موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]4. [/font][font=&quot]فصل فيما يعتقدونه في دين الإسلام[/font][font=&quot] :[/font]
[font=&quot]هم يزعمون أن المصطفى وشرف وعظم وكرم كان قد رأى أحلاما تدل على كونه صاحب دولة وأنه سافر إلى الشام في تجارة لخديجة رضوان الله عليها واجتمع بأحبار اليهود وقص عليهم أحلامه فعلموا أنه صاحب دولة فأصحبوه عبد الله بن سلام فقرأ عليه علوم التوراة وفقهها مدة وأفرطوا في دعواهم إلى أن نسبوا الفصاحة المعجزة التي في القرآن إلى تأليف عبد الله بن سلام وانه قرر في شرح النكاح أن الزوجة لا تستحل بعد الطلاق الثالث إلا بنكاح آخر ليجعل بزعمهم أولاد المسلمين ممزريم وهذه كلمة جمع واحده ممزير وهو اسم لولد الزنا لأن في شرعهم أن الزوج إذا راجع زوجته بعد أن نكحت غيره كان أولادهما معدودين من أولاد الزنا فلما كان النسخ مما لا ينطبع فهمه في عقولهم ذهبوا إلى أن هذا الحكم في النكاح من موضوعات عبد الله بن سلام قصد به أن يجعل أولاد المسلمين ممزريم بزعمهم ثم أكثر العجب منهم أنهم جعلوا داود النبي عليه السلام ممزير من وجهين وجعلوا منتظرهم ممزير من وجهين وذلك أنهم لا يشكون في أن داود بن بشاى بن عابد وأبو هذا عابد يقال له بوعز من سبط يهوذا وأمه يقال لها روث الموابية من بني مؤاب ومؤاب هذا منسوب عندهم في نص التوراة في هذه القصة وهي أنه لما أهلك الله تعالى أمة لوط لفسادها ونجا بابنتيه فقط خالتا ابنتاه أن الأرض قد خلت ممن تستبقيان منه نسلا فقالت الكبرى للصغرى إن أبانا لشيخ وإنسان لم يبق في الأرض ليأتينا كسبيل البشر فهمى نسقى أبانا خمرا ونضاجعه لنستبقى من أبينا نسلا ففعلتا ذلك بزعمهم لعنهم الله وجعلوا ذلك النبي قد شرب الخمر حتى سكر ولم يعرف ابنتيه ثم وطئهما فأحبلهما وهو لا يعرفهما فولدت إحداهما ولدا سمته مؤاب تعنى أنه من الأب والثانية سمت ولدها بن عمى تعنى أنه من قبيلتها وذلك الوالدان عند اليهود ممزريم ضرورة لأنهما من الأب وابنتيه فإن أنكروا ذلك لأن التوراة لم تكن نزلت لزمهم ذلك لأن عندهم أن إبراهيم الخليل عليه السلام لما خاف في ذلك العصر من أن يقتله المصريون بسبب زوجته أخفى نكاحها وقال هي أختي علما منه بأنه إذ قال ذلك لم يبق للظنون إليهما سبيل وهذا دليل على أن حظر نكاح الأخت كان في ذلك الزمان مشروعا فما ظنك بنكاح البنت الذي لم يجز ولا في زمن آدم عليه السلام وهذه الحكاية منسوبة إلى لوط النبي في التوراة الموجودة بأيدي اليهود فلن يقدروا على جحدها فيلزمهم من ذلك أن الولدين المنسوبين إلى لوط ممزريم إذ توليدهما على خلاف المشروع وإذا كانت روث من ولد مؤاب وهي جدة داود عليه السلام وجدة مسيحهم المنتظر فقد جعلوهما جميعا من نسل الأصل الذي يطعنون فيه فمن أفحش المحال أن يكون شيخ كبير قد قارب المائة سنة قد سقى الخمر حتى سكر سكرا حال بينه وبين معرفة ابنتيه فضاجعته إحداهما واستنزلت منيه وقالت عنه وهو لا يشعر قاتلهم الله أنى يؤفكون نطق كتابهم في قوله[/font][font=&quot] ( [/font][font=&quot]ولو ياذاع بشخبا وبقوماه ) تفسيره ولم يشعر باضطجاعها وقيامها وهذا حديث من لا يعرف كيفية الحبل لأنه من المحال أن تعلق المرأة من شيخ طاعن في السن قد غاب حسه لفرط سكره . ومما يؤكد استحالة ذلك أنهم زعموا أن ابنته الصغرى فعلت كذلك به في الليلة الثانية فعلقت أيضا وهذا ممتنع من المشائخ الكبار أن يعلق من أحدهم في ليلة ويلعق منه أيضا في الليلة الثانية إلا أن العداوة التي مازالت بين بني عمون مؤاب وبين بني إسرائيل بعثت واضع هذا الفصل على تلفيق هذا المحال ليكون أعظم الأخبار فحشا في حق بني عمون ومؤاب . وأيضا فإن عندهم أن موسى جعل الإمامة في الهارونيين فلما ولى طالوت وثقلت وطأته على الهارونيين وقتل منهم مقتلة عظيمة ثم انتقل الأمر إلى داود بقى في نفوس الهارونيين التشوق إلى الأمر الذي زال عنهم وكان عزرا هذا خادما لملك الفرس حظيا لديه فتوصل إلى بناء بيت المقدس وعمل لهم هذه التوراة التي بأيديهم . فلما كان هارونيا كره أن يتولى عليهم في الدولة الثانية داودي فأضاف في التوراة فصلين طاعنين في نسب داود أحدهما قصة بنات لوط والآخر قصة ثامار وسيأتي ذكرها[/font][font=&quot] .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولقد بلغ لعمري غرضه فإن الدولة الثانية التي كانت لهم في بيت المقدس لم يملك عليهم فيها داوديون بل كانت ملوكهم هارونيين وعزرا هذا ليس هو العزير كما يظن لأن العزير هو تعريب العازار فأما عزرا فإنه إذا عرب لم يتغير عن حاله لأنه اسم خفيف الحركات والحروف ولأن عزرا عندهم ليس بنبي وإنما يسمونه عزرا هوفير وتفسيره الناسخ وأيضا فإن عندهم في التوراة قصة أعجب من هذه وهي أن يهوذا بن يعقوب عليهما السلام زوج ولده الأكبر من امرأة يقال لها ثامار وكان يأتيها مستدبرا فغضب الله من فعله فأماته فزوجها من ولده الآخر فكان إذا دخل بها أمنى على الأرض علما منه بأنه إن أولدها كان أول الأولاد مدعوا باسم أخيه ومنسوبا إلى أخيه فكره الله ذلك من فعله فأماته أيضا فأمرها يهوذا باللحاق بأهلها إلى أن يكبر شيلا ولده ويتم عقله حذرا من أن يصيبه ما أصاب أخويه فأقامت في بيت أبيها فماتت من بعد زوجة يهوذا وأصعد إلى منزل يقال له ثمناث ليجز غنمه فلما أخبرت ثامار بإصعاد حميها إلى ثمناث لبست زي الزوانى وجلست في مستشرف على طريقه لعلمها بشيمه فلما مر بها خالها زانية فراودها فطالبته بالأجرة فوعدها بجدي ورهن عندها عصاة وخاتمه ودخل بها فعلقت منه بفارص وزارح ومن نسل فارص هذا كان بوعز المتزوج بروث التي من نسل مؤاب ومن ولدها كان داود النبي عليه السلام وأيضا ففي هذه الحكاية دقيقة ملزمة بالنسخ وهي أن يهوذا لما أخبر بأن كمنته قد علقت من الزنا أفتى بإحراقها فبعثت إليه بخاتمه وعصاه وقالت من رب هذين أنا حامل فقال صدقت مني ذلك واعتذر بأنه لم يعرفها ولم يعاودها . وهذا يدل على أن شريعة ذلك الزمان كانت مقتضية إحراق الزوانى وأن التوراة أتت بنسخ ذلك وأوجبت الرجم عليهن . وفيها أيضا من نسبتهم الزنا والكفر إلى بيت النبوة ما يقارب ما نسبوه إلى لوط النبي عليه السلام وهذا كله عندهم في نص كتابهم وهم يجعلون هذا نسبا لداود وسليمان ولمسيحهم المنتظر ثم يرون المسلمين أحق بهذا اللقب من منتظرهم وكذبهم في هذا القول من أظهر الأمور وأبينها فإما دفعهم لإعجاز القرآن للفصحاء فلست أعجب منه إذا كانوا لا يعرفون من العربية ما يفرقون به بين الفصاحة والعي مع طول مكثهم فيما بين المسلمين وأيضا فمن اعتراضهم على المسلمين أنهم يقولون كيف يجوز أن ينسب إلى الله تعالى كتاب ينقض بعضه بعضا يريدون بذلك ينسخ بعضه بعضا ؟ فنقول لهم : أما تحسين جواز ذلك فقد ذكرناه في أول هذه الكلمة وأما تعجبكم منه وتشنيعكم به فإن كتابكم غير خال من مثله فإن أنكروا ذلك قلنا لهم ما تقولون في السبت أيهما أقدم افتراضها عليكم أو افتراض الصوم الأكبر ؟ فيقولون: السبت أقدم لأنهم إن قالوا الصوم أقدم كذبناهم بأن السبت فرضت عليهم في أول إعطائهم المن والصوم الأكبر فرض عليهم بعد نزول اللوحين ومخالفتهم وعبادتهم العجل ولما رفع عنهم عقاب ذنبهم ذلك في هذا اليوم فرض عليهم صومه وتعظيمه فإذا أقروا بتقديم السبت قلنا لهم : ما تقولون في يوم السبت هل فرضت فيه عليكم الراحة والدعة وتحريم المشقات أم لا ؟ فيقولون : بلى ، فنقول لهم فلم فرضتم فيه الصوم إذا اتفق صومكم الأكبر يوم السبت مع كون صومكم فرض بعد فريضة السبت ولكم في ذلك الصوم أنواع من المشقة منها القيام جميع النهار أليس هذا أيضا قد نسخ فريضة السبت . وأما سيدنا رسول الله وعظم وكرم فله فيما بينهم اسمان فقط فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .أحدهما فاسول وتفسيره الساقط، والثاني موشكاع وتأويله المجنون . وأما القرآن العظيم فإنهم يسمونه فيما بينهم قالون وهو اسم للسوءة بلسانهم يعنون بذلك أنه عورة المسلمين[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot]وبذلك وأمثاله صاروا أشد عداوة للذين آمنوا فكيف لا يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون[/font][font=&quot] .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وكان آنذاك في مراغة في آذربيجان في ضيافة الصاحب الأمجد فخر الدين عبد العزيز بن محمود بن سعد بن علي بن حميد المضري رحمه الله ,فدخل عليه وأعلن إسلامه أمامه ففرح به فرحًا شديدًا, وكان سأله عن سبب ودواعي إسلامه فقال السموأل:"ذلك أمر أوقعه الله في نفسي بالإلهام والتفكير.ودليله العقلي وبرهانه,قد كنت قرأته ورأيته في التوارة,إلا أني كنت أراقب أبي وأكره أن أفجعه بنفسي,تذمماً من الله تعالى, والآن قد زالت عني هذه الشبه,مد يدك [/font][font=&quot],[/font][font=&quot]فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله",وبعدها ذهب معه الى المسجد وأشهر إسلامه فارتفعت التهليلات ودوّت التكبيرات في أرجاء المسجد...وقربه اليه وأسبغ عليه من المال والملابس والعطايا والهدايا[/font][font=&quot]...[/font]
[font=&quot]يا سبحان الله انظروا كيف فتح الله على هذه الحاخام وشرح صدره للإسلام...وكيف أعمل عقله وإلهام الله له في تبيّن الحق وتتبعه وإتباعه[/font][font=&quot]...[/font]
[font=&quot]مؤلفاته[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]1.[/font][font=&quot]رساله الى أبي خدود,وهي في الجبر والمقابلة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]2.[/font][font=&quot]إعجازالمهندسين[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]3.[/font][font=&quot]الرد على اليهود[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4.[/font][font=&quot]القوافي في الحساب الهندي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]5.[/font][font=&quot]إفحام اليهود ,والذي بدأ في تأليفه في نفس الليلة التي أعلن فيها إسلامه ووافق ذلك ليلة النحر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]"[/font][font=&quot]إفحام اليهود[/font][font=&quot]"[/font]
[font=&quot]يقول السوأل عن سبب كتابته هذا الكتيب:"الرد على أهل اللجاج والعناد,وأن تظهر ما يعتور كلامهم من الفساد[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]على أن الأئمة _ضوعف ثوابهم_قد انتدبوا قبيل لذلك,وسلكوا في مناظرة اليهود,أنواع المسالك,إلا أن أكثر ما نوظروا به,يكادون لا يفهمونه,أو لا يلتزمونه ,وقد جعل في إفحامهم طريقًا مما يتداولونه في أيديهم,من نص تنزيلهم,وأعماهم الله عنه ,عند تبديلهم ليكون حجة عليهم, موجود في أيديهم[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]مقتطفات من كتابه"إفحام اليهود[/font][font=&quot]":[/font]
[font=&quot]1. [/font][font=&quot]إفحام اليهود والنصارى بالحجة العقلية وإلزامهم الإسلام لا يسع عاقلا أن يكذّب نبيا ذا دعوة شائعة وكلمة قائمة، ويصدق غيره لأنه لم ير أحدهما ولا شاهد معجزاته، فإذا اختص أحدهما بالتصديق والآخر بالتكذيب فقد تعين عليه الملام والإزراء عقلا، ولنضرب لذلك مثالا: وهو أنا إذا سألنا يهوديا عن موسى عليه السلام وهل رآه وعاين معجزاته فهو بالضرورة يقر بأنه لم يشاهد شيئا من ذلك عيانا، فنقول له: بماذا عرفت نبوة موسى وصدقه، فإن قال: إن التواتر قد حقق ذلك وشهادات الأمم بصحته دليل ثابت في العقل كما قد ثبت عقلا وجود بلاد وأنهار لم نشاهدها وإنما تحققنا وجودها بتواتر الأنباء والأخبار ، قلنا إن هذا التواتر موجود لمحمد وعيسى عليهما السلام كما هو موجود لموسى، فيلزمك التصديق بهما . وإن قال اليهودي : إن شهادة أبي عندي بنبوة موسى هي سبب تصديقي بنبوته، قلنا له: ولم كان أبوك عندك صادقا في ذلك معصوما عن الكذب وأنت ترى الكفار أيضا يعلمهم آباؤهم ما هو كفر عندك إما تعصبا من أحدهم لدينه وكراهية لمباينة طائفته ومفارقة قومه وعشيرته، وإما لأن أباه وأشياخه نقلوه إليه فتلقنه منهم معتقدا فيه الهداية والنجاة، فإذا كنت يا هذا قد ترى جميع المذاهب التي تكفرها قد أخذها أربابها عن آبائهم كأخذك مذهبك عن أبيك وكنت عالما إنما هم عليه ضلال وجهل فيلزمك أن تبحث عما أخذته عن أبيك خوفا من أن تكون هذه حالته ؟ فإن قال: إن الذي أخذته عن أبي أصح مما أخذه الناس عن آبائهم، لزمه أن يقيم البرهان على نبوة موسى من غير تقليد لأبيه لأنه قد ادعى صحة ذلك بغير تقليد، وإن زعم أن العلة في صحة ما نقله عن أبيه أن أباه يرجح على آباء الناس بالصدق والمعرفة كما تدعى اليهود في حق آبائها لزمه أن يأتي بالدليل على أن أباه كان أعقل من سائر أباء الناس وأفضل فإن هو ادعى ذلك كذب فيه لأن من هذه صفته يجب أن يستدل على فضائله بآثاره، وقول اليهود باطل بأنه ليس لهم من الآثار في العالم ما لغيرهم مثله، بل على الحقيقة لا ذكر لهم بين الأمم الذين استخرجوا العلوم الدقيقة، ودونوها لمن يأتي بعدهم، وجميع ما نسب إليهم من العلوم مع ما استفادوه من علوم غيرهم لا يضاهي بعض الفنون الحكمية التي استخرجها حكماء اليونان، والعلوم التي استنبطتها النبط، وأما تصانيف المسلمين فيستحيل لكثرتها أن يقف أحد من الناس على جميع ما صنفوه في أحد الفنون العلمية لسعته وكثرته[/font][font=&quot] .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإن كان هذا موقعهم من الأمم فقد بطل قولهم إن آبائهم أعقل الناس وأفضلهم وأحكمهم ولهم أسوة بسائر آباء الناس المماثلين لهم من ولد سام بن نوح عليهما السلام فإذا أقروا بتأسي آبائهم بآباء غيرهم فقد لقنوهم الكفر ولزمهم أن شهادة الآباء لا تجوز أن تكون حجة في صحة الدين فلا تبقى لهم حجة بنبوة موسى إلا شهادة التواتر، وهذا التواتر موجود لعيسى ومحمد عليهما السلام كوجوده لموسى، وإذا كانوا قد آمنوا بموسى بشهادة التواتر بنبوته فقد لزمهم التصديق بنبوة المسيح والمصطفى[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]2. [/font][font=&quot]ذكر الآيات والعلامات التي في التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى إنهم لا يقدرون على أن يجحدوا هذه الآية من الجزء الثاني من السفر الخامس من التوراه[/font][font=&quot] : ( [/font][font=&quot]نابي أقيم لاهيم مقارب اجئهيم كاموخا ايلا ويشماعون ) تفسيره: نبيا أقيم لهم من وسط أخوتهم مثلك به فليؤمنوا . وإنما أشار بهذا إلى أنهم يؤمنون بمحمد فإن قالوا إنه قال : من وسط إخوتهم وليس في عادة كتابنا أن يعني بقوله إخوتكم إلا بني إسرائيل قلنا بلى فقد جاء في التوراة إخوتكم بنو العيص وذلك في الجزء الأول من السفر الخامس قوله ( أتيم عوبريم بقبول احيحم بنى عيسى وهيو شئيم بسيعير ) وتفسيره : أنتم عابرون في تخم إخوتكم بني العيص المقيمين في سعير إياكم أن تطمعوا في شيء من أرضهم[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot]فإذا كان بنو العيص إخوة لبني إسرائيل لأن العيص وإسرائيل ولدا إسحاق فكذلك بنو إسماعيل إخوة لجميع ولد إبرهيم . وإن قالوا إن هذا القول إنما أشير به إلى شموائيل النبي عليه السلام لأنه قال من وسط إخوتهم مثلك[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot]وشموائيل كان مثل موسى لأنه من أولاد ليوى يعنون من السبط الذي كان منه موسى قلنا لهم فإن كنتم صادقين فأي حاجة بكم إلى أن يوصيكم بالإيمان بشموائيل وأنتم تقولون إن شموائيل لم يأت بزيادة ولا بنسخ أأشفق من أن لا تقبلوه إنه إنما أرسل ليقوى أيديكم على أهل فلسطين وليردكم إلى شرع التوراة ومن هذه صفته فأنتم أسبق الناس إلى الإيمان به لأنه إنما يخاف تكذيبكم لمن ينسخ مذهبكم ويغير أوضاع ديانتكم فالوصية بالإيمان به مما لا يستغني مثلكم عنه ولذلك لم يكن لموسى حاجة أن يوصيكم بالإيمان بنبوة أرميا وأشعيا وغيرهما من الأنبياء وهذا دليل على أن التوراة أمرتهم في هذا الفصل بالإيمان بالمصطفى واتباعه[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]3.[/font][font=&quot]الإشارة إلى اسمه في التوراة قال الله تعالى في الجزء الثالث من السفر الأول من التوراة مخاطبا إبراهيم الخليل عليه السلام وأما في إسماعيل فقد قبلت دعاءك ها أنا قد باركت فيه وأثمره وأكثره جدا جدا ذلك قوله[/font][font=&quot] ( [/font][font=&quot]وليشماعيل شمعيتخا هني يبرختي أونوا وهفريثي أوثو وهز بيثي أوثو بمادماد[/font][font=&quot] ) [/font][font=&quot]فهذه الكلمة بمادماد إذا عددنا حساب حروفها بالجمل كان اثنين وتسعين وذلك عدد حساب حروف اسم محمد فإنه أيضا اثنان وتسعون وإنما جعل ذلك في هذا الموضوع ملغزا لأنه لو صرح به لبدلته اليهود أو أسقطته من التوراة كما عملوا في غير ذلك فإن قالوا : إنه قد يوجد في التوراة عدد كلمات مما يكون عدد حساب حروفه مساويا لعدد حساب حروف اسم زيد وعمرو وخالد وبكر فلا يلزم من ذلك أن يكون زيد وعمرو وخالد وبكر أنبياء . فالجواب إن الأمر كما يقولون لو كان لهذه الآية أسوة بغيرها من كلمات التوراة لكنا نحن نقيم البراهين والأدلة على أنه لا أسوة لهذه الكلمة بغيرها من سائر التوراة وذلك أنه ليس في التوراة من الآيات ما حاز به إسماعيل الشرف كهذه الآية لأنها وعد من الله إبراهيم بما يكون من شرف إسماعيل وليس في التوراة آية أخرى مشتملة على شرف لقبيلة زيد وعمرو وخالد وبكر ثم إنا نبين أنه ليس في هذه الآية كلمة تساوى بمادماد التي معناها جدا جدا وذلك أنها كلمة المبالغة من الله سبحانه فلا أسوة لها بشيء من كلمات الآية المذكورة وإذا كانت هذه الآية أعظم الآيات مبالغة في حق إسماعيل وأولاده وكانت تلك الكلمة أعظم مبالغة من باقي كلمات تلك الآية فلا عجب أن تتضمن الإشارة إلى أجل أولاد إسماعيل شرفا وأعظمهم قدرا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وإذ قد بينا أنه ليس لهذه الكلمة أسوة بغيرها من كلمات هذه الآية ولا لهذه الآية أسوة بغيرها من آيات التوراة فقد بطل اعتراضهم[/font][font=&quot] .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]4. [/font][font=&quot]فصل فيما يعتقدونه في دين الإسلام[/font][font=&quot] :[/font]
[font=&quot]هم يزعمون أن المصطفى وشرف وعظم وكرم كان قد رأى أحلاما تدل على كونه صاحب دولة وأنه سافر إلى الشام في تجارة لخديجة رضوان الله عليها واجتمع بأحبار اليهود وقص عليهم أحلامه فعلموا أنه صاحب دولة فأصحبوه عبد الله بن سلام فقرأ عليه علوم التوراة وفقهها مدة وأفرطوا في دعواهم إلى أن نسبوا الفصاحة المعجزة التي في القرآن إلى تأليف عبد الله بن سلام وانه قرر في شرح النكاح أن الزوجة لا تستحل بعد الطلاق الثالث إلا بنكاح آخر ليجعل بزعمهم أولاد المسلمين ممزريم وهذه كلمة جمع واحده ممزير وهو اسم لولد الزنا لأن في شرعهم أن الزوج إذا راجع زوجته بعد أن نكحت غيره كان أولادهما معدودين من أولاد الزنا فلما كان النسخ مما لا ينطبع فهمه في عقولهم ذهبوا إلى أن هذا الحكم في النكاح من موضوعات عبد الله بن سلام قصد به أن يجعل أولاد المسلمين ممزريم بزعمهم ثم أكثر العجب منهم أنهم جعلوا داود النبي عليه السلام ممزير من وجهين وجعلوا منتظرهم ممزير من وجهين وذلك أنهم لا يشكون في أن داود بن بشاى بن عابد وأبو هذا عابد يقال له بوعز من سبط يهوذا وأمه يقال لها روث الموابية من بني مؤاب ومؤاب هذا منسوب عندهم في نص التوراة في هذه القصة وهي أنه لما أهلك الله تعالى أمة لوط لفسادها ونجا بابنتيه فقط خالتا ابنتاه أن الأرض قد خلت ممن تستبقيان منه نسلا فقالت الكبرى للصغرى إن أبانا لشيخ وإنسان لم يبق في الأرض ليأتينا كسبيل البشر فهمى نسقى أبانا خمرا ونضاجعه لنستبقى من أبينا نسلا ففعلتا ذلك بزعمهم لعنهم الله وجعلوا ذلك النبي قد شرب الخمر حتى سكر ولم يعرف ابنتيه ثم وطئهما فأحبلهما وهو لا يعرفهما فولدت إحداهما ولدا سمته مؤاب تعنى أنه من الأب والثانية سمت ولدها بن عمى تعنى أنه من قبيلتها وذلك الوالدان عند اليهود ممزريم ضرورة لأنهما من الأب وابنتيه فإن أنكروا ذلك لأن التوراة لم تكن نزلت لزمهم ذلك لأن عندهم أن إبراهيم الخليل عليه السلام لما خاف في ذلك العصر من أن يقتله المصريون بسبب زوجته أخفى نكاحها وقال هي أختي علما منه بأنه إذ قال ذلك لم يبق للظنون إليهما سبيل وهذا دليل على أن حظر نكاح الأخت كان في ذلك الزمان مشروعا فما ظنك بنكاح البنت الذي لم يجز ولا في زمن آدم عليه السلام وهذه الحكاية منسوبة إلى لوط النبي في التوراة الموجودة بأيدي اليهود فلن يقدروا على جحدها فيلزمهم من ذلك أن الولدين المنسوبين إلى لوط ممزريم إذ توليدهما على خلاف المشروع وإذا كانت روث من ولد مؤاب وهي جدة داود عليه السلام وجدة مسيحهم المنتظر فقد جعلوهما جميعا من نسل الأصل الذي يطعنون فيه فمن أفحش المحال أن يكون شيخ كبير قد قارب المائة سنة قد سقى الخمر حتى سكر سكرا حال بينه وبين معرفة ابنتيه فضاجعته إحداهما واستنزلت منيه وقالت عنه وهو لا يشعر قاتلهم الله أنى يؤفكون نطق كتابهم في قوله[/font][font=&quot] ( [/font][font=&quot]ولو ياذاع بشخبا وبقوماه ) تفسيره ولم يشعر باضطجاعها وقيامها وهذا حديث من لا يعرف كيفية الحبل لأنه من المحال أن تعلق المرأة من شيخ طاعن في السن قد غاب حسه لفرط سكره . ومما يؤكد استحالة ذلك أنهم زعموا أن ابنته الصغرى فعلت كذلك به في الليلة الثانية فعلقت أيضا وهذا ممتنع من المشائخ الكبار أن يعلق من أحدهم في ليلة ويلعق منه أيضا في الليلة الثانية إلا أن العداوة التي مازالت بين بني عمون مؤاب وبين بني إسرائيل بعثت واضع هذا الفصل على تلفيق هذا المحال ليكون أعظم الأخبار فحشا في حق بني عمون ومؤاب . وأيضا فإن عندهم أن موسى جعل الإمامة في الهارونيين فلما ولى طالوت وثقلت وطأته على الهارونيين وقتل منهم مقتلة عظيمة ثم انتقل الأمر إلى داود بقى في نفوس الهارونيين التشوق إلى الأمر الذي زال عنهم وكان عزرا هذا خادما لملك الفرس حظيا لديه فتوصل إلى بناء بيت المقدس وعمل لهم هذه التوراة التي بأيديهم . فلما كان هارونيا كره أن يتولى عليهم في الدولة الثانية داودي فأضاف في التوراة فصلين طاعنين في نسب داود أحدهما قصة بنات لوط والآخر قصة ثامار وسيأتي ذكرها[/font][font=&quot] .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولقد بلغ لعمري غرضه فإن الدولة الثانية التي كانت لهم في بيت المقدس لم يملك عليهم فيها داوديون بل كانت ملوكهم هارونيين وعزرا هذا ليس هو العزير كما يظن لأن العزير هو تعريب العازار فأما عزرا فإنه إذا عرب لم يتغير عن حاله لأنه اسم خفيف الحركات والحروف ولأن عزرا عندهم ليس بنبي وإنما يسمونه عزرا هوفير وتفسيره الناسخ وأيضا فإن عندهم في التوراة قصة أعجب من هذه وهي أن يهوذا بن يعقوب عليهما السلام زوج ولده الأكبر من امرأة يقال لها ثامار وكان يأتيها مستدبرا فغضب الله من فعله فأماته فزوجها من ولده الآخر فكان إذا دخل بها أمنى على الأرض علما منه بأنه إن أولدها كان أول الأولاد مدعوا باسم أخيه ومنسوبا إلى أخيه فكره الله ذلك من فعله فأماته أيضا فأمرها يهوذا باللحاق بأهلها إلى أن يكبر شيلا ولده ويتم عقله حذرا من أن يصيبه ما أصاب أخويه فأقامت في بيت أبيها فماتت من بعد زوجة يهوذا وأصعد إلى منزل يقال له ثمناث ليجز غنمه فلما أخبرت ثامار بإصعاد حميها إلى ثمناث لبست زي الزوانى وجلست في مستشرف على طريقه لعلمها بشيمه فلما مر بها خالها زانية فراودها فطالبته بالأجرة فوعدها بجدي ورهن عندها عصاة وخاتمه ودخل بها فعلقت منه بفارص وزارح ومن نسل فارص هذا كان بوعز المتزوج بروث التي من نسل مؤاب ومن ولدها كان داود النبي عليه السلام وأيضا ففي هذه الحكاية دقيقة ملزمة بالنسخ وهي أن يهوذا لما أخبر بأن كمنته قد علقت من الزنا أفتى بإحراقها فبعثت إليه بخاتمه وعصاه وقالت من رب هذين أنا حامل فقال صدقت مني ذلك واعتذر بأنه لم يعرفها ولم يعاودها . وهذا يدل على أن شريعة ذلك الزمان كانت مقتضية إحراق الزوانى وأن التوراة أتت بنسخ ذلك وأوجبت الرجم عليهن . وفيها أيضا من نسبتهم الزنا والكفر إلى بيت النبوة ما يقارب ما نسبوه إلى لوط النبي عليه السلام وهذا كله عندهم في نص كتابهم وهم يجعلون هذا نسبا لداود وسليمان ولمسيحهم المنتظر ثم يرون المسلمين أحق بهذا اللقب من منتظرهم وكذبهم في هذا القول من أظهر الأمور وأبينها فإما دفعهم لإعجاز القرآن للفصحاء فلست أعجب منه إذا كانوا لا يعرفون من العربية ما يفرقون به بين الفصاحة والعي مع طول مكثهم فيما بين المسلمين وأيضا فمن اعتراضهم على المسلمين أنهم يقولون كيف يجوز أن ينسب إلى الله تعالى كتاب ينقض بعضه بعضا يريدون بذلك ينسخ بعضه بعضا ؟ فنقول لهم : أما تحسين جواز ذلك فقد ذكرناه في أول هذه الكلمة وأما تعجبكم منه وتشنيعكم به فإن كتابكم غير خال من مثله فإن أنكروا ذلك قلنا لهم ما تقولون في السبت أيهما أقدم افتراضها عليكم أو افتراض الصوم الأكبر ؟ فيقولون: السبت أقدم لأنهم إن قالوا الصوم أقدم كذبناهم بأن السبت فرضت عليهم في أول إعطائهم المن والصوم الأكبر فرض عليهم بعد نزول اللوحين ومخالفتهم وعبادتهم العجل ولما رفع عنهم عقاب ذنبهم ذلك في هذا اليوم فرض عليهم صومه وتعظيمه فإذا أقروا بتقديم السبت قلنا لهم : ما تقولون في يوم السبت هل فرضت فيه عليكم الراحة والدعة وتحريم المشقات أم لا ؟ فيقولون : بلى ، فنقول لهم فلم فرضتم فيه الصوم إذا اتفق صومكم الأكبر يوم السبت مع كون صومكم فرض بعد فريضة السبت ولكم في ذلك الصوم أنواع من المشقة منها القيام جميع النهار أليس هذا أيضا قد نسخ فريضة السبت . وأما سيدنا رسول الله وعظم وكرم فله فيما بينهم اسمان فقط فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .أحدهما فاسول وتفسيره الساقط، والثاني موشكاع وتأويله المجنون . وأما القرآن العظيم فإنهم يسمونه فيما بينهم قالون وهو اسم للسوءة بلسانهم يعنون بذلك أنه عورة المسلمين[/font][font=&quot] . [/font][font=&quot]وبذلك وأمثاله صاروا أشد عداوة للذين آمنوا فكيف لا يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون[/font][font=&quot] .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]هذه ترجمة لشيخنا ومجيزنا ومفيدنا العلامة الحافظ شيخ الإسلام سيدي عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى، كنت كتبتها فور وفاته، ونشرت في حينها في بعض الصحف المغربية، وهذا نصها[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]القوس الساري في ترجمة المجدد عبد الله الغماري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بقلم: الشريف محمد حمزة بن علي بن المنتصر الكتاني[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]لقد توفي يوم الخميس الفارط 19/8/1413 أحد أعلام الأمة، وفخرها، عالم وإمام المغرب والمشرق، حافظ العصر الإمام العلامة عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]كان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] من رجالات العلم النادرين، الذين أحيوا العلوم الإسلامية، وأعادوا إلى أذهاننا علماء القرون السابقة الذين نشروا السنة وحملوها على كواهلهم مديد عمرهم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولد الشيخ عبد الله ابن الصديق [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] في طنجة سنة 1328هـ، وحفظ القرآن الكريم برسم المصحف وتفصيلات خطه على يد العديد من الشيوخ، حتى ختمه ست مرات، فركز في باله. ثم اتجه صوب الأمهات من الكتب والمتون، فحفظ الكثير وهو دون سن الحلم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ثم اشتغل بالعلم، وهيأ له الله بفضل بيئته العلمية، أن درس على أفضل علماء المغرب وأعلمهم في طنجة وفاس بجامع القرويين، وغيرهما من المدن، منهم[/font][font=&quot]: [/font][font=&quot]والده الإمام المربي محمد ابن الصديق، وشقيقه الحافظ أحمد ابن الصديق، وشيخ الجماعة أحمد الأمغاري، وغيرهم كثير. وجالس بفاس وتبرك بشيخ الإسلام محمد بن جعفر الكتاني قدس سره[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ثم انتقل إلى مصر وسكنها، ودرس بجامعها الأزهر على كبار شيوخه؛ كالإمام محمد بخيث المطيعي، ومسند مصر الشيخ أحمد الطهطاوي، والعلامة محمد إمام السقا. وفتح الله عليه من العلوم، وأصبح يستفتيه فيها كثير من علماء الأزهر وهو لما يبلغ الثلاثين من العمر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ثم ألف وناظر وحقق، وظهر علمه حتى فاق كثيرا من شيوخه، واعترف له أقرانه بالحفظ والإمامة في العلوم، خاصة الحديث، وحكى عن نفسه أنه: يحفظ ما يزيد عن خمسين ألف حديث، ويستحضر صحيحها من سقيمها، وأقوال العلماء فيها ("سبيل التوفيق" ص53)، ولقد شارك في كثير من العلوم الأخرى؛ كالعربية وعلومها، والفقه المالكي، والفقه الشافعي، والأصول، والتفسير، والمصطلح، والمنطق، وغيرها ("سبيل التوفيق" ص51). حتى بات أحد مجددي القرن علما، رحمه الله، وقد كان من دعاة الاجتهاد، اجتهاد العلماء لا اجتهاد العامة أو طلبة العلم[/font][font=&quot]!.[/font]
[font=&quot]وترك شيخنا عبد الله ابن الصديق آثارا لن تنسى، فقد صنف ما يقارب مائتي مصنف، ورغم ذلك قال: "والكتابة تتعبني كثيرا، ولا أجد من يساعدني، ولولا ذلك؛ لكتبت أضعاف ما كتبته من المؤلفات، والحمد لله على فضله وإحسانه[/font][font=&quot]". ([/font][font=&quot]سبيل التوفيق" ص136). وله نكات علمية لم يُسبق إليها قط، كما ابتكر علم [/font][font=&quot]"[/font][font=&quot]بدع التفاسير" وألف فيه[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن تلامذته والآخذين عنه: كبار علماء العصر ومحدثوه؛ كأخويه الإمامين العالمين عبد الحي وعبد العزيز ابن الصديق، والشيخ بكر أبو زيد، عالم المدينة وعضو مجلس كبار العلماء بالسعودية، والعلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، مرشد الإخوان المسلمين بسوريا، وغيرهم، كما أخذ عنه في النحو جدنا الإمام الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني، محدث الحرمين الشريفين، ولما أهديناه موسوعة الجد: "معجم فقه السلف: عترة وصحابة وتابعين" وقرأها، قال لنا: "أنا أفتخر بسيدي المنتصر وأعتبره أنبغ الآخذين عني[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]ولقد سجنه الطاغية المصري جمال عبد الناصر بمصر أحد عشر عاما، بتهمة هو بريء منها براءة الذئب من قميص يوسف، وما كان ذلك إلا بسبب مساندته لكثير من الجمعيات الإسلامية، خاصة "الأخوان المسلمون" إذ كان صديقا حميما للإمام حسن البنا، ووالده الشيخ أحمد البنا الساعاتي، كما ذكر في مؤلفه "سبيل التوفيق[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]وكان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] لا يداهن في دينه، ولا يتملق لقوي، مع شدة في الحق، وحلم مع الخلق، وكان اهتمامه بأمور المسلمين شرقا وغربا كبيرا. وقد اهتم كثيرا إبان أزمة الخليج الأخيرة (حرب الخليج الثانية)، وكتب ضد التدخل الأجنبي، ووقع على عدة فتاوى نشرت في الجرائد وقتها، وخطب في المساجد والنوادي. كما كان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] مجاهرا باستنكار كثير من المنكرات الشائعة، في مجالسه بالجامع والزاوية الصديقية التي كان شيخا لها[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وقد كان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] مساندا للحركة الإسلامية في الجزائر، كثير التقصي عنها، داعيا على عدوها، مناصرا لها، وكذلك كان مذهبه في كل ما فيه علو للإسلام على الباطل، وما ازداد مرضه في هذه السنة الأخيرة إلا بسبب شدة حزنه على ما آلت إليه الأمة من ضعف ووهن، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها". قالوا: "أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟". قال: "لا؛ بل كثيرون، ولكن يفشو فيكم الوهَن". قالوا: "وما الوهن يا رسول الله؟". قال[/font][font=&quot]: "[/font][font=&quot]حب الدنيا وكراهية الموت". ولحبها كثر الخمول، ولكراهية الموت ضعف الإيمان وكثر الغش والانصياع للعدو[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ومهما قلت فلن أوفي فضل شيخنا، هذا العالم المجدد، ولا قدره، فهو البحر في أحشائه الدر كامن، وقد أبدى من صدفاته الكثير. وإن وفاته [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]لخسارة كبيرة للمسلمين، خاصة المغاربة منهم، رحمه الله رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]الرباط: شعبان عام 1413[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذه مقامة ومرثية كنت كتبتها في ترجمة ورثاء شيخنا وحبيبنا العلامة الصالح سيدي عبد العزيز ابن الصديق رحمه الله تعالى، كتبتها بعد وفاته بأيام، وخي تنشر الآن لأول مرة[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مقامة في ترجمة شيخنا سيدي عبد العزيز ابن الصديق الغماري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بقلم: الشريف محمد حمزة بن علي بن المنتصر الكتاني[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]الحمد لله الذي أنار الوجود ببهجة العلماء، وأروَى بهم نفوس العالمين بالحكمة والصفاء، وأقام فيهم بهم حُججه، وجعلهم القائدين الحاملين الناس لججَه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وصلى الله وسلم على إنسان عين الإنسان، ونقطة كون الأكوان، سيدنا محمد، ومولانا أحمد، صلاة تكونُ لنفوسنا دواء، ولقلوبنا شفاء، ولصدورنا بهاء، وعلى آله الأخيار، وصحابته الأطهار[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]أما بعد؛ ولله الأمر من قبل ومن بعد، فلما أراد الله استخلاص الإنسان، في هذه الأرض والسيادة على الأكوان، أرشده إلى طريق الحق والسعادة، وأوامر الله تعالى ليوفي الشهادة، فأرسل فيهم الرسل الكرام، وخلَف كل إمام منهم إمام، فوفَّوا الرسالة، وبلغوا الأمانة، إكراما منه وتنعيما[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان واسطة عقدهم، ومُحلي جيدهم، بل والدَهم وأصلهم: سيدنا محمد بن عبد الله، عليه أفضل صلاة ورحمة من الله، فأكمل رسالة الله تعالى، ورفع الله به الإصر عن الناس فعلا ومقالا، وخلَّفَ فينا ورثة الأنبياء، الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أي: العلماء: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل[/font][font=&quot]".[/font]
[font=&quot]وإني وإن كنت ابن آدم صورة===فلي فيه معنى شاهد بأبوتي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فكانوا الحجج على خلق الله تعالى بعد خاتم الرسل، والذابين عن الشريعة بالسيوف والأسَل، وكان واسطة عقدهم: آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشرف وكرم وعظم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وكان من واسطة العلماء الأعلام، وأهل البيت النبوي الأشراف الفخام: شيخنا علم الأعلام، وبهجة الضياء والظلام: أبو اليسر سيدنا عبد العزيز بن محمد بن الصديق الغماري[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فهو الإمام العلامة، الفقيه الكبير، محدث عصره ومصره، البارع الخطير، الصوفي الذي صافى فصوفي، والجهبذ الذي في ذكره عكوفي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولست أمنح هذا الاسم غير فتى===صفا فصوفي حتى سمي الصوفي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إمام سما عن الثريا واستوى، وتقلد جيد العز ومن بحر جده صلى الله عليه وسلم ارتوى، نجل شيخ الإسلام، علي القدر ضياء الأنام، سيدي محمد ابن العابد الذاكر الأجل؛ سيدي الصديق ذي القدر المُحَل، نجل ساداتنا آل الغماري، الأشراف الأدارسة الليوث الضواري، آل عمر بن إدريس بن إدريس، فرع الحسن بن علي ذي القدر النفيس[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]حب آل البيت فرض عندنا===وبهذا الحب لا نخشى المحن[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإذا سخر الإله أناسا===لسعيد فإنهم سعداء[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد ولد سيدنا في عام 1338 بطنجة العلية، وحفظ القرآن الكريم وبعض المتون على شيخوخاء بلدته الزكية، وملأ من والده وعاءه، وصفى به إناءه، وهو عمدته في العلوم والتربية، والتصوف والتزكية. ثم انتقل للدراسة في الأزهر الشريف، حيث كان في كل فن إمامٌ غطريف، فأخذ الفقه بالمذاهب، والأصول والحديث، والمنطق والكلام وما كان له فيهما رعيٌ حثيث، وأخذ النحو واللغة والتجويد، وعلوم الآلة كاملة بكل تجرُّد وتجريد[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ومن شيوخه بمصر: الإمام بخيت المطيعي، والحبر السمالوطي، والشيخ محمد إمام السقا، وأحمد الطهطاوي مسند مصر والمطلع محمد زاهد الكوثري المُرَقّى، ومن غيرهم: محدث الحجاز المحرسي، وخاتمة الحفاظ الشيخ عبد الحي الكتاني، وعلامة الشام الشيخ بدر الدين البيباني، وغيرهم يا خل نفسي ومؤنسي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وعمدته في الحديث: شقيقه الإمام، البحر الخضم الحافظ الهمام؛ أبو الفيض أحمد رحمه الله، وأخذ العلم ولازم شقيقه الإمام البحر شيخنا عبد الله[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وقد برز في مختلف العلوم الشهيرة، في الحديث والتصوف خصوصا وآثاره أوضح من شمس الظهيرة، وعاد إلى بلاده مملوَّ الوطاب، وزال بفضله أجاج بحر بلاده بل عذُب وطاب، وتفرغ للعلم ثمة بما هو قدوة لغيره فيه، وانزوى فترة في داره لا يُرى إلا دارسًا العلمَ أو متدارسا أو ناطقا به مِن فيه[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد كان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رضي الله عنه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] شديد الغيرة على دينه، وقام بالدعوة إلى الله والتعليم قدرَه ومستطاعه، وجهر بالحق في المواطن الكثيرة، على علو درجة وشجاعة ومواقف مثيرة، وأرشد الناس إلى ما فيه هُداهم، وأوقفهم على نصوص الشريعة ورَقّاهم، وأفاد بمواعظ الإسلام وعلومه زيدا وعمْرا، وأنارت شمسُه البسيطَ ليلا وظُهرا[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فكان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رضي الله عنه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] في الحق لا يخاف الملام، وفي سبيل الله يلتذ الكِلام، فسل شيابا وشبابا عن عُنصره، يخبرْك الشجرُ والحجر بله الناسُ مخبَرَه، حتى تخرج على يديه شيوخ أجلة، ودرس من معين دروسه واستفاد بدورٌ أهلة، فكان شمسَ الخير التي لا تنطفي، وبات في العالمين حبْرًا وقُدوة يا وفي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وأخلاقُه عمَّ البسيط نسيمُها، وأزهارُها جمَّل العالَم رياضُها، فهو الشيخ الحليم الكريم المتواضع، التقي البر الذي في حضرة الإله تخاشَع، حتى تزكت نفسُه بالزكاة الزاكية، وعمت نفحتُها كلَّ من جالسه ساعةً أو ثانية[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]لله ما أحلى سُويعات مضت، في مجالس حفتها الملائكةُ انقضت، عشنا فيها لذاذات الحياة، وذقنا مذاق أهل الجنة السُراة الكماة، في ظل هذا البحر الزخار، والغيث العظيم المدرار[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]قل ما تشاء فأنت فيه مصدَّق===الحب يقضي والمحاسن تشهدُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد كان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رضي الله عنه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] شديد الغيرة على أمة الإسلام، سائلا عن أحوالها ذابا عن حياضها الكفرةَ اللئام، جهورا بالحق، رؤوفا بالخلق، لا يخاف في الله لومة لائم، فيا نعم هذه الخصائلِ والشمائل[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]جمال ذي الأرض كانوا في الحياة، وهم===بعد الممات جَمال الكُتْب والسيَرِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد ترك التصانيف العديدة، والتقاييد المفيدة، ما عدُّه يزيد عن المائة والخمسين، ومُضمنُه ماءٌ زُلالٌ مَعين[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]منها: في حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وكتابان كبير وصغير في توثيق الحارث الأعور، ومؤلف في شرح "توضأ بماء الغيب"، وآخر في زيادة صاحب "نظم المتناثر" الحافظ ابن جعفر الكتاني على صاحب "الأزهار" في الحديث المتواتر الحافظِ السيوطي، بتعاليق شقيقه الحافظ أحمد دون ريب، وآخر في وجوب اتحاد المسلمين في الصيام والإفطار، و"ضوء الشمعة في الكلام على حديث وقفة الجمعة"، و"وثبة الظافر في حال حديث: أترعون عن ذِكر الفاجر"، ورسالة في وحدة الوجود عند الصوفية وشرحها، وغير ذلك من المؤلفات النفيس قدرُها[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وترك من الأبناء الأجلة: الطبيب محمدًا، وطلبة العلم الشريف: عبد المنعم وعبد المغيث وعبد الأعلى، أنبت الله غرسهم، ووفَّر علمهم، بمنه تعالى وكرمه، وجعل العلم والفضل والدين في نسلهم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولما أراد الله اصطفاءه، ونقْله إلى جنابه واعتلاءه، كانت النكبة الكبرى علينا أجمعين، والصيحة العظمى على كل المسلمين، فكان خروج روحه الطاهرة، بعد عصر يوم الجمعة السابع من رجب الفرد عام ثمانية عشر وأربعمائة وألف في طنجة الزاهرة، بعد مرض ألزمه الفراش عاما تقريبا، فيا حسرتاه على فراق هذا الإمام، الذي بوفاته خسر العالم أحد كبار العلماء المحدِّثين الجامعين الفخام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]كل ابن أنثى وإن طالت سلامته===يومًا على آلة حدْباء محمولُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبعدَ آدم ترجون البقاء، وهل===تبقى أصول لفرع حين ينهصر؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلى الفناء وإن طالت سلامتهم===مصير كل بني أنثى وإن كبروا[/font][font=&quot]![/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فهذه نبذة موجزة، وسلعة مُنجَزة، في ترجمة هذه الكَمْكَمة الفخيمة، والقبضة العظيمة، فاللهمّ ارض عنه يا ربنا، ونوِّر ضريحه واملأه سنا، وأعل مقامه، واجعل في الجنة بحبوحَه، وتجاوز عن سيئاته، ووسِّع مُدْخَلَه، واغسله بالماء والثلج والبرَد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوبُ الأبيض من الدنس، واجعله من رفقاء جده صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا تفرق إلهي عن الجذع غُصنه، بشاهد: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء[/font][font=&quot]}.[/font]
[font=&quot]وحيث بلغ المصاب الوصاب، وتخطف القلوبَ انقِلاب، قلت، وعلى الله عولت[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]لكل همٍّ إذا ما عَمَّ إسكانُ=== وكلِّ طَلٍّ إذا ما طَلَّ بُنيانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكلِّ خُطْءٍ على الأكوان مَرْجَعَةٌ===لأصلِ خُبْرٍ، وما للدمع نُقصانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بدتْ لواعجُنا تحكي المُصاب بنا===من بعد صمتٍ عَراهُ الهمُّ ألوانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والسيلُ فاق الزُّبا في كل ناحيةٍ===في حال دين الإله انهدّتَ اكوانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لا شمسَ ساريةٌ إلا ويَعقُبُها===ليلٌ سديمٌ ونومٌ ثم هُجرانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والموجُ يعلو السما شُمخًا ويعقُبُه===عَوْدٌ لمَهجَعِه، والوحْشُ يَقظانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والسيفُ يقطَعُ كل العظم في سِنةٍ===وينقضي نَخِرًا مِن مِثلِه البانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والعمر بعد شباب الجدِّ يعقبُه===عجزٌ فموتٌ، وما في القبر سلوان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا رُبَّ مَفجَعةٍ هُدَّ الجبالُ لها===أتى من الله تعويضٌ وإسكانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وما لمَفجَعِنا بُرْءٌ يُداوى به===وما لِمَدْحَرِنا قَلْعٌ وإعلانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فالعزُّ قد ذهبنْ في غابر الدهر، والـ===ـحريةُ انقشعتْ، والذل عنوانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والدينُ قد نُسي، الأحكامُ قاطبةً===والعلمُ قد دُفننْ في القبر رَمسانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لا حُكم في شرع رب العالمين هُدًى===يسوس أمتَنا، والشرعُ غَرقانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والناس زائغةٌ في الصبح قبل الدُّجا===والعُهرُ مُنتشرٌ، والظلمُ ولهانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والخمرُ في علنٍ على الرؤوس، كذا===أكلُ الربا عادةٌ، والبغيُ إعلانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وسُنة المصطفى الرحيمِ مَسكنُها===قد عاد للوحْش، بل سكانُه الجانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا لائمي في البُكا، مهلا، فلا تعذِلَنْ===فالنفسُ قد كُسِرَتْ، والقلبُ بركانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا لائمي فدع الملامَ إن بيا===همٌّ وغمٌّ، ونيرانٌ وأشجانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا لائمي في النحيبِ؛ جُزْ ولا كرمٌ===إن الكرامَ غدوا في الدهر ما كانوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا لائمي قد مضى كل الغرام، فقد===زال القناعُ، وعمَّ النفسَ أحزانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وانظُر إلى الأفْق، بل وانظر إلى سُفُل===الكلُّ نُدْبٌ، بل الألوانُ صُفرانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فذا لمَدمَعةٍ، وذا لمَندَبةٍ===وذا لهذيٍ، وذاك الخِلُّ موْتانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وذا أُصيبَ بحُمقٍ، ذا لِمَخبَلةٍ===وذاك يسأل ما يسلوه، حيرانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد اُصيب برُزءٍ دينُنا، ويليا===لقد أصاب أساسَ الدين بُركانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أغابتِ الشمسُ في أُفْقِ السماء أخِي===أم حُشِّرَ الوُحشُ، أم قد شاب صبيانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بلى عَذولي؛ لقد مات الإمامُ السري===عبدُ العزيز الغُماري، وانقضى الشانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذاك الإمام الذي قد خصَّه ربنا=== بالعلم حُكما وفِعلا ما صفا البان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذاك السريُّ الذي ذو البحرِ يخجلُ مِنْـ===ـهُ، والتواضُعُ، فيه الخيرُ ألوانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بحرٌ سما بالعلوم الراسياتِ، كذا===خلْقٍ عظيمٍ كساهُ البِرُّ والشانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والجهرِ بالحق، والإعلانِ فيه بلا===خوفٍ ولا وجَلٌ كما الأُلى كانوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مَن للحديث على الأصحاب يقرأهُ===كما روى عن أبي إسحاقَ سُفيانُ[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]يقول: حدَّثَنا، يقول: أنبأنا===وذا صحيحٌ، وذا للضعْف عُنوانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يروي الحديثَ بفقهٍ ضمَّهُ عملٌ===يحكي المسانيد، بالعدنان ولهانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مَن للمَسائل في الأحكام يَعرِضُها===مع الدليل، حكيمٌ ثُم يقظانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فذا حكاهُ الإمامُ مالكٌ، وكذا===حكاه أحمدُ، أو قد رَدَّ نُعمانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وذا اجتباه الإمامُ الشافعيُّ بلا===مينٍ، وذاك عليه التَّركُ والرانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يقول: ذا سُنَّةٌ، وذا لمَحرَمة===قال الرسول بهذا، نِعمَ ذا الشانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا رُبَّ مجلسَ عمَّتْه الملائكُ في===قبر المشيشي حباهُ البِرُّ والشانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كم ضمَّ من أوليا، وضمَّ مِن أصفيا===ومنه عاشتْ قلوبٌ ثُم أبدانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحلْقة الذكر إذ كان المديرَ لها===ومنهُ عمَّ الحضورَ النفحُ ريّانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبكي العلومَ وأبكي السمتَ مَطلعُه===مِن شيخِنا الحَبر مَن في العلم غَطسانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبكي، وهل تنفعُ العبَراتُ صاحَ جوى===بُعدَ الفِراخ عن العُش الذي كانوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سُكْري وعَرْبدَتي للحُزن لا نَفَعٌ===دنّي بلهوٍ، وإغفالٌ وإعلانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخٌ زكَاهُ الإله بالعلوم وبالـ===ـجذرِ الرفيع لآلِ المصطفى اْغصانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مِن آل إدريسَ فخرِ الكون جُملتُهم===والعدُّ، إن رُمتهم جمعٌ ووحدانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مِن دارِهم عِزّةٌ إدريسُ كان لها===أسًّا، ونجلُ مشيشٍ فيه عُمرانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]منهم: أبو الحسن القطبُ الهُمامُ شذا===منهم: أبو الفيض ختمُ الكون ما زانوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبوه فخرُ العلوم في الأنام، وكم===صفَتْ به من قلوبٍ شابها الرانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شقيقُه حافظٌ قد فاق في سِعةٍ===جمعًا لمن سلفوا من حيثما كانوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كذاك عبدُ الإله الحَبرُ في عددٍ===من العلوم، سريٌّ، مثلُه بانوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والزمزمي الحَبْرُ شيخٌ في الصفاء له===نُزْلٌ عظيمٌ، سقاه الخيرَ رحمانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعابدُ الحي ذاك الفخرُ مؤتلقٌ===بحرُ الأصول ومَن بالعلم ريّانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمدٌ نجلُ صدِّيقَ شمسُ هُدى===أنجالُه ضوؤها، بل كلهم شان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وشيخُنا قمرٌ عمَّ الورى نورُه===نِعمَ الإمامُ، ونِعمَ السُّحْبُ هتانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لما الإله اجتباه في الجنان؛ غدت===شمس النهار ظلاما، والضيا بانوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بكت طيورُ السما، بل حُقَّ مَندَبُها===وفي البحار تنوحُ الدهرَ حيتانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفارَ نهرُ سِبَوٍّ بالدموع، بلا===قد صار بالدمِّ لا بالماء فَوْرانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واقفرَّت الأرض مِن علم ومن عمل===وعزَّ مُصلحها، والربُّ حنانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]([/font][font=&quot]تبكي الحنيفيَّةُ البيضاءُ من أسفٍ===كما يكى لفِراقِ الإلفِ هَيمانُ[/font][font=&quot])[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]على ديارٍ مِن الأعلام عامرة===قد أقفرت ولها بالجهل عُمرانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأين فاسَ وأين مَرَّكُشَّ، كذا===أين العلومُ التي ضمتها بغدانُ؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بل أين زيتونةٍ، أين الدروس التي===كانت بمصرَ لها صيتٌ وإعلانُ؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أين الحجازُ، وعِلمٌ ما ورا أنهُرٍ===بلْخٌ بُخارى، وتِرمِذٌّ وجيحانُ؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]([/font][font=&quot]فاسأل بلنسيةً: ما شأن مُرسيَةٍ===وأين شاطبة أم أين جيّانُ؟[/font][font=&quot])[/font]
[font=&quot]([/font][font=&quot]وأين قرطبةٌ دارُ العلوم، فكم===مِن عالِم قد سما فيها له شانُ؟[/font][font=&quot])[/font]
[font=&quot]بل أين أندلسٌ، وأين مغربنا===وأين مشرقنا؟، والعلمُ فُرقانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا أمةً قد كساها العِزُّ في زمنٍ===ضاءت بها أنجمٌ واعتزَّ أزمان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عودوا لربكمُ، عودوا لعِلمكمُ===الويل إن لم تعودوا، أين أيمانُ؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعُدُّوا أجوبةً حين الرسولُ يَسَل===ما كان فعلُكمُ في الدين، ويلانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أين الجوابُ، وأين الوجهُ من خَجَلٍ===لا نفْع إن لم يكن فعلٌ وإحسانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قد عمكم فعلُكم بالفقر ثم البَغا===وشابكُم كُل ذُلٍّ ثم مُسخانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يوم انقطعتُم عن العلم الرشيدِ هُدى===أسِّ الديانة، نورٌ فيه عنوان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]طوى إمامَ الحديث الموتُ، فانطلقوا===إلى خُطاه، فإن الظلمَ سَلوانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سقى الإلهُ لأنجال الفقيد هدى===مِن حوض والدهمْ علمًا له شانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والدينَ والنُّجْحَ والتوفيق، ربِّ ولا===يَبْتِل إلهي خيوطًا، فهْوَ حنانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان دارُ الإمام في الجنان مع الرْ===رَسول والأنبيا يُرضيه رحمانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]آمينَ ما عمَرَت في الدُّور صوتُ درو===سٍ مِن علومٍ وذِكرٍ فيه إيمانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم الصلاة على المختار سيدنا===أصلِ الفُهوم ومَن للخير بُنيانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وآلِه والصِّحاب التابعين، كذا===كل الذين زكوا: علمٌ وإحسانُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبياتُها قد أتت في عدِّها مثلما===عمرُ الإمام مضى، والله منان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأربعاء: 12 رجب الفرد عام 1418. عمان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] الأردن[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتمت القصيدة في 17 منه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ملاحظة: جعلت لتقرأ برجَز ونغم لا إنشاء[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]الشيخ عبد الحي بن الصديق الغماري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بقلم: الدكتور الشريف محمد حمزة بن علي الكتاني[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اقتدى طريقه واتبع نهجه، وبعد؛ فهذه مرثيتي في مفيدنا العلامة الأصولي الشيخ عبد الحي بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى، أصدرها بترجمة له من فهرستي الصغرى المسماة: "الغصن الوراف في إجازة الحبيب السقاف"، ثم برسالتين لي؛ الأولى مؤرخة بـ: 22 شعبان عام 1415، والثانية بـ: 25 شعبان عام 1415، كلاهما مني لشيخنا العلامة المحدث سيدي عبد العزيز بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]ترجمة العلامة عبد الحي بن الصديق الغماري[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]ومنهم: الشيخ الإمام، العلامة الأصولي، المؤلف الشريف؛ أبو الإسعاد عبد الحي بن محمد بن الصديق الغماري الإدريسي الحسني الطنجي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولد في حدود عام 1337، وأخذ عن جمع؛ منهم: والده الإمام العارف أبو عبد الله، وشقيقه الحافظ أحمد، ورحل إلى المشرق، وأخذ عن أعلام الأزهر، وترك مذهب مالك، وتأثر بالظاهرية[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وكان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله ورضي عنه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] سلفي الاعتقاد، وصوفي المشرب، على غير اتزان في تصوفه، بل يرد على الجهابذة، وكان شديدا في مذهبه، ذابا منافحا عن رأيه، لا يعير اهتماما لقول زيد ولا عمرو، وله كتاب في عدم إحاطة أحد من الأيمة الأربعة للسنة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وكان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] حسن الخلق، مكرما لضيفه، محبا للكتانيين، وكان شديد المحبة في جدنا أبي هريرة المذكور، وفي نجله الآتي ذكره من بعد: خالنا الشيخ بدر الدين الكتاني، دائم الزيارة له[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وكان قويا في الأصول خاصة، يثبت لك الحديد خشبا، والعود صخرا، طويل القامة، قصير اللحية، يخضبها بالسواد، جميل الهيئة، أبيض اللون[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ومما حضرته له: مجلس في بيت أخوالي بسلا هو وشقيقه شيخنا الحافظ عبد الله، ودار النقاش عن عدة أشياء؛ منها: التصوير، وكان يرى حرمته. وقد استجزته وقتها فوعدني بالإجازة عندما أزوره في طنجة، وكتابتها لي [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] حسبما أتذكر[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وأظنني أكدت عليه شفاها فأجازني والله أعلم، ولم أذكره في شيوخ الإجازة لأنني شاك في ذلك. وعلى كل؛ فأتصل به إسنادا عن طريق السيد الشريف الحسن بن علي السقاف الباعلوي الحسيني عنه[/font][font=&quot]. [/font]
[font=&quot]وقد توفي [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله ورضي عنه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] فجأة بطنجة عام 1415 للهجرة، وكانت جنازته كبيرة حافلة، وعظمت بوفاته الرزية. انتهى منه بلفظه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]رسالة خبر مرض الشيخ عبد الحي الغماري[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من عبدَه، وآله وصحبه، ومُتبعٍ حزبَه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]إنه إلى حضرة الشيخ الإمام، المحدث الهمام، بركة المغرب، والمعيار المعْرِب؛ سيدي ومولاي أبي اليسر عبد العزيز بن محمد الغماري الحسني، أبقى الله في عوالي الأنواء مقامه، من محمد حمزة الكتاني، سلام الله عليكم ورحماته وبركاته تترى وتتوالى، وهو[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]قد بلغني كتابكم الشريف المنيف بكل خير ويمن، فسعدت إسعادا، وألممت بمضمونه إلماما، مهتبلا بما أوليتموني به من رعايتكم، وأسدلتموه علي من بساط عطفكم[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولقد أحزنني [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] والله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وأزعجني وأقلقني ما أنبأتموني به من مرض الشيخ سيدي عبد الحي، فقض لي مضجعا، واستثار لي مرجعا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ويشهد الله تعالى أن للإمام سيدي عبد الحي في قلبي، بل وفي قلب الكتانيين مكانا واسعا، ومن صغري ونحن نسمع الثناء عليه من لدن سيدي الخال بدر الدين الكتاني، وعلى علمه الواسع، وبالأخص في الأصول، فهو بحمده تعالى شامة في وجه أهل السنة والجماعة، شفاه الله تعالى وعافاه، ورزقه، وأمده من مدده الواسع[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]بلغَني مُصابُ عالم الأصولِ===عالي المجدِ، وفحل الفحولِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبي السعودِ الذي قد تعالى===بعلمٍ وفضلٍ، وخيرِ وُصولِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تبدّى بجاهٍ وعِلمٍ كبيرٍ===فصار لذاك عظيمَ المقالِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شفاهُ إلهي لِما قد عراهُ===بجاهِ نبي الورى والرسولِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فجعل الله ذلك قوة بعد ضعف، ومغفرة ورضوانا، ورفعًا للدرجات، وسدًّا للكربات، بجاه النبي وأهل الدوائر[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]أعيذُه بالواحد===من شر كل حاسِد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولقد عدت منذ يومين من العمرة، وكنتُ تذكرتكم هناك عند الروضة الشريفة، والكعبة المشرفة، فزوَّرتُكم سيدنا رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، ودعوت لكم بما المرجو منه القبول، ولشيخي الحافظ أبي الفضل رحمات الله ورضوانه عليه تترى[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فوا أسفا على شيخي وحِبي===ومسكَنِ قلبي وروحِ الجِنانْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومَنبَعِ علمٍ ونَبْعِ الضيا===ءِ، ورأس العلومِ، وسُحْبٍ هِتان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]انتهى المقصود من الرسالة، وهي طويلة، ولكن في أمور أخرى[/font][font=&quot]...[/font]
[font=&quot]رثاء الشيخ عبد الحي الغماري رحمه الله تعالى[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، ولا حول ولا قوة إلا بالذي حكم على الخلق بالفناء، وتميز دومًا بالقدم والبقاء، الذي وصف الموت بالمصيبة دون كل حدث سراء أو ضراء، فجعله عظة وموعظة للعقلاء، والذي ابتلانا بموت الحبيب صلى الله عليه وسلم فكانت العظة والسلوى لذوي الصفاء، وجعل أعظم بلوى على الأمة موت السادة العلماء، ورثة الأنبياء، فلا حول ولا قوة إلا به الذي جعل بعد السراء ضراء، والذي وعدنا بالأجر الجزيل على الصبر في المصيبة واللأواء، وصلى الله عليه خيرِ من وطيء الثرى وأكرم من سكنها تحت وفوق السماء، صلاة تكون لأنفسنا صبرا، ولروحنا سلوا، ولقلوبنا خير دواء، وإنا لله وإنا إليه راجعون[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]إنه من محمد حمزة الكتاني إلى حضرة شيخي ومجيزي، محدث العصر وعلامته، وزهرة الوقت وروضته، وإمام الوقت ونسمته، أبي اليسر وأبي العز سيدي عبد العزيز الغماري الحسني، رفع الله في العوالي مقامه، وأحاطه بحفظه وكرمه وإنعامه، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته...وبعد[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فقد كنت عند الشيخ الحسن بن علي السقاف اليوم الخميس 25/8/1415هـ، وأخبرته عن مرض الشيخ سيدي عبد الحي رحمات الله ورضوانه عليه تترى، وإذا به في لحظة يُعلمني أن بريدا مستعجلا منكم قد وصله (فاكس)، وبه الفاجعة الكبرى، والبلية العظمى، وهي: وفاة الشيخ الإمام الأصولي، العلامة الفقيه؛ أخيكم سيدي عبد الحي ابن الصديق، ففجعت لذلك، وبهتُّ استغرابا وحُزنا، ثم أعطاني الفاكس وقرأتُه، وتيقنت الأمر بخطكم، حفظكم الله تعالى[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ووالله ثم والله لم يكن أمرُ المرض خاطرا لي ببال، ناهيكم بخبر الوفاة، حتى وصلتني رسالتكم منذ أربعة أيام تقريبا، فعلمت نبأ المرض، فقلت: لن أرسل رسالتي بإذنه تعالى حتى يكون الشيخ [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] قد عاد إلى صحته، فبلغت الفاجعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ويعلم الله تعالى ما كان يشغله الشيخ عبد الحي [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] ومازال [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] في نفسي، وفي كثير من محادثاتي ونقاشاتي، بيد أنها الكروب تلو الكروب، والابتلاءات تلو الابتلاءات، ولو لم ينكب المغاربة سوى هاته النكبة لكفاهم حزنا وخسارة، وموت العالِم موتُ عالَم، في الزمان الأول، أما الآن؛ فأكثر من موت عوالم، وصدق الأول إذ قال[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]أخي؛ كل يوم أصطلي بمآتمي===واركبُ متن الكاربات الكواظم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأقول[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]أرانيَ في البيدا ألفُّ عمائمي===وأجمعُها حزما بحالةِ هائم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أشق جيوبًا من مآسٍ تراكمِ===أخي كل يوم أصطلي بمآتمي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأركبُ متن الكاربات الكواظمِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكأن السام لا يزيده الوِرد إلا العطش، ولا الزيادة إلا النهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وكما تعلمون أن في هذا الأسبوع ذكرى وفاة جدي الشيخ محمد الباقر الكتاني رحمة الله عليه، فمنذ يومين رأيت وكأن أهلي يبكون على جدي الشيخ عبد الرحمن رحمه الله، ويتحسرون على أنهم نسوا ذكرى وفاته، وكأنها مرت منذ أيام، فقمت مغموما ولم أخبر أحدا بها، حتى بلغتني هاته الفاجعة، ففسرتُها بها، ويعلم الله أنني أذكركم آل الصديق كأهلي وآبائي في كثير من المجالس، ولله ما أعطى وله ما أخذ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فأسأل الله تعالى أن يلهمكم الصبر والسلوان، وأن يرحم الفقيد ويرفعه مع جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: [/font][font=&quot]{[/font][font=&quot]والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء[/font][font=&quot]}[/font][font=&quot]، وأن يبقي لنا آثارا نتذكره ونترحم عليه [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] بها، وكما قال الأول[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]يا عينُ؛ إن بعُد الحبيبُ ودارُه===ونأتْ منازلُه وشطَّ مَزارُه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فلكِ الهناءُ، لقد حَظِيتِ بطائلٍ===إن لم تريهِ؛ فهذه آثارُه[/font][font=&quot]![/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وأقول[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]عيناي جودا بوابِلٍ هتانِ===على فقيدٍ هَفَتْ له أزماني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]نفسي على هذا المُصاب تقطعتْ===وشُعاعُ حُزنٍ سابلا يغشاني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وسحابُ مُزنٍ مِن كروبٍ سارحة===قلبي تفطَّرَ مِن بلًا أضناني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ماذا أقول وذي الصروحُ تمايلتْ===وتحطمتْ ولاحقَتْها مباني؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ماذا أقول وتي العلوم تنوح: هل===مِن فارسٍ أو ماجدٍ يرقاني؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ماذا أقول وفي السويدا مُضغةٌ===نيطَتْ بما سُفُّودُه أعياني؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا أمة الإسلام حسبُكِ مَفجَعًا===قد حل ساحتكم بلا عنوان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والكلُّ مهمومٌ وباكٍ، صارخٌ===ومُظَعَّنٌ، ناءٍ عن الخلانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لوفاةِ شيخ العلمِ نسْلِ نبيِّنا===شيخِ الشيوخِ وبهجة الميدانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذي السعد والإقبال عبدِ الحيِّ مِن===آلِ الغماري، ظاهرِ الإحسانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخٌ تزهّى في العلوم مُنقِّبًا===من كل فجٍّ شامِخِ البنيانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيخُ الأصول وشيخُ فقهٍ مَن بدا===كالدُّرٍّ نضْرًا أو صفا العقيانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا زَهرةَ الميدان، يا سُعداءُ؛ قلـ===ـبي مِن فِراق الحِبِّ قد أعياني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شطحتْ ومالتْ في بهاءٍ مُبهِجٍ===عكسَتْ محاسنَها على الأعيانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم انثنت وترنَّحتْ بجمالها===ما طال رونَقَها بذي الأزمانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إلا سليلةُ عنبر كربوعها===ولبيسةُ المجدِ عن الخِلان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبلحظة دهَشَ الجَمالَ جَمالُها===وبطلعةٍ يغشى لها بنياني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هربتْ، وسارتْ في شموخ لباسها===نحو المليكِ، مَليكِ كل بيانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ظلَّ الفؤادُ لِحُبِّها ولِسَبْيِها===يبكي مصابَ عُبَيِّدي الرحمنِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا أمة الإسلام حَسبُكِ مِن سُباتٍ شا===خِرٍ وتذكري المنانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يا أمة المختار إنكِ في المهاوي الكا===دحات البائناتِ تُعاني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن العلومَ وسنةَ المختار أحْـ===ـمد قد دعتكُم عاليَ الأفنانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قوموا إلى العلياء، وفُّوا حق عبْـ===ـدِ الحيِ ذي العلمِ وذي القرآنِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قوموا، فحولكمُ مُحدِّثُ عصرنا===عالي المقامِ، ومَعكَسِ الإحسانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]علامةٌ، متواضعٌ، عالي المقا===مِ، إمامِ ذا العصرِ على الخلانِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]عبدُ العزيزِ العِزُّ بين ظُهورنا===عِزٌّ تَعزَّزَ، بالعلومِ سباني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فاحفظهُ يا ربي بجاه نبينا===وبجاه مَن ظهروا على الألوان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وارحم إمام الفقهِ، والحقه بأحْـ===ـمَد جدِّه ذي العلم والإحسان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والحمد لله على بلوائه===والأوبُ في الأخرى إلى المنانِ[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم الصلاةُ على الذي بمصيبتهْ===تُنسى مصائبُنا بكل زمان[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فآجركم الله تعالى، وخفف ما نزل بكم وبنا، من هذا المصاب، وكما قيل وأنتم الأدرى[/font][font=&quot]:[/font]
[font=&quot]ما المرء إلا حديثٌ بعدهُ===فكن حديثًا حسنًا لمن وعى[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومولاي عبد الحي خيرُ حديث وخير ذِكر، ومن أفضل الأمثلة الواقعية لدفع طلبة العلم نحو التعمق والتمرس في العلوم الشرعية، فرحمة الله عليه ورضوانه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وعزوا باسمي جميع الأشراف عندكم، وبالأخص الشيخ سيدي الحسن، والشيخ سيدي إبراهيم، وأبناءكم أسيادي محمد وعبد المنعم وعبد المغيث وعبد الأعلى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]25-26/ 8/ 1415[/font][font=&quot]هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]-[/font][font=&quot]انتهى[/font][font=&quot]-[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الإمام الرهوني[/font]
[font=&quot]الإمام الرهوني -بضم الراء[/font][font=&quot]- [/font][font=&quot]هو أبو عبد الله محمد بن أحمد الرهوني، شيح الجماعة وخاتمة المحققين والعلماء العاملين، حامل لواء المذهب باليمين، العلامة المتفنن المتسع المؤلف المتقن المطلع[/font][font=&quot].[/font][font=&quot] إليه المرجع في المشكلات، وعليه دارت الفتوى بالمغرب[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]أخذ عن الشيخ التاودي وأجازه إجازة عامة، والشيخ محمد الورزازي،و الشيخ محمد البناني، والشيح محمد الجنوي وانتفع به وأجازه إجازة عامة، وغيرهم[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وعنه جماعة: منهم الشيخ الهاشمي بن التهامي، ومحمد بن أحمد بن الحاج، والمكي بناني الرباطي، والشيخ عبد الله بن أبي بكر المكناسي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]له تآليف مفيدة رزق فيها القبول، ورسائل وخطب بارعة منها[/font][font=&quot]: [/font]
[font=&quot]1- [/font][font=&quot]حاشية على شرح ميارة الكبير، على المرشد المعين، لم يكمل[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]2- [/font][font=&quot]وحاشية على شرح الزرقاني على المختصر، دلت على طول باع وسعة اطلاع[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]3- [/font][font=&quot]وأرجوزة في الحيض والنفاس ذيَّل بها المرشد المعين، شرحها تلميذه الشيخ عبد الله المذكور[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وغير ذلك[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]مولده في ذي القعدة سنة 1159، وتوفي سنة 1230 هـ[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]رحمه الله تعالى رحمة واسعة[/font][font=&quot] .. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذا نص ترجمته في كتاب شجرة النور الزكية في طبقات المالكية .. ص 378[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ولا شك أن حاشيته على شرح الزرقاني مفيدة جداً، وفيها تحقيقات نادرة[/font][font=&quot] ..[/font]
[font=&quot]هو أبو عبد الله مْحَمَّد بن أحمد الحاج الرهوني بضم الراء، نسبة إلى رهونة، قبيلة بجبال غمارة من المغرب، الوزاني قرارا، أخذ العلم بفاس، وكان حافظا للمذهب، متقنا فقيها متفننا، له حاشية على الزرقاني، لخص فيها ما زادته حاشية التاودي بن سودة على بناني، ولكن لم يستوعب، ويقال إن نسخها مختلفة، واستعان أيضا بطرر شيخه أبي عبد الله محمد بن الحسن الجنوي الحسني ثم التطواني، خطيب جامع العيون بتطوان، المتوفى بمراكش سنة 1200 هـ [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهذه الطرر كانت له على الزرقاني والحطاب والمواق والشيخ مصطفى الرماصي والشيخ بناني، فلخصها الرهوني في حاشيته المذكورة(2[/font][font=&quot]) [/font]
[font=&quot]كان الرهوني من فقهاء وقته النظَّار، وممن تفتخر به الأعصار، دارت الفتوى عليه في المغرب زمانا، وكان ملجأ الملمات في النوازل والأحكام على طريقة المذهب. توفي سنة 1230 هـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1)[/font][font=&quot]أخذتها مختصرة من ترجمة الحجوي له في الفكر السامي (2/296 و297) وللمؤلف كلمة عن طلبه للعلم وذكر شيوخه ومروياته في مقدمة حاشيته المذكورة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot](2) [/font][font=&quot]قال شيخنا أبو أويس محمد بو خبزة حفظه الله تعالى عند مراجعته لهذه الترجمة هنا في طرة على مسودتي للتحقيق:" والواقع أنه جلب على حواشي بناني والتاودي نصوصا جمة كان ينقلها مباشرة من دواوين الفقه المالكي جليلة ونادرة استفادها من خزانة الزاوية الوزانية كما يعلم من مراجعة الحاشية المذكورة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]حاشية الإمام الرهوني على شرح الزرقاني لمختصر خليل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من الكتب التي حظيت بالاعتناء والتقدير، ولقيت القبول والثناء الوفير؛ كتاب [/font][font=&quot]«[/font][font=&quot]أوضح المسالك وأسهل المرَاقِي إلى سَوالله الموفقبْكِ إبريز الشيخ عبد الباقي» والذي اشتهر بحاشية الرهوني، للعلامة الجليل أبي عبد الله مَحَمَّد ـ بفتح الميم الأولى ـ بن أحمد الرُّهوني (ت1230هـ)، أحد أعلام المالكية في أواخر القرن الهجري الثاني عشر، وبداية الثالث عشر، ومن دارت عليه الفتوى بالمغرب في ذلك الوقت، وهو عبارة عن حاشية وضعها على شرح الشيخ عبد الباقي الزرقاني لمختصر العلامة خليل، ودعاه لوضع هذه الحاشية ما رآه من وجود بعض الإشكالات في مختصر خليل أغفل الشيخ الزرقاني في شرحه حلَّها، أو لم يستوعب الكلام عليها، وكذلك ما وقع لبعض الشراح بعده من قصور في إزالة اللبس عنها، وتخطئتهم له بسبب عدم فهم كلامه، والمقصود هنا حاشيتا شيخيه العلامة محمد التاودي ابن سودة، والعلامة محمد بن الحسن بناني حيث «تعرضا رضي الله عنهما لتتبع كلامه بما أراحا الناظر فيه من تعب، وأوقفاه من كنوزه الخفية على ما طلب، وأبديا من التنبيهات، والفروع، والفوائد ما لا ينكره إلا جاهل أو معاند، لكنه بقيت فيه مواضع يحتاج إلى التنبيه عليها لم تقع منهما إشارة إليها، اعتقدها الطلبة من كلامه صحيحة...كما اعترضا كثيرا من مسائله الصحاح، ونسباه فيها إلى الخطأ الصُّراح» ثم قال رحمه الله«ولما وقفت على بعض ذلك ... وقع في خَلَدي أن أقيد ذلك[/font][font=&quot]».[/font]
[font=&quot]وقبل الشروع في المقصود قدم لحاشيته بمقدمات مهمة؛ الأولى: في فضائل العلم والحث عليه، والثانية: في بيان حكم تعلم العلم وتعليمه، وكيفية طلبه، فيما خصص المقدمة الثالثة لترجمة الأشياخ الثلاثة الذين استفاد من حواشيهم، وهم محمد التاودي ابن سودة، وأبو عبد الله محمد بن الحسن بناني، وأبو عبد الله محمد بن الحسن الجَنَوي[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وبعد هذه المقدمة شرع في التعليق على شرح الزرقاني، فبدأ بكتاب الطهارة، ثم الصلاة، وهكذا إلى آخر الكتاب، فيورد قول الأصل ـ أي قول الشيخ خليل ـ ويُثَنِّي بكلام الزرقاني عليه، ويُثَلِّث بكلامه عليه، وأحيانا يكتفي بإيراد كلام الزرقاني فقط، وكثيرا ما ينقل كلام الشيوخ الثلاثة التاودي ابن سودة، ومحمد بناني، ومحمد الجنوي، وقد وضع لكل واحد منهم رمزا خاصا به ذكره في المقدمة، وباقي الرموز جريا على من تقدمه من شراح خليل، كما يتميز منهجه في هذا الشرح بطريقته الجدلية، حيث يناقش الأقوال ويرجح بينها، ويدفع الاعتراضات التي قد يتوهمها القارئ، على شكل سؤال، يتولى الإجابة عنه، فيقول مثلا: فإن قلتَ:كذا وكذا، قلتُ...، وكثرة النقول عن فَطَاحِلٍ العلماء المالكية، فيأخذ القارئ في رحلة بين هذه المصادر متقدمها ومتأخرها من حديث، ولغة، وفقه، ونوازل، وغيرها، مع الأمانة في النقل، وعدم التصرف في العبارة، فغالبا ما يختم نقوله بقوله: «انتهى منه بلفظه»، أو «انتهى موضع الحاجة منه»، أو«قال فلان ما نصه»، وما شابه ذلك، ، وكذلك الاعتناء بضبط الأسماء، والألفاظ، وشرح الغريب، والاستعانة في ترجيح الأقوال بعضها على بعض أو تخريجها ـ إذا خالفت المذهب ـ ببعض القواعد الأصولية المقررة عند مالك، كمراعاة الخلاف، ومفهوم المخالفة مثلا[/font][font=&quot].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ونظرا لتمكن الرهوني من ناصية اللغة، والأدب فقد وظف ذلك في حاشيته هذه، حيث يقف القارئ في ثنايا كتابه هذا على بعض الأبيات من بديع قريحته، ضَمَّن فيها مسائل فقهية تقريبا لحفظها، وتيسيرا لفهمها، كما فعل في آخر مسائل سجود السهو، والشفعة، وأحيانا أخرى يستدرك كما في كتاب الوكالة حيث استدرك على الزقاق في لاميته، وفي كتاب الوديعة على شيخه التاودي ابن سودة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وقد حظيت هذه الحاشية بقبول كبير لدى العلماء لمكانة مؤلفها، وإبداعه فيها، فقال عنها صاحب شجرة النور الزكية: «دلت على طول باع، وسعة اطلاع»، وقال الحجوي في الفكر السامي:«دلت على فضله، وتمكنه من علم الفقه فضلَ تمكن، فلقد أجاد فيها كلَّ الإجادة، ...فأحسن الإفادة، وسلك في التحقيق طريقا صريحا، ومَهْيَعًا صحيحا... ـ إلى أن قال ـ فهي مما ادخره للمتأخرين فكانت حجة على المتقدمين[/font][font=&quot] ».[/font]
[font=&quot]ومن أوجه اهتمام العلماء بهذه الحاشية، اختصارها لأبي عبد الله محمد بن المدني كنون (ت1302هـ)، طبعت مع أصلها[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]ورغم أن الكتاب بهذه الأهمية، فإن مما يعيق الاستفادة منه كثرة الرموز التي درج المؤلف على استعمالها؛ ذلك أن شُرَّاح خليل كثيرون، وكلما نقل المتأخر منهم عن المتقدم، فإنه يحتفظ باصطلاحاته، ثم يضيف إليها اصطلاحات جديدة خاصة به، وهكذا إلى زمن الرهوني، فالقارئ للكتاب لأول مرة لن يستطيع فهم كلام الرهوني ونقولاته دون الاستعانة بمن سبقه، مما يجعل محتويات الكتاب صعبة المنال إلا على المتمرس بهذا النوع من الحواشي، ومما يزيد في تعقيد ذلك غياب طبعة محققة تحقيقا علميا للكتاب[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]صدرت الطبعة الأولى من حاشية الرهوني سنة 1306هـ، بالمطبعة الأميرية ببولاق، بمصر، في 8أجزاء، ثم قامت دار الفكر بإعادة تصويره عن الطبعة السابقة سنة 1398هـ/1978م[/font][font=&quot].[/font]
 
أعلى