موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]للمزيد عن ترجمته :[/font]
[font=&quot]1- الدليل المشير لأبي بكر الحبشي . [/font]
[font=&quot]2- الجواهر الحسان للشيخ زكريا بيلا[/font]
[font=&quot]3- سير وتراجم لعمر عبد الجبار . [/font]
[font=&quot]4- تشنيف الأسماع لشيوخ الإجازة والسماع . محمود ممدوح[/font]
[font=&quot]5- أعلام المكيين لعبدالله المعلمي .[/font]
[font=&quot]6- قرة العين في أسانيد شيوخي من أعلام الحرمين للشيخ محمد ياسين الفاداني .[/font]
[font=&quot]7- نثر الدرر لعبدالله غازي . [/font]
[font=&quot]8- ( عبد الله بلخير يتذكر ) لخالد باطرفي .[/font]
[font=&quot]9- أهل الحجاز بعبقهم التاريخي لحسن عبد الحي قزاز[/font]
[font=&quot]10- جريدة المدينة ملحق الأربعاء ( 27/4/1414هـ) .[/font]
[font=&quot]11- مجلة (أهلاً وسهلاً) العدد 11 نوفمبر 2005م .السنة 29 د/ عبدالوهاب أبو سليمان .[/font]
[font=&quot]12- تم إضافة معلومات عن السيد مشافهة من ابنه السيد عبد الرزاق المراكشي الحسني .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]تنبيه :[/font]
[font=&quot]· ذكر أحد أبنائه رحمه الله أنه ولد عام 1256هـ وهذا وهم والصواب ما ذكرناه .[/font]
[font=&quot]· أيضاً ذكر أحد أبنائه رحمه الله بأنه عمل رئيساً للمحكمة الكبرى وكل من يعرف السيد يقول إنه اعتذر ولم يقبل ذلك .[/font]

[font=&quot]ترجمة خاصة بموقع قبلة الدنيا من إعداد : أ.محمد على يماني (أبوعمار)[/font]
[font=&quot]أحمد بن عبد القادر التستاوتي [/font]
[font=&quot]تكفيك إشارة..[/font]

[font=&quot]عبد اللطيف شهبون[/font]
[font=&quot]عدت في الآونة الأخيرة إلى المدونة الشعرية الصوفية الباذخة لشاعر مغربي فذّ هو أحمد بن عبد القادر التستاوتي (دفين باب البراد عيين بمكناسة الزيتون عام 1127 هـ). طفت في أرجاء هذه الحديقة الصوفية واستوقفتني تلك العتبة النظرية التي وضعها التستاوتي لملحوناته المضمنة في الباب الخامس من «نزهة الناظر وبهجة الغصن الناضر»، والتي تحيل القارئ على موجهات هذا الشكل من أشكال التعبير الفني المؤسس على بلاغة شعبية باعتبارها آية تواصلية لا تتحكم فيها الأنساق اللغوية الفصيحة ولا الطرائق الأدبية المعتادة في التعبير الفني الفصيح.. مركزا على السماع أو الأحبولة التي تقتنص فيها الأرواح علي حد قول أبي العباس في رسالة صوفية جميلة بعث بها إلى أحد أصفيائه (الحاج المفضل) في أواخر العشر الأواسط من صفر عام اثني عشر ومائة وألف.. ورد فيها أن «.. من خلص من الدهش، ورق له المحبوب وهش.. نطق بالثناء الجميل في حضرة التبجيل:[/font]
[font=&quot]خــــــدك ضــــي اهــــــــــــلالْ[/font]
[font=&quot]وللي شافـو ف النــاس يختبــــل[/font]
[font=&quot]وانــــــــت غــــــيــر اغـــــــزالْ[/font]
[font=&quot]ماخليـــــــت لـي كــــل العقــل[/font]
[font=&quot]ـ ..ومن هذا الأسلوب، العجيب الأنبوب:[/font]
[font=&quot]حسنــــك حســـــــــنْ اغــريـــــــبْ[/font]
[font=&quot]يجمــــع لي بين الـــــدا والــــدوا[/font]
[font=&quot]وانـــــت غــصـــــــــن ارطــيــــبْ[/font]
[font=&quot]وللــي شافـــك يبـــرا من لهــــوا[/font]
[font=&quot]ويسترسل التستاوتي في سرد مقطوعاته الشعرية الملحونة وهو واقع تحت تأثير سكينة الانتشاء الصوفيّ مقرا أنه يتغنّى.. ويتمنّى أن يتهنّى معللا بوحه الجميل «فللأرواح مراتب في عامل الملكوت ومشارب في عالم الرحموت.. ومطالب في عالم الجبروت.. ولكل مقام مقال.. ولايدعي أحد من غير ماله من المقامات والأحوال، فالمهجور ينبغي أن يسمع مايطمعه في اللقاء.. والواصل ينبغي أن يسمع مايقتضي دواعي البقاء.. ولولا أن الأرواح مكبلة في أكبال الشهوات، ومقفصة في أقفال المخالفات لانخرق الحجاب.. ورأيت العجب العجاب.. وقد بسطناكم بما المسكوت عنه أولى وأعذب وأحلى:[/font]
[font=&quot]ستكفيك من ذاك الجمال إشارة ودعه مصونا بالجمال محجبا[/font]
[font=&quot]تدور موضوعات القصائد الملحونة للتستاوتي في حقول دلالية كبرى هي: التوسل، والحب الصوفي، والمراجعات، في تفاعل مع المحيط الاجتماعي والسياسي يقول متوسلا بأهل الله:[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]يا اهـل الغيــاث، يااوتــاد الزمــــان[/font]
[font=&quot]ياقطبنا وسيــاد كــــل النـــــــــاس[/font]
[font=&quot]ياسادتي هــــــذا الظـــــلام دهـــان[/font]
[font=&quot]واقماركم غــابـــــت ولانــبــــــــراس[/font]
[font=&quot]فكــوا لعبــاد بحرمـــة لعــدنـــــــان[/font]
[font=&quot]واعطـوا الجميـع أمـــان من لانغــاس[/font]
[font=&quot]ـ .. ويقول مشيرا إلى الحقيقة الصوفية:[/font]
[font=&quot]قالت لي ليلـــى وقولها مقبـول صحيـح[/font]
[font=&quot]ما يوصلـــي غير فـــــاني من لغــــيار[/font]
[font=&quot]ـ .. وعن هذه الحقيقة يشير مراجعا ولده المأمون:[/font]
[font=&quot]ف كبـد السّـمـــــا ترْمـــــي لانـــــوارْ[/font]
[font=&quot]واضْرير العين يابْني: كيـــفْ يراهـا؟![/font]
[font=&quot]وفي ملحونة ينزع فيها منزع الصوفيين في التعبير عن مواجدهم حيث تلتبس نفوسهم بصور المحسوسات، مبطنة أبعادا ذاتية وموضوعية:[/font]
[font=&quot]هبـت ريـــح ازمــان، اريـــاح الغـيــض[/font]
[font=&quot]واهـتــزت منها اجْــبالْ لعيــاشــــــي[/font]
[font=&quot]أشعار أبي العباس أحمد بن عبد القادر التستاوي تجسيد لمعاناة مثقف مغرب القرن الحادي عشر الهجري وهو واقع نهب الانحلال والقهر.. وهي في ثوب متحرر من الترتيب المعتاد في الفصيح يكسب اللغة العامية قدرتها على التأثير ممايرفعها من مستواها السطحي إلى مستوى إيحائي راقٍ بواسطة شبكة العلاقات الرامزة والرمزية بين كلمات تخلق كونا شعريا أثيرا.. ومع ذلك لم تحظ الملحونات التستاوتية لا بالتعريف ولا بالدراسة..ولو قدر للباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي الاطلاع على هذه الملحونات وملحونات العائلة التستاوتية (أحمد، العياشي، محمد الحاج، ابراهيم، المأمون، محمد الشريف..)لوقفوا على مادة غزيرة جديرة بأن يعرف بها وتدرس في سياقاتها الفنية والثقافية والاجتماعية والسياسية والانسانية.[/font]
[font=&quot]الرحالة السفير محمد بن عبد الوهاب بن عثمان المكناسي[/font]
[font=&quot]محمد بوكبوط[/font]
[font=&quot]1- ترجمته :[/font]
[font=&quot] من المفارقات المثيرة للتساؤل في مصادر تاريخ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر المغربية أنها بخلت على الباحثين بترجمة وافية وضافية لشخصية كانت لها أدوار مهمة في مغرب ذلك العهد، وخلفت للخزانة الأدبية والتاريخية المغربية ثلاث رحلات رائعة، يتعلق الأمر بمحمد بن عثمان المكناسي. وكما سجل ذلك محمد الفاسي فإن "أول من خصه بترجمة من المغاربة المؤرخ مولاي عبد الرحمان بن زيد ان.ولكن مؤرخ مكناس لم يشر إلى تاريخ وفاته ولم يتعرض بتفصيل للمناصب التي شغلها ابن عثمان، أما من سبقه من المؤرخين من الزَّياني إلى الناصري، فإنهم لا يزيدون على التلميح إلى الوزير ابن عثمان بمناسبة سفارته إلى إسطنبول وبمناسبة المعاهدة التي عقدها المغرب مع إسبانيا بواسطته، وبمناسبة وفاته"[1]، وفي مكان آخر يجزم الفاسي قائلا : "وكانت أخباره مطموسة بسبب العداوة التي كان يحملها له أبو القاسم الزَّياني"[2]، في حين أن معاصرا آخر لابن عثمان وهو الضعيف غض الطرف عن كثير من جوانب نشاطه.[/font]
[font=&quot]كل ذلك يحتم علينا محاولة إيراد ترجمة له تساهم في شفاء الغليل، اعتمادا على أكبر عدد من المظان التي تسعفنا ببعض الشذرات والإشارات عن هذه الشخصية، التي اضطلعت بأدوار خطيرة في تاريخ المغرب خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر.[/font]
[font=&quot]فسفيرنا هو أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن عثمان المكناسي[3] المسطاسي[4]، ولد ونشأ بمدينة مكناسة الزيتون التي اشتهر بنسبه إليها باعتبارها مقره وداره، ومقر "الأهل والولدان والإخوان والأخدان والعشائر والأصحاب والأصدقاء والأحباب"[5] على حد تعبيره، ويعتبر آل ابن عثمان المسطاسيين من العائلات العريقة بمكناس حسب ما يفيد تقييد للمولى إسماعيل ضم مختلف عوائل المدينة[6].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولا يسعفنا أي مصدر بتاريخ ولادته[7]، إلا أن الباحثين يستنتجون من سيرة حياته أن ولادته تمت في أواسط القرن الثاني عشر الهجري/أواخر الثلث الأول من الثامن عشر الميلادي. ويعتبر ابن عثمان سليل "أسرة عريقة في العلم وخطة التوثيق منذ بدايات العصر السعدي"[8]، فكان أبوه "مورقا وواعظا بأحد مساجد مكناسة الزيتون"[9]، مما يفيد بأن صاحبنا نشأ في وسط اجتماعي وثقافي أهله لتلقي تكوين علمي مكنه من النيابة عن والده في الوعظ وهو لا يزال شابا[10].[/font]
[font=&quot]كما لا يخفى أن المدينة التي نشأ فيها خلال طفولته وشبابه هي حاضرة الدولة العلوية، إذ هي عاصمة مولاي إسماعيل وأبنائه من بعده، فعلى الرغم من تراجع مكانتها بعد وفاة مولاي إسماعيل بسبب ما عانته من محن خلال فترة أزمة الثلاثين سنة (1727-1757)، ثم انتقال العاصمة إلى مراكش مع اعتلاء سيدي محمد بن عبد الله العرش سنة 1757، فإنها ظلت دار ملك باستقرار كثير من أبناء العائلات العلوية بها وحرص السلاطين على مكانتها العلمية، مما جعلها في هذه الفترة مركزا مهما من مراكز العلم والتحصيل، ومستقرا لكثير من العلماء والأدباء والفقهاء[11]الذين أثروا الحياة الثقافية في هذه المدينة، وساهموا بقسط وافر في تكوين جيل من الشباب المتعلم والمتفقه كان ابن عثمان واحدا منهم، ويفيد مصدر نشره المرحوم الأستاذ المنوني مؤخرا في التعرف على بعض هؤلاء العلماء أمثال أبي محمد محمد بن عبد السلام البيجري وعبد الوهاب بن الشيخ[12].[/font]
[font=&quot]نستشف مما تقدم أن المناخ الأسري والبيئة العامة في مكناسة الزيتون لعبا دورا أساسيا في جعل ابن عثمان مؤهلا للعب أدوار مهمة، يتضح ذلك في كون نجابته المبكرة عاملا على مخالطته وملازمته للأمراء أبناء السلطان سيدي محمد بن عبد الله[13]، بحيث كان جد مقرب من الأمير مولاي علي بن سيدي محمد الذي نظم قصائد في مدحه، وفي ذلك يورد الأمير مولاي عبد السلام بن سيدي محمد : "وله قصائد في أخينا مولاي علي...وهو الذي جذب بطبعه ورفع من قدره، وكان منقطعا إليه غمره إحسانا وإنعاما وامتنانا"[14].[/font]
[font=&quot]من هنا يتضح أن سفيرنا نال حظا وافرا من العلم واللباقة وحسن المعاشرة، أهله لتبوء مكانة في الدوائر العليا من المجتمع المكناسي آنذاك، ولا شك أن هذه الخصال وحسن الصيت هي التي جعلت السلطان سيدي محمد بن عبد الله يضمه إلى السلك المخزني، بتكليفه بمهمة سرد وقراءة الكتب بين يديه في البداية، ثم رقاه إلى رتبة كاتب "في بساطه الملوكي"[15]؛ ولا ندري بالضبط تاريخ التحاقه بعمله في القصر السلطاني وإن أورد هو نفسه بأنه ولج خدمة المخزن في ريعان شبابه، بحيث يقول في ذلك : "لاقيتهم والفرع من شبيبتي أسود غربيب فأفنوا قوتي"[16].[/font]
[font=&quot]ومنذئذ ارتبطت حياته بالخدمة المخزنية، حيث أبان عن إمكانيات جعلته يتسلق مدارج الرتب والحظوة عند هذا السلطان وأبنائه، إلى أن توفي سنة 1799.[/font]
[font=&quot]والحقيقة أنه لا يمكن الحديث عن حياة ومجد ابن عثمان دون التوقف عند عهد سيدي محمد بن عبد الله (1757-1790)، الذي شهد فيه المغرب إحدى أزهى فترات تاريخه الحديث، إذ أعاد هذا السلطان الهدوء والاستقرار للبلاد بعد ثلاثين سنة من الويلات والمحن والحروب[17]، فازدهرت العلوم والمعارف على يديه، ولا عجب أن سيدي محمد كان عالما مشاركا "نسابة إخباريا حافظا لأيام العرب ووقائعها، حافظا للسير والحديث لا يجارى ولا يبارى، لأنه كان أيام خلافته بمراكش في حياة والده ولع بسرد كتب التاريخ والأدب...ولما قلده الله أمر المسلمين بعد موت والده ترك ذلك وولع بسرد كتب السيرة والحديث، وجلب المحدثين من فاس ومكناس أنقلهم إلى مراكش... وكلهم فرقهم على مساجد مراكش لتدريس العلم ويحضرون مجلسه بعد صلاة الجمعة للمذاكرة في الحديث، إلى أن صار يؤلف فيه على مقتضى غرضه"[18]، و"اشتغل بسرد كتب الحديث والبحث عن غريـبها وجلبها من أماكنها بالمشرق، ومجالسة العلماء والمذاكرة معهم ورتب لذلك أوقاتا مخصوصة ومضبوطة لا تنخرم"[19].[/font]
[font=&quot]وظل سيدي محمد بن عبد الله طوال مدة حكمه مقربا للعلماء واصلا إياهم، فـ"كان يشاور علماء وقته في أموره محبا لهم يواسيهم بماله وذخائره"[20]، مما يفسر المكانة والحظوة التي نالها ابن عثمان وغيره من أفراد النخبة المثقفة والعالمة في عهده، كما كان هذا الاهتمام السلطاني بالعلم والعلماء حافزا على تنافس هؤلاء لنيل الحظوة والجاه[21]، في خضم سياسة عامة عول فيها هذا السلطان على إصلاح الحقل العلمي والتربوي ومناهج التدريس[22]، مما ينم عن سيادة مناخ فكري وثقافي مزدهر، وانفتاح الآفاق أمام النجباء من العلماء الشباب لتبوء مراكز علمية وقضائية ومخزنية في دولة السلطان سيدي محمد بن عبد الله، التي تميزت كذلك برخاء مالي في أغلب عهده نتيجة الانفتاح على التجارة البحرية الأوربية والحصول على موارد جمركية مهمة[23].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]من كل ما تقدم نقف على فداحة وجود ثغرات في ترجمة محمد بن عثمان المكناسي وإن كان ذلك لا يقلل من قيمة الرجل، خصوصا وأن جوانب مهمة من حياته مقترنة بأنشطته الدبلوماسية التي نعرف عنها الكثير، لكن تبقى مشروعية التساؤل عن عدم ترجمته من طرف كتاب التراجم الذين جاؤوا بعده، الشيء الذي يؤكد ما أورده أبو حامد الفاسي في مرآة المحاسن بقوله : "إن جماعة من العلماء وسموا المغاربة بالإهمال ودفنهم فضلاءهم في قبري تراب وإخمال، فكم فيهم من فاضل نبيه طوى ذكره عدم التنبيه، فصار اسمه مهجورا كأن لم يكن شيئا مذكورا"[24]، فضلا عن عدم قيام ابن عثمان بترجمة ذاتية وهو الذين صال وجال نثرا وشعرا، ليظل العزاء في أمل ظهور مصادر ووثائق مغمورة تعوض الفراغ الحالي.[/font]
[font=&quot]ويجدر تناول بعض أدواره الدبلوماسية والمخزنية التي نبغ فيها وأسدى خدمات جلى لسيده السلطان سيدي محمد بن عبد الله، بحيث بعثه الأخير في شوال سنة 1193هـ/ أكتوبر 1779 سفيرا إلى إسبانيا، فأدى السفير المهمة أحسن أداء، إذ تمكن من تحرير 122 أسيرا جزائريا[25]، ونجح في إبرام اتفاقية أرانخويث في 30 ماي 1780 التي أرست العلاقات المغربية الإسبانية على ركائز جديدة، قوامها السلم والتبادل التجاري والتعاون الدبلوماسي. كما نجح بلباقته وكياسته في كسب صداقات رجالات الدولة الإسبان[26] وإعجابهم، وهي الصداقة التي ظلت وطيدة إلى آخر حياته.[/font]
[font=&quot]ومكافأة للكاتب على هذا الإنجاز رقاه السلطان سيدي محمد إلى رتبة وزير[27]، وإذا كانت جل المصادر التاريخية - كما أشار إلى ذلك محمد الفاسي- لم تنعته بهذا اللقب[28] ما عدا عبد الرحمان بن زيدان[29]، فإننا نتوفر على إفادات جديدة تثبت تبوأه لهذا المنصب، ففي تقريضه لرحلة الإحراز أورد محمد العربي بن إسماعيل الناصري بيتا يقول فيه :[/font]
[font=&quot]ذو وزارة وفصاحة ونباهة ينبئك عنه ما تراه مسطرا[/font]
[font=&quot]وعنه يقول موسى بن محمد المكي الناصري مقرضا نفس الرحلة :[/font]
[font=&quot]فرد الزمان وأوحد البلغاء والـ[/font]
[font=&quot] فالله يبقي حالـه مترقيـــا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ـوزراء من للعلم حاز الجاها[/font]
[font=&quot]أوج العـلا متمكنــا برباها[/font]
[font=&quot]كما كتب محمد بن محمد البيجري مخاطبا ابن عثمان : "وأنت أعزك الله السفير بين الملوك والوزير الذي هو في عقد الوزارة فاخرة السلوك"[30].[/font]
[font=&quot] وفي اعتقادنا أن غلبة لقب الكاتب وعدم شيوع لقب الوزير لدى ذكر ابن عثمان يعزى إلى ما أسلفنا ذكره من غياب غير مفهوم لترجمة هذه الشخصية، وتناول حياتها وأدوارها في كتابات القرن الثامن والتاسع عشر، وبقاء ما يفيد في ردم هذا الفراغ مخطوطا أو غير معروف، بحيث لا نعرف شيئا عن ابن عثمان لمدد زمنية تطول وتقصر، ليظهر بعدها وهو في مهمة سفارية يعود الفضل في اطلاعنا عليها إلى ما دونه بنفسه. ثم إن ذكره في المراسلات الرسمية نفسها جاء مقرونا بلقب الكاتب، إذ جاء في رسالة السلطان سيدي محمد إلى ملك نابولي والتي حملها ابن عثمان نفسه : "فقد وجهنا إليكم باشطورنا الفقيه الجليل الأمين على سرنا، كاتب أوامرنا السيد محمد بن عثمان"[31].[/font]
[font=&quot]أما ما ذهب إليه الأستاذ محمد الفاسي من كون السبب يكمن في تعويل المؤرخين على الزَّياني باعتباره المرجع الوحيد لحوادث هذه الفترة، وهو "العدو اللدود" و"المنافس الحسود" و"الغريم الحاقد" على ابن عثمان، فقد فنده بنفسه في اعتقادنا بقوله إن الزَّياني -رغم ذلك- ذكر المكناسي باسم الوزير في قصيدة تاريخية[32]، رثى فيها ضحايا الوباء الذي ضرب المغرب سنة 1213هـ/1799 وكان ابن عثمان من بينهم، حيث يقول أبو القاسم : "ثم محمد بن عثمان الوزير أخذ من وفر ومن در كثير"[33].[/font]
[font=&quot]ومما ينم عن ثقة السلطان سيدي محمد في ابن عثمان وتعويله على كفاءته كدبلوماسي مقتدر في القيام بمهمات حساسة يعلق عليها السلطان آمالا كبيرة في تنفيذ سياسته، إرساله على رأس سفارة ثانية إلى جزيرة مالطة ومملكة نابولي سنة 1195هـ/1781، مكلفا بالتفاوض حول تحرير الأسرى[34] مع الأولى، والتوقيع الرسمي على انضمام الثانية إلى معاهدة الصداقة المغربية الإسبانية، وكذا التفاوض حول استرداد مركب مغربي أسره النابوليتانيون، مفوضا إياه كامل الصلاحيات.[/font]
[font=&quot] وقد أبان السفير مرة أخرى عن مهارة دبلوماسية فائقة، إذ يورد في كتابه "البدر السافر" أنه أثناء مقامه بمالطة وبعد أن بدأت عملية افتداء الأسرى، كادت العملية أن تجهض بسبب انتشار موجة من "القيل والقال من أهل البلد"[35]، الذين توجسوا من طول مقام السفارة وإبقاء الأسرى المسرحين-البالغ عددهم ستمائة وثلاثة عشر- في العاصمة، ثم جواب ابن عثمان حكام الجزيرة لدى سؤالهم عن موعد سفره مع الأسرى بقوله : "حتى ترد علي خمسة مراكب لمولانا المنصور بالله من مراكب الحرب"[36]، مما أثار الذعر وسرت مخاوف حقيقية من أن مكيدة تدبر للهجوم على الجزيرة، وكادت الأمور تتطور إلى الأسوأ كما يفصل في ذلك، إلا أن السفير تسلح بالصبر ورباطة الجأش، وشحذ كل ما لديه من أسلحة دبلوماسية، حتى تمكن من ترحيل هذا العدد الكبير من الأسرى وإرسالهم إلى ليبيا وتونس، فنجح بذلك في قضاء غرض عزيز على السلطان سيدي محمد بن عبد الله.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]بعد رجوعه من مهمته بمالطة ونابولي، مضت ثلاث سنوات اختفى فيها من الحوليات التاريخية المتوفرة، والغالب كما يذهب إلى ذلك محمد الفاسي أنه قضاها في ممارسة مهامه بالقصر السلطاني وإن كنا لا نعلم شيئا عن تفاصيلها[37].[/font]
[font=&quot] ومما يدل على الغموض الذي يلف حياة المترجم له وأدواره في مخزن السلطان سيدي محمد بن عبد الله، أن ابن زيدان يشير إلى ما ذكره الإيطالي دي همسو بخصوص توجه ابن عثمان إلى فيينا أيضا خلال سفارته التي قادته إلى نابولي سنة 1782، ولم يفت ابن زيدان التنبيه إلى أن دي همسو ينفرد بذكر سفره إلى النمسا، وإن لم يتوفر -ابن زيدان- على ما يثبت ذلك أو ينفيه[38].[/font]
[font=&quot] والحقيقة أن هذه المعلومة ناتجة عن خلط واضح عند المؤرخ الإيطالي[39]، فابن عثمان وثق ودون وقائع سفارته وتفاصيلها في رحلته "البدر السافر"، ولم يكن ليغفل حدثا في مثل هذه الأهمية؛ ثم إننا نتوفر الآن على ما يثبت أن السفارة التي بعثها السلطان سيدي محمد إلى النمسا تزامنت مع وجود ابن عثمان ورفاقه في مالطة ونابولي، ففي 19 شعبان من عام 1196هـ/غشت 1782 كتب السلطان سيدي محمد إلى قيصر النمسا "فقد وجهنا لكم باشادورنا وهو خديمنا القايد محمد بن عبد المالك، وقد كنا عزمنا على توجيهه لكم في العام الفارط... وها نحن أمرناه يذكره لكم مشافهة منه إليكم... ونحن معكم على الصلح والمهادنة التامة"[40].[/font]
[font=&quot]وفي سنة 1785 عين سيدي محمد من جديد كاتبه ووزيره ابن عثمان على رأس سفارة إلى أستانبول، وهي السفارة الثالثة التي يقوم بها في عهد هذا السلطان، وموضوع مؤلفه "إحراز المعلى"، مكلفا بمهمة غاية في الحساسية عهدذاك، وهي تقديم شكوى من أتراك الجزائر والتلويح بإمكانية القيام بعمل مشترك مع إسبانيا إذا لم يتراجعوا عن شغبهم بحوض البحر المتوسط الغربي[41].[/font]
[font=&quot]وكما رأينا طوال خدمته في عهد السلطان سيدي محمد، ظهر محمد بن عثمان على مسرح الأحداث بعد وفاة هذا السلطان وتولي ابنه مولاي اليزيد سنة 1790، وكانت مناسبة هذا الظهور مهمة دبلوماسية في مستوى تلك التي كلف بأدائها، بحيث ارتبط اسمه بوقائع وأحداث لا تزال في حاجة إلى إماطة اللثام عن خلفياتها، خصوصا وأن المصادر المغربية المتوفرة لحد الآن سكتت بشكل شبه مطلق عن هذه التطورات التي لعب فيها صاحبنا أدوارا حاسمة توجت بسفارة إلى إسبانيا[42]، وما يسعف الباحث بمعطيات تاريخية عنها يعود الفضل فيه إلى الوثائق المحفوظة في الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني، التي اعتمدها الباحثان الإسبانيان رودريكيث كاسادو وأريباس بالاو[43]، والتي تغطي مرحلة جد متقلبة من تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن محمد بن عثمان ظل يتبوأ نفس المكانة التي كان يحظى بها في مخزن سيدي محمد بن عبد الله، واستمر يحظى بثقة مولاي اليزيد منذ توليه العرش إلى أن عينه سفيرا لدى كارلوس الرابع[44].[/font]
[font=&quot]وعقب تولي مولاي سليمان حظي ابن عثمان بثقة السلطان الذي عينه وزيرا لخارجيته مطلق الصلاحية في التفاوض مع الأجناس، وقد برهن على صدق وده تجاه إسبانيا ورجالات دولتها، بحيث ختم مشواره الدبلماسي بإبرام معاهدة 1799 التي أسست لعلاقات البلدين خلال القرن التاسع عشر، إدراكا منه أن سيادة السلم والتعاون مع إسبانيا بالذات أفضل للمغرب من التوتر والاصطدام، باعتبار الجوار المباشر وتحكمها في منافذ المغرب نحو الخارج، علاوة على القوة العسكرية التي وقف السفير على مظاهرها خلال سفاراته.[/font]
[font=&quot]بعد هذه الحياة الحافلة بالمهمات والرحلات الدبلوماسية والإنجازات على صعيد العلاقات الخارجية لمغرب النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وتخليد شهادات عن أدواره بهذا الخصوص في ثلاثة من نفائس مصادر هذه المرحلة التاريخية، والتقلب في الخدمة المخزنية طيلة عهود ثلاثة سلاطين، أسلم محمد بن عبد الوهاب بن عثمان المكناسي الروح إلى ربه، ضحية وباء الطاعون الذي سبب كارثة ديمغرافية فادحة بالبلاد سنة1799[45]. والمفارقة أن بعض المصادر المغربية أغفلت ذكر وفاة ابن عثمان وضبط تاريخها[46]، ولعل أكثرها مدعاة للتساؤل بهذا الخصوص "تاريخ الضعيف"، الذي يزخر بأخبار من هلك في الطاعون من الشخصيات المخزنية والعلماء وغيرهم وتواريخ وفياتهم باليوم والشهر[47]، مما يحملنا على الاعتقاد بأن سكوته على خبر وفاة الوزير متعمد، إذ يصعب إرجاع ذلك إلى السهو خصوصا والأمر يتعلق بغياب شخصية مخزنية وازنة[48].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]2- ثقافته ومؤلفاته :[/font]
[font=&quot]سبقت الإشارة إلى أن المترجم له نال حظا وافرا من العلم أهله لشغل المناصب التي تقلب فيها طيلة حياته، ولا غرو إن وصفه معاصروه بشتى أوصاف التقدير والإجلال لعلمه وسعة اطلاعه، فهذا أبو عبد الله محمد بن محمد البيجري المكناسي- معاصره وصديقه- ينعته بـ"المبرز في العلا المحرز للمعلى، محيي فصاحة الأوائل ومعيي سحبان وائل"[49]، مضيفا في رسالة إطراء : "إنك أسعدك الله… شجرة فضل عودها أدب وأغصانها علم وثمرتها عقل وعروقها شرف… وما كنت أظن الأيام تنتج عن عقم، أو تشفى مما كان بها من السقم، حتى طلع نجم سعدك في أفق مجدك، فأشرق إشراق الغزالة والقمر ذي الهالة، فلله أنت في القبة اليمنى سعادة لك ويمنا، وجه متهلل بالبشر متجمل... ولسان يلفظ بالجواهر الحسان وبالجمان في أخبار الزمان"[50].[/font]
[font=&quot]وقرض معاصر آخر لابن عثمان هو محمد العربي بن إسماعيل الناصري نسخة من رحلة إحراز المعلى التي نحن بصددها بقوله :[/font]
[font=&quot]لله درك ياابن عثمان الذي[/font]
[font=&quot]في رحلة جمعت علوما جمة[/font]
[font=&quot]كيف لا وواضعها المرفع في الورى[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]أضحت ينابع علمك تتـفـجر[/font]
[font=&quot]عن وصفها لسن الفحول تقصر[/font]
[font=&quot]كل العلــوم فـي صدره تتقرر"[51][/font]
[font=&quot]بل نجد معاصره وغريمه أبا القاسم الزَّياني- الذي اشتهر التنافس والصراع الخفي والعلني بينه وبين غيره من رجالات المخزن في ذلك العهد[52]- يعترف له بغزارة العلم والضلوع فيه عند رثائه ببيت شعري قال فيه الزَّياني : "ثم محمد بن عثمان الوزير أخذ من وفر ودر كثير"[53].[/font]
[font=&quot]علاوة على هذه الشهادات التي نروم من خلالها استجلاء المكانة العلمية لابن عثمان وتكوينه الفكري، فإنه لا يجب إغفال ما سبق تناوله في ترجمته من كون كفاءته العلمية هي التي أهلته لتعيينه في مهمة سرد الكتب بين يدي السلطان سيدي محمد بن عبد الله، ولا ريب أن هذه المهمة في حد ذاتها قد ساهمت في تعميق تكوين صاحبنا، بفضل ما وفرته خزانة القصر السلطاني من مظان ومؤلفات متنوعة، وما تفرضه مهمته عليه من ضرورة الإطلاع الجيد، ليكون في مستوى جسامة المسؤولية العلمية التي أنيطت به وهو يقرأ الكتب في حضرة السلطان، ويجالس نخبة من العلماء والفقهاء الذين دأبوا على حضور مناظرات ومناقشات سيدي محمد بن عبد الله، ولا يخفى عامل التنافس و"الحسد" بين العلماء في مثل هذه المواقف، مما كان حافزا على مضاعفة الجهد لنيل الحظوة والحفاظ على المكانة. يتضح ذلك من حرص ابن عثمان على إقامة جلسات خاصة مع أصدقائه من العلماء والأدباء بمنزله، حيث يشتغل "بمحادثة الإخوان ومجاذبة أهذاب الآداب مع الفقهاء والأدباء أولي الألباب"[54]، وكذا حرصه على لقاء العلماء والأخذ عنهم كما سنبين أسفله.[/font]
[font=&quot]ثم إنه كما سبق كان ملازما لمولاي علي بن سيدي محمد، أحد الأمراء العلويين العلماء الذين اهتموا بالتحصيل والدرس. وبعد وفاة سيدي محمد ومولاي اليزيد تولى مولاي سليمان الحكم وسار على نهج أبيه، فكان عالما مشاركا ومقربا للعلماء والفقهاء، وقد أخذ عنه ابن عثمان[55] ونال مكانة خاصة عنده، نظرا لتقدير مولاي سليمان لهذه الشخصية ومعرفة بمؤهلاتها.[/font]
[font=&quot]لذلك لا عجب أن يعرف ابن زيدان صاحبنا بأنه "فقيه علامة أديب أريب نبيه، حسن البديهة قوي العارضة، شاعر مفلق نقاد كاتب بليغ، يطرز كتابته بفنون البلاغة والإنشاء وفق ما يشاء"[56].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي كتابه الإحراز نقف على جوانب مهمة من تكوينه العلمي واهتماماته الفكرية، إذ حرص طوال رحلته على لقاء العلماء والأشياخ المشهود لهم بالمشيخة والضلوع في العلم، فعند حلوله بدمشق في طريقه إلى الحجاز التقى "البركة سلالة العلماء والصالحين والفقيه المحدث الشيخ سعد الدين الحنفي، حفيد الشيخ القدوة العمدة سيدي عبد الغني بن النابلسي رحمه الله تعالى ورضي عنه، وحفيده هذا سلك مسلك أسلافه في الدين والاعتكاف على قراءة العلم وله مشاركة في علوم،... فأدخلني إلى مكانه وأكرمنا أكرمه الله وأراني رحلة له إلى بيت المقدس نحا فيها نحو جده، وأطلعنا على عدة تآليف لسيدي عبد الغني"[57]، وفي نفس المدينة التقى مفتي الشافعية "الفقيه اللبيب الحسيب الأديب كمال الدين الشيخ محمد بن محمد الدمشقي المشهور بالغزي الشافعي، اجتمعت معه في جامع الأموية وأدخلنا إلى بيت له في المسجد... يقعد فيه بقصد المطالعة والإفتاء، وأتى إلينا إلى منزلنا الذي كنا به"[58]، ويورد أبياتا نظمها هذا العالم في حق صاحبنا، تنم عن تقدير الشيخ الغزي واعتراف بمكانته العلمية، إذ قال فيه :[/font]
[font=&quot]يا واحد الفضل وفرد النهى[/font]
[font=&quot]ومن رقى مجده رتبــة[/font]
[font=&quot]ومن بميدان العلوم اغتدى[/font]
[font=&quot]لا عجب من بدر فضـل أضــا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وأكمل الـناس مقاما وحـال[/font]
[font=&quot]قد قصرت عنها فحول الرجال[/font]
[font=&quot]إن جال لم يبق لـــغير مجال[/font]
[font=&quot]فمن جهات الغرب يبدو الهلال [59][/font]
[font=&quot]كما لقي بدمشق "مفتي الحنبلية الشيخ إسماعيل الجزاعي، فقد كان منزله بالقرب منا وكان يتردد إلينا كثيرا"[60]. وخلال زيارته للقدس الشريف التقى ابن عثمان "الشيخ البركة القدوة العارف بالله تعالى أستاذنا وشيخنا أبو السعود محمد، المأذون بالخلوة القادرية والخلوتية، وقد أخذت عنه وصافحني بمصافحة شيخه في الطريقة، السيد مصطفى بن كمال الدين الصديقي الدمشقي البكري الخلوتي قطب عصره"[61]، ومما له دلالته في هذا الباب حرصه على سرد "سند شيخنا وقدوتنا وعمدتنا أبي السعود نفعنا الله به"[62]، ذلك السند المتصل الذي ينتهي عند "أمير المؤمنين الليث الغالب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وهو عن قرة عينيه وابن عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عن الروح الأمين جبريل عليه السلام وهو تلقى عن رب العزة جل جلاله وعظم فيضه"[63].[/font]
[font=&quot]وفي طريق عودته إلى المغرب نزل السفير بتونس، فلم يفته لقاء بعض علمائها، منهم "صالح علمائها الشيخ البركة الحجة القدوة، العارف بالله تعالى الفقيه الأجل سيدي أحمد بن عبد الله السوسي المغربي نفع الله به، أجمع الناس على صلاحه وخيره"[64]، وتمتـنت العلاقة بين الرجلين بحيث تواصلا وتبادلا الزيارات طيلة العشرين يوما التي مكثتها السفارة المغربية بتونس.[/font]
[font=&quot]كل هذه اللقاءات التي زخرت بها رحلة ابن عثمان إلى المشرق لم تكن لتمر دون الاستفادة والإفادة، إذ المعروف والمشهور طوال تاريخ المغرب أن من بواعث الرحلة إلى الشرق "طلب العلم لاكتساب الفوائد والكمال بلقاء المشايخ ومباشرة الرجال"[65]، وكذا اقتناء الكتب وارتياد المكتبات بالمراكز العلمية الشهيرة. فصاحبنا مكث سنة تقريبا بأستانبول تمكن خلالها من زيارة المكتبات التي يقول عنها : "وأما ما في هذه المدينة من خزائن الكتب المعتبرة التي لا يوجد مثلها في سائر البلاد، فشيء لا يفي به تقرير ولا يؤديه تعبير، كل مسجد له خزانة وهناك خزائن أخر من غير المساجد"[66]، كما يذكر إطلاعه على بعض الكتب لدى بعض العلماء الذين لقيهم خلال رحلته. وتكفي قراءة مخطوطه للتأكد من حقيقة رجوعه إلى مظان عديدة في مختلف العلوم والفنون، نقل منها فصولا طويلة ضمنها مؤلفه، الشيء الذي يدل على اهتمامه بالكتب والمصنفات واقتنائها رغم عدم ذكر خبر شرائها كما فعل الزَّياني[67] وغيره.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]والحقيقة أن ابن عثمان على غرار الرحالة المغاربة في مختلف العصور- وكما ذهب إلى ذلك الحسن الشاهدي- كان قد اكتمل تكوينه الثقافي وإلمامه بفنون مختلفة من العلوم، مما يؤكد أن لقاءه مع الشيوخ والعلماء لم يكن بهدف التلقي والأخذ عنهم فقط[68]، بل وكما يتضح من خلال رواياته نال إعجاب واحترام محدثيه ومناظريه من العلماء، الذين أطروا على ملكته الأدبية وسعة أفقه العلمي، وإن كانت منزلة العالم المغربي تسمو واحترامه وتوقيره يزدادان بعد رحلته إلى المشرق، وأكيد أنه كان مدركا لهذه النظرة لدى معاصريه، فهو يعدد في بداية مؤلفه فوائد الترحال والتنقل في البلاد ليعلن أنه : "لا يبلغ المرء في أوطانه شرفــا حتى يكيل تراب الأرض بالقدم"[69].[/font]
[font=&quot] فجاءت رحلته إحراز المعلى"جامعة لعلوم جمة يقصر لسان الفحول من العلماء عن وصفها، وشاربة من كل زلال علم حكمة" على حد تعبير مقرضها محمد العربي بن إسماعيل الناصري[70]، مما يحمل على الاعتقاد أن ابن عثمان أراد بدوره أن يثبت ذاته، ويبرهن على علو كعبه في ميدان التأليف والتصنيف رغم تواضعه المعلن في بداية ونهاية مؤلفه، حين يطلب ممن "كسبه أو كتبه أو قرأه أو طالعه أو تأمله أو راجعه من إخواننا المؤمنين وأوليائنا الموقنين، أن ينظره بعين الرضى والتجاوز والصفح والإغضاء، لا بعين الانتقاد والاعتراض والسخط"[71].[/font]
[font=&quot]من كل ما تقدم لا يسع الباحث إلا الاعتراف بالتقدير والاحترام لرجل من رجالات الدولة المغربية الحديثة، لعب أدوارا دبلوماسية حاسمة وتفطن لتدوين مذكراته ومشاهداته عن سفاراته التي تسعفنا بمادة تاريخية ثمينة، وتثبت ملكاته الأدبية شعرا ونثرا وثقافته الفقهية.[/font]
[font=&quot]فأولى رحلاته تلك الموسومة "الإكسير في فكاك الأسير"ألفها عن سفارته الأولى التي ساقته إلى إسبانيا سنة 1193هـ/1779 –1780، ونجح في إبرام معاهدة صلح وتجارة بين المغرب وجارته الشمالية، واضعا بذلك حدا لقرون من العداء والتنافر بين الدولتين. وقد نشرت هذه الرحلة بتحقيق من الأستاذ محمد الفاسي الذي يقول في تقديمه لها : "أما مؤلفه هذا… فهو كتاب حي يصف الحياة الإسبانية في المائة الثامنة عشرة وصفا دقيقا، فهو مولع بمعرفة الأشياء والإطلاع على أصولها ومقاييسها وفوائدها، يهتم بالحياة الاجتماعية وبالنشاط الاقتصادي والثقافي، فما ترك مظهرا من مظاهر الحياة الإسبانية من رقص وتمثيل ولعب ثيران وتفسح في الميادين والشوارع، إلى غير ذلك من أوجه النشاط العام لهذه الأمة إلا وتعرض له بالوصف والتحليل"[72].[/font]
[font=&quot]ومن الجوانب التي أثارت انتباه السفير وأفاض في تدوين مشاهداته عنها تلك المنجزات الكبرى التي كانت إسبانيا مسرحا لها آنذاك، حيث أسهب في وصف شق الطرق وبناء القناطر واستصلاح الأراضي وبناء السفن وغير ذلك من المشاريع المتصلة بالبنية التحتية، مبديا إعجابه بها مما يسعف الباحث بمعلومات قيمة عن التحولات التي كانت أوربا تمور بها في ذلك العهد[73].[/font]
[font=&quot]إلى جانب وصفه الدقيق والشامل بدا ابن عثمان في الإكسير شخصية متنورة ومتفتحة، إذ اتسمت مواقفه من مظاهر الحياة المختلفة في هذا البلد المسيحي بالتسامح والتفهم إلى حد بعيد، إذ حضر مثلا حفلات الرقص المختلطة التي أقيمت على شرفه، مقدما عنها وصفا محايدا ومعتبرا إياها من صميم تقاليد المجتمع الإسباني وعوائده، كما لم يبد أي تلكؤ في إيراد تفاصيل دقيقة عن الديانة المسيحية بطقوسها وأعيادها، إلى غير ذلك من المعلومات التي تتضح أهمية تدوينها عندما نستحضر إطارها التاريخي العام، فهي شهادات سفير وفقيه مسلم عن أوضاع بلد مسيحي من دار الكفر ظلت صورته في المخيلة الشعبية تغذيها قرون من الصراع والمآسي.[/font]
[font=&quot] أما ثاني رحلاته فهي المعنونة بـ "البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر"، دون فيها يومياته ومشاهداته خلال السفارة التي بعثه فيها سيدي محمد إلى كل من مالطة ومملكة نابولي سنة 1195هـ/ نونبر1781.[/font]
[font=&quot]وكما يتبين من عنوان الكتاب كانت المهمة الأساسية التي كلف بها افتداء الأسرى المسلمين بجزيرة مالطة، فساق جزئيات غاية في الأهمية عن الظروف العصيبة التي أحاطت بالعملية، حيث يورد أن "ما وقع في شأن الأسارى… صيرنا سكارى وما نحن بسكارى"[74]، لكنه نجح في تحقيق غايته بإطلاق سراح ستمائة وثلاثة عشر أسيرا، وجههم في مراكب إلى كل من تونس وصفاقص وطرابلس وبنغازي[75].[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] يقتصر على سرد وقائع افتكاك الأسرى، بل ضمن رحلته وصفا لأحوال جزيرة مالطة ونبذة من تاريخها. أما نابولي فقد خصها بدورها بصفحات تناولت أحوالها المختلفة، من ذلك وصف عمرانها وأسواقها وحدائقها وقصورها، وزيارة مسرحها ومتحفها وأديرتها وسيركها وغير ذلك من المرافق الاجتماعية والثقافية، والوقوف على منشآتها الصناعية وإيراد موجز لتاريخها.[/font]
[font=&quot]وفي هذا الصدد نتفق مع ما كتبته باحثة إيطالية عن البدر السافر لِمَا أسعفها به في تسليط أضواء على واقع مدينة نابولي حيث تقول : "حري بنا أن نذكر أن السفير كان يصف بدقة متناهية التفاصيل الكثيرة الخاصة بالأماكن والمعالم التي سنحت له الفرصة بزيارتها"[76]، خالصة إلى القول بأن "الكاتب شخصية عجيبة ذو اهتمامات مختلفة وعقلية متفتحة، يقيم كل ما يراه وكل ما يقابله، ويصفه ببساطة الأسلوب المفعم بالحيوية والبارق بالحذاقة والذكاء، دون أن يقع في المبالغة والابتعاد عن الواقع"[77].[/font]
[font=&quot]علاوة على ذلك ينفرد البدر السافر بمقامات طريفة أبدع فيها ابن عثمان في هجاء رفاقه في البعثة. فإضافة إلى قيمتها الأدبية تكشف للباحث عن خبايا هامة لا يمكن إنكار تأثيرها على المهام الدبلوماسية، وتسلط الضوء على جوانب من العلاقات السائدة آنذاك في صفوف النخبة المخزنية، حيث فضح السفير مجموعة من الممارسات السلبية التي كان يقترفها العديد ممن "انتمى إلى العدالة وتسربل ببهتان يفتريه ويتبع جداله… يتظاهرون بالزهد وهم أشد الناس حرصا"[78].[/font]
[font=&quot]ورغم قساوة مآخذه على رفاقه إلى حد قد يبدو متحاملا، فإن الظواهر التي تناولها تنم عن جرأة وصراحة في إماطة اللثام عن العديد من الجوانب التي قلما تلتفت إليها المصادر التقليدية، خصوصا والرجل ينتمي لسلك الوظيفة المخزنية وبالتالي كان مطلعا على بواطن الأمور، ولم يسعفه ضميره في السكوت عن بعض المؤامرات الوضيعة أو التواطؤ مع مدبريها[79]، خصوصا وقد كادت تفشل مهمته في افتداء الأسرى، نظرا لما عكسته سلوكاتهم من صورة سلبية لدى الأوربيين، تماما عكس ما كان السفير مدركا إياه وحريصا على السير على هديه باعتباره دبلوماسيا محترفا، ففي ذلك يقول ناصحا المسافر إلى أوربا : "فإنه ينبغي لمن يسلك بلاد النصارى أن يكون ذا نفس أبية، في الرفاهية رابية وهمة عالية ومروءة للرذائل قالية، حتى لا يلتفت إلى ما يموهون به أولئك النصارى من زخاريفهم فتا من غير تنيا، بل ومع ذلك تكون يده هي العليا ويعم عطاؤه الأكابر والأصاغر… ويمر أفعاله وأقواله بالقوانين… ويعتبر في ملاقاته مع الناس المقادر والمراتب والدرجات والمناصب… وإلا فليزم مكانه ولا يتعدى أوطانه"[80].[/font]
[font=&quot]موجز القول إن السفير والوزير محمد بن عثمان أجاد في هاتين الرحلتين السفاريتين، اللتين بفضلهما نستطيع تكوين فكرة عن نظرة سفير مغربي إلى مجتمعات أوربية غريبة والصورة التي نقلها عن أوضاعها، بحيث نقف مثلا على أن التحولات التقنية والتنظيم المحكم لمظاهر الحياة لديها أثارت انتباه وإعجاب السفير، وأورد عنها روايات تنم عن استحسانها، لكن الأمر كان لا يزال بعيدا عن إدراك خطورة تلك التحولات في توسيع الهوة بين تلك المجتمعات والمغرب. إضافة إلى ذلك تسعف الرحلتان بمعلومات تاريخية قيمة عن أوضاع حوض البحر الأبيض المتوسط والأدوار التي قام بها السلطان سيدي محمد بن عبد الله، سواء من حيث الجهود المبذولة من طرفه لتحرير الأسرى، ومن ثم إيجاد حل لمعضلة من أكبر المعضلات المسؤولة عن توتر العلاقات بين العالمين الإسلامي والمسيحي، وجعلت منه رائدا من رواد تحرير العبيد الذين تعالت أصوات المنورين في أوربا آنذاك بوضع حد لمآسيهم، أو من حيث العمل على ربط صلات تجارية وإبرام المعاهدات والاتفاقيات لحماية مصالح الأشخاص والدول بالقانون، علاوة على تنظيم الملاحة البحرية بعد الفوضى التي زرعتها عمليات القرصنة المتبادلة على مر القرون، كل ذلك ساهم إلى حد بعيد في استتباب الأمن والسلم في حوض المتوسط.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لم يقتصر على سرد وقائع افتكاك الأسرى، بل ضمن رحلته وصفا لأحوال جزيرة مالطة ونبذة من تاريخها. أما نابولي فقد خصها بدورها بصفحات تناولت أحوالها المختلفة، من ذلك وصف عمرانها وأسواقها وحدائقها وقصورها، وزيارة مسرحها ومتحفها وأديرتها وسيركها وغير ذلك من المرافق الاجتماعية والثقافية، والوقوف على منشآتها الصناعية وإيراد موجز لتاريخها.[/font]
[font=&quot]وفي هذا الصدد نتفق مع ما كتبته باحثة إيطالية عن البدر السافر لِمَا أسعفها به في تسليط أضواء على واقع مدينة نابولي حيث تقول : "حري بنا أن نذكر أن السفير كان يصف بدقة متناهية التفاصيل الكثيرة الخاصة بالأماكن والمعالم التي سنحت له الفرصة بزيارتها"[76]، خالصة إلى القول بأن "الكاتب شخصية عجيبة ذو اهتمامات مختلفة وعقلية متفتحة، يقيم كل ما يراه وكل ما يقابله، ويصفه ببساطة الأسلوب المفعم بالحيوية والبارق بالحذاقة والذكاء، دون أن يقع في المبالغة والابتعاد عن الواقع"[77].[/font]
[font=&quot]علاوة على ذلك ينفرد البدر السافر بمقامات طريفة أبدع فيها ابن عثمان في هجاء رفاقه في البعثة. فإضافة إلى قيمتها الأدبية تكشف للباحث عن خبايا هامة لا يمكن إنكار تأثيرها على المهام الدبلوماسية، وتسلط الضوء على جوانب من العلاقات السائدة آنذاك في صفوف النخبة المخزنية، حيث فضح السفير مجموعة من الممارسات السلبية التي كان يقترفها العديد ممن "انتمى إلى العدالة وتسربل ببهتان يفتريه ويتبع جداله… يتظاهرون بالزهد وهم أشد الناس حرصا"[78].[/font]
[font=&quot]ورغم قساوة مآخذه على رفاقه إلى حد قد يبدو متحاملا، فإن الظواهر التي تناولها تنم عن جرأة وصراحة في إماطة اللثام عن العديد من الجوانب التي قلما تلتفت إليها المصادر التقليدية، خصوصا والرجل ينتمي لسلك الوظيفة المخزنية وبالتالي كان مطلعا على بواطن الأمور، ولم يسعفه ضميره في السكوت عن بعض المؤامرات الوضيعة أو التواطؤ مع مدبريها[79]، خصوصا وقد كادت تفشل مهمته في افتداء الأسرى، نظرا لما عكسته سلوكاتهم من صورة سلبية لدى الأوربيين، تماما عكس ما كان السفير مدركا إياه وحريصا على السير على هديه باعتباره دبلوماسيا محترفا، ففي ذلك يقول ناصحا المسافر إلى أوربا : "فإنه ينبغي لمن يسلك بلاد النصارى أن يكون ذا نفس أبية، في الرفاهية رابية وهمة عالية ومروءة للرذائل قالية، حتى لا يلتفت إلى ما يموهون به أولئك النصارى من زخاريفهم فتا من غير تنيا، بل ومع ذلك تكون يده هي العليا ويعم عطاؤه الأكابر والأصاغر… ويمر أفعاله وأقواله بالقوانين… ويعتبر في ملاقاته مع الناس المقادر والمراتب والدرجات والمناصب… وإلا فليزم مكانه ولا يتعدى أوطانه"[80].[/font]
[font=&quot]موجز القول إن السفير والوزير محمد بن عثمان أجاد في هاتين الرحلتين السفاريتين، اللتين بفضلهما نستطيع تكوين فكرة عن نظرة سفير مغربي إلى مجتمعات أوربية غريبة والصورة التي نقلها عن أوضاعها، بحيث نقف مثلا على أن التحولات التقنية والتنظيم المحكم لمظاهر الحياة لديها أثارت انتباه وإعجاب السفير، وأورد عنها روايات تنم عن استحسانها، لكن الأمر كان لا يزال بعيدا عن إدراك خطورة تلك التحولات في توسيع الهوة بين تلك المجتمعات والمغرب. إضافة إلى ذلك تسعف الرحلتان بمعلومات تاريخية قيمة عن أوضاع حوض البحر الأبيض المتوسط والأدوار التي قام بها السلطان سيدي محمد بن عبد الله، سواء من حيث الجهود المبذولة من طرفه لتحرير الأسرى، ومن ثم إيجاد حل لمعضلة من أكبر المعضلات المسؤولة عن توتر العلاقات بين العالمين الإسلامي والمسيحي، وجعلت منه رائدا من رواد تحرير العبيد الذين تعالت أصوات المنورين في أوربا آنذاك بوضع حد لمآسيهم، أو من حيث العمل على ربط صلات تجارية وإبرام المعاهدات والاتفاقيات لحماية مصالح الأشخاص والدول بالقانون، علاوة على تنظيم الملاحة البحرية بعد الفوضى التي زرعتها عمليات القرصنة المتبادلة على مر القرون، كل ذلك ساهم إلى حد بعيد في استتباب الأمن والسلم في حوض المتوسط.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]أما الرحلة الثالثة التي وضعها فهي التي اختار لها عنونا "إحراز المعلى والرقيب في حج بيت الله الحرام وزيارة القدس الشريف والخليل والتبرك بقبر الحبيب"، ألفها عن سفارته الثالثة في عهد سيدي محمد التي قادته كما سنفصل إلى كل من أستانبول والشام والحجاز وفلسطين وتونس والجزائر، حيث استغرقت"هذه الغيبة المباركة ثلاث سنين تنقص مقدار شهر ونصف" على حد تعبيره[81].[/FONT]
[FONT=&quot]ورغم الطابع الرسمي للرحلة بتكليفه بمهمة دبلوماسية، فإنه يشير إلى اشتياقه إلى حج بيت الله كدافع على رحلته إذ يقول : "ولما طال تشوقنا إلى حج بيت الله الحرام، وتشوفنا إلى أن ننال من زيارة قبر نبيه عليه الصلاة والسلام غاية القصد والمرام، وشبت في الأحشاء من شدة الوجد نار لها ضرام، ناديت متمثلا وإلى جانبه العزيز متبتلا :[/FONT]
[FONT=&quot]فلا تنسني يا خير من وطئ الثرى فمثلك لا ينسى لديه خديمه[/FONT]
[FONT=&quot] فهبت علينا نفحة من نفحاته الطيبة، ولاحظتنا عناية من عناياته محركة، إلى فنائه العزيز مقربة، فعيننا سيدنا ومولانا أمير المؤمنين وحصن الإسلام والمسلمين... وأمرني أدام الله اعتناءه وخلد في الدهر بالجميل ثناءه، أننا إذا تقضينا من القسطنطينة غرض الرسالة مع تحصيل رؤية بدر تلك الهالة، نستعد للسرى إلى أم القرى، لنتقضى مناسك الحج ووظائف العج والثج، ونفرق هديته على أهل الحرمين الشريفين التي أصحبنا وبثوابها أتحفنا"[82].[/FONT]
[FONT=&quot]تزخر هذه الرحلة بصفحات طويلة يبدو فيها السفير نهما في طلب العلم والإطلاع على مظان وتآليف العلماء، وحريصا على لقاء الأحياء منهم والتناظر معهم، ومن ثم نجده لم يخرج عما عرف عن العلماء المغاربة من حرص على علو السند، و اعتزاز بلقاء العلماء ومجالستهم والتناظر معهم[83]، مما يجعل من رحلته فهرسة كبيرة[84]، علاوة على حرصه الشديد على زيارة قبور وأضرحة الأنبياء والأولياء والصالحين، مما يجعلنا أمام رحلة جمعت بين صفات درج الباحثون على اعتمادها في تصنيف الرحلات، فتبدو سفارية وحجازية وصوفية وعلمية وفهرسية.[/FONT]
[FONT=&quot]اعتمادا على هذا الإرث الذي خلفه محمد بن عثمان المكناسي، لا نملك في اعتقادنا إلا أن نقلده لقبا يستحقه عن جدارة واستحقاق، وهو لقب أغزر مؤلفي الرحلات السفارية في تاريخ المغرب الحديث. ومما له دلالته في هذا الباب أنه ألف رحلتين عن سفارتيه إلى أوربا ورحلة عن سفارته إلى الدولة العثمانية، ونكاد نجزم أنه كانت له نية تأليف كتاب عن سفارته الأخيرة إلى إسبانيا في عهد مولاي اليزيد، لكن التقلبات والتطورات السياسية التي عاصرها وكان أحد صانعيها في بداية عهد مولاي سليمان شغلته عن ذلك، ثم إن القدر لم يمهله إذ توفي في طاعون سنة 1799.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot][1] - محمد الفاسي : "الكاتب الوزير محمد بن عثمان المكناسي"، مجلة تطوان، العدد 5، 1960، ص. 7.[/FONT]
[FONT=&quot][2] - محمد الفاسي : "الرحلات السفارية المغربية"، مجلة البينة، عدد 6، السنة 1، 1962،، ص. 20.[/FONT]
[FONT=&quot][3]- ابن زيدان : الإتحاف، ج. 4، ص. 159؛ محمد الفاسي، "مقدمة" الأكسير في فكاك الأسير، الرباط، 1965..[/FONT]
[FONT=&quot][4]- ينفرد المرحوم محمد المنوني بإضافة هذا اللقب إلى المترجم: المصادر العربية لتاريخ المغرب، ج. 2، الرباط، 1989، ص. 52.[/FONT]
[FONT=&quot][5]- ابن عثمان : رحلة المكناسي، إحراز المعلى والرقيب...، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبو ظبي، الإمارات العربية، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2003. ص. 269، وسنحيل على الرحلة لاحقا بعنوان "الإحراز".[/FONT]
[FONT=&quot][6] - نسخة من الوثيقة تفضل الأستاذ محمد اللحية فأطلعنا عليها مشكورا.[/FONT]
[FONT=&quot][7] - لا ندري المصدر الذي استقى منه بيثنتي رودريكيث كاسادو معلومته التي انفرد بها، حيث ذهب إلى أن ابن عثمان ولد بتارودانت حوالي سنة 1730، وكان والده باشا عليها! أنظر : [/FONT]Rodriguez Casado,V.: "Apuntes para una biografia: El Talbe Sidi Mohamet ben Otoman" , revista de la universidad de Madrid, tomo 2, 1942, p. 124[FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot][8] - محمد المنوني وامحمد بن عبود : "رحلة ابن عثمان المكناسي إلى القدس الشريف ومناطق من فلسطين"، المناهل، عدد 39، السنة 16، 1990، ص. 20.[/FONT]
[FONT=&quot][9] - محمد الفاسي، 1960، مقال سابق، ص. 7؛ نفسه، مقدمة الإكسير، مصدر سابق، ص.ط.[/FONT]
[FONT=&quot][10] - محمد الفاسي، مقدمة الإكسير، مصدر سابق، ص.ط.[/FONT]
[FONT=&quot][11] - أكيد أن غياب ترجمة لابن عثمان فوتت علينا معرفة هؤلاء العلماء والأساتذة الذين تتلمذ عليهم.[/FONT]
[FONT=&quot][12] - تقييد في عائلة البيجريين، ضمن مجموع الأستاذ حجي، الرباط، 1999، وقد اعتمدنا على نسخة مصورة من المخطوط قبل نشره.[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] [13] - مليكة الزاهدي : تحقيق البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر، دبلوم الدراسات العليا، كلية الآداب، الرباط، 1995، مرقونة، ج.1. ص. 26.[/FONT]
[FONT=&quot][14] - مولاي عبد السلام العلوي : اقتطاف الأزهار، ج. 3. ص. 490.[/FONT]
[FONT=&quot][15] - ابن زيدان : الإتحاف، ج.4، ص.160؛ محمد الفاسي، مقدمة الإكسير، مصدر سابق.[/FONT]
[FONT=&quot][16] - ابن عثمان : الإحراز، نفسه، ص. 213.[/FONT]
[FONT=&quot][17] - لمزيد من التفاصيل عن تدابير سيدي محمد في هذا الباب، انظر رسالتنا لنيل د.د.ع: الإصلاحات الاقتصادية والسياسية للسلطان سيدي محمد بن عبد الله (1757-1790)، يوليو 1987، كلية الآداب فاس، مرقونة.[/FONT]
[FONT=&quot][18] - الزَّياني : الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا، تحقيق عبد الكريم الفيلالي، طبعة 1991، الرباط،ص. 63.[/FONT]
[FONT=&quot][19] - الزَّياني، البستان الظريف في دولة أولاد مولاي الشريف، تحقيق رشيد الزاوية، الرباط، 1992، ص. 420.[/FONT]
[FONT=&quot][20] - ابن حمدون بن الحاج : الدر المنتخب، ج.1. م.خ.ح. رقم 1920، ص.12.[/FONT]
[FONT=&quot][21] - يورد الزَّياني صورة بليغة عن هذا الواقع في معرض حديثه عن تلقيه خبر وفاة السلطان مولاي عبد الله وتولي ابنه سيدي محمد وهو عائد من سفره إلى المشرق، وكيف وجد كل زملائه وأقرانه قد التحقوا بخدمة السلطان الجديد، فـ" شرهت نفسي للحاق بهم وتعلقت همتي بخدمة السلطان"، الترجمانة، مصدر سابق، ص. 61.[/FONT]
[FONT=&quot][22] - لمزيد من التفاصيل حول هذه المسألة انظر: محمد الأخضر: الحياة الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية، الدار البيضاء، 1977؛ فاطمة الحراق : السياسة الدينية للسلطان سيدي محمد بن عبد الله، أطروحة لنيل دكتوراه الفلسفة [/FONT]Ph.D[FONT=&quot]، جامعة لندن، 1989.[/FONT]
[FONT=&quot][23] - لمزيد من التفاصيل حول الأوضاع الاقتصادية والمالية في هذا العهد، انظر رسالتنا السالفة الذكر.[/FONT]
[FONT=&quot][24] - محمد الفاسي، مقدمة رحلة العبدري، ص. –أ ج-.[/FONT]
[FONT=&quot][25] - كلف السلطان ابن عثمان –كما يورد في كتابه الإكسير- بمرافقة هؤلاء الأسرى إلى فاس والوقوف على ترتيبات تسفيرهم إلى تلمسان، وقد أشار لوريدو دياز خطأ إلى أن ابن عثمان قادهم إلى الحدود، [/FONT]L ourido Diaz, R., op.cit., p. 681
[FONT=&quot][26] - لمزيد من الإطلاع على حيثيات وملابسات تطور العلاقات المغربية الإسبانية قبيل سفارة ابن عثمان، انظر رسالتنا المشار إليها سالفا، ص.ص. 103-106.[/FONT]
[FONT=&quot][27] - ابن زيدان، المرجع السابق، ص.160؛ محمد الفاسي، 1960، مقال سابق، ص. ص. 12-13؛ نفسه، مقدمة الإكسير، ص. ظ.[/FONT]
[FONT=&quot][28] - محمد الفاسي، مقدمة الإكسير، ص. ظ.[/FONT]
[FONT=&quot][29] - ابن زيدان، المرجع السابق، ص. 160.[/FONT]
[FONT=&quot][30] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص. 274.[/FONT]
[FONT=&quot][31] - انظر ملحق رقم 1، البدر السافر.[/FONT]
[FONT=&quot][32] - محمد الفاسي، 1960، مقال سابق، ص. 13؛ نفسه، مقدمة الإكسير، ص. ك.[/FONT]
[FONT=&quot][33] - العباس بن إبراهيم : الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، تح. عبد الوهاب بنمنصور، ج.6، الرباط، 1977، ص. 146.[/FONT]
[FONT=&quot][34] - ابن عثمان، البدر السافر، ص.ص. 102-103.[/FONT]
[FONT=&quot][35] - ابن عثمان، البدر السافر، ص. 163.[/FONT]
[FONT=&quot][36] - نفسه، ص. 164.[/FONT]
[FONT=&quot][37] - محمد الفاسي، مقدمة الإكسير، ص. ل.[/FONT]
[FONT=&quot][38] - ابن زيدان، الإتحاف، ج. 4، ص. 161.[/FONT]
[FONT=&quot][39] - شكك محمد الفاسي في معلومات دي همسو حول هذا الحدث، لكنه ظل مع ذلك غير متيقن، بدليل تقديمه فرضية كون ابن عثمان وابن عبد الملك "توجها سوية إلى إيطاليا والنمسا، أو أن ابن عثمان لحق بالسفارة الأخرى في فيينا"، مقال سابق، 1960، ص. 14.[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] [40] - رسالة سيدي محمد إلى قيصر النمسا، عبد الوهاب بن منصور، "إطلالة على وثائق السلطان سيدي محمد بن عبد الله المحفوظة بمديرية الوثائق الملكية "، أعمال الدورة الثالثة لجامعة مولاي علي الشريف الخريفية، 1991، ص. 17.[/FONT]
[FONT=&quot][41] - لمزيد من التفاصيل، يرجع إلى مؤلفنا سفارة محمد بن عثمان المكناسي ومشاهداته في أستانبول والشام والحجاز، منشورات كلية الآداب سايس، فاس، 2004.[/FONT]
[FONT=&quot][42] - يشير ابن زيدان إلى أنه وجد إشارة عند دي همسو تفيد بتوجيه مولاي اليزيد لابن عثمان سفيرا إلى مدريد، لكنه بقي متشككا بقوله : "ولم أر أحدا غيره تعرض لهذه السفارة، وعلى كل فقد حفظ زيادة على أنه لا منافي لقوله"، الإتحاف، ج. 4، ص. 160.[/FONT]
[FONT=&quot][43] - لعل كاسادو هو أول من أشار إليها في مقاله السالف الذكر، أما بالاو فكانت موضوع أطروحته لنيل دكتوراه الدولة في التاريخ تحت عنوان : [/FONT]a l-Yazid Cartas arabes de Marruecos en tiempo de Mawlay (1790-1792) , Tetuan, 1961[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot][44] - يرجع إلى كتابنا سفارة ابن عثمان، سالف الذكر[/FONT]
[FONT=&quot][45] - لمزيد من التفاصيل حول هذا الوباء انظر : الضعيف الرباطي، تاريخ الضعيف، تحقيق أحمد العماري، الرباط، 1986، ص. 314 وما بعدها؛ محمد الأمين البزاز، تاريخ الأوبئة والمجاعات بالمغرب، منشورات كلية الآداب، الرباط، 1992، ص. 85 وما بعدها.[/FONT]
[FONT=&quot][46] - ناقش محمد الفاسي مسألة خطأ المؤرخين في تحديد تاريخ وفاة ابن عثمان معللا ذلك باعتمادهم على الزَّياني الذي أخطأ في نظره بجعل سنة 1212هـ/1798 تاريخا لتلك الوفاة بسبب الطاعون، انظر مقدمة الإكسير، ص.ص."ف ـ ق". والحقيقة أن الزَّياني أورد أن الطاعون "عم المغرب عام ثلاثة عشر ومائتين وألف" وفيه مات "الكاتب الكبير ابن عثمان" مما ينـزهه عن الغلط (الترجمانة، ص. 382)، وإن كان الزَّياني نفسه قد أجاب مضيفه الأغا علي المهمندار-خلال زيارته لأستانبول سنة 1208هـ/1794 - لدى سؤال الأخير"عن عبد الملك وابن عثمان ولوزيرق وابن يحيى ومن كان معهم، فقلت لم يبق ممن قدم بلادكم غيري وغير محمد الزوين الذي قدم عليكم بعدي". انظر الترجمانة، ص.ص. 167-168.[/FONT]
[FONT=&quot][47] - الضعيف، المصدر السابق، ص.ص. 316-317.[/FONT]
[FONT=&quot][48] - لمزيد من التفاصيل، يرجع إلى مؤلفنا سفارة ابن عثمان سالف الذكر[/FONT]
[FONT=&quot][49] - نفسه، ص. 277.[/FONT]
[FONT=&quot][50] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص. 274.[/FONT]
[FONT=&quot][51] - نفسه، التقريض الأول، ص. 282.[/FONT]
[FONT=&quot][52] - انظر الزَّياني، الترجمانة، ص. 104. وص. 108[/FONT]
[FONT=&quot][53] - مليكة الزاهدي، المرجع السابق، ص. 27.[/FONT]
[FONT=&quot][54] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص. 272.[/FONT]
[FONT=&quot][55] - ابن زيدان، المرجع السابق، ج.4، ص. 162.[/FONT]
[FONT=&quot][56] - نفسه، ص.159.[/FONT]
[FONT=&quot][57] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص. 180.[/FONT]
[FONT=&quot][58] - نفسه، ص. 181.[/FONT]
[FONT=&quot][59] - نفسه.[/FONT]
[FONT=&quot][60] - نفسه، ص. 182.[/FONT]
[FONT=&quot][61] - نفسه، ص. 246.[/FONT]
[FONT=&quot][62] - نفسه، ص. 248.[/FONT]
[FONT=&quot][63] - نفسه.[/FONT]
[FONT=&quot][64] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص. 252.[/FONT]
[FONT=&quot][65] - الشاهدي : أدب الرحلة بالمغرب في العصر المريني، ج.1، الرباط، 1990.ص. 79، اقتباسا عن ابن خلدون.[/FONT]
[FONT=&quot][66] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص. 42.[/FONT]
[FONT=&quot][67] - الزَّياني، الترجمانة، ص. 126.[/FONT]
[FONT=&quot][68] - الشاهدي، المرجع السابق، ص. 86.[/FONT]
[FONT=&quot][69] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص. 2.[/FONT]
[FONT=&quot][70] - التقريض الأول لإحراز المعلى، ص. 282.[/FONT]
[FONT=&quot][71] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص. 280.[/FONT]
[FONT=&quot][72] - محمد الفاسي، مقدمة الإكسير، مصدر سابق، ص - ش -.[/FONT]
[FONT=&quot][73] - يرجع في هذا الصدد إلى مقال محمد الفاسي: "مشاهدات سفير مغربي بإسبانيا في القرن الثامن عشر"، مجلة البحث العلمي، عدد 2، 1964، ص. 174.[/FONT]
[FONT=&quot][74] - ابن عثمان، البدر السافر، مصدر سابق، ص. 163؛ لمزيد من التفاصيل عن الصعاب التي واجهها السفير والتي كادت أن تجهض العملية يرجع إلى نفس المصدر.[/FONT]
[FONT=&quot][75] - نفسه، ص.ص. 166-167.[/FONT]
[FONT=&quot][76] - كليليا سارنلي تشركوا [/FONT]Clelia Sarnelli Cerqua[FONT=&quot]، "السفير محمد بن عثمان المكناسي وبعثته الدبلوماسية إلى نابولي سنة 1782/ أواسط شعبان 1196هـ"، أدب الرحلة والتواصل الحضاري، منشورات كلية الآداب، مكناس، 1993، ص. 222.[/FONT]
[FONT=&quot][77] - نفسه، ص. 228.[/FONT]
[FONT=&quot][78] - ابن عثمان، البدر السافر، مصدر سابق، ص. 304.[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [79] - من الأمثلة على ذلك تلكؤ مرافقيه في تسجيل شهادتهم كعدول على عملية الافتداء ومناوراتهم التي اشتم منها رائحة ابتزاز الرشوة ومحاولة التزوير مقابل الشهادة، انظر البدر السافر، ص. 307، وص. 332.[/font]
[font=&quot][80] - نفسه، ص. 314.[/font]
[font=&quot][81] - ابن عثمان، الإحراز، نفسه، ص.343.[/font]
[font=&quot][82] - نفسه، ص.ص.48-49.[/font]
[font=&quot][83] - الشاهدي، مرجع سابق، ج.1، ص. 53.[/font]
[font=&quot][84] - يضيف الدكتور عبد الله المرابط الترغي محقا في هذا الصدد اصطلاحا آخر في إطار تصنيف الرحلات، بإطلاقه تسمية"الرحلة الفهرسية" على هذا النوع، حيث يورد أن الرحالة علاوة على"وصف المسالك التي سلكوا منها والحواضر التي نزلوا بها...يتم الحديث عن الأجواء الثقافية…وعن العلماء الذين جالسهم وعن المواد العلمية التي استفادها والإجازات التي ظفر بها"، انظر مؤلفه : فهارس علماء المغرب منذ النشأة إلى نهاية القرن الثاني عشر للهجرة، منشورات كلية الآداب، تطوان، 1999، ص. 134.[/font]
[font=&quot]أحمد البدوي زويتن[/font]
[font=&quot]من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة [/font]

[font=&quot]هذه المقالة بحاجة إلى إعادة كتابة باستخدام التنسيق العام لويكيبيديا، مثل استخدام صيغ الويكي، وإضافة روابط. الرجاء إعادة صياغة المقالة بشكل يتماشى مع دليل تنسيق المقالات. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة.[/font]
[font=&quot]محتويات [أخف] [/font]
[font=&quot]1 بطاقة شخصية[/font]
[font=&quot]2 الإنتاج الشعري[/font]
[font=&quot]3 الأعمال الأخرى:[/font]
[font=&quot]4 مصادر المقال[/font]
[font=&quot][عدل]بطاقة شخصية[/font]
[font=&quot]أحمد البدوي بن أحمد الفاسي زويتن[/font]
[font=&quot]ولد في مدينة فاس (المغرب) خلال القرن الثامن عشر الميلادي - وتوفي فيها سنة 1275 هـ( 1858 م) .[/font]
[font=&quot]تلقى علومه على يد مشايخ مدينة فاس في عصره، ومنهم الطيب بن كيران، وحمدون بن الحاج، وعبدالسلام الأزمي، وبعد حصوله على نصيب من علم الظاهر، انصرف إلى التصوف، واتصل بشيخه مولاي العربي الدرقاوي شيخ الطريقة الدرقاوية قبيل 1810م أخذه عنه.[/font]
[font=&quot]عمل بالتجارة، وكان له دكان في سوق العطارين بفاس، إلى جانب قيامه بالإمامة في مسجد الشرابليين.[/font]
[font=&quot]تصدر المشيخة الصوفية وتربية المريدين على الطريقة الدرقاوية، بزاوية في فاس.[/font]
[font=&quot][عدل]الإنتاج الشعري[/font]
[font=&quot]كان سيدي أحمد زويتن شاعرا صوفيا وشيخ طريقة، فكان يسير في نظمه على النهج الخليلي، ويتوجه نظمه إلى التعلق بالله ومحبته، والتوسل إليه، تغلب على شعره المناجاة، وطلب الترقي والوصال الرباني، المأثور القليل من نظمه أقرب إلى الأدعية، وإن تخللتها بعض المحسنات البديعية، التي لم تبعدها كثيرًا عن العامية، في شعره مباشرة، ووضوح، وتوجه بالخطاب إلى الله عز وجل في أسلوب مناجاة يقترب من الدعاء المباشر.[/font]
[font=&quot]له قصائد في كتابه: «المناجاة الفردية الإلهية في تبيين معالم الطريقة المحمدية» - مخطوطة - الخزانة العامة - الرباط - (د 1869)[/font]
[font=&quot]أن كما له قصائد أخرى أوردها تلميذه ومريده عبدالرحمن بن هاشم المدغري العلوي في كتاب : «المشرفي المسلول في إبطال دعوى كل جهول لنصرة الفقير الآوي إلى كهف الشيخ سيدي أحمد العلوي الدرقاوي» - مخطوطة - الخزانة العامة - الرباط - (د 1848).[/font]
[font=&quot][عدل]الأعمال الأخرى:[/font]
[font=&quot]له مؤلفات ورسائل صوفية عدة، وردت في مخطوط مجموعتيه:[/font]
[font=&quot]المجموعة الأولى، رسائله الكبرى «المناجاة الفردية الإلهية في تبيين معالم الطريقة المحمدية».[/font]
[font=&quot]المجموعة الثانية «رسائل صغرى» - مخطوطة - الرباط - (د 1845).[/font]
[font=&quot]وله حكايات و كرامات متعددة ورسائل وتآليف في أنواع العلوم، ومنها علم الحقائق، ورد عدد منها في كتاب «المشرفي المسلول».[/font]
[font=&quot][عدل]مصادر المقال[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عبدالسلام ابن سودة: إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع - (تحقيق محمد حجي) - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1997.[/font]
[font=&quot]محمد بن جعفر الكتاني: سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس في من أقبر من الصلحاء والعلماء بمدينة فاس - مطبعة أحمد بن الطيب الأزرق - فاس 116هـ/1898م.[/font]
[font=&quot]محمد الفاطمي الصقلي: وفيات الصقلي - (تقديم وتحقيق أحمد العراقي) - مطبعة أنفو برانت - فاس 2001.[/font]
[font=&quot]أحمد الرقيبي[/font]
[font=&quot]من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محتويات [أخف] [/font]
[font=&quot]1 أحمد الرقيبي[/font]
[font=&quot]2 شجرة قبيلة الشرفاء الرقيبيين[/font]
[font=&quot]2.1 التسمية[/font]
[font=&quot]3 الرقيبات/ركيبات الشرق[/font]
[font=&quot]3.1 إبراهيم او داوود[/font]
[font=&quot]3.2 البيهات[/font]
[font=&quot]3.3 العيايشة[/font]
[font=&quot]3.4 الفقرة/الفغرة[/font]
[font=&quot]4 الرقيبات/ركيبات الساحل[/font]
[font=&quot]4.1 اولاد موسى[/font]
[font=&quot]4.2 السواعد[/font]
[font=&quot]4.3 المؤذنين[/font]
[font=&quot]4.4 اولاد داوود[/font]
[font=&quot]4.5 اولاد بورحيم[/font]
[font=&quot]4.6 اولاد الشيخ[/font]
[font=&quot]4.7 اولاد طالب[/font]
[font=&quot]4.8 التهالات[/font]
[font=&quot][عدل]أحمد الرقيبي[/font]
[font=&quot]الشيخ سيدي أحمد الرقيبي أو الركيبي (بحرف [/font]g[font=&quot]:[/font][font=&quot]ڭ[/font][font=&quot]) الشرفاء الرقيبات بالصحراء المغربية ( من ظهور المرينيين إلي الدولة العلويةالشريفة ) الجزء الأول مطبوع بمطبعة التيسير بالدار البيضاء ـ من منشورات دارقرطبة للطباعة و النشر بالدار البيضاء – المغـرب سنة 1991 م للمؤلف : الأستاذ الشيخ النسابة الشريف مولاي منير عبد العزيز بن مولاي الحسن الرقيبي المشيشي الإدريسي الحسني ـ نقيب ورئيس جمعية الشرفاء الرقيبات بالمغرب[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]هو أحمد الرقيبي بن محمد بن يوسف بن الغاز بن علي بن موسى بن محمد بن غانمبن أحمد بن عبد الواحد الملقب بالليث بن عبد الكريم بن محمد الشيخ ابن مولاناالإمام القطب الشيخ عبد السلام بن موسى بن سليمان الملقب بشيش *وينطق مشيش باللغة الزيانية الريفية المحلية* ابن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سليمان الملق بسلام العروس بن مزوار بن الأمير علي الملقب حيدرة ابن الإمام محمد الخليفة ابن الإمام مولاي إدريس الثاني بن الإمام مولاي إدريس الأكبر المبايع له بالخلافة بالمغرب عام 172 هجرية، ابن الإمام مولاي عبد الله الكامل إمام المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلوات وأزكى السلام والمسمى بالمحض والخالص لكونه أول مولود حسني من أم حسينية ، وهو ابن مولانا الإمام الحسن المثنى بن مولانا الإمام الحسن السبط ريحانة الرسول وسيد شباب أهل الجنة وحليم آل البيت ابن مولانا أسد الله الغالب الإمام أمير المؤمنين الخليفة سيدنا علي بن أبي طالب وأميرتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء بضعة الرسول وسيدة نساء أهل الجنة بنت رسول رب العالمين وأمام المرسلين وقائد الغر المحجلين حبيبنا ومولانا وقائدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما إلى يوم الدين وشرف وكرم وعظم ومجد، آمين.[/font]
[font=&quot]هو الجد الأكبر لقبائل الشرفاء الرقيبات وفروعهم كالتالي : فمن سيدي أحمد الرقيبي أولاده سيدي علي وسيدي اعمر وسيدي قاسم . فمن سيدي اعمر قبائل أولاد الشيخ وأولاد الطالب والتهالات وهم من أهل الساحل ويطلق عليهم أهل الكاف ويوسمون إبلهم بحرف ك.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ومن سيدي علي قبائل أولاد موسى ومنهم أهل ( عبد الحي ) وأولاد داوود والسواعد والمودنين وأولادبورحيم وأولاد عبد الواحد ( وهم غير بني عمومتهم أولاد عبد الواحد من أولاد موسى ) والسكارنة ولكل قبيلة منهم فروع وألقاب فرعية وهم أيضا من أهل الساحل ويطلق عليهمأهل الكاف ويوسمون إبلهم بحرف ( ك. هذا غير صحيح الشرفاء اولاد عبد الواحد ليسوا من اولاد موسى بل اولاد موسى والرقيبات كلهم من اولاد عبد الواحد كيف يعقل ان يكون الجد من الابن عبد الواحد هو جد سيداحمد الرقيبي وليس العكس ومن فضلكم لا تزورو الحقايق لان التاريخ موجود عندنا ،انظزو كتاب مصابيح البشرية لصاحبه اديس الشيباني ص 116،انظرو كتاب سلسلة الاصول ص182 ،انظرو كتاب النسب والحسب والى سنكشف كل الحايق عبر الانترنيت ومن عنده دليل او مرجع على ما يقول فل ياتي به ومن سيدي قاسم قبائل البيهات وقبائل الفقرة وقبائل أهل إبراهيم بن داوود ومنهم لحميدنات وأهل قاسم أو إبراهيم وأهل لحسن أوحماد وأهل سيدياحماد وأهل سيدي علال وأهل سيدي سلام والعياشة وأولاد سلام والسلالكة والجنحة ولكلقبيلة منهم فروع وألقاب فرعية وهم من أهل الشرق بالصحراء ويطلق عليهم أهل القافويوسمون إبلهم بحرف ( ق).[/font]
[font=&quot]وأما الولي الصالح والنور الواضح والزهر الفائح سيدي الحسين الطيار الملقب بميمون وضريحه بوادي نون بالصحراء المغربية ابن إبراهيم بنأحمد بن بيدان بن عبد الله بن امحمد بن موسى بن علي بن الولي الصالح الشيخ سيدي أحمد الرقيبي فقد ترك قبل انتقاله من الساقية الحمراء إلي الصحراء ولدا واحدا هو سيدي باضي ، و ترك قبل وفاته بوادي سوس سبعة من الأولاد من زوجته الشريفة رقية السباعية ، هم : سيدي مبارك الملقب مول لبحر ( أي صاحب البحر ) وسيدي أبو بكر وسيدي مدني وسيدي داوود وسيدي اعمر وسيدي هارون وسيدي أحمد دفين وادي نون وسيدي بادي ترك ستة فخذات هم أهل موسى وأهل محفوظ وأهل منجرة وأهل أحمد لحسن وأهل بادي.[/font]
[font=&quot][عدل]شجرة قبيلة الشرفاء الرقيبيين[/font]
[font=&quot]تعد قبيلة الشرفاء الرقيبات اكبر تجمع قبلي في الصحراء . والتي دخلت في علاقات في مختلف الميادين مع القبائل الصحراوية. وكانت هذه القبيلة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر, مجموعة من الرحل يمارسون الرعي في الساقية وشمال واد درعة, في تراب ايت لحســـــن من تكنة, وكانوا يتعاطون كذلك للفلاحة بعدما أخذت القبيلة تتأسس انطلاقا من نواتها الأول : سيدي احمد الركيبي وأولاده ثم أحفاده. وهــــــــــــذا التكاثر أدى إلى انقسامها إلي ركيبات الساحل وركيبات الشرق, وبالتالي الانتشار عبر ربوع الصحراء و الجنوب المغربي و انبثاق عائلات كثيرة منها صحراوية و سوسية(عائلات البصير،العلمي،الداودي،أيت بوالسباع، أيت بوشغل،الحسني..). والذي دفعها إلي توسع مجالها الرعوي والحيوي في القرنين التاسع عشر والعشرين فانتقلت بذالك من قبيلة كانت في القرن الثامن عشر رعاة غنم إلي قبيلة تمتلك قطعان الإبل. وانتشارها خارج ترابها أدى إلي تقليص النشاط ألفلاحي وازدهار النشاط الاقتصادي والتجاري مع إفريقيا ووادي نـــــون, حيث كانت قبيلة الركيبات تتاجر في المواد المصنعة التقليدية ( القمـــــــح, الأرز, التمر, الزرابي, الأثواب...) والمعادن (الفضة, النحاس...) كـــــما تستورد منتوجات من بلدان أفريقية ومن ارض الطوارق, كما ازدهـــرت تجارة الرقيق مع وادي نون ومع الدول الأوروبية خاصة في فترات الحروب والغزو . هذا إلى جانب أن قبيلة الركيبات حاولت فرض وجودها بين القبائل الأخرى داخل الصحراء على اعتبار إنها قبيلة علم ودين وأرادت السيطرة على معظم الأقاليم الجنوبية وتوسيع مجالي ترابها. وهذا ما أدى إلى خلف صراعات مع هذه القبائل, لكن دخول الغزو الأجنبي إلى الصحراء جعل هذه القبائل تتحالف فيما بينها لطرده وتطهير البلاد من وطأة الاستعمار.[/font]
[font=&quot][عدل]التسمية[/font]
[font=&quot]سمي الركيبات بهذا الاسم لمتن رقبتهم فهم متشبثين بكلامهم ذلك أنهم إذا قرروا شيئا يستحيل التراجع عنه. وهم أكبر قبيلة موجودة في الصحراء بعضهم يوجد في الجزائر وفي موريتانيا في منطقة تدعى جبل الركيبات. كانت كل القبائل تخشاهم وتحسب لهم ألف حساب لكن مع ذلك تحترمهم لكونهم كانوا يتوسطون بين القبائل المتنازعة ويعملون على الصلح بينهم.[/font]
[font=&quot][عدل]الرقيبات/ركيبات الشرق[/font]
[font=&quot]يطلق على ركيبات الشرق " القواسم " وسموا بهذا الاسم لاستقرارهم في الشرق وهم حفدة قاسم الابن الأكبر لسيـــدي أحمــد الركيبي ، فالركيبات الشرق كانوا يضعون حرف " القاف " على إبلهم لتمييزها عن بقية الإبل ، والجد الأعلى لركيبات الشرق أو" ركيبات القاف " هو قاسم ولد سيـــدي أحمــد ألركيبي المزداد سنة 1625 م ، والمتوقي سنة 1710 م ، وقد عاش 75 سنة كوالده ، مدفون قرب والده. تزوج قاسم من السيدة فاطنة وهي من قبيلة أيت يعلي ، وهي أم ولده. وهو محمد ولد قاسم، وخلف محمد ثلاث أبناء هم : 1ـ بايبه ، 2- الفقير 3ـ داوود.[/font]
[font=&quot][عدل]إبراهيم او داوود[/font]
[font=&quot]1 اهل بلقاسم او براهيم .2 بلقاسم ولد امبارك ألمين.3 محمد ولد فضلي ولد معطي.4 عنفار إبراهيم ولد الناجم.5 اهل لحسن ولد احماد.6 اولاد سيدي احماد.7[/font]
[font=&quot][عدل]البيهات[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]1 اولاد ايا اهل دادا 2 اولاد ايا اهل سيدي العالم.3 اولاد ايا اهل سيدي الزين.4 اهل القاضي الابيض او لكحل.5 اهل سيد احمد بن يحيى.6 المرازكية.7 اهل حيون.8 اهل سيدي عبد الله موسى.[/font]
[font=&quot][عدل]العيايشة[/font]
[font=&quot]1 اولاد بوعيش. 2 اهل الحاج...[/font]
[font=&quot][عدل]الفقرة/الفغرة[/font]
[font=&quot]1 اهل المجد-اولاد لحسن. 2 الرما الطلبة...[/font]
[font=&quot][عدل]الرقيبات/ركيبات الساحل[/font]
[font=&quot]رقيبات الساحل أو ركيبات الكاف سمو بهذا الاسم لاستقرارهم بالمناطق الساحلية بالقرب من البحر فهم أحفاد أبناء سيدي احمدالركيبي الثلاثة: اعلي، اعمر، إبراهيم.[/font]
[font=&quot][عدل]اولاد موسى[/font]
[font=&quot]1 اولاد ليكوتية/اهل القاضي.2 اولاد الكاسمية.اهل بلاوواصلهم من لغلال 3 اولاد سيدي احماد او موسى.4 اولاد مويا.اولاد ميا وهي امرءة اصلها من اتوابير5 اولاد ليكوتية/اولاد لحسن+اولاد الحسين.اولاد داحة،و اولاد لبيشير اصلهم من اولاد تيدرارين اولاد ددي واهل ابنعمر اصلهم من زوايا قبايل موريتان اهل الجيد واهل سيدي حماد اصلهم من تكنة[/font]
[font=&quot][عدل]السواعد[/font]
[font=&quot]1 اولاد بوسعيد.2 اهل إبراهيم بن عبد الله.3 اهل بابراهيم.4 الغرابة.5 اهل خالي يحيى.[/font]
[font=&quot][عدل]المؤذنين[/font]
[font=&quot]1 اهل احمدي.2 السريرات.3 اهل باموسى...[/font]
[font=&quot][عدل]اولاد داوود[/font]
[font=&quot]1 اهل سيدي محمد.2 اهل بابا عمي.3 اهل التناخة.[/font]
[font=&quot][عدل]اولاد بورحيم[/font]
[font=&quot]1 اولاد عبد الله.2 اولاد بو حلا.[/font]
[font=&quot][عدل]اولاد الشيخ[/font]
[font=&quot]1 اهل الدليمي.2 اهل بابا اعلي.3 لميسات.4 اهل لحاج.5 الحواريت.6 لحسينات.7 الطواهر...[/font]
[font=&quot][عدل]اولاد طالب[/font]
[font=&quot]1 اهل بابراهيم. 2 اولاد بالحسن.3 اولاد بالحسين.4 اولاد باعيسى... اولاد عبد الواحد ،لكنهم يضعون على ابلهم حرف اكمبور نظرا لوفرتها ولان جدهم عبد الواحد جد سيد احمد الرقيبي كان يضع اكمبور قبل لالكاف والقاف ،و هذه علامات فقط لتييز الابل عن غيرها ولا علاقة لها باالنسب ،و من قباءيل الشرفاء اولاد عبد الواحد ،اولاد رحمون،اهل اعبيد ،اولاد حميد ،لمرادين اهل المبروك[/font]
[font=&quot][عدل]التهالات[/font]
[font=&quot]1 اولاد اعمر.2 اولاد بابراهيم.3 اولاد سيدي صالح.4 اهل سيدي محمد.[/font]
[font=&quot]أبو يوسف يعقوب المنصور المريني[/font]
[font=&quot]أعلام مغاربة من التاريخ[/font]
[font=&quot]يوسف الحلوي: جريدة المساء [/font]
[font=&quot]هو أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق بن حمامة بن محمد الزناتي، أمه أم اليمن رأت وهي بكر في منامها أن القمر خرج من قبلها حتى صعد في السماء وأشرف نوره على الأرض، وقد أول الشيخ الورياكلي رؤياها على أنها تلد ملكا عظيما وكذلك كان.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولد أبو يوسف يعقوب المنصور المريني سنة 607ه وقيل سنة 609ه، وجاء في الاستقصا أنه أعظم ملوك بني مرين على الإطلاق، ووصفه ابن أبي زرع أنه كان صواما قواما دائم الذكر، كثير الفكر لا يزال في أكثر نهاره ذاكرا، وفي أكثر ليله قائما يصلي، مكرما للصلحاء، كثير الرأفة والحنين على المساكين، متواضعا في ذات الله تعالى لأهل الدين، متوقفا في سفك الدماء كريما جوادا، وكان مظفرا منصور الراية ميمون النقيبة لم تهزم له راية قط .[/font]
[font=&quot]وقد حدث في بداية عهده أن اضطرب نظام الحكم فأغار الإسبان على سلا، فأجلاهم يعقوب المنصور المريني ثم أشرف على بناء سور يحيط بسلا لحمايتها من الغارات، وقد عمل في بناء السور بنفسه وجعل يحمل الحجر بيده وينقله مع العمال إلى مواضع البناء.[/font]
[font=&quot]عمل أمير المسلمين على توحيد بلاد المغرب بعد أن مزقته صراعات الأسرة المرينية، فحارب يعقوب بن عبد الله المريني صاحب سلا وبني إدريس بن عبد الحق، كما واجه الثائرين من غير بني عمومته، كأبي دبوس بمراكش ويغمراسن بن زيان بتلمسان من بني عبد الواد، فتوحد المغرب على يديه وعاد إلى سابق عهده.[/font]
[font=&quot]كان المنصور أول من استعمل البارود في الحرب على نحو ما ذكر ابن خلدون، وكان ذلك سنة 673ه أثناء حربه مع بني عبد الواد بسجلماسة، وفي ذلك دلالة على تطور قدرات المغرب العسكرية في عهد المنصور ودلالة على تقدم الأبحاث العلمية بما يناسب زمنه، فعلى كثرة الحروب في الشرق والغرب وضراوتها في ذلك الحين حاز المرينيون قصب السبق في هذا الإبداع العسكري الذي عد طفرة حقيقية في علوم الحرب وما يتصل بها، وفي معركة سجلماسة هذه وصلته رسل ابن الأحمر تستنجد به على عدو الملة والدين بالأندلس فبعث إليهم جيشا تحت إمرة ولده أبي زيان قوامه خمسة آلاف فارس فأثخن في العدو وملأ يده من الغنائم، وهو أول انتصار للإسلام بعد هزيمة العقاب الساحقة، ثم جاز أمير المسلمين بنفسه نحو الأندلس بعدما تناهى إلى علمه أن زعيمهم دون نونة قد تجهز لحرب المسلمين، واستصرخ بني قومه لدعم حربه المقدسة، وكان نونة هذا من أشجع قادة الإسبان لم يعرف الهزيمة في حياته قط حتى جمعه الله بالمنصور المريني سنة 674ه في معركة سميت بـ«الدونونية»، وقد أبلى فيها المنصور أحسن البلاء ووقف يحرض رجاله مثبتا لنونة أنه لا يقل عنه شجاعة وعزما وخطب في رجاله فألهب حماسهم، ومما جاء في خطبته «ألا و إن الجنة قد فتحت لكم أبوابها، وزينت حورها وأترابها فبادروا إليها وجدوا في طلبها... ألا وإن الجنة تحت ظلال السيوف» فكانت له الغلبة والظفر وحصد آلاف النصارى ثم أمر بقطع رؤوسهم وجمعها وأمر أن يؤذن فوقها لصلاة الظهر والعصر، معيدا ذكرى الزلاقة إلى الأذهان، واحتز رأس «دون نونة» وبعثه هدية لابن الأحمر، لكن ابن الأحمر ضمخه بالطيب وأرسله سرا للإسبان، علامة على خموله وفتور همته وركونه إلى ذل النصارى وهو يعتقد أن في مداهنتهم دفع لصولتهم ورد لعدوانهم، ولكن التاريخ سيثبت أن أمير المسلمين كان أعلم منه بأحوال ملوك الإسبان وأقرب إلى فهم سنن التدافع بين الأمم، فتنكيله بهم نابع من سلامة فهمه لحالهم وحصافة رأيه فيهم، ولذلك لم يقم الإسبان وزنا لابن الأحمر وظل هاجسهم الأوحد الذي يقض مضاجعهم جواز ملك المغرب إليهم...[/font]
[font=&quot]كانت نفس أمير المسلمين تواقة للجهاد فما أن حلت سنة 676ه حتى هرع مرة أخرى إلى عدوة الأندلس ولقيه ابن أذفونش بساحة إشبيلية ففل جمعه حتى فر جنود الفرنجة في الوادي وتبعهم جنود المنصور قتلا وذبحا إلى أن صار لون النهر أحمر، وطفت جثثهم من الغد عليه، وفي هذه الحملة افتتح المنصور جليانة وروطة ودخل شلوقة وغليانة واكتسح إشبيلية وحاصر قرطبة حتى نزل إليه رهبانها يطلبون الصلح لكنه لم يأت لدنيا فقال إنما أنا ضيف ثم أرسلهم لابن الأحمر فصالحهم، وتنازل أمير المسلمين لابن الأحمر عن غنائم الأندلس في هذه الحملة، وفي ذلك قال قولته التي تنم عن امتلاء قلبه بالإيمان «يكون حظ بني مرين من هذه الغزوة الأجر والثواب مثل ما فعل ابن تاشفين يوم الزلاقة».[/font]
[font=&quot]لكن ابن الأحمر لم يرع عهود المنصور، فقد حدث أن بعضا من أسرته خاصمه واستقل بمالقة (ابن شقيلولة) وامتنع بها فلما رأى همة المنصور في جهاد الإسبان نزل له عنها طائعا مختارا وخيره بين أخذها أو تسليمها للنصارى وذلك أفضل عنده من أن يأخذها ابن الأحمر في مذهبه، فتسلمها منه المنصور، فأوغر ذلك صدر ابن الأحمر عليه ومن ثم راح يحطب في حبل أعدائه وشكل حلفا مع الإسبان ويغمراسن غايته استئصال حامية المنصور المعسكرة بالجزيرة الخضراء والقضاء على شوكته بالمغرب. وحدث في نفس الفترة أن خرج على المنصور مسعود بن كانون من بلاد المصامدة فشخص إليه وقلبه تأكله الحسرة على ما آلت إليه أحوال الأندلس، خاصة بعدما تناهى إلى مسمعه أن مسلمي الجزيرة الخضراء يلقون عنتا شديدا من عدوهم وأنهم صاروا يخشون على أبنائهم أن يتنصروا وأنهم ختنوا أصاغرهم خوفا عليهم من معرة الكفر ... فأمر ابنه على رأس الجيش ووجهه إلى الأندلس وتفرغ هو لشأن مسعود بن كانون وقد أعلن المنصور النفير فلبى المسلمون من كل أقطار المغرب الأقصى وتطوع منهم خلق كثير، وأبلى الفقيه أبو حاتم العزفي أمير سبتة أحسن البلاء، إذ جهز خمسة وأربعين أسطولا بعد أن علم بأن مسلمي الجزيرة الخضراء قد يئسوا من الدنيا وفني معظمهم بالحصار، ولم يبق في سبتة غير النساء والأطفال والشيوخ، وندم ابن الأحمر على خيانته وخاف سوء العاقبة فبعث باثني عشر أسطولا لمساندة المغاربة، وكان أن دارت معركة بحرية رهيبة بين جنود الإسبان وجنود يوسف بن يعقوب أسفرت عن انتصار المغاربة وذلك سنة 678ه، فخف النصارى لعقد الصلح معه، وكان المنصور يتابع أخبار جنوده لحظة بلحظة وقد آل على نفسه ألا يلتذ بمنام وألا يستطيب طعاما وألا يقرب امرأة إلى أن يصله نبأ الفتح، وحين علم أن ابنه أطمعهم في الصلح أقسم ألا يرى منهم أحدا إلا ببلادهم، ومعناه أنه سيجوز إليهم لتأديبهم على ما كان من تطاولهم على مسلمي الأندلس. وفي تلك الأثناء جاءه «هيراندة « يستنصره على ابنه سانجة ويرهن عنده تاج ملكه، وأمام ملأ من العرب والعجم تقدم هيراندة من أمير المسلمين وقبل يديه فغسلهما المنصور ليعلم هيراندة مقامه من ملك المغرب وأسد عرين بني مرين، ثم كان أن جاز المنصور إلى الأندلس سنة 684ه ليبر بقسمه فجاءه ابن الأحمر ذليلا صاغرا يطلب عفوه، واستنقذ أمير المسلمين في جوازه هذا قرمونة وركش.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وما إن خفقت رايات النصر عاليا وتهيأت أسباب الفتح حتى أرسل ابن الأحمر وفدا إلى ملك النصارى يطلب الصلح ويسأله أن يكونا يدا واحدة على يعقوب المنصور المريني، وكان خوفه من المنصور قد فوت على المسلمين فرصة ذهبية لبسط نفوذ المسلمين على الأندلس برمتها من جديد، وظلت قصة يوسف بن تاشفين مع المعتمد ماثلة أمام عيني ابن الأحمر فانتصارات قائد المرابطين على الإسبان ألفت حوله قلوب العامة والعلماء على حد سواء حتى أفتى بعضهم بأنه آثم إن لم يخلص الأندلس من قبضة ملوك الطوائف، فكان ما هو معروف في التاريخ من سيطرة المرابطين على الأندلس ونفي المعتمد بن عباد إلى أغمات، وهذه القصة ما كانت لتغيب عن ابن الأحمر وهو ينظر إلى مكانة المريني في قلوب ساكنة الأندلس فهو المخلص من استبداد الإسبان، وجوازه المرة تلو المرة إلى عدوة الأندلس فيه من ثقل المغارم ومشقة التنقل ما سيدفعه في النهاية إلى إزاحة ابن الأحمر وإن لم يكن برغبته فسيكون بطلب من الأندلسيين أنفسهم، وعلى ضوء هذه المعطيات اختار ابن الأحمر أن يلعب دورا تغلب فيه مصلحته الخاصة على مصلحة أمته، فإذا أوجس خيفة من النصارى هرع إلى بني مرين يثير فيهم حمية الدين ويدفع بهم صائلة المعتدين، فإذا تم له ذلك حالف النصارى وألب على ملوك المغرب خصومهم، وهو بهذا يعتقد أنه يحدث التوازن المطلوب بين القوى المهيمنة على مسرح الأحداث في عصره، لا يلقي بالا للفرصة التي سنحت له كي يعيد مجد أجداده الأماجد، وهيهات أن يكون للأقزام دور في صناعة الأمجاد، فما إن وصلت وفوده إلى سنجة بإشبيلية (وكان سنجة قبل وصولهم طلب لقاء مبعوث المنصور فأرسل إليه أبا محمد عبد الحق الترجمان) حتى سلقهم بألسنة حداد وأصر أن يسمع عبد الحق حوارهم ومما جاء في كلامه: «إنما أنتم عبيد آبائي فلستم معي في مقام السلم والحرب وهذا أمير المسلمين على الحقيقة (يقصد المنصور ) ولست أطيق مقاومته ولا دفاعه عن نفسي فكيف عنكم».[/font]
[font=&quot]وهكذا عادت وفود بني الأحمر لتحمل إلى ملكها أنه لا مكان للجبناء والخونة والمتآمرين على موائد العظماء، فعلم ابن الأحمر أنه ارتكب خطأ جسيما وأساء التقدير فعاد لطلب الصلح من أمير المسلمين الذي لم يطمع في بلاده قط وقد كان في إمكانه استئصال شأفة بني الأحمر لو أراد لكنه صرف جهده إلى حرب عدوه الأصلي وتجنب مصادمة من سواه، وقد حاول مرات ومرات أن يصالح يغمراسن ليتفرغ كلية لجهاد النصارى، فكان يجيبه مرة ويعرض أخرى، ولعل أهم الأسباب التي منعت أمير المسلمين من التوغل في بلاد الأندلس ليعيد فيها أمجاد طارق وموسى وابن أبي عامر أنه لم يؤمن جبهته الداخلية ولم يكن يأمن مكر بني عبد الواد ولا مكر بني الأحمر وقد كانت المراسلات بينهم وبين الإسبان لا تفتر ونية إضعاف المرينيين لا تغيب عن أذهانهم لحظة.[/font]
[font=&quot]كان المنصور ذا همة عالية فلم يشغله خوض المعارك عن بناء الدولة ونشر العلم فقد أشرف سنة 674ه على بناء البيضاء قرب مدينة فاس وهي المسماة اليوم «فاس الجديد» ولبنائها سبب عجيب يرويه صاحب الروض العاطر الأنفاس وذاك أن الفقيه «أبو إبراهيم إسحاق بن يحيى الورياغي» كان إماما بجامع السلطان بفاس وكان شديدا في الحق يأمر السلطان بالمعروف وينهاه عن المنكر، وقد أكثر عليه ذات مرة في الكلام فغضب السلطان وأمره أن يخرج من فاس فألم به مرض شديد بعد رحيل الفقيه فأمر برده، فقال الفقيه لا أدخل حتى يخرج هو ولا نكون أنا وهو في بلد واحد فخرج السلطان في الحين ... وبنى البيضاء ليتيح له العودة لوطنه كما بنى مدينة البنية قرب الجزيرة الخضراء لتكون بمثابة القاعدة العسكرية لمقاتليه وليقي سكان الجزيرة من قسوة الجنود وغلظتهم، وبنى الزوايا والأربطة لتكون مأوى للمسافرين وعابري السبيل خاصة في الأماكن البعيدة عن العمران، ومن جهوده أيضا أن أمد قصبة الرباط بالماء الشروب وأسند أعمال البناء في دولته لمهرة الصناع والمهندسين، وعلى رأسهم أبو الحسن علي بن الحاج الذي ذاع صيته، وشجع العلم والعلماء فاشترط على سنجة قبل الصلح أن يعيد إليه مؤلفات العلماء المسلمين الموجودة بمكتبات دولته فأجابه إلى ذلك ورد عليه ثلاثة عشر حملا من الكتب فيها جمهرة نافعة من كتب الفقه والتفسير والمنطق والبلاغة، ومن ضمنها تفسير ابن عطية الذي ما زال يدرس إلى عهدنا هذا وكتب الثعالبي وغيرها، وقد خص طلبة العلم والعلماء بالأعطيات وأجرى عليهم رواتب شهرية وبنى لهم المدارس وزودها بما يلزمها من المراجع، ومن تلك المدارس مدرسة الصفارين بفاس وهي أول مدرسة شيدها المرينيون وشيد مدرسة أخرى بمراكش، فلا عجب أن يكون عهده عهد نبوغ فكري وعلمي، ومعلوم أن دولة المرينيين قامت على أنقاض دولة الموحدين فكان اهتمام المنصور بالمدارس توجها يدل على فطنة وبعد نظر، فعلاوة على مساهمة هذه المدارس في الرقي العلمي ونشر المعرفة في البوادي فضلا عن الحواضر كان لها أبلغ الأثر في تقويض الأسس النظرية التي شيد عليها المهدي بن تومرت بنيان دولته، وهو لم يلجأ إلى المذابح لاستئصال دعوى المهدي التي رسخت في نفوس المغاربة يومها كما فعل المهدي نفسه بالمرابطين، بل دفع خرافاته بالعلم فلم يلبث المغرب غير قليل حتى عاد فيه المذهب المالكي لسابق عهده، كما اهتم المنصور ببناء المارستانات وأنفق على نزلائها من بيت المال وأعطى الفقراء والجذامى والعميان، ولعل سائلا أن يسأل عن سبب ازدهار العمران وفن الزخرفة في الأندلس في ذلك العهد مما لا يتناسب مع الضعف السياسي للدولة النصرية التي استمدت أسباب بقائها من قوة المرينيين وقصور المرينيين عن اللحاق بإخوانهم الغرناطيينن في هذا المضمار، غير أن جواب ذلك لا يخفى على من نظر في أسباب قوة المرينيين وضعف بني الأحمر، فقد ورث المرينيون عن الموحدين عزوفهم عن كل ما يمت للبذخ بصلة وقدموا مصالح الأمة على مظاهر العظمة الجوفاء، أما بنو الأحمر فتأنقهم في الزخرفة لم يكن علامة رقي بقدر ما كان مؤشر انحلال أتى على وجودهم لما عدموا نصرة المغاربة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إن عظمة المنصور المريني من عظمة حاشيته وخاصته وأهل مشورته، فبهم تفتخر الأمم وتعلو الهمم ، وعلى عاتقهم تقع أمانة النهوض بتكاليف الحكم وتحمل مغارمه، فإذا كانوا منصرفين إلى اللهو وجمع المال وامتطاء صهوة الملذات آل حال الأمة جمعاء إلى الضعف والهوان وما من مقربي المنصور يومئذ إلا عالم أو شاعر أو فقيه، ففيهم أبو الحسن بن أحمد و أبو عبد الله بن عمران وأبو جعفر المزدغي وأبو أمينة الدلائي وأبو فارس العمراني وثلة من أهل الفضل البررة من أبناء المغرب الأقصى .[/font]
[font=&quot]مرض أمير المسلمين أبو يوسف يعقوب المنصور المريني سنة 685ه ووافته المنية بقصره بالجزيرة الخضراء ثم حمل جثمانه إلى شالة ودفن بها وقد ترك لأمته مجدا لا تبليه الأيام ولا تمحوه الأعوام مهما تعاقبت.[/font]
[font=&quot]التعريف بالشيخ أبي يعزى يلنور المعروف بمولاي بوعزة[/font]
[font=&quot] الحمد لله المتحجب بكبريائه عن درك العيون، المتعزز بجلاله وجبروته عن لواحق الظنون، المتفرد بذاته عن شبه ذوات المخلوقين، المتنزه بصفاته عن صفات المُحْدَثِين القديم الذي لم يزل والباقي الذي لا يزال، المتعالي عن الأشباه والأضداد والأشكال، الدال لخلقه على وحدانيته بأعلامه وآياته، المتعرف إلى أوليائه بأسمائه ونُعوته وصفاته، المقرب أسرارهم منه والعاطف بقلوبهم عليه، المقبل عليهم بلفظه، الجاذب لهم إليه بعطفه، طهر عن أدناس النفوس أسرارهم، وأحل عن موافقة الرسوم أقدارهم اصطفى من شاء منهم لرسالته، وآنتخب من أراد لوحيه وسفارته، انزل عليهم كتبا أمر فيها ونهى، ووعد من أطاع، وأوعد من عصى، أبان فضلهم على جميع البشر، ورفع درجاتهم أن يبلغها قدر ذي خطر، ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأمر بالإيمان به والإسلام، فدينه خير الأديان، وأمته خير الأمم، لا نسخ لشريعته، ولا أمة بعد أمته، جعل فيهم صفوة وأخيارا ونُجَبَاء وأبرارا، سبقت لهم من الله الحسنى، وألزمهم كلمة التقوى، وعزف بنفوسهم عن الدنيا، صدَقت مجاهدتهم فنالوا علوم الدراسة، وخلصت عليها معاملاتهم فمُنحوا علوم الوراثة، وصفت سرائرهم فأُكرموا بصدق الفراسة، ثبتت أقدامهم، وزكت افهماهم، وأنارت أعلامهم، فهِموا عن الله، وساروا إلى الله واعرضوا عما سوى الله، خرقت الحجب أنوارهم، وجالت حول العرش أبصارهم فهم أجسام روحانيون، وفي الأرض سماويون، ومع الخلق ربانيون ، سكوت نظار، غيب حظار ملوك تحت أطمار، أنزاع قبائل، وأصحاب فظائل، وأنوار دلائل، آذانهم واعية، وأسرارهم صافية، ونعوتهم خافية، صفوية صوفية.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] إن التصوف في كتاب أهل العرفان، ربانية واجتهاد في العلم، بمقتضى الحـق والعمل به، حيث تختلف حـدوده بحسب مقامات رجاله في معـارج السـلوك، ومقـامات العـرفـان اللدنـي. لذلك لا تـسـتـقيم دراسته دون النظر في سير هؤلاء، والتشوف في مصنفاتهم وآداب مـناقبـهـم، فـبـهـم تـعـرف حـقـيـقـتـه، وبـه يـعـرفـون ويـُفـضـلـون، فـبـيـن جحـود وظـلـم لـمـقامـهـم، ومـغـالاة فـي روايـة كـرامـاتهـم ومناقبهم، تـزداد الحـاجـة إلـى تـرجـمـة أفـكـارهـم لعـمـوم الناس، فـي مـغـرب يـحـرص الـيـوم علـى خـصـوصـيـتـه المـذهـبـيـة، بإحـيـاء قـيـم التـصـوف السـنـي، والـعـقـيـدة الأشـعـريـة، والـمـذهـب الـمـالـكـي، لمواجهة رياح التطرف.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]والشيخ أبو يعزى يلنور قطب من أقطاب الصوفية في المغرب الأقصى في كل الأزمنة، بقية الأولياء السابق في حلية الأصفياء، هو الشيخ الكامل، ذي الكشوفات الصادقة، والأحوال الصـالحة، فهو أبو يعزى يلنور بن ميمون بن عبد الله اليزميري على ما في " التشوف "، وإبن عبد الرحمان بن أبي بكر الأيلاني، على ما في " المعزى " أما كلمة أبو يعزى التي يعرف بها الآن، فإنما هي كنيته تكنى فيها بأكبر أولاده يعزى الذي أورثه سره. [/font]
[font=&quot] أما إيلا النور معناه ذو النور أو ذو الحظ أو آل النور الذي هو إسمه، فلا يظهر إنها عربية وإن كان لفظها عربيا لأن التسمية على هذا الشكل لم تكن معروفة عندهم، على أننا وجدنا من يكتب آل النور هذه بالياء ثم اللام هكذا يلنور ، أما أصله فقد وقع فيه الإختلاف فقيل إنه من هزميرة إيروجان كانوا قبيلة من المصامدة آستوطنوا بين أسوار مراكش وركراكة . [/font]

[font=&quot] وقيل من بني صبيح من هسكورة بجبال تيغنيست بالأطلس الكبير بين آيت مكون وإيمغرن ، وأن سواد بشرته يسهل انتسابه إلى هسكورة الحالية .[/font]
 
أعلى