موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]خياطو سلاطين المغرب[/font]
[font=&quot]المظلة السلطانية بوابةً للقصر الملكي[/font]
[font=&quot]ألبير ساسون عرض: سعيد عاهد[/font]
[font=&quot]في عام 1873، انتقل السلطان محمد الرابع إلى جوار ربه بمدينة مراكش، ليخلفه على العرش ابنه مولاي الحسن، الذي سيحكم البلاد إلى سنة 1894 ويفتح بها عدة أوراش إصلاحية. مثله مثل أسلافه، كان الحسن الأول يتوفر على خدام يهود يعملون داخل القصر نفسه. هكذا خلف أحد أسلاف الكاتب، سالم ساسون، والده المتوفى كخياط تقليدي في قصر فاس، متوليا كذلك مهمة خياطة ملابس الوزراء وأعيان المدينة. كان لسالم شريكان هما يهودا أزويلوس وشالوم بن سوسان، علما أن هذا الأخير هو ابن ميناسي بن سوسان وسلطانة أزويلوس. وبعد وفاته، تساءل السلطان مولاي الحسن الأول إن كان للمتوفى ابن أهل ليحل محله في الخدمة بالبلاط، ليعلم أن سالم خلف ثلاثة أبناء، أولهم حاخام وثانيهم موثق،أما ثالثهم، فلم يتجاوز سبعة عشر ربيعا من العمر بعد، وهو يتعلم فنون الخياطة لا يزال، لكنه لم يكن يتقن الحرفة تماما حينها. [/font]
[font=&quot]سلطانة[/font]
[font=&quot]أزويلوس، والدة شالوم بن سوسان وأخت يهودا أزويلوس، التي كانت ترتب لزواج ابنتها حسيبة مع الخياط المتمرن أبراهام، لم تتقبل أن يفلت المنصب من هذا الأخير، ولذا توجهت ذات جمعة، يوم الصلاة، لتقديم طلبها للسلطان. لم تعترض المرأة أدنى مشكلة لولوج البلاط والمثول بين يدي الحسن الأول، هي التي كانت تقدم خدمات لزوجاته. أكدت للسلطان أن أبراهام خياط كفء ومتقن لمهنته، ليكلل مسعاها بالنجاح، إذ لم يكد يمر يومان على اللقاء حتى استدعى عاهل البلاد الشريكين، وريثي مسؤولية خياطة أزياء القصر، يهودا أزويلوس وشالوم بن سوسان، ليأمرهما بتوظيف أبراهام ساسون في المنصب الشاغر إثر وفاة أبيه، بعد اختباره بالطبع.[/font]
[font=&quot]كان على الخياط الشاب إنجاز مظلة كبيرة لوقاية الملك من حرارة الشمس، حين ذهابه الى المسجد، أو استقباله لأعضاء المخزن وأعيان المدينة خلال مراسيم تلقيه التهاني بمناسبة الأعياد. نالت المظلة إعجاب السلطان فأصدر أوامره للخياطين الشريكين بدفع ثلث الأرباح التي جنوها منذ وفاة سالم لأبراهام ساسون.[/font]
[font=&quot]تلك كانت بداية خدمة أبراهام للحسن الأول، التي دامت سبع عشرة سنة. وقد عقد قرانه على حسيبة بن سوسان وفق ما خططت له سلطانة أزويلوس، وعاش في فاس الى حدود سنة 1912، في منزل يعود تاريخ اقتنائه الى 1877. وإذا كان سلف آل ساسون يتوفر على مَخْيَط في بيته هذا، فقد كان له كذلك محل خياطة آخر داخل القصر.[/font]
[font=&quot]بيت أبراهام، الواقع في الملاح (فاس البالي)، الدرب الفوقي، رقم 248، كان فسيحا ومكونا من ساحة وسطى تحيط بها أربع غرف، بالإضافة الى غرفتين صغيرتين بالطابق الأول مخصصتين لإقامة أخوات رب الأسرة، وقد ظل في ملكية العائلة إلى سنة[/font]
[font=&quot]1934.[/font]
[font=&quot]رزق أبراهام وحسيبة بثلاث بنات: رحمة، مسعودة وعائشة، وبابن واحد[/font]
[font=&quot]انتقيا له اسم جده، سالم، لكنه توفي في سنته السابعة عشرة، جراء إصابته[/font]
[font=&quot]بالتهاب للقصبات والرئة. كان الزوجان يذهبان يوميا للبلاط، باستثناء أيام[/font]
[font=&quot]السبت، لتقوم المرأة بخدمة نساء السلطان وينهمك الرجل في أشغال الخياطة[/font]
[font=&quot]التي كان يواصلها بمشغله في البيت. كان أبراهام مكلفا بلباس الأمراء،[/font]
[font=&quot]ومن ضمنهم مولاي عبد العزيز، الإبن المفضل للحسن الأول. وذات يوم، طلب هذا الأخير منه خياطة زي أبهة كامل للأمير الصغير، مماثل للذي يضعه هو نفسه بمناسبة صلاة الجمعة. أذهل الطلب أبراهام، لكنه لم يستطع مناقشة الموضوع مع السلطان فلجأ للصدر الأعظم، إذ لم يكن من تقاليد المملكة إقدام عاهل البلاد على إجراء يمكن أن يُؤَوَّل كإشارة لانتقال الحكم. كانت أوامر الامتثال للرغبة السلطانية صارمة، فأنجز الخياط لباس الأمير الشاب، ليضعه هذا الأخير يوم الجمعة، وهو يتوجه إلى المسجد رفقة والده، ممتطيا صهوة جواد مسرج بإتقان، شبيه بجواد الأب، تحت ظلال المظلات الضخمة الواقية من أشعة الشمس.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]شهوراً بعدها، انتقل الحسن الأول إلى جوار ربه، ليخلفه على العرش مولاي عبد العزيز، الذي لم يكن ابنه البكر، والذي ظل تحت وصاية باحماد، حاجب والده القوي، طيلة ست سنوات (1900/1894). سيحكم مولاي عبد العزيز المغرب فعليا من سنة 1900 الى 1908، في حقبة تكالبت خلالها الأطماع الاستعمارية ضد البلاد، ليخلفه أخوه مولاي حفيظ وينتقل هو للإقامة في طنجة. أما أبراهام ساسون، فسيظل الساهر الأمين على لباس السلطانين معا.[/font]

[font=&quot]الكلاوي وبن عرفة ينتقمان من خدام السلطا ن المنفي[/font]
[font=&quot]ألبير ساسون عرض: سعيد عاهد[/font]
[font=&quot]على[/font]
[font=&quot]خلاف أغلبية المغاربة اليهود، فإن آل ساسون لا ينحدرون من إسبانيا، بل[/font]
[font=&quot]جاؤوا المغرب من الشرق الأوسط ليستقروا أولا في منطقة تافيلالت.[/font]
[font=&quot]وفي عام 1877، سيصبح أبراهام ساسون خياطا للسلطان الحسن الأول، ليتوارث أفراد العائلة هذه المهمة أبا عن جد خلال حكم مولاي عبد العزيز، مولاي حفيظ، مولاي يوسف ومحمد الخامس، قبل أن تؤول المسؤولية تلك لأصهارهم، آل بوطبول، إبان تربع محمد الخامس والحسن الثاني على عرش البلاد. في كتابه «خياطو السلطان ـ مسار عائلة يهودية مغربية»، يستعرض ألبير ساسون تفاصيل أكثر من 120 سنة قضاها أسلافه في بلاط ستة من سلاطين وملوك المغرب، متوقفا عند الحياة اليومية خلف أسوار القصور وعند محطات مفصلية في التاريخ.[/font]
[font=&quot]في رحم التوثر بين السلطان سيدي محمد بن يوسف والاقامة العامة، وإقدام عامل البلاد على «إضراب الخاتم» عبر رفضه توقيع الظهائر والنصوص القانونية المقدمة له من طرف سلطان الحماية، وجد المقيم العام، الجنرال جوان في باشا مراكش، التهامي الكلاوي، حليفا له لمواجهة القصر، في هذا وبمناسبة مراسيم تقديم تهاني عيد المولد النبوي (23 دجنبر 1950)، وقعت مشادة بين طاغية الجنوب والملك ليقول الأول للعامل بأنه لم يعد سلطان المغرب، بل سلطان حزب الاستقلال الشيوعي والملحد! إثر ذلك تم طرد الباشا وإخباره بمنعه إطلاقا من زيارة القصر كيفما كانت المبررات. وقد حضرت مسعودة ساسون هذا الحدث وروته للكاتب مثلما سنعرض ذلك لاحقا.[/font]
[font=&quot]وإذا كان حاييم بوطبول وابنه رافاييل قد استمرا في خدمة عاهلهما بإخلاص في الرباط، فإن مسعودة ساسون ظلت مرافقة وممرضة لوالدة السلطان «أم سيدي ياقوت» بقصر فاس. وكانت تحيطه باستمرار بالوضع الصحي لأمه، مثلما كانت تتحدث معه طويلا خلال زياراته لفاس في شهر رمضان للسؤال عن صحة والدته مباشرة وزيارة فضاءات المدينة المقدسة. كانت مسعودة تزور بين الفينة والأخرى، هي كذلك، العاصمة الرباط[/font]
[font=&quot]وتقيم عند أختها عايشة في منزل حاييم بوطبول، مستغلة الفرصة للذهاب إلى[/font]
[font=&quot]القصر وتجاذب أطراف الحديث مع زوجة السلطان «أم سيدي عبلة» وحسب الكاتب،[/font]
[font=&quot]فإن هذه النقاشات كانت تتمحور حول قضايا الساعة، وخاصة التوثر القائم[/font]
[font=&quot]والمتزايد بين الاقامة العامة والقصر، والاشاعات حول خلع عاهل البلاد من[/font]
[font=&quot]عرشه ونفيه بمعية أسرته.[/font]
[font=&quot]بمناسبة إحدى هذه الزيارات، وجدت مسعودة نفسها شاهدة عيان على نهاية المشادة الكلامية بين السلطان والكلاوي وطرد هذا الأخير من القصر (23 دجنبر 1950) وحسب روايتها للكاتب سنة 1973، فقد سمعت[/font]
[font=&quot]أصواتا مرتفعة قبل رؤية الباشا مغادرا وهو يومئ بحركة من يده على وجهه[/font]
[font=&quot]بالانتقام قريبا.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]كانت خيوط المؤامرة قد نسجت بدقة، مما سيؤدي إلى نفي السلطان بعد مرور سنتين ونصف على هذا الحادث. وحينها، شعرت مسعودة بقلق[/font]
[font=&quot]شديد، ليس على مصيرها فحسب، بل على مآل عائلتها كذلك، وخاصة ابنها رحامين (رايمون)، المقيم في مراكش والذي استفاد من عناية السلطان. وكانت رؤية المرأة صادقة، مثلما ستؤكد ذلك الأحداث التي أعقبت نفي سيدي محمد إلى مدغشقر.[/font]
[font=&quot]لم تكن الايام الموالية لنفي السلطان وتعيين بن عرفة مكانه سعيدة بالنسبة لآل ساسون وبوطبول، هكذا، تعرض حاييم بوطبول وأبناؤه للطرد من القصر الملكي بالرباط. وحدها مسعودة ظلت إلى جانب «أم سيدي ياقوت»[/font]
[font=&quot]المقيمة حينها في قصر مكناس. وقبل ذلك، كان بن عرفة قد زار والدة السلطان في فاس، لتأمر هذه الأخيرة مسعودة بتقديم التمر والحليب له وفق ما تقتضيه تقاليد حسن الضيافة والاستقبال، لكن وبمجرد لمحه لها، صاح في وجهها:[/font]
[font=&quot]-«أنت امرأة شريرة!»[/font]
[font=&quot]ردت مسعودة على بن عرفة قائلة:[/font]
[font=&quot]- «إذا كان الأمر صحيحا، فأنا مستعدة لمغادرة القصر حالا»[/font]
[font=&quot]- «لا لن تفعلي ذلك، أجابها، إنك ملزمة بالمكوث مع أم سيدي ياقوت إلى حين لفظها أنفاسها الأخيرة».[/font]
[font=&quot]يكمن سبب رد الفعل الغاضب هذا لبن عرفة في مجريات زيارة سابقة لمسعودة إلى محل اقامته، حين ظنته البواب وليس رب البيت![/font]
[font=&quot]رجـالات مــن الــريــف:– الـعلامـة الـعـربي اللـوه*[/font]
[font=&quot]قال أبو حامد العربي بن سيدي يوسف الفاسي، المتوفى بتطوان في كتابه “مرآة المحاسن” : (ووسموا المغاربة بالإهمال ودفنهم فضلاءهم في قبر تراب وإخمال، فكم فيهم من فاضل نبيه طوى ذكره عدم التنبيه، فصار اسمه مهجورا كأن لم يكن شيئا مذكورا).[/font]
[font=&quot]1 ـ نسبه ومولده:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هو الأستاذ العربي ابن الحاج علي الشهير باللوه بن عمر بن زيان بن حمو العمارتي، أبوه علي اللوه من أعيان قبيلة بقوية وأغنيائها، شارك في حرب الريف الثانية بقيادة الأمير الخطابي وتوفي سنة 1927. وحول أصل كلمة “اللوه” نورد ـ بدون تعليق ـ ما ذكره مؤرخ المملكة السابق عبد الوهاب بن منصور في الجزء الأول من كتابه (أعلام المغرب العربي)، في معرض ترجمته للأستاذة آمنة بنت عبد الكريم اللوه، حيث قال: (…يقال أن أصل الكلمة اعليلو تصغير علي، فقسم الاسم وصار علي اللوه، ولكن رأيت اسم اللوه مكتوبا كما ينطق به اليوم في وثائق قديمة محفوظة بالقصر الملكي….).[/font]
[font=&quot]ازداد المؤلف سنة 1323 هـ الموافق ل 1905م، بقرية تيغنمين من قبيلة بقوية المجاورة لمدينة الحسيمة، والممتدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث تربى في كنف والدته الحاجة عائشة بنت الحاج محمد التسولي وتحت رعايتها.[/font]
[font=&quot]2 ـ دراسته الأولى والثانية:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وعلى عادة أقرانه في تلك الفترة، تردد على كتاب قريته (رمسيذ) فتمكن من مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية، ولما أصبح يافعا تاقت نفسه إلى تلقي المزيد من العلوم، فقصد بعد انتصار أنوال بنحو شهرين، قرية سيدي بوسياف من قبيلة بني خالد الغمارية، حيث تلقى فيها على يد الشيخ السي بلحاج مدة سبعة أشهر، مبادئ العلوم الدينية والعربية وبعض علوم القراءات، ثم يمم وجهه شطر قرية الشوبية بقبيلة وادراس بمنطقة جبالة، فلازم هناك لمدة سنتين الشيخ الفقيه محمد بوتفاح، الذي لقنه علوم العقائد والفقه والفرائض والنحو والصرف، وبعد ذلك شد الرحال إلى قرية الجبيلة الواقعة بجبل حبيب من نواحي طنجة، حيث لازم الشيخ المشهور محمد الأندلسي، إلى أن توقفت الدراسة بسبب اندلاع حرب الريف التحريرية بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي، وامتداد شرارة هذه الثورة الوطنية إلى القبائل الجبلية.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أراد الالتحاق بجامعة القرويين بفاس التي كانت قبلة العلماء و مهوى أفئدة الطلبة من كل الأصقاع، لكن الحصار البري والبحري المضروب على المنطقة من قبل الإستعمارين الفرنسي والإسباني، والمنع الذي أصدره ابن عبد الكريم للريفيين بعدم الهجرة تفاديا لإفراغ المنطقة من رجالها وحماتها،حالا دون تحقيق رغبته الجامحة في إكمال دراسته، غير أنه استطاع بمشقة الأنفس التسلل إلى الجزائر (ركزاية) عبر وجدة، رفقة مجموعة من العمال الريفيين الذين كانوا يشتغلون بضيعات المعمرين الفرنسيين، مغيرا اسمه إلى محمد بدر الدين بن عبد الله المغربي من مدينة طنجة، ومن هناك أكمل طريقه (بدون جواز السفر ولاحتى بطاقة التعريف) إلى تونس العاصمة التي وصلها سنة 1342 هـ 1923م حيث انخرط مباشرة ـ بعد قبوله في الامتحان من قبل النظارة العلمية ـ بجامع الزيتونة الشهير، الذي كان علماؤه يعقدون مجالسهم العلمية بالجامع الأعظم بالعاصمة في علوم شتى، منها علوم العقائد والفرائض والمنطق والنحو والبلاغة والتاريخ والجغرافية، وكذا مبادئ الهندسة والحساب وأدب البحث والمناظرة وغيرها من العلوم، فدرس هناك على أجلة العلماء وكبار الشيوخ نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور والعلامة محمد الصادق النيفر والشيخ السيد صالح المالقي، والشيخ محمد الشاذلي الجزيري والشيخ عثمان ابن الخوجة و الشيخ بلحسن بن محمد النجار وغيرهم كثير.[/font]
[font=&quot]وقد تخرج من الجامعة المذكورة سنة 1348 هـ 1929م بحصوله على شهادة العالمية(التطويع)،[/font]
[font=&quot] مذيلة بإمضاء الشيوخ أحمد بيرم ومحمد الطاهر ابن عاشور ومحمد رضوان وصالح المالقي، كما أجازه في الرواية الشيخان بلحسن النجار والبشير النيفر، غير أنه مكث هناك سنة إضافية للاستزادة من أنوار المعرفة وحضور ندوات مشايخ الزيتونة ونبغائها، إلى أن التحقت به والدته الحاجة عائشة سنة 1349هـ 1930م، قادمة من الديار المقدسة بعد أدائها فريضة الحج فعادا معا إلى المغرب.[/font]
[font=&quot]3 ـ وظائفه ومناصبه العلمية:[/font]
[font=&quot]مباشرة بعد رجوعه إلى الريف شرع في ممارسة التطبيقات الفقهية والنوازل القضائية، بإشراف وتوجيه من العالم الكبير في فقه النوازل المرحوم علي الخمليشي، بيد إنه سيعين في 15 يونيو 1931 قاضيا لقبيلة بني يدر الجبلية، ثم نائبا لمدير الأحباس بالناظور في 10 دجنبر1932، ثم مستشارا شرعيا بنيابة الأمور الوطنية بمدينة تيطاوين سنة 1354 هـ 1935م، وفي نفس السنة كذلك عين رئيسا لكتابة الصدارة العظمى (رئاسة الوزراء) في الحكومة الخليفية، التي كان يترأسها الفقيه محمد بن عزوز، فكاتبا عاما للصدارة بتاريخ 23 غشت 1952، ثم عين وزيرا للأحباس بالحكومة الخليفية بمنطقة الشمال في 28دجنبر 1954، دون أن ننسى توليه لفترة طويلة وبصفة مؤقتة إدارة شؤون مكتب رئيس المحكمة العليا للعدلية المخزنية بنفس المدينة.[/font]
[font=&quot]أما المناصب العلمية التي تبوأها العربي اللوه في سلك التربية والتعليم، فنشير إلى تعيينه مدرسا بالمعهد الديني الثانوي منذ سنة 1935، وأستاذا بالمعهد الديني العالي في 10 فبراير 1945، وأستاذا جامعيا بكلية أصول الدين التابعة لجامعة القرويين، فعميدا لنفس الكلية إلى حين وفاته، فضلا عن مزاولته لمهنة الفتوى بالريف (الحسيمة والناظور) وتطوان.[/font]
[font=&quot]4 ـ وطنيته وحسه النضالي:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]أثناء حرب الريف التحريرية في عشرينيات القرن المنصرم، لعب العربي اللوه دورا مهما في دعم المقاومة الريفية، حيث كان يقوم بدور الوساطة بين زعماء القبائل الجبلية (بني منصور، وادراس، بني يدر، جبل حبيب…) لتحريضهم ضد الإسبان، وبين أخيه عبد الكريم المستقر بمدينة طنجة، والذي كان يزود المقاتلين بالمال والسلاح، وكان مشهورا في طنجة والمغرب بل حتى في الجزائر بقيامه لأدوار سياسية لصالح الثورة الريفية، ولم يكتف العربي اللوه بهذا حسب ماجاء في بعض المصادر، بل حمل السلاح في وجه المستعمر الإسباني وقاوم إلى جانب إخوانه، وهذا مايظهر لنا من مشاركته في الحملة التطوعية التي أرسلها رئيس زاوية اسنادة ببني يطفت الشريف احميدو الوزاني، إلى الجهة الغربية من الشمال لمساندة المجاهدين بناء على طلب من أحمد الريسوني، وكذا سفره بمعية بعض أفراد قريته إلى نواحي الناظور سيرا على الأقدام، بعد استشهاد محمد أمزيان بحوالي شهرين. ولما عزل محمد الخامس عن عرشه ونفي يوم 20 غشت 1953، ونصب مكانه محمد بن عرفة، لم تعترف به الحكومة الخليفية التي كان مقرها بمدينة تيطاوين، بقيادة مولاي المهدي بن اسماعيل خليفة صاحب الجلالة على منطقتي الشمال وإفني، والتي كان العربي اللوه يشغل بها منصب وزير للأحباس، واستطاع رفقة زملائه في الحكومة الخليفية أن يغير من توجهات السياسة الإسبانية لصالح المغرب، والاعتراض على ما فعلته السلطات الاستعمارية الفرنسية، توج هذا الدور المهم بتحرير عريضة ممضاة من قبل وزراء حكومة الشمال فضلا عن العلماء والأشراف والتجار، والقضاة والأعيان والقواد والباشوات من رجال شمال المغرب، وجهت للمندوب السامي الإسباني بالمغرب دون رفائيل غارسيا بالينيو، الذي ألقى خطابا بساحة سانية الرمل بتطوان في فبراير سنة 1954، انتقد فيه بشدة السياسة الفرنسية بما فيها نفي الملك محمد الخامس؛ واستكمالا لمسيرته النضالية هاته، ورغم إيمانه العميق “…بأن التحزب أو الحزبية ماهي إلا من أعضل المعضلات التي تمزق الشعوب وتشتت كيانها وتبدد أوصالها…” فقد شارك بعد استقلال المغرب في أول انتخابات برلمانية أجريت سنة 1963 وفاز بها.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]5 ـ آثاره العلمية: [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]رغم إن الأستاذ العربي اللوه عاش 83 سنة، غير أنه لم يبدأ في تدبيج مؤلفاته إلا في وقت متأخر من حياته، حيث أصدر أولى كتبه وهو في السبعين من عمره، وقد يكون هذا راجعا بالدرجة الأولى إلى كثرة انشغالاته، ومدى جسامة المسؤوليات التي تحملها طيلة حياته، لذلك ترك لنا أربعة مؤلفات فقط قام بطبعها على حسابه الخاص، نوردها كما يلي:[/font]
[font=&quot]1 ـ (أصول الفقه) وهو كتاب في فلسفة التشريع الإسلامي انتهى من تأليفه سنة 1968، أولى طبعاته كانت بتطوان سنة 1970 بعد أن روجعت ثلاث مرات سنة 1969، والثانية بتطوان كذلك عن مطابع الشويخ ديسبريس سنة 1984، بينما الثالثة كانت سنة 2007 عن مطبعة الخليج العربي بتطوان، تناول فيه بكثير من الدقة المنهجية تعريف علم أصول الفقه ومصادر التشريع الإسلامي، ونشوء مختلف المذاهب الإسلامية وأعلام هذه المذاهب والأصول التي استندوا عليها، إلى غير ذلك مما يرتبط بهذا المجال.[/font]
[font=&quot]2 ـ (الرائد في علم العقائد) وهو كتاب في علم العقائد الإسلامية، طبع لأول مرة بتطوان سنة 1973، والطبعة الثانية كانت عن مطبعة النور بتطوان سنة 1983، في حين صدرت الطبعة الثالثة سنة 1996 عن مطبعة الحداد يوسف إخوان (الهداية) بتطوان، عرف فيه علم العقائد وأعطى نبذة عن تاريخه، وفصل الكلام في علم التوحيد والوحي وأنواعه، وعدد الأنبياء والرسل وصفاتهم وغير ذلك كثير.[/font]
[font=&quot]3 ـ (المنطق التطبيقي) وهو كتاب في علم الميزان، صدرت طبعته الأولى سنة 1975عن مطابع ديسبريس بتطوان، في حين نجهل تاريخ ومكان صدور الطبعة الثانية، بينما الطبعة الثالثة من الكتاب خرجت إلى الوجود سنة 2008 عن مطبعة الخليج العربي بتطوان. عرف في مؤلفه هذا علم المنطق مبينا فضله ومزاياه، ساردا مبادئه وأركانه وفروعه ومداخله إلخ.[/font]
[font=&quot]4 ـ (المنهال في كفاح أبطال الشمال) وهو كتاب تاريخي صدرت طبعته الأولى بتطوان سنة 1982 عن مطبعة الشويخ ديسبريس، وثق فيه للأعمال البطولية التي قام بها المقاومون بالشمال ضد الاحتلالين الإسباني والفرنسي، وما قدموه من تضحيات جسيمة في سبيل وحدة الوطن وتحريره، وصدرت طبعته الثانية سنة 2009 عن مطبعة الخليج العربي بتطوان، كما إن هناك مجموعة من الفتاوى الفقهية تنتظر من الباحثين والمهتمين جمعها وإخراجها إلى حيز الوجود.[/font]
[font=&quot]6 ـ وفاته:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]بعد مسيرة علمية زاخرة بالعطاء، انتقل العربي اللوه إلى جوار ربه يوم الخميس 22 ذي القعدة 1408هـ الموافق لسنة 1988م، وصلى عليه العلامة أحمد بن تاويت، دفن بعدها بمقبرة سيدي المنظري خارج باب المقابر بتطوان.[/font]
[font=&quot]7 ـ على سبيل الختم:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] رغم كل ما قلناه في هذه المقالة البسيطة، فإن جوانب عدة من شخصية هذا العالم الفذ لم تقدم للقراء بعد، أو قدمت لهم من قبل أشخاص قلائل بشكل لم يشفي غليلهم بعد، نظير تاريخ الرجل النضالي واتجاهه السلفي في محاربة البدع والأهواء، وأفكاره الفقهية المتضمنة في فتاواه التي تحتاج إلى من يجمعها، وكذا آراؤه السياسية، وهنا أستحضر فعاليات الندوة العلمية اليتيمة التي أقيمت في عاشر نونبر من سنة 1996، بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالحسيمة، من قبل نظارة الأوقاف بالمدينة بتنسيق مع المجلس العلمي لإقليمي الناظور والحسيمة، حول موضوع (العلامة الفقيه سيدي العربي اللوه وآثاره في الميدان الديني)، حيث تدخل فيها كلا من الدكتور ادريس خليفة قيدوم كلية أصول الدين بتطوان، والدكتور اسماعيل الخطيب أستاذ بالكلية المذكورة، والأستاذ أحمد بودهان عضو المجلس العلمي للناظور والحسيمة، وأحمد الخطابي الأستاذ بنفس الكلية، بيد إن مجهودات عدة يجب أن تبذل في هذا الاتجاه، من أجل نفض الغبار عن أمثال هذا العلامة النابغة، لاسيما من قبل الباحثين المنتمين للمنطقة والمشتتين في مختلف الجامعات المغربية، فما حك جلدك مثل ظفرك!.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الهوامش:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]* للأمانة العلمية، لابد من الإشارة إلى أن نفس المقال، سبق نشره مع تغيير في العنوان، في جريدة “تيفراز نءاريف” أي معالم الريف التي كانت تصدر من الحسيمة، في العدد 31 لشهر ماي سنة 2008، أعيد نشره هاهنا مع بعض التعديلات تعميما للفائدة.[/font]
[font=&quot]1 ـ (أعلام المغرب العربي) الجزء الأول، عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، 1979، ص: 15.[/font]
[font=&quot]2 ـ (إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين) محمد بن الفاطمي السلمي الشهير بابن الحاج، الطبعة الأولى 1992، ص: 469 – 471.[/font]
[font=&quot]3 ـ مقال (العربي ابن الحاج اللوه) جريدة تيفراز ن أريف، العدد 13، ماي 2004.[/font]
[font=&quot]4 ـ مقال (العلامة المناضل العربي اللوه) عبد الصمد العشاب، جريدة “الشمال” عدد 374 / 28 نونبر إلى4 دجنبر 2006.[/font]
[font=&quot]5 ـ توجد ترجمة مختصرة للعربي اللوه في الواجهة الخلفية لكتبه، في طبعاتها الأخيرة (أصول الفقه) و (الرائد في علم العقائد) و (المنطق التطبيقي).[/font]
[font=&quot]6 ـ توجد ترجمة وافية للعلامة اللوه في كتابه (المنهال في كفاح أبطال الشمال)، مطبعة الشويخ ديسبريس، تطوان، الطبعة الأولى 1982، من ص355 إلى ص360.[/font]
[font=&quot]** شكر خاص للساهرين على خزانة ثانويتي مولاي علي الشريف و الإمام مالك، الذين سهلوا لي مأمورية البحث في الرصيد المكتباتي المتوفر في المؤسستين المذكورتين.[/font]
[font=&quot]الغلبزوري فؤاد[/font]
[font=&quot]رجــالات مـــن الـــريــف: أحـمـد الـبـوعـيـاشـي[/font]

[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]اخترنا لقرائنا الكرام في هذه الحلقة شخصية علمية وأدبية بامتياز، جمعت بين المسرح والرواية والقضاء والكتابة التاريخية، وأغلب الظن أن جيلنا الصاعد، إن لم أقل حتى السابق لايعرف عنها شيئا، شخصية مغربية / ريفية أغنت المشهد الثقافي المغربي طوال العقود الماضية من القرن المنصرم، وساهمت بفعالية ـ إلى جانب آخرين قلائل ـ في إبراز الجانب الفكري والثقافي لأبناء هذه المنطقة المنسية، وإعطاء صورة مشرقة لهاته البقاع التي ظلت سدا منيعا للبلاد ضد الاستعمار، ومن ثمة استبعاد المقولة الشائعة من أن الريف ليس أرض العلماء والمفكرين، بل هو ريف الجهاد والبارود فحسب.[/font]

[font=&quot]يتعلق الأمر هنا بالأستاذ الباحث البوعياشي أحمد بن عبد السلام بن الحاج محمد الربضاوي، المعروف اختصارا بأحمد البوعياشي، يتصل نسبه بالمرابط سيدي موسى بن حدو دفين قرية أكاونو من أسرة إحدوثان، بجبل حمام ببني ورياغل أكبر القبائل الريفية، وأهله ينتسبون إلى الشرفاء الأدارسة كما ذكر ذلك بنفسه في الجزء الأول من كتابه الموسوم ب(حرب الريف التحريرية ومراحل النضال) الصادر عن مطبعة دار أمل بمدينة طنجة سنة 1974. ولد البوعياشي كما هو مثبت في الواجهة الخلفية لأحد مؤلفاته في رابع عشر دجنبر من سنة 1917، في قرية تدعى الربضة بمنطقة بني بوعياش بإقليم الحسيمة، حفظ القرآن بمسجد (مسيد) قريته وتلقى علومه الأولى في الفقه والنحو والتوحيد، على يد الفقيه محمد بن محمادي التوزاني الحساني، والفقيه المؤقت بوشعيب التمسماني، ثم انتقل إلى العاصمة العلمية للمملكة فاس لتوسيع معارفه الدينية، فأخذ العلم عن رئيس المجلس العلمي بها مولاي عبد الله الفضيلي العلوي، ووزير العدل عبد الرحمان بن القرشي الفيلالي ومحمد أقصبي وغيرهم، إلا أنه لظروف الحرب الأهلية الإسبانية وتأثيراتها المختلفة على شمال المغرب بالخصوص، اضطر لمغادرة فاس سنة 1936 بضغط من والده الحاج عبد السلام البوعياشي، الذي كان زمن المقاومة الريفية بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي وزيرا للحربية، والمتوفى في رمضان سنة 1365هـ الموافق لسنة 1945م، فولاه الإسبان سنة 1937 القضاء في قبيلة سماتة جهة مدينة العرائش، وفي السنة الموالية أي 1938 عين بمدينة تطوان عضوا بالمجلس الأعلى للتعليم، حيث بدأ هناك في إعطاء دروس في الجامع الكبير في مواد النحو والفقه والأصول، حتى حطت الحرب أوزارها بالجارة إسبانيا سنة 1939، إذ سيرجع إلى سابق عهده في ممارسة مهنة القضاء ولكن هذه المرة بالريف، متنقلا في ذلك بين الوطاء وبني بوعياش إلى غاية 1958، وهي السنة التي أعفي فيها من القضاء وأخذ يمارس مهنة التدريس بمدينة الحسيمة، حيث كان أستاذا مقتدرا لمادتي التاريخ والجغرافيا بثانوية "باطروناتو"، التي أصبحت فيما بعد ملحقة لنيابة التعليم قبل أن تغلق عقب زلزال الحسيمة سنة 1994، لتهدم نهائيا أواسط سنة 2007 بعد أن أضحت تشكل خطرا كبيرا على المارة؛ كما كان أيضا حارس عاما بنفس الثانوية المذكورة، وخلال هذه الفترة ساهم الأستاذ البوعياشي في تأطير العروض المسرحية بتلك الثانوية، دون أن ننسى تحمله لمسؤولية إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية بالحسيمة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]واستمرارا لمشواره المهني الناجح، سيعين الأستاذ البوعياشي بتاريخ 16 يناير 1961 قائدا في العيون التابعة لعمالة وجدة، وسيرقى في العشرين من أبريل سنة 1963 إلى منصب قائد ممتاز، ليعين بمدينة تطوان قائدا لدائرة جبالة، وفي الثالث والعشرين من أبريل سنة 1966 سيعين نائبا لوكيل الدولة في المحكمة الإقليمية بتطوان ثم نائبا لرئيس المحكمة بها، ونقل بهذه الصفة إلى طنجة حيث ظل هناك إلى غاية تقاعده، ليتحول بعد ذلك إلى مهنة المحاماة بمدينة الحسيمة، إلى أن وافاه الأجل المحتوم بمنزله يومه الاثنين ثامن أبريل سنة 1985م، ودفن بمقبرة المجاهدين بأجدير. ومن المؤلفات التي تركها بعد رحيله والبحوث التي أنجزها قيد حياته نجد: 1 ـ (حرب الريف التحريرية ومراحل النضال) في جزأين الذي صدر سنة 1974 عن مطبعة دار أمل بمدينة طنجة، وفاز عنه بجائزة المغرب للكتاب سنة 1976 تقديرا لمكانته العلمية، وإسهاماته المتواصلة وحفرياته العميقة في تاريخ الريف الحديث منه والمعاصر.[/font]

[font=&quot]2 ـ (الثائر المهزوم) وهي الحلقة الثالثة من أبحاث الريف، وهي عبارة عن رواية تاريخية صدرت سنة 1968 عن مطبعة كريماديس بتطوان، سرد فيها قصة اعتقال المتمرد الجيلالي الزرهوني الملقب ب"بوحمارة" بالريف، وانتهاء أسطورته التي شغلت بال الرأي العام المغربي خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ المغرب.[/font]

[font=&quot]3 ـ (الريف بعد الفتح الإسلامي) صدر بمدينة تطوان سنة 1954، تحدث فيه عن تاريخ بلاد النكور.[/font]

[font=&quot]4 ـ (الفدائية في الإسلام).[/font]

[font=&quot]5 ـ بحث مستفيض في حدود الصحراء المغربية.[/font]

[font=&quot]6 ـ كتاب حول مدينة بادس التاريخية ومعالمها الأثرية، وهي الحلقة الثانية من أبحاث الريف.[/font]

[font=&quot]7 ـ بحث تاريخي في شكل قصة تحت عنوان (يوم أغر لنصر العرش العلوي في الريف) نشر سنة 55 -[/font]

[font=&quot]1954 حول بوحمارة وهزيمته بالريف.[/font]

[font=&quot]8 ـ ميثاق قبائل الريف في سبيل العرش العلوي، علاوة على العديد من الأبحاث والندوات والمحاضرات المتفرقة هنا وهناك.[/font]

[font=&quot]إن كتب المرحوم البوعياشي مفقودة من الأسواق منذ مدة طويلة، دون أن يقوم ورثته بإصدار طبعات جديدة منها، ودون أن تقوم وزارة الثقافة بالدور المنوط بها في هذا المجال؛ ولابد أن نشير قبل أن ننهي حديثنا عن هذه الشخصية الفذة، إلى أن كتابه حول حرب الريف التحريرية بجزأيه، أثار ردود فعل متباينة إبان صدوره، كما أثار حفيظة بعض المهتمين بتاريخ المنطقة، الأمر الذي دفع بأحد أبنائها وهو السيد محمد محمد عمر القاضي المعروف ب" بورمناظا"، إلى إصدار كتابه (أسد الريف محمد عبد الكريم الخطابي: مذكرات عن حرب الريف) عن مطبعة ديسبريس بتطوان سنة 1979، والذي أعاد أبناءه طبعه سنة 2007 مع ترجمته إلى اللغة الفرنسية من قبل أستاذ الفلسفة بكلية الآداب بفاس الدكتور عزالدين الخطابي، ثم باللغة الإسبانية بعد ذلك، كما إن الكتاب ذاته كان موضوع مراسلات عديدة تمت بين ابن المنطقة السيد أحمد الحتاش مدير ديوان السيد وزير العدل في تلك المرحلة، وبين شخص يدعى عبد العزيز القادري القيسي حسب الوثيقة التي نتوفر عليها.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]ورغم كل ماقلناه عن شخصية الأستاذ البوعياشي رحمه الله، فإن جهودا مكثفة لأبناء المنطقة خاصة من طلبة وباحثين ومهتمين، يجب أن تبذل للنبش في مثل هذه الجوانب المنسية من تاريخ الريف، ومن ثمة إخراج هذا التاريخ من غياهب النسيان إلى التداول من جديد، قصد استكمال حلقات تاريخنا المفقود أو المغيب قسرا وما أكثرها، فهل نحن لهذا فاعلون ولنميمة المقاهي تاركون؟ وعلى العمل الجدي مقبلون؟.[/font]

[font=&quot]الغلبزوري فؤاد[/font]

[font=&quot]الـهـوامـش:[/font]

[font=&quot]* للأمانة العلمية، لابد من الإشارة إلى أن نفس المقال، سبق نشره مع تغيير في العنوان، في جريدة "تيفراز نءاريف" أي معالم الريف التي كانت تصدر من الحسيمة، في العدد 24 لشهر أكتوبر سنة 2007، أعيد نشره هاهنا مع بعض التعديلات تعميما للفائدة.[/font]

[font=&quot]1 ـ (التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين من 1900 إلى 1972) عبد الله بن العباس الجراري، الجزء الأول، ص.ص. 40 - 39.[/font]

[font=&quot]2 ـ (معلمة المغرب)، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، تحت إشراف المرحوم محمد حجي، مطابع سلا - المغرب، الجزء السادس، ص.ص.1816 - 1815.[/font]

[font=&quot]3 ـ روايات شفوية.[/font]

[font=&quot]4 ـ (وردت إشارة في الجزء الرابع من كتاب الأستاذ عبد العزيز بنعبد الله (الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية) الصادر سنة 1981 عن مطبعة فضالة بالمحمدية، إلى أن ترجمة الأستاذ البوعياشي موجودة بالجزء الثالث قسم أحمد، بيد إني لم أجدها في الجزء المعلوم رغم بحثي عنها لأكثر من مرة.[/font]
[font=&quot]رجالات من الريف: القائد علال ميضار[/font]
[font=&quot]بقلم:البريري الراضي احميدا/ تفرسيت بريس[/font]
[font=&quot](انا البريري الراضي احميدا أشهد على هذا الرجل)[/font]
[font=&quot]هذا الرجل كان قدوه رجل كريم يحب الفقراء متواضع اجتماعي جلست وأكلة وحكية وضحكة معه ,هو كان يحب أي كان[/font]
[font=&quot]المرحوم القائد علال السيعليتي التوزاني المقاتل الشجاع كان من الرجال الآشداء عرف عنه انه من الرجال المحبوبين بين القبائل المغربيه وكان رجل اصلاح وله تأثير وشخصية قوية. الرجل الصنديد ذو القامة الفارعة، كانت كلماته مسموعة نافذة، لا يعصى له أمر. اشتغل بعد الاستقلال قائدا على ميضار و تفرسيت. و يقال بأنه كان يُـعرف في القصر الملكي بـ أبا علال.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]حيات واحد من كبار رجالات الريف الشموخ ألاوهو إبن قبيلة بني توزين ” القائد علال التوزاني ” ..[/font]
[font=&quot]في كل لحظة في كل مناسبة يتذكر الجيل الحالي أجداده ورجالاته الأبطال خاصة إن كانوا من الأوائل من الذين أسّسوا جيش تحرير في شمال المغرب بعد 20 غشت 1953، واستطاعوا بالحديد و النار إرغام المستعمر على إعادة الملك الشرعي المفدى محمد الخامس رحمه الله وأسرته الملكية الشريفة من المنفى السحيق إلى عرشه المجيد في 16 نوفمبر 1955 بعد 44 يوماً فقط من انطلاقهم في حرب التحرير ضد قوات المستعمر.وكان من الأبطال المقاومين و المجاهدين المخلصين لبلدهم و لملكهم ووطنهم ،البطل المجاهد المثالي بنفسه وماله وسلاحه المرحوم القائد علال التوزاني الذي كان محمد الخامس قدس الله روحه يحبه ويناديه باسم : با علال ، وينوه بحبه وإخلاصه لملكه ووطنه.فلنقترب أكثر من حياة ” باعلال “.[/font]
[font=&quot]مولده ونشأته :[/font]
[font=&quot]ولد رحمة الله عليه سنة 1908م بقبيلة بني توزين ” ميضار” ، وصادف مولده زمن انطلاق الجيش الإسباني من مليلية لاحتلال هذه المنطقة الغالية .نشأ في أسرةٍ مجاهدة ، هي أسرة والده وجده المجاهد البطل ” محمد موح حدو سي اعلي التوزاني ، الذي شارك في صفوف حركة المقاومة الريفية الأولى ضد الإستعمار ( 1908 1912) بقيادة صهره بالفرع الزعيم الغازي الشهيد الشريف سيدي امحمد امزيان البوفروي بطل الريف الأول كما سماه الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وشارك أيضاً في صفوف حركة المقاومة بقيادة الزعيم البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي (1921 1926) وعين قائداً على قبيلة بني توزين ،وقائداً لفرقة المجاهدين وكان يقاوم جيش الإحتلال بسلاحه الشخصي الثقيل وهو المدفع الذي لازمه في الميدان طوال زمن المقاومة ،وجعل داره الكائنة في جبل ” توسانت” بميضار مستودعا للسلاح ومكاناً لاستقبال ضيوفه.[/font]
[font=&quot]تفكيره و اتجاهه للمقاومة :[/font]
[font=&quot]لما بلغ المجاهد العقد الثالث من عمره إبان اندلاع الحرب العالمية الثانية ، تذكر حرب الإستعمار في بلاده ، ومن أجل ذلك اتصل سنة 1942 بالزعيم الأستاذ عبد الخالق الطوريس الذي رحب بتفكيره الثوري وأحبه وقربه إليه . كما تأثر بمظاهرات فاس و الرباط وسقوط شهدائها في يناير 1944 تأييداً لنضال جلالة الملك محمد الخامس من أجل الإستقلال ،ومنذ ذلك فقد بقي متشبعاً بحبه العميق في ملكه المناضل ، ومن شدة حبه له في زمن الأربعينيات ، أنه كان يتصل مباشرة بسكان قبيلته بني توزين و تفرسيت وسكان البوادي والأرياف ويوعيهم بأن لهم ملك ” أجدجيذ” اسمه محمد بن يوسف ، هو ملك المغرب من شماله لجنوبه ، وولي عهده عهده اسمه مولاي الحسن بهذا المنطق بالأمازيغية كان ينشر اسم ملكه المحبوب.[/font]
[font=&quot]بعد الزيارة الملكية التاريخية لطنجة في 9 أبريل 1947 ، وتعيين بعدها الجنرال ” جوان” مقيماً عامًّا بالمغرب ، انطلق القائد علال في البحث عن من يشاركه في التهييئ للمقاومة المسلحة . وفي سنة 1950 جدد اتصاله بالزعيم عبد الخالق الطريس الذي أعطى تعليماته لخلاياه في الريف الشرقي للتعامل معه.[/font]
[font=&quot]انطلاقه للبحث عن العدة :[/font]
[font=&quot]بعد نفي الملك المفدى محمد الخامس رحمه الله في 20 غشت 1953، كان القائد علال قد وجه بعض رفاقه المجاهدين ، ولم يبقى له سوى البحث عن العدة لتسليحهم ، ومن أجل ذلك اتصل بأحد الضباط المغاربة العاملين في الجيش الإسباني ” ريكولاريس” بالناضور واتفق معه مع بعض من أصحابه من قبيل امحمد أوبلغيز والفقيه احمد بن عمر اشهبون على تزويدهم بالأسلحة استعداداً لتنظيم الهجوم على المراكز الفرنسية في شمال إقليم تازة .[/font]
[font=&quot]و تحققت غايته حين التقائه في ربيع 1955 بنخبة من أعضاء المقاومة السرية بالدار البيضاء الذين كانوا قد التحقوا في سنة 1954 بتطوان ، وأسّسوا فيها قيادة أخرى للمقاومة والتحق بعضهم بالناضور لتأسيس مركز أساسي لجيش التحرير بها .ونجح في أداء المهمة الصعبة باتباعه لخطة سرية جريئة تحدى بها مراقبة السلطات الإسبانية ووشاتها .وقام القائد علال التوزاني بنفسه بتدريب بعض الرجال على استعمال السلاح وأساليب حرب العصابات في مركز الناضور منهم : الحاج الهادي أشلحي والحاج محمد أوتاغزة التوزاني ، كما فتح داره لكل من رغب في الجهاد .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]دوره في معركة جيش التحرير:[/font]
[font=&quot]عندما اندلعت معركة جيش التحرير فجأة في صبيحة الأحد 02 أكتوبر 1955 ، ورد على ذلك الجيش الفرنسي بهجومٍ كاسح بسلاح البر والجو المركز على مناطق اكزناية ، حينها وقف القائد علال موقفاً حازما في تعزيز صفوف المجاهدين في منطقة ” تيزي وسلي” بالرجال البواسل ، وامدادهم بالسلاح .واستمر على هذا النهج في عمله الثوري النبيل بجد و ثبات من يوم انطلاق معركة جيش التحرير في صبيحة 02 أكتوبر1955 إلى أن رجع الملك الشرعي للبلاد محمد الخامس قدس الله روحه من المنفى إلى عرشه في يوم الأربعاء 16 نونبر من نفس السنة ، وإلى حين انتهاء مهمة جيش التحرير بالشمال في 02 يوليوز 1956.ومن أجمل اللحظات التي عاشها عندما استقبله جلالة الملك محمد الخامس يوم الجمعة 30 مارس 1956 في قصره الملكي العامر. وفي يوم الإثنين 02 يوليوز حيث قام فيه ولي العهد مولاي الحسن رئيس الأركان العامة للجيش الملكي آنذاك بزيارته التاريخية لمركز جيش التحرير بالناضور ، ولميضار حيث كان من مستقبله ( انظر الصورة) وهناك أعلن ولي العهد أن جيش التحرير أصبح جنداً من الجيش الملكي ، واكتملت الفرحة لدى القائد علال عندما استقبله الملك محمد الخامس مرة أخرى في قصره بالرباط ليعينه قائداً على قبيلة بني توزين و تفرسيت . عندما افتتح جلالة الملك الحسن الثاني المؤتمر التأسيسي للمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في 26 مارس 1973 ، عين القائد علال عضواً فيه ، واستمر العمل في هذا المجلس إلى أن لقي ربه في يوم عيد الفطر عام 1397ه الموافق ل 15 شتنبر 1977م، ودفن في مقبرة سيدي امحند اوعيسى بميضار، رحمة الله وجزاه الله خير الجزاءعلى ما قدمه لوطنه من خدمات عظيمة يشهد لها التاريخ.[/font]
[font=&quot]شهادات إبن القائد علال التوزاني وأمين سره خلال معركة التحرير[/font]
[font=&quot]الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن حسن ميون البرجي الشهير بالحاج الشطيبي. [/font]
[font=&quot]إعداد. نعمان عبد الله الشطيبي[/font]
[font=&quot]الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن حسن ميون البرجي الشهير بالحاج الشطيبي. إعداد. نعمان عبد الله الشطيبي[/font]
[font=&quot]الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن حسن ميون البرجي الشهير بالحاج الشطيبي "ثانوية الإمام الشطيبي".. ولمن لا يعرف هذا الإمام الزاهد والعالم العلامة نسوق هذه اللمحة الموجزة عنه (يتصل نسبه بمدينة صقلية في الأندلس وهناك ظهائر ملكية لدى بعض السكان يعرفون ب "أولاد موسى ,من دوار تازغادرة وتشير إلى أنهم من أحفاد الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه .[/font]
[font=&quot]ولد الإمام الشطيبي على الأرجح سنة 883 وتوفي في أوائل ربيع الثاني من العام 963 للهجرة ودفن بمدشر تازغادرة في ضريح معروف هناك،وقد تعرض هذا الضريح لبعض الأضرار من طرف الفرنسيين خلال حملتهم على الحركة التحريرية التي كان يقودها أمير المجاهدين محمد بن عبد الكريم الخطابي (حيث تعتبر قبيلة بني زروال سندا قويا لحركة الخطابي )[/font]
[font=&quot]وحسب تصريح والدي رحمه الله فاصل الشطيبي او الشطابة .. الشطيب..بن الحيمر..بوغدة..لخمايس..لعتارة..غميط..بن العيور..الكرادة..بوزرزارة..الخ..ينتسبون الى الجد الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن حسن ميون البرجي الشهير بالحاج الشطيبي الاندلسي.[/font]
[font=&quot]من الساقية الحمراء.الصحراء العربية المغربية..تمركزت هناك بعد نزوجها وهروبها من اسبانبا..بعد سقوط الاندلس ..ويتمركز الشطابة قي الجزائر في جيجل..اجبال الشقفة ..اولاد علال..السبت….[/font]
[font=&quot]قي جبال زيانة منصورية..الجزائر العاصمة..قالمة..عنابة..القالة ...[/font]
[font=&quot]وفي المعرب..السودان.[/font]
[font=&quot]سليمان بن محمد بن عبد الله الحوات الحسني العلمي الشفشاوني [/font]
[font=&quot]ولد في مدينة شفشاون (1159هـ 1747 م)، وتوفي في مدينة فاس (1232 هـ 1816 م).[/font]
[font=&quot]نشأ في بيت علم ويسار. أخذ مبادئ العلوم الشرعية بمدينته عن الفقيه الجباري الشفشاوني، ثم عن أبي عبدالله الساحلي، ثم لازم أبا العباس أحمد الخضر عشر سنوات درس خلالها العلوم اللغوية والشرعية وعلم الكلام والفلك والتصوف.[/font]
[font=&quot]اختلى في غرفة بأحد مساجد شفشاون متفرغاً للدرس والتأليف ومعمقاً معارفه بالقراءة عن ابن قاسم وابن عبدالملك وابن تاصبنت.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]طمح إلى الدراسة بفاس فرحل إليها، وأخذ عن كبار علمائها في عصره.[/font]
[font=&quot]كان ميسور الحال فتفرغ لطلب العلم وملازمة الفقهاء والأدباء والصوفية، وممارسة التأليف، وجلس للتدريس والإفتاء دون أجر.[/font]
[font=&quot]عينه السلطان سليمان نقيباً للأشراف العَلَميين، فأحسن السيرة.[/font]
[font=&quot]انتسب إلى الطريقة الناصرية (الصوفية)، أخذها عن شيخه التاودي ابن سودة، شيخ الطريقة بفاس.[/font]
[font=&quot]بعد توليه نقابة الأشراف العلميين لقب بـ: «صدر الشرفاء وشريف الأدباء».[/font]
[font=&quot]له «ثمرة أنسي في التعريف بنفسي»: سيرة ذاتية (حققها عبد الحق الحيمر) مطبعة الهداية - المغرب 1996، وخطب في الحث على مساندة المصريين في مقاومة بونابرت، ومجموعة مؤلفات تؤرخ لبعض أسر المغرب، أو تعرض لبعض القضايا الفقهية والصوفية.[/font]
[font=&quot]ارتبط المترجم له بأوساط الأشراف والصوفية والعلماء والأدباء، فضلاً عن الحاشية السلطانية، فجاء شعره انعكاساً لهذا الواقع الخاص في موضوعاته: المديح والتهنئة والغزل والعتاب والوصف والهجاء والإخوانيات والألغاز، وكذلك الابتهالات والتوسلات والمديح النبوي والمواعظ والتشوق إلى الديار المقدسة. وكما انعكس في الموضوع انعكس في المعجم والصياغة بعامة، ما بين السبك المجود، والمباشرة النظمية، وكذلك في امتداد القصيدة.[/font]
[font=&quot]له ديوان الأمداح السليمانية: (91 قصيدة في مدح السلطان سليمان العلوي) - حققه الباحث عبد الحق الحيمر - لنيل دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب بفاس - 1985 - (مرقون)، [/font]
[font=&quot]والديوان العام: (259 قصيدة في موضوعات مختلفة - جمعت من مصادر وكناشات) حققه الباحث خالد طاهري لنيل شهادة الدكتوراه من كلية الآداب بفاس - 2000 (مرقون)، [/font]
[font=&quot]و منظومة في الشيخ أبي عبد الله محمد بن الفقيه دفين فاس - مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط، و كشف القناع عن وجه تأثير الطبوع في الطباع - أرجوزة في الموسيقى الأندلسية - حققها أحمد العراقي - مجلة المناهل - العدد 27 النسخة 10 - يوليو 1983 - الرباط.[/font]
[font=&quot]سؤال التحديث لدى محمد بن الحسن الحجوي[/font]
[font=&quot]انطلاقا من رحلته الأوربية[/font]
[font=&quot]شخصية محمد بن الحسن الحجوي:[/font]
[font=&quot]يعد محمد بن الحسن الحجوي من أبرز المثقفين المغاربة في النصف الأول من القرن العشرين، وقد أهله لتسنم هذه المكانة نتاجه الثري المتنوع وآراؤه وروح فكره التي ترشح كمن ثنايا مؤلفاته الفقهية والتاريخية والنوازلية. غير أن موالاته، في فترة من حياته، للفرنسيين هو وأبناؤه جعله يطرح ونتاجه في رف الإهمال( ) إلى أن بدأ الدارسون في نفض الغبار عن تراثه القابع جله في الخزانة العامة بالرباط( ).[/font]
[font=&quot]يعود أصل الحجوي إلى ثعالبة الجزائر( )، ولد سنة 1874م( )، وقد عرف بنفسه في مناسبتين: كتابه الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي( ) وملخص فهرسته المطبوع بعنوان: مختصر العروة الوثقى( ). وقد أكد رقي نسبه إلى جعفر بن أبي طالب( )، غير أن الكتاني شكك في ذلك( ).[/font]
[font=&quot]وعاش الحجوي حياة حافلة، إذ بالإضافة إلى اشتغاله بالتجارة والفلاحة( ) واشتغاله بالتدريس والتأليف ومحاضرته في المغرب وخارجه، ورحلاته المختلفة، تولى عدة مناصب منها:[/font]
[font=&quot]1 – أمين ديوانة وجدة سنة 1902[/font]
[font=&quot]2 – نائب السلطان في حدود المغرب والجزائر[/font]
[font=&quot]3 – عضو المجلس الأعلى للتعليم[/font]
[font=&quot]4 – مندوب المعارف 1912–1914 ثم 1921–1939 (وزير المعارف)[/font]
[font=&quot]5 – رئيس مجلس الاستئناف الشرعي[/font]
[font=&quot]6 – وزير العدل( ).[/font]
[font=&quot]وقد مكنته هذه التجارب من الإسهام في مجريات السياسة المغربي في عصره، كما مكنته من الصدع بمشروع تحديثي طموح في محاولة للإجابة على ما اصطلح عليه بسؤال النهضة.[/font]
[font=&quot]وتوفي الحجوي سنة 1956م بالرباط ودفن بفاس ورفض الناس الصلاة عليه( ). وخلف زخما من المؤلفات في ميادين شتى تراوحت بين الفقه والتفسير والتاريخ والرحلات، إذ بلغ نتاجه حوالي مائة مؤلف أغلبها تويليفات صغيرة. على أن أهم جميع كتابه الموسوعة: الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي. وتهمنا من مؤلفاته في هذا السياق مصنفاته في مجال الرحلة وهي:[/font]
[font=&quot]- حديث الأنس عن تونس( ).[/font]
[font=&quot]- الرحلة الأندلسية الفيشية( )، غير تامة.[/font]
[font=&quot]- الرحلة الحجازية المصرية( ).[/font]
[font=&quot]- الرحلة الأوربية( ) التي إليها يساق الحديث.[/font]
[font=&quot]إلا أن الحديث عن حياة الحجوي يبقى قاصرا ما لم نحل على الطروحة الجادة التي أنجزتها عنه الدكتورة آسية بنعدادة بعنوان: محمد بن الحسن الحجوي والحماية، إشكالية التغيير.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الرحلة الأوربية:[/font]
[font=&quot]توجد هذه الرحلة مخطوطة بخط مؤلفها ضمن تراثه بالخزانة العامة بالرباط( )، وقد أكد نسبتها إليه غير واحد ممن ترجموا له نذكر منهم إدريس بن الماحي الإدريسي( ) والمؤرخ عبد السلام بن سودة المري أحد تلاميذ الحجوي، يقول: "الرحلة الأورباية لشيخنا أبي عبد الله محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي"( ). وقد قام المؤلف برحلته هذه سنة 1919 عضوا في الوفد المغربي المشارك في احتفالات العيد الوطني الفرنسي الذي اقترن تلك السنة بالاحتفال بإحراز النصر في الحرب العالمية الأولى( ). وقد جاءت في إطار سياسة الحظوة التي نهجها اليوطي "تجاه النخبة الحضرية، وتتجلى بعض مظاهرها في إرسال وفود من هذه الفئة إلى فرنسا على نفقة الدولة الحامية... لترسيخ مجد هذه الدولة"( ). "ودامت الرحلة شهرا وعشرين يوما من 4 يوليوز 1919 إلى غشت منه"( )، "وكانت نواتها محاضرة"( ) طورها المؤلف وفصلها فيما بعد شأنها في ذلك شأن كتابة الفكر السامي وغيره من المؤلفات، يقول الحجوي متحدثا عن مؤلفاته: "وبعض منها يكون مسامرة أو محاضرة ألقيها في موضوع علمي أو اجتماعي أو أخلاقي أو اقتصادي أو نحو ذلك، فيقع موقع الاستحسان فيصير تأليفا"( ). غير أن ضبطه أوقات الانطلاق والوصول والتنقل بالساعات والدقائق وإثبات فحوى الخطب المتبادلة، ومؤشرات نصية أخرى، كل ذلك يدل على أنه كان يدون لبعض النقط والعناصر أثناء سير الرحلة. وفرغ من تدوينها في شهر دجنبر 1919. غير أنه كان يعمد بين الفينة والأخرى بعد هذا التاريخ، إلى تنقيح مؤلفه والإضافة إليه. وتدل إحدى الإضافات على أنه استمر في هذه العملية إلى سنة 1943 على الأقل، وهو تاريخ وفاة إحدى الشخصيات السودانية المذكورة في الرحلة( ).[/font]
[font=&quot]الحجوي الإصلاحي الليبرالي المعتدل( ):[/font]
[font=&quot]يمثل المتن الرحلي في القرنين التاسع عشر والعشرين إلى أوربا أحد أهم الخطابات التي برز فيها الصراع المتأجج في الذات العربية نتيجة الاصطدام بالمغرب( ) وأرقها من جراء البحث عن جواب لسؤال النهضة. وقد أتاحت مكانة وتجربة الحجوي المذكوران من قبل انفراده بوضع اعتباري مكنه من الصدع بمشروع تحديثي طموح في محاولة للجواب على هذا السؤال، مشروع يمزج بين الدعوة إلى الإيمان بمركزية دور العلوم الحديثة في كل تقدم منشود وبين خوض باب الاجتهاد، من موقعه كفقيه متمكن، من أجل نحت سبل للحوار والتعايش مع الغرب. يتجلى ذلك من خلال مؤلفه الهام الفكر السامي، ومن فتاويه المتفتحة التي نشر بعضها بذل كتاب الاجتهاد في دراسة الفكر السلفي في المغرب( ). على أن أغلبها ما زال مخطوطا بالخزانة العامة بالرباط. كل ذلك أمام تيار من الفتاوى التي صارت سيفا مصلطا مشهورا لقطع كل ما من شأنه أن يقيم جسرا للتواصل مع الغرب، فتاوى تؤطرها ثنائيتا: الكفر / الإيمان، المستعمر (بكسر الميم) / المستعمر (بفتح الميم). بل إنها فتاوى تتطرق لما قد لا يخطر لنا الآن على بال. ومن ذلك نذكر على سبيل التمثيل: تقييد في حظر تعاطي الفونوغراف والفوتوغراف( )، والتأليف المبارك في حكم صابون الشرق وشمع البوجي وصندوق النار المجلوب من بلاد الكفار لعنهم الله وحكم خياطة أهل الذمة قبحهم الله( ). غير أن تفاصيل السياق التاريخي وخصوصية الشخصية المغربية وتمسكها بالدين وتحريها الحلال في كل صغيرة وكبيرة من دنياهم ما يفسر غير قليل من دوافع مصنفي مؤلفات من هذا النوع.[/font]
[font=&quot]يصف المفكر عبد الله العروي الحجوي بالليبرالي المعتدل( ) كما يصفه الأستاذ سعيد بنسعيد العلوي بالسلفي المتنور والليبرالي المتمسك بالفكر السلفي( ). والواقع أن المتأمل في نتاج الحجوي ومسار حياته يجعلنا نحيزه أقرب إلى الليبرالية. إذ يستشف من آرائه أن جواب سؤال النهضة لديه يكمن في النظر إلى الأمام والاقتداء بالروح العلمية الغربية. فقد ألف كتاب النظام في الإسلام( ) لتأكيد وجود أنماط قيمة من النظام في التاريخ العربي الإسلامي، لكنه لم يقطع بوجود الحل في هذه الأنماط، بل دعا إلى: "ضرورة تبني مبدأ النظام المتجدد في المجتمعات..." وحول هذه المسالة نراه يقول "نعم كل نظام قابل للتغيير بحسب تطور الأزمان والعوائد والمألوفات وبحسب تغير الأحوال"( ). شرطه الوحيد هو عدم المس بالثوابت الدينية، وهو يلح على الاجتهاد في الفكر السامي في كل مناسبة، يقول في كتابه خطب ومحاضرات: "لا يتوهمن أحد أن الدين يزهدنا في كل ما عند غيرنا لأنه نهانا عن التشبيه بهم، كلا ثم كلا"( ). كما يقوم مؤشرا على توجهه هذا إلحاحه المستمر على الأخذ بالعلوم الحديثة وتشجيع تعلم اللغات، بل وتشجيع الترجمة وإنشاء المدارس التقنية مع ربط العلم بالتجربة، بالإضافة إلى دعوته إلى التصنيع( ) منطلقا من خبرته العلمية وعلمه.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي قراءتنا لعلاقة الحجوي بالسلطانين العزيز والحفيظ ما يشي بروح قناعاته، ففي الوقت الذي اتخذ موقفا إيجابيا من الأول باعتباره "دافعا بخطة التحديث إلى الحدود القصوى التي لم يكن من شأن الوعي الديني أن يجيزها"( ) فإنه تحامل على الثاني لارتداده عن توجه سابقه، فهو يرى أنه أهمل: "أمور العلم فلم يبن مدرسة ابتدائية قرآنية لتعليم النشء دينه ولغته، ولا شيد مدرسة حربية لحماية شخصه وملكه، إذ كان العلم في نظره، كما يذكر الحجوي، هو علم الدين فقط( ).[/font]
[font=&quot]موقف الحجوي من الغرب من خلال الرحلة:[/font]
[font=&quot]يستهل الحجوي رحلته إلى أرض أوربا بمؤشر زماني دال: ولوج عالم مختلف احتاج للتلاؤم معه على المضي قدما في الوقت ليتسنى له إدراك الزمن الأوربي الجامح في آفاق المستقبل، يقول: "وهنا تبدلت عنا الساعة المغربية لأن ساعة فرنسا بل وإنكلترا تتقدم على ساعتنا الآن واحدة ونصف"( ).[/font]
[font=&quot]يحضر هاجس الإحساس بالتخلف والوعي به طيلة الرحلة دون مركب نقص، وهو وعي واعتراف يكاد الحجوي ينفرد به بين الرحالة المغاربة السابقين واللاحقين على السواء. ويتجلى تصريحا كما في قوله: "بذلك القدر ارتقى مجموع الأمة من الحضيض الذي وقع فيه مجموع الأمم غير المتمدنة التي لا يعرف غالب أفرادها كتابة ولا أدبا ولا حسابا ولا ولا..." كأهل المغرب الأقصى مثلا( ) أو ضمنا وتعدد المقاطع التي يعترف فيها للآخر بالتحضر والمدنية( ) وحرية الفكر( ). هذا بخلاف ما عهدناه لدى جل الرحالة المغاربة الذين اشتركوا في عدم إحساسهم بعلامات التراجع والتقهقر التي ميزت تاريخ بدار الإسلام "في مقابل (دار الحرب)"( ). إلا أن الحجوي عبر عن وعي عميق بفصله بين الإسلام والمسلمين في تناوله، في سياق آخر لمعضلة التخلف قائلا إن سببه كامن في المسلمين لا الإسلام "وليس الإسلام هو الذي أخركم بل المسلمون هم الذين أخروا الإسلام فلم يتأخر إلا بتأخرهم"( ).[/font]
[font=&quot]كما قدم الحجوي صورة إيجابية نسبيا عن أوربا( )، إذ اعتدنا في الرحالة المغاربة إلى أوربا نفورا من الغرب وحضارته وإنكارا لجدواها واستنجادا بالدين لتبرير دعوتهم إلى الانغلاق، وتكريسا لوهم التفوق المتوارث، أو التسربل بمسوح الزهد والإعراض عن الأخذ بأسباب الدنيا. ونكتفي بأحد الشواهد الذي تزخر بأمثاله كتب الرحلات المغربية إلى أوربا، إذ يقول محمد الطاهر الفاسي: "والحاصل أنهم، دمرهم الله، يستعملون أشياء تدهش، سيما من رآها فجأة، وربما اختل مزاجه من أجل ذلك... وفيه إشارة إلى أن طيباتهم عجلت لهم، وذلك نصيبهم وحظهم"( ). لذلك يتعين الاكتفاء بالعلوم الدينية في نظره لأن "العقل على قسمين ظلماني ونوراني، فالظلماني به يدركون الأشياء الظلمانية ويزيدهم ذلك توغلا وكفرا، والنوراني به يدرك المومن المسائل المعنوية"( ).[/font]
[font=&quot]ولم يكن الحجوي أقل تدينا وتفقها من غيره من الرحالة المغاربة بل كان يبرز في ذلك أغلبهم، ويكفينا ذكر مؤلفه الفكر السامي الموسوعة الفقهية المنفتحة على أشهر المذاهب والمشحونة بنسغ الاجتهاد. ولذلك ولج الحوار مع الآخر من باب الاجتهاد موظفا أداة الفتوى.[/font]
[font=&quot]اجتراح الفتوى قناة للتواصل مع الآخر:[/font]
[font=&quot]عبر الحجوي في كل لحظات رحلته عن رغبته في الاستفادة وإفادة مواطنيه، ومن مؤشرات هذا المنحى الفتاوي التي اجترحها هناك في أوربا وملأت عددا غير يسير من صفحات الرحلة. صحيح أن للحجوي زخما من الفتاوى بعضها مضمن في كتابه الفكر السامي وغالبها الأعم يقبع على رفوف الخزانة العامة بالرباط. لكننا ننفرد بالأهمية الفتاوى التي صدرت عنه في بلاد الآخر باعتبارها أداة للحوار والتلاؤم والتعايش مع الغربي في عقر داره. ومن ذلك تجويزه لبس الثياب والصوف الناتجة عن ذبائح أهل الكتاب( )، بل ولبس ثيابهم الخاصة، وكذا تجويزه أكل ذبيحة النصارى عند الضرورة وغيرها من الفتاوى( )، لتصير بذلك الفتوى قناة تفتح آفاق التواصل مع الآخر عند الحجوي بدل كونها، كما عند غيره، سيفا مصلطا للتحريم وترسيخ الحواجز التي كانت في كثير من الأحيان معنوية. فقد بلغ الأمر بالمفتين إلى وضع استعمال المخترعات الحديثة في أمور الدين موضع تساؤل ونقاش، بل ورفض لدى كثيرين منهم، بل طرحت، من ضمن ما طرح، مسألة حلية السكر المستورد من أوربا( ) فكأنهم في هذا النوع من الفتاوى بالذات يركبون نوعا من العلمانية المقلوبة: فصل الدين عن مستجدات الدنيا مما يقوض في العمق روح الاجتهاد روح كل فتوى[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]مواقف إيجابية:[/FONT]
[FONT=&quot]عمد الحجوي ببصيرته النافذة إلى انتقاء ما رآه مناسبا أو ما اعتبره دعامة من دعائم تقدم الغرب مما يغيب في وطنه، لذلك نلاحظ هوسه بذكر القناطر ووصفها والإشادة بها، وهي الوسيلة الميسرة للمواصلات، وهو التاجر العارف بجدواها الاقتصادية الكبرى خاصة أنه يقارن كل مرة بين هذه القناطر وبين نظيراتها في المغرب والجزائر. كما يشيد بصدق الإنجليز في معاملاتهم التجارية وحفاظهم على النظام( ) وتقديرهم قيمة الوقت ذاكرا المثل الساري بينهم شعارا: [/FONT]Time is money[FONT=&quot] مترجما إياه بالوقت من ذهب( ). وهي أحكام كثيرا ما اضطرد تكرارها لدى الرحالين العرب إلى أوربا، خصوصا منهم المشارقة( ).[/FONT]
[FONT=&quot]غير أن ما استأثر باهتمام الحجوي لدى الأوربيين إيمانهم بالعلم واهتمامهم الزائد به، ويلخص ذلك قوله: "إن عجائب أوربا كثيرة، وهي في الحقيقة ليست عجائب أوربا بل عجائب العلم"( ). "وهو ما يضاهي في ذلك كلا من طه حسين وشكيب أرسلان في رحلاتهما إلى أوربا"( ). ويرى مترجما الرحلة الأوربية إلى الفرنسية أن الحجوي أعفى نفسه من الإشارة إلى طريقة عمل النظام السياسي الفرنسي أو البريطاني واكتفى بوصف مظاهر عظمة معالم البناء وأبهة الاستقبال، ولم يذكر شيئا عن النظام النيابي وفصل السلطة وعن العلاقة بين السلطتين المدنية والعسكرية، بل تساءلا عن احتمال تفسير هذا المنحى بأنه تهرب وخوف من إمكان فهم كلام كهذا من زاوية وضع الممارسة المخزنية المتقادمة للسلطة موضع السؤال.[/FONT]
[FONT=&quot]والواقع أن الحجوي كان على اطلاع على بعض النظم على الأقل، نستشف ذلك من خلال كتابه النظام في الإسلام( )، إذ يعقد فيه مقارنات بين التسيير الإسلامي وبين غيره، ونكتفي بالإحالة على الأستاذ عبد الله العروي الذي تناول هذا المؤلف مؤكدا الرؤية العميقة لدى الحجوي معتبرا أن الفقه لديه أكثر واقعية من القانون المستوحى من الأصل اللاتيني( ).[/FONT]
[FONT=&quot]كما تجدر الإشارة إلى أن الحجوي لم يكن على علاقة ستاتيكية بالمخزن، فهو بقدر ما كان متلائما، كما سبقت الإشارة، مع المخزن العزيزي، كانت له مؤاخذات قوية على المخزن الحفيظي وجهها إليه في رسالة منتقدا طريقة الحكم ومما قاله فيها: "فإننا ننصح مولانا، أيده الله، ثانيا برفع الحجاب عن أمته والنظر فيما قد أضر برعيته، فقد أضر بها أسد وذيب... وجالت الأيدي الضارية في أشلاء الأمة الفقيرة الضعيفة الجاهلة، وقطعت أوصالها ومزقت أحشاءها، ففرقت كلمتها وبغضتها لأميرها وأميرها إليها، كل هذا بالظلم الفادح وعدم انتظام الأحكام واللعب بالرقاب والدماء، وبيع الوظائف جهارا وبيع رقاب العمال ومن دونهم... وإني أؤكد عليك محبة في جدك... ومنصبك الشريف أن تسترضي أمتك وتستجلب خاطرها وتسالمها وتزيل سوء التفاهم بينك وبينها ولو بما يسخط أوربا في الوقت الحاضر، فإن أوربا تعذرك إذ أنهيت الفتنة وتحاميت إراقة الدماء وأثبت جانبك لرعيتك، وقلبت سياسة الاستبداد والاستعباد بالعدل والشورى"( ). "وننبه إلى كون الملك المخاطب في هذه الرسالة هو نفسه الملك أوان قيام الحجوي برحلته الأوربية 1919. وهذا ما يفرغ تبرير المترجمين المذكور أعلاه من محتواه، لأن الحجوي كان، قبل الرحلة بكثير، قد وضع فعلا الممارسة المخزنية المتقادمة للسلطة موضع التساؤل بطريقة صريحة بل وبشكل مباشر.[/FONT]
[FONT=&quot]على أن انبهار الحجوي بالغرب وإيمانه بأسس تقدمه لم يكن مطلقا، إذ كثيرا ما اتخذ من بعض مظاهره مواقف انتقادية انطلاقا من ثقافته الرصينة وشخصيته المتشعبة الاهتمامات.[/FONT]
[FONT=&quot]مواقف سلبية:[/FONT]
[FONT=&quot]وهكذا نجده يتخذ موقفا معاديا لوجه أوربا البلشفي ويحمله قسطا وافرا من مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تلت الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي أدى إلى قلة البضائع مما جعله يعود من أوربا، وهو التاجر، دون اقتناء ما كان يأمله من سلع. وهو يفعل ذلك من موقع التاجر أولا ومن موقعه الطبقي كـ(برجوازي) لا بدافع (الوعي الديني)( ).[/FONT]
[FONT=&quot]وهو وإن اعترف للمسرح بتضمن "مقاصد أخلاقية تهذيبية"( ) فإنه يؤكد عدم تفاعله معه قائلا: "فذلك ليس هو ذوقنا، بل لا نستفيد منه لعدم معرفتنا جميعا بلغة أهله وعدم ملاءمته لمألوفتنا وحركاتنا"( ). ويأخذ عليه اشتماله بذيء الكلام ومهيجات شبق النفس للخنا وارتكاب الفواحش … فلو خلا عن هذه الأمور لكان من أحسن المدارس التهذيبية في نظره( ). [/FONT]
[FONT=&quot]ورغم إعجاب الحجوي بجمال نساء باريس في أكثر من مناسبة( ) نجده ينتقد في نفس الوقت انطلاقهن "وتبرجهن تبرجا لا يتصور فوقه إلا فساد الحيوانات"( ). في حين أثنى على تحفظ نساء الإنجليز وتوفير سبل عدم اختلاطهن بالرجال في المرافق العامة كالقطار وغيره( ). ولم يتفرد الحجوي في موقفه هذا من المرأة الغربية، فهي جسدت في أغلب نصوص الرحالة المغاربة مثال الجد والعفة على الرغم من اقتران هذه الصورة بمغامز التبرج والخلاعة( ).[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]كما لا يفوتنا تسجيل تضايق الحجوي إلى حد كبير من البيروقراطية الإنجليزية، خاصة في تعامله مع الشرطة( )، مما فجر لديه تعليقات ساخرة كقوله مثلا لأحد أفرادها بوساطة الترجمان منتقدا طول الإجراءات الإدارية وتعقيدها: "لولا أن سبب خروج آدم من الجنة بينه القرآن لقلت إنه هرب من برودة أسئلة بليس إنجليزيط( ).[/font]
[font=&quot]خلاصة:[/font]
[font=&quot]برزت في النصف الأول من القرن العشرين بالمغرب جماعة من موظفي المخزن "كونوا شبه عصبة لتشابه التجارب والمحن التي مروا بها، نذكر منهم الحجوي والسليماني وأحمد البلغيثي وعبد الحفيظ الفاسي وأحمد بن المواز وكذلك أبناء التازي والمقري، الذين لعبوا الورقة الفرنسية ولم يكونوا يعرفون لغة أجنبية ولا ثقافة لهم إلا ما جنوا في القرويين، ومع ذلك يرومون الإصلاح داخل وبواسطة المخزن"( ). غير أن الحجوي يتميز عنهم جميعا بكونه أكثرهم ثقافة وتجربة.[/font]
[font=&quot]ويبدو من خلال الرحلة الأوربية، وغيرها من مؤلفات الحجوي، أنه سبق عصره بخطابه الإصلاحي الجريء في مناخ عام معاد لما هو أقل منه تطلعا، ولعل من أقوى لحظات خطابه هذا انتباهه إلى دور المجتمع المدني في تقدم أوربا: "فكل مدينة أو قرية أوربية ترى فيها المدارس مشيدة، ونوادي العلم عامرة، وقد نظمت لذلك الجمعيات في كل قرية ومدينة... فهم لا يتكلون على الحكومة في كل شيء مثلنا"( ). غير أنه ركز على مظاهر وثمار الحضارة الغربية ولم يفلح في لمس نسغها العميق المتمثل في قيم الحرية( ) والمساواة التي رعت وأفرزت ذلك العقل المتوثب الخلاق المبدع الخلاق، فكان في ذلك شبيها بمواطنه الجعايدي السلاوي الذي استقصى ودقق وصف مكونات وأجزاء معمل السكر وحركاتها، معززا كل ذلك برسوم توضيحية، لكنه يعترف أنه لم يقف "على أصل الحركة الأولى التي ينشأ عنها سائر الحركات)( ). على أن أهم مثبطات محاورة الغرب لدى الحجوي بل لدى كل الرحالة المغاربة مقارنة مع المشارقة، وحتى مع الرحالة التونسيين، جهلهم لغة الآخر مما جعل معظم ما علموه أثناء رحلاتهم مأخوذا من خلال الملاحظة الذاتية أو قناة الترجمة التي تزداد فيها درجة الخيانة وسوء التواصل كلما كانت آنية فورية.[/font]
[font=&quot]لم يعدم الحجوي النية الصادقة في الانفتاح على الغرب، إلا أن إكراهات موضوعية وذاتية وثقافية أحالت آلا ما تاقت إليه نفسه الظمأى للجديد، وصيرت تدقيقه الصارم يضيع في متاه حضارة باريز، حيث جعل الغرب شرقا( ) رغم تسلحه بدليل باريز السياحي( ). بل لمح إلى حيرته، في شكل تحذير لمواطنيه ممن قد يزورون أوربا، أمام اختلاف رصيف سير الراجلين بين باريز وفاس( )، ثم انقلاب هذه القاعدة في إنجلترا ليوافق نظيره في فاس، ليتأكد ضمنيا انه ليس أمام غرب واحد منسجم، وتعزز ذلك المقارنات المستفيضة التي أجراها الحجوي بين باريز زلندن وساكنتيهما( ).[/font]
[font=&quot]لقد أفتى الحجوي بما يتيح لمواطنيه القاطنين بإنجلترا التعايش مع مستضيفيهم، لكنه ظل يحمل في عمقه مخايل شخصيته وتكونه الأصل، لأن الوصف الرحلي يخضع عن وعي أو لا وعي لثقافة الواصف( )، لذلك قرأ الحجوي خريطة باريز في الدليل جاعلا الجنوب إلى أعلى، على عادة أسلافه، فأفضى به الأمر إلى فقدان البوصلة أو إضاعة الشمال كما يقول الفرنسيون.[/font]
[font=&quot]د. سعيد الفاضلي - المغرب[/font]
[font=&quot]ندوة الرباط الأولى 2003[/font]
[font=&quot]أحمد بن إدريس الإدريسي[/font]
[font=&quot]ولد الشريف احمد رضي الله عنه بقرية تسمى "ميسور" وهي ليست ببعيدة عن مدينة فاس في عام (1163هـ) [/font]
[font=&quot]تربيته: [/font]
[font=&quot]نشاء وترعرع وشب على تربية صلاح واستقامة وورع وقد قام بتربيته اخوه السيد الشريف محمد وقد حفظ رضي الله عنه القرآن الكريم وبعض المتون ومباديْ العلوم بمسقط رأسه "ميسور" وكان يكنى بأبى العباس العرائشي كما كان يلقب عند السادة السنوسية با"الشفاء"[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]وهو من ذرية بن ادريس الملقب بالأصغر بن ادريس الملقب بالأكبر بن عبدالله الملقب بالمحض(الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن لإمام علي بن ابي طالب[/font]
[font=&quot]رحلة أحمد بن إدريس من فاس إلى المشرق :[/font]
[font=&quot]بدأ رحلته من فاس في أواسط عام 1212هـ ومر في طريقه على الجزائر وتونس وطرابلس وبنغازي وكان ذلك سيراً وكان طريق البر من بنغازي إلى حدود مصر فيها مخاوف من بعض الأعراب المتحاربين ، لذلك قرر الركوب بحراً من بنغازي إلى الإسكندرية بعد أن مكث في بنغازي مدة من الزمن تعرف أثناءها ببعض البيوت وألقى دروساً في بعض مساجدها وأثنى على أهلها وعلى أهل الجبل الأخضر وبرقه وقال فيهم : " هذه بلادنا فيها تحيا أورادنا حيها سعيد وميتها شهيد طوبى لمن أراد الخير بأهلها وويل لمن أراد الشر بأهلها " وكانت إشارته هذه إلى السيد محمد بن على السنوسي حيث هو الذي أخذ عنه وهو خليفته الذي أحيا أوراده وذكره بدون زيادة أو نقصان في البركة وغيرها رضي الله عنهما [/font]
[font=&quot]ثم ركب من بنغازي عام 1213هـ بمركب شراعي إلى الإسكندرية وبعد وصول الإمام إلى القاهرة توقف بالأزهر مدة يسيرة قام خلالها بالقاء بعض الدروس في جامع الأزهر فأعجب به كل من حضره وسمع عنه ولذلك أخذ عنه مشايخ كثيرون ، ورافقه بعضهم إلى الحجاز [/font]
[font=&quot]ودخل مكة آخر عام 1213هـ ومكث في الحرمين الشريفين ما بين مكة والمدينة والطائف ما يقرب من ثلاثين سنة قضاها في التدريس ونفع العباد وإرشادهم إلى الطريق المستقيم ودعوتهم إلى العمل بما يحتمه عليهم دينهم الإسلامي [/font]
[font=&quot]وخرج من مكة إلى الصعيد بمصر مرتين – أو ثلاثاً – وقام بالدعوة إلى الله . وأخذ في الصعيد عن الشيخين الجليلين حسن بن حسن القنائي والشيخ محمود الكردي .[/font]
[font=&quot]ثم عاد إلى مكة المكرمة دون إقامة طويلة وإنما كانت في تلك المرتين حوالي خمس سنوات فقط ولم يبق خلال هذه المدة عالم من علماء الحرمين الشريفين أو ممن يفدون إلى الحرمين إلا وتتلمذ له وأخذ عنه[/font]
[font=&quot]وممن أخذ عنه السيد محمد بن عثمان الميرغني مؤسس الطريقة المرغنية ، والشيخ إبراهيم الرشيدي مؤسس الطريقة الرشيدية ، والشيخ محمد حسن ظافر المدني الدرقاوي ، والشيخ محمد عابد سندي صاحب الأسانيد المسماة حصر الشارد في خليفة الشيخ دردير صاحب التصانيف رضي الله عنه أتى إلى الحج وأخذ عنه ، ومنهم العلامة السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل مفتي زبيد أتى إلى الحج أيضاً وأخذ عنه ، ومنهم الشيخ أحمد بن محمد الديلمي من قضاة زبيد أيضاً ، والسيد سليمان ابن ابي القاسم الأهدل ، والعلامة الشيخ عبد الكريم العتمي وغيرهم ممن لا يحصون ، وتخرج عنه أعلام خدموا الدين الإسلامي جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء .[/font]
[font=&quot]وفي مدة وجوده بمكة عام 1218هـ دخلها السعوديون وكانوا يطلقون عليهم الوهابيين لاتباعهم للشيخ محمد ابن عبد الوهاب داعية نجد ، وكان أميرهم إذ ذاك الإمام عبد العزيز بن محمد بن مسعود عام 1220هـ وتولى ابنه الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ودخل الحجاز ثانياً عام 1221هـ ومكث السعوديون بالحجاز سبع سنوات ، ثم حاربهم حاكم مصر محمد على باشا بأمر من الحكومة العثمانية وأخرجهم عام 1228هـ وكان أمير مكة إذ ذاك من الأشراف ذوي زيد واسمه الشريف غالب بن مساعد[/font]
[font=&quot]دخول الأمير سعود بن عبد العزيز لمكة واجتماع السيد أحمد بن إدريس به [/font]
[font=&quot]كان للسيد أحمد بن إدريس أتباع كثيرون وكان بعضهم تصدي للرد والقدح في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلما قدر الله وجاءت الجيوش السعودية لاحتلال مكة قال هؤلاء العلماء للسيد أحمد بن إدريس أخرج بنا من مكة لأنهم إن وجدونا بطشوا بنا فقال لهم رحمه الله ورضي عنه : أنني لا آمر أحداً منكم بالخروج من مكة ولا أنهاه غير أنني أقول لكم من جلس فلا يلحقه إلا الخير إن شاء الله تعالى وأنا جالس ، فهرب بعضهم وجلس البعض[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وبعد وصول الأمير سعود ودخوله مكة وكان شديداً ومتعصباً في مذهبه جاءه السيد أحمد بن إدريس حسب العادة للتهنئة والسلام عليه فقابله بحفاوة بالغة وأكرمه إكراماً عظيماً وألبسه مشلحا بيده وقال له يا شيخ كنا أحق بزيارتك ولا كنت تكلفك نفسك ثم اصدر أوامره على كافة عماله بعدم التعدي على أحد ممكن ينتمي إلى السيد ، كما عفا عن أصحابه الذين كانوا يطعنون في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وكان الإمام سعود الكبير هذا أمر بتقتيلهم ولو وجدوا متعلقين بأستار الكعبة فعفا عنهم وحقن دماءهم ، وهذه سجايا آل سعود ومكارم أخلاقهم التي ورثوها عن أوائلهم وهي العفو عند القمدرة وعدم أخذ المسئ بإساءته وقبول عذر المعتذر مهما كان ذنبه ، وبذلك مكن الله لهم في البلاد وسخر لهم القلوب والعباد والله لا يضيع أجر من أحسن عملا . فتعجب الناس لهذا التسخير الإلهي [/font]
[font=&quot]ثم أن السيد أحمد بن إدريس أمر أتباعه بعدم المجادلة أو المناظرة مع أي إنسان ، وإذا سئلوا عن أي قول أو مذهب يقولون : لا إله إلا الله فقط . وصار هذا دينهم مدة وجود السعوديين بمكة وهو من عام 1121هـ إلى غاية عام 1228هـ رحلة السيد أحمد بن إدريس من الليث إلى اليمن :[/font]
[font=&quot]بعد أن ودعه الإخوان وخليفته السيد محمد بن على السنوسي ورجعوا إلى مكة ركب من الليث في سفينة شراعية ووالي سفره بحراً إلى اللحية ومر في طريقه على موانئ القنفدة والبرك وجيزان ولم ينزل بها [/font]
[font=&quot]وبعد وصوله اللحية مكث بها أياماً ثم والى رحلته برا إلى الزهرة ثم الحديدة فبيت الفقيه فزبيد وبعد مكوثه بها نحواً من شهرين وإلى رحلته حتى وصل المخا ووصل إلى جبل موزع وأقام به اياماً ثم عاد إلى المخا ومكث بها أربعة أشهر ولم يبق أحد في تلك الجهة إلا ووفد عليه وتلقى عنه وسمع منه ثم عاد إلى زبيد ومكث بها تسعة أشهر بقية سنة 1344هـ وكان نزوله عمد السادة آل الأهدل . وخلال هذه المدة لم يترك الدرس والوعظ والإرشاد والدلالة على الله يوماً واحداً حتى عم نفعه بالله تعالى للخاص والعام [/font]
[font=&quot]وخرج من زبيد إلى قرية تسمى " وصاب " في الجبل للغصلاح ما بين قبيلتين متحاربتين ومكث بها أياماً قلائل ثم عاد إلى زبيد ومنها توجه إلى بندر الحديدة ومكث بها أياماً معدودة ومنها سلك طريق الساحل عائداً إلى بلاد السادة المراوعة ولم يمر على بيت الفقيه . واجتمع بالسادة المراوعة وأخذوا عنه ومكث عندهم ما يقارب من الثلاثة أشهر ، ثم توجه إلى " القطيع " وجلس به ما شاء الله وبعد ذلك والى رحلته إلى بأجل ، وأقام بباجل مدة بسيطة وفي خلال رحلته هذه لم يخرج من بلدة من هذه البلدان حتى يقيم فيها من يقوم بمثل عمله . ولم تطل إقامته إلا في المدن الثلاثة زبيد وبيت الفقيه والمخا وبعد خروجه من باجل والى رحلته إلى بلدة أبي عريش ، وكان أمير تلك المنطقة وما يتبعها هو الشريف على ابن حيدر بن حمود من الأشراف إلى أبو مسمار وهم ينتسبون إلى الأشراف آل أبي نمى فأكرم نزل السيد إكراماً عظيماً وهيأ لسيادتته كل أسباب الراحة والاستقرار ولذلك آثر الإقامة في بلدة صبيا الواقعة في المخلاف السليماني بالقرب من أبي عريش التابعة للشريف على بن حيدر[/font]
[font=&quot]وفي صبيا اجتمعت عليه أمم كثيرة وقام رضي الله عنه بالدعوة الصالحة إلى الله تعالى والإرشاد ، وكان أهل تلك الجهة غلب عليهم الجهل وتركوا أمور الدين والشرع ولم يبق لهم من الإسلام إلا الاسم أما واجبات الدين فمتروكة تماماً لذلك كرس مولانا السيد كل مجهوداته آناء الليل وأطراف النهار في المساجد والمجتمعات وفي بيته حتى كون نخبة مباركة من طلاب العلم قاموا بالدعوة إلى الله تعالى والعمل بكتابه حسب المستطاع وبالتالي هي أحسن [/font]
[font=&quot]وبوجوده في صبيا أصبحت كعبة المريدين والتابعين له فما من يوم إلا وتصبح غاصة بالزوار والقادمين من أنحاء اليمن وجبال السروات والحجاز ووفد إليه تلميذه وخليفته السيد محمد ابن على السنوسي من مكة مراراً مع بعض الأخوان والمريدين ، وكان يرتب له قافلة من مكة تخرج على رأس كل شهر تحمل إليه ماء زمزم وكل ما هو ضروري لسيادته من الحجاز طيلة إقامته بصبيا وكانت حوالي تسع سنوات لأنه رضي الله عنه خرج من مكة عام 1241هـ وتوفي عام 1253هـ فالمدة الواقعة بين التاريخين اثني عشرة سنة منها أربع سنوات في تنقلاته والباقية هي التس استقرها بصبيامؤلفاته :[/font]
[font=&quot]اكثرها تناقلها تلاميذه الذين تفرقوا في البلاد الإسلامية وآخرى اتت عليها النار [/font]
[font=&quot]بسبب حريق شب في داره بعد وفاته وبقيت بعض [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]المؤلفات التي بين ايدينا من مخطوط ومطبوع [/font]
[font=&quot]01- تفسير البسملة وسورة الفاتحة وتفسير ربع الحزب الأول من سورة البقرة [/font]
[font=&quot]وبعض سور القرآن الكريم. [/font]
[font=&quot]الأحزاب وتفسير سورة التين وسورة الضحى والإنشراح وسورة الكوثر [/font]
[font=&quot]02- كتاب النفحات الكبرى [/font]
[font=&quot]03- رسائل كيمياء اليقين [/font]
[font=&quot]04- شرح عقيدة الإمام الشافعي [/font]
[font=&quot]05- رسائل الأساس [/font]
[font=&quot]06- مناظرة السيد احمد بن ادريس وفقهاء النجدية [/font]
[font=&quot]07- نبذة في الخلوة [/font]
[font=&quot]08- العقد النفيس في نظم جواهر التدريس [/font]
[font=&quot]09- رسالة في الذكر [/font]
[font=&quot]10- رسالة (الرد على اهل الرأي) [/font]
[font=&quot]11- خطبة في النكاح وخطبة للعيدين والإستسقاء [/font]
[font=&quot]12- التصوف والسلوك [/font]
[font=&quot]13- شرح حصول الحقيقة بنظم اصول الطريقة للعارف بالله السيد سلمان بن قاسم الأهدل [/font]
[font=&quot]14- النفحات الربانية في شرح حديث السنة المحمدية(المعرفة رأس مالي...الخ) [/font]
[font=&quot]كما توجد بعض المؤلفات عند بعض تلاميذه مثل عند السادة آل الأهدل باليمن [/font]
[font=&quot]وآل الشريف ا لهندي بالسودان وآل النواب بمكة المكرمةالعائلة الإدريسية في تهامة عسير :[/font]
[font=&quot]ولم يخلف السيد أحمد بن إدريس إلا ثلاثة أولاد فقط هم السيد محمد والسيد عبد العالي والسيد مصطفى ، فأما السيد مصطفى فقد توفي صغيراً بعد والده[/font]
[font=&quot]وأما السيد محمد فكان عمره حين وفاة والده 36 عاماً وعاش بعد والده 52 عاماً ، وخلف السيد محمد ولداً واحداً هو السيد على بن محمد بن أحمد بن إدريس الإدريسي ، كان عمره حين وفاة جده الإمام رضي الله عنه أربع سنوات فقط حيث كانت ولادته عام 1250هـ ثم عاش بعد جده 70 عاماً قضاها في عبادة الله والدعوة إليه [/font]
[font=&quot]وكان من أكابر الصالحين وهو الذي أسس العائلة الإدريسية في تهامة عسير ورفع شأنها ونشر طريقة جده وأحيا ذكره ما بين المخاليف والقبائل وجمعهم والتفوا حوله واتبعوا دعوته ، وأنجب رحمه الله ثلاثة أولاد ذكور هم السيد محمد ابن على الإدريسي مؤسس إمارة الأدارسة بتهامة عسير والسيد الحسن بن على الإدريسي والسيد أحمد بن على الإدريسي ، فأما السيد أحمد فكبر وتوفي قبل أن يتزوج ولم يعقب ، والسيد محمد اشتغل أولاً بطلب العلم في صبيا ثم انتقل منها إلى مكة وطلب بها العلم ، ثم انتقل إلى الأزهر بالقاهرة وتمم فيه دراسته ونال قسطاً وافراً من العلوم وبرع فيها ثم رحل من مصر إلى الجعبوب ومنها إلى الكفرة حيث إقامة الإمام السيد محمد المهدي السنوسي وزاره بها ومكث عنده مدة وأخذ عنه ثم عاد إلى صعيد مصر وزار أبناء عمومته آل السيد عبد العالي الإدريسي بالزينية ، وفي عام 1323هـ عاد إلى صبيا موقع رأسه قبل وفاة والده وكانت عودته بطلب ملح وسريع من والده ومن مريدي ومحبي والده وشيوخ القبائل ، وبعد عودته بقي مع والده قريباً من سنة ونصف ثم توفي والده رحمه الله تعالى وقام هو مقام والده بالدعوة إلى الله والإرشاد فغار منه الأتراك الموجودون بجيزان وعسير والحديدة وأرادوا أن يكيدوا له ويقبضوا عليه ويرسلوه إلى استانبول مركز الخلافة فحال دونه أهل تهامة قاطبة وحاربوا الأتراك حتى أجلوهم من تلك الجهة ، وأقاموا أميراً عليهم ، وبذلك تأسست الإمارة الإدريسية وتوسعت حتى جبال " فيفا " في ناحية نجران وحتى الحديدة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وبعد وفاة السيد محمد بن علي الإدريسي في 3 شعبان سنة 1341هـ/مارس1923م حل محله أكبر أبنائه السيد علي بن محمد الإدريسي ، وكان فتى يافعاً في السابعة عشرة من عمره ، وحدث خلاف داخل أسرة الإدريسي حينما دعا بعض رؤساء القبائل إلى تولية عم الأمير الشاب السيد الحسن بن علي الإدريسي بدلاً منه ليتمكن من إصلاح الأحوال في الإمارة ، وكان السيد الحسن هذا ميالاً إلى الزهد والتصوف ، وانتهى الخلاف بتعيين السيد الحسن وصياً على ابن أخيه الذي لم يسلِّم بذلك فأخذ ينكل بأنصار عمه ، وانقسم الناس إلى قسمَين كل قسم يؤيد صاحبه .[/FONT]
[FONT=&quot]السطان عبدالعزيز(الملك) سعى في الصلح بينهما وأرسل أمير أبها ابن عسكر لفض النزاع سلماً ، فبعث ابن عسكر وفداً من مشايخ عسير ومعهم سرية من الجند استطاعوا تهدئة الأوضاع في المنطقة ، بعد ذلك آلت الأمور إلى تمكن مؤيدي السيد الحسن من الحكم، ولجأ الشاب السيد محمد بن علي الإدريسي إلى مكة ، ولما اضطربت الأحوال في الإمارة تشجع الإمام يحيى وقاد جيشه واسترد ميناء الحديدة من الأدارسة ، كما استولى على بلدان تقع في شمال المدينة وشرقها.[/FONT]
[FONT=&quot]ولما آل الحكم إلى السيد الحسن بن علي الإدريسي، حاول الحصول على مساعدة من إيطاليا ولكنه فشل في ذلك ،[/FONT]
[FONT=&quot]لكن المجاهد الإسلامي في ليبيا أحمد الشريف السنوسي الإدريسي نصح الحسن بطلب الحماية من السعودية لما بين الأسرتين من الصداقة التقليدية وفي تلك الأثناء كان السلطان عبدالعزيز قد بسط نفوذه على الحجاز فرأى السيد الحسن بن علي الإدريسي أن من الأفضل له أن يحصل على حماية السلطان عبدالعزيز ضد إمام اليمن الذي كان يطمع في بلاده فأرسل مندوبه ابن عمه السيد محمد الإدريسي إلى مكة يطلب من ملك الحجاز ونجد وملحقاتها الدعم والمساندة ، فانتهت المباحثات إلى عقد اتفاقية مكة بين الطرفين في 14 ربيع الآخر سنة 1345 /21أكتوبر 1926 [/FONT]
http://www.moqatel.com/mokatel/data/...tel14_13-9.htm

[FONT=&quot]فعقدت معاهدة مكة المكرمة بين الملك عبدالعزيز آل سعود والإدريسي بواسطة السنوسي الإدريسي وعرفت بمعاهدة مكة وعلى إثر ابرام المعاهدة كتب الملك عبدالعزيز إلى إمام اليمن بما تم الاتفاق عليه للاحاطة ورجاء التوقف عن الزحف عن بقية إمارة الإدريسية وبموجب هذه الاتفاقية أصبحت الأمور الداخلية في المنطقة للإدريسي ، أما الأمور الخارجية فللسلطان عبدالعزيز الذي تعهد بالدفاع عن منطقة جازان ضد أي عدوان عليها وأرسل مندوباً من قبله هو صالح بن عبدالواحد ومعه بعض الخبراء والموظفين لمساعدة حسن على تصريف شؤون البلاد ، وبقيت العلاقات بين الطرفين جيدة إلى أن أسند السيد الحسن بن علي الإدريسي إدارة البلاد إلى الملك عبدالعزيز في 17جمادى الأولى 1349هـ/أكتوبر1930م. [/FONT]
[FONT=&quot]كانت معاهدة مكة الموقعة بين الملك عبد العزيز والحسن الادريسي في 21 أكتوبر 1926م، تقضي بوضع عسير تحت الحماية السعودية وبمقتضى تلك المعاهدة بعث عبد العزيز مندوباً عنه إلى عسير يدعى صالح بن عبد الواحد بهدف مراقبة الاتصالات الخارجية لعسير باعتبارها تمثل حجر الزاوية في معاهدة الحماية.[/FONT]
[FONT=&quot]أصدر الملك عبد العزيز مرسوماً ملكياً في 20 نوفمبر 1930م يقضي بتشكيل مجلس تشريعي في منطقة عسير يختص بحماية مصالح المنطقة وإدارة مواردها التجارية والزراعية فقط في حين ظلت الشؤون الخارجية وشؤون البدو في المنطقة من اختصاص الحكومة السعودية، وقد تولاها في ذلك الحين حمد الشويعر مندوباً من لدى الملك عبد العزيز.[/FONT]
[FONT=&quot]ولقد تزامن ذلك مع قيام المندوبين السعوديين في منطقة عسير بالحد من صلاحيات واختصاصات الحسن الادريسي فيها، وتقليص نفوذه عليها، ومما زاد الطين بلة قيام فهر بن زعير المندوب السعودي الجديد في المنطقة باعاقة صرف المستحقات المالية المقررة للإدريسي ومنع ذكر اسمه في خطبة الجمعة وإنزال العلم الخاص به من على سواري الإمارة وغيرها من الإجراءات الاخرى.[/FONT]
[FONT=&quot]وعندما أدرك الحسن الادريسي مغبة الخطأ الذي ارتكبه) في نظره (من خلال قيامه بإبرام معاهدة مكة، والتي لا يعدو كونها فخ أو شرك أوقعه فيه الملك عبد العزيز) في نظره ( للتخلص من النفوذ الادريسي في منطقة عسيرـ عند ذلك ـ اندفع الادريسي إلى الاتصال بالقوى المعادية والمناهظة للملك عبد العزيز،، وفي مقدمتها الإمام يحيى في اليمن وعبد الله ابن الشريف حسين في الأردن )حزب الأحرار الحجازي( وطلب منها العمل على دعمه ومساندته بالمال والسلاح حتى يتسنى له تفجير الموقف العسكري ضد النفوذ السعودي في المنطقة. [/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي عام 1350هـ/ 1931م وفد بعض دعاة حزب الأحرار الحجازي من شرق الأردن وزينوا للسيد الإدريسي إعلان الثورة واسترداد إمارته وسلطانه فأعلن العصيان في 5 رجب 1351هـ/4نوفمبر 1932م وتزامنت ثورته تلك مع تمرد ابن رفادة في شمالي الحجاز .[/font]
[font=&quot]ولما كان الحسن الادريسي قد أزمع على استخدام القوة لتغير الوضع القائم في المنطقة واستعادة جميع سلطاته فيها، فقد بادر في 4 نوفمبر 1932م إلى اعتقال فهر بن زعير وبعض المندوبين السعوديين والزج بهم في غياهب السجون،وقام بعد ذلك أي في 11 نوفمبر بارسال برقية إلى الملك عبد العزيز اوضح فيها أهم الدوافع والأسباب التي جعلته يقوم باعتقال المندوبين السعوديين في المنطقة، والتي من جملتها تحقيق أمله في استعادة صلاحياته واختصاصاته في المنطقة، فرد عليه الملك عبد العزيز مقترحاً عليه تشكيل لجنة سعودية وأخرى ادريسية وتكليفهما بحل الخلاف وتسويته، وبالفعل جرى تشكيل لجنة سعودية تتألف من حامد الشقيق وعبد الله السليمان وخالد القرقني وتحركت اللجنة في اتجاه المنطقة ترافقها ثلة من الجنود السعوديين بغرض حمايتها وتأمين تحركاته في المنطقة.[/font]
[font=&quot]ولكن ما إن وصلت اللجنة السعودية إلى "القحمة" و"الشقيق" حتى تأكد لها بشكل قاطع ان الثورة الادريسية تتسم بالقوة والحسم وترمى غاية ما ترمي إلى إلغاء معاهدة الحماية المبرمة بين الحسن الادريسي والملك عبد العزيز في 21 أكتوبر 1926م، ومن ثم التخلص من النفوذ السعودي في المنطقة بشكل نهائي.[/font]
[font=&quot]وحيال هذا التطور أمر الملك عبد العزيز بارسال قوات عسكرية كبيرة إلى منطقة عسير عن طريق البر والبحر، وتعززها قوات أخرى كانت في المنطقة قبل نشوب تلك التطورات وتحت حماية عدد من الطائرات الحربية البريطانية شنت القوات السعودية هجوماً خاطفاً على مدينة جيزان تمكنت خلاله من احتلالها والسيطرة عليها، ومن ثم إطلاق سراح جميع المندوبين والموظفين السعوديين والمحتجزين فيها الأمر الذي دفع الحسن الادريسي وجماعته إلى الهرب في اتجاه "صبيا" فتابعته القوات السعودية هناك واشتبكت معه في معركة ضارية انتهت في أواخر نوفمبر 1932م بتراجعه مع أعوانه وأفراد اسرته، ومن ضمنهم عبد الوهاب الادريسي في اتجاه الجنوب إلى المظايا فنشار فأبو عريش فالزبارةحتى استقر بهم المقام في "حرض" داخل الأراضي اليمنية ومن هناك اتصل الادريسي بالإمام يحيى طالباً اعتباره مع جماعته وأفراد أسرته لاجئاً سياسياً. فأجاره الإمام ومن معه وأمر ببقائهم في منطقة تدعى "زهب حجر" من حرض.[/font]
[font=&quot]وبهذا تفرقت قوات الحسن الادريسي وتشتت انصاره وأعوانه، وولت بعض القبائل الموالية له مدبرة نحو جبال عسير للتخلص فيها والاحتماء بها هرباً من قوات السعودية ، ، وأرسل الملك عبدالعزيز إليه قوة انطلقت من مكة واكتسحت الإمارة في أواخر شوال 1351هـ/24فبراير1933م .[/font]
[font=&quot]عند ذلك قرر عبد العزيز ضم منطقة عسير إلى الأراضي السعودية بصورة نهائية وقام بتعيين كل من الأمير عبد العزيز بن مساعد قائداً عاماً للقوات السعودية في عسير ومقره "أبها" والأمير تركي السديدي حاكماً لعسير ومقره أبها أيضاً وحمد الشويعر مساعداً لحاكم منطقة عسير ومقره "جيزان". [/font]
[font=&quot]عادالادارسة وبقو في مكة المكرمة وأكرم الملك عبدالعزيزو فا دتهم[/font]
[font=&quot]سيدي عبد الرحمن المجدوب [/font]
[font=&quot]حين يقع المغربي في شدة أو يحتدم به الأمر وتعوزه الحكمة أو تلجئه الحال، تراه يلوذ تلقائيا إلى مأثورات سيدي أو مولاي المجدوب.. لا يختلف في ذلك رجل أو امرأة، مثقف أو أمي. بحيث يصح القول بأننا أمام ظاهرة "سيدي المجدوب" تستحق التعرف عليها.[/font]
[font=&quot]المجدوب[/font]
[font=&quot]والمجدوب هو سيدي عبد الرحمن المجدوب ابن عياد بن يعقوب بن سلامة الصنهاجي الدكالي، ولقب المجدوب أطلقه عليه أهل زمانه، وبقي معروفا به إلى الآن؛ نظرا لسيرته في حياته، فكان -كما تصوره كتب التاريخ- صوفيا زاهدا في الدنيا، وساح في البلاد للوعظ والإرشاد، وعاش غير مبال بالمال ولا الجاه، متنقلا من مكان إلى مكان، ليس له مأوى يستقر به على الدوام، وهو بلباس بسيط. وكان يداوم على إقامة الشعائر الدينية والفروض الشرعية وتأدية الحقوق وعدم الإخلال بشيء منها.[/font]
 
أعلى