موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
(ج 4)
بسم الله الرحمان الرحيم
ترجمة الشيخ أبي الحسن الشاذلي وماخصه الله به من عظيم البركات وعجيب الكرامات ...
مصطفى أمين
23-12-2008, 10:48 pm
ترجمة الشيخ أبي الحسن الشاذلي وماخصه الله به من عظيم البركات وعجيب الكرامات وخوارق العادات
قال العالم العلامة العارف بالله تعالى أبو الفضل سيدي عبد القادر بن مغيزيل الشاذلي الولي الشهير المتوفى 894 هـ في كتابه الكواكب الزاهرة في اجتماع الأولياء يقظة بسيد الدنيا والآخرة في ترجمة الشيخ أبي الحسن الشاذلي نفعنا الله به مانصه
هو السيد الأجل الكبير القطب العارف الوارث المحقق الرباني صاحب الإشارات العلية والحقائق القدسية والأنوار المحمدية والأسرار الربانية والمنازلات العرشية الحامل في زمانه لواء العارفين والمقيم دولة علوم المحققين كهف قلوب السالكين وقبلة همم المريدين وزمزم أسرار الواصلين وجلاء قلوب الغافلين ، منشئ معالم الطريقة بعد خفاء ءاثارها ومبدي علوم الحقيقة بعد ضعف أنوارها ومظهر عوارف المعارف بعد خفائها واستتارها ، الدال على الله تعالى وعلى سبيل جنته والداعي على علم وبصيرة إلى جنابه وحضرته أوحد أهل زمانه علما وحالا ومعرفة ومقالا ، الشريف الحسيب النسيب ذو النسبتين الطاهرتين الجسدية والروحية والسلالتين الطيبتين الغيبية والشاهدية والوراثتين الكريمتين الملكية والملكوتية المحمدي الصلوي الحسني الفاطمي الصحيح النسبتين والكريم العنصرين فحل الفحول إمام السالكين علي الشاذلي الذي تغنيك سمعته عن مدح ممتدح أوقول منتحل ، الأستاذ المربي الكامل أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز ، بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع ، بن ورد ، بن بطال بن أحمد ، بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
جاء في طريق الله تعالى بالأسلوب العجيب ، والنهج الغريب ، والمسلك العزيز القريب ، جمع في ذلك بين العلم والحال والهمة والمقال ، اشتملت طريقته على السلوك والجذب والمجاهدة والعناية ، واحتوت على الأدب والقرب والتسليم والرعاية ، شيدت بالعلمين الظاهر والباطن من سائر أطرافها ، وقرنت بصفات الكمال شريعة وحقيقة من جميع أكنافها ، تيامنت عن سكر يؤدي إلى تعدي الآداب الشرعيات وتياسرت عن صحو يفضي إلى الحجاب وتدلت على حقائق التوحيد وأسرار المشاهد وتسامت عن انقباض يوقع في الإنكماش وسوء الظن وتحجبت عن روح الرجاء ولذاذة الشوق والطلب وتناءت عن انبساط ينزل بصاحبه عن مقام الإحتشام والحياء ويؤول به إلى سوء الأدب ، فاستوت بتوفيق الله تعالى في نقطة الإعتدال ، وظفرت بهداية الله دون كثير من الطرق بوصف التوسط والكمال ، ثم قال أيضا : وأما جلالة هذا السيد الكبير سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه خصوصا فهو أمر قد ظهروانتشر ، وشاع في البدوة والحضر ، وهو أستاذ هذه الطائفة ورأس طريقهم وحامل لواء جيشهم وعلى يديه بسقت أغصانها وأينعت ثمارها ، وبعناية الله تعالى فيه وعظيم منته رسخت أصولها وفاحت أزهارها ، وبما أودع الله فيه وخصه به من النور المحمدي هتفت حمائمها ، وانهزم جيش ظلام غوايتها ، وطلعت في نهار شهودها شموس معارفها وفي ليل رجوعها إلى خدورها بشموسها وأقمارها ظهر رضي الله عنه وعنا به ءامين ، ونشر أشياخه المتقدمين ، وأسس القواعد لأتباعه المتأخرين
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
من أخبار الشيخ أبي الحسن الشاذلي - رضي الله عنه -:
اجتمع على إثبات ولايته وعظيم خصوصيته من كان في زمانه من أولياء الله العارفين ، واعترف بعلو منزلته من عاصره من أكابر علماء الدين ، أما الأولياء العارفون فقد ذكره الشيخ الصفي بن أبي المنصور رحمه الله تعالى في رسالته وأثنى عليه الثناء العظيم على حسب معرفته به ، وذكره الشيخ ابن النعمان وشهد له بالقطبية ، وذكره الشيخ قطب الدين القسطلاني في جملة من لقيه من المشايخ ، وقد ذكر الشيخ الإمام تاج الدين بن عطاء الله - رضي الله عنه - في كتابه الموسوم بلطائف المنن في فضائل الشيخ أبي العباس وشيخه أبي الحسن من ذلك جملة كافية مقنعة تنشرح بمطالعتها الصدور ، ويزداد المحب بأنوارها وبسماعها نورا على نور ، قلت وممن ترجمه من أكابر الفقهاء المتأخرين شيخ الإسلام ابن الملقن في طبقات الأولياء وغيره من الأيمة ممن عاصره وتأخر بعده وكان رضي الله عنه متبحرا في سائر علوم الدين بحيث لم يدخل في طريق الله حتى كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة
سلوكه طريق القوم:
قال ابن الصباغ في درة الأسرار وتحفة الأبرار : وأما مولده - رضي الله عنه - فبغمارة ثم دخل مدينة تونس صغيرا وتوجه إلى الديار المصرية - وحج حجات كثيرة ودخل العراق ، قال رضي الله عنه : لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله وكان مطلبي القطب فقال لي بعض الأولياء : أنت تطلب القطب وهو ببلادك ارجع إلى بلادك تجده ، فرجع إلى بلاد الغرب إلى أن اجتمع بأستاذه وهو الأستاذ العارف الشيخ الصديق القطب الغوث أبو محمد عبد السلام بن بشيش ، قال رحمه الله : لما قدمت عليه وهو ساكن بمغارة في راقطة في رأس الجبل اغتسلت في عين أسفل ذلك الجبل وصرت على طهارة وخرجت عن علمي وطلعت إليه فقيرا وإذابه هابط إلي وعليه مرقعة وعلى رأسه قلنسوة من خوص ، فقال لي : مرحبا بعلي بن عبد الله بن عبد الجبار فذكر نسبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي : ياعلي طلعت إلينا فقيرا عن علمك وعملك فأخذت منا غنى الدنيا والآخرة ، قال : فأخذني منه الدهش وأقمت عنده أياما إلى أن فتح على بصري ، ورأيت له خرق عادات ، فمنها أني كنت جالسا بين يديه وفي حجره ابن له صغير فخطر ببالي أن أسأله عن اسم الله الأعظم فقال : فقام إلي الولد ورمى بيده في طوقي وهزني وقال يا أبا الحسن أنت أردت أن تسأل الشيخ عن اسم الله الأعظم ، إنما الشأن أن تكون أنت هو اسم الله الأعظم ، يعني أن سر الله مودع في قلبك ، قال : فتبسم الشيخ وقال لي : جاوبك فلان عني ، وكان إذ ذاك قطب الزمان ثم قال لي : ياعلي ارتحل إلى إفريقية واسكن ببلد تسمى شاذلة ، فإن الله عز وجل يسميك الشاذلي وبعد ذلك تنتقل إلى الديار المصرية وبها ترث القطابة فقلت له : يا سيدي أوصني ، فقال : ياعلي : الله الله ، والناس الناس ،( في هامش المخطوط : الأول إغراء والثاني تحذير ) ترد لسانك عن ذكرهم وقلبك عن التماثيل في قبلهم وعليك بحفظ الجوارح وأداء الفرائض وقد تمت ولاية الله عندك ولا تذكرهم إلا بواجب حق الله عليك وقد تم ورعك ، وقل اللهم ارحمني من ذكرهم ومن العوارض من قبلهم ، ونجني من شرهم ، وأغنني بخيرك من خيرهم وتولني بالخصوصية من بينهم ، إنك على كل شيء قدير ، قال ابن الصباغ رحمه الله -:
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
ولما توجه عن أستاذه إلى إفريقية وأمره بالنقلة إلى شاذلة وصل إلى مدينة تونس إلى جهة مصلى العيد فتلقى بها حطابا من أهل شاذلة قال فخرجت معه متوجها إليها على نحو ما أمر الأستاذ به ، فنسي الحطاب حاجة في السوق فرجع قاصدا إليها وترك الحمار عندي ، فلما توجه قال في نفسه هذا رجل غريب يهرب لي بالحمار وأبقى في عدمه ، فناداه الشيخ فرجع إليه فقال له : يارجل خذ حمارك معك وأنتظرك حتى تعود إلي لئلا أهرب لك بالحمار على زعمك وتبقى في عدمه ، فقال الحطاب في نفسه : والله ما اطلع على هذا إلا الله تعالى فبكى وعلم بولايته فجعل يقبل يديه ويسأله الدعاء ثم انصرف لحاجته وعاد إليه فحلف عليه أن يركب الحمار وأردفه خلفه قال : فمشينا قدر الميل ، وإذا بالشيخ نزل ، وإذا نحن عند الساقية بطرف شاذلة قال : فأخذني الدهش وهجمت عليه وقلت له يا سيدي أنا مبتلى بالفاقة أحتطب الحطب وأبيعه فما أصل إلى القوت إلا بعد جهد ، وكان في طرف ردائي شعير اشتريته برسم قوت العيال وعلف الحمار فقال لي هات ذلك الشعير فحللت طرفي ، فأدخل يده فيه وقال : اجعل ذلك الشعير في قفة وأغلق عليه وأدخل يدك وكلوا منه وما بقيت تشتكي الفاقة أبدا أسأل الله أن يغنيك ويغني ذريتك فلم ير في ذريته فقير إلى الآن ، قال : فجعلت أدخل يدي وأخرج وأنصرف وحرثت على الحمار وزرعت منه فوجدت إصابة كبيرة وحللت عليه وكلته فوجدته على نحو ما كان فلما دخلت عليه قال لو لم تكله لأكلتم منه ما دام عندكم ، وكان أول من صحبه بشاذلة الشيخ الإمام الولي المكاشف أبو محمد عبد الله بن سلامة الحبيبي من شاذلة كان يدخل مدينة تونس ويحضر مجلس الإمام العارف بالله تعالى أبي جعفر الجاسوس قال : فأخذت بيده يوما فقلت له : يا سيدي : أتخذك شيخي ، فقال لي : يا بني ارتقب أستاذك حتى يصل من الغرب ، حسني من كبار الأولياء هو أستاذك وإليه تنسب ، وكان يرتقبه وكل من الفقراء المغاربة يصحبه حتى قدم الشيخ إلى شاذلة فاجتمع به وصحبه ولازمه ، وتوجه معه إلى جبل زغوان (جبل بتونس كان مأوى للصالحين) تعبد معه وجاهد معه وقتا طويلا ورأى منه كرامات كثيرة ، فمنها ماحكى عنه قال : قرأ يوما على زغوان سورة الأنعام إلى أن بلغ قوله تعالى : ( وإن تعدل كل عدل لايؤخذ منها ) أصابه حال عظيم ، وجعل يكررها ويتحرك فكلما مال إلى جهة مال الجبل نحوها حتى سكن الشيخ فسكن الجبل ، قال ابن الصباغ : وحدثنا الشيخ الصالح أبو الحسن علي الأبري المعروف بالخطابي قال : قلت يوما لسيدي أبي محمد عبد الله الحبيبي : أخبرني عن بعض ما رأيت لسيدنا أبي الحسن الشاذلي قال : رأيت أشياء كثيرة وسأحدثكم بعض ذلك ، أقمت معه بجبل زغوان أربعين يوما أفطر على العشب وورق الدفلى - ( شجر مر أخضر حسن المنظر يكون في الأودية ) - حتى تقرحت أشداقي فقال لي : يا عبد الله كأنك اشتهيت الطعام فقلت : يا سيدي نظري إليك يغنيني عنه ، فقال لي : غدا إن شاء الله نهبط إلى شاذلة وتلقى في الطريق كرامة قال : فهبطنا في صبيحة غد فلما هبطنا قال لي في وطاء الأرض حين مشينا : يا عبد الله إذا خرجت عن الطريق فلا تتبعني قال : فأصابه حال عظيم وخرج عن الطريق حتى بعد عني فرأيت طيورا أربعة على قدر البلارجة تنزل من السماء وصفت على رأسه ثم جاء إليه كل واحد منهم وحادثه ثم طاروا ومعهم طيور على قدر الخطاطيف وهم أيضا يحفون به من الأرض إلى عنان السماء ويطوفون حوله ثم غابوا عني ورجع إلي فقال : يا عبد الله هل رأيت شيئا فأخبرته بما رأيت فقال لي : أما الطيور الأربعة فمن ملائكة السماء الرابعة أتوا إلي يسألوني عن علم فأجبتهم عنه
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
مصطفى أمين
24-12-2008, 02:53 pm
وأما الطيور التي على شكل الخطاطيف فأرواح الأولياء أتوا إلي يتبركون بقدومنا ، وأقام بجبل زغوان زمنا طويلا وأنبع الله تعالى له عينا تجري بالماء العذب ، وله هناك مغارة كان يسكنها ويسمع الآن الأذان من أسفل الجبل عند أوقات الصلاة فيصعد إليها فلا يوجد أحد يعمرها غير أصحابه من مؤمني الجن قال -رضي الله عنه -: قيل لي ياعلي اهبط إلى الناس تنتفع بك ، فقلت يارب أقلني من الناس فلا طاقة لي بمخاطبتهم فقيل لي : انزل فقد صحبناك السلامة ورفعنا عنك الملامة فقلت : يارب تكلني إلى الناس ءاكل من ذرياتهم فقيل لي : أنفق ياعلي فأنا المليء إن شئت من الجيب ، وإن شئت من الغيب فدخل إلى تونس وسكن بها دارا بمسجد البلاط وصحبه جماعة من الفضلاء منهم الشيخ أبو الحسن علي بن مخلوف الصقلي وأبو عبد الله الصابوني ، والشيخ أبو محمد عبد العزيز الزيتوني ، وخدمه أبو سلطان ماضي وأبو عبد الله البخاري الخياط ، وأبو عبد الله الجارحي ، كلهم أصحاب كرامات ومعارف وأسرار نفعنا الله بجميعهم وأقام - رضي الله عنه - مدة إلى أن اجتمع عليه خلق كثير فسمع به الفقيه أبو القاسم بن البراء وكان إذ ذاك قاضي الجماعة فأصابه منه حسد فوجه إليه ينازعه فلم يقدر على التمكن منه فقال للسلطان : إن هنا رجلا من أرض شاذلة سراق الحمير يدعي الشرف وقد اجتمع إليه خلق كثير ، ويدعي أنه الفاطمي ويشوش عليك في بلدك ، قال الشيخ رضي الله عنه : يارب لم سميتني الشاذلي ولست بشاذلي ، فقيل لي : ياعلي ماسميتك الشاذلي ، إنما الشاذ لي بتشديد الذال المعجمة يعني المنفرد لخدمتي ومعرفتي ، وكان السلطان الأمير أبو زكريا - رحمه الله - فجمع ابن البراء جماعة من الفقهاء وجلس السلطان خلف حجاب وحضر الشيخ رضي الله عنه وسألوه عن نسبه مرارا والشيخ يجيبهم عليه والسلطان يسمع وتحدثوا معه في كل العلوم فأفاض عليهم بعلوم أسكتهم بها ، وما استطاعوا أن يجاوبوه عليها من العلوم الموهوبة والشيخ يتكلم معهم في العلوم المكتسبة ويشاركهم فيها فقال السلطان لابن البراء : هذا الرجل من أكابر الأولياء ومالك به طاقة ، فقالوا والله لئن خرج في هذه الساعة لتدخلن عليك أهل تونس ويخرجونك من بين أظهرهم فإنهم مجتمعون على بابك قال : فخرج الفقهاء وأمر الشيخ بالجلوس فقال : لعل أن يدخل علي بعض أصحابي ، فدخل عليه بعض أصحابه فقال له : ياسيدي الناس يتحدثون في أمرك ويقولون به كذا وكذا من أنواع الأذى وبكى بين يديه فتبسم وقال والله لولا أني أتأدب مع الشرع لخرجت من هاهنا ومن هاهنا وأشار بيده فمهما أشار إلى جهة انشق يعني الحائط ثم قال ائتني بإبريق ماء وسجادتي وسلم على أصحابي وقل لهم : مايغيب عنكم إلا يوما واحدا وما يصلي المغرب إلا معكم إن شاء الله تعالى ثم توضأ الشيخ وتوجه إلى الله قال رضي الله عنه : فهممت أن أدعو على السلطان فقيل لي : إن الله لايرضى لك أن تدعو بالجزع في مخلوق فألهمت أن أقول : يامن وسع كرسيه السماوت والأرض ولايؤوده حفظهما وهو العلي العظيم أسألك الإيمان بحفظك إيمانا يسكن به قلبي من هم الرزق وخوف الخلق ، واقرب مني بقدرتك قربا تمحق به عني كل حجاب محقته عن إبراهيم خليلك ، فلم يحتج لجبريل رسولك ، ولا لسؤاله منك ، وحجبته بذلك عن نار عدوه ، وكيف لايحجب عن مضرة الأعداء من غيبته عن منفعة الأحباء كلا ، إني أسألك أن تغيبني بقربك مني حتى لاأرى ولا أحس بقرب شيء ولا ببعده عني إنك على كل شيء قدير ، وكان عند السلطان جارية من أعز نسائه عليه أصابها وجع فماتت في حينها فغسلت في بيت سكناها واشتغلوا في دفنها فنسيت المجمرة بالنار في البيت فلهبت النار ولم يشعروا بها حتى احترق كل ما في البيت من الفرش والثياب وغير ذلك من الذخائر فعلم السلطان أنه أصيب من قبل هذا الولي فسمع بذلك أخو الملك أبو عبد الله اللحياني فأتى مبادرا إليه وكان كثير الإعتقاد والزيارة للشيخ فقال لأخيه : ماهذا الذي أوقعك فيه ابن البراء ، أوقعك والله في الهلاك أنت ومن معك ، فدخل عليه وجعل يقول له ياسيدي أخي والله غير عارف بمقدارك وجعل يقبل يديه ويسأله الصفح عنه ، فقال والله لايملك لنفسه ضرا ولانفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فكيف يملكها لغيره كان ذلك في الكتاب مسطورا ، وخرج الشيخ أبو عبد الله اللحياني صحبة الشيخ رضي الله عنه إلى داره فأقام الشيخ أياما ، ثم باع ربعه الذي بناه بمسجد بلاط وأمر أصحابه بالنقلة إلى الديار المصرية ووجه إلى ابن البراء وقال له :
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
تراني أوسع عليك مدينة تونس قال خادمه الشيخ أبو العزائم ماضي رحمه الله : لقي الشيخ يوما ابن البراء فسلم عليه الشيخ فأعرض عنه ولم يرد عليه السلام وإذا بالفقيه أبي عبد الله بن أبي الحسن خادم السلطان فلما رءاه ترجل عن بغلته وبادر إلى الشيخ وجعل يقبل يديه ويبكي ويسأله الدعاء ، قال : فدعا له وانصرف فلما دخل الدار قال خوطبت الآن في هذين الا ثنين فقيل لي : ياعلي وسم عبد بالشقاء علم الحق وتعامى عنه ولو علم ماعلم ، ووسم عبد بالسعادة علم الحق وأتى عليه ولو عمل ماعمل ، قال : وما سمع من الشيخ أنه دعا عليه ولا ذكره بسوء حتى كنا بعرفات يوم عرفة قال : أمنوا على دعائي فالآن أمرت بالدعاء على ابن البراء فكان من دعائه أنه قال : اللهم طول عمره ولا تنفعه بعلمه وافتنه في ولده واجعله في ءاخر عمره خادما للظلمة ، قال ولما توجه رضي الله تعالى عنه سمع السلطان فتغير لخروجه من بلاده فوجه إليه من يرده فقال الشيخ : ماخرجت إلا بنية الحج إن شاء الله تعالى ، ولكن إن قضى الله حاجتي أعود إن شاء الله ، فلما توجهنا إلى السوق ودخلنا الإسكندرية عمل ابن البراء عقدا بالشهادة أن هذا الواصل إليكم شوش علينا ببلادنا وكذلك يفعل في بلادكم فأمر السلطان أن يعقل بالإسكندرية فأقمنا أياما ، وكان السلطان رمى رمية على أهل البلد وكان مشايخ البلد يقال لهم القبائل فلما سمعوا بالشيخ أتوا إليه يطلبونه في الدعاء فقال لهم غدا إن شاء الله تعالى نسافر إلى القاهرة ونتحدث مع السلطان فيكم ، فسافرنا وخرجنا من باب السدرة والباب فيه الحيادرة والوالي : فلا يخرج أحد ولا يدخل أحد حتى يفتش فما كلمنا أحد ولا علم بنا ، فلما وصلنا القاهرة أتينا القلعة : فاستؤذن على السلطان فقال : كيف ونحن أمرنا أن يعقل بالإسكندرية ، فدخل على السلطان ، والقضاة والأمراء مجتمعون فجلس معهم ونحن ننظر إليه فقال له الملك : ما تقول أيها الشيخ ، قال جئت أشفع إليك في القبائل : فقال : اشفع في نفسك ، هذا عقد بالشهادة فيك وجهه ابن البراء فيك من تونس بعلامته فيه ثم ناوله إياه فقال له أنا وأنت والقبائل في قبضة الله ، وقام الشيخ : فلما مشى قدر العشرين خطوة حركوا السلطان فلم يتحرك ولم ينطق ، فبادروا إلى الشيخ وجعلوا يقبلون يديه ورجليه ويرغبونه في الرجوع فرجع وحركه بيده فتحرك ونزل عن كرسيه وجعل يستحله ويرغب منه في الدعاء ثم كتب إلى الوالي بالإسكندرية أن يرفع الطلب عن القبائل ويرد جميع ما أخذه لهم ، وأقام عندهم في القلعة أياما واهتزت بنا الديار المصرية إلى أن طلعنا إلى الحج ورجعنا إلى مدينة تونس وسكن الشيخ القلعة بداخل باب الحديد ببطحاء الشعرية - دارا تفتح للجنوب وأقام بها وقتا إلى أن قدم سيدي الشيخ الكبير أبو العباس المرسي الذي ورث مقامه فقدم من بلاد الأندلس صغيرا وأخوه أبو عبد الله وكان معلما للصبيان بالإسكندرية فلما اجتمع الشيخ به ورآه قال : ماردني إلى تونس إلا هذا الشاب فرباه وسلكه وسار إلى الديار المصرية ، قال رضي الله عنه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : ياعلي انتقل إلى الديار المصرية تربي بها أربعين صديقا وكان في زمان الصيف وشدة الحر فقلت : أخاف العطش ، فقال : إن السماء تمطركم في كل يوم أمامكم ، قال فوعدني في طريقي سبعين كرامة قال فأمر أصحابه بالحركة وسافر متوجها لديار مصر وكان ممن صحبه في سفره الإمام الولي الصالح أبو علي السقاط - نفع الله ببركتهما في الدنيا والآخرة - قال ابن الصباغ حدثني والدي - رحمه الله - قال حدثني الشيخ الصالح المعري أبو عبد الله الناسخ قال توجهت صحبتهم في خدمة أبي علي فلما وصلنا إلى مدينة طرابلس قال الشيخ نتوجه على الطريق الوسطى واختارالشيخ أبو علي طريق الساحل ، فرأى الشيخ أبو علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا أبا علي أنت ولي الله وأبو الحسن ولي الله ولن يجعل الله لولي على ولي من سبيل امش على طريقك التي اخترت وهو على طريقته التي اختارها ، قال فافترقنا إلى أن اجتمعنا بمقبرة في الإسكندرية فلما صليت الصبح توجه الشيخ أبو علي إلى خباء الشيخ أبي الحسن ونحن بصحبته : فدخل عليه وجلس بين يديه وتأدب معه أدبا لاعتقاده فيه وتحدث معه بكلام لانعرفه ولا فهمنا منه كلمة ، فلما أراد الإنصراف قال هات يدك أقبلها فقبل يده وانصرف وهو يبكي فتعجبنا من ذلك ، فلما كان في أثناء الطريق التفت إلى أصحابه وقال : البارحة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي : كان أبو الحجاج الأقصري بالديار المصرية وكان قطب الزمان فمات البارحة ،
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
فـأخلفه الله بأبي الحسن الشاذلي قال : فأتيت إليه وبايعته بيعة القطابة ، فلما وصلنا إلى الإسكندرية ، وخرج الناس يتلقون الركب رأيت الشيخ أبا علي يضرب بيديه على مقدم الرحل وهو يبكي ويقول يا أهل هذا الإقليم لو علمتم من قدم عليكم لقبلتم أخفاف بعيره ، قدمت والله عليكم البركة : قال الشيخ أبو الحسن - رضي الله عنه - قيل لي يا علي ذهبت أيام المحن وأقبلت أيام المنن عشرا بعشر اقتداء بجدك صلى الله عليه وسلم ، سكن رضي الله عنه ببرج من أبراج السور حبسه السلطان عليه وعلى ذريته وأقام أعواما يحج عاما ويقيم عاما فلما كان في العام الذي يحج فيه تحرك الترك على الديار المصرية واشتغل السلطان بالحركة عليهم فلم يجهز الجيش للركب فأخرج الشيخ خيامه إلى البركة التي ينزل بها الحاج خارج القاهرة واتبعه ناس قال : واجتمع بالفقيه الأجل سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام وسألوه عن السفر على الفور وعزم الجيش ، فأخبر بعض الناس الشيخ بذلك فقال اجمعوني به : فاجتمع به في الجامع يوم الجمعة فاجتمع عليهما خلق كثير فقال له : يا فقيه أرأيت أن رجلا جعلت له الدنيا خطوة واحدة هل يباح له السفر في المخاوف أم لا ، فقال له : من قام على هذه الحال لله فخارج عن الفتوى وغيرها ، فقال أنا أقسم بالله إني ممن جعلت لي الدنيا خطوة واحدة بسهلها وجبالها وبرها وبحرها فإذا رأيت ما يخيف الناس أتخطى بهم إلى الأمن ،
مصطفى أمين
24-12-2008, 09:50 pm
ثم سافر رضي الله عنه فظهرت له في الطريق كرامات كثيرة فمنها أن اللصوص كانوا يأتون إلى الركب فيجدون سورا مبنيا كالمدينة فإذا أصبحوا يأتون إليه ويخبرونه ويتوبون إلى الله تعالى ويسافرون صحبته إلى الحج فلما قضى الحج ورجع ودخل أول المشاة إلى القاهرة وأخبروا بما رأوا من مواهب الله تعالى له فخرج الشيخ الفقيه عز الدين بن عبد السلام لملاقاته إلى البركة ، فلما دخل عليه قال له : يافقيه لولا تأدبي مع جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخذت الركب من هاهنا يوم عرفة وتخفيت به إلى عرفات ، فقال له الشيخ عز الدين ءامنت بالله ، فقال له انظر حقيقة ذلك فنظر كل من حضر إلى البيت العتيق فصاح الناس وحط الشيخ عز الدين رأسه في الأرض يعني نكس رأسه وقال له : أنت شيخي في هذه الساعة ، فقال الشيخ : أجل -إلى أن يقول - ولما قال ( يعني الشيخ أبا الحسن الشاذلي ) - لبعض الأولياء : إنه ليتنزل علي المدد فأرى سريان الحوت في الماء والطيران في الهواء ، فقال له ذلك الولي : فأنت إذا القطب ، فقال أنا عبد الله أنا عبد الله ، ومانازعه أحد من أولياء عصره وعلماء زمانه لظهوره بالحق المبين -إلى أن يقول - قال سيدي أبو الحسن علي بن عمر القرشي قيل إن الشيخ أبا سعيد القليوبي والشيخ عليا بن الهيتي قالا يوما للشيخ أبي الحسن الشاذلي : يا سيدي هل يأتي بعدك من هو مثلك في هذا الشان ويتكلم بهذا اللسان ويظهر بما ظهرت في الفرقان ، فقال رضي الله عنه مجيبا لهم ببيتين من الشعر :
أنا راغب فيمن تقرب وصفه** ومناسب لفتى يلاطف لطفه
ومعارض العشاق في أسرارهم**في كل معنى لم يسعهم كشفه
وقال القرشي أيضا إذا ذكرت سيدي أبا الحسن الشاذلي : فقد ذكرت سيدي عبد القادر الكيلاني وإذا ذكرت سيدي عبد القادر الكيلاني فقد ذكرت سيدي أبا الحسن لتوحد المقام فهما ، ولأن سرهما واحد وهما لايفترقان ولذلك قال شيخنا الإمام رضي الله عنه في ذلك من الأقوال
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
:
الشاذلية قادرية وقتهم**قد خصصوا بحقائق الفرقان
صرح بذكرك فضلهم تحظى بما**قد شاهدوا في فضله ببيان
وقال القرشي أيضا : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ببيت المقدس فقال لي : اقتد بأبيك أبي الحسن الشاذلي فخطر لي أن مشايخ الشاذلية بالشام ومصر وبالمغرب أكثر فرأيته صلى الله عليه وسلم ثانيا فقال خذ عن سيدك الشيخ ناصر الدين بن الميلق ، قال فتوجهت إليه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأخذت الميراث المحمدي الأحمدي القاسمي الشاذلي ، قلت : أخبرني شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الميلق المعروف بابن الشيخ العارف بالله تعالى سيدي علي بن عمر المدني القرشي أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وسألته عن القطب الرباني : أين هو ، فقال لي بمصر ياعلي فقلت : يارسول الله ما اسمه ، فقال : اسمه محمد ، فقلت يارسول الله اسم محمد كثير فقال يعرف بابن الميلق ، فأتيت إليه من بلاد اليمن فسألت عنه فقيل لي : إنه بجامع المارداني يتكلم على الناس هناك فأتيت إليه ، وجلست عنده حتى فرغ فأخبرني بجميع ما وقع لي في عمري من حين بلغت إلى ذلك الوقت ،
(تنبيه) : قال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن أدخل الشيخ مسلم السلمي على سيدي أبي الحسن الشاذلي وهو بقلعة إسكندرية ، فقلت يا سيدي : دلوني عليك أنك تدل الخلق على الله فقال له : تلك لعامة الأولياء بل الرجل الكامل من يقول لك ها أنت وربك وقال - رضي الله عنه : قيل لي : ياعلي مننت عليك بخصلتين لم أعطهما لأحد قبلك ولا بعدك : إحداهما : من صحبك لايصحب غيرك أبدا ، والثانية : من يسمع كلامك لايسمع كلام غيرك أبدا ، فإن تصحبوا غيري فلا أمنعكم فإن رأيتم منهلا أعذب من هذا المنهل فردوه ،( بكسر الراء وضم الدال المخففة الممدودة وضم الهاء ) - وقال أيضا - رضي الله عنه - عند موته : والله لقد جئت في الطريقة بما لم يأت به أحد ، وقال رضي الله عنه :أعطيت سجلا مد البصر فيه أصحابي وأصحاب أصحابي إلى يوم القيامة عتقا لهم من النار وقال أيضا - رضي الله عنه -: قيل لي ياعلي ما شقي من رءاك بعين المحبة والتعظيم ولا من رأى من رءاك ولو شئت لأطلقت ذلك إلى يوم القيامة ، قال الشيخ أبو عبد الله القاطبي : كنت أترضى عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي في كل ليلة مرارا وأسأل الله به في جميع حوائجي فأجد منها النجاح والقبول فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت : يارسول الله إني أترضى في كل ليلة عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي بعد صلا تي وأسأل الله به حوائجي فأجد فيها القبول ، أترى علي في ذلك شيئا إذ تعديتك ، فقال صلى الله عليه وسلم : أبو الحسن ولدي حسا ومعنى والولد جزء من الوالد فمن تمسك بالجزء تمسك بالكل ، فإذا سألت الله تعالى بأبي الحسن فقد سألته بي ، وقال الشيخ العارف بالله تعالى سري الدين محمد بن الميلق : تكلم القطب أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه في دمنهور الوحش بالبحيرة بكلام عظيم غريب لم يسمع من أحد قبله وصار يقول في تقرير كلامه : قال لي جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في المجلس رجل مغربي من أكابر الأولياء المتمكنين ، فأنكر ذلك في نفسه فقال : أين الشيخ وأين جده في هذا الوقت ، فقام من المجلس وتوجه إلى زاوية الشيخ مجاهد المغربي بدمنهور المذكور ، فلما دخل الليل ونام ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له : يا فلان ماصدقت ولدي أبا الحسن ، نعم كل ما قاله قلت له ، فانتبه من نومه ، وقال للشيخ مجاهد : امض بنا إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي فقال له : ما حاجتك بالشيخ أبي الحسن في هذا الوقت فقال : لابد لي من ذلك فلما حضر ميعاده قال له : يا فلان ما صدقت حتى سمعت بأذنيك ، وعزة ربي لئن لم تخرج من هذه البلدة لأسلبنك ، فخرج من وقته ، وقال رضي الله عنه : إن الله مكنني من ناصية كل ولي لله إلى يوم القيامة ، وقال أيضا رضي الله عنه : ليلة أخذت ميراثي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مكنت من خزائن السماء فلو أن الجن والإنس يكتبون عني إلى يوم القيامة لكلوا أو ملوا ، -إلى أن قال :-
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
وفاته رضي الله عنه وماجرى في ذلك من خرق العادات :-
وأما وفاته رضي الله عنه وما جرى له في ذلك من خرق العادات واستخلافه لسيدي أبي العباس المرسي - قدس الله روحه - قال : لما وصلت إلى الديار المصرية وسكنت بها ، قلت يارب أسكنتني في بلاد القبط أدفن بينهم ، فقال لي ياعلي تدفن في أرض بكر ما عصي الله عليها قط ، قال ابن الصباغ حدثني الشيخ أبو العزايم ماضي رحمه الله قال لما توجه سيدي أبو الحسن رضي الله عنه في سفرته التي توفي فيها وكنت تزوجت امرأة من أهل مدينة الإسكندرية ، فجعلت تبكي وتقول : كيف تتركني على ولادة وتسافر عني ، قال فأخبرت بذلك سيدي الشيخ فقال ادعها إلي ، فأتيت بها إليه فلما دخلت عليه قال لها يا أم عبد الدايم : اتركي لي ماضي يسافر معي وأرجو لك من الله خيرا ، فقالت له : يا سيدي السمع والطاعة ، فدعا لها وانصرفت ثم ولدت ذكرا ونحن مسافرون فسمته عبد الدايم ، قال فلما تجهزت للسفر قال الشيخ احملوا معكم فأسا ومسحاة ، فإن توفي منا أحد واريناه التراب ولم يكن له بذلك عادة متقدمة في جميع ما سافرت معه فكانت تلك إشارة منه إلى وفاته ، وقال ابن الصباغ أيضا حدثني الشيخ صالح شرف الدين ولد الشيخ رضي الله عنه ببلد دمنهور في عام خمسة عشر وسبعمائة ، قال كان معنا شاب يقرأ القرءان وهو يتيم لاأب له فيأتي معنا وأمه في الدار عندنا ، فلما أراد الشيخ السفر فأمرنا أن نتحرك معه بجميع الأهل والأولاد ، فتشوق الشاب للسفر معنا فقال الشيخ : احملوه معكم فجاءت أمه للشيخ وقالت يا سيدي لعل يكون نظركم عليه فقال لها : يكون نظرنا عليه إلى حميثرى قال فسافرنا فلما دخلنا البرية ، مرض الشيخ - رضي الله عنه - والشاب فمات الشاب ، قبل أن يصل إلى حميثرى بمرحلة ، فأردنا دفنه قال فلما غسلناه وصلى عليه الشيخ ودفناه بها فكان أول من دفن بها وتوفي الشيخ في تلك الليلة قال وكان قد جمع أصحابه في تلك العشية وأوصاهم بحزب البحر وقال لهم : حفظوه أولادكم فإن فيه اسم الله الأعظم وخلا بسيدي أبي العباس وحده وأوصاه بأشياء واختصه بها يعني بما خصه الله من البركات وقال لهم إذا أنا مت فعليكم بأبي العباس المرسي فإنه الخليفة من بعدي - إن شاء الله سبحانه وتعالى - وسيكون له بينكم مقام عظيم وهو باب من أبواب الله سبحانه وتعالى - قال فلما كان بين العشاءين قال لي : يا محمد املأ لي إناء بالماء من هذه البئر فقلت يا سيدي ماؤها ملح زاعق والماء عندنا عذب ، فقال ائتني منها فإن مرادي غير ما أنت تظن ، فأتيته بإناء منها فتوضأ ثم قال لي برده إليها ، فرددته إليها فحلا ماء البئر وعذب وكثر بإذن الله تعالى وبات تلك الليلة متوجها إلى الله تعالى ذاكرا فكنت أسمعه يقول: إلهي إلهي إلى السحر ، فلما كان وقت السحر ظننا أنه نام فحركناه فوجدناه ميتا - رحمه الله - واستدعينا سيدي أبا العباس فغسله وصلينا عليه ودفناه بحميثرى وهذا الموضع ببرية << عيذاب >> في واد على طريق الصعيد ، قال ابن الصباغ وقد شربت من ماء البئر وزرت ضريحه ورأيت له بركات عظيمة نفع الله به في الدنيا والآخرة ، قلت : اللهم إني أسألك أن تتفضل علي بتيسير زيارته قبل الموت بعنايتك ورحمتك يا أرحم الراحمين ، قال ولما دفناه اختلفوا في الرجوع والتوجه فقال لهم الشيخ أبو العباس المرسي : سيدي أمرني بالحج ووعدني بكرامات فتوجهنا ورأينا تهوينات وبركات ورجعنا صحبته وظهر من بعده ظهورا عظيما ، قال الشيخ أبو الحسن - رضي الله عنه - قلت إلهي متى يكون اللقاء ، فقيل إلى حميثرى فحينئذ يكون اللقاء ، وقال ابن الصباغ حدثني الشيخ الفقيه القاضي المفتي قاضي الجماعة بتونس أن أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الرفيع - رحمه الله - قال : لما توجه أبو الحسن الشاذلي للحج في سفرته التي توفي فيها قال : في هذا العام أحج حجة النيابة فمات قبل أن يحج ، فلما رجع أصحابه إلى الديار المصرية سألوا سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام وأخبروه مقالته فبكى فقال لهم : الشيخ أخبركم أنه يموت ، وما عندكم به علم وقد أخبركم أنه يحج عنه الملك نائبا لأنه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :<< إنه من خرج من بيته قاصدا للحج ومات قبل أن يحج فإن الله عز وجل يوكل ملكا ينوب عنه بالحج في كل عام إلى يوم القيامة >> وقال أيضا حدثني الفقيه القاضي الأعدل الأفضل الأكمل عماد الدين قاضي القضاة بالإسكندرية في عام خمسة عشر وسبعمائة قال توفيت امرأة بالإسكندرية وكانت مسرفة على نفسها ، رءاها بعض الصالحين في حالة حسنة فقيل لها : ما فعل الله بك ، قالت : مات اليوم الشيخ أبو الحسن الشاذلي ودفن
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]بحميثرى فغفر لمن دفن اليوم من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فغفر لي من أجله تعظيما له وإكراما به ، فلما قدم الحاج أخبروا بو فاته ، فوجدوا التاريخ صحيحا ، وتوفي - رضي الله عنه - في ليلة الاثنين لعشرين من ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة وهو ابن ثلاث وستين سنة رضي الله عنه ونفعنا بعلومه[/font]
[font=&quot]وقال الإمام ابن مغيزيل أيضا : في كتابه الكوكب الزاهرة : [/font]
[font=&quot]ولما جاء قطب الزمان أبو الحسن الشاذلي من الغرب الأقصى إلى ديار مصر يدعو الخلق إلى الله تعالى فتصاغر وخضع لدعوته أهل المشرق والمغرب قاطبة - فكان يحضر مجلسه أكابر العلماء من أهل عصره مثل سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام ، والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ، والشيخ عبد العظيم المنذري ، وابن الصلاح وابن الحاجب ، وغيرهم من الأيمة قال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن : لقد سمعت الشيخ الإمام مفتي المسلمين تقي الدين بن دقيق العيد رحمه الله يقول ما رأيت أعرف بالله من الشيخ الشاذلي -إلى أن يقول - وقال الشيخ الإمام العارف شهاب الدين بن الميلق حامل لواء الشاذلية في زمانه في ديوان المراسلات ومن خط سبطه قاضي القضاة نقلت مانصه :[/font]
[font=&quot]ولقد كان الشيخ تقي الدين ابن الصلاح ، والشيخ أبوعمرو بن الحاجب ، والشيخ جمال الدين بن عصفور ، والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ، والفقيه نبيه الدين ابن عوف هؤلاء أساطين علماء الدين شرقا وغربا في عصرهم والشيخ عز الدين بن عبد السلام ، والشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري ، والشيخ محيي الدين بن سراقة ، والعلم ياسين هؤلاء كانوا يحضرون ميعاد الأستاذ أبي الحسن الشاذلي بالكاملية بالقاهرة لازمي الأدب مصاحبين له متتلمذين بين يديه ، ألا وإن مولانا قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة الولي ابن الولي ابن الولي - رضي عنهم أجمعين - كان يرى أنه في بركة الشيخ أبي الحسن الشاذلي في ديار مصر وكان يتبجح ويفتخر بصحبته وحضور جنازته بحميثرى والصلاة عليه ، قال ابن عطاء الله في اللطائف : فقدم بعض الدالين على الله إلى الإسكندرية فقال الشيخ مكين الدين الأسمر : هذا الرجل يدعو الناس إلى باب الله وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي يدخلهم على الله ، وقال ابن عطاء الله أيضا : وأخبرني الشيخ العرف مكين الدين الأسمر رضي الله عنه قال حضرت بالمنصورة في خيمة فيها الشيخ الإمام سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ، والشيخ محيي الدين بن سراقة والشيخ مجد الدين الإخميمي ، والشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه ورسالة القشيري تقرأ عليهم وهم يتكلمون والشيخ أبو الحسن صامت إلى أن فرغ كلامهم فقالوا ياسيدي نريد أن نسمع منك فقال : أنتم سادات الوقت وكبراؤه وقد تكلمتم ، فقالوا لابد أن نسمع منك ، قال فسكت الشيخ ساعة ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الجليلة فقال الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه : اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد من الله - إلى أن يقول - ولقد كان الشيخ تاج الدين ابن عطاء الله يحضر مجلس وعظه الأيمة مثل الشيخ تقي الدين السبكي إمام وقته تفسيرا وحديثا وفقها وكلاما وأصولا ومنقولا ومعقولا ، وقد ذكر في بعض كتبه أخذه عن الشيخ تاج الدين بن عطاء الله وحضوره مجلسه ونقل عنه بعض كلامه وقال إنه كان متكلم الصوفية على طريق الشاذلية وقال ولده العلامة تاج الدين في الطبقات : أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله الشيخ الإمام العارف تاج الدين أبو الفضل أستاذ أبي - رحمه الله - في طريق التصوف كان ذاقدم راسخة في التصوف وزهد مفرط وتأله زائد وله كتاب التنوير في إسقاط التدبير وغيره ، ثم قال ابن السبكي في ءاخر الترجمة : وكان أبي رحمه الله كثير التعظيم والإجلال له ، وفي المعجم المخرج للسبكي أنه قرأ عليه كتابه : الحكم ، - إلى أن يقول - ولما كانت طريق التصوف دخل فيها الدخيل ، وكانت أصح الطرق القويمة الخالية من البدع الجارية على قوانين الشريعة طريق الجنيد وأتباعه قال ابن السبكي في جمع الجوامع : وإن طريق الشيخ الجنيد وصحبه طريق مقوم ، وطريق الشاذلية في المتأخرين هي عين طريق الجنيد فإنها كما تعرف من كلام الشاذلي في التعاليق التي دونت عنه وكلام الشيخ تاج الدين في كتبه دائر مع الكتاب والسنة ، واقف مع الشرع ، زاجر عن الخواطر التي لم توزن بميزان الشريعة ،[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]قال العارف بالله سيدي داود الباخلي - صاحب عيون الحقائق وأحد أصحاب الشيخ تاج الدين بن عطاء الله وأستاذ سيدي محمد وفا - في شرح حزب البحر : فليتأمل المنصف أحوال الشاذلية وسداد طريقتهم وقوة يقينهم وكثرة أنوارهم وفتحهم وكشفهم وذكاء عقولهم وقلوبهم مع غرق كثير منهم في الأسباب : وتلبسهم ظاهرا بأحوال العالم ، فتراهم أبدا محفوظين في أحوالهم ، محافظين على أعمالهم قد أشرقت في قلوبهم أسرار العلوم ولاحت لهم حقائق الحكم والمفهوم فترى أحدهم في صورة العامي يلهج بالحقائق وينطق بالحكمة مما يعز وجوده لأرباب الإنقطاع والخلوات وأهل التجلي والمشاهدات وهذا يدل على كثرة الأنوار وحصول الغاية وأنهم في صون وحماية ، وأن مشايخ هذه الطريقة لهم من الله نصيب وافر ونور متظافر وقد قال أستاذ هذه الطائفة الشيخ أبو الحسن الشاذلي - رضي الله عنه - << أنا حملت التعب عن أتباعي >> وقال خليفته سيدي أبو العباس المرسي - رضي الله عنه - << ليس الرجل من دلك على تعبه إنما الرجل من دلك على راحته >> وقال سيدي داود بعد ذلك << وليتأمل المنصف في أحوال هذه الطائفة وكلام أهلها في السلوك والحقائق والمقامات والأحوال والحكم والمواعظ مما لا تكاد تسمعه إلا في هذه الطائفة ، بأسلوب خاص ومنهم غريب وءاثار في القلب عظيمة فتجد المنزلة الواحدة سلوكا عظيما بلفظ قليل ومعنى جليل كل منزلة تحتمل مجلدا شرحا ولا يفي بمعانيها ؛ لأنها تصير أمرا باهرا ودليلا ظاهرا في طريق الأبرار والمقربين دلالة بالعلم والنور وتربية بالأحوال من الأفعال والأقوال ؛ لأنها قد جمعت بين المواعظ والحقائق والدقائق والمعاني والرقائق -إلى أن يقول - ولهذا امتازت هذه الطائفة بين الصوفية بالمشرب الغريب والمأخذ القريب والفتح العجيب وقال بعض العارفين :<< الشاذلية أصول ، لهم أساس من الرسول >> وقال بعض : << الشاذلية قضاة الطريق >> وقال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه : << إذا أراد الله أن ينزل بلاء سلم منه أمة النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان عموما سلم منه الشاذلية >> ، كذا وجد بخط شيخ الإسلام قاضي القضاة ناصر الدين بن الميلق رحمة الله عليه ، وقال القطب العارف ناصر الدين محمد الشاذلي لتلميذه العارف بالله سيدي محمد الشريفي << يا محمد إذا أراد الله بعبد سوء سلطه على شاذلي >> وقال بعض الصالحين من الشاذلية للسيد الكبير العارف بالله << ماضي >> خادم الشيخ أبي الحسن الشاذلي << يا سيدي إن الأمير الفلاني شوش علي فقال له سيدي ماضي << اذهب إليه وقل له مابقي إلا السادة الشاذلية تشوش عليهم ، بعد ثلاثة عشر يوما تضرب عنقك ، فأتى إليه وأخبره كما قال له الشيخ ، فما مضت عليه المدة المذكورة حتى ضربت عنقه ، وكان الأستاذ المسلك قطب الدائرة شمس الدين الحنفي يقول : إن أدنى رسل الشاذلية إلى من عاداهم : العمى والكساح وخراب الديار ، وأنا من الشاذلية لأنه رضي الله عنه جاءه رجل فقال له : ياسيدي إن الأمير الفلاني ظلمني فأرسل إليه رسولا يطلبه فامتنع الأمير ولم يأت إليه فأرسل إليه ثانيا وقال للرسول : قل له إن لم تأت إلى الشيخ أرسل إليك رسولا من رسله فإذا قال لك من رسله ، قل له العمى والكساح وخراب الديار ، فلما أتى الرسول إلى الأمير أخبره بما قاله الشيخ فامتنع أيضا عن الحضور بين يديه ثم لم يمض إلا ليال قليلة وابتلاه الله بالعمى والكساح إلى أن مات وخربت داره إلى يومئذ ، وأخبرني بعض أصحابنا قال رأيت الشيخ العارف بالله أبا المواهب التونسي رحمه الله في المنام وبعض تلامذته معه أوراق يقرأ عليه فيها وعلى حاشيتها مكتوب : << الشاذلية تعلو ولا يعلى عليها >> فانظر رحمك الله إلى هذه الطائفة أرباب المقامات السنية وإلى ما اخصهم الله من العلوم اللدنية والمنازلات القربية فعليك يا هذا بحبهم فعسى تظفر بقربهم وتدخل في حمايتهم وتصير في حزبهم كما قيل[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]تمسك بحب الشاذلية تلق ما** تروم فحقق ذاك منهم وحصل[/font]
[font=&quot]ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم**شموس هدى في أعين المتأمل[/font]
[font=&quot]إلى أن يقول[/font]
[font=&quot]فهم قادة لله جل جلاله**وهم مطر يسقى به كل ممحل[/font]
[font=&quot]وهم رحمة منشورة وكرامة**وهم مرهم يشفى به كل معضل[/font]
[font=&quot]إلى أن قال : وقال ءاخر:[/font]
[font=&quot]تمسك بحب الشاذلية تلق ما**تروم فحقق ذاك منهم وحصل[/font]
[font=&quot]مريدوه أقطاب الوجود بأسرهم**شموس الهدى للسالك المتأمل[/font]
[font=&quot]وقال ءاخر:[/font]
[font=&quot]تمسك بحب الشاذلي فإنه**له طرق التسليك في السر والجهر[/font]
[font=&quot]أبوالحسن السامي على أهل عصره**كراماته جلت عن الحد والحصر[/font]
[font=&quot]مريد له في عالم الذر مقتف**لآثاره حي إلى الحشر والنشر[/font]
[font=&quot]يفوز بجنات ورؤية ربه**وقد فاز بالغفران من جاء بالذكر[/font]
[font=&quot]وقال ءاخر:[/font]
[font=&quot]تمسك بحب الشاذلي وحققن**لتحصيل ما تختاره وتروم[/font]
[font=&quot]فحسبك من شيخ له الله ناظر**وفي قلبه حب الإله يدوم[/font]
[font=&quot]وقال ءاخر :[/font]
[font=&quot]تمسك بحب الشاذلية تلق ما**تروم وحقق ذا المناط وحصلا[/font]
[font=&quot]توسل به في كل حال تريده**فما خاب من يأتي به متوسلا[/font]
[font=&quot]وقال الإمام البوصيري صاحب البردة المشهورة في قصيدة طويلة :[/font]
[font=&quot]إن الإمام الشاذلي طريقه**في الفضل واضحة لعين المهتدي[/font]
[font=&quot]فانقل ولو قدما على ءاثاره**فإذا فعلت فذاك أخذ باليد[/font]
[font=&quot]ثم قال رحمه الله تعالى :-[/font]
[font=&quot]أفدي عليا بالوجود وكلنا**بوجوده من كل سوء نفتدي[/font]
[font=&quot]قطب الزمان وغوثه وإمامه**سرالوجود لسان سر الموجد[/font]
[font=&quot]ساد الرجال فقصرت عن شأوه**همم المآرب للعلى والسؤدد[/font]
[font=&quot]فتلق ما يلقي إليك فنطقه**نطق بروح القدس نعم المقتدي[/font]
[font=&quot]أوما مررت على مكان ضريحه**وشممت ريح الند من ترب ندي[/font]
[font=&quot]ورأيت أرضا في الفلاة بخضرة**مخضرة منها بقاع الفدفد[/font]
[font=&quot]والوحش ءامنة لديه كأنما**حشرت إلى حرم بأول مسجد[/font]
[font=&quot]ووجدت تعظيما لقلبك لوسرى**في جلمد سجد الورى للجلمد[/font]
[font=&quot]فقل السلام عليك يابحر الندى**الطامي إلى بحر العلوم المزبد[/font]
[font=&quot]وقال الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن الميلق رحمه الله :[/font]
[font=&quot]ولوقيل لي من في الرجال مكمل**لقلت إمامي الشاذلي أبو الحسن[/font]
[font=&quot]لقد كان حبرافي الشرائع راسخا**ولاسيما علم الفرائض والسنن[/font]
[font=&quot]ومن منهل التوحيد قد عب وارتوى**فلله كم روى قلوبا بها محن[/font]
[font=&quot]وحاز علوما ليس تحصى لكاتب**وهل تحصر الكتاب ماحاز من فنن[/font]
[font=&quot]فكن شاذلي الذات تحظ بسره**وفي سائر الأوقات إن تستعن تعن[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإني له عبد وعبد لعبده **فياحبذا عبد لعبد أبي الحسن[/font]
[font=&quot]إذا لم أكن عبدا لشيخي وقدوتي**إمامي وذخري الشاذلي أكن لمن[/font]
[font=&quot]فيارب بالسر الذي قد وهبته**فمن علينا بالمواهب والمنن[/font]
[font=&quot]وما أحسن قول العارف بالله سيدي علي بن عمر القرشي تلميذ العارف بالله تعالى قاضي القضاة ناصر الدين بن الميلق رحمه الله تعالى حيث قال:-[/font]
[font=&quot]أنا شاذلي ما حييت وإن أمت**فمشورتي للناس أن يتشذلوا[/font]
[font=&quot]إلى أن قال :[/font]
[font=&quot]قال سيدي أبو الحسن الشاذلي سألت الله تعالى أن يكون القطب في بيتي إلى يوم القيامة فسمعت النداء : يا علي قد استجبنا لك ، وإلى هذا أشار الأستاذ القطب سيدي علي بن وفا بقوله : تلميذهم أستاذ كل زمان ، وقال بعض المتأخرين من أهل الحقائق مضمنا لذلك حيث يقول :-[/font]
[font=&quot]نشروا لواء العز في الأكوان**بعناية سبقت من المنان[/font]
[font=&quot]وسعادة حكمت لهم بجنان**أهل الوفا عزوا بعز الشان[/font]
[font=&quot]تلميذهم أستاذ كل زمان[/font]
[font=&quot]إن السعادة عبدهم قد حازها**ومراتب التحقيق فضلا جازها[/font]
[font=&quot]وطيورها قد صاد منها بازها**وهو المدقق للنهى الفرداني[/font]
[font=&quot]تلميذهم أستاذ كل زمان[/font]
[font=&quot]من سارروه بسرهم في سره**أو أدخلوه لدورهم في دوره[/font]
[font=&quot]نال المراد بأمرهم في أمره**ياسعده خصوه بالعرفان[/font]
[font=&quot]تلميذهم أستاذ كل زمان[/font]
[font=&quot]إلى أن يقول :[/font]
[font=&quot]فلكم فؤادي يمنحون مواهبا**وكذاك كم فتحوا إليه مطالبا[/font]
[font=&quot]وبهم ذكرت مشارقا ومغاربا**هم سادتي عزي بلوغ أماني[/font]
[font=&quot]تلميذهم أستاذ كل زمان اهـ[/font]
[font=&quot]وقال الإمام العارف الشهير الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن :مانصه:[/font]
[font=&quot]الباب الأول في التعريف بشيخه الذي أخذ عنه هذا الشان ، وشهادة من عاصره من العلماء الأعيان : أنه قطب الزمان ، والحامل في وقته لواء أهل العيان :[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وهو الشيخ الإمام حجة الصوفية علم المهتدين ، زين العارفين ، أستاذ الأكابر ، والمنفرد في زمانه بالمعارف السنية والمفاخر ، العالم بالله ، والدال على الله ، زمزم الأسرار ، ومعدن الأنوار ، والقطب الغوث الجامع : تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه . عرف بالشاذلي ، منشؤه بالمغرب الأقصى ، ومبدأ ظهوره بشاذلة : بلدة على القرب من تونس ، وإليها نسب ، له السياحات الكثيرة ، والمنازلات الجليلة ، والعلوم الغزيرة ، لم يدخل في طريق الله حتى كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة ، ذا علوم جمة ، ذكره الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور رضي الله عنه في كتابه ، وأثنى عليه الثناء الكبير ، وذكره الشيخ قطب الدين القسطلاني رضي الله عنه في جملة من لقيه من المشايخ ، وأثنى عليه ، وذكره الشيخ أبو عبد الله بن النعمان رضي الله عنه ، وشهد له بالقطبانية ، وذكره الشيخ عبد الغفار بن نوح رضي الله عنه في كتابه الوصيد ، وأثنى عليه ،[/font]
[font=&quot]لم يختلف في قطبانيته ذوقلب مستنير ، ولا عارف بصير ، جاء في هذه الطريق بالعجب العجاب ، وشرع من علم الحقيقة الأطناب ، ووسع للسالكين الرحاب ، حتى لقد سمعت الشيخ الإمام مفتي الإسلام تقي الدين محمد بن علي القشيري ( ابن دقيق العيد) رحمه الله يقول : مارأيت أعرف بالله من الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه ، وأخبرني الشيخ العارف مكين الدين الأسمر رضي الله عنه قال : حضرت بالمنصورة في خيمة فيها الشيخ الإمام مفتي الأنام عز الدين بن عبد السلام ، والشيخ مجد الدين بن تقي الدين علي بن وهب القشيري المدرس ، والشيخ محي الدين بن سراقة ، والشيخ مجد الدين الاخميمي ، والشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهم : ورسالة القشيري تقرأ عليهم ، وهم يتكلمون ، والشيخ أبو الحسن صامت ، إلى أن فرغ كلامهم ، فقالوا : يا سيدي نريد أن نسمع منك ، فقال : أنتم سادات الوقت وكبراؤه ، وقد تكلمتم ، فقالوا لابد أن نسمع منك ، قال فسكت الشيخ ساعة ، ثم تكلم بالأسرار العجيبة والعلوم الجليلة ، فقام الشيخ عز الدين وخرج من صدر الخيمة وفارق موضعه وقال : اسمعوا هذا الكلام الغريب القريب العهد من الله ، وأخبرني الشيخ أبو عبد الله بن الحاج قال أخبرني الشيخ أبو زكرياء يحي البلنسي قال : صحبت الشيخ أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه ثم سافرت إلى الأندلس ، فقال لي الشيخ أبو الحسن عند وداعي إياه : إذا وصلت إلى الأندلس فاجتمع بالشيخ أبي العباس بن مكنون فإن أبا العباس بن مكنون اطلع على الوجود ، وعرف حيث هو ، ولم يطلع الناس على أبي العباس فيعلموا حيث هو ، قال فلما جئت إلى الأندلس جئت إلى الشيخ أبي العباس بن مكنون فحين وقع بصره علي قال لي ولم يعرفني قبل : الحمد لله على اجتماعك بقطب الزمان ، يا يحيى الذي أخبرك به الشيخ أبو الحسن لا تخبر به أحدا ، أخبرني رشيد الدين بن الرايس قال تخاصمت أنا وبعض أصحاب المشايخ فأتيت إلى الشيخ أبي الحسن فذكرت مقا ولتنا له فقال الشيخ : كنت تقول له : أنا رباني القطب ومن رباه القطب ربته أربعون بدلا ، وأخبرني والدي رحمه الله قال دخلت على الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه فسمعته يقول : والله لقد تسألوني عن المسألة لايكون عندي لها جواب فأرى الجواب مسطرا في الدواة والحصير والحائط ، وأخبرني بعض أصحابنا قال : قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي يوما : والله إنه لينزل علي المدد فأرى سريانه في الحوت في الماء ، والطائر في الهواء ، وكان الشيخ أمين الدين جبريل حاضرا فقال للشيخ أبي الحسن : فأنت إذا القطب ، فقال الشيخ أبو الحسن : أنا عبد الله ، أنا عبد الله ، وأخبرني بعض أصحابنا قال :قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي : والله ما ولى الله وليا إلا وضع حبه في قلبي قبل أن يوليه ، ولارفض عبدا إلا وألقى بغضه في قلبي قبل أن يرفضه ، وأخبرني بعض أصحابنا قال : لما رجع الشيخ أبو الحسن من الحج أتى إلى الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام قبل أن يأتي منزله فقال له : الرسول صلى الله عليه وسلم يسلم عليك ، قال : فاستصغر الشيخ عز الدين نفسه أن يكون أهلا لذلك قال : فدعا الشيخ عز الدين إلى خانقاه الصوفية بالقاهرة وحضر معه محيي الدين بن سراقة وأبو العلم ياسين أحد أصحاب الشيخ العارف بالله محيي الدين بن عربي ، فقال الشيخ محيي الدين بن سراقة للشيخ عز الدين : ليهنكم ما سمعنا ياسيدي ، والله إن هذا لشيء يفرح به أن يكون في هذا الزمان من يسلم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الشيخ عز الدين : الله يسترنا ، فقال الشيخ أبو العلم ياسين : اللهم افضحنا حتى يتبين المحق من المبطل ثم أشاروا للقوال أن يقول وهو من البعد بحيث لايسمع مادار بينهم فكان أول ما قال :[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]صدق المحدث والحديث كما جرى**وحديث أهل الحق ما لايفترى[/font]
[font=&quot]فقام الشيخ عز الدين وطاب وقته وقام الجميع لقيامه ، وأخبرني الفقيه مكين الدين الأسمر رضي الله عنه قال : سمعت مخاطبة الحق ، فقلت له ياسيدي كيف كان ذلك ، فقال : كان في الإسكندرية بعض الصالحين صحب الشيخ أبا الحسن ثم كثر عليه ما سمعه من العلوم الجليلة والمخرقات -بكسر الراء أي خوارق العادة - فلم يسع ذلك عقله ، فانقطع عن الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه ، فإذا ليلة من الليالي وأنا أسمع: إن فلانا دعانا في هذا الوقت بست دعوات فإن أراد أن يستجاب له فليقل الشيخ أبا الحسن الشاذلي دعانا بكذا دعانا بكذا حتى عينت لي الست دعوات ، قال ثم انفصل الخطاب عني فنظرت إلى المتوسط في ذلك الوقت فعرفت الوقت الذي كان ذلك الرجل دعا فيه ، ثم أصبحت فذهبت إلى ذلك الرجل فقلت له دعوت الله البارحة بست دعوات : دعوته بكذا ، دعوته بكذا ، إلى أن عددت له الست دعوات فقال نعم ، فقلت له : أتريد أن يستجاب ذلك ، قال : ومن لي بذلك ، فقلت له : قيل لي :إن أراد أن يستجاب له فليوال الشيخ أبا الحسن الشاذلي ، وسمعت شيخنا أبا العباس يقول كان الشيخ قد قال لي : إن أردت أن تكون من أصحابي فلا تسأل من أحد شيئا ، فمكثت على ذلك سنة ثم قال لي : إن أردت أن تكون من أصحابي فلا تقبل من أحد شيئا ، فكان إذا اشتد الوقت علي أخرج إلى ساحل بحر الإسكندرية ألتقط ما يرميه البحر بالساحل من القمح حين يرفع من المراكب فأنا يوما على ذلك الحال وإذا عبد القادر النقاد -وكان من أولياء الله - يفعل كفعلي ، فقال لي : اطلعت البارحة على مقام الشيخ أبي الحسن ، فقلت له ، وأين مقام الشيخ ، فقال عند العرش ، فقلت له : ذاك مقام تنزل لك الشيخ فيه حتى رأيته ، ثم دخلت أنا وهو على الشيخ ، فلما استقر بنا المجلس قال الشيخ رضي الله عنه : رأيت البارحة عبد القادر في المنام فقال لي : أعرشي أنت أم كرسي ، فقلت له : دع عنك هذا ؛ الطينة أرضية ، والنفس سماوية ، والقلب عرشي ، والروح كرسي ، والسر مع الله بلا أين ، والأمر يتنزل فيما بين ذلك ويتلوه الشاهد منه ، وقدم بعض الدالين على الله إلى الإسكندرية فقال الشيخ مكين الدين الأسمر : هذا الرجل يدعو الناس إلى باب الله وكان الشيخ أبو الحسن يدخلهم على الله ، وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه كنت مع الشيخ أبي الحسن بالقيروان ، وكان شهر رمضان ، وكانت ليلة جمعة ، وكانت ليلة سبع وعشرين ، فذهب الشيخ إلى الجامع وذهبت معه ، فلما دخل الجامع ، وأحرم ، رأيت الأولياء يتساقطون عليه كما يتساقط الذباب على العسل ، فلما أصبحنا وخرجنا من الجامع قال الشيخ : ما كانت البارحة إلا ليلة عظيمة ، وكانت ليلة القدر ، ورأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ياعلي طهر ثيابك من الدنس ، تحظ بمدد الله في كل نفس ، قلت : يارسول الله : وما ثيابي ، قال اعلم أن الله قد خلع عليك خمس خلع : خلعة المحبة ، وخلعة المعرفة ، وخلعة التوحيد ، وخلعة الإيمان ، وخلعة الإسلام ، فمن أحب الله هان عليه كل شيء ، ومن عرف الله صغر لديه كل شيء ، ومن وحد الله لم يشرك به شيئا ، ومن ءامن بالله أمن من كل شيء ، ومن أسلم لله قل ما يعصيه ، وإن عصاه اعتذر إليه ، وإن اعتذر إليه قبل عذره ، ففهمت حينئذ معنى قوله عز وجل : وثيابك فطهر ، وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه : جلت في ملكوت الله فرأيت أبا مدين متعلقا بساق العرش وهو رجل أشقر أزرق العينين ، فقلت له : ما علومك وما مقامك ، فقال أما علومي فأحد وسبعون علما ، وأما مقامي فرابع الخلفاء ورأس السبعة الأبدال ، قلت له فما تقول في شيخي أبي الحسن الشاذلي ، قال زائد علي بأربعين علما ، هو البحر الذي لايحاط به ، وأخبرني بعض أصحابنا قال قيل للشيخ أبي الحسن من هو شيخك يا سيدي ، فقال : كنت أنتسب إلى الشيخ عبد السلام بن مشيش ، وأنا الآن لا أنتسب لأحد ، بل أعوم في عشرة أبحر : خمسة من الآدميين : النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وعثمان وعلي ، وخمسة من الروحانيين : جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والروح الأكبر ، وأخبرني ولده سيدنا ومولانا الإمام العارف شهاب الدين أحمد قال : قال الشيخ عند موته : والله لقد جئت في هذا الطريق بما لم يأت به أحد ، ومن الأمر المشهور أنه لما دفن بحميثرا وغسل من مائها كثر الماء بعد ذلك وعذب حتى صار يكفي الركب إذا نزل عليه ولم يكن قبل ذلك كذلك ،[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكتب إلي الشيخ أبو عبد الله بن النعمان رضي الله عنه أبياتا يوصيني فيها بالشيخ أبي العباس رضي الله عنه :[/font]
[font=&quot]عطاء إله العرش في الثغر أحمد**سررت به في الصحب فالله أحمد[/font]
[font=&quot]ثم يقول في الشيخ أبي العباس رضي الله عنه[/font]
[font=&quot]ووارث علم الشاذلي حقيقة**وذلك قطب فاعلموه وأوحد[/font]
[font=&quot]رأيت له بعد الممات عجائبا**تدل على من كان للفتح يجحد[/font]
[font=&quot]فالذي عنى الشيخ أبو عبد الله بقوله : رأيت له بعد الممات عجائبا : أن الماء حلا فوق ما كان وكثر لما غسل منه ، وأخبرني بعض أصحابنا قال : قال الشيخ : قيل لي : ما على وجه الأرض مجلس في الفقه أبهى من مجلس الشيخ عز الدين بن عبد السلام ، ولا على وجه الأرض مجلس في علم الحديث أبهى من مجلس الشيخ زكي الدين عبد العظيم ( المنذري) وعلى وجه الأرض مجلس في علم الحقائق أبهى من مجلسك ، وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه : لما نزلت بتونس حين أتيت من << مرسية >> وأنا إذ ذاك شاب فسمعت بذكر الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه : فقال لي رجل تمضي بنا إليه ، قلت حتى أستخير الله ، فنمت تلك الليلة ،فرأيت كأني أصعد إلى رأس جبل فلما علوت فوقه رأيت هنالك رجلا عليه برنس أخضر وهو جالس ، وعن يمينه رجل ، وعن يساره رجل ، فنظرت إليه فقال لي :عثرت على خليفة الزمان ، قال فانتبهت ، فلما كان بعد صلاة الصبح ، أتاني الرجل الذي دعاني إلى زيارة الشيخ فسرت معه ، فلما دخلنا على الشيخ رأيته على الصفة التي رأيته فوق الجبل ، قال : فدهشت ، فقال لي : عثرت على خليفة الزمان ، ما اسمك ، فذكرت له اسمي ونسبي ، فقال لي رفعت إلي منذ عشرة أعوام ، وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه لما قدمنا من المغرب إلى الإسكندرية نزلنا عند عمود السواري من ظاهرها ، وكان وصولنا عند اصفرار الشمس ، وكانت بنا فاقة وجوع شديد ، فبعث لنا رجل من عدول الإسكندرية طعاما ، فلما قيل للشيخ عنه قال : لايأكل أحد منه شيئا ، فبتنا على مانحن عليه من الجوع ، فلما كان عند الصبح صلى بنا الشيخ وقال مدوا السماط وأحضروا ذلك الطعام ففعلنا وتقدمنا فأكلنا ، فقال الشيخ رضي الله عنه : رأيت في المنام قائلا يقول لي : أحل الحلال مالم يخطر لك على بال ، ولا سألت فيه أحدا من النساء والرجال ، وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه : كنت ليلة من الليالي نائما بالإسكندرية وإذا قائل يقول : [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مكة والمدينة ، فلما أصبحت عزمت على السفر ، وكان الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه بالمقسم بالقاهرة ، فسافرت إليه ، فلما مثلت بين يديه قال لي : مكة والمدينة ، فقلت لأجل ذلك جئت يا سيدي ، قال اجلس ، فجلست ، وإذا رجل داخل عليه وقال : ياسيدي عزمت على الحج ، وما معي شيء من الدنيا ، فقال لي الشيخ : أي شيء معك ، قلت عشرة دنانير ، قال ادفعها لهذا الرجل فدفعتها له ، فقال لي الشيخ إذا كان غدا اخرج إلى الساحل واشتر لي عشرين إردبا قمحا ، فأصبحت ونزلت إلى الساحل واشتريت عشرين إردبا قمحا وحملته إلى المخزن وأتيت إلى الشيخ فقال لي : هذا القمح قيل لي إنه مسوس ما نأخذ منه شيئا ، فبقيت متحيرا لاأدري كيف أصنع فبقيت ثلاثة أيام لايطالبني صاحب القمح بالثمن ، فلما كان اليوم الرابع وإذا رجل يطوف علي فلما رءاني قال : أنت صاحب القمح ، قلت نعم ، قال تأخذ فيه فائدة ألف درهم ، قلت نعم ، قال : فوزن لي ألف درهم ، فوضع الله البركة فيها ، فلو قلت إني أنفق منها إلى اليوم لصدقت ، وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه : سا فرنا مع الشيخ رضي الله عنه في السنة التي توفي فيها ، فلما كان عند إخميم قال لي الشيخ : رأيت البارحة كأني في جلبة وأنا في البحر ، والرياح قد اختلفت ، والأمواج قد تلاطمت ، والمركب قد انفتح ، وأشرفنا على الغرق ، فأتيت إلى جانب المركب ، وقلت : أيها البحر ، إن كنت أمرت بالسمع والطاعة لي فالمنة لله السميع العليم ، وإن كنت أمرت بغير ذلك فالحكم لله العزيز الحكيم ، فسمعت البحر يقول : الطاعة الطاعة ، فلما سافرنا ، وتوفي الشيخ رضي الله عنه ودفناه بحميثرا من صحراء عيذاب ، وكنا في جلبة ، فلما صرنا في وسط البحر ، اختلفت الأمواج ، وتلاطمت الرياح ، وانفتح الركب ، وأشرفنا على الغرق ، ونسيت كلام الشيخ ، فلما اشتد الأمر ذكرت ذلك فأتيت إلى جانب المركب وقلت : أيها البحر إن كنت أمرت بالسمع والطاعة لأولياء الله فالمنة لله فالمنة لله السميع العليم ، ما قلت كما قال الشيخ : بالسمع والطاعة لي ، وإن كنت أمرت بغير ذلك فالحكم لله العزيز الحكيم ، فسمعت البحر يقول : الطاعة الطاعة ، وسكن البحر وطاب السفر ، وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه : كنت مع الشيخ في بحر عيذاب ، وكنا في شدة من الريح الأزيب ، وكان المركب قد انفتح ، فقال الشيخ : رأيت السماء قد فتحت ونزل منها ملكان ، أحدهما يقول : موسى أعلم من الخضر ، والآخر يقول : الخضر أعلم من موسى ، ونزل ملك ءاخر وهو يقول : والله ما علم الخضر في علم موسى إلا كعلم الهدهد في علم سليمان حين قال : أحطت بما لم تحط به ، ففهمت أن الله سلمنا في سفرنا فإن موسى سخر له البحر ( حيث انفلق له) وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه : قال رجل للشيخ : ما تقول في الخضر ، أحي هو أم ميت ، فقال الشيخ رضي الله عنه : اذهب إلى الفقيه ناصر الدين بن الأبياري -( أحد أيمة المالكية المتبحرين في جميع العلوم وهوشيخ الإمام جمال الدين ابن الحاجب)- فإنه يفتي أنه حي وأنه نبي ، [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]والشيخ عبد المعطي لقيه ، وسكت ساعة وقال : أنا لقيته ، وسبابته ووسطاه سواء ، واعلم أن بقاء الخضر قد أجمع عليه هذه الطائفة وتواتر عن أولياء كل عصر لقاؤه والأخذ عنه ، واشتهر ذلك إلى أن بلغ الأمر إلى حد التواتر الذي لايمكن جحده ، والحكايات في ذلك كثيرة ، وقال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه : لقيت الخضر في صحراء عيذاب ، فقال لي : يا أبا الحسن أصحبك الله اللطف الجميل ، وكان لك صاحبا في المقام والرحيل ، وذكر الشيخ محيي الدين بن عربي رضي الله عنه أن أبا السعود بن الشبل كان يوما في مدرسة الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه يكنس فيها ، فوقف الخضر على رأسه وقال : السلام عليكم ، فرفع أبو السعود رأسه وقال : وعليكم السلام ثم عاد إلى شغله بما هو فيه ، فقال له الخضر : ما بالك لم تهتبل بي كأنك لم تعرفني فقال أبو السعود : بلى قد عرفتك ، أنت الخضر ، فقال له الخضر : فما بالك لم تهتبل بي ، قال فقال له أبو السعود - والتفت إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني - لم يترك في هذا الشيخ فضلة لغيره ، وقال الشيخ محي الدين بن عربي رضي الله عنه - مخبرا عن نفسه : كنت أنا وصاحب لي بالمغرب الأقصى بساحل البحر المحيط ، وهناك مسجد يأوي إليه الأبدال ، فرأيت أنا وصاحبي رجلا قد وضع حصيرا في الهواء على مقدار أربعة أذرع من الأرض وصلى عليها ، فجئت أنا وصاحبي ، ووقفت تحته ، وقلت :[/font]
[font=&quot]شغل المحب عن الحبيب بسره**في حب من خلق الهواء وسخره[/font]
[font=&quot]العارفون عقولهم معقولة **عن كل كون ترتضيه مطهره[/font]
[font=&quot]فهمو لديه مكرمون وعنده**أسرارهم محفوظة ومحرره[/font]
[font=&quot]قال : فأوجز في صلاته وقال : إنما فعلت هذا لهذا المنكر الذي معك ، وأنا أبو العباس الخضر ، ولم أكن أعلم أن صاحبي ينكر كرامات الأولياء ، فالتفت إلى صاحبي وقلت : يا فلان أكنت تنكر كرامات الأولياء ، قال نعم قلت : فما تقول الآن ، قال : فما بعد العيان ما يقال ، وقال الشيخ عبد المعطي الإسكنداني لتلميذه عند موته : خذ هذه الجبة فطالما عانقت فيها الخضر ، وقالت زوجة القرشي رضي الله عنه : خرجت من عند الشيخ ولم أترك عنده أحدا ، فسمعت عنده رجلا يكلمه ، فوقفت حتى انقطع كلامه ، ثم دخلت فقلت : يا سيدي خرجت وما كان عندك أحد والآن سمعت كلاما عندك فقال الشيخ : الخضر أتاني بزيتونة من أرض نجد فقال لي : كل هذه الزيتونة ففيها شفاؤك ، فقلت له : اذهب أنت وزيتونتك لاحاجة لي بها ، وكان الشيخ به داء الجذام ، وقد جاء أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعوا قائلا يقول من جوف البيت يسمعون صوته ولا يرون شخصه : إن في الله خلفا من كل هالك ، وعوضا من كل فائت ، وإن المصاب من حرم الثواب ، قال الراوي : كانوا يرون أنه الخضر ، واعلم رحمك الله أن من أنكر وجود الخضر فقد غلط ، أو من قال : إنه غير خضر موسى ، أومن قال : لكل زمان خضر وإن الخضرية رتبة يقوم بها رجل في كل زمان ، والمنكر لوجود الخضر معترف على نفسه بأن منة الله بلقاء الخضر لم تواجهه ، وليته إذ فاته الوصول إليها لايفوته الإيمان بها ، [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولا تغتر بما عساك أن تقف عليه من كلام أبي الفرج بن الجوزي في كتاب سماه : << عجالة المنتظر في شرح حال الخضر >> أنكر فيه وجود الخضر وقال : من قال إنه موجود فإنما قال ذلك لهواجس ووساوس وهوس قام به ، واستدل على عدم وجوده بقوله سبحانه : << وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون >> فعجبا لهذا الرجل كيف استدل بهذه الآية ولا دليل فيها ، لأن الخلد هو بقاء لا موت بعده ، وليس هو المدعى في الخضر ، إنما المدعى في الخضر طول إقامة يكون الموت بعدها ، فاعجبوا رحمكم الله لرجل يصدق بقاء إبليس وينكر بقاء الخضر ، وما يروونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كان الخضر حيا لزارني فلم يثبته أهل الحديث ، فإن قالوا : لوكان ذلك لنقل ، فاعلم أنه ليس كل شيء أطلع عليه رسوله صلى الله عليه وسلم يلزمه الإعلام به ، كيف ، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : علمني ربي ثلاثة علوم : علم أمرني بإفشائه ، وعلم نهاني عن إفشائه ، وعلم خيرني في إفشائه ، وقال بعض العارفين : إن الله سبحانه أطلع الخضر على أرواح الأولياء فسأل ربه أن يبقيه في دائرة الشهادة حتى يراهم شهادة كما رءاهم غيبا ، وقال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه : كنت مع الشيخ في سفر ونحن قاصدون إلى الإسكندرية حين مجيئنا من المغرب فأخذني ضيق شديد حتى ضعفت عن حمله فأتيت إلى الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه فلما أحس بي قال : أحمد ، قلت نعم ياسيدي ، قال ءادم خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته ، وأسكنه الجنة نصف يوم : خمسمائة عام -(وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) - ثم نزل به إلى الأرض ، والله مانزل الله بآدم إلى الأرض لينقصه ، ولكن نزل به إلى الأرض ليكمله ، ولقد أنزله إلى الأرض من قبل أن يخلقه بقوله : << إني جاعل في الأرض خليفة >> ماقال في الجنة ولا في السماء ، فكان نزوله إلى الأرض نزول كرامة ، لانزول إهانة ، فإنه كان يعبد الله في الجنة بالتعريف ، فأنزله إلى الأرض ليعبده بالتكليف ، فلما توفرت فيه العبوديتان استحق أن يكون خليفة ، وأنت أيضا لك قسط من ءادم : كانت بدايتك في سماء الروح في جنة المعارف فأنزلت إلى أرض النفس لتعبده بالتكليف ، فلما توفرت فيك العبوديتان استحققت أن تكون خليفة ، إلى أن يقول وأخبرني بعض أصحاب الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه قال دخل على الشيخ أبي الحسن عبد القادر النقاد فقال له الشيخ : ياعبد القادر أيعصي الولي ، فقال عبد القادر : إي والله الذي لاإله إلا هو وهو يطالع عين الحقيقة ، فقال الشيخ أبو الحسن : أشهد أنك ولي الله ، وقال الشيخ أبو الحسن كنت في بعض سياحاتي قد أويت إلى مغارة بالمغرب من مدينة للمسلمين ، فمكثت ثلاثة أيام لم أذق طعاما ، فبعد الثلاثة الأيام دخل علي ناس من الروم كانت قد أرست سفينتهم هناك فلما رأوني قالوا : قسيس من المسلمين ، ووضعوا عندي طعاما وإداما كثيرا ، فعجبت كيف رزقت على أيدي الكافرين ومنعت ذلك من المسلمين ، فإذا قائل يقول لي : ليس الرجل من نصر بأحبابه ، إنما الرجل من نصر بأعدائه[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]نبذة عن حياة الشيخ :[/font] [font=&quot]أبي معاذ محمد بن الشريف السحابي[/font]
[font=&quot]وفقه الله [/font]
[font=&quot]ولادته ونشأته : [/font]
[font=&quot]هو الشيخ المقرئ الفقيه الداعية أبو معاذ محمد بن الشريف السحابي ا***يدي الزعري، ولد حفظه الله بقرية عين الريبعة من قبيلة بني عبيد زعير ضواحي مدينة الرباط عام 1370هـ - 1949 م، وبها نشأ وترعرع، دخل الكتّاب القرآني في سن مبكرة، وتعلم الهجاء والكتابة على يد الفقيه محمد سنجاي، وحفظ عليه بعض القرآن، ثم أتم حفظه على الفقيه محمد الغماري والفقيه محمد التسولي والفقيه علي الشيظمي، وكلهم شهدوا له بالحفظ التام بعد اختباره في حفل أقيم له بمناسبة ختمه لحفظ القرءان الكريم، وهو ما يسمى عند المغاربة بـ ” لفْصَال“ أي :عرس القرءان، على عادتهم في الاحتفاء بكل من يحفظ القرءان الكريم . ولما يتجاوز عمره آنذاك الثالثة عشر ربيعا.[/font]
[font=&quot]رحلته وطلبه للعلم :[/font]
[font=&quot]وفي هذا السن المبكر عزم الشيخ على الرحلة في طلب العلم متوجها إلى شمال المغرب صوب قبيلة بني مستارة بناحية مدينة وزان، للأخذ عن علمائها، فأعاد ختمة أخرى للقرءان الكريم برواية ورش على يد أحد الشيوخ بتلك المنطقة، والذي شجعه على حفظ ما يصطلح على تسميته بالأصول، وهي متون علمية يتعين على الطالب حفظها مباشرة بعد أن يكون قد أنهى حفظ القرءان كاملا، إذ تعتبر هذه المتون مدخلا أساسيا لكثير من فنون العلم التي لابد لطالب العلم من معرفتها خصوصا وهو في بداية الطلب.[/font]

[font=&quot]ومكث الشيخ هناك مابين سنتي 1963-1965 فحفظ متن الآجرومية وألفية ابن مالك والمرشد المعين لابن عاشر في الفقه المالكي ،والبردة ،والهمزية، كل ذلك باللوح، ثم عاد بعدها إلى قبيلته فأُسند إليه تحفيظ أبنائها القرءان وهو دون العشرين من عمره.[/font]
[font=&quot]وحدث مرة أن سمع الشيخ أحد الحفاظ يقرأ ببعض الروايات، ولم يكن الشيخ يعلم شيئا عنها، فأثار ذلك انتباهه، فأخبر بأنها قراءة من القراءات المتواترة الصحيحة، فأخذ على نفسه أن يحفظ القراءات؛ ومنذ ذلك الحين عكف الشيخ على حفظها مع متن الشاطبية، ولم يمنعه إقباله على هذا العلم من استمراره في تدريس أبناء القبيلة، فاستطاع أن يوفق بين الأخذ والعطاء في آن واحد.[/font]
[font=&quot]لكن هذه الظروف لم تدم طويلا بسبب وفاة شيخه الذي كان يأخذ عنه القراءات، فاضطر لأن يغادر ثانية مسقط رأسه ويشد الرحال إلى مدرسة سيدي الزوين الواقعة قرب مدينة مراكش، وهي مدرسة مشهورة بتخصصها في القراءات العشر الكبرى والصغرى ) العَشَريْن( على صعيد المغرب كله، ومكث فيها يأخذ عن علمائها وشيوخها طيلة أربع سنوات، ما بين 1970م1974. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وخلال هذه الفترة تكونت لدى الشيخ ملكة قوية في الحفظ مكنته من المشاركة في مباراة نظمتهما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حفظ القراءات لنيل جائزة الحسن الثاني بمناسبة عيد العرش سنة 1971م فحاز على الرتبة الأولى في القراءات السبع، وفي سنة 1972م حفظ موطأ الإمام مالك ونال به جائزة الحسن الثاني أيضا حيث استظهره كاملا أمام لجنة علمية مكونة من الفقهاء: عبد الرحمن ، والفقيه أحمد الصديقي ابني الحافظ أبي شعيب الدكالي والشيخ مولاي مصطفى العلوي، والعلامة محمد الطنجي، والأستاذ قدور الورطاسي . وكان هذا مثار إعجاب هؤلاء الشيوخ والمسؤولين بالوزارة بقوة ذاكرته وبراعة حفظه وسرعة بديهته، فقرروا ترشيحه لمتابعة الدراسة بالعاصمة الرباط مع تحمل نفقات إقامته ودراسته.[/font]
[font=&quot]وجد الشيخ في هذه المبادرة فرصة العمر التي كان يتمناها، وفعلا انتقل إلى مدينة الرباط والتحق بدار القرءان التابعة لرابطة المجودين بالمغرب، وبمعهد التكوين الديني بمسجد السنة، وانتسب لدار الحديث الحسنية، وكان بين الفينة والأخرى يتردد على مدرسة سيدي الزوين لإتمام القراءات العشر الكبرى والصغرى،[/font]
[font=&quot]فانكب بشغف على الدراسة والتحصيل ليل نهار بجد واجتهاد دون كلل ولا ملل.[/font]
[font=&quot]ثم أخذ الشيخ يتردد على هذه المؤسسات العلمية بانتظام ينهل من معارفها ويستفيد من كل ما يسمعه ويتلقاه بها من العلوم على عدد من الشيوخ والأساتذة الأفاضل الذين كان لهم الأثر الطيب والحسن في تكوين شخصيته وتهذيب سلوكه.[/font]
[font=&quot]وخلال هذه الفترة من التحصيل التي دامت خمس سنوات تمكن الشيخ من عدد من العلوم، وكُللت جهوده ومثابرته بالتوفيق والنجاح، فتخرج في ختامها ضمن أول فوج ممن درسوا بدار القرءان التابعة لرابطة المجودين بالمغرب، ومن معهد التكوين الديني بمسجد السنة بالرباط .[/font]
[font=&quot]وإثر ذلك استفاد الشيخ من دورة تكوينية نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لإعداد وتأطير عدد من الدعاة والعلماء والأساتذة للقيام بالدعوة إلى الله، ودامت هذه الدورة ستة أشهر، التقى خلالها بعدد من الشيوخ والأساتذة والعلماء من داخل المغرب وخارجه ممن كانوا يشاركون في هذه الدورة بمحاضراتهم ودروسهم القيمة، من بينهم الأستاذ العلامة الشيخ المكي الناصري ،والأستاذ أحمد بركاش، والأستاذ العلامة الشيخ عبد الرحيم عبد البر المصري ،والأستاذ علال الفاسي ،والشيخ الداعية الكبير أحمد الصواف من العراق .[/font]
[font=&quot]وبعد هذا التكوين المكثف والمسيرة العلمية الحافلة تم تعيين الشيخ بمعهد التعليم التابع للمكتب الشريف للفوسفاط بمدينة اليوسفية حيث أصبح مدرسا وخطيبا .[/font]
 
أعلى