لِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَأُخْرَى لِصَلَاةِ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ بِمَرَاتِبِهَا الثَّلَاثَةِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ وَبَاطِنَةِ البَاطِنِ بِالإِضَافَةِ إِلَى مَشَاهِدَ كَثِيرَةٍ حَوْلَ الاِسْمِ الأَعْظَمِ وَشُؤُونِ الذَّاتِ وَحَقَائِقِ القُرْآنِ العَظِيمِ وَأَسْرَارِهِ. تُوجَدُ مِنْهُ نُسَخٌ كَثِيرَةٌ بَيْنَ مُرِيدِي الطَّرِيقَةِ التِّجَانِيَةِ أَهَمُّهَا وَأَصَحُّهَا نُسْخَةُ الفَقِيهِ سَيِّدِي أَحْمَدَ العَبْدَلَّاوِيِّ وَنُسْخَةُ العَلَّامَةِ مَحْمُودٍ بْنِ المَطْمَاطِيَّةِ وَأُخْرَى لِلْعَلَّامَةِ القَاضِي أَحْمَدَ سُكَيْرِجٍ وَلِهَذَا الأَخِيرِ يَقُولُ فِي تَقْرِيضِهَا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إِنَّ المَشَاهِدَ أَمْرُهَا * مِنْ أَعْجَبِ العَجَبِ العُجَابْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فِي كُلِّ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْـ * ـهِ مَا لَهُ تَعْنُو الرِّقَابْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إِلَى أَنْ يَقُولَ فِي خِتَامِهَا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَاعْجَبْ لِمَنْ هِيَ عِنْدَهُ * إِنْ لَمْ يَطِرْ فَوْقَ اللُّبَابْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جَمَعَتْ غَرَائِبَ جَمَّةً * وَعَجَائِبَا مِنْ أَلْفِ بَابْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَإِذَا ظَفِرْتَ بِهَا فَلَا * تَسْمَحْ بِهَا لِلْمُسَتَرَابْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَالشَّيْءُ إِنْ يَكُ مُعْجَبًا * فِيهِ يُحَاذِرُ ذُوو الصَّوَابْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صُنْهَا عَنِ الأَغْيَارِ حَـ * ـتَّى عَنْكَ صُنْهَا بِاحْتِجَابْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَتَنَالَ سِرًّا بَاهِرًا * وَاللَّهُ يَمْنَحُكَ الثَّوَابْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الإِرْشَادَاتُ الرَّبَّانِيَّةُ، بِالفُتُوحَاتِ الإِلَاهِيَّةِ مِنْ فَيْضِ الحَضْرَةِ الأَحْمَدِيَّةِ التِّجَانِيَةِ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تَلَقَّى مُضْمَنَهُ عَنْ شَيْخِهِ أَبِي العَبَّاسِ التِّجَانِي رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، يَقَعُ فِي صَفْحَةٍ، طُبِعَ، وَقَدْ قَرَّضَهُ العَلَّامَةُ سُكَيْرِجُ بِقَصِيدَةٍ رَائِيَّةٍ قَالَ فِي مَطْلَعِهَا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مَاذَا تَبَدَّى لَنَا مِنْ دَاخِلِ السِّفْرِ * حَتَّى غَدَوْنَا بِهِ فِي حَالَةِ السُّكْرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كَأَنَّمَا الخَمْرَةُ اسْتَوْلَتْ بِلُعْبَتِهَا * بِعَقْلِنَا وَلَقَدْ مِلْنَا عَنِ الخَمْرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إِلَى أَنْ قَالَ فِي خِتَامِهَا :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَلْتَقْتَبِسْ مِنْ سَنَا أَنْوَارِهِ قَبَسًا * فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدُّجَى مَدَى الدَّهْرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لِمْ لَا وَمُبْدِيهِ بَحْرُ العِلْمِ سَيِّدُنَا الـ * ـخَتْمُ التِّجَانِي الَّذِي عَلَا عَلَى البَدْرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عَنْهُ تَلَقَّاهُ ذُو التُّقَى خَلِيفَتُهُ * عَلِي حَرَازِمُ وَهْوَ صَاحِبُ السِّرِّ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَاللَّهُ يَجْزِيهِ خَيْرًا عَنْ كِتَابَتِهِ * وَجَمْعِهِ وَيُوَفِّيهِ مِنَ الأَجْرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَاللَّهُ يَنْفَعُ كُلَّ المُعْتَنِينَ بِهِ * وَمَنْ لَنَا بِالدُّعَا لِسَانُهُ يَجْرِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مُلَاقَاتُهُ بِالشَّيْخِ أَبِي العَبَّاسِ التِّجَانِي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قَالَ العَلَّامَةُ سُكَيْرِجُ فِي كِتَابِهِ "كَشْفُ الحِجَابِ" : وَسَبَبُ أَخْذِهِ عَنْ سَيِّدِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رُؤْيَا رَآهَا قَبْلَ الإِجْتِمَاعِ بِهِ، وَنَسِيَهَا حَتَّى ذَكَّرَهُ بِهَا سَيِّدُنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ مُلَاقَاتِهِ بِهِ فِي مَدِينَةِ وَجْدَةَ سَنَةَ 1191هِـ ، حِينَ خَرَجَ مِنْ تِلِمْسَانَ قَاصِدًا زِيَارَةَ الوَلِيِّ الكَامِلِ الَّذِي افْتَخَرَ بِهِ المَغْرِبُ عَلَى المَشْرِقِ مَوْلَانَا إِدْرِيسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَمَا قَالَ فِي المُنْيَةِ ( بَعْدَ أَنْ بَيَّنَ أَنَّهُ جَاءَ تِلِمْسَانَ فِي العَامِ التَّالِي لِحَجِّهِ )[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فِي عَامِ وَاحِدٍ وَتِسْعِينَ وَفِي * هَذَا الْتَقَى مَعْ خِلِّهِ الخِلِّ الوَفِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تِلْمِيذِهِ صَاحِبِهِ حَرَازِمْ * صَاحِبِ سِرِّهِ الإِمَامِ الحَازِمْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَلَمْ تَكُنْ مَعْرِفةٌ مِنْ قَبْلِ * ذَاكَ لَهُ بِشَيْخِنَا ذِي الفَضْلِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حَتَّى تَعَرَّفَ لَهُ فَكَاشَفَهْ * يَوْماً بِرُؤْيَا سَلَفَتْ مُكَاشَفَهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]دَلَّتْ عَلَى صُحْبَتِهِ وَ ذَكَّرَهْ * وَقَدْ نَسِي وَبِالمَعَالِي بَشَّرَهْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نَصُّ اسْتِجَازَةِ المُؤَلِّفِ لِشَيْخِهِ القُطْبِ الخَتْمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَبِي العَبَّاسِ التِّجَانِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الحَمْدُ لِلَّهِ بِلِسَانِ المَرْتَبَةِ الجَامِعَةِ لِلْكَمَالَاتِ كُلِّهَا، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالعُلُومِ وَالأَسْرَارِ بِأَجْمَعِهَا، وَعَلَى حَضْرَةِ سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا وَشَيْخِنَا أَبِي العَبَّاسِ السَّلَامُ التَّامُّ وَالقُرْبُ العَامُّ مِنْ حَضْرَةِ رَبِّهَا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَمَّا بَعْدُ، فَالْمَطْلُوبُ مِنْ كَمَالِ فَضْلِ سَيِّدِنَا الَّذِي أَسْدَى اللَّهُ فَضْلًا وَرَحْمَةً وَمَدَدًا إِلَيْنَا، أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْنَا سَيِّدُنَا بِمَا وَعَدَنَا بِخَطِّ يَدَيْهِ الكَرِيمَتَيْنِ إِلَيْنَا، كَمَا هُوَ مَعْهُودٌ مِنْ فَضْلِ سَيِّدِنَا مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ مِنَّا، بَلْ مَحْضُ فَضْلٍ وَإِكْرَامٍ وَامْتِنَانٍ عَلَيْنَا مِنْ سُورَةِ بِمَا لَهَا مِنَ الأَسْرَارِ وَالعُلُومِ وَالوَقْتِ، وَمَا لَهَا مِنَ اللُّزُومِ، وَدَفْعِ عَوَارِضِهَا مِنَ الشُّرُورِ وَالهُمُومِ، وَإِعْطَاءِ مَا لَدَيْهَا مِنَ الأَسْرَارِ وَالعُلُومِ، وَأَنْ يُدِيمَ عَلَيْهَا بِحَوْلِ اللَّهِ عَلَى عَدَدِ الدَّهْرِ وَالعُمُومِ، وَكَذَلِكَ الكِتَابُ أَيْضًا عَلَى مَا يَلِيقُ بِالحَالِ، وَيُزِيلُ الإِشْكَالَ، وَإِنْ ظَهَرَ لِسَيِّدِنَا أَمْرٌ آخَرُ فَهُوَ أَدْرَى بِحَالِنَا، وَلَا نَسْتَحِقُّ شَيْئًا عَلَى سَيِّدِنَا، إِنَّمَا ذَلِكَ فَضْلٌ مِنْهُ عَلَيْنَا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ يَا سَيِّدِي الضَمَانَ الَّذِي ضَمِنْتَ لِي بِخَطِّ يَدَيْكَ مِنْ مَقَامِ مَوْلَانَا الهُمَامِ الشَّيْخِ الأَكْبَرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ بْنِ العَرَبِيِّ الحَاتِمِي، بِمَا لَهُ مِنَ العُلُومِ وَالأَسْرَارِ وَالأَحْوَالِ وَسَائِرِ المَقَامَاتِ، وَأَنْ نَكُونَ وَارِثًا لَهُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ عَلَى كَمَالِ الأَحْوَالِ، مَعَ حِفْظِ الشَّرِيعَةِ المُطَهَّرَةِ، وَبَشَرِّيَّتِي مَحْفُوظَةٌ عَلَيَّ ضَمَانًا لَازِمًا عِنْدَ وُصُولِي لِلْمَقَامِ، وَأَنْ تُفْرِغَ عَلَيَّ مِنْ جَلَابِيبِ الحِكْمَةِ الإِلَهِيَّةِ وَالأَسْرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَعُلُومِ الشَّرِيعَةِ وَكُنُوزِ الحَقِيقَةِ عِنْدَ وُصُولِ هَذَا المَقَامِ دُفْعَةً وَاحِدَةً مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ وَلَا تَعَبٍ، وَمَا طَلَبْتُ مَقَامَ ابْنِ العَرَبِيِّ حَتَّى عَرَفْتُ وَتَحَقَّقْتُ أَنَّ مَقَامَكَ أَعْلَى مِنْهُ، وَلَا مَطْمَعَ لِي فِيهِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ أَحُومَ حَوْلَهُ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ سَيِّدِي أَيْضًا أَنْ يَدْفَعَ اللَّهُ عَنِّي جَمِيعَ العَوَارِضِ الَّتِي تَقْطَعُنِي عَنْ جَمِيعِ الخَيْرَاتِ، فَإِنِّي إِنْ حَاوَلْتُ أَمْرًا قَطَعَتْنِي عَنْهُ العَوَائِقُ، وَلَا طَاقَةَ لِي بِرَفْعِهَا عَنِّي، وَهَذَا الأَمْرُ عِنْدِي مُحَقَّقُ الوُقُوعِ، وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ سَأَلْتُكَ سَيِّدِي بِوَجْهِ اللَّهِ وَذَاتِهِ العَلِيَّةِ وَجَاهِ رَسُولِ اللَّهِ وَجَاهِهِ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا رَحِمْتَ غُرْبَتِي، وَتَوَجَّهْتَ إِلَى اللَّهِ فِي دَفْعِ مُلِمَّتِي الَّتِي حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ حَقِيقَتِي، فَإِنِّي تَحَقَّقْتُ أَنَّ الفَتْحَ الأَكْبَرَ لَا يَقَعُ إِلَّا بَعْدَ وُصُولِ المَقَامِ، وَلَا مَطْمَعَ لِي فِيهِ الآنَ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَمَّا تَنْوِيرُ بَاطِنِي وَاسْتِقَامَتُهُ وَإِظْهَارُ فَضْلِكَ وَمَدَدِكَ عَلَيَّ وَحُصُولُ الخَيْرَاتِ لَدَيَّ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا فَلَا أَقْبَلُ فِيهِ عُذْرًا مِنْ سَيِّدِي مِنَ الآنَ إِلَى حُصُولِ المَقَامِ، وَبَعْدَ حُصُولِ المَقَامِ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذْنٌ سَمِعَتْ، وَأَنْ تَقْبَلَنِي قَبُولًا تَامًّا، عَامًّا شَامِلًا، جَامِعًا لِأَحْوَالِي الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، مَعَ أَوْلَادِي وَإِخْوَانِي وَأَحِبَّائِي وَكُلِّ مَنْ أَخَذَ عَنِّي وِرْدَكَ قَبُولًا لَا يَنْقَطِعُ عَنِّي إِلَى دُخُولِي مَعَكَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ فِي جِوَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ الضَّمَانَ لِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اليَقَظَةِ ضَمَانًا لَازِمًا لَا يَنْفَكُّ عَنِّي إِلَى دُخُولِي الجَنَّةَ، وَأَطْلُبُ مِنْكَ الضَّمَانَ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ مَا أُحَاوِلُهُ يَنْتُجُ لِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ وَمِنْ كَمَالِ فَضْلِكَ وَمَدَدِكَ السَّارِي إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ عَلَى بَصِيرَةٍ نَافِذَةٍ مِنْ رَبِّي،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَنْ لَا يَدْخُلَنِي خَلَلٌ فِي طَرِيقِي، وَلَا فِي حَقِيقَتِي. وَأَنْ تَكُونَ شَرِيعَتِي كَامِلَةً وَحَقِيقَتِي جَامِعَةً، وَأَنْ لَا يَتَصَرَّفَ فِيَّ مَخْلُوقٌ دُونَكَ، وَأَنْ أَكُونَ مَأْمُونًا مِنَ السَّلْبِ إِلَى دُخُولِ مَنْزِلِي فِي الجَنَّةِ، وَأَنْ تُعَاهِدَنِي أَنْ لَا تَضُرَّنِي وَلَا يَحْصُلَ لِي ضَرَرٌ مِنْ جَنَابِكَ لِتَقْصِيرِي وَتَفْرِيطِي، وَعَدَمِ مَعْرِفَتِي لِحُرْمَتِكَ وَعُلُوِّ مَنْصِبِكَ، فَإِنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُقَدِّرَ قَدْرَكَ، وَلَا أَعْرِفُ أَدَبًا نَتَأَدَّبُ بِهِ مَعَكَ، إِلَّا إِنِّيَ مُلْقًى بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَسْلَمْتُ قِيَادِي لَكَ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، فَأَنْتَ أَوْلَى بِي مِنْ نَفْسِي، فَلَا أَعْرِفُ مَا يَنْفَعُنِي وَمَا يَضُرُّنِي، وَلَا كَتَبْتُ هَذِهِ الحُرُوفَ إِلَّا جَهْلًا مِنِّي، قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ، قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ سَيِّدِي الضَّمَانَ فِي كُلِّ مَا يَصْدُرُ مِنِّي مِنَ الأَسْبَابِ المَرْضِيَّةِ، وَمِمَّنْ طَلَبَ مِنِّي الدُّعَاءَ أَوْ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، وَالآخِرَةِ مَا عَدَا الأُمُورَ المَخَزَنِيَّةَ، فَإِنِّي بَرِيءٌ مِنْهَا، وَإِنْ طَلَبَ مِنِّي أَحَدٌ شَيْئًا فَإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِمَّتِي إِلَيْكَ فَأَطْلُبُ مِنْكَ، فَمَا أَجَابَنِي بِهِ قَلْبِي فَعَلْتُهُ، إِمَّا بِالتَّرْكِ أَوِ الفِعْلِ، وَلَا أَفْعَلُ فِعْلًا إِلَّا بِاللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ بِكَ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَحْوَالِي الظَّاهِرَةُ وَالبَاطِنَةُ كُلُّهَا مَوْقُوْفَةٌ عَلَيْكَ، وَتَحْتَ حُكْمِكَ وَطَوْعَ يَدَيْكَ مِنَ الآنَ إِلَى حِينِ وُقُوفِي بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ، وَهَذِهِ شَهَادَتِي بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ، فَإِنِّي تَحْتَ حُكْمِكَ وَطَاعَتِكَ، وَلَا أُخَالِفُكَ بِحَوْلِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ فِي سِرِّكَ وَجَهْرِكَ إِلَى دُخُولِي جَنَّتَكَ، فَأَنَا وَلَدُكَ وَعَبْدُكَ وخَدِيمُكَ وَمُرِيدُكَ، فَلَا مَفَرَّ لِي مِنْ بَابِكَ، وَإِنْ طَرَدْتَنِي عَنْ جَنَابِكَ فَأَنَا مُلَازِمٌ البَابَ، أُعَفِّرُ خَدِّي فِي بَابِ الأَعْتَابِ، وَمُتَشَفِّعٌ إِلَيْكَ بِحَبِيبِ الأَحْبَابِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَاقْبَلْ طَلْبَتِي، وَجَاوِبْ عَمَّا فِي كِتَابِي لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ حَالِي كَيْفَ خَرَجْتُ مِنْ دَارِي، وَلَا رُجُوعَ لِي إِلَيْهَا إِلَّا بِهَذَا الضَّمَانِ، وَحِينَ أُفَارِقُكَ يَظْهَرُ عَلَيَّ خَيْرُكَ وَمَدَدُكَ السَّارِي، فَقَدْ عَاقَنِي الدَّهْرُ، وَفَارَقَنِي النَّوْمُ، وَضَاعَ عُمْرِي هَمَلًا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ سَيِّدِي أَنْ أَكُونَ مِنْكَ عَلَى بَالٍ، وَلَا تَنْسَانِي سَيِّدِي، وَرَاعِي أَحْوَالِي الظَّاهِرَةَ وَالبَاطِنَةَ، وَلَا تَقْطَعْ عَنِّي مَدَدَكَ لَمْحَةً وَاحِدَةً سَيِّدِي لِوَجْهِ اللَّهِ، وَأَسْأَلُكَ سَيِّدِي بِوَجْهِ اللَّهِ العَظِيمِ، وَبِنَبِيِّهِ الكَرِيمِ، أَنْ تُبَشِّرَنِي بِبِشَارَةٍ إِنْ كَانَ لِي نَصِيبٌ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ العَظِيمَةِ أَوْ لَا نَصِيبَ لِي فِيهَا، وَهَذَا سُوءُ أَدَبِي وَجَهْلِي، فَسَامِحْنِي وَاعْذُرْنِي لِمَا حَلَّ بِي مِنَ الهِجْرَانِ وَالقَطِيعَةِ عَنْ حَضْرَةِ ذِي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَالأَهَمُّ عِنْدِي هُوَ رَفْعُ العَوَارِضِ عَنِّي جَمِيعًا، وَلَا أَقْبَلُ فِيهِمَا عُذْرًا لِلَّهِ تَعَالَى، وَهَذِهِ العَوَارِضُ وَالعَلَائِقُ وَالعَوَائِدُ هِيَ المَانِعُ لِي مِنْ جَمِيعِ الخَيْرَاتِ، فَإِنْ صَرَفْتَ سَيِّدِي هِمَّتَكَ إِلَيْهَا صَارَتْ هَبَاءً مَنْثُورَا، وَانْزَاحَتْ عَنِّي، فَإِنْ اتَّكَلْتُ عَلَى عَمَلٍ أَعْمَلُهُ ضَاعَتْ أَوْقَاتِي وَلَا يُنْتِجُ لِي شَيْئًا، فَإِنْ تَوَجَّهَتِ العَلِيَّةُ انْزَاحَتْ عَنِّي الهُمُومُ وَالغُمُومُ، وَرَقَّتْ إِلَى الأَسْرَارِ وَالعُلُومِ، وَرَبِحْتُ رِبْحًا عَاجِلًا وَآجِلًا مِنْ فَيْضِ عَلَّامِ الغُيُوبِ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَاللَّهَ اللَّهَ اللَّهَ سَيِّدِي لِوَجْهِ الذَّاتِ العَلِيَّةِ وَجِّهْ وِجْهَتَكَ إِلَيَّ وَقَلْبَكَ لَدَيَّ لَحْظَةً وَاحِدَةً تَنْزَاحُ عَنِّي هَذِهِ العَوَارِضُ وَالعَوَائِقُ، وَتَنْكَشِفُ لَدَيَّ جَمِيعُ الحَقَائِقِ، فَإِنْ قَبَلْتَنِي قَبُولًا تَامًّا فَبَخٍ بَخٍ، وَإِلَّا كُنْتُ مِنَ الهَالِكِينَ، وَكَلَّا وَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَرُدَّنِي خَائِبًا خَاسِئًا حَسِيرًا، فَأَنْتَ سَيِّدِي بَحْرٌ زَاخِرٌ لَا تُكَدِّرُكَ الدِّلَاءُ، وَلَا يُنْقِصُ جُودَكَ الإِنْفَاقُ، وَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ تَأْتِيكَ مِنْ فَيْضِ اللَّهِ الأَرْزَاقُ،[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وَلْنُقَصِّرِ العِنَانَ، وَنَطْلُبُ مِنْكَ تَطْهِيرَ الجِنَانِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا كَتَبَتْ يَدِي، وَإِسَاءَةِ الأَدَبِ فِي حَضْرَةِ سَيِّدِي، فَأَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالتَّجَاوُزَ وَالصَّفْحَ وَالقَبُولَ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ مِنْكَ مُتَدَاوَلٌ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَلَوْلَا جَهْلِي مَا كَتَبْتُ حَرْفًا وَاحِدًا، إِلَّا لِضُعْفِ حَالِي وَقِلَّةِ بِضَاعَتِي، وَلَكِنْ عَلِمْتُ وَتَحَقَّقْتُ أَنِّي خَدِيمُكَ وَحَبِيبُكَ وَوَلَدُكَ، أَسْأَلُكَ وَأَطْلُبُ مِنْكَ بِأَنِّي حَبِيبُكَ وَمَحْبُوبُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَهَذَا لَا أَقْبَلُ فِيهِ عُذْرًا، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْكُمْ، وَأَدَامَ حَيَاتَكُمْ لَنَا، وَجَعَلَ نَفْعَ المُسْلِمِينَ كَافَّةً عَلَى أَيْدِيكُمْ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ يُمِيتَنِي اللَّهُ عَلَى مَحَبَّتِكَ، وَأَوْلَادِي وَأَحِبَّائِي، وَتَضْمَنَهُ لِي، وَالسَّلَامُ مِنْ عَبْدِكُمْ وَتِلْمِيذِكُمْ وخَدِيمِكُمْ، أَفْقَرِ الوَرَى إِلَيْكُمْ، وَالغَنِيِّ بِكُمُ، عَلِيٍّ حَرَازِمَ بَرَّادَةَ لَطَفَ اللَّهُ بِهِ آمِينَ وَالجَوَابُ بِمَا يُقِرُّ اللَّهُ بِهِ العَيْنَ، وَيُطَمْئِنُ بِهِ القَلْبَ، وَتَسْكُنُ إِلَيْهِ الجَوَارِحُ، وَالسَّلَامُ مِنَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ آمِينَ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نَصُّ إِجَابَةِ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِجَازَتُهُ لَهُ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ، أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ العَوَارِضِ الحَائِلَةِ بَيْنَكَ وَمَا تَقْصِدُ مِنْ عَمَلِ الآخِرَةِ فَاعْلَمْ أَنَّ سَبَبَهُ مَا تَمَكَّنَ مِنْ نَفْسِكَ مِنَ المَيْلِ إِلَى الرَّاحَاتِ، وَاقْتِحَامِ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ، فَإِنَّهَا سَمِعَتْ أَنَّ مَقَامَ المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ حَاصِلٌ لَهَا بِلَا تَعَبٍ، فَمَالَتْ إِلَى مَا يَقْتَضِيهِ هَوَاهَا مِنَ الرَّاحَاتِ، فَلَوْ أَنَّهَا عَلِمَتْ أَنَّ مَقْصُودَهَا مِنَ المَعْرِفَةِ لَا يَحْصُلُ لَهَا إِلَّا إِذَا جَدَّتْ فِيمَا هُوَ مِنْ أَمْرِ الطَّرِيقِ مَعْرُوفٌ، وَفَارَقَتْ كُلَّ مَأْلُوفٍ، لَأَجَابَتْ إِلَى مَا يُرَادُ مِنْهَا مِنَ المُجَاهَدَةِ، لِأَنَّهَا تُرِيدُ الظَّفَرَ بِمَطْلُوبِهَا،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَلَمَّا سَمِعَتْ أَنَّهُ يَحْصُلُ لَهَا بِلَا تَعَبٍ لَمْ تُجِبْ إِلَى مَا يُرَادُ مِنْهَا مِنَ المُجَاهَدَةِ وَمُفَارَقَةِ الحُظُوظِ، فَكُلُّ عَارِضٍ لَابُدَّ لَهُ مِنْ ظُهُورِ حُكْمِهِ، فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ قِيَامَ العَارِضِ بِالقَلْبِ عَلَى حَالِهِ يُمْكِنُ مَعَهُ نَقِيضُ حُكْمِهِ فَقَدْ جَهِلَ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ مِنْ ظَنِّهِ إِلَّا التَّعَبُ لَا غَيْرُ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَمَثَلُ العَارِضِ كَالسَّحَابِ فِي السَّمَاءِ، وَمِثَالُ مَا وَرَاءَهُ مِنَ المُجَاهَدَةِ كَالشَّمْسِ، فَإِذَا صَحَا السَّمَاءُ مِنَ السَّحَابِ طَلَعَتْ الشَّمْسُ، وَإِذَا وَقَعَ السَّحَابُ دُونَهَا حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا فَلَا يُمْكِنُ وُقُوعُ السَّحَابِ فِي السَّمَاءِ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ ضَاحِيَةً مِنْ وَرَائِهِ، وَتَعَقَّلْ هَذَا وَتَأَمَّلْهُ تَسْتَفِدْ مِنْهُ عِلْمًا عَظِيمًا، وَحَيْثُ قَامَتْ العَوَارِضُ بِالقَلْبِ مِنَ المَيْلِ إِلَى الرَّاحَاتِ، وَاقْتِحَامِ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ، امْتَلَأَ القَلْبُ بِصُوَرِ الأَكْوَانِ وَالمَيْلِ إِلَيْهَا،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَحَيْثُ وَقَعَ ذَلِكَ تَمَكَّنَ تَخْلِيطُ القَلْبِ فِي أَمْرِ الهَوَى وَالبُعْدِ عَنْ حَضْرَةِ القُدْسِ وَعَنْ جَمِيعِ مُقْتَضَيَاتِهَا، فَلَا تَزُولُ مِنْهُ هَذِهِ الأُمُورُ إِلَّا بِوَارِدِ الفَتْحِ الَّذِي يَفِيضُ مَعَهُ بَحْرُ المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ، وَإِلَّا فَلَا تَطْمَعْ أَنْ يَخْلُوَ قَلْبُكَ مِنَ الظَّلَامِ وَالكَدَرِ مَا دَامَتْ فِي قَلْبِكَ هَذِهِ العَوَارِضُ، وَحَضْرَةُ الحَقِّ جَارِيَةٌ عَلَى النِّسَبِ، لَا تَخْرُجُ عَنْ نِسَبِهَا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَاعْلَمْ أَنَّ مَا تَطْلُبُهُ لَهُ أَجَلٌ مُقَدَّرٌ، إِذَا جَاءَ وَقْتُهُ جَاءَ، وَلَا يَتَعَجَّلُ بِطَلَبِ تَعْجِيلِكَ، وَلَوْ رُمْتَ الخُرُوجَ عَمَّا أَنْتَ فِيهِ إِلَى تَنْوِيرِ القَلْبِ وَصَفَاءِهِ فَاذْهَبْ وَانْقَطِعْ عَمَّا سِوَى اللَّهِ، وَاسْتَغْرِقْ أَوْقَاتَكَ فِي الذِّكْرِ المُفْرَدِ تَرَى العَجَبَ مِنْ تَمْكِينِ الصَّفَا، فَإِنْ لَمْ تُسَاعِفْكَ نَفْسُكَ عَلَى هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّ مُرَادَ اللَّهِ مِنْكَ مَا ذَكَرْنَا، وَاتْرُكْ عَنْكَ مَا يَتَغَلْغَلُ فِي قَلْبِكَ مِنْ خَوَاطِرِ السُّوءِ المُفْضِيَةِ إِلَى سُوءِ الأَدَبِ مَعَ اللَّهِ وَمَعَنَا بِطَلَبِكَ أُمُورًا لَا نِسْبَةَ لَهَا فِيكَ إِلَّا نِسْبَةَ نَقَائِضِهَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لَقَدْ رُمْتَ الحَصَادَ بِغَيْرِ حَرْثٍ * يَغُوصُ البَحْرَ مَنْ طَلَبَ اللَّآلِي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وَهَذَا القَدْرُ كَافٍ إِنْ فَهِمْتَ، وَأَمَّا ضَمَانُ المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ مِنْ مَقَامِ مُحْيِ الدِّينِ فَإِنَّهُ أَضْمَنُهُ لَكَ، إِلَّا قُطْبَانِيَتَهُ فَلَا أَعْلَمُ فِيهَا أَمْرًا وَلَا غَيْرَهُ، وَلَا أَضْمَنُهَا، وَهِيَ مَوْكُولَةٌ إِلَى مَشِيئَةِ اللَّهِ وَعِلْمِهِ، وَأَمَّا مَحَبَّتُكَ لَنَا فَأَنَا أَضْمَنُهَا لَكَ أَنْ تَمُوتَ عَلَيْهَا إِنْ فَارَقَكَ مَا تَخَوَّفْتُهُ عَلَيْكَ، وَإِنِّي تَخَوَّفْتُ عَلَيْكَ مِنْ طَلَبِكَ الأَغْرَاضَ مِنَّا أَنْ تَنْقَطِعَ عَنَّا، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ جِهَتِي، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جِهَةِ إِكْثَارِكَ مِنْهَا،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَإِذَا طَالَ أَمْرُكَ وَلَمْ تَرَ شَيْئًا مِنْ أَغْرَاضِكَ قَالَ لَكَ الوَسْوَاسُ لَيْسَ تَمَّ شَيْءٌ يُرْجَى، وَلَا فَائِدَةَ تُجْتَنَى، فَانْهَدَمَ قَصْرُ اقْتِصَارِكَ عَلَيْنَا بِرَغْبَتِكَ فِي غَيْرِنَا، فَتَنْقَطِعُ المَحَبَّةُ مِنْ أَصْلِهَا، وَتَقَعُ فِيمَا لَا قُدْرَةَ لَكَ عَلَى حَمْلِهِ مِنَ الضَّرَرِ، وَلَا أَذْكُرْهُ لَكَ لِعَدَمِ إِمْكَانِهِ، وَإِنْ انْقَطَعْتَ عَنَّا رَأَيْتَهُ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ، فَتَنْدَمَ حَيْثُ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ، بَلِ اذْهَبْ وَالْزَمْ وَالْتَزِمْ مَا قُلْنَا لَكَ مِنَ الأَوْرَادِ، مُسَلِّمًا قِيَادَكَ لِلَّهِ فِي الرِّضَا مَا أَقَامَكَ فِيهِ، حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَنَا وَلَكَ بِالفَتْحِ فَقَطْ، وَدَعْ عَنْكَ مَا عَدَا هَاذَانِ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَمَّا مَا طَلَبْتَ مِنَ الضَّمَانِ فِي المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ مِنْ كَوْنِهَا صَافِيَةً مِنَ اللَّبْسِ، مَمْزُوجَةً حَقِيقَتُهَا بِالشَّرِيعَةِ، فَإِنَّ أَمْرَهَا لَا يَكُونُ إِلَّا كَذَلِكَ لَا غَيْرُ، فَلَا تَحْتَاجُ إِلَى ضَمَانَةٍ، وَأَنَا ضَامِنٌ لَكَ أَلَّا تُسْلَبَ مَا دُمْتَ فِي مَحَبَّتِنَا، وَكُلَّ مَا دُونَهُ مِنْ دُخُولِ الجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ إِلَى مَا وَرَاءَهُ وَمَا قَبْلَهُ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَسَامَحْتُكَ فِيمَا لَا تَعْلَمُهُ مِمَّا مُقْتَضَاهُ سُوءُ الأَدَبِ، وَأَمَّا السُّورَةُ فَتُدَاوِمُهَا 11000 كُلَّ يَوْمٍ وَكُلَّ لَيْلَةٍ، مُخْتَلِيًا وَحْدَكَ وَقْتَ ذِكْرِهَا فَقَطْ، وَبَدْءُهَا أَنْ تَقْرَأَ الفَاتِحَةَ مَرَّةً وَصَلَاةَ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ مَرَّةً، وَتُهْدِي ثَوَابَهُمَا لِأَهْلِ النَّوْبَةِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الأَوْلِيَاءِ الأَحْيَاءِ، ثُمَّ تَقُومُ وَتَقِفُ مُسْتَقْبِلًا وَتُنَادِي حَ دُسْتُورُ يَا أَهْلَ النَّوْبَةِ، جَبْهَتِي تَحْتَ نِعَالِكُمْ، حَ ثُمَّ تَقْرَأُ الفَاتِحَةَ مَرَّةً وَتُهْدِي ثَوَابَهَا لِرُوحِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ وَالشَّيْخِ أَحْمَدَ الرِّفَاعِي وَجَمِيعِ الأَوْلِيَاءِ الغَائِبِينَ وَالحَاضِرِينَ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثُمَّ تَقْرَأُ الفَاتِحَةَ مَرَّةً وَتُهْدِي ثَوَابَهَا لِرُوحِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ تَسْأَلُ المَدَدَ فِي سِرِّ السُّورَةِ وِفْقَ قَضَاءِ الحَاجَةِ الَّتِي تُرِيدُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فِي كُلِّ مَرَّةٍ تُنَادِيهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَتَسْأَلُ المَدَدَ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَسْأَلُ المَدَدَ مِنْ جَمِيعِ الشُّيُوخِ الحَاضِرِينَ، أَعْنِي الأَحْيَاءَ، تُنَادِيهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 11 مَرَّةً بِالفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثُمَّ تَشْرَعُ فِي ذِكْرِ الوِرْدِ إِذَا لَمْ يَكُ فِي حَاجَةٍ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهُ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ 11 مَرَّةً، وَإِنْ كَانَ لِحَاجَةٍ تَنْوِي الحَاجَةَ قَبْلَ الوِرْدِ وَبَعْدَ الصَّلَاةِ 11 مَرَّةً، تَذْكُرُ الوِرْدَ بِنِيَّتِهِمَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَسَلِ الحَاجَةَ مِنْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ كُلِّ مَرَّةٍ وَبَعْدَهَا، ثُمَّ اقْرَأْ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ 11 مَرَّةً، وَلَا تَقْطَعْ الوِرْدَ عَدَدَ أَيَّامِ الحَاجَةِ 11 مَرَّةً، فَإِنْ اسْتُجِبْتَ فَذَاكَ، وَإِلَّا أَعِدْ 11 يَوْمًا حَتَّى تُجَابَ وَالسَّلَامُ. إِنْتَهَى مَا كَتَبَهُ سَيِّدُنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَهَذَا الكِتَابُ مَعَ الجَوَابِ نَقَلْتُهُمَا فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ كِتَابِنَا "كَشْفُ الحِجَابِ"، وَذَكَرْتُهُمَا هُنَاكَ لِمُنَاسَبَةِ المَوْضُوعِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ هُنَاكَ إِجَازَةَ سَيِّدِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَهُ، وَلَا بَأْسَ بِنَقْلِهَا هُنَا، وَنَصُّهَا:[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، إِلَخْ.. الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَزَّ جَلَالُهُ، وَعَزَّ كَمَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ صِفَاتُهُ وَأَسْمَاؤُهُ، وَتَعَالَى عِزُّهُ، وَتَقَدَّسَ مَجْدُهُ وَكَرَمُهُ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى أَشْرَفِ مَخْلُوقَاتِهِ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَبَعْدُ: فَيَقُولُ أَفْقَرُ العَبِيدِ، إِلَى مَوْلَاهُ الغَنِيِّ المَجِيدِ، أَحْمَدُ بْنُ مَحَمَّدٍ التِّجَانِي، عَامَلَهُ اللَّهُ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ فِي الدَّارَيْنِ، أَجَزْتُ وَأَذِنْتُ لِحَبِيبِنَا وَصَفِيِّنَا، وَمَحَلِّ وُدِّنَا وَأُنْسِنَا، وَمَنْ لَهُ المَحَبَّةُ الكَامِلَةُ الذَّاتِيَةُ السَّارِيَةُ مِنْ سُوَيْدَاءِ قُلُوبِنَا وَسِرِّنَا، كَاتِبِ الحُرُوفِ عَلِيٍّ حَرَازِمَ ابْنِ العَرَبِيِّ بَرَّادَةَ المَغْرِبِي الفَاسِي دَارًا، وَمَنْشَأً وَقَرَارًا،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إِجَازَةً عَامَّةً مُطْلَقَةً، خَالِدَةً تَالِدَةً، قَلْبًا وَقَالَبًا، وَحَالًا وَدَوَامًا، وَانْصِبَاغًا بِمَا لَدَيْنَا مِنَ العُلُومِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَالأَسْرَارِ وَالفُيُوضَاتِ وَالتَّجَلِّيَاتِ وَالتَّرَقِّيَاتِ وَالفُتُوحَاتِ وَالأَنْوَارِ، وَفِي مَدَارِجِ المَقَامَاتِ وَالإِرَادَاتِ وَالأَحْوَالِ وَالأَطْوَارِ، فِي جَمِيعِ مَا أَخَذْنَاهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقِّيًا مِنْهُ وَمُشَافَهَةً، مِنَ العُلُومِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ وَالأَسْرَارِ، وَالخَوَاصِّ وَالأَحْوَالِ وَالأَذْكَارِ، [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَفِي الوِرْدِ المَعْلُومِ الَّذِي هُوَ مِنْ تَرْتِيبِ سَيِّدِ الوُجُودِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِمْلَائِهِ الشَّرِيفِ، وَقَدْرِهِ المُنِيفِ فِي الطَّرِيقَةِ المُحَمَّدِيَّةِ، وَبِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ الأَسْرَارِ وَالأَنْوَارِ الأَحْمَدِيَّةِ، وَفِي جَمِيعِ الطُّرُقِ وَالأَذْكَارِ وَالصَّلَوَاتِ وَالأَسْمَاءِ وَالآيَاتِ وَالسُّوَرِ، وَجَمِيعِ الأَسْمَاءِ وَالمُسَمَّيَاتِ، وَالإِسْمِ الأَعْظَمِ الكَبِيرِ الَّذِي هُوَ خَاصٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي جَمِيعِ تَرَاكِيبِهِ وَأَسْرَارِهِ، وَعُلُومِهِ وَفُيُوضَاتِهِ وَأَنْوَارِهِ، وَجَمِيعِ تَصَرُّفَاتِهِ عُمُومًا وَخُصُوصًا، تَقَيُّدًا وَإِطْلَاقًا، إِجَازَةً وَإِذْنًا تَامًّا عَامًّا شَامِلًا لِأَنْوَاعِ التَّصَرُّفَاتِ بِأَسْرِهَا، وَالدَّعَوَاتِ بِأَنْوَاعِهَا وَأَسْرَارِهَا، وَعُلُومِهَا وَتَصَرُّفَاتِهَا، أَبَدًا سَرْمَدًا، خَالِدًا تَالِدًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَقَدْ أَقَمْنَاهُ مَقَامَنَا بَدَلًا عَنْ أَنْفُسِنَا وَعَنْ رُوحِنَا وَمَقَامِ قُدْسِنَا، فَهُوَ القَائِمُ عَنَّا فِي حَضْرَتِنَا وَغَيْبَتِنَا، وَفِي حَيَاتِنَا وَبَعْدَ مَمَاتِنَا، فَمَنْ أَخَذَ عَنْهُ فَكَأَنَّمَا أَخَذَ عَنَّا، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، لَا فَرْقَ، وَمَنْ عَظَّمَهُ فَقَدْ عَظَّمَنَا، وَمَنْ احْتَرَمَهُ فَقَدْ احْتَرَمَنَا، وَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنَا، وَمَنْ أَطَاعَنَا فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ خَالَفَهُ فَقَدْ خَالَفَنَا، وَمَنْ خَالَفَنَا فَقَدْ خَالَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِي الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ عَلَى قَدْرِ الاِسْتِطَاعَةِ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَقَدْ أَجَزْنَا وَأَذِنَّا لَهُ فِي جَمِيعِ مَا لَنَا مَقْرُوءٌ وَمَسْمُوعٌ، وَمُفَرَّقٌ وَمَجْمُوعٌ، وَإِجَازَةٌ وَرِحْلَةٌ وَمَشْيَخَةٌ وَإِفَادَةٌ وَمَرْوِيٌّ مِنْ حَدِيثٍ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ أَذِنَّا لَهُ أَنْ يَأْذَنَ لِلْغَيْرِ وَيُلَقِّنَ جَمِيعَ مَا أَخَذَهُ عَنَّا مِنَ العُلُومِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَالطُّرُقِ وَالأَذْكَارِ، وَالخَوَاصِّ وَالأَسْرَارِ، وَالتَّرَقِّي فِي مِدْرَاجِ الأَنْوَارِ، فِي جَمِيعِ مَا أَمْلَيْنَاهُ عَلَيْهِ مِنْ حِفْظِنَا وَلَفْظِنَا، وَفِي جَمِيعِ العُلُومِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَيُلَقِّنَ أَوْرَادَنَا، وَيُعْطِيَ طَرِيقَتَنَا بِمَا لَهَا، وَيُلَقِّنَ جَمِيعَ مَا سَمِعَهُ مِنَّا، أَوْ رَوَاهُ عَنَّا، أَوْ أَمْلَيْنَاهُ عَلَيْهِ بِشَرْطِهِ المَعْرُوفِ المَذْكُورِ المُقَرَّرِ فِي مَحَلِّهِ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَهَذَا الإِذْنُ مِنَّا عَامٌّ لَهُ فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَمَاتِي، وَأَذِنْتُ لَهُ وَأَجَزْتُ أَنْ يُقَدِّمَ الغَيْرَ فِي إِعْطَاءِ وِرْدِنَا المَعْلُومِ بِالشَّرْطِ المَذْكُورِ المَحْتُومِ مُدَّةَ حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، فَلَهُ الإِذْنُ مِنَّا فِي إِعْطَاءِ طَرِيقَتِنَا وَوِرْدِنَا مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ، يَأْذَنُ لِمَنْ رَآهُ أَهْلًا لِذَلِكَ، وَيَأْذَنُ لَهُ أَنْ يَأْذَنَ لِلْغَيْرِ، وَهَكَذَا سَرْمَدًا فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَهُوَ خَيْرُ الوَارِثِينَ،[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فَلَهُ الإِذْنُ الخَاصُّ عُمُومًا وَخُصُوصًا، تَقَيُّدًا وَإِطْلَاقًا، قَلْبًا وَقَالَبًا، وَحَالًا وَمَقَامًا وَانْصِبَاغًا، خَالِدًا تَالِدًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَقَدْ سَامَحْتُهُ وَتَجَاوَزْتُ عَنْهُ فِي جَمِيعِ مَا أَكَلَ أَوْ أَخَذَ مِنْ مَتَاعِي بِعِلْمِهِ أَوْ بِغَيْرِ عِلْمِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، وَفِي جَمِيعِ مُخَالَفَتِهِ لَنَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، وَفِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ المُتَقَدِّمَةِ وَالمُتَأَخِّرَةِ مُسَامَحَةً تَامَّةً عَامَّةً، خَالِدَةً تَالِدَةً، قَلْبًا وَقَالَبًا، وَحَالًا وَمَآلًا إِلَى الخُلُودِ الأَبَدِيِّ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَلَهُ مِنَّا الرِّضَى التَّامُّ، الأَكْمَلُ العَامُّ، رِضًى لَا سَخَطَ بَعْدَهُ أَبَدًا بِطَرِيقِ المَحْبُوبِيَّةِ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَعَامَلْتُهُ مُعَامَلَةَ المَحْبُوبِينَ، الخُلَفَاءِ الأَوِدَّاءِ، أَبَدًا سَرْمَدًا إِلَى الخُلُودِ الأَبَدِيِّ، وَقَدْ جَعَلْنَاهُ الخَلِيفَةَ عَنَّا، وَأَقَمْنَاهُ مَقَامَنَا فِي العُلُومِ وَالأَحْوَالِ وَالدَّرَجَاتِ وَالتَّرَقِّيَاتِ، وَأَنْ يَكُونَ أَحَدَ الآمِنِينَ وَالسَّلَامُ، وَكَتَبَ الخَدِيمُ الجَانِي، خُدَيْمُ حَضْرَةِ التِّجَانِي الحَسَنِي، عَلِيٌّ حَرَازِمُ بْنُ العَرَبِيِّ بَرَّادَةُ، كَانَ اللَّهُ لَهُ وَلِيًّا، وَبِهِ حَفِيًّا، بِتَارِيخِ 8 ذِي الحِجَّةِ مُتِمِّ عَامِ 1214هِـ. وَالسَّلَامُ، وَبَعْدَهَا بِخَطِّ سَيِّدِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا صُورَتُهُ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يَقُولُ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَعَزَّ كِبْرِيَاؤُهُ، وَتَعَالَى عِزُّهُ وَتَقَدَّسَ مَجْدُهُ وَكَرَمُهُ، أَجَزْتُ لِحَبِيبِنَا وَصَفِيِّنَا سَيِّدِي الحَاجِّ عَلِيٍّ حَرَازِمَ فِي كُلِّ مَا كُتِبَ فِي هَذِهِ الفَهْرَسَةِ عَلَى صُورَةِ مَا كُتِبَ فِيهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، عَيْنًا عَيْنًا وَحَرْفًا حَرْفًا، إِجَازَةً عَامَّةً تَامَّةً، مُطْلَقَةً شَامِلَةً، خَالِدَةً تَالِدَةً، وَكَتَبَ مُجِيزًا أَحْمَدُ بْنُ مَحَمَّدٍ التِّجَانِي، عَامَلَهُ اللَّهُ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ وَرِضَاهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بَعْضُ مَا قِيلَ فِي مَدْحِ المُؤَلِّفِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَمِنْ ذَلِكَ مَا مَدَحَهُ بِهِ العَلَّامَةُ القَاضِي سَيِّدِي أَحْمَدُ سُكَيْرِجُ حَيْثُ قَالَ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صِفُوا لِحَبِيبِي مَا أُلاَقِيهِ فِي الهَوَى * فَإِنَّ فُؤَادِي كَادَ يَفْنَى مِنَ الجَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عَسَاهُ عَسَاهُ أَنْ يَجُودَ بِعَطْفَةٍ * ويقصرُ مَا قَدْ مَدَّهُ بِيَدِ النَّوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَقُولُوا لَهُ لاَ زَالَ لِلعَهْدِ رَاعِياً * وَلَمْ يَلْتَفِتْ بَعْدَ الغَرَامِ إِلَى السِّوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَمَا خَانَ عَهْداً لاَ وَلاَ خَانَ مَوْثِقاً * حَلِيفَ سِقَامٍ لَيْسَ يُلْفَى لَهُ دَوَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يُوَرِّقُهُ تِذْكَارُهُ طُولَ لَيْلِهِ * وَأَشْوَاقُهُ نَزَّاعَةٌ مِنْهُ لِلشَّوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حَنَانِيكَ فَاكْشِفْ عَنْهُ بِالوَصْلِ رَانَهُ * فَإِنَّ لَهُ قَلْباً بِنَارِ الجَوَى انْكَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَلَيْسَ لَهُ إِلاَّ الرِّضَى ابْنُ حَرَازِمٍ * شَفِيعٌ لِمَا يَبْغِيهِ مِنْكَ مِنَ الدَّوَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خَلِيفَتُكَ العُظْمَى الَّذِي جَلَّ قَدْرُهُ * وَنَالَ مَقَاماً لَيْسَ يَبْلُغُهُ السِّوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إِذَا ذُكِرَ الكَمَالُ كَانَ مُقَدَّماً * بِمَا مِنْكَ مِنْ سِرِّ المَحَبَّةِ قَدْ حَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بِفَضْلِكَ قَدْ أَلْبَسْتَهُ حُلَّةَ الرِّضَى * وَفِينَا عَلَى عَرْشِ المَعَالِي بِهَا اسْتَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَصَارَ بِصَدْرِ المَكْرُمَاتِ مُصَدَّراً * وَفِي مَجْمَعِ الأَقْطَابِ فِي يَدِهِ اللِّوَا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَغَدَّيْتَهُ أَلْبَانَ سِرٍّ وَحِكْمَةٍ * وَمِنْ حَوْضِكَ المَوْرُودِ حَقّاً قَدِ ارْتَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هُوَ الكَنْزُ إِلاَّ أَنَّ فِيهِ عَجَائِباً * وَلَكِنْ عَلَى سِرِّ العُلُومِ قَدِ احْتَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَمِنْ بَحْرِهِ دُرُّ المَعَارِفِ يُقْتَنَى * وَفِي صَدْرِهِ العِلْمُ اللَّدُنِّي قَدِ انْطَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَإِنِّي بِهِ أَدْعُوكَ يَا خَيْرَ مُنْقِذٍ * فَخُذْ بِيَدِي إِنِّي سَقَطْتُ مِنَ الهَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عَلَيْكَ سَلاَمٌ يُعْبِقُ الكَوْنَ عَرْفُهُ * وَيَشْمَلُ مَنْ فِي مَنْهَجِ الحَقِّ قَدْ ثَوَى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا مَا مَدَحَهُ بِهِ العَلَّامَةُ الشَّهِيرُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمُ الرِّيَّاحِي التُّونُسِي لَدَى قُدُومِهِ عَلَيْهِ بِتُونِسَ :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كَرُمَ الزَّمَانُ وَلَمْ يَكُنْ بِكَرِيمِ * وَصَفَا فَكَانَ عَلَى الصَّفَاءِ نَدِيمِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَفَاضَ مِنْ نِعَمٍ عَلَيَّ سَوَابِغاً * لِلَّهِ يَشْكُرُهَا فَمِي وَصَمِيمِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عَظُمَتْ عَلَى الشِّعْرِ البَلِيغِ وَرُبَّمَا * عَجَزَ الثَّنَاءُ عَنِ الوَفَا بِعَظِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَأَجَلُّهَا نَظَرِي إِلَى ابْنِ حَرَازِمٍ * وَتَمَتُّعِي مِنْ وَجْهِهِ بِنَعِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَتَلَذُّذِي مِنْ خُلْقِهِ بِمَحَاسِنٍ * وَتَمَتُّعِي مِنْ خَلْقِهِ بِنَسِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَتَعَرُّفِي مِنْ عَرْفِهِ بِعَوَارِفٍ * وَمَعَارِفٍ وَلَطَائِفٍ وَفُهُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَتَعَزُّزِي بِتَذَلُّلِي لِجَمَالِهِ * وَتَشَرُّفِي مِنْ نَعْلِهِ المَخْدُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذَاكَ الَّذِي حَمَلَتْ خَزَائِنُ سِرِّهِ * مَا لَوْ بَدَا لَارْتَابَ كُلُّ حَلِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَهُوَ الّذِي مُنِحَ المَعَارِفَ فَارْتَقَى * مِنْهَا لِأَرْفَعِ سِرِّهَا المَكْتُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَهُوَ الَّذِي نَالَ الرِّضَى مِنْ رَبِّهِ * وَبِنَيْلِهِ إِنْ شَاءَ غَيْرُ مَلُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَهُوَ الَّذِي أَذِنَ الرَّسُولُ بِوَصْلِهِ * وَأَمَدَّهُ مِنْ عِنْدِهِ بِعُلُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَهُوَ الَّذِي التِّجَانِي أَوْدَعَ سِرَّهُ * فِيهِ وَخَصَّ مَقَامَهُ بِعُمُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَهُوَ الَّذِي وَهُوَ الَّذِي وَهُوَ الَّذِي * وَهُوَ الَّذِي مَعْنَاهُ غَيْرُ مَرُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عَظُمَتْ لَدَيْهِ مَوَاهِبٌ أَضْحَتْ لَهَا * هِمَمُ الوَرَى تَسْعَى بِكُلِّ سَلِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَسَعَتْ مَحَبَّتُهُ إِلَى أَرْوَاحِهِمْ * فَهِيَ الغِدَاءُ لِرَاحِلٍ وَمُقِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يَا سَيِّدِي وَلَكُمْ دعوتُ لسيدٍ * حَتَّى عرفتكَ فَاسْتَبَنْتَ رُجُومِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَعَلِمْتُ أَنِّي كُنْتُ أَرْقُمُ فِي الهَوَى * وَأَسِيرُ خَلْفِي وَالشَّقَاءُ نَدِيمِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يَا مَوْئِلِي وَكَفَى بِفَضْلِكَ مَوْئِلاً * وَمُؤَمَّلِي عِنْدَ الْتِهَابِ سُمُومِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هَلْ أَنْتَ كَاشِفُ كُرْبَتِي فَلَقَدْ سَطَتْ * وَطَغَتْ عَلَيَّ وَسَاوِسِي وَهُمُومِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هَلْ أَنْتَ رَاحِمُ شِقْوَتِي فَتُرِيحَنِي * فَخِيَارُ أَهْلِ اللَّهِ خَيْرُ رَحِيمِ[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]هَلْ أَنْتَ مُنْقِذُ مَنْ تَحَيَّرَ لَمْ يَجِدْ * مِنْ مُسْعِدٍ مُجْلِي الهُمُوم زَعِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَارْحَمْ دُمُوعاً قَدْ رَأَتْكَ عُيُونُهَا * فَتَكَرَّمَتْ بِاللُّؤْلُؤِ المَنْظُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَجَوَانِحاً جَعَلَتْكَ فِي سَوْدَائِهَا * وَقَدِ اصْطَلَتْ وَتَكَلَّمَتْ بِكُلُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَجَوَارِحاً ضَرَعَتْ إِلَيْكَ يَقُودُهَا * أَصْلٌ عَظِيمُ الشَّأْنِ غَيْرُ هَضِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَسَرَائِراً لَوْ أَنَّهَا بليَتْ لَمَا * وَجَدُوا سِوَى شَوْقٍ إِلَيْكَ أَلِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَمُتَيَّماً لَوْلاَ التَّذَكُّرُ لَمْ يَكُنْ * بِمُجَرَّدِ الأَشْوَاقِ غَيْرَ رَمِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لاَ تَقْطَعَنْ أَمَلِي وَقَدْ وَجَّهْتُهُ * يَسْعَى إِلَيْكَ وَأَنْتَ خَيْرُ كَرِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَقَدِ اتَّخَذْتُكَ فِي الأَنَامِ وَسِيلَةً * وَتَوَسُّلِي بِعُلاَكَ غَيْرُ خَصِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَرَجَوْتُ مِنْ رَبِّي بِفَضْلِكَ مَا أَنَا * أَصْبَحْتُ مِنْ مَعْنَاهُ غَيْرَ عَدِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يَا مَسْنَدِي يَا مَقْصِدِي يَا سَيِّدِي * يَا مُنْجِدِي يَا مَوْئِلِي وَحَمِيمِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَنْتَ الَّذِي رَبِّي اصْطَفَاكَ لِسِرِّهِ * وَحَبَاكَ مِنْ فَضْلٍ عَلَيْكَ عَمِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَلَكَ الهَنَاءُ فَأَنْتَ سُلْطَانُ الوَرَى * وَلِيَ الهَنَاءُ بِأَنْ تَقُولَ خَدِيمِي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وَرَسُولُهُ أَوْلاَكَ مَا اعْتَرَفَتْ بِهِ * لَكَ أَهْلُ سِرِّ اللَّهِ بِالتَّقْدِيمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فَسَلاَمُ رَبِّكَ كُلَّمَا هَبَّتْ صَبَا * يَغْشَاكَ طِيبُ مِزَاجِهِ المَخْتُومِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثُمَّ قَالَ نَاظِمُهَا العَلَّامَةُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمُ الرِّيَّاحِي : فَلَمَّا أَنْشَدْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَدِ اعْتَرَاهُ مِنَ الحَالِ مَا لَا يُذْكَرُ، وَأَسْبَلَ مِنَ الدَّمْعِ مَا هُوَ مِنَ الوَابِلِ أَغْزَرُ، قَالَ: هَلُمَّ بِمِحْبَرَةٍ وَقِرْطَاسٍ، وَدَفَعَ بِخَطِّهِ المُشْرِقِ وَالنَّاسُ جُلَّاسٌ مَا نَصُّهُ: يَقُولُ لَكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا، وَعَنْ نَفْسِكَ خَيْرًا، وَلَكَ مِنِّي المَحْبُوبِيَةُ التَّامَّةُ، وَمِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ، وَاتَّصَلَ حَبْلُكَ بِعُرْوَةٍ لَا انْفِصَامَ لَهَا، وَلَكَ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي الرِّضَا التَّامُّ، وَلَكَ بِذَلِكَ مَعَارِفُ وَأَسْرَارٌ وَسُرُورٌ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التعريف بناظم هذه الأرجوزة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ناظم هذه الأرجوزة هو العلامة عبد القادر بن العربي بن شقرون المنبهي المدغري المكناسي(1)، طبيب ماهر، وفقيه متمكن، وأديب بارع، أخذ العلم بمدينتي فاس ومكناس عن خيرة علماء عصره، كأحمد بن الحاج، ومحمد المسناوي الدلائي، وعبد الرحمان بن عمران، وعبد السلام القادري، وأحمد بن محمد أدراق، وأبي مدين السوسي، وسعيد العميري التادلي وآخرين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال في حقه العلامة محمد بن الطيب العلمي في كتابه الأنيس المطرب فيمن لقيته من أدباء المغرب: شاعر مصيب، رتع من البلاغة بمرعى خصيب، وأحرز من الدراية أوفر نصيب، ودخل بيوت العربية من أوضح المسالك، وطرز في حديث السنن نحو ابن مالك، بفقه مالك، واختار الوحدة، وانفرد بالخمول وحده، ورغب عن الولدان، واعتزل الإخوان والأخدان، وضم إلى علم الأديان علم الأبدان، فَرَكَّبَ الأدوية، وانتشرت له بين الحكماء أي ألوية، وعرف الأمراض، وأرسل سهام الرقى فأصابت الأغراض، رحل إلى المشرق فأدى فرضه، ثم رجع قاصدا أرضه، فناهيك من علم اجتلب، ومن در نظم ودر احتلب.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وله رحمه الله أعمال أخرى غير هذه الأرجوزة التي بين أيدينا، منها شرحه على كتاب البسط والتعريف للعلامة المكودي (في علم النحو) كما له أشعار وقصائد مختلفة، منها ما هو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما وفاته فكانت بموطنه بمكناسة الزيتون، غير أننا لا نعرف تاريخا محددا لها، وغاية ما نعرفه أنه كان حيا يرزق عام 1140 هـ- 1727م، أي بعد وفاة السلطان المولى إسماعيل بسنة واحدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]__________[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) - أنظر ترجمته في النبوغ المغربي، لعبد الله كنون 1 : 289 . سلوة الأنفاس، لمحمد بن جعفر الكتاني 1: 99. إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس 5 : 320 - 330 . معلمة المغرب 16 : 5396 - 5397 . مؤرخو الشرفاء ، لبروفنسال 297 . الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية ، لمحمد الأخضر 207 - 212 . الأنيس المطرب فيمن لقيته من أدباء المغرب، لمحمد بن الطيب العلمي. معجم المؤلفين، لكحالة 5: 294. معجم الأطباء، لأحمد عيسى 271-275. بروكلمان 11: 741. الطب والأطباء بالمغرب في عهد السلطان المولى إسماعيل، لرينو 3: 89-109. فهرس العلامة أبي القاسم العميري (مخطوط). نزهة الأبرار وبهجة الأسرار في ذكر الأقطاب والأولياء الأشراف والعلماء الأخيار، للعلامة العربي بن محمد البصري (مخطوط). الأدب المغربي، لابن تاويت وعفيفي 314. المنزع اللطيف في التلميح بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف، لابن زيدان 310. من المقتنيات الحديثية في تاريخ الطب العربي بالمغرب، لرينو 119-121. الوافي بالأدب العربي في المغرب الأقصى، لابن تاويت 3: 823-825. الزاوية الشرقاوية زاوية أبي الجعد إشعاعها الديني والعلمي، لأحمد بوكاري 1: 205-209. يتيمة العقود الوسطى، في مناقب الشيخ المعطى، للعبدوني 335-337. الروض اليانع الفائح في مناقب أبي عبد الله المدعو الصالح، للمعداني 358-385.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ترجمة الشيخ بوعمامة[/font]
[font=&quot]هوالعارف بالله تعالى، والدال عليه، قطب زمانه، وفريد أوانه، المجاهد البطل العلامة، صاحب الكرامات والمكاشفات الكثيرة، سيدي الشيخ محمد أبوعمامة البوشيخي الصديقي بن سيدي العربي بن سيدي الشيخ بن سيدي الحرمة بن سيدي محمد بن سيدي ابراهيم بن سيدي التاج بن شيخ الطريقة وشمس الحقيقة سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد رحمهم الله . إزداد حوالي1840م في واحة فجيج بالمغرب. قرأ القران الكريم صغيرا والعلوم الشرعية في الزوايا على مجموعة من الشيوخ نخص بالذكر منهم والده الفقيه الصالح، سيدي العربي بن الشيخ، وفي وسط عرف بالفضل والدين والصلاح، نشأ سيدي أبوعمامة نشأة عربية إسلامية كان لثورات أولاد سيدي الشيخ ضد الاحتلال كبير الأثر في نفسية الشيخ، وغرست فيه رغبة الجهاد، إتصل بكل أبناء عمومته أولاد سيدي الشيخ وأحبابهم من القبائل (اولاد سيدي أحمد المجدوب، المهاية، العمور، الشعانبة، الأغواط .....). جمع الصفوف ووحد الكلمة استعدادا لخوض المعركة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تربى الشيخ سيدي بوعمامة وترعرع على يد مقدم سيدي الشيخ،سيدي محمد بن عبد الرحمان، وهو الذي أشار عليه بالذهاب الى مغرار التحتاني جنوب ولاية النعامة الجزائر، حيث أسس زاويته حوالي 1875م، إحياء لطريقة الجد سيدي الشيخ في بلدة مغرار، حاول الشيخ أن يوحد كلمة أولاد سيدي الشيخ بعد أن تفرقت كلمتهم عقودا طوالا، وقد عمل بكل جد وإخلاص إحياء الطريقة الشيخية وإعطائها روح جديدة، بعد أن كادت تنمحي بسبب الصراع بين طوائف أولاد سيدي الشيخ حول الزعامة والأمور الدنيوية، وبنى هناك زاوية بمساعدة سكان البلدة، وأعلن أنه مرتبط دائما بالطريقة الشيخية، أي أنه لم يبدع طريقة جديدة، كما لم يعلن انفصاله عنها، أي أنه لم ينشئ طريقة خاصة بل هي بوعمامية شيخية متفتحة لكل المسلمين بدون تحفظ ولاتميز[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد التف حوله المريدون من مختلف القبائل، واكتسب سمعة حسنة بينها بالجزائر والمغرب، لتواضعه وتقواه ولأخلاقه المثالية فقد ذكربعض من عرفه أنه لم يؤثر عنه منذ أن بلغ أشده أنه ضحك القهقهة، ولم يكن ضحكه الا تبسما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عنه أنه مد رجله في جماعة، وحتى في أيام شيخوخته، ولم يصح أنه أخر وقت الصلاة .[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى