موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات و الصلاة و السلام على سيدنا محمد مركز الفهوم و الفيوضات و على آله و أصحابه أولى العنايات و رضي الله عن شيخنا قطب الأقطاب الكاملين و خاتم الأولياء الواصلين المسدول عليه رداء الكتم في الحضرة الأحمدية كهف الأواني سيدنا ومولانا أحمد التجاني، سقانا الله والمحبين من وراثته الخاصة بأكبر الأواني ورضي عن كل من انتمى له بورد أو محبة فنال من الله بسببه أعظم قربة؛ و بعد فأتم التحيات و أنماها و أحسنها وأسماها و أكملها وأسناها لحضرة المشرف العام على هذا المنتدى المبارك و كذا لجميع المراقبين و الأعضاء و زوار روض الرياحين ؛[/font]
[font=&quot]أيها الأحباب ها نحن اليوم نختتم ترجمة من كانت ينابيع العلم و الحكمة و المعرفة تموج من صدره، ذلكم البحر المتلاطم أمواج علمه و سره، ذلكم الولي الشهير، ذلكم العاشق الكبير،ذلكم الخادم للطريقة الأحمدية التجانية بكل ما يملك من حب و يقين و صدق، ألا و هو الإمام القطب الفرد الجامع سيدي الاحسن البعقيلي رضي الله عنه،العارف بالله و الدال عليه في سره و نجواه بهمته و حاله، بعلمه و مقاله،بنظره و لحظه، بجماله وجلاله ، بفنائه وصحوه ، بمزاحه وجده ، جمع الله فيه العلوم اللدنية والمواهب الربانية واللطائف النورانية والمناقب الفاخرة ومكارم الأخلاق ومحاسن الأدب ؛ وهو أحد خلفاء الشيخ القطب المكتوم سيدنا ومولانا أحمد التجاني رضي الله عنه، وعمود من أعمدة طريقته ، بل هو بركة من بركاته وذات من ذواته ، ومن الذين ربحوا على يديه ، وخادم من خدام الطريقة التجانية ظاهرا وباطنا من الذين فتح الله بهم كنوز المعرفة في هذه الطريقة ذات المهواهب العرفانية ، هائم في عشق ربه منذ صغره وصحو في اتباع قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ شبابه . من الذين أرضعهم القطب المكتوم قبل أن يرضع ثدي أمه ، من الذين راقبهم الشيخ في بطن أمه قبل ظهوره إلى الوجود الخارجي، قال الله تعالى * وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى * ،قال سيدنا علي كرم الله وجهه * إني لأذكر العهد الذي عهد إلي ربي و أعرف من كان هناك على يميني ومن كان على شمالي .* قال سيدي الحسن البعقيلي رضي الله عنه وإنما أخبرنا الله بذلك تذكرة وإلزاما للحجة علينا[/font] .[font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد كان رضي الله عنه في خدمة الأمة عامة لنزع الخلاف بين أئمة الإسلام ، وفي خدمة الطريقة التجانية التي هي أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة . فكم شفى من علة وأبرد من غلة ، وأزال من غمة لتطمئن الأمة . وكم أماط النقاب عن مكنونات المعارف وكشف الحجاب عن أبكار اللطائف ، وكم رفع الخلاف بين الأمة في كتابه *رفع الخلاف و الغمة* ، وكم رفع الغموض عن أغلى المعاني في جواهر المعاني ، وكم أبان عن مقاصد أسرار القرآن ما خفى في كتابه *الجواهر المرضية في نهاية الأخفى* ، وكم أزال من أدلة إقناعية عقلية بقواطع نصوص أدلة شرعية قطعية ، وكم حل من مشاكل بإرسال الفتاوي و الأجوبة والرسائل ، وكم وضح في *إيضاح أنوار شموس الأصوليين* ، وكم بصر البصائر في كتابه *تبصرة الأرواح* ، وكم أزال من نزاع *بإيضاح فيما يقال ويعتقد في صلاة الفاتح* ، وكم أبرز من الفرائد في علم العقائد ، وكم حرر نفوسا من ربقة الأغيار في كتابه *بحر الأسرار* ، وكم أهدى من رقائق العلم ودقائق المعرفة في كتابه *تحقيق الحقائق* ، وكم زف وقرب نهود العرائس برموز جواهر *إراءة عرائس شموس فلك الحقائق العرفانية بأصابع حق ماهية التربية بالطريقة التجانية[/font]* .[font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان رضي الله عنه قد بلغ المقام العالي في القطبانية وكان يبوح برشحات مما أدركه منها تحدثا بنعمة الله كما في كتاباته و أقواله الثابتة عنه ، فقد ذكر رضي الله عنه مما شاهده من الحقائق الربانية ومن العوالم الملكية والملكوتية والناسوتية في كتبه العجب العجاب ، وأفصح عن حقائق و أسرار ورقائق معرفية ذوقية عالية في غاية الدقة والرقة واللطف ، و أظهر من تلك العلوم إشراقات روحية ، و بوارق كشفية ذوقية سواء في العلوم أو الأسماء أو الأحكام ، وبين في فقه الطريقة التجانية و أسرارها وأذكارها و دقائق تربيتها ما يبهر العقول[/font] .[font=&quot][/font]
[font=&quot]ولقد خلفه بعد وفاته ابنه العارف بالله سيدي محمد الحبيب البعقيلي رضي الله عنه ، فكان خير خلف لخير سلف ، فقام بأمور زوايا أبيه خير قيام حتى وافته المنية سنة 1995 م . فخلفه صنوه العارف الكبير سيدي محمد الكبير البعقيلي رضي الله عنه ، وهو الآن الخليفة العام للزوايا البعقيلية بالمغرب ، وهو يقوم بدور جبار لتربية المريدين ، والقيام بشؤون الزوايا ، كما يقوم رضي الله عنه بإلقاء دروس أسبوعية في شرح جواهر المعاني وكتاب الإراءة وغيرهما بارك الله لنا فيه[/font] . [font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولقد انتشر هذا المشرب البعقيلي على يديه داخل وخارج المغرب ، وأخص بالذكر هنا القطر التونسي الحبيب ، فقد آثره سيدي الحسن البعقيلي رضي الله عنه بأحد أكابر تلامذته ألا وهو العارف الشهير سيدي محمد القماري رضي الله عنه، فقد قام بأعمال جليلة خدمة للطريقة التجانية في هذا القطر العزيز ؛ ثم خلفه من بعده تلميذه وحامل سره العارف بالله العالم سيدي الحاج الحبيب التونسي رضي الله عنه، فهو الآن قائم على ساق الجد في خدمة الطريقة التجانية تربية وتعليما وتأطيرا للفقراء هناك، مشتغلا بإرشاد ونفع العباد ، وبذل في نصح الفقراء همته ونيته، وجمعهم على الواحد الأحد ، فشيد معالم الطريقة هناك وقوى أركانها وأوضح نهجها ورفع منارها ، وهو دائم الترحال بين المغرب وتونس، فكنت كلما ذهبت إلى الدار البيضاء وجدته هناك حاضرا درس الجمعة للشيخ سيدي محمد الكبير البعقيلي ، مستغرقا في كنانيشه وتقاييده ، سالكا مسلك الجد ،نعم الرجل، ولقد حضرت درسه الأخير في الذكرى السنوية لوفاة الشيخ سيدي الحسن البعقيلي فكان درسا رائعا بحق ، كثر الله من أمثاله في الطريقة وجزاه الله خيرا عنها[/font].[font=&quot][/font]
[font=&quot]ولقد جمعنا هذه الترجمة من كتب سيدي الحسن البعقيلي رضي الله عنه و كتابات تلامذته لا سيما العارف بالله سيدي محمد الامزالي رضي الله عنه[/font] . [font=&quot][/font]
[font=&quot]كنت قد إلتقيت بالعارف بالله الكبير و العلامة الجليل سيدي الدكتور عمر مسعود رضي الله عنه في آخر زيارته لفاس ، وتذاكرنا في أمور الطريقة التجانية و انجر الحديث إلى ذكر سيدي الحسن البعقيلي رضي الله عنه وقد كان يجله غايةالإجلال ويبحث عن كتبه فزودته بكثير منها ثم قال لي * لو كان هذا الرجل ظهر عندنا في المشرق لدانت له الرقاب وعلا نجمه ودوى صيته ولم يبقى خامل الذكر هكذا ...هناك تقصير رهيب من أتباعه في التعريف به ...* والرجل وضع الأصبع على الجرح وصدع بما كان يدور في خلدي منذ سنين ، فسيدي الحسن البعقيلي رضي الله عنه توفي منذ ستين سنة وكتبه المطبوعة طبعت في حياته ولم يعد طبعها منذ ذلك الحين ولم يحقق أي منها...وكتبه المخطوطة لا زالت مخطوطة إلى الآن لم يطبع أي منها ... والكتابات عنه نادرة ومخطوطة هي أيضا، و رسائله مخطوطة...ومنذ سنين و أنا أبحث في منتديات التصوف على النيت عسى أن أجد من يتكلم عنه فخاب أملي ...فأخذتني الغيرة والحمية حمية الإنصاف، وصرت أبحث في مكتبتي و أستخرج منها كل ما يتعلق بسيدي البعقيلي من كتب ورسائل ومخطوطات ، وأجمع و أرتب ، و قررت أن أكتب شيئا عنه في هذا المنتدى المبارك ، ثم استحييت وتأخرت وتسوفت و أعرضت ، عسى الله أن يبعث أحد الأحباب يكتب عنه و يعفيني من ذلك، و استغرق ذلك شهورا من الإنتظار، وكنت كلما هممت يضيق صدري و لا يطاوعني قلمي، وكلما قدمت رجلا أخرت أخرى ، وترددت في الإقدام والإحجام أيهما أحرى ، لتحققي بقصوري وجهلي وقلة زادي، وعلمي بأن ما أرومه لا تدرك فيه الغاية وليست لغوره نهاية ، فلست من فرسان هذا الباب ولست سوى متطفل على الأعتاب ، إذ الباع قصير وبقواعد الكتابة غير بصير ، ولقد كنت أخاف من سبر أغوار هذا المجال وأدرك ما فيه من مزلة لأقدام الرجال ، وحسب مثلي عند ذكر هذا البحر الزاخر الطامي وهذا الجبل الشاهق البعقيلي ، أن يغض طرفه أدبا و تعظيما، و أن يطرق بصره هيبة و إجلالا ، و بعد أخد ورد حزمت أمري وعقدت عزمي و بربي استخرت وسألته التوفيق و العون فيما رمت فكان عليه معولي واتكالي وهو حسبي ونعم الوكيل ؛[/font]
[font=&quot]ألا فلقل من شاء ما شاء إنما * يلام الفتى فيما استطاع من الأمر[/font]
[font=&quot]وعليه فقد من الله علي بما لاأفي بشكره ولا أقدر على حمد قدره بأن وفقني لكتابة هذه الترجمة الذي ليس لي في غالبها إلا مطلق الجمع، ولم أقصد بها المباهات ولا الفخر و إنما أردت الإفادة والنفع ، وقصدت بها خدمة طريقتنا التجانية ، مستمدا من أنوارها الختمية و أسرارها الكتمية ، وإنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى من الحسنات ، هذا و أحسب أني قدمت ترجمة جدية لشخصية صوفية فريدة لم تعرف سابقا بهذه السمة ، وهذه الترجمة ليست كاملة طبعا ، فقد تركت الكلام عمدا عن جوانب أخرى من هذا البحر الزاخر ، كاجتهاداته الفقهية ، و آرائه الأصولية و التفسيرية و الحديثية والتحدث عن تلامذته وعن أقوال العلماء فيه، فقد تركت الكلام في هذا كله لذوي الإختصاص ، فهذه الترجمة ما هي إلا فتح للباب و تمهيد للطريق، عسى الله أن يوفق أحبابا آخرين ليزيدوها تعميقا و تأصيلا . و أطلب ممن وقف على هذه الترجمة أن ينظرها بعين الإنصاف و الإسترشاد خاليا من التعنت والعناد ،وإني متيقن من عدم السلامة من الناقدين ومعتقد ظهور الحق ولو بعد حين ، و حسبي أن يكون ربي ألهمني فيها حسن الصواب فهو الكريم الوهاب ، وأن يغفر لي ما طغى به القلم وزل به القدم ، وحسبي أني اجتهدت وكتبت ، وأن يثيبني بأجرين إن كنت مصيبا و بأجر إن كنت مخطئا واستغفر الله العظيم الذي لا إلاه إلا هو الحي القيوم[/font] .[font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي الختام أسأل الله أن يفيض بحور رضوانه على حضرة سيدنا الحاج الحسن البعقيلي و أن يثيبه الثواب الجزيل و يجزيه الجزاء الجميل على ما قدمه من خدمات للأمة و للطريقة وأن يسكنه في أعلى عليين في جوار جده صلى الله عليه وسلم وجوار شيخنا وسيدنا ومولانا أحمد التجاني رضي الله عنه، ويسقينا من بحاره ببعض ما سقى به هؤلاء الرجال ويميتنا على محبته و طريقته ويعيننا على اتباعه و التمسك بتعاليمه حتى نلقاه راضيا عنا رضى أبديا آميــــــــــــــن وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم والحمد لله رب العالميــــن[/font]

[font=&quot]الفقيه الأستاذ إبراهيم بن الحسن الراشدي الإلغي في ذمة الله[/font]
[font=&quot]( 1350-1933/1425-2004)[/font]
[font=&quot]الدكتور المهدي بن محمد السعيدي[/font]
[font=&quot] كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير[/font]
[font=&quot]التحق بالرفيق الأعلى مؤخرا أحد رواد التدريس بالمعهد الإسلامي بتارودانت ثم بنزنيت وأحد فقهاء قرية دوكادير إلغ الأستاذ الفقيه المرحوم إبراهيم بن الحسن الراشدي الإلغي بمدينة تزنيت عن عمر ناهز 70 سنة.[/font]
[font=&quot] ولد الفقيد إبراهيم بن الحسن بن محمد بن بلقاسم السليماني الإلغي بمدشر أيت سليمان من دوكادير إلغ نحو سنة 1350/1933 ويمت بصلة نسب إلى العلامة محمد المختار السوسي، كما شاركه مصاهرة الشرفاء البرايميين.[/font]
[font=&quot]بعد أن بلغ سن الدراسة افتتح حفظ القرآن في مسجد قريته على ابن عمه الفقيه بلقاسم السليماني ثم بعده عند المقريء محمد السملالي الملقب بويزوگن وقد تخرج به بعد أن ختم عليه خمس ختمات، وبعد إتقان حفظ القرآن انتقل إلى مدرسة أيمور حيث أقبر جده الأعلي عبد الله بن سعيد التهالي، عند ابن عمه المذكور سلفا فأخذ عنه المتون الأولية كالأجرومية والزواوي ومنظومة الحساب.. وغيرها ثم التحق بالمدرسة الإلغية وفيها آنذاك الفقيه المدني بن علي الإلغي فلازمه حتى توفي ثم أخذ عن أخويه الطاهر والحسن، ودرس عليهم جميعا مدة ست سنوات الفقه في الرسالة لابن أبي زيد القيرواني ومختصر الشيخ خليل والفرائض للرسموكي ثم النحو في ألفية ابن مالك والأدب من خلال مقامات الحريري ولامية العجم وبانت سعاد.. والبردة والهمزية والبلاغة من خلال استعارات ابن كيران، والفلك في المقنع للميرغتي، ثم انتقل إلى مدرسة إيغشان فأخذ على الأستاذ الكبير عبد الله بن محمد الإلغي مدة سنتين عمق فيهما معرفته بالفنون التي سبقت له دراستهما، كما أخذ في المدرسة الجشتيمية على الفقيه الأستاذ البارع محمد بن الحاج أحمد اليزيدي وعن الفقيه الأستاذ محمد بن أحمد العتيق السليماني الإلغي بمدرسة سيدي محمد الشيشاوي بهشتوكة.[/font]
[font=&quot]بعد أن أتم الأستاذ الراشدي دراسته أقبل على العمل المتاح لآمثاله من المتخرجين الجدد وهو المشارطة في المساجد، وكانت باكورة مشارطاته في مسجد إداوگماض قرب مدينة تارودانت، فلبث هناك سنة ونصف ثم التحق بالرباط في ربيع سنة 1376/1957 وقد استدعاه العلامة محمد المختار السوسي ليكون إمامه في الصلوات ومعلما لبناته، كما كلفه مع آخرين بنسخ المعسول عند اشتغاله بطبعه. بقي الأستاذ الراشدي ملازما العلامة السوسي حتى عام 1378/1958 حين افتتحت الدراسة المعهد الإسلامي بتارودانت التحق به للتدريس في إطار المجموعة الثانية من الأساتذة كالأستاذ محمد بن أحمد العتيق الإلغي وأحمد بن زكرياء السكال الباعمراني ومحمد الضوء الصاوي والبشير توفيق المنبهي وأحمد الغالب السرغيني وعبد الحميد مرادي الباعمراني والحسن بن علي الإلغي وذلك قبل بناء مقر المعهد وكانت الدروس بالمساجد الجامعة مثل الجامع الكبير ومسجد مفرق الأحباب ومسجد القصبة، ولما أحدث فرع المعهد بمدينة تزنيت انتقل إليه مدرسا للفقه والحديث والنحو، ثم التحق بالإدارة مشرفا على خزانة المعهد ثم اشتغل متفقدا للكتاتيب القرآنية حتى تقاعده سنة 1993، وبعد ذلك لازم الجامع الكبير لمدينة تزنيت إماما ونائبا عن الخطيب، كما كان يقوم بالوعظ والإرشاد في مسجد إداوگفا حتى أقعده المرض عن تلك المهام سنة 2002.[/font]
[font=&quot]درس على الأستاذ الفقيه إبراهيم بن الحسن الراشدي طائفة كبيرة من الطلبة وتخرجوا على يديه في تدريسه بالمعهد الإسلامي بتارودانت وتزنيت، نذكر منهم من موظفي التعليم الأستاذ عبد الله ين أحمد السعيدي الإلغي والأستاذ بلبشير كريمي والأستاذ لحسن شميرو والأستاذ أحمد المومني الوفقاوي والأستاذ البخاري بودميعة الشريف التازروالتي والدكتور الحسن الباز الأستاذ بكلية الآداب بأكادير ومن الأساتذة المحامين محمد كشور ومحمد الدباغ وعبد اللطيف أعمو والدكتور أحمد إد الفقيه المحامي والأستاذ بكلية الشريعة بأيت ملول ..وغيرهم كثير من طلبة حاحة وتزنيت ودكالة..كما استفاد من دروسه ومواعظه أناس كثيرون، وعرفت عنه المبادرة إلى أعمال الخير والبر كالإسهام في إصلاح وتجديد مسجد مدشر أيت سليمان بقرية دوكادير إلغ.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ومما يتعلق به من الآثار الأدبية ما أورده العلامة محمد المختار السوسي في ترجمته، حيث قال: «كان هفا هفوة فكتب إلي أثناء رسالة اعتذاره: وبعد فإنني أطلب المسامحة فيما وقع مني وإقالة عثرتي:[/FONT]
[FONT=&quot]أحب من الإخوان كل موات[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وكل غضيض الطرف عن هفواتي[/FONT]
[FONT=&quot]فليسدل سيدي الستر عما وقع، وليعذرني فإن الله يمحو بعذر واحد ألفي كبيرة. فأجبته:[/FONT]
[FONT=&quot]مسامحة إذ تبـت توبـة نـادم[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]فأجدر بمن تابوا بكـل المراحـم[/FONT]
[FONT=&quot]خلقت عطوفا أبتغي الخير كلـه[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]لكل جليس حول ربعـي حائم[/FONT]
[FONT=&quot]أريد لهم دينا أريد لهـم هـدى[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]أريد لهم للمجد حرز الـدراهم[/FONT]
[FONT=&quot]أريد لهـم نيـل المعالي بهمـة[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]تطـير خوافيهـا إزاء القـوادم[/FONT]
[FONT=&quot]أريد لهم أن يحرزوا كل خصلة[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]تنال بإكبـاب المجـد المـداوم[/FONT]
[FONT=&quot]أريد لهم فضل التقى وشفوفـه[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وطهر ذيول من دنايـا المـآثم[/FONT]
[FONT=&quot]أريد لهم أن يستغلـوا شبابهـم[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بأعمال أفذاذ الرجـال المقـادم[/FONT]
[FONT=&quot]وبعد فإن المين هيهات أن يرى[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ذووه نجاحا في جميع المخــادم[/FONT]
[FONT=&quot]وصدق الفتى نعم المـلاك لخلقه[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ومن يعر منه فهو صنو السوائم»[/FONT]
[FONT=&quot](المعسول2/373)[/FONT]
[FONT=&quot]توفي الفقيد يوم الجمعة 18 صفر 1425 موافق 9 أبريل 2004 وشهد الصلاة عليه جمع غفير من تلامذته وأصدقائه ومحبيه وأمهم الأستاذ محمد بن الحسين الصالحي بالجامع الكبير بتزنيت ووري جثمانه الثرى بمقبرة سيدي بوجبارة قرب باب المعدر بتزنيت رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.[/FONT]
[FONT=&quot]---------------[/FONT]
[FONT=&quot]أشكر العم الأستاذ عبد الله بن أحمد السعيدي صهر الفقيه على المعلومات الجمة التي زودني بها.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد بن علي ولد ارزين[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]سلسلة : موسوعة الملحون[/FONT]
[FONT=&quot]نشر اكاديمية المملكة المغربية[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]ب[/FONT][FONT=&quot]سم الله الرحمن الرحيم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لا يخفى على كل مهتم بالتراث - معرباً كان أو ملحوناً – أن الغاية من هذا الاهتمام تكمن في ما له من قيمة في ذاته وفي سياقه الحضاري والثقافي، وفيما يعكسه من قدرات مبدعيه وعلمائه وممارسيه، وما يمثله بالنسبة لوجودهم في حياتهم الخاصة والعامة، وفي علاقتهم بالآخرين ؛ إلا أنه لا إمكان لتحقيق هذه الغاية بدون الحفاظ على ذاك التراث، وصونه من الضياع، وإحياء ما هو إيجابي منه وتطويره ثم توظيفه بعد درسه وتقويمه وتقييمه[/FONT](1)[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]ومعروف أن الرواية الشفوية كانت – قبل اختراع الكتابة – هي الوسيلة الوحيدة عند العرب وغيرهم لتداول التراث بمختلف معارفه وإبداعاته. آية ذلك ما كان يعتمد في ترويج الشعر الجاهلي وإذاعته، وحتى بالنسبة لشعر العصر الإسلامي الأول ؛ إذ برز رواة له – كحماد الراوية وخلف الأحمر وعمرو بن العلاء والمفضل الضبي – عُرفوا بمحفوظاتهم منه، مع ما يتعلق بذلك من أخبار الوقائع والأحداث التي عاشتها القبائل العربية، على الرغم مما قد يكون في مروياتهم من تزيد وتحريف. هذا مع العلم أن بعض الشعراء كان لهم رواتهم الذين غالباً ما يكونون هم كذلك من الشعراء، على نحو ما كان معروفاً عن أوس بن حجر الذي أخذ عنه زهير، وعن هذا الأخير روى ولده كعب والحطيئة. وكان بعد هذا أن وُضع الشعر في مجاميع تم بها "صنع" دواوين.[/FONT]
[FONT=&quot]ولم تكن هذه الظاهرة مقصورة على الشعر، ولكنها كانت السمة التي تطبع كل ما كان يصدر عن العرب والمسلمين يومئذ وما كان يروج بينهم ؛ بل إن القرآن الكريم – على قدسيته والحفظ الإلهي له – كان يتلقى ويحفظ بالمشافهة قبل أن يتم جمعه في المصحف على مراحل بَدأت من عهد الرسول [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]r[/FONT][/FONT][FONT=&quot] الذي كان له كتاب يدونون ما يوحى إليه ؛ واستمرت زمن أبي بكر وعمر ثم عثمان [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]t[/FONT][/FONT][FONT=&quot]، على يد زيد بن ثابت الذي كان أحد كتاب الوحي، والذي اعتمد في جمعه على ما كان مكتوباً في "العسُف والِّلخاف"، وكذا على ما كان محفوظاً في "صدور الرجال". ومثل هذا يقال عن الحديث النبوي الشريف الذي تأخر تدوينه وتعرض بسبب ذلك إلى بعض الوضع والانتحال، مما جعل الثقات من الرواة المحدّثين يقومون بجهود حميدة لفرز صحيحه من سقيمه.[/FONT]

(1) انظر في التراث ومتعلقاته كتابنا "من وحي التراث" – طبع الأمنية – الرباط 1971.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وإذا كان التدوين قد مس التراث المعرب أو المدرسي على هذا النحو فأنقذه من الضياع، فإنه كان كذلك بالنسبة للتراث الشعبي الذي كان بجميع أجناسه وأنماطه التعبيرية – وما زال – يتداول بالشفاه، تختزنه ذاكرة الرواة وتذيعه ألسنة الحفاظ والمنشدين، ويردد عموم الناس ما فيه من حكايات وأمثال وأحاج وأشعار.[/FONT]
[FONT=&quot]ولعلنا أن نشير في هذا الصدد إلى أنه إذا كان التدوين في القديم [/FONT]
[FONT=&quot]– وحتى الآن – مرتبطا بالكتابة – أقصد الخطية القلمية إذا جاز التعبير – فإنه اليوم يتجاوزها إلى وسائل أخرى يتوسل فيها بالتسجيل الصوتي والمرئي، وما إليه مما تسعف به الأدوات الرقمية التي يتوالى تجددها يوماً بعد يوم، مما يعتبر بعضه أقرب إلى الكتابة التصويرية التي عرفتها البشرية قبل اختراع الكتابة الألفبائية.[/FONT]
[FONT=&quot]** ** **[/FONT]
[FONT=&quot]بهذه الرؤية نفسها، ونظراً لأوجه التشابه وتماثل سير التطور، كان تعاملنا في أكاديمية المملكة المغربية مع الملحون، لإنجاز موسوعته التي أردناها أن تكون لبنة هامة لهذا الفن، تضاف إلى ما سبقها من منجزات فيه، كانت فردية في الغالب. وقد ارتأينا أن تتبلور مرحلتها الأولى في "صنع دواوين" للبارزين المتميزين من شعرائه.[/FONT]
[FONT=&quot]ولعلنا أن نُذكر بأن هذا النمط من الشعر كان يتداول بالشفاه، وكان له حفاظ ينشدون ما يبدعه الشعراء من قصائد. وقد يكون للشاعر راوٍ أو أكثر يكون مختصاً بنشر إبداعه. وللتمييز بين الشاعر والراوي فإنهم فرقوا بين "شيخ النظام" و"شيخ النشاد"، دون استبعاد وجود المنشد الناظم، أي الراوية الشاعر.[/FONT]
[FONT=&quot]وبحكم اعتناء بعض العلماء والملوك ومن إليهم ممن قد يكون لهم اهتمام بهذا الفن، وضعت مجاميع وكنانيش ضمت الرائج من قصائده والمرغوب فيها عند المنشدين والجمهور. وكان الاعتماد في كتابتها على ما كان يتداول بين الرواة، مع ما يكون بينهم في الغالب من اختلاف في الرواية ؛ وهي الظاهرة التي تلاحظ عند الرجوع إلى هذه المدونات. تضاف إليها ظاهرة أخرى تتمثل في وضع بعض الرواة قصائد ينسبونها لشعراء مشهورين. ومثلها ظاهرة التصرف في القصيدة بتغيير اسم الشاعر الذي غالباً ما يذكر في آخر قسم منها، إن لم يكن بحذفه ؛ مع أن تقليد التسمية كان من أهم الأسباب التي حفظت بها نسبة النصوص إلى أصحابها، إلا ما كان من بعض الشعراء الذين كانوا لا يذكرون أسماءهم، وأبرزهم عبد القادر العلمي (سيدي قدور العلمي)، وإن وقفنا على بعض القصائد يسمي فيها نفسه[/FONT](2)[FONT=&quot]. وبعده يشار إلى التهامي المدغري الذي كان يتعمد ذلك، هو وصديقه الأمير محمد بن عبد الرحمن (محمد الثالث)، وكانا متفقين على ذلك، حتى تنسب قصائدهما معاً للمدغري باعتباره شاعر هذه المرحلة المشهور، فيتجنب الأمير غضب أبيه السلطان المولى عبد الرحمن الذي لم يكن يرضى لابنه وولي عهده هذا الاهتمام ولا مصاحبة السي التهامي[/FONT](3)[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]وقد يلجأ شاعر ضعيف أو متوسط إلى قصيدة غيره فيحاول احتذاءها والأخذ منها. وهو ما جعلهم يضعون مصطلح "السلاخ"، أي الذي يسطو على معاني غيره مع تغيير في ألفاظ التعبير عنها، ويعرف عندهم كذلك بـ "الخياط" أي الذي يأخذ من هنا وهناك ويخيط ما يأخذه. وقد يتقن هذه العملية إلى حد التفوق على الشاعر الأصلي إن كان هذا الشاعر غير مجيد. وهو ما جعلهم يقولون: "اخياطا مزيانا احسن من اسجيا امْدبّرا". كما وضعوا مصطلح "المساخ" للذي ينتحل شعر غيره ويبدل في ألفاظه ومعانيه[/FONT](4)[FONT=&quot]. ويزيد في إبراز هذه الظواهر ما يلاحظ حين يتعلق الأمر بقصائد رائجة في مدن مغربية متعددة، وكذا بما يكون منها متداولاً في أقطار خارج المغرب كالجزائر وتونس.[/FONT]
[FONT=&quot]ولم تكن بعض تلك المآخذ لتخفى على العارفين بالفن ونقاده، بل إن من بين كبار الشعراء من انتبه إلى ما يُسرقُ من شعره، أو إلى ما ينتحل عليه في حياته، على نحو ما هو معروف عن عبد القادر العلمي الذي كان له من بين تلاميذه من يضع قصائد ينسبها إليه، من أمثال الطيب الواستري، ومحمد بن هاشم العلوي، وعزوز اللمتوني. ويشار في ذلك إلى قصيدة "الجافي" التي هي للعلمي، في حين ينسبها بعض المنشدين للواستري ؛ وهي التي تقول حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]رُف أدابـل لعيـان[/FONT]
[FONT=&quot]يا بو حجبين امعرقـا اوزينـا[/FONT]
[FONT=&quot]زر لعشيق يزاك امن التيهان يا غزيل بستاني[/FONT]
[FONT=&quot]ومثلها قصيدة "المزيان" التي حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]حن واشفق واعطف برضاك يالمزيان[/FONT]
[FONT=&quot]لا اسماحـا ميعاد الله يالهاجـر[/FONT]
[FONT=&quot]ولعل هذا ما جعل العلمي يدعو على من يفعل ذلك بالفقر والمرض والموت على غير دين: "اللي ايقولني شـلاَّ قلت الله يرزقو القـلاَّ والعـلا والموت من غير مـلا".[/FONT]
[FONT=&quot]وقد ذكر لنا الشيخ بنعيسى الدراز وهو أحد شيوخ مكناس المشهورين في منتصف القرن الماضي، أن الواستري حاول أن يضيف لإحدى قصائد العلمي الإدريسية هذا العروبي:[/FONT]
[FONT=&quot]يا نـاظـر دالبيات بشعـاع المقلات[/FONT]
[FONT=&quot]اقراهم بالتبـات تصطـاب اكـلامي[/FONT]
[FONT=&quot]اتصيب مـن التقات في جيبك احلات[/FONT]
[FONT=&quot]اتبيـن للدهـات كالبـدر السـامـي[/FONT]
[FONT=&quot]مصيون عل لوشات بسيوف وحربات[/FONT]
[FONT=&quot]مفهـوم للدهـات عـراف انظـامي[/FONT]
[FONT=&quot]للحافظـها احـلات وللكاتـب ازهات[/FONT]
[FONT=&quot]والســامـعـهــا ادوات[/FONT]
[FONT=&quot]قالت أفوهامي يوجب عني اتقول رحمو العلمي[/FONT]
[FONT=&quot]وحين علم العلمي بالأمر قال للواستري في إنكار: "واش أنا شكارتي اخوات"، أي هل خوي وفاضه حتى يملأه أو يكمله غيره[/FONT](5)[FONT=&quot].[/FONT]

(2) انظر كتابنا "القصيدة" – ص: 639 (طبع الأمنية – الرباط 1970).

(3) المصدر نفسه – ص: 643.

(4) نفسه – ص: 129.

(5) انظر المصدر السابق – ص: 637-638.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]** ** **[/FONT]
[FONT=&quot]إن ما دعانا إلى هذا الحديث عن الرواية والتدوين وما قد يعترضهما من تزيد أو تحريف، بالنسبة لمختلف ألوان التراث، هو الصدى الذي خلفه صدور المجلد الأول من الموسوعة، المخصص لديوان الشيخ عبد العزيز المغراوي، وبعده المجلد الثاني عن ديوان الشيخ الجيلالي امتيرد. فقد أفضى بنا هذا الصدى إلى تأمل ظاهرتين اثنتين، أو بالأحرى إلى تجديد تأملهما وتعميقه ؛ مع الإشارة إلى أننا سنلاحظهما كذلك بالنسبة لديوان محمد بن علي ولد ارزين الذي نحن بصدد كتابة هذا التقديم له وفق ما سنذكر بعد:[/FONT]
[FONT=&quot]الأولى: الاختلاف في ألفاظ نصوص بعض القصائد.[/FONT]
[FONT=&quot]وهي ظاهرة تعزى في الغالب إلى تعدد الرواية وما يحفظه هذا المنشد أو ذاك، إن كان من هذه المدينة أو تلك، وما يكون لتعاقب الأزمنة من تأثير في التداول، إضافة إلى ما يكون تلقاه من أشياخه.[/FONT]
[FONT=&quot]الثانية: الخلاف حول نسبة بعض القصائد.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد برزت هذه الظاهرة على إثر نشر ديوان الشيخ المغراوي، حين اتصل بنا الباحث الجزائري الأستاذ فرطاس ياسين، يطلب نسخة منه بعد أن بلغه صدوره عبر الإعلام فبعثناها له، لا سيما وأنه من المعتنين بالملحون وصاحب أحاديث عنه في إذاعة الجزائر. وحين اطلع عليه أخبرنا بأنه توجد لديه قصائد للمغراوي متداولة في الجزائر غير مضمنة في الديوان وعددها ثلاثون. وبعد نظرنا في هذه القصائد وعرضها على بعض أعضاء لجنة الموسوعة، وكان قد تفضل مشكوراً بإرسالها إلينا، ساورنا الشك حول نسبتها إليه، وذلكم لاضطراب فنية أسلوب معظمها، على الرغم من ذكر اسم عبد العزيز أو المغراوي في بعضها ؛ علماً بأن هناك – غير شاعرنا – أشياخاً يحملون أحد هذين الإسمين.[/FONT]
[FONT=&quot]على أننا لا نستبعد وجود قصائد لصاحب الديوان راجت في الجزائر ولم ترج عندنا، أو قد تكون بالتداول هناك قد تعرضت لبعض التحريف ؛ دون أن ننسى أن الشيخ عبد العزيز المغراوي كانت له رحلة إلى الجزائر وتونس، إذ كنا أشرنا في تقديم ديوانه أنها خلفت آثاراً متبادلة بينه وبين نظرائه من الشعراء في هذين القطرين الشقيقين، مما يمكن ملاحظته مثلاً في الزجل التونسي من وجود وزن يطلقون عليه "المغراوي".[/FONT]
[FONT=&quot]مهما يكن، ونظراً لأهمية هذه القضية وما يرتبط بها من قصائد عديدة، فإننا نرى تخصيص حيز لها في أحد أجزاء الموسوعة إن شاء الله بقصد تعميق البحث فيها، والحسم في من تنسب إليه تلكم القصائد، مع الوعد بنشرها إن اقتضى الحال في ملحق خاص.[/FONT]
[FONT=&quot]ولمزيد من تمحيص ظاهرتي النسبة والتحريف، فإننا نود الإشارة إلى ما يمس منها شعر محمد بن علي ولد ارزين، ونحن نتعرف إليه في سياق هذا التقديم، عبر ترجمة له موجزة[/FONT](6)[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]** ** **[/FONT]
[FONT=&quot]فهو محمد بن علي العمراني المكنى "ولد ارزين" حسبما ذكر في بعض قصائده، على نحو قوله في قصيدة "الشمعة" مؤكداً شرف نسبه:[/FONT]
[FONT=&quot]واسمي انْـبينو ما يخفى موضوع في اسجالي[/FONT]
[FONT=&quot]محمد الشريف ابـن علي ولـد ارزين صيلا[/FONT]
[FONT=&quot]وكان يلقب كذلك بـ "المعلم" و"فاكهة الشياخ" وكذا "شريف المعاني". فقد ذكر صاحب "المعلمة" رواية عن بعض حفاظ الملحون "أن أشياخ فاس أيام مشيخة النجار أقاموا نزهة وتكلف كل واحد بتحضير طعام، وكان ابن علي عازبا لم يتزوج في حياته، فقصد قبل التوجه لمحل النزهة الشماعين واشترى كمية من كل نوع من أنواع فاكهتها (من تمر ولوز وتين وجوز وزبيب)، وجعل ذلك في شملة حائكه ودخل فوجد الأشياخ جالسين متقابلين فأفرغ حائكه في وسطهم، فأخذوا يتنقلون بفاكهته مدة. وعند ذلك قال لهم الشيخ النجار: أرأيتم (المعلم) فإن ما سهرت عليه عائلاتنا في تحضيره من المأكل لم نمس فيه، وحظي ما جاء به ابن علي بشرف الأسبقية. فلما سمعوا شيخ الأشياخ يسمي ابن علي (المعلم) دعوا معه قائلين: (جعله الله فاكهة الأشياخ) فلذا يقال له: (فاكهة الأشياخ وشريف المعاني)..". وعلى الرغم مما قد يكون في هذه الحكاية من وضع أو حقيقة فإن تلكم الألقاب تبقى دالة على مكانته وما كان يتميز به إبداعه على نحو ما سيتضح بعد.[/FONT]
[FONT=&quot]هذا ويذكر المعتنون من الأشياخ أنه ولد بمسيفة عام أربعة وخمسين ومائة وألف للهجرة الموافق سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وألف ميلادية في بلاد الغرفة بتافيلالت، حيث كان لوالده كتاب قرآني لتعليم الصبيان. وفي هذا الكتاب وتحت نظر أبيه، تسنى له أن يحفظ كتاب الله وينال قسطاً من العلوم الأولية التي كان سريع الحفظ لمتونها، وشديد الرغبة في نظم قواعدها. وهو ما أتاح له بعد انتقال أسرته إلى فاس أن يلتحق بجامع القرويين لمواصلة تعليمه ؛ مما أكسبه ثقافة لم يلبث أن وظفها في شعره، على نحو ما تعكسه قصائد "السولان" و"الوصاية" و"هول القيامة" و"الدرة". وهو لا يخفي ذلك إذ نجده في بعضها يصرح بأنه يستقي من الكتب ويقتبس منها، وفق ما يقول في أول القسم الثاني من "حجوبة":[/FONT]
[FONT=&quot]ثم نبغيك اتشوفيني افعين من يرفع لي مرتاب[/FONT]
[FONT=&quot]وامطالـع كل اكتاب حق نصـابي[/FONT]
[FONT=&quot]فارس افمايتي واتراجمي المعروبة[/FONT]

(6) انظرها في:
1) القصيدة – ص: 620-625.
2) معلمة الملحون للأستاذ المرحوم محمد الفاسي – ج 2 ق2 (تراجم شعراء الملحون) – ص: 54-61.
3) كتاب نفح الأزهار ووصف الأنوار وأصوات الأطيار وأنغام الأوتار للسقال عبد الرحمن ومحمد بخوشة – ص:74 (المطبعة المهدية –تطوان 1934م).
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ويبدو أنه استفاد الكثير من إقامته في فاس، ولا سيما فيما يتصل بفن الملحون الذي كان من كبار أشياخه يومئذ فيها الحاج محمد النجار، إذ اتخذه أستاذاً وصديقاً. إلا أنه لم يلبث أن فقد والديه فضاقت به الحال وأحس قسوة الوحدة، فعاد إلى مسقط رأسه لينظم قصيدة في مدح مولاي علي الشريف جد الملوك العلويين، وهي غير معروفة، وكان بعض الأشياخ قد ذكر لي منها هذا البيت:[/font]
[font=&quot]يا حلاوة تمر الصحرا ويا حفيد إمام العشرا[/font]
[font=&quot]يا سنا الصحـاري يا مولاي علي الشريــف[/font]
[font=&quot]وما كاد يقيم فترة قصيرة في الصحراء، حتى أخذه الحنين إلى فاس وأشياخها، فعاد إليها وقد اكتملت شاعريته وتألق إبداعه، وتوالت قصائده ليصبح "أعظم شعراء فاس في القرن الثامن عشر"، وليحرز – كما سبق أن رأينا – لقب "المعلم" و"فاكهة الأشياخ" و"شريف المعاني". واستمر رافعاً لواء الفن وعميد الأشياخ المعترفين جميعاً بمكانته، إلى أن وافته المنية سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف هجرية الموافقة عام اثنين وعشرين وثمانمائة وألف للميلاد وقد بلغ عمره الثمانين. وهي مكانة لم يشبها ما كان له مع تلميذه محمد بن سليمان الذي تبادل معه مساجلات هجائية، على نحو ما يكشفه "قرصان" ابن سليمان الذي حربته:[/font]
[font=&quot]هكذا قول للداعي ايدير قرصان ويخرج * كيف من سافر بين امواجو[/font]
[font=&quot]واغـنـم وانـجـا[/font]
[font=&quot]وكذا "القرصان" الذي رد به ابن علي وهذه حربته:[/font]
[font=&quot]حجب القرصـان السبـع المتـاني[/font]
[font=&quot]مَن عيـن كل معيـان إذا ايبـاهي[/font]
[font=&quot]ابسـر حـسـن اجمـال القرصــان[/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot]وإنه ليكفي للدلالة على تلك المكانة عدد القصائد التي أبدعها، وفق ما يبرز هذا الديوان الذي يضم ثماناً وخمسين قصيدة أجمع عليها الأشياخ الحفاظ واتفقت عليها الكنانيش، إضافة إلى إحدى عشرة أخرى مشكوك في نسبتها إلى الشاعر أو غير مؤكدة هذه النسبة، وهي التي يضمها الملحق المذيل به هذا الديوان ؛ مع العلم أن بعض القصائد تتداول حربتها أو أجزاء منها على أنها لابن علي، إلا أن نصها الكامل لم يتوافر لدينا، كقصيدة "زينب" التي حربتها:[/font]
[font=&quot]ياهْلي ضري واسقامي ارشيق لهداب[/font]
[font=&quot]والدوا فوصـال ابديـع لجمال زينـب[/font]
[font=&quot]وليس عدد النصوص وحده هو المبرز لشاعريته، ولكن كذلك – بل قبل ذلك – ما تتسم به هذه القصائد من نفَس طويل وجودة فنية وتنوع في الموضوعات. وقد أشار إلى أسماء بعضها في قصيدة "حجوبة"، محبوبته التي يدعوها إلى مجلس أنس معه للاستماع إليها. وهي القصيدة التي تقول حربتها:[/font]
[font=&quot]ياللي زينك فاق الشمس والقمر والبرق افلحجاب * صلتي بحروف اعجاب[/font]
[font=&quot]صغ لجوابي عالجني بالزورة يالريم حجوبا[/font]
[font=&quot]ففي أول أقسامها يشير إلى بعض قصائده على هذا النحو:[/font]
[font=&quot]ونبغيك اتسمعي "جمهور لبنات" في مايا واداب * فيه اسميـات اغـراب[/font]
[font=&quot]طرز اعرابـــي * كيف تلحـن ما ياتي فالنظـام معـروبا[/font]
[font=&quot]ونبغيك اتسمعي "لمراسمي" ابزوج و"قاضي" الالباب * و"الورشان" الخباب[/font]
[font=&quot]حامل اكتابـي * و"السوالف" زوج و"الشمعة" اخوات مركوبا[/font]
[font=&quot]ونبغيك اتسمعي "حجام" الاول والثاني بسباب * ما عـاتبـهـم عـتـاب[/font]
[font=&quot]دون غَتَّـابــي * ولا يجهلو قولـي إلا اعقـول مخـروبا[/font]
[font=&quot]ونبغيك اتسمعي "حراز" في الخطاب اميتم لجواب * در افـريد في تذهاب[/font]
[font=&quot]حير الصابـي * وقت اما يدكـار اتسيـر الجحود مرهوبا[/font]
[font=&quot]وإننا حين نتأمل مجموع إنتاج ابن علي، ننتهي إلى تسجيل بعض الظواهر التي تميز إبداعه، دالة على ما قد يكون له بها من سبق.[/font]
[font=&quot]وكنا قد ذكرناها في كتابنا "القصيدة" وهي خمسة:[/font]
[font=&quot]الأولى: أنه – على ما نعلم – أول من نظم في السياسة، على حد ما تثبت قصيدته "المصرية" التي يقول في حربتها:[/font]
[font=&quot]بشار المشارق جانا حتى اللمغارب * بشر الاسـلام ابمصر ولت الاسلام[/font]
[font=&quot]لنا ولك يا مصر واجب البشارا الاَّ كيفها ابشارا[/font]
[font=&quot]وقد نظمها حين تعرضت مصر لحملة نابليون عام ثمانية وتسعين وسبعمائة وألف للميلاد. وفيها تحدث عن مدى التجاوب الذي كان للمغاربة مع المصريين في هذه الحملة، مستعرضاً بعض وقائعها وأحداثها ومشاركة عدد من المجاهدين المغاربة في مواجهتها.[/font]
[font=&quot]الثانية: أنه ربما سبق إلى قصائد "السولان" التي كان يوجهها لخصومه متضمنة أسئلة يفتخر باستعراضها، قاصداً إلى إظهار عجزهم عن الرد عليها وحل ألغازها ومعمياتها، على نحو ما تبرز قصيدته التي يقول في حربتها:[/font]
[font=&quot]بسؤالك استفخر يـا حفـاظــــي[/font]
[font=&quot]اولا ابحال اللي عارفيـن سولان[/font]
[font=&quot]الثالثة: أنه وضع وزنا للبحر المثلث في قصيدته "زينب" التي هذه حربتها:[/font]
[font=&quot]يا بدر ما غطاك احجاب * في ادجا يا شمس النهار السعيد يا زنوبا[/font]
[font=&quot]فاين العـهـد يا زينـب[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ويبدو أن هذا الوزن إنما هو تطوير للمبيت المثنى الذي كان وضعه الجيلالي امتيرد في قصيدة "الساقي" التي حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]الساقي وﮔـض لريام رد بالك للنوبا لا تغيب عن مولاها[/FONT]
[FONT=&quot]كب يا سـاقـي راح الليل[/FONT]
[FONT=&quot]وفيه يلاحظ أن "الفراش" جاء أطول من "الغطاء".[/FONT]
[FONT=&quot]الرابعة: أنه قدم تعديلاً في "قياس لمشرﮔـي" لا سيما في قصائده المطولة كقصيدة "الدرة" التي يقول في حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]الصلا والسلام اعلى اخيار لنسب * سيدنا محمد عين الهدى الأواب[/FONT]
[FONT=&quot]والأصل في هذا الوزن ما كان سبق إليه عبد الله بن احساين في قصيدة "الحجة" التي حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]يالحضرا قولوا بالسر ولجهار * الصلا والسلام اعلى النبي المختار[/FONT]
[FONT=&quot]الخامسة: أنه اشتهر بطول قصائده على نحو ما في قصيدته "الدرة" السالفة الذكر.[/FONT]
[FONT=&quot]وهي تتضمن ثلاثة وثمانين ومائة بيت. وكان في هذا يجاري عبد العزيز المغراوي الذي كان سباقاً إلى مثل هذه الإطالة، على نحو ما تثبت قصيدته "المعراج" التي بلغت ما يقارب ضعف العدد المشار إليه، والتي حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]صلوا وسلموا اعلى النبي العدنان اشفيع الخلق في انهار الميعــــاد[/FONT]
[FONT=&quot]** ** **[/FONT]
[FONT=&quot]وربطاً بين شعر ابن علي ومدى تداوله بين الحفاظ والمنشدين والمدونين، وبين القضية التي أثرناها في بداية هذه المقدمة حول الرواية الشفوية وما قد يعتريها من وضع وانتحال أو تزيّد وتحريف، نشير إلى بعض المشكلات التي اعترضتنا أثناء إصدار هذا الديوان، ومنها:[/FONT]
[FONT=&quot]أولا: أن بعض القصائد تنسب لابن علي ولد ارزين وهي ليست له، بل يبدو أنها لمحمد بن علي المسفيوي، كقصيدة "العباسة" التي مطلعها:[/FONT]
[FONT=&quot]اللايم سلم لهل لغرام تنج من كل اكباس[/FONT]
[FONT=&quot]لا تدخل سوق اهواس * كُـون لوناســي[/FONT]
[FONT=&quot]عنك اهمـوم البعد امع الصدود تتناســي[/FONT]
[FONT=&quot]ومثلها قصيدة "المحبوب" التي حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]روفي بكمال المرغوب * يالمـحـبـوب[/FONT]
[FONT=&quot]ياللي من لفراق اعلى لعيون غايب[/FONT]
[FONT=&quot]فهي منسوبة عند بعض الحفاظ إلى ابن علي المسفيوي وعند آخرين إلى ابن علي الدمناتي الناصري.[/FONT]
[FONT=&quot]هذا وقد وردت في كتاب "نفح الأزهار"[/FONT](7)[FONT=&quot] المشار إليه آنفاً قصيدة "لعشيق" أو "الساقي" التي حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]كب يا ساقي كاس الراح لعتيق واردف للعشيق هذاك اصلاحو[/FONT]
[FONT=&quot]بوجود ابنات الحي كب يا ساقي كاس الراح[/FONT]
[FONT=&quot]وقد نسبها جامعا الكتاب إلى ابن علي ولد ارزين، في حين أنها قد تكون للحاج إدريس بن علي، وفق ما قد يتضح من الإشارة بحروف الجمل إلى اسم الناظم في آخر القصيدة بهذا البيت:[/FONT]
[FONT=&quot]اعشور الميم واعشور يا نجهر ما يخفى يالفاهـم تصحـاحو[/FONT]
[FONT=&quot]ونصف الخا معلوم ابـن علي للماحي مداح[/FONT]
[FONT=&quot]ونكاد نشير بالملاحظة نفسها إلى بعض القصائد التي أمدنا بها الباحث الفاضل السيد ياسين فرطاس – مشكوراً - باعتبارها رائجة في الجزائر، كقصيدة "سيد لملاح" التي جاءت على غير نفَس شاعرنا، وحربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]نشكر سيـد لمـلاح * تاج النـور الوضاحة[/FONT]
[FONT=&quot]مول التاج لبديع طه طيب لرياح * من ليه قاصـد مـشـروح[/FONT]
[FONT=&quot]فقد ذكر الشاعر اسمه في البيت ما قبل الأخير، إلا أنه لا يخلو من التباس، وهو قوله:[/FONT]
[FONT=&quot]اسمي ظاهر وضـاح * ابـن علي ساكن الساحا[/FONT]
[FONT=&quot]والكنيا ظاهرا ما اخفاتشي عنك يا صاح * والوطن ظاهر موضوح[/FONT]
[FONT=&quot]إلا أنها غير معروفة في أوساط حفاظ الملحون ومنشديه في المغرب.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن هذه القصائد الملتبسة كذلك قصيدة "الفار" التي حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]درت امصيدا للفار حاطْ بِـيَّـا[/FONT]
[FONT=&quot]لولا اعمات لِه ابصارو شدَّاه واش جلبو للخاتم[/FONT]
[FONT=&quot]فقد أشار الناظم إلى اسمه بقوله:[/FONT]
[FONT=&quot]ميمين او حا والدال فَسْجيّـا[/FONT]
[FONT=&quot]من خالق لشراف امن النسبا الطاهر اولاد ابو القاسم[/FONT]
[FONT=&quot]ويستبعد أن تكون لولد ارزين لما يعروها من ضعف.[/FONT]
[FONT=&quot]ونسوق هنا كذلك قصيدة "الرمضانية" التي تقول حربتها:[/FONT]
[FONT=&quot]الصلا واسلام اعلى اضيا اتمادي * الرسول الشافع في أمتو أحمد[/FONT]
[FONT=&quot]من اشهر لنا رمضان اشهر فرض[/FONT]
[FONT=&quot]وقد شككنا فيها، لا سيما وقد ورد اسم الناظم في هذا البيت من القسم الأخير:[/FONT]
[FONT=&quot]قال ذا العبد المذنب الصايـغ النظام * ابن علي الشرفاوي واسلامـو راه مشهور[/FONT]
[FONT=&quot]ونختم الحديث عن هذا المشكل المتعلق بنسبة قصائد معينة إلى شاعرنا بالإشارة إلى قصيدة رائجة في الجزائر على أنها لمحمد بن علي استناداً إلى الاسم المذكور في آخرها على هذا النحو:[/FONT]
[FONT=&quot]خذ يا راوي غزل رقيق بالمعاني شغل الرّجاح[/FONT]
[FONT=&quot]ابن علي بين الفصــاح * جـاب تفصـاحــي[/FONT]
[FONT=&quot]خـاتـم اختـامـو بعْبيـر للدهــاة فيَّـــاحـــــا[/FONT]
[FONT=&quot]في حين أنها معروفة للتهامي المدغري، وفق ما هو متداول بين الحفاظ والمنشدين في المغرب. ويبدو أن تحريفاً مس هذا الجزء من القصيدة أقحم فيه اسم ابن علي، مع أنه في الأصل جاء كما يلي:[/FONT]

(7) ابتداء من ص: 82.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]خُذ يا راوي غزل ارقيق ابلمعاني فاق ابترجاح[/font]
[font=&quot]يفصح فوق الفصـــاح * طـابـــع افصـاحــــي[/font]
[font=&quot]خـاتـم اعبيــــرو بعـطــــور اللغــــا الفيـاحـا[/font]
[font=&quot] والقصيدة معروفة باسم "عيون المهرا".[/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot]ثانيا: أن من بين أسباب مثل هذا الخلط في النسبة أن شعراء كثيرين – غير شاعرنا ولد ارزين – معروفون باسم "ابن علي". وقد أحصينا منهم تسعة، وهم:[/font]
1 - [font=&quot] محمد بن علي بوعمرو المكنى بـ "العاشق" وهو صاحب التجديدات العديدة التي منها قصيدة "زهرة" التي تعد أول ما قيل في الغزل، وحربتها:[/font]
[font=&quot]زوريني قبل اللانقبـار * يا هلال الدارا ازهرا[/font]
2 - [font=&quot] محمد بن علي الدمناتي الناصري صاحب قصيدة "الدمليج" التي حربتها:[/font]
[font=&quot]مسْعدنا يوم الشـهــود * لك زين الصنعا الفايقا فاعمال الدمليج[/font]
[font=&quot]ببها زينك ساطع ابْهر* ما متلوشي انفـيـس للمـلــك اهــديـــا[/font]
[font=&quot]وكان مقيماً في سلا حيث مدفنه.[/font]
3 - [font=&quot]محمد بن علي المسفيوي المعروف كذلك بـ "الدمناتي"، والمشهور بقصيدة "الطوموبيل" التي يقول في حربتها:[/font]
[font=&quot]سعدي زارتني اخليلتي لغــزال أم ادلال[/font]
[font=&quot]وازهينا بعد لوصـول واركبنا طوموبيــــل[/font]
[font=&quot]واتسارينا بالجميع فالدنيا عرض او طول[/font]
4 - [font=&quot] محمد بن علي الفراحي الذي يبدو أنه كان شاعراً مقلا. وهو صاحب قصيدة "محجوبة" التي يسمي فيها نفسه على هذا النحو:[/font]
[font=&quot]واسمي محمد عربي امن اوطاني * من ناس اطليق خيلها مركوبا[/font]
[font=&quot]ابـن عـلـي الفـراحـي نـجـار[/font]
5 - [font=&quot] محمد بن علي، وهو مذكور عند المعتنين أنه من سلا، وإن لم نقف على شيء ثابت من شعره. ويبدو أنه غير محمد بن علي المسفيوي الذي أقام بمدينة سلا وفيها دفن.[/font]
6 - [font=&quot] محمد بن علي بن ريسون المتوفى عام تسعة وثمانين ومائة وألف للهجرة. وهو صاحب "التوسل" الذي أوله:[/font]
[font=&quot]أنا سيدي عند اطبيب * ويعالجنـي بـدواه[/font]
[font=&quot]قلبي متولـع ابلحبيب * سيدي رسـول الله[/font]
7 - [font=&quot] أحمد بن علي الدكالي السلوي المتوفى عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف للهجرة، وكان من جلساء السلطان الحسن الأول. ومن شعره قصيدة "الفجر" التي حربتها:[/font]
[font=&quot]اتيقظ يا نـديـم ابرات نـــاري[/font]
[font=&quot]*[/font]
[font=&quot]بالوصـــــال من خنـاري[/font]
[font=&quot]قم نغنم فرجا في اعساكر لفجر[/font]
[font=&quot]*[/font]
[font=&quot]راه ارسل افراﮒ والخير[/font]
8 - [font=&quot]الحاج إدريس بن علي السناني الشهير بـ "لحنش"، والمعروف بتبريزه العلمي وبقصائده المعربة والملحونة. وهو صاحب ديوان معرب بعنوان: "الروض الفائح بأزهار النسيب والمدائح". وكانت وفاته سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف للهجرة. ومن روائعه الذائعة قصيدة "غيته" التي حربتها:[/font]
[font=&quot]قولوا اللا غيثا مولاتي * رف بوصالك عل لعشيق يام الغيث[/font]
9 - [font=&quot]المكي بن علي ناظم القصيدة النبوية التي أولها:[/font]
[font=&quot]الصلا والسلام اعلى اشفيع لعباد[/font]
[font=&quot]سيدنا محـمـد خير لورا الهادي[/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot]ثالثا: أن بعض القصائد الواردة في هذا الديوان تعرضت بحكم التداول الشفوي على ألسنة منشدين عديدين ومن مدن وأقاليم مختلفة، وما يرتبط بهذا التداول من تدوين في عدة كنانيش، إلى زيادة أو اختلاف أو تغيير في ألفاظ بيت أو مجموعة أبيات وحتى تسمية القصيدة، مما قد يمس صحتها أو يوهم بعدم هذه الصحة.[/font]
[font=&quot]من ذلك حربة "الدرة" التي هي كما يلي حسبما أوردناها في الديوان:[/font]
[font=&quot]الصلا والسلام اعلى اخيار لنسب[/font]
[font=&quot]سيدنـا محـمد عين لهـدا الأواب[/font]
[font=&quot]فقد وردت في بعض المجاميع وعلى لسان بعض الحفاظ على هذا النحو:[/font]
[font=&quot]يالساهي من نومك فق سبح الرب * لمتــا ونت تايه فالغرور لــواب[/font]
[font=&quot]الصلا والسلام اعلى اخيار لنسب * سيدنا محمد طه اشفيع لعراب[/font]
[font=&quot]والأمثلة على هذه الظاهرة كثيرة، منها:[/font]
1 - [font=&quot]القصيدة التي سقناها باسم "الربيعية" والتي يقول في حربتها:[/font]
[font=&quot]نادى وقت الزهـو للنّظــــر[/font]
[font=&quot]الـﮔلسا فايام الربيع اتجارا[/font]
[font=&quot]اعلى لبها نـزها يا خنــــار[/font]
[font=&quot]فهي في بعض المدونات وعند نفر من المنشدين تسمى "وقت الزهو"، وبهذه الحربة:[/font]
[font=&quot]نادى وقت الزهو للنظــر[/font]
[font=&quot]النظرا فيام الربيع اتجارا[/font]
[font=&quot]امع لبها نـزها يا خنـــار[/font]
2 - [font=&quot] قصيدة "حجوبة" تسمى عند بعضهم "زنوبا"، ويثبتون ذلك في آخر شطر من حربتها:[/font]
[font=&quot]عالجني بالزورا يالريـم زنوبا[/font]
3 - [font=&quot]حربة "زينب" التي ورد عندنا شطرها الأخير بهذا اللفظ:[/font]
[font=&quot]واين العـهـد يا زينب[/font]
[font=&quot]يروى بهذه الكلمات المغايرة:[/font]
[font=&quot]شايـق انشوفـك يا زينب[/font]
4 - [font=&quot]قصيدة "الطاهرة" رقم 1 يطلق عليها كذلك اسم "الجار". ونقرأ في الجزء الأخير من مطلعها كما في الديوان:[/font]
[font=&quot]بمحـال التيهـان قـاهــــــرا[/font]
[font=&quot]واتمادى للقتال طغيانو جارو[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]إلا أنه يَرد في بعض الروايات على هذا النحو:[/font]
[font=&quot]واصحاب التيهان قاهــــرا[/font]
[font=&quot]واتمادى للقتال دغْيا جارو[/font]
1 - [font=&quot]قصيدة "الخليلة" تسمى كذلك "الهجران".[/font]
2 - [font=&quot]قصيدة "الورشان" تسمى في بعض الروايات "المرحول".[/font]
3 - [font=&quot]قصيدة "الحجام" تحمل اسم "طامو"، مع تعديل لفظي في آخر شطر من الحربة، وهو:[/font]
[font=&quot]لوشام نيّـلو زين له احروف[/font]
[font=&quot]إذ يصبح:[/font]
[font=&quot]لو شام نيلو عـدَّل له احروف[/font]
4 - [font=&quot]قصيدة "الطرشون" التي جاء في حربتها قوله:[/font]
[font=&quot]لله واش ما ريتو لي[/font]
[font=&quot]شي طيـر طــار لـي[/font]
[font=&quot]فإنه يتحول إلى ما يلي:[/font]
[font=&quot]لله واش ما شفتو لي[/font]
[font=&quot]شي طير غـاب لــي[/font]
5 - [font=&quot]قصيدة "المرسم" رقم 2 التي نقرأ في حربتها:[/font]
[font=&quot]المرسـم يزهى اعلى الشمـعا[/font]
[font=&quot]وانت تزها اعلى الانثى ونا عل لغزال[/font]
[font=&quot]فيروى بوضع "يبكى" و"تبكى" مكان "يزهى" و"تزهى".[/font]
[font=&quot]10- قصيدة "الحراز" التي يقول أحد أشطار مطلعها:[/font]
[font=&quot]حرّز ولفي في ارسـامو [/font]
[font=&quot]فإن هذا الشطر يروى كالآتي:[/font]
[font=&quot]حرز ولفـي حجْرا صمَّ[/font]
[font=&quot]11- قصيدة "العربية والمدينية" التي تبدأ حربتها بقوله:[/font]
[font=&quot]ما بين العربيـا امع لمـدينيا[/font]
[font=&quot]حضرو في اخصام واقضاهم[/font]
[font=&quot] تتغير هذه البداية فتصير:[/font]
[font=&quot]ما بين العربيا امع لمدينيا[/font]
[font=&quot]حاضر افلخصـام امعاهـم[/font]
[font=&quot]12- قصيدة "الذيب" التي أوردنا حربتها على هذا النحو:[/font]
[font=&quot]شـوف طيـري[/font]
[font=&quot]جايل ذيب في عوض اغزال يا من اتسال [/font]
[font=&quot]لولا اجهالتي ربيتو فرخ الدياب ما يتربى[/font]
[font=&quot]قالوا النـاس ونـا ربيتـو[/font]
[font=&quot]ففي بعض المدونات أنها تروى بصيغة يعوض فيها "جايل" و"اجهالتي" بـ "جايْلي" و"ازهاﮔـتي".[/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot]وعلى الرغم من أننا لا نقصد إلى متابعة مثل هذه الظواهر الشائعة في كتابة قصائد الملحون وإنشادها، فإننا نرى ضرورة التنبيه إلى ملاحظة تتصل بشيوع بعض النصوص في الأداء الغنائي، سواء ما هو غير مؤكد النسبة لصاحب هذا الديوان، أو ما هو من مشهور شعره، إلا أنه يكتفي بمقاطع معينة منه عند التغني به.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ذلكم أننا وجدنا في الأشعار المصاحبة للموسيقى الأندلسية – الآلة – نصاً يشار عند إيراده في بعض كنانيش "الحايك"[/FONT](8)[FONT=&quot] أنه "برولة" تؤدى ضمن نصوص "ميزان قدام بواكر الماية". ومعروف أن "البرولة" تعد من "صنائع" هذه "الآلة" وغالبا ما تنشد في ميزان "القدام" و"الدرج"، ولا سيما هذا الأخير الذي تشيع فيه قطع من الملحون المغربي، إذ لا يوجد في غير الطرب الأندلسي المتداول في المغرب على اعتبار أنه من إضافات المغاربة. وفي الوقت نفسه وجدنا هذا النص وارداً في كتاب "نفحات الأزهار"[/FONT](9)[FONT=&quot] منسوباً لشاعرنا ابن علي، مع الإشارة إلى أنه مما ينشد في "رمل الماية" وهو بعنوان "الصبح". وقد ارتأينا أن نورده متجاوزين عما قد يكون بين روايتيه من اختلاف في بعض الألفاظ ؛ مع العلم أنه غير متداول عند حفاظ الملحون وغير مدون في أي من المجاميع أو الكنانيش التي وقفنا عليها ؛ ومع العلم كذلك أنه – على ما يبدو – لا يمثل القصيدة كاملة وغير متضمن لاسم الشاعر:[/FONT]
[FONT=&quot]الصُّـبْحْ كَشْرِيفْ ارْخَى ذَيْلِ إِيزَارُو[/FONT]
[FONT=&quot]وَاللِّـيل كغْلاَمْ اسْوَدْ شَابْ اعـذارو[/FONT]
[FONT=&quot]والصُّـبْـح كـَنْـسَـرْ يَتْـعَـلَّـى[/FONT]
[FONT=&quot]الضَّــوء فـي سْمَـاهْ تْـجَـلَّـى[/FONT]
[FONT=&quot]انظُــرْ تـرَى حْـمَـامْ القَبْـلَـة[/FONT]
[FONT=&quot]الفَلــْك كِيفْ دَارْ بصَنْعَـة دَوَّارُو[/FONT]
[FONT=&quot]هَـبّ النَّسِيمْ بِينْ الدَّاعِـي وانهَـارُو[/FONT]
[FONT=&quot]الأَشْـجـَـارْ بَـارْزَا فِي احْـلاَهَا[/FONT]
[FONT=&quot]بـمـيَّـاه خَـلْخْـلَتْ رَجْـلِيـهَـا[/FONT]
[FONT=&quot]مـدَّتْ مـن الأَكْـمَـامْ يَـدـِّيـهَا[/FONT]
[FONT=&quot]الاغْصَـانْ كُلْ وَاحَدْ يَغْرَمْ دِينَـارُو[/FONT]
[FONT=&quot]وَالطَّيْـر كَخْطِيبْ طْلَعْ فِي مَنْبَـارُو[/FONT]
[FONT=&quot]رَقّــتْ مْـحَـاسَـنْ الغَـدْوِيَّـا[/FONT]
[FONT=&quot]الـرَّوْضْ فِـي ثْـيَـابْ انْـقِـيَّـا[/FONT]
[FONT=&quot]الــرَّاحْ كَـسْــمَـا ذَهْـبِـيَّـا[/FONT]
[FONT=&quot]كَبُّـوا تْرَاهْ يَا سَـاقِـي مَنْ بَـلاَّرُو[/FONT]
[FONT=&quot]واعْطَفْ عْلى شمُوسْ مْقَامكْ وَقمَارو[/FONT]
[FONT=&quot]اغْـنَـمْ مْـعَ المَلِيـحْ صْبَـاحَـكْ[/FONT]
[FONT=&quot]وَاشْـعَـلْ من الهْـنَا مَصْـبَاحَـكْ[/FONT]
[FONT=&quot]إِذَا جْـرَت بِــكْ ارْيَــاحَــكْ[/FONT]
[FONT=&quot]خَلِّـي عْدُوكْ يَتْقَلـبْ فُوْقاجْمَارُو[/FONT]
[FONT=&quot]مَنْ جَـادْ لُو رَوضُو يقطَفْ نُوَّارُو[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT]
[FONT=&quot]وَالْبَسْ من الدبَـاجْ اغْفـَارَا[/FONT]
[FONT=&quot]واشْعَلْ مِنْ اضْيَـاهْ مْنَـارَا[/FONT]
[FONT=&quot]وَاللِّـيل سَـالْ دَمْ اغْـرَابُو[/FONT]
[FONT=&quot]وَارْسَلْ عْلَى الظلاَمْ اعْقَابُـو[/FONT]
[FONT=&quot]مِثل الإمـامْ فِي مَحْـرَابُـو[/FONT]
[FONT=&quot]واخفَى كْوَاكْـبُو السَّـيَـارَا[/FONT]
[FONT=&quot]شَوَّشْ ادْوَاحْـنَا المَسْـرَارَا[/FONT]
[FONT=&quot]تُجْلَى عَلَى سْـوَاقِي البُسْتَانْ[/FONT]
[FONT=&quot]وَالـزَّهْـر زَادْ لَهَا تِيجَـانْ[/FONT]
[FONT=&quot]تَطْلُبْ مِنْ الكَـرِيمْ الغُفْرَانْ[/FONT]
[FONT=&quot]يَعْطِي اعْلَى الصّبَاح بْشَارَى[/FONT]
[FONT=&quot]يْوَاعَظْ الاغصَانْ السَّكَـارَى[/FONT]
[FONT=&quot]لِـلْوَالْعِيـنْ وَالـِّلي تَـابُـو[/FONT]
[FONT=&quot]يَعْبَقْ عَلَى اطْرَافْ اجْنَـابُـو[/FONT]
[FONT=&quot]يَرْمِي عْلَى الرّْقِيبْ مَشْهَـابُو[/FONT]
[FONT=&quot]وَاسْـعَ وْطُـفْ بَالخَـمَّـارَا[/FONT]
[FONT=&quot]واقبَـل عْلَى وْجُـوهْ بْـدَارَا[/FONT]
[FONT=&quot]أمَا تْرَى الزَّمَـانْ فِي غَفْـلَة[/FONT]
[FONT=&quot]مَنْ لاَ يْفُـوزْ مَا يَتْـسَـلَّـى[/FONT]
[FONT=&quot]جَفْـنَـكْ يْعُومْ فَوق الحَمْـلَة[/FONT]
[FONT=&quot]وَدِي مـن السّـرُورْ يْـمَارَا[/FONT]
[FONT=&quot]الأَيَّـــام سْحـَابَـــة بَطـَّــــارَا[/FONT]
[FONT=&quot]وليس من شك في أن استعمال بعض نصوص ابن علي ضمن "براول" الموسيقى الأندلسية هو أحد الدلائل على مكانة هذا الشاعر وشعره، إذ المعروف أن اختيار تلك "البراول" لا يكون إلا من بين "الأزجال" التي تكون ذائعة الانتشار إلى حد تغيب أسماء مبدعيها، على الرغم مما يكون لهم من شهرة كبيرة وصيت بعيد وذكر موصول على امتداد الزمن وتفاوت الأجيال.[/FONT]
[FONT=&quot]وإن من آيات ذلك ما لقيته وتلقاه بعض قصائد شاعرنا في جميع الأوساط، ولا سيما بين فئات الشباب المتطلع إلى التراث الفني المغربي، بحثاً عن أصالة تسعفه في مقاربة الأنماط الجديدة التي تزخر بها الساحة.[/FONT]
[FONT=&quot]وإنه لتكفي الإشارة في هذا الصدد إلى قصيدة "الشمعة" ومدى شيوع تداولها ليس فقط بين شيوخ الملحون مما هو معروف، ولكن كذلك بين منشدين ومنشدات من الجيل الصاعد، وكذا بين مجموعات غنائية ناجحة كـ "جيل جيلالة" الذين عمدوا في تقديم هذه القصيدة إلى بعض الاختصار في النص، وإلى تلوين الأداء وتوزيعه بين الفردي والجماعي، في ضغط على بعض المقاطع والأبيات، مع الاحتفاظ لتوقيعها وتنغيمها بالميزان المعروفة به.[/FONT]
[FONT=&quot]** ** **[/FONT]
[FONT=&quot]وبعد، فلعل هذه المقدمة أن تلقي بعض الضوء الكاشف لقيمة هذا الديوان الذي يشكل ثالث مجلد في "موسوعة الملحون" التي تصدرها – مشكورة – أكاديمية المملكة المغربية، والذي نأمل أن يكون مستوفياً لمعظم شعر الشريف ابن علي إن لم يكن كله، حسبما وفق إلى جمعه خبراء لجنة الموسوعة بعناية فائقة تقدر لهم. ولعله أن يكون بذلك مبرزاً لجانب غني وهام من تراثنا الإبداعي الشعبي، ومغرياً للدارسين الأكاديميين للإقبال على البحث فيه، ومشجعاً كذلك للأكاديمية على مواصلة إصدار بقية مجلدات الموسوعة.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن الله العون والتوفيق.[/FONT]
[FONT=&quot]الرباط في 22 ربيع النبوي 1430هـ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد العزيز المغراوي[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]جمع و إعداد لجنة الملحون[/FONT]
[FONT=&quot]التابعة لأكاديمية المملكة المغربية[/FONT]

[FONT=&quot]إشراف و تقديم[/FONT]
[FONT=&quot]الأستاذ عباس الجراري[/FONT]
[FONT=&quot]عضو أكاديمية المملكة المغربية[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الرباط 2008[/FONT]

(8) من وحي الرباب – إعداد الفنان المرحوم الحاج عبد الكريم الرايس وتقديم الأستاذ
عبد اللطيف خالص – ص:
365-366.

(9) المشار إليه سابقاً – ص: 85-86.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] إن كل متتبع للتراث الشعري العربي – قديمه وحديثه – لا يلبث أن يلاحظ أن "الملحون" يمثل أحد الأشكال التي تفنن المغاربة في إبداعها – ولا يزالون – متوسلين بلغة غير معربَة، وإن كانت في معجمها "العامي" تحاول أن تبتعد قليلاً عن اللسان الدارج المتداول، وأن تقتبس بعض ما يجعلها تقترب من اللغة المدرسية ؛ مع التصرف في الصيغ واعتماد جوانب بلاغية، والارتقاء بفنية الأسلوب.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ونرجح أن يكون سبب هذه التسمية راجعاً إلى "اللحن" بمعنى الخلو من الإعراب أو عدم الالتزام به، وليس بمعناه الدال على التنغيم للتغني والتطريب، كما سنبين فيما بعد لدا الحديث عن الطريقة التي كان يؤدى بها لأول نشأته.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وقد أطلقت على هذا الفن أسماء كثيرة دالة في معظمها على جانبه الإبداعي، مثل "الموهوب" و "السّْجية" و "الشـعـر" و "النظـم أو النّْظام" و "القريض" و "لوزان" و "اللّْغا" و "العلم الرقيق" و "الـﮔريحة". ولعل أبرزها جميعاً مصطلح "لَكْلام" الدال بقوة على عدم التَّغني، لا سيما حين يميز بينه وبين مصطلح "الآلة" الذي يقصد به التوقيع اللحني المصاحب بالآلات الموسيقية أو "لمَّاعن"، والذي ارتبطت تسميته بالموسيقى الأندلسية التي تشكل مع الملحون أبرز الأجناس الفنية بالمغرب.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] كما نرجح أن تكون الأُصول التي انطلق منها هي الأغاني والمرددات الشعبية المحلية، وإن تأثر فيما بعد – وهو يطور نفسه – بالأزجال والموشحات الأندلسية، وكذا بالقصيدة العربية، وبشعر العرب الوافدين إلى المغرب، ثم بـ "عروض البلد" الذي ظهر في الأمصار ؛ وهو قريب من الموشح.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وإذا كنا نربط "الملحون" بالأزجال، فلاعتبارنا أن الزجل في أصل استعماله الأدبي يطلق على الشعر الشعبي، قبل أن يرتبط بما أنتجه أبو بكر بن قزمان من أزجال أندلسية. وغير خاف أنه عاد اليوم ليطلق عند العرب على كل شعر يبدع باللغة العامية، ولا سيما مقطوعاته القصيرة القابلة للتلحين والغناء ؛ إلى جانب احتفاظه بمدلوله الأندلسي. وغير خاف كذلك أن المغاربة وضعوا لشعرهم تسميات كثيرة هي التي أشرنا إليها، ومن بينها "الملحون". على أني يوم كتبت أطروحتي عن هذا الفن جعلت لها عنواناً رئيسياً هو "الزجل في المغرب"، ثم عنواناً فرعياً هو "القصيدة"، على اعتبار أن الزجل في مفهومه الذي شرحت يبقى أوسع وأشمل.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] في هذه الفترات المبكرة يشار إلى شعراء كابن غرلة، وعبد المومن الموحدي، وأخته رميلة، وميمون بن خبازة، ومحمد بن حسون، وابن سبعين، وابن شجاع التازي، والكفيف الزرهوني، والمنصور الأعمى.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ولعل أقدم شيخ معروف عند حفاظ الملحون هو مولاي الشاد الذي عاش في القرن التاسع الهجري بتافيلالت، حيث ظهر بنمط شعري عرف يومئذ بـ"كانْ حتى كانْ". وهي تسمية معبرة عن تداوله الشفوي كأحد فنون القول، مع الإشارة إلى أن الكتابة جاءت متأخرة على يد غير العوام. وذلكم ما يزيد في توضيح التسمية بـ"لَكْلام" الواردة قبل.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ولتقديم نموذج لنظم هذا الشاعر، نسوق الأبيات التالية:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] لا تْقولوشي يا حسْرا اعْلى ازْمان الخير والشر افْكُل ازْمان كايْنين[/font]
[font=&quot] مـا حـدّْ اكْتـاب الله فالصّْـدور اعْــلاه نبكــيوْا اعـــلاه[/font]
[font=&quot] ما قاطْعِين يـاسْ من رحمـة الله واحبيبنا الشـافـع رسـول الله[/font]
[font=&quot] فاشْ جَـا ذنـب المخلـوقيــن عنـد واســع الغـفـــران[/font]
[font=&quot] وبحكم طبيعة هذا "الكلام"، فقد وقع الاهتمام بمن يحفظه ليسرده في الزوايا والمساجد ؛ وكان يطلق عليه "الحفَّاظ". ولإبراز أهميته شاع عند المعتنين أن "السَّجَّاي تَيَوْلَدْ والحفَّاظ تَيْرَبِّي" ؛ أي أن الشاعر يلد والحفاظ يربي.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] وعلى الرغم من أن هذه القراءة كانت تقوم على السَّرد أو "السّْرادة"، فإنها لم تكن تخلو من التمطيط والضغط على الحروف، مما يعطيها بعض التوقيع. ثم لم تلبث هذه المرحلة أن أفضت إلى الإنشاد المنغم والموقع، فأُطلق على المنشد "شيخ لـﮔريحة" و "شيخ النّْشاد"، موازاة مع "شيخ السّْيجة" و "شيخ النّْظام"، والمقصود بهما الشاعر.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وقد ارتبط الإنشاد في هذه الفترة بالنقر على "التّْعريجة" أو "لَـﮔْوال"، ثم لم يلبث في مرحلة لاحقة أن غدا يُصاحَب بالعزف على الآلات الموسيقية. وذلكم بعد أن تطورت مضامين الملحون ولم تعد مقتصرة على المواعظ، ومسها تنوع كبير كان الغزل في طليعته ؛ وكذا بعد أن عُرفت "نوبات الآلة" التي وفدت من الأندلس، بحكم التواصل الذي كان للمغرب معها على عهد الوحدة، ثم على إثر الهجرات التي توجهت إليه بعد عملية الاسترجاع.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وهكذا ظهر ما أُطلِق عليه "لوزان" الذي كان من أوائل نصوصه – إن لم يكن أولها – ما صدر عن عبد الله بن احساين الذي ينتمي كسابقه إلى تافيلالت وإلى القرن نفسه. وقد جاءت فيه الإشارة إلى "لوزان" و "كان حتى كان"، وكذا إلى تسميات أخرى. وفيه يقول:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] نبدا باسم الله انْظامي يا للِّي ابْغا "لـوزان"[/font]
[font=&quot] لوزان خِير لي أنايا من قُول "كان حتى كان"[/font]
[font=&quot] ربي الْهمني نمدح خِير لشْـراف يا لَخْوان[/font]
[font=&quot] بـ"الشعر السّْليس" الفايز هو ايْكون لي عوَّان[/font]
[font=&quot] حتى انْقول ما قالوا عشاق النّْبي افكل ازْمان[/font]
[font=&quot] وانْكون "افْلَقريض الملحون" أنا المادْحو حسَّان[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] مدَّاح مادْحو بَلْساني والشـوق له مَن لَكْنان[/font]
[font=&quot] والمادْحُو ابْقلب اكْنانو يرضاه ما عْيَا بلْسـان[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ويبدو أن نص الملحون بدأ يكتمل ليأخذ شكل "القصيدة" أو "لقْصيدْ"، وتجمع على "اقْصايد" و"قصْدان".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] هذا وقد جاء نص ابن احساين غنياً بملامح التطور الذي عرفه الملحون على يده. وهي ملامح سرعان ما أصبحت تقاليد يسلكها جميع شعراء الملحون. وتتمثل في البسملة التي استهل بها، ثم في التصريح بالاسم والمكان، على حد قوله في آخر مقطوعته:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] واسْمى افْلامْتي عبد الله بن احساين الـوَزَّان[/font]
[font=&quot] أَسايْلين عِنِّي فاضْرَا عاصي ومعدن النقصان[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وهو في الختام يؤرخ لقصيدته، في فخر بنفسه وهجاء خصومه بأنهم مجرد تلاميذ له، وهو مُعلمهم وفقيههم:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] تارِيخ حلّْتي "رحْل" عدَّ ازْمانها افكل ازْمان[/font]
[font=&quot] والقايلين ﮔـاع "امحضْرا" ونَا فْقيههم وزَّان[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وواضح وفق حساب الجمل، أن التاريخ هو ثلاثون وثمانمائة، إذ الراء بمائتين، والحاء بستمائة، واللام بثلاثين.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وما كان له أن يختم قبل أن يهدي السلام والتصلية على هذا النحو:[/font]
[font=&quot] واتْمام ما نْظمت الْسيدي من ذا العْقيق والعقيان[/font]
[font=&quot] حلاَّ امْوَصّْلاَ للمـاحي ما ناح طير علْ لَغْصان[/font]
[font=&quot] واسْلام ربّْنا للشّـرفا اوْهَـل لَهْدَا افكلّ امْكان[/font]
[font=&quot] والناظمين عن "ميزاني" واللِّي ايْزيد لُو "ميزان"[/font]
[font=&quot] وإذا كان ابن احساين قد سبق بهذا النص إلى النظم على البحر "المثنى" الذي هو شبيه بما عليه البيت في الشعر العربي القائم على الصدر والعجز، أو ما أطلق عليه أشياخ الملحون: "الفراش" و "الغطا"، فإنه لم يلبث أن نظم على بحر يكون البيت فيه مكونا من ثلاثة أشطار، وفق ما جاءت عليه قصيدته "اللقمانية" التي يقول في أولها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] يا راسِي نوصِيك كيف وصَّى ولْدُو لقمان[/font]
[font=&quot] وانْتَ تَصْغَا كِيف ما صْغا ولْدُو لَبْيانِي[/font]
[font=&quot] واتْوَصِّى بوصايْتي المرْوِيا قوم اخْرين[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] من هنا فُتح الباب للعديد من الأوزان التي قال فيها تلاميذه ومن جاء بعدَهم، من الذين طوروا الأداء كما طوروا المضامين، على حد ما سنرى بعد. وكان تلميذه الحاج اعْمارة قد وضع أسهل أوزان "المثنى" في قصيدة "الحجة" التي يقول في حربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] يا لْحضْرا قُولُوا بالسَّر ولَجْهار الصّْلا والسَّلام اعْلى النبي المختار[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وهو ميزان أطلقوا عليه "لَمْشَرْﮔِـي" أي المشرقي، إيحاءً بموضوع القصيدة الذي هو الحج إلى البقاع المقدسة في المشرق. كما أطلقوا عليه "لحْويَّط لْقصير" باعتباره أسهل أوزان المثنى. وهي تسمية شبيهة بما يوصف به الرجز الذي يسمى "حِمار الشعراء".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وفي هذا التوجه التطوري، كان ابنه وتلميذه محمد بن عبد الله بن احساين سباقا إلى النظم على البحر الرباعي (المربوع)، والخماسي (خامَسْ لشْطار).[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] فعلى الرباعي جاءت قصيدته المدحية التي أولها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] صلَّى الله امْع امْلايْكو علْ لَحْبيب العساري[/font]
[font=&quot] وامَرْ هـلْ لِيـمـان افلبْشـر[/font]
[font=&quot] بصلاة الهادي امْع اسْلامو فَايَات اسْوارُو[/font]
[font=&quot] صلــى الله اعْليـه وافْـرا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وعلى الخماسي نظم قصيدة "طامو" التي "حربتها" أي لازمتها التي واضح فيها ما لجأ إليه من جناس "تجنيس" أداره على اسم محبوبته:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] قالت يَمَّا اتْقول طَامُو قلت وأَبيك يَا لطَّـام[/font]
[font=&quot] يا قدّْ اعْلام فاللّْطـام قالت تَرَا ايْقول طاما[/font]
[font=&quot] تَاراتْ ايقول فاطما[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وذكر "الحربة" – أي اللازمة التي بها تُعرف القصيدة – يستدعي الإشارة إلى الشاعر حماد الحمري الذي كان سباقا إليها، بحكم تقسيمه القصيدة إلى مقاطع تحتاج إلى أن يفرق بينها. وهو ما يتضح من "ربيعيته" التي تتكون من تسعة أقسام، والتي جاءت حربتها التي نكتفي بذكرها على هذا النحو:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] الوردْ والزّْهر واغْصانو واشْجار باسْقا واطْيار [/font]
[font=&quot] ايْسبّْحو النعْم الغنِي والْما افْقلبْ كل اغْدير[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وكان لا بد لمثل هذا التطوير أن يصاحبه وضع مصطلحات دالّة. فبالإضافة إلى "التبييت" و "الفراش" و "الغطا" التي سبقت الإشارة إليها، فإنهم أطلقوا "الميزان" على البحر، و "القياس" على الوزن، و "الحرف" على القافية، و "الصّْروف" على التفعيلة.[/font]
[font=&quot] ورغبة في تحديد هذه "الصّْروف" فقد ظهرت محاولتان:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] الأولى نادى بها عبد العزيز المغراوي الذي هو صاحب هذا الديوان الذي نحن بصدد التقديم له. وهو كذلك من تافيلالت، وينتمي للقرن الحادي عشر الهجري. وكان لمكانته المتميزة ينعت بـ "شيخ لشياخ"، و "شجرة لكلام". وتقوم محاولته في ضبط التفعيلة على "الدندنة" أي "دانْ دانِي" باعتبارها مقياساً موسيقياً يقوم على الإيقاع لضبط التفعيلة، وفق ما يمكن تطبيقه على "حربة" قصيدة "المزيان" لقدور العلمي:[/font]
[font=&quot] حَنّْ واشْفق واعْطَفْ بَرْضاك يا لمزيان[/font]
[font=&quot] لا اسْماحَا ميعادَ الله يَا لهاجَـر[/font]
[font=&quot] دانْ دانِي يـا دانِي دانْ دانْ يـا دَانْ[/font]
[font=&quot] دانْ داني يا داني دانْ دانْ داني[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] والثانية دعا إليها المصمودي الذي هو من القرن نفسه، وكان يعيش بعد المغراوي بقليل، ويعتبر عميد الفن بعده، إلى حد قيل: "المغراوي شجرة لكلام والمصمودي فرع من فروعها". وتقوم دعوته على "مالي مالي ..." التي نمثل بتطبيقها على هذا البيت من "وردة" ابن سليمان:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] لا تْلوموني في ذا الحالْ جِيتْ نَشْهدَه وانْوَدِّي[/font]
[font=&quot] يا عْدُولي فالموت اسْبابي خدّْ الوَرْدا(1)[/font]
[font=&quot] لَلاَّ يـا مُـولاتـي لَلاَّ ويَا مـالِي مـالِي[/font]
[font=&quot] للاَّ يا مُـولاتـي للاَّ ويَا مالي مالـي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] في سياق هذه المحاولات التقنية – وهي ما تزال في بدايتها – لم يكن مستغرباً أن يظهر من يرفض قيود الوزن والقافية. وذلكم ما قام به ادريس لمريني الذي كان معاصراً لمحمد ابن احساين، إذ قال في أبيات تكشف ثورته الواضحة على هذه القيود:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] أنا ابْغيت نَنظَم و "الحرف" ابْدا ايْغور[/font]
[font=&quot] اعْلاه ما يْكون الشعر ابْلا "حرف"[/font]
[font=&quot] غير حسّْ اوقُول الكَلْمات[/font]
[font=&quot] ولوْدَن تسمعْ ما قلْتِي[/font]
[font=&quot] ولقلوبْ اتْغنِّي بَغْناك[/font]
[font=&quot]_______________________[/font]
[font=&quot](1) أو: خال افْوَرْدَا [/font]
[font=&quot] تَابْعا تلْديد المعنى[/font]
[font=&quot] ولا اعْنات ابْشي "قافيات"[/font]
[font=&quot] ....[/font]
[font=&quot] لاشْ نحبَسْ فكْري فـ"الحرف"[/font]
[font=&quot] ونحبس عقلي فـ: "التبييت"[/font]
[font=&quot] ولفْكار اتْماثَل لَطْيور[/font]
[font=&quot] ما رْضات اقْفر من "لَبْيات"[/font]
[font=&quot] جايب اسْلُوكو من "لحروف"[/font]
[font=&quot] والرّْكايَزْ من "لقْياسات"[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ومع ذلك، فقد استمر تطوير الأوزان والبحور على يد شعراء كبار، ومنهم الجيلالي امتيرد الفيلالي الأصل، وكان يعيش في أواخر القرن الثاني عشر الهجري وأوائل الثالث عشر. ولمكانته أطلق عليه "الفـاكْية د الشّْياخ" أي فاكهتهم، و "عرصَتْ لشياخ" أي روضهم. وقامت محاولته التطويرية على جعل "فراش" البيت أطول من "الغطاء". وهو ما جاءت عليه قصيدته "الساقي" التي حربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ألسَّاقي وﮔَّضْ لَرْيام ردّْ بالك النُّوبا لا تْغيب عن مُولاها[/font]
[font=&quot] كبّْ يالساقي راح اللِّيل[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ولم يكتف امتيرد بذلك، إذ أضاف بحراً جديداً أطلق عليه "السوسي" برز به في قصيدته "الحرَّاز" التي حربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] حرَّاز لَلاََّ لَرْسَامُو جِيتُو انْصيبْ قَلْبُو نَصْراني[/font]
[font=&quot] كيف عارْفُو ما زال[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وفي هذا البحر الذي يعرف عند بعض الأشياخ بـ"المزلوﮒ"، ومعناه الخيط الرقيق، تتكون القصيدة من أقسام، كل قسم منها يشتمل على:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1) بيت من شطرين[/font]
[font=&quot]2) أشطار مرسلة[/font]
[font=&quot]3) بيتين[/font]
[font=&quot]4) حربة على قياسهما[/font]
[font=&quot]وتتجلى ميزة هذا البحر في أنه مناسب للقصائد الحوارية.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ومن التطورات التي عرفتها القصيدة الملحونة كذلك، ظهور بحرين جديدين:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] أولهما: "مكسور الجناح"، وقد سبق إليه محمد بن علي العمراني المكنى "ولد ارزين"، الذي ولد بتافيلالت، ثم انتقل إلى فاس للدراسة والإقامة حتى غدا أعظم شعرائها، ولقب بـ "المعلم" قبل وفاته سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف للهجرة، الموافقة عام اثنين وعشرين وثمانمائة وألف للميلاد، وقد تجاوز الثمانين.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وتتكون القصيدة في هذا البحر من أقسام، كل منها يشتمل على ثلاثة أجزاء:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1) الدخول، وهو شطر يتيم، منه كانت التسمية[/font]
[font=&quot]2) مجموعة أشطار حرة أطلقوا عليها "لَمْطِيلْعَات" أو "لَكْراسا"[/font]
[font=&quot]3) البيت، ويكون على قياس "الحربة".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ومن الأمثلة عليه قصيدته الشهيرة بـ "المزيان" ؛ ونكتفي بذكر حربتها التي تقول:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] لِيَا قال المزيـان[/font]
[font=&quot] وَصَّفْ هذا الحسن يا للِّي تهواني[/font]
[font=&quot] قلت يا دابَل لَشْفار[/font]
[font=&quot] توصَافـك لا يحْصـار[/font]
[font=&quot] والثاني: بحر "المشتب" الذي يتكون القسم فيه من بيت يفصل بين أول أشطاره وبقيتها بمجموعة من الأشطار "لمطيلعات"، وكأن البيت مَحشُوٌّ بها ؛ إذ الشتب هو الحشو. وكمثال عليه، نسوق هذا القسم من قصيدة "التوبة" لأحد تلاميذ ابن علي، وهو محمد بن سليمان الفاسي الذي اشتهر بالتعبير عن معاناة المرض الذي عجل بوفاته. وفيه يقول:[/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أول البيت: ما فيها ما يبقى[/font]
[font=&quot]لمطيلعات: غِير نَعْم الباقي[/font]
[font=&quot] يا غْفيلْ مَا لكْ شاقي[/font]
[font=&quot] لاَيَنْ تَاتْزيدْ احْماقِي[/font]
[font=&quot] وِينْ مَن غَرَّتهم بالمال والنصر[/font]
[font=&quot] ما فازوا غير ابْلقْبَر[/font]
[font=&quot] ما نْفعهم فيها تَدبيرْ[/font]
[font=&quot] آسْعادتْ مَنْ دَار الخير[/font]
[font=&quot] نالْ سلْوان[/font]
[font=&quot] واعْليه ما صْعاب هَانْ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]بقية البيت: وَانْتَ ارْمِتْنِي لَهْلاكي في ذ الاسْواق[/font]
[font=&quot] نَلْحقْها مَخْليَّا[/font]
[font=&quot] اوْلا وجدت اعمارا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الأشياخ لا يعتبرون "المشتب" ولا تروقهم حتى تسميته، ويرون أنه لا بحر بعد "المبيت" إلا "السوسي" و "مكسور الجناح".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] والحق أنه بهذا النوع من التطور في البحور والأوزان، مما لم يعرفه الشعر المعرب، كثرت القصائد حتى قيل إن "الحافظ لألف وزن فشلان"، مثلما قيل عن "صاحب ألف وزن ليس بزجال".[/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot] وقد رافق هذا التطور تطور آخر تجلى في أساليب التفنن في التعبير، في نظر إلى ما هو معروف في الأدب العربي ومحاولة محاكاته. ونشير منها إلى ما يلي:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] أولاً: "التجنيس" أي الجناس. وقد برع فيه أحمد الـﮔندوز الرباطي الذي عاش في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، وامتد به العمر حتى أوائل الرابع عشر. يتضح ذلك من قصيدته "غاسق لنجال" التي يقول في أول أقسامها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] بَجْفاك عمْدَا لي عدت انْحيل[/font]
[font=&quot] ما شْفك تَعذابي اوْلا امْحاني[/font]
[font=&quot] سيف لجْفَا امْحانِي[/font]
[font=&quot] لَعْبَادْ لاَمْحانِي[/font]
[font=&quot]فامحاني الأولى جمع محنة، والثانية من المحو، والثالثة من اللمح.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وقد اشتهر كذلك في النظم على أسلوب "التضمين" الذي سنشير إليه بعد، حتى اعتبر عند الأشياخ "رايَس التضمين والتجنيس".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ثانياً: "التضمين" أو "التلزيم"، والمقصود به لزوم ما لا يلزم. وقد ذاع فيه إلى جانب الـﮔندوز، صيت الشاعر الفاسي أحمد الغرابلي المتوفى عام أربعين وثلاثمائة وألف للهجرة ؛ على نحو ما تكشف قصيدته "مـالكة" التي التزم فيها حرفي الكاف واللام ؛ وفي حربتها يقول:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] أرَايَتْ لَمْلاَكا[/font]
[font=&quot] يا مولاتي المالْكَا[/font]
[font=&quot] لِك العبد او كُلّْ ما مْلَكْ[/font]
[font=&quot] انت مالِكة احمايَتْ الملك[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ثالثاً: "النشب"، ويقضى باستهلال البيت بكلمة أو شطر من البيت السابق، ويطلق على الأجزاء المنشوبة: "لَمْطَارش". وقد يتم ذلك مباشرة على حد قول أحمد الغرابلي في قصيدته "عين الرحمة" التي منها قوله:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] أَعِين الرَّحْمـا الـرَّاحْمَا يا قرَّت لَنْيَام[/font]
[font=&quot] يا قرَّت لنْيام جُدْ لي يا بحر التعظيـم[/font]
[font=&quot] يا بحر التعظيم والفَضْل يا عين الرحْما[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وقد يكون بين كلمتين أو شطرين على شكل غير مباشر، كما في "فَارْحا" للتهامي المدغري الذي يعد عميد شعراء الملحون. وفي ثاني أقسامها يقول:[/font]
[font=&quot] [/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] رَفْدِي يا للاَّ الطَّايَــحْ بهْواك اعْيَا ابْقُولت أَحْ[/font]
[font=&quot] ما بين الهِيضْ والنُّواح سَرُّو بِينْ لَحْسُودْ بَايَحْ[/font]
[font=&quot] ﮔُـدَّامَكْ يَـا الْمالْحَا[/font]
[font=&quot] سَرُّو بِين لَحسودْ بَايَـحْ يا كنْز الكنْز والرّْبـاح[/font]
[font=&quot] يا رُوح الرُّوحْ والنّْجاح يَا دَامِي فَالفْجوجْ سايَحْ[/font]
[font=&quot] بِين ازْهارُو اللاَّقْحَا[/font]
[font=&quot] يَا دَامِي فَالفْجوجْ سايح كَمَّنْ مغْـرومْ بِك سـاحْ[/font]
[font=&quot] حسّْ الخلخال به صاحْ صاحَ الخلخال والدّْواوح[/font]
[font=&quot] في تَحياحْ لَمْـﮔابْحَا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ولا شك أن قارئ هذا النص يلاحظ أنه جاء على قافية الحاء التي كان المدغري ولوعاً بها، إلى حد وصف بأنه "حَيَّاح الحا". وحين سئل عن ذلك أجاب بأن حرف الحاء هو أكثر الحروف تعبيراً عن المشاعر، لأن الإنسان إذا التذ قال "أَح"، وإذا تألم قال كذلك: "أَحْ".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وإلى جانب هذه الأساليب التي لجأ إليها أشياخ الملحون لتجميل شعرهم وتنميقه و "تزويقه" كما يقولون، فقد شاع عندهم استمداد القافية من موضوع القصيدة. فقصائد المحبوبات غالباً ما تكون قافيتها هي آخر حرف في أسمائهن ؛ وإن لم تكن كذلك فهي "صيَّادية".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] كذلك تجنبوا حرف الهمزة في القافية، واعتبروا استعمالها "بَرْصاً". ولعل من بين القصائد القليلة التي جاءت كذلك، قصيدة للحاج الجيلالي الشبابي من سلا، قالها سنة خمس وستين وتسعمائة وألف، في تهنئة جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني بميلاد سمو الأميرة للا أسماء ؛ وفي حربتها يقول:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] بنْت اهمامْ الشعب سِيدْنا حسَن الأسماء[/font]
[font=&quot] الأميرة أَسْماء[/font]
[font=&quot] مُنَاي امْعَ ارْجَائِي[/font]
[font=&quot] قُرة عِين احْبِيبْنا وراحَتْ لَقْلوب امْلاَما[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ومثلها قصائد لعبد الحميد العلوي وحسن اليعقوبي من سلا في نفس المناسبة.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ثم إنهم قسموا الكلام إلى مستويات جعلوها على هذا النحو:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1) "اكْلام بالَغ" = بليغ.[/font]
[font=&quot]2) "اكْلام امْرصَّع" = مرصع ومنمق وجميل.[/font]
[font=&quot]3) "اكْلام ابْيض" = بسيط وواضح.[/font]
[font=&quot]4) "اكْلام اكْحل" = غامض ومعقد وصعب.[/font]
[font=&quot]5) "اكْلام امْسَلَّس" = مستقيم لا كسر في ميزانه.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] كما أنهم اعتبروا استعمال الكلمات المعربة الفصيحة عيباً أطلقوا عليه "البرص".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] بالإضافة إلى هذه التقنينات، فرقوا في السجية بين درجات ثلاثة:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- "المنقول" ويتمثل في اعتماد الروايات الواردة في الكتب، على نحو ما يلجأ إليه في نظم المدائح النبوية.[/font]
[font=&quot]2- "الهيض" ويعني وصف الواقع.[/font]
[font=&quot]3- "الغيظ" ويتجلى في نقل الأحاسيس والانفعالات.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وفرقوا كذلك بين:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- "السَّجَّاي" وهو الذي يقول شعراً فيه عواطف وأفكار.[/font]
[font=&quot]2- "الوهْبي" وهو القادر على النظم بدون أحاسيس ولا أفكار.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]كما فرقوا بين:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- "السَّلاَّخ" وهو الذي يسطو على معاني غيره ويبدل الألفاظ.[/font]
[font=&quot]2- "المسَّاخ" وهو الذي ينتحل شعر غيره ويحاول التغيير فيه.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وما كان لهذا التقنين وذاك التفنن أن يهمل أساليب الأداء، فاعتبروا براعة المنشد في أنه:[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]1- "ايْركَّب"، أي أن يأتي بقصيدة إثر قصيدة منشد آخر وعلى نفس ميزانها.[/font]
[font=&quot]2- "ايْفَجَّج"، أي أن يستعرض عدة نغمات في قصيدة واحدة، وإلا فهو يغني "اعْلى جَنْب واحَد". أما من يتقنه فيقال إن ميزانه "انْفَق" وإلا فهو يأتي به "امْصوَّر".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وللتوفيق بين الشعر من حيث هو لغة، وبين الأداء من حيث اعتماده على النغم واللحن، فإن المنشد قد يضطر إلى بعض التعديلات الصوتية في نطق الكلمات ؛ كما يضطر إلى إضافات لفظية لضبط الميزان، أطلقوا عليها: "التشحيرة" و "الترتيحة"، مما "يُشدُّ" به الميزان و "يقبض"، والذين يقومون به هم "الشَّدَّادَا".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ومثال ما يُشدُّ به الميزان قولهم:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] يا سيدنا[/font]
[font=&quot] أَسيدْنا أَسيدنا[/font]
[font=&quot] يا للاَّ يا للاَّ[/font]
[font=&quot] دادا امِّي أَللاَّ هْيَا لَلاَّ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] فمثلاً في قصيدة "اعْشِيَّت الجمعا" للتهامي المدغري، تأتي الحربة وما يتخلل أشطارها لضبط الميزان على هذا النحو:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] أنا اعِشيَّت الجَّمعا شاب اشبابي يا للاَّ يا للاَّ[/font]
[font=&quot] هلكتني عزْبا وشابَّــــــا يا للاَّ يا للاَّ[/font]
[font=&quot] مَن شاهَدهُم يَسْخَا بَشْبابـــو يا للاَّ يا للاَّ[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وزيادة في إضفاء جو نغمي على القصيدة وضبط ميزانها، جعلوا مقدمات لحنية أطلقوا عليها "السَّرَّابة"، وتجمع على "اسْرَارَب". وقالوا: "من لا يَوْزَن بسْرَارَبْ ميزانو يبقى عايَبْ". وهي عبارة عن قطعة قصيرة تكون في نفس البحر، وتتكون من:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- أبيات تمهيدية تُسمى "الدّْخول".[/font]
[font=&quot]2- "ناعورة" وهي أبيات قصيرة نادراً ما تكون أكثر من ثلاثة.[/font]
[font=&quot]3- بقية الأبيات[/font]
[font=&quot]4- "الرَّدْمَة" وهي الشطر الذي يختم به ؛ ويكون فاصلاً بين السرابة والقصيدة.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] والسرابة من حيث إنشادها أنواع أربعة:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1) "المزلوﮒ" : وتكون رقيقة حادة.[/font]
[font=&quot]2) "الـﮔبَّاحي" : وهي التي يصاحبها ضرب قوي ومتواصل بالأكف، وتكاد أغلب السرارب اليوم تكون من هذا النوع.[/font]
[font=&quot]3) "الحَضَّاري" وتنشد في استرسال سريع.[/font]
[font=&quot]4) "السَّماوي" وهي التي يستهل إنشادها ببطء كالموال، ثم يأخذ صوت المنشد في الارتفاع كأنه يصعد إلى السماء. ويطلق على هذا النوع كذلك "السرارب الحسناويين".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وقد ضعف نظم "السرابة" اليوم، إضافة إلى الخلط الذي يقع فيه المنشدون حين ينشدون "سرابة" قصيدة لغيرها، حتى ولو لم تكن منسجمة معها في الموضوع.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] هذا ويلاحظ ضياع كثير من "السرارب"، كما يلاحظ نسبتها لغير أصحابها، أو إنشادها دون معرفتهم. وهو ما يطلق عليه "اسْراربْ احْراميين".[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وأول من وصلتنا سراريبه، هو الشيخ الجيلالي امتيرد الذي سبق ذكره، ومن أشهرها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] اعلاش أَمحبوب خَاطْري تجفيني أَلجافيني واعْـــلاش دالْجفــا[/font]
[font=&quot] جِيتَكْ مَن خاطْري ولا ردِّتينـي كاتْمنِّيني يا شَــــارَدْ لعْفَــا[/font]
[font=&quot] خَالفْتِ فالقُول بـاشْ وعَدْتِنِــي ولا وصلْت الْرسْمِي قَاسِيتْ ما كْفَا[/font]
[font=&quot] قالت نـاس الشعر والقوافـــي الزِّين ابْلاتِيهْ صُورتُـــو تعْداف[/font]
[font=&quot] والخِير صاحْبُو يعرف[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وكما قد يبدأون بـ "السرابة" فكذلك قد يجعلون "موَّالاً" أو "تمْويلة" يقدمون بها للقصيدة. وكمثال على ذلك، نسوق تمويلة لقصيدة ابن سليمان التي حربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] يا راسِــي لا تشْقَى[/font]
[font=&quot] أَلتَّاعبْ لا بدّْ من لَفْراق[/font]
[font=&quot] لا تَامَـنْ فالدنيــا[/font]
[font=&quot] ابْناسْها غَــــرَّارا [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وهذه هي التمويلة:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] أَمَالي يا مالي[/font]
[font=&quot] للا يا مولاتي للا[/font]
[font=&quot] أمالي مَصْبَرنِي[/font]
[font=&quot] أغْرايبي لاموني[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot]ثم إنهم قد يختمون بـ "الدّْريدكة" التي هي - حين توجد – تتضمن ما يتضمنه القسم الأخير من القصيدة، على نحو ما سبقت الإشارة إليه.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ولم يكتفوا بهذا، بل زادوا فجعلوا مقدمات للأقسام أطلقوا عليها "انْواعَـر" و "اسْوِيرحات"، و "لكْراسا" و "العروبي". وهي غالباً ما يُبدأ بها في القسم الثاني، لأن الأول يبدأ بـ "الحربة". وهو ما لا نحتاج إلى تقديم نماذج له.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ومع هذا التطوير الذي مس الشكل والأداء، عرف المضمون كذلك تطويراً واسعاً، وذلكم ابتداء من القرن التاسع الهجري على يد تلاميذ عبد الله ابن احساين المشار إليه قبل. فعنده كانت القصيدة مقصورة على المديح النبوي وما يرتبط به من حِكم وتصليات. ثم جاء تلميذه الحمري الذي سبق ذكره، فقال في الطبيعة قصيدته الربيعية.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] واللافت للنظر أن تلميذاً آخر له هو محمد بن علي بوعمرو، سبق إلى غرض لم يكن يومئذ مسموحاً بتناوله، وهو الغزل، إذ أنشأ قصيدة "زهرة" التي أطلق عليه بسببها لقب "العاشق" ؛ وحربتها:[/font]
[font=&quot] زُوريني قَبْل اللاَّ نقْبــار[/font]
[font=&quot] يا هْلاَل الدَّارا زهــرا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] إلا أنها أثارت ضجة كبرى عند خصومه الذين نعتوه بالزندقة، وطالبوا برجمه وصلبه وإحراقه. وفي ذلك قال معاصره لمْراني:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] زَنْديق ابـن الزنديق اللِّي ايْردّْنـا فسَّـاق[/font]
[font=&quot] يَسْتَاهل الرّْجِيم ابْلَحجَر حتى ايْموتْ بالتَّحقيق[/font]
[font=&quot] وِيلا ايْموتْ يَتْصَلَّبْ عام وُبَعْد دَلّْتُو يُحْراق[/font]
[font=&quot] وَنْشَتّـتُو ارْمَادُو ونْقول هكْذا ابْغَى لَعْشِيـق[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] إلا أنه استمر ينظم في الغزل، إذ أضاف قصيدة "عَبْلَة"، وحربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ايلا اتْعذَّبْت اعْذابي من انْواجْلِي[/font]
[font=&quot] وِيلانا هْنِيت واسْعَدْنِي حَالِي[/font]
[font=&quot] اسْبَابي افْلَهْنَا اغْزالي عَبْلا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ومع ذلك، فما كان لهذا الغرض الذي ستكون له الصدارة فيما بعد، أن يزاحم المديح النبوي الذي أحرز كيانه في هذه المرحلة على يد الجيلالي امتيرد المتحدث عنه قبل، وربيبه الحاج محمد النجار، إلى حد لقب كل منهما بـ "مدَّاح النّْبي" ؛ ثم على يد تلميذ هذا الأخير، عبد القادر بوخْريص، وهو فيلالي، إلا أنه أقام في فاس.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ثم كان أن ظهرت موضوعات جديدة سبق إلى كثير منها محمد بن علي ولد ارزين الذي مر ذكره. وهي:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- "السُّولان" أي الألغاز والمعميات التي منها القصيدة التي يقول في حربتها:[/font]
[font=&quot] بَسْؤَالك اسْتفْخَر يا حفّاظـــي[/font]
[font=&quot] اوْلا ابْحال اللِّي عَارْفين سُولان[/font]
[font=&quot] وفيها يسأل عن ماهية الشعر والمواهب كيف تتسرب للنفوس، على هذا النحو:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] واسْأَل مَن ادْعاو اعْلى علْم الشعر وَلَمْواهَبْ[/font]
[font=&quot] واعْلى اشْمَنْ اسْبيل يدخل لَجْسَام[/font]
[font=&quot] كان لهم فالخلق ارْسامْ[/font]
[font=&quot] قسموه الفهَّام اقسام[/font]
[font=&quot] مَن لا يدْريهْ لا يْقولْ شاعر فالقول ايْجِيب[/font]
[font=&quot] واللِّي داخَل بحر لهْوا ابْجهلو يلقاه اصْعيب[/font]
[font=&quot] إِلا مَنْ وَدُّو رّْبنا الوهَّاب[/font]
[font=&quot] واللّي ادْعا اعْليك ابْجهلُو بَالْكَ تْسْتهابُو[/font]
[font=&quot] ما جاب عوض سولاني[/font]
[font=&quot] أَلُو أيْعيشْ ما عاشَ المرو ولا يجيب لوزان[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]2- السياسة، من خلال قصيدته "المصرية" التي تحدث فيها عن حملة نابليون على مصر، وهذه حربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] بَشَّار لَمْشَارَق جَانا حتّى اللَّمْغارَبْ[/font]
[font=&quot] بَشَّر الإسلام بِينْ مَصْر ولاَّت الإّسلام[/font]
[font=&quot] لِنـا اوْ لِـك يـا مـصــــر[/font]
[font=&quot] وجبت لَبْشَارا اللاَّ كيفها ابْشَــــارا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] كما أنه سار على نهج المغراوي في نظم الملاحم الطويلة، مثل قصيدة "الذرة" التي جاءت في ثلاثة وستين وخمسمائة بيت، وضمنها كثيراً من معارف عصره، وأولها:[/font]
[font=&quot] يالسَّاهي مَن نُومَك فِق سبَّح الرَّبّْ[/font]
[font=&quot] لِمْتَا وَانْتَ تَايَهْ افْلَغْرورْ لَوَّاب[/font]
[font=&quot] الصّْلا والسَّلام اعْلى اخْيَار لَنْسَابْ[/font]
[font=&quot] سيدنا محمد طه اشفيع لعْراب[/font]
[font=&quot] وإلى جانب هذه التطورات، عرفت القصيدة مضامين ذاتية متميزة، كما عند ابن سليمان المشار إليه في قصيدته "الطبيب" التي حربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] الطّْبِيبْ يَعرَفْ دَايَا والدّْوَا سُومُو غَالِي[/font]
[font=&quot] عَالْجُوني يَا ناسي لا نْمُوتْ مُوت الغَفْلا[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

[font=&quot] وكذا في قصيدته "الوردة" وحربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] لا تْلُوموني في ذا الحالْ جِيتْ نَشْهَدْ وانْودِّي[/font]
[font=&quot] يا عْدولِي فالمُوت اسْبابي خدّْ الوَرْدَا (أو خال افْورْدا)[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] كذلك سيعرف الملحون استعمال الرمز في قصائد يتأمل الشاعر فيها أحوال المجتمع، وينتهي إلى توقع أشياء فيما سُمِّي بـ "الجفريات". وقد برز فيها محمد بن قاسم العميري المكناسي المتوفى في منتصف القرن الثالث عشر الهجري، ومنها لاميته(2) التي يقول في حربتها:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] ذاك الوَلْد المهْبُول أَصْلُو مَنْ أناضُول[/font]
[font=&quot] الفَرْخ يَشْبَه اخْوالو[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] فعلى الرغم من أن الشاعر كان يعيش في عهد المولى عبد الرحمن الذي ولي عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف للهجرة، وتوفي سنة ست وسبعين ومائتين وألف، فقد بدا مضمون جفريته مطابقاً لما حدث بعد في عهد المولى عبد العزيز الذي دامت ولايته من إحدى عشرة وثلاثمائة وألف إلى اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف للهجرة، وكانت أمه تركية.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]_______________________[/font]
[font=&quot](2) وتنسب هذه القصيدة لابن عبود السلاوي.[/font]
[font=&quot] ومثله معاصره – تقريباً – محمد الموقت المراكشي الذي يبدو أنه كان معاصراً للعميري، والذي قال قصيدة ظهر وكأنه فيها يتنبأ بدخول الحماية عام ثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة، الموافق سنة اثنتي عشرة وتسعمائة وألف للميلاد، وهذه حربتها:[/font]
[font=&quot] أَسَايلْني انْفِيدَكْ ابْكافَر باريز[/font]
[font=&quot] اسْتفَدْ أُكُنْ عَايَقْ واتْبَعْ الغُرْزَا[/font]
[font=&quot]** ** **[/font]
[font=&quot] هذا، وسيشهد الملحون تألقه في القرن التاسع عشر الميلادي، على يد مجموعة من الشعراء الكبار ذكرنا بعضهم من قبل ؛ ولا سيما منهم شاعرين متميزين:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]أولهما: عبد القادر العلمي المعروف بسيدي قدور. وهو من مكناس وأحد أوليائها المعروفين، لما كان له من أحوال ومقامات.[/font]
[font=&quot] اشتهر في قصائده بالحكمة والموعظة حتى لقب بـ "فيلسوف الملحون". وكانت فلسفته تسير في اتجاهين: أحدهما متشائم كقوله:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] هادُو اشْروط اعْلامات التَّخْراب[/font]
[font=&quot] عاد النّفاق امْودَّا بِين الكُبْــرا[/font]
[font=&quot] بَالحِيـلا والمصانْعـا ولَخْـدع عادت اخْلايق اطْبَايعهم مقْلُوبا[/font]
[font=&quot] مذهبهم نَدْرِيه خمَّمت اولاد جِيلْنا ﮔَـاعْ بَعْصَا وحْدَا امَضْرُوبا[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]والثاني متفائل على حد قوله في قصيدة "الدار"، مبينا أن الحياة لا تخلو من الحلاوة والمرارة:[/font]
[font=&quot] يوم اشْلوق اوْ يُومْ زَقُّـوم اوْ يومْ مسْتَعْدل بِين الطِّيب والزّْهاما[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وهو ما يؤكده في قصيدة "طامو":[/font]
[font=&quot] معلومْ كِيف ما دامتْ رخْفَا ما تْدُوم شَدَّا[/font]
[font=&quot] هذا امْواجَبْ احْكام اصْروف الدهـر[/font]
[font=&quot] يـوم احْـلاَ مـن طـعـم التـمـر[/font]
[font=&quot] أو يـوم كمثـل الحنْظـل مـــرّ[/font]
[font=&quot] كما اشتهر بأنه غالباً لا يذكر اسمه على عادة الأشياخ.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وعند بعض الذين ترجموه أنه توفي عام ستة وستين ومائتين وألف للهجرة، بعد أن ناهز المائة عام ؛ وكان بذلك معاصراً للسلطان المولى عبد الرحمن بن هشام، وذا علاقة متبادلة معه. ومن إبداعاته التي ذاع صيتها: قصيدة "التوسل" التي يقول في حربتها:[/font]
[font=&quot] يا من ابْلاني عافِني ارحمتَك انَّال[/font]
[font=&quot] خفّْ ثقْلِي يتْسرَّح يَرْتْخا اعقالي[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot] وتجدر الإشارة إلى أن بعض شعره نسب لغيره، كما نسب له ما صدر عن بعض معاصريه، ولا سيما من تلاميذه، أمثال الطيب الواستري، ومحمد بن هاشم العلوي، وعزوز اللمتوني.[/font]
 
أعلى