موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أتم سلام طيب النشر أذكاه علی من سما من شاهق المجد أعلاه[/font]
[font=&quot]علی أحمد الصدر المبجل من غدا اماما وفي ثغر لـ « ماسة » مغناه[/font]
[font=&quot]وبعد فقد وافی نظام تفتحت أزاهره إذ صوب فكرك أرواه[/font]
[font=&quot]يسائل عن أشياء تزعم أنها أتتك بوجه جانب الحق يأباه[/font]
[font=&quot]رماك بها شيطان دمنة إذ أتی إليك وكم قلب علی الشر أغواه[/font]
[font=&quot]يحرف من قول المشايخ ضلة عن القصد إيهاما وجهلا بمعناه[/font]
[font=&quot]فلا تغترر أن ساعدتك عناية بأهل ضلال في فلاة الهوی تاهوا[/font]
[font=&quot]وسلم لأرباب الكمال فمن غدا ليؤذيهم يوما يحاربه الله[/font]
[font=&quot]يظهر من منطوق هذه الأبيات أن واضعها سيء الأدب مع الشيوخ والعلماء ، فوصف عالم بالشيطنة والضلال ، وقذفه بالجهاله والغي ، كل ذلك لا ينبع من قلب طاهر نقي ، إذ الخلاف في المذهب أو الفكر أو في الطريقة المسلوكة ، لا يسوغ بحال شتم الآخرين والتشهير بهم . علی أن الخلاف وقع بين الحسين الافراني والماسي ، فما دخل الشيخ الدمنتي فيه ؟ وما دخل الشاعر المسخر لشتم من لم يره ؟[/font]
[font=&quot]علی أن الدمنتي ، وان كان ناصري الطريقة ، لم أعثر له علی كلام قبيح في سائر الطرق الصوفية ، اللهم إلا رسالته القيمة التي وجهها لعلماء الاسلام للنظر في أمر الطرق والمذاهب من أجل توحيدها (75)[/font]
[font=&quot]هذا وقد خصص الأستاذ المختار السوسي في « المعسول » مبحثا للخلاف الواقع بين تلميذ الدمنتي والشيخ الافراني ، جاء فيه : « كان المترجم صاحب الدمناتي ، وهو مربی تربية أهل تمكروت ، فكان يجول في سوس وفي غيره ، فكما أخذ عن أبي‌العباس التمجدشتي إجازة كما في فهرسته نزل في ايليغ علی الرئيس سيدي الحسين بن هاشم فاجتمع هناك بالشيخ سيدي الحاج الحسين الافراني ، وقد حكی لنا شيخنا سيدي الطاهر ما يدل علی أن سيدي الحاج الحسين الافراني لم يعجبه حال الدمناتي إذ ذاك ، ثم إنه درس في تمكروت ما شاء الله وتزوج فيها أخت سيدي محمد بن أبي‌بكر ، ثم استقر في الحمراء . ومن كون الدمنتي ناصري الطريقة ينكر علی غيرها من الطرق ، فسری ذلك إلی المترجم فصار يصرح بذلك (76)[/font]
[font=&quot]396 [/font]
[font=&quot]والحاصل أني لم أجد غير الافراني وشاعره ينتقص من قدر العلامة علي بن سليمان الدمنتي ، بل العكس هو الواقع ، أهل الفضل معترفون له بالفضل والفضيلة ، ولا يضره كلام من لا يعقل ولا يتحفظ .[/font]
[font=&quot]وعلی الرغم من منزلة البجمعوي العلمية والخلقية ، وشفوفه وعالمية فكره وثقافته ، وممارسته وتجربته ، وكثرة احتكاكه بأعلام زمنه ، علی اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ... علی الرغم من هذا كله لم يكن له نشاط علمي رسمي موجه ، فقد كانت الجلسات الحديثية تعقد في قصر السلطان الحسن الأول بمراكش وغيره (77)ولم يصح عندي أنه كان يحضرها ولا شارك فيها ، مع أنه أولی الناس بتصدرها ، بعد السلطان . زيادة علی أن المغرب في عصره عرف هزات متعددة خلفت أزمة حادة في نفوس المغاربة بصفة عامة ، والوعاة منهم بصفة خاصة . منها : احتلال الجزائر عام 1246 هـ ، وانهزام الجيش المغربي في معركة ايسلي عام 1260 هـ ، واحتلال مدينة تطوان (78)سنة 1820 م إلی ما صاحب هذه الخطوب من مجاعات (79)وأمراض وفتن ، ودعوات إلی تغيير نظم الحيش والادارة المغربية (80)إلخ ، كل هذا وأشد منه حدث . والمترجم بجامع ابن يوسف ، لا يدری موقفه إزاء النوازل والواقعات ، ولم أعثر له علی مكتوب علی الأقل واصف ، وإن كان أغلب علماء عصره متفاعلين مع المستحقات تحليلا وتصحيحا وتنقيبا عن الجنون .[/font]
[font=&quot]وقد اعتبر الأستاذ أحمد التوفيق (81)رسالة الدمنتي إلی آفاق الاسلام لتنظيم مؤتمر عام لعلماء الأمة لأجل توحيد الطرق والمذاهب قطعا للنزاع وكثرة الجدل والاختلاف ، دليلا علی مشاركة المترجم في هموم عصره .[/font]
[font=&quot]غير أن هذه « المشاركة » وحدها لا تقنعنا إزاء عظمة الأهوال وخطورة الأحوال . فقد كان بإمكان عالم العلماء أن يوجه ويصحح ويسخر علمه كله للأزمة العامة التي حلت بالبلد ماديا ومعنويا[/font]
[font=&quot]397 [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الهوامش :[/font]
[font=&quot]پاورقی[/font]
[font=&quot]1- كفهرس الفهارس للعلامة الكتانيو«الاعلام بمن حل مراكش وأغمات من الاعلام» للمراكشيوالسعادة الأبدية لابن الموقت وغيرها.اول صفحه[/font]
[font=&quot]2- معلمة المدن والقبائل لعبدالعزيز بن عبدالله 199 ـ 200ط 1977 مط: وزارة الأوقاف.اول صفحه[/font]
[font=&quot]3- نفس المرجع علی أنني لم أحد نصا لهذا القرار في اتحاف ابن زيدان مع أنه أورد فيه عدة ظهائر أصدرها السلطان الحسن الأول في قضايا خاصة وعامةانظر ج 2/332 وما بعدها ط 1349 هـ.اول صفحه[/font]
[font=&quot]4- المعلمة 200.اول صفحه[/font]
[font=&quot]5- نقلا عن الأستاذ أحمد التوفيق في دراسة له عن رسالة البجمعوي إلی آفاق الاسلام بنشرها في «النهضة والتراكم» الصفحات من 247 إلی 277دار توبقال للنشر 1986.اول صفحه[/font]
[font=&quot]6- كما فعل عندما ضبط «ابن اجروم» صاحب الكراسة في النحو، واعتبر الكلمة أمازيغية معناها: الرجل الفاضل، ومن ضبطها بغير هذا ـ علی حد قوله ـ فلجهله بهذا اللسان.اول صفحه[/font]
[font=&quot]7- له بها شرحان علی ابن عاشر.اول صفحه[/font]
[font=&quot]8- ترجمته في أعلام المراكشي ج 7/187 طبعة الرباط.اول صفحه[/font]
[font=&quot]9- ترجمته في فهرس الفهارس للكتاني ج 1/301.اول صفحه[/font]
[font=&quot]10- وتوفي بمراكش عام 1306 هـ بلا خلاف، ودفن بالروضة الملاصقة لضريح الشيخ أبي‌العباس السبتي بازاء السرجب علی ما جاء في الصفحة 260 في أعلام المراكشي.اول صفحه[/font]
[font=&quot]11- هذا استنتاج فقط من وراء سطور فهرسته، وإلا فالمترجم تحاشی كليا التأريخ لأسرته وأجداده، وكيفما كان الحال فهذه الأسرة هي المشرفة به، لا العكس علی غرار ما جاء عن المتنبي.اول صفحه[/font]
[font=&quot]12- أجلی مساند علی الرحمن في أعلی أسانيد علي بن سليمانص 4 ط1298 هـم: الوهبية بمصر.اول صفحه[/font]
[font=&quot]13- الصفحة 4 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]14- الصفحة 4 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]15- منها أن نبوغاه العلمی ناتج عن فتوحات ربانية وإشراقات الهية، لا عن استعداداته العقلية إذ هو من البلادة بمكان.اول صفحه[/font]
[font=&quot]16- الصفحة 4 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]17- الصفحة 4 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]18- الصفحة 4 من نفس المصدر.اول صفحه[/font]
[font=&quot]19- نفس الصفحة والمصدر.اول صفحه[/font]
[font=&quot]20- في دراسته المتقدمة عن الشيخ ورسالته إلی الآفاق، المنشورة في «النهضة والتراكم» ص 257.اول صفحه[/font]
[font=&quot]21- ص 7 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]22- نفس المصدر والمصدر.اول صفحه[/font]
[font=&quot]23- الصفحة 7 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]24- الصفحة 8 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]25- توفي بسوس سنة 1274 هـ خصص له ولدة ترجمة وافية عنوانها «رسالة الأنوار» ذكرها بن سودة في ج 1 ص 211 من دليله، والمختار السوسي في المعسول ج 6 ص 174.اول صفحه[/font]
[font=&quot]26- كلام نقله المختار السوسي من كتاب المؤرخ المشرفي الفاسي عن آل تمكيدشت.اول صفحه[/font]
[font=&quot]27- نقلا عن المختار السوسي في المعسول ج 7 ص 174.اول صفحه[/font]
[font=&quot]28- الصفحة 9 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]29- نفس المصدر الصفحة 18.اول صفحه[/font]
[font=&quot]30- ذكر الدمناتي فی الصفحة التاسعة من فهرسه بعد ذكره لما رواه عن التمجدشتي أن التغرغرتي أخبره أن عدة رجال من هذا السند عمروا طويلا.اول صفحه[/font]
[font=&quot]31- الصفحة 23 من الفهرس.اول صفحه[/font]
[font=&quot]32- الصفحة 8 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]33- الصفحة 57 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]34- نفس الصفحة ونفس المصدر.اول صفحه[/font]
[font=&quot]35- نقلا عن دراسة أحمد التوفيق ـ النهضة والتراكم ص 276.اول صفحه[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]36- الصفحة 12 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]37- الصفحة 14 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]38- الصفحة 15 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]39- الصفحة 21 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]40- الصفحة 29 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]41- الصفحة 10 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]42- الصفحة 10 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]43- الصفحة 12 من فهرسته.اول صفحه[/font]
[font=&quot]44- مثل إيضاح المكنون في الذيل علی كشف الظنون للبغدادي، وهدية العارفين لنفس المؤلف، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة، وملحق بروكلمان..وغيرها.اول صفحه[/font]
[font=&quot]45- هذه الدراسة منشورة ـ كما تقدم ـ في كتاب: «النهضة والتراكم».اول صفحه[/font]
[font=&quot]46- بل توجد نسختان بخط المؤلف في الخزانة العامة بالرباط، إحداهما تحت رقم 157 ق، والأخری تحت رقم 1421 لضمن مجموع.اول صفحه[/font]
[font=&quot]47- النهضة والتراكم الصفحة 260.اول صفحه[/font]
[font=&quot]48- ذكرها العلامة عبدالعزيز بن عبدالله في كتابه: «معلمة القرآن والحديث في المغرب الأقصی».اول صفحه[/font]
[font=&quot]49- ذكرها الأستاذ سعيد أعراب في كتابه «القراء والقراءات بالمغرب»الصفحة 163 الطبعة الأول 1410 ـ 1990 دار الغرب الاسلامي بيروت.اول صفحه[/font]
[font=&quot]50- الصفحة 261 من النهضة والتراكم وقد أخطأ الأستاذ التوفيق فث اعتباره مذكرة ابن آحروم في مباديء النحو منظومة، إن هي إلا ورقات نثرية موجهة للمبتديء.اول صفحه[/font]
[font=&quot]51- ذكره الدمنتي في مقدمة كتابه روح التوشيح.اول صفحه[/font]
[font=&quot]52- الصفحة 262 النهضة والتراكم.اول صفحه[/font]
[font=&quot]53- تقدم ذكرها.اول صفحه[/font]
[font=&quot]54- الصفحة 123 من فهرس الفهارس ج 1.اول صفحه[/font]
[font=&quot]55- الصفحة 265 النهضة والتراكم.اول صفحه[/font]
[font=&quot]56- السعادة الأبديةص 157 ط: الحجرية.اول صفحه[/font]
[font=&quot]57- الصفحة 155 سعادة الأبديةالطبعة الحجرية المؤلف من تأليفها عام 1335 هـ.اول صفحه[/font]
[font=&quot]58- ذكره المختار السوسي أثناء ترجمته للأسرة الالياسية العلمية الماسيةت 1370 هـص 77 ج 18 المعسول.اول صفحه[/font]
[font=&quot]59- الصفحة 155 من «السعادة الأبدية».اول صفحه[/font]
[font=&quot]60- نفس المصدر.اول صفحه[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]61- الصفحة 74 من كتابه: معجم الشيوخ المسمی رياض الجنةوالمدهش المطربج 1 ط: 1 سنة 1350 هـالمطبعة الوطنية لصاحبها عباس التناني ـ الرباط.اول صفحه[/font]
[font=&quot]62- الصفحة 71 ج 1 من معجم شيوخه المطبوع بمطبعة عباس التناني سنة 1350 هـ.اول صفحه[/font]
[font=&quot]63- الصفحة 154 من «السعادة الأبدية» لابن الموقت المراكشي.اول صفحه[/font]
[font=&quot]64- نفس المصدر.اول صفحه[/font]
[font=&quot]65- الصفحة 77 ج 18 من المعسول.اول صفحه[/font]
[font=&quot]66- ص 159 ج 1 «صعة المشتري في النسب الجعفري» للناصري، الطبعة الحجرية.اول صفحه[/font]
[font=&quot]67- نقلا عن المصدر أعلام.اول صفحه[/font]
[font=&quot]68- السعادة الأبدية ص 154.اول صفحه[/font]
[font=&quot]69- منهم العلامة الكتاني في فهرس الفهارس ج 1 ص 176 الطبعة الثانية سنة 1402 هـ.اول صفحه[/font]
[font=&quot]70- منهم العلامة المركشي في الأعلام: ج 9 ص 255 إلی 260 المطبعة الملكية 1980 م.اول صفحه[/font]
[font=&quot]71- منهم العلامة ابن الموقت في السعادة الأبدية.ص 154 ـ 155الطبعة الحجرية وغيرهم.اول صفحه[/font]
[font=&quot]72- السعادة الأبدية ص 154.اول صفحه[/font]
[font=&quot]73- الاعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام للمراكشيج 9 ص 255المطبعة مالرباط 1980 م.اول صفحه[/font]
[font=&quot]74- القصيدة أثبتها كاملة العلامة المختار السوسي في المعسول ج 18/81.اول صفحه[/font]
[font=&quot]75- تقدم الكلام عنها.اول صفحه[/font]
[font=&quot]76- المعسول ج 18 ص 82.اول صفحه[/font]
[font=&quot]77- الاتحاف لابن زيدان ج/ ص 143 الطبعة الأولی 1349 هـ ـ 1930والاستقصاء لأبي‌العباس أحمد بن خالد الناصري ج 9 ص 133 دار الكتاب 1956 م.اول صفحه[/font]
[font=&quot]78- أخبار هذه الوقعة مفصلة في عدة مصادر تاريخية منها: الاستقصاء ج 9/84 وما بعدها وتاريخ تطول العلامة داود ج 4 وغيرهم.اول صفحه[/font]
[font=&quot]79- الاستقصاء ج 9 ص 164 ـ 165.اول صفحه[/font]
[font=&quot]80- مظاهر يقظة المغرب الحديث للعلامة المنونيج 1 الصفحات..الطبعة الأولی 1973 الرباط.اول صفحه[/font]
[font=&quot]81- انظر النهضة والتراكم الصفحات من 257 إلی 270.اول صفحه[/font]
[font=&quot]ابن البناء العددي[/font]
[font=&quot]أعلام مغاربة من التاريخ[/font]
[font=&quot]يوسف الحلوي [/font]
[font=&quot]لا يمكن أن نتحدث عن علوم الحساب وما يتفرع عنها بالمغرب دون ذكر ابن البناء العددي، بل إن تطور هذه العلوم في أوروبا نفسها مدين بالكثير لعلامة مراكش، فمن يكون ابن البناء هذا؟[/font]
[font=&quot]هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي المراكشي، لقب بالعددي لبراعته في علم الحساب، وبابن البناء لأن والده كان يحترف البناء. وقد اختلف في زمن ولادته[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ووفاته لكثرة من تسمى باسمه في عصره، ومن هؤلاء ابن البناء الإشبيلي وابن البناء السرقسطي والقاضي ابن العباس أحمد بن محمد المالكي إلا أن معظم الرواة يرجحون أن ولادته كانت عام 654ه وأن وفاته كانت عام 721ه. ومعظم الأخبار التي وردت عن ابن البناء مصدرها ابن قنفذ القسطنطيني صاحب كتاب «حط النقاب في وجوه أعمال الحساب» وابن هيدور التادلي صاحب كتاب «التمحيص في شرح التلخيص «بدأ ابن البناء طلبه للعلم بحفظ القرآن جريا على عادة المغاربة ثم أخذ علوم عصره عن شيوخ مراكش وفاس حتى صار له فيها القدح المعلى، فسطع نجمه وقصده الناس من المشرق والمغرب، ومن شيوخه قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن علي الذي أخذ عنه كتاب الأركان لأقليدس، وابن العطار النحوي، وأبو بكر القالوشي عالم العروض والمريخ عالم الطب وغيرهم، كان لابن البناء منهج خاص في التلقي، إذ حرص على تمحيص معارفه وانتقاد وتصويب ما يحتاج إلى التصويب كما ناظر شيوخه ورد عليهم، وفي ذلك يقول ابن هيدور: «ورد على القاضي أبي عبد الله في مسائل التناسب في كتابه الذي ألفه في صناعة الحساب»، كان ابن البناء بحرا زاخرا ترتطم أمواج العلوم فيه بعضها ببعض، فلم يترك فنا في عصره إلا ألف فيه حتى بلغت مؤلفاته بضعا وثمانين مؤلفا ذكرها عبد الله كنون في كتابه «ذكريات مشاهير رجال المغرب» ولم يصلنا منها للأسف إلا النزر اليسير، فقد ألف في العلوم الشرعية واللغوية كتابه «عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل» وحاشية على تفسير الكشاف وفي الرياضيات خلف كتاب التلخيص ورفع الحجاب، وهما سبب شهرته الواسعة وقد اعتنى الشراح بهذين الكتابين عناية فائقة كالقلصادي وابن هيدور والهواري والإشبيلي، وقد ترجم أرستيدمار كتاب التلخيص للفرنسية ويعد كتاب التلخيص أهم مؤلفات ابن البناء على الإطلاق، يقول ابن هيدور:[/font]
[font=&quot]ياطالبا علم الحساب وكنهه[/font]
[font=&quot]وأصالة البرهان في الأعمال[/font]
[font=&quot]فعليك بالتلخيص تدرك جودة[/font]
[font=&quot]في علمه من غير ما إشكال[/font]
[font=&quot]وابن هيدور يقر بأن شرح التلخيص لم يرق لمستوى الأصل لطول باع ابن البناء في الرياضيات وقصور علماء الحساب من بعده عن إدراك منزلته في التأليف في هذا العلم، يقول ابن هيدور «وكل ما ألف بعده من المختصرات فمقصر عن درجته وأنى للضالع بإدراك شأو الضليع» كما ألف ابن البناء في الفلك «منهاج الطالب في تعديل الكواكب» الذي نقله الدكتور «خوان برينيت» إلى الإسبانية.[/font]
[font=&quot]وفي الفلسفة «مراسم الطريقة في فهم الحقيقة من حال الخليقة «وابن البناء ميال إلى الاختصار في تواليفه منصرف عن القشور إلى الجوهر مما يجعل كتبه مستغلقة على المبتدئين، على حد تعبير ابن خلدون فلكأنه يؤلف للعلماء لا للعامة، وللراسخين في العلم لا للمبتدئين ولهذا احتاجت مؤلفاته للشرح والتوضيح وفي ذلك يقول عن نفسه:[/font]
[font=&quot]قصدت إلى الوجازة في كلامي لعلمي بالصواب في الاختصار[/font]
[font=&quot]ولم أحذر فهوما دون فهمي[/font]
[font=&quot]ولكن خفت إزراء الكبار[/font]
[font=&quot]فشأن فحولة العلماء شأ ني[/font]
[font=&quot]وشأن البسط تعليم الصغار[/font]
[font=&quot]كان لابن البناء أعظم الأثر في تطوير علوم الحساب فقد توسعت أبحاثه في الجبر وانصب اهتمامه على الكسور والجذور الصماء ومربعات الأعداد ومكعباتها، وأدخل تعديلات على القاعدة المعروفة بقاعدة الخطأ الواحد، فطبقت شهرته الآفاق وظلت أبحاثه مرجعا إلى حدود بداية القرن العشرين، فإرستدمار لم ينقل كتابه إلى الفرنسية إلا في النصف الأخير من القرن 19م. يقول عبد الله كنون « وحل بعض المعادلات الجبرية العويصة وذلك كله بطرق سهلة وقريبة المأخذ مما أطلق ألسنة العلماء بالثناء وتقدير علمه، ولا سيما الأوروبيون الذين أدهشتهم تحقيقاته حينما نقلت بعض مؤلفاته إلى اللغة الأجنبية في أول عصر النهضة، وممن شهد بفضله في هذا المقام لالاند وسارطون وويكه وسوتر وألدوميلي، وأشار الرياضي الفرنسي شال إلى أن بعض علماء الغرب أغاروا على كتبه وتبنوا نظرياته».[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إن ابن البناء واحد من المغاربة الأفذاذ الذين أفادت النهضة الأوروبية من نبوغهم العلمي، وليس في ذلك ما يثير الاستغراب فقد كان أوحد عصره حتى عده ابن رشيد واحدا من عالمين لا ثالث لهما بالمغرب حين قال «لم أر عالما بالمغرب إلا رجلين ابن البناء العددي بمراكش وابن الشاطر بسبتة».[/font]
[font=&quot]إن ابن البناء لم يكن عالم رياضيات وحسب بل مدرسة تخرج منها ثلة من النوابغ ممن تتلمذوا على يديه ومن هؤلاء عبد الرحمان اللجائي وأبو جعفر بن صفوان وابن الشاطر .[/font]
[font=&quot]كان لتكوين ابن البناء الموسوعي أثر عظيم في تفرد تواليفه بأسلوب خاص مميز، فهو يكتب في الفقه بنفس صوفي ويخوض في الفلسفة وعلم الكلام بمنطق الرياضي .[/font]
[font=&quot]ويمزج الأدب والشعر بالرياضيات في قالب بديع جديد كل الجدة، وحسبنا أن نقرأ له في الغزل هذه الأبيات لندرك أنه منحة من منح الزمان التي قلما يجود بمثلها :[/font]
[font=&quot]خط الغرام على المشوق مثلثا[/font]
[font=&quot]متساوي الأضلاع خط مبرز[/font]
[font=&quot]فغدا ينادي ظبية فتانة[/font]
[font=&quot]فتكت به عمدا بغير تحرز[/font]
[font=&quot]يا ميّ إن أرسلت سهما صائبا[/font]
[font=&quot]من قوس طرف ما لها من محرز[/font]
[font=&quot]تجدي المتيم وسط دائرة الهوى وفؤاده فيها كنقطة مركز[/font]
[font=&quot]تأثر ابن البناء بابن وهب وابن سنان الخفاجي وابن سينا والغزالي وابن رشد، فكان من أثر ذلك في كتبه أنه ردد كثيرا من آرائهم وقد أخذ عليه الباحثون عدم إشارته في أحايين كثيرة إلى اقتباسه منهم، فهذا تلميذه ابن صفوان يقول عن كتاب الجبر والمقابلة: « فتأملته فرأيت كتاب ابن البناء مأخوذا منه بجملته منقولا بنصه لم يضع فيه كلمة واحدة ليست في كتاب القرشي» وقيل إن التلخيص تضمن زبدة اجتهادات أبي زكرياء الحصار حتى لقب بالحصار الصغير، ولرضوان بن شقرون محقق «الروض المريع في صناعة البديع «كلام في نفس السياق إذ يقول: «ولكن ابن البناء لا يحدد المصادر التي يستقي منها نظرياته ولا يذكر أسماء المؤلفين والكتب التي أفاد منها إلا في النادر ولا يشير في الغالب إلى النقاد والفلاسفة واللغويين الذين تأثر بهم، بل قد يصل التأثر إلى حد النقل الحرفي عنهم في بعض المواضع».[/font]
[font=&quot]إن كل هذا لا يزعزع قناعتنا الراسخة بأن ابن البناء واحد من حسنات الزمان التي لا تتكرر إلا نادرا، فأولئك الذين آخذوه على عدم إشارته إلى اقتباسه من غيره من العلماء ما فتئوا يثنون عليه في مواطن أخرى، فابن صفوان يقول عنه في موضع آخر: «وصل شيخنا ابن البناء في علم الهيئة والنجوم غاية لم يلحقها أحد من أهل زمانه».[/font]
[font=&quot]ولعل اشتغال ابن البناء بأكثر من علم مما يتضح في تنوع تواليفه جعله إلى الإيجاز أميل وإلى الاقتضاب أقرب، فلم يهتم بالإحالة على مواطن اقتباسه لاهتمامه بما هو أجل تاركا لمن بعده مهمة البحث في ذلك، ولقد تجد العالم الواسع الاطلاع مرددا في أحايين كثيرة لآراء غيره دون قصد منه بل لتوارد الخواطر تارة ولتمازج الآراء ببعضها تارة أخرى، حتى ليصبح من المستحيل أن تفرق بين رأي فلان أو علان، فما الإبداع في كنهه إلا إعادة إنتاج لمكتسبات قديمة في قوالب جديدة، مع شيء من التقويم والإضافة، وهذا نراه بكثرة في تردد المعاني الواحدة على ألسن شعراء لم يجمعهم عصر واحد ولا مكان واحد ولربما لم يجر أن التقى الواحد منهم بالآخر أو علم بوجوده، وحسب ابن البناء أنه بذل قصاراه في خدمة العلم فأفاد أمته وأفاد العالم أجمع، وفي ذلك يقول عن نفسه في «الروض المريع في صناعة البديع» وكلامه ولاشك هنا يسع كل إنتاجه العلمي «فغرضي أن أقرب في هذا الكتاب من أصول صناعة البديع ومن أساليبها البلاغية ووجوه التفريع تقريبا غير ممل يصغر جرمه ويكثر علمه».[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]موحا أوحمو الزياني[/font]
[font=&quot]أعلام مغاربة من التاريخ[/font]
[font=&quot]يوسف الحلوي [/font]
[font=&quot]بعد توقيع معاهدة الحماية جهدت سلطات الاستعمار في بسط نفوذها على المغرب، وقد قسم الغزاة المغرب إلى قسم نافع وآخر غير نافع معتمدين في هذا التقسيم على أساس اقتصادي بحت، فكل المناطق الغنية بالثروات نافعة في أعرافهم، أما المناطق الفقيرة فلا يرجى منها نفع، ومن ثم اتجه الغزاة بداية إلى احتلال المدن والسهول والهضاب وبعدها تحولت أنظارهم نحو الجبال التي صارت[/font]
[font=&quot]موطنا للفارين من جحيمهم والمناوئين لإرادتهم الاستعمارية، فكانت الجبال يومها قلاع المقاومة والنضال، ولا ريب أن جبال الأطلس واحدة من تلك القلاع التي احتضنت نخبة من الأبطال الذين غيروا بصمودهم وجه التاريخ، يقول ليوطي : «إن بلاد زيان تصلح كسند لكل العصاة بالمغرب الأوسط، وإن هذه المجموعة الهامة في منطقة احتلالنا وعلاقتها المستمرة مع القبائل الخاضعة يكون خطرا فعليا على وجودنا، فالعصاة المتمردون والقراصنة مطمئنون لوجود ملجأ وعتاد وموارد، وقربها من الجيش ومناطق الاحتلال جعلها تهديدا دائما لمواقعنا».[/font]
[font=&quot]كان المستعمر ينظر إلى الأطلس المتوسط بالذات كمحور لا غنى له عن السيطرة عليه، فعبره يرتبط الشمال بالجنوب ومنه تسهل مراقبة فاس ومراكش وبني ملال ووجدة ومكناس، وقد توسل الغزاة بالمال لشراء الذمم والولاء، فسقط في حبائلهم التهامي لكلاوي والجرموني والفشتالي وغيرهم، غير أن صنفا آخر من الرجال لم يحسب له المستعمر حسابه أبى أن يبيع ذمته وفضل الموت على الرضوخ لذل الاستعمار، ولعل هذا النوع من الأبطال العظام لا يظهر إلا في اللحظات الحرجة التي تمر منها الأمم، فما كان لنا أن نعرف شيئا عن موسى بن أبي غسان لولا وقوفه على أبواب غرناطة مدافعا عنها بمفرده حتى لا يسجل التاريخ أنها سقطت بلا دماء، وقد سلمها للعدو ملكها وكبار رجال دولته وأبت عليه أنفته أن يحذو حذوهم مع أنه لم يكن شيئا مذكورا، وما كنا لنتناقل بشغف أخبار طارق الفاتح المغوار لو كان آثر الدعة والخمول، وما كان محمد القري والزرقطوني وطريف بن مالك وجيش عرمرم من المتقدمين والمتأخرين ليسكنوا قلوبنا لولا أنهم هبوا لبناء مجد الأمة المغربية العظيمة، وعلى منوال هؤلاء نسج الأسد الهصور موحا أوحمو الزياني، ومن مثل مدرستهم أخذ دروس التضحية والفداء، هم حلقات يشد بعضها بعضا في تاريخنا المجيد، فلكأن الروح المتوثبة بداخل كل منهم عين الروح التي تأبى الذل في كل عصر ومصر، لا تتبدل ولا تتغير، وحدها الأجساد تختلف وتأخذ أشكالا مغايرة. يقول عنه الفقيه أحمد بن قاسم المنصوري: «هو القائد محمد وحمو بن عقى بن أحمد المدعو أمحزون بن موسى قائد طلع في زمن الدولة الحسنية…. وهو فارس تلك القبائل لما مدت فرنسا لصيدها الحبائل، فقد كان في وجهها سدا وأولاها عنادا وصدا».[/font]
[font=&quot]كل الظروف كانت مهيأة أمام موحا أوحمو كي ينعم برغد العيش ويركن للدعة، فقد عين منذ 1887م قائدا على قبائل زيان ولما يتجاوز العشرين من عمره، لكنه آثر اقتفاء أثر أسلافه المغاوير الذين خلفوا للمغاربة إرثا عظيما من حلي العزة والإباء، فصان الإرث ورعاه حق رعايته، لم يقتصر موحا في مدافعته للغزاة على قبيلته فحسب بل خاض معارك في كل ربوع المغرب ودفع برجاله إلى القتال في الشاوية سنة 1908م كما وقف إلى جوار رفيق دربه موحا أوسعيد في معارك القصيبة سنة 1913م فأثخن في الغزاة وأجبرهم غير ما مرة على إيقاف توسعهم، وبفضل تحركاته العسكرية المضبوطة استطاع التحكم في الطرق المؤدية إلى وجدة ومراكش، وقد حاول الغزاة استمالته فبعثوا له وفدا بربريا بقيادة إدريس ورحو المطيري محملا بالهدايا النفيسة والوعود المعسولة فرده موحا خائبا، ثم أرسلوا إليه الوزير إدريس البوكلي، ثم باشا مدينة أبي الجعد الحاج إدريس الشرقاوي فكان مصيرهما كسابقهما، ولما استيأس ليوطي من استمالته جيش جيشا ضخما من ثلاثين ألف مقاتل وجهزه بأحدث الأسلحة وأرسله إلى خنيفرة وبعد معارك عنيفة تكبد فيها أتباع ليوطي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد قرر موحا أوحمو الانسحاب نحو الجبال ليخوض حرب الاستنزاف ضد المستعمرين وكثف موحا والزيانيون حملاتهم على قوات الاستعمار فاستشعر هؤلاء أنهم سجنوا بخنيفرة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد انتزع الزيانيون ببسالتهم اعتراف العدو نفسه، يقول كيوم: «لا تكمن قدرة الزيانيين في كثرة عددهم بقدر ما تكمن في قدرتهم على مواصلة القتال بالاعتماد على ما كانوا يتحلون به من بسالة وتماسك وانتظام، وأيضا بفضل مهارة فرسانهم، فكانوا بحق قوة ضاربة عركتها سنوات طويلة من الاقتتال، أيضا سرعة الحركة والإقدام إلى جانب القدرة العفوية على المخاتلة في الحرب من الصفات المميزة لمقاتليهم». [/font]
[font=&quot]جن جنون الغزاة خاصة بعد أن أحبط موحا أوحمو استراتيجيتهم الرامية إلى التحكم في المعابر التي تصل الشمال بالجنوب فدفعوا بفيلق من قواتهم لمطاردة الزيانيين وتمكن موحا أوحمو من استدراجهم نحو «لهري» ليحولها إلى مقبرة للجنود الفرنسيين .[/font]
[font=&quot]ففي ليلة 13 نونبر 1914م تقدم لافيردور بقوات يبلغ عددها 1300 جندي نحو نهر اشبوكة قرب لهري تحذوه آمال عظام في استئصال مقاومة الزيانيين ومع انطلاق المعركة بدا الكولونيل عازما على تحقيق الانتصار بأي ثمن، فعمد إلى إحراق الدور وتدمير المنازل على ساكنيها ممطرا المدنيين العزل بوابل من القنابل، لكن موحا ورجاله لم يمهلوه حتى يوغل في دماء الأبرياء فقد جمع الزيانيون البواسل رجال القبائل المجاورة من آيت خويا، وآيت بوهو وآيت بوحدو وطوقوا المعتدين وأثخنوا فيهم، ولم يمهل موحا فلول الفارين كي تستجمع أنفاسها فتتبعهم حتى قتل قائدهم، ووصلت إمدادات المستعمرين للميدان بقيادة العقيد دوكليسيس فردهم القائد البطل على أعقابهم خاسرين وكانت خسائرهم في معركة لهري فادحة، يقول كيوم: «لم تمن قط قواتنا في شمال إفريقيا بمثل هذه الهزيمة المفجعة».[/font]
[font=&quot]وقد ذكر المختار السوسي في المعسول: «أن معركة لهري أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين شخصية عسكرية ذات الرتب العالية ناهيك عن أسر الكثير من الجنود» وبلغ عدد قتلى لهري 650 قتيلا و176 جريحا وغنم فيها المغاربة عددا من المدافع والخيول والذخيرة.[/font]
[font=&quot]استثمر موحا أوحمو نتائج معركة لهري وطور أساليبه الهجومية فصار يستهدف القوات الفرنسية المتوجهة للمشاركة في الحرب العالمية فأقض بذلك مضاجع الفرنسيين، وعلى مدى ست سنوات لم يهدأ له بال في مواجهة طغيانهم حتى وصفه غوي مارتيني (المؤرخ الفرنسي) بقائد فرسان زيان المخيف وأنه المقاوم الذي يستحيل ترويضه.[/font]
[font=&quot]وفي سنة 1921م ترجل الفارس الهمام عن صهوة جواده بعد أن جلل الغزاة بالعار والشنار وألحق بهم الهزائم تلو الهزائم واستنفد في حربهم وسعه حتى أشرك نساءه في قتالهم، كانت معركة «أزلاعن تزمورت» آخر معارك موحا أوحمو الزياني، وقد جرت المعركة بتاويكلت حيث حاصرته قوات الجنرال بوميرو فاتخذ بمعية رفاقه قرار مواصلة القتال حتى آخر قطرة من دمائهم، وفي هذه المعركة يروي أحد من كتب لهم البقاء أن موحا انتخب من رجاله فريقا من الشيوخ وقادهم بنفسه لإحداث ثغر في الطوق الذي ضربه العدو حولهم ليتمكن صغار السن من الفرار، فكان آخر عهده بالدنيا أن خلف رسالة للجيل الذي سيأتي من بعده (جيل الصغار) يسألهم مواصلة الكفاح لتحقيق أمل الأمة، رسالة كتبها بدمه ودماء إخوانه الزيانيين الأبطال.[/font]
[font=&quot]يعقوب المنصور الموحدي[/font]
[font=&quot]أعلام مغاربة من التاريخ[/font]
[font=&quot]يوسف الحلوي [/font]
[font=&quot]هو أبو يوسف يعقوب بن أبي يعقوب بن أبي محمد عبد المؤمن بن علي الملقب بالمنصور، ولد سنة 554ه وكان عهده عهد رخاء لم تعرف له دولة المغرب مثيلا، فقد ضاهت الحضارة الموحدية في زمنه نظيرتها العباسية، وفي ذلك يقول عبد الله كنون في «النبوغ المغربي»: «كان عهده العهد الذهبي للمغرب سواء من ناحية استبحار العمران وازدهار الحضارة، أو من ناحية استقرار النظام وانتشار العدالة،[/font]
[font=&quot]فكانت المرأة تخرج من بلاد نول إلى برقة وحدها ولا ترى من يعرض لها ولا من يمسسها بسوء، وكان الدينار يقع من الرجل في الشارع العمومي فيبقى ملقى لا يرفعه أحد عدة أيام إلى أن يأخذه صاحبه، ويمكث القاضي الشهر وأكثر لا يجد من يحكم عليه، لتناصف الناس وارتفاع مستواهم الخلقي، وكان المنصور ينظر بنفسه في المظالم حتى إنه لينظر في قضية الدرهم والدرهمين وينصف من نفسه ويمتثل لحكم القضاة».[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]بويع المنصور بالخلافة سنة 580ه وببيعته اتجه قدما نحو إصلاح مناهج الموحدين العقدية والتربوية، فأولى علم الحديث عناية خاصة وكان يملي بنفسه على كبار رجال دولته من موطأ مالك ومسند أبي شيبة وسنن الدار قطني وسنن البيهقي، وهو وإن لم يجاهر بذم مذهب سلفه ابن تومرت الذي أضل خلقا كثيرا إلا أنه صرح بأن ابن تومرت لم يكن معصوما وقرب العلماء من مجلسه حتى أغضب عصبة الموحدين، فخطب فيهم مرة قائلا وقد أحس بضيقهم من تبوؤ العلماء سنيات الرتب في عهده: «يا معشر الموحدين أنتم قبائل فمن نابه أمر فزع إلى قبيلته وهؤلاء – طلبة العلم – لا قبيل لهم إلا أنا»، وقد أحرق كتب الفلاسفة والمذاهب وفتح باب الاجتهاد وحض عليه ونبذ التقليد وأقصى المقلدين، وعلى عهده سجن ابن رشد الحفيد ونفي إلى مراكش بسبب اشتغاله بالفلسفة، وبذلك أرسى قواعد جديدة في بناء التصورات العقدية التي تنهل منها الأمة جمعاء وجعل مصدر التشريع كتاب الله وسنة رسوله بعد أن وجدت الخرافات طريقها إلى أذهان العامة والخاصة على عهد أسلافه فأفسدتها تماما كما فسدت عقائد الناس بآراء الفلاسفة.[/font]
[font=&quot]كان المنصور مقيما للشرع يشدد في إلزام الناس به، فكان يعزر من تأخر عن الصلاة ويعزل عماله الذين سقطت عدالتهم.[/font]
[font=&quot]وقد أطلق غداة بيعته المساجين وأغدق على الرعية من بيت المال أموالا كثيرة وأسقط المكوس، وكان ذا همة فاهتم بالعمران وبرع فيه، إذ حفر الآبار وبنى القناطر وشيد الجوامع والأسوار، ومن ذلك بناؤه لجامع الكتبية بمراكش وفيه أحدث مقصورة لم يسبقه إليها غيره، إذا قام يصلي فيها ظهرت، وإذا انصرف اختفت.[/font]
[font=&quot]ومنه أيضا بناؤه لصومعة حسان ومدرسة الجوفية بسلا والمسجد الأعظم بطالعة سلا والمسجد الأعظم بإشبيلية الذي أشرف عليه المهندس أبو الليث الصقلي، ومنه أمره ببناء أسوار فاس بعدما كان من هدمها في عهد سلفه عبد المؤمن.[/font]
[font=&quot]وإلى جانب ذلك اهتم بالجيش ونظمه وبنى أسطولا لم يكن له مثيل في الشرق أو الغرب كما ذكر ابن خلدون، وقد طلب منه صلاح الدين الأيوبي نفسه المدد فأمده بأسطول قوامه مائة وثمانون قطعة كانت سببا في حماية سواحل الشام من حملات الصليبيين، ويروي ابن خلكان أن الشاميين أقاموا له مشهدا عرفانا بأياديه على بلادهم، وذهبت بعض الروايات إلى القول بامتناع المنصور عن نجدة صلاح الدين بسبب دعمه لخصوم الموحدين في إفريقية ولأنه لم يخاطبه بأمير المؤمنين، لكن نص الرسالة كما أورده السلاوي يقطر تعظيما لمقام المنصور، فقد افتتحه بما يلي : «الفقير إلى الله تعالى يوسف بن أيوب» وكان عنوانه «من صلاح الدين إلى أمير المسلمين» ومعلوم أن الأيوبيين كانوا يدعون لبني العباس على منابرهم وهذا لا يخفى على المنصور وليس بينه وبينهم صراع يوجب العداوة لبعد دولته عن دار الخلافة، فكيف يصرفه سبب كهذا عن نصرتهم.[/font]
[font=&quot]فليس ثمة ما يدل على غضب المنصور أو فشل سفارة مبعوث الناصر، وإلى جانب ذلك فوجود مشهد للمنصور ببلاد الشام يعضد القول بمبادرته إلى نجدة إخوانه خاصة وأنه كان يملك أعظم أسطول بحري على وجه الأرض.[/font]
[font=&quot]كان المنصور عادلا لا تأخذه في الحق لومة لائم، وآية عدله ما ذكر ابن خلكان من أن الأمير أبا محمد عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص تزوج أخت المنصور وأقامت عنده ثم عادت إلى أخيها مغاضبة فشكاها للقاضي أبي عبد الله بن علي بن مروان، فاجتمع بأبي يوسف وقال له إن الشيخ أبا محمد يطلب أهله، فلم يجبه المنصور فأعاد عليه الطلب للمرة الثانية فلم يجبه فلما كانت الثالثة قال القاضي: «رد عليه أهله أو اعزلني فامتثل المنصور» وهذا دليل على استقلال القضاء في عهده، فالقاضي يحكم بما يوافق الشرع لا بما يلائم أهواء السلطان ومقربيه، والمنصور لا يستعمل سلطانه في باطل ولذلك أحبته الرعية وأخلصت له ما دام ينصفها من نفسه وأهله.[/font]
[font=&quot]عرف عن المنصور شغفه بالعلم واحتفاؤه بالعلماء ولولا ذلك ما بلغت دولته ذلك الشأن الذي رفع لها في صفحات التاريخ ذكرا لا يخفضه تصرم الأعوام والقرون، ومما يروى عنه أنه سأل قاضيه أن يختار له رجلين لتعليم ولد وضبط أمر، فقال القاضي في أحدهما هو بحر في علمه وفي الآخر بر في دينه، فاختبرهما فلم يجدهما كذلك فوقع المنصور على رسالة القاضي: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ظهر الفساد في البر والبحر» قال ابن الخطيب: «وهذا من التوقيع العريق والإجادة في الصنعة»[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان يعقد المناظرات للعلماء في مجلسه الذي ضم خيرة علماء عصره كأبي العباس بن عبد السلام الجراوي وأبي إسحاق بن يعقوب والحافظ أبي بكر بن الجد وابن طفيل صاحب رسالة حي بن يقظان وابن رشد بعد إطلاق سراحه وابن زهر.[/font]
[font=&quot]ومنها مناظرة ابن رشد الحفيد وكان قرطبيا وابن زهر وهو إشبيلي المولد والنشأة حول أوجه التفاضل بين إشبيلية وقرطبة، فكان قول ابن رشد فيها فصل الخطاب: «ما أدري ما تقول غير أنه إذا مات عالم بإشبيلية فأريد بيع كتبه حملت إلى قرطبة حتى تباع فيها، وإن مات مطرب بقرطبة فأريد بيع آلاته حملت إلى إشبيلية».[/font]
[font=&quot]والمنصور إلى جانب ما تقدم رحيم برعيته لا يتوانى عن الإشراف على شؤونها بنفسه، تجده ناظرا في شكايات الناس مقصيا من رجال دولته من ثبت عسفه وجوره عليهم يقوم للمرأة والصبي ويأخذ بيد الضعيف. بنى مكتبا للأيتام ضم ألف صبي وشيد المارستانات ومول أدويتها ونفقاتها من بيت مال المسلمين.[/font]
[font=&quot]وله معارك مشهودة سعى فيها إلى توحيد المغرب والقضاء على الفتن فيه والذود عن راية الإسلام ضد الصليبيين، نقتصر فيها على ذكر معركة الأرك التي تعد بحق من أهم معارك الإسلام، ذلك أن الروح الصليبية دبت في أوروبا قبيل هذه المعركة وقد أجج نارها المطران «مارتن دي بيسرجا» فلبى الألمان والإنجليز والبرتغال وغيرهم، وحمل الفونس الثامن لواء الحرب وحاصر مدينة شلب وأباد أهلها، ثم أرسل إلى المنصور الموحدي رسالة حبرها الوزير الخائن لملته ابن الفخار، وكان مما جاء فيها: «باسمك اللهم فاطر السماوات والأرض، وصلى الله على السيد المسيح روح الله وكلمته الرسول الفصيح، أما بعد فإنه لا يخفى على ذي ذهن ثاقب ولا ذي عقل لازب، أنك أمير الملة الحنيفية، كما أني أمير الملة النصرانية، وقد علمت الآن ما عليه رؤساء أهل الأندلس من التخاذل والتواكل وإهمال الرعية، وإخلادهم إلى الراحة، وأنا أسومهم بحكم القهر وجلاء الديار، وأسبي الذراري، وأمثل بالرجال، ولا عذر لك في التخلف عن نصرهم إذا أمكنتك يد القدرة، وأنتم تزعمون أن الله تعالى فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، فالآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا، ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحد منا، لا تستطيعون دفاعا ولا تملكون امتناعا، وقد حكي لي عنك أنك أخذت في الاحتفال، وأشرفت عل ربوة القتال، وتماطل نفسك عاما بعد عام، تقدم رجلا وتؤخر أخرى، فلا أدري أكان الجيش أبطأ بك أم التكذيب بما وعد ربك ؟ ثم قيل لي إنك لا تجد إلى جواز البحر سبيلا لعلة لا يسوغ لك التقحم معها، وها أنا أقول لك ما فيه الراحة لك وأعتذر لك وعنك، على أن تفي بالعهود والمواثيق والاستكثار من الرهان، وترسل إلي جملة من عبيدك بالمراكب والشواتي والطرائد والمسطحات، وأجوز بحملتي إليك، وأقاتلك في أعز الأماكن لديك، فإن كانت لك فغنيمة كبيرة جلبت إليك، وهدية عظيمة مثلت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي العليا عليك، واستحققت إمارة الملتين والحكم على البرين، والله تعالى يوفق للسعادة، ويسهل الإرادة، لا رب غيره ولا خير إلا خيره إن شاء الله تعالى» ، ومن هذه الرسالة يتبين أن ألفونس كان مسكونا بتعاليم الكنيسة مقتفيا خطى أسلافه في خوض حرب الاسترداد المقدسة، مدركا لطبيعة عدوه، فخاطب المنصور بما يثير حميته فهو يعلم تحرق المنصور لقتاله، لكنه اختار زمن المواجهة وترك لخصمه تحديد مكانها، ولم يكن عابثا حين ربط نتائج المعركة بمصير الأمتين معا فقد كانت بحق حربا فاصلة.[/font]
[font=&quot]وكان رد المنصور على ظهر كتاب عدوه موجزا ينبيه أنه رجل أفعال لا أقوال : «ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم أذلة وهم صاغرون». [/font]
[font=&quot]وجاز بجيش قوامه خمسون ألف مقاتل وكان ذلك سنة 591ه وحشد له ملك قشتالة مائة وخمسون ألفا أقسم معهم على الإنجيل لا يرجعون حتى يستأصلوا شأفة المسلمين أو يهلكوا دون ذلك، واجتمعوا بموضع شمال قلعة رياح على مقربة من قلعة الأرك، وقد تأثر المنصور بخطط ابن تاشفين في الحرب إلى حد بعيد فتراه بعد استشارة عبد الله بن صناديد يقسم جيشه إلى مجموعة من القطع ليضمن مرونة حركة الجند أثناء القتال، ويعمد بعد ذلك إلى تعيين قائد محلي على جنود الأندلس ثم يحتفظ بفرقة في الصفوف الخلفية تضم المطوعة والعبيد وفرسان المغرب لقلب موازين المعركة عند الاقتضاء، ثم يعين أبا يحيي بن أبي حفص قائدا عاما للقوات المغربية المسلمة، وهذا أعظم دليل على تواضع المنصور وتقديره لمواهب الآخرين إذ قدم من يستحق التقديم لأن مصلحة الأمة تعلو على حظوظ النفس، وقبيل بدء المعركة يحرص المنصور على رفع معنويات جنده فيأمر القائد العام بأن يلتمس له الصفح من الجنود وأن يتغافروا فيما بينهم وأن يخلصوا النية إلى ربهم، فلما سمع الناس مقالته أجهشوا بالبكاء…[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]كانت معركة الأرك ملحمة أبلى المغاربة فيها أحسن البلاء وقدمت فيها أمة الإسلام الآلاف من أبنائها شهداء، وقد سقط فيها القائد أبو يحيي فأعذر إلى ربه وكان النصر حليف المنصور وصحبه، وكانت بحق واحدة من أعظم المعارك في التاريخ الإسلامي لا تقل أهميتها عن حطين والزلاقة… قدر عدد قتلى الإسبان في الأرك بثلاثين ألف قتيل وأسر منهم أربعة وعشرون ألفا وتتبع المنصور فلول الهاربين فتشتت جمعهم، ثم كان منه أن عفا عن أسراهم بالجملة وندم على ذلك لاحقا، إذ ما أسرع ما عادوا إلى قتاله وتناسوا صفحه عندما تمكن منهم، وتنافس الشعراء في مدح المنصور بعد نصره المؤزر.[/font]
[font=&quot]وفي سنة 592ه تجمعت جيوش النصارى للثأر وكان ألفونس قد أقسم ألا يقرب امرأة و ألا ينام على فراش و ألا يركب فرسا أو بغلا مكتفيا في تنقله بالحمير حتى تنتصر النصرانية فسار إليه المنصور وهزمه شر هزيمة وحاصر طليطلة عازما على القضاء نهائيا على عدوه بالأندلس وحين طال حصاره لطليطلة خرجت إليه والدة ألفونس وبناته ونساؤه يبكين، فرق لحالهن وتزامن ذلك مع اضطراب أحوال إفريقية وثورة بني غانية و محاولتهم الاستقلال بها فصالح النصارى وعاد لإخماد فتنة الثائرين…[/font]
[font=&quot]ذهب الناس في وفاة المنصور الموحدي مذاهب شتى و اختلطت في وفاته الخرافة وعقائد الشيعة في غيبة الأئمة بالحقيقة، فقيل إنه هام على وجهه حتى وصل إلى سورية وبها مات وقيل مرض سنة 595ه عقب عودته من الأندلس وتوفي في مرضه ذاك و دفن بتينمل .[/font]
[font=&quot]محمد الطيب بن محمد الروداني[/font]

[font=&quot]غتنبرغ المغربي[/font]
[font=&quot]في[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]سنة 1864، اقتنى قاض مغربي، غير معروف ينتسب إلى مدينة تارودانت، يُدعى[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]محمد الطيب بن محمد الروداني، مطبعةً من مصر أثناء رحلته إلى الحج وأدخلها[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]إلى المغرب ومعه مطبعجي مصري، يسمى محمد القياني، بهدف الإشراف على[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]تشغيلها. والذي حدث أن عيونا أوصلت خبرَ وصول المطبعة إلى ميناء الصويرة[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]إلى السلطات المخزنية، فنُقلت المطبعة إلى مكناس، بأمر من هذه الأخيرة،[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ليبدأ اشتغال المطبعة، بعد مدة، بمدينة فاس، ولتُطلق فيما بعد مطابع حجرية[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أخرى، بنفس المدينة وبمكناس، بمبادرات من السلطات نفسها أو من أشخاص.[/font]
[font=&quot]ويبدو أن دخول الطباعة الحجرية إلى المغرب تحيط به العديد من علامات[/font]
[font=&quot]الاستفهام، حاولت أبحاثٌ الإجابة عن بعضها، ومنها أساسا إسهامات العلامة[/font]
[font=&quot]محمد المنوني ودراسةُ الباحث العراقي فوزي عبد الرزاق الرفيعة، التي[/font]
[font=&quot]ناقشها بهارفد وصدرت مترجمة من طرف خالد بن الصغير تحت عنوان «مملكة[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الكتاب». غير أن ثمة جوانب مازالت باهتة تحيط بمسارات دخول هذه[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]التكنولوجيا الجديدة حينها. وأعتقد أن إضاءة تلك الجوانب يمكن أن تمرَّ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عبر أمرين على الأقل، يرتبط أولهما بشخصية الروداني نفسه. فالسيد لم يكن[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عالما، ولا أثر لأي إنتاج علمي له. ما الذي دفع، إذن، قاضيا إلى اتخاذ[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مبادرة إدخال الطباعة الحجرية إلى المغرب، في الوقت الذي لم يفكر فيه[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المخزن في ذلك ولا علماء فاس وأعيانها، ومنهم من كان في وضع مادي مريح،[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]خصوصا وأن الطباعة لم تكن أمرا مجهولا من طرفهم. فالرحالة المغاربة إلى[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أوربا خصوصا وصفوا هذه التكنولوجيا في رحلاتهم المكتوبة، ومنهم من دعا إلى[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]إدخالها، كما هو الأمر بالنسبة إلى إدريس بن الوزير العمري الذي كتب في[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مؤلفه «تحفة الملك العزيز بمملكة باريز» الذي يُدون لرحلته إلى باريس سنة[/font]
[font=&quot]1860: «نطلب الله بوجود مولانا أمير المؤمنين أن يكمل محاسن مغربنا بمثل[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]هذه المطبعة ويجعل في ميزان حسناته هذه المنفعة». ثم إن إنتاجات الطباعة[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]بمطابع مصر كانت تصل إلى المغرب. وأكثر من ذلك، نجد أن عددا من العلماء[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المغاربة قد صدرت لهم مؤلفات عن هذه المطابع، وأيضا عن أخرى بأوربا[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]والهند. أما الأمر الثاني الذي يحتاج إلى الإضاءة فهو مآل المطبعة التي[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]جلبها القاضي الروداني. هل كان المخزن مصيبا في مصادرة هذه المطبعة وفي[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نقلها إلى مكناس ثم إلى فاس؟ وهل كان وصولها إلى تارودانت وانطلاق[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]اشتغالها من هناك سيُحدث تحولا في طبيعة الإنتاج العلمي؟ أعتقد أن الجواب[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عن ذلك يفترض استحضارَ معطيين، أولهما أن طبيعة الإنتاج العلمي في سوس لم[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]تكن تختلف كثيرا عن طبيعة بقية الإنتاج في المناطق الأخرى، بما فيها فاس،[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]حيث كانت مؤلفاتُ شرح الحديث والفقه والتصوف هي السائدة، أما الأمر الثاني[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]فيرتبط بوضعية فاس التي كانت تضمن محيطا ملائما لقيام صناعة طباعية أكثر[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مما تضمنه تارودانت، بفضل جامعة القرويين باعتبارها مجالا للتداول العلمي[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]والثقافي، وبفضل تمركز عدد كبير من علماء مناطق المغرب بفاس، باعتبارهم[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]كتابا وقراء مفترَضين لإصدارات المطبعة. وهما معطيان علميان لا علاقة لهما[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]بأي شوفينية جغرافية. [/font]
[font=&quot]وفي جميع الأحوال، لم يُكتب للروداني أن يشاهد إنتاج مطبعته، إذ[/font]
[font=&quot]توفي في سنة 1865، ثم دخل اسمُه طي النسيان. وأعتقد أنه الأوان للاحتفاء[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]بالشخص، من خلال إطلاق اسمه على مكتبة أو مرفق ثقافي ما.[/font]
[font=&quot]حسن الوزاني**المساء**21*10*2008[/font]
[font=&quot]محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي... المصلح المتنور[/font]
[font=&quot]آسية بنعدادة *[/font]
[font=&quot]ولد محمد بن الحسن الحجوي، سنة 1874 بمدينة فاس في أسرة عالمة ومتفتحة، ودرس، في جامعة القرويين، العلوم النقلية والعقلية، ولكن كان له انفتاح على الثقافات الأجنبية القديمة منها والحديثة.[/font]
[font=&quot]وعاصر مرحلة حاسمة في تاريخ المغرب (مرحلة التدخل الأوروبي وفترة الحماية ومرحلة الحركات الاستقلالية)، وكان عنصراً فاعلاً بحكم الوظائف المخزنية (الحكومية) المتعددة التي تقلدها. كان أول نشاط مارسه هو التدريس بجامعة القرويين، وبعد سنتين وظف عدلاً في صوائر المخزن بمكناس ثم أمين ديوانه بوجدة ثم نائباً للسلطان المولى عبد العزيز في الحدود المغربية الجزائرية ثم سفيراً عن المغرب بالجزائر.[/font]
[font=&quot]وبعد فرض الحماية على المغرب تولى وظيفة مندوب المعارف ولمدة تزيد على عشرين سنة، مما مكنه من معرفة النظام التعليمي من الداخل وصياغة مشاريع لإصلاح هذا القطاع. وفي سنة 1939 عين رئيساً للمجلس الشرعي الاستينافي الأعلى ثم وزيراً للعدل. وهذه الوظائف لم تبعده عن اشتغاله بالتجارة إلى جانب اهتمامه بالعلم والمعرفة.[/font]
[font=&quot]كان عالماً متمكناً في مختلف فروع المعرفة وقد خلف آثاراً علمية غزيرة تفوق عشرة ومائة مؤلف بين صغير وكبير ـ على حد قوله ـ لا تزال أغلبيتها مخطوطة. وليست كتابات الحجوي كلها كتباً مسترسلة بل جلها عبارة عن تقاييد ومذكرات ومحاضرات ألقاها في عدة مناسبات داخل المغرب وخارجه. أو فتاوى لأسئلة فقهية كانت ترد عليه من مختلف بلدان العالم.[/font]
[font=&quot]وقد تعدت أصداء مؤلفاته حدود المغرب إلى الجزائر وتونس ومصر والشام والعراق والهند ويوغسلافية، وكانت في حجم مؤلفات محمد عبده وخير الدين التونسي كتب الحجوي في موضوعات شتى: في الفقه والسيرة والتوحيد والتصوف والأدب والتاريخ والرحلات، واتسمت مؤلفاته بالتجديد والتفتح. من آثاره كتاب «الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي»، الذي يعتبر مرجعاً أساسياً لتاريخ الفقه منذ عصر التشريع إلى الآن، و«النظام في الإسلام» وهي: محاضرة في الأصل ألقاها للدفاع عن الإسلام وللرد على من قال إن المسلمين لم يعرفوا نظاماً منذ ثلاثة عشر قرناً.[/font]
[font=&quot]والتعاضد المتين بين العقل والعلم والدين، حاول أن يبين فيه أن الدين لا يشكل عرقلة أمام العلم والعقل .[/font]
[font=&quot]مذكرات تاريخية عن الثورات العديدة التي قامت بالمغرب في مطلع القرن العشرين وانتحار المغرب بيد ثواره. ونظام القرويين الأساسي المؤسس لمجلسها الانتخابي والذي يتضمن برنامج الإصلاحات التي اقترحها لتحسين وضعية هذه الجامعة. وإصلاح التعليم، وتعليم البنات المسلمات، ومستقبل التجارة المغربية، والرحلة الأوروبية. حاول الحجوي أن يفند ادعاءات منظري الحركة الاستعمارية التي ترجع أسباب تأخر المسلمين إلى الإسلام، فبين أن الإسلام ليس بدين جمود، فهو يدعو إلى التكيف مع تغير الأحوال والأزمنة والمكان، والتأخر الذي عرفه المسلمون ناتج عن عدم مسايرة المسلمين للتطور، لذلك دعا إلى الاقتداء بالسلف والأخذ بمبدإ الاجتهاد للتأقلم مع الأوضاع الجديدة. ويحمل الاجتهاد عند الحجوي دعوة إلى الانفتاح على أوروبا، ولاسيما على الدولة الحامية والأخذ بكل ما يشكل أسس قوتها لدخول الحداثة، مع المحافظة على أسس الشخصية المغربية الإسلامية المتجدرة في أعماق التاريخ، ذلك ما سيطبع مشاريعه الإصلاحية التي تميزت بطابعها الشمولي، والتي تضمنت اقتراحات كانت تتجاوز العصر الذي كان يعيشه. وتميز الحجوي بالجرأة والصرامة في التعبير عن رأيه ومواقفه، ذلك ما جعله عرضة لعدة انتقادات واتهامات.[/font]
[font=&quot]اعتبر الحجوي التعليم شرطاً أساسياً لركوب الحداثة لذلك طالب بإصلاحه وتعميمه، وبالأخذ بالعلوم العصرية والانفتاح على اللغات الأجنبية دون التخلي عن اللغة العربية، التي يجب تطويرها وجعلها لغة قادرة على استيعاب التجديد ودون إهمال للعلوم الدينية والأدبية. وأولى أهمية كبرى للتعليم العملي في مدارس متخصصة تهتم بكل الميادين التجارية منها والفلاحية والصناعية.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]واعتبر الحجوي ـ وهو من الرواد في هذا الصدد ـ أن الرقي لن يحصل دون تهذيب المرأة وتعليمها تعليماً متوسطاً ينطبق على مقتضيات القرآن والسنة وعمل السلف، ويأخذ بعين الاعتبار قابلية أمتنا.[/FONT]
[FONT=&quot]ويعد الحجوي من الفقهاء القلائل الذين دعوا إلى الاهتمام بالاقتصاد وإلى تحديثه وجعله وفق متطلبات المرحلة وداخل ذهنية العصر وذلك لمواجهة المنافسة الخارجية. ولم يكتف بتقديم هذه الاقتراحات الإصلاحية بل حاول تطبيقها عندما كان يمارس مسؤولياته السياسية، إلا أن مبادراته فشلت لأن أفكاره صادفت مواجهة من القاعدة الاجتماعية، التي لم تكن مؤهلة لاستيعاب الاقتراحات التي تقدم بها، وكما صادف معاكسة الفقهاء المتشبثين بالتقليد. وكما عارضت الحماية أفكاره لأنها كانت تعرف خطورة أبعادها. ولكن أفكار الحجوي ظلت متداولة عند زعماء الحركة الوطنية.[/FONT]
[FONT=&quot]توفي الحجوي بأحد مستشفيات الرباط في 6 أكتوبر 1956 .[/FONT]
[FONT=&quot]محمد بن عبد الكريم الخطابي القائد الثائر الـمصلح[/FONT]
[FONT=&quot] من طرف [/FONT]izarine[FONT=&quot] في السبت 18 أبريل 2009 - 8:20[/FONT]
[FONT=&quot]«في 10 ماي 1921[/FONT]
[FONT=&quot]اجتمع 50 مندوبا عن فخذات بني ورياغلي الخمس وعن بقبوة وصعدوا في وفد إلى[/FONT]
[FONT=&quot]جبل القامة حيث قرروا تجنيد مائة رجل عن كل فخدة من القبائل وتعاهدوا على[/FONT]
[FONT=&quot]أن يظلوا متحدين وعينوا عبد الكريم قائدا لجيش مقاتلي لريف ففرض عليهم عبد[/FONT]
[FONT=&quot]الكريم أداء ما سيعرف ب(قسم القامة) الذي اخذوا فيه على أنفسهم إلغاء[/FONT]
[FONT=&quot]العرف القبلي في تسوية النزاعات ومسائل الفدية والثأر والعمل بأحكام[/FONT]
[FONT=&quot]الشريعة الإسلامية تحت مسؤولية قضاة معينين»[/FONT]
[FONT=&quot]ذ. محمد السوسي[/FONT]
[FONT=&quot]هذا[/FONT]
[FONT=&quot]النص أعلاه أوردته زكية داود في كتابها عن محمد بن عبد الكريم الخطابي وهو[/FONT]
[FONT=&quot]نص جدير بالقراءة المتأنية والتفكير العميق في مضامينه وخلفياته التاريخية[/FONT]
[FONT=&quot]ودلالاته التي تشي من خلال هذه القراءة المتأنية على عوامل كثيرة يتداخل[/FONT]
[FONT=&quot]بعضها في بعض لصنع مأساة المجتمع المغربي في انكساراته وانهزاماته[/FONT]
[FONT=&quot]التاريخية، كما يفصح عن عوامل الانتصارات التي عرفها هذا المجتمع في[/FONT]
[FONT=&quot]تاريخه القديم والحديث فإذا قرأنا النص قراءة تحليل لتشخيص الواقع الذي[/FONT]
[FONT=&quot]كان فإننا نلاحظ ما يلي:[/FONT]
[FONT=&quot]1 - انعدام قوة عسكرية مؤمنة وقادرة على التصدي للغزاة وحماية الحدود والدفاع عن الأرض والعرض.[/FONT]
[FONT=&quot]2[/FONT]
[FONT=&quot]- انعدام الوحدة بين افراد الأمة حيث ان الخلل الأكبر جاء من تصدع هذه[/FONT]
[FONT=&quot]الوحدة ومحاولة كل قبيلة التصدي للعدو الدخيل بمفردها وعندما تنهزم لا[/FONT]
[FONT=&quot]تتورع في ان تكون عونا للمحتل على القبيلة المجاورة وهكذا دواليك وهذا أمر[/FONT]
[FONT=&quot]كان له اثر سلبي على القدرة الدفاعية للوطن في مواجهة الأعداء ومؤامراتهم[/FONT]
[FONT=&quot]ليس على المستوى العسكري فقط ولكن على المستوى السياسي كذلك فالمجتمع الذي[/FONT]
[FONT=&quot]يفقد الوحدة يفقد المقومات لأساسية لحماية نفسه من الأعداء والمتربصين.[/FONT]
[FONT=&quot]3 - انعدام قيادة رشيدة ومنتخبة وتحظى بثقة الناس وتكون محط إجماع الناس الذين يعنيهم الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]4 - عدم وجود وحدة قانونية وتشريعية يلتزم بها الجميع ويخضع لما تفرضه من أوامر وتوجيهات.[/FONT]
[FONT=&quot]5[/FONT]
[FONT=&quot]- ويترتب عن هذا الانفلات من أحكام الشريعة وأخلاقها وانعدام العدل[/FONT]
[FONT=&quot]والإنصاف والتكافل بين الأمة على اختلاف طبقاتها وحيثياتها الاجتماعية.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه[/FONT]
[FONT=&quot]هي السلبيات البارزة التي يمكن استخلاصها من هذا النص والتي جاء الشكل[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الايجابي لمعالجتها فإلى أي حد استطاع محمد بن عبد الكريم التصدى لهذه[/font]
[font=&quot]السلبيات في المجتمع الريفي حينذاك؟[/font]
[font=&quot]ان المتتبع لما كتب عن ثورة محمد[/font]
[font=&quot]بن عبد الكريم الخطابي ولمواقف الرجل من هذه السلبيات يدرك ان هذا الرجل[/font]
[font=&quot]استطاع ان يؤسس جيشا من المتطوعين الأشداء الذين يتوفرون على عقيدة قتالية[/font]
[font=&quot]وإرادة في الجهاد والشهادة تعتبر مضرب المثل في هذا العصر، فهؤلاء الجنود[/font]
[font=&quot]المتطوعون علموا الناس ان الإيمان بالعقيدة وبعدالة القضية يجعل كل الصعاب[/font]
[font=&quot]تهون وهذه الروح الجهادية هي التي أهلتهم للصمود أمام القوة الغاشمة[/font]
[font=&quot]للاستعمار وليس الصمود فقط ولكن الانتصار وتحقيق المعجزات في سياق هذا[/font]
[font=&quot]الانتصار، وان هذه الروح وما تمتاز به من الانضباط والامتثال والوحدة أضفى[/font]
[font=&quot]على الأمة بكاملها روح الوحدة فصرنا نلاحظ ونرى كيف اندفع المواطنون في[/font]
[font=&quot]مختلف أنحاء الوطن يعتزون بهذه الثورة ويلتفون حولها، ويسعون إلى تقديم[/font]
[font=&quot]العون لها بكل الوسائل الممكنة لديهم وهذا ما نلمسه من خلال ما سجله[/font]
[font=&quot]التاريخ الأدبي والسياسي للمرحلة، فقد كان التعاطف مع الثورة والتقدير[/font]
[font=&quot]لزعيمها وقائدها أمرا ملحوظا لدى جميع فئات المجتمع المغربي وهو ما جعل[/font]
[font=&quot]الاستعمار الصليبي الفرنسي والاسباني على السواء يسعيان بكل الوسائل[/font]
[font=&quot]لتوجيه الضربات لهذه الوحدة والالتفاف حول الثورة وخلف جيش من العملاء[/font]
[font=&quot]الذين يستطيعون في جميع الظروف أن يكونوا في ركاب الأجنبي مهما كان.[/font]
[font=&quot]وليس[/font]
[font=&quot]المغرب وحده الذي تتبع هذه الثورة والتف حولها ولكن لعالم الإسلامي بكامله[/font]
[font=&quot]وكل الأحرار في العالم اد رأي فيها الجميع ثورة للفقراء والضعفاء[/font]
[font=&quot]والمقهورين على الاستعمار وجبروته وطغيانه انها الثورة التي رأى فيها[/font]
[font=&quot]الأمير شكيب ارسلان عاملا أساسا في عودة الثقة بالنفس إلى المسلمين لقد[/font]
[font=&quot]كانت هذه الثورة نقطة ضوء في ظلمة الانكسار الذي أصاب الثورة العربية في[/font]
[font=&quot]الشرق، كما كانت بارفة أمل بالنسبة للمواطنين لمغاربة الذين كانوا يستعدون[/font]
[font=&quot]لانطلاق عملهم الوطني وهكذا نرى أن هؤلاء الذين اجتمعوا في قمة هذا الجبل[/font]
[font=&quot]وأدوا القسم واستحضروا الأمراض التي أوصلت الأمة إلى ما وصلت إليه[/font]
[font=&quot]استطاعوا كذلك بهذا القسم الذي أداه هؤلاء المجاهدون على الالتزام بأحكام[/font]
[font=&quot]الشريعة الإسلامية أن يجدوا مخرجا لهم للتغلب على الإحن والأحقاد[/font]
[font=&quot]والانتقامات والانتقامات المضادة، لقد كانت هذه القبائل كغيرها من القبائل[/font]
[font=&quot]تتحاكم إلى أعراف وقوانين وضعتها لنفسها بعيدا عن أحكام الشريعة والحدود[/font]
[font=&quot]التي جاءت بها وهو ما كان يفسح المجال أمام (انفلاس) القبائل وأهل العرف[/font]
[font=&quot]فيها للتحكم في الرقاب وفي الناس وكان فرار هذا من قبيلته إلى القبيلة[/font]
[font=&quot]الأخرى لحمايته من تطبيق القصاص وغيره مما يشعل فتيل الحرب بين تلك[/font]
[font=&quot]القبائل حيث يتصدى بعضها لبعض مما يزيد في تفتيت الوحدة، وخلق الفوضى[/font]
[font=&quot]والاضطراب وهذا ما يستهدف «قسم القامة» ان يضع الحد له بالتزام الجميع[/font]
[font=&quot]بأحكام الشريعة الإسلامية، وفي هذا تبرز شخصية محمد بن عبد الكريم الطالب[/font]
[font=&quot]السابق بجامعة القرويين والقاضي والصحفي والكاتب الذي خبر أمور الحكم بين[/font]
[font=&quot]الناس والاطلاع على المفاسد التي تتسبب فيها هذه الأعراف التي لا تستند[/font]
[font=&quot]إلى غير الأهواء والتي تكون عرضة للتنكر كلما كان احد الأطراف قادرا على[/font]
[font=&quot]ذلك ويتوفر على القوة التي تؤهله للتنكر والتنصل منها.[/font]
[font=&quot]ولاشك كذلك ان[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لجوء محمد بن عبد الكريم إلى فرض هذا القسم في شأن التحاكم إلى الشريعة[/font]
[font=&quot]يتيح له كذلك ان يكون لجهاد هؤلاء الناس معنى آخر وليس المعنى الوطني فقط[/font]
[font=&quot]فإن هؤلاء المقاتلين سيضفي عليهم منذ اليوم ليس مقاتلين ضد أجنبي يحاول[/font]
[font=&quot]اغتصاب الأرض وخيرات الوطن فقط، ولكنهم كذلك يعتبرون حماة الشريعة[/font]
[font=&quot]والمدافعين عن الكتاب ولسنة وهو أمر له دلالته بالنسبة ليس لهؤلاء[/font]
[font=&quot]المجاهدين فقط ولكن كذلك الأمر بالنسبة للمسلمين جميعا.[/font]
[font=&quot]وهذا ما يلاحظ فعلا من خلال التعاطف الإسلامي مع ثورة محمد بن عبد الكريم.[/font]
[font=&quot]محمد بن عبد الكريم والإصلاح والشريعة[/font]
[font=&quot]ان[/font]
[font=&quot]القائد محمد بن عبد الكريم وضع بهذا القسم المعركة في اتجاهها الصحيح[/font]
[font=&quot]فليست المعركة التي يخوضها بمعزل عن المعارك التي خاضها المسلمون من قبل[/font]
[font=&quot]ضد الصليبية ولكنها جزء متمم لها، ولاشك ان هذا القائد وهو يواظب على[/font]
[font=&quot]متابعة ما يصل إليه من مواقف دعاة النهضة والإصلاح في الشرق والغرب[/font]
[font=&quot]الإسلاميين وينكب على مطالعة كتب محمد عبده وغيره من دعاة السلفية ويقرأ[/font]
[font=&quot]في الصحف الاسبانية والشرق العربي ما يجري في الشرق والضجة التي أحدثها[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]انتصار كمال أتاتورك في مواجهة الاستعمار والإشادة بهذا الانتصار من طرف[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الصحف العربية كل ذلك وغيره من ملاحظاته الشخصية وما راكمه من تجربة أثناء[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]توليه المسؤولية في الإدارة الاسبانية أو في القضاء أو في الصحافة جعل[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الثائر يدرك أهمية التمسك بأهداب الشريعة وأحكامها وهو أمر كما كان مفيدا[/font]
[font=&quot]له محليا ووطنيا وعربيا وإسلاميا كان كذلك مما ألب عليه الاستعمار أكثر،[/font]
[font=&quot]لأن الاستعمار لم يأت للمغرب ليتيح لرجل ثائر مثله أن يعيد للشريعة[/font]
[font=&quot]مكانتها داخل المجتمع، وان يربط أواصر الوحدة بين القبائل الريفية[/font]
[font=&quot]والقبائل المغربية وبالتالي بين المغرب وبين بقية الأقطار الإسلامية، إنها[/font]
[font=&quot]أمور لا يمكن ان يقبل بها الاستعمار ولا أن يرضى بها من رجل ثائر ولا من[/font]
[font=&quot]غيره، إذ لو قبل بها لكان قد أتى على الأهداف الاستعمارية من جذورها[/font]
[font=&quot]وأسسها. [/font]
[font=&quot]ولابد من الإشارة هنا إلى أن محمد بن عبد الكريم الخطابي قد[/font]
[font=&quot]مهد لهذا كما أسلفت بدراسة متانية وعميقة لأوضاع المجتمع المغربي[/font]
[font=&quot]والمجتمعات الإسلامية وقبل ان يخوض معركة السلاح خاض معركة قلمية ضد[/font]
[font=&quot]الاستعمار والعملاء من خلال ما كتبه من مقالات.[/font]
[font=&quot]وسيكون هذا الحديث[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ناقصا إذا لم نطلع القارئ بنص من مقال لمحمد بن عبد الكريم كتبه في العقد[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الأول من القرن العشرين وهو يواجه فيه ما يروجه بعض العملاء الذين سخرهم[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الاستعمار لخدمة أهدافه في بلادنا يقول القائد الثائر في المستقبل والصحفي[/font]
[font=&quot]أثناء كتابة المقال:[/font]
[font=&quot]»يا صاحب السعادة إذا كان قد غرك جهلنا نحن[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]المغاربة وانفسح لك الميدان في هاته الايالة فرشقت نحونا سهام التدليس[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]والغش والسخرية والتهكم فهؤلاء علماء الشرق وكتاب جرايد مصر والشام[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]والقسطنطينية العظمى الذين نهضوا ليسصرخوا ويحملوا على السياسة الفرنصوية[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]بالمغرب. هذه جريدة «المويد» قد كررت لهجتها وأسفها الشديد على صفا الجو[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]لفرنسا في المغرب وهاتان جريدتا «العمل» و»اللوا» ينتقدان على دولتك وأنت[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]نفسك قد أدرجت من مقالهما في جريدتك على سبيل الرد وفي معرض لانتقاد وحرت[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]في أمرك حتى نسبت مقالتي الرصيفتين إلى كتاب صغار حملهم على ذلك التعصب[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الديني كما رميت وبهذا الكلام أيضا لمدير جريدة الاتحاد العثماني. هاته[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أربع جرائد إسلامية تعد في مصاف الصحف لكبرى قد رمت بسهم واحد ورأي متفق[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]على أن دولة فرنسا خاينة للمغرب فاغرة فاها لابتلاعه وجعله من أملاكها[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الخاصة ولعل هاته الصحف قد أخطأت الصواب. ولم تدر من السياسة الفرنصوية[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]شيئا أو حملها على ذلك التعصب الديني.« (أصول حرب الريف حرمان عياش[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الترجمة العربية ص:181) فهذا القائد الثائر إذن كان يعرف ما يريد كما[/font]
[font=&quot]كان يعرف ما يريد الاستعمار فهدفه مناقض ومغاير لهدف الاستعمار ولم يقتصر[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الأمر على ذلك بل هو مطلع اطلاعا دقيقا على دور العملاء ولأي شيء يسخرهم[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]الاستعمار كما يتضح من النص أعلاه أن هذا الإدراك لمرامي الاستعمار ودعاته[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]لديه يقابله إدراكه لما يقوم به دعاة التحرر والإصلاح في العالم الإسلامي[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وفي المغرب فهو كان له موقف واضح في الصراع على السلطة في المغرب وعبر عن[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]موقفه بصراح العبارة فيما كتب في الصحيفة التي كان محررا فيها. ومع ذلك[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]فإن الاستعمار الاسباني يسعى للتأكد أكثر من حقيقة نوايا لرجل وهو ما عبرت[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]عنه خلاصة التقرير الذي هيأه أحد عملاء الاستخبارات الاسبانية والذي جاء[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]فيه:[/font]
[font=&quot]1 - إنه يبغض الفرنسيين، ويسعى بالتالي إلى محاربتهم بجميع الوسائل التي هي في متناول يده.[/font]
[font=&quot]2 - إنه يحلم بعظمة الأمة الإسلامية ويتمنى من أعماق قلبه استقلال الأقاليم الريفية التي ما تزال غير محتلة.[/font]
[font=&quot]3[/font]
[font=&quot]- إنه يمكن بالتأكيد مع نهاية الصراع لأوروبي الحالي إدخال تعديلات على[/font]
[font=&quot]المنطقة وشكليات الحماية الاسبانية: فالمنطقة ستصبح محدودة وستقتصر[/font]
[font=&quot]الحماية على الأقاليم المحتلة لخد الآن.[/font]
[font=&quot]4 - إن حزب «تركيا الفتاة» يبذل جهده لإثارة كل العالم الإسلامي ضد الحلفاء.[/font]
[font=&quot]5 - الانتفاضة تعني إعلان الحرب المقدسة ضد جميع أولئك الذين يحاولون اضطهاد الإسلام.[/font]
[font=&quot]6[/font]
[font=&quot]- إن والده، الفقيه السي عبد الكريم، وهو نفسه، انضما إلى الفكرة تحمسا[/font]
[font=&quot]لها وجعلا من نفسيهما بطلين لها، ولاشيء يمكن حملها على التخلي عن عزمهما.[/font]
[font=&quot]7[/font]
[font=&quot]- إن المهمة الأولى التي يجب إنجازها تتمثل في تعيين حكومة في المنطقة غير[/font]
[font=&quot]المحتلة يكون بإمكانها التفاوض مع اسبانيا بمجرد تشكيلها.[/font]
[font=&quot]8 - إن النتيجة الأولى للعمل الذي سيقوم به مع والده هي فرض مساهمة حربية على بني ورياغل وسائر القبائل.[/font]
[font=&quot]9[/font]
[font=&quot]- ثم سيتم إنشاء جيش قصد توجيهه ضد فرنسا دون ان ينطوي هذا على أي تهديد[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]لاسبانيا. من الحق أن قوة كبيرة من الحرس ستتمركز في كرت. إلا أنها لن[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]تقوم بأية مبادرة مناوئة ما دامت قواتنا تمسك عن الزحف. إنها لن تقف إلا[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ضد هذا الزحف على أمل أن تعترف إحدى المعاهدات الموقعة بعد استثبات السلم[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]في أوربا باستقلال الريف غير المحتل.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]10 - إن والده لن تطأ له قدم مطلقا شبه جزيرة الحسيمة (النكور)، كما أنه لن يقدم أبدا إلى مليلية لزيارة سيادتكم.[/font]
[font=&quot]11 - إنه يعتبر هو نفسه أن الاحتلال سيكون بمثابة ضربة قاتلة بالنسبة لبني ورياغل. وسينتصب ضده.[/font]
[font=&quot]يتضح[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]من خلاصة هذا التقرير الذي أنجز أثناء الحرب العالمية الأولى وقبل الثورة[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]ان الاسبانيين يدركون أن الثورة قادمة لا محالة وهذا ما تحقق بالفعل وما[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]أفضى إلى انهزام اسبانيا في المعركة الفاصلة في 22 يوليوز 1921 بأنوال[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]وأدى إلى تأسيس الحكومة الوطنية بقيادة عبد الكريم الخطابي، ووضع أفكاره[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]موضع التنفيذ وأسس حكومة محلية ووضع لها دستورا مكتوبا ومصادقا عليه في[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]مؤتمر شعبي عقد لهذا الغرض انظر الحركات الاستقلالية ص139 وما بعدها.[/font]
[font=&quot]العلم[/font]
[font=&quot]محمد عابد الجابري: يرحل الكبار ولا يرحلون [/font]
[font=&quot]افتتاحية مجلة المستقبل العربي [/font]
[font=&quot]الموتُ حدثٌ عادي في تاريخ الناس؛ موعدٌ مع النهاية مؤجلٌ منذ الميلاد؛ قدرٌ تُرحلُهُ إرادة الحياة ـ وحصة البشر فيها ـ من يومٍ الى آخر. ينساهُ الحيُ لكي يحيا؛ وقد يتذكره أحياناً: في المرض، حين رحيل صديق أو قريب، في الشدائد والحروب وأهوال الأيام...لكنه لا يلبث أن يقاومَ الذكرى بالنسيان... لكي يُهَرِب النسبي من أحكام المطلق ويمضي في مغامرة سريعة اسمها الحياة.[/font]
[font=&quot]وكلما أعد الإنسان للحياة القصيرة أفضلَ ظروفٍ الزيارة كان زمن الوجود بين العدمين أخصب، وكان للوجود معنى لا يحبه العدمُ ولا ينسخُهُ الفناء. ليس ضرورياً أن تنعت المعنى الكبير للوجود السريع بالخلود الأبدي، لكن بعض الكلام الأساطيري عن الخلود يناسب هذا النوع الرفيع من الوجود الذي لا يقوى الموت على أن يغيب صاحبه بَدَنَاً ويوميات. [/font]
[font=&quot]لا يموت الكبارُ، لكن لموتهم وقع الرهبة في النفوس إذ يُمدد في الناس بقاءهم وشعورَ الأحياء بالأبدي. يصعدون الى فوق حين يهبط معدل النسبي واليومي فيهم، ويذهبون الى الأبعد كلما اقتربوا من المعنى العميق للحياة كلحظة مقتنصة في ملكوت العدم المطلق. الكبار وحدهم يهزمون الفناء ويحولون معناه الى معنى نسبي فينتصرون على لحظة الرحيل. لا مستحيل مع الممكن، ولا ممكن يستحيل في لعبة الحياة حين تحكمها الإرادة وتفرض عليها المعنى الإنساني.[/font]
[font=&quot]الكتابة، الفن، الإبداع، المعمار....شواهد على انتصار البقاء على الفناء وأدوات لذلك الانتصار. تفرض الطبيعة والسماء حكمها على الجسد، لكن الروح الإنساني يسمو على المادي ويفرض على الزمن زمنه الخاص: الزمن التاريخي العابر للأجيال والأحقاب ونواميس الفيزيقا، أي زمن الفائض عن أحكام الفناء. [/font]
[font=&quot]ينتصر الإنساني على البشري، الروحي على المادي، المعنى على حامله المُتعين، فيستولي على عرش البقاء. تراه كذلك في غير صورة وشكل: في فكرة كبيرة تتداولها الأجيال لآلاف السنين؛ في أعمدةٍ ونقوشٍ في معابد حجت إليها أممٌ من الناس بين مُتعبدٍ وسائح؛ في ساحات عامة تنتصب فيها تماثيل البطولة الأسطورية؛ في قصيدةٍ تهتز لها ذائقة الجمال من ألف عام؛ في كتابٍ مرت حروفه من تحت ناظري ملايين الناس...الخ. هو البقاء الخرافي إذن، يمانع العدم ويمنعه، ويجعل معنى الموت نسبياً.[/font]
[font=&quot]· * *[/font]
[font=&quot]رحل محمد عابد الجابري...، الذي وُلد في بلدة (فكيك) في الصحراء الشرقية المغربية في خواتيم العام 1935 رحل؛ الذي تعلم وتألم وتكلم وتقلب بين الأمكنة رحل؛ الذي دخل الى المدرسة طفلاً كبيراً رحل؛ الذي تعلم العربية متأخراً ـ خارج البيت وفي المدرسة ـ رحَل؛ الذي انخرط في الحركة الوطنية مبكراً أوائل الخمسينيات من القرن الماضي رحَل؛ الذي امتهن الصحافة في العَلَم والتحرير والمحرر رحل؛ الذي دَرَّس في المدرسة الابتدائية والثانوية، فكان معلما وناظرا ومفتشا رحَل؛ الذي درَّس في الجامعة لثلاثين عاماً وتتلمذ له الآلاف وأشرف على عشرات البحوث والأطروحات رحل.[/font]
[font=&quot]الذي تدرج في العمل السياسي من مناضلٍ في (حزب الاستقلال) الى عضو في اللجنة الإدارية ل (الاتحاد الوطني للقوات الشعبية) الى عضوٍ في المكتب السياسي ل (الاتحاد الاشتراكي) رحل؛ الذي كان رفيقاً للمهدي بن بركة وعبد الله إبراهيم والفقيه محمد البصري وعبد الرحمن اليوسفي وعبد الرحيم بو عبيد وعمر بنجلون؛الذي انسحب من قيادة (الاتحاد الاشتراكي) ـ في العام 1981 ـ واستقال من المكتب السياسي لأنه لم ينجح في حل الخلافات الداخلية رحل.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الذي تزوج في مطلع الستينيات وأنجب بنتين وولدين رحل؛ الذي كان يضحك صادقاً ويفيض تواضعاً ويغشاه الغضب النبيل رحل؛ الذي هدّه المرض وأرهقه الضغط الدموي والقلب والشرايين والكِلى رحل؛ الذي تعود أن ينام باكراً ويستيقظ فجراً ويدمن على عاداتٍ في الحياة قديمة رحل؛ الذي اختزنت ذاكرته شعر الجاهليين والقرآن الكريم رحل؛ الذي شاء أن يصبح بعض تلامذته أصدقاءه رحل؛ الذي كان مترفعاً وعفيف اللسان تجاه خصومه والمسيئين إليه رحل؛ ورحل الجسد الذي ما كان له سوى أن يرحل، ولكن التاريخي فيه لم يرحل.[/font]
[font=&quot]بقي من الراحل ما ليس يرحل؛ ما سيمدد إقامته في التاريخ لمئات السنين. سيقرؤه القادمون الى العالم بعد قرن أو قرنين أو يزيد مثلما قرأنا الشافعي والجاحظ وابن رُشد وابن عربي وابن خلدون ومحمد عبده وطه حسين، فيتعلمون منه مثلما تعلمنا منه ـ نحن معاصريه ـ ويذكرونه بمثل ما نذكره نحن اليوم. وما يدرينا إن كانوا سيتحسرون ـ مثلنا ـ على زمن الجابري مثلما نتحسر اليوم على زمن ابن رشد وابن خلدون! [/font]
[font=&quot]بقي من الراحل ما ليس يرحل: فكره. وفكره تاريخي لأنه يبني في الأفق البعيد ولا يقيم على حدود الراهن المتغير. فكر النهضة والتقدم والمستقبل هو فكره. فكر النقد والمراجعة وإعادة البناء هو فكره. وهذا النوع من الفكر مديد الوجود لأن قضيته عظيمة وتاريخية لا تقبل الحل السريع. بعد مئتي عام ويزيد لم يتقادم فكر (إيمانويل كانط) النقدي على الرغم من الثورات المعرفية العاصفة التي شهدتها المجتمعات الأوروبية، فكيف لفكر صاحب نقد العقل العربي أن يتقادم في مجتمع وثقافة راكدين ومأزومين![/font]
[font=&quot]· * * [/font]
[font=&quot]محمد عابد الجابري من سلالة النهضويين الكبار، وأحد أهم من حمل على عاتقه مهمة استئناف الهم النهضوي في الوعي العربي المعاصر. لم يكتب في النهضة فحسب، بل كتب فيما أعتقد أنه من مقدماتها وفي جملة شروطها التأسيسية؛ وأهم ما عَدَّه في جملة تلك المقدمات والشروط التأسيسية للنهضة (إعادة قراءة التراث) برؤية علمية موضوعية وإعادةُ بناء صلتنا به على نحو صحي وصحيح يحررنا من سلطته المرجعية ويدخل الموروث تحت سلطة مرجعية جديدة هي (سلطة الحاضر والواقع).[/font]
[font=&quot]ويتصل هذا الإدراك للتراث عند الفقيد الراحل بِرِهَانٍ لديه على الحداثة والتقدم والنهضة. لكنه رِهانٌ اقتضى منه ـ في الوقت عينه ـ نقد الحداثة الغربية والوعي العربي المشدود الى مرجعيتها من مدخلِ وعي يرى الى الحداثة بوصفها تُبنى من الداخل لا بما هي منظومة جاهزة تُستعارُ من خارج وتفرض على سياقات تاريخية وثقافية واجتماعية باسم الكونية.[/font]
[font=&quot]وأياً يكن الموقف من جدلية التراث والحداثة في وعي فقيدنا الكبير، فإن الذي لا مراء فيه أنها واحدة من أعمق الجدليات وأخصبها في الفكر العربي المعاصر وأظهرها تأثيراً في أوساط المجتمع الثقافي العربي. [/font]
[font=&quot]نُشدان النهضة والحداثة ـ عنده ـ لا يكون باطراح الماضي والتراث ونسيانه، وإنما بتحليله ونقده في ضوء المعرفة العلمية المعاصرة ومناهجها الحديثة. ذلك أن نسيانه ـ كموقف معرفي ـ لا يُلغيه ولا يلغي سلطانه في المجتمع والوعي، وإنما يزيد من أسباب ذلك السلطان وترسيخه. [/font]
[font=&quot]وإذا كان التحرر منه من مقتضيات النهضة والحداثة، فإن التحرر إياه لا يكون إلا معرفيا ومن طريق إعادة وعيه وعياً نقدياً. والوعي النقدي هذا لا يكون، أو لا يكون نقدياً، إلا بتوسل أدوات النقد ووسائله الإيبيستيمولوجية. وقد تكون الإضافة النوعية للجابري في دراسات التراث (هي) في تلك المنظومة من المفاهيم الإيبيستيمولوجية التي استعملها في قراءة الموروث الثقافي العربي الكلاسيكي وتحليله على نحوٍ كرست مشروعه الفكري كواحدٍ من أبرز وأرقى لحظات الوعي النقدي في الفكر العربي المعاصر. [/font]
[font=&quot]· * * [/font]
[font=&quot]أوصل الجابري مشروعه النقدي الى ذروته في رباعيته عن نقد العقل العربي ( تكوين العقل العربي، بنية العقل العربي، العقل العربي السياسي، العقل العربي الأخلاقي). انتقل سريعاً من نقد التراث الى نقد العقل، من نقد الفكر الكلاسيكي كمنتوج الى نقد آليات التفكير والمفاهيم الإيبيستيمولوجية الحاكمة: الموضوعة، في الغالب، على هيئة أزواج معرفية.[/font]
[font=&quot]انتبه في خاتمة كتابه (الخطاب العربي المعاصر) الى العوائق المعرفية التي تمنع العقل العربي من إنتاج المعرفة، وحددها في سُلَطٍ معرفية كابحة كسلطة النص وسلطة النموذج ـ السلف، وعزا أمرها الى انشداد الفكر العربي الى آلية القياس: القياس على مثالٍ سبق (وهي عينها آلية القياس الفقهي التقليدية: قياس الغائب على الشاهد).[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لكنه ذهب بالنقد الى أبعد في مشروع نقد العقل العربي مستثمراً مفاهيم جديدة في تحليل الخطاب. كان مشدوداً في كتاباته الأولى (نحن والتراث، والخطاب العربي المعاصر) الى مفاهيم مستقاة من (غاستون باشلار و ريجيس دوبري وآخرين) مثل مفاهيم الأزمة المعرفية، والعوائق الإيبيستيمولوجية، والقطيعة الإيبيستيمولوجية، أما في أجزاء نقد العقل العربي الأربعة، فخطا خطوة أبعد في استعارة مفاهيم جديدة من (سيجموند فرويد وجان لاكان و جان بياجي و ميشيل فوكو وريجيس دوبري وآخرين) مثل: مفاهيم اللاشعور واللاشعور المعرفي والنظام المعرفي والعقل السياسي والتكوين والبنية، محتفظاً بتصنيف إيمانويل كانط للعقل الى عقل نظري وعقل عملي. وهي استعارة وفرت له فرصة مذهلة لتحليل العقل العربي، وفتحت أمامه إمكانيات واسعة للاستنتاج. [/font]
[font=&quot]ولقد تميز عمل الفقيد الراحل بمرونة منهجية استثنائية، وتحرر من لوثة الاستنساخ والإسقاط في علاقته بالمنظومات المفاهيمية التي استعارها ووظفها في التحليل والنقد. [/font]
[font=&quot]فإلى أنه لم يبارح الاعتقاد بأن العلاقة بالمنهج؛ أي منهج، ليست عقائدية أو أيديولوجية، وإنما وظيفية أو إجرائية، وأن الموضوع هو الذي يحدد نوع المنهج الذي يناسبه، فقد ظل وفياً لفكرة لم يحِد عنها، ومقتضاها أن العلاقة الأكثر استقامة بمفاهيم الفكر الحديث هي علاقة ( التطويع والتبيئة): تطويع المفاهيم المستعارة على النحو الذي تطابق فيه الموضوع الذي تشتغل عليه، وتبيئتها في الحقل الثقافي والتاريخي العربي على نحو تغتني فيه هي نفسها بعد أن يغتني بها التحليل. وتلك من سجاياه العلمية وإضافاته المعرفية الخلاقة في الفكر العربي المعاصر.[/font]
[font=&quot]· * * * [/font]
[font=&quot]رُشديُّ الروح والتفكير كان الفقيد الراحل: عقلانياً وصارماً ومؤمناً أشد الإيمان بقضيته. كان على أبي الوليد ابن رشد في زمنه (قبل ثمانمائة عام ونيف) أن يدافع عن الفلسفة في وجه مناهضيها والناقمين على الفلاسفة. وكان عليه أن يعثر على صلة اتصال بين العقل الإغريقي والوحي من دون توفيق تلفيقي. ولم يفعل حفيد ابن رشد ـ في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحالي ـ غير هذا: قاتل من أجل الفلسفة والعقل، واجتهد ـ ما وسعه الاجتهاد ـ لفك الاشتباك بين التراث والغرب.[/font]
[font=&quot]وفي لحظة من رشديته المديدة، لم ينس جده في ذكرى رحيله قبل ثمانمائة عام، فتفرغ لبعض أعماله يقرأها ويعيد تقديمها بالإضاءة والتحشية ممارساً وفاءه العلمي (بطريقته) لرجلٍ سكنه وأُخِذَ به وتماهى معه. وإذا كان لأحدٍ فضل إعادة إدخال ابن رشد والرشدية في نسيج فكرنا الحديث، بعد طول انقطاع، فالفضل في ذلك إنما يعود الى حفيده الجابري الذي أرشدنا إليه.[/font]
[font=&quot]تعلمنا كثيراً من هذا العملاق، وسنظل نتعلم: فهو الذي رحل ولم يرحل. [/font]
[font=&quot]انتهى [/font]
[font=&quot]المصدر: مجلة المستقبل العربي/ بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية/ العدد 376/ حزيران ـ يونيو 2010/ لم يُذكر اسم الكاتب.[/font]
[font=&quot]التعريف بعبد الحميد بن الحسين الصوفي[/font]
[font=&quot]فهو سيدي عبد الحميد بن الحسين التمكنسي ولد بقرية بيكودين من قبيلة إداوزيكي سنة 1337هـ/1920م من أم زكية وأب منتسب لقرية تمكَنسي المنتمية إلى قبيلة إداوتنان وهما قبيلتان بالجزء الجنوبي الغربي للأطلس الكبير. كان والده شيخ الطريقة الدرقاوية بالمنطقة حيث أسس زاوية ببكودين بتوصية من الشيخ سيدي الحاج علي الإلغي (والد العلامة محمد المختار السوسي). أخذ على والده مبادئ العلم وحفظ القرآن الكريم قبل أن يأخذ على شيوخ آخرين من بلدييه. ثم تيسر له الأخذ على شيخ الجماعة العلامة محمد المختار السوسي بمراكش بإشارة من والده، فنهل من معين علوم الدين والأدب واللغة.. وغيره مما يتداول في المدارس العتيقة. لكن نفي السوسي إلى مسقط رأسه إلغ بنواحي تزنيت عجّل برجوع المترجم إلى مسقط رأسه وقد حاول استكمال الأخذ على شيوخ آخرين لكن والده قال له:"يكفيك ما أخذت عن فلان [أي المختار السوسي] فستكون فيه البركة." (المعسول: 15/167). ولأن الزاوية الدرقاوية كانت نشيطة بمنطقة بيكودين زمان الحماية الفرنسية، فقد أثارت حفيظة المقيم العام الفرنسي الذي عمل على مضايقة أبي المترجم الحسين نتيجة تخوفه من تقاطر الفقراء على الزاوية مما اضطر معه رفقه ابنه سيدي عبد الحميد إلى مغادرة بيكودين إلى قرية تاتلت بإداوتنان قبل أن يعودا إليها بعد سبع سنوات. في أوائل الاستقلال أسندت للمترجَم مهمة الإشراف على إدارة الأحباس بتارودانت ثم عين قاضيا بأركانة بظهير من السلطان محمد الخامس فبقي ممارسا للقضاء قرابة ثلاثة عقود كان خلالها يتنقل بين مقر عمله وزاويته ببكودين محاولا التوفيق بين مستلزمات الوظيفة وواجباته تجاه الزاوية. أحيل على التقاعد سنة 1986م ليتفرغ لأمور الزاوية ولتفقيه الناس في دينهم وذاع صيته في المناطق المجاورة كإداوتنان ودمسيرة وإدا ومحمود وغيرها. توفي رحمه الله في الرابع من نونبر سنة 2004م ودفن بمسقط رأسه. يعرف المترجم بكونه أديبا وشاعرا ومتصوفا وطبيبا وفقيها ومترجما ورجل قضاء.. أي عالما مشاركا أو جامعا بين التخصص والموسوعية في مداركه. له ديوان (نفحات من شعر عبد الحميد الصوفي) قامت بجمعه وتحقيقه الباحثة أسماء فايق وهو مرقون. وله من المؤلفات: (ذخيرة المستفيد، في ترجمة سيدي الحسين بن سعيد، ونبذة من حياة ابنه عبد الحميد) مرقون، و(الإكسير، في تعريب مشلح الشيخ الكبير) (مخطوط)، و(تيليلا، في تشليح الرسالة) (مخطوط)، و(المعجم العربي الأمازيغي) (مخطوط)، و(رحلة إلى العمرة) (مخطوط)، و(مترجم الأسئلة والأجوبة) للسيوطي إلى الأمازيغية.. وعدد كبير من المذكرات والتقاييد والكناشات.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]السيد محمد الطيب بن محمد المراكشي 1296-1364هـ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]اسمه : السيد محمد الطيب بن محمد بن عبد الله بن علي بن فزوان المراكشي المتوقي الحسني ( سليل الدوحة النبوية الشريفة المباركة )[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ولادته : ولد بمنابرة ( متوقي ) بمراكش عام 1296هـ .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]نشأته : لما كانت قرية متوقي قد عُرفت بتحدثها العربية الفصحى وعنايتها الفائقة بحفظ القرآن الكريم والأخذ بشتى الفنون وذلك لانتشار المساجد بها لتعليم القرآن والفنون فقد نشأ الشيخ المراكشي منذ صغره على حفظ القرآن الكريم وحفظ المتون والأخذ بشتى الفنون إلى أن رحل إلى مصر عام 1324هـ .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]شيوخه : أبرز شيوخه خاله الشيخ علي بن أحمد البكري والشيخ أحمد بن محمد المطاعي والشيخ محمد بن إبراهيم السباعي والشيخ الحاج العربي الرحماني والسيد الحبيب السباعي والشيخ محمد السوسي والشيخ محمد عبدالسلام بوسته والشيخ الحاج أحمد الحداري والسيد إدريس القادري الفاسي والسيد أحمد الرفاعي والشيخ الطاهر الجزائري والسيد أحمد بن أبي القاسم العلياوي والشيخ عبدالله السناري القرشي والسيد محمد بن عبدالرحمن بن شهاب ومحدث الشام الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ جمال الدين القاسمي وغيرهم .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]رحلاته في طلب العلم : رحل من قريته منابرة إلى مراكش ثم رحل إلى مصر عام1324هـ ثم إلى بنغازي ومكث بها أربع سنوات ثم ذهب إلى الحج عام 1328هـ ثم رحل إلى جاوا عام 1330هـ ثم إلى مصر عام 1331هـ فالشام ثم رحل إلى المدينة المنورة ثم إلى مكة المكرمة عام 1332هـ إلى وفاته .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]دروسه : شارك العلماء بالتدريس في المسجد الحرام بباب علي وبباب السلام منذ عام 1332هـ وبمدرسة الفلاح وبداره في شعب عامر ببرحة الرشيدي كعادة علماء البلد الحرام .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]طلابه : للشيخ طلاب من شتى البقاع الإسلامية .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وظائفه :[/font]
[font=&quot]1 - مدرساً بالمسجد الحرام[/font]
[font=&quot]2- مدرساً بمدرسة الفلاح ثم وكيلاً فمديراً فمدرساً حتى وفاته ( لأن مطالعة الكتب ونشر العلم أفضل كما يرى الشيخ رحمه الله)[/font]
[font=&quot]3- عين رئيساً للمحكمة الكبرى عام 1346هـ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]مؤلفاته :[/font]
[font=&quot]- بغية كل مسلم لصحيح الإمام مسلم .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وفاته : توفي رحمه الله تعالى ليلة الخميس 25/2/1364هـ ودفن بمقابر المعلاة بعد الصلاة عليه عقب صلاة الفجر ليوم الخميس وله من الذرية ثلاثة أبناء : السيد عبد الرزاق ( أمين عام مجلس الشورى ) عام 1409هـ , السيد أحمد ( تاجر بالطائف ) , والسيد عبد الواحد ( عمل بمكتبة الحرم المكي الشريف إلى التقاعد ) .[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
 
أعلى