موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وتذكر كتب التاريخ أن الشيخ المجدوب كان له أهل وأولاد وزاوية يطعم فيها الطعام للواردين عليها من الغرباء وأبناء السبيل وغيرهم، وكان يُجري على لسانه كلاما موزونا وملحنا يأتي على نسق أهل الشعر وأوزانهم الشعرية، ويحفظ الناس كثيرا منه ويتبادلونه بينهم في مجامعهم وأذكارهم، وقد اشتمل على حقائق وإشارات سنية وعبارات ذوقية يفهمها الذائقون، ويعترف بغور مغزاها العارفون، وكذلك أمور غيبية من الحوادث والقضايا الاستقبالية، وقد وقع كثير مما أخبر وأشار إليه![/font]
[font=&quot]وأصل المجدوب من تيط، وهي قرية توجد بقرب أزمور التي هي في شمال مرسى الجديدة على ساحل المحيط الأطلسي، ثم انتقل إلى مكناس إحدى كبريات مدن المغرب الأقصى، وهي واقعة على مسافة 60 كيلومترا من مدينة فاس، وفيها القصور الفاخرة والبنايات العظيمة من عصر السلطان مولاي إسماعيل العلوي المعاصر للملك الفرنساوي لويس الرابع عشر في القرن السابع عشر الميلادي، وتحيط بها البساتين الزاهرة والأشجار الكثيرة الملتفة، وأجمات الزيتون؛ ولهذا سموها بمكناسية الزيتون. وقد سبق أنه قرأ في أول الأمر بمدينة فاس، وحضر على بعض الشيوخ المشاهير حينذاك كسيدي علي الصنهاجي، وسيدي أبي رعين، وسيدي عمر الخطابي الزرهوني.[/font]
[font=&quot]عاش المجدوب مدة في غرب المغرب، ولما أحس بقرب الأجل طلب أن يُذهب به إلى مكناس، فتوفي في الطريق بجبل عوف، أو بين ورغة وأدسبو، ودفنوه بخارج مدينة مكناس بجوار باب عيسى وضريح مولاي إسماعيل، وذلك سنة 976 هـ، وما زال قبره موجودا إلى الآن، وبقيت أقواله سائرة على ألسن الناس في جميع أقطار أفريقيا الشمالية، ويبدأ القصاصون عند سردها بقولهم: "قال سيدي عبد الرحمن المجدوب".[/font]
[font=&quot]الأقوال[/font]
[font=&quot]ولهذه الأقوال نفع وإفادة؛ فهي ناتجة عن تجارب دنيوية كثيرة ومعاملات مع الخلق، كما أنها جزء مهم وثروة من جملة التراث الأدبي العامي الأفريقي، وكان رحمه الله يردد هذه الأمثال في أواسط القرن العاشر الهجري؛ لأنه أراد ألا يحرمنا مما جرب وتعلم ومن حوادث زمانه، زيادة على التغيرات التي طرأت عليها أثناء القرون التي مرت عليها، ويقولون إنه كان يتكلم بأقوال لا يفهمها عنه الناس، رغم أنها كانت لغة الأدب العامي، لغة التحدث والتخاطب، كان يلقي هذه الأمثال في المناسبات للتربية والتعليم والنصيحة والموعظة الحسنة، وقد كتب عنه الشيخ أبو المحاسن، والشيخ المهدي الفاسي المتوفى سنة 1109 كتابا اسمه "ابتهاج القلوب" (وهو نسخة مخطوطة)، كما رويت أقواله بروايات كثيرة مختلفة فيها بعض من التغيير المحسوس في المعنى، وهناك مؤلفات المستشرق الفرنساوي إنري ذو كاكا، والمرحوم الشيخ محمد بن شنب وغيرهم، كما وردت في قصص تحكى عنه بمضمونها ف! ي الكتب التي تعنى بالمأثور من الكلام، وقد تطورت هذه الأقوال الآن في سردها، وأدخل عليها بعض المغنيين الشعبيين ألحانا فصارت تغنى في حفلات وأعراس ومهرجانات، مثلما يحدث في ساحة جامع الفنا بمراكش، ويقومون بأدائها على شكل معان في الغناء والطرب، وكذلك يقوم البعض الآخر بالحكي عنه للناس والاستفادة من تجاربهم بهذا الكلام الموزون.[/font]
[font=&quot]نماذج من الأمثال والحكم[/font]
[font=&quot]لا تخمم لا تدبر لا تحمل الهم ديمة[/font]
[font=&quot]الفلك ما هو مسمر ولا الدنيا مقيمة[/font]
[font=&quot]والمعنى: الأحوال لا تدوم، يزول الهم والغم، ويأتي الفرج والسرور.[/font]
[font=&quot]يا ذا الزمان يا الغدار يا كسرني من ذراعي[/font]
[font=&quot]نزلت من كان سلطان وركبت من كان راعي[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الأحوال والظروف تتغير وتتبدل، وتنزل من كان في المقام الرفيع وتجعل الضعيف مكانه.[/font]
[font=&quot]راح ذاك الزمان وناسه وجاء هذا الزمان بفاسه[/font]
[font=&quot]كل من يتكلم بالحق كسروا له راسه[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن تغير الزمان وتقلبت الأحوال فذهب من كان يقبل بكلمة الحق ويستمع إليها وينتفع بها، وجاء زمان فيه أناس يرفضون ذلك.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مثلت روحي مثل الحمام مبني على صهد ناره[/font]
[font=&quot]من فوق ما باين دخان ومن تحت طاب أحجاره[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن هناك نوعا من الناس صبور يتحمل ويقاسي نوائب الزمان، ولا يبوح بسره، ولا يتحدث على حاله، بل هو ملازم للصمت والسكوت على ما قدر له.[/font]
[font=&quot]ما أتعس من ماتت أمه وأبوه في الحج غايب[/font]
[font=&quot]وما وجد حد يلفه وأصبح بين الدواوير سايب[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الغني الذي أصيب في مقتنياته ومكتسباته فأصبح من تقلبات الزمن وتغير الظروف والأحوال معوزا فقيرا محتاجا، ولم يجد من يمد له يد المساعدة.[/font]
[font=&quot]الشر ما يظلم حد غير من جابه لنفسه[/font]
[font=&quot]في الشتاء يقول البرد وفي الصيف يغلبه نعسه[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الفقر لا يظلم أحدا من الناس، بل يجلبه الإنسان لنفسه، بسبب تكاسله في الشتاء بحجة البرد، وفي الصيف يقول إن الحر يغلبه عن النهوض والحركة.[/font]
[font=&quot]المكسي ما دري بالحافي والزاهي يضحك على الهموم[/font]
[font=&quot]اللي نايم على الفرش دافئ والعريان كيف يجيه النوم[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الغني لا يبالي بالفقير، والإنسان السعيد لا يشعر بالحزين.[/font]
[font=&quot]من لا يطعمك عند جوعك ولا يحضر لك في مصايب[/font]
[font=&quot]لا تحسبه من فروعك قد حاضر أو غايب[/font]
[font=&quot]والمعنى: من لا يعينك في وقت الضيق ليس من النافعين لك، ولا من أنصارك أو أعوانك إن حضر أو غاب.[/font]
[font=&quot]الصمت الذهب المشجر والكلام يفسد المسألة[/font]
[font=&quot]إذا شفت لا تخبر وإذا سألوك قول: لا لا[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الثرثرة تفسد الأمور وتغير القلوب وما فيها إلا الضرر.[/font]
[font=&quot]نوصيك يا واكل الراس في البير ارم عظامه[/font]
[font=&quot]اضحك والعب مع الناس فمك متن له لجامه[/font]
[font=&quot]والمعنى: كتمان الأسرار وعدم نشرها لكي لا تقع العداوة بين الناس.[/font]
[font=&quot]كل مهذار مسوس يجيب الهلاك لراسه[/font]
[font=&quot]يستاهل ضربه بموس حتى يبانوا أضراسه[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الإنسان كثير اللغط والكلام يمل ويعرّض نفسه للإهانة والتأديب.[/font]
[font=&quot]لا تسرج حتى تلجم واعقد عقدة صحيحة[/font]
[font=&quot]لا تتكلم حتى تخمم لا تعود لك بفضيحة[/font]
[font=&quot]والمعنى: لا تتكلم في مسألة قبل أن تتأمل فيها جيدا، وإلا عادت عليك بالفضيحة والعار.[/font]
[font=&quot]الصاحب لا تلاعبه والناعر لا تفوت عليه[/font]
[font=&quot]اللي حبك حبه أكثر واللي باعك لا تشتريه[/font]
[font=&quot]والمعنى: لا تصاحب الصديق سريع الغضب، فربما أساء إليك من دون سبب، وكذلك من لا يبالي بك فليس عليك أن تسعى في جلب مصادقته إذ لا رغبة له في مصاحبتك.[/font]
[font=&quot]آه يا محنتي عدت خدام والتبن أعمى عيوني[/font]
[font=&quot]خدمت عند عرّت الناس في وجبة العشا يطردوني[/font]
[font=&quot]والمعنى: أنكروه بعدما انتفعوا منه وصاروا لا يحتاجونه.[/font]
[font=&quot]يا قلبي نكويك بالنار وإذا شفيت نزيدك[/font]
[font=&quot]يا قلبي خلفت لي العار وتريد من لا يريدك[/font]
[font=&quot]والمعنى: القلب يحب أصدقاءه ولكنه لم يكافأ منهم إلا بالجفاء.[/font]
[font=&quot]يا ويح من وقع في بير وصعب عنه طلوعه[/font]
[font=&quot]رفرف ما وجد جناحين يبكي اسألوا دموعه[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الإنسان الذي ليس لديه القوة وليس عنده من يعينه يصعب عليه نيل مرغوبه.[/font]
[font=&quot]يا قايل العار كيف يحلى كلامك؟[/font]
[font=&quot]في مرض ولا عدت تزار تتفكر الناس عارك[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الرجل الذي أساء إلى الناس وأخل بالآداب والمروءة تفر الناس منه، وتترك مخالطته.[/font]
[font=&quot]حبيبك حبه والسر اللي بينكم تخفيه[/font]
[font=&quot]إذا حبك حبه أكتر وإذا تركك لا تسأل عليه[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]والمعنى: يجب في الصحبة المودة والإخلاص وكتمان الأسرار، وإذا هجرك صديقك بلا سبب معقول فاتركه لعله يرجع يوما ما إلى الصواب.[/font]
[font=&quot]من جاور الأجواد جاد بجودهم ومن ناسب الأرذال خاب ضناه[/font]
[font=&quot]ومن جاور القدرة اتلطخ بحمومها ومن جاور صابون جاب نقاه[/font]
[font=&quot]والمعنى: يجب اختيار الأصحاب والأصدقاء والجار وكذلك اختيار الأجواد وخاصة في الزواج.[/font]
[font=&quot]ولد الحمار لا تربيه لو كان تدهن زنوده[/font]
[font=&quot]الرفس والعض فيه دي هي عادة جدوده[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن اللئيم لا يعترف بالجميل والإحسان.[/font]
[font=&quot]اصعبت علي يا المسكين واصعب علي حالك[/font]
[font=&quot]الزين ماتخده والدين ما يعطي لك[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن الإنسان الذي لم تساعده الأيام فباب الله واسع، فما على المرء إلا أن يسعى فيما يصلح حاله بالصبر والثبات وترك الكسل.[/font]
[font=&quot]صحت صيحة حنينه فيقت من كان نايم[/font]
[font=&quot]اصحوا قلوب المحبة ورقدوا قلوب البهايم[/font]
[font=&quot]والمعنى: ناديت فأجابني الغافلون عن مصالحهم الدينية والدنيوية الذين فيهم الخير والرجوع إلى الصواب، وأما المفلسون كالحيوان فلم يستمعوا لي.[/font]
[font=&quot]تركتها تبرد جاء من لقفها سخونة[/font]
[font=&quot]هذا دواء من يبرد خير الأكل سخونة[/font]
[font=&quot]والمعنى: الإنسان الذي لم يغتنم الفرصة ويحوزها تضيع منه.[/font]
[font=&quot]بهت النساء بهتين من بهتهم جيت هارب[/font]
[font=&quot]يتحزموا بالأفاعي ويتخللوا بالعقارب[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن النساء لهن حيل كثيرة لكي يصلن لمرادهن وأغراضهن.[/font]
[font=&quot]كيد النساء كيدين من كيدهم يا حزوني[/font]
[font=&quot]راكبه على ظهر السبع وتقول الحدايات سيأكلوني[/font]
[font=&quot]حديث النساء يونس ويعلم الفهامة[/font]
[font=&quot]يعملوا قلادة من الريح ويحلقوا لك بلا ماء[/font]
[font=&quot]والمعنى: أنهن بكلامهن اللين يغلبن الرجال فينقادون إلى ما يردن.[/font]
[font=&quot]نوصيك يا حارث الحلفاء بالك من دخانها لا يعميك[/font]
[font=&quot]لا تتزوج المرأة غير العفيفة تتعاون هي والزمان عليك [/font]
[font=&quot]والمعنى: أن هناك نوعا من النساء فيه مضرة للزوج، فكأنها بعدم حسن تصرفها تعين الزمان عليه.[/font]
[font=&quot]يا اللي تنادي قدام الباب نادي وكن فاهم[/font]
[font=&quot]ما يفسد بين الأحباب غير النساء والدراهم[/font]
[font=&quot]والمعنى: أن النساء بكلامهن والنزاع بينهن يفسدن بين الأصحاب؛ لأن أزواجهن ينصتون في آخر الأمر إلى أقوالهن. أما المال بالخصوص فيسبب المشاكل مع الأصحاب والأقارب.[/font]
[font=&quot]الطير الطير ما ظنيته يطير من بعد ما والف[/font]
[font=&quot]ترك قفصي وعمر قفص الغير رماني في بحور بقيت تالف[/font]
[font=&quot]والمعنى: هجران المرأة بيت زوجها بعد ألفة ومؤانسة ومعاشرة دامت سنين.[/font]
[font=&quot]العبد اللي كان مدوب ما تعيبه كحوله[/font]
[font=&quot]والحر اللي كان مجعوب ما يسوى نص فوله[/font]
[font=&quot]والمعنى: المرء في المجتمع بسيرته وصناعته وطباعه لا بلون بشرته، والحر الذي يظن نفسه أعلى من الأسود فهو منحط لا يساوي شيئا.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]خفيف الأقدام يمل ولو كان وجهه مرايا[/font]
[font=&quot]قليل الأكتاف ينزل لو كان جهده عتاية[/font]
[font=&quot]والمعنى: هو من يكثر التردد على الناس ويقلقهم يُملّ، ولو كان في أحسن صورة، ومن لا أنصار له ولا يوجد من يعينه ويحميه فقد يهان ويذل ولو كان محمود السيرة.[/font]
[font=&quot]سافر تعرف الناس وكبير القوم طيعه[/font]
[font=&quot]كبير الكرش والراس بنص فوله تبيعه[/font]
[font=&quot]والمعنى: للسفر فوائد كثيرة، ويجب طاعة أولي الأمر، وهي من قواعد الإسلام، والطماع والمغرور بنفسه ليس له قيمة معتبرة.[/font]
[font=&quot]نوصيك يا واكل الخوخ من عشرة رد بالك[/font]
[font=&quot]في النهار تظل منفوخ وبالليل تبات هالك[/font]
[font=&quot]والمعنى: الأشياء النفيسة الثمينة التي يبالغ فيها تكون مضرة[/font]
[font=&quot]سيرة الشريف محند أمزيان أحد مجاهدي الريف الأوائل الذين قاوموا الاستعمار والضغائن[/font]
[font=&quot]اسمه وعائلته:[/font]
[font=&quot]هو محمد بن الحاج محمد بن حدو بن أحمد بن عبد السلام بن صالح مؤسس زاوية زغنغن، كان معروفا بالشريف سيدي محمد (محند) أمزيان، يعتقد أنه ينحدر من الشرفاء الأدارسة الحموديين الذين سكنوا قبيلة قلعية. أسست عائلته الزاوية القادرية المعروفة بزاوية سيدي أحمد أعبد السلام بزغنغن الواقعة ضمن مجال أيث بويفرور أحد الفروع الخمسة لقبيلة قلعية. تميزت عائلة الشريف محمد أمزيان بنفوذ كبير قي كل القبيلة بالنظر لنسبها الشريف ولمهامها الاجتماعية، خاصة سعيها الدائم لإصلاح ذات البين وحل النزاعات وإخماد الفتن.[/font]
[font=&quot]نشأته وعمله:[/font]
[font=&quot]أغلب المصادر تشير إلى ولادته سنة 1859 وبعضها يجعلها سنة 1860 والسنتان معا تؤرخان لحرب تطوان التي انهزم فيها المغرب أمام الإسبان. حفظ القرآن في الزاوية التي يقودها والده بزغنغن والتحق بين 1887و 1891 بجامع القرويين بفاس لاستكمال دراسته. بعد استكمال تعليمه عاد إلى مسقط رأسه بزغنغن، لكنه لم يعتكف في الزاوية منتظرا الهبات والعطايا، بل مارس التجارة، وكان ينقل البضائع والأبقار والدواب بين الريف والجزائر. ونظرا لاستقامته وورعه وخصاله الحميدة إضافة إلى ذكائه وقوة إقناعه ونسبه الشريف، كان جل أبناء الريف المهاجرين إلى الجزائر للعمل في ضيعات المعمرين، يقصدونه للاحتماء بحرمته والسير في ركابه تجنبا لأخطار الطريق، فاشتهر بين ساكنة مختلف قبائل الريف بمهمة “الزطاط” الذي يوفر الأمن التام لكل المسافرين برفقته والذي يساعدهم على قطع واد ملوية الذي غالبا ما كانت مياهه تجرف عددا كبيرا من المهاجرين الذين لا يتقنون عبوره. لقد أفادته هذه المهمة في فتح علاقات تواصل وتعاون مع مختلف القبائل الريفية وأعيانها.[/font]
[font=&quot]ويمكن تقسيم الحياة الكفاحية للمجاهد الشريف موحند أمزيان إلى مرحلتين أساسيتين:[/font]
[font=&quot]- المواجهة مع الجيلالي الزرهوني (بوحمارة).[/font]
[font=&quot]- المقاومة للاستعمار الإسباني[/font]
[font=&quot]موقفه من الجيلالي الزرهوني / بوحمارة /الروكي:[/font]
[font=&quot]كان موحند أمزيان من الأوائل الذين انتبهوا إلى تواطؤ الجيلالي الزرهوني مع الأجانب ضد مصالح الريف، فعمل على فضحه والدعاية ضده بين قبائل الريف، فحاول الزرهوني إلقاء القبض عليه أوائل سنة 1907 لكنه هرب ولجأ إلى الجيش المغربي الذي كانت محلته قرب ملوية. حارب في صفوف الجيش المخزني الذي حاول تطويق الحركة التمردية لبوحمارة من الجهة الشرقية، لكن الإمكانيات الكبيرة التي توفر عليها بوحمارة وفريقه مقابل ضعف المخزن، جعلت الجيش المخزني ينهزم أمامه سنة 1907 ويضطر في أوائل 1908 إلى اللجوء إلى مليلة. خلال سيطرة الزرهوني على الريف الشرقي رخص في منتصف 1907 لشركتين إحداهما إسبانية والأخرى فرنسية لاستغلال مناجم الحديد والرصاص الواقعة بأيث بويفرور وإقامة خطين للسكة الحديدية لربط المناجم بميناء مليلة. وبعد توجه بوحمارة إلى قبيلة أيث ورياغر التي ألحقت به هزيمة نكراء، عاد إلى الشرق جارا أذيال الهزيمة فوجد القبائل الريفية الشرقية قد أجمعت على اختيار الشريف محمد أمزيان زعيما لها في أكتوبر1908 وعرقلت مشاريع السكة الحديدية واستغلال المناجم، فلم يجد الروكي بوحمارة بدا من الهروب والانسحاب من سلوان نهاية سنة 1908.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]تنظيم الشريف محمد أمزيان للمقاومة الريفية ضد الاستعمار الاسباني[/FONT]
[FONT=&quot]استغلت اسبانيا تمرد الجيلالي الزرهوني، والفوضى التي كانت تعيشها المناطق الشرقية، والضغائن الموجودة بين القبائل الريفية. فأقدمت خلال فبراير ومارس 1909 على احتلال أركمان [/FONT]Restinga[FONT=&quot] وسيدي بشير، رأس الماء، واستأنفت بناء السكة الحديدية واستغلال المعادن، مستغلة تعاظم دور أصدقائها في المنطقة، بفضل إغداقها الأموال عليهم، وتمكينهم من الأسلحة الحديثة، فكانوا يناصرون تدخلها علنا ويحاولون إقناع الأعيان والسكان بمزايا التدخل الأسباني. كان أمزيان معارضا بشدة للتدخل الاستعماري، إذ رفض كل العروض والإغراءات التي قدمها له الجنرال مارينا [/FONT]José Marina[FONT=&quot] الحاكم العسكري لمليلة. بعد أن طاف على القبائل الريفية وعقد معها لقاءات في شأن الجهاد، والتي رافقه خلالها الفقيه السي محمد حدو العزوزي من قبيلة أيث ورياغر، انتظر الشريف أمزيان انتهاء الموسم الفلاحي وفراغ المزارعين من جمع المحاصيل، وعودة المهاجرين الموسميين من الجزائر ،لينتقل لترجمة معارضته عسكريا حيث نظم هجوما على سيذي موسى يوم 9 يوليوز 1909، ليضع بذلك حدا لتذبذب المواقف والتردد الذي بدأ يلمسه بين صفوف القبائل، ( فقدت اسبانيا في هذه الحرب عقيدا ومقدم عقيد ونقيبين وملازمين وأربعين جنديا إضافة إلى جرح 234 جنديا من مختلف الرتب) بعد ذلك عززت إسبانيا قواتها بحشد عسكري تجاوز 46000 من نخبة جنودها وضباطها معززين بأحدث الأسلحة، يقودهم الجنرال الشهير بينتوس. لكنه اندحر بمعركة وهدة الذئب ( أغزار أُُوشْانْ (على بعد 4 كلم من مليلة وذلك يوم 27 يوليوز 1909 إذ لقي حتفه رفقة أزيد من 700 عسكري من رتب مختلفة. ولم يرتدع الجيش الإسباني وخرج في أزيد من 40000 جندي تحت قيادة ثلاثة جنرالات ( ألفارو – طوبار – مراليس ) ليلقى هزيمة أخرى في موقع إجذياون بقبيلة أيث شيكار أمام إرادة وإيمان المجاهدين بقيادة الشريف محمد أمزيان، وذلك بتاريخ 20 شتمبر 1909. لقد تميز تنظيم المقاومة في هذه المرحلة بدقته، إذ كانت كل قبيلة من القبائل الريفية تخصص عددا من رجالها للمرابطة بمحلة المجاهدين بشكل متواصل، ولكل قبيلة الحرية في تنظيم رجالها واستبدالهم برجال آخرين وإيجاد المؤونة لهم. وكان مسؤولو المحلة يطلقون مشاعل النار ليلا فور ملاحظتهم لإرهاصات أي هجوم للعدو، ويقوم كل من رأى تلك المشاعل بإطلاق أخرى لتكون جميع القبائل على علم في تلك الليلة، فتهب لخوض المعركة معززة صفوف المرابطين بالقرب من العدو.[/FONT]
[FONT=&quot]تغيير إسبانيا لإستراتجيتها الحربية:[/FONT]
[FONT=&quot]استفادت اسبانيا من هزائمها المتتالية صيف وخريف 1909، واستغلت بداية موسم الحرث لتغير إستراتيجيتها الحربية مركزة على التسرب السلمي، إذ استهدفت ضعاف النفوس من القبائل المجاورة لمليلة وأغرقتهم بالأموال والامتيازات التجارية، وانتقلت إلى خطوة خطيرة على المقاومة وهي تكثيف تجنيد الأهالي، مستفيدة من خبرتهم في استعمال الأسلحة ومعرفتهم الدقيقة بطبوغرافية المنطقة، كما شكلت منهم دروعا بشرية، تضعها في مقدمة الفرق العسكرية ونجحت بذلك اسبانيا في تيئيس عدد كبير من مجاهدي قبائل الريف الأوسط، وخاصة أيث ورياغر، الذين تركوا مواقعهم الجهادية متهمين قبائل قلعية بالتخاذل. والأخطر في الأمر هو ضغط المتعاونين معها داخل قبائلهم التي كانوا فيها عيونا لإسبانيا، يمدون جهازها الاستخباراتي بكل المعطيات، وينفذون مخططها بزرع الفتنة بين المقاومين وعائلاتهم من جهة، والمجندين لدى إسبانيا من جهة ثانية فأصبحت أحكام الإعدام تصدر في حق كل من يتعرض لهم، أمام هذه الوضعية اندفع عدد كبير من السكان للتجنيد في الجيش الإسباني، ليلبسوا اللباس العسكري ويحملوا على أكتافهم البنادق كرمز للقوة والوقاية الذاتية. نتيجة لهذه الأوضاع تمكنت اسبانيا من الزحف على سهل بوعارك، والمنطقة الفاصلة بين زغنغن ومليلة واحتلت الناضور وسلوان، ورغم ذلك تمكن المجاهدون من إلحاق عدة هزائم بالقوات الإسبانية، كمعركة دهار امبوشانوف بين سلوان ووكسان، وتراجع محمد أمزيان نحو أيث بويفار حيث نظم مركزه الجهادي بسوق الجمعة بأماورو، وخفت المواجهات مدة سنتين بين أواخر 1909 و 1911 رفض خلالها محمد أمزيان كل العروض والإغراءات التي قدمتها إسبانيا بعد تأكدها أن الطريق التي تؤدي إلى احتلال الريف تمر عبر استمالته إلى صفوفها، وبعد رفضه للأموال الطائلة، وبموازاة مع مفاوضات إسبانيا حول فرض الحماية، اقترحت عليه منصب ممثل اسبانيا لدى السلطان المغربي، لكنه بقي على موقفه الرافض.[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]المواجهات الأخيرة للشريف محمد أمزيان من يوليوز 1911 إلى استشهاده في 15ماي 1912:[/font]
[font=&quot]تجددت المواجهات العنيفة بين المقاومة الريفية بقيادة الشريف أمزيان وقوات الإحلال في صيف 1911 وذلك بهجوم المقاومين على حامية عسكرية كانت مرافقة لبعثة طبوغرافية اسبانية، وجرت أهم المعارك حول واد كرت خلال شهر يونيو 1911 كبد المقاومون خلالها القوات الإسبانية عدة خسائر في العتاد والأرواح. وبعد شتمبر 1911 حدثت معارك في إمعروفن وإزحافن بآيث بويفرور قت ل فيها الجنرال أردونيت. واستمرت المواجهات بشكل متقطع إلى 14 ماي 1912، حيث استهدفت القوات الإسبانية احتلال عزيب حدو علال أوقدور، وخلالها رصد الجواسيس خروج محمد أمزيان في نحو 700 من المجاهدين، متوجها إلى قبيلة أيث سيدال، وتتبعوا خطواته إلى أن نزل بمسجد تاوريرت بكدية حامد للمبيت، أبلغت القوات الإسبانية التي سارعت إلى محاصرته، وبعد وعيه بالأمر أدى صلاة فجر يوم 15 ماي، وخير مرافقيه بين المقاومة والاستشهاد، أو الانسحاب، ثم شرع رفقة من بقي معه في إطلاق النار على الأعداء بعد أن رفض من كان في صفوفهم من قوات الريكولاريس الاستجابة للالتحاق بصفوف المجاهدين، فاستشهد برصاصة أحدهم، في موضع أسفل كدية حامد فوق الطريق المؤدي لفيض أحمام والمسمى بفدان الحيان. وحمل الإسبان جثته إلى مليلة، وبعد تأكدهم من هويته سلموه إلى إخوانه ليدفن في مقبرة جده الشريف أحمد بن عبد السلام بزغنغن، وعينت فرقة عسكرية سهرت على حراسة قبره لأزيد من سنة.[/font]
[font=&quot]المراجع المعتمدة[/font]
[font=&quot]* معلمة المغرب، مادة أمزيان، محمد الشريف، الجزء 3.[/font]
[font=&quot]* ندوة المقاومة ومعارك التحرير بمنطقة الريف، مجلة الذاكرة الوطنية عدد 5 سنة 2003.[/font]
[font=&quot]* الندوة الدولية حول : المقاومة المغربية عبر التاريخ، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، 2005.[/font]
[font=&quot]* أسد الريف محمد عبد الكريم الخطابي، طبعة 1979. * محمد عبد الكريم الخطابي، لمؤلفه امحند البخلاخي طبعة 2005.[/font]
[font=&quot]* أعمال الجامعة الصيفية : المغرب من العهد العزيزي إلى 1912 الجزء 2 سنة 1987.[/font]
[font=&quot]من إعداد[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الكاتب العام لجمعية ذاكرة الريف [/font]
[font=&quot]ذ. سعيد أعشير[/font]
[font=&quot]عبد الوهاب بنمنصور، المؤرخ الرسمي للمملكة[/font]
[font=&quot]ظل لغزا في حياته، لا يعرف عنه الشيء الكثير. ويقول البعض إن مؤرخ المملكة بقي هو نفسه في حاجة إلى تاريخ، إذ كل ما عرف عنه هو أنه «مؤرخ المملكة» لا غير، ما عدا ذلك يجهل الكثيرون عنه الكثير. [/font]

[font=&quot]ارتبط اسم عبد الوهاب بنمنصور، المؤرخ الرسمي للمملكة الذي وافته المنية يوم الخميس المنصرم عن سن تناهز 89 سنة، بتاريخ المغرب الحديث والعائلة الملكية، لكن اسمه لم يكن يذكر بين المؤرخين، لأن الكثيرين كانوا ينظرون إلى ما يكتبه بوصفه تاريخا منقحا تريد الدولة أن تجعله التاريخ الرسمي، في وقت كانت فيه كتابة تاريخ المملكة ساحة للصراع السياسي هي الأخرى، وكان العديد من أبناء الحركة الوطنية يرون في بنمنصور اليد التي كلفها القصر بتدوين التاريخ كما تريده. لكن الرجل ظل لغزا في حياته، لا يعرف عنه الشيء الكثير. ويقول البعض إن مؤرخ المملكة بقي هو نفسه في حاجة إلى تاريخ، إذ كل ما عرف عنه هو أنه «مؤرخ المملكة» لا غير، ما عدا ذلك يجهل العديدون عنه الكثير. [/font]
[font=&quot]ولد عبد الوهاب بنمنصور يوم 17 نوفمبر 1920 بمدينة فاس، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي والعالي. ينحدر من أسرة جزائرية هاجرت في القرن التاسع عشر أيام الاحتلال الفرنسي وثورة الأمير عبد القادر الجزائري، حيث هاجر العديد من الجزائريين هروبا من ظروف الاحتلال وقساوة العيش. ويذكر المؤرخ محمد بن الأعرج السليماني، في كتابه «اللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب»، حوالي ثلاثين اسما لعائلات جزائرية هاجرت إلى المغرب، بينها عائلة بنمنصور. عندما بلغ عبد الوهاب 14 عاما من العمر تبناه إبراهيم الوزاني، الذي كان ينتمي إلى حزب الشورى والاستقلال لمحمد بن الحسن الوزاني ومات تحت التعذيب رفقة عبد السلام الطود وآخرين في دار بريشة الشهيرة التي أصبحت في تاريخ المغرب عنوانا للصراع الدموي بين الاستقلاليين والشوريين. وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية عام 1939 واحتل الألمان باريس، أنشأ الوزاني جمعية كان هدفها هو دعم النازية وأدولف هتلر الذي كان المغاربة، نكاية في الفرنسيين المحتلين، يطلقون عليه لقب «الحاج هتلر»، فاعتقل الفرنسيون بعض أعضاء تلك الجمعية، بينهم عبد الرحمان بن سعد الذي كان مرافقا لبنمنصور، فلما رأى هذا الأخير ما حصل لصديقة مال إلى الفرنسيين وأصبح في جانبهم، ثم عمل بإدارة الشؤون السياسية مع الحماية الفرنسية، حيث كان دوره هو مراقبة ما ينشر في الصحف الوطنية، فكان يؤدي دور «مقص الرقيب»، غير أن انكشاف أمره دفعه إلى الفرار إلى الجزائر في بداية الأربعينيات، وهناك اشتغل في دار الحديث بمدينة تلمسان، لكن إحدى الصحف الجزائرية نشرت عنه مقالا يقول فيه صاحبه إن بنمنصور كان يتجسس في المغرب على المقاومة الجزائرية، الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى المغرب مرة ثانية. عندما حصل المغرب على استقلاله استدعاه عبد الرحمان أنكاي، مدير ديوان الملك محمد الخامس، الذي كلفه بمهمة كتابة الرسائل المخزنية. وفي تلك الفترة، بدأت رحلته مع المخزن المغربي، حيث تحول من كاتب رسائل إلى كاتب تاريخ. فقد عمل رئيسا للقسم السياسي بالديوان الملكي في سبتمبر 1957، ورئيسا للديوان الملكي، ثم مديرا للشؤون السياسية بوزارة الداخلية، فمديرا عاما للإذاعة والتلفزة سنة 1965، وفي يناير 1967 تم تعيينه محافظا لضريح محمد الخامس لتضاف إليه سنة 1975 مسؤولية مدير الوثائق الملكية. ترك عبد الوهاب بنمنصور العديد من المؤلفات في تاريخ المغرب، لكن كتابه «أعلام المغرب العربي»، الذي يقع في عدة أجزاء، خلق له أعداء كثيرين، لأن كثيرا من السياسة دخلت في قليل من التاريخ فأفرغته من محتواه ومن قيمته. فقد كانت مهمة بنمنصور في ذلك الكتاب أن يمنح لبعض الأسماء في المغرب جذورا عائلية شريفة لا يمتلكونها، من أجل تلميع صورتهم كما يريدها المخزن الذي استند إليهم في بناء الدولة الحديثة، كما شوه أبطالا آخرين من بينهم الشريف الريسوني، زعيم الزاوية الريسونية، حيث وصفه في كتابه باللص، وهي نفس التسمية التي كان يطلقها عليه الإسبان الذين حاربهم في الشمال. ويكشف المؤرخ عبد الكريم الفيلالي، صاحب موسوعة «التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير»، أن بنمنصور قام بسرقة 82 صفحة من كتاب «الجغرافية السياسية» لفيليب رفلة في كتابه «قبائل المغرب» ونسبها إلى نفسه. ومع ذلك، فقد كان مؤرخ المملكة غزير الإنتاج، حيث ترك العديد من المؤلفات ومئات المقالات في الصحف والمجلات، كلها تدور حول تاريخ المملكة، إذ قام بجمع ما تشتت، وتصنيف ما تجمع. ومن جملة ما تركه «البدائع: معجم مدرسي للأدباء المغاربة ومنتخبات من آثارهم»، و«مع جلالة الحسن الثاني في فاس وتازة ووجدة وتلمسان»، و«مع جلالة الحسن الثاني في باريس»، و«مع جلالة الحسن الثاني في نواذيبو»، «الحسن الثاني حياته وجهاده»، «مشكلة الحماية القنصلية بالمغرب من نشأتها إلى مؤتمر مدريد سنة 1980»، و«ملف الصحراء المغربية الغربية أمام مؤتمر القمة العشرين لمنظمة الوحدة الإفريقية». كما حقق عشرات الكتب من بينها «القرطاس» لابن أبي زرع، و«الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية» لابن أبي زرع أيضا، و«أخبار المهدي بن تومرت» لأبي بكر الصنهاجي، و«مثلى الطريقة في ذم الوثيقة» لمحمد بن الخطيب السلماني. [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]المؤرخ عبد الوهاب بنمنصور وافته المنية مؤخرا،رحمه الله واسكنه فسيح جناته.[/font]
[font=&quot]المصدر:جريدة المساء ع 672 17/11/2008[/font]
[font=&quot]العلامة علي بن سليمان الدمنتي و إسهاماته في الدراسات الحديثية [/font]
[font=&quot]مجلة دار الحديث الحسينيةش 10[/font]
[font=&quot]العلامة علي بن سليمان الدمنتي وإسهاماته في الدراسات الحديثية[/font]
[font=&quot]للأستاذ عمر لشكر[/font]
[font=&quot]التعريف بالشيخ علي بن سليمان[/font]
[font=&quot]الفصل الأول :[/font]
[font=&quot]مولده[/font]
[font=&quot]أجمعت المصادر المعرفة (1)بأبي الحسن علي بن سليمان البجمعوي الدمنتي علی أن ولادته كانت سنة أربعة وثلاثين ومائتين وألف من الهجرة بقرية « أيت بوجمعة » المجاورة لبلدة دمنة .[/font]
[font=&quot]ودمنات (2)بلدة تقع عند قدم جبل الأطلس الكبير علی بعد مائة وعشرين كيلومترا جنوب شرق مراكش في ارتفاع أقل بقليل من ألف متر ، وهي هضبة ثرية تشرف علی وادي تساوت غطيت سفوحها بالزياتين والكروم .[/font]
[font=&quot]وقد أعطاها موقعها الجغرافي في القديم أهمية خاصة ، فوجدها علی الطريق التي تربط مراكش بمكناس وفاس من جهة ، وبدرعة وتافيلالت من جهة أخری ، وخصوبة تربتها ، كل هذه المعطيات جعلتها مركزا تجاريا مهما أغری الجاليات اليهودية بالنزوح إليها أفواجا ـ للمضاربة في أسواقها ، ومشاركة أهلها خيراتها ـ وبسبب هذه البيوتات اليهودية تدخلت في القرون الماضية بعض الدول الأجنبية في شؤون المنطقة لغاية تحسين وضع اليهود المضطهدين بها ، الأمر الذي حمل السلطان الحسن الأول (3)علی إصدار قرار بتاريخ 17 شعبان 1304 هـ يقضي ببناء ملاح منفصل في المدينة ، وهو الذي لا يزال موجودا إلی الآن[/font]
[font=&quot]369 [/font]
[font=&quot]وما تعلل به الأجانب من اضطهاد أهل دمنات لليهود للتدخل في شؤون المنطقة مجرد كذب وافتراء ، وإلا فقد ذكر الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله (4)أن الرحالة الغربي شارل دوكنولد لاحظ أثناء مروره بالبلدة حسن تصرف المسلمين إزاء اليهود إلی حد أنه كان يصعب التمييز بين المسلمين واليهود من شدة تمازجهم .[/font]
[font=&quot]وفي المدينة مغارة تسمی « ايمي نيفری » يقصدها اليهود والمسلمون لسقي الماء علی التساوي ، ولو صح ما فسر به الأجانب تدخلهم في المنطقة لما شارك المسلمون هؤلاء اليهود في أس من أسس الحياة الذي غالبا ما تتقاتل عليه القبائل المنحدرة من جد واحد ، فأحری المسلمون واليهود .[/font]
[font=&quot]احتل الكولونيل مانجاب المدينة عام 1912 فكانت بذلك أولی المدن المغربية المستعمرة .[/font]
[font=&quot]يتواصل أهل هذه المنطقة باللسان البربري ، وهو عندهم مزيج بين « تامزيغت » السائدة في الأطلس المتوسط (5)و « تاشلحيت » المنتشرة في الأطلس الكبير ، يعلم ذلك من له صلة بالجهة ، أو نظر في المصادر المؤرخة لها ، علی أن العلامة علي بن سليمان أظهر غير ما مرة في تواليفه « أمازيغيته (6)بل ذهب به الأمر إلی حد التأليف بها (7)[/font]
[font=&quot]والنسبة إلی « دمنة » تكون وفق القياس النحوي بحذف هاته هكذا : « دمني » ولكن جرت عادة العلماء أن ينسبوا المنحدر من هذه المدينة بجمع مؤنث سالم هكذا : « دمناتي »، وكثيرا ما ينسبون إليها بلا ألف علی هذا النحو : « دمنتي » وهو صنيع المترجم نفسه .[/font]
[font=&quot]وقد اشتهر بالنسبة إلی هذه المدينة بعض كبار علماء المغرب وفقهائه منهم العلامة محمد بن محمد كرداس (8)الدمناتي ، والأديب الفقيه العلامة أبوحامد العربي بن محمد الدمنتي الفاسي (9)والعلامة المحدث ، المترجم ، أبوالحسن علي[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]370 [/font]
[font=&quot]بن سليمان الذي يفوق كل المنتسبين الی دمنة شهرة وشرفا ، حتی أن هذه النسبة عند إطلاقها لا تنصرف إلا إليه ، وإذا أريد غيره ميز بقيود زائدة ، لا بالنسبة المطلقة المجردة .[/font]
[font=&quot]في هذه المنطقة إذن ولد العلامة ابن سليمان (10)من أسرة طيبة (11)تشهد القرائن علی يسر حالها وعلی تدينها وسنيتها ، وتقديرها للعلم والعلماء ـ مما كان مددا للابن ـ فحصل من أمر الله ما سنری .[/font]
[font=&quot]الفصل الثاني : حياته العلمية[/font]
[font=&quot]المبحث الأول : بداية أمره الدراسي[/font]
[font=&quot]قال الامام في فهرسته : « فلتعلم وفقنا الله تعالی وإياكم أني كنت بأول أمري ولدا بالقراءة أبلد من رأيت ، والجراءة أجلد من رأيت ، فكان والدي رحمنا الله تعالی لا يبغي لكل ولد له بدلا عن القراءة فلم أتمكن من تركها إلی المراهقة ، فتوفي والدي قدس الله روح كل موحد فكان موته أحب إلی من الماء البارد في الظمأ البعيد مشربه عن الوارد فتركتها إذ ذاك (12)[/font]
[font=&quot]بعد أن قرأت هذا النص عدة قراءات وحاولت تحليله وتفكيكه واستخراج أبعاده ، رأيت اختزاله في قضيتين أساسيتين ، هما :[/font]
[font=&quot]1ـ حرص الوالد علی تعليم الولد .[/font]
[font=&quot]2ـ اباية الولد التعليم والتعلم كل الاباية[/font]
[font=&quot]371 [/font]
[font=&quot]أما حرص الوالد علی ادماج أبنائه في الاسلاك الدراسية المعروفة في عصره ، والاستغناء الكلي عن خدماتهم العضلية علی خلاف أغلب القرويين الذين يعتبرون الأولاد من وسائل الانتاج ، وبالتالي يتضايقون من تعليمهم ، ويتملصون منه بشتی الوسائل ، فلا يمكن تفسير موقف الوالد إزاء العلم والتعلم إلا انطلاقا من هاتين الفرضيتين :[/font]
[font=&quot]أ . الوالد ميسور الحال وفي غنی عن خدمات الأبناء[/font]
[font=&quot]ب . الوالد متعلم ومتفتح و « مثقف » بالمفهوم العصري ، أو علی الأقل واع بأهمية المعرفة .[/font]
[font=&quot]أما الفرضية الأولی فقد تبين لي صدقها انطلاقا من نص « مدفون » في فهرسة الامام (13)جاء فيه : « فكنت بدارنا أفعل ما يفعله خدمتنا ».[/font]
[font=&quot]فالخدم جمع ، واحده خادم ، غلاما كان أو جارية ، وكون الأب له جمع من الخدم دليل علی يسر الحال ، إذ المعدم لا يكون له خدم ولا خادم ، بل العادة تقتضي في أغلب الأحوال أن يكون خادما لا مخدوما ، فإذا استقام هذا الاستدلال ، وصح هذا الاستنتاج فوالد العلامة مستغن بالمال والخدم عن خدمات الأولاد .[/font]
[font=&quot]أما الفرضية الثانية ، فلم يصح عندي أن الوالد كان « مثقفا » ولا متعلما ، ولكن ثبت عندي أنه كان واعيا بأهمية المعرفة ، ولو لا هذا الوعي لما جنح لتعليم الأولاد هذا الجنوح .[/font]
[font=&quot]فإذا اجتمع المال والوعي لدی والد ، شق عليه ترك الأولاد في قبضة الجهالة .. هذا عن القضية الأولی التي استخرجتها من النص الذي افتتحت به هذا المبحث .[/font]
[font=&quot]أما عن القضية الثانية ، وهي إباية الولد للتعليم كل الاباية ، فقد عللها المترجم نفسه بالبلادة (14)[/font]
[font=&quot]إلا أن هذا التعليل غير مقنع ، إذ البلادة ناتجة عن نفور مسبق من التعليم ، فهي مسببة لا سبب ، ولو كان مكان النفور شغف بالدراسة ما كانت هناك بلادة ، والانسان بليد فيما يكره ، وبالشغف تزول البلادة ، وما حمل علي بن سليمان علی تعليل نفوره من التعليم في بداية أمره بالبلادة إلا رغبته في أن يبني علی هذا التفسير مسائل كثيرة تتعلق بحياته العلمية (15)[/font]
[font=&quot]372 [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإذا تم استبعاد هذا التفسير ، فينبغي تعويضه بتفسير أقرب إلی الموضوعية وإلی العلمية حتی لا تبقی الحالة معلقة بلا تحليل ولا تفسير .[/font]
[font=&quot]والأقرب إلی الصحة في نظري أن اباية علي التعليم معللة بنوعية المناهج والطرق التعليمية المتبعة في دور العلم في عصره وما قبله . تلك المناهج التي تعتمد علی الضغط والضرب وتغليظ الصوت وتشديد الخناق ، وهذا مضر بالمتعلمين عموما ، سيما بأصاغر الولد ، حديثي العهد بالجدية ، ويحملهم علی الكذب والكسل والنفور من الشيخ ومسائله ، ومن العلم ودقائقه .[/font]
[font=&quot]هذا ما حصل لعلي بن سليمان في أول حياته الدراسية ، ربما تلقی من شيخه بعض الضربات القاسية ، أو تلقاها غيره بحضوره فخاف أن يصل دوره ، مما حمله علی محاولة ترك القراءة والانصراف عنها في حياة أبيه ، إلا أنه لم يفلح أمام تيقظ هذا الأخير . قال : « فلم أتمكن من تركها إلی المراهقة (16)ويفهم من قوله « لم أتمكن » أنه حاول عدة مرات ، إلا أن رقابة الأب الشديدة تحبط كل محاولاته . وهذا ما صير الولد شبحا ممقوتا في حياة الابن يكرهه كراهة لا مزيد عليها ، ويری في عيشه عبئا ثقيلا ، وجملا لا يطاق . هذا ما فسره بقوله بعد أن توفي الوالد (17)« فكان موته أحب إلی من الماء البارد في الظمإ البعيد مشربه عن الوارد ».[/font]
[font=&quot]وكان أول شيء فعله بعد واقعة الوفاة ، أن النسل من الدراسة وانفصل عنها نهائيا ، واضعا بذلك همها وهولها وأثقالها ليجد نفسه في الدار مع الخدم ، يشاركهم الأعمال العضلية التي يقومون بها يوميا .[/font]
[font=&quot]ولم تكن أمه مرتاحة لهذا « العاق المراهق » الذي آثر الجهالة علی العلم ، والظلام علی النور والبيان ، فكانت تتأسف علی أحواله ومواقفه ، إلا أنها لا تملك من القوی المادية ما يكفي لإجبار الابن علی العودة إلی القراءة ، فسلكت معه منهجا وجدانيا للاقناع ، عمدته الدعاء والحث ، قال : « وكانت والدتي رحمنا الله تعالی وكل موحد تتأسف علی ذلك وتدعو لي كثيرا ، وكثيرا ما تقول : نور الله صدرك يا ولدي ، والله ما أنا يائسة من قراءتك (18)[/font]
[font=&quot]وهذا الأسلوب الموجه للوجدان ، المؤثر الصادر من قلب الأم الحنون ، المشحون بدلالات عاطفية صادقة ... كاف لاقناع الابن بالعدول عن موقفه تجاه[/font]
[font=&quot]373 [/font]
[font=&quot]العلم ، إلا أن خطاب الأم ينكسر علی الصخر ولا ينفذ إلی الأعماق ليطهرها مما علق بها من تصورات فاسدة للعلم والدراسة .[/font]
[font=&quot]وهكذا بقي الطفل في قطيعة تامة مع الأم وما تدعوه إليه ، وفي وصال مع الخدم والغنم ، يجر ما يجرون ، ويحمل علی الظهر ما يحملون ، وسار علی هذا النهج إلی أن غاب راعي غنمهم يوما ، فتولی رعيها ـ نيابة عنه ـ إلی اصفرار يوم ، فساق الله له رجلا في هيئة الرعاة اقترب منه وفاتحه بخطاب رمزي لم يفهم منه ابن سليمان إلا الصورية ، لم يقصده الغريب ، ناداه بعالم وحلاه ، والمنادی في وقت اللقاء ليس عالما ولا متعلما ، وأخبره أن من كان عليه مثل شعره تصلح علی يديه الغنم ، فوقع خلاف هذا التنبؤ حيث ابتليت معظم الشياه بالكسر في الأرجل وتوالی فيها الكسر إلی أن ساء ظن الطفل فيها ، واستاء من أمرها ، وجره ذلك إلی مساءلة نفسه ، وإعادة النظر في اختياراته ومواقفه ، وهذا ما حكاه بقوله : « فكنت أرعاها إلی قرب اصفرار يوم مبارك فساقني الله إلی جبل عال بآخر مرعانا منفردا عن الرعاة ، فاستقبلني راعي غنم ما رأيته بغنمه قبل ولا بعد بذلك المرعی قائلا : يا عالم صرت راعي غنم ، فإلی أين مع رعايتها ؟ وجعل يمسح إذ وصلني علی رأسي ويقول : من كان علی رأسه مثل هذا الشعر تصلح علی يديه الغنم (...) فكان من بركة هذا الرجل أن ابتليت تلك الغنم بكسر أرجلها إثر ذلك لتمام نحو سبع شياه ، كلها أتركها بالدار مكسورة ، فقلت يوما : ما لي ولهذه الغنم ؟ فلو أني ذهبت لقرائتي لكان خيرا (19)[/font]
[font=&quot]فقرر ترك ما هو عليه إلی القراءة بسبب هذه الواقعة التي اعتبرها الأستاذ التوفيق (20)رؤيا منامية وأوافقه علی هذا التأويل إذ في الحكاية كلها من النوازل ما يصعب تحقيقه في الواقع بلا علل مادية وعوامل معقولة ، ومؤثرات خارجية محسوسة ، فتوالي الكسر في أرجل الغنم لا يمكن تعقله إلا بالوقوف علی أسباب تلك الكسور ، إذ لا يتصور عقلا حدوث تغيرات مادية علی الأبدان البشرية ، والأجسام الحيوانية من كلوم وشدوخ وكسور ... بلا مؤثرات خارجية يمكن ضبطها ، والمترجم لم يبين لنا في النص المسببات المادية ، وغفل ذكر الأسباب ، مما يحملني علی موافقة الأستاذ التوفيق في اعتبار هذه الواقعة « رؤيا »، وإن لم يشر صاحبها إلی ذلك في كلامه[/font]
[font=&quot]374 [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]علی أن كون النازلة قد حدثت فعلا أو هي رؤيا ، كل ذلك لا ينقص من أهمية دلالتها ، إذ هي التي قلبت اقتناعاته ، وحملته علی مراجعة نفسه واعتقاداته ، مما نتج عنه عودة « المراهق » إلی الدراسة ، لكن هذه المرة بنفسية معاكسة لسالف أمره ، محمولة بطاقات فعالة لاستدراك الفوائت في أقرب وقت ...[/font]
[font=&quot]وكان طبيعا أن تلين للفتی مسائل العلم وقضاياه ، بعد أن أظهر لها الحزم ، وواجهها بالعزم والجدية ، وقاتلها قتال المستميت ، فكانت النتائج الطيبة أسرع مما يتصور ، مما حمله علی الاستغراب من سرعة الادراك والتحصيل .[/font]
[font=&quot]تحول عجيب في الحال ، البلادة في الأمس ، والفطنة والتيقظ وشدة التركيز والفهم في اليوم ، وهذا التحول السّريع الغريب لم يجد له البوجمعوي تفسيرا عقليا مقنعا ، فربط بينه وبين عدد من رؤی غيبية حصلت له ، منها ما جاء في قوله : « قلت متأسفا ياليتني عرفت العلم فأحسنها كل الاحسان بحيث تحلو عند كل إنسان ، فكان من مننه عزوجل ذاتا واسما وصفة بالنومة الموالية لهذه الأمنية ، رأيتني بداخل دار مزخرفة فيحاء مشرفة لا أظن بها غيري ، فإذا بالنبي ( صلّی الله عليه وسلم ) داخل علي من بابها (...) فأخذ بيدي قائلا : تعال لتقرأ فاستقبلنا بيتا من بيوتها فلما دخلناه وجدنا درسا قد استدار بأشخاص جلة ذوي هيئة ما رأيت أهل ذلك المحل قط وعوض ، فلما رأوه فتحوا له فرجة ليجوز لمقامه ، ثم ردت تلك الفرجة وصار نصف اليوم يمينا ونصفهم يسارا فقال ( صلّی الله عليه وسلم ): هذا مقامك فاجلس فجلست (...) فكان ذلك أول فتح لي في العلم ، وأول مجلس جلسته (21)[/font]
[font=&quot]تری من خلال هذا النص الطويل أن أول فتح في العلوم حصل لابن سليمان كان عقب لقاء روحي بينه وبين رسول الله ( صلّی الله عليه وسلم )، ولعل المقصود بالفتح يسر التحصيل وسرعة الفهم والتمكن من الدقائق والحقائق .[/font]
[font=&quot]وزاد الدمنتي علی ذلك بأن ذكر أنه لقي رجلا صالحا سائحا بالأرض ليس له قرار من أهل مولاي عبدالسلام بن مشيش ، فأخبره بجميع ما يؤول إليه أمره من تأليف التآليف وتقعيد القواعد (22)[/font]
[font=&quot]وكانت أخبار هذا السائح مشجعا للبوجمعوي علی المواصلة والاستمرارية وشدة التركيز لا سيما وأن الرجل السائح لعب دور الوساطة بين رسول الله ( صلّی الله عليه وسلم ) والطالب[/font]
[font=&quot]375 [/font]
[font=&quot]ومضی الامام يحدثنا عن رؤاه المتعددة ، أصل الفتوح ومصادر الاشراق ، وذكر أنه رأی نفسه مرة أخری مع رسول الله ( صلّی الله عليه وسلم )، وكان الزمخشري في حلقة درس ، وبينه وبين رسول الله حجاب مشبك بحديد ، فتكلم الزمخشري بكلام في أوصافه ( صلّی الله عليه وسلم ) لم يرق البوجمعوي ، وهو في رفقة المصطفی ، فتدخل لتصحيح كلام الشيخ ، قال : « وأيضا رأيتني معه ( صلّی الله عليه وسلم ) في محفل آخر في غرفة محلقين عليه أنا وغيري للقراءة ، وكان الزمخشري يدرس العلم تحتنا وبيننا وبينه حجاب مشبك بحديد ، فجری الكلام ببعض أوصافه ( صلّی الله عليه وسلم )، فقال بخلاف ما هو عليه فالتفت إليه بوجهي من حلقته ( صلّی الله عليه وسلم )، فقلت له : يا شيخ من كان ببركته كل العدد وكل المدد كيف لا يكون فوق ما تذكره ، لم أزد علی ذلك راجعا بوجهي نحوه ( صلّی الله عليه وسلم )، وهو يبتسم (23)[/font]
[font=&quot]لم يذكر البوجمعوي ـ مع كامل الأسف ـ كلام الزمخشري في أوصاف رسول الله ( صلّی الله عليه وسلم ) حتی نعلم قيمة رده عليه ، ومدی استحقاقه لابتسامة المصطفی رضی بما صنع وقبولا لما قال . وعلی كل حال ، فإن رؤی الشيخ متعددة ومتنوعة ، وإليها يعزو ما أدركه من علوم ومعارف لا إلی استعداداته المادية ولا إلی قدرات ومناهج شيوخه الهيكليين .[/font]
[font=&quot]المبحث الثاني : شيوخه[/font]
[font=&quot]إن المنهج العقلي الضيق لا ينفع في تحليل بعض الظواهر التي تصادفك وأنت تتأمل حياة الشيخ العلمية والعملية ، فشدة تركيزه علی المسائل الغيبية تجعل التفسير العلمي متعذرا ، ولا نملك إزاء هذا الاصرار إلا التسليم بقضاياه وقبولها دون عرضها علی المحك العقلي ، والبحث علی كل حال مسوق لدراسة نتائج الامام بصرف النظر عن صدق المقدمات التي ترتبت عليها تلك النتائج ـ أو كذبها ـ عندنا علی الأقل .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]حتی الصحابة ـ حمزة وغيره ـ تلقی عنهم ـ كما ذكر (24)ـ العلوم والمعارف لمدة عشرين عاما ، علی أنني سأضرب صفحا عما له علاقة بالغيبيات ، واكتفی بالحديث عن بعض شيوخه الماديين[/font]
[font=&quot]376 [/font]
[font=&quot]كانت للشيخ مشيخة واسعة ، التقی فيها علماء المغرب بعلماء المشرق فكان من شيوخه المغاربة .[/font]
[font=&quot]1 . أبوالعباس أحمد بن محمد التمجدشتي (25)[/font]
[font=&quot]نسبة إلی « تمكيدشت »، وهي مدشر فسيح في بسيط مليح طيب التربة ، ملم شعت الغربة ، منور البراح ، للقلب فيه انشراح « تنتمي اليوم إلی مركز تافراوت ، وتبتعد عن مدينة تزنيت بنحو 120 كلم شرقا ، بها زاوية للعلم والتصوف ، أسسها المترجم ـ أبوالعباس ـ في القرن الثالث عشر ، وكانت ثانية الزوايا العلمية الكبار التي عرفها الجنوب بعد تامكروت . كان شيخ هذه الزاوية عالما كبيرا ، محدثا مسندا ، مفسرا فقيها ، عارفا بالله ، صالحا وليا ، يأتي إليه الطلبة (26)« من كل فج عميق لعلمهم أن زاويته مأوی التحقيق والتدقيق ، يفتح الله فيها الباب ، علی القراء أولی الألباب ». يدرس فيها من العلوم ما يدرس في فاس ومصر والحجاز . وزادت عليها بعلم التصوف ، وبه اشتهرت في المشارق والمغارب حيث سارت بفضائلها وكراماتها ومناقبها الركبان ، وكم من بدور ضاوية طلعت من تلك الزاوية ، وكم من محدث وقطب وفقيه تخرج بها علی‌ يد قطبها وأستاذها أبي‌العباس الذي وصف ابنه أحواله بقوله (27)« يأكل بالسنة ويصافح بالسنة ، ويشرب بالسنة ، وينكح بالسنة ، ويرقد بالسنة ، ويقوم بالسنة (...) كان يستغرق الليل بالعبادة ، رتب أوقاته ، وضبط أحواله (...) خدم العلم الشريف بنفسه وماله وعياله ، ولم يأخذ عليه أجرا ، بل أقام زاويته من غير اعتماد علی عشيرة ولا قبيلة » بتصرف .[/font]
[font=&quot]كانت محبته للمصطفی فوق كل محبة ، يطرب لسماع اسمه ، ويجتهد في اتباعه في كل شيء ، في الحركات والسكنات ، حتی في الأعمال الجبلية المركوزة في طبيعته ( صلّی الله عليه وسلم )... وبذلك تيسرت له رؤيته في المنام ، أو في السنّة الشبيهة باليقظة ، وكذا كان يحصل لأصحابه وتلامذته ذوي النيات الحسنة ، وإليه كانت رحلة علي بن سليمان البجمعوي الدمنتي ، ليشارك غيره من الطلبة والمريدين في اشراقات الشيخ وأنواره وفتوحاته ، لعله ينال من ذلك الفيض الرباني الحظ الوافر .[/font]
[font=&quot]علی أن الامام علي بن سليمان لم يذكر لنا متی كانت رحلته إلی الشيخ ، ولا حيثيات هذه الرحلة ، وإنما اكتفی بسرد بعض مروياته عنه[/font]
[font=&quot]377 [/font]
[font=&quot]قال : « وممن أجازني إجازة عامة بما تداولته الأئمة منظوما ومنثورا لغة وأصولا وحديثا وتفسيرا وغيره فروعا ونحوا وبيانا وغيره ، ومنطقا وغيره الامام الجلي الدارية الولي الراوية الذي نفع الله به البلاد السوسية أبوالعباس سيدي أحمد السوسي الأقصوي الاجناني التمجدشتي رضي الله تعالی عن كل موحد (28)[/font]
[font=&quot]وأسانيد هذا الشيخ عالية إذ بينه وبين ثلاثياته ستة عشر واسطة . قال : « فصل بصحيح محمد بن اسماعيل البخاري ، فإني أرويه من طرق بها طريق شيخنا أبي‌العباس أحمد السوسي أعلی سند بالمغرب حسبما وقفت عليه ، إذ بيني وبينه بأعلی ما عنده ثلاثياته ستة عشر واسطة (29)[/font]
[font=&quot]وذكر الشيخ هذا السند في أول فهرسته ، وسمی فيه خمسة عشرا إسما ، يضاف لهذا العدد سند الثلاثيات فيكون مجموع الوسائط بينه وبين النبي ( صلّی الله عليه وسلم ) ثمانية عشر . وسبب قلة الوسائط في هذا السند ـ علی ما يبدو ـ أن أغلب الرواة المكونين له عمرا طويلا ، فمنهم من عاش مائة سنة ، ومنهم من عاش ثلاثا وأربعين ومائة سنة (30)[/font]
[font=&quot]ومن نفس الطريق يروي عاليا سنن أبي‌داود السجستاني ، قال (31)« أرويها بطرق أعلی ما رأيته عن شيخنا أبي‌العباس أحمد السوسي عن الاوجي عن الحضيكي : بحاء فضاد فقاف ، كقريش ، عن أبي‌العباس الصوابي عن أبي‌العباس ناصر عن الملاعن صفي‌الدين بالاجازة العامة ، عن الشمس الرملي عن زكرياء عن مسند الديار المصرية عزالدين عبدالرحيم المعروف بابن الفرات عن أبي‌حفص عمر بن الحسين بن يزيد المراغي ، عن الفخر علي بن أحمد بن عبدالواحد عن أبي‌حفص عمر بن محمد بن طبرزذا البغدادي قال أنبأنا الشيخان ابراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبوالفتح مفلح بن أحمد الرومي سماعا عليهما ، قالا أنبأنا أبوعمر القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبوعلي محمد بن أحمد اللؤلؤي أنا أبوداود يعني المؤلف ».[/font]
[font=&quot]وبعد أن سرد المترجم هذا السند بتمامه ذكر أن عدد أسمائه ثمانية عشر ، فتكون الوسائط بينه وبين النبي ( صلّی الله عليه وسلم ) بأعلی ما عند أبي‌داود من رباعيات اثنين وعشرين واسطة[/font]
[font=&quot]378 [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وعلی كل حال فقد روی الدمنتي عن طريق أبي‌العباس التمجد شتي عدة مؤلفات في الحديث وغيره . وإلی طريقه يشير بالطريق السوسي .[/font]
[font=&quot]2 . أبوالعباس أحمد بن عمر الدكالي :[/font]
[font=&quot]وهذا الشيخ عمدته في كل الفنون المتداولة ، وكان سبب تعلقه به أن رأی النبي ( صلّی الله عليه وسلم ) بصورته ، قال : « الذي عليه عمدتي في كل الفنون المتداولة لأهل السنة رواية ودراية هو من رأيته صلّی الله عليه وسلم بصورته المذكور قبل ذلك هو الامام الفهامة الهمام العلامة الذي به من الفضائل والفواضل ما لم أره لغيره ، ولي‌الله السباعي الدكالي الفرجي ناصية الناس أبوالعباس أحمد بن عمر بن محمد فتحا بن ميمون قدس الله روح كل موحد (32)[/font]
[font=&quot]والغريب أني لم أجد له فهرسته رواية عن هذا الشيخ ، ومنطق الأشياء يقتضي أن تتعدد رواياته عنه باعتبار أنه العمدة في جميع الفنون المتداولة ، زيادة علی العلاقة الروحية التي تربطه به ، إذ رأی ـ كما تقدم ـ الرسول ( صلّی الله عليه وسلم ) في صورته .[/font]
[font=&quot]ولم يبين لنا الدمنتي ـ وهذا قصور منه ـ متی وأين وكيف التقی بهذا الشيخ ، وأحواله وبعض أخباره واجتهاداته وشيوخه ومؤلفاته ، إن كانت له ، فهو يجمل في هذه المسائل ، ولو فصل فيها لكان أفضل .[/font]
[font=&quot]3 . أبوبكر عبدالله بن علي التمكروتي :[/font]
[font=&quot]في حدود الستين رحل الدمنتي إلی الزاوية الناصرية بتمكروت علی وادي درعة ، وهي من المراكز العلمية والصوفية الشهيرة ، وغرضه ـ علی ما أری ـ الاطلاع علی الطريقة الناصرية في مصادرها ، إذ هو مسكون بهوس سبل القوم ومناهج العارفين ، لذلك لم يكتف بما أخذه عن الغوث أبي‌العباس أحمد السوسي وعن غيره من أقطاب مختلف الطرق ، ولما حط الرحال بالزاوية الناصرية ، وبعد بحث ونظر ، وجد الطريقة الناصرية أجدر بالاتباع من غيرها ، فالتزمها ـ مصاهرا أهلها ـ مسخرا علمه لها ، موضحا ومدافعا ومقرضا .. قال في هذا الصدد : « فلتعلم وفقنا الله وإياكم أن طرق أبي‌الحسن الشاذلي كثيرة شرقا وغربا ، وأشهرها عندنا بالمغرب الناصرية والوزانية والمختارية والدرقاوية ، وكلها مباركة ميمونة كسائر محققات طرق الأولياء ، وأبركها وأيمنها حسبما شاهدناه الناصرية ، إذ طرق خاطري[/font]
[font=&quot]379 [/font]
[font=&quot]بأعوام الستين أن أطوف علی ما اشتهر عندنا بالمغرب وعلا صيته علما وعملا ، فأنجزت ذلك فلم أجد أحدا اجتمع به الشرطان إلا ناصريا فالتزمها (33)[/font]
[font=&quot]وكان شيخه فيها أبوبكر عبدالله بن علي الناصري التمكروتي صهره ومجيزه فيها ، قال : « أخد أفقر العبيد إلی رب العالمين ذلك المذنب الدمنتي علي بن سليمان عبدك ، اللهم اغفر له ولكل موحد ، الطريقة الجيلانية الشاذلية الناصرية نسبا الشاذلي قلبا ، إجازة عامة مفازة تامة ما رأيت مثلها إيجازا أو إطنابا زرت بكل غلب ، جمعت كل الافنان ورمانا وأعنابا إذ كتب وقال : لم أكتب لغيرك قط بقرب موته بعد كتبه البسملة والتصلية أجزنا الصهر الفقيه سيدي علي بن سليمان بكل شيء ظهرا وبطنا فمدها لي (34)ثم أتی ابن سليمان علی السند كاملا من صهره المجيز إلی القطب مولاي عبدالسلام بن مشيش ..[/font]
[font=&quot]وهكذا جمع المترجم علم زاويتين عظيمتين ، زاوية تمكّيدشت ، وزاوية تمكروت ، فكمل وكبر ، ولم يعد في حاجة إلی تتبع آثار شيوخ آخرين قد يكونون أقزاما بجانب الذين أخذ عنهم ، وربما فاقهم هو علما وعملا ، ولكن الهمة التي وهبها لم تدعه ليقنع بما جمع وحفظ ووعی ، وفكر في توسيع الزاوية وإعلاء السند ، سنة سلف الأمة الصالح .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فرحل الامام إلی المشرق عدة مرات ، ولقي به عددا كبيرا من الشيوخ المبرزين في عصره ، أعلام مختلف المذاهب الاسلامية المعروفة ، فاستجازهم وأجازوه بعد أن جالسوه وجالسهم ، وعلموا ما عنده وعلم ما عندهم .[/font]
[font=&quot]وقد مكنه من القيام برحلات متعددة إلی المشرق انتماؤه بالمصاهرة إلی الزاوية الناصرية التي سنت سنة حسنة لم تعرف لغيرها من الزوايا ، وهي تنظيم الرحلات الحجية كل عام . وما كان ابن سليمان ليتخلف عن رحلة من هذه الرحلات ، وهو الذي يتفجر لهفة وشوقا لقبر الرسول ( صلّی الله عليه وسلم ) والأماكن المقدسة ، ويتقطع رغبة في توسيع الرواية وإعلاء السند وتصحيح المناهج ، وتجديد المعارف . وذكرت المصادر (35)أن رحلته الأولی كانت عام 1275 هـ والثانية عام 1276 هـ والثالثة 1284 هـ والرابعة 1286 هـ والخامسة سنة 1293 هـ ، والسادسة 1302 هـ . ولا يبعد أن تكون له رحلات أخری لم تذكر ، لا سيما وأن أغلب كتبه في الحديث مطبوعة في مصر . وفي سنة 1298 هـ[/font]
[font=&quot]380 [/font]
[font=&quot]وقد ذكر في فهرسته بعض الشيوخ المشارقة الذين لقيهم وأخذ عنهم وأجازوه ، وكان حرصاً علی أن يكون هؤلاء من كبار المفتين في المذاهب الفقهية الأربعة بالحجاز ومصر ، ورغبة منه في الاطلاع علی الفقه المقارن ، وكان من هؤلاء الشيوخ :[/font]
[font=&quot]4 . العلامة الامام أحمد دحلان :[/font]
[font=&quot]مفتي الشافعية ، لقيه فاستجازه فقبل وقال : « أما بعد فقد طلب مني العالم الفاضل اللوذعي الكامل السيد الشريف الحاج علي بن سليمان الدمنتي أن أجيزه بكل ما يجوز لي رواية ودراية ، فأجبته لذلك ، وإن كنت لست أهلا لما هنالك (36)[/font]
[font=&quot]وبسند هذا الشيخ يروی الدمنتي الموطأ عاليا ، قال : « أرويه من طرق أعلی ما رأيته عن العلامة دحلان عن الدمياطي عن الأمير (37)وأتی علی بقية السند إلی يحيی بن يحيی الليثي عن الامام مالك . وعدد الوسائط بينه وبين مالك بحسب هذا السند (38)اثنان وعشرون ، وبينه وبين الرسول ( صلّی الله عليه وسلم ) أربعة وعشرون واسطة بثنائيات مالك في الموطا .[/font]
[font=&quot]وعنه أيضا روی صحيح مسلم (39)بن الحجاج القشيري بسند عال ، عدد الرواة فيه سبعة عشر إلی المصنف ، وواحد وعشرون إلی الرسول ( صلّی الله عليه وسلم ) في رباعيات مسلم .[/font]
[font=&quot]وعن نفس الشيخ روی بسند عال سنن أبي‌عبدالله ابن ماجة القزويني رضي الله عنه (40)وعلی وجه الاجمال فقد روی المترجم عدة مؤلفات حديثية بأسانيد عالية عن الشيخ أحمد دحلان ، والناظر في فهرسة ابن سليمان سيلاحظ تكرر هذا الاسم في أغلب الطرق والأسانيد الواردة فيه .[/font]
[font=&quot]5 . الشيخ عبدالغني الهندي ثم المدني (41)[/font]
[font=&quot]مجيزه في الحديث والفقه والتفسير ، لقيه عام ألف ومائتين وأربع وثمانين أثناء رحلته الثالثة إلی المشرق ، قال الدمنتي : « وممن أجازني إجازة عامة شيخنا الهمام[/font]
[font=&quot]381 [/font]
[font=&quot]العالم العلامة الولي الصالح الجلي الناصح الهندي ثم المدني سيدي الشيخ عبدالغني (42)وأثبت نص الاجازة التي ظفر بها من هذا العالم في فهرسته ، جاء في أولها : « الحمد لله الذي شرفنا بمجاورة بلد المصطفی ، وأرشدنا لاقتفاء آثاره وأخباره فنعم المقتفی ، وجعل أفئدة الناس تهوي إلينا مع فضلهم علينا بالعلم والورع والأدب والتقی ، صلی الله عليه وعلی آله وأصحابه مفاتيح الهدی ومصابيح الدجی ، أما بعد : فقد ورد علينا أول المحرم من سنة ألف ومائتين وأربع وثمانين الفاضل الجليل والبارع الأديب النبيل ، ذو الفضل والاتقان مولانا علي بن سليمان من البلاد المغربية وسمع مني الحديث المسلسل بالأولية ، وطلب مني الاجازة العامة من كتب الحديث والفقه والتفسير وغيرها (...) فأجزت له إجازة عامة أن يروي عني هذه الكتب ».[/font]
[font=&quot]غير أني لم أجد للدمنتي رواية لمصنف من مصنفات الحديث والفقه والتفسير عن هذا الشيخ .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]6 . الشيخ ابراهيم بن سيدي حسن مفتي المالكية :[/font]
[font=&quot]لقيه المترجم (43)سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف أثناء رحلته للديار المشرقية فجالسه واستجازه ونال منه المبتغی ، ونص الاجازة مختصرا : « أما بعد ، فلما كان السند كالصارم للقتال والسبب الموصل إلی كل شامخ عال ، وكان الخلي عن الاسناد كالدعي إلی الآباء والأجداد ، وان طالب العلم بلا سند كالمغترف في ماء بلا مدد ، التمس مني العالم الجليل القطب النبيه الذكي اللوذعي مولانا السيد الشريف الحاج علي بن سليمان الدمنتي أن أجيزه بما دريته في المعقول ، وما رويته من المنقول ، فأجبته لذلك ، وإن كنت لست من رجال تلك المسالك (...) وحرر يوم السبت المبارك خامس عشر من ذي‌الحجة الحرام سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف ».[/font]
[font=&quot]منطق الأشياء يقتضي أن أذكر عددا كثيرا من شيوخ المترجم ، لسعة مشيخته وامتداد أطرافها من الجنوب المغربي إلی الحجاز ، إلا أنني لم أعثر علی غير المذكورين علی الرغم من كثرة الحذر والنظر . والواقع أن المترجم اكتفی بهؤلاء في أسانيده ومروياته ، بل أكثر أسانيده تدور علی علمين فقط : أبي‌العباس أحمد التمجدشتي والعلامة أحمد دحلان[/font]
[font=&quot]382 [/font]
[font=&quot]والذي لاحظته أثناء التنزه في رياض هذه المشيخة خلوها من أعلام فاس علی وفرتهم في عصره . ولم يصح عندي أنه روی عن أحدهم لا سماعا ولا إجازة .[/font]
[font=&quot]وكل المشارقة الذين أجازوه معترفون له بالفضل والسمو وعلو المكانة ، بل منهم من استجازوه فأجازهم ، قال رحمه الله : « وقد أجازني أكابر أهل الجهات المذكورة من المدنيين والقسطنطنيين ممن يطول إحصاؤهم ، كما أجزتهم حيث طلبوا مني ذلك ».[/font]
[font=&quot]المبحث الثالث : مؤلفاته[/font]
[font=&quot]تقدم أن الحاج علي بن سليمان الدمنتي مهووس بالمعرفة ، مسكون بهمومها وأشجانها لا يقدر عن الانسلاخ عنها لحظة ، وهذا الجنوح « الجنوني » نحو قضايا العلم يستمد قوته وصلابته لدی المترجم من مصادر غيبية ، ورؤی رمزية .[/font]
[font=&quot]فالصلة الروحية قائمة بين المترجم والرسول ( صلّی الله عليه وسلم )، يتلقی من الجانب الشريف الوصايا المؤثرة ، والتشجيعات المغرية ، تارة عن طريق الرؤی المنامية ، وأخری بواسطة الرجل السائح ، مما كان للإمام مددا استنار به في فضاءات المعارف والعلوم ، فأدرك من أسرارها ما قصر عن إدراكه غيره من الافداد ، ووقف علی مكامنها ومخفياتها مما جعله ينفرد بعجائب التدقيقات وغرائب التحقيقات ، وبهذا المحصول لانت له مسائل التدريس ، ودانت له قضايا التصنيف .[/font]
[font=&quot]علی أن الامام قدم التأليف علی التدريس ، فألف في جميع الفنون المتداولة أسفارا قيمة شاع ذكرها ، وذاع صيتها في المشرق قبل المغرب ، تجد لها ذكرا في المصنفات المشرقية (44)المختصة في إحصاء ما ألف في العالم الاسلامي من مؤلفات تستحق الذكر والدراسة .[/font]
[font=&quot]وأثناء جمع مؤلفات الامام من مختلف المظان التاريخية والمراجع البييلوغرافية عثرت علی لائحة مرجعية لهذا الأمر ، قام بوضعها بشكل علمي ومنهجي الأستاذ أحمد التوفيق ونشرها ضمن دراسة قيمة له عن رسالة للمترجم (45)وهي التي أثبتها في هذه الدراسة ، مع ملاحظات تصحيحية طفيفة ، مرتبة أسماء الكتب فيها ترتيبا ألفبائيا ، ودونكها[/font]
[font=&quot]383 [/font]
[font=&quot]1 . « أجلی مساند علی الرحمان ، في أسانيد علي بن سليمان »:[/font]
[font=&quot]وهو عنوان فهرسته ، طبعت في مصر عام ثمان وتسعين ومائتين وألف في ثلاث وستين صفحة ، وتوجد بخط المؤلف نسخة (46)في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم 157 ق أهداها ابن المؤلف أبوعبدالله بن علي لعبدالحي الكتاني .[/font]
[font=&quot]2 . « اختصار الذخيرة »:[/font]
[font=&quot]والكتاب المختصر هو « ذخيرة المحتاج في السيرة » للشيخ المعطي ابن الصالح الشرقي ، قال الأستاذ أحمد التوفيق (47)« لا نجد ذكرا لهذا التأليف إلا في تقاييد عبدالحي الكتاني الذي وقف عليه في شكل أوراق مبعثرة في صندوق خشبي صغير عند القائد أبي‌شعيب الشاوي بخط المؤلف ».[/font]
[font=&quot]3 . « اختصار حاشية الرهوني علی مختصر خليل »:[/font]
[font=&quot]توجد مخطوطة منه بخط المؤلف بخزانة الزاوية الناصرية بتمكروت تحت رقم 784 في الفهرس الذي وضعه العلامة المنوني .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]4 . « أرجوزة في اصطلاح الحديث »:[/font]
[font=&quot]توجد نسخة خطية منها (48)في مجموع بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 1929 د / 11 من ص : 190 إلی ص : 195 .[/font]
[font=&quot]5 . « أرجوزة لامية في القراءات (49)[/font]
[font=&quot]بخزانة تمكروت تحت رقم 3209 في فهرس الأستاذ المنوني بخط المؤلف .[/font]
[font=&quot]6 . « أشهر الأنوار بشرح أزهر الأزهار »:[/font]
[font=&quot]منظومة في علوم كالوضع والمقولات والصرف والنحو ، ذكرها الكتاني فيما عده للمصنف من مؤلفات ، وذكر له صاحب « معجم المطبوعات » عزة : « أشهر الأنوار بشرح منظومة أزهر الأزهار »، وذكر أنها مطبوعة في مصر عام 1298 هـ في 167 ص[/font]
[font=&quot]384 [/font]
[font=&quot]7 . « أصل العلم في حل السلم »:[/font]
[font=&quot]يوجد بخزانة تمكروت تحت رقم 789 بل تحت رقم 3161 بخط المؤلف .[/font]
[font=&quot]8 . « أنجع الوتين في فتح المتين في أرجح الدين »:[/font]
[font=&quot]مخطوط بخزانة تمكروت تحت رقم 789 بخط المؤلف .[/font]
[font=&quot]9 . « الأنوار القيومية بشرح الاجرومية »:[/font]
[font=&quot]وقد نقل أحمد التوفيق (50)عن الكتاني أن للمؤلف شروحا ثلاثة علی منظومة ابن اجروم .[/font]
[font=&quot]10 . « تحرير غريب ابن الأثير »:[/font]
[font=&quot]مخطوطة بخزانة تمكروت تحت رقم 668 بخط المؤلف .[/font]
[font=&quot]11 . « التحفة المرضية »:[/font]
[font=&quot]شرح منظومة الحوض لأوزال . بخزانة تمكروت تحت رقم 3074 .[/font]
[font=&quot]12 . « تعليق علی شرح خطبة الألفية لابن مالك »:[/font]
[font=&quot]كذا ورد في فهرس خزانة تمكروت تحت رقم 3141 بخط المؤلف .[/font]
[font=&quot]13 . « الترغيب والترهيب في اختصار الترغيب والترهيب للمنذري »:[/font]
[font=&quot]منه مخطوطة بخط المؤلف بخزانة تمكروت تحت رقم 3030 .[/font]
[font=&quot]14 . « التيجان ـ شرح المرشد المعين »:[/font]
[font=&quot]مخطوط بخزانة تمكروت بخط المؤلف تحت رقم 2463 ، ونسخة أخری تحت رقم 694 وصفها الأستاذ التوفيق بأنها مبتورة الطرفين .[/font]
[font=&quot]15 . « تيسير الفرقان وتفسير القرآن (51)[/font]
[font=&quot]16 . « جبر جناح الصالحين »:[/font]
[font=&quot]منه جزء واحد بخط المؤلف في خزانة تمكروت تحت رقم 809 .[/font]
[font=&quot]17 . « جوامع الكلم الحسنة المنتصرة في لوامع حكم السنة المختصرة »:[/font]
[font=&quot]علق عليه ذ . التوفيق قائلا : كذا ذكره الكتاني ، وفي تقاييده وردت كلمة « المسطرة » في محل « المنتصرة »، وقال عنه : رتب فيه أحاديث[/font]
[font=&quot]385 [/font]
[font=&quot]الجامع الصحيح علی مراتبها : الصحيحة علی حدة ، والحسان والضعاف علی حدة .[/font]
[font=&quot]18 . « الحلل الرياسية باستجلاء الرحلة العياشية »:[/font]
[font=&quot]في مسائل من التصوف ذكره المراكشي في الاعلام عند ترجمة المؤلف .[/font]
[font=&quot]19 . « حلي نحور حور الجنان في حظائر الرحمان »:[/font]
[font=&quot]في الامداح النبوية نسبه له صاحب الاعلام ، وقال الأستاذ التوفيق في شأنه : وقفت (52)علی نسخة مخطوطة منه في خزانة المرحوم أحمد نجيب الدمناتي ، شارك بها في جائزة الحسن الثاني للمخطوطات .[/font]
[font=&quot]20 . « درجات مرقاة الصعود إلی سنن أبي‌دود ». حاشية :[/font]
[font=&quot]وهو مطبوع بمصر عام 1298 هـ في 238 صفحة ، وسيأتي الكلام عنه في فصل لاحق .[/font]
[font=&quot]21 . « رفع الجناح الذي وضعه عمر علی رقاب الأمة بالرماح »:[/font]
[font=&quot]وهو رسالة رد فيها علی عمر الفوتي التجاني صاحب كتاب : « رماح حزب الرحيم علی نحر حزب الرجيم » توجد بخط ولد المؤلف في مجموع بالخزانة العامة تحت رقم 157 ق .[/font]
[font=&quot]22 . « روح التوشيح علی صحيح البخاري »:[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وسيأتي الكلام عنه قريبا .[/font]
[font=&quot]23 . « روضة القراء لورشهم في أحكام تجويدهم »:[/font]
[font=&quot]مؤلف في القراءات ، وقف عليه عبدالحي الكتاني ، وله لامية في الموضوع (53)بتمكروت تحت رقم 3074 .[/font]
[font=&quot]24 . « الزين القاصم في حل تحفة ابن عاصم »:[/font]
[font=&quot]نسبه له المراكشي والكتاني ، ورقمه بتمكروت 801 .[/font]
[font=&quot]25 . « سنی الكبرا وغنی الفقرا »:[/font]
[font=&quot]في الوعظ والتذكير ، بخط المؤلف في خزانة تمكروت رقم 773 .[/font]
[font=&quot]26 . « صرح الخليل في شرح الخليل »:[/font]
[font=&quot]شرح المختصر الخليلي ، اعتمد فيه كما جاء في الاعلام شرح الدردير واختصره وصححه وفتح مغلقه . مخطوط بخزانة تمكروت ، رقم 795[/font]
[font=&quot]386 [/font]
[font=&quot]27 . « عرف زهر الربی علی المجتبی »:[/font]
[font=&quot]تعليق علی مختصر النسائي المسمی المجتبی ، طبع بمصر عام 1299 هـ في 162 صفحة .[/font]
[font=&quot]28 . « فتح الأنوار الجليلة في شرح السملالية »:[/font]
[font=&quot]لعلها في الفرائض ـ مخطوط بخزانة تمكروت تحت رقم 3075 .[/font]
[font=&quot]29 . « فتح‌الله الونوسي في شرح صغری السنوسي »:[/font]
[font=&quot]منه مخطوط بخط المؤلف بتمكروت تحت رقم 834 .[/font]
[font=&quot]30 . « الفرج في دفع الحرج »:[/font]
[font=&quot]في الأدعية والأحزاب ، ذكره الكتاني .[/font]
[font=&quot]31 . « الفيض المتفجر في لقط درر ابن حجر »:[/font]
[font=&quot]يوجد مخطوط منه بخط المؤلف في خزانة تمكروت تحت رقم 60 .[/font]
[font=&quot]32 . « قصيدة في القبلة »:[/font]
[font=&quot]بخزانة تمكروت تحت رقم 3134 .[/font]
[font=&quot]33 . « كتاب في التصوف »:[/font]
[font=&quot]مخطوط في خزانة تمكروت تحت رقم 3140 .[/font]
[font=&quot]34 . « لسان المتحدث ، في أحسن ما به يتحدث »:[/font]
[font=&quot]قال عنه الكتاني : « هو في مجلدين جمع فيه مواد النهاية والقاموس » توجد نسخة منه بخط المؤلف في خزانة تمكروت تحت رقم 1289 .[/font]
[font=&quot]35 . « محادي المختصر ».[/font]
[font=&quot]36 . « مقدمة الفرقان في تفسير الفاتحة بجميع القرآن ».[/font]
[font=&quot]37 . « مكرمات لباس التقوی ، في كرامات أبي‌العباس الغاية القصوی »:[/font]
[font=&quot]مؤلف في مناقب أبي‌العباس السبتي الشهير مدفنه بمراكش ، وقف عليه الكتاني .[/font]
[font=&quot]38 . « منار سبل الترخيص في نظم كل درر التلخيص »:[/font]
[font=&quot]وقف عليه الكتاني ، ويوجد بخط المؤلف في خزانة تمكروت .[/font]
[font=&quot]39 . « منجزات جنان الشفا في معجزات جناب المصطفی حسبما اقتضته ظروف محمد الأنفعة واستنطقته حروفه الأربعة »:[/font]
[font=&quot]مخطوط بخط المؤلف بتمكروت تحت رقم 2500 . علق عليه[/font]
[font=&quot]387 [/font]
[font=&quot]الكتاني (54)قائلا : « وقرظ هذا المؤلف العجيب جماعة من أهل المشرق والمغرب كحسن العدوي المصري ، ويوسف الحنبلي شيخ الحنابلة بمصر ، والشهاب أحمد دحلان المكي ... وغيرهم ».[/font]
[font=&quot]40 . « مواهب المالك في شرح ألفية ابن مالك »:[/font]
[font=&quot]علق هذا المؤلف الأستاذ أحمد التوفيق قائلا : « منه نسخة مخطوط بخزانة ابن يوسف بمراكش تحت رقم 54 / 1 . 2 س غير كاملة وهي من تحبيس السلطان عبدالحفيظ علی جامع المواسين .[/font]
[font=&quot]وذكر المراكشي في الاعلام أن الدمنتي شرح ألفية ابن مالك عدة شروح ، منها ما هو في أربع مجلدات ينافح فيها عن الناظم ويجيب عنه ما تعقبه عليه الشراح والمحشّون . توجد نسخة من هذه الشروح في خزانة تمكروت تحت رقم 3159 .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]41 . « الموهبات المنانية في اختصار الحواشي البنانية »:[/font]
[font=&quot]وهو اختصار حواشي الشيخ بناني علی شرح مختصر خليل في الفقه .[/font]
[font=&quot]42 . « نجاة الموحدين في توحيد مبدع ووارث كل المكونين والمنقذين »:[/font]
[font=&quot]شرح صغری السنوسي . يوجد مخطوط منه بخزانة ابن يوسف بمراكش تحت رقم 731 من تحبيس مولاي عبدالحفيظ العلوي علی جامع ابن يوسف ، علی ما ذكره الأستاذ أحمد التوفيق .[/font]
[font=&quot]43 . « النصيحة التامة ، للخليقة العامة »:[/font]
[font=&quot]في الوعظ . طبعت بمصر عام 1299 هـ .[/font]
[font=&quot]44 . « نظم شرحه لجمع الجوامع ».[/font]
[font=&quot]45 . « نفع قوت المغتذي علی جامع الترمذي :[/font]
[font=&quot]لعله حاشية علی شرح السيوطي لجامع الترمذي ، مطبوع بمصر عام 1298 هـ في 156 صفحة .[/font]
[font=&quot]46 . « نور مصباح الزجاجة علی سنن ابن ماجة »:[/font]
[font=&quot]حاشية علی مصباح السيوطي في الحديث . طبع بمصر ، المطبعة الوهبية عام 1299 هـ .[/font]
[font=&quot]47 . « وشي الديباج علی صحيح مسلم بن الحجاج »:[/font]
[font=&quot]سيأتي الكلام عنه قريبا[/font]
[font=&quot]388 [/font]
[font=&quot]قال الأستاذ أحمد التوفيق (55)عقب تسجيله لهذه المؤلفات : « وللبجمعوي شروح مختلفة لم نقف لها علی عناوين خاصة » وذكر منها :[/font]
[font=&quot]1 . « شرح جمع الجوامع »:[/font]
[font=&quot]وقال وقف عليه الكتاني .[/font]
[font=&quot]2 . « شرح الخزرجية ومحاذيها ».[/font]
[font=&quot]3 . « شرح الزقاقية ».[/font]
[font=&quot]4 . « شرح قصيدة رائية في محاورات صوفية »:[/font]
[font=&quot]يوجد مخطوط منه بخزانة تمكروت تحت رقم 3139 بخط المؤلف .[/font]
[font=&quot]5 . شرح كتابه : « محاذي المختصر »:[/font]
[font=&quot]وقف عليه الكتاني في سفرين ضخمين .[/font]
[font=&quot]6 . « شرح المفردات اللغوية الواردة في ديوانه »:[/font]
[font=&quot]يوجد بخط المؤلف في تمكروت تحت رقم 1293 .[/font]
[font=&quot]7 . « شرح علی الرسالة القيروانية »:[/font]
[font=&quot]مخطوط بخط المؤلف في خزانة تمكروت تحت رقم 3169 .[/font]
[font=&quot]8 . « شرحان علی ابن عاشر بالعربية »:[/font]
[font=&quot]وقف عليها الكتاني .[/font]
[font=&quot]9 . « شرحان علی ابن عاشر بالبربرية ».[/font]
[font=&quot]قراءة تأملية لرسم مصنفات الدمنتي :[/font]
[font=&quot]تختلف القراءات من قاريء لآخر ، وتختلف بذلك الاستنتاجات المترتبة علی كل قراءة ، إلا أن القراءات التأملية للائحة مؤلفات الدمنتي تكاد تكون واحدة ، وتنتهي بملاحظات موحدة يفرضها واقع الحال ، وهي كالتالي :[/font]
[font=&quot]1 . تداخل مضامين مكونات هذه اللائحة ، وتساكن مختلف الفنون فيها ، العقلية منها والنقلية مما يسمح بالحكم علی صاحبها بأنه ذو شخصية علمية ثابتة جامعة ، يشغل فيها كل علم حيزا مستقلا رحبا ...[/font]
[font=&quot]2 . تجمع كل متروكات المؤلف المخطوطة في خزانة تمكروت الناصرية أشكال العلائق الروحية التي تربطه بفضاءات زاوية تمكروت وأعمدتها وأقطابها ومريديها ، وكأن علمه كله وقف عليها[/font]
[font=&quot]389 [/font]
[font=&quot]3 . كل مصنفات القطب الصالح المجتمعة في خزانة تمكروت مكتوبة بيده ، ولا تكاد تجد له مخطوطا بخط غيره ، وكأنها لم ترو عنه في المجالس رواية قراءة ، ولم تقيد عنه إلقاء ولا إملاء .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]4 . أكثر أسفاره في الحديث مطبوع ، ودونها مخطوط ينتظر ، وهذه واقعة تفضح « جور » الدمنتي في المعارف ، وتكشف ميلا شديدا نحو خدمة صنف منها بالطبع والنشر .[/font]
[font=&quot]5 . جميع ما طبع من مصنفاته تم علی نفقته الخاصة ، دون إعانة من جهة علمية أو سياسية ، في الديار المصرية ، بعيدا عن أهله ووطنه وأصوله ومصادره ، ويترك للقاريء المجال لتقدير ما تجشمه هذا الولي الزاهد الصالح من أجل نشر كتبه وتوزيعها بالمجان علی أهل العلم .[/font]
[font=&quot]6 . كان بإمكانه أن يطبع أغلب كتبه بالمطابع الحجرية الخاصة المنتشرة بفاس ، في عصره ، غير أنه لم يفعل ، فما يكون السبب ؟..[/font]
[font=&quot]المبحث الرابع : تلامذة الامام[/font]
[font=&quot]جرت العادة في النظام التعليمي القديم أن يتصدی المرء للتدريس عقب تمكنه من كليات الفنون التي تلقاها ، دون انتظار الاحاطة الشاملة لجميع الجزئيات والتفريعات ، وكثيرا ما تناط بالطالب مهمة التلقين بحضور شيخه تكوينا له علی الصنعة ، حتی إذا أبدی استحقاق الكرسي ، تولاه نيابة عن شيخه ، أو رسميا بتعيين .[/font]
[font=&quot]وأثناء الأشغال التربوية يقوم بالتصنيف موضحا وشارحا ومعلقا وملخصا .. إلا أن المترجم خرج عن العادة ، فبدأ بالتأليف ، وانتهی بالتدريس . قال ابن الموقت : « وكان مشغولا بالتأليف قبل تصدره للتدريس (56)[/font]
[font=&quot]وهو بهذا محق ، إذ لا يصلح للتدريس النافع إلا من طار في فضاءات العلم كل مطار ، وكشف عن أسرار المعارف وحقائقها ودقائقها ... واستفاد من كثرة البحث والاحتكاك ، وعانی من مجابهة الغوامض والمعضلات . بعد هذا فقط تكون العملية التعليمية ذات مردودية علمية عاجلة ، وفي الوقت ذاته متجردة من الحنق والملل اللذين يجعلان الحصة التعليمية حملا ثقيلا علی الشيخ والطلبة علی السواء[/font]
[font=&quot]390 [/font]
[font=&quot]فصحة المنهج تجعل للتعليم والتعلم مادة لا تقنع ـ حتی بالوافر منها ـ النفوس ، وبهذا وحده يمكن تفسير استمرارية الدمنتي ـ رحمه الله ـ علی التدريس فترات طويلة دون كلل ، وتلاميذته علی التلقي دون ملل .[/font]
[font=&quot]فبعد أن حصل الامام من العلوم علی طائل ، وحاز من دقائقها علی ما يسكت به الأواخر ، ويفاخر به الأوائل ، جلس للتدريس بمسجد ابن يوسف بمراكش بقرب باب القسارية ، فرحل إليه عدد كثير من طلبة العلم ، وصفهم ابن الموقت (57)بالجم الغفير ، أذكر منهم :[/font]
[font=&quot]1 . أحمد بن محمد الالياسي السوسي : المتوفی عام 1370 هـ . ذكر العلامة المختار السوسي (58)أن هذا الطالب أم فاسا لاستكمال تكوينه العلمي ، بعد أن استنزف شيوخ الصقع السوسي ، بظهير من السلطان مولاي الحسن . وبمروره بمراكش ، ونزوله علی الشيخ ، أنساه هذا الأخير بعلمه ومناهجه وأخلاقه فاسا فلازمه كالظل ، يتلقف من فيه الدرر والجواهر ، إلی أن كمل فعاد إلی سوس بعلم الدمنتي ، وقد حكی هذا الطالب عن منهج الشيخ في التدريس ما سنذكره في مبحث خاص .[/font]
[font=&quot]2 . أبومحمد عبدالقادر بن القاسم الدكالي الركراكي (59)الفقيه المحدث ، المدقق الضابط المتقن ، شيخ ابن الموقت المراكشي ، المولود سنة 1273 هـ ، وعلی قيد الحياة يوم ألف ابن الموقت سعادته الأبدية .[/font]
[font=&quot]3 . أبوعبدالله سيدي محمد بن مبارك (60)الملقب بالغول . حلاه ابن الموقت بقوله : « الفقيه المشارك ، ذو الملكة والاتساع ، المفتي المحقق الحافظ لمتون الشيخ خليل ، العارف بمنظومه ومفهومه ، ومقيده ومطلقه ، وظاهره ومؤوله ». وحدد ولادته في سنة أربعة وتسعين ومائتين وألف .[/font]
[font=&quot]4 . أبوعبدالله محمد المكي بن محمد الرباطي (61)قال مولاي عبدالحفيظ الفاسي عندما ذكر شيوخه في السماع والاجازة : « منهم العلامة الصالح أبوالحسن علي بن سليمان البجمعوي الدمناتي[/font]
[font=&quot]391 [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]5 . محمد بن علي بن عبدالسلام الوزاني : الفاسي الدار ، الشيخ الفقيه الصالح الذاكر كبير الطائفة الوزانية بفاس .[/font]
[font=&quot]قال العلامة مولاي عبدالحفيظ الفاسي أثناء ترجمته له : «... ولقي بمراكش العلامة الصالح الفقيه المحدث الصوفي أباالحسن علي بن سليمان البجمعوي الدمناتي ، صاحب الحواشي علی الكتب الستة والفهرسة المطبوعة ، وغيرها ، فأجازه عامة (62)[/font]
[font=&quot]المبحث الخامس : منهجه في التدريس[/font]
[font=&quot]نحا الدمناتي في التدريس منحی التكوين السريع ، يسره له التحصيل المكين والخبرة الواسعة في مجال التأليف ، فكان ـ رحمه الله ـ يركز علی الحفظ والتفهم والمباحثة ، ويتحاشی الاسترسال في سرد الأقوال والخلافات والمماحكات ، وما يعرقل المسيرة التعليمية ويناقض المنهج السريع المتبع . فكان يكتفي بتحقيق المتن ، وحل الألفاظ ، وفك الألغاز ، وكشف الغوامض ، ثم يحيل المستزيد علی الأمهات في الشأن . وبهذا التركيز الشديد استطاع أن يدرس عدة مؤلفات في أوقات وجيزة تحمل علی العجب والاستغراب .[/font]
[font=&quot]« كان يختم متن الشيخ خليل تدريسا وتفهيما في أربعين يوما . وأما الألفية وغيرها فكان يختمها في نحو الأسبوع . ومن المتون ما كان يختمه في يوم واحد (63)[/font]
[font=&quot]وهذا منهج عرف به ، ولم يشاركه فيه أحد ، قال ابن الموقت : « وما سمعنا بمثل هذا لآخر في وقته ، وحاله في هذا عجيب (64)وبهذا المنهج المدقق المركز السريع استطاع أن يكون علماء في زمن يسير ، فهذا الماسي كان قاصدا فاسا للطلب ، فمر به ، واحتك بمنهجه ، فنسي الرحلة وأناخ بمراكش . وفي ظرف سنة واحدة تم له ما لم يتم له في فاس إلا في سنوات . قال العلامة المختار السوسي : «... ثم اتصل بالعلامة الحاج علي بن سليمان الدمنتي ، صاحب المؤلفات المشهورة ، فآنس فيه ما أنساه ( فاسا ) فلازمه سنة تامة . فأخذ عنه فيها مسرودات في الألفية ، وكان يتمها في ستة أيام ، ومن منظومة ابن عاصم يتمها أيضا في مثل ذلك ، ويتم[/font]
[font=&quot]392 [/font]
[font=&quot]المختصر في شهور قليلة ، وقد درسه أكثر من أربعين مرة في حياته (...) فكان كل من له حافظة كمترجمنا يحصل مراده من عنده بسرعة (65)[/font]
[font=&quot]ومنهجه هذا يشبه في بعض مكوناته بمنهج أصهاره الناصريين في زاوية تمكروت ، فقد كان الشيخ سيدي محمد بن ناصر (66)رضي الله عنه في درس العلم يقتصر علی كلام المصنف وما يتعلق به من كلام الشارح ، ويقول هذا أنفع للمبتدئين ، أما الاكثار في الانقال ففيه ضرر عليهم ، وسار علی نفس الطريقة تلميذه أبوعلي اليوسي ، قال في فهرسته (67)« حقيقة الاقراء هي تصحيح المتن ، وحل المشكل ، والزيادة علی ذلك ضررها أكبر من نفعها ، ولابد أن يندرج فيما ذكر من تصحيح المتن وحل المشكل والتنبيه علی النقص أو الحشو أو توجيه ما يحتاج إلی التوجيه ونحو ذلك ». والاقتصار علی ما ذكره اليوسي في العملية التعليمية أنفع بكثير للطلبة في جميع مراحل التدريس ، إذا أضيفت له طرق المباحثة والمعارضة ، وعلی المستزيدين الرجوع إلی الأصول لتوسيع المعارف والفضاءات .[/font]
[font=&quot]فالشيخ لا يعطي كل شيء ، وإذا حاول أن يعطي كل شيء ضيع كل شيء ... ومن هذه الاضاعة خاف الدمناتي وقبله اليوسي وسائر المنهجيين ، علی أن محاسن البجمعوي في التدريس لا تقف عند حد التركيز فقط ، ولكنها تتخطاه لتشمل مسائل توجيهية وتربوية من الأهمية بمكان ، منها أنه يوصي المتقدمين من طلبته علی المراجعة والمطالعة من بطون الكتب للتوسع والتفسح ولذلك لما الماسي أن يودعه أمره الشيخ بالرجوع إلی بلده ، والاكتفاء بالمراجعة وقال له : « ان الكتاب آمن غلطا ، وأسهل تناولا لمثلك ، فدع فاسا وارجع إلی بلدك ». وذلك ما حصل فكان خيرا .[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد ظهر لك الآن أن مميزات المنهج الدمنتي التعليمي كثيرة ، ذكرت منها شدة التركيز والتوجيه التربوي ، وبقيت منقبة أخری ، رأيت من الواجب ذكرها ، وهي قوة صبره علی التلقين ما لم يحفظ لغيره من الأنداد والاقران ، قال ابن الموقت : « لا يكل من التعليم حتی قيل أنه شرب من ماء زمزم بنية ذلك لما رؤي من صبره علی ذلك ، وذلك أنه كان يجلس في درسه من الشروق إلی الغروب ولا يقوم منه إلا للصلاة ، فإذا صلی مع الجماعة رجع لتدريسه (68)[/font]
[font=&quot]393 [/font]
[font=&quot]وبهذا القول يصير الدمناتي الأستاذ النموذجي الذي تحلم الطرق الحديثة بتكوينه ولم تفلح في الغالب ، يحب عمله ويتفانی في أداء واجبه العلمي ، تاركا الدنيا ومتعها من أجله ، ناسيا نفسه وكل غال ونفيس لغاية الغالي والأنفس ، المتحقق من قول القائل :[/font]
[font=&quot]إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا[/font]
[font=&quot]نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا[/font]
[font=&quot]جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا[/font]
[font=&quot]وأي الأعمال أصلح من نشر العلم النافع بنية صادقة ، واستماتة مثالية ؟[/font]
[font=&quot]المبحث السادس : أخلاقه وأقوال العلماء فيه[/font]
[font=&quot]... كل يجري خلف ضالته ، فمن كانت ضالته الدنيا جری خلفها وسخر علمه ومعارفه وجميع آلياته للامساك بها ، ومن كانت ضالته الأخری كان الأمر نفسه . نفس الوسائل مع تغيير الطريقة والمنهج . فمنهج العالم الراغب في الحطم التزلف والتملق ، والتدلل والتصنع ، والتحايل علی العلم لارضاء الخلق ، والشره والتكبر والتبختر في السلوك ... وطريقة العارف بالله الزهد والتواضع وعلو النفس ..، وكان الطريق الثاني مهيع إمامنا للآخرة ، ألجم النفس بالقناعة فانصاعت له منكسرة مذلولة ، يحكمها ولا تحكمه ، ويقودها ولا تقوده ، ويشرد بها ولا تشرد به . اتخذ الزهادة شعارا ودثارا ، ما أبعده عن المناصب الدنيوية وجنون الاقتراب من ذوي الأمر والايالة ، غايته نشر العلم علی طريقة السلف ، طارحا كل ما لا يخدم هذه القضية النبيلة ، نابذا إياه كائنا ما كان ...[/font]
[font=&quot]وصفه عارفوه (69)بأنه الزهد ، الورع ، الصالح ، الناسك . وهم صادقون في هذه الأوصاف ، ببينات كثيرة منها : حبس النفس علی التدريس طيلة أيام الأسبوع دون الانصراف عنه إلی أشغال دنيوية موازية ، كالقضاء وغيره من المناصب التي تهفو لها النفوس ، وتميل نحوها الأعناق .[/font]

[font=&quot]« كان يجلس في درسه من الشروق إلی الغروب ، ولا يقوم إلا للصلاة ، فإذا صلی مع الجماعة رجع لتدريسه (70)[/font]
[font=&quot]394 [/font]
[font=&quot]هذا حاله ، لا ينقطع عن التدريس لعمل خارجي ، رسميا كان أو شخصيا ، حتی الطعام الذي تقوی به العظام ، كان يكتفي باليسير منه ، من جنس مطعومات الفقراء وذوي الاملاق ، قال ابن الموقت : « كان جل أكله مدة حياته شيئا يسيرا من الخبز بما تيسر من خفيف الادام والفول (71)وأغرب من هذا كله أنه كان رضي الله عنه يفطر في رمضان بجرعات من الماء ليعود بسرعة إلی مجلسه العلمي .[/font]
[font=&quot]وسيرته في الطعام والتغذية هي نفسها في النوم والراحة ، « كان لا ينام من الليل إلا قليلا (72)مرهقا نفسه في الباقي بتصحيح المتون وتحليلها وشرحها وتوجيه حقائقها ، وتدقيقها .[/font]
[font=&quot]فإذا أضيف إلی الزهادة التواضع ، وهو علی كل حال من مقتضياتها ، كان الكمال وصح المقال .[/font]
[font=&quot]تواضع الامام لله فرفعه ، وانكسر لطلبته فأجلوه ، وأحرق نفسه من أجل تكوينهم وتعليمهم فقدروه ، وأجازهم ... وأجاز كل من استجازه دون حسد ولا ضن ، بل كان ـ رضي الله عنه ـ يسافر إلی المشرق لطبع تواليفه علی نفقته وتوزيعها بالمجان (73)علی أهل العلم ، رغبة في نشره . إنها القمة في السلوك الحميد والأخلاق الفاضلة .[/font]
[font=&quot]علی أنني ، وأنا أبحث عن أقوال العلماء في الشيخ ، لم يعمني الرضا ، فاجتهدت لأجد منتقدا ينتقد سلوكه ، وينتقص شأنه ، فلم أجد إلا قصيدة نظمها أبومحمد التمنارتي منتصرا للافراني في خلاف وقع بين هذا الأخير والماسي المتقدم ذكره تلميذ البوجمعوي في مسألة صوفية . فالأول أحمدي الطريقة ، والثاني ناصريها علی غرار شيخه ومواقفه . فنظم التمنارتي قصيدة يرفع بها من شأن الطريقة الأحمدية ، واصفا الدمنتي بالشيطنة ، وهو ما لم يفعله إمامنا تجاه أحد ، مخالفا أو موافقا . قال أبومحمد التمنارتي في قصيدته (74)[/font]
[font=&quot]395 [/font]
 
أعلى