موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]و بعد أن ارتوى من نبع مدينة العلم و العلماء تلمسان الشريفة انتقل إلى المغرب الأقصى ليستقر فيها لمدة ثمانية عشر سنة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من 759 هـ إلى سنة 777هـ يتعلم في حواضرها المشهورة فاس ، مكناس ، سبته و سلا و غيرها ، و قد أخذ عن علمائها و مشايخها التفسير والحديث و الفقه ، و السيرة و التراجم و الأدب [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] و اسمحوا لي بنقل طرفا من ترجمات شيوخه بدون ترتيب [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- الشيخ المتفنن الصالح أبو زيد عبد الرحمن بن الشيخ الفقيه أبي الربيع سليمان اللجائي ( ت 771 هـ) ، قال عنه في كتابه " الوفيات ص 31 " : ((شيخنا ومفيدنا الفقيه الحافظ المفتي بمدينة فاس أبو محمد عبد الله الوانغيلي الضرير من تلامذة أبي الربيع اللجائي وقرأت عليه مختصر ابن الحاجب، في الأصول، والجمل في المنطق وحضرت مدة درسه في المدونة)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- الشيخ الحافظ أبو عمران موسى بن محمد بن معطي الشهير بالعبدوسي ( ت 776 هـ )، قال عنه في " الوفيات ص 30 ": ((شيخنا ومفيدنا طريقة الفقه الشيخ الحافظ أبو عمران موسى بن محمد بن معطي شهر بالعبدوسي سنة ست وسبعين وسبعمائة بمكناسة الزيتون وكان له مجلس في الفقه لم يكن لغيره في زمانه ولازمته في درس المدونة والرسالة بمدينة فاس مدة ثمان سنين)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- الفقيه أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي ( ت 771 هـ ) قال عنه في " الوفيات ص 29 ": (( قاضي الجماعة بغرناطة حرسها الله تعالى، أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي وكتب لي بالإجازة العامة بعد التمتع بمجلسه وله شعر مدون سماه جهد المقل وله شرح الخزرجية في العروض، وقدم عليها بعد أن عجز الناس عن فكها. وكان إماماً في الحديث والفقه والنحو، وهو على الجملة ممن يحصل الفخر بلقائه. ولم يكن أحد بعده مثله بالأندلس)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- الأديب الشهيد لسان الدين ابن الخطيب ( 771 هـ ) ترجم له في "الوفيات ص 30 " فقال في حقه : ((شيخنا الفقيه الكاتب الشهير أبو عبد الله لسان الدين محمد بن الخطيب الغرناطي صاحب [ كتاب الإحاطة في تاريخ غرناطة ] وكتاب " رقم الحلل في نظم الدول". وسمعت جملة من تواليفه بقراءته هو في مجالس مختلفة)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- الفقيه الحافظ أبو العباس أحمد القباب ( ت 779 هـ) ترجم له في " الوفيات ص 31 " فقال عنه : ((الفقيه المحقق الحافظ أبو العباس أحمد القباب سنة تسع وسبعين وسبعمائة وله شرح حسن على قواعد القاضي عياض، وشرح على بيوع ابن جماعة التونسي، ولازمت درسه كثيراً بمدينة فاس في الحديث والفقه والأصلين)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما أخذ القراءات و النحو بمدينة فاس عن العالم اللغوي النحوي الأستاذ أبو عبد الله محمد بن حياتي ( ت 781 هـ ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و أخذ الجزولية في النحو و علم المنطق عن الشيخ أبو العباس أحمد بن الشماع المراكشي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رحلته إلى تونس :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بعد هذه الرحلة المباركة و إقامته مدة 18 سنة في المغرب الأقصى كما قلنا قفل راجعا إلى موطنه و مدينته قسنطينة ، لكنه لم يلبث إلا أياما قليلة ليسافر بعدها إلى تونس المحروسة ليأخذ عن علمائها غير أن إقامته بها لم تدم طويلا و لعلها - شهورا قليلة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] و من العلماء التونسيين الذين أخذ عنهم كما ذكرهم في " الوفيات ص 33 " :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- (( الفقيه المميز الخطيب الصالح أبو الحسن محمد بن الشيخ الفقيه الشهير الراوية أبي العباس أحمد البطرني [ ت 780 هـ ] ، إبتدأ الرواية عام تسعة وسبعمائة وتمتعت به بتونس سنة سبع وسبعين وسبعمائة )).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- ((شيخنا الإمام الحجة أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة [ ولد سنة 717 هـ ، ت 783 هـ ] الورغمي نسباً، التونسي بلداً... وله مصنفات أرفعها المختصر الكبير في فروع المذهب قرأت عليه بعضه وأنعم بمناولته وإجازته وذلك سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدويرة جامع الزيتونة. ووجدته من حال اجتهاد في العلم والقيام بالخطبة. ثم لقيته قبل وفاته بسنة وبه ضعف وبعض نسيان. وبلغت مدة إمامته بجامع الزيتونة في بلده خمسين سنة رحمه الله تعالى ونفع به)).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]عودته الى الجزائر و توليه القضاء :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رجع مترجمنا بعد رحلته القصيرة إلى تونس ليستقر في مدينته قسنطينة حتى وفاته بها سنة 810 هـ - عليه رحمة الله تعالى - ليتولى الإمامة و الخطابة في مسجدها الجامع ، وليقوم بإلقاء دروسا في التفسير و الحديث الشريف و الفقه فينتفع بعلمه الكثير من التلامذة و طلاب العلم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سواء بمسجد المدينة أو في بيته ، وتم تعيينه في وظيفة القضاء - التي رفضها في أول الأمر - لكن إلحاح الأمير أبو الحسن عليه جعله يتراجع عن قراره ، ورغم هذه المهام التي كان يتولاها فقد وجد الوقت الكافي للتأليف و الكتابة فاخرج لنا عددا من الكتب القيمة التي تتسم بالعمق في الموضوع وأحياناً الإبتكار مما يدل على سعة إطلاعه و غزارة علمه ، وإليك أسماء ما وقفت عليه من تلكم الدرر الغالية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]آثاره و مؤلفاته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " شرف الطالب في أسنى المطالب " وهو شرح على القصيدة المسماة (القصيدة الغزلية في ألقاب الحديث لابن فرح الإشبيلي في (20) بيتاً ، و هي المنظومة الشهيرة ب " غرامي صحيح " ، و أول من نشرها هو المستشرق الهولندي (ريش) بمدينة ليدن مع شرحها لعز الدين بن جماعة ومع ترجمة وتعاليق بالألمانية سنة 1885م ، ثم طبعتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ( توجد منها نسخة مخطوطة بخط محمد بن المنور بن عيسى التلمساني بالمكتبة الوطنية الجزائرية تحت رقم :2849ـ2970).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " أنوار السعادة في أصول العبادة - مخطوط - " ( وهو عبارة عن شرح لحديث " بني الإسلام على خمس "، التزم فيه أن يسوق في كل قاعدة من الخمس أربعين حديثا وأربعين مسألة) [ فهرس الفهارس للكتاني: 2 / 975].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " وسيلة الإسلام بالنبي صلى الله عليه وسلم " ( وهو من أجل الموضوعات في السيرة النبوية الشريفة لإختصاره له ) [ فهرس الفهارس للكتاني: 2 / 975][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " علامات النجاح في مبادئ الاصطلاح " وهو كتاب في مصطلح الحديث ( مخطوط بالمكتبة الوطنية ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]- " تيسير المطالب في تعديل الكواكب " ( في علم الفلك و قد طبع طبعة حجرية بدون تاريخ ، قال في وصفه: "لم يهتد أحد إلى مثله من المتقدمين": ص 4 ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] ( نشر على الحجر بباريس سنة 1847م ، و هو كتاب تاريخ و أدب تناول فيه تاريخ بني حفص ألفه للأمير أبي فارس عبد العزيز المريني [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] توجد نسخة مخطوطه في مكتبة باريس - ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " أنس الفقير وعز الحقير " ( في ترجمة الشيخ أبي مدين وأصحابه (طبع عام 1965) ، قال في وصفه محمد الكانوني (1311 هـ)في كتابه " جواهر الكمال في تراجم الرجال : 1 / 44 - 46 ": "هو شبه رحلة تقصى فيها تنقلاته بالمغرب الاقصى ومن لقي من أهل العلم والصلاح) ( الأعلام للزركلي : 1 / 117 ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " شرح منظومة ابن أبي الرجال " ( مخطوط في علم الفلك ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " أنس الحبيب عن عجز الطبيب " .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " القنفذية في إبطال الدلالة الفلكية " ( توجد مخطوطته في المكتبة الظاهرية بدمشق ).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " تحفة الوارد في اختصاص الشرف من قبل الوالد".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]- " بغية الفارض من الحساب والفرائض ".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- " سراج الثقات في علم الاوقات ".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- شرح الرسالة( في أسفار).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- شرح الخونجي ( في جزء صغير).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- شرح أصلي ابن الحاجب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]-شرح تلخيص ابن البنَا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- شرح ألفية ابن مالك .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- كتاب " الوفيات " و يعتبر ذيلا لكتابه الأوَل " شرف الطالب في أسنى المطالب " حيث أرَخ فيهمن سنة 11 هـ [ وهي سنة وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استهل بها كتابه ] إلى سنة 807 هـ قبل وفاته بثلاث سنوات ، و يوجد كتاب بنفس العنوان " الوفيات " لابن خلكان رحمه الله فلينتبه.و قد ذكر الزركلي في موسوعته ( الأعلام : 8 / 349 ): أن أول طبعاته كانت سنة 1912م بمدينة كلكته بالهند لكن الطبعة كانت ناقصة بالمقارنة مع المخطوطة حيث حذف منها الفصل الذي ذكر فيه ابن قنفذ تصانيفه).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم طبع الكتاب بمطبعة دار الآفاقالجديدة ببيروت سنة 1971 م في (398) صفحة بتحقيق عادل نويهض الذي قدم له بمقدمة رائعة ، و همش له بهوامش أزالت الكثير من الغموض الذي قد يجده البعض في التراجم التي تعرض لها ابن قنفذ فجزاه الله خيرا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و استسمحكم بنقل بعض التعاليق على هذا الكتاب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- قالالأستاذ عادل نويهض في مقدمة تحقيقه : (....هذا الكتاب عبارة عن تاريخ صغير لوفياتالصحابة و العلماء و المحدَثين و المفسَرين و المؤلَفين رتَبه ابن قنفذ على القرونو على تواريخ و فياتهم و استهلَه بوفاة سيَد الأوَلين و الآخرين النبيَ العربيَالكريم محمد بن عبد الله صلوات الله سلامه عليه سنة 11هـ، و انتهى به إلى العشرةالأولى من المائة التاسعة ..( هكذا في المقدَمة ) و لكون هذا الكتاب من المراجعالسهلة التي اعتمدها و يعتمدها المؤلفون لمعرفة تاريخ و فيات مشاهير الرجال منأبناء الأمَة الإسلامية و خصوصا العلماء منهم فقد أفرده كثير من القارئين على حده وفصلوا بينه و بين" شرف المطالب " وقد نال انتشارا كبيرا .. فالتنبكتي [ ت 1036 هـ ] نقل عنه في [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] نيل الابتهاج [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] و ابن مريم التلمساني في [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] البستان [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] و الزركلي في [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot] الأعلام(من مقدَمة المحقَق صفحة 17 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 18).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أحصيت أيها الإخوة الأفاضل، أيتها الاخوات الفضليات بعد مطالعتي للكتاب و مقارنتها بما كتبه الباحث حسن ظاظا، عدد المترجم لهم فوجدته يحتوي على (511 ترجمة) ركز في المائتين السابعة و الثامنة على الأعلام الجزائريين و خاصة أبناء مدينته قسنطينة ، و التراجم موزعة كالتالي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]( 139 ترجمة لأعلام المائة الأولى منهم (116) من الصحابة _ رضي الله عنهم-).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](85 ترجمة لأعلام المائة الثانية).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](56 ترجمة لأعلام المائة الثالثة).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](36 ترجمة لأعلام المائة الرابعة).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](38 ترجمة لأعلام المائة الخامسة).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](51 ترجمة لأعلام المائة السادسة).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](46 ترجمة لأعلام المائة السابعة).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](57 ترجمة لأعلام المائة الثامنة).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](03 ترجمة لأعلام المائة التاسعة).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و قد أقتصر في المائة التاسعة على ترجمة ثلاثة أعلام منهم شيخه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الورغمي ، و الفقيه الحافظ أبو علي عمر ابن نصر بن صالح البلقيني، الفقيه الحافظ المفتي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المراكشي الضرير من أهل بلدنا ببونة في آخر ذي الحجة تكملة سنة سبع وثمانمائة. وكانت ولادته سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]و هكذا نرى أنه توقف عند سنة 807 هـ ، أي ثلاثة سنوات قبل وفاته[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]و قد قام محمد بن عيسى الفشتالي، المغربي (ت 1021 هـ ) كاتب السلطان المنصور أبو العباس أحمد الشريف الحسني بتأليف كتاب بعنوان : " الممدود والمقصور من سنا السلطان المنصور " ذيل به وفيات الاعيان لابن قنفذ بلغ به الى آخر المائة العاشرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المصادر و المراجع:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] ابو العباس المقري.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- فهرس الفهارس - عبد الحي الكتاني.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- معجم المؤلفين - عمر كحالة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- إيضاح المكنون - إسماعيل باشا البغدادي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] المحبي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- الأعلام - خير الدين الزركلي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان - ابن مريم أبو عبد الله محمد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- تعريف الخلف برجال السلف [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] الحفناوي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- جواهر الكمال في تراجم الرجال - محمد الكانوني.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين [/FONT][FONT=&quot][/FONT]


[FONT=&quot]أحد أبرز وجوه مقاومة الاستعمار الإسباني والفرنسي في الصحراء والمغرب وموريتانيا وأحد أبناء إقليم الصحراء الغربية، ورث عن أبيه مشيخته الصوفية كما ورث عنه تنظيم وتأطير المقاومة ضد الاستعمار في بداية القرن العشرين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]المولد والنشأة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولد الشيخ أحمد الهيبة يوم الأحد غرة رمضان 1294 للهجرة الموافق 9 سبتمبر/ أيلول 1877.[/FONT]
[FONT=&quot]التربية[/FONT]
[FONT=&quot]تربى الشيخ الهيبة على يد والده الشيخ ماء العينين أحسن تربية وأقومها، فدرس على والده وعلى الشيوخ الكبار الذين كانت تعج بهم محضرة والده. أخذ علوم الشريعة الإسلامية وعلوم اللغة العربية. وصاحب كبار علماء محضرة والده من أمثال الشيخ سيديا بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني وغيره.[/FONT]
[FONT=&quot]صفاته[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]اشتهر الشيخ أحمد الهيبة بعلمه الغزير وثقافته الواسعة واطلاعه وذكائه وشعره الرائق وسخائه.[/FONT]
[FONT=&quot]تآليفه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ترك مؤلفات منها: سراج الظلم في ما ينفع المعلم والمتعلم، وسرادقات الله الدافعة للبلايا، ومصنف في الحديث ورسالة في الرد على القائل إن الدابة إحدى علامات الساعة هي السيارة، وأجوبة فقهية.[/FONT]
[FONT=&quot]علاقاته وجهاده[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]صحب الشيخ الهيبة والده الشيخ ماء العينين في أسفاره نحو المغرب وفي وفاداته نحو الملوك العلويين فعرف الناس وعرفوه وطار صيته واشتهر. قاد جيوش المقاومة وظل مجاهدا قويا وشجاعا باسلا. [/FONT]
[FONT=&quot]بعد وفاة الشيخ ماء العينين في 21 شوال 1328 الموافق 25 أكتوبر/ تشرين الأول 1910 بتزنيت اتفقت أسرة أهل الشيخ ماء العينين وخاصة كبار أبنائه على تعيين الشيخ أحمد الهيبة خليفة لوالده في القيادة الروحية وفي تولي مهام الجهاد ومقاومة المستعمر. [/FONT]
[FONT=&quot]وقد قام الشيخ الهيبة بعدما وقع السلطان المغربي مولاي حفيظ بن الحسن الأول اتفاقية فاس عام 1912 مع الفرنسيين التي تنص على دخول المغرب تحت الحماية الفرنسية بإعلان نفسه سلطانا وهو بتزنيت، وسار نحو مراكش يوم 15 يوليو/ تموز 1912 يقود جيشا كبيرا ما بين القبائل الصحراوية وقبائل سوس المغربية. وكان يسمى السلطان الأزرق للون اللباس الصحراوي الشائع حينها. [/FONT]
[FONT=&quot]وقد دخل الشيخ الهيبة مراكش في 15 أغسطس/ آب 1912 وبعد ثلاثة أيام من توقيع اتفاقية فاس تمت تنحية مولاي حفيظ ليحل محله أخوه السلطان مولاي يوسف والد السلطان محمد الخامس أي جد الملك الحسن الثاني. وقد حاصر الفرنسيون مراكش وأخرجوا أحمد الهيبة الذي حل بأكردوس بجنوب المغرب حيث القبائل البربرية المتمنعة في الجبال.[/FONT]
[FONT=&quot]وفاته[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]توفي الشيخ أحمد الهيبة رحمه الله تعالى يوم الثلاثاء 18 رمضان 1336هـ الموافق 26-27 يونيو/ حزيران 1918.[/FONT]
C:\DOCUME~1\ADMINI~1\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image001.gif
[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]_______________[/FONT]
[FONT=&quot]المصادر[/FONT]
[FONT=&quot]1 - سيدي أحمد ولد أحمد سالم: تحقيق حوليات أهل الشيخ ماء العينين ومنطقة آدرار، ص 26 (قيد النشر بالمغرب).[/FONT]
[FONT=&quot]2 - ماء العينين بن العتيق: الرحلة المعينية، ص 155.[/FONT]
[FONT=&quot]3 - المختار بن حامد: ترجمة الشيخ ماء العينين، جزء القلاقمة، موسوعة حياة موريتانيا (نسخة المعهد الموريتاني للبحث العلمي). [/FONT]
[FONT=&quot]4 - المختار السوسي، المعسول، ج 4، ص 101.[/FONT]
[FONT=&quot]5 - العباس بن إبراهيم السملالي، الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام، ج 2، ص 472.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد بن محمد بن الحاج أبو عبد الله العبدري ، المالكي الفاسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو محمد بن محمد بن الحاج أبو عبد الله العبدري ، المالكي الفاسي ، تفقه في بلاده ، ونزل مصر ، وبها توفي عن نحو 80 عامـًا[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]له " مدخل الشرع الشريف " في أربعة أجزاء ، وله كذلك " شموس الأنوار وكنوز الأسرار " و " بلوغ القصد والمنى في خواص أسماء الله الحسنى[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]آراؤه التربوية[/font][font=&quot] :[/font]
[font=&quot]كان لابن الحاج أكبر الأثر في ترقية شؤون التربية والتعليم في عصره ، وقد جاءت آراؤه وإرشاداته لرجال التربية في زمنه مشتملة على جملة من المبادئ القيمة[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]وفيما يلي إجمال لأهم المبادئ والآداب التي دعا إليها العبدريّ[/font][font=&quot] :[/font]
[font=&quot]ومن الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها ( المعلم ) : تواضعه للداخلين عليه ، أي في ( تلقّيهم ببشاشة الوجه وحسن التلّقي ) ، كما يرى أن إسكات الطلبة إخماد للعلم ، فيقول : " وكذلك المدرّس ينبغي له ألا يكست أحدًا إلا إذا خرج عن المقصود أو كان سؤاله وبحثه ، مما لا ينبغي ، فيسكته العالم برفق ويرشده إلى ما هو أولى في حقه من السكوت أو الكلام[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]ويرى الإمام ابن الحاج أن على المعلم ( العالِم ) ألا يسأم أو يضجر أو يملّ مما يعانيه من طلبة العلم وغيرهم ، ويبعد عن الكبر والغرور والخيلاء ، وأن [/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]يحتملهم كاحتمال الوالد لولده ، بل هم أعظم عنده منزلة من أولاده ؛ لأن جلوسه معهم ، إنما هو لله تعالى مجردًا عن حظ النفس وشفقته على أولاده له فيها حظ البشرية في الغالب ، فكان احتماله لهم أكثر من أولاده ، وإذا كان الأمر كذلك فالبركة حاصلة[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]ويرى ابن الحاج أن على المعلم ( العالِم ) أن يتصّف بالأخلاق الفاضلة والورع ، ثم ذكر عن الإمام مالك - رحمه الله تعالى - أنه قال : " لا يؤخذ العلم من أربعة ، ويؤخذ ممّن سواهم : لا يؤخذ من مبتدع يدعو إلى بدعته ، ولا سفيه معلن بسفهه ، ولا ممن يكذب في حديث الناس ، وإن كان يصدق في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا ممن لا يعرف هذا الشأن[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]ويحذّر ابن الحاج المعلم ( العالِم ) من ترك الدرس لعوارض تعرض له من جنازة أو غيرها ، إن كان يأخذ على الدرس معلومـًا ( أجرة ) ، فإن الدرس إذ ذاك واجب عليه ، وحضور الجنازة مندوب إليه ، فلو حضر الجنازة وأبطل الدرس لأجلها تعيّن عليه أن يسقط من المعلوم ما يخصّ ذلك ، بل لو كان الدرس ليس له معلوم لتعيّن على العالِم الجلوس إليه ، إذ أنه تمحض لله تعالى ولَسَماعُ مسألة واحدة من العالِم أفضل من سبعين حجة مبرورة ، كما قال بعض العلماء ، فأين هذا من فضل الجنازة ؟[/font][font=&quot]![/font]
[font=&quot]ويدعو ابن الحاج طالب العالم إلى الجدّ والاجتهاد وعدم التسويف والإقبال على التعلّم ، معرضـًا عن متاعب التحصيل وإيثار العلم على غيره من المطالب ، وأن يتواضع في طلب العلم ، " فينبغي له أن يكون تواضعه أكثر حتى لو صار أرضـًا توطأ كان قليلاً بالنسبة إلى ما هو يطلبه ، ولأن التواضع ، يقبل بالقلوب عليه وينشط من يعلّمه لتعليمه وإرشاده , والتواضع أصل كل خير وبركة على كل شيء[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]ويرى الإمام العبدري أن على طالب العلم القيام بأمر الدين كالعبادات وصلاة النوافل ونحوها ، وعدم إهمال النوافل ، وصيام الأيام المفضلة ، والتحلي بالزهد ، والطهر ، والاشتغال بالدرس والمطالعة والبحث مع الرفاق الطيبين ، الذين يرجى النفع بهم ، ولقاء المشايخ والعلماء العاملين ، وأن يواظب على ذلك[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]وعن آداب المؤدب ( المعلم ) يرى الشيخ العبدري أن أصل كل خير وبركة ، إنما هو كتاب الله تعالى ، إذ هو معدن الجميع ، وهو ينبوع كل علم نافع ، وتدليلاًَ على ذلك يورد - رحمه الله تعالى - الحديث الشريف التالي[/font][font=&quot] : (( [/font][font=&quot]خيركم من تعلم القرآن وعلّمه )) ، ثم يعلق على هذا الحديث بقوله : " المراد بالخير هنا خير الآخرة ، أي أن عمال الآخرة كلّهم هذا هو مقدمهم ، إذ أن منه انفتح سلوك طريق الآخرة، وهو الطريق إلى الله تعالى ؛ لأن أصل ذلك معرفة الخط والاستخراج والحفظ والضبط والفهم للمسائل ، وذلك كله مفتاحه المؤدب ( المعلم ) فهو أول باب من أبواب التوفيق دخله المكلّف[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]ويطالب الإمام ابن الحاج المؤدب ( المعلم ) بأن يعدل بين الصبيان ، فلا يقدّم أحدًا على غيره " ويكون الصبيان عنده بمنزلة واحدة ، لا يشرف بعضهم على بعض، فابن الفقير وابن صاحب الدنيا على حد واحد في التربية والتعليم ، وكذلك من أعطاه ومن منعه[/font][font=&quot] " .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وأمّا الأجرة على تعليم الصبيان وخصوصـًا تعليم القرآن الكريم ، فقد أباح الشيخ ذلك ، واستدلّ على ذلك بقوله - صلى الله عليه وسلم - : ((إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله[/font][font=&quot] )) .[/font]
[font=&quot]ولا يسمح الإمام العبدري للمؤدب ( المعلم ) أن يأذن لأحد من الصبيان بأن يأتي إلى الكتّاب بغذائه ولا بفضة معه ولا فلوس ليشتري شيئـًا في المكتب ؛[/font][font=&quot] " [/font][font=&quot]لأن من هذا الباب تتلف أحوالهم ، وينكسر خاطر الصغير الفقير منهم والضعيف لما يرى من جدة غيره[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ويشدد الشيخ على عدم تضييع الوقت على الصبيان وإهمالهم ، فعلى المؤدب ألا يكثر الكلام مع من مرّ عليه من إخوانه وأمر التعليم أهم من التحدّث بما هو خارج عن وظيفته ، ولأنه مشتغل بأكبر الطاعات لله تعالى[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ويرى الشيخ العبدري أن على المؤدب أن يسمح للصبي إذا احتاج إلى غذائه أن يتركه يمضي إلى بيته ، ثم يعود ؛ لأنه ستر على الفقير ، وفيه كذلك تعليم الأدب للصبيان في حال صغرهم ؛ لأن الأكل ينبغي ألا يكون إلا بين الإخوان والمعارف دون الأجانب ، فإذا نشأ الصبي على ذلك كان متأدبـًا بآداب الشريعة [/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ويطالب ابن الحاج المعلم ( المؤدب ) بأن يتولّى تعليم جميع الصبيان بنفسه إن أمكنه ذلك ، فإن لم يمكنه وتعذر عليه ، فليأمر بعضهم أن يُقرئ بعضـًا ، وذلك بحضرته وبين يديه ، ولا يخلي نظره عنهم ؛ لأنه إذا غفل قد تقع منهم مفاسد جمّة لم تكن له في بال ؛ لأن عقولهم لم تتمّ ، ومن ليس له عقل إذا غفلت عنه وقتـًا ما ، فسد أمره وتلف حاله في الغالب ، لاسيما في هذا الزمان [/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وعلى المعلم ( المؤدب ) أن يمتثل السنّة المطهرة في الإقراء ، اقتداء بالسلف الصالح ، الذين كانوا يقرئون أولادهم في سبع سنين ؛ لأنه الزمن الذي يؤمر فيه الولي بأن يكلف الصبي بالصلاة والآداب الشرعية[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ومن جملة الآداب التي يجب أن يراعيها المؤدب في نظر العبدري : " أن يعلمهم آداب الدين كما يعلّمهم القرآن ، فمن ذلك أنه إذا سمع الأذان أمرهم بأن يتركوا كل ما هم فيه : قراءة وكتابة وغيرهما ، إذ ذاك ، فيعلمهم السنة المطهرة في حكاية المؤذن والدعاء بعد الأذان لأنفسهم وللمسلمين ، ثم يعلمهم حكم الاستبراء شيئـًا فشيئـًا ، وكذلك الوضوء والركوع بعده والصلاة وتوابعها ، ويأخذ لهم في ذلك قليلاً قليلاً ولو مسألة واحدة في كل يومٍ أو يومين[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]وكما لا يخفى ، فإن مبدأ التدرج في تلقين المعلومات للطفل ومراعاة قدراته العقلية هو مبدأ تربوي عظيم[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ويرى العبدري أن على المعلم ( المؤدب ) أن يضع برنامجـًا للمنهاج التعليمي ، فيعيّن وقتـًا لكتابة المادة المقرّرة ووقتـًا معلومـًا لتصويبها ، ووقتـًا معلومـًا لعرضها ، وكذلك قراءة الأحزاب حتى ينضبط الحال ولا يختلّ النظام ، " ومن تخلّف عن ذلك الوقت منهم لغير ضرورة شرعية قابله بما يليق به ، فربّ صبي يكفيه عبوسة وجهه عليه ، وآخر لا يرتدع إلا بالكلام الغليظ والتهديد ، وآخر لا ينزجر إلا بالضرب والإهانة ، كلٌ على قدر حاله[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]وبما أنه لا يعاقب على ترك الصلاة بـ ( الضرب ) إلا بعد سن العاشرة ، فما سواها أحرى[/font][font=&quot] . [/font]
[font=&quot]" [/font][font=&quot]فإذا كان الصبي في سن من يضرب على ترك الصلاة ، واضطر إلى ضربه ضربـًا غير مبرّح ، أو لا يزيد على ثلاثة أسواط شيئـًا . بذلك مضت عادة السلف[/font][font=&quot] - [/font][font=&quot]رضي الله عنهم[/font][font=&quot] - " .[/font]
[font=&quot]ويحذر العبدري من فعل بعض المؤدبين الذين يضربون الصبيان بآلة موجعة ، مثل عصا اللوز اليابس والأسواط المؤلمة ونحوها ، ومن ضرب ضربـًا موجعـًا فهو ضامن وعليه العقوبة ، " ولا يكون الأدب بأكثر من العشرة وهو ضامن لما يطرأ على الصبيّ إن زاد على ذلك[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]ويرى ابن الحاج أن الطريقة المثلى للحفظ والاستيعاب هي التكرار والكتابة ، [/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]وينبغي له ( المعلم ) أن يعلّمهم الخط والاستخراج ، كما يعلّمهم حفظ القرآن ؛ لأنهم بذلك يتسلطون على الحفظ والفهم ، فهو أكبر الأسباب المعينة على مطالعة الكتب وفهم مسائلها[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]وينبّه الإمام العبدري إلى أهمية التخلّق بالفضائل ، وعدم رفع الكلفة بين المؤدب وتلاميذه ، فقد قال : " وينبغي له ألا يضحك مع الصبيان ولا يباسطهم لئلا يفضي ذلك إلى الوقوع في عرضه وعرضهم وإلى زوال حرمته عندهم ، إذ أن من شأن المؤدب أن تكون حرمته قائمة على الصبيان . بذلك مضت عادة الناس الذين يُقتدى بهم فليهتد بهديهم[/font][font=&quot] " .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن المبادئ التربوية القيّمة التي نادى بها العلاّمة ابن الحاج الترويح عن القلوب ، خوفـًا من الملل والسآمة ، فهو يفضّل استراحة الصبيان مدة يوم أو يومين في الجمعة وأيام العيدين[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]إنّ انصراف الصبيان " واستراحتهم يومين في الجمعة لا بأس به ، وكذلك انصرافهم قبل العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة ، وكذلك بعده ، بل ذلك مستحب لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ((روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة)) ، فإذا استراحوا يومين في الجمعة نشطوا لباقيها[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]ويرى الشيخ ابن الحاج أن على ولي أمر الصبي أن يدفعه إلى المؤدب الصالح الورع الملتزم بآداب الإسلام ، وألا يدخله إلى المدارس ( الكتاتيب[/font][font=&quot] ) [/font][font=&quot]الطائفية وغيرها من التي لا تلتزم بالإسلام وشعائره ، " وهذا رضاع ثالث بعد رضاع المؤدب ، وقد قيل : إن الرضاع يغير الطّباع ، فهذا أمر شنيع قبيح من الفعل ؛ لأن الولد لم تحصُل له قوة الإيمان بعد ، ولم يقرأ العلم ولم يعرف أقوال العلماء[/font][font=&quot] " .[/font]
[font=&quot]وذكر ابن الحاج أن السلف الصالح كانوا يتحفّظون على الرّضاع الثالث أكثر من الرّضاعين المتقدمين ، وهما رضاع الأم ورضاع المؤدب ؛ لأن الصبي قد رجع له عقل ومعرفة بالأمور وقابلية لما سمعه أو رآه ، لذا يتعيّن أن يكون بعد رضاع المؤدب رضاع العلماء العاملين[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ويرى ابن الحاج أن على المعلم - وهو القدوة الصالحة - أن يبتعد عن الشبهات وعن كل ما يقلل من الهيبة[/font][font=&quot] . [/font]
[font=&quot]وينبّه الإمام العبدري العالِم ( المعلم ) إلى عدم الإجابة عن المسائل والاعتراضات الواردة إليه ، حتى يفرغ صاحب السؤال من كلامه إلى آخره ، أو المعترض من اعتراضه إلى نهايته ؛ لأن الكلام إنما هو بآخره ، كما ينبغي له أن يتحفظ في حق من جالسه وألا يجيب عن المسائل حتى يفرغ من يلقيها إلى آخر كلامه[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ويرى ابن الحاج أن على المربّين منع الأطفال من سماع الأشعار التي فيها ذكر العشق وأهله ، وحفظهم من مخالطة الأدباء الذين يزعمون أن ذلك من الظرف ورقّة الطبع ، فإن ذلك يغرس في قلوب الصبيان الفساد ، ومهما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود فينبغي أن يكرّم عليه ويجازى عليه بما يفرح به ، ويمدح بين الناس ، فإن خالف أحيانـًا فيتغافل عنه ولا يهتك ستره ، فإن عاد ثانيـًا فينبغي أن يعاقب سرًّا ولا يكثر معاتبته ، لئلا يسقط وقع الكلام من قلبه[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ويدعو ابن الحاج الآباء إلى أن يحفظوا هيبة الكلام مع أبنائهم ولا يوبّخونهم إلا أحيانـًا ، والأم تخوفهم بالأب وتزجرهم من القبائح[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ويرى العلامة العبدري أن يعوّد الطفل المشي والحركة والرياضة في بعض النهار ، حتى لا يغلب عليه الكسل ويعوّد ذلك بكشف أطرافه ولا يسرع المشي ولا يرخي يديه ، بل يضمها إلى صدره[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]وينبّه ابن الحاج إلى فائدة اللعب فإنه يدخل السرور والانبساط إلى الأولاد ، ويدفعهم إلى المواظبة على القراءة[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]وجملة القول : فإذا كانت نشأة الطفل صالحة ، كان هذا الكلام عند البلوغ واقعـًا مؤثرًا ثابتـًا يثبت فيه كما يثبت النقش في الحجر ، وإن وقعت النشأة بخلاف ذلك ، حتى ألِف الصّبا واللعب والفحش والوقاحة والتّفاخر ، نَبا قلبه عن قبول الحق ، نُبوّ الحائط عن التراب اليابس ، فإن الصبي خلق جوهرة قابلاً لنقش الخير والشر جميعـًا ، وإنما أبواه يميلان به إلى أحد الجانبين[/font][font=&quot] . [/font]
[font=&quot]قال - صلى الله عليه وسلم - : (( كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يُهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه)).(رواه البخاري[/font][font=&quot]) .[/font]
[font=&quot]المصدر : نقلاً عن كتاب : " أعلام التربية والمربّين " ( باختصار وتصرف[/font][font=&quot] ) .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]العلامة الحسن اليوسي [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]
C:\DOCUME~1\ADMINI~1\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image001.gif
[/FONT]
[FONT=&quot]بقلم[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]رشيد نجيب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بدء من حد كورت، مرورا بـ"إيمين تانوت" وصولا إلى فاس، هذه الرحلة كانت كفيلة بأن تقود المستشرق والحاكم الفرنسي المدني السابق [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]جاك بيرك" نحو اكتشاف عالم من العيار الثقيل هو الحسن اليوسي [/FONT][FONT=&quot](1631[/FONT][FONT=&quot]م/1051هـ-1691م/1111هـ). الذي تختزل حياته جانبا كبيرا من الواقع المغربي: فهو الإنسان الذي يتمتع بنوع من القدسية داخل مدينة فاس المنيعة بالرغم من قدومه مما يطلق عليه اليوم العالم القروي، وهو الذي تمكن من امتلاك ناصية سلطة المعرفة العربية الإسلامية، وهو رجل التصوف والقانوني اللامع. وإلى جانب هذا كله، فهو مريد حقيقي للزاوية الدلائية، وفي الوقت ذاته عمل في خدمة العرش العلوي كمستشار في البلاط السلطاني، وهي المهمة التي لم تمنعه من توجيه رسالتي نصح للسلطان المولى إسماعيل عتابا على تجاوزات وأخطاء بعض عماله وولاته[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]دراسة الباحث الفرنسي جاك بيرك بعنوان: "الحسن اليوسي، مشكلات الثقافة المغربية في القرن السابع عشر". التي صدرت بباريس أول مرة سنة 1958، في حين لم تصدر الطبعة الثانية منها إلا سنة 2001 عن مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]تروم استكشاف الحقيقة السوسيولوجية والثقافية لمغرب القرن السابع عشر من خلال نموذج العالم والفقيه الحسن اليوسي[/FONT][FONT=&quot] . [/FONT]
[FONT=&quot]طفولة في حضن الأطلسيبدو من المفيد جدا الانطلاق من البيئة الجغرافية التي شكلت منشأ أبي علي بن مسعود الإدراسني والمشهور بالحسن اليوسي، والمنتمي إلى قبيلة أيت يوسي بالأطلس المتوسط وهي تمتد إلى نواحي فاس وتافيلالت وصفرو وبولمان وميدلت. هذه القبيلة الممتدة كان اسمها، خلال القرن 17 عشر أيت إدراسن التي ذكرها الباحث دولاشابيل في كتابه: "السلطان مولاي إسماعيل وأمازيغ صنهاجة في المغرب الأوسط". وهي قبيلة تنتمي إلى صنهاجة تماما مثل قرينتيها أيت يافلمان وأيت أومالو، ويتجه امتدادها في الجنوب إلى حدود الأطلس الكبير الشرقي وجبل العياشي الذي شكل حاجزا منيعا بينها وبين القبائل المتنافسة معها. وكان أفرادها معروفين بالترحال[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]في ظل هذا السياق التاريخي، ترعرع الحسن اليوسي في مرحلة زمنية متسمة بغياب الأمن، وتعاقب المجاعات و الجفاف، والصراع على السلطة بين القبائل والأحلاف القبلية في شكل ثورات وانتفاضات[/FONT][FONT=&quot]...[/FONT]
[FONT=&quot]ولد الحسن اليوسي المعروف شهرة بالإدراسني وهكذا سماه عبد الحي الكتاني في كتابه [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]فهرس الفهارس"، سنة 1631 في ملوية العليا التي ستربطه بها علاقة حنين جد قوية ربما لأنه فارقها مبكرا. وتميزت سنواته الأولى التي قضاها فيها بفقدانه لأمه وهو في طفولتة. فقدانه لأمه ولحنانها قاده إلى اللجوء إلى الدراسة، وكان أول ما تعلمه القرآن ومواد النحو في كتاب القرية على يد أحد الفقهاء الملازمين فيها. غير أن الفتى الحسن اليوسي سيعثر فجأة ذات يوم على كتاب مخطوط يروي سيرة ابن الجوزي (وهو حنبلي متعصب لمذهبه وكتب عنه ابن الشيب في كتابه: "دراسة الشخصيات الواردة بإجازة الشيخ عبد القادر الفاسي"). والغريب المثير أن مؤلفات ابن الجوزي هذا كانت تدرس في كل جوامع سوس ومدارسه العتيقة في نفس الفترة حسب ما ذكره التمنارتي في " فوائد الجمان[/FONT][FONT=&quot]".[/FONT]
[FONT=&quot]عثور الفتى الطالب للعلم اليوسي على هذا الكتاب وقراءته ودراسته له قادته إلى التأمل والتفكير، هذا الاندفاع المبكر نحو التفكير سيؤدي به على المستوى العملي إلى زيارة مجموعة من أضرحة الأولياء والشرفاء الصالحين المعروفين في كل من ميسور وطاكيا حيث يوجد قطب هؤلاء كلهم وهو أبو إيعزى الذي أثارت كراماته الكثيرة والمتنوعة الفتى اليافع الذي كان اليوسي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]في هذه الفترة من التاريخ، وكما كان معمولا به، كان التعليم في بلاد المغرب كما المشرق يعتمد على إعمال الذاكرة المرتكز على تخزين كل ما هو مدروس في هذه الذاكرة عن طريق الحفظ. إلا أن ما يسجل على الحسن اليوسي، ومنذ فترة دراسته المبكرة، أنه تمكن بخلاف كل أقرانه من طلاب العلم على إبراز كفاءة نادرة تتجاوز آلية الحفظ وتنحو نحو التركيب الذي مكنه من استيعاب مكونات أي كتاب مدروس انطلاقا من أول سرد لمحتوياته وأطروحاته الرئيسية. إن هذه القدرة الفريدة على تجاوز تحصيل المعرفة بالحفظ الذي كان سائدا وانتقاله منذ مرحلة مبكرة إلى التحليل والتركيب، أمر جعله يكون، على خلاف الكثير من معاصريه، ليس رجل نقل ولكن رجل رأي، وبالتالي رجل عقل على المستوى العملي[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]تيه في سبيل العلممنذ البداية، تميز الحسن اليوسي بمقومات التركيب في اكتساب وتحصيل المعرفة مع الابتعاد عن الحفظ الآلي والميكانيكي. وهي عناصر حافظ عليها طيلة حياته. وكمثال على ذلك فإن أية قراءة عادية وبسيطة أو حتى عابرة لكتابيه المحوريين: "المحاضرات" و "القانون" من المؤكد أنها ستتوقف على ندرة الإحالات على كتاب آخرين، قدرة هائلة على تجاوز المصادر والقدرة على استخلاص المبادئ واستنباط الأحكام بطريقة متقدمة في الوعي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولأنه اعتبر نفسه دائما طالب علم، فلطالما تنقل الحسن اليوسي من جامع إلى جامع أخر في سبيل تحصيل العلوم الدينية معتمدا في ذلك على أريحية الناس وكرم أهله وأبناء عمومته على وجه الخصوص[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]على خلاف أستاذه الرئيسي التطافي، لم يتجه اليوسي في البدء إلى مدينة فاس لطلب العلم، بل إنه توجه صوب الجنوب حسب ما ورد في مناقب الحضيكي. وهناك، في مراكش، استمع إلى القاضي السكتاني، ومنها إلى تارودانت حيث مملكة تازروالت فقواعدها بكل من إليغ وتامنارت. اشتغل بالتدريس في تارودانت وبدأت هناك سلطته العلمية تكبر شيئا فشيئا، غير أنه سرعان ما سيغادرها ليلتحق بتامكروت التي سيصبح فيها مريدا للشيخ ابن ناصر وقد حدث هذا سنة 1650[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]في نفس هذه السنة، سنة 1650م، قادته الظروف إلى تافيلالت التي اشتغل فيها بالقضاء، ثم بعدها إلى دكالة حيث لازم أستاذه الفقيه محمد بن إبراهيم الأشتوكي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]لقد كانت هذه السنة إذن بالنسبة إليه سنة مليئة بالحيوية والنشاط من أجل التحصيل العلمي، علما أن النصوص التي وثقت لحياته تورد كذلك أنه تابع دروس الصغير المنيار في جبل دمنات. وهكذا فإنه لما تأتى له قدر كبير ومهم من العلم والفقه التحق اليوسي بالزاوية الدلائية[/font][font=&quot]. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]داخل الزاوية الدلائية تعلق المريد الحسن اليوسي بشيخه ابن ناصر الدرعي أحد أبرز مؤسسي الزاوية أيما تعلق[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]ويحكي اليوسي في "المحاضرات" أنه لما عزم على السفر إلى الغرب لم يجد هذا الشيخ الوقور حرجا في نصح مريده الشاب بالابتعاد ما أمكن عن النساء خشية الوقوع في الفساد. وكتب اليوسي أن هذه النصيحة بقيت راسخة في ذهنه ولذلك فقد عمد مباشرة إلى اتخاذ زوجة له[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وكان أيضا من جملة ما قاله له هذا الشيخ أن عبد الله بن الحسين، شيخ شيخه، كان يوصي طلبته بقوله: "إذا عطش أحدكم فلا يسرع أبدا في طلب الماء قصد الارتواء، بل إن عليه أن ينتظر ساعة أو تزيد وذلك حتى تتمرس النفس كما الجسد على مقاومة الشهوات[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]وحتى وإن غادر المريد الحسن اليوسي دار تامكروت، فإنه غالبا ما يأتي إليها بين الحين والأخر، مثلا قصد مساعدة شيخه في الإعداد لأداء فريضة الحج، حيث رافقه حتى مدينة سجلماسة التي تمثل نقطة التقاء القوافل الذاهبة إلى المشرق[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولأنه لم يغادر إلا سنة 1668م، فقد شكلت هذه المدة الزمنية فرصة لاطلاعه على سير عمل الزاوية والمساهمة في إصلاح ذوات البين التي تقع بين القبائل وأحلافها[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]مقامه الأول بفاسفي فترة سيطرة الشريف محمد الحاج على الزاوية الدلائية، قام مع مجموعة من مريديه بالإعلان عن تأسيس مملكة صنهاجة. وتمت السيطرة على فاس سنة 1641م وهزيمة ما تبقى من السعديين. وشهدت هذه الفترة كذلك مجموعة من الصراعات القبلية، فتارة يسيطر الدلائيون على فاس كما وقع سنة 1650م وتارة يتخلون عنها ويرجعون إلى جبالهم. غير أن السلطان "المولى الرشيد" سيتمكن من حسم الأمور لصالحه ويضع حدا لمغامرة محمد الحاج سنة 1668م[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولأنه لم يكن سوى طالب علم متواضع ولا دخل له في هذه المغامرة السياسية فقد سلم الحسن اليوسي من السخط والنفي الذي لحق بالكثير من شيوخه وزملائه الدلائيين[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]امتد المقام الأول للحسن اليوسي بفاس من سنة 1668م إلى غاية سنة 1673م. ويتحدث مجموعة من المؤرخين أن القرن السابع عشر كان أسوأ مرحلة تاريخية بالنسبة للمدينة العلمية، لأنها كانت وطيلة الثلثين الأولين من هذا القرن هدفا ومجالا للصراع بين كل الأطراف الراغبة في امتلاك السلطة السياسية بالبلاد[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فقد حدثت صراعات طويلة الأمد بين هذه المدينة وبين القبائل المحيطة بها لدرجة أنه يستحيل الآن تخيل مدى صعوبة وتعقد الظرفية السياسية التي كانت آنذاك سائدة بفاس. لقد تمكن المولى الرشيد من القضاء على الدلائيين، دمر موقع الشبانات بمراكش ونظف منطقتي تافيلالت والغرب من كل المنافسين. وقبل ذهابه في حملات لمواجهة الشاوية وأيت عياش، قام بتعيين قاض جديد بفاس هو محمد المجاسي كما عين مشرفا جديدا على جامع القرويين وهو محمد البوعناني في دجنبر 1668م[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]في هذه الفترة بدأ الحسن اليوسي يلقي دروسا بجامع القرويين، وكانت هذه الدروس تثير اهتمام وانتباه الكثيرين. وقد اعتاد السلطان المولى الرشيد على حضور هذه الدروس بدوره كما أورد ذلك الناصري في "الاستقصاء[/font][font=&quot]". [/font]
[font=&quot]لكن، ما هو السر الذي كان وراء هذا الاهتمام الشعبي الكبير بدروس اليوسي في جامع القرويين؟ إن وراءه الأصالة التي يعتمدها في دروسه، ثم شخصيته القوية وطريقته في التقديم أيضا. وهذه أمور جرت عليه غيرة وحسدا من لدن منافسيه من العلماء والفقهاء[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]خلال مقامه الأول بفاس، ومباشرة بعد مرور قليل من الوقت على جلوسه على كرسي القرويين، عانى اليوسي من أزمة جدلية سيكون شيخه عبد القادر وسيطا في حلها فيما بعد. ذلك أنه في يوم ما، وبعد إرهاق وجهد كبيرين، ذهب اليوسي إلى الاسترخاء في إحدى شواطئ الشمال قرب العرائش، وهناك قال المقولة التالية: "لا فاس ولا علماؤها تعاملوا بعدل مع معرفتي، ولا هم اعترفوا بمرتبتي. أه لو عرفوا ذلك لاستقبلوني كما يستقبل راعي السنوات العجاف السحاب المحمل بالمطر". هذه المقولة سيتم تناقلها من لسان إلى آخر حتى تطورت الأمور سلبا بين اليوسي وعلماء فاس، ويقع الجدل بين الطرفين، ويتدخل فيما بعد الشيخ عبد القادر ويلعب دورا تحكيميا بين الطرفين المتجادلين[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]اليوسي في بلاط السلطانفي سنة 1672م توفي السلطان المولى الرشيد، فوقعت مجموعة من الأحداث الأليمة بمدينة فاس. سنة بعد ذلك سيحط الحسن اليوسي الرحال بمدينة مراكش التي سيمكث فيها إلى غاية 1684م. هذه المدينة لم تكن غريبة عنه لأنه سبق له أن تابع دراسته بها. ولقد أقام بحي المواسين وأسس فيها فرعا للزاوية الناصرية وتحديدا برياض العروس، وكان أحد الزبناء الذين كثيرا ما يتوافدون على المزاد العلني للكتب والمخطوطات القديمة بهذه المدينة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]على المستوى العلمي، كان يدرس على الخصوص مادة التفسير بمسجد يسمى مسجد الشرفاء، وكان يقضي الليل في زيارة الأولياء الصالحين. وبعد صلاة الصبح يبدأ مباشرة تقديم دروسه بالمسجد. وكان مثلا يخصص حصة أو درسا بأكمله لشرح صيغة الشهادة: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله[/font][font=&quot]).[/font]
[font=&quot]في هذه المدينة، مدينة مراكش، عانى من الوحدة. وقد سبق له في نفس هذه الفترة أن أقام بموقع يسمى خلفون قرب وادي أم الربيع، ونجده يقول في هذا الصدد[/font][font=&quot]: "[/font][font=&quot]إن قلبي موزع في البلاد كلها، جزء منه يوجد بمراكش في شك مريب. جزء أخر يوجد في خلفون، وأخر في مكناس مع كتبي. جزء أخر في فازاز، وأخر في ملوية بين أهلي. وجزء أخر في الغرب بين أصدقاء بالحواضر والقرى. يا ربي لم شملهم جميعا، فأنت القادر على ذلك، ولا أحد سواك يستطيع ذلك. يا ربي ضعهم في مكانهم[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]أثناء مقامه في مراكش، وصله خبر وفاة الشيخ عبد القادر الفاسي. لذلك وجه اليوسي رسالة تعزية إلى أهله، وستكتسب هذه الرسالة لبلاغتها النادرة مكانة متميزة ضمن كل الرسائل المتوصل بها[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]في سنة 1684م سيعود الحسن اليوسي مرة أخرى إلى فاس في فترة حكم السلطان المولى إسماعيل. ومن أهم ما حدث في هذه الفترة بالنسبة إليه أن اليوسي اعتبر بمثابة مجدد القرن. كما أنه أكمل تأليف كتابه الشهير "المحاضرات[/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]الذي ضمنه من ضمن ما ضمنه يومياته ومشاهداته أثناء أسفاره المتعددة. وهو كتاب لاقى اهتماما بارزا في كل الخزانات العامة والخاصة، علاوة على أن بعض نسخه كتبت بأحرف من الذهب[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وقد دعاه السلطان المولى إسماعيل للإقامة في البلاط السلطاني سنة 1685م. ليتمتع هناك بمكانة مهمة تجلت أساسا في ذهابه لأداء مناسك الحج رفقة المعتصم ابن السلطان المولى إسماعيل[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]أقام الحسن اليوسي فترة من الزمن في مصر، وكان بالنسبة إليه فرصة ملائمة للاطلاع على الحركة العلمية بهذه البلاد وملاقاة علمائها. غير أنه لم يأتي بأية إجازة من هناك[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]توفي بعد مرور وقت قصير من عودته من المشرق في 15 ذي الحجة سنة 1102هجرية الموافق لـ11 شتنبر 1691 ميلادية. وتم دفنه بصفرو علما أن مكان ولادته هو ملوية العلوية كما أوردنا فيما سبق. وهذا في حد ذاته مؤشر أخر من انتقال أيت يوسي في القرن السابع عشر. وبعد مرور عشرين سنة، سيتم نقل رفاته إلى مقر الزاوية الحالية بصفرو[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]إنتاج غزيركان جزء هام من النخبة العلمية والدينية لفاس يعتبر الحسن اليوسي بمثابة مجدد القرن. وهذا الأمر راجع إلى الاجتهادات النوعية لهذا العالم والتي تجسدها كتاباته ومؤلفاته المتنوعة والمختلفة باعتبار أنه ألف في مجموعة من المجالات، غير أن المجال المرتبط بالعلوم الدينية أخذ حصة الأسد من اهتمامه. وقد اهتم مجموعة من المستشرقين بإعداد بيبلوغرافيات حول ما أنتجه العالم الحسن اليوسي ومنهم: جاك بيرك، روني باصي، ليفي بروفنصال وغيرهم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وقد تم تناول هذا الإنتاج الغزير والغني في نفس الوقت في مجموعة من الدراسات البيبلوغرافية ومنها البحث الذي قدمه الباحث الفرنسي روني باصي في المؤتمر الدولي الرابع عشر للمستشرقين بعنوان: "أبحاث بيبلوغرافية في مصادر سلوة الأنفاس". والدراسة العلمية المشتركة لكل من بن الشنب وليفي بروفنصال والمنشورة في المجلة الإفريقية سنة 1922م بعنوان: "محاولة في فهرسة كرونولوجية للمنشورات بفاس"، وكذلك الباحث بيريتس في دراسته المنشورة بمجلة الدراسات العربية سنة 1947م بعنوان: "فهرس ألفبائي للكتاب الذين نشرت أعمالهم بفاس". دون أن نغفل الكتاب الهام للباحث ليفي بروفنصال الصادر سنة [/font][font=&quot]1922[/font][font=&quot]م والذي حمل كعنوان: "مؤرخو الشرفاء[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]في المجال الديني ومجال المنطق، ألف اليوسي ما يلي: تفسير شرح الكبرى للسنوسي[/font][font=&quot]  [/font][font=&quot]أجوبة - مشرب العام والخاص من كلمة الإخلاص أو مناهج الخلاص - نفائس الدرر في شرح المختصر - القول الفصل أو الفرق ما بين الذاتي والعرضي[/font][font=&quot]  [/font][font=&quot]التهاني - نيل المتاني في شرح التهاني - تفسير تلخيص المفتاح للقزويني[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]في المجال القانوني، ألف اليوسي كتاب القانون والكوكب الساطع في التعليق على جامع الجوامع[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وفي مجال التاريخ والسياسية، ألف كتاب المحاضرات وكتاب الفهرسة. كما ألف رسالتي نصح إلى السلطان المولى إسماعيل والعكاكيز[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]في المجال الشعري والأدبي، ألف ما يلي: قصيدة مدح خير البرية، ندب الملوك إلى العدل، ديوان، زهر الأكم في الأمثال والحكم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وباستثناء كتابي "المحاضرات" و"القانون"، فإن معظم ما ألفه اليوسي يعتبر نادر الوجود حتى هذا الوقت لأن الكثير منه يوجد في الخزانات العامة أو الخزانات الخاصة في شكل مخطوطات بعيدا عن تناول واستعمال الجمهور العام. ولذلك يبدو من الضروري إغناء التراث التأليفي الذي خلفه لنا العالم والفقيه والمؤرخ الحسن اليوسي وذلك بتعميق البحث في كل الخزانات العامة والخاصة، مع العمل على تحقيق كل هذه الأعمال الهامة ونشرها ليطلع عليها الباحثون والجمهور العريض نظرا لفائدتها الكبيرة في المعرفة التاريخية والثقافية للمغرب[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ومن الأهمية بمكان كذلك أن تتحرك الجهات المختصة المعنية بحفظ التراث الثقافي والفكري لبلدنا من أجل استقدام مخطوطات الحسن اليوسي المندثرة في كل من المكتبة الوطنية بباريس والمكتبة الوطنية بالجزائر والمكتبة المصرية ودار الكتب بالقاهرة وكذلك مكتبة العطارين بمصر. كل هذا لأن المغرب أحق بإنتاجات أبنائه[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]قانون اليوسي وفهرستهيعد كتاب [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]القانون" من أبرز ما كتبه العالم الحسن اليوسي، وأبرز ما وصلنا من إنتاجه الغزير والمتنوع. وحسب مجموعة من الكتابات التي عاصرت فترة اليوسي، فإن العنوان الكامل لهذا الكتاب هو:" الحق المعروف بالقانون المنسوب إلى الشيخ". وهو كتاب يعتبر فعلا بمثابة موسوعة مغربية في القرن السابع عشر، وفيه تجاوز الحسن اليوسي مجموعة من المؤلفات والكتابات التي كانت سائدة في هذه الفترة على مستويي الشكل والنمط. إذ تجاوز، على سبيل المثال لا الحصر، الكتابين المعروفين لعبد الرحمن الفاسي وهما "العمل" و"الأقنوم" اللذين كتبا بطريقة الرجز واهتما فقط بالعلوم الدينية، في حين وظف اليوسي تقنية السرد المقرون بالتحليل المستند إلى المنطق[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وما هو مهم وأساسي في هذا الكتاب كما هو الشأن بالنسبة لكتاب " زهر الأكم في الأمثال والحكم" أنه هناك تنظيم وتقسيم منهجي خضعت له المادة التي يحتويها في إطار فكري ومنطقي. والمؤلف هنا اعتمد على دراساته لعلم المنطق بنفس القدر الذي اعتمد فيه على تجربته في مجال الصوفية والتصوف[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]في الجانب المتعلق بالمحتوى، يعتبر كتاب القانون موسوعة وثقت لشؤون العلم والتعليم والدراسة بمغرب القرن السابع عشر. إذ نجد فيه مثلا فصلا خاصا بذكر مختلف فروع العلم، فصلا حول تصنيف علوم العصر، فصلا حول نقد العلوم، فصلا حول الرياضيات، فصلا حول الطب وفصلا خاصا بالتعليم في عهد السلطان المولى إسماعيل والذي نستشف من خلاله نقدا للنظام التعليمي السائد آنذاك ورغبة أكيدة وصادقة في إصلاح منظومة التعليم في ذلك العصر[/font][font=&quot]...[/font]
[font=&quot]إن كتاب "القانون" وباعتباره موسوعة أرخت لجانب مهم من الحياة الفكرية في القرن السابع عشر، يمكن القول أنه يوجد في تكامل مع كتاب أخر لليوسي هو كتاب "المحاضرات[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]"[/font][font=&quot]الفهرسة" كتاب آخر للحسن اليوسي، وهو يكتسي أهمية مركزية على أساس أنه يعكس مساره كمثقف وكعالم[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]وفيه توقف المؤلف عند مجموعة من الوقائع التي ميزت حياته وما واكبها من [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]حكم وقواعد وملح" على حد تعبيره. من أجل "تخليدها في بطون الأوراق[/font][font=&quot]" [/font][font=&quot]والتعبير لليوسي دائما[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]إن أية قراءة معاصرة لكتاب "الفهرسة" ستتوقف بشكل حتمي عند تعاريف اليوسي للعلوم الدينية. كما أنه سرد فيه سير فقهاء وعلماء الأطلس المتوسط، في حين لم يخصص سوى بضعة أسطر لعميد فاس المشهور وعالمها عبد القادر الفاسي بالرغم من أنه حصل من عنده على إجازة في العلوم الدينية[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وهناك جزء آخر من "الفهرسة" خصصه اليوسي لأساتذته الروحيين ومنهم رمزه المعروف ابن ناصر الدرعي الذي يعتبره ويصفه بكونه بحرا بدون ساحل ويتأسف لأنه لم يخصص له كتابا يذكر فيه مناقبه كشيخ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]في الجانب الخاص بتقييم هذا الكتاب، يعتبر معظم المؤلفين الذين درسوا إنتاج اليوسي كتابا استثنائيا، ومنهم عبد الحي الكتاني الذي يصفه بكونه كتابا غريبا في بابه[/font][font=&quot]. [/font][font=&quot]وتعتبر نسخ "الفهرسة" نسخا جد نادرة لا وجود لها إلا في الخزانات الخاصة[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]محاضرات اليوسياعتبر الباحث الفرنسي جاك بيرك أن كتاب " المحاضرات" هو بالأساس كتاب عقل وتاريخ. وقد بدأ الحسن اليوسي في عملية تأليفه سنة 1095 هجرية الموافق لسنة 1684 ميلادية وذلك أثناء سفر قاده إلى بلاد مصمودة في فصل الشتاء[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]ومن الأهمية بمكان التوقف هنا على العلاقة القوية التي تربط بين اليوسي والسفر. حيث أن الرجل محب وعاشق للسفر حد الهيام، وفيه يكتسب المعارف كما الصداقات الجديدة والمفيدة معا وكأنه يطبق بالضبط ما جاء في البيت الشعري القائل: سافر ففي الأسفار سبع فوائد...الخ[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]إن هذا العشق اللامحدود للسفر هو الذي حدا باليوسي إلى أن يكتب كتابه المعنون بالمحاضرات. ذلك أنه جمع وثق فيه الكثير من رحلاته وسرد فيه كل المغامرات التي عاشها أثناء أسفاره المتعددة مقدما مجموعة من الشهادات والتعليقات حول الأمكنة الكثيرة التي وطئتها أقدامه فجعل بذلك من هذا الكتاب ذاكرة للأمكنة المغربية بامتياز، إذ نجده مثلا يتحدث عن جامع الفنا بمراكش كملتقى للرواة ومروضي الثعابين والقرود وكافة بائعي الترفيه الشعبي لجمهور متنوع يضم من بين ما يضمه أمازيغ الأطالس وعرب الحوز ورحل الواحات القريبة والبعيدة معا. بنفس القدر الذي يتحدث فيه عن شاطئ مولاي بوسلهام وكافة أجناس الزوار الذين يقصدونه[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]ويشير جاك بيرك إلى أن مكان يسافر إليه اليوسي أو يزوره إلا ويترك لديه ذكرى باقية لا يكاد ينساها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]إذا توقفنا عند مختلف الدلالات التي يشير إليها عنوان الكتاب، نجده فعلا مثيرا للغاية[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]فالمحضار هو طالب العلم وهو مريد الزاوية أيضا في مقابل الشيخ. أما الحضرة فهي تلك الحصة الروحية في المجال الصوفي، وأما المحاضرة فهي تحيل على الجلسة العلمية للعالم أو الفقيه داخل الجامع وسط جمع من المستمعين أو المنصتين الذين ينصتون إلى مضمون دروسه الدينية في الغالب[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]يتشكل هذا الكتاب من حوالي خمسة وعشرين جزءا. وكل جزء يبرز بكل قوة جانبا من اليوسي ليس كعالم ديني هذه المرة ولكن كمؤرخ لتاريخ بلده. ويبرز أيضا جانب الفضول المعرفي الذي يتميز به اليوسي إذ أنه يشير في ثنايا كتاب [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]المحاضرات" إلى الاهتمام الذي يوليه إلى الوقائع والخصوصيات والتاريخ أو على حد تعبيره :"الاعتناء بالأخبار والنوادر والتواريخ". وهذا اهتمام كان نادرا في ذلك العهد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]لقد فتح اليوسي بالمحاضرات نقاشا مهما حول المنهج ويتعلق بنقده لمصادر نقل الأحداث التاريخية بالرواية أو العنعنة، وهو نقاش توازى مع نقاشه حول المعلومة أو الخبر الموضوعيين[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]وهذا شيء جعل كتاباته تتمتع بنوع من "القيمة التوثيقية[/FONT][FONT=&quot]" [/FONT][FONT=&quot]والتي استخلصها من أوراقه وتقييداته التي لا تكاد تفارقه في أسفاره[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]إن كتاب المحاضرات هو في بدايته ونهايته تاريخ بواسطة المقومات الأدبية المغربية. أما القيمة الأساسية لمجمل الشهادات الواردة به فلا تتجلى فقط في المستوى التوثيقي للعمل، ولكن تتجلى بشكل عميق في مستوى جودة النثر الأدبي المستعمل في الكتابة ومدى حضوره القوي. ونظرا لأهميته المركزية، فإن هذا الكتاب يعتمد عليه كثيرا من قبل المؤرخين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]شيوخ ومريدونيعتبر الشيخ ابن ناصر من أهم الشيوخ الذين تتلمذ على يدهم الحسن اليوسي. وقد ورد تفاصيل مهمة حول الحياة الشخصية والعلمية وكذلك مكانته البارزة في مجموعة من المؤلفات والكتب ومن بينها كتاب "إنارة البصائر" لأبي العباس الشرحبيلي الأشتوكي. وكتاب "مناقب الحضيكي" وكتاب "حصيلة التاريخ الديني للمغرب" للباحث الفرنسي دراﮒ[/FONT][FONT=&quot] Drague.[/FONT]
[FONT=&quot]اسمه الكامل هو محمد بن امحمد ابن ناصر المتوفى سنة 1674م والمعروف شهرة بابن ناصر. ويقر الحسن اليوسي أن ابن ناصر هو شيخه في الداخل وفي الخارج، وقد درس على يديه مجموعة من المؤلفات التي أفادته كثيرا في إطار تكوينه ومنها التسهيل لابن مالك وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي وصحيح البخاري والشفاء للعياض والطبقات للشعراني. وبجانب هذا التمدرس الديني، تلقى اليوسي على يد هذا الشيخ ما يسميه الباحث جاك بيرك نفسه تكوينا "باطنيا" سيردده اليوسي على مسامع أصحابه طيلة حياته. ولذلك نجد أنه يقدم بالتفصيل الدقيق ظروف وصوله إلى الزاوية وعلاقاته المختلفة والمتنوعة معا مع الشيخ ابن ناصر مع كل الاستقبال الخاص والاستثنائي الذي خصه به هذا الشيخ الجليل واقتران ذلك كله بالدعاء الصالح كما جرت به العادة في إطار العلاقة التقليدية التي تربط بين الشيخ ومريديه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]يقول اليوسي عن شيخه ابن ناصر معلقا على سعة علمه ومعرفته وقوة كراماته بأنه كان بمثابة "عين الماء التي يرتوي منها الشرق كما الغرب". وشكل هذا الشيخ، حسب ما ورد في مجموعة من المؤلفات، حلقة وصل أساسية بين كثير من علماء وفقهاء عصره في الكثير من المناطق وذلك راجع إلى الاحترام الكبير الذي يحظى به لدى الجميع[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]بالرغم من طول المدة الزمنية التي قضاها الحسن اليوسي بالزاوية الدلائية فإنه لا يمكن البتة مقارنتها في الجانبين الثقافي والعلمي الديني مع المدة التي قضاها بتامكروت. فقد تمكن اليوسي من الاتصال والمحادثة مع فرق كثيرة من المريدين الذين كانوا يأتون بين الحين والآخر من أجل زيارة شيخهم محمد الحاج بن أبي بكر والذي يعتبر أخر أبرز علماء النحو الذين أنجبتهم هذه البلاد بحيث كانت له معرفة كبيرة جدا بعلم وفقه اللغة العربية، وذكر اليوسي ذلك كله ووثقه في كتابه "الفهرسة[/FONT][FONT=&quot]".[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إن تامكروت لم تكن بالنسبة اليوسي مكانا لبداية تلقي العلوم فحسب، ولكنها شكلت النقطة المركزية لبداية احتكاكه ولقائه مع ثقافة الجنوب التي سيظل وفيا لها طيلة حياته. في هذا المكان التقى اليوسي بابن الشيخ وهو أحمد بن محمد الملقب بالخليفة والذي ازداد بتامكروت سنة 1647م وكان لديه قدر غير يسير من علوم عصره كما أنه قام بثلاث رحلات إلى بلاد المشرق التقى خلالها بعلماء من مصر والحجاز وسوريا والعراق[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]في محيط الشيخ ابن ناصر كان هناك جيل بكامله من طلبة العلم بالجنوب. وكان معظم هؤلاء في نفس الوقت طلبة لدى الحسن اليوسي ومنهم أحمد بن محمد أحوزاي والشرحبيلي الذي كتب الكثير عن الشيخ ابن ناصر[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]من تاريخ التصوف المغربي[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الزاوية التوزينية بالريف الشرقي[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الدكتور أحمد الوارث[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جامعة شعيب الدكالي - شعبة التاريخ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كلية الآداب - الجديدة[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]تعرف الزاوية التوزينية([1]) بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة بني توزين، الواقعة بالريف الشرقي، ويقال أيضاً بني توجين، بالجيم بدل الزاي. وتعد هذه القبيلة من جملة قبائل البربر الزناتية التي استوطنت بلاد الريف([2]). أما رهط البيت الذي تنسب إليه الزاوية فيعرف بأولاد المقري([3])، الذين نزلوا في قبيلة بني توزين حوالي القرن 10 ﻫ/ 16 م، حسب بعض التقديرات([4]). ويعرف أولاد المقري بأنهم من «... بيت قديم في العلم وتجويد القرآن والقيام على تلاوته مع الدين المتين»، حسب قول سليمان الحوات([5]). ولعل أكثرهم شهرة في هذا المجال في العصور المتأخرة هو الشيخ أبو عبد الله امحمد بن علي التوزيني، المتوفى سنة 1151 ﻫ/ 1738 م، وكان التصوف هو الباب الذي قاده إلى عالم الشهرة. فهل لتصوفه ميزة، هي التي كانت وراء شهرته؟[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]امحمد بن علي التوزيني: وتصوف الفقهاء[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من المتفق عليه، أن أبا عبد الله امحمد بن علي التوزيني، دخل عالم التصوف على يد الشيخ أبي العباس أحمد الخليفة ابن محمد بن ناصر الدرعي، شيخ زاوية تمجروت في درعة، ورئيس الطائفة الناصرية، وأنه بلغ مقاماً عالياً في الطريقة الناصرية. وفي هذا الصدد كتب سليمان الحوات: «أخذ أبو عبد الله محمد (فتحا) ابن علي... التوزيني... نفع الله به عن الشيخ الكامل الولي السني الواصل أبي العباس أحمد بن الإمام الأعظم والولي العارف الأفخم أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي (...)، واهتدى بهديه في اتباع السنة قولاً وفعلاً. والتبري من الدعوة، وانتفع به بأتم وجوه الانتفاع حتى كان من كبار وكلائه في تلقين الأوراد...»([6]). بل لقد شهد له المقربون من شيخ الزاوية الناصرية في تمجروت، بأنه كان من كبار أولئك الوكلاء، على نحو الشهادة التي أوردها الشيخ التاودي ابن سودة المري الفاسي، نقلاً عن أبي محمد عبد الله بن الحسين ابن ناصر عن والده، أنه قال: «لم يكن في أصحاب الشيخ سيدي أحمد ابن ناصر أكبر من سيدي امحمد التوزاني والشرحبيل»([7]). واعترف له الشرحبيل نفسه بالتقدم([8])، كما عبر عن ذلك سليمان الحوات، في تعليق له على كلمة لابن شرحبيل قال فيها مخاطباً رفيقه التوزيني: «هي لكم يا أولاد المقري خالدة تالدة لا يَنْزَعها منكم إلا ظالم، وهذا بإذن الله ورسوله»([9[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما يفهم من سيرته، أن الشيخ امحمد التوزيني كان من أشد أتباع أحمد الخليفة ابن ناصر التزاماً بأصول الطريقة الناصرية، إن لم نقل إن هذا الاهتمام هو السبب في المكانة التي حظي بها. وهكذا كتب سليمان الحوات، على لسان شيخه التاودي ابن سودة، «أن صاحب الترجمة كان متمسكاً بالسنة مجانباً للبدعة»([10])، في حياته الروحية عموماً، وتصوفه على الخصوص، اقتداء بشيوخه، ما في ذلك أدنى شك[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويظهر هذا الاقتداء كذلك في اعتماده في نوافله على قراءة القرآن، من جهة، والإكثار من الصلاة، من جهة أخرى، على غرار الناصريين الأوائل، حتى أن سليمان الحوات، عندما تحدث عن تمسك الشيخ التوزيني بالسنة ومجانبته للبدعة، أردف ذلك بقوله: «(...) كثير الصلاة والتلاوة»([11]). وذكر أبو محمد عبد الله بن حسين ابن ناصر (ت. 1090 ﻫ/ 1680 م) من جهته، أن هذا الرجل كانت عادته «... إذا قال المؤذن "الله أكبر" قرأ كذا وعشرين حزباً»([12])، بل نقل الحوات عن عبد الله بن حسين ابن ناصر نفسه أن الشيخ امحمد التوزيني «كان يقرأ ختمة بين المغرب والعشاء، وأنه كان ربما أوتر بختمة»([13[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي نفس الإطار، كان الشيخ امحمد بن علي التوزيني يفضل الذكر القلبي على الجهر، ويعتمد إيتاء الورد منفرداً، اقتداء، كذلك بشيوخه في الطريقة الناصرية. إن لم نقل إنه كان أكثر من شيوخه تشدداً في هذا الأمر. ونسجل هذه الإضافة استناداً إلى رواية للشيخ التاودي ابن سودة، قال فيها: «(...) خرج لزيارته أصحابنا، مولاي أحمد الصقلي، والشريف سيدي محمد بن الطاهر بن عبد الوهاب العلمي (...) والفقيه سيدي علي الجابري، وغيرهم، فلقوه وتبركوا به. وخرج عليهم مرة، وهم يذكرون جماعة فنهاهم، وقال: ليذكر كل واحد ربه في نفسه، ورأى الأول بدعة»([14]). وهذا يعني أن امحمد بن علي التوزيني قد عمر أوقاته وأوقات من التف حوله بالذكر القلبي، من جهة، وبالعلم والتعلم، من جهة أخرى، قياساً على سلوك شيوخه، إيماناً منه، مثلهم، ولا شك، بأن التصوف أو علوم الحقيقة لا تغني عن علوم الشريعة. ومن ثَمّ، كان طبيعياً أن يغيب الشطح، وأن يغيب الجذب، وتغيب البهللة، وما شاكل هذا وذاك، عن تراث الشيخ المذكور[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والمهم في الأمر أنه كان ناصري الطريقة، ومن المتشددين في التمسك بأهداب الناصرية الأم، التي رسم معالمها، الشيخ امحمد بن ناصر، الذي تنسب إليه هذه الطريقة. وقد أبان عن هذا الموقف عندما وقف إلى جانب شيخه، أحمد الخليفة بن محمد ابن ناصر، ومن أخذ برأيهما في التصدي "لنَزعات التجديد" التي ظهرت على سلوك وتصوف بعض رفاقهم في الطائفة الناصرية، وهو الجدال الذي ظهر فيه الشيخ امحمد بن علي التوزيني ناصرياً أكثر من ناصريي تمجروت أنفسهم. لكن ما قصة هذا الجدال؟[/font]
[font=&quot]لقد ظهر، ضمن الطائفة الناصرية، منذ أيام أحمد الخليفة، العهد الذي بلغت فيه الطريقة الناصرية أوج إشعاعها، ظهر تيار، نحا رجاله منحا جديداً في ناصريتهم، أكثر تحرراً من قيود طريقتهم الأم، وأكثر قرباً من تيار الحضرة، وأهل الأحوال. وقد سمينا طريقتهم بـ"الناصرية الجديدة"، تمييزاً لها عن الناصرية القديمة أو الأصلية([15]). وكان أهم ما أخذ به الناصريون الجدد استعمال الحضرة، واعتماد السماع، وغير ذلك من الأساليب الروحانية في التربية الصوفية، كما صار الاهتمام لديهم بالخوارق والكرامات والبركات ملحوظاً أكثر من العناية بالعلم والتعليم، وقس على ذلك من الأساليب والسلوكات الصوفية التي جعلت لكثير من شيوخ الزاوية الناصرية خداماً ومحبين ينشدون حضور حلقات الجذبة، وينشدون الاستفادة من الخارقة، أكثر من أي شيء آخر[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد بلغ نفوذ هذا التيار في أيام أحمد الخليفة ابن محمد بن ناصر نفسه ( ت. 1129 ﻫ/ 1717 م)، مستوى هدد بشكل قوي وحدة الطريقة الناصرية وأصالتها، وجعل الطائفة الناصرية طائفتين، وليس واحدة[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولكن ذلك لم يمنع أحمد الخليفة من محاولة التصدي لحركة "التمرد"([16])، يساعده في ذلك أنصار "الناصرية القديمة". وقد كان الشيخ أبو عبد الله امحمد بن علي التوزيني، على رأس المناصرين له. ولا نقول ذلك، اعتباراً لما عرف عنه من التزام بمبادئ الناصرية الأم، كما رأينا، وحسب، ولكن للدور الذي قام به في مناهضة الناصرية الجديدة في المغرب عموماً، وفي منطقة المغرب الشرقي، على حد سواء[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي هذا الصدد بالذات، وقفنا في الخزانة العامة بالرباط على مجموعة من الرسائل، ذات الصلة القوية بالموضوع، كان بعث بها الشيخ أحمد الخليفة ابن ناصر، إلى أتباعه في المغرب الشرقي([17]). وقد أمر في إحداها: الشيخ بوعزة بن عمار ورفيقه امحمد بن علي التوزيني بالرحيل «(...) إلى تازة، وتسكنا بدارنا لحرز بيضة طريقة الأشياخ من نشر السنة وطي البدعة...» وفي نفس الوقت بعث الشيخ نفسه رسالة أخرى إلى ناصريي تازة يحذرهم ممن «(...) يزعم أنهم نائبون عنا في تلقين الأوراد...، ومن زعم ذلك فلا تصدقوه، ومن أراد الانخراط في سلكنا الاتصال بحلبنا سيدي بوعزة بن عمار، هو نائبنا في ذلك، وبيده إذننا» وفي رسالة أخرى بعث بها الشيخ أبو علي الحسين بن شرحبيل البوسعيدي بتاريخ 1129 ﻫ، إلى الناصريين النازلين بالدار الناصرية في تازة، جدد لهم فيها تحذيراته مما سماه «(...) ترهات وزخاريف وأراجيف... الغاويين (كذا)». وقد سمى فيها أحدهم «(...) بالدمناتي، وسمى صاحبه بالصنهاجي»([18[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويفهم من هذه الرسائل والوصايا أن الطائفة الناصرية في تازة وما حواليها قد انقسمت على نفسها بين أنصار الناصرية الأم، وأتباع ما سميناه بالناصرية الجديدة. كما يفهم منها أن الشيخ امحمد بن علي التوزيني كان من كبار أنصار "التيار القديم" في الطائفة الناصرية. وقد أهله هذا الموقف ليصبح وكيلاً لناصريي تمجروت في تلقين الأوراد. خلفاً للشيخ بوعزة بن عمار، عقب وفاة هذا الأخير، بتعيين رسمي من أحمد الخليفة بن ناصر، عام 1128 ﻫ/ 1715 م([19]). كما أهله هذا الوضع ليصبح مقدماً للزاوية الناصرية بتازة، ومقدماً لشيوخ تمجروت على رأس الطائفة الناصرية في تازة وبني زولت وبني خليفة وغياثة وصنهاجة([20[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان امحمد بن علي التوزيني في مستوى المهمة التي أنيطت به، ولا سيما فيما يتعلق بالصراع مع الناصريين الجدد. بل لقد بلغ في انتقاده لمن خالفه مستوى الطعن في صلاحهم. ولدينا، على ذلك، مثل يهم حملة التشهير التي شنها ضد أبي عبد الله محمد بن أبي زيان القندوسي (ت. 1145 ﻫ/ 1733 م)، شيخ زاوية القنادسة، الواقعة على مسيرة يوم جنوب فجيج، وكان هذا الأخير واحداً من زعماء تيار الناصرية الجديدة، ودخل في جدال عنيف مع الشيخ أحمد الخليفة([21]). ومن أهم ما يذكر في هذا الصدد أن ابن زيان «... ابتلى بالطعن من أصحاب سيدي أحمد بن ناصر... وأكثر في ذلك... محمد التوزاني، صاحبه، ساكن دشرة بتازة، وصاحب سكنى بجبل غياثة»([22]). وقد كانا يقولان: «... إن الشيخ سيدي محمد بن أبي زيان ضل وضل من تبعه»([23[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي نفس الإطار، ألف الشيخ امحمد بن علي التوزاني رسالة على شكل وصية وجهها إلى رفاقه في الطائفة الناصرية وسائر الناصريين، يدعوهم فيها إلى التمسك بطريقتهم القائمة على اتباع السنة وترك البدعة والابتعاد عن «(...) الدجاجيل المنسوبين لهذه الطريقة المطهرة الناصرية»، ملحاً على أخذ الأوراد عمن له الإذن في التلقين من شيوخ تمجروت دون غيرهم([24[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإذا علمنا هذا كله، فهمنا المقصود من كلام سليمان الحوات، الذي قال فيه: «... اختصت الطائفة التوزينية منهم (الناصريين)، نسبة إلى الشيخ الصالح أبي عبد الله محمد بن علي التوزاني، بأن لا يجلس أحد للمشيخة والتلقين إلا بعد وفاة الشيخ وعهده بالوصية له، فلا يتعدد الشيخ عندهم»([25[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد ظل الشيخ التوزيني المذكور وفياً للناصرية الأم، ووفياً لعهده مع شيوخ زاوية تمجروت إلى أن توفي «... عام 1151 ﻫ/ 1739 م، بمدينة تازة، وضريحه، يقول سليمان الحوات، بها معلوم زاوية عظمى ومزارة كبرى»([26[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اختيار الخليفة لضمان تماسك الطائفة[/font][font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]انسجاماً مع مبدأ الوصية، التي تمنع تعدد الشيوخ في الطائفة التوزينية - الناصرية، «(...) عهد أبو عبد الله محمد بن علي التوزيني (ثم التازي) بالخلافة عنه لولد أخيه الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن علي التوزيني، المتوفى سنة 1164 ﻫ/ 1751 م»([27]). وقد ورد في بعض الأخبار أن روضة هذا الشيخ تقع بموطن الأسرة التوزينية في بني توزين بالريف الشرقي ([28])، مما يعني أنه دفن هناك، وليس في تازة. لكن هل يفيد هذا في القول بأنه كان يقيم في بلدته؟[/font]
[font=&quot]لا يبعد ذلك، سيما وأن التوزينيين كانت لهم في بلدهم، قبل هذا العهد بكثير، زاوية ناصرية أيضاً، وكانت تنسب، بدورها، إلى الشيخ محمد ابن ناصر الدرعي([29])، مثل ما كان عليه الحال في تازة، أي أنها تأسست هناك، ولا شك، قبل انتقال الشيخ أبي عبد الله امحمد بن علي التوزيني إلى تازة. ومما لا ريب فيه أن الشيخ أبا عبد الله امحمد التوزيني كان أحد شيوخ الدار الناصرية في بني توزين، وإلا لما انتدبه شيخه أحمد الخليفة للمهمة المذكورة في تازة. ويمكن أن ندفع بهذا المعطى إلى أبعد من ذلك، لنفترض بأن أبا عبد الله التوزيني، لما رحل إلى تازة، ترك أحداً من أفراد عائلته من المتصوفة طبعاً، على رأس "دار محمد ابن ناصر" ببني توزين، قد يكن أخاه، أبا العباس أحمد بن علي، لكونه كان رجلاً من أهل الصلاح([30])، ثم لما توفي هذا الأخير خلفه ابنه أبو محمد عبد الله، على رأس الدار الناصرية ببني توزين، قبل أن يعهد إليه العم بالخلافة عنه[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإذا اعتبرنا تعيين أبي العباس لولده أبي محمد عبد الله شيخاً في الدار الناصرية ببني توزين أمراً عادياً، لمكانته الصوفية، وبحكم رابطة الأبوة، فإن للصلات العائلية دورها القوي أيضاً في تعيينه من قبل عمه خليفة عنه. ولا أقصد هنا رابطة العمومة، كما قد يتبادر إلى الذهن، ولكن رابطة المصاهرة، لأنه كان صهراً لعمه، أي زوج ابنته[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بل يفهم من الأسلوب الذي روى به سليمان الحوات كيفية انتقال العهد من العم إلى ابن الأخ، وكان الأمر متفقاً عليه بين هذا العم وأخيه، حيث قال «(...) توفي امحمد بن علي التوزيني سنة 1151 ﻫ/ 1738 م بمدينة تازة (...) وكان عهد بالخلافة عنه لولد أخيه الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن علي التوزيني المتوفى سنة 1164 ﻫ/ 1751 م، ثم بعد وفاته يقوم مقامه في الخلافة ولده الشيخ الأستاذ أبو عبد الله محمد بن عبد الله...»([31[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومهما يكن من أمر، فإن خلافة "الشيخ" عبد الله التوزيني، لم تعمر كثيراً([32])، كما أن المعلومات تعوزنا للحديث عن اهتماماته وتراثه. لكن يمكن القول بكل اطمئنان إنه لم يكن يقل شأناً عن غيره من شيوخ الزاوية التوزينية. ويكفي للدلالة على علو مقامه اعتراف الحوات له بالمشيخة، من جهة، كما رأينا، واعتراف عمه له بالتفوق، عندما عهد إليه بالخلافة، من جهة أخرى[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]أما أهم ما ينبغي تسجيله عنه هو نجاحه في نقل الخلافة من أبيه وعمه إلى حفيديهما، كما أوصياه بذلك، مما يفيد سهره على أن يكون هذا الابن في مستوى الخلافة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]خلافة الحفيد ونجاح التجربة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نقصد بالحفيد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي التوزيني، المتوفى عام 1193 ﻫ/ 1780 م([33]). حلاه سليمان الحوات بتحلية متميزة، هي "الشيخ الأستاذ([34])، التي تفيد، بدون شك، أنه بلغ رتبة الأستاذية في علوم الظاهر، ومقام المشيخة في علوم الباطن. أما المقربون منه من المتصوفة([35])، ومن أهل المنطقة، فقد نعتوه باسم خاص، هو: سيدي محمد بوجدين، إشارة منهم إلى صلته الخاصة بجديه: الشيخ المقدم امحمد بن علي التوزيني دفين تازة، وهو والد أمه، والشيخ أحمد بن علي التوزيني دفين بني توزين، وهو والد أبيه، باعتبارهما كانا من الصلحاء الكبار في الأسرة([36[/FONT][FONT=&quot]]).[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وكان جورج دراك[/FONT][FONT=&quot] G. Drague [/FONT][FONT=&quot]قد تعرض لذكر بوجدين، المتوفى عام 1193 ﻫ/ 1780 م، ونقل رواية تفيد أنه أخذ عن الشيخ أحمد الخليفة ابن ناصر الدرعي([37])، المتوفى عام 1129 ﻫ/ 1717 م. وهذا أمر وارد، إذا افترضنا أنه أدركه، ولقيه، وأخذ عنه، في حياة جده الشيخ أبي عبد الله امحمد التوزاني التازي، المتوفى عام 1151 ﻫ، أو في حياة والده أبي محمد عبد الله التوزيني المتوفى عام 1161 ﻫ، لأن هذا الأمر ممكن، باعتبار أن أحمد الخليفة تولى المشيخة في تمجروت عام 1085 ﻫ/ 1974 م، أي قبل وفاة جد وأبي بوجدين بكثير[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أما حسن اﻟﻔﮕﻴﮕﻲ فقد ذكر أن بوجدين أخذ في زاوية تمجروت أيام خلافة الشيخ أبي يعقوب يوسف بن (محمد الكبير) ([38]) بن محمد ابن ناصر الدرعي، الممتدة بين 1157 ﻫ/ 1744 م وعام 1197 ﻫ/ 1783 م، مستنداً في ترجيح رأيه على رسالة بعث بها شيخ تمجروت إلى أتباعه في الريف الشرقي، يخبرهم فيها أنه عين محمد بوجدين خليفة عنه في المنطقة([39]). لكن هذه الحجة، ورغم أهميتها، لا تفيد أن بوجدين كان من تلامذة الشيخ يوسف الناصري. وإن كنا لا نستبعد أن يكون جدد العهد معه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إنما الثابت أن بوجدين تربى على يد أهله، وأنه بفضل تلك التربية صار مؤهلاً للمشيخة، خلفاً لجده، ثم والده، الأمر الذي جعل شيخ تمجروت يبارك ويزكي استخلافه، ويعلن توليته وكيلاً عنه في تلقين الأوراد الناصرية، كما يفهم من الرسالة المشار إليها، التي جاء فيها: «ليعلم الواقف عليه ومن انتهى أمره إليه من جميع الإخوان والفقراء والطلبة والأحبة وجميع الأعيان من بني توزين وغيرهم من النواحي، حاضرة وعموداً، عموماً وخصوصاً، داخلاً وخارجاً، أننا ولينا في الله سيدي محمد بوجدين، يذكر الناس، ويعظ الجاهل، ويلقن الأوراد من أحب، فقد أذنا في ذلك إذناً عاماً، لكونه معدن الأسرار وقلبه سالم من الأقذار، وألبسناه ملابس البها، حتى يذكر بلساننا، وينظر بعيننا، له ما لنا وعليه ما علينا، يجب له من التعظيم والاحترام والتوقير ما يجب لنا، فدمه دمنا ولحمه لحمنا، فمن تعرض في شيء أو آذاه فلا يخافن إلا نفسه، فالعاقبة نصب عينيه، والأشياخ في أثره، فقد وليناه مكان سيدي علي...»([40[/FONT][FONT=&quot]]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد ظل الشيخ محمد بوجدين على رأس الزاوية التوزينية ببني توزين([41])، وربما على رأس الطائفة الناصرية في الريف الشرقي، من سنة 1164 ﻫ إلى أن توفي عام 1193 ﻫ، ودفن في القرية التي صارت تعرف باسمه، أي قرية بوجدين في بني توزين([42]). وكان أهم ما تميز به زمن مشيخته ارتقاء الزاوية التوزينية إلى مصاف الزوايا الكبرى من حيث النفوذ والشعبية، ولا سيما في بني توزين وما والاها من جهات الريف([43]). ولعل ذلك ما سبب في شهرة أهلها وفي حصول المتاعب لهم ولزاويتهم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ترك أبو عبد الله محمد بوجدين، بعد وفاته عام 1193 ﻫ، المشيخة لأخيه أبي علي الحسن، بعهد منه لذلك([44])، كما ترك وراءه زاوية أصبحت شهيرة. ولم يطل الأمر بعد وفاته حتى تعرضت لنكبتين عنيفتين، ولم تكن النكبة المزدوجة نتيجة صراع خاص بين المخزن وشيوخ الزاوية التوزينية، كما لم تكن مجرد رد فعل إزاء تنامي نفوذ الشيخ محمد بوجدين بالذات، فحسب([45])، بقدر ما جاءت في خضم نزاع طويل ومرير بين المخزن ومؤسسة الزوايا في المغرب. وقد ارتبطت النكبة بمخلفات المجاعة الكبرى التي ضربت المغرب في الفترة بين 1190 و1197 ﻫ/ 1776 و1782 م، في وقت كانت السلطة تطالب بمستحقات الخزينة، وترى في تململ القبائل فوضى وعصياناً([46]). ومن ثَمّ، نشط أسلوب الحركة([47])، وتحركت المحلات السلطانية في اتجاهات مختلفة للحد من الفتن([48[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد وجه السلطان سيدي محمد بن عبد الله تهماً واضحة إلى شيوخ الزوايا، مثل حمايتهم لمن تتابعهم الدولة في التزامات مالية، وحمايتهم للفارين من عدالة المخزن([49]). بل لم يقف الأمر عند هذا الاتهام، وإنما تعداه إلى الحركة التي استهدفت كبريات الزوايا في المغرب، زمنئذ، مثل الزاوية الشرقاوية في أبي الجعد، ودار الضمانة في وزان، والزاوية الناصرية في تمجروت، وزاوية بوجدين التوزينية في الريف الشرقي. وقد روى الضعيف الحملة التي استهدفت زاوية بوجدين، في خضم حديثه عن وجود الجيوش الحاركة في شراكة والحياينة وبني زروال في عام 1202 ﻫ/ 1787 م، فقال: «وفي هذه الحركة (...) بعث جيوشه (السلطان سيدي محمد بن عبد الله) مع القائد العباس السفياني لناحية قبائل الريف بقصد زاوية بني توزين المنسوبة للشيخ سيدي محمد بن ناصر الدرعي... وبعد ذلك أمنهم»([50[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإذا كانت المصادر لا تخبرنا عن المكان الذي رحلت إليه أسرة بوجدين، فهم من بعض الإشارات أن شيخ الزاوية زمن النكبة، أبا الحسن علي بوجدين، شقيق محمد بوجدين، كان يوجد في دار له بالحضرة الإدريسية([51[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويبدو أن مقام أبي الحسن التوزيني وأهله، في فاس، امتد إلى ما بعد وفاة السلطان سيدي محمد بن عبد الله. كما يبدو أن سياسة السلطان مولاي سليمان الهادفة إلى الاستفادة من خدمات الزوايا في بداية عهده إبان صراعه مع إخوته حول العرش، كان لها أثرها في عودة التوزينيين إلى زاويتهم([52]). بل يفهم من بعض الوثائق أن مولاي سليمان أنعم على الشيخ التوزيني بهبة ذات بال، لما وفد عليه بفاس في شوال 1212 ﻫ/ مارس - أبريل 1798 م، حيث «... أعطاه خمسمائة ريال وخمسين شقة كتاناً وأربعين طرفاً من الملف، وأمره أن يبني داره بفاس»([53[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]غير أن موقف المولى سليمان من الصوفية، سرعان ما تبدل، بعد توحيده للبلاد، وقد تمثل الموقف الجديد في تقنين نشاط الزوايا ليكون في خدمة الشرع، وسياسة المخزن. وقد نجح في ذلك أيما نجاح. لكن المولى سليمان لم يوفر لسياسته "الجديدة" شروطاً اقتصادية مواكبة لها، ولا الوسائل العسكرية الكافية لإنجازها، وزادت التهديدات الإمبريالية، واضطرار السلطان، بسببها، إلى نهج ما يعرف بسياسة العزلة، ثم توالي سنوات من القحوط والمساغب والأوبئة بين 1233 و1236 ﻫ/ 1817 و1820 م، من متاعب السلطان([54[/font][font=&quot]]).[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى